آلاء سيد محمد عبدالعال1 1 جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، شنغهاي، الصين بريد الكتروني: alaasayed.2015@yahoo.com 0000-0001-6666-2515 ORCID ID HNSJ, 2024, 5(1); https://doi.org/10.53796/hnsj51/35 تنزيل الملفتاريخ النشر: 01/01/2024م تاريخ القبول: 19/12/2023م
المستخلص
منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني بعام ٢٠١٢م، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ العديد من الخطابات المهمة، والتي ظهر من خلالها تمتعه بأسلوب لغوي فريد من نوعه؛ سهل وبسيط وموجز ومصقول، وبهذا شكلت لغة الخطاب الخاصة به نموذجاً جديراً بالاهتمام.
ولما كان لا يمكن لأي خطاب أن يجذب الجمهور أو يُحدث صدى بدون احتوائه لغة حية مشوقة منسوجة بالأساليب البلاغية فقد اعتمدت هذه الدراسة كلًا من المنهج الوثائقي والمنهج التاريخي ومنهج تحليل المضمون لشرح وتحليل الأساليب البلاغية الشائع استخدامها بلغة خطاب شي جين بينغ والتي تتمثل بشكل رئيس في توظيفه للتشبيه والموازاة والمقابلة، بالإضافة إلى حرصه الدائم على الاقتباس من التراث الأدبي الصيني. ثم لخصت الدراسة الخصائص الأساسية المميزة لتلك الأساليب البلاغية المتنوعة الموجودة في نص الخطاب والتي تبرز أحد الملامح الرئيسة لأسلوبه اللغوي المميز، وتطرقت أخيراً إلى أثر التعبير الذي حققه شي جين بينغ باستعماله للأساليب البلاغية في خطاباته.
وذلك يهدف إلى تعميق الدراسة في الأسلوب اللغوي الفريد للرئيس ليساعد المستمعين والجمهور المخاطَب في فهم تفكيره وأيدلوجيته، وتعزيز قدرتهم على فهم أسلوبه اللغوي فهماً كاملاً والاهتمام به اهتماماً بالغاً، فضلاً عن رفع مستواهم اللغوي، وتوفير مرجع مُعين للكوادر القيادية فيما يتعلق بلغة الخطاب.
وتوصلت الدراسة إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يتمتع بلغة خطاب مميزة وفاعلة تعكس ثراء اللغة الصينية وتعابيرها ويكمن في جوهرها الأدب الصيني الذي يظهر من خلال الاقتباسات الصينية المتنوعة التي لا ينفك الرئيس شي جين بينغ عن ذكرها في خطاباته والتي تمثل جزءاً عميقاً، طالما كان متجذراً في شخصيته طيلة مشوار حياته السياسية والاجتماعية؛ وإلى أن اهتمام الرئيس بالبلاغة وعدم تجريد خطابه منها كان له أهمية كبيرة في جذب انتباه الجمهور والتفافه حوله لتحقيق الأهداف المشتركة، وتقديم الأدب الصيني والثقافة الصينية إلى العالم أجمع، ونشر أفكار وآراء الصين ودحض المغالطات المتعلقة بها وما إلى ذلك. وبهذا فإن لهذه الدراسة أهمية قصوى في نشر خصائص اللغة الصينية وثقافتها من خلال خطابات القادة والكوادر.
الكلمات المفتاحية: الصين/ شي جين بينغ/ البلاغة الصينية/ لغة الخطاب/ الأثر التعبيري
Analysis of rhetorical methods in the language of Chinese President Xi Jinping’s speeches
Alaa sayed Mohamed1
1 Shanghai international studies university, shanghai, China.
Email: alaasayed.2015@yahoo.com
ORCID ID: 0000-0001-6666-2515
HNSJ, 2024, 5(1); https://doi.org/10.53796/hnsj51/35
Published at 01/01/2024 Accepted at 19/12/2023
Abstract
Since the 18th National Congress of the Communist Party of China in 2012, Chinese President Xi Jinping has delivered many important speeches, showcasing a unique and distinctive linguistic style: simple, concise, and easy to understand. Thus, his speeches have formed an interesting linguistic model worth paying attention to.
As no speech can attract an audience or make an impact without being delivered in an engaging and lively language filled with rhetorical techniques, this study utilized both documentary and historical methods, as well as content analysis, to explain and analyze the commonly used rhetorical techniques in Xi Jinping’s speeches, which mainly include the use of metaphors, parallelism, and antithesis, in addition to his constant use of literary quotes from Chinese literature. The study then summarized the main distinctive features of these diverse rhetorical techniques used by Xi Jinping in his speeches, which highlight one of the main characteristics of his distinctive linguistic style, and finally discussed the expressive influence achieved by Xi Jinping through his use of rhetorical techniques in his speeches.
with the aim of deepening the study of the unique linguistic style of Xi Jinping in order to help readers understand his thinking and ideologies, enhance their ability to fully comprehend his linguistic style, and take a keen interest in it. Additionally, it aims to improve their linguistic level and provide a helpful reference for leadership cadres regarding the language of speeches.
Finally, The study found that Chinese President Xi Jinping has a distinctive and effective style of speech that reflects the richness of the Chinese language and its expressions, and is rooted in Chinese literature, which is evident in the various Chinese quotations that President Xi Jinping often refers to in his speeches, which has been a deeply ingrained part of his personality throughout his political and social career. And also found that the president’s emphasis on rhetoric and not stripping his speech of it has been of great importance in attracting public attention and rallying support to achieve common goals, as well as promoting Chinese literature and culture to the world, disseminating Chinese ideas and opinions, refuting misconceptions about China, and so on. Therefore, this study is extremely important for spreading the characteristics of the Chinese language and its culture through the speeches of leaders and cadres.
Key Words: China, Xi Jinping, Chinese rhetoric, language of speech, expressive influence
تمهيد:
إن البلاغة هي فن التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل فعال وجذاب باستعمال الكلمات والأساليب اللغوية المتقنة. وتعد أداة مهمة للتواصل الفعال. ومما لا شك فيه أن استعمال الأساليب البلاغية مثل: المبالغة، والتشبيه، والطباق، والمقابلة، وغيرهم، في الحديث يساعد على توصيل الأفكار والمعاني بشكل واضح ومؤثر، ويزيد من فهم المستمع للمحتوى المُقدم، ويوضح الأفكار ويجعلها أكثر إقناعاً وجاذبية.
وبمقدور استعمال الأساليب البلاغية المناسبة لمقتضى الحال أن يزيد من قوة الحديث ويعزز احتمالية قبول الفكرة المُقدمة، كما بمقدوره أن يقنع المتلقي بوجهات نظر أو آراء الشخص المُتحدث. كما لها أثر بالغ على جذب انتباه المستمع، وجعل الحديث مشوقاً ومثيرا للاهتمام بشكل أكبر، وبهذا يمكن لاستخدام الأساليب البلاغية بالحديث أن يساعد في تحسين التأثير الشخصي للمتحدث.
وبناء على ذلك فإن استخدام البلاغة في خطابات الرؤساء والزعماء يعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث يمكن أن يكون له تأثير كبير على الجماهير والمجتمع بشكل عام. فبتوظيف البلاغة في خطابات الرؤساء يمكن تعزيز الروح المعنوية للجماهير، وإلهامهم وتحفيزهم على اتخاذ إجراءات أو تبني معتقدات معينة، أو تحقيق التغيير والحث على المشاركة في القضايا المهمة. كما يمكن للاستخدام السليم للبلاغة في خطابات الرؤساء أن يزيد من مصداقية حديثهم ويبني ثقة الجماهير في قدرتهم على القيادة وتحقيق الأهداف المعلنة، مما يبني الثقة والصدق بين الرؤساء والجماهير. هذا إلى جانب قدرة البلاغة عند اتقان استعمالها بإحكام وذوق على توضيح رؤية الرؤساء المستقبلية والخطط والأهداف التي يرغبون في تحقيقها، وبذلك يكون لها تأثير أكبر في إيصال رسالتهم وإشراك الجماهير في تحقيق تلك الرؤية.
وإيماناً منه بذلك التأثير القوي لأثر البلاغة، طالما حرص الرئيس على استعمالات البلاغة بأساليبها المختلفة في خطاباته، وعُرف بقدرته المذهلة على استخدام لغة حية جذابة تتخللها أساليب البلاغة المتنوعة، مثل: التشبيه والموازاة والمقابلة، وغيرهم الكثير، فضلاً عن غنى خطاباته بالاقتباسات الأدبية الصينية البديعة التي تُزيد خطابه روعة وتُضفي إليه روح الثقافة الصينية العريقة وحكمتها. وفيما يلي ستتناول هذه الدراسة الأساليب البلاغية الشائع ظهورها في خطابات الرئيس شي جين بينغ بقدر من التفصيل، لكونها جزءً لا يتجزأ من الأسلوب اللغوي المميز الخاص به، ثم توضح خصائصها الرئيسة، وتبين الأثر التعبيري المتوخى تحقيقه.
أولاً، الأساليب البلاغية شائعة الاستخدام في لغة شي جين بينغ
“أصبحت ظاهرة استعمال الأساليب البلاغية بشكل موسع بالخطابات السياسية العامة أمرًا شائعاً، …وقد صارت تلك الظاهرة الآن عاملًا مهمًا من عوامل تشكيل الأسلوب اللغوي للخطابات السياسية.”[1] وطالما تميزت خطابات الرئيس شي جين بينغ بأسلوب لغوي مؤثر مليء بالصور والتشبيهات البديعة الجذابة، بالإضافة إلى كونه واضح ومُوجز ورصين ودقيق، وكما قال لي يون هان في كتابه (استكشاف الأسلوب اللغوي الصيني): ” إن الأساليب اللغوية الفريدة تتميز بطريقة نظم خطاب ذات طابع مختلف، ومن خلال استعمال وسائل التعبير المتميزة فقط يمكن أن تتشكل تلك الأساليب الفريدة.”[2] فإن أحد العناصر المُكونة لذلك الأسلوب الفريد للرئيس شي جين بينغ يتضح في استخدام الأساليب البلاغية، وامتلاء خطاباته بالصور البصرية والمقارنات مما يجعلها أكثر قوة وإقناعًا. وأوضح الأساليب البلاغية في خطاباته هي: التشبيه والموازاة والمقابلة، والتي يقترن معها استشهاده المتكرر باقتباسات من الأدب الصيني التقليدي. وقد أصبح الاستخدام الشامل لهذه الأساليب البلاغية أحد العوامل المهمة المُشكلة للأسلوب اللغوي المتميز الخاص به.
- التشبيه
التشبيه (比喻) في اللغة الصينية هو فن بلاغي تستعمل فيه أشياء مختلفة في الجوهر تمتلك فيما بينها بعض أوجه الشبه من أجل وصف بعض الأمور أو شرح بعض الحقائق. ويتكون التشبيه في اللغة الصينية من: المُشبه الذي يراد تشبيهه بغيره، والمُشبه به الذي يُلحق به المُشبه، وأداة التشبيه التي تربط بينهما. ويجب أن يكون كل من المُشبه والمُشبه به شيئين مختلفين في طبيعتهما، ويقوم التشبيه على بعض أوجه الشبه المتحققة بين طرفي التشبيه. [3] ويقسم أسلوب التشبيه في اللغة الصينية إلى ثلاثة أنواع: التشبيه المُرسل (明喻) والتشبيه المؤكد (暗喻) والاستعارة (借喻). والتشبيه بلا شك هو أهم الأساليب الفنية التي تنسج لغة الخطاب لإثارة اهتمام المتلقي وإبقائه منتبهاً لمحور الحديث وتوضيح المعنى وإيصال الفكرة بطريقة مشوقة، هذا إلى جانب استخدامها بهدف إقناع الجماهير والتأثير على مشاعرهم، وبهذا فهو أداة لغوية فعالة للتعبير عن الحقائق بشكل أكثر فاعلية وبلغة أكثر حيوية ووضوحاً. وغالباً ما يظهر بخطابات الرئيس شي جين بينغ الأنواع المختلفة للتشبيه حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أسلوبه اللغوي، وساعدت على إثراء لغة خطابه وجعلها مُلهمة، قادرة على توصيل المعنى، وهناك على ذلك أمثلة لا حصر لها، نذكر بعضها فيما يلي.
التشبيه المرسل:
- “牢固的政治互信是中俄关系最重要的特征,坚定的相互支持是两国关系的核心价值。我们要像爱护自己的眼睛一样,珍惜和呵护双方建立起来的宝贵互信”。
- ” تعتبر الثقة القوية المتبادلة هي أهم سمة تميز العلاقات الصينية الروسية، كما يعتبر الدعم الثابت المتبادل هو القيمة الجوهرية للعلاقات بين البلدين. ويجب علينا أن نعتز بالثقة الثمينة المتبادلة التي أسسها كلا الطرفين ونحافظ عليها مثل أعيننا تمامًا.”[4]
- “非洲人民对中国人民发自内心的友好情谊,就像非洲的阳光那样温暖热烈,让人难以忘怀”。
- “إن مشاعر الصداقة الحقيقية التي يحملها الشعب الأفريقي في أعماق قلوبهم تجاه الشعب الصيني، هي مشاعر حميمة ودافئة مثل شمس إفريقيا، ولا يمكن لأحد أن ينساها.” [5]
- “我们要坚定不移发展全球自由贸易和投资,在开放中推动贸易和投资自由化便利化,旗帜鲜明反对保护主义。搞保护主义如同把自己关进黑屋子,看似躲过了风吹雨打,但也隔绝了阳光和空气。”
- “يجب علينا العمل على تطوير التجارة الحرة والاستثمار العالميين بثبات، وتعزيز التجارة والاستثمار وتسهيلهما في إطار الانفتاح، والتصدي بشكل واضح للحمائية. فممارسة الحمائية يشبه حبس أنفسنا في غرفة مظلمة، حيث سنعتقد أننا تجنبنا الرياح والأمطار، ولكننا سنكون أيضًا قد عزلنا الشمس والهواء عن أنفسنا.”[6]
التشبيه المرسل (明喻) في اللغة الصينية هو تشبيه كامل الوضوح، لذا فهو يُعرف أيضاً بـ(التشبيه المباشر والمقارنة الواضحة)، وفيه تكون كافة أركان التشبيه: المُشبه والمُشبه به وأداة التشبيه، موجودة وظاهرة، وهناك علاقة تشابه (أو حتى تماثل) بين المُشبه والمُشبه به من الناحية الشكلية واضحة جدا.[7] وغالباً ما تكون أدوات التشبيه في هذا النوع هي: (مثل/كـ/كما/يشبه…إلخ). ويتضح بالأمثلة الثلاثة الآنفة الذكر استخدام شي جين بينغ للتشبيه الصريح بخطاباته، فبالمثال رقم 1: شَبَّهَ شي جين بينغ الثقة المتبادلة بين الصين وروسيا بعيني الإنسان، حيث أتى بوجه الشبه المتمثل في الأهمية الخاصة بالأمرين، ليَخرج بمثل هذا التعبير الحي. فعينا الإنسان هبة غالية لا تقدر بثمن ومن الضروري أن يحافظ عليها الإنسان، لذلك أوردها بينغ كمُشبه به ليبرز أهمية وضرورة الحفاظ على العلاقات المتبادلة التي بذل الطرفين الكثير من أجل بناءها. وبالمثال رقم 2: شَبَّهَ شي جين بينغ دفء مشاعر الصداقة بدفء الشمس، ولما كانت شمس أفريقيا معروفة بدفئها وأشعتها التي تمنح الإحساس بالسعادة والراحة النفسية، فقد جاء هذا التشبيه ليوضح بصورة بليغة ومباشرة عمق العلاقة بين الشعب الإفريقي والشعب الصيني. وبالمثال رقم 3: شَبَّهَ شي جين بينغ ممارسة الحمائية بالحبس داخل غرفة مظلمة، ليوصل إلى المستمع النفور من هذه الفكرة ويوصل إليه بصورة واضحة مدى قبح فكرة الحمائية وعدم نفعها بأي شكل من الأشكال، فأي شخص عاقل يمكنه أن يحبس نفسه بإرادته بداخل غرفة مظلمة؟! ويكمل شرحه بعد هذه الصورة الرائعة ليشرح للجماهير من خلال استخدامه لصور من الطبيعة بأنهم حتى لو تخيلوا أن الفكرة قد تكون سديدة وستحمي إنتاج البلاد وستزيد من مبيعات العلامات التجارية الوطنية، إلا أنها ستكون خطوة تعزلهم عن النفع الخارجي والعلامات التجارية العالمية وستؤثر بالسلب على اقتصاد البلاد.
التشبيه المُؤكد:
- “绿水青山就是金山银山。良好生态环境既是自然财富,也是经济财富,关系经济社会发展潜力和后劲。”
- “إن المياه الصافية والجبال الخضراء المورقة هي بمثابة جبال من الذهب والفضة. والبيئة الإيكولوجية الجيدة هي ليست ثروة طبيعية فحسب، بل هي ثروة اقتصادية أيضًا، والتي ترتبط بإمكانيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وقدرتها على الاستدامة.”[8]
- 理想信念就是共产党人精神上的“钙”,没有理想信念,理想信念不坚定,精神上就会“缺钙”,就会得“软骨病”。
- “إن المُثُل والمعتقدات هي “الكالسيوم” الروحي للشيوعيين، وإذا لم تتواجد المُثُل والمعتقدات، أو إذا لم تكن المُثُل والمعتقدات راسخة، سيصبح هناك “نقص كالسيوم” بالروح، وستعاني من “الكُساح“.[9]
التشبيه المؤكد (暗喻) (يُعرف أيضاً بـالتشبيه الضمني أو المقارنة الضمنية) في اللغة الصينية هو تشبيه يعلو درجة عن التشبيه المرسل، حيث يجعل العلاقة بين المُشبه والمُشبه به أوثق وأكثر قرباً، ويجعلهم كأنهم جسد واحد أو هيأة واحدة، مما يجعل اللغة أكثر دقة.[10] وغالباً ما تكون أدوات التشبيه التي تربط بين المُشبه والمُشبه به في هذا النوع هي: (أصبح/صار/بمثابة/هي/هو…إلخ)، وفي بعض الاستعمالات لا تظهر أي من تلك الأدوات، وتكون العلاقة بين المُشبه والمُشبه به هي علاقة تساوي أو تماثل. فمن خلال هذا التشبيه يكون الأمر مثلما نقول كذا أصبح هو كذا نفسه، ولهذا فهو أعلى درجة عن التشبيه المرسل. وقد ظهر هذا النوع من التشبيه ظهوراً كثيرا في خطابات الرئيس شي جين بينغ. فكما نرى في المثال رقم 4: قال: إن المياه الصافية والجبال الخضراء المورقة هي جبال من الذهب والفضة، إذ أن الذهب والفضة من الثروات النفيسة التي يحبها البشر كافة ويعرفون قيمتها جيداً، حتى أن مخزون الذهب يحدد مكانة الدول وقوة اقتصادها، وإذا لم يتم الحفاظ على هذه الثروات لابد أن اقتصاد البلاد سيتأثر. وبالمثل هنا جاء هذا التشبيه البديع ليوضح أهمية الحفاظ على البيئة الإيكولوجية كما يتم الحفاظ على الثروات الثمينة، لأنها كما شرح فيما بعد تعد ثروات اقتصادية كما هي ثروات طبيعية، وبتنميتها والحفاظ عليها تعلو مكانة البلاد الاقتصادية والاجتماعية، فجاء التشبيه لحث الجميع وتحفيزهم على الحفاظ على الطبيعة والاهتمام بها اهتماما كبيرا. وفي المثال رقم 5: استعمل الرئيس شي جين بينغ كلمة من المجال الطبي وأدخلها في المجال السياسي، حيث لا يخفى على أحد أن “الكالسيوم” هو عنصر مهم لصحة جسد الإنسان، وإذا قلت نسبته تأثر الجسد وحركته، بل عانى الجسد من الأمراض المختلفة التي من بينها “الكُساح“، وبتشبيه المُثُل والمعتقدات عند الشيوعين بالكالسيوم الروحي، ووضعهما في علاقة تماثل وتساوٍ، فهو بذلك يقصد إيصال مدى أهمية المُثُل والمعتقدات لديهم وضرورة حفاظهم عليها وترسيخهم لها حتى لا يتأثر كيانهم ويعانون من أي خلل كان، وقد تمكن الرئيس من فعل ذلك من خلال صورة بديعة حية سهلة الفهم عميقة المعنى.
الاستعارة:
- “当然,我们也要承认,经济全球化是一把“双刃剑”。当世界经济处于下行期的时候,全球经济“蛋糕”不容易做大,甚至变小了,增长和分配、资本和劳动、效率和公平的矛盾就会更加突出。”
- ” وبالطبع، يجب أن نعترف أيضًا بأن العولمة الاقتصادية هي “سيف ذو حدين”. فعندما يكون الاقتصاد العالمي في فترة هبوط، فليس من السهل أن تصبح “كعكة” الاقتصاد العالمي أكبر أو حتى أصغر، وستصبح التناقضات الموجودة بين كل من: النمو والتوزيع، ورأس المال والعمالة، والكفاءة والإنصاف، أكثر بروزًا.”
- “中国人民深知实现国家繁荣富强的艰辛,对各国人民取得的发展成就都点赞,都为他们祝福,都希望他们的日子越过越好,不会犯“红眼病”,不会抱怨他人从中国发展中得到了巨大机遇和丰厚回报。”
- “إن الشعب الصيني يدرك جيدًا مصاعب تحقيق الرخاء والازدهار الوطني، ويثني على الإنجازات التنموية التي حققتها كافة شعوب العالم ويبارك لهم عليها، ويتمنى لهم أيام أفضل وأفضل، ولا يعاني من “مرض العين الوردية”، ولا يتذمر من الفرص الكبيرة والمكافآت الوفيرة التي تحصل عليها الآخرون من خلال التنمية في الصين.”[11]
الاستعارة (借喻) (تُعرف أيضًا باسم المقارنة المُستعارة) في اللغة الصينية هي نوع من أنواع التشبيه الذي لا يظهر فيه أياً من المُشبه أو أداة التشبيه، ولكنه يذكر مباشرة المُشبه به ليحل به محل المُشبه. والاستعارة في الظاهر لا تذكر فقط سوى جزء واحد يتمثل في المُشبه به ولا تذكر المُشبه، ولكنها في الواقع تؤكد على المُشبه من خلال إحلال محله بالمُشبه به، لذا فهي نوع من العلاقات الإحلالية.[12] ففي المثال رقم 5: استعمل شي جين بينغ تعبير “كعكة” الاقتصاد العالمي ليحل به محل تعبير “الناتج” الاقتصادي العالمي، حيث وضع كلمة “كعكة” وهي هنا المُشبه به مباشرة مكان المُشبه المتمثل في كلمة “الناتج” دون ذكره، لما يوجد بينهم من وجه شبه معروف للجميع إذ أن الكعكة التي تعتبر حلوى محببة للجميع يتم تقسيمها بطبيعة الحال على الأفراد الموجودين وكلما كبر حجمها أو قل زاد نصيب الفرد الواحد منها أو قل كذلك، وهذا شبيه بحال الناتج الاقتصادي العالمي نفسه الذي إذا زاد حجمه عم الرخاء على الجميع وإذا قل حجمه تأثرت كافة الدول بذلك وظهرت التناقضات المختلفة، فاستعمل بذلك استعارة واضحة مفهومة أَثّرت أسلوبه اللغوي وصقلته. وفي المثال رقم 6: ظهرت الاستعارة مرة أخرى بشكل جلي في خطاب شي جين بينغ، حيث استعمل مباشرة تعبير “مرض العين الوردية” المعروف معناه جيداً عند الشعب الصيني والذي يدل على الحسد والغيرة دون شرح معناه في داخل السياق، فاكتفى بذكر المُشبه به ولم يذكر المُشبه، وهو تعبير مثير للاهتمام يُشَبه الحاقد على ثروات ونجاح الآخرين بمن يعاني من مرض العين الوردية، وقد استخدمه الرئيس شي جين بينغ بذكاء ليوصل المعنى ويؤكد أن الصين لا تحقد على أحد بل تتمنى الخير كله للجميع، وفي الوقت نفسه يُعرف العالم بتعبير شائع يتداوله الشعب الصيني.
- المقابلة
المقابلة (对偶) في اللغة الصينية هي أسلوب بلاغي يتم فيه إيراد جُمل في أزواج، لهم نفس عدد الكلمات وبنية متشابهة أو متقاربة، ومضمون متشابه ومترابط أو متضاد، وتكون أزواج الجمل متباينة ولكن يكُمل بعضها البعض.[13] ويستعمل أسلوب المقابلة من أجل جعل الخطاب رنانا وذا إيقاع قوي، وبغرض التعبير عن المعنى بشكل موجز يجذب انتباه المستمع ويثير ذهنه، كما أن تكرار الكلام فيه يجعل المحتوى سهل الحفظ والتذكر، بالإضافة إلى أنه يضيف إلى الحديث لمسة التماسك والتناسق، ويبرز المعنى ويوضحه، مما يجعل الخطاب أكثر قوة وتأثيرًا. وبخطاب شي جين بينغ يظهر الطباق بشكل متكرر خلال حديثه مما يزيد لغته أناقة وإيجازاً ويجعل الجمل أكثر تناسقا. كما سيتضح لنا في الأمثلة المذكورة أدناه.
- “民族强盛,是两岸同胞之福;民族弱乱,是两岸同胞之祸。实现中华民族伟大复兴,与两岸同胞前途命运息息相关。”
- “الأمة القوية، هي نعمة للمواطنين على جانبي المضيق، والأمة الضعيفة، هي نقمة للمواطنين على جانبي المضيق. ويرتبط تحقيق التجديد العظيم للأمة الصينية ارتباطًا وثيقًا بمستقبل ومصير المواطنين على جانبي مضيق تايوان.”[14]
- “政之所兴在顺民心,政之所废在逆民心,我们党已是在和平时期执政了 40年的党,脱离群众的危险比之战争年代大大地增加了,而脱离群众对党、对人民可能产生的危害也大大增强了。”
- “نهوض الحكم يكمن في الامتثال لإرادة الشعب، وسقوط الحكم يكمن في معارضة إرادة الشعب، ولقد حكم حزبنا لمدة 40 عامًا عم خلالها السلام، إلا أن خطر الانفصال عن الجماهير قد زاد بشكل كبير مقارنة بما كان عليه خلال فترة الحرب، وبالتالي زادت بشكل كبير نسبة الأضرار التي قد تلحق بالحزب والشعب جراء هذا الأمر.”[15]
- “法律是成文的道德,道德是内心的法律。法律和道德都具有规范社会行为、调节社会关系、维护社会秩序的作用,在国家治理中都有其地位和功能。”
- “القانون هو الأخلاق المكتوبة، والأخلاق هي القوانين المكنونة. ولكل من القانون والأخلاق دور في تنظيم السلوك الاجتماعي وتنظيم العلاقات الاجتماعية والحفاظ على النظام الاجتماعي، وكلاهما له مكانته ووظائفه في حوكمة البلاد.”[16]
استخدم شي جين بينغ بالمثال رقم 1 زوج من الجمل ذات عدد كلمات متساوي، والتي تتحدث عن محتوى مترابط ومتعلق ببعضه البعض، ويتخللها بعض الكلمات المتضادة التي تقوي المعنى وتُظهره، فجاءت كلمة “القوية” مضادة لكلمة “الضعيفة” وجاءت كلمة “نعمة” مضادة لكلمة “نقمة“، ليوضح بهذه الكلمات المتناقضة مدى ضرر ضعف الأمة على المواطنين جميعاً وضرورة امتلاك أمة قوية قادرة على توحيد شعبها وتحقيق التجديد العظيم. وبالمثال رقم 2 استخدم أيضاً زوج من الجمل ذات عدد كلمات متساوي، جاء بينهما كلمة “نهوض” مضادة لكلمة “سقوط“، وكلمة “امتثال” مضادة لكلمة “معارضة“، ليتمكن بذلك من إبراز المعنى وتوضيحه من خلال التضاد، وإيصال أهمية الامتثال لرغبة الشعب وعدم معارضته بشكل متعمد في جملتين موجزتين ولكنهم يكشفان بعمق عن الدلالة المقصودة. وبالمثال رقم 3 استخدم شي جين بينغ أيضاً زوج من الجمل ذات عدد كلمات متساوي، ولكن التناقض هنا لم يكمن في الكلمات ولكنه برز في العلاقة الموجودة بين الجملتين، حيث استخدم الرئيس العلاقة المتناقضة العامة الموجودة بين الجملتين من أجل إبراز المعنى والتأكيد على أهمية كل من القانون والأخلاق وأثرهما في المجتمع بصورة ذكية متقنة.
- الموازاة
الموازاة (排比) في اللغة الصينية هي فن بلاغي ينشأ من ثلاث جمل أو أكثر أو ثلاثة أجزاء من الجمل أو أكثر على التوالي، بحيث تكون البنية الخاصة بهم متشابهة أو متماثلة، والنبر الخاص بهم متسقا، والمعاني التي يعبرون عنها وثيقة الصلة.[17] وفي الموازاة تكون الجمل أو أجزاء الجمل تعبر عن أشياء تنتمي لنفس المجال ولها نفس الطبيعة. وتستعمل الموازاة من أجل إضافة نغمة وإيقاعية على النص حيث يقرأ المتلقي الجمل المتوازية ويشعر بإيقاعها ولحنها الجميل، مما يمنح إحساساً بتماسك النص ويزيد من قابلية إقناع المستمع به ويعزز الفكرة المراد التعبير عنها، ويترك انطباعًا جيدًا في نفوس الجماهير. وعند قراءة خطابات الرئيس شي جين بينغ تجد أن أسلوب الموازاة يظهر بشكل متكرر، ويمكن القول إنه عنصر هام من العناصر المُشكلة للأسلوب اللغوي الخاص بخطابات الرئيس شي.
- “要增强对党负责的政治意识、发现问题的责任意识、敢于提出问题的党性意识,切实加强对党组织领导班子及其成员特别是主要负责人的监督。”
- “من الضروري أن يتم تعزيز الوعي السياسي بالمسؤولية تجاه الحزب، وتعزيز الوعي بالمسؤولية عن اكتشاف المشكلات، وتعزيز الوعي الحزبي الذي يشجع على طرح الأسئلة، وتعزيز الإشراف الفعال على قيادة الحزب وأعضائه وخاصة المسؤولين الرئيسيين.”[18]
- “有梦想,有机会,有奋斗,一切美好的东西都能够创造出来。”
- “بوجود الأحلام، وبوجود الفرص، وبوجود النضال، يمكن إبداع كل ما هو جميل.”[19]
- “全面深化改革,必须加强党对改革的领导,必须坚持问题导向,必须狠抓改革落实,必须深化对改革规律的认识和运用。”
- ” لتعميق الإصلاح بشكل شامل، يجب أن يتم تعزيز قيادة الحزب للإصلاح، ويجب أن يتم الاستمرار في توجيه المشكلات، ويجب أن يتم التركيز على تنفيذ الإصلاح، كما يجب أن يتم تعميق فهم وتطبيق قوانين الإصلاح.”[20]
يتضح في الأمثلة السابقة استعمال الرئيس شي لأسلوب الموازاة أثناء حديثه، فبالأمثلة الثلاثة، وردت ثلاثة أجزاء في جمل أو أكثر على التوالي، والتي كانت عددها 3 في المثال رقم 1 ورقم 2 وهي: ” تعزيز الوعي السياسي بالمسؤولية تجاه الحزب، ورفع الوعي بالمسؤولية عن اكتشاف المشكلات، وتعزيز الوعي الحزبي الذي يشجع على طرح الأسئلة”، و”بوجود الأحلام، وبوجود الفرص، وبوجود النضال”، بينما كان عددها 4 في المثال رقم 3 وهي: “يجب أن يتم تعزيز قيادة الحزب للإصلاح، ويجب أن يتم الاستمرار في توجيه المشكلات، ويجب أن يتم التركيز على تنفيذ الإصلاح، كما يجب أن يتم تعميق فهم وتطبيق قوانين الإصلاح”. أما فيما يتعلق بالبنية فمن الواضح تشابه البنية المكونة للجمل التي شكلت كل أسلوب من أساليب الموازاة الموجودة أعلاه. كما أن المعاني التي تعبر عنها الجمل المذكورة في كل مثال بينها علاقة منطقية وثيقة. كما يمكن ملاحظة تكرار بعض الكلمات بداخل الجمل مثل: كلمة “الوعي” في المثال رقم 1، وكلمة “وجود” في المثال رقم 2، وكلمة “يجب” في المثال رقم 3، مما يحقق تناسق في النبر فيما بينهم، ويضفي الإيقاعية على النص. وبهذا يتضح إتقان الرئيس شي جين بينغ لاستخدام هذا الأسلوب البلاغي الفريد التي تتميز به اللغة الصينية ليزيد لغته قوة ويجعل خطابه رنان يجذب المستمعين.
- الاقتباسات الأدبية
تعد الاقتباسات الأدبية واحدة من أكثر الأساليب شيوعا واستعمالا في النصوص والمقالات والخطابات، إلخ. ويقول لوه جي يونغ في كتابه (دراسة الاقتباسات) عن تعريف الاقتباسات في اللغة الصينية أن: “الاقتباسات، هي الاستشهاد في الخطاب الشخصي بقصص قديمة أو أقوال شائعة لها تاريخ معروف بشكل صريح أو شكل ضمني، من أجل غرض بلاغي”[21] وتقسم الاقتباسات في اللغة الصينية إلى نوعين: الاقتباسات الصريحة والاقتباسات الضمنية، وعن هذا يقول تشين وانغ داو “هناك طريقتان لاقتباس القصص والأقوال في داخل الخطاب، أولهما طريقة الاقتباس الصريح، والتي يتم فيها توضيح مصدر القصة أو القول المُقتبس؛ وثانيهما هي طريقة الاقتباس الضمني، والتي لا يتم فيها ذكر مصدر القول المُقتبس ولكن يُضمّن فقط في بنية حديث الشخص.”[22]
وغالبا ما تستخدم الاقتباسات الأدبية في الحديث لإثراء المعاني والأفكار التي يتحدث الشخص عنها وتعزيز المعنى المُراد إيصاله. بالإضافة إلى جعل الخطاب أكثر مثالية وإقناعًا، فاستخدام الاقتباسات بطريقة صحيحة يجعل منها دليل على صحة كلام المتحدث مما يقوي موقفه ويعطيه الأفضلية. وعلاوة على ذلك يضيف استخدام الاقتباسات الأدبية إلى المستمع بعض المعارف الهامة التي قد يكون لم يسمع بها من قبل، الأمر الذي يقربه من الأدب والثقافة ويحثه على الاهتمام بهما.
وقد اشتهر الرئيس الصيني شي جين بينغ بتضمين خطاباته الدائم للاقتباسات الأدبية الصينية، وعرف بحبه للاقتباس من الأدب الصيني التقليدي والأقوال الصينية القديمة الحكيمة وأعمال كبار الشعراء والفلاسفة الصينيين الأعلام مثل منشيوس وكونفوشيوس وغيرهما. الأمر الذي يعكس ارتباطه بالتراث الثقافي الصيني ويبرز تأثره به واحترامه له. وأيضًا يوضح رغبته القوية في تعزيز الهوية الصينية وتعزيز قوة وأهمية التراث الثقافي الصيني في الداخل والخارج. وبهذا فقد جعل استخدام الاقتباسات الأدبية في خطاباته أداة بلاغية تعزز قوة وجاذبية خطاباته وتجعلها أكثر ثراءً وإلهامًا.
الاقتباسات الصريحة:
- “中国古代圣贤孟子说:“立天下之正位,行天下之大道。”中国对中东的政策举措坚持从事情本身的是非曲直出发,坚持从中东人民根本利益出发。”
- “قال الحكيم الصيني القديم منشيوس:“قف بأكثر أماكن العالم صواباً، واتبع أكثر طرق العالم رحابة” وتلتزم سياسات وإجراءات الصين تجاه الشرق الأوسط دائماً على الانطلاق من الأبعاد المحددة للوضع الفعلي نفسه، والانطلاق من مصالح شعوب الشرق الأوسط الأساسية.”[23]
- “中国古人说:“万物得其本者生,百事得其道者成。”共建“一带一路”,顺应经济全球化的历史潮流,顺应全球治理体系变革的时代要求,顺应各国人民过上更好日子的强烈愿望。”
- “قال القدماء الصينيون: “إذا تم الحفاظ على جذور الأشياء ستنمو، وإذا تم الحفاظ على الأخلاق في الأشياء ستتحقق” ويتوافق البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”، مع كل من الاتجاه التاريخي للعولمة الاقتصادية، ومتطلبات عصر إصلاح نظام الحكم العالمي، والرغبة القوية لشعوب كافة الدول في عيش حياة أفضل.”[24]
يتضح بالأمثلة السابقة تضمين الاقتباسات الصريحة في لغة خطاب شي جين بينغ، والاقتباسات الصريحة (明引) باللغة الصينية كما أشرنا أعلاه هي الاقتباسات التي يذكر المتحدث عند إيرادها المصدر الذي تنتمي إليه، سواء بذكر اسم كاتبها أو اسم الكتاب التي وردت فيه أو باسم قائلها، المهم أنه يوضح للمستمع بشكل صريح أن ما سيقوله تالياً هو اقتباس أُخذ من المكان الفلاني أو عن الشخص الفلاني، وحين تتم كتابة هذا الاقتباس غالبًا ما يتم وضعه بين علامتي تنصيص. وهذا ما فعله شي جين بينغ في المثال رقم 1 الذي اقتبس فيه شي قوله من كتاب (منشيوس. تينغ وين قونغ شيا)، حيث أشار قبل ذكر الاقتباس إلى قائله بشكل صريح، وفي هذه الجملة كان الحكيم منشيوس يتحدث عن مواصفات الإنسان الحقيقي ويرى أنه يجب أن يتمسك الإنسان دائما بالأخلاق النبيلة، إذ أن “الآداب” هي أصوب أماكن العالم التي يقصدها، كما يجب أن يسعى دائما في طريق الخير والصواب لتحقيق الأهداف المثالية، إذ أن “الخير” هو أوسع طرق العالم التي يقصدها. وبهذا فقد جاء هذا الاقتباس داعماً لسياق حديث شي جبين بينغ عن الأسلوب المتبع في اتخاذ السياسات الصينية التي تخص الشرق الأوسطـ، ليؤكد على أن الصين خلال خطواتها المختلفة تجاه الشرق الأوسط ستتمسك دائما بالمثل العليا وتسعى دائماً إلى تحقيق مصالح الآخرين وتحقيق الخير والنفع لهم. وبالمثال رقم 2 أوضح الرئيس شي جين بينغ أيضًا قبل ذكر الجملة بشكل صريح أنه سيقتبسها من الأقوال الشائعة للصينين القدماء، وهي جملة مأخوذة من كتاب (شوه يوان) أو كما يُسمى (حديقة الأقاويل) للكاتب ليو شيانغ، الباحث الكونفوشيوسي في أسرة هان الغربية. والتي تشرح أن أي شيء في العالم من الممكن أن ينمو إذا تم الحفاظ على جذوره بشكل صحيح، وأي شيء في العالم بإمكانه النجاح طالما كان يتماشى مع الأخلاق ويتوافق معها، وبهذا الاقتباس الرائع أكد الرئيس شي جين بينغ على أن “الحزام والطريق” دائما ما يسعى للحفاظ على الجذور والهوية ويتتبع طريق الأخلاق والمصلحة العامة وهذا هو سبب تحقيق نجاحه واستمراريته.
الاقتباسات الضمنية:
- “加强中非友好,我们讲一个“亲”字。中国人民和非洲人民有着天然的亲近感。“人生乐在相知心。””
- ” نحن نتمسك بمفهوم “القرابة” لتعزيز الصداقة بين الصين وأفريقيا. إذ ان الشعب الصيني والشعوب الأفريقية طالما كان يجمعهم احساس طبيعي بالتقارب. و”تكمن بهجة الحياة في معرفة قلوب بعضنا البعض“.”[25]
- “坚持公平包容,打造平衡普惠的发展模式。“大道之行也,天下为公。”发展的目的是造福人民。”
- “نحن نلتزم بالعدالة والشمولية، ونسعى لإنشاء نموذج إنمائي متوازن وشامل. وهدف التنمية هو تحقيق رفاهية الشعب فـ”عند سلوك الطريق العظيم، يصبح العالم مملوكاً للجميع”.”[26]
يظهر بالأمثلة السابقة استخدام الرئيس شي جين بينغ للاقتباسات الضمنية في حديثه، والاقتباسات الضمنية (暗引) في اللغة الصينية كما أشرنا هي الاقتباسات التي لا يذكر فيها المتحدث مصدر الاقتباس ولا يشير أساسًا إلى أن الجملة التالية التي سيقولها هي مقتبسة، ويكتفي فقط بتضمين العبارة أو الجملة المقتبسة في متن حديثه، سواء وضعه بنصه كما هو، أو وضع معناه الإجمالي. وصحيح أن هذا النوع من الاقتباسات لن يلاحظه الجميع، ولكنه يأتي متوافق مع النص بشكل كبير فلا يشكل أي مشكلة في الفهم، بل ويضيف على النص جمالاً وحكمة. وفي نفس الوقت يعطي للمستمع المثقف المُلم به احساس بعمق المعنى وحيوية اللغة ودقتها. وكثيراً ما يستشهد بينغ بالاقتباسات الضمنية خلال أحاديثه، مما يجعل حديثه أكثر إقناعاً وحجة. وفي المثال رقم 3 الذي ظهر فيه البيت الشعري المأخوذ من الجزء الثاني لقصيدة “أغنيتان لمحظية مينغ” للشاعر وانغ آن شي من أسرة سونغ، ذكر شي جين بينغ الاقتباس مباشرة وسط حديثه بدون تمهيد له أو الإشارة إلى مصدره أو توضيح أن الجملة مقتبسة من الأساس واكتفي بدمجها بداخل حديثه كما هي، والتي تعني أن أعظم سعادة في الحياة هي حين أن يتمكن الإنسان من إيجاد صديق صدوق ويتمكنون من معرفة بعضهم البعض ودواخل قلوبهم بشكل وثيق. وبهذا أضاف هذا الاقتباس أحساس بالمحبة والدفء إلى سياق الحديث وجعله أكثر انسيابية وتعبيراً عن المعنى المراد. وبالمثال رقم 4 كرر شي جين بينغ ذلك الأمر، حيث ذكر مباشرة الاقتباس المأخوذ من (كتاب الطقوس. فصل لي يون) للكاتب دي شنغ بأسرة هان الغربية، دون الإشارة إلى مصدره أو قائله، والذي يعني أنه حينما يتم السير على طريق الطاوية أو كما يقال طريق الداو وتنفيذ المبادئ الخاصة به يصبح العالم مشتركاً بين الجميع وليس حكراً على أحد، ولهذا الاقتباس تكملة يفيد معناها أنه حين يحدث ذلك “سيتم اختيار الأشخاص ذوي المواهب والأخلاقية النبيلة، وسيهتم الناس جميعًا بالصدق، وسيُخلق مجتمع مثالي يعمه مناخ من التناغم”. وبلا شك تم استخدام هذا الاقتباس ببراعة شديدة مُكملة وداعمة لمعنى الحديث، حيث أكد على أن هدف التنمية الأساسي هو أن تصبح البلاد مملوكة للجميع وينعمون بداخلها بالرفاهية والحياة الرغدة.
ثانياً. خصائص الأساليب البلاغية المستعملة في لغة شي جين بينغ
من ناحية علم الأسلوب ينتمي أسلوب خطابات شي جين بينغ إلى أسلوب الخطاب السياسي، والذي يعرف بكونه الأسلوب المبني على التراكيب المباشرة الواضحة التي تركز على إيصال المعلومات والرسائل المقصودة، كما يمكن أن يضم أيضاً الأساليب البلاغية من أجل تحقيق تواصل لفظي أفضل وتحويل لغته إلى لغة حية مؤثرة. ولما كان أسلوب الخطاب السياسي يرتكز على إمكانية المتحدث وقدرته على لفت انتباه الجماهير وإثارة مشاعرهم وإنشاء حوار داخلي معهم، فيمكن القول إن شي جين بينغ يمتلك القدرات والمهارات الكافية التي مكنته من تشكيل أسلوبه اللغوي وجعله فريد مختلف بشكل كبير عن أساليب غيره من القادة والمؤثرين، ومما لا شك فيه كانت مهارة استعمال الأساليب البلاغية بشكل صحيح ومناسب إحدى تلك المهارات. ويمكننا تلخيص هذه خصائص فيما يلي:
أولًا، يعتمد الرئيس شي جين بينغ “التشبيه” بأنواعه الثلاثة بشكل متكرر وواضح، وتختلف أشكال الصور التي يرسمها وتتنوع، فمنها العميق الذي يحمل دلالات ضمنية معقدة إلى حد ما، ومنها البسيط القريب من الحياة اليومية الطبيعية، ولكنها في كل الأحوال صور شاملة مُرتبة، تُسهل على القارئ فهم الحقائق وتلقي المعلومة بشكل يرسخها في الذهن. مما يجعل لغة خطاب شي جين بينغ مرنة وعميقة في الوقت نفسه. وصحيح أن شي جين بينغ يستخدم التشبيهات، إلا أننا نلاحظ أنه يكتفي فقط بذكر القدر المناسب منها، حيث أن أسلوبه في النهاية هو أسلوب خطاب سياسي يختلف تماماً عن الأسلوب الأدبي، فهو أسلوب غرضه الأساسي إيصال المعلومات المُرادة ويجب أن يكون مناسباً وواضحاً بالقدر الكافي. وبهذا يساعد استخدام التشبيهات خروج خطابات شي جين بينغ في صورة رسمية ذات طابع أنيق وجذاب.
ثانيًا، يستعمل الرئيس شي جين بينغ في خطاباته بشكل واضح كل من أسلوب “الموازاة” التي تتميز به اللغة الصينية وكذلك أسلوب “المقابلة” البلاغي، مما يمنح خطابه جمالًا إيقاعيًا. فأسلوب الموازاة الذي تتكرر الجمل فيه بشكل متوالي بأشكال مختلفة حيوية ومتنوعة، تخدم سياق الخطاب وتجعله يعبر عن المفاهيم وخصائص الأشياء المختلفة بمزيد من التفصيل، كما تؤدي إلى التأكيد على النقاط الرئيسية، مما يجعل الخطاب مُركزا وموجهاً وذو دلالة أكثر شمولية. كما يستخدم أسلوب المقابلة بأنواعه المختلفة بشكل موجز وسلس بعيد تماماً عن التعقيد، مما يؤثر بشكل بلاغي على بنية الخطاب ويعطي إيقاع قوي لحديثه كما يبرز المعنى بالتضاد والمعاني المتناظرة. وصحيح أن الموازاة والمقابلة يظهرون بشكل متكرر في خطابات شي جين بينغ، إلا أننا قد لاحظنا أن عددها أقل بكثير من عدد التشبيهات المستخدمة مثلًا، ويرى الكاتب أن هذا الأمر مقصود عمدًا، إذ أن الأسلوبين هما في الأساس أساليب بلاغية معقدة إلى حد ما وذو قوالب ثابتة بشكل كبير، بينما اللغة والثقافة الحاليين يميلان إلى التنوع، وسيكون من الصعب دمج هذه الأساليب بداخلهما بنطاق كبير دون التأثير على سلاسة اللغة التي هي في الأساس لغة منطوقة من الواجب أن تكون قريبة للجماهير. فعين الصواب هو الحفاظ على استعمال تلك الأساليب بشكل سهل وموجز كما يفعل شي جين بينغ، إذ أن نظم الموازاة والمقابلة بجمل طويلة ومعقدة قد يكون من الصعب على الجماهير قبوله وسيجعل هناك صعوبة في الفهم وهو عكس المقصود تمامًا. وبهذا يستخدم شي جين بينغ الموازاة والمقابلة بشكل مناسب ومتميز يخدم محتوى الخطابات ويثريها ويجعل لغتها أجمل.
ثالثًا، يستخدم الرئيس شي جين بينغ الاقتباسات الأدبية المتنوعة بين شعر ونثر بطريقة ماهرة، تمهد الطريق لحديثه وتعزز درجة اقتناع المستمع بخطابه وتلعب دور الأدلة الداعمة له. ويميل شي إلى استخدام الاقتباسات الأدبية الصينية القديمة سواء بشكل صريح أو ضمني كما سبق الشرح، ليضيف بذلك إلى لغته دور تعليمي وتعريفي، ويقدم الثقافة والأدب الصيني للقراء الصينين والأجانب بشكل يسهل فهمه، من خلال توظيفها داخل السياق المناسب الذي يُظهر معناها فيساعد القارئ على تقبلها، ويجعل لغة المتحدث حيوية ومشوقة.
وعلى هذا النحو يصوغ الرئيس شي جين بينغ الأساليب اللغوية في خطابه بشكل يعزز التأثير التعبيري الخاص به ويضيف لمسة جمالية نهائية إلى حديثه. وقد يعتقد البعض أن كلما زادت الأساليب اللغوية في الخطاب كان ذلك أفضل، إلا أنه في الحقيقة قد تستخدم عشرات الأساليب بداخل الخطابات السياسية ولكن يخرج محتواها فارغ يفتقر إلى الدلالة ومليء بوجهات النظر الغامضة مما يمحو خصائص الخطاب السياسي. وهذا ما أثبته لنا شي جين بينغ من خلال اكتفاءه باستخدام عدد قليل من الأساليب اللغوية بشكل صحيح ومناسب وفعال، مما أدى إلى صقل البنية اللغوية لخطابه وساهم في خلق أسلوبه اللغوي الحالي المتميز.
ثالثاً، الأثر التعبيري الذي حققه شي جين بينغ باستعماله الأساليب البلاغية في خطاباته
مما لا شك فيه أن الهدف الرئيس الأول من خطابات الرئيس شي جين بينغ في الداخل والخارج هو إيصال المعلومات ونشر الأفكار والآراء ودحض المغالطات وما إلى ذلك، الأمر الذي تطلب بالتأكيد أن تكون لغته واضحة سهلة ليكون حديثه راية واضحة المعالم تقود المستمعين نحو المعنى المقصود وتوجههم تجاه الطريق الصحيح واستيعاب المغزى المُراد من الحديث، وهذا ما لمسناه سويًا فيما تقدم من شرح أعلاه. وبالضرورة كان لاستخدام شي جين بينغ لتلك الأساليب البلاغية المتنوعة تأثير تعبيري قوي على المتلقين، والذي يمكن تلخيص أهم مظاهره فيما يلي:
أولاً، كثرما استعمل شي جين بينغ في خطاباته أسلوب واضح يقدم الحقائق بشكل لا غبار عليه، ولا يترك أي مجال للغط، سواء كان يقدم النصح ببعض الأمور أو كان يحذر من بعض الأشياء، وزاد هذا الأسلوب زينة باستخدامه الأساليب البلاغية والتعبيرات الحية، فلما قال مثلًا: “الأمة القوية، هي نعمة للمواطنين على جانبي المضيق، والأمة الضعيفة، هي نقمة للمواطنين على جانبي المضيق. ويرتبط تحقيق التجديد العظيم للأمة الصينية ارتباطًا وثيقًا بمستقبل ومصير المواطنين على جانبي مضيق تايوان.”[27] استخدم كلمات واضحة للتعبير عن وجهة نظره في أن الجميع يحتاج إلى أمة قوية لينهض وينعم بحياة أفضل، وتخللها في نفس الوقت أسلوب المقابلة التي ساعد على وجود إيقاع لطيف وأبرز المعنى بوجود التضاد. وكذلك لما قال: “إن المُثُل والمعتقدات هي “الكالسيوم” الروحي للشيوعيين، وإذا لم تتواجد المُثُل والمعتقدات، أو إذا لم تكن المُثُل والمعتقدات راسخة، سيصبح هناك “نقص كالسيوم” بالروح، وستعاني من “الكُساح“.[28] استخدم صور بلاغية تشبيهية رائعة الجمال، بجمل ذو معنى واضح وصريح ليوصل المغزى المطلوب ويؤكد على أهمية المثل والمعتقدات عند الشيوعين، وفي نفس الوقت يحذر من الأثر السلبي الذي يمكن أن يتحقق إذا تم التهاون في التمسك بتلك المُثل الثمينة. وبهذا فإن أسلوب شي جين بينغ الواضح المباشر المُزين بالأساليب البلاغية كان له أثر تعبيري عظيم عند المتلقي، إذ أنه يجذب انتباه المتلقي ويجعله مهتماً للنهاية ويعزز عنصر الإثارة بالحديث ويقدم معلومات واضحة المعالم بأسلوب قوي شيق.
ثانيًا، عُرف شي جين بينغ كما تقدم الشرح، باهتمامه باستخدام الاقتباسات الأدبية التي تنتمي لكبار فلاسفة وحكماء الصين القدماء، مما أدى إلى امتلاء لغته بالحيوية والأقوال ذات الدلالة العميقة والصور الحية، وجعل خطاباته تجذب الجماهير في العالم أجمع لتتعلم في كل مرة شيئًا جديدًا عن الأدب الصيني والثقافة الصينية من حديثه الذي يكون ممتلئًا دائمًا بالمصطلحات الصينية القديمة والعامية كذلك، إلى جانب الاقتباسات الأدبية الحكيمة رائعة الجمال. فعند ذكره للاقتباسات الأدبية مثل: “إذا تم الحفاظ على جذور الأشياء ستنمو، وإذا تم الحفاظ على الأخلاق في الأشياء ستتحقق”.”[29] و “تكمن بهجة الحياة في معرفة قلوب بعضنا البعض“.”[30] وغيرهم، فهو بذلك يُعرف العالم على الأدب الصيني القديم وطريقة تعبيره، وينشر ما فيه من قيم طالما اعتنقها الصينيون، ويوضح للجميع بشكل أكبر طريقة تفكير الشعب الصيني والمعتقدات التي تربى عليها، ويدحض المغالطات المتعلقة بها وما إلى ذلك. والجدير بالذكر أنه لأهمية تلك الاقتباسات في نقل الثقافة الصينية وفكر الصين إلى العالم أجمع وظهور اهتمام المتلقين بها بشكل واضح، تمت كتابة عدة مؤلفات باسم (اقتباسات الرئيس الصيني شي جين بينغ) وترجمتها إلى مختلف اللغات من بينها اللغة العربية، والتي تضم في ثناياها ذكر أهم الاقتباسات الأدبية التي وظّفها شي جين بينغ في خطاباته وتشرح للمتلقي مصدر هذا الاقتباس وخلفيته الثقافية ومعناه بأسلوب واضح ومشوق، وذلك لتعزيز عملية فهم القارئ لتلك الكنوز الأدبية والتأكد من تقديمها بشكل مُفصل قد لا يتاح له المجال أثناء إلقاء الرئيس لخطاباته.
وباختصار يمكن القول، أن شي جين بينغ قادر على استخدام الأساليب اللغوية المختلفة ببراعة ومهارة فائقة، بحيث استفاد من خصائصها المتعددة، ووظفها لخدمة هدف كل حديث وموضوع أراد إيصاله للجمهور، وتمكن بها من تحقيق تأثير تعبيري هائل فأثار اهتمام الجماهير بكل مكان وأثرى معرفتهم وأرضى حسهم الفني كذلك، لتصبح الأساليب البلاغية واحدة من أهم العناصر المميزة لأسلوبه اللغوي.
الخاتمة:
في ختام هذه الدراسة وُجد أن الأساليب البلاغية هي أحد أركان لغة الرئيس شي جين بينغ، وأيضا أن أكثر الأساليب البلاغية التي يعتمدها الرئيس بشكل شائع هي: أسلوب التشبيه بأنواعه الثلاث (التشبيه المرسل والتشبيه المؤكد والاستعارة)، وأسلوب الموازاة، وأسلوب المقابلة، بالإضافة إلى الاقتباسات الأدبية المتنوعة التي يهتم بذكرها دائمًا. وهذا قد شُرح بقدر من التفصيل بعدد من الأمثلة المُوضحة لاستعمال الرئيس شي جين بينغ لتلك الأساليب لتعريف القارئ بمدى مهارته في استخدامها ومحاولة شرح ولو قدر بسيط من جمالها. ثم أُردف ذلك بتلخيص أهم الخصائص التي تميز استخدام الرئيس لتلك الأساليب في عدة نقاط واضحة يُمكن للقارئ تذكرها واستيعابها بسهولة. وتلا ذلك شرح التأثير الذي حققه الرئيس شي جين بينغ باستخدام كافة الأساليب المذكورة أعلاه. وبهذا يتضح أن أسلوب لغة خطاب شي جين بينغ هو أحد النصوص الأدبية الجديرة بالاهتمام والتي تحتاج إلى المزيد من الدراسة والتحليل لفهمها بشكل أشمل وأعم، إذ أن بمقدورها تقديم نموذج قيم للقادة والكوادر في كل مكان فيما يتعلق بالأسلوب اللغوي.
المراجع:
1.إدارة النقد بمجلة الشعب اليومية، اقتباسات الرئيس الصيني شي جين بينغ، بكين: دار نشر صحيفة الشعب اليومية، 2015م.
2. تسوي شاو فان، ملخص علم البلاغة، هوهوت المنغولية: دار نشر جامعة منغوليا، 1993م.
3. تشانغ شو كانغ، نظام البلاغة والتركيب في الأسلوب السياسي، بكين، دار نشر الأدب الصيني، 1980م.
4. تشين وانغ داو، أصل علم البلاغة، شنغهاي: دار نشر شنغهاي التعليمية، 2001م.
5. دينغ وان ينغ، أسلوب وخصائص خطاب الأمين العام شي جين بينغ، مجلة أصدقاء القادة، 2014م.
6. شا شوي تشينغ، خصائص الأقوال المأثورة في خطاب شي جين بينغ، مجلة تعليق شيانغ الجديدة، 2014م.
7. لوه جي يونغ، دراسة الاقتباسات، ووهان: دار نشر جامعة ووهان، 2005م.
8. لي يون هان، استكشاف الأسلوب اللغوي الصيني، بكين، دار نشر الصحافة التجارية، 1990م.
9. لينغ جي ياو، دراسة حول أسلوب النظام اللغوي لخطاب شي جين بينغ، مجلة مائة مدرسة في الفنون، 2015م.
10. هوانغ بورونغ/ لياو شيوي دونغ، الصينية الحديثة، المجلد الثاني (الطبعة الرابعة)، بكين: دار نشر التعليم العالي، 2007م.
11. يانغ هونغ رو، البلاغة الصينية المعاصرة، بكين: دار نشر اللغات العالمية (الإسبرانتو) الصينية ،1997م.
الهوامش:
- تشانغ شو كانغ، نظام البلاغة والتركيب في الأسلوب السياسي، بكين، دار نشر الأدب الصيني، 1980م، ص: 614. ↑
- لي يون هان، استكشاف الأسلوب اللغوي الصيني، بكين، دار نشر الصحافة التجارية، 1990م، ص: 64. ↑
- هوانغ بورونغ/ لياو شيوي دونغ، الصينية الحديثة، المجلد الثاني (الطبعة الرابعة)، بكين: دار نشر التعليم العالي، 2007م، ص:184. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في اجتماع الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وروسيا، بتاريخ: 5/6/2019 ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في مركز نيريري الدولي للمؤتمرات في تنزانيا، بتاريخ: 25/3/2013. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2017، بتاريخ: 17/1/2017. ↑
- يانغ هونغ رو، البلاغة الصينية المعاصرة، بكين: دار نشر اللغات العالمية (الإسبرانتو) الصينية ،1997م، ص: 173. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في قمة القادة للاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف في “اتفاقية التنوع البيولوجي”، بتاريخ: 12/10/2021. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها أثناء الدراسة الجماعية الأولى للمكتب السياسي للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، بتاريخ:17/11/2012. ↑
- يانغ هونغ رو، البلاغة الصينية المعاصرة، بكين: دار نشر اللغات العالمية (الإسبرانتو) الصينية ،1997م، ص: 174. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2017، بتاريخ: 17/1/2017 ↑
- يانغ هونغ رو، البلاغة الصينية المعاصرة، بكين: دار نشر اللغات العالمية (الإسبرانتو) الصينية ،1997م، ص: 175. ↑
- يانغ هونغ رو، البلاغة الصينية المعاصرة، بكين: دار نشر اللغات العالمية (الإسبرانتو) الصينية ،1997م، ص: 393. ↑
- شي جين بينغ، خلال مقابلته مع الزعيم التايواني ما ينغ جيو في سنغافورة، بتاريخ: 7/11/2015. ↑
- شي جين بينغ، خلال حديثه في كتاب التخلص من الفقر، فوتشو: دار نشر فوجيان الشعبية، 1992م، ص:15. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر بعنوان “التمسك بالجمع بين حكم البلاد بالقانون وحكم البلاد بالفضيلة”، بتاريخ:9/12/2016. ↑
- تسوي شاو فان، ملخص علم البلاغة، هوهوت المنغولية: دار نشر جامعة منغوليا، 1993م، ص: 123. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها أثناء مداولة اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية، بتاريخ: 25/4/2013. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الختامية للدورة الأولى للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب عام 2013م. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته في ألقاها أثناء الاجتماع الـ38 للمجموعة القيادية المركزية لتعميق الإصلاح الشامل، بتاريخ: 29/8/2017. ↑
- لوه جي يونغ، دراسة الاقتباسات، ووهان: دار نشر جامعة ووهان، 2005م، ص: 2. ↑
- تشين وانغ داو، أصل علم البلاغة، شنغهاي: دار نشر شنغهاي التعليمية، 2001م، ص: 105. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في مقر جامعة الدول العربية بمصر، بتاريخ:21/1/2016. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح منتدى قمة “الحزام والطريق” الثاني للتعاون الدولي، بتاريخ: 26/4/ 2019. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في مركز نيريري الدولي للمؤتمرات في تنزانيا، بتاريخ: 25/3/2013. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2017، بتاريخ: 17/1/2017. ↑
- شي جين بينغ، خلال مقابلته مع الزعيم التايواني ما ينغ جيو في سنغافورة، بتاريخ: 7/11/2015. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها أثناء الدراسة الجماعية الأولى للمكتب السياسي للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، بتاريخ:17/11/2012. ↑
- شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح منتدى قمة “الحزام والطريق” الثاني للتعاون الدولي، بتاريخ: 26/4/ 2019. ↑
-
شي جين بينغ، خلال كلمته التي ألقاها في مركز نيريري الدولي للمؤتمرات في تنزانيا، بتاريخ: 25/3/2013. ↑