منال سلامه إسماعيل قزاز1
1 المعهد العالي لأصول الدين، جامعة الزيتونة، تونس
بريد الكتروني: Mqazzaz1@gmail.com
HNSJ, 2023, 4(8); https://doi.org/10.53796/hnsj484
تاريخ النشر: 01/08/2023م تاريخ القبول: 10/07/2023م
المستخلص
ظهرت في الآونة الأخيرة الدعوات المطالبة بحرية المرآة ومساواتها بالرجل بشكل أعمق وأوسع مما كانت عليه من قبل, وكان من ضمن هذه الدعوات, حرية المرأة في لباسها وزينتها, وبفعل وسائل الإعلام, ووسائل التواصل الاجتماعي, ووسائل النقل الحديثة, أصبح العالم قرية صغيرة , يتأثر جميع سكانه بما يشاهدونه من تبادل للثقافات, واندماج للحضارات, وترويج للمثيرات, مما أثر سلبا على الأفكار والمعتدات, فتأثرت المجتمعات الإسلامية بتلك الدول, وأخذوا عنهم معتقداتهم وأفكارهم دون رقيب أو حسيب, وفي هذا البحث الموسوم ب (حرية المرأة في اللباس والزينة بين التشدد والتبذل ) ناقشت فيه الباحثة حدود زينة المرأة وصفات لباسها كما وردت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
البحث مكون من مقدمة ومبحثان وخاتمة, في المبحث الأول ذكرت الآيات المتعلقة بزينة المرأة ولباسها, وشرحت صفات جلباب المرأة المسلمة, ثم تفسيرات العلماء للآيات المتعلقة بلباس المرأة.
وفي المبحث الثاني, كيف بدأت دعوات تحرر المرأة من زيها الإسلامي, وكيف يكون التجديد في لباس المرأة بحيث يوافق الشرع, وكيفية حجاب المرأة عند أهل الكتاب.
وأخيرا وضعت الخاتمة التي تحوي النتائج والتوصيات, ومن ثم قائمة المراجع والمصادر التي أخذت منها
الكلمات المفتاحية: دعوى، حجاب، حشمة، السفور، الحياء، فتن، لباس، تجديد
Women’s freedom in dress and adornment between extremism and vulgarity
Manal Salameh Ismail Qazzaz1
1 Higher Institute of Fundamentals of Religion, Al-Zaytouna University, Tunisia
Email: Mqazzaz1@gmail.com
HNSJ, 2023, 4(8); https://doi.org/10.53796/hnsj484
Published at 01/08/2023 Accepted at 10/07/2023
Abstract
Recently, calls for the freedom of women and their equality with men have appeared deeper and wider than they were before, and among these calls was the freedom of women in their dress and adornment, and with the influence of the media, social media, and modern means of transportation, the world has become a small village, affected by all Its inhabitants, with what they see of the exchange of cultures, the fusion of civilizations, and the promotion of stimuli, which negatively affected ideas and aggression, so the Islamic societies were affected by those countries, and they took their beliefs and ideas without censorship or accountability, and in this research marked with (the claim of women’s freedom in dress and adornment between extremism and vulgarity) In it, I discussed the limits of women’s adornment and the characteristics of their clothing as mentioned in the Book of God and the Sunnah of His Messenger, may God’s prayers and peace be upon him. The research consists of an introduction, two chapters, and a conclusion. Scholars of the verses related to women’s dress.
In the second topic, it was about the characteristics of women’s clothing from the Book and the Sunnah, and how the calls for women’s liberation from their Islamic dress began, and how the renewal of women’s clothing should be in accordance with the Sharia, and how women’s veils according to the People of the Book.
Finally, the conclusion was drawn up, which contains the results and recommendations, and then a list of references and sources from which it was taken.
Key Words: Lawsuit, Lawsuit, decency, unveiling, modesty, fascinate, dress, renew.
المقدمة
الحمد لله الحق المبين, الهادي إلى الطريق القويم, والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من الفتاوى والدعوات التي تدعو إلى نزع حجاب المرأة المسلمة, باعتباره مستحبا وليس واجبا, أو باعتباره فضل وليس فرضا, أو باعتباره نوعا من أنواع الرجعية والتخلف, أو باعتباره يمثل ويرمز إلى شريحة أو فصيل معين, أو غير ذلك من الاعتبارات أو المبررات, فأصبح لباس المرأة المسلمة على درجات كثيرة ما بين التشدد إلى السفور..
وتأثر الجيل الواعد في العالم الإسلامي بالبلاد الغربية باعتبارها قدوة تحتذى, ضاربين بعرض الحائط تعاليم ديننا الحنيف, وأخلاقنا وأعرافنا وتقاليدنا التي نشأنا عليها, فأصبح من الطبيعي أن نشاهد في ديار المسلمين من يتمثلون بالغرب في لباسهم ومظهرهم , متنازلين عن سمات المسلم الحق, وعن الحياء والحشمة في المظهر والمخبر, حتى لم نعد نميزهم عن غيرهم من الأمم الأخرى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع, حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه, قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن. [1]
وكان أول مؤسس لدعوى التعري, والتكشف, هو إبليس- عليه لعنة الله – وقصة آدم وحواء – عليهما السلام – مع إبليس تكشف عن مدى إصرار إبليس اللعين على كشف العورات, ونشر الفواحش, وهتك الأعراض, وأن سياسة التعري والسفور ليست وليدة هذا الزمن, بل خطط لها منذ بدء الخليقة.
أهمية البحث:
تبع أهمية هذا البحث من تناوله لإحدى الدعوات التي ينادي بها دعاة حرية المرأة في المجتمعات الإسلامية, والتي تتخذ من حرية المرأة ومساواتها بالرجل هدفا لها, بغض النظر عن الأحكام الشرعية المتعلقة بلباس المرأة وزينتها, متجاهلين مدى تأثير التزام المرأة بالضوابط الشرعية في لباسها وزينتها على المجتمعات الإنسانية بشكل عام, وعلى المجتمعات الإسلامية بشكل خاص.
أهداف البحث:
- بيان آراء العلماء في لباس المرأة وزينتها.
- بيان الحدود والضوابط الشرعية لزينة المرأة ولباسها.
- بيان كيفية ظهور دعوات تحرر المرأة من الحجاب.
خطة البحث:
يتكون هذا البحث من مقدمة ومبحثين تليهما خاتمة تحوي أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها من خلال البحث, وهذا بيان بهذه المباحث:
المبحث الأول: زينة المرأة من الكتاب والسنة وأقوال الفقهاء.
المطلب الأول: الآيات والأحاديث المتعلقة بلباس المرأة وزينتها.
المطلب الثاني: حدود لباس المرأة وزينتها.
المطلب الثالث: تفسيرات الفقهاء للآيات المتعلقة بلباس المرأة وزينتها
المبحث الثاني: لباس المرآة وزينتها ودعوات التحرر.
المطلب الأول: صفات لباس المرأة كما وردت في الكتاب والسنة.
المطلب الثاني: كيف بدأت دعوات تحرر المرأة من الحجاب.
المطلب الثالث: كيف يكون التجديد في لباس المرأة بحيث يوافق الشرع.
المطلب الرابع: حجاب المرأة وزينتها عند أهل الكتاب.
الخاتمة وتحتوي على أهم النتائج والتوصيات
المطلب الأول: الآيات والاحاديث المتعلقة بلباس المرأة وزينتها:
دلت الآيات القرآنية على أن الحشمة والحياء وستر العورات من الفطرة السليمة التي فطر الله الإنسان عليها:
فدلاهما بغرور: ” أي خدعهما بغرور, يقال: فلان يدلي فلان بغرور, مازال يخدعه بغرور ويكلمه بزخرف من القول باطل, فلما ذاق آدم وحواء ثمر الشجرة انكشفت لهما سوآتهما , لأن الله أعراهما من الكسوة التي كان كساهما قبل الذنب والخطيئة, فسلبهما ذلك بالخطيئة التي أخطآ, أو المعصية التي ارتكبا, فأقبلا وجعلا يشدان عليهما من ورق الجنة ليواريا سوآتهما “.[2]
يقول السمرقندي:” فلما أكلا من الشجرة ووصل إلى بطونهما تهافت لباسهما عنهما, فبدت لهما سوآتهما أي ظهرت عورتهما, وإنما سميت العورة سوأة لأن كشف العورة قبيح, وفيه دليل أن ستر العورة كان واجبا من عهد آدم عليه السلام, لأنه لما كشف عنهما سترا عورتهما بالأوراق”.[3]
قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون) الأعراف [26] وفي ذلك إشارة إلى أن اللباس يجب أن يستعمل على نحو يرضي الله سبحانه, وتجنب لبس مالا يرضيه.
والمرأة جبلت على حب الزينة, وتهوى التَّزيُّن منذ نعومة أظفارها, فهي في أساس خلقتها,
قال تعالى: ( أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) الزخرف[18]
في تفسير السمعاني: “أي في الحلي, والحلية: الزينة, والمعنى: أنها مشغولة بزينتها, وليس لها رأي في الأمور, ولا تصرف في الأشياء “.[4]
وجاء في تفسير السمرقندي: “أفمن زين في الحليِّ والحُلل, وهو في الخصام غير مبين، أي: غير مبينات للحجة؛ لأن المرأة لم تبلغ بخصومتها ما يبلغ الرجال”.[5]
ولان المرأة جبلت على حب التزين, فقد رخص لها الشارع الحكيم في لباس الذهب والحرير بخلاف الرجال, فهن عليهم حرام, قال صلى الله عليه وسلم: “احل الذهب والحرير للإناث من امتي , وحرم على ذكورها” [6]
فقد أرسل رسول الله إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بحلة من حرير, فرآه يلبسها, فقال : “إني لم أرسل بها إليك لتلبسها, وإنما بعثت لك بها لتبيعها أو تكسوها, إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”[7]
واللِّباس من الأشياء التي تدل على أخلاق الأمم ورقيها, فكان التكشف والتعري من صفات الإماء وبنات الهوى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صنفان من أهل النار لم أرهما, قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ولا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها, وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” [8] وكذلك التعري من صفات الأمم البدائية البعيدة عن الحضارة البشرية, وكذلك من صفات الحيوانات التي تظهر عورتها في كل مكان دون حياء.
وجاءت الشريعة الإسلامية بالأسس والقواعد التي يقوم عليها المجتمع المسلم السليم القويم, وحافظت على هذا المجتمع بالبعد عن الفحش والتفحش, وعن إتباع الشهوات بالتبرج والتهتك والسفور, وعن اطلاق البصر فيما حرم الله من الملذات وفيما خبث من المحرمات.
ولما كانت المرأة في تركيبها فتنة, وفي تبرجها إثارة, وضع الشارع الحكيم ضوابط لاختلاطها, وطريقة كلامها, وتبرجها, ووضع صفات للباسها بما لا يثير الفتنة ولا يحرك الغرائز, فكانت المرأة المسلمة التي تتحلى بالحياء والعفاف والحشمة, طائعة لله بما أمر, مبتعدة عما نهى عنه وزجر.
المطلب الثاني:
حدود لباس المرأة وزينتها:
قال تعالى: ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )الأحزاب [59] وللجلابيب تفسيرات عدة عند علماء التفسير نذكر منها:
يقول الطبري: “هي القناع الذي يكون فوق الخمار والرداء الذي يكون فوق الثياب, لا حرج أن يضعن ذلك عند المحارم من الرجال ” [9]
وفي تفسير ابن أبي حاتم: ” الجلابيب جمع جلباب, وهو ثوب أكبر من الخمار , وروي عن ابن عباس وعن ابن مسعود انه الرداء, وقيل أنه القناع, والصحيح أنه الثوب الذي يستر جميع البدن” [10]
أما يحيى بن سلام فقال: ” الجلباب هو الرداء تقنع به, وتغطي به شق وجهها الأيمن, تغطي عينها اليمنى وأنفها”[11]
وجاء في سبب نزول هذه الآية:
قال عبد الرَّزَّاق في تفسيره: “كُنَّ يخرجن فيتعرَّض لهنَّ السُّفهاء فيردوهنَّ, فكانت المرأة تخرج يحسبونها أمة فيتعرضون لها ويؤذونها”. [12]
وقال مجاهد في تفسيره: “يتجلببن حتى يعلم إنهن حرائر لا يتعرض لهن فاسق بأذى من قول أو ريبة ” [13]
” وكانت نساء الرسول صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن , وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين , فشكوا ذلك, فقيل ذلك للمنافقين فقالوا: إنما نفعله بالإماء, فنزلت هذه الآية ” [14]
فقوله سبحانه موجه لأمهات المؤمنين, وبنات الرسول الكريم, وللنساء المؤمنات, إذا: فالخطاب يشمل جميع النساء, حيث بدأ الخطاب القرآني بزوجاته وثنى ببناته صلى الله عليه وسلم, ثم نساء المسلمين.
المطلب الثالث:
تفسيرات الفقهاء للآيات المتعلقة بزينة المرأة ولباسها:
وليضربن بخمرهن على جيوبهن: يقول الطبري: ” الخمر جمع خمار, على جيوبهن: ليسترن بذلك شعورهن, وأعناقهن, وقرطهن ” [15] وعند يحيى بن سلام: ” تسدل الخمار على جيبها وهو نحرها” [16] وعند الماتريدي: ” ليرخين بخمرهن على الصدر والنحر فلا يرين منها شيئا” [17]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:” يرحم الله نساء المهاجرات الأول, لما أنزل الله (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ) شققن مروطهن فاختمرن بها “[18]
وجاء في تفسير ا(إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)عدة أقوال منها:
قال الطَّبريّ: “أي لا يبدين ما خفي من هذه الزِّينة الخفيَّة إلَّا لمحارمهنَّ وهي الوجه والكفين وقالوا: الوجه والثِّياب, وقال: الكُحل, وخضاب الكفِّ, والخاتم, فهذا تظهره في بيتها لمن دخل عليها من النَّاس”.[19]
وفي تفسير مقاتل بن سليمان: “إلا ما ظهر منها, يعني الوجه والكفين وموضع السوارين” [20] وعند ابن وهب : “هي الكحل والخاتم ” [21] وعند الفراء: “هي الكحل والخاتم والخضاب” [22]
وجاء في تفسير (غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ) أقوال نذكر منها:
في تفسير عبد الرزاق: ” هو الأحمق الذي ليس له في النساء حاجة ولا أرب” [23] وعند الإمام أحمد: “هو الذي لا تستحي منه النساء” [24] وعند سفيان الثوري: “هو الأبله الذي يريد الطعام ولا يريد النساء” [25] وعند ابن أبي شيبة: “هو الأبله الذي لا يعرف أمر النساء” [26] أما عند ابن قتيبة: “الاتباع الذين ليس لهم إربة في النساء, أي لا حاجة , مثل الخصي والخنثى والشيخ الهرم” [27]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنثا, وكانوا يعدونه من غير أولي الإربة من الرجال, فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ ينعت امرأة وهو يقول: إنها إذا أقبلت , أقبلت بأربع, وإذا أدبرت, أدبرت بثمان, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أرى هذا يعلم ما ها هنا لا يدخل عليكن, فحجبوه” [28]
(وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ) “كانت المرأة ربما إذا اجتازت وفي رجلها الخلخال وربما كان فيها الخلاخل, فإذا ضربت برجلها علم أنها ذات خلخال وزينة, وهذا يحرك من الشهوة فنهي عنه, كما أمرن إلا يبدين, لأن استماع صوته بمنزلة إبدائه” [29]
يقول الحكيم الترمذي: “هو صوت الخلخال, وإذا فعلت ذلك وتزينت لغير زوجها فهذا فساد عظيم في قلبها, وخيانة للزوج , وإن لم تكن ذات زوج فالفتنة فيها باعثة إلى ما هو أعظم من ذلك” [30]
قال تعالى: ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الأحزاب [33]
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) الأحزاب[59] وقد بيَّنت هذه الآية أنَّ الحجاب ليس خصيصة لأزواج الرَّسول صلى الله عليه وسلم, بل الآية عامَّة لجميع النساء.
قال الماتريديّ في تفسيره: “قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم, كنَّ متبرِّجات بالزَّينة، مظهرات لها, وقيل في الجاهلية الأولى: هي الَّتي ولد فيها إبراهيم -عليه السلام- أعطوا أموالا كثيرة وكن يتبرجن في ذلك الزمان تبرجا شديدا, فأمر أزواجه بالعفة والترك, فلسنا ندري ما أراد بالجاهلية الأولى, ومن أراد بذلك, الذين كانوا بقرب خروج رسول الله وبعثته, أو الذين كانوا من قبل في الأمم السالفة ؟ [31]
وفي تفسير الطبري:” إن أهل التأويل اختلفوا في الجاهلية الأولى, فقال بعضهم: هي ما بين عيسى ومحمد عليهم السلام, وجاء أيضا: هي ما بين ادم ونوح, أو ما بين إدريس ونوح, والجاهلية الأخرى ما بين عيسى ومحمد عليهم السلام” [32]
المبحث الثاني:
المطلب الأول:
صفات لباس المرأة كما وردت في القرآن والسّنة:
جاءت صفات لباس المرأة المسلمة, وما يجب أن يكون عليه كاملة في القرآن الكريم والسّنة المطهَّرة, وهذه الصِّفات تتمثَّل فيما يأتي:
أولًا- أن يستر جميع البدن عدا الوجه والكفين, وقد أمر رسول الله النِّساء أن يرخين ذيولهنَّ, أذن لهن بشبر لا يزدن عليه, فقالت أم سلمة: إذًا نتكشف يا رسول الله, فقال: “ذراعًا لا تزدن على ذلك”.[33] وفي حديث عائشة أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق, فأعرض عنها وقال: “يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه” [34]
ثانيًا- ألَّا يشفَّ ما تحته, لقوله في صفات نساء أهل النَّار: “صنفان من أهل النَّار لم أرهما بعد: نساء كاسيات عاريات, مائلات مميلات, على رؤوسهنَّ أمثال البخت[35] المائلة, لا يرين الجنة, ولا يجدن ريحها,…”[36] “وحذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اللِّباس الرَّقيق من الثِّياب, الَّتي تفتن النُّفوس”.[37] وقد فسَّر مالك: كاسيات عاريات, “أنَّهنَّ لابسات رقيق الثِّياب, والنَّهي عن رقيق الثِّياب واصفًا أو غير واصف خشية الفتنة”.[38]
ثالثًا- ألَّا يصف, أي: لا يكن ضيقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: “كم من كاسية في الدُّنيا, عارية في الآخرة”.[39]” وعن أسامة بن زيد قال: “كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مما اهدى له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك لا تلبس القبطية؟ فقلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي, فقال: مرها أن تجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها “[40]
رابعًا- ألا يشبه لباس الرِّجال, لقوله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله المتشبِّهات من النِّساء بالرِّجال, والمتشبهين من الرِّجال بالنساء”[41], فمن تشبَّهت من النِّساء فهي ملعونة, واللَّعن هو الطَّرد والإبعاد من رحمة الله إذا صارت تتكلَّم مثل الرِّجال, أو جعلت ثيابها كثياب الرِّجال.
خامسًا- ألَّا يكون معطَّرًا ولا مبخرا, لقوله : “إذا استعطرت المرأة, فخرجت على قوم ليجدوا ريحها, فهي زانية”[42]
سادسًا- ألَّا يكون ثوب شهرة, لقوله : “من لبس ثوب شهرة, ألبسه الله ثوب مذلَّة يوم القيامة”.[43]
سابعًا- ألَّا يشبه لباس الكافرات, لقوله :”من تشبَّه بقوم فهو منهم”.[44]
ثامنا: أن لا يكون في نفسه زينة, بأن يكون لامعا أو مبهرجا, أو ملونا بطريقة لافتة, أو يحوي رسوما وزخارف ملفتة.
آخرًا- ألَّا يكون به غرور ولا مخيلة, لقوله :”من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة”.[45]
وللمرأة بعد ذلك أن ترتدي ما تشاء من الملابس إذا أخذت بالشروط السابقة التي وضعها الشارع الحكيم.
المطلب الثاني:
كيف بدأت الدعوات المتعلِّقة بنزع حجاب المرأة؟
“كان أول من نادى بتحرير المرأة بشكل عصري هو رفاعة الطَّهطاوي” [46] “وهو شاب مصري أزهري, سافر إلى فرنسا على رأس بعثة فنية لتكون نواة التقدم لمصر, وهو صاحب المقولة الشَّهيرة: “لا بد لعمل الشَّرع مع العقل”, ومن بعده جاء محمد عبدو” [47] ” ويعد رمزاً من رموز التجديد في القرن التاسع عشر, وبعد ذلك بعقود, وعندما أطلقت دعوى حرِية المرأة في نزع الحجاب , تلقت هذه الدَّعوى مجموعة من النسوة فطالبن بالسفور على أنه حق سلبه إياه المجتمع, أو سلبه إياه الرجل, وكانت زعيمة هذه النَّهضة امرأة تدعى هدى شعراوي” [48] “وهي ابنة محمد باشا سلطان, سافرت محجَّبة إلى فرنسا للتَّعلم, ولكنَّها عادت سافرة, وتحلَّق حولها بعض النسوة, مثل: صفيه سعد زغلول [49] وبعض الرجال الَّذين يدافعون عن حقوق المرأة في الصحف والمجلَّات بالنثر والشعر، مثل: قاسم أمين وغيرهم” [50]
وفي الوقت نفسه ” قادت صفية سعد زغلول, زوجة سعد زغلول, مظاهرة للنساء في ميدان قصر النيل (ميدان الإسماعيلية) سنة 1919م, أمام ثكنات الجيش الإنجليزي, يهتفن ضد الإنجليز, ويطالبن بالجلاء التَّام للإنجليز عن مصر, وفي وسط هذه المظاهرات الجادة, وبتدبير مسبق, ودون مقدمات, خلعن الحجاب وألقين به في الأرض, وأشعلن فيه النَّار….. وتحررت المرأة!
ما علاقة المظاهرة القائمة للاحتجاج على وجود الاحتلال الإنجليزيِّ بنزع الحجاب وإشعال النار فيه ؟ هل الإنجليز هم من فرض الحجاب على المرأة المسلمة من باب التَّعسف والظُّلم, فجاءت النِّساء للاحتجاج على الاحتلال بنزع الحجاب؟” [51]
وفي عصرنا الحالي ازداد الوضع سوءًا, فقد ظهرت الكثيرات على شاكلة هدى شعراوي، وصفية سعد زغلول، وقاسم أمين، ورفاعة الطَّهطاوي, مثل: نوال السَّعداويّ[52], وغيرها الكثير من المذيعات والممثلات وسيدات المجتمع, وأُنشأت الجمعيات والنوادي للتشجيع على نزع الحجاب، مدعين أن الحجاب لا أصل له في الدِّين الإسلامي.
وشيئا فشيئًا, سقط الحجاب في المدارس والجامعات والشَّوارع, وما تبقَّى منه أصبح يشبه كل شيء إلَّا الحجاب, وقد أُفرغ من مضمونه, وتخلَّى عن المقصد الشَّرعي منه, وأصبح في نظرهم, تقليدًا من التَّقاليد البالية, وشكلا من أشكال التَّخلُّف والرَّجعية, الَّتي تنافي الحرِية, والتَّحضر, وتنافي الانسجام مع المجتمعات الرَاقية والمتمدنة, إلَّا من رحم ربِّي.
“وقد أنشأت الدول الاستعمارية مؤسسات عدة في البلاد الإسلامية الَّتي خضعت لنفوذها, وابتعثت الكثيرًا من الطَّلبة للدراسة في الخارج, وهدفها الحقيقي خدمة الاستعمار والتَّبشير”[53]
وشرعت ببثِّ الفتنة والانحلال والاختلاط والتَّعري بين الشعوب المسلمة, تارة بدعوى حرية المرأة والتشجيع عليها, وتارة بسن القوانين التي تبيح الانحلال والانفلات تحت مسميات مختلفة, وتارة أخرى بنعت الشريعة الإسلامية بالرجعية والتخلف وعدم صلاحيتها لهذا العصر, وغير ذلك من المبررات الواهية.
“وقد رُفع شعار تحرير المرأة, بقصد اجتذاب المرأة المسلمة واستخدامها حربًا على دينها, فالتَّحرُّر لا يكون إلَّا من عبودية, والمسلم لا يعطي العبوديَّة إلَّا لله” [54]
المطلب الثالث:
كيف يكون التجديد في لباس المرأة بحيث يوافق الشرع:
المرأة المسلمة جزء من المنظومة النسوية العالمية, وباعتبارها العنصر الأضعف في المجتمعات الإنسانية, دخلوا للمسلمين من خلالها واستخدموها حربا على دينها, فكانت هدفا مباشرا لتطبيق القوانين والنظريات المعاصرة, بإيهامها أنها في ظل الإسلام مضطهدة ومقهورة, فاذا افسدوها كان إفساد ما دونها أسهل وأسرع, لذلك طالتها دعوات التجديد الحديثة, فكان لا بد من إيجاد حلولا تتماشى مع روح العصر وأحكام الشرع, فظهرت الملابس النسائية الساترة والمحتشمة والتي تتصف بما ورد في الكتاب والسنة, إلا أنها تخالف الزي التقليدي من حيث الشكل والتصميم والألوان, فلاقت هذه الملابس رواجا كبيرا بين المسلمات, لأنها تلبي رغبة المرأة في التغيير وحاجتها إلى تطور لباسها بما لا يخالف الشرع.
وكانت هذه الملابس محل خلاف بين العلماء والدعاة, فالبعض اعترض على الشكل وقال إن المرأة المسلمة لا تلبس سوى العباءة المعروفة أو الجلباب الفضفاض, والبعض الآخر اعترض على اللون وقال إن المرأة لا تخرج من بيتها إلا بالعباءة السوداء, مبررين ذلك بأنه توسع فيما حرم الله, وخاصة أن هذه الملابس استعملت في كثير من الأحيان مع التبرج أو كشق لبعض خصلات الشعر, أو معطرة أو شفافة أو غير ذلك من مخالفات شرعية.
فكان من حكمة الله ورحمته انه لم يفرض على المرأة لباسا معينا أو لونا محددا, إذا التزمت المرأة بالمواصفات الشرعية فيه, فقد وردت الأدلة على ذلك من السنة المطهرة.” فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى النساء في أحرامهن عن القفازين والنقاب وما مس الروس والزعفران من الثياب ولتلبس بعد ذلك ما أحبت من ألوان الثياب معصفرا أو خزا أو حليا أو سراويل أو ذهبا”[55]يقول ابن حجر: “إن غالب ما يصبغ بالعصفر يكون لونه أحمر” [56] والمعصفر هو الثوب المصبوغ بالعصفر.
وجاء في طبقات ابن سعد: “حدثتنا أم نصر, قالت: حدثتنا معاذة قالت: رأيت على عائشة ملحفا معصفرا ” [57]
“عن قتادة أن عمر بن الخطاب رأى على رجل ثوبا معصفرا فقال: دعوا هذه البراقات للنساء”[58]
ومن خلال هذه الأحاديث الصحيحة, أن الإسلام لم يحدد هيئة لما تلبسه المرأة, مراعاة لأعراف الناس وتقاليدهم وبيئاتهم, ومراعاة لاختلاف الأماكن والأزمان, فهو حسب ما هو متعارف عليه من لباس النساء في كل بلد, ولكنه وضع شروطا متى توافرت هذه الشروط كان لباسها موافقا للشرع, وهذا من الأدلة الواضحة على أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان, فيدخل فيه جميع الناس على اختلاف بيئاتهم وتقاليدهم دون حرج أو مشقة.
والأصل في لباس المرأة أن لا يخرج عن العرف العام بحيث تنسجم مع مثيلاتها من النساء في البلد أو القطر الذي تعيش فيه, ولا تتميز بشكل ملفت, فالإسلام يفتح الباب واسعا للمرأة, لا كما تحاول بعض الجهات إظهار المرأة المسلمة بصورة مضطهدة, فلها أن تختار ما تشاء من اللباس بعد تحقيق الضوابط الشرعية فيه, بما يحفظ للامة قيمها دون إفراط أو تفريط.
المطلب الرابع:
حجاب المرأة وزينتها عند أهل الكتاب:
قال دعاة الفتنة ومروجوها: إن الحجاب ينتقص من قيمة المرأة وإنسانيتها, ونحن نقول:
أولا: لو أخذنا بالقوانين المتعلقة بحقوق الإنسان, فهي تنص على تقبل الطرف الآخر رغم الاختلاف.
ثانيا: كان الإنسان البدائي عاريا حافيا, فأخذ يتطور شيئا فشيئا, وكلما ازداد تطورا ازداد احتشاما, فكسى نفسه باللباس حتى أصبح دليلا على رقي الأمم وتحضرها.
ثالثا: كان رمزا للمرأة الشريفة والعزيزة والمصانة عن العري والتبذل, وقد تميز لباس الملكات والأميرات بالحشمة عبر العصور, فكان التبذل في اللباس من الصفات الذميمة للمرأة, مسلمة كانت أو غير مسلمة, وكانت الملكات والأميرات لا يظهرن للعيان إلا للضرورة القصوى, ففي النمسا مثلا وفي عام 1916م ظهرت الملكات والأميرات النمساويات في جنازة الإمبراطور النمساوي ( فرانز جوزيف الأول) يرتدين زي يشبه نقاب المسلمات.[59]
” وقد كانت الملكة اليزابيث – ملكة المملكة المتحدة, إنجلترا – ترسل بالدعوات لحضور الاحتفالات الملكية مع الإشارة بضرورة التزام النساء باللباس المحتشم”[60]
كما أن الصور المعروضة في المتاحف تظهر المرأة محتشمة في لباسها وغطاء رأسها, وكذلك الكنائس تظهر المرأة بصورة محتشمة ومغطاة الرأس, خاصة صور مريم العذراء والراهبات, وكذلك لباس النساء اليهوديات المتدينات, يكاد لباسهن يشبه لباس المرأة المسلمة حتى وقتنا الحاضر.
رابعا: ظهر من خلال البحث بأن حجاب المرأة واحتشامها لم يكن خصيصة للمرأة المسلمة, ولم يكن فرض الحجاب في الشريعة الإسلامية فقط, فالأمر للمرأة بالحجاب ورد في الديانات السماوية الثلاث, فقد نصت على ذلك كتبهم المقدسة, فإن الحشمة مطلبا في جميع الشرائع وليست خصيصة للدين الإسلامي, إلا أن هذه الديانات لم تلتزم بتعاليم كتبهم وشرائعهم, فقد جاء في العهد الجديد: “وكل امرأة تصلي أو تنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها , لأنها صورة الله ومجده, وأما المرأة فهي مجد الرجل, لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل ولان الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل, فقد خلقت المرأة من أحد أضلاعه, ولذا تخضع له كقائد للأسرة ” [61]
“وانتقد الكهنة والقساوسة لباس نسائهم في الكثير من الكتب والتفسيرات لديهم, فقد جاء في كتاب قصة الحضارة: وكان في وسع الرجل أن يطلق زوجته إذا عصت وخالفت أوامر الشريعة اليهودية بأن سارت أمام الناس عارية الرأس” [62]
وقد اعتاد القديس (تشارلز بورومايو) على القول: “يجب منع النساء غير المحتشمات من الدخول إلى الكنيسة, لأن ارتداء الملابس الفاحشة هي عادة ذميمة جدا عند النساء, وكان (البابا ليونس) يشدد على المحافظة على وصية الرسل التي تطلب من المرأة أن تحجب رأسها عند الذهاب للكنيسة, ويشرح القديس (كليمنضوس) سبب هذه الوصية , وهو أن عدم الاحتشام يشتت أفكار الرجال ويسبب لهم الشكوك, ويقودهم إلى ارتكاب الخطيئة” [63]
وجاء في الدسقولية [64]: “المرأة الحكيمة تاج لزوجها, وأن نساء كثيرات بنين بيوتهن, واعلمن أيتها النساء أن المرأة الموافقة المحبة لزوجها تنال كرامة كثيرة من الله, إن أردت أن تكوني مؤمنة ومرضية لله فلا تتزيني لكي ترضي رجال غرباء, ولا تشتهي لبس المقانع والثياب الخفيفة التي لا تليق إلا بالزانيات, ليتبعك الذين يصيدون من تكون هكذا, وان كنت لا تفعلين هذه الأفعال القبيحة للخطيئة, فانك بتزينك وحده تدانين لأنك بذلك تضطرين من يراك أن يتبعك ويشتهيك, فلماذا لا تتحفظين لئلا تقعي في الخطيئة, ولا تدعي أحد يقع في شك أو عثرة لأجلك, إذا أخطأت باعتمادك هذا الفعل فأنت أيضا تسقطين , لأنك تكونين سببا لهلاك نفس ذلك الرجل” [65]
وفي قوانين (هيبوليتس) القبطية: “والعذارى إذا أتى وقت شبابهن فليغطين رؤوسهن مثل النساء الكبار وليس بثوب خفيف” [66]
وفي عصرنا, شرعوا الانحلال بكافة أشكاله حين اعتبروا الحشمة تطرفا وتزمتا وإرهابا, وقد أعجبتني عبارة للكاتب (بول ريكور ) في كتاب (الانتقاد والاعتقاد ) في كلامه عن محاربة الحجاب باعتباره من مظاهر العنصرية في الدول الغربية, حيث قال: “لا يمكن أن أمنع نفسي من التفكير بأن هناك شيئا مضحكا في إعطائنا الحق لفتاة مسيحية في أن تظهر مؤخرتها في حين تحرم فتاة مسلمة من الحق في تغطية رأسها” [67]
الخاتمة:
يعد لباس المرأة المسلمة مظهر من مظاهر العفَّة والشَّرف والكرامة والطُّهر, ويتَّخذ في وقتنا الحاضر أشكالًا مختلفة, تدخل جميعها تحت مسمَّى الحجاب الشَّرعيّ, فبعضها لباس شرعيٌّ كامل, وبعضها الآخر الحجاب الشَّرعيُّ منه براء.
أما النتائج والتوصيات التي خرجت بها من هذا البحث:
النتائج:
- جبلت المرأة على حب الزينة, فهي في أصل تركيبها الفطري.
- أول مروج لدعوى التبرج والتعري هو إبليس عليه لعنة الله.
- لا يحق للمرأة إظهار زينتها إلا لزوجها ومحارمها ومن ورد ذكرهم في الآية الكريمة.
- هناك ثمان صفات للباس المرأة وردت في الكتاب والسنة.
- يجوز للمرأة لباس أي لون من الثياب اذا اتصف بالسمات التي وردت في الشريعة.
- الدعوات التي تدعوا المرأة لنزع الحجاب الإسلامي تخالف الشرع والفطرة السوية.
- تندرج دعوى نزع الحجاب تحت عنوان حرية المرأة ومساواتها بالرجل.
- حدود حجاب المرأة وزينتها وردت في الكتب السماوية جميعها.
- والمرأة الَّتي تخرج متبذِّلة ومتزيِّنة ومعطَّرة, هي في الواقع تبعث برسالة مفادها: “التَّحرُّر والتَّنازل عمَّا وُجد الحجاب لأجله”.
التوصيات:
- أوصي الآباء والأمهات بتعليم الفتيات كيفية المحافظة على حشمتهن وحيائهن منذ نعومة أظفارهن.
- أوصي رجال الدين من العلماء والدعاة بتكثيف المحاضرات والدروس والحث على اللباس المحتشم.
- أوصي أن تفعل هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشوارع والأماكن العامة.
- أوصي الهيئات المسؤولة في الجامعات بضرورة وضع قوانين أكثر صرامة فيما يتعلق بلباس الفتيات.
- أوصي بأن يكون لباس طالبات المدارس مما يوافق الشرع ويوافق المرحلة العمرية لهن.
المصادر والمراجع:
ابن أبي حاتم, أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي ت: 327 هجري, تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم, ط: الثالثة 1419 هجري, تحقيق: أسعد محمد الطيب, الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز, السعودية.
ابن أبي شيبة, أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي سيبة الكوفي العبسي, ت: 235هجري, الكتاب المصنف في الأحاديث والأثار, ط: الأولى 1409 هجري, تقديم وضبط: كمال يوسف الحوت, الناشر: دار التاج, لبنان, ومكتبة الرشد, الرياض, ومكتبة العلوم والحكم, المينة المنورة.
ابن حباب, محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي أبو حاتم الدارمي البستي, ت: 354 هجري, التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان وتمييز صحيحه من سقيمه.
ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي,( ت: 852هـ), فتح الباري شرح صحيح البخاري, رقم كتبه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي, صححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب, عليه تعليقات: عبد العزيز بن عبد الله بن باز, دار المعرفة, بيروت.
ابن حجر, زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحسن السلامي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي, ت: 795 هجري, فتح الباري شرح صحيح البخاري,. تحقيق: محمود بن شعبان بن عبد المقصود وآخرون, الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية, المدينة المنورة.
ابن حزم, أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي الظاهري, المحلى بالآثار, ج2ص389.تحقيق: عبد الغفار سليمان البنداري, الناشر: دار الفكر, بيروت.
ابن سعد, الطبقات الكبرى, ط: الأولى 1968 م , قدم لها, إحسان عباس, الناشر: دار صادر, بيروت.
ابن قتيبة, أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري, ت: 276 هجري, غريب القرآن, تحقيق: أحمد صقر, الناشر: دار الكتب العلمية.
ابن وهب, أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم المصري القرشي. ت: 197 هجري, تفسير القرآن الجامع لابن وهب, ط: الأولى 2003, تحقيق: ميكلوش موراني, الناشر: دار الغرب الإسلامي.
أبو داود, سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمر الأزدي السجستاني, ت:275 هجري, سنن أبي داود, تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد, الناشر: المكتبة العصرية, صيدا, بيروت.
أحمد بن حنبل , أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد, الشيباني, ت: 241 هجري, مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله, ط: الأولى 1404 هجري, تحقيق: زهير الشاويش, الناشر: المكتب الإسلامي, بيروت.
أحمد بن حنبل, مسند أحمد, , تحقيق: شعيب أرناؤوط, عادل مرشد, وآخرون, إشراف د. عبد الله بن عبد المحسن التركي, الناشر: مؤسسة الرسالة وقال: صحيح على شرط الشيخين.
الأب أثنايوس المقاري, قوانين هيبوليتس القبطية, سلسلة مصادر طقوس الكنيسة, الناشر: مكتبة الكتب المسيحية.
الإصحاح الحادي عشر, تغطية المرأة رأسها والاستعداد للتناول, الاستعداد لسر الإفخار ستيا (ع17-43) تفسير رسالة كورنثوس الأولى, الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد.
البخاري, أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ابن بردزبة البخاري الجعفي, صحيح البخاري, ط: السلطانية 1311 هجري, تحقيق: جماعة من العلماء, الناشر: المطبعة الكبرى الأميرية, بولاق, مصر.
الترمذي, محمد بن عيسى بن سؤرة بن موسى بن الضحاك الترمذي, ت: 279هجري, سنن الترمذي, باب ما جاء في المتشبهات بالرِّجال من النِّساء, ط: الثانية 1395 هجري, برقم: 2784,تحقيق: أحمد محمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي, وإبراهيم عطوة عوض, الناشر: شركة ومطبعة البابي الحلبي, مصر, وقال: “حديث حسن صحيح”.
الحاكم, أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري, المستدرك على الصحيحين, ط: الأولى 1411 هجري, تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا, الناشر: دار الكتب العلمية, بيروت.
الحكيم الترمذي, محمد بن علي بن الحسن بن بشر, أبو عبد الله الحكيم الترمذي, ت: 320, المنهيات , تحقيق: محمد عثمان الخشت, الناشر: مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع.
الدسقولية, تعاليم الرسل, تعريب: القمص مرقص داود, طبع ونشر بشركة هارموني للطباعة, الناشر: مكتبة المحبة.
الزجاج, إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج , ت: 311 هجري, معاني القرآن وإعرابه, ط: الأولى 1408 هجري, تحقيق: عبد الجليل عبده شلبي, الناشر: عالم الكتب, بيروت.
السمرقندي, أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي, ت: 373 هجري, بحر العلوم.
السمعاني, أبو المظفر , منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد المرزوي السمعاني التميمي الحنفي ثم الشافعي, ت: 489 هجري, تفسير السمعاني, ط: الأولى 1418 هجري, تحقيق: ياسر إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم, الناشر: دار الوطن, الرياض.
الطبري, أبو جعفر محمد بن جرير الطبري, ت:310 هجري, جامع البيان عن تأويل القرآن, توزيع: دار التربية والتراث, مكة المكرمة.
الفراء: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء, ت: 207 هجري, معاني القرآن, ط: الأولى , تحقيق: أحمد يوسف النجاتي, محمد علي النجار, عبد الفتاح إسماعيل الشلبي, الناشر: دار المصرية للتأليف والنشر, مصر.
الماتريدي, محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتريدي, ت: 333 هجري, تفسير الماتريدي تأويل أهل السنة, ط: الأولى 1426 هجري, تحقيق: د. مجدي باسلوم, الناشر: دار الكتب العلمية, بيروت.
بول ريكور, الانتقاد والاعتقاد, ط: الأولى 2011, ترجمة: حسن العمراني, تم نشر الكتاب ضمن سلسلة المعرفة الفلسفية, الناشر: دار توبقال للنشر, الدار البيضاء, المغرب.
د. جريشه، علي محمد، والزيبق محمد شريف, أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي, دار الاعتصام.
سفيان الثوري. أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي , ت: 161 هجري, تفسير سفيان , ط: الأولى 1403 هجري, الناشر: دار الكتب العلمية, بيروت.
عبد الرزاق, أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني, ت: 211 هجري, تفسير عبد الرزاق , ط: الأولى 1419 هجري, تحقيق: محمود محمد عبده, الناشر: دار الكتب العلمية, بيروت.
قطب محمد, واقعنا المعاصر, دار الشروق.
قطب، محمد, قضية تحرر المرأة , دار الشروق.
مجاهد, أبو الحجاج مجاهد بن جبر التابعي المكي القرشي المخزومي, ت: 104 هجري, تفسير مجاهد , ط: الأولى 1410 هجري, تحقيق: الدكتور محمد عبد السلام أبو النيل, الناشر: دار الفكر الإسلامي الحديثة, مصر.
مسلم. أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, ت: 261, صحيح مسلم, تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي, الناشر, مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه , القاهرة.
مقاتل بن سليمان, أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخي, ت: 150 هجري, تفسير مقاتل, ط: الأولى 1423 هجري, تحقيق: عبد الله محمود شحاته, الناشر: دار إحياء التراث, بيروت.
ول ديورانت. وليام جيمس ديورانت, ت: 1981 م, قصة الحضارة, ترجمة: زكي نجيب محمود, محمد بدران, عبد الحميد يونس, محمد علي أبو درة, فؤاد أندراوس, عبد الرحمن عبد الله الشيخ, الناشر: دار الجيل, بيروت.
يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة, التيمي بالولاء, من تيم ربيعة, البصري ثم الأفريقي القيرواني, ت: 200 هجري, تفسير يحيى بن سلام, ط: الأولى 1425 هجري, تحقيق: الدكتورة هند شلبي, الناشر: دار الكتب العلمية, بيروت.
ابن بطال, أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك,(ت: 449 هـ) شرح صحيح البخاري لابن بطال, تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم, (الطبعة الثانية, 1423هـ) مكتبة الرشد, السعودية, الرياض.
ابن ماجة, أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني, ت: 273 هجري, سنن ابن ماجة, باب, من لبس شهرة من الثياب , برقم:3606, تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي, الناشر: دار إحياء الكتاب العربي, فيصل عيسى البابي الحلبي.
أبو داود, سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السجستاني, ت: 275, سنن أبي داود, باب في لبس الشهرة , برقم: 4031, تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد, الناشر: المكتبة العصرية, صيدا, بيروت.
الألباني, أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين بن الحجاج بن نوح بن نجاتي بن آدم الاشقودري الألباني, ت: 1420 هجري, في جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسّنة, ج1ص240, برقم 3203, ط: الثالثة: 1423 هجري, الناشر: دار السلام للنشر والتوزيع.
الألباني , أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين بن الحاج نوح بن نجاتي آدم الأشقودري الألباني, ت: 1420 هجري, في غاية المرام في تخريج احاديث الحلال والحرام.ص133, ط: الثالثة 1405, الناشر: المكتب الإسلامي, بيروت.
الألباني أبو عبد الرحمن محمد بن ناصر الدين بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الاشقودري الألباني .ت: 1420 هجري, في سلسلة الاحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها, ج4ص481, ط: الأولى, لمكتبة المعارف, الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع , الرياض.
المراجع الالكترونية:
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/275188 –
, https://www.alarabiya.net/ar/culture-and-art/2018/11/25/لماذا-
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1460821
, https://www.faroukmisr.net/hoda.htm
https://www.aljazeera.net/news/cultureandart/2019/10/27/-
https://www.alaraby.co.uk/culture/2019/10/12/
https://archive.aawsat.com/details.asp?issueno=10626&article
https://mariantime.org/%D9%84%D8-
https://mariantime.org/%D9%84%D8 –
https://www.youtube.com/watch?v=dBGQusMZXXg
الهوامش:
- البخاري, أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ابن بردزبة البخاري الجعفي, صحيح البخاري, ج4ص169, ط: السلطانية 1311 هجري, تحقيق: جماعة من العلماء, الناشر: المطبعة الكبرى الأميرية, بولاق, مصر. ↑
- الطبري, أبو جعفر محمد بن جرير الطبري, جامع البيان في تأويل القرآن, ج10ص110, الناشر: دار التربية والتراث, مكة المكرمة. ↑
- السمرقندي, أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي, ت: 373 هجري, بحر العلوم, ج1ص507. ↑
- السمعاني, أبو المظفر , منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد المرزوي السمعاني التميمي الحنفي ثم الشافعي, ت: 489 هجري, تفسير السمعاني, ج5ص95, ط: الأولى 1418 هجري, تحقيق: ياسر إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم, الناشر: دار الوطن, الرياض. ↑
- السمرقندي, بحر العلوم, ج3ص253. ↑
- الإمام أحمد بن حنبل ,ت:241 هجري, مسند الإمام أحمد, ج32ص259, ط: الأولى 1421 هجري, تحقيق, شعيب أرناؤوط, عادل مرشد, وآخرون , إشراف: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي, الناشر: مؤسسة الرسالة / صححه الألباني أبو عبد الرحمن محمد بن ناصر الدين بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الاشقودري الألباني .ت: 1420 هجري, في سلسلة الاحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها, ج4ص481, ط: الأولى, لمكتبة المعارف, الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع , الرياض. ↑
- البخاري, الجامع الصحيح, باب الحرير للنساء,ج7ص151, برقم: 5841. ↑
- مسلم. أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, ت: 261, صحيح مسلم, ج3ص1680, تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي, الناشر, مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه , القاهرة. ↑
- الطبري, أبو جعفر محمد بن جرير الطبري, ت:310 هجري, جامع البيان عن تأويل آي القرآن, ج9ص216, توزيع: دار التربية والتراث, مكة المكرمة. ↑
- ابن أبي حاتم, أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي ابن أبي حاتم, ت: 327 هجري, تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم, 13ص852, ط: الثالثة 1419 هجري, تحقيق: أسعد محمد الطيب, الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز, السعودية. ↑
- يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة, التيمي بالولاء, من تيم ربيعة, البصري ثم الأفريقي القيرواني ,ت: 200 هجري, تفسير يحيى بن سلام, ج2ص738, ط: الأولى 1425 هجري, تحقيق: الدكتورة هند شلبي, الناشر: دار الكتب العلمية, بيروت. ↑
- عبد الرزاق, أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني,( ت: 211هـ), تفسير عبد الزاق,ج3ص52, تحقيق: محمود محمد عبده,( الطبعة الأولى 1419هـ ), دار الكتب العلمية, بيروت. ↑
- مجاهد, أبو الحجاج مجاهد بن جبر التابعي المكي القرشي المخزومي, ت: 104 هجري, تفسير مجاهد, ص552 , ط: الاولى 1410 هجري, تحقيق: الدكتور محمد عبد السلام أبو النيل, الناشر: دار الفكر الإسلامي الحديثة, مصر. ↑
- ابن سعد, الطبقات الكبرى, ج8ص176, ط: الأولى 1968 م , قدم لها, إحسان عباس, الناشر: دار صادر, بيروت. ↑
- الطبري تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل القرآن, ج17ص262 ↑
- يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة, التيمي بالولاء من تميم ربيعة البصري ثم الأفريقي القيرواني, ت: 200 هجري, تفسير يحيى بن سلام, ج1ص441, ط: الأولى 1425هجري, تحقيق: الدكتورة هند شلبي, الناشر: دار الكتب العلمية, بيروت. ↑
- الماتريدي, محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتريدي, ت: 333 هجري, تفسير الماتريدي تأويل أهل السنة, ج7ص550, ط: الأولى 1426 هجري, تحقيق: د. مجدي باسلوم, الناشر: دار الكتب العلمية, بيروت. ↑
- البخاري, صحيح البخاري, ج6ص109, برقم: 4759 ↑
- الطبري, تفسير الطبري, جامع البيان, باب: ولا يبدين زينتهن, 17ص258. ↑
- مقاتل بن سليمان, أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخي, ت: 150 هجري, تفسير مقاتل, ج3ص196, ط: الأولى 1423 هجري, تحقيق: عبد الله محمود شحاته, الناشر: دار إحياء التراث, بيروت. ↑
- ابن وهب, أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم المصري القرشي. ت: 197 هجري, تفسير القرآن الجامع لابن وهب, ج2ص12, ط: الأولى 2003, تحقيق: ميكلوش موراني, الناشر: دار الغرب الإسلامي. ↑
- الفراء: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء, ت: 207 هجري, معاني القرآن, ج2ص249, ط: الأولى , تحقيق: أحمد يوسف النجاتي, محمد علي النجار, عبد الفتاح إسماعيل الشلبي, الناشر: دار المصرية للتأليف والنشر, مصر. ↑
- عبد الرزاق, أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني, ت: 211 هجري, تفسير عبد الرزاق, ج2ص436, ط: الأولى 1419 هجري, تحقيق: محمود محمد عبده, الناشر: دار الكتب العلمية, بيروت. ↑
- أحمد بن حنبل , أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد, الشيباني, ت: 241 هجري, مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله, ص333, ط: الأولى 1404 هجري, تحقيق: زهير الشاويش, الناشر: المكتب الإسلامي, بيروت. ↑
- سفيان الثوري. أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي , ت: 161 هجري, تفسير سفيان, ص225 , ط: الأولى 1403 هجري, الناشر: دار الكتب العلمية, بيروت. ↑
- ابن أبي شيبة, أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي سيبة الكوفي العبسي, ت: 235هجري, الكتاب المصنف في الأحاديث والأثار, ج4ص3, ط: الأولى 1409 هجري, تقديم وضبط: كمال يوسف الحوت, الناشر: دار التاج, لبنان, ومكتبة الرشد, الرياض, ومكتبة العلوم والحكم, المينة المنورة. ↑
- ابن قتيبة, أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري, ت: 276 هجري, غريب القرآن, ص303, تحقيق: أحمد صقر, الناشر: دار الكتب العلمية. ↑
- ابن حباب, محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي أبو حاتم الدارمي البستي, ت: 354 هجري, التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان وتمييز صحيحه من سقيمه, وصححه الألباني, أبو عبد الرحمن محمد بن ناصر الدين بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الاشقودري الألباني, ت: 1420 هجري, ج6ص462 ط: الأولى 1424 هجري, الناشر: دار با وزير للنشر والتوزيع, جدة. ↑
- الزجاج, إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج , ت: 311 هجري, معاني القرآن وإعرابه, ج4ص40, ط: الأولى 1408 هجري, تحقيق: عبد الجليل عبده شلبي, الناشر: عالم الكتب, بيروت. ↑
- الحكيم الترمذي, محمد بن علي بن الحسن بن بشر, أبو عبد الله الحكيم الترمذي, ت: 320, المنهيات, ص127, تحقيق: محمد عثمان الخشت, الناشر: مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع. ↑
- الماتريدي, تفسير الماتريدي تأويلات أهل السنة, ج8ص381. ↑
- الطبري, جامع البيان في تأويل القرآن, ج20ص262. ↑
- النسائي, سنن النسائي, باب: ذيول النِّساء, ج8ص209, برقم 53386, وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة،ج1ص123. ↑
- أبو داود, سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمر الأزدي السجستاني, ت:275 هجري, سنن أبي داود, ج4ص62, تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد, الناشر: المكتبة العصرية, صيدا, بيروت. وحسنه الألباني , محمد ناصر الدين, في غاية المرام في تخريج احاديث الحلال والحرام.ص133, ط: الثالثة 1405, الناشر: المكتب الإسلامي, بيروت. ↑
- البخت: هي الجمال الطوال الأعناق, وعظيمة السنام, وجمعها بخات. ينظر: ابن منظور, لسان العرب ج12ص306. ↑
- مسلم, صحيح مسلم, باب النِّساء الكاسيات العاريات,ج3ص1680, برقم: 2128. ↑
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي,( ت: 852هـ), فتح الباري, ج1ص139, رقم كتبه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي, صححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب, عليه تعليقات: عبد العزيز بن عبد الله بن باز, دار المعرفة, بيروت. ↑
- 2- ابن بطال, أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك,(ت: 449 هـ) شرح صحيح البخاري لابن بطال, ج3ص117, تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم, (الطبعة الثانية, 1423هـ) مكتبة الرشد, السعودية, الرياض. ↑
- صحيح البخاري, باب ما كان رسول الله يتجوز, ج7ص152, برقم: 5844. ↑
- أحمد بن حنبل, مسند أحمد, ج36ص120, تحقيق: شعيب أرناؤوط, عادل مرشد, وآخرون, إشراف د. عبد الله بن عبد المحسن التركي, الناشر: مؤسسة الرسالة وقال: صحيح على شرط الشيخين. ↑
- الترمذي, سنن الترمذي, باب ما جاء في المتشبهات بالرِّجال من النِّساء, ج4ص402, برقم: 2784, وقال: “حديث حسن صحيح”. ↑
- الترمذي, سنن الترمذي, باب, ما جاء في كراهية خروج المرأة, ج4ص403, برقم: 2786, وقال: “حديث حسن صحيح”. ↑
- ابن ماجة, سنن ابن ماجة, باب, من لبس شهرة من الثياب, ج2ص1192, برقم:3606, وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته, ج2ص1192, برقم: 3606. ↑
- أبو داود, سنن أبي داود, باب في لبس الشهرة, ج4ص44, برقم: 4031, وحسنه الألباني في جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسّنة, ج1ص240, برقم 3203. ↑
- البخاري, الجامع الصحيح, باب: من جر ثوبه خيلاء, ج7ص141, برقم: 5784. ↑
- رفاعة الطهطاوي, هو محمد عبد الستار بدوي, ولد في صعيد مصر سنة 1801م, أرسله حاكم مصر آنذاك محمد علي باشا إلى فرنسا ليكون إماما لبعثة فنية تتكون من 40 طالبا؛ لتكون نواة التقدم لمصر سنة 1826م, ويعد أول من نادى بتحرر المرأة, وله جملة شهيرة ( لا بد من الشرع مع العقل). ينظر: موقع العربية, https://www.alarabiya.net/ar/culture-and-art/2018/11/25/لماذا- ↑
- محمد عبده , مجدد إسلامي مصري، يعد أحد دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي, ورمز من رموز التَّجديد في الفقه الإسلامي, ساهم في إنشاء حركة تجديدية في نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين؛ للقضاء على الحمود الفكري والحضاري. ينظر: موقع المصري اليوم, https://www.almasryalyoum.com/news/details/1460821 ↑
- هدى شعراوي, نور الهدى محمد سلطان باشا شعراوي, ولدت في 1879م , تنتمي إلى الجيل الأول من الناشطات النسويات المصريات اللاتي شكلن الحركة النسوية في مصر. ينظر: موقع فاروق مصر, https://www.faroukmisr.net/hoda.htm ↑
- صفيه سعد زغلول, ولدت في 1878م, وأول امرأة تنادي بحرِّيَّة المرأة ونزع الحجاب والنقاب, وهي زوجة الزعيم المصري سعد زغلول رئيس وزراء مصر آنذاك ورئيس مجلس الأمة. ينظر: الجزيرة الوثائقية,
https://www.aljazeera.net/news/cultureandart/2019/10/27/أراضي-سعد-زغلول-وعلي-شعراوي-ماذا-تبقى-من-أوقاف-زعماء-ثورة-بعد-قرن-كامل ↑
- قاسم أمين, مفكر مصري من رواد التنوير ورائد حركة تحرير المرأة , ولد في مصر سنة 1864م, سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا وعاد إلى مصر بعد أربع سنوات, واطلع على ما أنتجته الحضارة الغربية , وراقت له الحرِّيَّة الَّتي تنعم بها فرنسا, فعمل على تحرير المرأة المسلمة. ينظر: موقع الفلاسفة العرب,
http://www.arabphilosophers.com/Arabic/aphilosophers/amodern/amodern-names/K_Ameen.htm ↑
- قطب محمد, واقعنا المعاصر, ص 351, دار الشروق ↑
- نوال السعداوي, كاتبة وروائية مصرية تدافع عن حقوق الإنسان بشكل عام وعن حقوق المرأة بشكل خاص, شكلت الإطار العام لتحرر المرأة, دافعت عن أفكارها التحررية في أمريكا وأوروبا والاتحاد السوفيتي(سابقا) وفي الهند وجميع الدِّول العربية. ينظر: العربية, https://www.alaraby.co.uk/culture/2019/10/12/نوال-السعداوي-رحلات-طبيبة-سجالية-إلى-أميركا-وأوروبا-والهند ↑
- د. جريشه، علي محمد، والزيبق محمد شريف, أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي, ص22,دار الاعتصام. ↑
- قطب، محمد, قضية تحرر المرأة, ص18, دار الشروق. ↑
- الحاكم, أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري, المستدرك على الصحيحين, ج1ص661 ط: الأولى 1411 هجري, تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا, الناشر: دار الكتب العلمية, بيروت/ وقال : صحيح على شرط مسلم ↑
- ابن حجر, زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحسن السلامي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي, ت: 795 هجري, فتح الباري شرح صحيح البخاري,ج10ص305. تحقيق: محمود بن شعبان بن عبد المقصود وآخرون, الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية, المدينة المنورة. ↑
- ابن سعد, الطبقات الكبرى, ج8ص71. ↑
- ابن حزم, أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي الظاهري, المحلى بالآثار, ج2ص389.تحقيق: عبد الغفار سليمان البنداري, الناشر: دار الفكر, بيروت. ↑
- https://www.youtube.com/watch?v=dBGQusMZXXgتاريخ الإضافة, 2/5/2011 ↑
- جريدة الشرق الاوسط, الاربعاء 13 جمادى الثانية 1429هجري, الموافق, 18 يونيو, 2008 م العدد: 10795, https://archive.aawsat.com/details.asp?issueno=10626&article=475279# ↑
- الاصحاح الحادي عشر, تغطية المرأة رأسها والاستعداد للتناول, الاستعداد لسر الإفخار ستيا (ع17-43) تفسير رسالة كورنثوس الاولى, الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد. ↑
- ول ديورانت. وليام جيمس ديورانت, ت: 1981 م, قصة الحضارة, ج14ص34, ترجمة: زكي نجيب محمود, محمد بدران, عبد الحميد يونس, محمد علي أبو درة, فؤاد أندراوس, عبد الرحمن عبد الله الشيخ, الناشر: دار الجيل, بيروت. ↑
- ماذا يقول الكتاب المقدس, تاريخ النشر, 9/1/2021, https://mariantime.org/%D9%84%D8- ↑
- الدسقولية أو ديدسكاليا, أي تعاليم الرسل, / شرح قوانين الرسل, هي رسالة تقدم نفسها على أن تلاميذ المسيح كتبوها في مجمع القدس ( سفر أعمال الرسل ( 15: 1-29) لكن يتفق العلماء على أنها كتبت في القرن الثالث, ويعد الكتاب المصدر التشريعي المسيحي الثاني بعد الكتاب المقدس في الكنائس التقليدية ويضم تعاليم وقوانين واقوال الرسل , ويعالج الكتاب كثيرا من نواحي الحياة المسيحية , وسيما حياة الاسرة المسيحية والزواج . ↑
- الدسقولية, تعاليم الرسل, ص25, تعريب: القمص مرقص داود, طبع ونشر بشركة هارموني للطباعة, الناشر: مكتبة المحبة, ↑
- الاب أثنايوس المقاري, قوانين هيبوليتس القبطية, سلسلة مصادر طقوس الكنيسة, الناشر: مكتبة الكتب المسيحية, ↑
-
بول ريكور, الانتقاد والاعتقاد, ص51, ط: الأولى 2011, ترجمة: حسن العمراني, تم نشر الكتاب ضمن سلسلة المعرفة الفلسفية, الناشر: دار توبقال للنشر, الدار البيضاء, المغرب. ↑