المــــجاز المـــرســل: تزفيطان تودوروف

محمد دخاي1

1 مختبر العلوم الإنسانية التطبيقية -المدرسة العليا للأساتذة – فاس- المغرب

بريد الكتروني: mdakhay2013@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(8); https://doi.org/10.53796/hnsj4823

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/08/2023م تاريخ القبول: 21/07/2023م

المستخلص

شكلت كتابات تزفيطان تودوروف بمجلة تواصل الفرنسية) ابحاث بلاغية (مرجعا معرفيا اساسيا في التأسيس لقراءة جديدة للعلائق ما بين الرمزية والتأويل وما تحمله من دلالات وأسئلة تقتضي البحث والاستقصاء لتحديد الخلفيّة المعرفيّة التي كانت توجّه الكاتب، وتتحكّم في مساره الفكريّ عامّة والنقديّ على وجه الخصوص.

وقد عرف عن تزفيطان تودوروف ميله إلى تحديد نسقية مصطلحية وتوضيح معانيها واستراتيجيات تأويلها ومنها المجاز المرسل وعلاقته بالاستعارة وانزياحاته كقرائن لسانية تجعل من النصوص ذات طبيعة رمزية تبوح بأسرارها الكامنة فيها من خلال محمولاتها الدلالية، لان الملفوظ إذا أخذ معنيين أو أكثر، قد يأتي على الحقيقة من جهة وقد يأتي على المجاز أو الرمز من جهة أخرى، لان الثاني (المعنى الرمزي) لا يلغي المعنى الأوّل (المعنى المعجميّ) ولا ينفيه ايضا. المعنيان يظلّان حاضرين معاً وإن اختلفا في طريقة الحضور، فالمعنى الرمزي لا يزيح المعنى المباشر محواً كاملاً وإنّما يظل يحيل عليه بطرائق شتّى، بل ان الخطاب المباشر الذي ينأى عن المجاز قد ينطوي على أبعاد رمزيّة وهو الخطاب الذي يكون فيه المعنى غير المباشر أقلّ أهمّية من المعنى المباشر.

الكلمات المفتاحية: المجاز المرسل – الانزياح- الاستعارة- الانساق الرمزية.

Research title

the metaphor Sent: by Tzvetan Todorov

Mohammed Dakhay1

1 Applied Human Sciences Laboratory – Ecole Normale Supérieure – Fez – Morocco

Email: mdakhay2013@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(8); https://doi.org/10.53796/hnsj4823

Published at 01/08/2023 Accepted at 21/07/2023

Abstract

Tzvetan Todorov ‘s writing in the French magazine Communication (Rhetorical Research) was a basic knowledge reference in the establishment of a new reading of the relationship between symbolism and interpretation and the connotations and questions it carried that required research and investigation to determine the cognitive background that was directed by the writer and controlled his intellectual path in general and critical in particular.

Tzvetan Todorov was known for his tendency to define a terminological format and clarify its meaning and interpretation strategies, including the Metaphor Sent, his relationship with metaphor and his gestures as tongue-in-cheek evidence that makes texts of a symbolic nature known as their underlying secrets through their semantic payloads. Because if you take two or more meanings, it may come on the truth, on the one hand, and it may come on the trope or symbol, on the other hand, because the second (Symbolic meaning) does not eliminate the first meaning (lexical meaning) nor does it deny it. Both are still present, although different in the way of attendance. The symbolic meaning does not remove the direct meaning completely and continues to be transmitted in a variety of ways. Rather, a direct speech that distances the trope may have symbolic dimensions, in which indirect meaning is less important than direct meaning

Key Words: metaphor Sent – redundancy – metaphor – symbolic consistency

  • النص المترجم:

سنبدأ من ملاحظة: منذ بعض سنوات خلت، عرفت فرنسا ازدهارا رائعا للتأمل حول المجاز (هذا الموضوع الأخير الذي يعوض أحيانا بجزء من أجزائه الملتهمة والذي يميل دون انقطاع إلى أن يجعل من الكل جزءا من أجزائه الحقيقية): الاستعارة، سواء تعلق الأمر بتحليل المبادئ كما عند «G. genette ” في وجوه أو “jacques Derrida “في الاستعارة الاصلية او داخل الأعمال التفسيرية والتصنيفية لهؤلاء البلاغيين المحدثين والمسمون “j. Durand “.”f. edeline”. j. Cohen “. حيت تفوق الدقة فيها بكثير دقة الرواد الأوائل أو عن طريق الاستشعار المبين كذلك من طرف “Benveniste” و “Barthes” والقاضي بان المجاز لا ينظم فقط استعمال اللغة بل ينظم أيضا الانساق الرمزية الأخرى. هل علامة اليقظة الحالية من الأهمية التي نمنحها للغة بعد قرون من النسيان والاحتقار؟ لنأخذ قاعدة” نيتشه” حرفيا: المجازات البلاغية تعني جوهر اللغة.

******

منذ شيشرون “Cicéron “، نعرف المجازات في علاقات مع شيء أخر غير هي، في علاقتها مع عبارة يمكن أن توجد مكانها. انها نظريات استبدالية تتوقف على إمكانية استعمال مماثلة (دلالية) لدالين، الواحد حقيقي والأخر مجازي.

واللفظ غير المشار اليه (الحقيقي) يصبح متمثلا على الفور في قاعدة حتى ولو لم نتفق حول طبيعته بسهولة. ولم تعمل النظريات الحالية إلا على تكميل وتدقيق هذا التعريف. المجاز انزياح عن المعيار، فالتعبير المجازي يمكنه أن يحوط بعبارة عادية بكثير، مشتركة وبسيطة الخ. وتصطدم هذه الفكرة المعادة بعناد ببعض الاعتراضات نلخصها فيما يلي:

1-هناك اتفاق على القول بان الانزياح ليس كله مجازا ، لكن احدا لم يفتح معيار للتمييز يهدف إلى التفرقة بين الانزياح المجازي والانزياح غير المجازي. إن التعريف على الأقل ناقص: «ينقصه “الفرق الخصوصي.

2- ولكن ماذا يلزم لتثبيت الاقتراح المعاكس بان كل المجازات هي انزياح ؟

انزياح عن ماذا؟ عن معيار. لقد كان حلم البلاغيين المحدثين هو ادماج هذا المعيار في قانون اللغة. وحقيقي أن عددا من المجازات تشكل مخالفات للغة. (مثلا أغلبية ” métaplasmes ” ل klinbnberg “. لكن هذا العدد لا يتناسب إلا مع جزء من المجازات فقط. وينبني البحث عن المعيار للمجازات الأخرى وليس في اللغة بل في نوع خاص من الخطاب. هكذا بنى جـــــــــــــــان كوهن «g. Cohen “معيار الخطاب العلمي وقبله عرفه “Lius servien “كأنه مؤسسة على غياب الغموض. سهولة الشرح، لامبالاة الإيقاع الخ …. وبطبيعة الحال يمكن أن نصرح بعد ذلك بان خطابا أخر ‘الشعري. بل ولم لا الصحفي واليومي الخ ……..) هو انحراف عن الأول، ولكن ماذا تريد هده الملاحظة؟ فقواعد اللغة تنطبق على الخطابات وقواعد خطاب معين لا تنطبق إلا عليه؟ والقول بان هذه القواعد غير موجودة في خطاب أخر يعد من قبيل تحصيل الحاصل. أن كل خطاب يتضمن تنظيمه الخاص والذي لا نستطيع اختزاله بقلب نظام خطاب أخر. واثبات العكس كاعتبار الكراسي موائد منحرفة.

ان التأكيد بان المجازات هي انزياحات ليس خطأ؟ لكنها فكرة تبدو في ضرورياتها اشكالية، وإذا حاولنا الوقوف بالتحديد عند المخالفات لقانون اللغة فإننا نجد أن هده المخالفات والمجازات تشكل مجموعتين متداخلتين. أن حدثا مماثلا يستحق بطبيعة الحال أن نقف عنده (لماذا ينظر إلى بعض المخالفات كمجازات؟ ولكنها لا توضح نوع هذا المجاز).

ان هذا لا يوافق منطق المحدثين المناهضين للانزياح، وهذا ليس فقط لان رفض هذا التعريف يخفى دائما كما أثبتته بصراحة (مطاردة الساحرات) التي يعتبرها (j. Cohen) غموضا قديما يؤدى إلى اعتبار الأدب موضوعا غير معروف. ولكن إضافة ذلك ينسب إلى مبدأ يمكن تسميته ” بنسبية استقلال الملاحظة في علاقتها مع الايدولوجيا. إذا وصفنا المجاز على انه نوع من الإعادة، فان الوصف يظل جيدا رغم أن المعيار عكس افتراضات البلاغيين لا يبعد التكرار، ان نظرية الانزياح تفشل حتما على صعيد الوصف وليس على صعيد التفسير.

*****

في حين لم يعرف أرسطو ” Aristote “المجاز على هدا الشكل ، فبالنسبة إليه لا يتعلق الأمر باستبدال عبارة مجازية بعبارة حقيقية ‘بل ظهور معنى مجازي محل معنى حقيقي .تظهر مزايا هذا التعريف جلية :في مكان إشكالية معادلة دلالية (سيمانطيقية) بين تعبيرين تكون كقاعدة للمقارنة تعريف كلمة أكيدة (صوت أو رموز الكتابة ) مع نفسها عندما يكون لها اكتر من معنى: يكفى اذن إبعاد فكرة معنى حقيقي ( اشتقاق) تبديله بمعنى آخر مستقل عن سياق الكلام الذي يبدو كرئيسي داخل النسق السانكرونى (سهل الإنشاء في الغالبية العظمى من الحالات).

لم يميز البلاغيون دائما بين العمليتين كما لم يكن هناك أي فرق بينهما. لا اذكر إلا مثالا مقتطفا من كتاب ل «Hedvig Konrad” نسمي الكلمات المحدثة لهذا التأثير الغريب ألفاظا متغيرة ونتحدث في هذه الحالة عن تغير المعنى. الاستعارات ادن هي شكل خاص لتغيير المعاني….. هكذا يعنى الاسم”queue”في استعماله الاستعاري الاسم file “”.

كيف نفسر هذه (الصفوة)؟ دون شك بعدم التمييز بين الدال والمدلول وبالضبط بهذا العائق الفطري للدلالة، من عدم إمكانية الكلام في الأسماء إلا بواسطة الأسماء. كما يفسر المعنى الثاني(تقريبا)لكلمة”queue”بواسطة”file” لقد رجعنا في الوصف إلى كلمة ثانية “file”بعد ذلك أخذت عملية اللغة الماورائية أو الميتالغة (إعطاء اسم جديد للمعنى الثاني) لكلمة queue كعملية استعارية في ذاتها. من ذلك أن في الأبحاث البلاغية الكلاسيكية تبدو ترجمة استعمالات مجازية لألفاظ حقيقية “كإنشاء لأسماء حقيقية كما في الاستعارة.ومن ذلك الرجحان المحول ل”Breton” لم يرد الشاعر قول شيء أخر لم يقله ولكن الكلمات تقول في الاستعارة شيئا أخر لم تعنيه عادة” fontenier”كما عند”beausée”سابقا ذلك انه لا توجد كلمة أخرى يمكنها تعويض”le pied la table”و”l’aile du moulin”لكن وبما لان للمعارضة القوية هي على الطرف الأخر من السلسلة : ليس بين التنافر الاستثنائي حيث لا يمكن تعويض الدال الحاضر بأخر وكل المجازات الأخرى ولكن بين الكناية الاستثنائية التي يكون فيها الاستبدال ممكنا وكل المجازات الأخرى حيث لا تكون.

*****

ان الاستعارة استثناء توجد بالطبع مصحوبة بضدها. الاستعارة هي القاعدة. وقد طور Vicoإحدى بديلات هذه الفكرة كما أعطى hamman» «و”Herder “و”Condillac”وrousseau”بدائل أخرى مهمة. (علق Derridaعلى الأخيرتين) من جهة أخرى.

بالنسبة ل “Vico”كان الكلام الأول استعاريا .(لقد اعتدنا الإشارة بان كل الاستعمالات المجازية التي قلنا عددها في أربعة ( استعارة كناية .مجاز مرسل .سخرية ) لم تكن كما أردنا حتى هنا إبداعات روحانية للكتاب .وإنما أساليب تعبيرية ضرورية فقط استعملت من طرف الشعوب الأولى ولكن ينظر إليها فقط انطلاقا من الحاضر.ومنذ فجر اللغة ، كانت المجازات هي الطريقة الوحيدة للتعبير .الطريقة (البسيطة والمشتركة) وكانت التعبير الحقيقي بينما التي نسميها هكذا هي مشتقة متأخرة بالطبع .تتحقق هده الأسبقية في ناحية أخرى بفضل أننا في أول الأمر كنا نبحث عن علاقة طبيعية بين العلامات والمعاني بهذا إذن بدأت الاسم الخرساء تتكلم أولا بواسطة الكتابة وقد أكد سابقا ” d’alevandrie ” “clément” هذا التعريف الشكلي بين الكتابة الهيروغليفية بالضبط والصور البلاغية :الهيروغليفية تعني “رمزيا كذلك بواسطة المجاز ” وقد أكد “Nietzsche” بالعكس أن الكلام جميعه استعاري.

كلمة (المفهوم) لا يعني حادثا أو ظاهرة إلا بالتجريد وذلك بإهمال بكثير من تفاصيلها. «كل تصور ينشـأ عن مماثلة غير مماثلة، وأكيد أيضا أن مفهوم ورقة “une feuille ” ليست مماثلة تماما للآخرين. كما أن مفهوم “feuille “كان مبنيا حقيقة على الترك العفوي للخلافات الشخصية الناتجة عن نسيان المقومات ولكن مماثلة هذا الجزء للكل هي صورة بلاغية: المجاز المرسل ويسميها “Nietzsche”تارة استعارة وتارة غاية. اللغة مكونة كلها من المجاز.” ليس هناك تعبير حقيقي ومعرفة حقيقية بدون استعارة. لهذا تأتي الاستعارة في علامة مميزة للاتساقية يتحدث “Nietzsche “عن هذه الغريزة التي تنمو لتشكل الاستعارة. هده الغريزة الإنسانية الأساسية التي لا يمكن تجديدها لحضه واحدة. لأننا سنعمل على تجريد الإنسان نفسه “ويسمي الإنسان حيوانا استعاريا.

تستلهم نظرية «Nietzsche» حدود هذا القدر المتحذلق الذي ننذركم باسمه من اجتناب كل استعارة من خطابتكم. إذا كنتم تبحثون من جديد عن الحقيقة والمعرفة أو العلم. يقول لنا” ” Nietzsche”بان الأمر ليس هنا إلا إلحاحا لاستخدام الاستعارات المألوفة.

“أن تكون صادقا يعني أن تستعمل الاستعارات المألوفة “ولكن إذا قلنا آن الكل في اللغة استعاري وان الفرق الوحيد الموجود هو بين ” معتاد وجديد. إننا نرفض خصوصية الاستعارة وننفي وجودها أيضا.

يكتب Nietzsche انه فقط لقدرته على النسيان فان الإنسان يمكنه أن ينتهي إلى الاعتقاد بأنه يملك حقيقة ….” ولكن النسيان موجود. ان رفض النسيان هو رفض للتغيير وللتاريخ أو بعبارة سوسورية “نسبة إلى سوسير” الفرق بين السانكرونية والدياكرونية. وإذا كانت كل لغة استعارية دياكرونيا فان جزءا واحدا منها يكون كذلك لا غير سانكرونيا. وبشكل مقارن ينبثق التساؤل حول الأصل من فكرة تاريخية.

إلى جانب النظرية “الكلاسيكية “للاستعارة كاستثناء والنظرية “الرومانسية كقاعدة. توجد نظرية ثالثة يمكن تسميتها “بالشكلية “تلك التي تبحث على وصف الظاهرة اللغوية في ذاتها وداخل قطع سانكروني.

لقد رأيناARISTOTE ينطق بها حقيقة بشكل غير مشجع .ليس فقط بسبب اعتقاد المعنى الحقيقي ولكن كذلك في الاعتقاد بان المعنى الجديد يعوض القديم.وسيكون I.A RICHSRDRS الأول من يلاحظ بان الأمر يتعلق بتفاعل داخلي بالأخرى من استبدال .المعنى الرئيسي لا يختفي (وإلا لن تكون هناك استعارة )انه يرجع إلى التصميم الثاني وراء المعنى الاستعاري .تنشأ بين الاثنين علاقة تبدو أنها تأكيد لمماثلة ومعادلة (“كما تثبت الكلمة نفسها ذلك “) ولكن المعادلة أو المماثلة لم تكن علاقة بسيطة ……وقد أصبحت دراسة الاستعارة فصلا في دراسة التفاعل الداخلي للمعاني (‘الاستعارة أو غير الاستعارة )وقد كرس لها ” .WILLIAM . EMPSON”مؤلف رئيسي (the structure of complex words de william Empson) نظرية أولى للمعاني المتعددة.

تفسير كهذا لا يقدر بالطبع إلا بالنسبة للاستعمالات المجازية. وقد نجد فيما يتعلق بالمجاز (دون تغيير المعنى) في المؤلفات القديمة للبلاغيين أحياء مهما آخر. فهي تشكل جزءا من العلاقات بين وحدات لغوية تلك التي نعرف تعريفها وتسميتها. أنها مثل أشكال هندسية بيانية فوق صفاء اللغة. تكرارات، نقائص، تدرجات، قلب العبارات إنها مثل جدول من خلاله نبدأ في إدراك من يتمتع لحد الآن باختفاء “الطبيعي «. اللغة، الصورة البلاغية هي لغة مدركة كما هي .

*****

يمكن توضيح الاستقلال النسبي للوصف في علاقته مع التفسير .وذلك باستحضار التحليل الذي قامت به Francis Edeline عن الاستعمالات المجازية وعلى الخصوص المجاز المرسل كما في حكايات الجن أو الملك ليير LEARحيث تصبح الفتاة الثالثة الأجمل والأذكى بعد أن كانت مكروهة .مجاز مرسل ،اعملناه طويلا –حتى كدنا نهمل وجوده –وذلك بسبب سابقتيه .الاستعارة والكتابة اللتان تظهران الآن كالمجاز الرئيسي .وقد استشعر بذلك FOUQUELIN” وCASSIRER “وقد اخدت مجموعة لييج في دراستها للمجاز المرسل بجد مبدأ قبل به اليوم كثير من المؤلفين .كما تتبعت نتائج هده الدراسة .فتحليلها صحيح إذا كان المبدأ حقيقيا .مع العلم آن تفكيك كلمة على المستوى الدلالي شيء ممكن .

هذا التفكيك الذي نسميه اليوم دليلي آو مقومي. ويذكرنا “LES LIEGEOIS”انه يمكن أن يكون على نوعين. الأول رابط ومادي. UN FAUTEUIL “”يجب أن يكون له كرسي ومقعد واذرع وأرجل الخ.

والنوع الثاني: فاصل وتصوري. ربما كوكب آو رأس آو كرة آو بطيخة. الخ..بعبارة أخرى فإننا نستخرج في الحالة الثانية من رأس كرة بطيخة وحدة (سميكة )مشتركة نعتبرها كطبقة (يقتضي المعنى الجيد بان تكون “كروية “جزءا من “رأس “إلا أن (رأس ) من الوجهة المنطقية هو عنصر من طبقة الكرة ، من جهة أخرى فانه يمكننا إنزال أو تصعيد سلسلة المعاني التي تظم هكذا من أي مجاز مرسل عام أو خاص .بالطبع فان للعمومية معنى مخالف سواء كان تفكيك الكلمات ماديا أو تصوريا .”الجزء ” المادي اصغر من كلمة بينما الجزء الدليلي اعم منه يرتكز المجاز المرسل على استعمال الكلمة في معنى هو جزء من معنى آخر لنفس الكلمة وبإتباع هذا أو ذاك النوع من التفكيك هذا آو ذاك الاتجاه فان”الشارع ” المشهور والمستعمل في معنى قريب من معنى “مركب “دو مجاز مادي خاص و”إنسان” في معنى قريب من معنى “يد “هو مجاز عام الخ ….

الاستعارة اذن ليست أي مجاز مرسل ومزدوج ، الكل يحدث في الاستعارة كما لو أن المعنى وسيطا .والجزء المماثل للمعنيين المستخدمين قد استعمل كمجاز مرسل،وحتى يخضع المعنيان لنفس الدال (كما لو لم يكن هناك معنيان وإنما معنى واحد ) نقوم أولا بتمثيل مجازي لكل واحد .مثلا “FLEXIBLE” هي مجاز مرسل ل “BOULEAU”و”JEUNE FILLE ” الشيء الذي يسمح بإعطاء “BOULEAU”معنى استعاريا قريبا من معنى كلمة”JEUNE FILLE ” الكتابة هي أيضا مجاز مرسل مزدوج ولكن في معنى معاكس أنها مماثلة ومخالفة للاستعارة .وهنا يعمل كل من المعنيين كمجاز مرسل لمعنى ثالث يشملهم .حين نسمي كاتبا للحديث عن مؤلفاته فان الواحد كالأخر يستجيب على طريق المجاز المرسل في علاقته بمجموعة واسعة تتداخل فيما الحياة والمؤلفات الخ …وتصبح عملية المعنيين ممكنة لأنهما ينتميان معا إلى نفس المجموعة .

إننا لم نلمح بعد الى جميع نتائج هذا التحليل المنطقي. وها هي واحدة بسيطة توضح عدم الانتباه للإحداث البلاغية حتى الآنJAKOBSON.يحدد فرويد بالاستعارة. وهو ما فعله لاكان هل هو تضاد تضاد؟ لا. لأن الاستعارة ليست إلا مجازا مرسلا…….

المراجع:

النص الاصلي: