عبد الله بن عوض الله الحليصي1
1 باحث، المملكة العربية السعودية.
HNSJ, 2023, 4(5); https://doi.org/10.53796/hnsj458
تاريخ النشر: 01/05/2023م تاريخ القبول: 09/04/2023م
المستخلص
هدفت الدراسة إلى معرفة مستوى كل من الشغف والسعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة وعلاقة الشغف بنوعيه ( القهري والانسجامي بالسعادة وعلاقة المعدل التراكمي بالسعادة، واستخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي والوصفي الارتباطي والوصفي المقارن. ومقياس الشغف Passion Scale من إعداد (۲۰۰۳) Vallerand وترجمة سلامة يونس ، ۲۰۱۳) ومقياس الازدهار flourishing scale اعداد دينر (۲۰۱۱) Diener وترجمة (سلامة يونس، ۲۰۱۳). بلغت العينة (۱۱٥٧) طالبا من طلاب المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة، توصلت الدراسة الى وجود مستويات مرتفعة من الشغف الانسجامي والشغف العام، ومستوى متوسط من الشغف القهري. ووجود ارتباط موجب بين الشغف الانسجامي والشغف العام بالسعادة وارتباط سالب غير دال للشغف القهري. وجود ارتباط موجب وغير دال بين المعدل التراكمي والشغف الانسجامي والشغف القهري، ودال للشغف العام، كما اظهرت النتائج مستوى عالي من السعادة بشكل عام لدى الطلاب. وقد أوصت الدراسة بتنمية الشغف الانسجامي لأنه يرتبط بالسعادة ارتباط ذو دلالة إحصائية والاهتمام بتعليم الطلاب بما يرفع معدلاتهم التراكمية، لأن زيادة المعدل التراكمي لها ارتباط موجب ودال إحصائيا بمستوى السعادة وحث وتدريب الطلاب على الارتقاء بمستوى الشغف الانسجامي بممارسة الانشطة التي تتناسب مع شخصيتهم وتنسجم مع بقية الانشطة الاخرى، والحد من الشغف القهري بتوجيه الطلاب على ممارسة أنشطة مختلفة ومتنوعة.
الكلمات المفتاحية: الشغف، السعادة، طلاب المرحلة الثانوية، مكة المكرمة.
Passion and its relationship to happiness among secondary school students in the city of Makkah Al-Mukarramah
Abdullah bin Awad Allah Al-Hulaisi1
1 Researcher, Saudi Arabia.
HNSJ, 2023, 4(5); https://doi.org/10.53796/hnsj458
Published at 01/05/2023 Accepted at 09/04/2023
Abstract
The study aimed to know the level of each of passion and happiness among secondary school students in the city of Makkah Al-Mukarramah and the relationship of passion of its two types (compulsive and harmonic) with happiness and the relationship of the cumulative average with happiness. Translated by Salama Younes, 2013) and the flourishing scale, prepared by Diener (2011), translated by (Salamah Younes, 2013). The sample consisted of (1157) secondary school students in the city of Makkah Al-Mukarramah. The study found that there were high levels of harmonious passion and general passion, and a medium level of compulsive passion. There is a positive correlation between harmonious passion and the general passion for happiness, and a non-significant negative correlation for compulsive passion. There is a positive and non-significant correlation between the accumulative average, harmonious passion and compulsive passion, and a signifier of general passion, and the results showed a high level of happiness in general among students. The study recommended the development of harmonious passion because it is associated with happiness with a statistically significant correlation and interest in educating students in a way that raises their cumulative averages, because increasing the cumulative average has a positive and statistically significant correlation with the level of happiness and urges and trains students to raise the level of harmonious passion by practicing activities that are commensurate with their personality and are consistent with the rest of the activities The other, reducing compulsive passion by directing students to practice different and varied activities
Key Words: Passion, happiness, secondary school students, Makkah Al-Mukarramah.
المقدمة :
يتسم هذا العصر بأنه عصر علم النفس الإيجابي، الذي تدور اهتماماته حول موضوعات متعددة مثل الخبرات والخصائص الإيجابية للشخصية، كالسعادة والثقة والتفاؤل والأمل وتنظيم الذات وتوجيه الذات، وهذا لا يعني أن الاهتمام بالانفعالات السلبية والاضطرابات النفسية قد توقف، لكن البحوث الحديثة تتجه إلى الاهتمام بموضوعات علم النفس الإيجابي، ويرجع الفضل في ذلك إلى سليجمان ( Seligman) الذي يعد أول من استخدم هذا المصطلح في ثمانينيات القرن الماضي، والذي يقوم على ثلاثة أعمدة هي: دراسة الانفعالات الإيجابية، ودراسة السمات الإيجابية، ودراسة المؤسسات الإيجابية ( سلامة يونس، ٢٠١٥).
وعلى الرغم من أن الغاية الأساسية لعلم النفس هي مساعدة الفرد على أن يحيا الحياة الطيبة التي يشعر فيها بالسعادة، فقد تجاهل علماء النفس لسنوات طويلة المشاعر الإيجابية للشخصية وظلت الانفعالات السلبية مثل القلق والاكتئاب والضغوط النفسية، والتشاؤم الأكثر تناولا واهتماما في بحوثهم ودراستهم (اليحفوفي، ٢٠٠٩)
وتعد السعادة والتفاؤل والأمل والشغف من موضوعات علم النفس الإيجابي التي لم تحظ بالاهتمام بدراستها إلا في الآونة الأخيرة رغم أهميتها في هذا العصر، وقد دعا الكثير من علماء النفس المهمتين بالبحث الكشف عن جوانب القوى الإيجابية للإنسان بدلاً من دراسة الوهن والضعف، حيث أن مجرد تركيز علم النفس والطب النفسي على الاضطرابات النفسية تعد نظرة قاصرة، فعلم النفس ليس مجرد دراسة الأمراض والضعف وتحديد الخطأ فقط، ولكنه دراسة القوة والفضيلة، والكشف عن المكامن الإيجابية للفرد
كما أكد ميلر وآخرون (Miller et al, 2008) على أهمية دراسة الجوانب الأكثر إيجابية في الحياة، مثل السعادة والهناء الذاتي والتفاؤل والتي بدورها تؤثر إيجابيًا في نمو الإنسان.
مشكلة الدراسة
تتكون شخصية الإنسان من جوانب عدة منها الجانب الوجداني أو الانفعالي وهو ما يتعلق بمشاعر الفرد وأحاسيسه، والذي يعتبر الشغف أحد مكونات هذا الجانب. والشغف يؤثر في حياة الفرد وسلوكه وقد يحدد له أنماطا معينة من السلوك تؤثر فيما بعد في حالته النفسية وأحيانا البدنية وعلاقاته وتفاعله الاجتماعي.
ومن خلال ملاحظات الباحث في الميدان وجد أن الشغف أصبح ظاهرة منتشرة بين طلاب المرحلة الثانوية، خاصة مع توفر أسبابه وسبله، من قنوات فضائية وألعاب الكترونية، وإنترنت وأجهزة ذكية، وهو من المواضيع الجديدة التي تناولته دراسات قليلة، فأراد الباحث التطرق إلى هذا الموضوع ومعرفة أبعاده ومدى انتشاره وعلاقته بالسعادة لدى هذه الفئة.
تساؤلات الدراسة :
تسعى الدراسة الحالية إلى الإجابة على التساؤلات التالية:
ما مستوى الشغف لدى طلاب المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة ؟
ما مستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة ؟
هل هناك علاقة بين الشعف والسعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة ؟
هل هناك علاقة بين معدل الطالب التراكمي في المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة ومستوى الشعف؟
أهداف الدراسة :
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على مستوى الشغف لدى طلاب المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة والتحقق من مستوى السعادة لديهم. ومعرفة ما إذا كان هناك علاقة بين الشغف والسعادة لديهم. ومعرفة ما إذا كان هناك علاقة بين معدل الطالب التراكمي وكل من مستوى الشغف ومستوى السعادة
أهمية الدراسة
تتحدد أهمية الدراسة الحالية فيما يلي:
الأهمية النظرية
- تسليط الضوء على موضوع الشغف لدى طلاب المرحلة الثانوية.
- إثراء المكتبة العربية بإحدى الدراسات التي تتناول الشغف وعلاقته بالسعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة.
- لفت أنظار الباحثين والمسئولين في وزارة التعليم إلى موضوع الشغف لدى طلاب المرحلة الثانوية بشكل عام وطلاب المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة بشكل خاص.
الأهمية العملية
- تزويد العاملين في مجال التوجه الطلابي في مدارس التعليم العام بدراسة قد تكون الأساس لإعداد برامج ارشادية للتعامل مع الشغف لدى طلاب المرحلة الثانوية.
- قد تساعد العاملين في مجال التوجه الطلابي في وزارة التعليم بإعداد برامج تدريبية تساعدهم على التعامل مع الشغف لدى طلاب المرحلة الثانوية.
مصطلحات الدراسة :
أولا / الشغف Passion
الشغف هو رغبة قوية تجاه نشاط معين يفضله الناس ويحبونه ويجدونه مهما، ويشغلون فيه جهدهم وطاقتهم وأوقاتهم على نسق منتظم “Vallerand et al, 2012) )
الشغف الانسجامي Harmonious passion هو الذي ينشأ من الشعور الداخلي المتحكم فيه والذي يجعل الناس يمارسون انشطتهم الشغفية بشكل اختياري ودون وجود ضغوط عليهم.
الشغف القهري passion Obsessive هو الذي يصدر من الشعور الداخلي غير الحكم فيه والذي يسيطر على مشاعر الشخص عند الاندماج في الأنشطة الشغفية التي تحدث على أسس منظمة وبصفة متكررة (Vallerand et al, 2010)
تعريف الشغف إجرائياً:
يعرف الباحث الشغف إجرائيا بأنه الميل الى النشاط الذي يمارسه الفرد ويرغبه ويندمج فيه إراديا أو غير إرادي ويشعر معه بالمتعة والمتمثل بالدرجة التي يحصل عليها المفحوص على مقياس الشغف الثاني لـفاليراند وآخرون (Vallerand et al, 2012) بشقيه الشغف الانسجامي والشغف القهري
ثانيا السعادة: Well-being
عرفها ريو وجاري, 2007) Gary & Rayo ( بأنها “خبرات انفعالية مبهجة وايجابية تشمل الشعور بالبهجة والتفاؤل والسرور والفرح وحب الحياة والناس والإحساس بالقدرة على التأثير في الأحداث المحيطة” .
تعريف السعادة إجرائيا :
يعرف الباحث السعادة اجرائيا بأنها النجاح المدرك الشخصي في مجالات العلاقات، تقدير الذات الهدف من الحياة التفاؤل والمتمثلة في الدرجة التي يحصل عليها المفحوص على مقياس الازدهار لدينر ودينر (Diener et al, 2011)
حدود الدراسة :
الحدود المكانية: أجريت هذه الدراسة في مدينة مكة المكرمة
الحدود الزمانية: طبقت هذه الدراسة في الفصل الأول من العام الدراسي ١٤٣٥- ١٤٣٦هـ
الحدود البشرية : اقتصرت هذه الدراسة على طلاب المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة.
الإطار النظري
أولا: الشغف
مفهوم الشغف :
يرى روني (Rony, 1990) ان هناك وجهتان للنظر حول مفهوم الشغف: الأولى ترى أن كلمة شغف مأخوذة من الكلمة اللاتينية (passion) بمعنى المعاناة، حيث كان الناس ينظرون إلى أولئك الذين يتصرفون بشغف على أنهم يعانون من مشكلة ويعتبرون أن شغفهم يسيطر عليهم ويتحكم فيهم. أما وجهة النظر الثانية فترى الشغف بصورة أكثر إيجابية واشراقا. فهو عبارة عن مشاعر إنسانية قوية ذات نزعات سلوكية كامنة يمكن أن تكون إيجابية طالما كانت هناك دوافع سلوكية، وأن وجود الشغف ضروري للإنسان حتى يصل إلى أعلى مستويات الأداء.
وغرض هذا الجزء هو توضيح دور الشغف للأنشطة في استقرار السعادة النفسية وذلك باستخدام نموذج الشغف الثنائي The Dualistic Model of Passion (DMP) حيث يقدم هذا النموذج نوعين من الشغف: شغف انسجامي، وشغف قهري، ينشأ الشغف الانسجامي من الشعور الداخلي المتحكم فيه، بينما يصدر الشغف القهري من الشعور الداخلي غير المتحكم فيه والذي يسيطر على مشاعر الشخص عند الاندماج في الأنشطة الشغفية التي تحدث على أسس منظمة وبصفة متكررةVallerand, 2010) ).
فالشغف الانسجامي يساهم في استمرار السعادة النفسية، ويساعد في الوقت نفسه في منع حدوث التجارب التي تؤثر تأثيراً سلبيا في نفسية الانسان بسبب الصراع النفسي، والشعور بالشقاء، أو بعدم الراحة النفسية ولا يتوقع من الشغف القهري مثل هذه النتائج، والتي تعتبر نتائج ذات تأثيرات إيجابية لدى الشخص، بل على العكس تماماً، فقد يساعد في حدوث صراع نفسي أثناء ممارسة الأنشطة الحياتية اليومية، وبالتالي يتسبب في الشعور بالشقاء والتعاسة النفسية (Lyubomirsky et al, 2005)
النموذج الثنائي للشغف The Dualistic Model of Passion
طور فاليراند Vallerand, 2010) ) نموذجا ثانيا للشغف أسماه الثنائية الموروثة للشغف وذلك في ضوء نظرية تقرير المصير لديسي وريان (۲۰۰۰)، ويفترض هذا النموذج أن الأفراد حريصون على معرفة بيئتهم وذلك من أجل التطور الطبيعي للفرد في المجتمع، لذلك يقومون بمجموعة متنوعة من الأنشطة المختلفة وينهمكون فيها، قليل منها يكون ممتعا ومهما بشكل خاص حسب وجهة نظرهم، ويقررون الاستمرار فيها بصورة منتظمة وبالتالي سوف يتحول واحد منها أو أكثر إلى نشاط شغفي. لذلك قدم نموذج الشغف الثنائي نوعين من الشغف: شغف قهري Obsessive passion وشغف انسجامي Harmonious passion وهما النوعان اللذان من خلالهما يمكن تحديد نوعية النشاط الشغفي الذي يمارسه شخص معين، ويمكن تحديد هويته الذاتية.
فالشغف القهري يأتي نتيجة التحكم من عناصر داخلية على النشاط الذي يمارسه شخص معين، فالناس ذوي الشغف القهري يجدون أنفسهم يمارسون نشاطا غير مسيطر عليه، يحتل جزءًا من النشاط الذي يرونه مهما وممتعا. ويصبحوا غير قادرين على مقاومة الاندماج فيه، مما يؤدي إلى ظهور الشغف القهري تجاه ذلك النشاط، وهذا قد يكون له آثارا ايجابية كإتقان الممارسة مع الوقت، وقد ينتج عنه بعض الآثار السلبية كأن يفقد الأداء الأمثل للنشاط الشغفي، ويجعل الشخص منغلقا على نفسه، ويكون محصوراً في التعامل مع خبراته الذاتية فقط، ولا يستفيد من خبرات الغير Knee, 2002) & (Hodgins
وعندما يكون الشغف شغفا انسجاميا، فإن الأفراد لا يدفعون بشكل قهري للانهماك في النشاط الشغفي، إنما يكون لهم الحرية في القيام به، ويكونوا قادرين على التركيز بشكل كبير على أعمالهم التي يقومون بأدائها، ويحصلون على نتائج إيجابية اثناء قيامهم بالعمل كالتركيز، والشعور بالرضا التام بعد الانتهاء من أداء العمل ( Deci, 2003&Ryan )
من خلال ما سبق يلاحظ الباحث ان اراء الباحثين الذين أجروا دراسات على الشغف باستخدام النموذج الثنائي للشغف تذهب الى ان الشغف الانسجامي مرتبط بالسعادة وذلك لان الافراد لا يدفعون بشكل قهري او اجباري للقيام بهذا النشاط مما یکسبه أهمية لدى الفر، وعلى النقيض من ذلك يرتبط الشغف القهري بالتعاسة النفسية وذلك لان الفرد قد يدفع بشكل قهري لممارسة هذه الانشطة مما ينتج عنه اثار سلبية تودي الى هذه المشاعر
الشغف والسعادة النفسية :
يوجد هناك عاملين للسعادة: عُرف العامل الأول بالسعادة الذاتية الانفعالية Hedonic well-being وعرف العامل الثاني بالسعادة الذاتية النفس اجتماعية Eudaimonic well-being وهذه الأوجه المختلفة للسعادة قد تكون مرتبطة ببعضها، فمثلا يمكن للفرد أن يصل إلى درجة السعادة عندما يحقق ذاته، وقد تشكل عاملين منفصلين للسعادة النفسية إذ من الممكن أن يعاني الشخص أثناء محاولاته للوصول إلى السعادة، كما أنه قد يكون هناك أساسا للسعادة النفسية لكل فرد نتيجة أسباب وراثية ( 2011 ,Seligman).
ويرى Lyubomirsky et al, 2005)) أن فئة معينة من الأنشطة تصنف بالأنشطة المرتبطة بالسعادة قد تقود فعلا إلى آثار إيجابية تؤدي لاستقرار السعادة. وما يميز تلك الأنشطة أنها مقصودة بطبيعتها وأنها تنتشر ببذل جهود أكثر كالتعبير عن الامتنان وكتابة الأهداف التي يريد الشخص تحقيقها في الحياة، كل هذه الأمثلة وجد أن لها تأثيراً مباشراً في اكتساب الفرد للسعادة النفسية وكذلك فإن تنوع الانشطة التي يقوم بها الفرد مهمة لتعطيه مساحة أكبر لتحقيق ذاته واثبات قدراته.
وقد ميز كل منHoulfort 2003) & Vallerand) ما بين الأفراد ذوي الشغف الانسجامي والافراد ذوي الشغف القهري ثم قاما بالمقارنة لنوعين من مؤشرات السعادة النفسية هي السعادة الذاتية الانفعالية ( Hedonic Well-being) والسعادة الذاتية النفس اجتماعية (Eudaimonic Well-being) وأظهرت النتائج بأن الأشخاص ذوي الشعف الانسجامي حصلوا على مستويات أعلى في السعادة النفسية في كلا نوعي مؤشرات السعادة النفسية (السعادة النفسية الذاتية الانفعالية والسعادة الذاتية النفس اجتماعية مقارنة بالأشخاص ذوي الشغف القهري أو الغير شغوفين، كما يوضحه الشكل التالي:
شكل (۱) مقارنة كل من الشغف الانسجامي والقهري وانعدام الشغف على كل من السعادة الذاتية الانفعالية والسعادة الذاتية النفس اجتماعية
وفي المجمل فقد توصلت هذه الدراسات إلى بعض الاستنتاجات الهامه وهي:
أولا: أن الشعف الانسجامي يسهم ايجابيا في الوصول إلى السعادة النفسية وكذلك في القيام بعملية الحماية والوقاية من التعاسة النفسية.
ثانياً: أن انعدام الشغف يؤدي الى انخفاض بسيط في السعادة النفسية. لذا يبدو أن النشاط المقصود قد يساهم في ايجاد السعادة النفسية، وقد لا يفعل، وذلك بناء على مدى انخراط الفرد فيه.
ان النشاطات التي تمارس في ظل الشغف الانسجامي تمارس عموما لفترات تستغرق عدة ساعات أسبوعيا أثناء العام، لذلك فإن التأثيرات التي تحصل من هذه النشاطات التي تمارس في أنماط متكررة ومستمرة، تبقى مع مرور الوقت (Rousseau et al, 2002)
ویری (۲۰۱۰) Garland, et al أن التأثيرات الإيجابية التي تعمل بصفة مستمرة تؤدي إلى نتائج إيجابية تصاعدية تسهم في توسيع المدارك للشخص ويقوم بإعادة تقييم إيجابي للأحداث وتطوير الفكر الذي يقود إلى تعزيز أسباب حدوث السعادة النفسية لديه، كما تحد من المظاهر السلبية التي تؤدي إلى حدوث التعاسة النفسية.
ومن ناحية أخرى فإن الشغف القهري يعمل بصورة كبيرة على خلق المناخ المناسب لإيجاد التعاسة النفسية والحد من تحقيق السعادة النفسية، ويقود الشخص إلى الشعور بالتأثيرات السالبة مثل التوتر والقلق والاجهاد كما انه كثيراً ما يجعل الشخص يشعر بأن المشاركة في أداء النشاط يحدث دائما خارج إرادته، مما قد يعني انخراط الشخص في انشطة مفروضة عليه ولا يرغب القيام بها وهكذا فإن بعض التأثير السلبي مثل الشعور بالذنب والخجل قد تحدث لبعض المشاركين في مثل هذه الانشطة.
وقد بين نموذج المعادلة الهيكلية أن الانشطة التي تمت في ظل الشغف الانسجامي في الفترة الأولى إلى الفترة الثالثة، قد أنت لزيادة احتمالية حدوث السعادة . ومن ناحية أخرى فلم يكن للشعب القهري ارتباط ايجابي بالسعادة النفسية، بل على العكس من ذلك أسهم في حدوث آثار سلبية تحد من حدوث السعادة النفسية كما هو موضح في الشكل التالي:
شكل (۲) تأثير دور العوامل الوسيطة في العلاقة بين الشغف الانسجامي، والقهري والسعادة الذاتية
إن الشغف القهري يجعل هناك رغبة ملحة لمزاولة النشاط لا يمكن السيطرة عليها، فيصبح من الصعوبة بمكان بالنسبة للشخص التوقف عن ممارسة النشاط، مما يؤدي إلى صراع مع غيره من الأنشطة الأخرى في حياه الشخص مثل هذا الصراع يمكن أن يكون سبباً في منع الشخص من الانخراط في مناحي الحياة الأخرى. وبالتالي فإنه سيبقى معطل عقليا، بحيث سيصعب عليه المساهمة الانشطة في الحياتية الأخرى (۲۰۱۰ ,Garland, et al).
الشغف والانخراط في أنشطة مقصودة
ربما يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: هل مجرد الانخراط في الأنشطة المقصودة كافيا ليؤثر إيجابا في السعادة النفسية؟ فبعض الأنشطة قد تكون أكثر إيجابية من غيرها في إحداث التجربة ذات التأثير الإيجابي في السعادة النفسية فيفترض أن السعادة النفسية لا تعتمد على ممارسة النشاط فقط بل على كيفية انخراط الاشخاص في النشاط في المقام الأول، بالإضافة إلى قدرة الشخص على العودة إلى النشاط بشكل منتظم، لذا فإن شغف الشخص يحدد نوعية المشاركة في هذا النشاط فإذا كان الشخص ذو شغف انسجامي فإن نتائج الانخراط في النشاط تكون إيجابية بشكل كبير. اما ان كان ذو شغف قهري فإن النتائج سوف تكون اقل ايجابية وربما تكون النتائج سلبية (Lutz et al, 2008)
لقد تم اختبار هذه الفرضيات مع نشاطات معروفة بأنها عالية الإيجابية كممارسة رياضة اليوجا وهي رياضة نشأت في الهند تهدف إلى الحفاظ على التوازن الطبيعي ما بين العقل والجسد والروح. حيث كشفت الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن ممارسة اليوغا تعزز قوة العضلات ومرونتها، وتعزز وظيفه الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، وتدعم التأثير الايجابي وتقلص التأثير السلبي، فضلاً عن أنها تساعد في عملية اكتساب السعادة النفسية. فاذا كانت المسالة مسألة نشاط فقط فإن الشغف لليوغا ينبغي أن لا يشكل فرقا وان مجرد الانخراط باليوغا لا يكفي للحصول على بعض النتائج الإيجابية، لذلك فإن الشعف أمر هام والشغف الانسجامي فقط هو الذي يؤثر إيجابيا مع اليوجا، بينما الشغف القهري ليس له أي تأثير بل قد يكون تأثيرها سلبي (Impett et al, 2006)
كما قام (۲۰۱۰) Carbonneau, et al بإجراء دراستين، الدراسة الأولى كان المشاركون فيها من عامة الناس تتراوح أعمارهم ما بين (۱۹) إلى (٦٠ سنة مارسوا رياضة اليوغا لعدة سنوات، طبق عليهم مقياس الشغف لليوغا ومقياس التأثير الإيجابي والسلبي وتجربة حالة القلق خلال فترة ممارسة اليوجا وأظهرت النتائج بأن الشغف الانسجامي فقط هو الذي ادى الى نتائج إيجابية لكنها ليست بنسب عالية، كما حد من التأثير السلبي وحالة القلق.
من خلال ما سبق يلاحظ الباحث ان البحوث اشارت الى ان الأشخاص ذوي الشغف الانسجامي قادرين على التركيز بشكل كبير على أعمالهم التي يقومون بأدائها، وليس هناك تعارضا أو اختلافا بين نشاطهم الحالي والأنشطة الأخرى، كما جاء في دراسة ريان وديسي ( Deci, 2003&Ryan ) وإذا منعوا من القيام بنشاطاتهم الشغفية، فإن لديهم القدرة على التكيف مع الوضع القائم، والتحكم في نشاطهم الذي سوف يقومون به، وقدرتهم على وقفه إذا اتضح لديهم بأن هذا النشاط ذو تأثير سلبي على حياتهم
ثانيا: السعادة
مفهوم السعادة:
بالرغم من أن غالبية الأفراد يتفقون على أن السعادة هدف أساسي في حياة الإنسان، إلا أنهم يختلفون حول مفهوم السعادة والعوامل التي تؤدي إليها. وتعتبر السعادة من أهم المفاهيم التي يبحث فيها علم الصحة النفسية، بل ان هذا العلم عادة ما يعرف على أساس أنه يهدف إلى تحقيق سعادة الإنسان، حيث تعرف الصحة النفسية بأنها تستهدف معونة كل فرد وتدريبه على العيش السعيد المنتج في بيئة اجتماعية، كما تعتبر السعادة مقياسا للصحة النفسية، حيث تقاس الصحة النفسية للفرد بمدى قدرته على التأثير في بيئته على التكيف مع الحياة بما يؤدي بصاحبها إلى قدر معقول من الإشباع الشخصي والكفاءة والسعادة (ابراهيم، ۲۰۱۰)
ففي المجتمعات الإسلامية يرى كثير من المسلمين أن السعادة تتحقق بتقوى الله، والسير وفق منهجه، والقيام بالأعمال الصالحة، وان تحقيق السعادة أمر لا يحصل عليه الإنسان في هذه الحياة، وإنما في الحياة الأخرى.
وفي المجتمعات الغربية، يؤكد (۱۹۹۹) Cisksalimihly أن السعادة تنتشر في الحياة المادية والتمتع بصحة قوية وطول العمر، والثراء هو الطريق لتحقيق السعادة، وهذا أدى إلى ربط السعادة به، حيث أشار إلى أن بعض الأفراد يحققون السعادة بتغير الحالة الذهنية لهم بطريقتين، الممارسة الإيجابية وهي ممارسة الأعمال التي تؤدي إلى صفاء الذهن كالرياضة الجسدية أو العقلية أو الممارسة السلبية عن طريق المخدرات والخمور ويرى أن السعادة تتحقق لدى الفرد من خلال ممارسه الأنشطة الإيجابية (سماوي وفادي, ۲۰۱۳)
وينظر نومورا (2002) إلى السعادة على أنها حالة تتضمن تحقيق الذات والشعور بالبهجة، إذ إن المرء لا يشعر بالسعادة إلا إذا مارس الإحسان بالبهجة والفرح وأن البحث عن متعة روحية مستمرة هو الأكثر احتمالا لأن يوصل إلى السعادة، ولذلك فإن من المهم أن نرى الأشياء من الجانبين المادي والروحي، وكذلك من الخارج والداخل وبالعلاقة بالآخرين.
ومفهوم السعادة مفهوم ينتمي إلى علم النفس الإيجابي، حيث استخدم سليجمان كلمتي السعادة وطيب الحال تبادليا كمصطلحات لوصف أهداف علم النفس الإيجابي ويتضمنان المشاعر والأنشطة الإيجابية (جودة وأبو جراد، ٢٠١١)
كما يرى (۲۰۰۰) Veenhoven أن مفهوم السعادة يحمل معنيين مختلفين المعنى الأول موضوعي والثاني ذاتي وفي الحالة الأولى فإنها تكون تقريبا مرادفة لمفهوم الحرية حيث السعادة تعني عيش الفرد في سلام وحرية أي توافر ظروف جيدة وملائمة لحياته. وفي الثانية حيث المعنى الثاني للسعادة، فإنها تعرف على أنها حالة عقلية تعكس شعور الفرد وتقديره المستقر لحياته
أثر السعادة:
إن التفاؤل والإحساس بالسعادة والتفكير الإيجابي والعقلية الإيجابية، يكون لها مزايا عديدة وعائد اجتماعي يؤثر على إنتاج الفرد ودافعيته للإنجاز وجودة أدائه وقدرة الفرد على الضبط والتحكم الذاتي، وأيضا يزيد من كفاءة جهاز المناعة لديه فيكون أكثر تعاونا وتعاطفا مع الآخرين Siahpush, et al, 2008))
فالسعداء هم صناع الحياة، وسعادة الفرد لا تنعكس على نفسه فقط، بل يتأثر بها من حوله وتنعكس على مجتمعه، فالفرد السعيد مطمئن قادر على العطاء تتسم علاقته بالآخرين بالود والتسامح، وكثير من السلوكيات المضادة للمجتمع هي نتيجة لعدم الاستقرار النفسي وعدم الشعور بالرضا عن الذات والآخرين لأن السعيد يحب الحياة ويعشر أنها قيمة ويتعاون مع الآخرين إن الجريمة والمخدرات وحوادث العنف والإرهاب، والتدمير والتخريب لا تصدر من السعادة أناس سعداء، كما أن الضياع والتشرد والبأس والكراهية لا تجتمع معا (Argyle, 2013)
ويضيف أبو حلاوة (۲۰۱۰) أن السعادة تمثل الغاية النهائية للحياة الإنسانية وأن من يسعون للوصول إليها والاقتراب منها وتحقيقها هم الأجدر بأن يطلق عليهم ذوي العقلية السوية وهم بذلك أشخاص متفائلون يمتلكون نظرة طبيعية إيجابية للحياة.
مكونات السعادة
يرى 1995) Myers, & (Diener أن الدرجة المرتفعة من السعادة تتحدد على أساس مكونات ثلاثة : تكرار الوجدان الإيجابي، وعدم تكرار الوجدان السلبي، والإحساس بالرضا عن الحياة، وأن السعادة والرضا عن الحياة متاح بنفس القدر للصغير والكبير ، للرجل والمرأة، للأسود والأبيض، ويمكن التعرف على سعادة الفرد من معرفة سماته وعلاقاته الوثيقة وخبرات العمل والثقافة والتدين، كما أظهرت نتائج دراسة Gallagher et al, 2008)) وجود علاقة ارتباطية موجبة بين السعادة والدعم الاجتماعي.
ويفترض كثير من الباحثين أن السعادة تشتمل على ثلاث مكونات مترابطة معا وهي الوجدان الإيجابي Positive affect وغياب الوجدان السلبي negative والرضا عن الحياة life Satisfaction بوجه عام، ويعزى المكونان الأولان إلى المظاهر الانفعالية، بينما يعزى المكون الثالث إلى المظاهر المعرفية Cheng, 1999) & Furnham)
لقد اختلف علماء النفس الإيجابيون لوضع قائمة للطرق والوسائل التي تؤدي إلى السعادة وإلى التوافق الشخصي فيرى البعض أن السعادة والرفاهية أو الهناء الذاتي يتحققان عندما يحرز الناس تقدمًا كاف في تحقيق أهدافهم، بينما يرى سيلجمان أن السعادة تتحقق عندما يمارس الناس قواهم المميزة، بينما يرى ميير أن السعادة تتحقق عندما يندمج الناس في أنشطة تحقق احتياجاتهم النفسية الأساسية ( Deci, 2003&Ryan )
مصادر السعادة:
یری جاد (۲۰۱۰) أن للسعادة مصدرين رئيسيين هما :
المصدر الداخلي ويتمثل في خصائص وسمات وقدرات ومعتقدات الفرد ومستوى الصحة العامة
المصدر خارجي يتمثل في ظروف حياة الفرد من حيث الدخل والمكانة الاجتماعية والاستقرار الأسري، والعلاقات مع الآخرين والاتجاهات الحديثة تضيف بعدا ثالثا يتمثل في سعي الفرد المتعمد للحصول على السعادة. فهي لا تعد منحة من الآخرين بقدر ما ترتبط بوعي الفرد بأهدافه والسعي لتحقيقها
ورغم اتفاق الدراسات النفسية على مصادر السعادة للأفراد، فإنها اختلفت في الأهمية النسبية لكل منها كعوامل منبتة بمستوى السعادة، فالبعض يؤكد على أهمية العوامل الداخلية للفرد والتي تعد مسؤولة بشكل مباشر عن سعادته، والبعض الآخر يرى أهمية المواقف الخارجية والمرتبطة بظروف الحياة والمتغيرات الديموغرافية.
وقد بينت دراسة هريدي وفرج (۲۰۰۲) أن من المصادر الخارجية للسعادة احترام الآخرين، الحياة الأسرية المستقرة، الدخل الكافي لسد جميع الاحتياجات، عمل يحقق فيه إنجازا وابتكارا، الحصول على إجازة ترفيهية، توفر حياة آمنة مطمئنة، الصحة، امتلاك ثروة كبيرة.
أنماط السعادة:
تتميز السعادة إلى ثلاثة انماط هي:
السعادة الذاتية (Subjective well – being (SWB أو الشعور الذاتي بالسعادة وتدور حول كيف يكون الفرد سعيدا، وكيف يكون راضيا عن حياته، وتعكس السعادة الذاتية تصورات الأفراد وتقيمهم لحياتهم من الناحية الانفعالية السلوكية، والوظائف (الأدوار) النفسية والاجتماعية التي تعتبر أبعادا ضرورية للصحة النفسية.
السعادة النفسية Psychological well – being / وهي تتميز عن السعادة الذاتية، حيث تتعلق بالإيجابية أو الصحة النفسية الجيدة، مثل القدرة على متابعة الأهداف ذات المغزى، ونمو وتطور وإقامة روابط جيدة ذات معنى مع الآخرين.
السعادة الذاتية Objective well – being / وتتضمن خمس أنواع هي: السعادة المادية والسعادة الصحية والنمو والنشاط والسعادة الاجتماعية، والسعادة الانفعالية ( Hind)
وتعرف السعادة الذاتية بأنها مزيج من وجود الفعالات موجبة مع غياب الانفعالات السالبة ووجود رضا عام عن الحياة وهي تضمن تقبل الذات والنمو الشخصي، ووجود هدف من الحياة، ووجود علاقات إيجابية مع الآخرين والاستقلالية، والسرور والقدرة على التحكم في الظروف البيئية (Ryff & Keyes, 1995)
ثالثاً: الدراسات السابقة
- الدراسات التي تناولت الشغف
قام فيليب وآخرون Philippe et al, 2009)) بعمل دراسة بعنوان: «شغف الحكام: اختبار تجاربهم المعرفية والوجدانية في الحالات الرياضية » هدفت إلى معرفة دور الشغف للتحكيم على الأداء المعرفي والعاطفي للحكام خلال الألعاب وطبقت الدراسة على عينتين من الحكام الأولى مكونة من ٩٠ حكم فرنسي لكرة القدم الأمريكية ٨٢ ذكورا وإناثا تراوحت أعمارهم بين ٢٢ و ٤٥ سنة والثانية مكونة من ١٤٨ حكمة ٧٩ منهم حكام كرة الريشة و ٦٩ حكام كرة السلة وكلهم كانوا من الهواة ١٣١ منهم ذكورا و ١٧ من الإناث تراوحت أعمارهم ما بين ٢٠ و ٦٩ سنة استخدم مقياس الشغف لفاليراند ومقياس العواطف السلبية وتم استخراج النتائج عن طريق تحليل التباين لفشر توصلت الدراسة إلى أن الشغف الانسجامي للتحكيم مرتبط إيجابيا مع العواطف الإيجابية خلال الألعاب أما الشغف القهري للتحكيم فلم يرتبط بالعواطف الإيجابية و لكنه ارتبط إيجابيًا بالمشاعر السلبية خلال الألعاب . كما أظهرت النتائج ثباتاً ملحوظاً مع تغير الجنس والعمر وسنوات الخبرة ونوع الرياضة للحكام.
قام لافرينيير وآخرون Lafrenière et al, 2012)) بعمل دراسة بعنوان: « دور الشغف في العلاقة بين. الأداء والرضا الحياتي» أجريت على مجموعتين الأولى مكونة من ٦٣ فنانا محترفا والثانية مكونة من ٧٧ من جماهير الهوكي. استخدم نموذج الشغف الثنائي لفاليراند واستخدم التصميم التجريبي ونموذج التحليل الهرمي وتوصلت الدراسة إلى أن الفنانين المحترفين كلما زاد شغفهم القهري تجاه فنونهم، كلما زادت احتمالات رضاهم للحياة. ولم تظهر هذه النتائج على ذوي الشغف الانسجامي، كما أن جماهير الهوكي يشعرون بالرضا الحياتي طوال اليوم الذي يعقب نهائيات المباريات.
وفي دراسة لافرينيير وآخرون Lafrenière et al, 2011)) بعنوان الشغف للتدريب وأثره على نوعية العلاقة بين اللاعب والمدرب طبقت على عينة مكونة من (۱۰۳) مدرب ورياضي من رياضات مختلفة هدفت إلى اختبار دور شغف المدربين للتدريب على نوعية العلاقة بين اللاعب والمدرب من وجهة نظر اللاعبين استخدم منها نموذج الشعف الثنائي فاليراند وآخرون، (۲۰۰۳) وكذلك استبانة قياس النشاط البدني وعرضت النتائج باستخدام نموذج المعادلة الهيكلية لتحليل النتائج وتوصلت إلى أن الشعف الانسجامي للتدريب يزيد من قوة العلاقة بين اللاعب والمدرب وان السلوكيات الذاتية للشغف الانسجامي يكون لديها تصور واضح في العلاقة بين المدرب واللاعبين بصورة إيجابية، وهذه الحالة تخلق لدى اللاعبين شعوراً طيباً يوصلهم إلى السعادة النفسية. بينما يحد الشغف القهري من قوة العلاقة بين اللاعب والمدرب ويقلل مدتها .
- الدراسات التي تناولت السعادة :
أجرت المحروقي (۲۰۱۲) دراسة بعنوان مصادر السعادة لدى عينة من طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية في ضوء بعض الخصائص ليم وجغرافية والاجتماعية والأكاديمية بمدينة مكة المكرمة هدفت إلى معرفة أهم مصادر السعادة لدى عينة من طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية. واختلافها باختلاف كل من الحالة الاجتماعية الحالة الاقتصادية المستوى الدراسي الوضع الأسري ). ثم التعرف على ترتيب هذه المصادر وفق أهميتها من وجهة نظر أفراد العينة والمكونة من (٥٧٠) طالبة من طالبات التعليم العام، وطالبات جامعة أم القرى بمكة في الفصل الدراسي الأول من العام ١٤٣٢-١٤٣٣هـ، طبق عليهم مقياس مصادر السعادة لدى الطالبات. وتوصلت الدراسة إلى أن الأسرة والتدين يحتلان مكان الصدارة في مصادر السعادة لدى الطالبات وان مصادر السعادة تختلف لدى الطالبات باختلاف كل من المراحل الدراسية، الوضع الأسري، الحالة الاقتصادية المستوى الدراسي، والحالة الاجتماعية.
قامت جودة (۲۰۱۰) بعمل دراسة بعنوان التفاؤل والأمل وعلاقتهما بالسعادة لدى عينة من المراهقين في محافظة غزة ” هدفت إلى الكشف عن مستويات التفاؤل والأمل والسعادة، والتعرف على نوع العلاقة التي قد تربط التفاؤل والأمل بالسعادة لدى عينة من المراهقين في محافظة غزة، ومعرفة الفروق بين متوسطات أفراد العينة في التفاؤل والأمل والسعادة، والتي يمكن أن تعزى إلى متغير النوع ، وقد بلغت عينة الدراسة (٣٦٣) تلميذا وتلميذة ( ۱۷۲ تلميذا – ۱۹۱ تلميذة) وقد استخدمت الباحثة في الدراسة ثلاثة مقاييس الأول لقياس التفاؤل، والثاني لقياس الأمل، والثالث لقياس السعادة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن مستويات التفاؤل والأمل والسعادة هي على التوالي ٧١٪، ١٨٪، ٦٣٪، كما توصلت إلى وجود علاقة ارتباط موجبة ودالة تربط التفاؤل والأمل بالسعادة، كذلك توصلت الدراسة إلى أن الطالبات أكثر تفاؤلا وسعادة مقارنة بالطلاب، وبالنسبة للأمل لم تكشف النتائج عن فروق تعزى إلى متغير النوع.
ودلت دراسة هريدي وفرج (۲۰۰۲) حول مصادر ومستويات السعادة المشركة في ضوء العوامل الشخصية والتدين على عينة من ۲۸۷ مبحوثا من الراشدين ومن مستويات تعليمية مختلفة، على ارتباط التدين سلبا بالعصابية والوجدان السلبي، وإيجابا بالرضا عن الحياة وبالوجدان الإيجابي. كذلك تعتبر الصحة الجسدية المنين الأبرز بالسعادة يليها استقرار الحياة ثم احترام الآخرين والمكانة الاجتماعية والعلاقة الجيدة بالأهل منبئان قويان بالسعادة، كما أشارت إلى أن الانبساطية والعصابية يتنبآن بالسعادة والاكتئاب من خلال تقدير الذات.
تعقيب على الدراسات السابقة :
من خلال استعراض الدراسات السابقة التي تناولت الشغف نجد أن الدراسات هي دراسات اجنبية، ومعظمها كانت تتعلق بالشغف حول انشطة رياضية أو فنية مختلفة، وتناولت هذه الدراسات متغيرات مختلفة مثل شغف الحكام الرياضي والاداء المعرفي والعاطفي كما ان هذه الدراسات طبقت على عينات مختلفة من الذكور والاناث وفي أعمار مختلفة ومجالات مختلفة
وبالرجوع الى تلك الدراسات نلاحظ اختلافها مع هذه الدراسة في متغيرات الدراسة فالدراسات السابقة تناولت موضوع الشغف نحو انشطة مختلفة كالأنشطة الرياضية أو الفنية أو الاجتماعية، ولم يجد الباحث في حدود علمه دراسات القت الضوء على علاقة الشغف بالسعادة. كما اختلفت تلك الدراسات مع هذه الدراسة في العينة فقد كانت أعمار العينة في الدراسات السابقة من ٢٢ سنة فما فوق، وقد اتفقت هذه الدراسة مع بعض الدراسات السابقة في أداة الدراسة حيث استخدم مقياس الشغف الثنائي لفاليراند كما في دراسة فيليب وآخرون (Philippe et al, 2009) ودراسة مارك اندريه وآخرون Marc-Andre et al, 2011)
وبالنظر الى الدراسات التي تناولت السعادة نجد انها تطرقت الموضوعات مختلفة وتناولت متغيرات مختلفة، كمصادر السعادة كما جاء في دراسة المحروقي (۲۰۱۲)، والتفاؤل والأمل وعلاقتهما بالسعادة في دراسة جودة (۲۰۱۰) ومصادر ومستويات السعادة المدركة في دراسة هريدي وفرج (۲۰۰۲)
كما تباينت عينات الدراسات السابقة، فقد كانت عينة الدراسة على طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية في دراسة المحروقي، ۲۰۱۲)، وعينة من المراهقين في دراسة جودة (۲۰۱۰) والراشدين في دراسة هريدي وفرج (۲۰۰۲)
ان ما يميز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة هو تناولها لموضوع الشغف والسعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة، وتسليطها الضوء على متغيري الدراسة ( الشغف والسعادة) وهو ما لم تتطرق له البحوث والدراسات السابقة – حسب علم الباحث – كما أنها كشفت عن مستوى السعادة ومستوى الشغف لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، اضافة الى ذلك فهي تعد دراسة جديدة في الربط بين الشغف والسعادة بشكل عام، والشغف والسعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة بشكل خاص – حسب علم الباحث – حيث أن الباحث لم يتوصل من خلال البحث لدراسة جمعت بين المتغيرين
منهج الدراسة :
بناء على مشكلة الدراسة وتساؤلاتها فإن المنهج الملائم للدراسة الحالية هو المنهج الوصفي حيث يعتمد على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفاً دقيقاً، ويعبر عنها تعبيراً كيفياً أو كمياً، فالتعبير الكيفي يصف لنا الظاهرة وبين خصائصها، بينما التعبير الكمي يعطينا وصفاً رقمياً لمقدار الظاهرة، أو حجمها. كما أن هذا المنهج لا يقتصر على جمع البيانات وتبويبها وإنما يمضي إلى ما هو أبعد من ذلك لأنه يتضمن قدراً من التفسير لهذه البيانات.
عينة الدراسة :
لضمان تمثيل مجتمع الدراسة تمثيلا جيدا، اختار الباحث عينة طبقية عشوائية، بلغت (١١٥٧) طالبا حيث قام بتحديد مكاتب التعليم في مدينة مكة المكرمة، ثم قام بتحديد المدارس الحكومية النهارية التابعة لكل مكتب وكتابتها على قصاصات ورقية وبعد ذلك قام باختيار مجموعة من المدارس التابعة لكل مكتب بطريقة عشوائية.
أدوات الدراسة :
استخدم الباحث مقياسين كأدوات للدراسة الحالية، وهما:
- مقياس الشغف Passion Scale
قام بتصميمه في البيئة الكندية (Vallerand, 2003) وترجمه إلى اللغة العربية سلامة يونس (۲۰۰۹). وهو مقياس ذو تقدير ثلاثي ويتكون من (11) عبارة، ويضم (۳) ابعاد هي: الشغف الانسجامي ويتكون من (6) عبارات، الشغف القهري ويتكون من (٦) عبارات أيضا الشغف العام ويتكون من (٤) عبارات
- مقياس الازدهار Flourishing scale
قام بتصميمه في البيئة الأمريكية دينر ودينر (Diener & Diener, 2011) .وترجمه الى اللغة العربية سلامة يونس (۲۰۱۳). يتكون من (۸) عبارات ويقيس بعدا واحدا هو السعادة، وهو مقياس ذو تقدير ثلاثي أيضا.
إجراءات الصدق والثبات للمقياسين في الدراسة الحالية:
الدراسة الاستطلاعية الأولى
هدفت الدراسة الاستطلاعية الأولى إلى معرفة مدى فهم الطلاب لعبارات المقياسين، والتأكد من عدم وجود عبارات غير مفهومة أو غامضة في المقياسين بالنسبة للطلاب، حيث قام الباحث بعرض عبارات المقياسين على عينة استطلاعية مكونة من (٥٠) طالبا من طلاب المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة، تم اختيارهم بطريقة عشوائية، وطلب منهم تقييم عبارات المقياس وذلك من خلال مدى فهمهم لكل عبارة من تلك العبارات وابداء ملاحظاتهم عليها واتضح ان هناك غموض في بعض العبارات وقد تم إعادة صياغتها بعد ذلك تم إعادة عرضها على نفس الطلاب مرة أخرى وطلب منهم تقييمها للمرة الثانية، مع ملاحظة غياب (٦) طلاب ليصبح اجمالي عدد الطلاب (٤٤) طالبا وقد اتسمت جميع العبارات بالوضوح.
صدق أدوات الدراسة :
1. صدق المحكمين
تم التأكد من صدق أدوات الدراسة عن طريق عرضهما على مجموعة من المحكمين من ذوي الاختصاص والخبرة بلغ عددهم (٦) محكمين حيث تم توجيه خطاب لهم موضحا به مشكلة وأهداف الدراسة وتساؤلاتها وتعريف المتغيرات، وذلك للتأكد من درجة مناسبة العبارة ووضوحها، وانتمائها للمقياس وسلامة الصياغة اللغوية، وكذلك النظر في تدرج المقياس ومدى ملائمته، وقد اتفقت أراء المحكمين على مناسبة الأدوات لأهداف الدراسة، وبذا يمكن القول أن أدوات الدراسة تتمتع بصدق المحكمين
۲. صدق الاتساق الداخلي
تم التأكد من صدق أدوات الدراسة بطريقة الاتساق الداخلي، وهو يعطي صورة عن مدى التناسق الموجود بين العبارات الموجودة داخل البعد الذي تنتمي إليه، وتم التأكد من توافر صدق الاتساق الداخلي عن طريق حساب معامل ارتباط بيرسون بین درجة كل عبارة مع الدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه العبارة في مقياس الشغف ومعامل ارتباط بيرسون بين درجة كل عبارة مع الدرجة الكلية للمقياس في حالة مقياس السعادة، وذلك من خلال التطبيق على عينة استطلاعية تكونت من (۸۰) طالبا وكانت النتائج كالتالي :
جدول (۱) معامل ارتباط بيرسون بين درجة كل عبارة مع الدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه
تراوحت قيم معاملات الارتباط من (٠,٦٤) إلى (٠,٧٢)، وجميع قيم معاملات الارتباط موجبة ومرتفعة وذات دلالة إحصائية عند مستوى (٥.,.) وتشير إلى الانساق الداخلي بين درجة كل عبارة، ودرجة البعد الذي تنتمي إليه، ومن ثم فإن مقياس الشغف يتمتع بدرجة عالية من الصدق.
جدول (2) معامل ارتباط بيرسون بين درجة كل عبارة مع الدرجة الكلية للسعادة
العبارة | الارتباط | العبارة | الارتباط | العبارة | الارتباط |
1 | 0.66 | 4 | 0,68 | 7 | 0,70 |
2 | 0,65 | 5 | 0,64 | 8 | 0,67 |
3 | 0,67 | 6 | 0,73 |
تراوحت قيم معاملات الارتباط من (٠,٦٤) إلى (۷۳)، وجميع قيم معاملات الارتباط موجبة ومرتفعة وذات دلالة إحصائية عند مستوى (٥.,.) وتشير إلى الانساق الداخلي بين درجة كل عبارة والدرجة الكلية لمقياس السعادة ومن ثم فإن مقياس السعادة يتمتع بدرجة عالية من الصدق.
ثبات أدوات الدراسة :
طريقة الاتساق الداخلي (معامل ألفا كرونباخ)
تم التأكد من ثبات أدوات الدراسة بطريقة الفا كرونباخ من خلال التطبيق على العينة الاستطلاعية (۸۰) طالبا وكانت النتائج كالتالي:
جدول (3) معاملات ألفا كرونباخ لثبات المقياسين
المقياس | البعد | قيمة الفا كرونباخ |
الشغف | الشغف الانسجامي | 0,92 |
الشغف القهري | 0,93 | |
الشغف العام | 0,92 | |
الازدهار | السعادة | 0,91 |
بلغت قيم معاملات الفا كرونباخ (۰.۹۲) للشغف الانسجامي و(۰.۹۳) للشغف القهري، و(۰,۹۲) للشغف العام. وبلغت قيمة معامل الفا كرونباخ (٩١) لمقياس الازدهار. وهذه القيم مرتفعة وتشير إلى أن المقياسين يتمتعان بدرجة عالية من الثبات والاتساق
طريقة التجزئة النصفية
تم التأكد من ثبات أدوات الدراسة بطريقة التجزئة النصفية من خلال التطبيق على العينة الاستطلاعية ( ۸۰ ) طالب، وكانت النتائج كالتالي:
جدول (4): قيم التجزئة النصفية للمقياسين
المقياس | البعد | قيمة التجزئة النصفية |
الشغف | الشغف الانسجامي | 0,87 |
الشغف القهري | 0,85 | |
الشغف العام | 0,88 | |
الازدهار | السعادة | 0,87 |
بلغت قيم التجزئة النصفية (۰,۷۸) للشعف الانسجامي، و(٠,٨٥) للشغف القهري و (۸۸) للشغف العام. وبلغت التجزئة النصفية (٠٨٧) لمقياس الازدهار. وهذه القيم مرتفعة وتشير إلى أن المقياسين يتمتعان بدرجة عالية من الثبات والاتساق
طريقة التطبيق وإعادة التطبيق معامل الاستقرار)
تم حساب الثبات بطريقة إعادة التطبيق على نفس العينة الاستطلاعية بعد (١٥) يوم وحساب معامل الارتباط بين درجات التطبيق الأول ودرجات إعادة التطبيق، مع الإشارة إلى غياب عدد (۹) طلاب عند إعادة التطبيق، لذا تم حساب الثبات بطريقة إعادة التطبيق على (۷۱) طالباً، وكانت النتائج كالتالي:
جدول (5) الثبات بطريقة إعادة التطبيق للمقياسين
المقياس | البعد | قيمة معامل الارتباط |
الشغف | الشغف الانسجامي | 0,94 |
الشغف القهري | 0,93 | |
الشغف العام | 0,94 | |
الازدهار | السعادة | 0,93 |
بلغت قيم معاملات الارتباط في حالة إعادة تطبيق مقياس الشغف (٠.٩٤) للشغف الانسجامي، (۰٫۹۳) للشغف القهري، (۰٫۹٤) للشغف العام. وبلغت قيمة معامل الارتباط لمقياس السعادة (۰.۹۳ ) في حالة إعادة تطبيق مقياس السعادة وهذه القيمة مرتفعة وذات دلالة إحصائية عند مستوى (٠,٠٥) وتشير إلى أن المقياسين يتمتعان بدرجة عالية من الثبات
الأساليب الإحصائية :
للإجابة عن تساؤلات الدراسة، ثم استخدام الأساليب الإحصائية الآتية:
- التكرارات والنسب المئوية لوصف عينة الدراسة بالنسبة للبيانات الأولية.
- المتوسط الحسابي والانحراف المعياري وذلك لحساب القيمة التي يعطيها أفراد عينة الدراسة لكل عبارة أو مجموعة من عبارات (البعد).
- معامل ارتباط بيرسون لحساب العلاقة الارتباطية بين مستوى الشغف ومستوى السعادة وبين المعدل التراكمي وكل من مستوى الشغف ومستوى السعادة
- اختبار ليفن للتأكد من تجانس التباين
- اختبار (ت) للمقارنة بين متوسطات استجابات عينة الدراسة حسب متغيرات (العمر – التخصص)
- اختبار تحليل التباين الأحادي (ف) للمقارنة بين متوسطات استجابات عينة الدراسة حسب متغيرات (الصف الدراسي – النشاط المفضل)
- اختبار شيفيه لتحديد اتجاهات الفروق في حالة وجود فروق دالة إحصائيا.
الفصل الرابع
عرض ومناقشة النتائج
تناول الباحث في الفصل الحالي عرض النتائج التي تم الحصول عليها من خلال استجابات عينة الدراسة وتحليلها إحصائيا بواسطة الأساليب الإحصائية المناسبة، كذلك مناقشة هذه النتائج، وذلك على النحو التالي:
عرض ومناقشة نتائج التساؤل الأول:
ما مستوى الشعف (الانسجامي – القهري – العام) لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة؟
للإجابة على السؤال الأول، تم استخدام كل من المتوسط الحسابي والانحراف المعياري والترتيب لكل عبارة من عبارات مقياس الشغف، وتم الحصول على النتائج التالية:
أولا مستوى الشغف الانسجامي
قام الباحث بالتعرف على مستوى الشغف الانسجامي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة من خلال المتوسط الحسابي والانحراف المعياري الاستجابة العينة كما في الجدول التالي :-
جدول (6) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمستوى الشغف الانسجامي
تشير النتائج الواردة في جدول (6) أن مستوى الشعف الانسجامي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، بصفة عامة هي بدرجة عالية) حيث أن المتوسط الحسابي العام يساوي (۲,٤١) وبدرجة استجابة (متفق).
قيم المتوسطات الحسابية لمستوى الشغف الانسجامي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، تراوحت من (۲,۲۱) للعبارة رقم (۱) وهي (ينسجم نشاطي المفضل تماماً. أنشطة حياتي الأخرى) إلى (٢.٦٦) للعبارة رقم (٦) وهي (من خلال ممارستي لنشاطي المفضل أكتسب تجارب وخبرات).
تم قياس مستوى الشغف الانسجامي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، من خلال استجابات عينة الدراسة على (٦) عبارات، وكانت بدرجة (متفق) على (٤) عبارات وبدرجة (متوسطة) على (۲) عبارة، وتم ترتيب العبارات التي تقيس مستوى الشغف الانسجامي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، ترتيبا تنازليا حسب قيم المتوسطات الحسابية على النحو التالي:
يوجد (٤) عبارات حصلت على درجة (متفق) وتراوحت متوسطاتها الحسابية من (٢,٣٦ – ٢,٦٦) وجاءت في الترتيب من الأول إلى الرابع من حيث مستوى الشغف الانسجامي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، على النحو التالي: العبارة رقم (٦) وهي (من خلال ممارستي لنشاطي المفضل أكتسب تجارب وخبرات بمتوسط حسابي (٢,٦٦) ، العبارة رقم (۳) وهي (ما أكتشفه في نشاطي المفضل يجعلني أفضله أكثر من غيره) بمتوسط حسابي (٢,٥٨)، العبارة رقم (٥) وهي تبرز الجوانب المفضلة في شخصيتي من خلال ممارستي لهذا النشاط) بمتوسط حسابي (۲,۳۷) ، العبارة رقم (۱۰) وهي (شخصيتي تتناسب مع نشاطي المفضل) بمتوسط حسابي (٢,٣٦).
يوجد (۲) عبارة حصلت على درجة (متوسط) وجاءت في الترتيب من الخامس إلى السادس من حيث مستوى الشغف الانسجامي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة على النحو التالي:
العبارة رقم (۸) وهي يتناسب نشاطي تماماً مع حياتي بمتوسط حسابي (۲,۲۵)، العبارة رقم (۱) وهي (ينسجم نشاطي المفضل تماماً مع أنشطة حياتي الأخرى) بمتوسط حسابي (۲.۲۱)
ثانيا: مستوى الشغف القهري
جدول (7): المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمستوى الشغف القهري
تشير النتائج الواردة في جدول (7) أن مستوى الشغف القهري لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، بصفة عامة هي بدرجة (متوسطة) حيث أن المتوسط الحسابي العام يساوي (۲۰۱۱) ، وبدرجة استجابة (متوسطة).
قيم المتوسطات الحسابية لمستوى الشغف القهري لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة تراوحت من (١,٦٩) للعبارة رقم (۹) وهي (لا أفضل ممارسة أي نشاط غير نشاطي المفضل) إلى (۲,۳۹) للعبارة رقم (۷) وهي (أشعر بالاستمتاع فقط عندما أمارس نشاطي).
تم قياس مستوى الشغف القهري لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة من خلال استجابات عينة الدراسة على (٦) عبارات، وكانت بدرجة (متفق) على (1) عبارة، وبدرجة (متوسطة) على (٥) عبارات. وتم ترتيب العبارات التي تقيس مستوى الشغف القهري لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة ترتيبا تنازلي حسب قيم المتوسطات الحسابية على النحو التالي:
يوجد (۱) عبارة حصلت على درجة (متفق) وهي العبارة رقم (۷) وهي (أشعر بالاستمتاع فقط عندما أمارس نشاطي) بمتوسط حسابي (۲.۳۹)
يوجد (٥) عبارات حصلت على درجة (متوسط) وجاءت في الترتيب من الثاني إلى السادس من حيث مستوى الشغف القهري لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، على النحو التالي:
العبارة رقم (٤) وهي (لا يغيب نشاطي المفضل عن تفكيري) بمتوسط حسابي (۲,۳۱)، العبارة رقم (۱۱) وهي (أستمتع كثيراً بممارسة نشاطي المفضل لدرجة أنني لا يمكنني التوقف عنه بمتوسط حسابي (٢٠١٦) ، العبارة رقم (۱۲) وهي (لا أستطيع تأجيل رغبتي في ممارسة نشاطي المفضل) بمتوسط حسابي (٢،٠٦)، العبارة رقم (۲) وهي ليس من السهل دائماً أن أمارس نشاطي المفضل) بمتوسط حسابي (٢,٠٥)، العبارة رقم (۹) وهي (لا أفضل ممارسة أي نشاط غير نشاطي المفضل) بمتوسط حسابي (١,٦٩)
ثالثا: مستوى الشغف العام
جدول (8) : المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمستوى الشغف العام
رقم العبارة في المقياس | العبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة | درجة الاتفاق | |||
الترتيب | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الاستجابة | ||
14 | أحب هذا النشاط جداً | 1 | 2,65 | 0,57 | متفق |
16 | أشعر أغلب الوقت برغبة شديدة في ممارسة نشاطي المفضل | 2 | 2,45 | 0,68 | متفق |
15 | ممارسة نشاطي المفضل جزء لا يتجزأ من | 3 | 2,19 | 0,71 | متوسط |
13 | حياتي أمضي الكثير من الوقت في ممارسة نشاطي المفضل | 4 | 2,16 | 0,74 | متوسط |
المتوسط الحسابي العام | 2,36 | 0,44 | متفق |
تشير النتائج الواردة في جدول (8) أن مستوى الشغف العام لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، بصفة عامة هي بدرجة (عالية) حيث أن المتوسط الحسابي العام يساوي (٢,٣٦) ، وبدرجة استجابة (متفق).
قيم المتوسطات الحسابية لمستوى الشغف العام لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، تراوحت من (٢٠١٦) للعبارة رقم (۱۳) وهي (أمضي الكثير من الوقت في ممارسة نشاطي المفضل) إلى (٢,٦٥) للعبارة رقم (١٤) وهي (أحب هذا النشاط جداً).
مستوى الشغف العام لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، تم قياسها من خلال استجابات عينة الدراسة على (٤) عبارات وكانت بدرجة (متفق) على (۲) عبارة، وبدرجة (متوسطة) على (۲) عبارة وتم ترتيب العبارات التي تقيس مستوى الشغف العام لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، ترتيبا تنازليا حسب قيم المتوسطات الحسابية على النحو التالي:
يوجد (۲) عبارة حصلت على درجة (متفق) وجاءت في الترتيب من الأول إلى الثاني من حيث مستوى الشغف العام لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة على النحو التالي:
العبارة رقم (١٤) وهي (أحب هذا النشاط جداً بمتوسط حسابي (٢,٦٥) ، العبارة رقم (١٦) وهي (أشعر أغلب الوقت برغبة شديدة في ممارسة نشاطي المفضل) بمتوسط حسابي (٢.٤٥).
يوجد (۲) عبارة حصلت على درجة (متوسط) وجاءت في الترتيب من الثالث إلى الرابع من حيث مستوى الشغف العام لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة على النحو التالي:
العبارة رقم (١٥) وهي (ممارسة نشاطي المفضل جزء لا يتجزأ من حياتي) بمتوسط حسابي (۲,۱۹) ، العبارة رقم (۱۳) وهي (أمضي الكثير من الوقت في ممارسة نشاطي المفضل) بمتوسط حسابي (٢٠١٦).
ان هذه النتائج تبين لنا مستويات الشغف لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، مما يمهد لفهم كثير من تصرفاتهم وسلوكياتهم واعطاء فكرة للتعامل معهم بالشكل المناسب خاصة لذوي الاختصاص كالموجه الطلابي.
عرض ومناقشة نتائج السؤال الثاني :
ما هو مستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة؟
للإجابة السؤال الثاني، تم استخدام كل من المتوسط الحسابي والانحراف المعياري والترتيب لكل عبارة من عبارات مقياس السعادة، وتم الحصول على النتائج التالية:
جدول (9) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمستوى السعادة
تشير النتائج الواردة في جدول (9) أن مستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، بصفة عامة هي بدرجة عالية) حيث أن المتوسط الحسابي العام يساوي (٢,٦٩) ، وبدرجة استجابة (متفق).
قيم المتوسطات الحسابية لمستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة تراوحت من (٢,٥٥) للعبارة رقم (٥) وهي (أستطيع القيام بالأنشطة المهمة بالنسبة لي بإتقان) إلى (۲,۸٤) للعبارة رقم (۱) وهي أعرف تماماً ما الهدف من وجودي في الحياة).
مستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، تم قياسها من خلال استجابات عينة الدراسة على (۸) عبارات، وكانت بدرجة (متفق) على جميع العبارات وتم ترتيب العبارات التي تقيس مستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، ترتيبا تنازليا حسب قيم المتوسطات الحسابية على النحو التالي:
المقياس المكون من (۸) عبارات قد حصلت جميعها على درجة (متفق) وتراوحت متوسطاتها الحسابية من (٢,٥٥) للعبارة رقم (٥) الى (٢,٨٤) للعبارة رقم (۱) وجاءت في الترتيب من الأول إلى الثامن من حيث مستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، على النحو التالي:
العبارة رقم (۱) وهي (أعرف تماماً ما الهدف من وجودي في الحياة.) بمتوسط حسابي (٢,٨٤)، العبارة رقم (۲) وهي (أستمتع بالتعاون مع الآخرين وبأن أساندهم اجتماعيا بمتوسط حسابي (۲,۷۳) ، العبارة رقم (۸) وهي (يحترمني الناس) بمتوسط حسابي (۲,۷۲)، العبارة رقم (٤) وهي (أساهم بفاعلية في إسعاد الآخرين) بمتوسط حسابي (۲,۷۱)، العبارة رقم (۷) وهي (أنا متفائل بمستقبلي) بمتوسط حسابي (۲,۷۰) العبارة رقم (٦) وهي أنا إنسان جيد، وحياتي جيدة.) بمتوسط حسابي (٢,٦٩) العبارة رقم (۳) وهي أندمج في أنشطتي اليومية وأستمتع بها بمتوسط حسابي (٢,٥٦) ، العبارة رقم (٥) وهي (أستطيع القيام بالأنشطة المهمة بالنسبة لي بإتقان بمتوسط حسابي (٢,٥٥).
عرض ومناقشة نتائج التساؤل الثالث :
هل هناك علاقة بين الشغف والسعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة ؟
للإجابة على التساؤل الثالث قام الباحث بحساب معامل ارتباط بيرسون بین مستوى الشغف ومستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة وكانت النتائج كالتالي:
جدول (10) معامل ارتباط بيرسون بين مستوى الشغف ومستوى السعادة (ن=١١٥٧)
المتغير الأول | المتغير الثاني | معامل الارتباط | الدلالة |
مستوى الشغف الانسجامي | السعادة | 0,32 | 0,001 |
مستوى الشغف القهري | -0,02 | 0,568 | |
مستوى الشغف العام | 0,17 | 0,001 |
تشير نتائج الجدول (10) إلى أن قيمة معامل ارتباط بيرسون بين مستوى الشغف الانسجامي ومستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، بلغ (٠،٣٢) وهي قيمة موجبة وذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (۰٫۰۰۱)، وهذا يعني أنه كلما زاد مستوى الشغف الانسجامي، كلما زاد مستوى السعادة، لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة.
قيمة معامل ارتباط بيرسون بين مستوى الشغف القهري ومستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة ، بلغ (- ۰٫۰۲) وهي قيمة سالبة وغير دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (٠,٠٥) ، وهذ يعني أنه كلما زاد مستوى الشغف القهري كلما نقص مستوى السعادة، لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، ولكن بدرجة منخفضة وغير دالة إحصائيا.
قيمة معامل ارتباط بيرسون بين مستوى الشغف العام ومستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، بلغ (۰۱۷) وهي قيمة موجبة وذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (۰,۰۰۱) ، وهذ يعني أنه كلما زاد مستوى الشغف العام، كلما زاد مستوى السعادة، لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة.
أشارت هذه النتائج الى الارتباط الايجابي بين الشغف الانسجامي والسعادة. والارتباط الايجابي بين الشغف القهري والتعاسة وهذه النتائج تتوافق مع نتائج الدراسات السابقة. فقد اكدت الدراسات بشكل عام على ان الشغف الانسجامي يسهم ايجابيا في الوصول إلى السعادة النفسية وكذلك في القيام بعملية الحماية ضد التعاسة النفسية. وان للشغف القهري اثرا ايجابيا في وجود التعاسة النفسية، وأن انعدام الشغف يؤدي الى انخفاض بسيط في السعادة النفسية. هذه النتائج ظهرت في دراسة
al (2005) Lyubomirsky et ودراسة (۲۰۰۷) Vallerand & Miquelon ودراسة (2008) Vallerand & Rousseau وايضا دراسة كل من ( Houlfort (2003& Vallerand وكذلك دراسة Philippe et al (2009)
عرض ومناقشة نتائج التساؤل الرابع :
هل هناك علاقة بين معدل الطالب التراكمي في المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة ومستوى الشغف؟
للإجابة على التساؤل الرابع، قام الباحث بحساب معامل ارتباط بيرسون بین المعدل التراكمي ومستوى الشعف لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، وكانت النتائج كالتالي:
جدول (11) معامل ارتباط بيرسون بين المعدل التراكمي ومستوى الشغف (ن = ١١٥٧)
المتغير الأول | المتغير الثاني | معامل الارتباط | الدلالة |
المعدل التراكمي | مستوى الشغف الانسجامي | 0,03 | 0,569 |
مستوى الشغف القهري | 0,09 | 0,077 | |
مستوى الشغف العام | 0,16 | 0,003 |
تشير نتائج الجدول (11) أن قيمة معامل ارتباط بيرسون بين المعدل التراكمي ومستوى الشغف الانسجامي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، بلغ (٠.٠٣) وهي قيمة موجبة وغير دالة إحصائية عند مستوى دلالة (٠.٠٥)، وهذا يعني أنه كلما زاد المعدل التراكمي، زاد مستوى الشغف الانسجامي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، ولكن بدرجة منخفضة وغير دالة إحصائيا.
قيمة معامل ارتباط بيرسون بين المعدل التراكمي ومستوى الشغف القهري لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، بلغ (۰.۰۹) وهي قيمة موجبة وغير دالة إحصائية عند مستوى دلالة (٠.٠٥) ، وهذا يعني أنه كلما زاد المعدل التراكمي، كلما زاد مستوى الشغف القهري لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، ولكن بدرجة منخفضة وغير دالة إحصائيا.
قيمة معامل ارتباط بيرسون بين المعدل التراكمي ومستوى الشغف العام لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، بلغ (٠,١٦) وهي قيمة موجبة ودالة إحصائية عند مستوى دلالة أقل من (۰.۰۵) ، وهذ يعني أنه كلما زاد المعدل التراكمي زاد مستوى الشغف العام لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة.
عرض ومناقشة نتائج التساؤل الخامس :
هل هناك علاقة بين معدل الطالب التراكمي في المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة ومستوى السعادة؟
للإجابة على التساؤل الخامس، قام الباحث بحساب معامل ارتباط بیرسون بین المعدل التراكمي ومستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، وكانت النتائج كالتالي:
جدول (12) معامل ارتباط بيرسون بين المعدل التراكمي ومستوى السعادة (ن = ١١٥٧)
المتغير الأول | المتغير الثاني | معامل الارتباط | الدلالة |
المعدل التراكمي | مستوى السعادة | 0,15 | 0,006 |
تشير نتائج الجدول (12) أن قيمة معامل ارتباط بيرسون بين المعدل التراكمي ومستوى السعادة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة، بلغ (٠,١٥) وهي قيمة موجبة ودالة إحصائية عند مستوى دلالة أقل من (۰.۰۵)، وهذ يعني أنه كلما زاد المعدل التراكمي، زاد مستوى السعادة، لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة.
ويرى الباحث أن ازدياد مستوى السعادة بسبب ازدياد المعدل التراكمي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة. قد يكون بسبب ما يحمله ارتفاع المعدل التراكمي من معان بالنسبة للطالب، فارتفاع المعدل التراكمي قد يشعر الطالب بتميزه وتقدير الآخرين له اضافة الى انه يفتح للطالب خيارات دراسية أو مهنية متنوعة وبالتالي تخفيف القلق بالنسبة للطالب فيما يتعلق بمستقبله المهني او التعليمي، وشعوره بنوع من الامان والاطمئنان كما ان ارتفاع المعدل التراكمي قد يحقق للطالب الالتحاق بالمجالات الدراسية او المهنية التي يرغبها مما يؤدي الى تحقق اهدافه وطموحاته وبالتالي تحقيق ذاته.
التوصيات :
حيث أن التوصيات تنبثق من النتائج، لذا يوصي الباحث بما يلي:
- حث وتدريب الطلاب على الارتقاء بمستوى الشغف الانسجامي فيما يتعلق بالعبارات التي حصلت على استجابة بدرجة متوسطة وهي (يتناسب نشاطي تماماً مع حياتي) – ينسجم نشاطي المفضل تماماً مع أنشطة حياتي الأخرى).
- حيث أشارت نتائج الشغف القهري إلى شعور الطلاب بالاستمتاع فقط عندما يمارسون نشاطهم المفضل، لذا يجب حث الطلاب على الاستمتاع بأنشطة مختلفة ومتنوعة.
- تنمية الشغف الانسجامي لأنه يرتبط بالسعادة ارتباط ذو دلالة إحصائية الاهتمام بتعليم الطلاب بما يرفع معدلاتهم التراكمية، لأن زيادة المعدل التراكمي لها ارتباط موجب ودال إحصائيا بمستوى السعادة
المقترحات :
- إجراء دراسة مشابهة تطبق على طالبات المرحلة الثانوية ومقارنة النتائج مع الدراسة الحالية.
- إجراء دراسة مشابهة تطبق على مراحل تعليمية أخرى ومقارنة النتائج مع الدراسة الحالية.
- إجراء دراسة مشابهة تطبق على مناطق أخرى بالمملكة ومقارنة النتائج مع الدراسة الحالية.
المراجع
أولاً : المراجع العربية:
إبراهيم، رشا (۲۰۱۰). المكونات العاملية للسعادة لدى طلبة وطالبات الجامعة. مجلة البحث العلمي في التربية، (١١)، ٢٤-٤٣
أبو حلاوة، محمد (۲۰۱۰) حالة التدفق المفهوم، الأبعاد، والقياس، المؤتمر الإقليمي السابع لقسم علم النفس علم النفس والطب النفسي معا من أجل حياة أفضل”، كلية الآداب، جامعة طنطا، ٤٢٨-٤٨١
جاد، عبد الله (۲۰۱۰) . بعض المتغيرات المعرفية والشخصية المساهمة في السعادة دراسة تربوية ونفسية. مجلة كلية التربية بالزقازيق، ٢(٦٦)، ١٦٣-١٩٧.
جودة، أمال وأبو جراد، حمدي. (۲۰۱۱)، التنبؤ بالسعادة في ضوء الأمل والتفاؤل لدى عينة من طلبة القدس المفتوحة. مجلة جامعة القدس المفتوحة، (٢٤)، ١٢٩-١٦٢.
جودة، أمال (۲۰۱۰). التفاؤل والأمل وعلاقتهما بالسعادة لدى عينة من المراهقين في محافظة غزة. المؤتمر الاقليمي الثاني لعلم النفس، ٦٣٩-٦٧١.
سلامة يونس، مرعي. (2015) علم النفس الإيجابي: مفهومه، تطوره، مجالاته التطبيقية ورؤية مستقبلية بالوطن العربي. مجلة الشرق الأوسط لعلم النفس الإيجابي، ١(١) ٤5-٥٩
سماوي، فادي (۲۰۱۳). السعادة وعلاقتها بالذكاء الانفعالي والتدين لدى طلبة جامعة العلوم الإسلامية العالمية. مجلة دراسات، ٤،(٢)، ٧٢٩-٧٤٧
المحروقي، عائشة. (۲۰۱۲). مصادر السعادة لدى عينة من طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية في ضوء بعض الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والأكاديمية بمدينة مكة المكرمة ]رسالة ماجستير منشورة، جامعة أم القرى[.
نومورا، يوشيكو (۲۰۰٤). التعليم التكاملي المستمر كصانع للمستقبل (حسن صرصور، مترجم). دار الفكر الإسلامي للنشر.
هريدي، عادل وفرج، طريف (۲۰۰۲). مصادر ومستويات السعادة المدركة في ضوء العوامل الخمسة الكبرى للشخصية والتدين وبعض المتغيرات الأخرى، علم النفس، ٧(٤)، ٤٦-٦١.
اليحفوفي، نجوى. (۲۰۰۹). السعادة وارتباطاتها لدى طلاب الجامعة اللبنانيين. دراسات عربية في علم النفس، ٥(٤) ۹٤٥-۹۷۲
ثانيا المراجع الأجنبية
Argyle, M. (2013). The psychology of happiness. Routledge.
Carbonneau, N., Vallerand, R. J., & Massicotte, S. (2010). Is the practice of yoga associated with positive outcomes? The role of passion. The Journal of Positive Psychology, 5(6), 452-465.
Furnham, A., & Cheng, H. (1999). Personality as predictor of mental health and happiness in the East and West. Personality and individual differences, 27(3), 395-403.
Gallagher, E. N., & Vella-Brodrick, D. A. (2008). Social support and emotional intelligence as predictors of subjective well-being. Personality and individual differences, 44(7), 1551-1561.
Garland, E., Fredrickson, B., Kring, A., Johnson, D., Meyer, P., & Penn, D. (2010). Upward spirals of positive emotions counter downward spirals of negativity: Insights from the broaden-and-build theory and affective neuroscience on the treatment of emotion dysfunctions and deficits in psychopathology. Clinical psychology review, 30(7), 849-864.
Hodgins, S, & Knee, R. (2002). The integrating self and conscious experience. Rochester. University of Rochester.
Impett, E. A., Daubenmier, J. J., & Hirschman, A. L. (2006). Minding the body: Yoga, embodiment, and well-being. Sexuality research & social policy, 3, 39-48.
Lafrenière, M., St-Louis, A., Vallerand, R., & Donahue, E. (2012). On the relation between performance and life satisfaction: The moderating role of passion. Self and Identity, 11(4), 516-530.
Lutz, A., Slagter, H. A., Dunne, J. D., & Davidson, R. J. (2008). Attention regulation and monitoring in meditation. Trends in cognitive sciences, 12(4), 163-169.
Lyubomirsky, S, King, L, & Diener, E. (2005). The benefits of frequent positive affect: Does happiness lead to success?. Psychological Bulletin, 131, 803-855.
Miller, D. Nickerson, A. Chafouleas, S. & Osborne, K. (2008). Authentically happy school psychologists: Application of positive psychology for enhancing professional satisfaction and fulfillment. Journal of Psychology in the school, 45(8), 679-692.
Myers, D. G., & Diener, E. (1995). Who is happy?. Psychological science, 6(1), 10-19.
Rayo, L & Gray, S. (2007) Evolutionary Efficiency and Happiness. Journal of political Economy, 115(2), 302-337.
Lafrenière, M., Jowett, S., Vallerand, R., & Carbonneau, N. (2011). Passion for coaching and the quality of the coach–athlete relationship: The mediating role of coaching behaviors. Psychology of Sport and Exercise, 12(2), 144-152.
Philippe, F. L., Vallerand, R. J., Richer, I., Vallieres, É., & Bergeron, J. (2009). Passion for driving and aggressive driving behavior: A look at their relationship. Journal of Applied Social Psychology, 39(12), 3020-3043.
Rousseau, F. L., & Vallerand, R. J. (2008). An examination of the relationship between passion and subjective well-being in older adults. The International Journal of Aging and Human Development, 66(3), 195-211.
Rousseau, F. Vallerand, R. Ratelle, C. Mageau, G. & Provencher, P. (2002). Passion and gambling: On the validation of the Gambling Passion Scale (GPS). Journal of Gambling Studies, 18, 45-66
Ryan, R, & Deci, E. (2003). On assimilating identities to the self: A self-determination theory perspective on internalization and integrity within cultures. Handbook of self and identity, 253-272.
Ryff, C. D., & Keyes, C. L. M. (1995). The structure of psychological well-being revisited. Journal of personality and social psychology, 69(4), 719.
Seligman, M. E. (2011). Flourish: A visionary new understanding of happiness and well-being. Simon and Schuster.
Siahpush, M., Spittal, M., & Singh, G. K. (2008). Happiness and life satisfaction prospectively predict self-rated health, physical health, and the presence of limiting, long-term health conditions. American Journal of Health Promotion, 23(1), 18-26.
Vallerand, R. (2010). On passion for life activities: The Dualistic Model of Passion. Advances in experimental social psychology, 42, 97-193.
Vallerand, R. J., & Miquelon, P. (2007). Passion for Sport in Athletes. Social psychology in sport, (18), 249-262.
Vallerand, R. Lafrenière, M. Philippe, F (2012). On harmonious and obsessive passion: A nomological network analysis. Manuscript in preparation.
Vallerand, R. Paquet, Y. Philippe, F. Charest, J. (2010). On the role of passion in burnout: A process model. Journal of Personality, 78, 289-312.
Veenhoven, R. (2000). Freedom and happiness: A comparative study in forty four nations in the early 1990s. In Diener and suh. Culture and subjective well-being. Massachusetts Institute Technology, 257-288.
Diener, E., & Diener, C. (2011). Monitoring psychosocial prosperity for social change. Positive psychology as social change, 53-71.
Rony, J. (1990). The passions. Presses universities.
Vallerand, R & Houlfort, N. (2003). Passion at Work: Toward a New Conceptualization. Information Age Publishing.
Philippe, F. L., Vallerand, R. J., Andrianarisoa, J., & Brunel, P. (2009). Passion in referees: Examining their affective and cognitive experiences in sport situations. Journal of Sport and Exercise Psychology, 31(1), 77-96.