دور المنتوجات الأدبية (الشعرية والنثرية) في تعليم اللغة العربية عبر العصور

أمل شاكر1

1 جامعة إسطنبول أيدن، تركيا.
HNSJ, 2024, 5(1); https://doi.org/10.53796/hnsj51/33
تنزيل الملف
تاريخ النشر: 01/01/2024م تاريخ القبول: 23/12/2023م

المستخلص

تحدث هذا البحث عن الأدب العربي كوسيلة من وسائل تعليم اللغة العربية لأبنائها و لغير الناطقيين بها على حد سواء ،حيث فصل أنواع منتوجات هذا الأدب سواء الشعرية أو النثرية وكيف تم استخدامها كوسيلة تعليمية وأعطى الأمثلة على ذلك. وخلص إلى ضرورة الاستخدام الصحيح للأدب العربي كداعم حقيقي في مجال تعليم وتعلم اللغة العربية.

Research title

The role of literary products (poetry and prose) in teaching the Arabic language throughout the decades

Amal Shakir1

1 Istanbul Aydin University, Türkiye.

HNSJ, 2024, 5(1); https://doi.org/10.53796/hnsj51/33

Published at 01/01/2024 Accepted at 19/12/2023

Abstract

This research talked about Arabic literature as a means of teaching the Arabic language to its children and non-native speakers alike, as it separated the types of products of this literature, whether poetry or prose, and how they were used as an educational means, and gave examples of that. He concluded the necessity of the correct use of Arabic literature as a real support in the field of teaching and learning the Arabic language.

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وخير الخاتمين.

يعتبر الإنتاج الأدبي من الشعر والنثر ” بما يحويه من فنون متعددة كالقصيدة ، والرواية ، والقصة والحكاية ، والمسرحية والفيلم ،والمقالة ” .

وغيرها من فنون متجددة تنبض بإيقاع الحياة ،وتصور مختلف زوايا المجتمعات .

من أبرز المضامين التي استخدمها ولا يزال يستخدمها المتخصصون في تعليم اللغات لأهل اللغة الأم ولغير الناطقين بها .

ومن هذا المنطلق وفي حكم عملي وبحثي المتواصل في مجال تعليم اللغة العربية سواء لغير الناطقين بها او لأبنائها، ودراستي الطويلة لمجالات الأدب العربي وفنونه ،كان لي ان أطرأ لكيفية إستخدام الأدب في تعليم اللغة العربية والبحث في مدى نجاعة هذه الوسائل من الفنون الأدبية وفائدتها المرجوة في تعليم وتدريس اللغة العربية لأبنائها أولاً وللناطقين بغيرها ثانياً .

أهمية البحث وأهدافه:

تكمن أهمية هذا البحث في كونه يضيئ على ضرورة استخدام الأدب العربي ومنتوجه في دعم تعليم وتعلم اللغة العربية بالإضافة الى أن الاختيار الصحيح للمادة المطروحة في التعلم يلعب دورا مهما في الاستفادة الكلية منها.

المنهج المستخدم:

اعتمدت في هذا البحث المنهج الوصفي مع محاولة عرض مختصرة للفنون الأدبية مع شرح بسيط ومثال يوضح طرق استخدامها في تعليم اللغة

الدراسات السابقة:

هناك الكثير من الدراسات المشابهة التي تحدثت عن تأثير المنتوجات الأدبية كلها أو بعضها على وجه الخصوص على تعلم اللغة وتعليمها ،نذكر منها:

الأدب رافعة اللغة ،عيد عبد الحليم، مجلة الخليج /الملحق الثافي،عام2017، نشر الكتروني

ناقش الأستاذ عبد الحليم في مقاله رأي عدد من الأدباء كالشاعر محمد إبراهيم أبو سنة والناقد حامد أبو أحمد ،وغيرهم الكثير ممن أضافوا خبراتهم في مجال تعليم اللغة عن طريق الأدب بالإضافة الى تحديد طرقه ومعوقاته.

تداول الأدب العربي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: القصة القصيرة أنموذجا،سلطان بن سعيد بن محمد الفرازي، عام2022، جامعة التقنية والعلوم التطبقية/كلية التربية بالرستاق/سلطنة عمان

ينطلق هذا البحث من تصور نظري مفاده قابلية تداول القصة القصيرة ومادتها الأدبية، في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وهو يسعى إلى بيان مكانة الأدب في تدريس اللغات الأجنبية، وتعرف أهمية القصة القصيرة تربويا، ومميزاتها، وآلية توظيفها في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيره

حيث يطرح هذا البحث الأسئلة التالية:

  • ماهي تأثيرات تعلم اللغة العربية من خلال التعمق الكبير في مطروح ومنتوج الأدب العربي على المتعلم؟
  • و هل يصل المتعلم بهذه الوسائل لاكتساب المفردات العربية السليمة والتكلم بها من خلال تعليمه المهارات اللغوية الأربع : ” الاستماع ،والمحادثة ،والقراءة ،والكتابة “؟
  • وماهي العوائق والصعوبات التي يمكن أن تواجه المتعلم عند تركيزه على الأدب العربي كداعم لطريقه التعليمي؟

مما لا شك فيه فإن دمج الأدب في تعليم اللغة العربية من الضرورة في جميع المراحل ، من المستوى المبتدئ إلى المستوى المتوسط فالمتقدم ،ويحتاج دمجه إلى منهجية تعنى بالمختارات التي تتناسب مع مستوى المتعلمين ، وتراعي قيم التواصل والتفاعل ، وتسعى إلى إقناع النفوس وجذب العقول ،

وقد ذكر الطاهر مكي في دراسته حول كيفية تيسير تعليم العربية لغير الناطقين بها : ” لنا هدفاً من تعليم العربية يلتقي مع أغراض الهيئات الأجنبية أحياناً ويخالفها أحياناً ، نحن نود أن يدرك الناس حضارتنا وواقعنا ، وأن تكون صلتهم بثقافتنا مباشرة ، وألا يقف جهد الدارس لها عند ماضي العرب الثقافي ، وإنما يتجاوزه إلى حاضرهم أيضا ،ان يدرسها على نحو يدرك معه روح الأمة العربية إدارتها يؤدي إلى شعور بالمودة والقربى ، فإجادة وتعلم العربية من الناطقين بغيرها هي الطريق الوحيد لعالمية الأدب العربي .

فقبل أن يصبح أدب ” ما” عالمياً ،لا بد أن يكون هناك من يُحسن قراءته ،وتذوقه ،وفهمه ،وترجمته (1) .

وهذا الكلام يؤكد أن إستخدام الأدب في تعليم اللغة العربية من الأساسيات في طرائق التدريس للوصول إلى النتائج المرجوة .

تعريف الأدب:

عرف العلامة ابن خلدون الأدب في مقدمته المشهورة بأنه : ” العلم الذي يجمع كلام العرب ،وما عساه تحصل به الكلمة من شعر عالي الطبقة ، وسجع متساوٍ في الإجادة ،ومسائل من اللغة والنحو ،وحفظ أخبار العرب وغيرهم من الأمم بطبيعة الحال او أشعارهم وأنسابهم وأيامهم ودولهم ،والأخذ من كل علم بطرف ” (2) .

أم الأدب في اللسان اللغوي تطلق على العلوم والمعارف عموماً وعلى ما يليق بالشيْ، فيقال : ” آداب الدرس ،وآداب القاضي ” ، وعلم الأدب هو علم يحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظاً وكتابة ” (3) .

*إن النص الأدبي في منطوقه ودلالته يمثل مرتبة من مراتب التجلي اللغوي ، لذلك يمكن للمعلم مواجهة النص الأدبي في تعليمه من موقع اللسان الذي يهتم بكل تجليات الظاهرة اللغوية مهما تنوعت صيغ الإفضاء وهيئات التشكل وصور الوظيفة ، بجانب مواجهة له مع طلابه من موقع الناقد الأدبي ،ومتعلم اللغة الأجنبية يهدف بشكل رئيسي للوصول إلى كفاية لغوية يتفاعل بها مع أبناء تلك اللغة فيفهمهم ،ويشاركهم منطقهم ، ويعبر عن اندماجه في محيطهم بأشكال التواصل المتنوعة لديهم ،وللغة العربية خصوصية بين اللغات العالمية حيث يستطيع قارئها الإستماع باستيعاب ما كتب في تراثها بسهولة نسبية (4) .

واختيار المادة الدراسية المناسبة عامل أساس لجذب الدراسين ،وتحقيق الأهداف المبتغاة ،خاصة وأن أعداد الراغبين في تعلم اللغة العربية واكتسابها في إزدياد ملحوظ مع مظاهر العالمية المنتشرة في هذا العصر ،كما أن أسلوب تقديم المادة الدراسية من خلال معلميها عامل أساسي آخر لا يقل عن العوامل الأخرى التي ذكرناها .

يقول الشاعر حافظ إبراهيم (5) :

انا البحر في احشائه الدرُ كامنُ فـهـل سألــوا الـغـواص عـن صـدفـاتـي

ولإستخراج كنوز اللغة ودررها وإيصالها لغير الناطقين بها يجب أن يكون عند المدرس المهارات والعرفة الكاملة بوسائل وأغراض اللغة والأداب .

*كيف يدخل الأدب في دراسة اللغة وما الوسائل الأدبية المستخدمة في ذلك ؟

يقول الرازي في كتابه مفاتيح الغيب 6 ” معرفة اللغات لا تحصل إلا بالتعليم لأن العقل لا طريق له إلى معرفة اللغات البته ،بل ذلك لا يحصل إلا بالتعليم ،فأن حصل التعليم حصل العلم به ،وإلا فلا ،أما العلم بحقائق الأشياء فالعقل متمكن من تحصيله ” .

وفي دراسة أجراها باحثون على عدد من الطلاب والمهتمين بتدريس اللغة العربية عن طريق الأدب (7) ” فقد اتفق الطلاب في إجاباتهم عن سؤال كيف يتداخل الأدب في دراسة اللغة ؟ على ” أن عدداً كبيراً من المفردات والعبارات المميزة في اللغة موجودة في القصص الأدبية وأن الأدب يقدم ثقافة اللغة ،فالروايات مثلاً عبارة عن الحياة اليومية ، والقضايا بالإجتماعية ،ودراسة الأدب طريقة لتمرير القواعد والمفردات ،ويساعد على فهمها بشكل مريج ، ويفيد الطالب بالتعرف إلى المصطلحات الخاصة بمجال ما .

ويشعرنا الأدب بمجال النص ،ويجعل ذوقنا سليماً بالتعرف إلى تعبيرات لغوية فنية ،والأدب مهم جداَ لننفاذ إلى جواهر اللغة ، ومن المستحيل أن يتعلم دارس اللغة القافية دون دراسة الأدب ،ففيه العادات والتقاليد بل يمكننا دراسة لغة ما من خلال دراسة أدب تلك اللغة ” إنتهى الجواب .

ومفهوم الأدب عميق لأنه يحتوي بالإضافة إلى الأعمال الكتابية على أعمال فنية مثل السينما والموسيقا واللوحات والشبكة العنكبوتية التي فتحت المجال واسعاً للنشر الرقمي بكافة أشكاله .

وممكن أن يقع الإختيار على أحد الأعمال الأدبية ويطلب إلى الطلاب قراءة جزء منه وتلخيص أفكاره الرئيسية ، واستخراج الكنوز اللغوية وضروب الأدب الموجودة في النص .. كل هذا بالإضافة لإكتساب اللغة الجديدة من خلال دراستها يومياً كما تحيا على ألسنة الناس ، والتأمل فيها بعين الفطنة .

وكما ذكرنا في المقدمة فإن الإنتاج الأدبي من الشعر والنثر ” كالقصيدة ،والرواية ،والقصة ،والحكاية ،والمسرحية والفلم والمقالة ” كلها وسائل وأدوات لا غنى عنها في تعليم اللغة العربية .

1-دور الشعر والقصيدة في تعليم اللغة بمهاراتها وفكرها : للشعر مكانة كبيرة ورائدة في الثقافة العربية ،وهناك من الثروة الشعرية ما يتناسب مع كل مستوى لغوي ومع جميع الأعمار ،كما أن الشعر العربي خزان اللغة ، والعرب إتخذوا من بعض الأبيات لكبار الشعراء حكماً وشعارات وتمثلوها في حياتهم اليومية ، مثل قصيدة أبي القاسم الشابي (8)

إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقــيد أن ينكـسر

إذا ما طمحت إلى غايـــةٍ ركبــت المُنـــى ونســيت الحـــذر

ومن لا يحب صعود الجبــال يعش ابــد الدهــر بيــن الحفــــر

فيكن للمعلم تعليم عناصر لغوية أساسية بعد ترديده للبيت الشعري ، مثال قاعدة ” إذا ” وقاعدة ” أن “وعدد من الأفعال كثيرة الإستعمال في الأحاديث اليومية مثل : (أراد -استجاب -انكسر -طمح -ركب ) وغيرها .. بالإضافة لعدد من المفردات المهمة لكل متعلم مثل : ( الشعب -الحياة -القدر -الجبل -الدهر ) وقد أخذ الشعر مكاناً مرموقاً في تعليم اللغة ومرادفاتها وقواعدها من خلال مجموعة من القصائد والأبيات الشعرية مثل ألفية ابن مالك (9) ،وهي مكونة من ألف بيت شعري في النحو والتصريف وقواعد اللغة لتسهيل تعلمها للمبتدئين والمتخصصين ومطلعها :

كلامنا لفظ مفيد كاستقم واسمٌ وفعل ثم حرف الكلم

واحده كلمة والقول عم وكلمة بها كلام قد يؤم

هذا في الكلام وما يتألف منه … وجاء بعدها بالمعرب والمبني حيث يقول :

والاسم منه معرب ومبني لا لشبه من الحروف مدني

كالشبه الوضعيّ في اسمي جئتنا والمعنويّ في متى وفي هنا

إلى اخر القصيدة من المعرفة والنكرة ،والعلم ،وإسم الإشارة والموصول ،والإبتداء … الخ .

*ومن الممتع أيضاً تعليم اللغة العربية وتقديمها عن طريق الشعر الصوفي الملئ بالوجدانيات مع التركيز على عناصر اللغة في توضيح الترادف والتضاد والإشتقاق والمجاز والقواعد النحوية ، وإقناع نفوس الدارسين في تأمل الرسالة الفلسفية الداعية للمحبة في البحث عن الذات ،وفي التفاعل مع الآخر ، وفي علاقة الإنسان بالخالق ،م ثل ما قاله محي الدين بن عربي الشيخ الأكبر (10) :

لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ

وبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن

أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني”

2المقالة الأدبية ودورها في تعليم اللغة العربية : للمقالة الأدبية مكانة بارزة في تعليم اللغة العربية وذلك من خلال تقديمها لمستوى مبتدئ بتصرف ،ولمستوى متوسط بشرح معاني المفردات ، ولمستوى متقدم بتحليل فلسفة المضمون ..

فللمستوى المبتدئ والمتوسط قد تعلم المبني للمجهول وبعض المفردات البسيطة والمهمة في الوقت ذاته ،ولمستوى متقدم لتحليل المحتوى ومناقشة الأفكار وتمثيل المعاني في صورة واقعية مشتركة بين الإنسانية جمعاء.

ومن النماذج الإبداعية فيما يمكن تعدد أغراض تدريسه مقالات الأديب زكريا تامر ،الذي أبدع في فنون متنوعة بين القصة القصيرة وقصص الأطفال والمقالات مثال كتاباته في الفواتح العربية (11):

في اليوم الأول ،خُلق الإنسان

في اليوم الثاني ،خُلق قتلة الإنسان

في اليوم الثالث ،خُلقت الكلمة

في اليوم الرابع ،خُلق أعداء الكلمة

في اليوم الخامس ، خُلقت الحرية

في اليوم السادس ،خُلق خُصوم الحرية

في اليوم السابع ، خُلقت العصافير

في اليوم الثامن ، خُلق صيادوا العصافير

وقد يفيد تشجيع الطلبة على الإنتاج الأدبي في تدريسهم مهارة الكتابة ، فيطلب إليهم تقديم سيرة مختصرة في فقرات عن أنفسهم وتجاربهم وتعاونهم وتعارفهم بالآخر والتحدث عن آدابهم وثقافاتهم ، وممكن أن يقرأ الطالب ما كتبه لزملاءه ، ومن ثم للمحادثة والحوار ، ومناقشة ما سمعوه وكتبوه وقرأوه ،ب ما يفيد من النموذج المدروس لإنتاج نماذج إبداعية خاصة بهم ولممارسة المهارات اللغوية الأربع التي ذكرناها سابقاً .

3 القصص والحكايات وإستخراجها في تعليم اللغة العربية : للقصة والحكاية أيضاً دور مؤثر في تطويع فهم متعلمي اللغة العربية واكتساب مفردات الحياة اليومية المتداولة بين أبناء المجتمع ،ويجب أن يكون تقديم القصة أو الحكاية حسب المستوى التعليمي للطلاب. ومجال القصص والحكايات القديمة والحديثة واسع جداً وغزير خصوصاً في مراحل العصر العباسي وانتشار الترجمة وتبادل الثقافات .

كما يجب تقديم الحكاية أو القصة الممتعة واللطيفة التي اشتهرت بها الثقافة العربية طبعاً التي تناسب المستوى اللغوي للطلاب .

ومن المفيد أيضاً تقديم نماذج قديمه مثل ألف ليلة وليلة وكليلة ودفنة ،وقصص النبلاء وغيرها ، ليستمتع المتعلم بقدرته على قراءة نصوص من كتاب عمره ألف سنة تقريباُ ، وإمكانية فهمها لقربها من نصوص حديثه ، مع شرح المفردات اللازمة ،وهكذا ستتكون لديه صورة عن المتجمع العربي آنذاك عن قرب .

4الأفلام والأعمال الفنية : في إجابات الطلاب عن سؤال : “كيف يستفاد من مشاهدة الأفلام الروائية في تدريس المهارات اللغوية ؟ .. كانت الإجابات المختصره بما يلي : ” مشاهدة الأفلام تشمل صوراً وحركات وأصواتاً تساعدنا على الفهم السريع ، و متابعة قصة الفلم دون الشعور بالملل ، وهو تدريب استماع مفيد وممتع ” .

وتحقق فائدة أكبر بربط النص المقروء بمشاهدة العمل الفني المنتج عنه ، فبعد أن يقرأ الطلاب أجزاء من الرواية التمثيلية ويشاهدون الفيلم يتكون لديهم الكثير من المهارات اللغوية ..

وبنفس الدراسة التي ذكرناها سابقاً جاء استطلاع الطلاب عن فائدة الأفلام في تعلم اللغة : ” يربط الطالب النص المدروس مع الفيديو ، ويدخل في المعاني والثقافة أكثر ويقارن ، ويعبر عن رأيه ، ومن خلال مشاهدة الأفلام ممكن تعلم كلمات وعبارات جديدة من السياق ” .

5دور الأغاني في تعليم اللغة عموماً واللهجات خصوصاً : مما لا شك فيه أن الغناء من الفنون الأدبية التي تسهل تعليم اللغة والقواعد والمرادفات وهي كالشعر تبقى مطبوعة في الذاكرة من خلال الأنغام التي ترافق الكلمة ، ويمكن الإستفادة من التسجيلات الإذاعية وتشجيع الطلاب على أهمية الإستماع إليها لأهميتها في تعلم الكلمات وحفظها بالإضافة لتكوين الجملة من خلال الموسيقى وآلاتها وإنسيابها مع الكلمة .. وللأغاني دور كبير في ترسيخ الذاكرة الأدبية لكل مجتمع،

فأبناء الوطن العربي يدركون جيداً تأثير المطربين الكبار كأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ،وفيروز وصباح فخري وغيرهم في الحياة اليومية وعند كتابة هذا البحث يتصدر خبر إدراج القدود الحلبية علي لائحة التراث الإنساني في منظمة اليونسكو “

ولا بد من التذكير بأن طلاب اللغة العربية من الناطقين بغيرها بحاجة إلى الإستماع للهجات العربية للتفاعل مع أبناء المناطق المختلفة في الوطن العربي ، فبقدر الاهتمام بدراسة العربية الفصحى ولغة الإعلام والمثقفين ، هناك حاجة للطلاب للفاعل مع أبناء المجتمع الذي يقيمون فيه أو يدرسون اللغة العربية في مدارسه .

6-أهمية الاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة : وهذه الفقرة تركز على أهمية الإستماع عند المتعلم ،فيكسب الطالب من خلال هذه المهارة بالإضافة لما ذكر سابقاً الإنصات والتركيز وإعادة الفقرة التي فاتته عدة مرات حتى يتجلى معناها عنده وذلك من خلال الإستماع إلى مقابلات مسجلة مع أدباء ومفكرين وأعلام وأفراد مشهورين في مجالات مختلفة ، وبلهجات مختلفة ، كما من المفيد أن يستمع الطلاب للقاء تلفزيوني مع شخصية أو شاعر وأديب قرأوا له أو درسوا شيء من أعماله .

الخاتمة والتوصيات

يعتبر تعليم اللغة العربية عن طريق استخدام الأدب والفنون الأدبية مجالاً واسعاً لإيصالها لغير الناطقين بها وتأكيد قواعدها وبلاغتها ومكانتها عند أهلها وأبناءها ،ولأن الأدب جزء مهم جداً فهو يحتاج إلى الاهتمام الخاص ،ويجب مراجعة الاستراتجية والمهارات في دراسة الأدب وتقديمه من خلال مجالاته المتعددة في تعليم اللغة العربية ،مع التوصية بالأخذ بعين النظر والإعتبار المستوى اللغوي والعمري للطالب الذي يريد دراسة اللغة العربية من غير الناطقين بها .. حتى يقدم المفيد له والموافق لإمكاناته اللغوية فتعلم اللغة الجديدة أمر ليس بالهين أو السهل.

يقول الشاعر صفي الدين الحلي :

بِقَدرِ لُغاتِ المَرءِ يَكثُرُ نَفعُهُ فَتِلكَ لَهُ عِندَ المُلِمّاتِ أَعوانُ

تَهافَت عَلى حِفظِ اللُغاتِ مُجاهِداً فَكُلُّ لِسانٍ في الحَقيقَةِ إِنسانُ

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

المراجع والمصادر

(1) – قلي -الطاهر أحمد -تيسير اللغة العربية للأجانب ،المجلة ،العدد رقم 114 ،يونيو 1966 ،ص 64-65.

(2) – ابن خلدون -المقدمة -دار إحياء التراث العربي -بيروت –ط 4 -بلا تاريخ .

(3) – ابن العربي -ترجمان الأشواق -دار صادر -بيروت -1966 م .

(4) – التوحيدي -أبو جيان -المقابسات – تحقيق حسن السندوي -دار سعاد الحلبي -القاهرة -1965م .

(5) – إبراهيم -حافظ -ديوان شعره -كتاب الكتروني .

(6) – الرازي -فخر الدين -اشراف مكتب التوثيق والدراسات في دار الفكر -بيروت -لبنان .

(7) – تدريس اللغة العربية في عصر العولمة (أبحاث وتجارب ) -إعداد وتأليف نخبة من الكتاب -نشر مكتبة الآداب -القاهرة -بدون تاريخ .

(8) – الشابي -أبو القاسم -ديوان شعره -قدم له وشرحه أحمد حسن – دار الكتب العلمية -بيروت – 2005م.

(9) – ابن مالك الأندلسي -محمد جمال الدين -ألفية ابن مالك في النحو والتصريف – حققها سليمان بن عبد العزيز العيوفي -مكتبة دار المنهاج -الرياض .

(10) – الغزالي -أبو حامد ،المستصفى من علم الأصول -دار الكتب العلمية -بيروت -لبنان -1993 م .

(11) – تامر -زكريا -هجاء القاتل لقاتله -مقالات قصيرة -نشر رياض الريس للكتب -لبنان -2003 م .