مرح فهد زير1
1 طالبة ماجستير قسم علم النفس جامعة ايدن في إسطنبول، تركيا.
بريد الكتروني: marahzier@stu.aydin.edu.tr
HNSJ, 2023, 4(2); https://doi.org/10.53796/hnsj4243
تاريخ النشر: 01/02/2023م تاريخ القبول: 21/01/2023م
المستخلص
في هذا البحث تمت دراسة صدمات الحرب عند النساء السوريات وعلاقتها بالتكيف الزواجي وتربية الأبناء، الهدف من هذا البحث هو فحص صدمات الحرب للنساء السوريات بعد 12 عامًا من اندلاع الحرب في سوريا، وفحص الأحداث المؤلمة والصدمات النفسية التي تعيشها المرأة السورية التي هاجرت نتيجة الحرب إلى تركيا، وكيف يؤثر ذلك على التكيف الزواجي وتربية الأبناء.
تكونت عينة الدراسة من 250 سيدة سورية جميعهن متزوجات ولديهن أطفال مقيمات في تركيا تتراوح أعمارهن بين 20- 55 عاما، تم استخدام نموذج المعلومات الديموغرافية ومقياس هارفارد للصدمات بجزأيه الأول والرابع مقياس الأحداث الصادمة ومقياس أعراض الصدمة، وكما تم استخدام مقياس التكيف الزوجي ومقياس تربية الأبناء الذي يقيس أربع محاور(الأسلوب الديمقراطي – الأسلوب الاستبدادي – أسلوب الحماية – أسلوب التسامح المفرط). تم الوصول إلى العينة من خلال توزيع الاستبيان عبر الإنترنت باستخدام تقنية كرة الثلج في عام 2022، وتم حساب النتائج باستخدام برنامج spss باستخدام معاملات ارتباط بيرسون.
في نتيجة البحث تبين أن 66 امرأة سورية من العينة المستهدفة مصابات باضطراب ما بعد الصدمة و 232 امرأة سورية يعانين من سوء التكيف الزواجي. أظهرت النتائج أن هناك علاقة سلبية بين أحداث الصدمة وأعراض الصدمة، بالإضافة إلى ذلك، لوحظ وجود علاقة سلبية بين أعراض الصدمة والتكيف الزواجي، أما بالنسبة للعلاقة بين أعراض الصدمة وأساليب تربية الأبناء فقد أظهرت النتائج وجود علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية بين أعراض الصدمة والأسلوب الديمقراطي، وأظهرت وجود علاقة إيجابية بين أعراض الصدمة والسلوك الاستبدادي.
الكلمات المفتاحية: صدمات الحرب، الأحداث الصادمة، أعراض الصدمات، التكيف الزواجي، تربية الأطفال.
War Trauma Among Syrian Women and İts Relationship to Marital Adjustment and Child Rearing
Marah Fahed ZİER1
1 A Master’s Student at The Department of Psychology at Istanbul Aydin University in Turkey
Email: marahzier@stu.aydin.edu.tr
HNSJ, 2023, 4(2); https://doi.org/10.53796/hnsj4243
Published at 01/02/2023 Accepted at 21/01/2023
Abstract
In this research, the trauma of war in Syrian women and its relationship to marital adjustment and raising children was studied. The aim of this research is to examine the traumas of war for Syrian women 12 years after the outbreak of the war in Syria, and to examine the painful events and psychological trauma experienced by Syrian women who migrated to Turkey as a result of the war, and how this affects marital adjustment and raising children. The study sample consisted of 250 Syrian women, all of them married with children, residing in Turkey, between the ages of 20-55 years. The demographic information model and the Harvard Trauma Scale in its first and fourth parts, the scale of traumatic events and the scale of trauma symptoms, were used. The scale of marital adjustment and the scale of raising children were used, which measures four axes (the democratic style – the authoritarian style – the protective style – the excessive tolerance style). The sample was accessed by distributing the online questionnaire using snowball technology in 2022, and the results were calculated using the spss program using Pearson correlation coefficients. As a result of the research, it was found that 66 Syrian women from the target sample suffer from post-traumatic stress disorder and 232 Syrian women suffer from marital maladaptation. The results showed that there is a negative relationship between trauma events and trauma symptoms. In addition, a negative relationship was observed between trauma symptoms and marital adjustment. As for the relationship between trauma symptoms and parenting styles, the results showed a statistically significant negative relationship between trauma symptoms and the democratic style. It showed a positive relationship between traumatic symptoms and authoritarian behavior.
Key Words: war trauma, traumatic events, trauma symptoms, marital adjustment, child rearing.
المقدمة:
المدنيون اليوم الضحية الأبرز في الحرب المندلعة في مناطق وبقاع مختلفة من العالم، وقد وصل الأمر لاستخدامهم دروعا بشرية في بعض المناطق التي تشهد مواجهات وأزمات عالقة كما تم اختطاف المدنيين أو استعبادهم لتسهيل حرب العصابات، فضلا عام تعرضوا له من تعذيب واغتصاب وإعدام لإضعاف معنويات الجمهور وتقويض الروابط الثقافية والثقة بالنفس، يشهد معظم المدنيين في مناطق النزاع أحداثًا مؤلمة مرتبطة بالحرب مثل إطلاق النار والقتل والاغتصاب وفقدان أفراد الأسرة. إن حجم المشكلات النفسية والاجتماعية الناتجة عن التعرض الجماعي للأحداث الصادمة قد يهدد في النهاية التوقعات طويلة المدى للاستقرار في المجتمع(Jong, at al., 2000, p.2067 )
يرتبط التعرض لصدمات الحرب بشكل مباشر باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وغيره من الاضطرابات العاطفية لدى الأطفال والبالغين (Thabet, et al.,2008,p.2 ).
من الطبيعي أن يكون للهجرة القسرية الناجمة عن الحرب آثار مدمرة وسلبية على الأفراد. تزداد الآثار السلبية والمدمرة للفرد عندما يتعرض للأذى أو التهديد لنفسه أو لأحبائه أثناء تجربة الهجرة، مما قد يتسبب في اهتزاز القيم المادية والروحية للفرد، كما أنه قد يتعرض للعديد من التجارب المؤلمة أثناء الهجرة، مما يتركه يعاني من صدمة جسدية أو نفسية. في ظل وجود هذه الصدمات، قد تتطور بعض الاضطرابات التي تترك بعض الآثار على النفس وعلى سلوك الفرد وعلاقاته الاجتماعية (Eroğlu, 2020, p.94)..
في البحث الذي تم إجراؤه على ضحايا الحرب الذين اضطروا للهجرة من بلدانهم إلى بلدان اللجوء، تم تحديد أن المجموعة الأكثر تضررًا من الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات في ظروفهم المعيشية المؤلمة هي النساء والأطفال وأظهرت النتائج أن الأطفال والنساء في الأسر المهاجرة مضطرون للعمل حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم بعد الهجرة لتلبية احتياجاتهم، بالإضافة إلى حقيقة أن غالبية النساء يشكين من فقدان دائرتهن الاجتماعية، بسبب كونهم بعيدات عن عائلاتهن وأقاربهن نتيجة الهجرة.
من بين النساء الأكثر تضررا من هذه التغييرات النساء المسنات والمتوسطات في العمر، حيث تقرر أنهن عانين من مشكلات نفسية مثل التوتر والضغط والقلق والصداع وصعوبة في التكيف في البلدان المضيفة، يُقارن هذا بالفتيات الصغيرات اللائي بدأن للتو حياتهن في بلدان اللجوء وتمكن من الاندماج حيث كن أكثر نجاحًا (Bilgin, 2014, p.135).
أظهرت الأبحاث باستمرار الآثار الضارة للصدمة على عائلة الناجي، كما أظهرت معظم الدراسات أن أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة تفسر إلى حد كبير العلاقة بين التعرض للحرب والاضطراب في العلاقات الأسرية والزوجية، وتظهر الأبحاث أن الناجين من الصدمات غالباً ما يواجهون صعوبات في العلاقة الحميمة والتواصل الزوجي، ونوبات من الغضب والعدوان، فضلاً عن انخفاض الرغبة الجنسية، وصعوبات في الأداء الجنسي، وانخفاض الرضا الزوجي(Solomon, at al. ,2013,p.127).
الزواج مؤسسة عالمية تتكون من أنظمة مترابطة، يظهر الزوجان هياكل مختلفة، ثم تتشكل البنى التحتية بعد ولادة الأطفال، في الآونة الأخيرة، ازدادت الدراسات حول الزواج وتم فحص المتغيرات التي تساهم في التكيف الزوجي وتؤثر عليه سلباً أو إيجابا، وقد تناولت بعض الدراسات كيفية تبلور العلاقة بين الزوجين، وكيف تتأثر، والأسباب التي تساهم في تشابك العناصر، والتغيرات في العلاقة الأسرية ، مع مراعاة التقلبات التي تمر عبر الأسرة (Karamanoğlu,2014, p.250).
يكبر الطفل في إطار أسري، والأسرة هي الحاضنة الاجتماعية الأولى في حياته حيث يتعلم أنماط السلوك من خلال الرقابة الأبوية، كما أن الطفل الذي يكبر مع أبوين متناغمين يمكنه التواصل مع المجتمع المحيط والتعبير عن نفسه بشكل جيد، واستخدام المنطق وفهم مشاعر الآخرين وتطوير مهارات التعاطف. (Çağdaş ve Seçer, 2006).
1- موضوع البحث:
نتيجة الحرب في سوريا، مرت المرأة بالعديد من الأحداث المؤلمة التي تخلق صدمة أو صدمات معقدة مثل القصف والتهجير وفقدان الأحباء، ومن المعروف أن هذه الصدمات لها آثار بعيدة المدى. في هذه الدراسة، سوف ندرس آثار هذه الصدمات على التكيف الزواجي وتربية الأطفال.
تم اختيار هذا الموضوع مع مراعاة أهمية الفرد والأسرة في العلوم الاجتماعية ومحاولة توضيح آثار الحرب على المرأة وتحليل النتائج ووضع الحلول المناسبة.
2- الهدف من البحث:
تعتبر الحرب من أكثر التجارب المؤلمة التي يمر بها الإنسان في حياته، وصدمات الحرب تؤثر بعمق على حياته النفسية والاجتماعية، خلال السنوات العشر التي مرت على اندلاع الحرب في سوريا، واجهت المرأة السورية الواقع المؤلم والتداعيات السلبية للحرب وعانت من أحداثها الأليمة.
الهدف من البحث هو دراسة صدمة الحرب بين النساء السوريات في تركيا وأثرها على التكيف الزوجي وتربية الأطفال.
3- أهمية البحث:
على الرغم من أن العديد من الدراسات الحديثة قد درست التجارب المؤلمة والصادمة للأشخاص في الحرب، إلا أنها ما تزال نادرة وسطحية في العلوم الاجتماعية.
ويعد البحث عن آثار صدمة الحرب مهمًا نظرًا لتأثيرها على مختلف الجوانب النفسية والاجتماعية والصحية والسلوكية.
كما تعتبر مؤسسة الزواج أهم مؤسسة وعنصر لا غنى عنه في المجتمعات، ولهذا السبب يحاول البحث تحليل مؤسسة الزواج وتطويرها من خلال التحقيق في المشاكل التي تؤثر على مؤسسة الزواج وإيجاد الحلول المناسبة لها.
المهمة الرئيسية للأم هي تربية الأطفال مع الأب، لهذا السبب من الضروري فحص تفاصيل حياة الأم والتحقيق في تجاربها السابقة وصحتها العقلية لتحديد تأثير العلاقة بين تجارب الأم الصادمة، وتنشئة أطفالها، والتكيف الزوجي، وتكمن أهمية هذه الدراسة التي تهدف إلى فحص علاقة صدمة الحرب لدى الأم بالتكيف الزوجي وتأثيره على تنشئة الطفل نظرا لعدم وجود دراسات كافية مماثلة، فمن المتوقع أن تثري هذه الدراسة الدراسات الميدانية في هذا المجال.
4- حدود البحث:
1. سيتم تطبيق الدراسة على النساء السوريات المقيمات في تركيا واللائي شهدن أحداث الحرب في سوريا.
2. أن تتراوح أعمارهن بين 20-55 وأن يكن متزوجات ولديهن أطفال.
3. من المرجح أن تتم الإجابة على الأسئلة بطريقة غير مفهومة وسيؤخذ في الاعتبار أن النتائج لن تكون دقيقة بنسبة مائة في المائة، حيث توجد أسئلة شخصية يمكن الإجابة عليها بشكل مختلف.
5- فرضيات البحث:
- هناك علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين أحداث الصدمة وأعراض الصدمة
- هناك علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية بين أحداث الصدمة والتكيف الزواجي
- توجد علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية بين أعراض الصدمة والتكيف الزوجي
- هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين أحداث الصدمة وأساليب تربية الأبناء.
- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين أعراض الصدمة وأساليب تربية الأبناء.
- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين أساليب تربية الأبناء والتكيف الزواجي.
دراسات سابقة:
لم أجد في المراجعة العربية والتركية والانكليزية دراسات مشابهة لهذه الدراسة لكن يوجد الكثير من الدراسات التي درست المتغيرات التابعة للدراسة مع متغيرات أخرى مختلفة منها :
- دراسة رسالة ماجستير ل(Eskıcı) عن الحرب واللجوء و العينة المستهدفة هم نساء سوريات في 2019.
ESKICI Halıme Sevde , “Savaş Ve İltica: Travmatik Olaylara Maruz Kalmış Geçici Koruma Statüsündeki Suriyeli Kadınlara Yönelik İnceleme Ve Psikolojik Müdahale” , Yüksek Lısans Tezı ,Sosyal Bılımler Enstıtüsü , Klınık Psıkolojı Anabılım Dal, Istanbul Sehır Ünıversıtesı, Temmuz, 2019 .
2-دراسة رسالة ماجستير ل (KABADAYI) عن العلاقة بين تربية الأبناء والتكيف الزواجي 2019
KABADAYI Öznur , “Annenin Çocuk Yetiştirme Tutumuna Evlilik Uyumunun Etkisi” ,(Yüksek Lisans Tezi) ,Sağlık Bilimleri Enstitüsü ,Biruni Üniversitesi ,2019 .
3-دراسة رسالة ماجستير ل (TÜRKMEN) عن تأثير التكيف الزواجي على تربية الأبناء2018
TÜRKMEN Gökşen K., “Evli ve Çocuk Sahibi Kadınların Evlilik Uyumlarının Çocuk Yetiştirme Tutumları Üzerindeki Etkisi”, Yüksek Lisans Tezi, Klinik Psikoloji Anabilim Dalı, Üsküdar Üniversitesi, 2018.
الموارد وطرق العمل:
الهدف الرئيسي من الدراسة هو فحص صدمة الحرب عند النساء في جزأين: أحداث الصدمة، وأعراض الصدمة، وعلاقتها بالتكيف الزواجي وأساليب تربية الأطفال، في حين أن المتغير التابع للدراسة هو مقياس هارفارد للصدمات، والمتغيرات المستقلة هي التكيف الزوجي وتربية الأطفال.
وفي هذه الدراسة تم استخدام طريقة المسح الارتباطي وتكونت عينة الدراسة من 250 سيدة سورية تتراوح أعمارهن بين 20 و 55، قدمن من سوريا إلى تركيا متزوجات ولديهن أطفال وشهدن أحداث الحرب في سوريا، وتم جمع البيانات من خلال الإنترنت بشكل تطوعي، واستخدمت طريقة كرة الثلج لجمع البيانات.
أدوات جمع البيانات:
١- تم استخدام نموذج المعلومات الشخصية للحصول على معلومات مفصلة عن المشاركات ومعرفة أن العينة المستهدفة قد تم الوصول إليها من حيث العمر والجنس والحالة الاجتماعية ومكان الإقامة، وتم الحصول على معلومات ديموغرافية أخرى مفيدة للبحث، مثل المستوى التعليمي ومدة الزواج وعدد الأطفال ومستوى الدخل، وأن العينة قد شهدت الأحداث في سوريا.
2 – مقياس هارفارد للصدمات: في الدراسة، تم تضمين الجزأين الأول والرابع من المقياس واستخدمت النسخة العربية (Shoeb,et al.,2007,p.447).
الجزء الأول مقياس أحداث الصدمة: في هذا المقياس تسأل المشاركات عما إذا كن قد مررن بـ 43 حدثًا صادمًا أثناء الحرب، ويطلب منهن الإجابة عن الأسئلة بـ “نعم” أو “لا”.
مقياس أعراض الصدمة (PTSD): يتكون الجزء الرابع من المقياس من 45 عنصرًا تشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، ويُطلب من المشاركات إعطاء إجابة من أربع خيارات (أبدا -قليلا -الى حد ما – بشدة)، ويتم إعطاء علامة لكل جواب 1 أبدًا و 4 بشدة.
يتم تحديد شدة اضطراب ما بعد الصدمة من خلال أخذ المتوسط الحسابي للإجابات المقدمة، وتتراوح الدرجة من 1 إلى 4، وتشير درجة المتوسط الحسابي 2.5 وما فوق إلى وجود أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
في دراسة أجراها Klein, Hoffins ve Rodenburg لتقييم موثوقية النسخ الإنجليزية والعربية والفارسية والصربوكرواتية والروسية من استبيان هارفارد للصدمات، ذكر أن معامل موثوقية ألفا كرونباخ للنسخة العربية كان 0.84 وأن معاملات الاتساق الداخلية للإصدارات الأخرى المذكورة تراوحت من α = .74 إلى α = .89 . (2001 )
في قياسات الاختبار المسبق للدراسة التي أجراها Acartürk وآخرون، تم التعبير عن معامل موثوقية Cronbach alpha للنسخة العربية من المقياس بـ 0.90. (2016)
3. مقياس التكيف الزواجي: تم تطوير هذا المقياس بواسطة Locke and Wallace (1959). تحقق Tutarel-Kışlak (1999) من صحة وموثوقية المقياس، وتم حساب عامل الاتساق الداخلي (Cronbach Alpha) لهذا المقياس على أنه 0.90. يتكون هذا المقياس من 15عنصرًا، ويقيس مدى التكيف الزوجي بين الزوجين، ويتضمن هذا المقياس أسئلة عامة تقيس درجة العلاقة الحميمة بين الزوجين في الأنشطة المشتركة في الحياة الزوجية، مثل النشاط الجنسي، والعلاقات الاجتماعية، وحل النزاعات، العتبة في مجموع الدرجات هي 43 نقطة، والعلاقة بين النقاط والتكيف الزوجي تعتبر علاقة إيجابية، وكلما ارتفعت النتيجة، زاد التكيف الزواجي بين الزوجين. (Karamaanoğlu,2014, p.250)
4. مقياس تربية الابناء: تم تطوير المقياس في عام 2016 وتم إجراء دراسة صدقه وموثوقيته بواسطة Kılınç وAral.
ويتكون المقياس من 25 سؤالاً ويقيس أربعة اتجاهات أساسية حول كيفية تفاعل الآباء مع الأطفال. ما يلي: الموقف الديمقراطي: البنود المقاسة، (12، 16، 19، 20، 22، 25).
الموقف الاستبدادي: يقاس بالعناصر (2،4،6،8،15،23).
الموقف الوقائي: يقاس بالعناصر (1، 10، 13، 17، 21).
الموقف المفرط في التسامح: يقاس بالعناصر (3,5 ، 7 ، 9 ، 11 ، 14 ، 18 ، 24)، عندما يكون مجموع إحدى درجات الأساليب المقاسة بالعناصر مرتفعًا، فإنه يعتبر سائدًا للوالدين، نتيجة ألفا كرونباخ بين 0.71.25 و 0.74.42 في الأبعاد الفرعية.
بعد اختيار المقاييس اللازمة والمناسبة للبحث، تم توزيعها عبر الإنترنت بتقنية كرة الثلج في هذه الدراسة تم استخدام طريقة المسح (الارتباطي) وتم جمع جميع البيانات على أساس تطوعي ، ثم تم تحليل البيانات الإحصائية باستخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS) وتم حساب معاملات ارتباط سبيرمان وبيرسون لحساب الارتباط بين المتغيرات، ثم تمت مناقشة البيانات وفق فرضيات البحث.
نتائج البحث:
1. تحليل مقياس أحداث الصدمة وأعراض الصدمات ومقاييس التكيف الزواجي وتربية الأبناء من حيث المتوسط وقيم الانحراف المعياري:
مقياس أحداث الصدمة هو مقياس يتكون من 41 سؤالًا، لكل سؤال إجابتين، لا 1 ونعم 2، أي أقل قيمة ممكنة هي 41 وأعلى قيمة هي 82، وبالنظر إلى الجدول أدناه نرى أن المتوسط هو 66.62، وبالتالي نلاحظ أن النسبة الأكبر من العينة شهدت أحداث الحرب في سوريا (انظر الجدول 1 ).
يعتبر الأشخاص الذين لديهم متوسط درجات أقل من 2.5 في مقياس أعراض الصدمة يمكن القول أن لديهم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، ولكن لا يتم تشخيصهم باضطراب ما بعد الصدمة. أولئك الذين لديهم معدل 2.5 أو أعلى يتم تشخيصهم باضطراب ما بعد الصدمة.
في عينتنا كان متوسط الدرجات 2.11، مما يعني أن النسبة الأكبر لم يكن لديهم اضطراب ما بعد الصدمة، ومن خلال الإحصاءات الدقيقة، تبين أن 66 سيدة كان معدل درجاتها 2.5 أو أكثر، مما يعني أنهن يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة(PTSD).
في مقياس التكيف الزواجي تتراوح الإجابات من 0 إلى 60 درجة، الأشخاص الذين يحصلون على 43 فما فوق فيُعتبرون يتمتعون بتكيف زواجي، في بحثنا فيما يتعلق بدرجات العينة، تبين أـن معدل المتوسط = 28.39، أي أن الغالبية العظمى من النساء ليس لديهن تكيف في الزواج، كما وتظهر الإحصاءات الدقيقة أن 18 فقط من أصل 250 امرأة لديهن تكيف زواجي ودرجات أعلى من 43.
الجدول (1) قيم المتوسط والانحراف المعياري لأحداث الصدمة وأعراض الصدمة والتكيف الزواجي
الانحراف المعياري | الوسيط | المتوسط | القيمة العظمى | القيمة الصغرى | N | |
6.180 | 67.00 | 66.62 | 82 | 49 | 250 | أحداث الصدمة |
.545 | 2.08 | 2.11 | 155 | 45 | 250 | أعراض الصدمة |
9.669 | 27.50 | 28.39 | 50 | 3 | 250 | التكيف الزواجي |
2- متوسط وقيم الانحراف المعياري لأبعاد مقياس تربية الأبناء:
يتم حساب الدرجات بشكل منفصل لكل بُعد من خلال إعطاء 1-4 نقاط للإجابات في مقياس تربية الطفل البعد الحاصل على أعلى الدرجات هو أسلوب تعامل الآباء مع أطفالهم.
في عينة البحث، في الجدول أدناه، أعلى متوسط حسابي هو متوسط الموقف الديمقراطي، أي أن النسبة الأكبر من العينة تظهر موقفًا ديمقراطيًا مع أطفالهم، والنسبة التالية هي موقف التسامح المفرط، ثم الموقف الاستبدادي، ثم موقف الحماية.
الجدول (2) قيم الانحراف المتوسط والمعياري لمقياس تربية الأبناء وأبعاده الأربعة
الانحراف المعياري | المتوسط الحسابي | القيمة العظمى | القيمة الصغرى | N | |
.366 | 2.46 | 250 | مقياس تربية الابناء | ||
3.745 | 18.98 | 24 | 6 | 250 | الأسلوب الديمقراطي |
3.312 | 12.90 | 24 | 6 | 250 | الأسلوب الاستبدادي |
2.603 | 11.90 | 20 | 5 | 250 | أسلوب الحماية |
4.186 | 17.58 | 32 | 8 | 250 | أسلوب التسامح المفرط |
3- النتائج المتعلقة بالعلاقات بين المتغيرات وتحليل فرضيات البحث:
من أجل استخلاص استنتاجات فرضيات البحث وتحليل العلاقات بين المتغيرات، تم حساب العلاقات بين المتغيرات باستخدام تقنية الارتباط لبيرسون.
– الفرضية الأولى: العلاقة بين أحداث الصدمة وأعراض الصدمة:
يلخص الجدول (3) نتائج تحليل العلاقات بين أحداث الصدمة وأعراض الصدمة حسب النتائج توجد علاقة سالبة وذات دلالة احصائية (r = -306 و p <.05).
الجدول (3) العلاقة بين الأحداث الصادمة وأعراض الصدمة
أعراض الصدمة | أحداث الصدمة | ||
-.306-** | 1 | Pearson Correlation | أحداث الصدمة |
.000 | Sig. (2-tailed) | ||
1 | -.306-** | Pearson Correlation | أعراض الصدمة |
.000 | Sig. (2-tailed) |
- الفرضية الثانية: العلاقة بين أحداث الصدمة والتكيف الزواجي:
يلخص الجدول (4) نتائج تحليل العلاقات بين أحداث الصدمة والتكيف الزواجي طبقاً للنتائج لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية (r = .093 و p> .05).
الجدول (4) العلاقة بين الأحداث الصادمة والتكيف الزواجي
التكيف الزواجي | الأحداث الصادمة | ||
.093 | 1 | Pearson Correlation | الأحداث الصادمة |
.144 | Sig. (2-Tailed) | ||
1 | .093 | Pearson Correlation | التكيف الزواجي |
.144 | Sig. (2-Tailed) |
– الفرضية الثالثة: العلاقة بين أحداث الصدمة وأساليب تربية الأبناء:
يلخص الجدول (5) نتائج تحليل العلاقات بين الأحداث الصادمة وأبعاد تربية الأبناء وفقًا للنتائج، لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين أساليب التربية الأربعة وأحداث الصدمة
الجدول (5) العلاقة بين الأحداث الصادمة وأبعاد تربية الأبناء
أسلوب التسامح المفرط | أسلوب الحماية | الأسلوب الاستبدادي | الأسلوب الديمقراطي | أحداث الصدمة | ||
.046 | .037 | .023 | .007 | 1 | Pearson Correlation | أحداث الصدمة |
.469 | .556 | .718 | .916 | Sig. (2-Tailed) |
-الفرضية الرابعة: العلاقة بين أعراض الصدمة والتكيف الزوجي:
الجدول (6) يلخص نتائج تحليل العلاقات بين أعراض الصدمة والتكيف الزوجي حسب النتائج توجد علاقة سالبة وذات دلالة احصائية (r = -.288 و p <.05).
الجدول (6) العلاقة بين أعراض الصدمة والتكيف الزواجي
التكيف الزواجي | أعراض الصدمة | ||
-.288-** | 1 | Pearson Correlation | أعراض الصدمة |
.000 | Sig. (2-Tailed) | ||
1 | -.288-** | Pearson Correlation | التكيف الزواجي |
.000 | Sig. (2-Tailed) |
– الفرضية الخامسة: العلاقة بين أعراض الصدمة أساليب تربية الأبناء:
يلخص الجدول (7) نتائج تحليل العلاقات بين أعراض الصدمة وأبعاد أساليب تربية الأبناء وفقًا للنتائج توجد علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية بين الموقف الديمقراطي وأعراض الصدمة (r = -.164 و p <.05)، كما توجد علاقة إحصائية إيجابية وذات دلالة إحصائية بين الموقف الاستبدادي وأعراض الصدمة (r = .233 و p> .05).
لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين موقف الحماية وأعراض الصدمة (r = 0.058 و p> .05). ولاتوجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين التسامح المفرط وأعراض الصدمة (r = .122 و p> .05).
الجدول (7) العلاقة بين أعراض الصدمة وأبعاد تربية الطفل.
أسلوب التسامح المفرط | أسلوب الحماية | الأسلوب الاستبدادي | الأسلوب الديمقراطي | أعراض الصدمة | ||
.122 | .058 | .233** | -.164-** | 1 | Pearson Correlation | أعراض الصدمة |
.054 | .359 | .000 | .009 | Sig. (2-Tailed) |
- الفرضية السادسة: العلاقة بين التكيف الزواجي وأساليب تربية الأبناء:
الجدول (8) يلخص نتائج تحليل العلاقات بين التكيف الزوجي وأبعاد تربية الأبناء وبحسب النتائج لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين الموقف الديمقراطي والتكيف الزواجي (r = .081 و p> .05).
كانت هناك علاقة سلبية إحصائية ولكن ليست ذات دلالة إحصائية بين الموقف الاستبدادي والتكيف الزواجي (r = -092 , p> .05). وكانت هناك علاقة سلبية ولكن ليست ذات دلالة إحصائية بين موقف الحماية والتكيف الزواجي (r = -053 , p> .05). كانت هناك علاقة سلبية ولكن ليست ذات دلالة احصائية بين موقف التسامح المفرط والتكيف الزواجي (r = -. 072 و p> .05).
الجدول (8) العلاقة بين التكيف الزواجي وأبعاد تربية الأبناء
أسلوب التسامح المفرط | أسلوب الحماية | الأسلوب الاستبدادي | الأسلوب الديمقراطي | التكيف الزواجي | ||
-.072- | -.053- | -.092- | .081 | 1 | Pearson Correlation | التكيف الزواجي |
.260 | .406 | .149 | .200 | Sig. (2-Tailed) |
مناقشة النتائج:
التفسير والمناقشة حول العلاقات بين المتغيرات:
-الفرضية الأولى: العلاقة بين أعراض الصدمة وأحداث الصدمة:
في الدراسة الإحصائية للعينة المستهدفة، كانت النتيجة بين أعراض الصدمة وأحداث الصدمة سلبية، مما يعني أنه كلما زادت أحداث الحرب التي تتعرض لها النساء السوريات، قلت أعراض الصدمة لديهن، وكشف التحليل الإحصائي أن متوسط العينة المستهدفة لأحداث الصدمات (1.67) كان أعلى من متوسط المقياس (1.5).
كانت هذه النتيجة غير متوقعة، وعلى عكس الدراسات المماثلة التي فحصت استبيان هارفارد للصدمات، وجدت دراسة أجراها Eskıcı (2019) على النساء السوريات باستخدام مقياس هارفارد للصدمات وجود علاقة إيجابية بين الأحداث الصادمة وأعراض الصدمة. (Eskıcı ، 2019). كما ظهرت نفس النتائج عندما أجرى Vukčevi وآخرون دراسة عن اللاجئين في صربيا أظهرت علاقة إيجابية بين الأحداث الصادمة وأعراض الصدمة(Vukcevic ,at al.,2016,p.277)
في هذا السياق يمكن القول إنه بعد مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب، ربما تكون النساء اللواتي عانين من أحداث الحرب قد تلقين علاجًا من الأعراض النفسية المرضية أو أنهن يجدن طرقًا إيجابية للتعامل مع الألم النفسي، أيضًا ربما ساهمت الهجرة والبحث عن عمل والحصول على سبل العيش في الاستقرار النفسي للاجئين، في هذا المجال هناك العديد من الدراسات التي تبحث في النمو اللاحق للصدمات عند اللاجئين السوريين. (VAHUD,2021).
عندما يتم فحص الأدبيات، نرى أن اللاجئين في كل مكان لديهم أكثر من تجربة مؤلمة واحدة وينقسمون إلى قسمين: التجارب الصادمة خلال الحرب قبل الهجرة والتجارب الصادمة بعد الهجرة. تسبب هذه التجارب مشاكل صحية جسدية وعقلية كبيرة بين اللاجئين، ومن أهم الاضطرابات التي يمكن ملاحظتها لديهم اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والاكتئاب الشديد والأحداث الصادمة التي يتعرض لها اللاجئون أثناء الحرب هي من بين الصدمات الأكثر شيوعًا المرتبطة بالأمراض النفسية قبل الهجرة، وهي من بين الأسباب الأكثر شيوعًا للمشاكل النفسية والصحية فيما بعد (Carswell ve diğerleri, 2009,p.322).
التجارب التي تسبب الصدمات النفسية بعد الهجرة هي انخفاض الدعم الاجتماعي، ومشاكل اللغة والتواصل، والبطالة، وصعوبة العثور على عمل مناسب، والفقر وعدم القدرة على تأمين سبل العيش، والشيخوخة، ومستويات عالية من التوتر.(Gerritsen, et al.,2006,p.18) بالإضافة إلى ما سبق، فقد حددت العديد من الدراسات الأسباب التي تزيد من أعراض الصدمة مثل الأحداث الصادمة التي يمر بها الناس قبل الهجرة وبعدها، وعدم الاندماج مع ثقافة المجتمع الجديد وصعوبات التكيف. (Carswell ve diğerleri, 2009,p.322).
أظهرت الأبحاث أن النازحين الذين يتمتعون بوضع قانوني في بلد اللجوء لديهم صحة نفسية أعلى من المهاجرين غير الشرعيين، مما يعكس أهمية الظروف المعيشية والقانونية في بلدان الهجرة، كما يواجه الباحثون العديد من التحديات في تقييم أسباب الصدمة بين طالبي اللجوء، بما في ذلك النظريات حول قضايا التكيف الثقافي وأبعادها النفسية عند اللاجئين، وأخرى لها بعد منهجي، حيث تختلف طبيعة التفاعل الاجتماعي بين المهاجرين والمجتمع المضيف.(Heeren, al at., 2014 ,p.818)
–الفرضية الثانية: العلاقة بين أحداث الصدمة والتكيف الزوجي:
أظهرت نتائج التحليل الإحصائي عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين أحداث الصدمة والتكيف الزواجي.
عندما تم البحث في المراجع العربية والإنكليزية والتركية، لم أجد أي دراسات سابقة تبحث في العلاقة بين الأحداث الصادمة والتكيف الزواجي، فكل الدراسات فحصت أعراض الصدمة مع التكيف الزواجي فقط.
هذا يعني أن الأحداث التي يمر بها الشخص لا تؤثر على حياته بمفردها بدلاً من ذلك يجب أن ننظر من منظور نفسي ووظيفي إلى كيفية تفاعل الشخص مع هذه الأحداث وما تأثيرها والأعراض التي تتركها في حياته، وبالتالي هل تؤثر هذه الأعراض على جوانب أخرى من حياته أم لا؟ نظرًا لأن العديد من الدراسات ركزت فقط على العلاقة بين أعراض الصدمة والتكيف الزواجي، فهذا ما سنظهره في العلاقة بين الأعراض والتكيف الزواجي.
-الفرضية الثالثة: العلاقة بين أحداث الصدمة وتربية الابناء:
في التحليل الإحصائي أظهرت النتائج أنه لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين أحداث الصدمة وأبعاد تربية الأبناء.
عندما تم البحث في المراجع العربية والإنكليزية والتركية، وجدت أن القليل من الدراسات الإنجليزية درست العلاقة بين الأحداث الصادمة وتأثيرها على تنشئة الأطفال، وركزت بشكل أكبر على تأثير التجارب الصادمة على الصحة النفسية للأطفال، وهذا يؤكد ما تم ذكره سابقاً، بينما درست أغلب الدراسات اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق وعلاقتهما بالتربية.
يختلف الناس بشكل كبير في المرونة، خاصة بعد تعرض الأطفال لتجارب مؤلمة، فقد أظهرت الدراسات أن الأحداث الصادمة التي يمر بها الآباء لا تؤثر على صحة أطفالهم النفسية، ولم يُظهر أطفال الآباء الذين تعرضوا لتجارب وأحداث نفسية مؤلمة أي مرض عقلي ونفسي خطير، ولم تجد الدراسات التي أجريت على المشاركين السريريين في الهولوكوست أي دليل على أن تجارب الوالدين الصادمة أثرت بشكل مباشر على أطفالهم، غالبًا ما يوصف هذا بأنه انتقال الصدمة بين الأجيال أو مجرد صدمة ثانوية (,p.315 ,1998 Bar-On ,et al.).
-الفرضية الرابعة: العلاقة بين أعراض الصدمة والتكيف الزواجي:
أظهرت النتائج في التحليل الإحصائي وجود علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية بين أعراض الصدمة والتكيف الزواجي، أي أنه كلما زادت أعراض الصدمة، قل التكيف الزواجي بين المشاركين.
أظهرت نتائج مماثلة في دراسة أجريت على الإسرائيليين خلال حرب لبنان أن الأشخاص المصابين بصدمات نفسية لديهم مستويات أقل من التكيف الزواجي وأبلغوا عن المزيد من المشاكل في أداء الوالدين، كما ذكر أن هناك علاقة بين شدة الأعراض والخلافات الزوجية، وخاصة أعراض التجنب. فكلما زادت أعراض التجنب التي يعاني منها المحاربون، انخفض تكيفهم الزواجي وزادت المشاكل في علاقاتهم مع أطفالهم (Solomon et al. ، 2011). أظهرت الدراسات أن الحروب وتجاربها المؤلمة لها تأثير كبير على الجانب العاطفي للشخص، مما يسبب له ضائقة عاطفية أو خدر عاطفي، من ناحية أخرى يؤثر هذا الضيق العاطفي على التواصل الزوجي بالإضافة إلى صعوبات في العلاقات الحميمية (Kulka et al.,1990). إضافة إلى وجود ارتباط بين استخدام العنف الجسدي واللفظي مع الشريك وأعراض فرط الاستثارة، فضلاً عن حدوث نوبات من الغضب والعدوانية.
تحتاج العلاقات الزوجية إلى الصبر والوعي والحكمة والكثير من الحب حتى تنجح، لذلك نرى أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض المرض النفسي قد لا يكونون قادرين على التحكم في عواطفهم وسلوكياتهم، وبالتالي قد يتعارضون مع شركائهم، وعندما لا يفهم الزوج وضع شريكه ولا يكون على دراية به، ستنشأ مشاكل صعبة بين الأزواج.
-الفرضية الخامسة: العلاقة بين أعراض الصدمة وأساليب تربية الأطفال:
تم فحص الأبعاد الأربعة لتربية الأبناء وأعراض الصدمة بشكل منفصل، وتم عرض النتائج الإحصائية:
توجد علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية مع الموقف الديمقراطي، أظهر أنه كلما زادت أعراض الصدمة، انخفض الموقف الديمقراطي في التعامل مع الأبناء.
هناك علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية مع الموقف الاستبدادي، أي أنه كلما زادت أعراض الصدمة، زاد الموقف الاستبدادي في التعامل مع الأبناء، وأظهرت النتائج أنه لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين أعراض الصدمة وأسلوب التسامح المفرط ، ولا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين أعراض الصدمة وأسلوب الحماية.
أظهرت الدراسات أن الصدمة لها تأثير مباشر على علاقة الضحية مع عائلتها، لكننا نجد أن الدراسات في هذا المجال قليلة ومحدودة ومقتصرة على الملاحظات السريرية، لقد وجدت دراسات مختلفة أن اضطراب ما بعد الصدمة له تأثير سلبي على وظائف الوالدين، كما لوحظ أن العلاقة بين الوالدين والأطفال المصابين بأعراض رضخية تتميز بالسيطرة، أو التسامح، أو الحماية الزائدة، أو الصراع المستمر، وهي ظاهرة يمكن أن تؤدي بمرور الوقت إلى أعراض نفسية مرضية مختلفة بين أطفال الضحايا المعروفة باسم “الصدمة الثانوية” (Harkness, 1991, p.12).
أظهرت دراسات مماثلة حول العلاقة بين الأمهات المصابات بصدمات نفسية وأطفالهن نتائج مشابهة لهذه الدراسة، حيث ترتبط زيادة أعراض الصدمة بمشاكل نفسية واجتماعية أكبر لدى الأطفال، كما وجدت دراسات أخرى أن المستويات العالية من اضطراب ما بعد الصدمة تسبب سلوكيات عدوانية في العلاقات مع الأطفال، وفي كثير من الحالات كان الأطفال أقل استجابة في التفاعلات وأقل مشاركة مع الأمهات المصابات بصدمات نفسية. (van , et al., 2012).
أظهرت الأبحاث التي أجريت على مدار القرن الماضي أن العديد من الآباء الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة لديهم علاقات مع أطفالهم أكثر فقراً من الآباء غير المصابين بهذا الاضطراب، أحد أسباب ذلك هو التبلد العاطفي الشديد الذي يصيب الوالدين نتيجة هذا الاضطراب، والذي بدوره يؤثر على العلاقة بين الوالدين والأطفال (Sampre, at al., 2004, p.311 ). وجدت دراسة بين قدامى المحاربين أنه مع التعرض التراكمي للصدمات، تزداد العلاقة العدائية مع الأطفال، مما له تأثير سلبي على الأطفال، ومما يجعله عامل خطر للإصابة بأمراض نفسية عند الأطفال (Lauterbach,at al.,2007,p.161)
-الفرضية السادسة: العلاقة بين التكيف الزواجي وأساليب تربية الأبناء:
أظهرت النتائج عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين التكيف الزواجي والأبعاد الأربعة للتربية في التحليل الإحصائي.
في دراسة أجراها Kabadayı لفحص العلاقة بين التكيف الزواجي والمواقف الأبوية في عام 2019 وجد أن هناك علاقة ضعيفة وإيجابية فقط بين التكيف الزواجي والموقف الديمقراطي.
في جميع الأبحاث التي تدرس العلاقات الزوجية وتربية الأطفال، يتم أخذ جميع العوامل الديموغرافية في الاعتبار لأن لها أكبر تأثير على التكيف الزوجي وتربية الأطفال، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تتأثر العلاقة بين التكيف الزواجي وتربية الأطفال بمستويات القلق والإدراك والإنتاجية وتحقيق الذات.
الخاتمة والمقترحات:
في هذه الدراسة المطبقة على اللاجئات السوريات في تركيا، تم استهداف 250 امرأة سورية متزوجة ولديهن أطفال، وهدفت الدراسة إلى معرفة العلاقة بين صدمات الحرب التي تعرضت لها المرأة السورية في سوريا والتكيف الزواجي وتربية الأطفال، وخلصت النتائج إلى ما يلي:
1 – أظهرت النتائج أن 66 امرأة من العينة المستهدفة يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة و 232 امرأة من العينة المستهدفة يعانين من ضعف التكيف الزواجي، واستخدمت المجموعة الأكبر من العينة الموقف الديمقراطي في العلاقات مع الأطفال.
2- توجد علاقة سلبية وذات دلالة إحصائية بين أحداث الصدمة وأعراض الصدمة.
3- توجد علاقة سلبية وذات دلالة إحصائية في العلاقة بين أعراض الصدمة والتكيف الزواجي.
4- في العلاقة بين أعراض الصدمة وأساليب تربية الأبناء، هناك علاقة سلبية وهامة إحصائيًا مع الموقف الديمقراطي، وهناك علاقة إيجابية وهامة إحصائيًا مع الموقف الاستبدادي، ولا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية مع موقف الحماية وموقف التسامح المفرط.
5- أظهرت النتائج عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين التكيف الزواجي والأبعاد الأربعة للتربية.
6- من بين التوصيات المقترحة في هذه الدراسة، يمكن العمل على تكثيف البرامج التي تدعم العلاج النفسي والصحة النفسية للاجئين السوريين.
7- من بين العوامل الداعمة للمرأة السورية تكثيف البرامج الهادفة إلى توعية الزوجين وتربية الأبناء في ظل الظروف الحالية.
8- توفير فرص العمل والتعليم وفرص العيش الكريم التي تساعد على تحسين الصحة النفسية للاجئين السوريين وبالتالي تحسين التكيف الزواجي، الأمر الذي ينعكس على تربية الأطفال بطريقة ديمقراطية.
9- تحسين أوضاع اللاجئين السوريين من حيث وضعهم القانوني وزيادة اندماجهم في المجتمع وتسهيل وصولهم إلى البرامج والأنشطة التي تدعم استقرار الحياة في بلدة اللجوء مما ينعكس في زيادة كفاءتهم وإنتاجيتهم، وهذا يؤدي إلى زيادة الاستقرار النفسي والعائلي.
المصادر والمراجع:
BAR-ON Dan, ELAND Jeanette, KLEBEr Rolf J., KRELL Robert, MOORE Yael, SAGI Abraham et al., “Multigenerational Perspectives on Coping with The Holocaust Experience: An Attachment Perspective for Understanding The Developmental Sequelae of Trauma Across Generations”, International Journal of Behavioral Development, cilt 22, sayı 2, 1998, s.315– 338.
BILGIN Rıfat, “Çatışma ve şiddet ortamında büyüyen çocuklar sorunu”, Fırat Üniversitesi Sosyal Bilimler Dergisi, cilt 24, sayı 1, 2014, s.135-151.
ÇAĞDAŞ Ayssel ve ŞAHİN SEÇER Zarife , Anne-baba eğitimi , 2. Baskı , Ankara, Kök Yayıncılık, 2006.
CROWLEY Caitlin, “The Mental Health Needs of Refugee Children: A Review of Literature and Implications for Nurse Practitioners “, Journal of the American Academy of Nurse Practitioners, cilt 21, sayı 6, June, 2009, s.322-331.
EROĞLU Musa, “Etnik Kimlik, Savaş ve Göç Olgularının Çocuklar ve Ergenler Üzerindeki Psikolojik Etkileri”, Uluslararası Sosyal Bilgilerde Yeni Yaklaşımlar Dergisi, cilt 24, sayı 1, Haziran, 2020, s.94-105.
ESKICI Halıme Sevde , “Savaş Ve İltica: Travmatik Olaylara Maruz Kalmış Geçici Koruma Statüsündeki Suriyeli Kadınlara Yönelik İnceleme Ve Psikolojik Müdahale” , Yüksek Lısans Tezı ,Sosyal Bılımler Enstıtüsü , Klınık Psıkolojı Anabılım Dal, Istanbul Sehır Ünıversıtesı, Temmuz, 2019 .
GERRITSEN Annette A. M., BRAMSEN Inge, DEVILLÉ Walter ,WILLIGEN Loes H. M., HOVENS Johannes E. &PLOEG Henk M. “Physical and mental health of Afghan, Iranian and Somali asylum seekers and refugees living in the Netherlands”, Social Psychiatry and Psychiatric Epidemiology, cilt 41, sayı 1, 2006, s.18–26.
HARKNESS, Laurie L. , “The effect of combat-related PTSD on children”, Journal of National Center for PTSD Clinical Newsletter ,cilt 2, sayı 1, 1991, s.12-13.
HEERENA Martina, WITTMANNB Lutz, EHLERTC Ulrike SCHNYDERA Ulrich, MAIERD Thomas, MÜLLERA Julia, “Psychopathology and Resident Status-Comparing Asylum Seekers, Refugees, Illegal Migrants, Labor Migrants and Residents”, Comprehensive Psychiatry, cilt 55, sayı 4, 2014, s.818–825.
JONG K. , MULHERN M. ,FORD N. , KAM S. , KLEBER R. , ” The Trauma Of War In Sierra Leone”, Journal of The Lancet , cilt 355 , June , 2000, s.2067-2068 .
KABADAYI Öznur , “Annenin Çocuk Yetiştirme Tutumuna Evlilik Uyumunun Etkisi” ,(Yüksek Lisans Tezi) ,Sağlık Bilimleri Enstitüsü ,Biruni Üniversitesi ,2019 .
KABADAYI Öznur , “Annenin Çocuk Yetiştirme Tutumuna Evlilik Uyumunun Etkisi” ,(Yüksek Lisans Tezi) ,Sağlık Bilimleri Enstitüsü ,Biruni Üniversitesi ,2019 .
KARAMANOĞLU Y. Hatice , “Evlilik Uyumu İle Sosyodemografik Özellikler Arasındaki İlişki” , Eğitim ve Öğretim Araştırmaları Dergisi , cilt 3, sayı 1, Şubat, 2014, s.250-261.
Kulka, R. A., Schlenger, W. E., Fairbank, J. A., Hough, R. L., Jordan, B. K., Marmar, C. R., & Weiss, D. S. , Trauma and the Vietnam War generation. New York, NY: Brunner/ Mazel, 1990.
LAUTERBACH D., BAK C., REILAND S., MASON S., LUTE M.R., EARLS L., “Quality of Parental Relationships Among Persons With A Lifetime History of Post-Traumatic Stress Disorder”, Journal of Traumatic Stress, cilt 20, sayı 2, 2007, s.161–172.
SAMPER Rita E., CASEY T. Taft, KING Daniel W., KING Lynda A. , “Posttraumatic stress disorder symptoms and parenting satisfaction among a national sample of male Vietnam veterans”, Journal of Traumatic Stress, cilt 17, sayı 4 , 2004, s.311–315.
SHOEB Marwa, WEINSTEIN Harvey, MOLLICA Richard, “The Harvard Trauma Questionnaire: Adapting A Cross-Cultural Instrument for Measuring Torture, Trauma and Posttraumatic Stress Disorder in Iraqi Refugees”, International Journal of Social Psychiatry, cilt 53, sayı 5, 2007, s.447-463.
SOLOMON Zahava , DEBBY-AHARON Shimrit , ZERACH Gadi & HORESH Danny, “Marital Adjustment, Parental Functioning, And Emotional Sharing In War Veterans” , Journal Of Family Issues , cilt 32, sayı 1, Ocak , 2013, s.127–147 .
THABET A. A., ABU TAWAHINA A., EL SARRAJ Eyad & VOSTANI Panos , “Exposure To War Trauma And PTSD Among Parents And Children In The Gaza Strip”, Journal of Original Contribution, sayı 191 ,2007, s.1-10 .
VAHUD Danya, “Türkiye’de Suriyeli Sığınmacılarının Başa Çıkma Stillerinin Psikolojik Dayanıklılık Ve Yaşam Doyumu Üzerine Etkilerini İncelemesi”, (Yüksek Lisans Tezi), Psikoloji Anabilim Dalı, İstanbul Sabahattin Zaim Üniversitesi, Temmuz, 2021.
VAN IJzendoorn, M.H., BAKERMANS Kranenburg, M.J., SAGISCHWARTZ, A. , “Are Children of Holocaust Survivorsless Well-Adapted? A Meta-Analytic Investigation of Secondary Traumatization”, Journal of Traumatic Stress, cilt 16, sayı 5, 2003, s.459– 469.
VUKČEVİć Maša , MOMİROVİĆ Jelena And PURİĆ Danka , “Adaptation Of Harvard Trauma Questionnaire For Working With Refugees And Asylum Seekers İn Serbia” , Journal Of Psihologija , Volume 49 , Issue 3, 2016 ,P.277–299.