لمياء مشوري1، زكرياء عياد1، يوسف فورة1، أحمد أموش1
1 كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس الرباط، المغرب.
البريد الالكتروني: lamiaamachouri@yahoo.fr
HNSJ, 2023, 4(6); https://doi.org/10.53796/hnsj465
تاريخ النشر: 01/06/2023م تاريخ القبول: 15/05/2023م
المستخلص
تهدف هذه الدراسة إلى تشخيص وضعية المنظومة الفلاحية بجماعة آيت سدرات السهل الشرقية. واشتملت على مجالات رئيسية هي الزراعة والرعي والموارد المائية، من خلال القيام بزيارة ميدانية لمجال الدراسة وطرح مجموعة من التساؤلات على الفلاحين لمعرفة مدى تطور الورد العطري، وكذا المقارنة بين الاستغلاليات وضيعات زراعية نموذجية، ونوعية المواشي، وطرق السقي المعتمدة. دون أن ننسى مكامن الضعف والقوة بالجماعة، وذلك ما جعلنا نعتمد المقابلات والزيارات الميدانية. دون أن ننسى دور القطاع السياحي المساهم في تنمية الجماعة.
الكلمات المفتاحية: الورد العطري-المنظومة الفلاحية- السياحة
The status of the agricultural system in the commune of Ait Sedrat, the eastern Sahel
HNSJ, 2023, 4(6); https://doi.org/10.53796/hnsj465
Published at 01/06/2023 Accepted at 15/05/2023
Abstract
This study aims to diagnose the state of the agricultural system in the commune of Ait Sedrat, the eastern Sahel. It includes the main areas of agriculture, grazing and water resources, by conducting a field visit to the field of study and posing a set of questions to farmers to find out the extent of the development of aromatic roses, as well as a comparison between exploitations and typical agricultural lands, the quality of livestock, and the approved irrigation methods. Without forgetting the strengths and weaknesses of the municipality, this is what made us adopt interviews and field visits. Without forgetting the role of the tourism sector, which contributes to the development of the community.
Key Words: fragrant roses – agricultural system – tourism
مقدمة
تتميز الواحات المغربية بخبرة تاريخية في إعداد المجالات الزراعية، إذ يمكن اعتبار أحواض الجنوب الشرقي المغربي وواحة دادس تحديداً الكائنة بجماعة آيت سدرات السهل الشرقية موضوع هذا المقال بشكل خاص، مجالا نموذجياً لطرح ومعالجة مسألة القيمة المضافة للورد العطري، التي تقتضي دراسة وضعيتها الفلاحية. وبالإضافة إلى الدور الذي تلعبه هذه الواحة، حيث تشكل منظومة بيئية ترتكز في توازنها الإيكولوجي على عنصر الماء، الذي يعتبر الرابط الحقيقي والفعلي بين الإنسان والأرض بهذا المجال، إلا أنه أصبح يواجه إكراهات ترتبط بتزايد الطلب على مياه السقي، والتباين المسجل في حمولات واد دادس من موسم لأخر بفعل التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل كبير على هذا المجال الذي يطبعه الجفاف، مما ينعكس سلباً على الموارد المائية، وبالتالي التأثير على الوضع الاقتصادي للساكنة المحلية، دور القطاع السياحي بتنمية الجماعة.
- منهجية العمل
من أجل دراسة وتحليل وضعية المنظومة الفلاحية بجماعة آيت سدرات السهل الشرقية، وكذا دور القطاع السياحي في تنمية الجماعة، تم المزاوجة بين التحليل الكمي والكيفي، وذلك من خلال الإعتماد على العمل البيبليوغرافي، العمل الكرطوغرافي، بالإضافة إلى الدراسة السوسيو اقتصادية التي اعتمدنا فيها على إنجاز الاستمارة السوسيو اقتصادية وإجراء مقابلات مع الفلاحين، وأصحاب الفنادق.
- تحديد مجال الدراسة
من الناحية الجغرافية، يوجد مركز قلعة مكونة بين خطي عرض 31°30 و °31 شمال خط الاستواء، وبين خطي طول °6 و30°6 غرب خط غرينتش. وقد أحدثت بمرسوم رقم 1834-59-2 بتاريخ 02/12/1959، وبتغير المقومات الحياتية تم نقلها إلى جماعة حضرية بمرسوم رقم 468-92-2 بتاريخ 30 يونيو 1992. كما أنها تنتمي جزئيا ووضعيا لواد مكون، وتشكل جزءا من الشريط الواحي بالجنوب الشرقي للمغرب بين الأطلس الكبير غربا وجبل صاغرو (الأطلس الصغير) شرقا، وبشمال شرقي تودغى، وتمتد على مساحة تصل إلى 31 كلم مربع. يحده شمالا جماعة آيت اسيف، وجنوب شرقي جماعة آيت سدرات السهل الشرقية، وشرقا جماعة الخميس دادس، وغربا جماعة آيت سدرات السهل الغربية.
أما بخصوص الجماعة الترابية آيت سدرات السهل الشرقية، فقد أحدثت بمقتضى المرسوم رقم 1899. 59. 2 بتاريخ 02 دجنبر 1959، وكانت تسمى بجماعة آيت سدرات السهل، وقد ثم تقسيمها بمقتضى المرسوم 468. 92. 2 بتاريخ 30 يونيو 1992 إلى جماعتين، وتتوطن الجماعة جنوب الأطلس الكبير وشمال الأطلس الصغير “جبل صاغرو” على مساحة تبلع 40 كلم مربع، حيث تتوسط واحتي واد دادس مكون، الشيء الذي يجعلها تتميز بموقع استراتيجي، وبصفة عامة فهي تنتمي إلى جهة درعة تافيلالت. إقليم تنغير، دائرة بومالن دادس، قيادة سوق الخميس.
خريطة رقم 1: توطين جماعة آيت سدرات السهل الشرقية ومركز قلعة مكونة، حسب الإطار الوطني والجهوي والإقليمي
- تشخيص وضعية الاستغلاليات الرعوية والزراعية بجماعة آيت سدرات السهل الشرقية.
كانت أغلب الاستغلاليات الزراعية المحاذية لواد دادس المتواجدة بجماعة آيت سدرات السهل الشرقية منذ القدم عبارة عن مجالات خاصة بالسكن، لكن سرعان ما تغير وضعها مع مر العقود، لتصبح مجالات زراعية تضم منتوج الورد العطري النادر؛ الذي يتخذ شكل سياج يحمي ويصون المنتوجات المجالية المتواجدة بداخل الاستغلاليات الزراعية، التي تتم بطرق تقليدية، وتمثل نسبة 90.5 % من المساحة المخصصة لزراعة الورد العطري. وغير بعيد عن مجال الدراسة (بخارج الواحة) ثم خلق ضيعات نموذجية على شكل خطي (أشرطة)، وهي لمستثمرين مغاربة وأجانب تضم مساحات بالهكتارات (الضيعة الزراعية صوفي)، أو بجانب الواحة وسط القرية السياحية قصر قيصر. وحسب العينة المستجوبة فإننا وجدنا أن نسبة 93.8 % من الفلاحين يتوفرون على أراضي في ملكيتهم (موروثة)، ويقومون باستغلالها بشكل مباشر؛ وذلك عبر قيام أصحاب الاستغلاليات بالتعاقد مع فلاحين آخرين مقابل نسبة من المحصول الزراعي.
صورة رقم2.1: استغلالية زراعية بدوار آيت بوسعدن، وضيعة زراعية بقرب القرية السياحية قصر قيصر
بعد الزيارة الميدانية لمجال الدراسة، أمكننا الوقوف على ثلاث فئات من الفلاحين:
* فئة تزاول النشاط الفلاحي كعمل تكميلي إلى جانب مزاولتهم نشاط أخر، وأغلبهم يتوفر على (استغلاليات)، وهي موروثة أبا عن جد، ويصعب تحديد تاريخ معين لها.
أما بخصوص الفئة الثانية: فهي مرتبطة بمستثمرين في إنتاج الورد العطري، ومن بين المستثمرين بالمنطقة نجد السيد صوفي، الذي بدأ سنة 2007 بزراعة الورد العطري بمساحة تقدر ب هكتارين ليصل في سنة 2020 إلى 12 لهكتار، وهذا راجع للخبرة والتجربة التي يتمتع بها المستثمرين بالمجال، والإمكانيات التقنية المستعملة في غراسة الورد العطري.
وآخر فئة هي الفلاحين القدامى، الذين امتنعوا عن مزاولة هذا النشاط، وخاصة زراعة الورد العطري، والتوجه نحو بدائل أخرى كزراعة المنتوجات المجالية (التين، الزيتون، اللوز)، بسبب التغيرات السوسيو اقتصادية التي يعرفها مجال الدراسة، والبحث عن مدخول شهري يلبي الحاجيات اليومية للفلاح.
بصفة عامة نجد أن المنظومة الفلاحية والسكنية التي تزخر بها جماعة آيت سدرات السهل الشرقية ومركز قلعة مكونة، -خاصة إن نحن قارنا بين الفترة الزمنية الممتدة بين سنة 2010 و2020-، عرفت تغيرات ملموسة في طريقة الأنظمة الفلاحية والسكنية بالمجال، حيث يلاحظ نزوح أصحاب الاستغلاليات الزراعية إلى خارج الواحة، وبجانب الاستغلاليات الزراعية على طول واد دادس. أما إذا انتقينا المعطيات المستخلصة من البحث الميداني حول الجماعة موضوع دراستنا، فإننا سنجد أنه في غضون عشر سنوات، تراجعت المساحات الزراعية بما يقرب 140.37 متر مربع، وهذا راجع إلى هجرة أصحاب الاستغلاليات الزراعية.
خريطة رقم 3.2: وضعية المنظومة الفلاحية والسكنية بجماعة آيت سدرات السهل الشرقية ومركز قلعة مكونة سنة 2010 و2020
نخلص إذا أن الورد العطري يلعب دور كبيرا في تنمية المجال خاصة عند الفلاحين المستثمرين، الذين يضمون أراضي شاسعة، والتي من المفروض أنها عبارة عن أراضي مخصصة للسكن.
يلجأ الفلاح الدادسي للزراعات البديلة التي تساهم في الرفع من قدرته الشرائية، ودلك لأنها تضم مجالات زراعية شاسعة وتعتبر بمثابة مورد رئيسي له، حيث تحقق له الاكتفاء الذاتي من زراعة الحبوب، ونقصد بها (القمح والشعير)، وحسب العينة المستجوبة نجد أن نسبة 31.25 % من الفلاحين يعتمدون على زراعتها، وضمهم لمساحات مهمة على الرغم من محدودية إنتاجه، والذي لا يتجاوز متوسط مردوديتة في الهكتار الواحد، فنجد 80 قنطارا بالنسبة للقمح الصلب، و85 قنطارا للقمح الطري، و24 قنطارا للشعير، وهذه النسب خاصة بالجماعة ككل.
أما فيما يخص زراعة الشعير فإنها تحتل حيزاً مهما من المساحة المخصصة للحبوب، وذلك لملائمة إنتاجه للتربة، وقدرته على تحمل الجفاف، لكن على الرغم من ذلك فإن أغلبه يوجه للمواشي. وبخصوص المزروعات العلفية، فإنها تضم مساحات شاسعة لاعتماد عدد كبير من الفلاحين عليها، فحسب الفلاحين المستجوبين فإننا نجد أن نسبة 34.37 % منهم يعتمدون على زراعتها، لكن على الرغم من ذلك فإن مردوديتها تبقى متواضعة بمجال الدراسة، وذلك مرتبط بإكراهات الطبيعية (المناخ والتربة) ونوع الاستغلال، وكذا التقنيات المعتمدة للسقي.
وفيما يتعلق بالمغروسات الشجرية (المثمرة) ذات القيمة العالية، والتي تنتشر أغلبها إما بوسط الاستغلاليات أو بجانبها، وتضم مساحات مهمة، أبرزها شجر التين، اللوز، الزيتون، حيث إن نسبة 28.12% من الفلاحين يعتبرون هذه الأشجار من بين الأساسيات التي يعتمدون عليهما كزراعات معاشية والبعض منها تسويقية، ودلك على حسب الظروف المناخية التي يفرضها المجال. وبالموازاة مع ذلك نجد أشجار المشمش، الرمان. وللإشارة فالملاحظ أن شجيرات التين (الإسم المحلي تزارت)، تحتل مكانة مهمة عند الفلاحين، حيث وجدنا أن أغلب الاستغلاليات تقوم بزراعتها، إما على شكل سياج يحمي ويصون المنتوجات المجالية الأخرى. وإلى جانب المغروسات الشجرية نجد الخضروات والفواكه، فأغلبها متواجد بشكل كبير في الحدائق المنزلية وتخصص فقط للاستهلاك الذاتي.
صورة رقم 3. 4: أشجار التين بدوار آيت بوسعدن
يوجد كذلك بجانب واد دادس أشجار غير مثمرة تضم القصب، والصفصاف (الإسم المحلي: تزغت) الذي يلعب دور حاجز لحماية الاستغلاليات الزراعية من الفيضانات الفجائية، وحماية ضفاف الواد من الانجراف، كما أنها توظف في تسقيف بعض البيوت التقليدية.
نخلص إذا إلى أن جل هذه المنتوجات المجالية تلعب دوراً رئيسياً في تزويد الفلاحين بمنتوجات تكميلية تساهم في تحسين المستوى المعيشي، والرفع من القدرة الشرائية لهم. مع العلم أن المجال أصبح يعرف عالميا بإنتاج الورد العطري مما ينتج عنه تغييب الاهتماه بالمنتوجات المجالية، ولذلك أصبح من الضروري رد الاعتبار لهذه المنتوجات والالتفات لها، وعرضها كمنتوجات تساهم في الإقلاع الاقتصادي، والتعريف بها للدول الأخرى، وترويجها بأثمنة مناسبة.
خلال الزيارة الميدانية قمنا باستجواب الفلاحين حول عدد ونوع المواشي التي يتوفرون عليها، حيث إن الحصة الأكبر تعود لتربية الأغنام التي تمثل نسبة 86.06%، وهي تضم (صنف الدمان أو الصردي). مقارنة بالماعز التي تصل نسبتها إلى 9.40%، على الرغم من أنها لا تتحمل التقيد داخل الحضيرة، لأن ذلك يؤثر على نموها ومردوديتها. وتأتي في المرتبة الأخيرة تربية الأبقار بنسبة 4.54%، والسبب في ذلك راجع إلى حاجتها للأعلاف (الفصة أو البرسيم)، التي تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه، لأنها تنبت ست مرات في السنة، لتعطينا كمية من الحليب، لكن ونظراً لغياب تعاونيات تهتم بذلك يبقى من الصعب تأقلم الفلاحين مع تربية هدا الصنف من المواشي.
صورة رقم 6.5 : حظيرة ماعز محاطة بمواد بناء تقليدية (الطين). حظيرة بدوار تاوريرت
أماي ما يخص تدبير الموارد المائية، فإن المجال الواحي يتمتع بخبرة تاريخية من خلال صون المنظومة البيئية الواحية والاهتمام بها، ومن بين أهم الأودية الرئيسية التي تدخل مجال دراستنا نجد واد دادس الموسمي الذي ينبع من الأطلس الكبير الشرقي في منطقة تدغى شمال شرق آيت أحديدو، تحت اسم “آسيف ندادس أفلا “، ثم ينحدر في اتجاه الجنوب الغربي ليقطع هضبة “إمدغاسن”، تم يلتقي بواد مكون جنوب قلعة مكونة في منطقة إمزرا بعلقمت. إلا أنه يعاني من نقص المياه من سنة لأخرى، خصوصا في فترات الجاف، كما أن صبيب الواد يعرف تدبدبا، وأن فصل الخريف يتزامن مع نزول تساقطات مطرية وثلجية، وذوبانها في فصل الربيع.
بعد الزيارة لدوار آيت أودينار تبين أن المجرى المائي جاف في الفترة ما بين سنة 2018 و2019، مما أدى إلى تراجع بعض المحاصيل الزراعية، حيث قامت الساكنة بالبحث عن حلول للاستفادة من الموارد المائية، وذلك بتشييد سدود مبنية بالأكياس والأحجار، (صورة رقم 7) بالرغم من أنها قابلة للانجراف، وذلك بغية تحويل مياه مجرى الواد نحو السواقي، وهي تقنية ستساهم في التحكم في المياه السطحية، وهدفها الأساسي هو تزويد الاستغلاليات الزراعية بالماء بطرق عقلانية ومنتظمة.
صورة رقم 7: طريقة تشييد السد بدوار آيت بوسعدن
وبالموازاة نجد أن الساكنة تعمل على التنقيب عن المياه الجوفية كمصدر ثانوي لسد الخصاص المائي من خلال حفر الآبار وتجهيز السواقي (الاسم المحلي تركا) إما بطرق تقليدية أو عصرية، والتي تلعب دورا مهما في تزويد المحاصيل الزراعية بالماء عبر قناة تعبر بجانب الاستغلاليات بالغمر رغم أن أغلب الساكنة يفضلون السقي بالتنقيط. للمنتوجات المجالية، والورد العطري. وهذا يبين لنا مدى عبقرية الإنسان الدادسي في بناء سواقي تساهم في التزويد بالمياه والمحافظة عليها. وهناك اختلاف في قرب المياه الجوفية ما بين كل دوار على حدة، حيث يتراوح عمق البئر ما بين 25 إلى 200 متر ما عدا دوار –تمسكلت- الذي يصل عمق الآبار بها إلى 12 متر، وهذا راجع للقرب من الواد والفرشة المائية الباطنية.
- دور القطاع السياحي في التنمية بالجماعة.
يعرف القطاع السياحي بمجال الدراسة أهمية كبيرة وذلك راجع لموقعها الجغرافي، ومجالاتها الزراعية الموالية لواد دادس ما جعلها تعرف إقبالا كبيرا للسياح والزوار سواء الداخليين أو الأجانب، بالإضافة إلى كونها تضم مهرجانا دوليا، والذي يعتبر رائدا رئيسيا للسياحة بالمجال في تلك الفترة، بسبب الإقبال على اقتناء المنتوجات المستخلصة للورد العطري، ما يؤدي إلى حدوث رواج تجاري لأصحاب المحلات التجارية سواء المتواجدين بالجماعة أو بمركز قلعة مكونة. وبالموازاة مع ذلك فإن للجماعة فندقين مصنفين للاستقبال بمعدات أساسية مميزة، حسب العينات المدروسة وهما (فندق منظر صاغرو بدوار تازاخت، وفندق القرية السياحية قصر قيصر).
صورة رقم 8: فندق منظر صاغرو بدوار تازاخت
خلال المعاينة الميدانية قمنا بإجراء مقابلة مع مسؤول على فندق منظر صاغرو بدوار تازاخت، واستفسرناه حول عدد ليالي المبيت التي يستغرقها السياح والزوار بالفندق، فأكد لنا بأن الفندق يشهد إقبالا موسمياً، خاصة في شهر ماي الذي ينظم فيه المهرجان الدولي للورد العطري، وإن هذه الفترة بالضبط تشهد إقبالا كبيرا للسياح، مع استفادة التعاونيات من عرض منتوجاتها، بيد أن هذه السنة مع الظرفية الوبائية شهدت تراجعا، مما أدى إلى ركوض في قطاع السياحة سواء الداخلية أو الخارجية. ومن بين الدول الأكثر إقبالا فرنسا، انجيلترا، البرازيل، استراليا، وألمانيا، بقضاء تقريبا ثلاثة أيام، لأن الفندق بمثابة معبر نحو مضايق تودغى. وبالنسبة للخدمات التي يتم عرضها بالفندق فهي تقدم للسياح المنتوجات المستخلصة من نبتة الورد العطري، التي تعد صورة إشهارية وتساهم بالتعريف بالجماعة. ومن بين الإكراهات التي تعيق تطور القطاع السياحي والفلاحي بالجماعة تهم الوسطاء الذين يقومون بحجز فندق آخر، دور الضيافة أو منزل للسياح، وهذا يؤدي إلى تضرر الفنادق التي لا تتعامل مع هؤلاء الوسطاء مثل جلب السياح إلى دار الطالب، مع العلم أن الفندق مجهز بالوسائل التي تضمن راحة السائح، ويرى صاحب الفندق أن الحلول الملائمة للنهوض بالقطاع السياحي بالجماعة هي تنمية المجال الفلاحي والاهتمام به خاصة الورد العطري الذي يجب أن يجرد بكونه إشهار للمجال فقط، و إعادة رد الاعتبار للقصبات وترميمها وإعادة هيكلتها من جديد، ووضع لوحات تشويرية بجنبات الطرق التي ستساهم في توجيه السائح أو الزائر حين قيامه بزيارة للجماعة.
خاتمة
نخلص إذا أن وضعية المنظومة الفلاحية حسب العينات المدروسة بالجماعة قد شهدت في السنوات الأخيرة تغيرات ملموسة، وذلك بالمقارنة ما بين الاستغلاليات والضيعات الزراعية والانعكاسات البيئية، البشرية، والاقتصادية، دون أن ننسى الدور الذي يلعبه القطاع السياحي بالمجال، حيث أصبح في الآونة الأخيرة يشهد تطورا ملموسا، لأن الجماعة تضم مناظر طبيعية خلابة تجدب السياح والزوار من جميع أقطاب العالم.
اعتماد نموذج SWOT
نقط القوة | نقط الضعف |
|
|
الفرص | المخاطر |
|
|
البيبلوغرافيا
- آيت بو ع ع 2013: “مناطق الواحات بين واقع الهشاشة ورهان التنمية الموارد الترابية “حالة جماعة قلعة مكونة،” بحث لنيل شهادة دبلوم الماستر متخصص في الجهوية ومشروع التنمية الترابية المستدامة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس -فاس، جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس.
- أوباعسٌن ي 2013: “تثمٌن الموارد الترابٌية بواحة دادس ” الورود ” نموذجا ودور الفاعلين في بناء مشروع استراتيجي للتنمية القطاع”، بحت لنٌيل شهادة الماستر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، جامعة ابن زهر.
- المحداد ح 1999: “الماء بحوض سوس، إسهام في دراسة نظام مائي مغربي جنوب أطلسي “بحث لنيل شهادة الدكتوراه الدولة في الآدب، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، جامعة محمد الخامس أكدال.
- مقال أعفير م، وأقديم إ 2005″ السياحة والتنمية المستدامة من خلال إشكالية الماء في المجال الواحي: واحة دادس نموذجا (ورزازات) ضمن كتاب دينامية المجالات الفلاحية بالمغرب منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط سلسلة ندوات ومناظرات رقم 121.
- أغفير م، بوبرية ع، صابري أب، عقاوي غ. 2020 “إشكالية تثمين الموارد الترابية بالسفوح الجنوبية للأطلس الكبير الأوسط سلسلة الورد نموذجا”. مجلة شعبة التاريخ والجغرافيا العدد السابع. جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، كلية متعددة التخصصات تازة.
- مقال صابري أب. أعفير م. بن تيري ن.2019 “إشكالية تدبير الموارد المائية بالمجال الواحي حالة دادس الأوسط”، اشغال ندوة الحكامة الترابية رافعة أساسية للتنمية. جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، كلية متعددة التخصصات تازة.
- دليل الممارسات الجيدة في مجال إنتاج وتثمين ورد العطور في دادس. أنجزت هذه الدراسة من طرف مكتب الدراسات Optim conseil، في إطار الصفقة عدد OR /OZ/2011 المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات من طرف السادة: أبودرار عبد الله، البنوري حميد، لبيب محمد، بوعزاوي يوسف. مارس 2012.
- القانون رقم 112.12 المتعلق بالتعاونيات. الجريدة الرسمية عدد 6318 بتاريخ 25 صفر 1437 (18 ديسمبر 2014) الصفحة 4281.
- Ben Salem A. 2013 : VULNÉRABILITÉ ET ADAPTATION AUX CHANGEMENTS CLIMATIQUES DANS LES OASIS DE LA RÉGION DE TAFILALET- MAROC. Thèse de docteur a Faculté des Sciences SEMLALIA – MARRAKECH, UNIVERSITÉ CADI AYYAD.
- Amzil L. Mahdane M 2013. Systèmes d’irrigation traditionnels Cas d’Ida ou Tanane (Agadir) et de Todgha (Tinghir). Patrimoine culturel matériel dans la Région Souss Massa Daraa, Publications de l’Institut Royal de la Culture Amazighe, Centre des Etudes Historiques et Environnementales Série Colloques séminaires n 35.
- Michon G, Berriane M, Aderghal M, Landel P-A, Medina L, Ghiotti S 2017. Construction d’une destination touristique d’arrière-pays : La « Vallée des roses » (Maroc) Volume 5.
- ROYAUME DU MAROC. MINISTERE DE L’AGRICULTURE ET DE LA PECHE MARITIME. OFFICE NATIONAL DU CONSEIL AGRICOLE. DIRECTION REGIONALE DRAA TAFILALETEEX-CMV 614 KELAA MGOUNA. EXAMEN D’APTITUDE PROFESSIONNELLE POUR L’ACCES AU GRADE DE TECHNICIEN DEUXIEME GRADE. ROSE A PARFUM : BASSE PRODUCTION ET PERSPECTIVES D’ACCROITRE LA PRODUCTIVITE Elaboré par : EL Mustapha MOUNTASSER. Session : Octobre 2017.
- RAPPORT FINAL DU VOYAGE D’ÉTUDE AU MAROC 2017 : Développement du tourisme rural et valorisation des produits de terroir : la Rose de Mgouna Dadès. ATELIER PROFESSIONNEL MASTER 2 ETUDE DU DÉVELOPPEMENT.
- Rapport final, Diagnostic technico économique et de valorisation de la culture de la Rose à parfums, dans la vallée. Cette étude est réalisée par le bureau d’étude OPTOM CONSEIL dans le cadre du marché N°38/2011/OR/OZ, de l’ORMVA Ouarzazate par les consultants : ABOUDRARE Abdellah, EL BENNOURY Hamid, LABIB Mohamed, BOUAZZAOUI Youssef. Mars 2012.