علي أحمد عبّود1
1 إداري –بلدية عجلون الكبرى– عجلون – الأردن
البريد الالكتروني: ali.abood78@yahoo.com
HNSJ, 2023, 4(3); https://doi.org/10.53796/hnsj4358
تاريخ النشر: 01/03/2023م تاريخ القبول: 15/02/2023م
المستخلص
شهدت الأسر في العالم ومن ضمنها الأسرة الأردنية ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين تحولات كبيرة وواسعة في تركيبتها ومدى علاقة الأفراد مع بعضهم البعض، وذلك نتيجة عوامل كثيرة ومن أبرزها الثورة التكنولوجية في العالم وما نتج عنها من ثورة اتصالات معقدة تلخصت بظاهرة الإنترنت والتي تضم وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، مثل: الواتس أب، الفيس بوك، انستجرام، يوتيوب، تك توك، سناب شات، تويتر، وغيرها عشرات ومئات البرامج الجديدة يومياً، وتوّجت تلك البرمجيات بثورة الشات ج ب ت. هذه الوسائل وغيرها أصبحت تشكل عنصراً هاماً وأساسياً في حياة الأفراد، وبالرغم من الايجابيات الكثيرة والتي حملتها معها إلا أن الاستعمال الخاطئ والمفرط لها وغير المدروس أدى إلى إحداث الكثير من التأثيرات السلبية في النظام الأسري بشكل عام، وخاصة في تلك الأسر البسيطة والتي لا زالت تحافظ على بعض العادات والتقاليد، حيث أصبح الأفراد يفضلون الاتصال بوسائل التواصل الاجتماعي على الاتصال المباشر مع أفراد الأسرة. في هذه الدراسة والتي أجريت على عينة من المراهقين حاولنا رصد لتلك التغيرات في تلك الأسر ومحاولة تتبعها من خلال الدراسة الميدانية على عينة مختارة من الأسر التقليدية في محافظة عجلون. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات الواتس أب والفايسبوك والتك توك أحدثت تغييرات جذرية في العلاقات بين الأفراد في الأسرة الواحدة، من خلال غياب لغة الحوار الجمعية وظهور العزلة بشكل كبير مما أدى إلى حالة من التفكك الأسري قصير الأمد طويل الفعل، والذي قد ينتج عنه دمار الترابط الأسري إلى غير رجعة.
الكلمات المفتاحية: العلاقات الأسرية، المراهقين، الانترنت، وسائل التواصل الاجتماعي، فايسبوك، واتس أب، تك توك
The impact of using social networking sites on family relationships – a field study on a sample of adolescents in Ajloun Governorate – Jordan
Ali Ahmed Aboud1
1 Administrative – Greater Ajloun Municipality – Ajloun – Jordan
Email: ali.abood78@yahoo.com
HNSJ, 2023, 4(3); https://doi.org/10.53796/hnsj4358
Published at 01/03/2023 Accepted at 15/02/2023
Abstract
Families in the world, including the Jordanian family, have witnessed, since the beginning of the twenty-first century, large and wide transformations in their composition and the extent of the relationship of individuals with each other, as a result of many factors, the most prominent of which is the technological revolution in the world and the resulting complex communication revolution that was summarized by the phenomenon of social media, such as: WhatsApp, Facebook, Instagram, YouTube, TikTok, Snapchat, Twitter, and other tens and hundreds of new programs daily, and these programs culminated in the Chat-GBT revolution. These means and others have become an important and essential element in the lives of individuals, and despite the many positives that they carried with them, the wrong, excessive, and ill-conceived use of them led to many negative effects on the family system in general, especially in those simple families that still maintain Some customs and traditions, whereby individuals prefer contact with social media over direct contact with family members. In this study, which was conducted on a sample of adolescents, we tried to monitor these changes in those families and try to track them through a field study on a selected sample of traditional families in Ajloun Governorate. Among the most important findings of the study is that social media, especially WhatsApp, Facebook, and TikTok, have caused radical changes in the relationships between individuals in the same family, through the absence of the language of collective dialogue and the emergence of isolation in a large way, which led to a state of short-term and long-term family disintegration. Which may result in the destruction of family cohesion irreversibly.
Key Words: family relationships, adolescents, Internet, social media, Facebook, WhatsApp, Tik Tok
المقدمة
يعتبر الإنترنت عصر التكنولوجيا المُطلق والأكثر تأثيراً على حياة الأفراد في العصر الحديث، حيث عمل الانترنت على وجود ثورة المعلومات والاتصال وزيادة محتواها بطريقة لا مثيل لها.كما يعتبر الانترنت أهم انجاز تكنولوجي مُعاصر، حيث تم بواسطته تقليص المسافات أو ازالتها، كما تم إزالة الحواجز الجغرافية بين الدول وتحول العالم إلى مفهوم القرية. (2،1)
وتعتبر برامج التواصل الاجتماعي أبرز ما نتج عن الإنترنيت، حيث أن هذه البرامج قلصت الوقت والجهد والتكاليف المالية في عمليات الاتصال والتواصل مع الأهل الأصدقاء، واليوم وبسبب الانترنت لم يعد التواصل مقتصراً على الأهل والأصدقاء في المنطقة بل تعداه إلى أماكن بعيدة جداً حتى أنه لم يكن يحلم بها في السابق. كما أن جودة صناعة واختراع الهواتف الذكية في العالم ونتيجة سعرها المعقول أدى ذلك إلى المساهمة في زيادة مستخدمي الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بالذات، حيث أنه وصل عدد مستخدمي موقع الفايسبوك (Facebook) في العالم خلال عام 2017 إلى أكثر من ملياري مستخدم، (3) كما ارتفع عدد مستخدمي موقع تويتر (Twitter) إلى أكثر من 330 مليون شخص خلال عام 2018، (4) حيث أصبح هذين الموقعين من أكثر المواقع ترتيباً لحياة الأفراد وتواصلهم.
وبسبب زيادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت وبالذات المراهقين منهم، ظهر على الأشخاص ما يسبب أعراض إدمان الإنترنت، بسبب استخدامه لفترات طويلة وباستمرار من قِبل الأفراد، فأصبح مثله مثل الإدمان على الكحول، أو التدخين، أو القمار، أو السلوكيات الأخرى سواء أكانت الإيجابية أم السلبية. (1) وإدمان الانترنت هو إدمان نفسي وليس إدمان مادي كما هي لعبة القِمار، كما أن معاييره مأخوذة من الدليل التشخيصي والإحصائي الأمريكي الرابع(DSM-IV) والصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي. (5)
ويتلخص الإدمان على الانترنت، باستخدامه لفترات طويله من غير وجود سبب وظيفي لذلك، فقط لمجرد التسلية وتمرير الوقت واستهلاكه، مما يولد لدى مدمنيّ الإنترنت مظاهر مختلفة تتلخص بالرغبة الملحة بالاستمرار، عدم السيطرة على الأعراض الإنسحابية من كثرة الاستخدام، عدم السيطرة على الذات، عدم التحكم بالتصرفات الشخصية، وعدم القدرة على تحمل الابتعاد عن الانترنت لفترات طويلة. (6)
ساهم الانترنت بشكل استثنائي في السيطرة على الأفراد وفي تفكيك الأسر المحافظة وتدمير العلاقات الاجتماعية الطبيعية للمراهقين وغيرهم، مما عمل على تفكيك الدائرة الاجتماعية أو ما يُعرف بالأسرة التي ينتمي لها الأفراد، وتحول الأشخاص من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي غير الملموس والبعيد عن المواجهة أن الاتصال. وهناك الكثير من الدراسات العالمية التي أكدت على أن الانغماس في استخدام الانترنت لفترات طويلة سواء كانت متقاربة أو متباعدة يقضي على بُنية الأسرة ويدمر علاقات الأفراد، وخصوصاً فيجيل المراهقين. تعتبر فترة المراهقة فترة انتقالية وتحولية في بنية الأفراد وتكوين قناعاتهم وميولهم ومستقبلهم، وهي الفترة التي يبدأ معها جسد المراهق وعقله وتكوينه الروحي بالتغير واتخاذ اتجاهات تحدد مستقبله. والمراهقين أكثر الفئات العمرية التي يتأثر بها الأفراد في كافة المجتمعات، لذا فإن تأثير الانترنت والتكنولوجيا الحديثة سيكون على المراهقين أكثر من غيرهم من الفئات العمرية الأخرى،حيث إنهم الشريحة الأكثر محاولة في استخدام العالم الافتراضي والانغماس فيه، سواء أكان ذلك مواكبة للتغيرات الحديثة، أو تقليد أقرانهم من المراهقين، أوهروباً من الواقع بما به من مشاكل اجتماعية ونفسية تظهر في المراحل العمرية المبكرة للمراهقة. (8،7)
ومن أهم أسباب إدمان المراهقين على الانترنت:
- هروب المراهق من مشكلات الحياة، والتخلص من واقعه غير المرغوب به.
- يعطي الإنترنت للمراهق الفرصة في تحقيق ذاته من خلال تفاعله بحرية مع الأصدقاء الافتراضيين.
- سهولة استخدام شبكة الانترنت سواء من حيث التكاليف أو من حيث الوصول لها والتعامل معها.
- سهولة الاتصال مع الأصدقاء الافتراضيين بأي مكان في العالم.
- سهولة تواصل وتفاعل المراهق من خلال الانترنت مع الجنس الآخر والمحرم عليه في الأصل التواصل معه بحرية وسرّيةمما يؤدي إلى إدمان الانترنت. (9)
لذا نلاحظ أن المراهقين يفضلون الجلوس ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من قضاء الوقت مع العائلة، من أجل كل ذلك تم تصميم هذه الدراسة للتعرف على أهم العادات في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قِبل المراهقين في محافظة عجلون في المملكة الأردنية الهاشمية، ومدى تأثير ذلك الاستخدام عليهم وعلى العلاقات الأسرية التي تربطهم بأهاليهم وأصدقائهم الفعليين، وسوف يتم من خلال هذه الدراسة الإجابة على العديد من التساؤلات حول استخدام المراهقين للإنترنت بعيداً عن عائلاتهم.
إشكالية الدراسة
سهولة الوصول والحصول على الانترنت في كافة الدول في العالم أدى إلى زيادة عدد مستخدميه واتساع طرق استخدامه وتنوعها حيث شملت موضوعاته كل جوانب الحياة سواء الاقتصادية، أو العلمية، أو الثقافية، أو الاجتماعية وغيرها، مما يعني ظهور وولادة الكثير من التأثيرات النفسية والاجتماعية والثقافية والدينية والمادية كذلك على مستخدميه، لكن قوة ونسبة هذه التأثيرات يختلف باختلاف الثقافات والعادات والقيم الدينية والحضارية بين المجتمعات المختلفة. 10))
وبهذه الدراسة سوف يتم التركيز على التأثيرات الاجتماعية على مستخدمي الانترنت وبالذات من المراهقين وتأثيرها على العلاقات الأسرية من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بالذات الأسر التقليدية والتي تنحكم للعادات القَبلية والتقاليد الدينية والتي لا زالت تتمتع بنوع من الترابط والتكافل والتماسك العائلي. والأسرة الأردنية تتمتع بالترابط الأسري كما هي حال باقي الأسر في المجتمعات العربية وذلك بسبب وحدة الدين واللغة. فالأسرة الأردنية وبالذات الأسرة في محافظة عجلون تعتبر من الأسر الأكثر ترابطاً في المملكة، إلا أنها بدت تُلاحظ عليها سمات التفكك والتحلل منذ دخولها عصر الإنترنت وبالذات وسائل التواصل الاجتماعي. ونتيجة هذه الحالة الدخيلة على المجتمعات المحافظة والتي أدت إلى تفكك الأسر سنحاول دراسة العلاقة بين استخدام الانترنت (سائل التواصل الاجتماعي) على الترابط الأسري في محافظة عجلون كعينة نموذجية للأسرة الأردنية. وذلك من خلال دراسة معدلات استخدام المراهقين الانترنت، دوافع استخدام المراهقين الانترنت، التأثيرات المتوقعة على قوة ترابط العلاقات الأسرية.
وعليه فالتساؤل الأساسي والذي أسست عليه إشكالية هذه الدراسة: ما هو تأثير استخدام المراهقين للإنترنت (مواقع التواصل الاجتماعي)على ترابط الأسرة في محافظة عجلون؟
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى تحديد تأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية في محافظة عجلون، وكذلك التعرف على مدى انتشار استخدام تلك المواقع بين المراهقين في الأسر المحافظة في محافظة عجلون، وتحديد آثار تلك المواقع في الحياة اليومية للمراهقين في الأسرة العجلونية. كذلك تهدف هذه الدراسة إلى كشف أساليب وعادات استخدام الانترنت (مواقع التواصل الاجتماعي) بين المراهقين وتحديد الاختلافات في طرق الاستخدام بين الجنسين، ومعرفة رأي الأسر من استخدام أبناءهم لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وفي النهاية تحديد التأثيرات المختلفة لمواقع التواصل الاجتماعي على الرابطة الأسرية في محافظة عجلون.
أهمية الدراسة
تعتبر هذه الدراسة مهمة وذات دلالات إيجابية بسبب أهمية الانترنت(مواقع التواصل الاجتماعي) في الحياة اليومية للأفراد والشعوب، حيث بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم 5.16 مليار شخص حسب إحصائيات 2023، أي ما يقارب 64.4% من عدد سكان العالم. كما بلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي 4.76 مليار شخص. وكان متوسط الوقت لمستخدمي الإنترنت 6 ساعات و37 دقيقة في اليوم، ولمستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي بلغ ساعتين و31 دقيقة. محرك البحث جوجل يحتل المرتبة الأولى في قائمة أكثر المواقع زيارة على مستوى العالم. كما أن جنوب إفريقيا هي الدولة الأولى في معدل الوقت المستهلك يومياً على الإنترنت بمعدل حوالي 10 ساعات و64 دقيقة، تليها الفلبين ثم البرازيل. بينما دولة الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الأولى عربياً والعاشرة عالمياً في متوسط الوقت المستهلك على الإنترنت يومياً وبمعدل 8 ساعات و36 دقيقة. (11)
وتحتل الأردن الترتيب العاشر بين الدول العربية في معدلات استخدام الانترنت يومياً، وهذا يؤكد الاستخدام المتزايد والملحوظ لمواقع التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الأردني. (12)نتيجة لذلك نلاحظ أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تحتل أهمية أولى في حياة الأفراد، كما أنها صار تتمثل جسر تواصل والتقاء بين الأفراد في المجتمعات المختلفة، وبنفس الوقت فإنها تشكل خطرا على طرق الاتصال والحوار المباشر بين أفراد الأسرة الواحدة والذي كان الميزة الأساسية للأسر العربية التقليدية. )13)
نوع الدراسة
تُعد هذه الدراسة من نوع الدراسات الوصفية التحليلية، حيث تهتم بالوصول إلى مجموعة من الحقائق المرتبطة بالإشكاليات النَّظرية والتطبيقية للبحث قيد الدراسة، وتحديد الجوانب المختلفة للموضوع قيد الدراسة بشكلٍ تفصيلي ودقيق، حيث تُبنى الأبحاث الوصفية غالباً على دراسة ووصف وتفسير الحقائق الراهنة وتحليلها بشكل دقيق، كما أنّها تُركز بمواضيعها على الحاضر. كذلك هذا النَّوع من الدراسات لايعتمد فقط على جمع البيانات وتحليلها، وتفسيرها، ومناقشتها، وعرضها، وادراج النتائج التي تم الوصول اليها، وإصدار الملخصات والنتائج والتعميمات بشأن الظاهرة قيد الدراسة. (14-16) وهذا ما ينطبق حرفياً على دراستنا الحالية “تأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية – دراسة ميدانية على عينة من المراهقين في محافظة عجلون”.
أولاً: مصطلحات الدراسة:
الانترنت
الإنترنت (Internet)هو جملة المعلومات المتداولة عبر الشبكة، ويعرف بشبكة المعلومات، أو الشبكة العالمية، أو الشبكة العنكبوتية، وهو نظام اتصالات عالمي يسمح بتبادل قدراً عظيماً من البيانات والمعلومات بين الشبكات الأصغر حول العالم والتي تعمل وفق أنظمة محددة. وخلفت شبكة الإنترنت حالياً آثارا اجتماعية وثقافية واقتصادية ودينية واخلاقية في جميع أنحاء العالم، كما تغيرت العديد من المفاهيم التقليدية في كثير من التخصصات في العالم وكذلك ولادة مصطلحات جديدة لم تكن موجودة أصلاً. (18،17)
في الإنكليزية نُحِتَت كلمة Internet من البادئة inter وتعني ما بين ومن كلمة net وتعني شبكة، لتعني مجتمعة «شبكة ما بين شبكات». بينما في اللغة العربية تم ترجمة مصطلح (Internet) إلى الإنترنت وتعني الشابكة بالاعتماد على مجمع دمشق، وهي اختصار إلى «الشبكة الدولية للمعلومات»، وكذلك يتم بين الناس تداول مصطلح “ويب” أو «الشبكة العنكبوتية». (17-19) وكذلك يمكن تعريف الانترنت على أنه شبكة عالمية تربط بين الحواسيب ليقوم الأشخاص من مختلف مناطق العالم بالتواصل ونقل المعلومات سواء أكان بطرق بصرية مكتوبة ومقروءة أو صوتية مسموعة، متجاوزة بذلك حدود الزمان والمكان، وكل القيود، والمسافات والوقت. (19، 20، 21)
المراهقة
مرحلة المراهقة هي مرحلة عمرية حرجة من مراحل النمو البشري وتكون عادة ما بين سن الطفولة وسن البلوغ. ويبلغ عمر المراهق بالاعتماد على تصنيفات منظمة الصحة العالمية ما بين 10-19 سنة وممكن أن يستمر حتى 24 سنة. ومرحلة المراهقة في العادة تتخللها العديد من الصعوبات الحياتية، وحسب المختصّون فمنهم من فسّر تلك الصعوبات بأنّها طبيعية في حين صنّفها البعض بأنّها مُرهِقة وذات ارتباطات محددة بتصرّفات معيّنة. كما يُصاحب مرحلة المراهقة الكثير من التغيّرات، سواء أكانت التغيرات الجسدية، أو التطورات النفسية، أو التغيرات الاجتماعية، أو الأخلاقية. (23،22)
يبدأ المراهق يشعر بالحاجة إلى الاستقلالية والابتعاد عن الأسرة والوالدين. كما تتفاوت الفترة الزمنية في التغيّرات الجسدية عند المراهقين وطفرات النمو تتغير في سن البلوغ من مراهق لآخر، فقد تكون بطيئة عند البعض والبعض الآخر تكون سريعة جداً، وهذا كله يظهر في تغير ملامح البلوغ لدى المراهقين. (24) وزيادة مشاعر القلق وعدم الشعور بالأمان. ظهور ملامح الأنانية لدى البعض لفترة معينة. يشعر المراهق أنّه محور اهتمام الآخرين. اهتمام المراهق بمظهره الخارجي بشكل لافت للنظر. تفضيل المراهق لأصدقائه على أهله. (25)
ويعاني المراهق العديد من المشاكل التي تمنع تحقيق أهدافه ورغباته، وكذلك من الأزمات النفسية التي تقتل رغبته بالحياة وتهدّه نفسياً، وتمنع تكيفه الاجتماعي مع أسرته ومع المجتمع أو حتى مع أصدقائه. (26)
ثانياً: منهجية البحث
منهج الدراسة
اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي في دراسة تأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية بين المراهقين في محافظة عجلون، من أجل تحديد مدى تأثير الانترنت (مواقع التواصل الاجتماعي) في التأثير على العلاقات الأسرية بين الأفراد، وكذلك ربط ذلك التأثير بعادات استخدام المراهقين لشبكة الإنترنت وربطه ببعض المتغيرات الاجتماعية الحديثة. لذا يعتبر المنهج الوصفي هو المنهج الأدق في تحليل مثل هذه الظاهر ة الاجتماعية والحصول على معلومات كافية ودقيقة وشاملة، ليستعين بها الباحث من أجل استخلاص النتائج وإصدار التعميمات حول هذه الظاهرة. وبهذه الدراسة تم توزيع استبانة على أفراد عينة الدراسة والاعتماد عليه كأداة لجمع المعلومات والبيانات، وتحليلها، والخروج بالنتائج، والتوصيات.
مجتمع الدراسة
تم اختيار سكان محافظة عجلون في الأردن كمجتمع مثالي للدراسة من بين 11 محافظة تتوزع في المملكة من الشمال إلى الجنوب.
أدوات جمع البيانات
بما أن هذه الد راسة من نوع الدراسات الوصفية التحليلية، فقد تم صياغة وتجميع المعلومات والبيانات وتحليلها من خلال استخدام مبدأ الاستبانة Questionnaire)). الاستبانة من أفضل الطرق في عملية جمع البيانات سواء أولية كانت أم أساسية، مباشرة أو غير مباشرة من عينة الدراسة. كما أن اسئلة الاستبانة تكون محدَّدة ودقيقة وشاملة تُغطي كافة جوانب موضوع الدراسة، وتغطي كافة وجهات النظر عند أفراد عينة الدراسة واتجاهاتهم والدَّوافع والعوامل التي قد تؤثر في التصرفات والسلوكيات المختلفة. (27)
كما أنَّ الاستبانة احتوت على أشكال مختلفة ومتنوعة من صياغة الأسئلة، حيث أنها جمعت بين الأسئلة المفتوحة والمغلقة، وكذلك فإن مضمون الأسئلة وعمقها تنوع من الأسئلة البسيطة إلى العميقة فكرياً بهدف تحديد آراء واتجاهات ومعتقدات العينة المشاركة من المراهقين في استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بالذات، وتم ذلك من خلال اختبار مجموعة من المتغيرات النفسية والاجتماعية تم اسقاطها على عينة الدراسة، مثل مقاييس القلق والاغتراب وتقدير الذات.
وعملية بناء الاستبانة كانت في ظروف دقيقة علمياً ونفسياً حيث تطلب فترة أربعة شهور مراجعات وتحليلات وتحكيم حتى تم انجاز الاستبانة بالشكل الذي وزعت به. وبعد أن تم اختبار متغيرات الاستبانة والتّأكيد على ما جاء بها من أسئلة تم توزيعها على المراهقين في عينة الدراسة في كافة المدارس المختارة لإجراء الدراسة، وكان ذلك من ايلول حتى نهاية كانون الأول 2022.
عينة الدراسة وحجمها
تتمثل عينة الدراسة بالعينة العشوائية التي أعتمد عليها اجراء البحث، بسبب اختلاف الفئات العمرية للمراهقين واتساع شريحة البحث في المنطقة، كما تم تحديد حجم العينة بألف (1000) مفردة توزعت على عشرة مدارس في المحافظة، هي: مدرسة عنجرة الثانوية للبنين، مدرسة عنجرة الثانوية للإناث، مدرسة عنجرة الأساسية للبنين، مدرسة عنجرة الأساسية للإناث، مدرسة عجلون الثانوية للبنين، مدرسة عجلون الثانوية للإناث، مدرسة كفرنجة الأساسية للبنين، مدرسة كفرنجة الأساسية للإناث، مدرسة عبين الثانوية للبنين، مدرسة صخره الثانوية للإناث، وتميزت عينة الدراسة بالخصائص التالية(الجدول – 1):
- فئة الجنس: 53.70% من العينة إناث، و46.30% من الذكور بسبب زيادة عدد الإناث على الذكور في تلك المدراس.
- فئة المرحلة الدراسية: 25.50% من عينة الدراسة من تلاميذ المرحلة الأساسية من الصف الرابع إلى السادس، ونسبة 55.80% من تلاميذ المرحلة المتوسطة من الصف السابع إلى العاشر، ونسبة 18.70% من تلاميذ المرحلة الثانوية من الصف الأول ثانوي إلى الثاني ثانوي.
- فئة السن: طلاب مدارس بعمر المراهقة من المرحلة الثانوية والأساسية تتراوح أعمارهم بين 10سنوات و18 سنة، وكانت موزعة كما يلي: 25.50% بالنسبة لفئة (10-12)، 55.80% بالنسبة لفئة (13-16)،و18.70%بالنسبة لفئة (17-18).
جدول (1): خصائص عينة الدراسة
المتغيرات | التكرار | النسبة المئوية |
الجنس | ||
ذكر | 463 | 46.30% |
أنثى | 537 | 53.70% |
المجموع | 1000 | 100.00% |
المرحلة الدراسية – المستوى الدراسي | ||
الرابع – السادس | 255 | 25.50% |
السابع – العاشر | 558 | 55.80% |
أول ثانوي – ثاني ثانوي | 187 | 18.70% |
المجموع | 1000 | 100.00% |
الفئة العمرية | ||
10 – 12 | 255 | 25.5% |
13 – 16 | 558 | 55.80% |
17 – 18 | 187 | 18.70% |
المجموع | 1000 | 100.00% |
ثالثاً: تحليل البيانات وتفسيرها
سنقوم بهذا المرحلة من الدراسة بتحليل أسئلة الاستبانة وتجميع الإجابات في جداول مفصولة وإحصاءات دقيقة ليسهل مراجعتها وتحليلها ومناقشتها وقراءتها كمّيّاً وكيفيّاً ليسهل بعد ذلك عملية مراجعة وصياغة النتائج النهائية التي توصلت لها الدراسة.
1. مكان استخدام الانترنت
جدول (2): مكان استخدام أفراد عينة الدراسة للإنترنت (مواقع التواصل الاجتماعي)
المكان | التكرار | النسبة مئوية |
البيت | 556 | 55.60% |
المدرسة | 107 | 10.70% |
مقاهي الانترنت | 50 | 5.00% |
في أي مكان | 287 | 28.70% |
المجموع | 1000 | 100% |
الجدول رقم 2 يبين أن 556 من أفراد العينة وبنسبة 55.60% يكون البيت هو مكان الاستخدام الفعلي للإنترنت وهي تمثل العدد والنسبة الأكبر من أفراد عينة الدراسة، بينما 107 أشخاص من أفراد العينة ونسبة 10.70% تكون المدرسة المكان الأكثر استخداماً للإنترنت، ونلاحظ أنَّ 50 شخصاً بنسبة 5.0% من أفراد العينة تكون مقاهي الإنترنت المفضلة لديهم في استخدام الإنترنت، وهناك 287 شخصاً من أفراد العينة وبنسبة 28.7% يستخدمون الإنترنت في أي مكان مُتاح لهم سواء أكان البيت، أم المدرسة، أم الأماكن العامة، في الشارع، المقاهي، في الحافلة، وفي أي مكان آخر. مما يدل على أن المراهقين لا يعيقهم المكان في استخدام الانترنت، حيث يستخدمونه متى أتيحت لهم الفرصة لذلك، وهذا ناتج عن تعلقهم المفرط بالإنترنت وصعوبة الاستغناء عنه.
2. تعود المراهق على استخدام الانترنت
جدول (3): تعود المراهق على استخدام الانترنت (مواقع التواصل الاجتماعي)
عادات الاستخدام | التكرار | النسبة المئوية |
دائماً | 687 | 68.70% |
أحياناً | 216 | 21.60% |
نادراً | 97 | 9.70% |
المجموع | 1000 | 100% |
يشير الجدول رقم 3 أنَّ 687 شخصاً وبنسبة 68.70% من أفراد عينة الدراسة يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي (الانترنت) بشكل دائم خلال حياتهم اليومية، وهذا يبين غياب الرقابة الأسرية على المراهق وعدم التعامل بعملية النُصح والإرشاد حول الاستخدام الصحيح لمواقع الإنترنت. بينما هناك 216 شخصاً وبنسبة 21.60% من عينة الدراسة كانت أجابتهم أنهم يستخدمون الإنترنت أحياناً يعني عند الحاجة له سواء في الدراسة أو البحث عن المعلومات أو من خلال عمليات التواصل الأسري. وكان هناك 97 شخصاً وبنسبة 9.70% من أفراد العينة كانت أجابتهم بنادراً ما يستخدمون الإنترنت وفقط عند الحاجة الفعلية له، وقد يعود ذلك إلى الرقابة الأسرية أو الوعي عند تلك العينة، أو إلى انشغالاهم بأمور أخرى أكثر أهمية وأولوية لديهم.
3. العمر الذي بدأ المراهق باستخدام الانترنت
جدول (4): العمر الذي بدأ فيه المراهق استخدام الانترنت (مواقع التواصل الاجتماعي)
العمر | التكرار | النسبة المئوية |
أقل من 6 سنوات | 35 | 3.50% |
من 6 إلى 10سنوات | 275 | 27.50% |
من 10 إلى 15سنة | 690 | 69.0% |
أكثر من 15 سنة | 0 | 0.0% |
المجموع | 1000 | 100% |
يوضح الجدول رقم 4 أن 35 شخصاً ونسبة 3.50% من أفراد عينة الدراسة بدأوا باستخدام الانترنت في عمر أقل من 6 سنوات، بينما 275 شخصاً ونسبة 27.50% كان استخدامهم للإنترنت بالعمر بين 6 الى 10 سنوات، وكانت النسبةا لأعلى من أفراد عينة الدراسة وهي 69.0% بعدد أفراد 690 بدأوا في استخدام الانترنت في الفترة العمرية بين 10 إلى 15 سنة، وهذا يبين أن عالم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت حاجة ضرورية بغضِّ النظر عن المرحلة العمرية بين الأفراد. وهذا لا يعفي من أن ننوه إلى إن استخدام الانترنت في هذه المراحل العمرية المبكرة سوف يعمل على رسم وتحديد سلوك المراهق في الفترات اللاحقة من عمره ونضوجه، وذلك من خلال المحتوى الذي قد يتعرض له المراهق ويتعامل معه ويساهم في رسم سلوكه وتفكيره وتصرفاته وردود أفعاله. لذا يجب أن يكون استخدام الإنترنت بكافة المراحل العمرية السابقة تحت اشراف وعيون الأهل، سواء بأوقات استخدام الانترنت أو مدة الفترات التي يستخدمها به المراهق أو المحتوى الذي يتواصل معه المراهق بحيث يجب أن يكون ملائم لمرحلته العمري كي لا يقع بحالة من الاغتراب ما بين الواقع والمُتخيل، كما أنه يجب أن تؤكد الأسر على المراهقين بأوقات محدودة للتعامل مع الانترنت كي لا يقع في بؤرة الإدمان السلوكي والمعرفي.
4. أكثر المواقع استخداماً عند المراهقين
جدول (5): أكثر المواقع استخداماً عند المراهقين
مواقع الانترنت | التكرار | النسبة المئوية |
فيس بوك | 112 | 11.20% |
التويتر | 5 | 0.50% |
انستجرام | 85 | 8.50% |
تك توك | 251 | 25.10% |
يوتيوب | 115 | 11.50% |
واتس أب | 65 | 6.50% |
ألعاب | 355 | 35.50% |
أخرى | 12 | 1.20% |
المجموع | 1000 | 100% |
يبين الجدول رقم 5توزيع أفراد العينة الذين يستخدمون الانترنت حسب مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث أحتلت مواقع الألعاب المختلفة 355 شخص وهو العدد الأكثر من أفراد العينة بنسبة 35.5% من مجموع أفراد عينة الدراسة، وذلك أن عينة الدراسة هي من المراهقين ومن أعمار صغيرة حيث تجذبهم الألعاب بكافة أشكالها وأنواعها وغالباً ما تسبب مرحلة الإدمان عند المراهق. لي ذلك موقع تك توك والذي بدأ يأخذ انتشاره العالي بين الأفراد وبالذات المراهقين في الفترة الأخيرة لما يحتويه هذا الموقع من مقاطع فيديو متنوعه وأصلاً أكثرها من صنع المراهقين أنفسهم، حيث بلغ أفراد العينة 251 بنسبة 25.10% ممن أصبحوا بمرحلة متابعة شديدة للموقع. ثم جاء اليوتيوب وهو أصلاً برنامج يتمتع بخصائص التك توك للذا كان عدد المستخدمين له 115 شخصاً بنسبة 11.50%. وكذلك احتل الفيس بوك المكانة التي تأتي بعد اليوتيوب بعدد ونسبة متقاربة تقريباً (112 شخص بنسبة 11.20%). ثم جاء بعد ذلك بالترتيب الانستجرام يليه واتس أب فتويتر وبرامج ومواقع أخرى مثل السناب شات وغيره. وتعتبر كل التطبيقات السابقة سلاح ذو حدين، بالاعتماد على طريقة الاستخدام، فقد يكون إيجابي ومفيد اذا استخدم ضمن المراقبة الأسرية والمتابعة المستمرة من الأهل، وقد ينقلب إلى الحالة السلبية إذا كان باستخدام مُفرط ودون مراقبة الأهل.
5. الغاية من استخدام الانترنت عند المراهقين
جدول (6): الغاية من استخدام الانترنت عند المراهقين
الغاية | التكرار | النسبة المئوية |
للتسلية والترفيه (الألعاب) | 518 | 51.80% |
للتواصل مع الأصدقاء | 287 | 28.70% |
للدراسة وكتابةالأبحاث | 163 | 16.30% |
أخرى | 32 | 3.20% |
المجموع | 1000 | 100% |
يبين الجدول رقم 6 الغاية من استخدام الانترنت عند المراهقين، من خلال النتائج في الجدول يظهر أن استخدام الإنترنت للتسلية والترفيه والألعاب يتم من قِبل 518 شخصاً بنسبة51.80% من أفراد عينة الدراسة وهذه تحتل النسبة الأكبر، حيث يهرب الكثير من المراهقين من واقعهم بكافة حيثياته إلى الواقع الافتراضي للبحث عن التسلية والترفيه والألعاب، لذا يجب أن يظهر دور الأسرة هنا من خلال ممارسة رقابة أكثر ومستمرة على أبنائهم المراهقين، لأن هذه الفئة من المراهقين وفي مثل هذه المرحلة التأسيسية يسعون إلى لفت انتباه الآخر بشتى الوسائل حتى ولو كانت بشكل سلبي، كذلك يسعي المراهق دائماً وراء الشهرة وتجريب كل ما هو ممنوع ومحرّم، ويزداد اصرارهم في ذلك اثبات وجودهم سواء بين أفراد الأسرة أو بين أقرانهم.بينما كان 287 شخصاً بنسبة 28.70% من أفراد عينة الدراسة يستخدمون الانترنت من أجل التواصل مع الأصدقاء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث يكون هذا مؤشراً إلى انجذاب المراهقين إلى التعامل مع أقرانهم بشتى الوسائل، لذا قد تكون لهذه الخطوة خطورتها من تواصلهم مع أصحاب السوء وقد يصبحوا عرضة للابتزاز في لحظةٍ ما إذا فقدوا السيطرة على أنفسهم وكانوا غير خاضعين لمتابعة الأهل. وكان هناك 163 شخصاً بنسبة 16.30% ممن يستخدمون الانترنت من أجل الدراسة وكتابة الأبحاث الدراسية والوظائف المدرسية، وتظهر أن هذه النسبة متدنية بالنسبة إلى الاستخدامات الأخرى للإنترنت عند المراهقين، وبحاجة إلى تعزيز أكثر سواء من قِبل المدرسة أو من خلال البيت.
6. الوسيلة المفضلة لاستخدام الانترنت
جدول (7): الوسيلة المفضلة لاستخدام الانترنت (مواقع التواصل الاجتماعي)
وسيلة الاستخدام | التكرار | النسبة المئوية |
الألواح الرقمية (التاب) | 439 | 43.90% |
جهاز كمبيوتر | 227 | 22.70% |
هاتف ذكي | 334 | 33.40% |
المجموع | 1000 | 100% |
تشير الإحصاءات المبينة في الجدول رقم 7 أنَّ 439 شخصاً بنسبة 43.90% من أفراد عينة الدراسة يمتلكون الألواح الرقمية (التاب) الخاصة بهم، و334 شخصاً بنسبة 33.40% يمتلكون هواتف ذكية خاصة بهم، وهذا كله بالتالي يمنح المراهق الفرصة من خلال هذه الأجهزة إلى الولوج إلى عالم الانترنت بسهولة ويُسر، فامتلاك المراهق لجهاز الكتروني أو هاتف ذكي خاص به يكون حافزاً له للنئي بنفسه عن الأسرة وتفضيل العزلة والابتعاد عن الآخرين من أجل استخدام الجهاز الالكتروني بما يعبئ لديه الفراغ ويمنحه من غير عناء تعبئة وقته بشيء هو يحبه. فاستخدام هذه الأجهزة بالتالي يشجع المراهق على العزلة والوحدة الاجتماعية ويعرقل نموه الاجتماعي لانغماسه في العالم الافتراضي أكثر من العالم الواقعي والحقيقي، وتصبح الأفكار والمعتقدات لديهم وهمية خادعة غير ناضجة وغير حقيقية، مما يعدم حالة الاتصال الشخصي للمراهق مع أفراد الأسرة.
7. وجود الانترنت في غرفة المراهق
جدول (8): وجود الانترنت في غرفة المراهق
الحالة | التكرار | النسبة المئوية |
نعم | 845 | 84.50% |
لا | 155 | 15.50% |
المجموع | 1000 | 100% |
يوضح الجدول رقم 8 أن 84.50% من مجموع أفراد عينة الدراسة يوجد الانترنت في غرفهم الخاصة بهم، حيث تعتقد معظم الأسر أن الانترنت أصبح من الضروريات المُطلقة والتي يحتاجها الأولاد بشكل دائم، سواء من أجل المحافظة على الأبناء للبقاء في البيت وعدم الخروج إلى الخارج للبحث عن وسيلة انترنت في المقاهي أو غيره، أو سواء المستوى الاجتماع يفرض عليهم ذلك، لذا هذا بالنهاية ما يعطي الفرصة الذهبية للمراهق بتصفح الانترنت في أي وقت واينما يريد ومن غير إزعاج ولساعات طويلة.
8. عدد ساعات استخدام الانترنت في اليوم من قبل المراهقين
جدول (9): عدد ساعات استخدام الانترنت في اليوم من قبل المراهقين
الفترة الزمنية | التكرار | النسبة مئوية |
أقل من ساعة | 121 | 12.10% |
من ساعة إلى ثلاث | 443 | 44.30% |
أربع ساعات فأكثر | 436 | 43.60% |
المجموع | 1000 | 100% |
يبين الجدول رقم 9 أن 443 من أفراد عينة الدراسة وبنسبة44.30% وهي النسبة الأكبر في الجدول، هم ممن يستخدمون الانترنت بين ساعة إلى ثلاث ساعات يومياً، بينما يأتي في المرتبة الثانية وتقريباً بنفس عدد ونسبة الفترة الأولى من يستخدمون الانترنت بأربع ساعات أو أكثر في اليوم بعدد 436 شخصاً وبنسبة 43.6%، وهناك فقط 121 شخصاً بنسبة 12.10% ممن يستخدمون الانترنت بأقل من ساعة واحدة في اليوم. وهذه النتائج تبين غياب دور الأسرة في توعية المراهقين بخطر استخدام الانترنت لساعات طويلة، أو تبين جهل الأهل بذلك أصلاً، كما تتنبأ تلك النسب والأرقام بترسيخ حالات ادمان الإنترنت لدى المراهقين، وبداية تدهور الجانب المعرفي والثقافي والتحصيل الدراسي لدى المراهقين، كما تبين بدايات انعدام الجانب الاجتماعي والأسري بين أفراد العائلة الواحدة من خلال انشغال كل واحد وذاته مع الانترنت.
9. عدد ساعات الاتصال الشخصي للمراهق بأفراد الأسرة
جدول (10): عدد ساعات الاتصال الشخصي للمراهق بأفراد الأسرة
الزمن مع الأهل | التكرار | النسبة المئوية |
أقل من ساعة | 138 | 13.80% |
ساعة إلى ساعتين | 598 | 59.80% |
ثلاث ساعات فأكثر | 264 | 26.40% |
المجموع | 1000 | 100% |
يوضح الجدول رقم 10 أن 598 شخصاً وبنسبة 59.80% هم ممن يتواصلون بين ساعة إلى ساعتين في اليوم مع أفراد الأسرة وهي النسبة الأكبر في عينة الدراسة. بينما يليها 264 شخصاً وبنسبة 26.40% هم ممن يمضون أكثر من ثلاث ساعات مع أسرهم في اليوم، يليها بعدد 138 شخصاً وبنسبة 13.80% هم ممن يمضون وقتاً أقل من ساعة واحدة مع عائلاتهم في اليوم. لذا نرى من هذه النتائج أن الوقت الذي يقضيه المراهق في تصفح الإنترنت أكثر من الوقت الذي يقضيه مع عائلته. وهذا بالتالييؤثر سلباً على الصحة النفسية للمراهقين ويضر بعلاقات الاتصال الشخصي مع أفراد الأسرة.
10. استخدام المراهق للإنترنتيقلل من معدل الاتصال بأفراد الأسرة
جدول (11): استخدام المراهق للإنترنتيقلل من معدل الاتصال بأفراد الأسرة
الاجابة | التكرار | النسبة المئوية |
نعم | 423 | 42.30% |
لا | 577 | 57.70% |
المجموع | 1000 | 100% |
الجدول رقم 11 يبين أن عدد الأفراد الذين لا يقتنعون أن الانترنت يبعدهم عن ذويهم هو 577 شخصاً بنسبة 57.70%، بينما يرى 423 شخصاً وبنسبة 42.3% أن الانترنت يساهم في تقليل معدل الاتصال مع الأسرة. لذا فإن استهلاك الوقت الطويل على صفحات الانترنت من شأنه أن يخلق فجوة بين الآباء والأبناء. وقد يعزز غياب الأب والأم وانشغالهم بأعمالهم الخاصة بأن يلجأ المراهق إلى الانترنت.
11. إمكانية تقليل استخدام المراهق للانترنت من رغبته في التواصل مع الأسرة وجهاً لوجه
جدول(12): إمكانية تقليل استخدام المراهق للانترنت من رغبته في التواصل مع الأسرة وجهاً لوجه
الإجابة | التكرار | النسبة المئوية |
نعم | 466 | 46.60% |
لا | 534 | 53.40% |
المجموع | 1000 | 100% |
يوضح الجدول رقم 12إمكانية استخدام الانترنت إذا ما يقلل رغبة المراهق في التواصل مباشرة مع أفراد أسرته، فكانت الأغلبية لا تعتقد ذلك بعدد 534 شخصاً وبنسبة 53.40% بينما 466 شخصاً وبنسبة 46.60% اعتقدوا أن إدمان استخدام الانترنت قد يشكل لدى الفرد الرغبة في عدم التواصل بشكل مباشر مع الأهل. حيث أن المراهق المستخدم بكثرة للإنترنت أصبح يرى فيه بيته وصديقه وملاذه الآمن، لذا يفضل أن يمضي كل وقته مع الإنترنت ودون انقطاع، حيث أنه مع الإنترنت لا يشعر بالوقت ولا بالملل ولا بالمسؤولية ولا بالانتقاص، هو سيد نفسه، لذا فإن مثل كل هذه الأمور تؤدي به إلى نقص الرغبة في التواصل بشكل مباشر مع أفراد الأسرة.
12. الطريقة المفضلة عند المراهق للاتصال مع الآخرين
جدول (13): الطريقة المفضلة عند المراهقللاتصال مع الآخرين
طريقة الاتصال | التكرار | النسبة المئوية |
عبر الانترنت | 655 | 65.50% |
وجهاً لوجه | 345 | 34.50% |
المجموع | 1000 | 100% |
يوضح الجدول رقم 13 أن 655 شخصاً من أفراد العينة وبنسبة 65.50% يفضلون التواصل مع الآخرين من خلال شبكة الانترنت، أي يفضلون العيش في العالم الافتراضي على العالم الحقيقي الواقعي، ويكرهون طريقة التواصل المباشر وجهاً لوجه، وقد يكون ذلك ناتج عن ضعف في الشخصية أو حالة عدم الثقة بالنفس التي شكلها ادمان الانترنت وعدم مقدرته على التواصل مع الآخر مباشرة. بينما كان هناك 345 شخصاً بنسبة 34.50% يفضلون التواصل المباشر مع الآخرين بعيداً عن الإنترنت.
نتائج الدراسة
- استخدام المراهق للإنترنت بشكل متواصل أثر في رغبته النفسية والشخصية في التواصل مع العائلة، حيث أن وجود الانترنت الدائم بحياة ا لمراهق ولّد فراغاً وهوة واسعة بينه وبين العائلة وكذلك المجتمع، مما ولّد ضعفاً في العلاقات الأسرية وانعدام الحوار والمناقشة بين أفراد الأسرة الواحدة. فالمراهق استعاض عن الأهل بالأجهزة التكنولوجية والانترنت والأصدقاء الافتراضيين، لذا فإن ادمان استخدام الانترنت أضعف علاقة الأبناء بالأهل، كما أدى إلى ظهور العديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، والعزلة، وتراجع القيم الأسرية.
- المراهق الأكثر عرضة وتفاعلاً مع متغيرات وتطورات العصر الحديث، وبالذات الجانب التكنولوجي وما يتبعه من عالم الانترنت، وكذلك بجانبه القيمي مثل قيم الحرية والاستقلال والذات، لذا فإنه عرضه للتأثر بالجديد والانقياد خلفه بسهولة ويسر، وغالباً ما يحمل شعار التجديد والحداثة ورفض القديم والتقليدي، مما يؤدي إلى نبذ أفكار وسلوك الأهل والأسرة.
- المراهق أدم الانترنت، والخلوي، والتاب، وكل التكنولوجيا الحديثة، فامتلك الشغف المطلق في اكتشاف العالم بكافة جوانبه من خلال مواقع الانترنت الكثيرة، وهذا الفضول للعالم الافتراضي خلق الدافع الكبير في إشباع رغباته من خلال ولوج مواقع الانترنت باستمرار وبشكل متكرر، حتى صارت جزءاً لا يتجزأ من يومه ولا يمكنه التخلي عنها.
- يفضل المراهق التواصل من خلال الانترنت على التواصل وجهاً لوجه لأن العالم الافتراضي منحه تذكرة الحرية والاستقلالية في التعبير، وتفريغ همومه، وإثبات نفسه.
- يستخدم المراهق الانترنت للتواصل مع الأصدقاء، وللتسلية، والترفيه، ولإضاعة الوقت، وأحياناً للدراسة.
- الانترنت قلص وقت المراهق في التواصل مع العائلة.
- الأغلبية العظمى من أفراد عينة الدراسة يملكون أجهزة أو هواتف ذكية خاصة بهم، يستخدمونها في تصفح الانترنت بحرية.
- المراهق والانترنت علاقة تكافلية تكاملية، لا ينفصل أحدهما عن الآخر.
الخاتمة
كشفت هذه الدراسة أن معدلات الاتصال الشخصي للمراهقين مع العائلة تقلصت بسبب الوقت الذي يستغله المراهق في تصفح الانترنت، فالمراهق يفضل الانترنت على الاتصال المباشر مع الآخرين، وهذا أدى إلى افتقار التفاعل الأسري وضمور العلاقات الأسرية وتدهورها.
المراجع
(1) Young, K. S,1996, Internet Addiction. The emergence of a new clinical disorder, paper presented at the 10th annual meeting of the Association, Toronto, Canada, August 15, p 6.
(2) البرمي، هشام، 2016،تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على العالقات الاجتماعية للأسرة المصرية، القاهرة.
(3) الشهري، حنان، 1434ه، أثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على العالقات الاجتماعية، دراسة ميدانية على عينة من طالبات جامعة الملك عبد العزيز بجدة، السعودية.
(4) https://www.statista.com/statistics/282087/number-of-monthly-active-twitter-users/
(5) زيدان، عصام محمد، إدمان الانترنت وعلاقته بالقلق والاكتئاب والوحدة النفسية والثقة بالنفس، دراسات عربية في علم النفس، المجلد (٧)، العدد (٢)، ٢٠٠٨، ص ٣٨١.
(6) أبو غزالة، سميرة، فاعلية برنامج للإرشاد بالواقع في خفض حدة الإدمان على الانترنت ورفع تقدير الذات لدى طلاب الجامعة / مجلة الإرشاد النفسي / العدد (٢٥)، مصر، ٢٠١٠، ص ٦١.
(7)العمراوي، زكية، و حفصي أمال، تأثير استخدام الانترنت على الاتصالات الأسرية الشخصية، دراسة ميدانية على عينة من المراهقين. مجلة الرسالة للدراسات والبحوث الإنسانية، المجلد 06، العدد: 01، مارس 2021، ص ص 147-157.
(8)سحاري، مصطفى، و بوهدة، خير الدين، تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية – دراسة ميدانية على عينة من الأسر في ولاية المدية – من جانفي إلى جوان 2018. مجلة البحوث والدرااسات العلمية. المجلد 15، العدد 01 (2012)، ص 51-72.
(9) مؤيد محمد أحمد مقدادي، الإدمان على الانترنت وعلاقته بالاستجابات العصبية لدى عينة من مرتادي مقاهي الإنترنت في ضوء بعض المتغيرات، رسالة ماجستير، جامعة اليرموك، اربد، ٢٠٠٦، ص ٩.
(10) الطرش، نجوى، 2018،استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على القيم الأسرية لدى الشباب الجامعي (الفايسبوك أنموذجا)، مجلة الرسالة للبحوث والدراسة الإنسانية، المجلد 02،العدد 07،الجزائر، ص 248.
(11)عدد مستخدمي الإنترنت في العالم 2023 – إحصائيات محدثة بشكل دوري (abuomar.ae)
Copyright AbuOmar.ae , 2014-2020 | Part of CANOPUS PORTAL – UAE © Privacy Po
(12) اكثر عشرة دول عربية تستخدم الإنترنت (courseshome.com)
(13) بن عبود، نسرين، 2017،تأثير مواقع الاتصالالاجتماعي على الاتصالالأسري، دراسة ميدانية على عينة من أسر مدينة عين البيضاء بأم البواقي، مذكرة ماستر في علوم الاعلاموالاتصال، جامعة أم البواقي، ص ص109،108.
(14) نوال عمر، محمد، 1986،مناهج البحث الاجتماعيةوالإعلامية، المكتبة الأنجلومصرية، القاهرة، ص 110.
(15) عبد الحميد، محمد، 1999،دراسات الجمهور في بحوث الإعلام، عالم الكتب، القاهرة، ص122.
(16) Donald. S. & Del. I. Hawkins,)1993(, Marketing Research: Measurement and method, 6Th éd Macmillan publishing company, New York, p138.
(17) “أرشيف المجلات”. archive.sakhrit.co. مؤرشف من الأصل في 2018-12-21. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-18.
(18) ^ World Trends in Freedom of Expression and Media Development Global Report 2017/2018 (PDF). UNESCO. 2018. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2018-09-20.
(19)الاقتصادية: قراصنة الانترنت يستغلون ثغرة أمنية في متصفح “إكسبلورر 10” نسخة محفوظة 08 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
(20) القاضي، زياد وآخرون (2000). مقدمة إلى الانترنت. عمان: دار صفاء.
(21) نوي، إيمان (2013). استخدام الانترنت وعلاقته باللامعيارية عند الطلبة الجامعيين. مجلة العلوم الإنسانية، العدد 30/31 (113-126). جامعة محمد خيضر بسكرة. الجزائر.
(22) Mihalyi Csikszentmihalyi (2021-2-20), “Adolescence”، www.britannica.com, Retrieved 2021-3-11. Edited.
(23) مقدم، خديجة (2011/2012). مشروع الحياة عند المراهقين الجانحين – دراسة بمركزي إعادة التربية بنين وبنات بوهران. أطروحة دكتوراة. تخصص علم النفس العيادي. جامعة السانيا وهران.
(24) “The Growing Child: Teenager (13 to 18 Years)”, www.stanfordchildrens.org, Retrieved 2021-3-11. Edited
(25) أ ب ت ث “Adolescence”, www.psychologytoday.com, Retrieved 2021-3-12. Edited.
(26) بلمولود، جمانة (2004/2005). علاقة الأسرة بانحراف المراهق – دراسة ميدانية بمركز إعادة التربية بولاية قسنطينة – مذكرة ماجستير. تخصص علم اجتماع التنمية.
(27) سمير محمد، حسين، 1990،بحوث الاعلام، دراسات في مناهج البحث العلمي، ط1 ،عالم الكتب، القاهرة، ص207.