الرُّواةُ الَّذين قيل فيهم “ناقلة” في كتابِ “تهْذيب الكمال في أسماءِ الرجالِ للمزي” دراسة استقرائيَّة.

د. عبد العظيم خليل عبدالرحمن الدخري1

1 أستاذ الحديث وعلومه المشارك بكلية الآداب بجامعة كردفان، السودان.

بريد الكتروني: d2kufoart@yahoo.com

HNSJ, 2023, 4(2); https://doi.org/10.53796/hnsj4253

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/02/2023م تاريخ القبول: 21/01/2023م

المستخلص

تناولت هذه الدّراسة الرُّواة الَّذين قيل فيهم “ناقلة” في كتابِ “تهْذيب الكمال في أسماءِ الرجالِ للمزي”، حيث تمَّ استقراءهم بهدف الوصول إلى عددهم وإشهار دلالة المصطلح “ناقلة”، وبيان أصول أنسابهم وبلدانهم. تمثلتْ مُشكلة الدّراسة في غموض مصطلح ناقلة في اطلاقه على الرواة، بجانب تشابه أسماء بعض الرواة في الشيوخ. اتَّبع الباحثُ المنهج الاستقرائي والوصفي لإجراء الدّراسة. وأخيراً توصلتْ الدّراسة إلى أنَّ الرواة الذين قيل فيهم “ناقلة” بلغ عددهم سبعة راوياً؛ وأنَّ المصطلح “ناقلة” يطلق على الرواة المهاجرين الذين استقرَّ بهم المقام في غير بلدانهم. ومعرفة هذا كله يفيد في التفريق والتمييز بين الرواة.

الكلمات المفتاحية: الرواة؛ ناقلة؛ المزي؛ استقرائية؛ بلدان.

Research title

Alrruat whom were said about them “Naqila” in “Tahdheeb Al-Kamal by-Al Mazi”

Inductive study.

Dr. Abdelazim Khalil Eldukhri1

1 Associate Professor of Hadith and its Sciences, Faculty of Arts, University of Kordofan, Sudan.

Email: d2kufoart@yahoo.com

HNSJ, 2023, 4(2); https://doi.org/10.53796/hnsj4253

Published at 01/02/2023 Accepted at 21/01/2023

Abstract

This study dealt with the Alrruat whom were said about them “Naqila” in “Tahdheeb Al-Kamal. The study aims to reaching the number of Alrruat whom were said about them “Naqila”, and clarifying the origins of their lineages and countries. and declaring the significance of the term“Naqila”.The researcher followed the inductive and descriptive method to conduct the study. Finally, the study concluded that the number of “Alrruat” whom were said about them “Naqila” reached seven narrators. And that the term “Naqila” is applied to the immigrant “Alrruat” who have settled in places other than their countries.

Key Words: Alrruat; Naqila; Al Mazi; Inductive; Countries.

1. مقدِّمة

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة، والسَّلام على أشْرف المرسلين سيّدنا ونبّينا محمَّد عليه أفضل الصَّلاة، وأتمّ التسليم، وبعد،

فإنَّ معرفة الرواة وما يتصل بها من معرفة أصولهم وبلدانهم من أهم علوم الحديث التي اشتغل بها المحدثون قديماً؛ فألفوا فيها الكتب والمصنفات التي يثقل حملها. وما زال المعاصرون يسيرون على هذا الدرب مواصلة لجهود المتقدمين ليحفظوا لهذه الأمة تراثها العظيم المتمثل في سنَّة النَبي عليه الصَّلاة والسَّلام. ولعلّ بحثنا هذا-الذي سيأتي في وريقات- يقصد به السير نحو درب هؤلاء الجهابذة من العلماء؛ ليسهم في هذا الفن العظيم من فنون علوم الحديث.

2.1. أهميَّة الدراسة:

تكمن أهميَّة هذه الدّراسة في أنَّها ستسهم في معرفة الرواة، والتفريق والتمييز بين المتشابه في الأسماء وغيرها وذلك من خلال معرفة أصولهم وأنسابهم وبلدانهم.

3.1. أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى استقراء الرواة الذين قيل فيهم ناقلة في كتاب:”تهْذيب الكمال في أسماءِ الرجالِ للمزي” بغرض معرفة أصولهم وبلدانهم وتمييز بعضهم عن بعض.

4.1. منهج الدراسة:

يتَّخذ الباحث في هذه الدراسة المنهج الاستقرائي والوصفي؛ لجمع المعلومات وتحليلها، ثم صياغتها في ثوبٍ علمي يتناغم مع موضوع الدِّراسة.

5.1. خطة البحث:

حُصرتْ خطَّة الدِّراسة في مقدمة، وأربعة محاور رئيسيَّة، ثمَّ ذُيلتْ بخاتمةٍ وفهرسٍ للمصادر والمراجع، فكانت علي النحو التالي:

1. مقدّمة.

2. المفهوم اللُغوي والاصطلاحي لكلمة:”ناقلة”.

1.2. المفهوم اللغوي لكلمة:”ناقلة”.

2.2. مفهوم اللفظ:”ناقلة” عند المحدثين والمؤرخين.

3. أهميَّة معرفة أنساب الرواة وبلدانهم.

4. التعريف بكتابِ”تهْذيب الكمال في أسماءِ الرجالِ ومؤلفه الإمام المزي.

1.4. نبذة مختصرة عن الإمام المزي.

2.4. التعريف بكتابِ”تهْذيب الكمال في أسماءِ الرجالِ.

5. تسمية الرواة الَّذين قيل فيهم”ناقلة” في”تهذيب الكمال”وبيان أصولهم.

6. الخاتمة، وفيها النتائج والتوصيات.

7. فهرس الهوامش والمراجع.

وبحول الله تعالى وقوته أبدأُ، مفتتحاً هذه الدَّراسة بالمفهوم اللُغوي والاصطلاحي لكلمة”ناقلة”، ثمَّ أسير وفقاً للخطة الموضوعة لها.

2. المفهوم اللُغوي والاصطلاحي لكلمة:”ناقلة”.

1.2. المفهوم اللغوي لكلمة:”ناقلة”.

النَّقْل: مصدر نقلتُ الشيءَ أنقُله نَقْلاً، إِذا حوّلته من مَوضِع الى مَوضِع آخر. قَالَ أَوْس بن حجَر:

نقلناهمُ نَقْلَ الكلابِ جِراءها … الى سَنَةٍ جِرذانُها لم تَحَلَّمِ

والنّواقل، واحدتها ناقلة، وَهِي قَبيلَة تنْتَقل من قوم الى قوم. وَرجل نَقيل في بني فلَان، أَي لَيْسَ مِنْهُم. والمَنْقَلَة: المَنزل([1]). والنقيل: الْغَرِيب فِي الْقَوْم إِن رافقهم أَو جاورهم. وَالْأُنْثَى: نقيلة، ونقيل، قَالَ: وَزَعَمُوا انَّه للخنساء:

تَرَكتنِي وسط بني عِلّة … كأنني بعْدك فيهم نقِيل([2]).

2.2. مفهوم اللفظ:”ناقلة” عند المحدثين والمؤرخين:

اطلق علماء الحديث لفظ”ناقلة”على الرواة المهاجرين الذين استقرَّ بهم المقام في غير بلدانهم. وبالتالي لم ينقلوا لفظ”ناقلة”عن معناه اللُغوي إلى معنى اصطلاحي خاص بهم، بل استخدموه استخداماً لُغوياً ليحمل ذات المعنى الموضوع له في اللغة؛ ويتضح هذا من خلال الاستقراء لإطلاقهم هذا اللفظ على الرواة في كتبهم. ويمكن هنا أنْ نستعرض بعض النماذج لذلك:

1.2.2. قال ابن الخياط(ت240ه): وعبد السلام بن حرب الملائي، من بني نهد، من أهل البصرة. ناقلة، يكنى أبا بكر. مات سنة سبع وثمانين ومائة([3]). وذكر السمعاني أنَّ الملائي بضم الميم نسبة إلى بيع الملاء والملاءة، وهو المرط الّذي تستر به المرأة إذا خرجت، والمشهور بها أبو بكر عبد السلام بن حرب الملائى، من أهل الكوفة، يروى عن يحيى بن سعيد الأنصاري والبصريين، روى عنه أبو غسان وأبو نعيم الكوفيان وأهل العراق([4]). وقد ذكر ابن سعد أنَّ الملائي توفي بالكوفة سنة سبع وثمانين ومائة في خلافة هارون([5]). فهذا يعني أنَّ عبد السلام بن حرب الملائي أصله بصري من أهل البصرة وناقلة إلى الكوفة وبها وفاته.

2.2.2. وقال ابن يونس(ت347ه): عبد الرحمن بن روح بن صلاح المرادى الحارثىّ: روى عن أبيه. هكذا نسبه على بن قديد. وقد قيل: إن «روح بن صلاح» من الموصل ناقلة إلى مصر. وأما دارهم، فبمصر فى مراد الحارثين([6]).

3.2.2. وقال الأصبهاني(ت369ه): الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان بن جريج بن محمد بن عبد الله بن همدان، يكنى بأبي محمد، توفي سنة ثنتي عشرة ومائتين , من ناقلة الكوفة من همدان([7]).

4.2.2. وقال ابن منده(ت395ه): أَبُو عبد الله: اسْمه: كَعْب، بَصرِي. من ناقلة الْكُوفَة([8]).

5.2.2. وقال الخطيب البغدادي(ت463ه): علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن إبراهيم بن إسحاق بن علي بن إسحاق أبو الحسن الحميري أصله ناقلة من حضرموت إلى ختل، ويعرف بالسكري، وبالصيرفي، وبالكيال، وبالحربي([9]).

وبهذا يتضح أنَّ المؤرخين وعلماء الحديث استخدموا لفظ “ناقلة”ليدلَّ على أنَّ المترجم له منتقل من بلده الأصل إلى بلد الإقامة، ولا شكَّ أنَّ هذه الدقة في استخدامهم للفظ “ناقلة” في هؤلاء يفيد كثيراً في معرفة الشيوخ والتلاميذ.

3. أهميَّة معرفة أنساب الرواة وبلدانهم.

اهتمَّ العرب قديماً بمعرفة الأنساب اهتماماً كبيراً حتى صار علم الانساب من أجلّ علومهم التي حازوها فاشتهروا بها اشتهاراً ، فما ذكرت الأنساب إلا وذكر العرب بدرايتها والسبق في معرفتها؛ قال ابن فندمه: “للروم من العلوم الطب، ولأهل اليونان الحكمة والمنطق، وللهند التنجيم والحساب، وللفرس الآداب، أعني: آداب النفس والأخلاق. ولأهل الصين الصنائع. وللعرب الأمثال وعلم النسب، فعلوم العرب الأمثال والنسب.”([10]) وقد كان مصدر تفوقهم في معرفة الأنساب هو تفاخرهم بأنسابهم وقبائلهم حتى صار من شيم العرب وطباعهم الاقتتال بسبب التعصب للقبيلة والنسب. وكانوا ينشدون الشعر في الفخر بأنسابهم وقبائلهم، والشعر الجاهلي مليءٌ بذلك، قال قائلهم متفاخراً بنسبه وقبيلته:

أَيُّها الساعي عَلى آثارِنا … نَحنُ مَن لَستَ بِسَعّاءٍ مَعَه

نَحنُ أَودٌ حينَ تَصطَكُّ القَنا … وَالعَوالي لِلعَوالي مُشرَعَه

يَومَ تُبدي البيضُ عَن لَمعِ البُرى … وَلِأَهلِ الدارِ فيها صَعصَعَه

ثُمَّ فينا لِلقِرى نارٌ يُرى … عِندَها لِلضَيفِ رُحبٌ وَسِعَه([11])

وفي اشتهارهم بحفظ الأنساب يقول ابن فندمه: “والعرب يحفظ الأنساب، فكل واحد منهم يحفظ نسبه إلى عدنان، أو إلى قحطان، أو إلى إسماعيل، أو إلى آدم عليه السلام، فلذلك لا ينتمي واحد منهم إلى آبائه وأجداده، ولا يدخل في أنساب العرب الدعي. وخلصت أنسابهم من شوائب الشك والشبهة، فكل واحد من العرب يتناسب أصله وفرعه، ويتناصفه بحره وطبعه وزكى ندره وزرعه. فللعرب من المنابت أزكاها، ومن المغارس أتمها وأعلاها. ولجمع العرب كرم الأدب إلى كرم الأنساب، ولقنهم الله الحكمة وفصل الخطاب” ثمَّ يتحدث عن أهمية الأنساب فيقول:”ولولا علم الأنساب لانقطع حكم المواريث وحكم العاقلة، وهما ركنان من أركان الشرع، ولما عرف الرجل فرسه من لعده، ومن يرثه ومن لا يرثه ممن يرث منه. وكانت العرب أنهم إذا فرغوا من المناسك حضروا سوق عكاظ، وعرضوا أنسابهم على الحاضرين، ورأوا ذلك من تمام الحج والعمرة، لذلك قال الله تعالى ” فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً)([12])([13]).

ولمَّا جاء الإسلام أعتنى بالأنساب وشرع من الأحكام ما يصينها ويحفظها؛ وحثَّ على تعلمها على لسان نبيّنا عليه الصَّلاة والسلام فقد ثبت عنه أنه قَالَ: تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَرِ([14]). وبيَّن لهم عليه الصَّلاة والسَّلام تبعاً للقرآن الكريم أنَّ النَّاس يتفاضلون عند الله تعالى بالتقوى وليس للأنساب قيمة عند الله تعالى. فقال لأصحابه عندما سألوا عن أكرم النَّاس: «أَكْرَمُهُمْ أَتْقَاهُمْ» قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: «فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ، ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ» قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: «فَعَنْ مَعَادِنِ العَرَبِ تَسْأَلُونِي» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَخِيَارُكُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقُهُوا»([15]).

وأمَّا عن أهميَّة معرف أنساب الرواة فلا شكَّ أنَّ معرفتها ذات أهميَة كبرى في التفريق بين الرواة ومعرفة شيوخهم واثبات الرواية عنهم؛ قال العوتبي:”رأيت كُتُب الأنساب أكثر معونة وفائدة لطالب الأدب والعلم والفقه من غيرها، لأن طالب العلم والحديث إذا لم يكن يدري علم النسب وسمع حديثاً قد صُحِّف فيه اسم أحد على غير جهته، أو نقل من قبيلة إلى غيرها، جاز ذلك عليه. وإذا كان بالأنساب عالماً، وبالأخبار عارفاً أنكر ذلك ورده إلى نسبه واسمه، وأتى بالصواب في موضعه وحقيقة أصله”([16]). لذا كانت عناية العلماء بالأنساب فائقة فصنَّفوا فيها مصنفات كثيرة منها:

1.”مختلف أسماء القبائل ومؤتلفها” لمحمد بن حبيب البغدادي (ت 245).

2.”الإيناس بعلم الأنساب”للحسين بن علي بن الحسين، أبو القاسم الوزير المغربي (ت: 418هـ)

3.”الأنساب” لأبى سعد السمعاني(562ه). وهو من أجمع الكتب في هذا الفن.

4.”اللباب في تهذيب الأنساب” لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (ت630هـ). وغير هذه الكتب، كتب كثيرة صُنفت في الأنساب لا يسع المقام هنا ذكرها.

وأمَّا معرفة بلدان الرواة فإنَّها لا تقل شأناً عن معرفة أنسابهم وأصولهم في معرفة صحة روايتهم عن الأشياخ. قال الحموي في معجم البلدان: فأَما أهل السير والأخبار، والحديث والتواريخ والآثار، فحاجتُهم إلى معرفتها- أي البلدان- أَمَسُّ من حاجة الرياض إِلى القطار، غبَّ إِخلاف الأَنواءِ، والمُشفي إِلى العافية بعد يأْس من الشفاء، لأَنه معتمد علمهم الذي قَلَّ أَن تخْلوَ منه صَفْحَةٌ، بل وِجْهَةٌ، بل سطرٌ من كتبهم([17]). وصُنفت كتب كثيرة في البلدان أشهرها كتاب الياقوت الحموي” معجم البلدان”.

4. التعريف بكتابِ”تهْذيب الكمال في أسماءِ الرجالِ ومؤلفه الإمام المزي.

1.4. نبذة مختصرة عن الإمام المزي.

احتل المزي مكانة عظيمة بين علماء القرن الثامن الهجري في الحديث وعلومه، وما يتصل بهما، وقامت شهرته على أعظم كتابين ألفهما في فنهما هما”تحفة الاشراف””وتهذيب الكمال. وأثنى عليه العلماء ثناءً كبيراً يدل على علو كعب مكانته. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:” ووجدت بدمشق من أهل العلم الإمام المقدم والحافظ الذي فاق من تأخر من أقرانه ومن تقدم أبا الحجاج المزي، بحر هذا العلم الزاخر وحبره القائل من رآه: كم ترك الاوائل للاواخر، أحفظ الناس للتراجم، وأعلم الناس بالرواة من أعارب وأعاجم، لا يخص بمعرفته مصرا دون مصر ولا ينفرد علمه بأهل عصر دون عصر. وهو في اللغة أيضاً إمام. فكنت أحرص على فوائده لاحرز منها ما أحرز..وهو الذي حداني على رؤية شيخ الاسلام ابن تيمية” وترجم له الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال:” شيخنا الإمام العالم الحبر الحافظ الأوحد محدث الشام…نشأ بالمزة وحفظ القرآن وتفقه قليلا ثم أقبل على هذا الشأن، سمع من أول شيء كتاب الحلية كله على ابن أبي الخير سنة خمس وسبعين ثم أكثر عنه، وسمع المسند والكتب الستة ومعجم الطبراني والأجزاء الطبرزذية والكندية، وسمع صحيح مسلم من الإربلي ورحل سنة ثلاث وثمانين فسمع من العز الحراني وأبي بكر بن الأنماطي وغازي وهذه الطبقة وسمع بالحرمين وحلب وحماة وبعلبك وغير ذلك. ونسخ بخطه المليح المتقن كثيرًا لنفسه ولغيره ونظر في اللغة ومهر فيها وفي التصريف وقرأ العربية، وأما معرفة الرجال فهو حامل لوائها والقائم بأعبائها لم تر العيون مثله([18]).

2.4. التعريف بكتابِ”تهْذيب الكمال في أسماءِ الرجالِ.

يعدُّ”تهذيب الكمال” من أعظم الكتب التي ألفت في الرجال، أربى فيه الحافظ المزي على من تقدمه وكسب مؤلفاتهم، ولم يستطع أحد بعده حتى اليوم أن يبلغ شأوه بل أن يأتي بأحسن منه. وقد اطلع الحافظ المزي على كتاب “الكمال” للحافظ عبد الغني وهو كتاب أفرد لرجال الكتب الستة، فوجد فيه نقصاً وإخلالاً وإغفالاً لكثير من الأَسماء التي هي من شرطه بلغت مئات عديدة، وقرر تأليف كتاب جديد يستند في أسسه على كتاب “الكمال” وسماه”تهذيب الكمال في أسماء الرجال”. والظاهر أنه اشتغل بمادة الكتاب منذ فترة مبكرة، فقد أشار الذهبي في مقدمة كتابه”تاريخ الاسلام”إلى أنه طالع مسودة كتاب”التهذيب”قبل قيامه بتأليف كتابه، ثم طالع المبيضة كلها[19]. وقد بدأ المزي يضع كتابه بصيغته النهائية المبيضة في اليوم التاسع من محرم سنة (705ه) ولم ينته منه إلا يوم عيد الاضحى من سنة (712ه) ، وبذلك يكون قد قضى في تبييضه وإعادة النظر فيه ثمانية أعوام إلا شهراً.

5. تسمية الرواة الَّذين قيل فيهم”ناقلة” وبيان أصولهم.

1.5. تبيع بن عامر الحميري، أبو عبيدة، ويقال: أبو عبيد، ويقال: أبو عتبة، ويقال: أبو أيمن، ويقال: أبو حمير، ويقال: أبو غطيف، ويقال: أبو عامر، الشامي الحمصي، ابن امرأة كعب الأحبار. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم في زمن أبي بكر الصديق، وقرأ القرآن على مجاهد بأرواد جزيرة من جزائر البحر قريبة من القسطنطينية، وكانا غازيين بها. روى عن: كعب الأحبار وروايته عنه في سنن النسائي ، وروى عن أبي الدرداء رضي الله عنهما. وروى عنه: إبرهيم بن نشيط الوعلاني، وأيمن في سنن النسائي، وتدوم، ويقال: يدوم بن صبيح الحميري الميتمي، وجرير بن زيد، عم جرير بن حازم، وحسين بن شفي بن ماتع الأصبحي، وحكيم بن عمير والد الأحوص بن حكيم، وحبان أبو النضر الشامي، وخثيم بن سبنتى الزبادي، وربيعة بن سيف المعافري، ورشد بن كيسان الفهمي، وزرعة بن معشر اليحصبي ، وسعية الشعباني، وشفي بن ماتع الأصبحي، وعطاء بن أبي رباح، وعقبة ابن مرة الخولاني، وقيس بن الحجاج بن خلي السلفي، وابن عم أبيه قيس بن خولي، ومجاهد بن جبر، ومعاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني، ومهاجر بن أبي مسلم الأنصاري، والد عمرو بن مهاجر([20]).

قال أبو سعيد بن يونس: تبيع بن عامر الكلاعي، من ألهان، يكنى أبا غطيف. ناقلة من حمص. توفي بالإسكندرية سنة إحدى ومئة([21]). أخرجه له النسائي. قال الحافظ ابن حجر: تبيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب يكنى أبا عبيدة صدوق عالم بالكتب القديمة من الثانية مخضرم أخرج له النسائي؛ ثمَّ ذكر للتمييز، تبيع ابن عامر الكلاعي أبو غطيف قال سكن حمص وتوفي بالإسكندرية سنة إحدى ومائة … صدوق من الثانية وقيل هو الذي قبله تمييز[22].انتهى قول الحافظ. قلت: وما ذهب إليه المزي في أنَّه واحد هو أقرب للصواب، ويؤيده قولهم فيه أنَّه: ناقلة من حمص.

2.5. حبيب بن الزبير بن مشكان الهلالي، ويقال: الحنفي، روى عن: عبد الله بن أبي الهذيل (ت) ، وعبد الرحمن بن الشرود، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس (مد) ، وابن أبي بشير. وروى عنه: شعبة، وعمر بن فروخ العبدي (مد) بياع الأقتاب. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سئل أبي عن حبيب بن الزبير، فقال: ما أعلم إلا خيرا. وقال أبو حاتم: صدوق، صالح الحديث، لاأعلم أحدا حدث عنه غير شعبة، وحديثه مستقيم. وقال النسائي: ثقة. وقال أبو الشيخ: حدث من أولاده عدة بأصبهان، منهم: حبيب بن هوذة بن حبيب، ومحمد بن أحمد بن حبيب، ودرهم ابن مظاهر، وعامر بن ناجية، وإبراهيم بن عبد العزيز، ويونس بن حبيب، وذكر أبو نعيم نحو ذلك، وقال: كل هؤلاء من ولده، ويونس بن حبيب، وإبراهيم بن عبد العزيز سبطاه من ابنته. قال المزي: الأصبهاني من ناقلة البصرة([23]).

وقال ابن حجر: حبيب ابن الزبير ابن مشكان بضم الميم وسكون المعجمة الهلالي أو الحنفي الأصبهاني أصله من البصرة ثقة من السادسة([24]).

3.5. الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى ابن ذكوان الهمداني، أبو محمد الأصبهاني، أمه خالدة بنت عطاء ابن السائب ويقال: بنت عطاء بن السائب، ويقال: بنت عطاء الخراساني.

روى عن: إبراهيم بن طهمان، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وإبراهيم بن نافع المكي، وإسرائيل بن يونس، وأبي هانئ إسماعيل بن خليفة الأنصاري الكوفي قاضي أصبهان، وبشر بن منصور السليمي، وحرب بن ميمون الأنصاري، وخطاب ابن جعفر بن أبي المغيرة، وسفيان الثوري (م ق) ، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن عمر العمري، وعبد الرحيم بن زيد العمي، وعبد العزيز بن أبي رواد، وأبي مسلم عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، وعكرمة بن إبراهيم، وعمر بن قيس المكي سندل، والفضيل بن عياض، ومروان بن معاوية الفزاري، ومسلم بن خالد الزنجي، هشام بن سعد، ووكيع بن الجراح، وياسين الزيات، ويحيى بن سليم الطائفي، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي.

وروى عنه: أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي، وابن ابنه أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص، وأحمد بن معاوية، وأحمد بن يحيى بن حمزة، وإسماعيل بن عبد الله سمويه، وأسيد بن عاصم: الأصبهانيون…وقال الحافظ أبو نعيم: أمه خالدة بنت عطاء الخشك، وعطاء أصبهاني الأصل، خراساني المنشأ، مولده بأصبهان، تنسب إليه محلة باب عطاء، ويعرف عند الرواة بعطاء الخراساني.

قال المزي: من ناقلة الكوفة، ونقل علم الكوفيين إلى أصبهان، وأفتى بمذهبهم، وولي القضاء والفتيا والعدالة والتناية والرياسة بأصبهان ([25]).

4.5. حميد بن وهب القرشي، وأبو وهب المكي، ويقال: الكوفي.

روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الله بن طاوس (د ق) ، ومسعر بن كدام، وهشام بن عروة.

وروى عنه: عامر بن إبراهيم الأصبهاني، ومحمد بن طلحة بن مصرف (د ق) .ةقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو جعفر العقيلي: لم يتابع على حديثه، وحميد مجهول النقل. وقال أبو حاتم ابن حبان: يخطئ حتى خرج عن حد التعديل، لا يحتج به إذا انفرد. قال أبو نعيم: أصبهاني من ناقلة الكوفة([26]).

5.5. زياد بن أيوب بن زياد البغدادي أبو هاشم المعروف بدلويه، طوسي الأصل. قال محمد بن إسحاق السراج: أصله طوسي، ونشأ ببغداد، ناقله، سمعته يقول: مولدي سنة ست وستين ومئة، وطلبت الحديث سنة إحدى وثمانين ومئة. وقال أبو الحسين بن نافع: مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين([27]).

وقال ابن حجر: زياد ابن أيوب ابن زياد البغدادي أبو هاشم طوسي الأصل يلقب دلويه وكان يغضب منها ولقبه أحمد شعبة الصغير ثقة حافظ من العاشرة([28]).

6.5. يحيى بن أبي كثير. قال علي بن المديني: حفظ العلم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستة: فلأهل مكة عمرو بن دينار، ولاهل المدينة ابن شهاب الزهري، ولأهل الكوفة أبو إسحاق السبيعي، وسليمان بن مهران الأعمش، ولأهل البصرة يحيى بن أبي كثير ناقلة، وقتادة([29]).

وقال ابن حجر: يحيى ابن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل من الخامسة([30]). وقال ابن أبي حاتم: وهو مولى لطيئ كان بصرياً فانتقل إلى اليمامة([31]).

7.5. محمد بن عبيد بن عبد الملك الأسدي. قال الحافظ أبو شجاع شيرويه بن شهرذار الديلمي في “تأريخ همذان”: محمد بن عبيد بن عبد الملك الأسدي، أبو عبد الله، الرجل الصالح، من ناقلة الكوفة، ويكنى عبيد بأبي عبد الملك، يقال: مات محمد بن عبيد عن صيام ستين سنة – وذكر جماعة من شيوخه، وممن روى عنه – ثم قال: سمعت أحمد بن عمر يقول: سمعت محمد بن عيسى يقول: سمعت صالحا يقول: سمعت عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: ذاكرت أبا زرعة الرازي بحديث محمد بن عبيد (ت) ، عن علي بن أبي بكر، عن همام، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم (من حوسب عذب) فقال: محمد بن عبيد عندنا إمام وعلي ابن أبي بكر من الأبدال، وهذا حديث غريب([32]).

وقال الخليلي: محمد بن عبيد بن عبد الملك أبو عبد الله الأسدي الرجل الصالح، وهو من ناقلة الكوفة إلى همذان([33]).

6. الخاتمة.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ثمَّ الصَّلاة والسَّلام على سيّدنا ونبيّنا محمَّد عليه أفضل الصَّلاة وأتمّ التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،

فهذه خاتمة، فيها خلاصةُ ما توصَّلتْ إليه الدراسة من نتائجٍ، وتوصياتٍ، ذيَّلتُ بها هذه الدراسة، فأرجو أنْ تكون إضافةً حقيقيةً في مجالها، وأنْ ينفع الله تعالى بها.

1.6. النتائج:

توصلت الدراسة بعد إجراء الاستقراء على كتاب”تهذيب الكمال في أسماء رجال”؛ إلى أنَّ الرواة الذين قيل فيهم ناقلة بلغ عددهم سبعة راوياً خُرّج لهم في الكتب الستة؛ وأنَّ المصطلح”ناقلة” يُطلق على الرواة المهاجرين الذين استقرَّ بهم المقام في غير بلدانهم الأصل.

2.6. التوصيات.

تُوصي الدراسة بإجراء مزيدٍ من الأبحاث، والدِّراسات حول مصطلح”ناقلة” في الكتب الأخرى غير”تهذيب الكمال”، كما تُوصي بإجراء الأبحاث في مصطلحات، وعبارات المحدثين، وخاصَّةً تلك التي بُثَّتْ في ثنايا كتب رواة الحديث.

7. فهرس الهوامش والمراجع:

الهوامش:

  1. ( ) ابن دريد، (ت: 321هـ)،”جمهرة اللغة”، تحقيق، رمزي منير بعلبكي دار العلم للملايين – بيروت، ط1، 1987م،2: 975.
  2. ( ) ابن سيده،(ت: 458هـ)،”المحكم والمحيط الأعظم”، عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية – بيروت، ط1، 1421 هـ،6: 414.
  3. ( ) ابن خياط،(ت: 240هـ)،”الطبقات”، تحقيق د سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1414 ه، ص: 289.
  4. ( ) السمعاني،(ت562)، “الأنساب” تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني وغيره، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، ط1، 1382 هـ، 12: 510.
  5. ( ) ابن سعد،(ت: 230هـ)، “الطبقات الكبرى”، تحقيق، محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية – بيروت، ط1، 1410 هـ، 6: 360.
  6. ( ) ابن يونس(ت347ه)،”تاريخ ابن يونس المصري”،دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1421ه،1: 302.
  7. ( ) الأصبهاني،(ت 369هـ)،”طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها”، تحقيق، عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط2، 1412ه، 2: 56.
  8. ( ) ابن منده،(ت: 395هـ)،” فتح الباب في الكنى والألقاب”، أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي، مكتبة الكوثر، السعودية – الرياض، ط1، 1417هـ ص: 481، الترجمة4379.
  9. ( ) الخطيب،(ت: 463هـ)،”تاريخ بغداد”، تحقيق: الدكتور بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، بيروت،ط1، 1422هـ، 13: 494، الترجمة6358.
  10. ( ) ابن فندمة(565ه)،”لباب الأنساب والألقاب والأعقاب”، بدون، ص5.
  11. ( ) الأفوه(560ه)،”ديوان الأفوه الأودي”، تحقيق: الدكتور محمد ألتونجي، دار صادر – بيروت، 1998م، ص: 90.
  12. ( ) سورة البقرة، الآية:200.
  13. ( ) ابن فندمة،”لباب الأنساب والألقاب والأعقاب”، مصدر سابق، ص6.
  14. ( ) خرَّجه الترمذي في، أبواب البر والصلة، باب ما جاء في تعليم النسب، 3: 419.
  15. ( ) خرَّجه البخاري في، كتاب أحاديث الأنبياء، باب {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه} [البقرة: 133]، 4: 147.
  16. ( ) العوتبي(511ه)،”أنساب العرب”، بدون، ص1.
  17. ( ) الحموي،(ت: 626هـ)،”معجم البلدان”،دار صادر، بيروت، ط2، 1995م،1: 9.
  18. ( ) الذهبي،(748ه)،”تذكرة الحفاظ”، دار الكتب العلمية بيروت-لبنان، ط1، 1419هـ ،4/ 193.
  19. ( ) الذهبي،(748ه)،”تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام”، تحقيق الدكتور بشار عوّاد معروف دار الغرب الإسلامي، ط1، 2003م،، 1/ 7.
  20. ( ) المزي، (ت: 742هـ)، “تهذيب الكمال في أسماء الرجال”، تحقيق د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة – بيروت،ط1، 1400هـ، 4: 312. الترجمة796.
  21. ( ) المزي،”تهذيب الكمال في أسماء الرجال” المصدر السابق،4: 317.
  22. ( ) ابن حجر(ت: 852هـ)، “تقريب التهذيب” تحقيق محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، ط1، 1986م، ص: 130.
  23. ( ) المزي،”تهذيب الكمال في أسماء الرجال” مصدر سابق،5: 370. الترجمة1083.
  24. ( ) ابن حجر،”تقريب التهذيب” مصدر سابق، ص: 150.
  25. ( ) المزي،”تهذيب الكمال في أسماء الرجال” مصدر سابق،6: 369.
  26. ( ) المزي، المصدر السابق،7: 406، الترجمة1543.
  27. ( ) المزي، المصدر السابق،9: 432، الترجمة2025.
  28. ( ) ابن حجر،”تقريب التهذيب” مصدر سابق، ص: 218.
  29. ( ) المزي،”تهذيب الكمال في أسماء الرجال”، مصدر سابق،12: 84.
  30. ( ) ابن حجر،”تقريب التهذيب”،مصدر سابق، ص: 596.
  31. ( ) ابن أبي حاتم،”الجرح والتعديل”، 9/ 141.
  32. ( ) المزي،”تهذيب الكمال في أسماء الرجال”، مصدر سابق،26: 63، الترجمة5443.
  33. ( ) الخليلي(446هـ) ،”الإرشاد في معرفة علماء الحديث” تحقيق: د. محمد سعيد عمر إدريس، مكتبة الرشد – الرياض، ط1، 1409، 2/ 637.