عبدالباسط خضر بوكر1
1 باحث الأردن.
HNSJ, 2023, 4(2); https://doi.org/10.53796/hnsj4242
تاريخ النشر: 01/02/2023م تاريخ القبول: 21/01/2023م
المستخلص
يقترن الفعل في اللغة العربية بلواحق قد تغير و قد تُخرجه من الدلالة التي وضع لها، ويلاحظ هذا الامر فيدراسة الصيغ التي جاء بها الفعل الذي دفع الباحث الى إعراب القرآن الكريم وتفسيره. والوقوف على معانيها المتعددةِّ، مستعينا بكتب النحو والمعاجم مَّما يقتضي أن نقف عليها ونعمل على الفاظه في القرآن الكريم وفيما بعد نقدم آراء مختلفة في أمر المشترك اللفظي توضيحها وفهم المراد منها.
إن اللفظ المشترك موجود في اللغة العربية، وأنه يصح إطلاقه على معنييه، أو معانيه جميعاً، إطلاقاً لغوياً، وأن كل ما يتناوله اللفظ من المعاني المتفقة، يجوز أن يكون مراداً منه، لا فرق في ذلك بين المفردات، والجمل؛ فيجوز لك أن تقول: تعدى اللصوص البارحة على عين زيد، وتعني بذلك أنهم عوروا عينه الباصرة، وعوروا عينه الجارية، وسرقوا عينه التي هي ذهبه، أو فضته، وجاءت عيون الملك لتقبض على اللصوص.
والذاهبون إلى القول بإعمال اللفظ المشترك هم جمهور أهل العلم من اللغويين والمفسرين، في مقدمتهم الشافعي والطبري؛ يقول الشافعي في هذا الصدد: “الاسم المشترك إذا ورد مطلقاً، كـ (العين)، و(القرء) عُمِّم في جميع مسمياته، إذا لم يمنع منه قرينة، وكذا اللفظ الذي يُستعمل مجازاً في محل، وحقيقة في محل، يُعمَّم كلفظ (اللمس)، يُحمل في نقض الطهارة على اللمس باليد، والجماع”.
الكلمات المفتاحية: الألفاظ . المشتركة .القرآن . نماذج
المقدمة
الحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه على النبي الأمين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، من المعلوم أن مباحث اللغة العربية على صلة وثيقة بالمباحث القرآنية، ولا غرو في ذلك،
مباحث اللغة العربية على صلة وثيقة بالمباحث القرآنية، ولا غرو في ذلك، فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، والعلاقة بينه وبين اللغة العربية علاقة وشيجة، لا تنفصم بحال. ومن المباحث اللغوية ذات الصلة بتفسير كتاب الله الكريم مبحث الألفاظ المشتركة، فما المراد بالألفاظ المشتركة، وما الموقف منها بخصوص تفسير كتاب الله العزيز، وما أمثلتها من القرآن الكريم
وما زالت معاني القرآن الكريم بكراً تتجدد في كل عصر لأنه القاعدة العريضة للشريعة الإِسلامية الصالحة لكل زمان ومكان. ولما كانت معاني هذا القرآن مكنونة في ألفاظه العربية المعجزة تنوعت مسالك العلماء في استخراج معانيه من هذه الألفاظ، وقامت دراسات حول ألفاظه العربية كي يتسنّى للفقيه، والمفتي، والحاكم، وطالب الفائدة معرفة أحكامه ومعانيه،
وقد نتج عن بعض هذه الدراسات ما يسمى بالوجوه والنظائر في القرآن الكريم التي كشفت النقاب عن المعاني المتعددة والمتجددة التي يصلح أن يدل عليها اللفظ الواحد، وكذلك المعنى الواحد الذي يصلح أن تدل عليه ألفاظ متعددة. وهذا يدل على اتساع قاعدة الشريعة الإسلامية كي تصلح لعلاج الحياة البشرية في كل مكان وزمان.
اللفظ والمعنى في اللغة العربية قضيتان خاضت القول فيهما حقول معرفية متعددة، وأنتجت مباحث كثيرة تعرضت لجوانبها النظرية وتطبيقاتها في الشعر والخطابة والمثال والبلاغة
أشكر جامعة يوزونجوييل وكل الموظفين والقائمين عليها .
بالأخص شكري موصولٌ لأستاذي ومشرفي الدكتور الفاضل: صلاح الدين صونمزصوي، لما قدم لي يد عونٍ من خلال توجيهاته القيمة، حتى خرج البحث بهذا الشكل إلى الوجود، فجزاه الله خيرا، وبارك الله في عمره.
التمهيد
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سخر الله جمعا غفيراً من علماء المسلمين لخدمة القرآن، بعد أن حفظه المسلمون في الصدور قبل السطور، فوضعوا علوم العربية المختلفة من نحو، وصرف، وبلاغة، خدمة للقرآن العظيم، و وضعوا مؤلفات كثيرة في هذا الحقل مثل: “البرهان في علوم القرآن الكريم”، للزركشي (ت: 794هـ) وكذلك “مفردات غريب القرآن” للراغب الأصفهاني (ت: 502) وغيره، وأمَّا في حقل التفاسير فقد تنوعت اتجاهاتها، والمقام لا يسنح بحصر تلك الاتجاهات؛ لذا أكتفي بما ذكرت، ومن أراد الاستزادة، فكتب العلم مبسوطة، ومتاحة للجميع .
لذلك القرآن مازال مصدراً غنياً للدراسات والبحوث، وإظهار معانيه ودلالته، وسيظل ثريَّا، وغنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ويتمثل هذا الثراء في كل حرف من حروفه، وفي كلماته، وأساليبه، وأحكامه ومن تلك العطاءات القرآنية الدالة على ثراء القرآن الكريم في ألفاظه وأساليبه قضية المشترك اللفظي، والتي أولاها العلماء اهتماما كبيرا، ولا يزالون يقون بالبحث والدراسة حول هذا الموضوع؛ لذا الدراسات التي ركزت على الجانب المشترك اللفظي كثيرة ومتنوعة، أمَّا دراستي فقد قصرتها على دراسة الألفاظ المشتركة في القرآن الكريم وقد ضمنت الدراسة بالعديد من النماذج التي وضحت من خلالها تلك القضية، وقد كان اعتمادي الأكبر في هذه الدراسة على كتب الاشباه والنظائر وكتب اللغة.
مشكلة الدراسة:
تحاول هذه الدراسة جاهدة أن تجيب على الإشكاليات الواردة في البحث، والتي يمكن إجمال هذه الأسئلة في النقاط التالية :
1. بيان المقصود من المشترك ومفهومه في القرآن الكريم؟
2. ذكر الآيات التي ذكر فيها اللفظ المشترك ؟
3. بيان القواعد التي يجب العمل بها مع اللفظ المشترك ؟
وبداية أقول إن مجال عملي أو حدود دراستي في هذا البحث يقتصر على دراسة المشترك اللفظي من خلال آيات القرآن الكريم، والآيات التي ذكر فيها اللفظ المشترك.
أهداف الدراسة:
لا شك أن وراء كل عمل علمي أهداف لا بد أن يحققها، وهذه الدراسة كغيرها من الدراسات الأخرى تكمن وراءها أهداف يريد البحث أن يحققها، والهدف الأسمى من هذا البحث هو بيان معنى المشترك اللفظي من خلال دراسة الآيات التي ورد فيها، ومن تلك الأهداف إظهار أسلوب القرآن في دراسة الألفاظ المشتركة إلى غير ذلك من الأهداف الأخرى، والتي يضيق المقام عن ذكرها
الدراسة السابقة في هذا الموضوع كثيرة ومتنوعة، سواءً كان من العلماء القدماء أو اللغويين، لا مجال لضمها وحصرها هنا، لأنّ القرآن البحث فيه وبيانه لا ينته إلى يوم القيامة، أمَّا فيما يخص الدراسات الأكاديمية في الجامعات نعرضها ما يلي:
1. المشترك اللغوي باتفاق المباني وافتراق المعاني في كتاب الترجمان عن غريب القران للامام تاج الدين ابو المحاسن عبدالباقي بن عبدالمجيد بن عبدالله الققرشي اليماني ت 734ه
2. المشترك اللفظي في الحقل القراني د عبدالعال سالم مكرم ط 1 مؤسسة الرسالة 1996م
3. الاشباه والنظائر تاليف الامام تاج الدين عبدالوهاب بن علي ابن عبدالكافي السبكي ط 1 دار الكتب العلمية 1991م
واستفدت من هذه الدراسات في معرفة الأمور التي يعتمد عليها في الدراسة التحليلية ، لبيان الفاظ المشتركة في القرآن الكريم.
أمَّا دراستى الالفاظ المشتركة لن تختلف كثيراً عن الدراسات السابقة، ولكن في دراستي ألقيتُ الضوء على مجموعة من الآيات التي جاء فيها لفظ المشترك، وبينت دلالته ومعناه، وتناولتُ إبراز العلاقة المشتركة بين الآيات..
أمَّا الجديد في بحثي لم أجد دراسة مستوفياً كافياً للالفاظ المشتركة في القرآن الكريم، فكان دراستي على جانب الذي لم يُدرس بشكل مستوف.
من المعلوم أن هناك مناهج كثيرة يتم تطبيقها على الدراسات العلمية إلا أنني اخترت من بين تلك المناهج الكثيرة المنهج التحليلي، فهو الأنسب لتلك الدراسة، وسأقوم من خلال هذا المنهج بعرض الآيات القرآنية التي اشتملت على المشترك اللفظي، وتحليل تلك الآيات للوقوف على سمات القرآن في دراسة هذا الأسلوب، بعد الوقوف على مضمون الآيات الواردة في البحث من خلال بيان معاني المفردات والمعاني الدلالية، واللغوية ومفهوم الآيات، ثم عرضها في مباحث وبغية الوصول الى نتيجة مرضية من خلال هذا الموضوع.
خُطة البحث:
المبحث الأول: تناولتُ مفهوم الالفاظ المشتركة في القرآن الكريم، وتعريف المشترك اللفظي لغة واصطلاحا.
المبحث الثاني: تناولتُ أقسام اللفظ المشترك.
المبحث الثالث: نماذج قرآنية للفظ المشترك.
المبحث الرابع: قواعد العمل باللفظ المشترك.
أسال الله أنْ يكون هذا العمل والجهد خالصاً لوجه الكريم، وأن يغفر زلَّاتي وهفواتي، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآخر دعوانا الحمد الله رب العالمين.
مفهوم الالفاظ المشتركة في القرآن وتعريف المشترك اللفظي لغة واصطلاحا.
في هذا المبحث أتناول مفهوم الألفاظ المشتركة في القرآن الكريم.
1.1. مفهوم الألفاظ المشتركة
المقصود من تعريف المشترك اللفظي هو إطلاقُ اللفظ على حقيقتين، وقد تجادَل الأصوليون حول وجود اللفظ المشترك من الأساس، وهم يختلفون في وقوعِه على أربعة آراء:
أحدها: أنه واجب؛ أي: يجب بحُكم المصلحة العامة أن يكونَ بين اللغات ألفاظٌ مشتركة.
والثاني: أنه مستحيل.
والثالث: أنه ممكِنٌ غيرُ واقع.
والرابع: أنه ممكن واقع، وإن كان أكثرهم يذهبون إلى إمكانِه ووقوعه، مستدلِّين بوقوعه فعلاً في اللغة، وفي بعض ألفاظ الشرع؛ كلفظ: القَرء في قوله تعالى ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾[1]
فاللفظ يتردَّد بين الطُّهر والحيض، وكذلك قوله تعالى: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴾[2] فالفعل عَسْعَسَ يتردد معناه بين: أقبَل وأدبَر.
كما وُجِدت في اللغة ألفاظٌ وُضِعت لأكثرَ من حقيقة؛ أي: بالاشتراك في أشياء مختلفة؛
كلفظ: العين وُضِع للعين الباصرة، وموضوعة كذلك للماء المتفجِّر من الأرض، وعين الشمس، والجاسوس، وللنقد، فيقال: اشتريت بالدَّين لا بالعَين[3]
ويرى الغزالي أن الألفاظ المتعددة بالإضافة إلى المسميات المتعددة على أربع منازل. وهي المترادفة، والمتباينة، والمتواطئة، والمشتركة.
2.1. المشترك لغة:
من (شَ رَ كَ)، الشين والراء والكاف كما يقول ابن فارس أصلان: أحدهما يدل على المقارنة خلاف الانفراد، والثاني يدل على الامتداد والاستقامة. وشاركه وتشاركوا واشتركوا أي تساووا، وفريضة مشتركة يستوي فيها المقتسمون، وطريق مشترك يستوي فيه الناس، واسم مشترك تشترك فيه معان كثيرة كالعين ونحوها.[4]
وقد أشار علماء اللغة إلى هذه الظاهرة بأنها اتفاق اللفظينِ، والمعنى مختلف[5]
وأشار إليه الشافعيُّ بقوله “وتُسمِّي العربُ بالاسم الواحد المعانيَ الكثيرة” [6]
قال ابن فارس : ” الشركة: وهو أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدُهما، ويقال: شاركت فلانًا في الشيء، إذا صِرْت شريكه” .[7]
عرف العلماء المشترك بأنه اللفظ الموضوع للدلالة على معنيين أو أكثر بأوضاع مختلفة، وتعددت تعريفات علماء الأصول للمشترك وإن كانت كلها تجتمع حول تعدد الوضع والمعنى، ومن هذه التعريفات:
ما ذكره القرافي: “أن المشترك هو اللفظ الموضوع لكل واحدٍ من معنيين فأكثر وضعاً مستمراً”.[8]
وعرفه صاحب البحر المحيط بانه: اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين أو أكثر دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة”[9] “اللفظ الموضوع لحقيقتين مختلفتين أو أكثر وضعاً أولاً من حيث هو كذلك”.[10]
ويمكن توضيح التعريف الأخير الذي تتوافق عليه أكثر أقوال العلماء من المتكلمين والحنفية من خلال بيان محترزاته وقيوده وهي:
قولنا اللفظ: يشمل الأسماء مثل الجارية بمعنى الأمة والسفينة، والأفعال مثل عسعس: بمعنى أقبل وأدبر، أو بان: بمعنى ظهر و اختفى، ومنها البين أي الفراق والبعد. والحروف نحو تردد (مِنْ) بين ابتداء الغاية والتبعيض[11] كما في قوله تعالى: فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ[12]
وقولنا الموضوع لحقيقتين مختلفتين: احترز به عن الأسماء المفردة، وخرج بقيد: أولًا: اللفظ المنقول من معنى لآخر.
وخرج بقيد الحيثية (من حيث هو): المتواطئ فإنه يتناول الماهيّات المختلفة، لكن لا من حيث هي كذلك، بل من حيث إنها مشتركة في معنى واحد. كقولك: نور الشمس، ونور السراج.
وعليه فالألفاظ المشتركة تطلق على مسميات مختلفة لا تشترك في الحد والحقيقة البتة كاسم العين يطلق على العضو الباصر وعلى الميزان وعلى الموضع الذي يتفجر منه الماء وهي العين الفوارة وعلى الذهب وعلى الشمس، وكذا لفظ المشتري على القابل في عقد البيع وعلى الكوكب المعروف، وهكذا.
والاسم المشترك قد يدل على المختلفين كما ذكرنا، وقد يدل على المتضادين كالجلل للحقير والخطير، والناهل للعطشان والريان، والجون للسواد والبياض، والقرء للطهر والحيض وغيرها. [13]
2. أقسام اللفظ المشترك.
في هذا المبحث ندرس الألفاظ ذات الصلة بالمشترك في القرآن الكريم.
من الألفاظ ذات الصلة بالمشترك:
1.2. المجمل: هو اللفظ المبهم الذي لا يعرف معناه والمراد منه إلا ببيان من المجمِل أو بقرينةٍ خارجيةٍ تحدد معناه.[14]
وقيل هو ما ازدحمت فيه المعاني وأشتبه المراد منه اشتباها لا يدرك بنفس العبارة بل بالرجوع إلى الاستفسار ثم الطلب ثم التأمل. مثل لفظ الربا، و الصلاة، والزكاة وغيرها. [15]
وكثيراً ما يذكر الأصوليون -أتباع مدرسة المتكلمين- المشترك ضمن أقسام المجمل وذلك لأن كلاً منهما يدور حول احتمال اللفظ لمعنيين فأكثر، وهذا الاحتمال في المشترك واقع بسبب الوضع اللغوي، وأما في المجمل فقد يكون احتمال المعاني بسبب الوضع أو العقل أو غيرها ؛ ولذا قالوا إن كل مشتركٍ مجملٌ وليس كل مجملٍ مشتركاً.[16]
وأما علماء الأصول من الحنفية فيعدون المشترك من أقسام وجوه النظم مع العام والخاص والمؤول، بينما المجمل من أقسام وجوه بيان النظم مع الخفي والمتشابه: جاء في كشف الأسرار” المجمل … ما ازدحمت فيه المعاني، أي تدافعت يعني يدفع كل واحد سواه لا أنه شمل معاني كثيرة، وقوله المعاني، ليس بشرط لصيرورته مجملا؛ لأن اللفظ المشترك بين معنيين قد يصير مجملاً إذا انسد فيه باب الترجيح كما مر، والمراد من المعنى ههنا مفهوم اللفظ، والأولى أن يقال المراد من ازدحام المعاني تواردها على اللفظ من غير رجحان لأحدهما على الباقي كما في المشترك في أصل الوضع إلا أن التوارد ههنا أعم منه في المشترك؛ لأنه في المشترك باعتبار الوضع فقط وههنا باعتباره وباعتبار غرابة اللفظ وتوحشه من غير اشتراك فيه وباعتبار إبهام المتكلم الكلام”(.[17]
ويفترق المشترك عن المجمل في كونه قد يتوصل إلى معناه بمجرد اللغة، فالفقيه قد يرجّح أحد معاني المشترك بمجرد تأمله في اللغة أو بالقرائن. بينما لا يستدرك المراد من المجمل بمجرد اللغة أو صيغة اللفظ بل لا بد من الرجوع إلى بيان من المبيّن (المجمِل) لتحديد معناه.
فالمشترك يحتمل الإدراك لمعانيه بالتأمل في معنى الكلام لغةً برجحان بعض الوجوه على بعض. أما المجمل فمما لا يدرك لغةً؛ لمعنى زائد ثبت شرعاً، أو لانسداد باب الترجيح لغةً فوجب الرجوع فيه إلى بيان المجمِل.[18]
2.2. المنقول: هو اللفظ الذي نقل عن مسماه إلى مسمى آخر على سبيل الثبات لعلاقة بينهما، ثم استخدم في المعنيين معاً.[19]
وإذا كانت دلالة اللفظ على المنقول له أقوى من المنقول عنه يسمى منقولاً، وأما إن كانت دلالة اللفظ على المنقول عنه أقوى من المنقول له سمي اللفظ حقيقةً وسمي اللفظ المنقول له مجازاً.[20]
وقد يكون النقل بواسطة الشرع فيسمى اللفظ شرعياً كلفظ الصلاة دل بالوضع على مطلق الدعاء، ثم نقله الشارع للدلالة على هيئة الصلاة المخصوصة بأقوال وأفعال.
وأما إن كان الناقل هو العرف فيسمى اللفظ عرفياً، كلفظ الدابّة وضع في الأصل للتعبير عن كل ما يدب على الأرض ثم نقله العرف إلى معنى خاص وهو دابّة البهيمة دون الإنسان.
ويتفق المنقول والمشترك في تعدد المعنى والوضع في كل منهما.
ويختلفان في كون المشترك وضع لمعنييه أو معانيه على السواء، أي على الحقيقة، بمعنى أنه وضع لهذا ووضع لذاك في الوقت ذاته، من غير اعتبار النقل من أحدهما للآخر.
أما المنقول فلم يوضع للمعنيين على السواء، بل وضع لأحدهما أولاً، ثم نقل للآخر لمناسبة بينهما، مع هجـر المعنى الأول.[21]
وعند وقوع التعارض بين الاشتراك والنقل، قيل: إن النقل أولى؛ لأن اللفظ يكون عند النقل لحقيقةٍ واحدةٍ مفردةٍ في جميع الأوقات، والمشترك مشتركٌ في الأوقات كلها.[22]
3.2. المستعار: هو الاسم المنقول مؤقتاً إلى غير ما وضع له لعلاقة بينهما.
وقد أوضح الغزالي معناه بقوله:”أن يكون اسمٌ دالاً على ذات الشيء بالوضع ودائماً من أول الوضع إلى الآن، ولكن يلقب به في بعض الأحوال لا على الدوام شيءٌ آخر لمناسبته للأول على وجه من وجوه المناسبات، من غير أن يجعل ذاتياً للثاني وثابتاً عليه ومنقولاً إليه”.[23]
ومن أمثلة الألفاظ المستعارة عن معانيها الأصلية لفظ الأم، فإنه موضوع للوالدة ويستعار للأرض يقال إنها أم البشر. ومنها أيضاً: رأس المال، وجه النهار، عين الماء، حاجب الشمس، أنف الجبل، ريق المزن، يد الدهر، جناح الطريق، وكبد السماء.[24]
ومن استعارات القرآن: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ [25] وقوله تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [26]
ويتفق اللفظ المستعار مع المشترك في تعدد المعنى في كلٍ منهما، ويختلفان في كون المشترك لا علاقة بين معانيه، بل كل معنى مقصود على الحقيقة، بينما توجد علاقة مجازية بين اللفظ المنقول والمنقول عنه.
أما الفرق بين اللفظ المنقول واللفظ المستعار فهو أن النقل ثابتٌ أو دائمٌ في المنقول ومؤقتٌ في المستعار.
4.2. المتواطئ: هو اللفظ الكلي الذي يكون حصول معناه في أفراده الذهنية والخارجية على السواء، كلفظ الإنسان، فكل فردٍ من أفراد هذا اللفظ لا يزيد على الآخر في الحيوانية والناطقية([27]).[28]
وسمي اللفظ الذي يستوي معناه في أفراده متواطئاً لأنه متوافق،يقال: تواطأ فلان وفلان أي: اتفقا.
ولعل هذا الاتفاق بين أفراده جعل له صلةً بالمشترك من حيث تعدد الوضع، لكن الفارق بينهما كبيرٌ كما هو واضحٌ؛ إذ يتنوع المعنى في المشترك ويتحد في المتواطئ. [29]
3. نماذج قرآنية للفظ المشترك
في هذا المبحث سأعرض الفاظ مشتركة في آيات قرآنية
1.3. الأمثلة القرآنية على المشترك
مثال اللفظ المشترك المختلف المعاني: لفظ (الأمة) من الألفاظ المشتركة،
وإنما دل في القرآن في كل موطن على معنى واحد، دلَّ عليه سياق الكلام، فمثلاً في قوله تعالى:( ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة [30](،
لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الأمد والحين.
وقوله تعالى ( إن إبراهيم كان أمة [31](لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الإمام الذي يُقتدى به. وقوله سبحانه: بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة [32]( ، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الدين والملة.
وقوله عز وجل ) ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون)[33] لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الجماعة من الناس.
وقوله تبارك وتعالى ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ( [34]لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الفرقة والطائفة.
وهكذا نجد أن لفظ (الأمة) وهو لفظ مشترك، جاء في كل آية من هذه الآيات بمعنى مختلف، حدده السياق الذي ورد فيه.[35]
ولفظ (الفتح) في القرآن جاء بمعان متعددة، حددها السياق، فجاء بمعنى الفتح المادي، وهو الأصل في معنى (الفتح)، والمثال عليه قوله سبحانه ( ولما فتحوا متاعهم} [36]( فتحوا متاعهم} الفتح المادي الذي يزيل الأربطة عن المتاع. وجاء بمعنى الفتح المعنوي، كما في قول الله تعالى: {قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم)[37] أي: بما أعطاكم الله ومنحكم من الخير ومن العلم. وجاء (الفتح) بمعنى النصر والغلبة، كما في قوله سبحانه: {ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين [38]
2.3. مثال اللفظ المشترك المتضاد،
قوله عز وجل: ( والليل إذا عسعس}[39] (، فلفظ عسعس من الألفاظ المشتركة المتضادة، يأتي بمعنى: أقبل، ويأتي بمعنى: أدبر، والسياق هو الذي يحدد المعنى،
وقد اختار الطبري أن الصواب من القول هنا أن يكون عسعس بمعنى: أدبر؛ وذلك لقوله سبحانه: {والصبح إذا تنفس} [40]( ، فدل ذلك على أن القَسَمَ بالليل حال إدباره، وبالنهار حال إقباله.[41]
3.3. مثال حمل اللفظ المشترك على معنييه،
قوله عز وجل ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا[42]( لفظ (الجهاد) في الآية لفظ مشترك، يُطلق على مجاهدة النفس في إقامة شرائع الإسلام،
ويطلق على مقاتلة الأعداء في الذبِّ عن ديار الإسلام، وقد فُسِّرت الآية بكلا المعنيين.
ومن هذا القبيل قوله تعالى ( كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة [43]( ،
فلفظ (القسورة) مشترك بين (الرامي) وبين (الأسد)، وحمر الوحش إذا رأت الرامي فرت، والحمر الأهلية إذا رأت الأسد فرت، واللفظ صالح للمعنيين؛ فيُحمل على المعنيين جميعاً.
أولا: مثال حمل اللفظ المشترك في حقيقته ومجازه قوله تعالى ( الم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس [44]،[45]
فـ(السجود) له معنى حقيقي، وهو وضع الجبهة على الأرض، ومعنى مجازي، وهو التعظيم، وقد استعمل فعل) يسجد)هنا في معنييه المذكورين لا محالة، الحقيقي والمجازي.
ثانيا: ومن قبيل استعمال المعنى الحقيقي والمجازي أيضاً، قوله عز وجل ) ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء[46](
فبسط الأيدي حقيقة في مدها للضرب والسلب، وبسط الألسنة مجاز في عدم إمساكها عن القول البذيء، وقد استعمل هنا في كلا معنييه.
وكثيرٌ من كبار المفسِّرين اعترفوا بوقوع المشترك اللفظي في القرآن الكريم واللغة العربية [47]
قال القرطبي: الأمر في القرآن يتصرَّف على ثلاثةَ عشرَ وجهًا:
الدّين: ﴿لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾[48] أي: دين الله.
القول: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ﴾ [49] أي: قولنا، ومنه ﴿فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى﴾[50] أي: قولهم.
العذاب: ﴿قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾[51] أي: وجب العذاب بأهل النار.
عيسى ابن مريم: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾[52] ، يعني عيسى، وكان في عِلْمه أن يكون من غير أبٍ، ومثلها: ﴿قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾[53] [54]
القتل: ﴿فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ﴾[55] ، يعني القتل، وقوله: ﴿وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي المِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾[56] يعني: قتل كفَّار مكَّة.
فتح مكَّة: ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾[57] يعني فتْح مكَّة.
قتل قريظة وجلاء بني النَّضير: ﴿فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾[58]
القيامة: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾[59]
القضاء: ﴿وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ﴾[60] أي: القضاء.
الوحي: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾[61] يعني تنزيل الوحْي من السَّماء إلى الأرض، وقوله: ﴿يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ﴾[62] أي: الوحْي.
أمر الخلق: ﴿أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾[63]
الذنب: ﴿فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا﴾[64] ، يعني جزاء ذنبها.
الشأن والفعل: ﴿وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾[65] أي: فعله وشأنه.
من المشترك اللفظي في القرآن الكريم كلمة) نُكر) وقد وردت في القرآن الكريم على ستَّة أوجُه:
“نكِرَهُ” بكسر الكاف و “أنكرَهُ” ضدّ عرفه، فمن الأوَّل: ﴿فلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ﴾[66] ومن الثاني: ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا﴾[67]
نُكر” بضمّ النون وسكون الكاف أو ضمّها، كلاهما بمعنى: المنكر الَّذي لا تألفه النَّفس ولا تستريح إليه، فمن الأوَّل: ﴿لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً﴾[68] ومن الثاني: ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ﴾[69]
نكَّرت الشيء بمعنى: غيَّرته وزنًا ومعنى؛ ﴿قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا﴾[70] أي: غيِّروا معالمه لئلاَّ تهتدي إليه.
النَّكير كظريف، ومعناه: الإنكار، ومنه: ﴿فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾[71] أي: فكيف كان إنكاري عليكم؟! ومنْه أيضًا قولُه تعالى: ﴿مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ﴾[72] أي: لا تستطيعون إنكار ما اقترفْتموه من الذنوب.
أنكر” في قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ﴾[73] ومعناها: أقبح الأصوات.
المنكر” بفتح الكاف: اسم مفعول من الرباعي المهموز، وقد وردتْ في الكتاب الكريم آياتٌ كثيرة تذْكر المعروف والمنكر متقابلَين، فالمعروف: ما عرفه الشَّرع ورضِيه وأمر به، كالصَّلاة وصِلة الرَّحِم وطاعة الوالدَين، والمنكر: ما أنكره الشَّرع ولم يقبلْه وتوعَّد عليه، كالزِّنا والرِّبا وعقوق الوالدَين.
أمَّا “المنكر” في قوله تعالى: ﴿تَعْرِفُ فِي وَجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا المُنكَرَ﴾[74] أي: إنكار القرآن حين تُتلى عليهم آياته، وهي هنا مصدر ميمي.
وأمَّا “المنكر” في قوله تعالى: ﴿وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ﴾[75] ، فالمراد إتيان كلِّ ما يُخالف الشَّرع والخلق الكريم، وأمَّا “منكرون” في قوله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ﴾[76] أي: مَجهولون عندي غير معروفين.[77]
4. قواعد العمل باللفظ المشترك.
الأصل في المشترك: الدلالةُ على معنى واحد تحدِّده القرائن، ولأن الألفاظ عند الأصوليين ينبغي أن تكونَ محددة الدلالة؛ لأن الغرض من التشريع هو العملُ بما يدلُّ عليه اللفظ، والمشترك لا يتحدَّد أحدُ معانيه إلا بقرينة.
1.4. ولذلك فللوصول إلى حُكم المشترك نكون أمام حالتين:
2.4. : إذا كان الاشتراك بين معنًى لغوي ومعنى اصطلاحي شرعي، فيتعينُ حينئذٍ إرادةُ المعنى الاصطلاحي الشرعي، وذلك كألفاظ الصلاة، والزكاة، والصيام، ونحوها؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43]؛ فالمراد بالصلاة معناها الشرعي بهيئاتها وشروطها وأركانها، لا معناها اللغوي (وهو الدعاء)، وكذلك الزكاة وغيرها، مما يُعرَف بالأسماء الشرعية وما يطلق عليه: (الحقيقة الشرعية.[78]
ولا يؤخذ بالمعنى اللغوي هنا إلا بقرينة مرجِّحة؛ كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]؛ فالصلاة لفظٌ مشترك بين معناه الاصطلاحي الشرعي ومعناه اللغوي: (الدعاء)، فدلت القرينةُ على إرادة الثاني دون الأول.
3.4. إذا كان الاشتراك بين معنيين لغويين، بحيث يدور اللفظُ المشترك الوارد في النص الشرعي بين معانٍ ليس للشارع عُرْفٌ خاص في تحديد أيها يراد؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [البقرة: 228]؛ فلفظ (القَرء) يطلق على الحَيْضة عند أهل العراق، وعلى الطُّهر في لغة أهل الحجاز، فمن رأى أن المراد به في الآية: (الطهر) استدلَّ بالقرينة اللفظية في تأنيثِ العدد (ثلاثة)، مما يدل على أن المعدودَ مذكَّر، فيكون المراد بالقروء الأطهار لا الحيضات، ومَن رأى أن المراد به الحيضُ، استدل بأن تشريعَ العدة كان لمعرفة براءة الرَّحِم من الحمل, الأمر الذي يُعرَف بالحيض لا بالطُّهر.[79]
أما إذا لم تقُمْ قرينةٌ على إرادة أيٍّ من المعاني المشتركة، فقد اختلَفوا في إمكانية أن يكون المراد من المعنى المشترك أكثر من معنى في ذات الوقت: فعلى حين ذهَب بعضُ الأصوليين إلى أن المشترك في سياق الاستعمال لا يراد به إلا معنًى واحد؛ لأن اللفظ موضوعٌ بإزاء هذه المعاني على وجه التبادل، فتمتنع إرادة جميع المعاني؛ لمخالفة ذلك لأصل الوضع؛ إذ اللفظ قد وُضِع بإزاء كلِّ معنًى من معانيه وضعًا خاصًّا، ولم يوضَعْ لجميع المعاني دفعة وحدة؛ ولذلك لا بد من الاستهداء بالقرائنِ على تحديد المعنى المقصود، ويمتنع حملُه على كل المعاني؛ لأنه الجزم بإفادته للمجموع دون كلِّ واحد من الفردين ترجيحًا من غير مرجِّح [80]
فإن جمهورَ الأصوليين على جوازِ استعمال المشترك في كلا معنيَيْه, سواء كانا حقيقيين أم كان أحدهما حقيقة والآخر مجازًا , [81]
فيكون كالعام في شموله ما يدل عليه؛ ففي قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ﴾[82] رأَوْا أن لكلمة يسجد معنيين:
الخضوع القهري لحكمةِ الله تعالى؛ حيث إن جميعَ المخلوقات خاضعةٌ بلسان حالها كذلك؛ قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ﴾[83] والمعنى الآخر هو وَضْع الجبهة على الأرض, وهو السجودُ المعروف في الصلاة شرعًا.
فإذا كان الأول متصوَّرًا في حقِّ جميع هؤلاء المذكورين في نص الآية، فالمعنى الثاني هو ما يمكن حملُ الآية عليه بالنسبة للناس، بدليل (تخصيص كثيرٍ من الناس بالسجود، دون مَن عداهم ممن حقَّ عليهم العذاب، مع استوائهم في السجود بمعنى الخشوع[84]
أي الخضوع؛ فكلا المعنيينِ مقصودٌ في الآية عند هؤلاء؛ لأنه لو أريد الخضوع وحده، لكان تخصيص كثيرٍ من الناس دون عامَّتهم لا معنى له؛ لأن جميعَ الناس خاضعون للقدرة الإلهية.[85]
وكذلك قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾[86] إذ رأَوْا فيها أن الصلاة لفظ مشترك بين المغفرةِ والاستغفار، وقد استُعمِلت فيهما معًا؛ حيث أُسنِدت في النصِّ القرآني إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى الملائكة، فإذا كان معنى الصلاةِ المسنَدة إلى الله تعالى هي المغفرة قطعًا، ومن الملائكة هي الاستغفار، فإن اللفظَ المشترك مستعمَل هنا في معنييه، وكذلك يُحمَل عليهما معًا.[87]
واشترط البعضُ ألا يمتنعَ الجمع بين المعاني المشتركة، فإنِ امتنع، لا يصحُّ كما في (القَرء)، فلا يصح أن يكونَ المراد ثلاث حيضات وثلاثة أطهار
الخاتمة
وفي الختام وبعد طواف في رحاب كتاب الله تعالى، وبيان أقوال العلماء في موضوع الألفاظ المشتركة، هنا أختمُ بحثي ببعض نتائج مايلي:
- تبين من خلال البحث أن المشترك اللفظي من الأساليب التي إعتمدها القرآن الكريم و سواء قلَّ المشترك اللَّفظي إلى الحدّ الَّذي اعترف به منكروه، أو كثُر إلى الحدّ الَّذي كتب فيه بعضهم مصنَّفات، فالأمر واحد، وهو أنَّه موجود في اللغة، وله دَور في تحديد هذه الدلالة أو تلك.
- القرآن الكريم باعتباره كتاب الله عز وجل المنزل باللغة العربية، وعلى عادة العرب وطرائقهم في التعبير قد ورد فيه طائفة من الألفاظ المشتركة عني بجمعها وتصنيفها مجموعة من العلماء. وكان ذلك سببا من أسباب اختلاف المفسرين والفقهاء وعلماء الأصول في تأويل كثير من النصوص القرآنية، وقد أدى هذا الأمر إلى الاختلاف فــي الاستنباط وتقرير كثير من الأحكام الفقهية. لذلك حظيـت هذه الظاهرة، أي ظاهرة وجود المشترك اللفظي في القرآن الكريم بعناية كبيرة من لدن المتقدمين، وعرفت باسم الوجوه والنظائر في القرآن الكريم، قال الزركشي: «فالوجوه اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان، كلفظ «الأمَّة»، والنظائر كالألفاظ المتواطئة
بل الأكثر من ذلك أن الإمام السيوطي عد وجود الألفاظ المشتركة في القرآن الكريم من أعظم مظاهر إعجازه «حيث كانت الكلمة الواحدة تتصرف إلى عشرين وجها وأكثر وأقل، ولا يوجد ذلك فـي كـلام البشر.
- المشترك اللفظي دليل على ثراء القرآن الكريم، فاستعمال اللفظ في أكثر من معنى فيه اتساع في اللغة ، وهذا قلما نجده في لغة أخرى من اللغات، فهذا الأسلوب يعد من خصائص، وسمات القرآن الكريم واللغة العربية .
- تبين لنا من خلال البحثَ أن المثبتين للمشترك اللفظي لم يبحثوا في أسباب وجودِه في اللُّغة، بل اكتفَوا بحدّ القول به وأنَّه من اللهجات القبليَّة، أو من التوسّع المجازي، وما شاكل ذلك من آراء لم يرُم أصحابها التَّفصيل فيها.
- تبين لنا من خلال البحث أن المعارضين لوجود المشترك اللفظي في القرآن الكريم، أو بالأحرى القائلين بقلة وجوده قد فصلوا القول في بيان أسباب حدوثِه بما يدعم آراءهم ويزكِّيها، غير أنَّ المتتبّع لما ورد في اللغة من ألفاظ دالَّة على المشترك في أغْلبها، سيلاحظ أنَّها تعود إلى النقل والارتِجال وتنوُّع الاستعمال؛ لذلك لا بدَّ لضبط دلالة هذا النَّوع من الألفاظ، من القيام بدراسات تُعنى بتاريخ الكلِمات في علاقتها بمصادرها الفعلية، وتتبّع الطُّرق التي استعملتْ بها فيها، وتتبُّع دلالتها في كلّ مرحلة، ليتميَّز المنقول والمرتَجل فيها عن غيره.
التوصيات :
- يوصي هذا البحث الباحثين بدراسة موضوع المشترك اللفظي بشكل أوسع، وأن يعمق الباحثون في دراساتهم هذا الموضوع ؛ للرد على المنكرين لوجود المشترك اللفظي أو القائلين بقلة وجوده .
- يوصي البحث بدراسة موضوع المشترك اللفظي في مختلف التخصصات الإسلامية، ولا تقتصر دراسة هذا الموضوع على الدراسات التفسيرية، بل لا بد أن ينضم إلى هؤلاء المتخصصون في الفقه، فهذا الموضوع وثيق الصلة بالدراسات الفقهية، واللغوية، والتفسيرية، ……إلخ، فعلى كل المتخصصين في تلك الجوانب أن يقوموا بدراسات موسعة حول هذا الموضوع لما له من أهمية كبرى .
ابن أبي حاتم، عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر (ت: 327هـ)، تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم، ت: أسعد محمد الطيب، ط: الثالثة، مكتبة نزار مصطفى الباز، جدة، 1419هـ.
محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقي (المتوفى: 711ه(، لسان العرب، بيروت، دار صادر، 1984 (ط3)، (4/3195
أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس (المتوفى: نحو 770ه(، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، بيروت، المكتبة العلمية ص 255.
أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (المتوفى: 684ه( شرح تنقيح الفصول، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، القاهرة، شركة الطباعة الفنية المتحدة، 1973م، (ط1)، ج1، ص29.
أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى: 794ه( البحر المحيط في أصول الفقه، دار الكتبي، بيروت، (ط1) 1994م، ج2، ص377.
أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606 ه(، المحصول في علم الأصول، تحقيق: طه جابر العلواني، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1997م (ط3)، ج1، ص360. والحنفية يوردون تعريف الرازي في كتبهم ويوضحونه بأنه: كل لفظ يشترك فيه معان أو أسام لا على سبيل الانتظام بل على احتمال أن يكون كل واحد هو المراد به على الانفراد وإذا تعين الواحد مراد به انتقى الآخر ” انظر أصول السرخسي ج1، ص126
أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي المتوفى: 505ه، المستصفى في علم الأصول، تحقيق: محمد عبد السلام عبد الشافي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1993م (ط1)، ج1، ص76، عبد الكريم زيدان، الوجيز في أصول الفقه، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، (1994م)، ص326.
محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي (المتوفى: 483ه(، أصول السرخسي، بيروت، دار المعرفة، ج1، ص168،
عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، أبو المعالي، ركن الدين، الملقب بإمام الحرمين (المتوفى: 478ه(،
البرهان في أصول الفقه، تحقيق: صلاح بن محمد بن عويضة، بيروت، دار الكتب العلمية، 1997م (ط1)، ج1، ص153، القاضي أبو يعلى، محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء (المتوفى :458ه(، العدة في أصول الفقه، تحقيق: أحمد بن علي بن سير المباركي، الرياض، جامعة الملك محمد بن سعود الإسلامية ج1، ص142.، الغزالي، المستصفى ج1، ص187
عبد العزيز بن أحمد بن محمد، علاء الدين البخاري الحنفي (المتوفى: 730ه(، كشف الأسرار شرح أصول البزدوي، دار الكتاب الإسلامي، ج1، ص54.
أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (المتوفى: 684ه(، تنقيح الفصول، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، شركة الطباعة الفنية المتحدة، 1973م، (ط1)، ص274.
محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250ه(، إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم الأصول، تحقيق: أحمد عزو عناية، بيروت، دار الكتاب العربي، 1999م (ط1)، ج1، ص77.
أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى: 505ه(، معيار العلم في فن المنطق، تحقيق: سليمان دنيا، مصر، دار المعارف، 1961(ط1)، ج1، ص8.
أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى: 794ه(، البحر المحيط في أصول الفقه، بيروت، دار الكتبي، 1994، (ط1)، ج2، ص178
عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعيّ، أبو محمد، جمال الدين (المتوفى: 772ه(، نهاية السول شرح منهاج الوصول، بيروت، دار الكتب العلمية، 1999م، (ط1)، ج1، ص87.
كتاب سيبويه المؤلف : أبو البشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه سنة الولادة / سنة الوفاة 180 هـ تحقيق عبد السلام محمد هارون دار النشر : دار الجيل ـ بيروت عدد الأجزاء 4
الرسالة المؤلف : محمد بن إدريس الشافعي شهرته : الشافعي المحقق : رفعت فوزي عبد المطلب دار النشر : دار الوفاء البلد : المنصورة ـ مصر الطبعة : الأولى سنة الطبع : 1422هـ ، 2001م عدد الأجزاء: 1
كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي علاء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري سنة الولادة / سنة الوفاة 730هـ. تحقيق عبد الله محمود محمد عمر. الناشر دار الكتب العلمية سنة النشر 1418هـ – 1997م. مكان النشر بيروت عدد الأجزاء 4
المحصول الرازي المحصول في علم أصول الفقه للامام الاصولي النظار المفسر فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي 544 – 606 ه / 1149 – 1209 م دراسة وتحقيق الدكتور طه جابر فياض العلواني مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية 1412 ه – 1992 م مؤسسة الرسالة بيروت – شارع سوريا – بناية سوريا – بناية صمدي وصالحة هاتف، 319039 – 815112 – ص. ب، 7460 برقيا، بيوشران
ارشاد الفحول لتحقيق الحق من علم الأصول تأليف: الإمام العلامة محمد بن علي بن محمد الشوكاني الناشر: دار الكتاب العربي الطبعة الأولى 1419هـ – 1999م
الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي المؤلف : أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى : 671هـ) تحقيق : أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش الناشر : دار الكتب المصرية – القاهرة الطبعة : الثانية ، 1384هـ – 1964 م عدد الأجزاء : 20 جزءا (في 10 مجلدات)
الإحكام في أصول الأحكام المؤلف : علي بن محمد الآمدي أبو الحسن الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الأولى ، 1404 تحقيق : د. سيد الجميلي عدد الأجزاء : 4
الهوامش:
- البقرة: 228 ↑
- التكوير: 17 ↑
- لسان العرب محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقي (المتوفى: 711ه ، بيروت، دار صادر، 1984 (ط3)، (ج 4/ص 3195 ↑
- محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقي (المتوفى: 711ه(، لسان العرب، بيروت، دار صادر، 1984 (ط3)، ج10، ص 448. أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس (المتوفى: نحو 770ه(، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، بيروت، المكتبة العلمية ص 255. ↑
- كتاب سيبويه أبو البشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه سنة الولادة / سنة الوفاة 180 هـ تحقيق عبد السلام محمد هارون دار النشر : دار الجيل ـ بيروت عدد الأجزاء 4 ↑
- الرسالة محمد بن إدريس الشافعي شهرته : الشافعي المحقق : رفعت فوزي عبد المطلب دار النشر : دار الوفاء البلد : المنصورة ـ مصر الطبعة : الأولى سنة الطبع : 1422هـ ، 2001م عدد الأجزاء: ج 1ص 52 ↑
- معجم مقاييس اللغة (ج 3/ص 265 ↑
- أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (المتوفى: 684ه( شرح تنقيح الفصول، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، القاهرة، شركة الطباعة الفنية المتحدة، 1973م، (ط1)، ج1، ص29. ↑
- أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى: 794ه( البحر المحيط في أصول الفقه، دار الكتبي، بيروت، (ط1) 1994م، ج2، ص377. ↑
- أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606 ه(، المحصول في علم الأصول، تحقيق: طه جابر العلواني، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1997م (ط3)، ج1، ص360. والحنفية يوردون تعريف الرازي في كتبهم ويوضحونه بأنه: كل لفظ يشترك فيه معان أو أسام لا على سبيل الانتظام بل على احتمال أن يكون كل واحد هو المراد به على الانفراد وإذا تعين الواحد مراد به انتقى الآخر ” انظر أصول السرخسي ج1، ص126. ↑
- المحصول أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606 ه(، المحصول في علم الأصول، تحقيق: طه جابر العلواني، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1997م (ط3)، ج1، ص360. ↑
- المائدة 6 ↑
- أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي المتوفى: 505ه، المستصفى في علم الأصول، تحقيق: محمد عبد السلام عبد الشافي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1993م (ط1)، ج1، ص76، عبد الكريم زيدان، الوجيز في أصول الفقه، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، (1994م)، ص326. ↑
- محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي المتوفى: 483ه أصول السرخسي، بيروت، دار المعرفة، ج1، ص168، ↑
- عبد العزيز بن أحمد بن محمد، علاء الدين البخاري الحنفي المتوفى: 730ه كشف الأسرار شرح أصول البزدوي، دار الكتاب الإسلامي، ج1، ص54. وهذا تعريف البزدوي للمجمل. ↑
- أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (المتوفى: 684ه(، تنقيح الفصول، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، شركة الطباعة الفنية المتحدة، 1973م، (ط1)، ص274. ↑
- كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي علاء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري سنة الولادة / سنة الوفاة 730هـ. تحقيق عبد الله محمود محمد عمر. الناشر دار الكتب العلمية سنة النشر 1418هـ – 1997م. مكان النشر بيروت عدد الأجزاء 4 ج1، ص54. ↑
- ، كشف الأسرار ج1، ص43. ↑
- المحصول في علم الاصول أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606 ه(،، تحقيق: طه جابر العلواني، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1997م (ط3)ج1، ص312. ↑
- المرجع السابق، ج1، ص312. ↑
- أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي المتوفى: 684ه أنوار البروق في أنواء الفروق، المعروف بـ(الفروق)، دار عالم الكتب، ج1، ص14. ↑
- محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250ه(، إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم الأصول، تحقيق: أحمد عزو عناية، بيروت، دار الكتاب العربي، 1999م (ط1)، ج1، ص77. ↑
- أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى: 505ه(، معيار العلم في فن المنطق، تحقيق: سليمان دنيا، مصر، دار المعارف، 1961(ط1)، ج1، ص8. ↑
- الغزالي، معيار العلم في فن المنطق، ج1، ص8. ↑
- الزخرف 23 ↑
- الإسراء 73 ↑
- ↑
- أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى: 794ه(، البحر المحيط في أصول الفقه، بيروت، دار الكتبي، 1994، (ط1)، ج2، ص178 ↑
- عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعيّ، أبو محمد، جمال الدين (المتوفى: 772ه نهاية السول شرح منهاج الوصول، بيروت، دار الكتب العلمية، 1999م، ط1 ج1، ص87. ↑
- هود :8 ↑
- النحل : 120 ↑
- الزخرف : 22 ↑
- القصص: 23 ↑
- الأعراف : 159 ↑
- كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي علاء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري سنة الولادة سنة الوفاة 730هـ. تحقيق عبد الله محمود محمد عمر. الناشر دار الكتب العلمية سنة النشر 1418هـ – 1997م. بيروت عدد الأجزاء 4 ( ج 1/ ص 40 ↑
- يوسف : 65 ↑
- البقرة : 76 ↑
- السجدة: 28 ↑
- التكوير:17 ↑
- التكوير: 18 ↑
- كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي علاء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري سنة الولادة سنة الوفاة 730هـ. تحقيق عبد الله محمود محمد عمر. الناشر دار الكتب العلمية سنة النشر 1418هـ – 1997م. مكان النشر بيروت عدد الأجزاء ج 4 (ص 1/202)، ↑
- العنكبوت: 69 ↑
- المدثر: 50-51 ↑
- الحج : 18 ↑
- ارشاد الفحول لتحقيق الحق من علم الأصول تأليف: الإمام العلامة محمد بن علي بن محمد الشوكاني الناشر: دار الكتاب العربي الطبعة الأولى 1419هـ – 1999م ج 1/ ص 91 ↑
- الممتحنة:2 ↑
- عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعيّ، أبو محمد، جمال الدين (المتوفى: 772ه(، نهاية السول شرح منهاج الوصول، بيروت، دار الكتب العلمية، 1999م، (ط1)، (ج 1/ ص 234 – 235 ↑
- التوبة: 48 ↑
- هود: 40 ↑
- طه: 62 ↑
- الأنعام : 58 ↑
- البقرة : 117 ↑
- آل عمران: 47 ↑
- الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي المؤلف : أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى : 671هـ) تحقيق : أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش الناشر : دار الكتب المصرية – القاهرة الطبعة : الثانية ، 1384هـ – 1964 م عدد الأجزاء : 20 جزءا (في 10 مجلدات) ج2 ص 88، 89 ↑
- غافر: 78 ↑
- الأنفال : 42 ↑
- التوبة : 24 ↑
- البقرة : 109 ↑
- النحل: 1 ↑
- يونس: 31 ↑
- السجدة: 5 ↑
- الطلاق: 12 ↑
- الشورى: 53 ↑
- الطلاق: 9 ↑
- هود: 97 ↑
- هود: 70 ↑
- النحل: 83 ↑
- الكهف: 74 ↑
- القمر: 6 ↑
- النمل: 41 ↑
- الحج: 44 ↑
- الشورى: 47 ↑
- لقمان: 19 ↑
- الحج: 72 ↑
- العنكبوت: 79 ↑
- الحجر: 62 ↑
- الإحكام في أصول الأحكام المؤلف : علي بن محمد الآمدي أبو الحسن الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الأولى ، 1404 تحقيق : د. سيد الجميلي عدد الأجزاء 4(ج 2/ص 352 ↑
- عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعيّ، أبو محمد، جمال الدين (المتوفى: 772ه(، نهاية السول شرح منهاج الوصول، بيروت، دار الكتب العلمية، 1999م، (ط1)، (ج 1/ص 228 ↑
- الإحكام؛ للآمدي (ج 2/ص 352)، شرح الإسنوي (ج 1/ص 234 – 235 ↑
- كشف الأسرار (1/40 ↑
- ارشاد الفحول لتحقيق الحق من علم الأصول تأليف: الإمام العلامة محمد بن علي بن محمد الشوكاني الناشر: دار الكتاب العربي الطبعة الأولى 1419هـ – 1999م (ج 1/ص 91 ↑
- [الحج: 18 ↑
- [الرعد: 15 ↑
- كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي علاء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري سنة الولادة سنة الوفاة 730هـ. تحقيق عبد الله محمود محمد عمر. الناشر دار الكتب العلمية سنة النشر 1418هـ – 1997م. مكان النشر بيروت عدد الأجزاء 4 (ج 1/ص 40 ↑
- عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعيّ، أبو محمد، جمال الدين (المتوفى: 772ه(، نهاية السول شرح منهاج الوصول، بيروت، دار الكتب العلمية، 1999م، (ط1)، (1/234 – 235 ↑
- الأحزاب: 56 ↑
- الخطاب الشرعي ص 95 ↑