السعدية دحان1
1 أستاذة التعليم العالي مساعد، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الجديدة، المغرب.
البريد الالكتروني: dehsaadia@gmail.com
HNSJ, 2023, 4(6); https://doi.org/10.53796/hnsj4620
تاريخ النشر: 01/06/2023م تاريخ القبول: 20/05/2023م
المستخلص
تبنت المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين خلال السنة الدراسية الحالية 2021-2022م تجربة تكوين جديدة تستهدف إدراج مجزوءة تحليل الممارسة المهنية بالتعليم الابتدائي في مجموعة من المواد (الرياضيات، العربية ، الفرنسية…)ومنها مادة الاجتماعيات، ووعياً منا بأهمية هذه المجزوءة في تطوير الكفاءة المهنية والقدرة على حل المشكلات وفهم أفضل لسيرورات الأساتذة المتدربين أثناء التكوين الأساس وأثناء الممارسة الفعلية، سنقدم نتائج الاستمارة التي وزعت على أطر الأكاديميات عند انتهاء التكوين بهذه المجزوءة، والتي أبانت عن صعوبات جمة في تحقيق الأهداف المسطرة من طرف الوزارة الوصية.
الكلمات المفتاحية: تحليل الممارسة، أطر الأكاديمية، مكون الاجتماعيات، التعليم الابتدائي.
Analysis of professional practice in the social unit in the elementary school between theorizing and the reality of practice: a case study
Saadia Dehhane1
1 Assistant Professor of Higher Education, Regional Center for New Professions of Education and Training, Morocco.
Email: dehsaadia@gmail.com
HNSJ, 2023, 4(6); https://doi.org/10.53796/hnsj4620
Published at 01/06/2023 Accepted at 20/05/2023
Abstract
During the current school year 2021-2022, the regional centers for the professions of education and training have adopted a new training experience aimed at including the segmented analysis of professional practice in primary education in a group of subjects (mathematics, Arabic, French…), including the subject of social studies, and we are aware of the importance of this segmentation in developing competence. Professionalism and the ability to solve problems and a better understanding of the processes of the trained professors during the basic formation and during actual practice.
Key Words: practice analysis, academic frameworks, social component, primary education.
- مقدمة:
تحضى وحدة الاجتماعيات بالسلك الابتدائي بأهمية خاصة، إذ المواد الثلاثة التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة لهم خصوصيات تتغير من مكون لآخر وتتقاطع مع عدة علوم كعلم النفس وعلم السياسة وعلم الاجتماع والاقتصاد والعلوم الحقة كالفيزياء والكيمياء والرياضيات، مما يطرح إشكالية الهوية وربط ذلك بحاجات التلاميذ من تزويدهم بمعلومات ومعارف تنتمي إلى حقل التخصص العلمي الذي اشتقت منه محتويات المادة الدراسية وتمكينه من الأدوات والوسائل المنهجية والمفاهيمية التي تؤهله لإعادة تنظيم المعلومات والأفكار المرتبطة بنفس الإطار التخصصي للمادة المدرسة.”(مصطفى لخصاضي،2001،ص:07).ولتحقيق ما سبق، يلزم على المدرس أن يكون ملما بالجانب الابستيمولوجي (المعرفة الأكاديمية) والجانب الديدكتيكي (المعرفة المدرسية) والجانب النفسي للمتعلم والجانب التواصلي بينه وبين المتعلمين وكيفية التوفيق بينهم وضبطهم واستحضارهم عند كل ممارسة فصلية.
لذا تأتي مرحلة تحليل الممارسة المهنية أثناء التكوين لتحقيق الأهداف التالية:
– جعل المتدربين في صلب التكوين؛
– إشراكهم من خلال تحليل ممارساتهم؛
– جعلهم يدركون أنشطتهم ومساعدتهم على فهم الصعوبات التي تتم مواجهتها وتلك التي تواجه المتعلمين ؛
– تكوينهم على حل مشاكلهم وعلى تطوير مواقفهم وممارساتهم التبصرية بهدف التجديد والابتكار؛
– جعل المدرسين يكتشفون بأن مهنة التعليم مهنة إنسانية مركبة مكونة من وضعيات نوعية تمكنهم من التكيف عن طريق فهم ممارستهم.” ( دليل المصاحبة، ص:101)
ولكي يصل المدرس لدرجة التأمل والتبصر في تحليل ممارسته، يستوجب التحلي بمواصفات أخرى تختلف عن سابقتها ومنها ما يلي :
- ” المدرس المثقف: المتمكن من المعارف الأكاديمية للمواد المدرسة والمعارف الديدكتيكية والبيداغوجية اللازمة للنقل الديدكتيكي،
- المدرس التقني: المتملك للتقنيات الضرورية لمباشرة مهامه،
- المدرس الحرفي: القادر على انجاز مهمة وإعادة إنتاج مختلف مكوناتها،
- المدرس الاجتماعي: المنخرط والفاعل في المشاريع الجماعية متشبع بثقافة روح الفريق،
- المدرس الإنسان: المنخرط في مشروع الإنماء المهني والتطوير الذاتي،
- المدرس المتواصل: القادر على تشبيك وتفريع وربط العلاقات والتواصل الايجابي.” Paquay Léopold et All.2001,p:14
وبالنظر لما سبق ونظرا لتعدد وتعقد مهام المدرس، يطلب منه” أن يكون قادرا على التعامل مع كل جديد، ومستعدا لقبول التغيير ومعاجلة المشاكل وتفهم الأوضاع المعيشة المتعددة الأبعاد، فالمفروض في المدرس المحترف القدرة على التعامل مع الأوضاع على تعقيدها وتحمل مسؤولياته كاملة والتصرف المتبصر بناء على منطق التحليل المهني.”(دليل التناوب المزدوج، ص:92)
- الإطار النظري: محتويات وحدة الاجتماعيات بالتعليم الابتدائي وتحليل الممارسة المهنية.
2-1مكون الاجتماعيات بالتعليم الابتدائي
تتضمن وحدة الاجتماعيات من ثلاث مكونات: التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة، ويبدأ تدريسها ابتداء من السنة الرابعة.
2-1-1 مكون التاريخ:
يستهدف منهاج التاريخ بالسلك الابتدائي”تنمية الذكاء الاجتماعي وحسه النقدي وتزويده بالأدوات المعرفية والمنهجية لإدراك أهمية الماضي في فهم الحاضر والتطلع الى المستقبل وتأهيله لحل المشاكل التي تواجهه” (منهاج التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة، ص : )، وهو ما تشير إليه الباحثة مونيك فلونو بأن التاريخ أساسي ” لتكوين الفكر النقدي”
.(Monique Flonneau,1996,p.4) أما من حيث الموضوع، فيهتم التاريخ بدراسة الماضي الإنساني والمادي عبر العصور من خلال التفاعل بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والديمغرافية قصد إعطاء معنى للحاضر وللمستقبل.
ويستعين المدرس في الدرس التاريخي بعدة وسائل للتعبير كالتعبير اللغوي والتعبير الكرافيكي والتعبير العددي ولكل منها طريقته الخاصة في التوظيف الصفي.
2-1-2 مكون الجغرافيا:
يروم مكون الجغرافيا بالسلك الابتدائي دراسة الواقع المعيش للفرد والجماعة بالتركيز على التفكير المجالي محليا ووطنيا وإقليميا وعالميا. وارتقت من مجرد وصف للظواهر الطبيعية والبشرية والإقليمية إلى مادة تكوينية تقوم على تحليل مكونات الظاهرة الجغرافية في أطار تركيبي ويقوم على ثلاث عمليات أساسية : الوصف والتفسير والتعميم، وتستهدف تنمية خبرة المتعلم منهجيا وفكريا ووجدانيا بالاستناد على مجموعة من الوسائل التعليمية والدعامات الديدكتيكية.
2-1-3 مكون التربية على المواطنة:
يسعى مكون التربية على المواطنة بالسلك الابتدائي تكوين مواطن واع بحقوقه وواجباته الفردية والجماعية في المجتمع ومسؤول عنها قصد تنمية ذاته حاليا ومستقبلا.لذا فهذا المكون يرتكز على الطرائق النشيطة والفعالة بجعل المتعلم منخرطا في تخطيط وتنفيذ وتقويم عدة مشاريع فردية وجماعية عبر ثلاث مراحل: مرحلة الاكتشاف، مرحلة رد الفعل، ومرحلة الفعل.
نخلص إلى أن المكونات الثلاثة تركزعلى مدخل الكفايات والتربية على القيم ومبادئ الترابط والتكامل والتداخل بين المادتين وبينهما وبين المواد المجاورة، وعلى العلاقة بين المدرس والمتعلم والخصوصيات الابتسمولوجية والمنهجية والديدكتيكية (النهج التاريخي والنهج الجغرافي) المميزة لكل مكون التي يلزم استحضارها في تحليل الممارسة المهنية.
2-2تحليل الممارسة المهنية في مكون الاجتماعيات:
2-2-1تقديم مجزوءة تحليل الممارسة:
تستهدف مجزوءة تحليل الممارسة في نهاية التكوين أن ” يكون المتدرب (ة) قادرا(ة) على تعبئة مجموعة من الموارد من أجل تدبير مكونات الاجتماعيات وتقويمها، وتحليل ممارساته المهنية وتعديلها.” ولتحقيق هذه الكفاية، يستلزم ما يلي:
– ” ضبط الأدبيات المتعلقة بالتخطيط والتدبير والتقويم والمرجعيات المؤطرة لها.
– تعبئة الموارد الخاصة بمكونات التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية بالسلك الابتدائي.
– التمكن من الحد الأدنى من تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
– الاطلاع على المبادئ الكبرى في علوم التربية والديدكتيك.
-الاطلاع على المذكرات المنظمة للمراقبة المستمرة، والإطار المرجعي المتعلق بالامتحان
الإشهادي الخاص بالاجتماعيات في السلك الابتدائي. “
أما فيما يخص تنظيم زمن المجزوءة، فيغلب عليها الأنشطة الممهنة بنسبة 70.58% ، والتأطير النظري نسبة 17.65% .واعتماد مختلف صيغ التكوين الممكنة من تكوين حضوري وتكوين عن بعد وتكوين بالتناوب وتكوين ذاتي مؤطر وتكوين ذاتي مفتوح وتكوين بالمصاحبة…
تنظيم زمن مجزوءة تحليل الممارسة
بالنسبة لمحاور مجزوءة تحليل الممارسة المهنية، فقد جاءت كالتالي في الجدول أسفله:
الجدول رقم – 1 – محاور ومضامين مجزوءة تحليل الممارسة المهنية
المحاور | المضامين | الغلاف الزمني |
المحور الأول:
التدبير الديدكتيكي والبيداغوجي لمكونات الاجتماعيات بالسلك الابتدائي. |
1 .تدبير الوضعيات التعليمية التعلمية:
– الوضعية التركيبية – الوضعية التقويمية 2 .تدبير السياقات المواكبة للفعل التعلمي من خلال التعليم المصغر، مع العمل على تسجيل الحصة. |
6س |
المحور الثاني:
التقويم والدعم في مكونات الاجتماعيات. |
1.تحليل أنشطة التقويم في مكونات الاجتماعيات بالسلك الابتدائي.
2. تأويل نتائج التقويم وتحليلها. 3. بناء استراتيجيات الدعم والمعالجة في مكونات الاجتماعيات بالسلك الابتدائي |
3س |
المحور الثالث:
الممارسات المهنية: تعريفها وأهدافها وأبعادها وأساليبها وخطواتها في مادة الاجتماعيات. |
1.الممارسات المهنية: تعريفها وأهدافها وأبعادها.
1.1 تعريف الممارسات المهنية. 1.2 أهداف تحليل الممارسات المهنية. 1.3 أبعاد الممارسات المهنية (نموذج درس الاجتماعيات): – البعد الديدكتيكي إلابستيمولوجي – البعد الشخصي العلائقي – البعد البيداغوجي التنظيمي. 2 .تحليل أساليب التدريس في الممارسات المهنية: – الأسلوب الالقائي – الأسلوب الاستفهامي – الأسلوب التحفيزي – الأسلوب الموجه – الأسلوب المجيز 3 .الخطوات التأسيسية لتحليل الممارسات المهنية في مكونات الاجتماعيات. – الملاحظة، شبكة تحليل الممارسات( طرح الإشكال – التحليل – التأطيرالنظري – تصور ممارسات جديدة) |
3س
3س 3س |
كما ضمنت الورقة التأطيرية للمجزوءة تعدد أنماط التنشيط من عروض تفاعلية، ورشات، أعمال مجموعات مصغرة موجهة وأعمال فردية وأنشطة تطبيقية …وفيما يخص الأدوات والحوامل ، فقد ركز التنظير للمجزوءة على اعتماد دروس مصورة،وضعيات دراسة حالة،شبكات التحليل،خطاطات، جداول، صور،عروض تقديمية…..مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار تمفصل محتويات المجزوءة مع مع باقي المجزوءات ومع فترات التداريب والإسهام في الأنشطة المندمجة….
بالنسبة لصيغ التقويم، ركزت المجزوءة على تقويم تشخيصي للمعارف الأولية ومستلزمات المجزوءة فضلا عن التقويم الذاتي والتقويم التكويني.
2-2-2 ملاحظات عامة حول مجزوءة تحليل الممارسة:
إن تحليل الممارسة المهنية ليس بالأمر الهين بالنسبة للمكون وللممارس معا، فالمكون أمامه مهمة شاقة تجمع بين النظري والتطبيقي وكيفية المزاوجة بينهما، وكيفية تدبير مختلف مراحل تحليل الممارسة المهنية وتفعيلها وأجرأتها مع جميع الأساتذة المتدربين، ومراقبة أعمالهم وتتبعها خصوصا وأن مراحل تحليل الممارسة متدرجة ومتكاملة وفق خمسة مراحل كبرى ولا يمكن إغفال أية مرحلة من هذه المراحل:
” 1) الملاحظة: من أجل وصف ما تم إدراكه؛
2) طرح الإشكال: من أجل تحديد الأمر الذي يطرح مشكلا يكون منطلقا للتحليل؛
3) التحليل: من أجل ربط جوانب الممارسة مع بعضها وخلق المعنى؛
4) التأطير النظري: من أجل الإحالة على معارف ونماذج التفسير والتصرف من أجل الفهم؛
5) تصور ممارسات جديدة: إعادة الاستثمار في العملية. إذ يتعلق الأمر بنهج تبصري يهم معنى الممارسة، التي بمجرد القيام بها يمكن أن تكون متبوعة بتقويم مبرر ومبني على حجج، وبتقويم-تعديلي، وبتقويم تكويني يمكن تمييزه عن التقويم- المراقبة.”
والأستاذ المتدرب أيضا يلزمه التسلح بعدة معرفية ومنهجية وديدكتيكية خاصة بمواد الاجتماعيات الثلاثة، وأيضا على دراية بتدبير الوضعيات التعليمية التعلمية (الاستكشافية والبنائية والإدماجية والتقويمية)، ومطلع على صيغ التقويم والدعم الخاص بالاجتماعيات في السنوات الثلاثة بالسلك الابتدائي وضابط للتوجيهات التربوية الخاصة بالمادة.
وبتصفح الورقة التأطيرية سجلنا مجموعة من الملاحظات، نوردها كما يلي:
-
- حذف التأطير النظري للمجزوءة وتغليب الأنشطة التطبيقية لإضفاء طابع المهننة عليها.
- غياب التدرج والترتيب المنطقي لمحاور المجزوءة، إذ المحور الثالث يلزم ريادته على باقي المحاور ويكون التكوين فيه بالمزاوجة بين التكوين الذاتي المؤطر والتكوين عن بعد ويتبعه المحور الأول ثم المحور الثاني.
- حذف العروض التفاعلية من أنماط التنشيط والتركيز على أعمال المجموعات المصغرة والأعمال الفردية والأنشطة التطبيقية تماشيا مع خصوصية المجزوءة.
- تقاطع المجزوءة مع مجزوءات أخرى كمجزوءة التدبير ومجزوءة التقويم ومجزوءة التخطيط ومجزوءة الإنتاج الديدكتيكي يستدعي استحضارها بقوة في الورقة التأطيرية.
- الرفع من الغلاف الزمني لأن 15 ساعة غير كافية لأجرأة كل مضامين المجزوءة وتحقيق الكفاية المستهدفة.
- الإطار التجريبي للدراسة:
3-1 مشكلة الدراسة:
أمام رهان تجريب مجزوءات جديدة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، نطرح تساؤلا عريضا حول مدى ملائمة محاور مجزوءة تحليل الممارسة المهنية مع واقع التجريب بمكون الاجتماعيات بالسلك الابتدائي؟ . وتتفرع عنه الأسئلة التالية:
- هل مجزوءة تحليل الممارسة نظريا تساهم في تطوير الكفايات المهنية وتحقق الأبعاد المختلفة في مكون الاجتماعيات بالسلك الإبتدائي؟
- ماهي الصعوبات التي واجهها الأساتذة المتدربون خلال أجرأة وتطبيق فعلي للمجزوءة أثناء التكوينّ؟
3-1-1 أهداف الدراسة :
تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:
- التعريف بتحليل الممارسة المهنية ومكون الاجتماعيات بالسلك الابتدائي.
- الوقوف على مختلف أبعاد تحليل الممارسة المهنية.
- التعرف على واقع تطبيق تحليل الممارسة المهنية بمكون الاجتماعيات لدى الأساتذة المتدربين.
- الوقوف على الصعوبات التي تحد من مهننة الفعل التعليمي وتحقيق الكفاية المستهدفة من المجزوءة
3-1-2 أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة في النقط التالية:
- تقييم تجربة وزارة التربية الوطنية و التعليم الاولي والرياضة لعدة تكوين المدرسين في مجزوءة تحليل الممارسة بمكون الاجتماعيات بالسلك الابتدائي.
- تقديم توصيات عامة تفيد متخذي القرار في إعادة النظر في محاور ومضامين مجزوءة تحليل الممارسة بمكون الاجتماعيات بالتعليم الابتدائي.
3-1-3 حدود الدراسة:
اقتصرت الدراسة على أربعة أفواج بسلك التعليم الابتدائي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة خلال السنة التكوينية الحالية 2021-2022م.
3-1-4التعريفات الإجرائية للدراسة:
- تحليل الممارسة المهنية:
إن تحليل الممارسة نهج تبصري متبوعا بتقويم مبرر ومبني على حجج وبتقويم تعديلي، وبتقويم تكويني، يمكن تمييزه عن التقويم والمراقبة.
وكما يعتبر :
- نهج نهائي لبناء مهنة، هوية مهنية مع تحليل تبصري.
- انه نهج جماعي، من الضروري تجميع حاملين جدد جنبا الى جنب من المدربين لتحليل ممارسة حامل جديد أمام مجموعة من الاقران. حيث يتم تحليل المجموعة أولا، ويتدخل المتدرب فقط في النهاية لأن المجموعة عبارة عن مجموعة مناقشة فقط.
- يرافق هذه الممارسة مكون (مكونون) واحد أو اثنان سيساعدون في التحليل والتبصر من خلال صياغة وجهات نظر بصيغة الجمع باستخدام عدة أدوات. يساعد المدرب في الصياغة أو طرح الاشكال أو النجاح (من المثير للاهتمام عند تحليل الممارسة حيث يمكنك بعد ذلك التساؤل عن سبب نجاحه.)لا ينبغي أن تسعى الى النمذجة ، فهي ليست مسألة تدريب في ممارسة معيارية.يرجى ملاحظة أن هذه ليست نصيحة ولكنها إرشادات في فهم ما يجري !
لذا فإن تحليل الممارسات هو نهج يستخدم المعرفة وأدوات التحليل.يتم تنفيذه بفضل الادوات المفاهيمية والمراجع النظرية التي تجعل من الممكن الوصف بالكلمات، والقراءة بشكل مختلف، وإعادة التأطير، وإضفاء الطابع الرسمي على ممارسة المدرس.لذلك هناك “معرفة كيفية تحليل” الممارسات والمواقف.(Christophe Escartin, 2002. P :4 )
ويرتبط تحليل الممارسة المهنية أيضار”بتطوير المسلك التبصري: إذ يتعلق الأمر بتعلم التفكير فيما نقوم به في وضعية واقعية لأجل فهم الممارسة المهنية، بحيث تَتوج عملية تحليل الممارسات بتعلم المهنة. ويبقى الهدف من وراء ذلك هو المساعدة على بناء الهوية المهنية ومن ثم تنزيل المهارات التربوية والتعليمية والعلائقية التي تقوم عليها المهنة، فتحليل الممارسات ليس مجموعة لتبادل أطراف الحديث، بل مجموعة للبناء المهني.”( عدة التناوب المزدوج،2019، ص: 93)
- وحدة الاجتماعيات: يقصد بها المكونات الثلاثة المعتمدة في التعليم بالسلك الابتدائي التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية، ويتم تعلمها من طرف التلاميذ من السنة الرابعة إلى السنة السادسة ابتدائي. وفي هذه السنة الأخيرة، يجتاز المتعلم امتحانا محليا واقليميا فيها يحتسب في المعدل كباقي الوحدات.
- السلك الابتدائي: مرحلة دراسية من مراحل التعليم العام، ويكون عادة من سن السادسة إلى سن الثانية عشر.
3-2 الطريقة والإجراءات:
3-2-1مجتمع وعينة الدراسة:
تشكل مجتمع الدراسة من الأساتذة المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة، والبالغ عددهم 300أستاذا وأستاذة متدربة خلال السنة التكوينية 2021-2022م، اخترنا من المجموع السابق 120متدربا ومتدربة بالسلك الابتدائي الذين تتراوح أعمارهم ما بين (23-30سنة).
3-2-2أداة الدراسة:
اعتمدنا في جمع البيانات حول الدراسة على الاستمارة التي تضمنت محورا أولا يفيد المعلومات الشخصية للمبحوثين، ومحورا ثانيا حول آراء الأساتذة المتدربين حول مختلف محاور مجزوءة تحليل الممارسة، ومحورا ثالثا حول الصعوبات التي واجهها الأساتذة المتدربون خلال أجرأة وتطبيق فعلي للمجزوءة أثناء التكوينّ.
-
- عرض النتائج ومناقشتها:
أ – معلومات عامة:
نستشف من خلال المبيان، أن نسبة كبيرة من العينة تمثلها الإناث ولا يمثل الذكور سوى نسبة 22% من مجموع العينة. وهذا شيء ايجابي لان الإناث يتعاملن مع الأطفال بطريقة أكثر ايجابية مقارنة مع الذكور.
- توزيع عينة الدراسة حسب الشواهد الجامعية:
نستخلص أن التخصص الغالب هو الإجازة حوالي 90% يليه الماستر ونسبة ضئيلة من الدكتوراه، بحكم شروط الولوج إلى مهنة التعليم تستوجب الحصول على الإجازة وبنتائج مشرفة عن طريق الانتقاء خلال الموسم الدراسي 2021-2022م.
الملاحظ من خلال المبيان، أن العدد الأوفر من عينة الدراسة ذوو التخصص اللغة العربية يليها اللغة الفرنسية والاقتصاد والفيزياء. أما التاريخ والجغرافيا، فيمثلان نسبة ضئيلة جدا مما يخلق مشكلا كبيرا في تحليل الممارسة المهنية بالنظر لخصوصيات المكونات الثلاثة لوحدة الاجتماعيات التي تستدعي المعرفة التاريخية والجغرافية والتربية المدنية القبلية، وكذلك ضبط الجوانب المنهجية من تحليل النصوص التاريخية والخرائط والمبيانات والجداول الاحصائية….
- آراء الأساتذة المتدربين حول مختلف محاور مجزوءة تحليل الممارسة:
الجدول رقم – 2 – : توزيع آراء الأساتذة حول محاور مجزوءة تحليل الممارسة
الآراء | نعم | % | لا | % |
|
22 | 18.33 | 98 | 81.66 |
|
||||
|
19 | 15.83 | 101 | 84.16 |
|
24 | 20 | 96 | 80 |
|
00 | — | 120 | 100 |
|
120 | 100 | 00 | – |
|
98 | 81.66 | 22 | 18.33 |
|
112 | 93.33 | 8 | 6.66 |
|
||||
|
118 | 98.33 | 2 | 1.66 |
|
||||
|
6 | 5 | 114 | 95 |
بالنسبة لآراء الأساتذة المتدربين حول محاور مجزوءة تحليل الممارسة، فقد أكد98% من مجموع آراء الأساتذة المتدربين على أن تدرج محاور المجزوءة غير مناسب، واقترحوا تعديلا يروم جعل المحور الثالث المتعلق بتحديد مفاهيم تحليل الممارسة والأبعاد (الديدكتيكية والبيداغوجية والتواصلية) ومراحل التحليل على مستوى التنظير هي المحور الأول، يليها المحور الأول حول تدبير الوضعيات الديدكتيكية ثم المحور الثاني فيما بعد حول التقويم والدعم. لذا فتمثل الأساتذة المتدربين يتماشى مع ما سبق تحديده في محور سابق. وأيضا تجاوز التأطير النظري، نترجمه بأن الأستاذ المتدرب خلال الأسدس الأول اطلع على نظريات التعلم ونظريات النمو النفسي للطفل والنظريات البيداغوجية والديدكتيك وتقنيات التواصل والتنشيط
أما بالنسبة لحذف محاور دون غيرها، فقد أجمعوا على إلغاء المحور الثالث داخل الممارسة التكوينية بالمركز لكن يتم إدراجه في إطار التكوين الذاتي والتكوين عن بعد، وهذا ما شكل تناقضا واضحا مع الجواب السابق. وبخصوص تقاطع المجزوءة مع مجزوءات أخرى خلال الأسدس الأول، فحوالي 112من مجموع 120مستجوبا، أكدوا على ذلك وأوردو تقاطعها مع مجزوءة دعم التكوين الأساس في الاجتماعيات ومجزوءة التخطيط والتدبير والتقويم ومجزوءة علوم التربية والديدكتيك. وخلال الأسدس الثاني، فقد أكد 98.33% من المستجوبين على تقاطعها مع مجزوءات كثيرة خصوصا المحور الثالث المتعلق بالتنظير للممارسة المهنية منها: مجزوءات تحليل الممارسة في اللغة العربية والفرنسية والرياضيات ومع مجزوءة الإنتاج الديدكتيكي حيث يتعذر تقديم درس في مكون من مكونات الاجتماعيات دون ضبط خطوات إنجاز جذاذة وإجراء التقويم والدعم.
بينما أجمع أغلب المستجوبين على عدم كفاية المدة الزمنية للمجزوءة لتحسين الأداء المهني والوصول إلى الممارسة التبصرية، لذا يلزم جعلها مجزوءة كباقي المجزوءات الأساسية بما يعادل 30ساعة عوض 15 سنة.
ج- توزيع آراء الأساتذة حول دور المكون في تفعيل محاور مجزوءة تحليل الممارسة بوحدة الاجتماعيات
الجدول رقم -3- توزيع آراء الأساتذة حول دور المكون في تفعيل محاور مجزوءة تحليل الممارسة بوحدة الاجتماعيات
الآراء | نعم | % | لا | % |
|
112 | 93.33 | 8 | 6.66 |
|
116 | 96.66 | 4 | 3.33 |
|
111 | 92.5 | 9 | 7.5 |
|
||||
|
118 | 98.33 | 2 | 1.66 |
|
116 | 96.66 | 4 | 3.33 |
|
118 | 98.33 | 2 | 1.66 |
|
120 | 100 | – | – |
|
120 | 100 | – | – |
|
120 | 100 | – | – |
|
||||
|
120 | 100 | – | – |
|
أظهرت نتائج الاستمارة حول دور المكون في الأنشطة التطبيقية لأجرأة محاور مجزوءة تحليل الممارسة على قيامه بالأدوار المنوطة به من إعطاء الفرصة للأساتذة المتدربين للتعبير عن الخطوات التي قطعوها لانجاز الدروس في المكونات الثلاثة من انجاز للجذاذات وتتبع ضبط كل مراحلها وتصحيح الثغرات وتعديلها اعتماد على المنصة الرقمية والعمل الورقي داخل الحصة التكوينية، وعرض التسجيل ثم السماح بتبادل الآراء فيما بينهم قصد إيجاد حلول للوضعيات الصعبة والمعقدة وطرح فرضيات وتصور ممارسات جديدة.
كما يقوم المكون بتسجيل الحصة باستعمال الهاتف المحمول في ظل غياب كاميرا خاصة بتسجيل الفعل الممارس، مما يصعب معه إمكانية تطويرا لممارسة المهنية. فضلا عن إجماع الفئة المستهدفة على تنويع الطرائق المستخدمة في تحليل الممارسة من طرائق ثنائية وجماعية وطرائق المناقشة الجماعية عبر مجموعات صغيرة.
ج – آراء الأساتذة المتدربين حول الصعوبات التي واجهتهم أثناء تفعيل محاور مجزوءة تحليل الممارسة في وحدة الاجتماعيات:
الجدول رقم -4- آراء الأساتذة المتدربين حول صعوبات تفعيل محاور مجزوءة تحليل الممارسة في وحدة الاجتماعيات.
الصعوبات | نعم | % | لا | % |
|
114 | 95 | 6 | 5 |
|
118 | 98.33 | 2 | 1.66 |
|
104 | 86.66 | 16 | 13.33 |
|
111 | 92.5 | 9 | 7.5 |
|
114 | 95 | 6 | 5 |
|
45 | 37.5 | 75 | 62.5 |
|
84 | 70 | 36 | 30 |
|
97 | 80.83 | 23 | 19.16 |
|
93 | 77.5 | 27 | 22.5 |
بالنظر لخصوصيات المكونات الثلاثة لوحدة الاجتماعيات، تتعدد صعوبات تفعيل وأجرأة تحليل الممارسة المهنية داخل مركز التكوين حيث أظهرت النتائج ما يلي:
- تأكيد أغلب المستجوبين على الصعوبات المعرفية فيما يخص تحقيق الكفايات المعرفية الخاصة بالمكونات الثلاثة (الأحداث التاريخية وإدراك الزمن التاريخي وتحديد المفاهيم والتوصل الى التعميم مثلا في مكون التاريخ…)
- تأكيد أغلب المستجوبين على الصعوبات المنهجية الخاصة بتوظيف النهج الجغرافي والنهج التاريخي.
- تأكيد أغلب المستجوبين على الصعوبات الديدكتيكية المرتبطة بصحة ودقة المفاهيم وبأجرأة أسئلة الحوار وبانتقاء المحتوى الملائم للكفايات وبكتابة النقط على السبورة بشكل مواز لبناء التعلمات واختيار الدعامات الديدكتيكية وملاءمتها وتوثيقها.
- تأكيد أغلب المستجوبين على الصعوبات التقنية المرتبطة بغياب كاميرا خاصة بتحليل الممارسة المهنية وباسترجاع التسجيل بالهاتف المحمول حيث يتطلب ذلك وقتا أطول غالبا ما يرجأ إلى الحصة الموالية.
- تأكيد أغلب المستجوبين على الصعوبات التواصلية المتعلقة بإشراك المتعلمين وتحفيزهم وتفعيل الحوار ومراعاة الفوارق الفردية ومراقبة انجازاتهم والقيام بالدعم الملائم.
فضلا عن صعوبات مرتبطة بضيق الوقت وعدم التوفر على البنيات التحتية الملائمة لتفعيل تحليل الممارسة وتحقيق المهننة مع تسجيل عدم إيجاد المستجوبين لصعوبات مرتبطة باستعمال بشبكة ملاحظة الفعل التربوي بينما مازالت هناك إشكالات مرتبطة بطرح الإشكال والتحليل وتصور ممارسات جديدة، مما يستدعي تكوينا عن بعد إذا تعذر التكوين الحضوري خلال العطل المدرسية خلال المرحلة الثانية من التدريب التي يتولى فيها الأستاذ المتدرب مهام التدريس بمقر تعيينه بمؤسسات التربية والتعليم العمومي بتحمله الكلي لمسؤولية القسم. فتعميق الممارسة يكون بممارسة فعلية ودائمة طيلة السنة التكوينية الثانية بتدعيم المصاحبة، وطرح الإشكالات بالاتصال المستمر بالمكون من خلال الاستفادة من مواكبة ميدانية وعن بعد.
فتحليل الممارسات باعتباره نهجا تبصريا يهم معنى الممارسة المنجزة من أجل تطوير التحليل التبصري لدى المتدربين، المطالبين من طرف الأستاذ المكون خلال السنتين التكوينيتين بـ:
– “جرد حصيلة محطات الأنشطة الميدانية والتداريب المنجزة؛
– إعداد وثيقة »مساري التكويني« ضمن الملف التراكمي المنظم انطلاقا من الآثار والملاحظات والتحليلات المستقاة خلال الأنشطة الميدانية والتداريب (صورة المهنة وصورتي داخل المهنة)؛ – إدراج تقارير عن الحصص التي تم تحليلها في » الملف التراكمي المنظم للتعلم المهني«؛
– تحرير الأسئلة التي تطرح بخصوص وضعية معينة معيشة، وطرحها على المكون من أجل تعميق آفاق جديدة للتدخل قصد تطويرها”.(دليل عدة التناوب المزدوج، ص: 102)
نخلص إلى أن مجزوءة تحليل الممارسة نظريا لا تساهم في تطوير الكفايات المهنية وتحقيق الأبعاد المختلفة في وحدة الاجتماعيات بالسلك الابتدائي مالم يتم تدعيمها بالتكوين المستمر والتكوين عن بعد خلال المرحلة الثانية من التكوين حيث يكوا امام وضعيات حقيقية وملموسة بغية تجاوز الصعوبات المعرفية والمنهجية والديدكتيكية والتواصلية خلال أجرأة الفعل التربوي.
خاتمة:
إن تدريس وحدة الاجتماعيات بمكوناتها الثلاثة عملية شاقة ومركبة بالسلك الابتدائي، وتكتسب بالتعلم والتكرار والمران، وبالتالي فتكوين الأساتذة المتدربين على تحليل الممارسة المهنية يبقى رهانا أساسيا للرقي بالوحدة من التلقين إلى استحداث طرائق فعالة وتنويعها قصد ممارسة تبصرية تستهدف تطوير كفاياته في تحليل مختلف الوضعيات المهنية، وإيجاد حلول للإشكالات المطروحة وتحسين الأداء المهني إما ذاتيا أو الاستعانة بمكون-مصاحب لمساعدته على الفهم واقتراح البدائل الممكنة لتطوير ممارسته.
وختاما ترتبط المهننة بالتكوين المعرفي والتربوي والعملي الدائم، الذي يستغرق المسار المهني بأكمله، بهدف إكساب الكفايات اللازمة لممارسة المهام التي تتطلبها المهن التربوية ( التدريس والتكوين والتأطير والتدبير والتوجيه)، بغاية الارتقاء بجدوى الأداء المهني ومردوديته، وهو أداء يقتضي المردودية الكافية لقيادة مختلف الوضعيات الخاصة بكل مهنة، والقدرة على التوظيف الناجع لمختلف الموارد المتاحة، وملاءمتها لهذه الوضعيات قصد تحقيق الأهداف المتوخاة من العملية التربوية في شموليتها وفي مقدمتها إنجاح التعلمات.
لائحة المراجع:
-Marquerite Altet sous la direction de Pascal Guibert : Manuel de science de l’éducation et de la formation.2019.
-Monique Flonneau,de la découverte du monde aux cycle II et III.Nathan,p.4
– Paquay Léopold et All : former les enseignants professionnels, quelles stratégies§ quelles compétences؟ «édition Boeck et lavier,3eme édition,.2001
– عدة التناوب المزدوج: التكوين الأساس والتكوين المستمر لفائدة المدرسات والمدرسين، الوحدة المركزية لتكوين الأطر . إصدارات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.2019
– منهاج الاجتماعيات بالسلك الابتدائي .منشورات وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة،18 نونبر 2021.
– المفيد في الاجتماعيات ، تأليف عبد العزيز حمداني، عبد الغني معروفي، محمد سويلا ، سيدي محمد عبد الصمد، منشورات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، دار الثقافة للنشر والتوزيع، السنة الخامسة ابتدائي