العجز النفسي المتعلم كمنبئ بإدارة الانفعالات لدى النساء المعنفات في محافظات غزة

آلاء ظاهر شحادة العبويني1 ياسرة أبو هدروس2

1 باحثة دكتوراه (ارشاد نفسي وتربوي)، غزة فلسطين

بريد الكتروني: alaa.taher.alebwaini@gmail.com-Dr

2 أستاذ الصحة النفسية، غزة فلسطين

بريد الكتروني: yaserapalestine@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(9); https://doi.org/10.53796/hnsj4912

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/09/2023م تاريخ القبول: 17/08/2023م

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية التعرف على طبيعة العلاقة بين العجز النفسي وإدارة الانفعالات لدى المرأة المعنفة، وكيف يؤثر العجز النفسي كمنبئ على قدرة المرأة المعنفة على إدارة انفعالاتها في المحافظات الفلسطينية.

واستخدمت الباحثتان المنهج الوصفي الارتباطي التنبؤي، وتكونت عينة الدراسة من (130) سيدة معنفة في المؤسسات الفلسطينية بمحافظات غزة، وتم اختيارهن بطريقة العينة العشوائية البسيطة واستخدمت الباحثتان مقياسي العجز النفسي وإدارة الانفعالات من إعدادهن.

وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن درجة العجز النفسي للنساء المعنفات بلغت (79.8) حيث تعتبر هذه النسبة مرتفعة وفقا لقيمة المقياس المتدرج، ودرجة إدارة الانفعالات لديهن (66.8) تعتبر أيضا مرتفعة، وأثبتت الدراسة وجود علاقة عكسية ذات دلالةٍ إحصائية بين العجز النفسي وإدارة الانفعالات لدى المعنفات الفلسطينيات.

كما أشارت الدراسة إلى إمكانية التنبؤ بإدارة الانفعالات ككل وابعادها (التحكم بالانفعالات – تنظيم الانفعالات، تحويل الانفعالات- مراقبة الانفعالات) حيث أن نسبة المساهمة 0.14 والباقي 86% تعود للعوامل الأخرى التي تؤثر على المتغير التابع، لدى النساء المعنفات ضوء العجز النفسي المكتسب.

الكلمات المفتاحية: العجز النفسي المتعلم- إدارة الانفعالات- النساء المعنفات

Research title

Learned psychological helplessness as a predictor of emotional management among battered women in Gaza governorates

Alaa Zaher Shehadeh Al-Abwini 1 Yasra Abu Hadrous2

1 PhD Researcher (Psychological and Educational Counseling), Gaza, Palestine

Email: alaa.taher.alebwaini@gmail.com

2 Professor of Mental Health, Gaza, Palestine

Email: yaserapalestine@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(9); https://doi.org/10.53796/hnsj4912

Published at 01/09/2023 Accepted at 17/08/2023

Abstract

The current study aimed to identify the nature of the relationship between psychological helplessness and emotional management among battered women, and how psychological disability affects the battered woman’s ability to manage her emotions in the Palestinian governorates as a predictor.

The two researchers used the descriptive, correlative, predictive approach, and the study sample consisted of (130) abused women in the Palestinian institutions in the governorates of Gaza, and they were selected using the simple random sample method.

The results of the study concluded that the degree of psychological helplessness of battered women amounted to (79.8), which is considered high according to the value of the graduated scale, and the degree of their emotional management (66.8) is also considered high. Palestinian battered women.

The study also indicated the possibility of predicting the management of emotions as a whole and its dimensions (emotion control – regulating emotions, transforming emotions – controlling emotions) Whereas, the percentage of 0.14 and the remaining 86% is due to other factors on the dependent variable.

Battered women have a light of learned psychological helplessness.

Key Words: Learned psychological helplessness – emotional management – abused women

مقدمة:

تحظى المرأة في المجتمعات المتطورة بمكانةٍ عظيمة؛ لم لها من دورٍ عظيمٍ في تطورها واستقرارها، فالمرأة هي نصف المجتمع، ولا يمكن لأحدٍ أن يجحد ذلك إلا إذا كان لديه قصورٌ في متابعة ما حققته المرأة من إنجازاتٍ على صعيد الأسرة والمجتمع، وقد اهتم الدين الإسلامي بالمرأة وحرص على الدفاع عن حقوقها في كافة المجالات، فقد نادى رسولنا الكريم بالرفق بهن، والإحسان إليهن؛ مما جعل لها في المجتمع الإسلامي مكانةً عظيمة.

وفي العصر الحالي، عصر الحداثة والتطور التكنولوجي المتسارع والغزو الفكري الغربي وإفرازات العولمة الثقافية، بدأت مكانة المرأة تتزعزع، وبدأت المشكلات التي تتعرض لها المرأة في التزايد، فهناك شريحة كبيرة من النساء في العالم العربي والأجنبي تتعرض للإساءة بجميع أشكالها، الرغم إصدار العديد من التشريعات الخاصة والقوانين المتعلقة بحماية حقوق المرأة حتى لا تتعرض للتهميش والعنف بأشكاله المختلفة والذي تزايد بحقها في الآونة الأخيرة.

في مجتمعنا الفلسطيني يعتبر العنف من بين أخطر التهديدات التي تواجه المجتمعات والأسر وفرص التنمية بشكلٍ عام، والنساء والفتيات بشكلٍ خاص، ويتضمن هذا العنف جميع الممارسات التي تنطوي على أي شكلٍ من أشكال التمييز والاستغلال والتهميش والحرمان من الحقوق والموارد والفرص ومن الحق في تقرير المصير (جهاز الإحصاء المركزي، 2019).

وقد وصلت نسبة النساء اللواتي تعرضن لإحدى أشكال العنف بقطاع غزة المحتل (جسدي، نفسي اقتصادي، جنسي …الخ) من قبل أزواجهن لمرة واحدة على الأقل 29% وكان أعلاه العنف النفسي الذي طال 57% من النساء والعنف الاقتصادي 36% ، والعنف الاجتماعي 27.6%، يليه الجسدي 18% ثم الجنسي 9% (جمعية المرأة العاملة، 2020)

ويعد الواقع في محافظات غزة محفزا” وأرضا” خصبة” لزيادة العنف الواقع على السيدات الفلسطينيات، ومازاد ذلك الحروب المستمرة على قطاع غزة، وارتفاع نسبة البطالة في قطاع غزة (جهاز الإحصاء المركزي، 2019).

وقد ساهم ازدياد العنف الممارس على المرأة الفلسطينية في قطاع غزة في شعور المرأة المعنفة بمشاعر سلبية تتمثل في لومها لذاتها وتحملها للقرارات الخاطئة لاختيار الزوج، وما يشجع على ذلك وجود بيئة نفسية خصبة لإنتاج الأفكار السلبية التي تشعر المرأة بالإحباط والاستسلام وضعف الثقة بأنفسهن وانهزامية الذات لديهن (أبو عبيدة، 2021).

إضافة إلى أن من أهم الآثار النفسية التي تبدو على المرأة المعنفة الشعور بالخوف بعد تعرضها للعنف، وشعورها بالذنب حتى لو لم تكن السبب في ارتكاب أي خطأ، كما تشعر المرأة بالفشل والإحباط بالوحدة وانخفاض قدرتها على رعاية أطفالها، بل وحتى كراهيتهم لأنها تعتبرهم السبب في عدم قدرتها على التخلص من العلاقة الزوجية (الفقي، 2005).

ومن جانبٍ آخر أشارت دراسة (الدسوقي، 2006) إلى أن النساء المتعرضات للعنف يعانين من القلق والاكتئاب والشعور باليأس واضطراب الشخصية واضطرابات الأكل والنوم، كما جاءت دراساتٌ أخرى هادفةً لتصميم وتطبيق برامج إرشادية لتخفيف من بعض الآثار الانفعالية للعنف ضد المرأة كأعراض كرب ما بعد الصدمة، والاكتئاب وتعزيز الثقة بالذات وجودة الحياة لدى النساء ضحايا عنف الشريك، وذلك باستخدام جلسات تعتمد على فنيات السيكودراما، وقد أظهرت نتائجها أن السيكودراما أسهمت في التخفيف من أعراض كرب ما بعد الصدمة والاكتئاب, وتعزيز الثقة بالذات وجودة الحياة لديهن (Miguel,M,L&Pino-Juste,M,2021).

وبهذا الصدد أيضاً أظهرت نتائج بعض الدراسات وجود اختلافاتٍ كبيرةٍ بين المعنفات وغير المعنفات، حيث عانت المعنفات من نتائج أعلى في ضحايا العنف حققن نتائج أعلى في أبعاد الحرمان، العدوان، والاكتئاب، بينما حققت نتائج أعلى في الإنتاجية والدمج، وكانت هناك علاقة ارتباطية إيجابية بين أبعاد الحرمان والعدوان وجميع أشكال العنف ((Avdibegovic E, Brkic M, Sinanovic O,2017.

كما أشارت دراسة ساميمي ( Samimi, etal. ( 2019 إلى أن التدريب على إدارة الانفعالات له تأثير كبير في الإحساس بالكفاءة والمهارات الاجتماعية، مما يعكس أهمية تعلم مهارات إدارة الانفعالات لدى المرأة المعنفة، وقد أكدت ذلك دراسة أشوري (Ashori, and Najafi, (2021 التي أظهرت أهمية استراتيجية إدارة الانفعالات في تنظيم المشاعر المعرفية والتوجه الإيجابي نحو الحياة.

ومن جانبٍ آخر أشارت دراسة السعايدة (2010) إلى وجود فروق بين النساء المعنفات وغير المعنفات في كل من: بعد العزو(ثابت- متغير)، القلق، الاكتئاب، ونمط التعلق القلق، ونمط التعلق التجنبي، في حين لم توجد فروق ذات دلالة بين المجموعتين في كل من: أبعاد العزو (داخلي/ خارجي) و(عام / خاص)، والعجز المتعلم، ونمط التعلق الآمن، وسمة الغضب.

وقد أثارت نتيجة الدراسة السابقة – التي تتعلق بعدم وجود فروق بين النساء المعنفات وغير المعنفات في متغير العجز المتعلم- القريحة البحثية للباحثتين؛ إذ إنها تتناقض مع ملاحظاتهما الميدانية، وخبراتهما مع النساء المعنفات؛ مما حدا بهما إلى تناول هذا المتغير في دراستهما؛ للتعرف على مستوى العجز المتعلم لدى النساء المعنفات.

ومن هنا انطلقت الفكرة البحثية لدى الباحثتين بهدف الكشف عن علاقة العجز المتعلم بإدارة الانفعالات لدى المرأة المعنفة، باعتبارهما من أهم المتغيرات التي أفرزتها الدراسات السابقة التي تناولت آثار العنف النفسية والانفعالية على المرأة المعنفة، وتسعى الدراسة الحالية كذلك للكشف عن إمكانية تنبؤ العجز المتعلم بإدارة الانفعالات لدى المرأة المعنفة، وقد جاءت هذه الدراسة استكمالاً للجهود السابقة حول العنف ضد المرأة، والآثار المترتبة عليه والمؤثرة في شخصية المرأة.

مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:

يشكل العنف ضد المرأة انتهاكا” لحقوق الإنسان، كما يعتبر من أهم القضايا التي تؤثر في بناء الأسرة وتماسكها وسلامة أفرادها، ويندرج موضوع العنف ضد المرأة ضمن العنف الأسري الذي ما تزال الكثير من المجتمعات تعتبر الإفصاح عنه انتهاكا” لخصوصية الأسرة وبوحا” بأسرارها، بل وتحمّل هذه المجتمعات الزوجة مسؤولية العنف الذي تتعرض له على يد الزوج، وما يزيد الأمر تعقيدا بلةً أن بعض المجتمعات تجبر المرأة المعنقة على التزام الصمت إزاء ما تتعرض له من العنف، وتتعرض إلى اللوم في حال معرفة أحد خارج نطاق الأسرة بواقعة العنف.

وقد استشعرت الباحثتان عمق معاناة المرأة المعنفة في مجتمعنا الفلسطيني، وذلك من طبيعة عملها في المؤسسات المختصة بالمرأة، ومقابلتها للعديد من النساء المعنفات، حيث الآثار الناتجة عن العنف، والمهارات اللاتي يفتقدنها، وباطّلاعها على العديد من الدراسات ذات العلاقة التي أشارت لوجود علاقة بين العنف والعجز المُتعلم، والدراسات التي تناولت أهمية إدارة الانفعالات لدى المرأة، وحتى تكون الخطط والبرامج الموجهة لخدمة فئة المرأة المعنفة فعالة وتساعد على التخفيف من الأعباء النفسية والاجتماعية المترتبة على تعرضهن للعنف، ارتأت الباحثة دراسة متغير العجز النفسي كمنبئ بقدرة المرأة المعنفة على إدارة انفعالاتها.

ومن هنا جاءت هذه الدراسة في محاولة للإجابة على الأسئلة الآتية:

  1. ما مستوى العجز النفسي المتعلم لدى النساء المعنفات في محافظات غزة؟
  2. ما مستوى إدارة الانفعالات لدى النساء المعنفات في محافظات غزة؟
  3. ما طبيعة العلاقة بين العجز النفسي المتعلم وإدارة الانفعالات لدى السيدات في محافظات غزة؟
  4. هل يمكن التنبؤ بإدارة الانفعالات في ضوء العجز النفسي المتعلم لدى النساء المعنفات في محافظات غزة؟ وما درجة المساهمة النسبية للعجز النفسي المتعلم في إدارة الانفعال لديهن؟

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى تحديد مستوى كلٍ من العجز النفسي المتعلم وإدارة الانفعالات لدى عينةٍ من المعنفات الفلسطينيات، كما تسعى للكشف عن طبيعة العلاقة بين العجز النفسي المتعلم وإدارة الانفعالات، وإمكانية تنبؤ العجز النفسي المتعلم بقدرة النساء المعنفات على إدارة انفعالاتهن.

أهمية الدراسة:

** الأهمية النظرية:

  • تستمد أهمية الدراسة الحالية من أهمية الفئة المستهدفة، وهي النساء المعنفات اللاتي يعتبرن عنصراً مهماً في النظام الزوجي والأسري للعائلة، وهي فئة قلما تُستهدف بالدراسات والبرامج الإرشادية، إذ لا بدّ من مد يد العون لهنّ لإنشاء جيلٍ على أسس سليمة، خاصةً وأن هناك العديد من الدراسات التي أكدّت على الآثار السلبية التي تقع على أبناء المعنفات.
  • تُعد هذه الدراسة تلبيةً للتوجهات التربوية الحديثة التي تهتم بالمرأة وبقضايا العنف ضدها، واهتمامها بشكلٍ خاص بالعلاقة بين العجز المتعلم وإدارة الانفعالات، فهي تُعدّ من أوائل الدراسات -في حدود علم الباحثتان التي تتناول العجز النفسي كمنبئ بإدارة الانفعالات لدى السيدات المعنفات بالمحافظات الجنوبية.
  • قد تُفيد الباحثين المهتمين بمجال المرأة وقضايا العنف ضدها، وذلك بإقامة دراساتٍ أخرى تتخذ من هذه الدراسة أرضيةً لها.
  • الأهمية التطبيقية:
  • يمكن للباحثين أن يستفيدوا من الأدوات التي أعدتها الباحثة في الدراسة وهم أداة (العجز النفسي – إدارة الانفعالات)
  • يمكن أن يستفيد من الدراسة الحالية المرشدين والأخصائيين العاملين في مجال الصحة النفسية، من خلال تصميم برنامج إرشادية تهدف إلى تدريب السيدات المعنفات على كيفية مواجهة مشكلاتهن النفسية والاجتماعية، والحد من العجز النفسي المتعلم لديهن، وتحسين مهاراتهن في إدارة انفعالاتهن.
  • مصطلحات الدراسة:

العجز النفسي(المتعلم): تعرفه الباحثتان بأنه: سلوك مكتسب واستجابة شرطية تؤدي إلى انخفاض المثابرة والاستسلام السريع في مواجهة المشكلات والمواقف الضاغطة، حتى ولو كانت لدى الفرد الإمكانيات والقدرات على مواجهة تلك المواقف تتشكل لاعتقاد الفرد بضعف قدرته على المواجهة والسيطرة على تلك المواقف، ويقاس إجرائياً بالدرجة الكلية التي تحصل عليها كل امرأة معنفة في العينة عند إجابتها عن جميع بنود مقياس العجز النفسي المتعلم وإبعاده المختلفة.

العنف ضد المرأة: قدمت منظمة الصحة العالمية (WHO,2000) تعريفاً عالمياً للعنف ينص على أن العنف ضد المرأة هو أي فعل عدواني على المرأة يتسبب في أذى نفسي أو جسدي أو جنسي أو في أي معاناة للمرأة ويتضمن التهديد أو الحرمان من الحرية بشكلٍ إجباري سواء في الحياة العامة أو الخاصة، وتعرفه الباحثتان إجرائياً بأنه: أي سلوك أو تصرف موجه ضد المرأة بجميع أشكاله الجسدي والنفسي والجنسي واللفظي ويؤدي إلى إلحاق ضررٍ أو ألمٍ جسديٍ أو نفسيٍ أو جنسيٍ بها سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.

إدارة الانفعالات: تعرفها الباحثتان إجرائياً بأنها قدرة السيدة على ضبط انفعالاتها وتنظيمها نحو الآخرين مما يساعد على ضبط انفعالاتها السلبية وتحويلها لانفعالات إيجابية دون غضب أو سوء استخدام وإكسابها القدرة على التحكم بإظهار انفعالها المناسب بالوقت المناسب للحياة بطريقة سويةٍ دون مشاكل، وتقاس إدارة الانفعالات إجرائياً بالدرجة الكلية التي تحصل عليها كل امرأة معنفة في العينة عند إجابتها عن جميع بنود مقياس إدارة الانفعالات وإبعاده المختلفة.

المرأة المعنفة: تعرف المرأة المعنفة بأنها كل امرأة تعرضت للعنف بلغت من العمر فوق 18 سنة، أو كل فتاة لم تبلغ من العمر 18 سنة شريطة أن تكون متزوجة (2023، وزارة الصحة).

وتعرفها الباحثة إجرائيا: بأنها المرأة المعنفة من قبل الزوج والتي يتراوح عمرها ما بين 30 إلى 45 سنة والتي تتردد على مؤسسة عبدالشافي، لتلقي الخدمة فيها.

حدود الدراسة:

تتحدد نتائج الدراسة الحالية وفق التالي:

الحد الموضوعي: اقتصرت الدراسة الحالية على الكشف عما إذا كان العجز النفسي المتعلم منبئا بإدارة الانفعالات لدى النساء المعنفات بالمحافظات الجنوبية في فلسطين.

الحد الزماني: طبقت الدراسة في الفصل الدراسي الثاني من العام 2022/2023

الحد المكاني: أجريت هذه الدراسة بالمحافظات الجنوبية في فلسطين.

الحد المؤسساتي: أجريت هذه الدراسة في مؤسسة عبد الشافي الصحية والمجتمعية -غزة-

الحد البشري: أجريت هذه الدراسة على عدد من السيدات المعنفات في المحافظات الجنوبية والبالغ عددهن 130 امرأة معنفة واللاتي تتراوح أعمارهن بين (30 و45) سنةً.

الطريقة والإجراءات:

منهج الدراسة: اعُتمدَ المنهج الارتباطي التنبؤي بوصفه أسلوبًا مناسبًا لبحث مشكلة الدراسة الحالية المتمثلة في التنبؤ بإدارة الانفعالات في ضوء العجز النفسي لدى المعنفات الفلسطينيات

مجتمع الدراسة: يتكون مجتمع الدراسة من جميع السيدات المعنفات في المحافظات الجنوبية في فلسطين 2022/2023 والبالغ عددهن (538) سيدة معنفة. (برنامج الرازي الموحد ، تقرير سنوي 2023).

عينة الدراسة:

العينة الاستطلاعية حيث قامت الباحثتان بتطبيق أدوات الدراسة على عينة استطلاعية مكونة من (30) امرأة معنفة تم اختيارهن عشوائيًا من خارج العينة الفعلية ؛ للإجابة عن مقاييس الدراسة الحالية، وذلك لحساب الخصائص السيكومترية لها (الصدق والثبات)، بالإضافة إلى العينة الأساسية الفعلية التي تكونت من (130) امرأة معنفة.

أدوات الدراسة:

أولاً: مقياس العجز النفسي المتعلم.

وصف المقياس:

بعد اطلاع الباحثتين على العديد من الأدبيات والدراسات السابقة، كدراسة الشمري (2017)، ودراسة الناهي (2017)، محمد (2020)، الدوة (2017)، أبو موسى (2017)، محمود (2010)، الزهراني (2015) وغيرها من الدراسات الحديثة التي استعانت بها الباحثتان لبناء المقياس، إضافة إلى الخبرة العملية في التعامل مع هذه الفئة واستقطاب عبارات يتم سماعها باستمرار من قبل هؤلاء السيدات المعنفات، وفي ضوء ذلك تمكنت الباحثتان من صياغة مجموعة من الفقرات التي تعبر في مجملها عن العجز النفسي المتعلم، ويتألف المقياس من 18)) فقرة وزعت على أربع أبعاد

جدول (1) مقياس العجز النفسي في صورته الأولية

البعد عدد الفقرات
الاعتقاد بديمومة الأحداث السلبية 6
لوم الذات والآخرين 6
التعميم السلبي 6
مقياس العجز النفسي 18

وأمام كل فقرة أربعة خيارات (موافق بشدة- موافق- معارض- معارض بشدة).

أولًا -صدق المقياس (Validity Scales):

  1. صدق المحكمين:( صدق المحتوى)Content v.

عرضت الباحثتان الاستبانة الخاصة لقياس العجز النفسي المتعلم على مجموعة من المحكمين الاختصاصيين في المجال (الصحة النفسية والقياس والتقويم النفسي) بلغ عددهم (14) اختصاصي ، وذلك بهدف التحكيم الأولي للأداة ومراجعة فقراتها وتحديد مدى صلاحيتها لقياس العجز النفسي ومدى انتماء كل فقرة للبعد الذي وضعت فيه ، إضافة الى الحكم على صياغة الفقرة ووضوحها وصحتها اللغوية ، وقد عمدت الباحثتان إلى الأخذ بجميع ملاحظات المحكمين الذين اتفقوا عليها ، حيث كان المقياس في صورته الأولية قبل عرضه على المحكمين مؤلفا من (20) فقرة، وقد تم حذف (2)، فقرة وهي الفقرات رقم ( 7 ، 8 ) وأصبح المقياس بعد إجراء تعديلات المحكمين مؤلفا من (18) فقرة ( الصورة الأولية قبل التحقق من الصدق والثبات كمياً)

ب- صدق الاتساق الداخلي: قامت الباحثتان بحساب ارتباط درجة كل فقرة من فقرات المقياس والمجال التي تنتمي إليه، وذلك على عينة قوامها (30) امرأة معنفة.

جدول (2) معاملات الارتباط البينية بين كل فقرة والمجال التي تنتمي إليه

م معاملات الارتباط م معاملات الارتباط م معاملات الارتباط
الاعتماد بديمومة الأحداث السلبية لوم الذات الآخرين التعميم السلبي
1 0.652** 7 0.635** 13 0.585**
2 0.584** 8 0.647** 14 0.645**
3 0.784** 9 0.753** 15 0.625**
4 0.696** 10 0.841** 16 0.765**
5 0.714** 11 0.636** 17 0.652**
6 0.625** 12 0.754** 18 0.696**

حدود الدلالة الإحصائية لقيمة ( ر ) عند مستوى دلالة 0.01 لدرجة حرية ( 30-2) = 0.354

يتضح من الجدول السابق أنَّ جميع الفقرات دالة إحصائياً عند مستوى أقل من 0.05؛ مما يدل على تميز فقرات المجال بالاتساق الداخلي مع الدرجة الكلية للمجال، ثم قامت الباحثتان بحساب معاملات الارتباط بين كل مجال من مجالات المقياس مع بعضهما ببعض، والدرجة الكلية للمقياس.

جدول(3) معاملات الارتباط البينية بين كل مجال من مجالات المقياس مع بعضهما ببعض والدرجة الكلية

مجالات مقياس العجز النفسي الاعتماد بديمومة الأحداث السلبية لوم الذات الآخرين التعميم السلبي الدرجة الكلية للمقياس
الاعتماد بديمومة الأحداث السلبية 1.00
لوم الذات الآخرين 0.765** 1.00
التعميم السلبي 0.525** 0.521** 1.00
العجز النفسي 0.645** 0.753** 0.641** 1.00

حدود الدلالة الإحصائية لقيمة ( ر ) عند مستوى دلالة 0.01 لدرجة حرية ( 30-2) = 0.354

يتضح من الجدول السابق أنَّ جميع معاملات الارتباط دالة إحصائيًا عند مستوى أقل من 0.05 بين كل مجال من مجالات مقياس العجز النفسي وبعضهما ببعض، والدرجة الكلية للمقياس؛ مما يدل على تميزهما بالاتساق الداخلي فيما بينهما، والدرجة الكلية للمقياس.

ثانيًا -ثبات المقياس (Reliability Scales): قامت الباحثتان بحساب ثبات المقياس بطريقتين، وهما معامل ألفا كرونباخ والتجزئة النصفية ويوضح الجدول التالي ذلك:

جدول (3) معاملات كرونباخ ألفا والتجزئة النصفية لمجالات مقياس العجز النفسي والدرجة الكلية

مجالات مقياس العجز النفسي كرونباخ ألفا التجزئة النصفية
الاعتماد بديمومة الأحداث السلبية 0.914 0.910
لوم الذات الآخرين 0.898 0.925
التعميم السلبي 0.922 0.922
الدرجة الكلية لمقياس العجز النفسي. 0.931 0.932

يتضح من الجدول السابق أنَّ جميع قيم معاملات الثبات لمقياس العجز النفسي، والدرجة الكلية للمقياس مرتفعة؛ مما يؤكد على تميز مجالات المقياس، والدرجة الكلية للمقياس بدرجة مرتفعة من الثبات.

ثانياً: مقياس إدارة الانفعالات.

وصف المقياس:

بعد اطلاع الباحثتين على الأدبيات والدراسات السابقة المرتبطة كدراسة المطيري (2021)، ومحمد (2022)،ومصطفى (2022)، وأبو جدي(2012)، والسعايدة(2010)، وعلي (2018)،العبيدي (2018)،مراد (2022)، الخروصي (2014)، وغيرها من الدراسات الحديثة التي تناولت إدارة الانفعالات، إضافة الى الخبرة العملية في التعامل مع هذه الفئة واستقطاب عبارات يتم سماعها باستمرار من قبل السيدات المعنفات، وفي ضوء ذلك تمكنت الباحثتان من صياغة مجموعة من الفقرات التي تعبر في مجملها عن إدارة الانفعالات، حيث يتألف المقياس من (20) فقرة وزعت على أربع أبعاد وهي (موافق بشدة – موافق- معارض- معارض بشدة).

جدول (4) مقياس إدارة الانفعالات في صورته النهائية

البعد عدد الفقرات
مراقبة الانفعالات 5
تحويل الانفعالات 5
التحكم في الانفعالات 5
تنظيم الانفعالات 5
مقياس إدارة الانفعالات 20

أولًا – صدق المقياس (Validity Scales) :

أ- صدق المحكمين: عرضت الباحثتان الاستبانة الخاصة لمقياس إدارة الانفعالات على مجموعة من المحكمين الاختصاصيين في المجال (الصحة النفسية والقياس والتقويم النفسي) وذلك بهدف التحكيم الأولي للأداة ومراجعة فقراتها وتحديد مدى صلاحيتها لقياس إدارة الانفعالات ومدى انتماء كل فقرة للبعد الذي وضعت فيه ، إضافة الى الحكم على صياغة الفقرة ووضوحها وصحتها اللغوية ، وقد أخذت الباحثتان بجميع ملاحظات المحكمين الذين اتفقوا عليها ، حيث كان المقياس في صورته الأولية قبل عرضه على المحكمين مؤلفا من (26) فقرة، وقد تم حذف (6)، فقرة وهي الفقرات رقم

( 3 ، 4 ، 5 ، 8 ،9 ،11 ) وأصبح المقياس بعد إجراء تعديلات المحكمين مؤلفاً من (20) فقرة ( الصورة الأولية قبل التحقق من الصدق والثبات كميا)

ب- صدق الاتساق الداخلي: قامت الباحثتان بحساب ارتباط درجة كل فقرة من فقرات المقياس والمجال التي تنتمي إليه، وذلك على عينة قوامها (30) معنفة .

جدول (5) معاملات الارتباط البينية بين كل فقرة والمجال التي تنتمي إليه

م معاملات الارتباط م معاملات الارتباط م معاملات الارتباط م معاملات الارتباط
مراقبة الانفعالات تحويل الانفعالات التحكم بالانفعالات تنظيم الانفعالات
1 0.625** 7 0.545** 12 0.655** 17 0.678**
2 0.754** 8 0.652** 13 0.585** 18 0.741**
3 0.747** 9 0.525** 14 0.696** 19 0.645**
4 0.525** 10 0.545** 15 0.754** 20 0.696**
5 0.658** 11 0.565** 16 0.695** 21 0.787**
6 0.558**

حدود الدلالة الإحصائية لقيمة ( ر ) عند مستوى دلالة 0.01 لدرجة حرية ( 30-2) = 0.3534

يتضح من الجدول السابق أنَّ جميع الفقرات دالة إحصائياً عند مستوى أقل من 0.05؛ مما يدل على تميز فقرات المجال بالاتساق الداخلي مع الدرجة الكلية للمجال، ثم قامت الباحثتان بحساب معاملات الارتباط بين كل مجال من مجالات المقياس مع بعضهما ببعض، والدرجة الكلية للمقياس.

جدول(6) معاملات الارتباط البينية بين كل مجال من مجالات المقياس مع بعضهما ببعض والدرجة الكلية

مجالات إدارة الانفعالات مراقبة الانفعالات تحويل الانفعالات التحكم بالانفعالات تنظيم الانفعالات الدرجة الكلية للمقياس
مراقبة الانفعالات 1.00
تحويل الانفعالات 0.526** 1.00
التحكم بالانفعالات 0.754** 0.858** 1.00
تنظيم الانفعالات 0.656** 0.754** 0.787** 1.00
إدارة الانفعالات 0.555* 0.585** 0.635** 0.585** 1.00

حدود الدلالة الإحصائية لقيمة ( ر ) عند مستوى دلالة 0.01 لدرجة حرية ( 30-2) = 0.354

يتضح من الجدول السابق أنَّ جميع معاملات الارتباط دالة إحصائيًا عند مستوى أقل من 0.05 بين كل مجال من مجالات إدارة الانفعالات وبعضهما ببعض، والدرجة الكلية للمقياس؛ مما يدل على تميزهما بالاتساق الداخلي فيما بينهما، والدرجة الكلية للمقياس.

ثانيًا – ثبات المقياس (Reliability Scales):

قامت الباحثتان بحساب ثبات المقياس بطريقتين، وهما معامل ألفا كرونباخ والتجزئة النصفية ويوضح الجدول التالي ذلك :

جدول (7) معاملات كرونباخ ألفا والتجزئة النصفية لمجالات إدارة الانفعالات والدرجة الكلية

مجالات إدارة الانفعالات كرونباخ ألفا التجزئة النصفية
مراقبة الانفعالات 0.914 0.914
تحويل الانفعالات 0.898 0.933
التحكم بالانفعالات 0.920 0.941
تنظيم الانفعالات 0.910 0.925
الدرجة الكلية لمقياس إدارة الانفعالات. 0.933 0.934

يتضح من الجدول السابق أنَّ جميع قيم معاملات الثبات إدارة الانفعالات، والدرجة الكلية للمقياس مرتفعة؛ مما يؤكد على تميز مجالات المقياس، والدرجة الكلية للمقياس بدرجة مرتفعة من الثبات.

المحك المستخدم في الدراسة:

تحديد قيمة فئات المقياس رباعي المتدرج كما هو مبين في الجدول التالي :

جدول () قيمة فئات المقياس الرباعي المتدرج كما هو مبين في الجدول التالي :

مدى المتوسط الحسابي أقل من 34.7% 34.8%-62.5% 62.5%-81.5% 81.6% فأكثر
الوزن النسبي 1.75-1 1.76-2.50 2.51-3.25 3.56 فأكثر
التصنيف منخفض متوسط مرتفع مرتفع جدا

الأساليب الإحصائية المستخدمة: تم استخدام الأساليب الإحصائية التالية:

الاتساق الداخلي Internal Consistency، معامل ألفا كرونباخ Cronbache Alfa ، طريقة التجزئة النصفية Split Half Method ، المتوسط الحسابي والانحراف المعياري والوزن النسبي، الانحدار المتعدد لمعرفة أثر المتغير المستقل على المتغير التابع، اختبار T.test لإيجاد الفروق بين عينتين مستقلتين، اختبار تحليل التباين الأحادي للفرق بين ثلاث عينات مستقلة فأكثر.

نتائج الدراسة وتفسيرها:

تستعرض الباحثتان النتائج التي تم التوصل اليها في هذه الدراسة وذلك بعد الإجابة عن التساؤلات باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة لكل منها:

  1. للإجابة عن السؤال الأول الذي ينص على: “ ما مستوى العجز النفسي المتعلم لدى النساء المعنفات في محافظات غزة؟

وللإجابة عن السؤال الأول؛ قامت الباحثتان بحساب المتوسطات الحسابية، والإنحرافات المعيارية، والأوزان النسبية، لمجالات مقياس العجز النفسي، والدرجة الكلية للمقياس، كما هو مبين في الجدول الآتي:

جدول (8) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمقياس العجز النفسي والدرجة الكلية للمقياس.

مجالات العجز النفسي المتوسط

الحسابي

الانحراف المعياري الوزن

النسبي

الترتيب
الاعتماد بديمومة الأحداث السلبية. 3.214 0.66 80.4 1
لوم الذات الآخرين 3.033 0.983 75.8 3
التعميم السلبي 3.202 0.724 80 2
الدرجة الكلية لمقياس العجز النفسي 3.191 0.724 79.8

يتضح من الجدول السابق أن مستوى العجز النفسي (79.8%) مرتفع وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة (صديق, محمد 2020) التي أكدت الباحثتان ذلك أن المرأة المعنفة تكتسب شعور العجز النفسي نتيجة تعرضها المستمر للعنف على مدار سنوات متعددة، حيث إن تكرار تعرضها لمواقف التعنيف يفقدها ثقتها بنفسها وتقديرها لذاتها، ويكون لديها تدريجياً مفهوماً سلبياً عن ذاتها، وهذا من شأنه أن يسهم في تطور مظاهر العجز النفسي لديها، وشعورها بعدم القدرة على تحسين وضعها، فيبدو عليها الاستسلام للأمر الواقع مهما كان سيئاً.

كما أكدت ذلك دراسة (أبو موسى,2017) و(الشمري, 2017) حيث تحدثت حول هذه الدوافع ومشاعر العجز النفسي، وأن المرأة التي ليس لديها دافع داخلي للتغيير يبدو عليها شعور بالعجز النفسي والاعتقاد بديمومة الأحداث السلبية التي تحرك المرأة نحو غاية محددة تسعى إليها.

وهذا ما يفسر الجدول حيث ظهرت نسبة الاعتقاد بديمومة الأحداث السلبية (80.4) وهي نسبة مرتفعة وفقا قيمة المقياس الرباعي المتدرج ، ولوم الذات والآخرين (75.8) والتعميم السلبي (80) وهي أيضا نسب مرتفعة بالنسبة للمقياس وهذا يؤكد على وجود مستوى عجز مرتفع لدى السيدات المعنفات في محافظات غزة .

  1. وللإجابة على السؤال الثاني الذي نصه: ما مستوى إدارة الانفعالات لدى المعنفات الفلسطينيات؟

قامت الباحثتان بحساب المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، والأوزان النسبية، لمجالات مقياس إدارة الانفعالات، والدرجة الكلية للمقياس, كما هو مبين في الجدول الآتي:

جدول (9) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمجالات مقياس إدارة الانفعالات والدرجة الكلية

مجالات مقياس إدارة الانفعالات المتوسط

الحسابي

الانحراف المعياري الوزن

النسبي

الترتيب
مراقبة الانفعالات. 2.775 0.666 69.4 1
تحويل الانفعالات. 2.62 0.644 65.5 3
التحكم بالانفعالات. 2.52 0.554 63 4
تنظيم الانفعالات. 2.744 0.627 68.6 2
الدرجة الكلية لمقياس إدارة الانفعالات. 2.67 0.568 66.8

يتضح من الجدول السابق أن مستوى إدارة الانفعالات الإجمالي بلغ (66.8%) وهو متوسط، حيث ظهرت نسبة بعد مراقبة الانفعالات (69.4) حيث حصل على أعلى نسبة، وبعد تحويل الانفعالات (65.5), وبعد تحكم الانفعالات(63) وقد حصل على أقل نسبة، وبعد تنظيم الانفعالات (66.8) وتعتبر هذه النسب مرتفعة وقد أثبتت هذه النسب بأن المرأة الفلسطينية المعنفة تعاني من نسب مرتفعة في ضعف المرأة على الحصول على مستويات إدارة الانفعالات ، وهو ما اتفق مع دراسة( أبو موسى, 2017 ) حيث أشارت دراستها بأن أعلى نسبة في أبعاد مقياس إدارة الانفعالات كان بعد مراقبة الانفعالات التي بحاجة الى انتباه وملاحظة وهو مالا تنتبه له السيدة لنفسها.

كما أكدت ذلك دراسة (السعايدة، 2010) التي أشارت إلى أن السيدات ليس لديهن قدرة على الإدارة الجيدة لانفعالاتهن، وإلى ضعف قدرة المرأة المعنفة على إدارة مشاعرها والسيطرة على مشاعر الغضب لديها.

وتعزو الباحثتان السبب في عدم حصول المرأة المعنفة على مستوى مرتفع في مهارات إدارة الانفعالات إلى أن ما تتعرض له من عنف من قبل الزوج أو غيره من الأهل يشكل ضغطاً نفسياً عليها، وتكرار مواقف التعنيف تزيد من وطأة إحساسها بالضغط النفسي والظلم والاضطهاد مما يولد لديها دافعاً داخلياً للانتقام والتفريغ النفسي، ينعكس ذلك سلباً على قدرتها على إدارة انفعالاتها ومراقبتها وتنظيمها والتحكم فيها.

3. وللإجابة على السؤال الثالث الذي نصه: هل توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين العجز النفسي المتعلم وإدارة الانفعالات لدى النساء المعنفات في محافظات غزة؟

قامت الباحثتان باستخدام معامل ارتباط بيرسون لإيجاد العلاقة بين العجز النفسي وإدارة الانفعالات، كما هو مبين في الجدول الآتي:

جدول (10) يوضح معامل ارتباط بيرسون لإيجاد العلاقة بين متغيرات الدراسة

المتغيرات مراقبة الانفعالات تحويل الانفعالات التحكم بالانفعالات تنظيم الانفعالات إدارة الانفعالات
الاعتماد بديمومة الأحداث السلبية. *0.218- *0.251- **0.325- **0.360- **0.311-
لوم الذات الآخرين **0.319- **0.270- *0.248- **0.275- **0.268-
التعميم السلبي **0.481- *0.200- **0.324- **0.317- **0.274-
العجز النفسي **0.271- *0.220- **0.320- **0.315- **0.274-

يتضح من الجدول السابق أن معامل الارتباط بيرسون بين العجز النفسي وإدارة الانفعالات (-0.274) مما يدل على وجود علاقة عكسية ذات دلالة إحصائية بين العجز النفسي وإدارة الانفعالات لدى المعنفات الفلسطينيات، بمعنى أن تدني مستوى العجز النفسي يصاحبه تحسن في مهارات إدارة الانفعالات لدى المرأة المعنفة.

ويتفق ذلك مع دراسة (عمارة، 2022) التي أشارت إلى وجود علاقة ما بين تعرض المرأة للعنف وشعورها بالعجز النفسي وعدم قدرتها على إدارة الانفعالات الأمر الذي أدى الى زيادة شعورها بالاكتئاب والقلق والغضب.

وتعزو الباحثتان تلك النتيجة إلى أن شعور المرأة بالعجز النفسي نتيجة لمواقف العنف التي تتعرض لها في حياتها، يدفعها للاستسلام للأمر الواقع، رغم مرارته، فلا تسعى لتطوير ذاتها، وتعديل سلوكياتها كمحاولة منها للخروج من ذلك الواقع، فتبقى مهاراتها وقدراتها متدنية المستوى، ولعل من تلك المهارات مهارات إدارة الانفعالات، فنجد المرأة المعنفة التي تشعر بالعجز النفسي تعاني من عجز كذلك في مراقبة تنظيم انفعالاتها، وتحويلها لانفعالات إيجابية تناسب الموقف.

4. نص السؤال الرابع على: “هل يمكن التنبؤ بإدارة الانفعالات في ضوء العجز النفسي لدى المعنفات الفلسطينيات “؟ ومادرجة المساهمة النسبية للعجز النفسي المتعلم في إدارة الانفعال لديهن؟

جدول (11) نتائج نموذج الانحدار المتعدد للتنبؤ بإدارة الانفعالات في ضوء العجز النفسي.

المتغيرات المستقلة معاملات الانحدار الخطأ المعياري معاملات الانحدار المعيارية

Beta

قيمة

T

القيمة الاحتمالية

sig.

مستوى الدلالة

عند (0.05)

المتغير الثابت 4.261 0.337 12.65 0.00 دال
مراقبة الانفعالات. -0.15 0.296 -0.1 0.5 0.622 غير دال
تحويل الانفعالات. -0.01 0.22 0.201 0.363 0.223 غير دال
التحكم بالانفعالات. -0.61 0.296 -0.5 -2.05 0.043 دال
تنظيم الانفعالات. -0.59 0.291 -0.5 -2.01 0.047 دال
الدرجة الكلية لإدارة الانفعالات. 0.917 0.65 0.72 4.11 0.00 دال
تحليل التباين ANOVA
قيمة اختبار F 3.86 القيمة الاحتمالية 0.000
قيمة معامل التفسير المعدل R2 0.140 القيمة الاحتمالية لمعامل التفسير 0.000

يتضح من الجدول السابق أنه يمكن التنبؤ بأبعاد إدارة الانفعالات (التحكم بالانفعالات – وتنظيم الانفعالات) في ضوء العجز النفسي، وكذلك يمكن التنبؤ بإدارة الانفعالات في ضوء العجز النفسي لدى المعنفات الفلسطينيات، وأظهرت نتائج التحليل معامل الارتباط بلغ (0.274) ، بينما بلغ معامل التحديد المعدل (0.140) وهذا يعني أن (%14) درجة المساهمة النسبية للعجز النفسي المتعلم في إدارة الانفعالات لديهن ، والباقي (86%) يعود للعوامل الأخرى التي تؤثر على المتغير التابع.

وبناء على ما سبق يثبت هذا السؤال بأن المرأة الفلسطينية المعنفة والتي تعاني من العجز النفسي المتعلم يمكن التنبؤ بوجود مشكلات لديها في إدارة الانفعالات.

وهو ما أثبتته دراسة (الابراهيم, 2016) حيث تنبأت بأن المرأة المعنفة لا تستطيع التخطيط لمستقبلها وشعورها بالثقة والأمان وأثبتت ضعف المرأة المعنفة على تشكيل علاقات مع مجتمعها.

وأكدت دراسة (السعايدة , 2010), (عايد, 2016) حول ظهور خصائص معرفية وانفعالية للمرأة المعنفة تضعف تقديرها لذاتها وقدرتها على حل المشكلات .

كما أكد على ذلك(عمارة، 2022) حيث تنبأت دراستها بأن العجز النفسي المتعلم يظهر جليا لدى السيدات المتعرضات للعنف كما أكدت هذه الدراسة ضعف المرأة المعنفة وعجزها في التعامل مع مجتمعها والسيطرة على مشكلاتها.

وتعزو الباحثتان تلك النتيجة إلى أن الإحساس بالعجز النفسي المتعلم لدى الفرد ربما يفقده القدرة على السيطرة على مجريات حياته الشخصية التي تتعلق بقراراته الشخصية وآلية تعاطيه مع مواقف الحياة وتفكيره بها، ومهارته في حل المشكلات والسيطرة على انفعالاته والتحكم بها، مما ينعكس سلباً على علاقاته الشخصية مع المحيطين به، ويزداد الأمر سوءاً في حال كون هذا الفرد معنفاً، إذ تتطور لديه مشاعر العجز النفسي بسرعة أكبر، وهذا يشير إلى أن الفرد الذي لديه مشاعر عجز نفسي نستطيع توقع تدني قدرته على إدارة انفعالاته، وهذا ما أكدته الدراسة الحالية.

التوصيات:

  1. الاستمرارية والتكاملية لجلسات الدعم النفسي والتوعية حول العجز النفسي المتعلم للتخفيف من نسبة العنف ضد المرأة في مجتمعاتنا.
  2. ضرورة توفير الإمكانيات المادية والتمكين للمرأة حيث يساعد ذلك على تقوية ثقتها بنفسها والتخفيف من مشاعر العجز لديها إضافة الى تطوير قدرتها على إدارة انفعالاتها.
  3. تصميم برامج إرشادية تسهم في تحسين مستوى إدارة المرأة المعنفة لانفعالاتها.

المقترحات:

  1. تنفيذ برنامج علاجي للتخفيف من نسبة العجز النفسي المتعلم للمرأة المعنفة.
  2. تنفيذ برنامج علاجي لتحسين إدارة الانفعالات للمرأة المعنفة.

المراجع العربية:

أبو جدي، أ.ش.ع ، وأحمد. (2012).الخصائص السيكومترية لنظام التقييم السلوكي للأطفال (نسخة التقدير الذاتي للطفل) المطور على البيئة الأردنية.

الابراهيم، أ.ب. (2016). الصحة النفسية لدى النساء الأردنيات المعنفات. مجلة الجامعة الإسلامية للبحوث الإنسانية18(2).

العواودة، أ .(2010). العنف الأسري، مؤتمر لا لثقافة العنف ضد المرأة ، جمعية نساء ضد العنف، المركز الثقافي الملكي، عمان الأردن.

محمود، أ.ع.(2011). فاعلية برنامج ارشادي للتخفيف من حدة الشعور بالوحدة النفسية للمرأة المساء إليها ، رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية ، عدد 21، مجلد 2

الأمم المتحدة.(2016). الوضع الاجتماعي والاقتصادي للنساء والفتيات الفلسطينيات، اللجنة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا.

الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.(2008). وثيقة حقوق المرأة الفلسطينية .

الجهاز المركزي الفلسطيني. (2019) .النتائج الأولية لمسح العنف في المجتمع الفلسطيني http://www.pcbs.gov.ps/Downloads/book2480.pdf

الخروصي، ح. ب .ع.(2014). بناء مقياس لإدارة الإنفعالات لدى المشرفين التربويين في سلطنة عمان ، مجلة الدراسات التربوية والنفسية، سلطنة عمان، 562-553

ﺍﻟدوة،, ﺃ. ﻣ. ﺍ., ﺃﻣﻞ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺪ, ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻲ،, ﺳﻤﻴﺔ ﻋﺒﺪﺍﷲ، ﺧﻠﻴﻞ،, ﺧﻠﻴﻞ،, & ﻣﻨﻴﺮ ﺣﺴﻦ ﺟﻤﺎﻟ. (2017). ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﺔ ﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺐ: ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺳﻴﻜﻮﻣﺘﺮﻳﺔ. المجلة المصرية للدراسات النفسي، 27(97)، .181-212

الرواد ، ح. (2005). أثر برنامج إرشادي في معالجة العجز المتعلم لدى طلبة الصف العاشر الأساسي في مدارس دينة معان، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة مؤتة ، العراق.

الزاملي ، ع.ع وكاظم ح .ع . (2014). بناء مقياس لإدارة الإنفعالات لدى المشرفين التربويين في سلطنة عمان، جامعة السلطان قابوس، مجلة الدراسات التربوية والنفسية، مج8، ع3 .

الفقي ، إ. (2008). المفاتيح العشرة للنجاح، إبداع للإعلام والنشر، القاهرة، مصر.

الفرحاتي، س.م .(2005). سيكولوجية العجز المتعلم : مفاهيم -نظريات- تطبيقات ،ع 271

الناهي، ب.غ و علي آ .ع.(2017). العجز المتعلم لدى طلبة الجامعة، مجلة أبحاث البصرة للعلوم الإنسانية، العدد 5، المجلد 42

جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية. (2020). دراسة استطلاعية حول العنف المبني على النوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني(نتائج استطلاع للرأي بين طلبة الجامعات في الضفة الغربية )

السعايدة، خ.ع.(2010). الخصائص المعرفية والانفعالية لدى عينة من الزوجات المعنفات وغير المعنفات ، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، المجلد3، العدد 3.

محمود، ض.ع. (2011). العجز النفسي وعلاقته ببعض المتغيرات ، جامعة بغداد ، كلية التربية للبنات ، قسم رياض الأطفال

الحلبي، ع.(2019).العجز المتعلم من في الصف. دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع.

علي،ق وحموك، و.(2014). الدافعية العقلية، مركز ديبونو، عمان، الأردن.

عايد، ع.ح.(2016). العنف الرمزي المدرك وعلاقته بالعجز المتعلم لدى طلبة الجامعة. Journal of Kufa Studies Center1(41).‏

الشمري، ع.ح.(2017). الإحباط وعلاقته بالعجز النفسي، الجمعية العراقية للعلوم التربوية والنفسية،مجلة العلوم التربوية والنفسية.

عمارة إ.م. (2022). العنف الرمزي المدرک وعلاقته بالعجز المتعلم لدى طلاب الجامعة. التربية (الأزهر): مجلة علمية محکمة للبحوث التربوية والنفسية والاجتماعية– 341 , (195)41, 382..

الدسوقي، م.م.(2006).الشعور باليأس والعجز وتصور الانتحار لدى عينة من النساء الراشدات الممرضات للإساءة الزوجية، مجلة الإرشاد النفسي، جامعة عين شمس ، مصر العدد20.

محمد، م. د، الرشيدي، م.د.م، الرشيدي، ع.س.ع. (2014). العلاج العقلاني الانفعالي والعجز المتعلم. مجلة جامعة الفيوم للعلوم التربوية والنفسية، 3(1), 26-69.

عبد،م.علي،ش.(2009). العجز المتعلم وعلاقته بالأسلوب المعرفي تحمل-عدم التحمل الغموض لدى طلبة الجامعة ، 246- 202، (59)15.

غصن ، م.ن. (2017).العجز المكتسب وعلاقته بالأمن النفسي لدى طلبة رياض الأطفال ببرنامج التعليم المفتوح في كلية التربية بجامعة دمشق، مجلة جامعة البعث، المجلد (39)، العدد (66)، كلية التربية، جامعة دمشق، دمشق، سوريا.

محمود، ض.ع. (2008). العجز النفسي وعلاقته ببعض المتغيرات، مجلة البحوث التربوية والنفسية , جامعة بغداد، 131-200، (16)5.

منظمة الصحة العالمية،المكتب الإقليمي لشرق المتوسط. . (2018) http://www.emro.who.int/ar/violence-injures-disabilities/violence/

وزارة شؤون المرأة.(2019). التقرير الوطني “بيجين بعد 25عاما” إنجازات وتحديات وإجراءات

يوسف، ع.م.أ.(2020). مشكلات المرأة المعنفة ودور الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية في التخفيف منها.

المراجع الأجنبية:

Ashori, M., & Najafi, F. (2021). Emotion management: life orientation and emotion regulation in female deaf students. Journal of Child and Family Studies30, 723-732.

Ashori, M., & Najafi, F. (2021). Emotion management: life orientation and emotion regulation in female deaf students. Journal of Child and Family Studies30, 723-732.‏

‏ World Health Organization. (2000). The world health report 2000: health systems: improving performance. World Health Organization.

‏Samimi, Z., Lobnani, S. P., Taghavi, A., Khaneghaee, R., Hokmabadi, M. E., & Momeni, N. S. (2019). The Effectiveness of Emotion Management Training on Social Skills and the Sense of Competence in School Students. RELIGACIÓN. Revista de Ciencias Sociales y Humanidades4(13), 383-395.

‏Avdibegovic, E., Brkic, M., & Sinanovic, O. (2017). Emotional profile of women victims of domestic violence. Materia socio-medica29(2), 109.

Avdibegović, E., & Brkić, M. (2020). Child neglect-causes and consequences. Psychiatria Danubina32(suppl. 3), 337-342.

‏ Gu, S., Wang, F., Patel, N. P., Bourgeois, J. A., & Huang, J. H. (2019). A model for basic emotions using observations of behavior in Drosophila. Frontiers in psychology10, 781.

Rios, M., Macan, T., Stevanović-Silva, J., Nhusawi, K., Fernandes, R. J., Beleza, J., … & Magalhães, J. (2021). Acute CrossFit® workout session impacts blood redox marker modulation. Physiologia1(1), 13-21.‏