حمـــاية البيئة في الشـــريعة الإســـلامية والقـــانون اللــيبــي

عبدالمطـــلب عبدالله هــــويــدي

1 أستاذ متعاون بقسم القانون كلية الشريعة والقانون الجامعة الأسمرية الإسلامية، ليبيا.

بريد الكتروني: bdallhhwybdalmtlb@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(8); https://doi.org/10.53796/hnsj4822

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/08/2023م تاريخ القبول: 21/07/2023م

المستخلص

هدفت هذه الدراسة الى إظهار الدور المشرف للشريعة الإسلامية في الحفاظ على البيئة ورعايتها، وإبراز النصوص الشرعية التي تزخر بها شريعتنا في هذا الجانب، وكذلك القواعد الفقهية الداعية إلى حماية البيئة، وبيان دور المشرع الليبي في الحفاظ على البيئة ، وذلك من خلال سرد بعض النصوص القانونية في القانون الليبي الخاصة بهذا الشأن. اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي وخلصت الدراسة الى ان الشريعة الإسلامية قد اولت اهتماما وعناية كبيرة بالبيئة. كما خلصت الدراسة أن فكرة حماية البيئة تقوم على أسس إيمانية، فالمحافظة على البيئة هو عمل يقرب إلى الله ، كما أن إفساد البيئة هو إثم يعاقب الله عليه . كما وجدت الدراسة ان المشرع الليبي قد اعتنى بحماية البيئة وأقر عقوبات زاجرة لمواجهة المفسدين لها .

مقدمة

سعت كل الأديان السماوية والقوانين الوضعية إلى حماية البيئة ، كل وفق الأساسيات والآليات والمعطيات والمتغيرات التي تراها تلك الأديان والقوانين أولى من غيرها في الحفاظ على البيئة ، والتي بدورها تختلف من ديانة إلى أخرى ومن قانون إلى آخر .

ولما كانت الشريعة الإسلامية رسالة عالمية إلى كل الشعوب ، اقتضت الحال لاستمرار عالميتها وجود قواعد عامة وأخرى خاصة ، يمكننا من خلالها استنباط أحكام تدخل في مجال حماية البيئة وتلك القواعد في غالبيتها مجملة ولكنها ذات أبعاد بيئية ، كما أن التشريعات الوضعية نظمت نصوص متفرقة وقوانين خاصة بحماية البيئة ، من خلالها دراستها يمكننا القول بأن هذه القوانين أولت عناية واضحة بالحفاظ على البيئة .

أهمية البحث :

من هذا المنطلق تبرز أهمية حماية البيئة ، حيث أنها الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه الإنسان ، ولا غنى له عن المكونات الأساسية لها – الماء والهواء والتربة – التي تنبثق منها سائر مظاهر الحياة ، ولهذه الاعتبارات وغيرها فإن الإنسان مطالب بالحفاظ على هذه البيئة ومكوناتها ، ونقتصر في هذا البحث على الإجابة على التساؤلات المطروحة في إشكاليات البحث ، بحيث لا نخرج عن حدود الإجابة عنها ، محاولين توضيح بعض النصوص في الشريعة الإسلامية المتعلقة بحماية البيئة وكذلك نصوص القانون الليبي بها الشأن .

منهج البحث :

اعتمدنا في هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي ، وذلك من خلال عرض النصوص الخاصة بحماية البيئة ، ومحاولة التعمق فيها ، وتحليلها وتوضيح أبعادها وجزئياتها .

إشكالية البحث :

يحاول هذا البحث الإجابة عن سؤال رئيسي وهو ما هو الدور الذي لعبته الشريعة الإسلامية والقانون الليبي في حماية البيئة ويتفرع عن هذا السؤال التساؤلات الآتية :

ـ ما هو مفهوم البيئة وما هي عناصرها ؟

ـ ما هو الدور الذي لعبته الشريعة الإسلامية في حماية البيئة ؟ وما هي النصوص التي أولت اهتماما بحمايتها ؟

ـ ما هو موقف المشرع الليبي من حماية البيئة ؟

أهداف البحث :

ـ إظهار الدور المشرف للشريعة الإسلامية في الحفاظ على البيئة ورعايتها ، وإبراز النصوص الشرعية التي تزخر بها شريعتنا في هذا الجانب ، وكذلك القواعد الفقهية الداعية إلى حماية البيئة .

ـ بيان دور المشرع الليبي في الحفاظ على البيئة ، وذلك من خلال سرد بعض النصوص القانونية في القانون الليبي الخاصة بهذا الشأن .

خطة البحث :

المبحث الأول : مفهوم حماية البيئة في الشريعة الإسلامية والقانون

المطلب الأول : تعريف البيئة ومكانتها في الشريعة والقانون .

المطلب الثاني : خصائص حماية البيئة في الشريعة والقانون .

المبحث الثاني : حماية البيئة في نصوص الشريعة والقانون

المطلب الأول : حماية البيئة في القرآن الكريم

المطلب الثاني : حماية البيئة في السنة النبوية والقواعد الفقهية والنصوص القانونية

المبحث الأول : مفهوم حماية البيئة في الشريعة الإسلامية والقانون

جاءت رعاية البيئة في الشريعة الإسلامية بصورة شاملة لجميع عناصرها وفق منهج محدد القواعد والمبادئ تضمن التفاعل السليم بين الإنسان المستخلف وبيئته التي ائتمنه الله عليها ، وأمام هذا الاهتمام المتزايد على الصعيد الدولي والوطني نتساءل عن المكانة التي تحتلها البيئة في التصور الإسلامي ، كما أن موضوع حماية البيئة حاز على اهتمام العديد من العلوم مثل العلوم الطبيعية كعلم الكيمياء والنبات والأحياء والفيزياء والطب وغيرها وبذلك يختلف مفهوم البيئة باختلاف النظرة إليه من ناحية الطبيب أو العالم أو الزراعي أو القانوني أو الإسلامية[1].

ولمَا كان المبحث الأول يتكلم عن مفهوم حماية البيئة في الشريعة الإسلامية رأينا أن نقسمه إلى مطلبين نتكلم في المطلب الأول عن تعريف البيئة لغة واصطلاحاً وتوضيح عناصرها وبيان مكانتها ، ونخصص المطلب الثاني لبيان خصائص حماية البيئة في الشريعة الإسلامية والتحدث عن وسائل حمايتها وذلك عن النحو التالي :

المطلب الأول : تعريف البيئة ومكانتها في الشريعة الإسلامية

نتكلم أولا عن تعريف البيئة لغة واصطلاحا وبيان عناصرها ثم نتكلم ثانيا عن مكانة البيئة في الإسلام على النحو الآتي :

أولاً : تعريف البيئة لغة واصطلاحاً وبيان عناصرها

ـ المفهوم اللغوي للبيئة

يرجع الأصل اللغوي لكلمة البيئة في اللغة العربية إلى الجزر ( بوأ ) والذي أخذ منه الفعل الماضي ( باء ) كما يقال تبوّأ أي حل ونزل وأقام ، والاسم من هذا الفعل هو البيئة ، فاستباءه أي اتخذه مباءة[2] بمعنى نزل وحل به ، كما درج في علم اللغة العربية على استعمال ألفاظ البيئة والمباءاة والمنزل كمرادفات ويعبر بكلمة البيئة أيضاً عن الحالة ، حالة التبوّء وهيئته وهي الاسم من البوء ، فيقال باءت بيئة سوء ، أي بحال سوء ، ويقال باء بالفشل[3] .

ويقال عن البيئة أيضاً المحيط ، فنقول ( الإنسان ابن بيئته ) والبيئة الاجتماعية بمعنى الحالة ، ومنه يقال ( وإنه لحسن البيئة )[4] .

وفي القرآن الكريم قوله تعالى ( والذين تبوّءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم )[5] أي الذين أٌقاموا أو توطنوا بالمدينة المنورة قبل هجرة الرسول الكريم .

البيئة في اللغة العربية : قوله باء إلى الشيء ( يبوء بوءاً ) أي رجع وبوّأ بتضعيف الواو أي سدد ومنه قولهم ( بوأ الرمح نحوه ) أي سدده نحوه وقابله به ، ( تبوأ ) أي نزل وأقام تقول ( تبوّء فلان بيتاً ) أي اتخذ منزلاً وذلك إذا نظر إلى أسهل ما يراه وأفضله لمبيته فاتخذه منزلاً[6] .

وقد ورد في القرآن الكريم ( أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً )[7] .

وهذا المعنى اللغوي للبيئة يصادفنا في الكثير من الآيات القرآنية ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى ( وبوّأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً )[8]وقوله ( وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت )[9].

وتتشابه المعاجم اللغوية في تحديد المفهوم اللغوي للبيئة ، وقد اتفقت معظم هذه المعاجم على أن البيئة قد تعبر عن المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي ، وقد تعبر عن الحالة التي عليها ذلك الكائن ومن هذا المنطلق نتعرف على تعريف البيئة في اللغة الإنجليزية والفرنسية[10] .

ويسمي علم البيئة بالإنجليزية (Ecology) ، وبالفرنسية (Ecology) وأصل هادين المصطلحين إغريقي من (Oikos) أي المنزل ومن Logos)) أي العلم ومن هذا تكون مصطلح علم البيئة المتداول الآن[11].

وذهبت الموسوعة الفلسفية والنفسية إلى وضع مرادفات لجميع الألفاظ اللغوية في معظم لغات الـــــعالم كمفردات ( البيئة ) والتي تترادف بين كلمات الوسط – المحيط – المكان – الظروف المحيطة – الحالات المؤثرة ، وذلك في كل من اللغة الألمانية والإيطالية والفرنسية[12].

ـ المفهوم الاصطلاحي للبيئة

أفرد العلماء علماً مستقلاً للبيئة مهمته دراسة علاقات النباتات والحيوانات والناس فيما بينهم من جانب ، وما يحيط بهذه الكائنات من جانب آخر ، ويسمى بعلم البيئة ، ومن الوجهة العلمية فأننا نجد أن علماء البيئة وعلماء الطبيعة والفيزياء والكيمياء وعلماء المياه والري والزراعة ـ العلوم الطبيعية ككل ـ يذهبون إلى وضع مصطلح علمي محدد لمفهوم البيئة على أنه ” مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها “[13].

ويقصد بالنظام البيئي هو ” أيّة مساحة من الطبيعة وما تحويه من كائنات حية ومواد غير حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولّده من تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية ” ،وقد استخدم علماء المسلمين كلمة ” البيئة ” استخداماً اصطلاحاً منذ القرن الثالث الهجري ، وربما كان ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد ، وهو أٌدم من نجد عنده المعنى الاصطلاحي للكلمة في كتاب ” الحجانة ” للإشارة إلي الوسط الطبيعي والجغرافي والمكاني والإحيائي الذي يعيش فيه الكائن الحي[14].

وقد عرّفها المشرع الليبي في القانون رقم (7) لسنة 1982م بأنها ” البيئة الطبيعية أو المحيط الذي يعيش فيه الإنسان وجميع الكائنات الحية التي تتمثل في الهواء والتربة والماء ، وذلك لأنها تتكون من عناصر الطبيعة وغيرها فلا يقتصر مفهومها على الوسط البيئي البيولوجي “*.

1ـ عناصر البيئة

تتكون البيئة من عنصرين رئيسين يتفاعلان معاً تأثيراً وتأثراً عنصر طبيعي وعنصر صناعي ، العنصر الطبيعي قوامه كل ما أجده الله سبحانه في الطبيعة من موارد وثروات تكل في مجملها المقومات اللازمة للحياة ولاستمرارها من ماء وهواء وغابات وأراض وخلافه ، وهذه العناصر لم تتدخل إرادة الإنسان في صنعها بل أن وجودها تسابق على وجود الإنسان ، وعنصر صناعي قوامه مجموعة الأشياء التي استحدثها الإنسان عبر الزمن من نظم وأدوات وإنشاءات ومعدات وخلافه ، وسخرها للسيطرة على مكونات العنصر الطبيعي والتأثير فيها للاستفادة منها في سد حاجاته وتلبية متطلباته[15] .

ومن هذا يتضح أن مكونات البيئة متعددة ومتنوعة كالآتي :

2ـ الهواء الجوي

يعتبر الهواء الجوي أثمن عنصر من عناصر البيئة ، فهو سر الحياة ، أو روح الحياة ، كما كان يسمى في الحضارات الإنسانية القديمة ، لا نستطيع الكائنات الحية وخاصة الإنسان أن تستغني عنه للحظات معدودة ، ويمثل الهواء بيئة الغلاف الجوي المحيط بالأرض ، ويسمى علمياً بالغاف الغازي لأنه يتكون من غازات تعتبر من مقومات الحياة للكائنات الحية كغاز النيتروجين والأكسجين ، ولهذا فإن أيّة تغيرات تطرأ على المكونات الطبيعية للهواء الجوي تؤدي إلى تأثيرات سلبية على هذه الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات[16].

3ـ المياه العذبة

المياه العذبة هي عصب الحياة لكل الكائنات الحية ، وبالتالي فهي من العناصر البيئة الهامة والضرورية ، وتتمثل المياه العذبة 3% من الحجم الكلي لمياه الأرض .

وهذه النسبة ، على الرغم من ضآلتها ، فإنها تواجه إشكالات لا حصر لها ، تتمثل في التدهور المضطرد في نوعيتها وفي صلاحيتها للوفاء بالاستخدامات المقصودة منها بسبب التلوث الناشئ عن الأنشطة البشرية المختلفة وعن الانقلاب الصناعي الهائل وعن الانفجار السكاني وغير ذلك من الأسباب التي أدت إلى تلويت المياه وجعلها غير صالحة تماماً للاستخدامات اللازمة للحياة [17].

4ـ البيئة البحرية

تلعب البحار والمحيطات دوراً هاماً في حياة الإنسان ، فهي تغطي أكثر من70% من سطح الأرض ، وبالتالي فهي تسهم بنصيب وافر للمحافظة على التوازن البيولوجي للكرة الأرضية ، يضاف إلى ذلك أن البحار والمحيطات تتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة للإنسان ، فهي مصدر لغدائه ، ومصدر للطاقة ومورد للمياه العذبة ومصدر للعديد من الثروات المعدنية والنباتية المختلفة وسبيل للنقل والمواصلات ومجالاً للترفيه والسياحية [18].

5ـ التربة

هي الطبقة الهشة التي تغطي صخور القشرة الأرضية ، وتتكون من مزيج معقد من المواد المعدنية والمواد العضوية والماء والهواء والتربة مورد طبيعي متجدد من موارد البيئة وهي أحد المتطلبات الأساسية اللازمة للحياة على الأرض ، تعادل في أهميتها الهواء والماء بل إنها العنصر الأكثر حيوية وأساس الدورة العضوية التي تجعل الحياة ممكنة ، بيد أن التربة مثلها مثل أي عنصر بيئي آخر معرض للتأثيرات التي هي من صنع الإنسان[19] ، كما أدت الزيادة السكانية السريعة في العالم ، وما واكب ذلك من الحاجة إلى المزيد من الغذاء والطاقة ، إلى الإسراف الشديد في استخدام الأرض استخداماً مكثفاً وإلى الإفراط الهائل في استعمال كل ما من شأنه زيادة الإنتاج الغذائي من أسمدة كيميائية ومبيدات حشرية وخلافه ، وقد نتج عن ذلك إجهاد التربة واستنزافها بكمية أدّت إلى تدهورها وأخرت تقدمها على التجدد التلقائي وأخلّت بالتوازن الدقيق القائم بين عناصرها[20].

ثانياً : مكانة البيئة في الإسلام

للبيئة مكانة مرموقة في تعاليم الإسلام وتوجيهاته ، ويمكننا تبيين مكانة البيئة في الإسلام من خلال الآتي :

1ـ البعد العقدي للبيئة

حيث تحظى البيئة بمكانة عالية ورعاية متوالية في رحاب العقيدة الإسلامية التي تربط الدنيا بالآخرة ، وتجعل من الجزاء الأخروي ثمرة من ثمرات العمل الدنيوي كما تجعل من أنشطة حماية البيئة ورعايتها عملاً تعبدياً فيه صلاح البلاد ورضا العباد [21]، وفي هذا السياق يقول الله تعــــــــالى ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين )[22] ويقول عليه السلام ” الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء من الإيمان )[23].

2ـ كثرة النصوص المتعلقة بالبيئة في القرآن والسنة

حيث يجد المتتبع لآيات القرآن الكريم وأحاديثه عليه السلام مقدار ما حظيت به البيئة من اهتمام ، بل إنه ليعجب بكثرة النصوص الداعية إلى رعاية البيئة ، والنصوص المحذرة من الإساءة إليها أو التسبب فــي إفسادها ، مما يدل على عظم أجر وثواب رعاية البيئة وحمايتها[24]، كما جاء في حديثة عليه السلام ” مرّ رجل بغصن شجرة علي ظهر طريق فقال : والله لأنحين هذا عن المسلمين ليؤذينهم فدخل الجنة “[25] وكذلك يدل على عظم وزر وذنب وجرم التعدي على البيئة ومكوناتها كما جاء في حديثه عليه السلام ” اتقوا اللَعانين قالوا : وما اللَعانان يا رسول الله ؟ قال : الذي يتخلَى في طريق الناس أو في ظلهم “[26].

وكان من أوائل ما قرره الإسلام : أن الله تعالى خلق البيئة نقية ، سليمة ، نافعة ، جميلة ، تسر الناظرين ، قال الله تعالى ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج)[27] ، والبهيج : الشيء الجميل الذي يدخل البهجة والسعادة والسرور إلى من نظر إليه[28].

حيث تشير الآيات إلى أن الله تعالى خلق الفضاء ، والأرض والبحار ، والأشجار وغيرها من مظاهر البيئة وعناصرها ، سليمة نقية طيبة نافعة للإنسان ، بل إن هذه الآيات أضفت على هذه المذكورات بعداً جمالياً وذوقياً ، لتنبه الإنسان على ضرورة مراعاة هذا الخلق النقي الجميل ، والحرص على استمراره ، والمحافظة عليه وأن يتصف بالإيجابية والتفاؤل والحرص على الإنجاز ، كما نصت آيات آخري كثيرة على تعدد نعم الله البيئية على الإنسان ، وكلها في حقيقتها تكريم من الله تعالى وتسخير لمخلوقاته الكونية ، من ماء ، وهواء وحيوان ونبات وجماد للإنسان [29].

فمن هذه الآيات ندرك مكانة البيئة في الإسلام ، وأن الله تعالى منح الإنسان الموارد الكونية والبيئة النافعة له ، فسيرها له للانتفاع بها في أغراض شتي ، وجعل هذه الأغراض المادية سبيلاً من سبل الإعانة على الحياة ، وهدفا من الأهداف الكلية للوصول لمعرفة الله تعالى ، والمتمثلة في الألوهية الكاملة له عز وجل [30].

وكذلك كثرت الأحاديث النبوية الداعية إلى رعاية البيئة والعناية بها ، من ذلك قوله عليه السلام ” عرضت عليّ أعمال أمّتي ، حسنُها وسيّئُها ، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق ووجدت في مساوئ أعمالها النّخاعة تكون في المسجد لا تدفن”[31]، ففيه إشارة وتنبيه للأفراد أن يحافظوا على نظافة البيئة والأماكن العامة وطرقات الناس ومرافقهم .

وقوله عليه السلام : ” لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه “[32]وقوله عليه السلام ” ما من مسلم يغرس غرساً أو يوزع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة “[33]، وقوله ” إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيله ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها “[34]، وقد اتضح أن القرآن يسلك طريقين في الحفاظ على البيئة هما :-

الأول : تكفّل الله تعالى بحفظ النوع والسلالة لجميع المخلوقات : وقد بدأ حفظ النوع والسلالة مع الطوفان في عهد سيدنا نوح عليه السلام ويستمر هذا الحفظ إلى أن يرث الله الأرض وما عليها بإذنه .

الثاني : الضوابط العديدة التي وضعها القرآن للإنسان في التصرف بمكونات البيئة ، فنهاه عن الإفساد في الأرض ، وإهلاك الحرث والنسل فقال سبحانه ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد )[35] ونهاه عن الإسراف ودعاه إلى التوسط والاعتدال في كــــــل أحواله فلا إفراط ولا تفريط [36].

وكذلك ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تلفت النظر إلى الاهتمام بأمر البيئة ، سواء غــرس الأشجار والزرع ، كما في قوله عليه السلام وقد ذكرناه أنفا “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيله ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها “[37].

وقوله : “وما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل من طير أو إنســــان أو بهيمة إلا كان لــــه به صدقة “[38]، وكذلك حماية الحيوانات وحسن معاملتها ، فقد نهى عليه السلام ، عن صبر البهائم وقتلها وذبحها لغير منفعة أو مأكلة ، وصبر البهائم أن تحسن وهي حية لتقتل بالرمي ونحوه[39] ،إلى جانب حث المسلم على الاهتمام بالحفاظ على موارد المياه من التلوث ، والتنبيه إلى خطر انتقال الجراثيم عن طريق آنية الأكل والشرب ، كما في قوله عليه السلام ” طهروا إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مــرات أولهن بالتراب “[40]، وقال “غطوا الإناء وأوكوا السقاء ، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء” [41].

وقد تجاوزت رعاية الإسلام للبيئة الظروف والأحوال العامة إلى ظروف الحرب وأحوالها ، حيث نجد وصاياه عليه السلام وخلفائه من بعده للجيوش عند توجهها للقتال والحرب بحماية البيئة ومكوناتها كما جاء في وصية أبي بكر ليزيد بن أبي سفيان ” ولا تعقرنّ شاة ولا بعيراً إلا لمأكلة ولا تحرقنّ نخلا ولا تغرقنّه ولا تفرقنه ولا تغلل ولا تجبن “[42] وهكذا تتضح مكانة البيئة في الإسلام ، وحرصه على رعايتها وصيانتها ، ودعوته إلى حسن استثمارها والانتفاع بها[43].

المطلب الثاني : خصائص حماية البيئة في الشريعة الإسلامية

أولا : نصوص عامة

جاءت الشريعة الإسلامية بنصوص عامة تتحدث عن الإفساد والظلم ومن خلال هذه النصوص يمكننا أن نقوم بعملية إسقاط وقياس من شأنها أن تستوعب حماية البيئة ، فالإفساد يشمل أن يكون على كل جوانب الحياة بما فيها عناصر البيئة ، بل يمكن القول أن موضوع حماية البيئة من الموضوعات التي تؤكد هذه المزية للشريعة الإسلامية ، فهذه الحماية من حيث المبدأ والغاية لها أصولها الثابتة في النصوص الشرعية ، ومن حيث الوسائل والفروع ،”فإن الشريعة الإسلامية لها القدرة الفائقة على استيعاب مستجدات هذا الموضوع ، لتضع لها حلولاً مناسبة تتفق وظروف العصر ، ولا شك من أن مرونة الشريعة الإسلامية على النحو المتقدم تؤكد صلاحيتها لكل زمان ومكان ، ومرونتها لتستوعب مستجدات العصر ، وتحقيق مصالح المجتمع بشكل أفضل ، فالشريعة الإسلامية جاءت بأًصولها وفروعها وقواعدها الفقهية ومقاصدها الشرعية بمنهج شامل يتضمن رعاية البيئة “[44].

ثانيا : تنوع وسائل الحماية

تميزت الشريعة الإسلامية من حيث وسائل حماية البيئة بتنوع وسائلها التي من خلالها يمكن الحد من فساد البيئة ، فالمتأمل في نصوص الشريعة من القرآن والسنة يجدها قد تنوعت في وسائلها لحماية البيئة ، فقد سلكت الشريعة مسلك التوجيه أحياناً وأحياناً آخري سلكت مسلك العقاب[45].

1ـ وسائل توجيهية

تتأكد أهمية حماية البيئة في الإسلام بوسائلها التوجيهية من خلال كثرة النصوص المتعلقة بالبيئة في القرآن والسنة ، فالمتتبع لآيات القرآن الكريم وأحاديث النبي يلحظ مقدار ما حظيت به البيئة من اهتمام بالغ في الحث على المحافظة عليها ، وحرمة الاعتداء على مكوناتها والإفساد فيها ويمكننا القول بأن فكرة حماية البيئة بالوسائل التوجيهية تتبين من خلال ربط الشريعة الإسلامية بين حماية البيئة وبين العقيدة الإسلامية ، واستنادها والقيام بها والحفاظ عليها وعلى سائر مكوناتها [46]، ومن خلال كثرة النصوص الآمرة بالمحافظة عليها في القرآن والسنة والتي سنعرضها في المبحث الثاني ، ويكمن إرجاع هذه التوجيهات من الوسائل الي طريقتين للحفاظ على البيئة .

أولاً : الضوابط العديدة التي وضعها القرآن على تصرف الإنسان في مكونات البيئة حيث نهاه عن الفساد في الأرض ، وإهلاكه الحرث والنسل ، كما نهاه عن الإسراف ودعاه إلى التوسط والاعتدال في كل أحواله فلا إفراط ولا تفريط .

ثانياً : عرض البعد الجمالي والمشرف للبيئة وحث الإنسان على ضرورة مراعاة هذا الخلق النقي الجميل ، والحرص على استمراره وتنميته والمحافظة عليه ، وكذلك تكفل الله تعالى بحفظ النوع والسلامة بجميع المخلوقات ، وجميع ما على ظهر الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها [47].

على هذا نجد أن الشريعة الإسلامية زخرت بالنصوص التوجيهية والآمرة بحماية الطبيعة ورعايتها والمحافظة عليها من العبث والنهي عن الإضرار بها[48]،ومن مجموع النصوص الواردة في موضوع حماية البيئة يمكن استنباط ملامح المنهج التوجيهي الذي رسمته الشريعة الإسلامية :

ـ نشر الوعي لدى الفرد والمجتمع بأهمية البيئة والمحافظة عليها .

ـ الدعوى للانتفاع من موارد البيئة ، والحث على تنميتها وتطويرها واستثمارها.

ـ الدعوى إلى المحافظة على التوازن البيئي .

ـ التأكيد على التوسط والاعتدال واستعمال واستغلال موارد البيئة وعدم إهدارها والإسراف فيها .

ـ التحذير والترهيب من الإضرار بمقومات البيئة وعناصرها المختلفة[49].

2ـ وسائل عقابية

فكلما أسلفنا سابقاً ، فالشريعة الإسلامية شريعة مرنة ومتنوعة وصالحة لكل زمان ومكان وذلك بما لها من قواعد تستوعب كل المجالات ، فهي تضع قواعد عامة يمكن من خلالها أن نستنتج قواعد خاصة لأمور معينة ، ومن هذا المنطلق فيحق للجهة المخولة بحماية البيئة في الدولة أو لولي الأمر من باب السياسة والشريعة أن يصدر عقوبات تضمن حماية البيئة ، والعقاب في الإسلام مقرر لمصلحة الجماعة نتيجة العصيان أمر الشارع ففرض عقوبة على عصيان أمر الشارع يرمي إلى تحقيق المنفعة ودرء المفسدة ، والمنفعة تتحقق بتأديب الفاعل على فعله ، ودرء المفسدة يحصل بمنع الكافة والفاعل بعد تأديبه[50].

ويمكن استنباط بعض الأحكام من بعض النصوص التي تدعوا إلى تحريم العبث بالبيئة وتحرم ما هو ضار ويسبب الإفساد .

قال تعال ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )[51]، وقال تعالى أيضاً ( فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم )[52] ، وقوله تعالى أيضاً ( فاحكم بينهم بما أنزل الله )[53].

ولقد اهتم المشرع الليبي في قوانينه الوضيعة بالبيئة وخصص قانوناً خاصاً بها ، كون أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للقوانين في ليبيا ، ومن أمثلتها القانون رقم (7) لسنة 1982م الذي ألغى بالقانون رقم (15) لسنة 2003م بشأن حماية البيئة .

المبحث الثاني : حماية البيئة في نصوص الشريعة الإسلامية

بعد أن بينا وأوضحنا في المبحث الأول الجانب الوصفي لحماية البيئة في الشريعة الإسلامية نقوم في هذا المبحث بتفصيل الجانب الموضوعي لحماية البيئة في الإسلام وذلك يتناول النصوص القرآنية التي تعنى بحماية البيئة بشكل عام أو خاص وأراء العلماء في ذلك في المطلب الأول ، ونبين في المطلب الثاني حماية البيئة في السنة النبوية والقواعد الفقهية .

المطلب الأول : حماية البيئة في القرآن الكريم

نتطرق في هذا المطلب أولاً إلى عرض النصوص القرآنية ، وذلك من خلال بيان الآيات العامة والخاصة التي يمكن من خلالها أن نصل إلى نتائج من شأنها أن تدفع بنا إلى حماية البيئة بجميع مفاهيمها ، كما نتطرق إلى آراء العلماء والفقهاء في هذا الجانب.

أولاً : عرض النصوص القرآنية

ـ الاستخلاف

قولـــــــــه تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )[54] ، وقوله من يفسد فيها معناها بالمعاصي ، والمعاصي يدخل فيها إفساد الأرض وزينتها وجمالها [55].

ـ التسخير

قوله تعالى ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )[56].

قال تعالى ( ألم تر أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) [57].

قال تعالى ( وسخر لــــكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)[58].

قـــــــــال تعالى ( وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )[59].

قال تعالى ( الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار )[60].

قال تعالى ( لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ويقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين )[61].

قال تعالى ( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب )[62].

قال تعالى ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون )[63] ، فيخبر الله تعالي في هذه الآيات عن فضله علي عباده وإحسانه إليهم بتسخيره لكل شيء ، وهذا شامل لأجرام السماوات والأرض وما أودع الله فيهما من الشمس والقمر والكواكب وأنواع السيارات وأنواع الحيوانات وأصنافها والأشجار وأجناس المعادن وغير ذلك مما هو معد لمصالح بني ادم ومصالح ما هو من ضرورياتهم[64].

ـ الإعمار

قوله تعالى ( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إني ربي قريب مجيب )[65] ، وقوله تعالي واستعمركم فيها أي جعلكم تعمرونها بالسكن فيها والعيش عليها ، إذا فاستغفروه ولا تشركوا في عبادته أحدا[66].

ـ سلوك الناس السلبي ، مادياً وروحياً ، يؤدي إلى الكوارث الطبيعية

قوله تعالى ( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء )[67]، أي يرسلها نقمة ينتقم بها مما يشاء[68]، ( فيرسل عليكم قاصفا من الريح )[69] ، أي يقصف الصواري ويغرق المراكب قال ابن عباس وغيره : القاصف ريح البحار التي تكسر المراكب وتغرقها [70]

وفي قصة نوح عليه السلام ربط واضح بين الطوفان والكفر : ( حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل )[71] ، وفار التنور أي وجه الأرض أي صارت الأرض عيونا تفور، حتى فار الماء من التنانير التي هي مكان النار[72] .

ـ الإعجاز العلمي في آية واحدة ( ظهر الفساد في البر )

القرآن الكريم هو كتاب المعجزات ، ففيه معجزات إلهية لا تُحصى ، فقد تحدث القرآن الكريم في آية من آياته عن فساد الأرض ، يقول الله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )[73].

فقد تضمنت هذه الآية الكريمة إشارة إلى النتائج الثلاثة التي اتفق عليها العلماء اليوم هي :

1ـ قوله تعالي : ( ظهر الفساد في البر والبحر ) ، أي بأن النقص في الزرع والثمار بسبب المعاصي وقال أبو العالية من عصى الله في الأرض فقد افسد في الأرض ، لان صلاح الأرض والسماء بطاعة الله [74].

2ـ قوله تعالى ( بما كسبت أيدي الناس ) ، أي فساد معيشتهم ونقصها وحلول الآفات بها وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك ، وذلك بسبب ما قدمت أيديهم من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها [75].

3ـ قوله تعالى ( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) ، أي يبتليهم بنقص الأموال والأنفس والثمرات ، اختبارا منه علي صنعهم لعلهم يرجعون عن المعاصي [76].

وتحدثت الآية الكريمة عن المسؤول عن هذا الفساد البيئي وحدّدت الفاعل وهو الإنسان ، وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل والمنطق والعمل على إعادة التوازن للأرض [77].

ـ آيات في خلق الكون

آيات فيها دلالة واضحة إلى ما نشير إليه وهو تدبر الانسان في الكون وكيف ان الله قد جعله خليفة فيه وذلك بالحفاظ عليه ، وهي مفتتح سورة الشمس التي تبلغ عدد آياتها خمس عشر آية ، قوله تعالى ( والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ) [78].

وقوله تعالى (بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم)[79]. أي مبدع السماوات والأرض وخالقهما علي غير مثل سابق [80].

وهذا الخلق لم يكن بالصدفة ، بل بعلم الخالق وقدرته وإرادته ، ومفهوم الخلق هو أحد المفاهيم الأساسية في التصوير الإسلامي .

وقوله تعالى (الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان)[81]، أي يتعاقبان بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب ووضع الميزان أي العدل .

ـ الماء كمصدر للحياة

يؤكد القرآن الكريم على أن الماء مصدر الحياة ، قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حيّ )[82].

والمطر ينزل مـــــــن السماء بقياس وقدر معلوم ، يقول تعالى ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر )[83]، أي يكون رزقا لهم ولغيرهم من الحيوانات والأشجار وغيرها [84].

ـ البحار والمحيطات

يقــــــــول تعالى ( وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )[85] ، أي هيأها لمنافعكم المتنوعة وتأكلوا منه الأسماك وترا السفن والمراكب تجري فيه [86].

ـ السحب والمطر

القرآن الكريم عند الحديث عن المطر يوجه النظر إلى الكائنات برؤية كلية ويصور العالم كأنه منزل قال تعالى ( الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )[87] ، أي مهدها كالفراش وقوله والسماء بناءّ أي سقفا [88] .

مما تقدم سرده من الآيات الكريمة لا يجادل أحد عاقل أن الشريعة الإسلامية ، بما احتوته من نصوص قرآنية عامة وخاصة في مجال حماية البيئة هو أحد المصادر الهامة في المراجع الخاصة بمفاهيم البيئة ، وهذا ما تبناه المؤتمر الدولي للقانون المقارن في لا هاي سنة 1938م حيث اعتبر الشريعة الإسلامية بمبادئها العامة هي أحد مصادر التشريعات الدولية التي يرجع إليها ، وهذا ما نلاحظه في الاتفاقيات الدولية المعينة بحماية البيئة [89].

ثانياً : أراء العلماء في حماية البيئة

لاشك بعدما رأيناه من مجموع هذه الآيات التي تُبين لنا أنّ حماية البيئة هي ضرورة ملحة وفرض لا يسع أي أحد سواء أكان فقهياً أو عالماً أو غيرهم إلاَ أن يرى أن المحافظة على البيئة بجميع أشكالها هي من أساسيات الحياة وتطورها وتقدمها ، ولا نحيد عن الحق إذ قلنا أن موضوع حماية البيئة يعتبر من الموضوعات التي تبرز عالمية هذه الشريعة ، فالإسلام دين شامل لكل نواحي الحياة فهو يضع تعاليم ومبادئ تحقق سعادة الإنسان في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد واجه الفقهاء قديماً وحديثاً مخاطر تلوث البيئة بأحكام استنبطوها من مصادر التشريع الإسلامي .

ولا يوجد دليل على هذا خيرٌ من تلك الكتب الإسلامية التي ألفت في حماية البيئة والمحافظة عليها ، فلقد اهتم العلماء بهذا الجانب وأًدر وأعدت فتاوى وعدت كتب ومؤلفات ومقالات تحرم الأضرار بالبيئة والعبث بها [90]، وجدير بنا في هذا المقام أن نذكر أن الفقه الإسلامي بخصائصه التي تتجلي في قواعده العامة قد ترك أمر الاستنباط والقياس والعمل بالمصالح المرسلة مفتوحا في كل زمان ومكان ، ومن خلال علم الأصول والتشريع يمكننا كما أسلفنا في مقدمة بحثنا أن نقدم أحكاما جديدة من القرآن الكريم والسنة النبوية تدل دلالة واضحة علي حماية البيئة مصداقا لقول الله تعالي ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون )[91] ، فأوضح صلي الله عليه وسلم معالمه وانتظم من الكتاب والسنة أعظم مرجع لمن يبحث عن أسباب الهداية [92].

ودعا الفقهاء إلى المحافظة على طهارة الأرض ونظافتها ، وإزالة الأذى عن الطرقات ورعاية المنازل وملحقاتها ، وحماية الأوعية والأسقية من كل يسبب تلوثها ، والعناية بأماكن التجمع من الأدناس والروائح الكريهة [93].

وسنعرض بعض الفتاوى لأهل العلم نوضح من خلالها كيف أنَ العلماء كان لهم دور في الحفاظ على البيئة من خلال أقوالهم التي تعد نبراسا يضيء طريق الباحثين عن الهدي والإيمان .

( يحرم تلوث البيئة والإفساد في الأرض بأي وسيلة ، لأن تلويث البيئة من الإفساد في الأرض وهو ما دلت عليه الآيات والأحاديث النبوية )[94].

وجاء في فتوى أخري ( تعاليم الإسلام مليئة بالنصوص والتوجيهات والأوامر للمحافظة علي البيئة ونظافتها وتنميتها وإحيائها وإصلاحها ، وأما من الناحية التاريخية فقد ظل المسلمون يحافظون علي بيئتهم ونظافة أنفسهم ظاهرا وباطنا ، ونظافة كل ما حولهم ويعتبرون ذلك عبادة وقربة يتقربون بها إلي الله تعالي) [95] .

ويقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في هذا الصدد ( ولا علاج لمشكلات البيئة وأخطارها علي البشرية إلا بعلاج الإنسان نفسه ، فهو الذي افسد البيئة وعليه إصلاحها ولا بد من سن التشريعات والعقوبات الزاجرة لمفسدي البيئة ) [96] .

المطلب الثاني : حماية البيئة في السنة النبوية والقواعد الفقهية

نتحدث في هذا المطلب عن حماية البيئة في أقوال الرسول وتقريراته موضحين ذلك بسرد الأحاديث التي من شأنها الحفاظ على البيئة العامة والخاصة أولاً ثم نتحدث ثانياً عن القواعد الفقهية التي استنبطها العلماء من القرآن الكريم والسنة النبوية .

أولاً : الحماية في السنة النبوية

إذا كان ما سبق في القرآن العظيم فإن السنة النبوية المطهرة هي الأخرى قد حلفت بالكثير من الأحكام والمبادئ السامية ذات العلاقة المباشرة لحماية البيئة والتي لو طبقنا مع أحكام القرآن لتوصلنا إلى بيئة سليمة طاهرة [97]، ذلك أن النبي لا ينطق عن الهوى فيما يصدر منه ، وهو بالتأكيد قد أردك حقيقة التوازن بين الكائنات المخلوقة ويعلم أنها ما خلقت عبثاً فيجده قد نهى عن قتل أربع ( النمل ـ النحلة ـ الهدهد ـ الصرد ).

كما حث على المحافظة على الطابع الأخضر للبيئة لعلمه الربّاني بدور النبات في الحياة حيث قال ” إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيله فإن استطاع أن يغرسها قبل قيام الساعة فليفعل وأجلاه عند الله عظيم “[98].

ونبهنا إلى ضرورة وأهمية النظافة بصفة عامــــــــــة ، فقال ” الطهور شطر الإيمان ” [99] . كما نبهنا إلى ضرورة المحافظة على البيئة ومواردها من التلوث فقال ” اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل “[100] ، فإنه أنكر على تلويث البيئة ، مصادر المياه أو الظل أو الطريق واعتبار فعلها من الأمور التي تجلب اللعنة .

قال ” إن الله طيب يحب الطيب ، نظيف يحب النظافة ، كريم يحب الكرم ، جواد يجب الجود ، فنظّفوا أفنيتكم ولا تشبّهوا باليهود “[101].

كما حدثنا ” ما ملأ آدميّ وعاءً شرّاً من بطن ، حَسْبُ الآدميّ لقيمات يقمن صلبه ، فإن غلبت الآدميّ نفسُه فثلث للطعام وثلث للشراب وتلث للنفس “[102]

كما أنه مرّ بسعد وهو يتوضأ فقال ” لا تسرف ” قال ” يا رسول الله أو في الوضوء ؟ قال ” نعم وإن كنت على نهر “[103]، كما قال ” وما عال من اقتصد “[104]، ويعني بذلك أن الإنسان إن التزم التوسط والاعتدال في الصرف على معيشته لم يحتج إلى مساعدة غيره وإعالته ، والمعنى العظيم لهذا الحديث الشريف ، أن الاقتصاد في الصرف يديم الموارد ، فلا تنضب وبذلك فإن على الإنسانية أن يقتصد في استعمال موارد البيئة حتى لا تنصب فتختل موازينها .

ولننظر إلى موفق الرسول مما يسمى حالياً ” بالحجر الصّحي ” ، ويقصد به تحديد المرض ومنع انتشاره بمنع انتقال المصابين به إلى مكان أخر حتى تتم معالجة هذا المرض والشفاء منه ، ذلك إن انتشار الأوبئة أمر خطير على حياة الشعوب ، وعلى الاقتصاد فهي تشكل كارثة كبرى على المنطقة التي تقع فيها ، ذلك فإن رسول الله يقول ” إن هذا الطاعون رجز سلط على من ل قبلكم أو على بني إسرائيل ، فإذا كان بأرض فلا تخرجوا منها فراراً منه ، وإذا كان بأرض فلا تدخلوها “[105].

وأن النبي نبه إلى الحجر الصّحي في الحيوانات أيضا فقال ” لا يورد بمرض على مصح “[106]، أي لا يورد صاحب الإبل المريضة على صاحب الإبل السليمة فيعدي مريضها سليمها .

وروى أبوداود عن فروة بن مسيك قال أتينا النبي فقلت يا رسول الله ارض عندنا يقال لها أبين وهي أرض ريفنا وميراثنا ، وإنها وبئة ، أو قال وباؤها شديد ، فقال النبي دعها عنك فإن من القرف التلف “[107] ، والقرف يعني القرب من مصدر الوباء أو المرض .

ومن مواقف الإسلام السمحة التي لها علاقة مباشرة لحماية البيئة التعجيل بدفن الموتى عند تحقيق الوفاء وذلك لسرعة تعفن الجثث ، وما يؤدي ذلك إلى انتشار الأوبئة والأمراض [108].

إن المحافظة على البيئة وعدم الإفساد فيها أو الإسراف في مواردها هو مبدأ دائم عند رسول الله سواء في السلم أو الحرب ، فنجده يوصي زيد بن حارثة عندما عهد إليه بقيادة جيش المسلمين لملاقاة الروم في غزوة مؤتة بألاّ يعقد شاة ولا بعيراً إلا لمأكله ، وسار على ذلك المبدأ الخلفاء الراشـــدون فنجد أبابكر ـ رضـي الله عنه ـ يوصي زيد بن أبي سفيان لما بعثه على جيش الشام ” إني موصيك بعشر ألا تقتل امرأة ولا صبيا ولا كبيراً هرماً ولا تقطعن شجراً مثمراً ولا نخلاً ولا تحرقها ولا تخربن عامراً ولا تعقر شاة إلا لمأكلة ولا تجبن ولا تغلل”[109].

ثانياً : الحماية في القواعد الفقهية في الفقه الإسلامي

القواعد الفقهية : هي أصول فقهية كلية في نصوص موجزة دستورية تتضمن أحكاما تشريعية عامة في الحوادث التي تدخل تحت موضوعها[110] .

ولقد اهتم فقهاء المسلمين بأمور دينهم ودنياهم ، ودرسوا الكتب والسنة وتعمقوا في فهم أحكامها فصنفوا الكتب ووضعوا المؤلفات المختلفة التي تتناول شتى جوانب الحياة ملتزمين في ذلك عدم مخالفة أحكام القرآن الكريم وأحكام السنة النبوية والالتزام بأوامرهما ونواهيهما [111]، ومراعين في ذلك أيضا ما أجمع عليه صحابة رسول الله باجتهادهم واستنباطهم لما وقع من أحداث الزمان أما ما ورد من حوادث وأمور لم يرد شأنها حكم في كتاب الله أو سنة أو إجماع ، فقد اجتهد فيها هؤلاء الفقهاء ، ووضعوا لها القواعد والأحكام والحلول مراعين في ذلك عدم تحليل الحرام أو تحريم الحلال ، وعدم الاصطدام بالنصوص القطعية الواردة في الكتاب والسنة ، فجاءت القواعد التي أرسوها مثالا على عمق الفكر الإسلامي ، ومرونته ، واتساعه لشمول جميع جوانب الحياة المتجددة والمتغيرة[112].

والذي يهمنا هنا هو ما يتعلق أو يخدم مبدأ حماية البيئة ، بحيث لوا تبعت هذه القواعد وطبقت ذلك كثيراً سلامة البيئة وقلل من تلوثها ومنع من إفسادها ، ونعرض بعض من هذه المبادئ .

1ـ الضرر يزال

يعني ذلك أن الضرر ظلم يجب منع حصوله وإذا حصل يجب إزالته ، وذلك فإن فساد أو تلويث البيئة هو ضرر وبالتالي يجب العمل على منع الأسباب المؤدية لحصوله ، وإذا حصل هذا الإفساد فيجب العمل على مكافحته والوقاية من أضراره ، فيجب إزالة الضرر [113] .

2ـ لا ضرر ولا ضرار

أي لا يجوز الضرر ابتداء وإذا حصل هذا الضرر فلا يجوز إيقاع الضرر في مقابلة هذا الضرر ، وتطبيق هذه القواعد يعني أنه لا يجوز تلويث البيئة لأنّه ضرر وإذا حصل هذا التلويث فلا يجوز الرد عليه بتلويث آخر للبيئة ، فلا يجوز شرعا لأحد أن يلحق بآخر ضررا ولا ضرارا ، وقد سبق ذلك بأسلوب الجنس ليكون ابلغ في النهي والزجر وهذه القاعدة لفظ لحديث شريف [114] .

3ـ الضرورات تبيح المحظورات

الضرورة هي العذر الذي يجوز بسببه إجراء الشيء الممنوع وارتكاب المحظور ، فهي ظرف قاهر يلجئ الإنسان إلي فعل المحرم ، ومن فروع هذه القاعدة أكل الميتة عند الضرورة ، وإجراء كلمة الكفر عند الإكراه الشديد ،وإلقاء بعض المحولة من السنية المشرفة على الفرق تخليصاً للنفوس من الموت غرقاً ، وأخذ مال الغير لدفع الهلاك المحقق عن النفس [115]، ويجب أن يلاحظ أن ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها أي لا يرتكب المحرم إلا بالقدر الذي يندفع به الضرورة ، فمن اضطّر إلى أكل الميتة .

لا يأكل منها إلا بقدر ما يمسك عليه حياته ولا يشبع منها ، وإلقاء المتاع من السفينة يتحدد بقدرها ما يدفع عنها الفرق[116] .

4ـ الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف

أي يجب أن يزال الضرر الشديد بضرر أقل منه طالما ليس في الإمكان إزالته بدون ضرر ، ويعني ذلك وجوب العمل على إزالة تلوث البيئة كلياً متى ما كان ممكناً ، وإلا يجب على الأقل أن يستبدل بتلوث أقل منه ، وذلك نلاحظه من الآليات والمصانع المختلفة التي تنفث غازات وعوادم ضارة بالبيئة وبالنظر لحاجة التقدم والحياة إلى الآلات والمصانع مما لا يستطاع الاستغناء عنها لذلك يجب العمل على استخدام أقل الآلات والمصانع تلويثاً للبيئة [117].

5ـ درء المفاسد أولى من جلب المنافع

القصد من تشريع الأحكام دفع المفاسد عن الناس وجلب المصالح لهم والمصالح المحضة وكذلك المفاسد المحضة قليلة ، والغالب منها اشتمل على المصالح والمفاسد وعلى هذا إذا تعارضت مفسدة ومصلحة فإن دفع المفسدة يقدم على جلب المصلحة لأن الشريعة اعتنت بالمنهيات أكثر من اعتنائها بالمأمورات ، وعلى هذا يمنع الشخص من اجراء عمل ينتج ضرراً بالغير أكثر من المنفعة التي يجنيها كما في تصرفه في ملكه تصرف ينتج ضرراً كبيراً بجاره[118].

ثالثا : حماية البيئة في النصوص القانونية

نقتصر في هذه الجزئية على ذكر بعض نصوص القانونية الموجودة في القوانين الليبية المتعلقة بحماية البيئة ، فعلى سبيل المثال نظم المشرع الليبي قانونا خاصا بحماية البيئة وتحسينها وقد تم التنويه عنه وهو القانون رقم 15 لسنة 2003 م ، حيث جاء في مادته الثانية ( يهدف هذا القانون إلى تحقيق الرقابة على البيئة بقصد حمايتها وتحسينها … ) وجاء في مادته العشرة منه ( لا يجوز لأي منشأة أو مصنع تنبعث منه أي ملوثات للهواء مخالفة للقواعد المعايير العلمية المعتمدة تنفيذا لأحكام هذا القانون ) . وجاء ي المادة الثالثة والثلاثون ( يحظر إلقاء النفايات أو الفضــــــلات أو المواد السامة أو المخلفات في الشواطئ والمياه الإقليمية لليبيا ) .

وقد قرر القانون سالف الذكر بعض العقوبات الجنائية عــــلى المعتدين للبيئة من ذلك المادة السابعـــــة والستين ( يعاقب بغرامة لا تقل عن خمسين ألف دينار ولا تتجاوز مائة ألف دينار الربان أو مالك السفينة أو مجهزها أو مستعملها إذا خالف أحكام المادة الثانية والعشرين من هذا القانون ) والمادة الرابعة والسبعون ( يعاقب بغرامة لا تقل عن ألف دينار ولا تتجاوز خمسة آلاف دينار كل من قام بعمليات الصيد بدون ترخيص أو قام بالصيد في المناطق المحمية والغابات غير الطبيعية والمحفوظة ومحطات التجارب الصناعية ) .

الخاتمة

صفوة القول مما تقدم عرضه في هذا البحث أن الشريعة الإسلامية والقانون الليبي أبرز دورا كبير في المحافظة على البيئة وحمايتها ، وذلك من خلال المبادئ والنصوص القرآنية والنبوية والقــــــــانونية التي عرضناها ، وقد رأينا كيف أن مفهوم البيئة يختلف من علم لآخر ، وأن الشريعة الإسلامية قد استوعبت كل تلك المفاهيم ، وقد أوضحنا مكانة البيئة في الإسلام ، ورأينا كيف أن الله عز وجل جعل الإنسان خليفة في الأرض ليعمرها ، ويحافظ عليها ، ويستفيد منها ، ورأينا كذلك أن السنة النبوية والفقه وكلام العلماء كان له دور مهم في إطفاء الحماية على البيئة ، كما أن المشرع الليبي أصدر قانونا لحماية البيئة وتحسينها مما يجعلنا متأكدين من أن القانون يسعى دائما لحماية مصالح المجتمع .

النتائج :

ـ أولت الشريعة الإسلامية اهتماما وعناية كبيرة بالبيئة .

ـ تقوم فكرة حماية البيئة على أسس إيمانية ، فالمحافظة على البيئة هو عمل يقرب إلى الله ، كما أن إفساد البيئة هو إثم يعاقب الله عليه .

ـ اعتنى المشرع الليبي بحماية البيئة وأقر عقوبات زاجرة لمواجهة المفسدين لها .

التوصيات :

ـ نشر التوعية بالمحافظة على البيئة وحمايتها وحرمة الاعتداء عليها ، وذلك من خلال التعليم المدرسي والمساجد والإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي .

ـ دعم الأجهزة الأمنية المختصة بحماية البيئة ، وذلك من خلال توعيتها وتطويرها .

ـ الاهتمام بالدراسات والبحوث المتعلقة بهذا الجانب ، سواء في الكليات أو مراكز البحوث ، فالاهتمام بالبيئة هو الاهتمام بحياة الإنسان والتنمية البشرية وحق الأجيال القادمة .

المصادر والمراجع

أولا : القرآن الكريم .

ـ رواية قالون عن نافع .

ثانيا : الكتب

1 – عبد الله عمر السحيباني ، أحكام البيئة في الفقه الإسلامي ، دار ابن جوزي ، الدمام ـ السعودية ، د ط ، 2008م .

2 ـ أحمد سعد ، استقراء لقواعد المسؤولية المدنية في منازعات التلوث البيئي ، دار النهضة العربية ، القاهرة ـ مصر ، د ط ، 1994م .

3 ـ علي حسب الله ، أصول التشريع الإسلامي ، دار الفكر العربي ، القـــــاهرة ـ مصر ، ط 7 ، 1997 م .

4 ـ عبد الحكيم عبد اللطيف الصعيدي ، البيئة في الفكر الإنساني والواقع الإيماني ، الدار المصرية اللبنانية ، القاهرة ـ مصر، ط 2 ، 1996م .

5 ـ محمد عبد القادر الفقهي ، البيئة مشاكلها وقضاياها وحمايتها من التلوث رؤية إسلامية ، ابن سينا للنشر والتوزيع ، القاهرة ـ مصر ، د ط ،1992م .

6 ـ علي حسن موسي ، التلوث الجوي ، دار الفكر المعاصر ، لبنان ـ بيروت ، د ط ، 1990م .

7 ـ مهدي صالح السامرائي ، الحفاظ على البيئة من العصور العربية الإسلامية تشريعا وتطبيقاً ، دار جرير للنشر والتوزيع ، عمان الأردن ، ط 1 ، 2005 ، 1425هـ .

8 ـ محمد حسين عبد القيوم ، الحماية الجنائية للبيئة الهوائية ، النسر الــــذهبي للطبـــــاعة ، مصر ـ القاهرة ، د ط ، 2002م .

9 ـ أحمد الرشيد ، الحماية الدولية للبيئة الجوانب القانونية والتطبيقية، مجلة السياسة الدولية ، ع 110 ، 1992م.

10 ـ آلن درنج ، الفقر والبيئة ، ترجمة محمد صابر ، الدار الدولية للنشر ، القاهرة ـ مصر ، د ط ، 1992م.

11 ـ معمر رتيب محمد عبد الحافظ ، القانون الدولي للبيئة ، دار الكتب القانونية ، دار شتات للنشر والبرمجيات ، مصر – القاهرة ، د ط .

12 ـ الإمام أبو إسحاق احمد بن محمد بن إبراهيم الثعلوبي ، الكشف والبيان في تفسير القرآن ، تحقيق سيد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان ، د ط .

13 ـ مصطفي بن احمد الزرقا ، المدخل الفقهي العــــــام ، دار القـــــلم ، دمشق ـ سوريا ، ط 1 ، 2009م .

14 ـ المفهوم القانوني للبيئة ، محمد حسام محمود لطفي ، النسر الذهبي للطباعة ، القاهرة ـ مصر ، د ط ، 1992 م .

15 ـ احمد عبد الوهاب عبد الجواد ، المنهج الإسلامي لعلاج التلوث البيئي ، الدار العربية للنشر والتوزيع ، القاهرة ـ مصر ، ط 1 ، 1992م .

16 ـ الحافظ أبي الفـــــداء إسماعيل ابن كثير ، تفسير ابن كثير ، المكتبة العصرية ، صيدا ـ لبنــــان ، د ط ، ج 3 ، 2012م .

17 ـ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع ، الدمام – السعودية ، ط 5 ، 1432هـ .

18 ـ عبد الكريم علي ، الصديق محمد العاقل ، تلوث البيئة الطبيعية ، منشورات الجامعة المفتوحة ، طرابلس ـ ليبيا ، ط 1 ، 1990م .

19 ـ أحمد عبد الوهاب عبد الجواد ، تلويث البيئة ، الدار العربية للنشر والتوزيع، القاهرةـ مصر، د ط، 1991م .

20 ـ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، جامع البيان في تأويل القرآن ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان ، ط 1 ، ج 2 ، د ت ن .

21 ـ فرج صالح الهريش ، جرائم تلوث البيئة ، منشورات جامعة 17 أكتوبر ، بنغازي ـ ليبيا ، ط 2 ، 2007م .

22 ـ يوسف القرضاوي، رعاية البيئة في شريعة الإسلام، دار الشروق، القاهرة ـ مصر، ط 1، 2001مـ 1421هـ.

23 ـ عفيف عبد الفتاح طباع ، روح الدين الإسلامي ، دار العلم للملايين ، بيروت ـ لبنــــان ، ط 11 ، 1973 م.

24 ـ عبد الله محمود شحاته، رؤية الدين الإسلامي في الفقه الإسلامي، دار الشروق، القــــــاهرةـ مصر، د ط، 2007.

25 ـ الإمام أبي عبدالله محمد بن زيد ابن ماجة القزويني ، سنن ابن ماجة ، دار المشاريع ، د ط ، 2013 م .

26 ـ الإمام خليل أحمد السهارنفوري ، سنن أبي داوود ، دار البشائر الإسلامية ، د ط ، 2006 م .

27 ـ الإمام ابن عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ، سنن الترمذي ، دار الكتب العالمية ، 2013 م .

28 ـ الإمام البيهقي ، سنن الكبرى ، دار النوادر ، د ط ، 2013 م .

29 ـ يوسف القرضاوي ، شريعة الإسلام خلود وصلاحــــها للتطبيق في كل زمان ومكان ، دار النهضة العربية ، القاهرة ـ مصر ، ط 3 ، 1983م .

30 ـ الإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري ، دار النوادر ، د ط ، 2014 م .

31 ـ الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري ، صحيح مسلم ، دار النوادر ، ط 1 ، 2011 م .

32 ـ احمد عبد الكريم سلامة ، قانون حماية البيئة الإسلامية مقارننا بالقوانين الوضعية ، دار النهضة العربية ، القاهرة ـ مصر ، ط 1 ، 1996م .

33 ـ فائزة يونس الباشا ، قراءة تاريخية في السياسة الجنائية من الحقبة العثمـــــانية والسنوسية إلي سنة 2010م ، مطبعة جامعة القاهرة ، القاهرة ـ مصر ، ط 1 ، 2013 م.

34 ـ ابن منظور ، لسان العرب ، الجزء الأول ، المطبعة الكبرى ، بولاق ـ مصر، د ط ، سنة 1982م .

35 ـ الإمـــــــام محمد بن أحمد بن سالم الحنبلي ، مسند الإمام أحمد ، المكتبة الإسلامية للطباعة والنشر ، د ط ، 2005 م .

36 ـ أحمد رضا ، معجم متن اللغة ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ـ لبنان ، د ط ، 1958 م .

37 ـ محمود صالح العادلي ، موسوعة حماية البيئة ، دار الفكر الجـــــامعي ، القاهرة ـ مصر ، ط 1 ، 2002 م .

38 ـ الإمام مالك ابن أنس ، موطأ الإمام مالك ، دار الحديث الكتانية ، د ط ، 2017 م .

ثالثا : البحوث

آمنة محمد نصر ، الإسلام وحماية البيئة ، بحث منشور بمجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية ، الإسكندرية مصر ، ع 10 ، 1994 م .

رابعا : المواقع الإلكترونية

1 ـ موقع إسلام ويب ، رقم الفتوى 103827، التلوث البيئي في منظور الشريعة الإسلامية ، تاريخ النشر 2008م Optio…<fatwa<https://www.islamwel.net.

2 ـ موقع إسلام ويب ، رقم الفتوى 103827، التلوث البيئي في منظور الشريعة الإسلامية ، تاريخ النشر 2008م Optio…<fatwa<https://www.islamwel.net.

الهوامش:

  1. – معمر رتيب محمد عبد الحافظ ، القانون الدولي للبيئة ، دار الكتب القانونية ، دار شتات للنشر والبرمجيات ، مصر – القاهرة ، د ط ، د ت ن ، ص 9 .
  2. – ابن منظور ، لسان العرب ، المطبعة الكبرى ، بولاق ـ مصر، د ط ، ج 1 ، سنة 1982م ، ص382.
  3. – احمد رضا ، معجم متن اللغة ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ـ لبنان ، المجلد الأول ، سنة 1958م ، ص 262.
  4. – القرآن الكريم ، سورة الحشر ، الآية (9) .
  5. – ابن منظور ، لسان العرب ، دار المعارف ، القاهرة ـ مصر ، د ط ، د ت ن ، ص383 .
  6. – القرآن الكريم ، سورة يونس ، الآية (87) .
  7. – القرآن الكريم ، سورة الأعراف ، الآية (74) .
  8. – القرآن الكريم ، سورة الحج ، الآية (56) .
  9. – محمد حسين عبد القيوم ، الحماية الجنائية للبيئة الهوائية ، النسر الذهبي للطباعة ، مصر ـ القاهرة ، د ط ، 2002م ، ص 8 .
  10. – محمد حسام محمود لطفي ، المفهوم القانوني للبيئة ، النسر الذهبي للطباعة ، القاهرة ـ مصر ، د ط ، 1992 م ، ص 6 .
  11. – محمد حسين عبد القيوم ، مرجع سابق ، ص 6.
  12. – أحمد عبد الوهاب عبد الجواد ، تلويث البيئة ، الدار العربية للنشر والتوزيع ، القاهرة ـ مصر ، د ط ، 1991م ، ص 65 .
  13. – محمد عبد القادر الفقهي ، البيئة مشاكلها وقضاياها وحمايتها من التلوث رؤية إسلامية ، ابن سينا للنشر والتوزيع ، القاهرة ـ مصر ، د ط ،1992م ، ص9 .
  14. * القانون (7) لسنة 1982م بشأن حماية البيئة وتحسينها ، هذا القانون ألغي بالقانون رقم 15 لسنة 2003 الخاص كذلك بحماية البيئة والنافذ إلي وقتنا هذا ، وهذا القانون ملحق ببحثنا هذا .

    – أحمد الرشيد ، الحماية الدولية للبيئة الجوانب القانونية والتطبيقية ، مجلة السياسة الدولية ، العدد 110 ، 1992م ، ص 173 .

  15. – فرج صالح الهريش ، جرائم تلوث البيئة ، منشورات جامعة 17 أكتوبر ، بنغازي ـ ليبيا ، ط 2 ، 2007م ، ص 62.
  16. – علي حسن موسي ، التلوث الجوي ، دار الفكر المعاصر ، لبنان ـ بيروت ، د ط ، 1990م ، ص 7 .
  17. – أحمد سعد ، استقراء لقواعد المسؤولية المدنية في منازعات التلوث البيئي ، دار النهضة العربية ، القاهرة ـ مصر ، د ط ، 1994م ، ص 39 .
  18. – آلن درنج ، الفقر والبيئة ، ترجمة محمد صابر ، الدار الدولية للنشر ، القاهرة ـ مصر ، د ط ، 1992م ، ص 103 .
  19. – معمر رتيب محمد عبد الحافظ ، مرجع سابق ، ص 82 .
  20. – يوسف القرضاوي ، شريعة الإسلام خلود وصلاحها للتطبيق في كل زمان ومكان ، دار النهضة العربية ، القاهرة ـ مصر ، ط 3 ، 1983م ، ص 73 .
  21. – القرآن الكريم ، سورة القصص ، الآية (77) .
  22. – أخرجه مسلم ، كتاب : الإيمان ، باب : بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياة وكونه من الإيمان ، برقم (57) ج 1 ، ص63 .
  23. – آمنة محمد نصر ، الإسلام وحماية البيئة ، بحث منشور بمجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية ، الإسكندرية مصر ، ع 10 ، 1994 م ، ص68 .
  24. – أخرجه مسلم ، كتاب : البر والصلة والآداب ، باب : فضل إزالة الأذى عن الطريق ، برقم (1914) ،ج 4 ، ص2020 .
  25. – أخرجه مسلم ، كتاب :الطهارة ، باب : النهي عن التخلي في الطريق والظلال ، برقم (269) ، ج 1، ص226 .
  26. – القرآن الكريم ، سورة ق ، الآية (6) .
  27. – أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، جامع البيان في تأويل القرآن ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان ، ط 1 ، ج 2 ، د ت ن ، ص 383.
  28. – احمد عبد الكريم سلامة ، قانون حماية البيئة الإسلامية مقارننا بالقوانين الوضعية ، دار النهضة العربية ، القــاهرة ـ مصر ، ط 1 ، 1996م ، ص89 .
  29. – محمد عياد امقيلي ، عبد الكريم علي ، الصديق محمد العاقل ، تــــلوث البيئة الطبيعية ، منشورات الجامعة المفتوحة ، طرابلس ـ ليبيا ، ط 1 ، 1990م ، ص46 .
  30. – أخرجه مسلم ، كتاب : المساجد ومواضع الصلاة ، باب : النهي عن البساق في المسجد في الصلاة وغيرها ، برقم (553) ، ج1 ، ص 390.
  31. – أخرجه البخاري ، كتاب : الوضوء ، باب : الماء الدائم ، برقم (239) ، ج 1 : ص57 .
  32. – أخرجه البخاري ، كتاب الحرث والزراعة ، باب : فضل الزرع والغرس ، حديث رقم (2320) ، ج 3 ، ص 103.
  33. – مسند الإمام احمد ، مسند : انس بن مالك رضي الله عنه ، برقم (12903) ، ج 20 ، ص 251 ، وإسناده صحيح علي شرط مسلم .
  34. – القرآن الكريم ، سورة البقرة ، الآية (205) .
  35. – عفيف عبد الفتاح طباع ، روح الدين الإسلامي ، دار العلم للملايين ، بيروت ـ لبنان ، ط 11 ، 1973 ، ص 114 .
  36. – مسند احمد بن حنبل 3/191 ، انظر الهندي ، كنز العمال 3/1460 ، قال الهيثمي ، رجاله ثقات إثبات الهيثمي ، مجمع الزوائد 4/108.
  37. – أخرجه البخاري ، كتاب : الجمعة ، باب : من انتظر حتى تدفن ، برقم (2320) ، ج 3 ، ص 103 .
  38. – أخرجه مسلم ، كتاب : الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان ، باب : النهي عن صبر البهائم ، برقم (2433) ، ج 3 ، ص 1549.
  39. – أخرجه مسلم ، كتاب : الطهارة ، باب : حكم ولغ الكلب ، برقم (279) ، ج 1 : ص234 .
  40. – أخرجه مسلم ، كتاب : الأشربة ، باب : الأمر بتغطية الناء وايكاء السقاء وإغلاق الأبواب وذكر اسم الله عليها وإطفاء السراج والنار عند النوم وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب ، برقم (2014) ، ج 3 ، ص 1596 .
  41. – الموطأ للإمام مالك ، كتاب : الجهاد ، باب النهي عن قتل النساء والولدان في الغزو ، برقم ( 965 ) ،ج 2 ، ص 447 .
  42. – عبد الحكيم عبد اللطيف الصعيدي ، البيئة في الفكر الإنساني والواقع الإيماني ، الدار المصرية اللبنانية ، القــاهرة ـ مصر ، ط 2 ، 1996م ، ص 91 .
  43. – احمد عبد الكريم سلام ، مرجع سابق ، ص112 .
  44. – محمود صالح العادلي ، موسوعة حماية البيئة ، دار الفكر الجامعي ، مصر ـ القاهرة ، ط 2 ، ج 1 ، 2002 م ، ص 14.
  45. – عبد الله عمر السحيباني ، أحكام البيئة في الفقه الإسلامي ، دار ابن جوزي ، الدمام ـ السعودية ، د ط ، 2008م ، ص67.
  46. – عبد الله محمود شحاته ، رؤية الدين الإسلامي في الفقه الإسلامي ، دار الشروق ، القاهرة ـ مصر ، د ط ، 2007 ، ص 83 .
  47. – مصطفي بن احمد الزرقا ، المدخل الفقهي العام ، دار القلم ، دمشق ـ سوريا ، ط 1 ، 2009 م ، ص47.
  48. – محمود صالح العادلي ، مرجع سابق ، ص62 .
  49. – احمد عبد الوهاب عبد الجواد ، المنهج الإسلامي لعلاج التلوث البيئي ، الدار العربية للنشر والتوزيع ، القــاهرة ـ مصر ، ط 1 ، 1992م ، ص 60.
  50. – القرآن الكريم ، ،سورة البقرة ،من الآية (194)
  51. – القرآن الكريم ، سورة البقرة ، من الآية (178) .
  52. – القرآن الكريم ، سورة المائدة ، من الآية (48)
  53. ـ القرآن الكريم ، سورة البقرة ، الآية (30)
  54. ـ أبو إسحاق احمد بن محمد بن إبراهيم الثعلوبي الكشف والبيان في تفسير القرآن ، تحقيق سيد كسروي حسن ، دار الكتب العــلمية ، بيروت ـ لبنان ، د ط ، د ت ن ، ص 67 .
  55. ـ القرآن الكريم ، سورة الجاثية ، الآية (13) .
  56. ـ القرآن الكريم ، سورة لقمان ، الآية (20) .
  57. ـ القرآن الكريم ، سورة النحل ، الآية (12)
  58. ـ القرآن الكريم ، سورة النحل ، الآية (14) .
  59. ـ القرآن الكريم ، سورة إبراهيم ، الآية (33) .
  60. ـ القرآن الكريم ، سورة الزخرف ، الآية (13) .
  61. ـ القرآن الكريم ، سورة ص ، الآية (36).
  62. ـ القرآن الكريم ، سورة الحج ، الآية (36) .
  63. ـ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع ، الدمام – السعودية ، ط 5 ، 1432هـ ، ص921 .
  64. ـ القرآن الكريم ، سورة هود ، الآية (61) .
  65. ـ الحافظ ابي الفداء إسماعيل ابن كثير ، تفسير ابن كثير ، المكتبة العصرية ، صيدا ـ لبنان ، د ط ، ج 3 ، 2012م ، ص 416 .
  66. ـ القرآن الكريم ، سورة الرعد ، الآية (13) .
  67. ـ احمد شاكر ، عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير ، دار الوفاء ، المنصورة ـ مصر ، ط 2 ، ج 2 ، 1426هـ -2005م ، ص 320 .
  68. ـ القرآن الكريم ، سورة الإسراء ، الآية (69) .
  69. ـ الحافظ ابن كثير ، مرجع سابق ، ص 444.
  70. ـ القرآن الكريم ، سورة هود ، الآية (40) .
  71. ـ الحافظ ابن كثير ، مرجع سابق ، ص 260.
  72. ـ القرآن الكريم ، سورة الروم ، الآية (41) .
  73. ـ الحافظ أبي الوفاء إسماعيل ابن كثير ، مرجع سابق ، ص408 .
  74. ـ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، مرجع سابق ، ص 823 .
  75. ـ احمد شاكر ، مرجع سابق ، ص 820.
  76. – الجيلاني عبد السلام ارحومه ، حماية البيئة بالقانون ، دار الجماهيرية للنشر والتوزيع والعلام ، طرابلس ـ ليبيا ، ط 1 ، 2000م ، ص32.
  77. – القرآن الكريم ، سورة الشمس ، الآية ( 1 – 5) .
  78. – القرآن الكريم ، سورة الأنعام ، الآية (101) .
  79. – احمد شاكر ، مرجع سابق ، ص804 .
  80. – القرآن الكريم ،سورة الرحمن ، الآية (5 – 8) .
  81. – القرآن الكريم ، سورة الأنبياء ، الآية (30) .
  82. – القرآن الكريم ، سورة المؤمنون ، الآية (18) .
  83. – عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، مرجع سابق ، ص500 .
  84. – القرآن الكريم ، سورة انحل ، الآية (14) .
  85. – عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، مرجع سابق ، ص637 . .
  86. – القرآن الكريم ، سورة البقرة ، الآية (22) .
  87. – احمد شاكر ، مرجع سابق ، ص90 .
  88. – فائزة يونس الباشا ، قراءة تاريخية في السياسة الجنائية من الحقبة العثمانية والسنوسية إلي سنة 2010م ، مطبعة جامعة القاهرة ، القاهرة ـ مصر ، ط 1 ، 2013 م ، ص43 .
  89. – احمد عبد الكريم سلامة ، مرجع سابق ، ص134 .
  90. – القرآن الكريم ، سورة النحل ، الآية (43) .
  91. – علي حسب الله ، أصول التشريع الإسلامي ، دار الفكر العربي ، القاهرة ـ مصر ، ط 7 ، 1997 م ، ص 3 .
  92. – مهدي صالح السامرائي ، الحفاظ على البيئة من العصور العربية الإسلامية تشريعا وتطبيقاً ، دار جرير للنشر والتوزيع ، عمان ـ الأردن ، ط 1 ، 2005 ، 1425هـ ، ص171 .
  93. – موقع إسلام ويب ، رقم الفتوى 103827، التلوث البيئي في منظور الشريعة الإسلامية ، تاريخ النشر 2008م

    Optio…<fatwa<https://www.islamwel.net.

  94. – موقع إسلام ويب ، رقم الفتوى 26914 ، الحفاظ علي البيئة دين وتاريخ وحضارة ، تاريخ النشر 2002م Optio…<fatwa<https://www.islamwel.net.
  95. – يوسف القرضاوي ، رعاية البيئة في شريعة الإسلام ، دار الشروق ، القاهرة ـ مصر ، ط 1 ، 2001م ـ 1421هـ ، ص275 .
  96. – احمد عبد الوهاب عبد الجواد ، مرجع سابق ، ص221 .
  97. – مسند الإمام احمد ، مسند : انس بن مالك رضي الله عنه ، رقم ( 12903) ،ج20 ، ص251 .
  98. – أخرجه مسلم ، كتاب : الطهارة ، باب فضل الوضوء ، 1 : 203 ، برقم (223) ، صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج النيسابوري ، تحقيق ، محمد فؤاد عبدالباقي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، د ت ، د ط ، ص420 .
  99. – أخرجه أبو داود ، سليمان بن الاشعت السجستاني ، تحقيق ، محمد محي الدين عبدالحميد ، دار الفكر ، بيروت ، د ط ، د ت ن ،قال الألباني حسن .
  100. – أخرجه الترمذي ، أبواب الأدب ، باب ما جاء في النظافة ، 5 : 111 ، برقم (2799) ، قال الترمذي ، هذا حديث غريب .
  101. – أخرجه ابن ماجة ، كتاب : الأطعمة ، باب : الاقتصاد في الأكل ، وكراهية الشبع ، برقم (3349)، ج4 ، ص 448 .
  102. – أخرجه ابن ماجة ، كتاب الطهارة ، باب ما جاء في القصد في الوضوء وكراهية التّعدي فيه ، برقم (425) ، ج 1 ، ص27.
  103. – مسند احمد ، مسند عبد الله بن مسعود ، برقم (4269) ، ج7 ، ص302 وإسناده ضعيف .
  104. – أخرجه مسلم ، كتاب السلام ، باب الطاعون والطيره والكهانة ونحوها ، برقم ( 2218) ، ج 4 ، ص1737.
  105. – أخرجه مسلم ، كتاب السلام ، باب لا عدوى ولا طيره ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول ولا يورد بمرض على مصح ، برقم (2221) ، ج 4 ، ص 1743 .
  106. – أخرجه أبو داود ، كتاب الطب ، باب في الطيرة ، برقم (3923) ، ج 2 ، ص413 ، وقال الألباني : ضعيف الإسناد .
  107. – الجيلاني عبد السلام ارحومه ، مرجع سابق ، ص68 .
  108. – أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : جماع أبواب السير ، باب ترك قتل من لا قتــــال فيه من الرهبان والكبير وغيرها ، برقم (18148)، ج 9 ، ص152 .
  109. – احمد بن الشيخ محمد الزرقا ، شرح القواعد الفقهية ، دار القلم ، دمشق ـ سوريا ، ط 2 ، 1409هـ – 1989م ، ص34 .
  110. – عفيف عبد الفتاح طباع ، مرجع سابق ، ص123.
  111. – عبد الكريم عبد اللطيف الصعيدي ، مرجع سابق ، ص149 .
  112. – احمد بن الشيخ محمد الزرقا ، مرجع سابق ، ص 180.
  113. – احمد بن الشيخ محمد الزرقا ، مرجع سابق ، ص165 .
  114. – إبراهيم محمد محمود الحريري ، المدخل إلي القواعد الفقهية الكلية ، دار عمار ، عمان ـ الأردن ، ط 1 ، 1419هـ – 1998م ، ص 181 .
  115. – احمد عبد الوهاب عبد الجواد ، مرجع سابق ، ص97 .
  116. – عبدالكريم زيدان ، المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية ، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ـ لبنان ، ط 16 ، 1999م ، ص84 .
  117. – عبدالكريم زيدان ، مرجع سابق ، ص88 .