أثر البيئه المدرسية والمناخ الأسري في تعزيز التحصيل الدراسي لدى الطلاب في المدراس الابتدائية الحكومية الأردنية
د. لؤي عبد الرحمن الجوارنة1
1 باحث أكاديمي، الأردن.
HNSJ, 2024, 5(11); https://doi.org/10.53796/hnsj511/3
تاريخ النشر: 01/11/2024م تاريخ القبول: 03/10/2024م
طريقة التوثيق
المستخلص
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف أثر البيئه المدرسية و المناخ الأسري في تعزيز التحصيل الدراسي لدى الطلاب في المدراس الابتدائية الحكومية الأردنية، من خلال المتغيرات (الوضع الاقتصادي والمستوى التعليمي واستقرار للأسرة) على تحصيل الأبناء، أجريت الدراسة خلال العام الدراسي(2023-2024)، ولغرض جمع البيانات تم إجراء مقابلات مع عينة الدراسة التي تكونت من (30) فرداً من المدرسين وادارات المدرسية والأولياء الأمور ولبلوغ أهداف هذه الدراسة استخدم الباحث المنهج النوعي القائم على المقابلات والملاحظات الميدانية، وقد تم استخدام الاسئلة لغرض الدراسة كأداة رئيسة لجمع البيانات والمعلومات، وانحصرت عينة الدراسة في طلبة المرحلة الابتدائية في مديرية التربية والتعليم لقصبه عمان واربد وكان ملخص نتائج الدراسة: أن البيئة المدرسية والاسرة لهما دورا واضحا في المستوى التحصيلي لطلبة المدارس الابتدائية الحكومية من خلال المتغيرات (الوضع الاقتصادي والمستوى التعليمي واستقرار للأسرة) ، فالوضع الاقتصادي المرتفع للأسرة له دور في ارتفاع تحصيل الطلبة الدراسي من خلال تأمين احتياجاتهم الدراسية، وللمستوى التعليمي المرتفع للأسرة له دور في ارتفاع المستوى التحصيلي لأبنائهم من خلال رسم خطط وجداول للدراسة وكذلك تدليل بعض العقبات الدراسية التي تعترضهم أثناء أداء واجباتهم ومذاكرة دروسهم، واستقرار الآسرة الذي تسوده الخلافات أو المشاكل العائلية -كالطلاق- يؤدي إلى الاضطرابات العاطفية التي تدفع إلى عدم الاستقرار والاطمئنان، وهذا من شأنه خَلْق اضطرابات نفسية عند التلميذ بالشكل الذي قد يؤثر على إقباله واستيعابه للمواد الدراسية، وبالتالي تحصيله الدراسي، عكس التلميذ الذي يعيش في جو عائلي يسوده الاستقرار والاطمئنان والتفاهم.
الكلمات المفتاحية: البيئه المدرسية /المناخ الأسري / التحصيل الدراسي / الطلاب / المدراس الابتدائية الحكومية الأردنية
“ The Impact of the School Environment and The Family Atmosphere in Enhancing the Academic achievement of Students in The Jordanian Government Elementary Schools”
Published at 01/11/2024 Accepted at 03/10/2024
Abstract
This study aimed to identify the impact of the school environment and the family atmosphere in enhancing the academic achievement of students in the Jordanian government elementary schools. Through the variables (the economic level status, the educational achievement, and the family stability) on children’s achievement, the study was conducted during the academic year (2023-2024), Data collection Interviews were conducted with the study sample, which consisted of (30) individuals from teachers, school administrations, and parents’ families. To achieve the objectives of this study, the researcher used the qualitative approach, based on interviews and field observations, the questionnaire was used for the purpose of the study as a main tool for collecting data and information. The study sample was concerned the elementary school students in the Education Directorate of Al-Qasaba District Amman and Irbid, the summary of the results of the study was: The family and the school environment have a clear role in the achievement level of elementary school students through the variables (the economic level status, the educational achievement, and the family stability). The high economic level status of the family has a role in raising students’ academic achievement by securing their educational needs, and the high educational achievement of the family has a role in raising the level of achievement for their children by drawing up plans and schedules for study as well as demonstrating some of the academic obstacles that they face while enhance their duties and studying their lessons, and the stability of the family that is dominated by differences Or family problems – such as divorce – lead to emotional disorders that lead to instability and reassurance, and this would create psychological disorders in the student in a way that may affect his interest in and absorption of school subjects, and thus his academic achievement, unlike the student who lives in a family atmosphere dominated by stability, reassurance and understanding.
Key Words: the school environment/ the family atmosphere/ the academic achievement/ the students/ the Jordanian government elementary schools
المقدّمــــــــــــة:
تعتبر البيئــــة المدرســــية دور هــــام فــــي العمليــــة التربويــــة التعليميــــة ولــــذا لا بــــد مــــن الاهتمـــام بهـــا وهـــي جميـــع العوامـــل المـــؤثرة فـــي عمليـــة التـــدريس وتســـهم فـــي منـــاخ للـــتعلم يجـــري فيـــه التفاعـــل المثمـــر بـــين كـــل مـــن المعلـــم والمـــتعلم والمـــادة الدراســـية وتيســـير أداء المعلـــم لرســـالته وتزيـــد مـــن اعتـــزاز المـــتعلم بمدرســـته والـــولاء لمجتمعـــه، وتنقسم هذه العوامل المؤثرة إلى ثلاث: العوامـــــــل الفيزيائيـــــــة (الجغرافيـــــــة) وتتضـــــــمن: المرافــــق والتجهيــــزات والمكتبــــة والملاعب والحديقة ونظافة المدرسة وموقع المدرسة والجو الصحي، اما العوامــــــل التربويــــــة وتتضــــــمن: الكتـــب المدرســـية والمراجـــع والوســـائل التعليميـــة والمنهج وأساليب التقويم والامتحانات والمعلم، والعوامــــل الاجتماعيــــة وتتضــــمن: التفاعـــل الاجتمـــاعي فـــي المدرســـة والانضـــباط ٕ والنظام دارة المدرسة والعلاقات الإنسانية داخل المدرسة وخارجها (زيتون ، 2006 ).
وأن المناخ الأسري الذي ينطوي على الدفء والاستقرار قد يكون عامل اسناد للفرد وهو يواجه ضغوط الحياة، وعلى النقيض من ذلك فالمناخ الأسري المضطرب قد يتحول إلى محرض بطريقة غير مباشرة على دفع الفرد على خرق المعايير وعدم الالتزام بها (حسن،2001) ، وعندما تفشل الأسرة في توفير المناخ الأسري الذي يساعد على تعليم افرادها كيف يحققون التوازن بين الحاجات الاتصالية بالأخرين والحاجات الاستقلالية لديهم فإن الباب يكون مفتوحاً لمختلف صور الاتصال الخاطئ والذي ينتهي باضطراب جو الأسرة وتحويلها لبؤرة مولدة للاضطراب بل واصابة بعض افرادها بالاضطراب الواضح الصريح (كفافي،1999 ).
لدا فان الأسرة البيئة الاجتماعية الأولى والمثالية التي تستقبل الطفل ويتم فيها نموه في شتي مراحله حتى يصبح ناضجا وتستمر معه حتى مماته، فتلقنه مبادئها ويتطبع بسلوكياتها، فهذه الأسرة بخصائصها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية تلعب دورا فعالا في حياة هذا الأخير وفي تكوين شخصيته وغالبا ً ما تكون نتائج التحصيل والابداع الدراسي التي يحصل عليها الطالب تكون مؤشّرا ً هاما ً يعطينا صورة سلبية أو إيجابية عن طبيعة بيئات الطالب المؤثرة في تحصيله الدراسي بشكل مباشر، والتي ساعدته على الحصول على نتيجة ما، في زمان ومكان ما، فالأسرة مؤسسة معروفة لكل إنسان، باعتبارها أهم مؤسسة اجتماعية يتكون منها البناء الاجتماعي للمجتمع، وكل واحد يعتقد أنه يعرف عنها كل شيء، إلا أن العلماء بتعدد تخصصاتهم واتجاهاتهم النظرية والفكرية، لم يستطيعوا إعطاءها تعريفا شاملا واضحا ودقيقا، ذلك لأنه ليس بالأمر السهل، وذلك لتنوع حجمها وتعقد بنيتها ووظائفها وعلاقاتها من مجتمع لأخر، ومن فترة زمنية إلى أخرى(الأحمر،2004).
وان إثراء بيئة التعلم ضرورة حتمية لتحقيق الأهداف التالية: تحقيــــق تعلــــم عــــال المســــتوي لجميــــع التلاميــــذ وذلــــك للنهــــوض بــــالمجتمع وتعمــل علــى تقدمــه وفيــه وأن يخضــع هــذا الــتعلم لمعــايير قوميــة متفــق عليهــا تشمل جوانب تعلم التلميذ المعرفية والمهارية والوجدانية، توفير بيئة آمنة وجذابة وايجابية وتشمل: الأماكن ومظهر المبني بحيث تكون الفصول جذابة جماليا و بيئة اجتماعية بحيث يعامل التلاميذ باحترام وكرامة و العمـــــل الجـــــاد والاجتهـــــاد واتاحـــــة الفـــــرص ونشـــــر ثقافـــــة المعلمــــون التلاميــــذ الإحســــاس بــــأنهم يســــتطيعون أن يتقنــــوا هــــذا المحتــــوى الصــــعب وهــــذه الثقــــة تتــــيح للتلاميــــذ شــــعورا أساســــيا بــــالقوة والســــيطرة علــــى عالمهم و حـــرص اعضـــاء التـــدريس بالمدرســـة علـــى الاهتمـــام بالتلاميـــذ ورعـــايتهم وهـــذا لا يــــتم إلا إذا اتيحــــت الفــــرص لأعضاء هيئــــة التــــدريس بالمدرســــة للنمــــو المهني و الأخـــذ بالمـــدخل المنظـــومي هـــو الاهتمـــام بجوانـــب التلميـــذ المتعـــددة وكـــذلك تنوع استراتيجيات التعليم وارتباط الحياة المدرسية بالحياة البيئية للتلميذ.( راشد ،2006).
يـــرتبط مفهـــوم التعلـــيم بمفهـــوم التحصـــيل الدراســـي ارتباطا وثيقـــا إلا أن التعلـــيم المدرسي اكثـــر شــمولاً ويعتبــر التحصــيل مــن الأمــور الهامــة والحاســمة فــي تقرير مصــير التلاميــذ عمومــا ســواء كــان فــي مرحلــة الأســاس أو المرحلــة الثانويــة ذلــك أن نجــاح او فشــل التلميــذ يتقــرر مــا إذا كــان التلميـــذ قادرا على الاستمرار في العملية التعليمية التـــي يكتبهـــا التلميـــذ فـــي الامتحان باعتبارها تحصيله الدراســـي فـــي المدرســـة وهـــي الأســــاس الـــذي يبنـــي عليـــه مســـتقبله الأكـــاديمي مـــن هنـــا جـــاء اهتمـــام علمـــاء الـــنفس والتربيـــة بالتحصـــيل الدراســـي باعتبـــاره الأساس الذي تقوم عليه العملية التعليمية الآن وفي المستقبل(علي، 1993) .
والطلبة المبدعون هم الثروة البشرية التي يجب على الدول اكتشافها، وإطلاق طاقاتها واستثمارها لصالح تقدمها في العالم الذي سوف يكون الحسم فيه للعقل والفكر وحسن استخدام الموارد المالية والبشرية، والصراع بين الدول هو صراع بين عقول أبنائها من أجل الوصـول إلى سباق علمي، وتقدم تكنولوجي يضمن لها الريادة والقيادة، ومن ثم فإن الهدف الأسمى مـن التربية في وقتنا المعاصر هو تنمية الإبداع والتفكير بجميع أنماطه، ومـن هنـا يتعـاظم دور المؤسسة التربوية في إعداد أفراد مبدعين قادرين على حل المشكلات التـي تـواجههم فـي حياتهم، ولديهم القدرة على التفكيـر فـي بـدائل متعـددة ومتنوعـة للمواقـف المتجـددة (المشرفي،2003).
فيما اهتمت دراسة الطحان (1990) الى معرفة العلاقة بين التحصيل الدراسي عند الأبناء والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة وتم اختيار عينة تتكون من (340) طالبا وطالبة من طلبة الصف الأول الثانوي من دولة الامارات العربية المتحدة، وان حوالي 13% من تباين التحصيل الدراسي عند الأبناء يمكن تفسيره في ضوء تباين اتجاهات الأمهات في التنشئة، وأوضحت الدراسة ان هنالك علاقة إيجابية دالة على التحصيل الدراسة عند الأبناء والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.
اما دراسة أبو شمالة (2002)، ان البيئة والمدرسة وعلاقتهما بالتوافق النفسي والاجتماعي والتحصيل الدراسي لدى المراهقين في قطاع غزة والتي هدفت الى الكشف إذا كان هنالك علاقة بين المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتوافق النفسي واساليب المعاملة الوالدية والتوافق النفسي ومشكلات التكيف المدرسي والتوافق النفسي والمستوى الاقتصادي والاجتماعي والتحصيل الدراسي، طبقت على عينة (98) طالب وطالبة قسموا الى مجموعتين الأولى تجريبه وعددهم (50) طالبا وطالبة والثانية ضابطة وعددهم (48) طالب وطالبة وكانت النتائج ان ارتفاع مستوى التحصيل من خلال مشاركة الوالدين (أولياء الأمور) في حل مشاكل أبنائهم ، واتفقت مع هذه الدارسة ان العوامل البيئية والمدرسية لها تأثير على زيادة وانخفاض التحصيل والابداع المدرسي لدى الطلبة والتواصل ما بين البيت والمدرسة والمتابعة أهمية ودور إيجابي في زيادة التحصيل .
ودراسة الحامد (2014) والتي هدفت الى تحقيق اهداف متعددة وهي : الكشف عن مدى تأثير العوامل والاجتماعية الاسرية على مستوى تحصيل الدراسي للطلاب والوقوف على مدى تأثير اختلاف معاملة الوالدين للأبناء ومعرفة الأثر الإيجابي او السلبي لهذا الاختلاف على مستوياتهم التحصيلية والوقوف على المدى الذي يتدخل فيه عامل المستوى الاقتصادي للأسر لأحداث تأثير الإيجابي او السلبي ، أجريت الدراسة على عينات متعددة من الطلبة في الصف الثامن حيث بلغ عددهم (296) طالبا وطالبة وعين أخرى من اسر الطلبة بالمدارس التي أجريت بها الدراسة عن طريق ما يعرف بالعينة العشوائية الطبقية متعددة المراحل ، وخلصت الدراسة الى ان معاملة الوالدين للأبناء لها تأثير كبير على التحصيل الدراسي وان المستوى التعليمي والثقافي الجيد للوالدين له تأثير إيجابي على مستوى التحصيل الأبناء الدراسي كما وان مهنة الوالدين كلما كانت مرتبطة بمركز اجتماعي متميز ينعكس تأثيره إيجابا على تحصيل الأبناء وان الاستقرار الاسري يترك اثر إيجابي في التحصيل الدراسي بينما خلصت الى انه لا يوجد علاقة بين صغر حجم الاسرة والتحصيل الدراسي للأبناء ، وكذلك أوضحت الدراسة على ان المعلم والإدارة المدرسية لها دورا إيجابيا في التحصيل الدراسي بينما لم تظهر تأثيرات ما بين المقررات الدراسي للمنهج والتحصيل الدراسي وتوصلت ان العوامل الاسرية تعتبر من اهم العوامل التي تؤثر على مستوى التحصيل الدراسي للطلاب ويأتي في مقدمتها العامل الاقتصادي واتفقت الدراسة الحالية مع هذه الدراسة في ان أسلوب وطريقة معاملة الوالدين الجيدة للأبناء وارتفاع المستوى التعليمي للوالدين له اثر إيجابي على زيادة التحصيل الدراسي للأبناء .
اما دراسة همت (2008)، هدفت للتعرف على المشكلات الأكثر انتشارا بمدارس الأساس الحكومية ومعرفة دور الاخصائي الاجتماعي في علاجها، استخدم الباحث المنهج الوصفي لتوضيح بعض المشكلات التي يتعرض لها طلبة الأساس والعوامل التي تؤدي لظهورها بالإضافة لتوضيح كيفية التعامل معها من جانب المدرسة ثم الاخصائي الاجتماعي ،كما استخدم المنهج التاريخي لاستعراض تاريخ الخدمة الاجتماعية المدرسية وتتبع بعض الوقائع المتعلقة بالمشكلات التي يواجها طلبة مرحلة الأساس بالمدارس الحكومية ، إضافة لذلك استخدم المنهج الكمي في تحليل الارتباط المعنوي بين المتغيرات ،تكونت العينة من مدارس الأساس الحكومية والتي ادخال الخدمة الاجتماعية والبالغ عددها (30) مدرسة أساس بولاية الخرطوم، هي عينة المدارس حيث بلغ حجم العينة (14) مدرسة وهي تمثل (47%) وقد تم اختيار مدرستين في كل محلية عن طريق العينة العشوائية المنتظمة إضافة لعينة من اسر الطلبة بالمدارس الحكومية وعينة من الاخصائيين الاجتماعيين تم اختيارها عن طريق العينة العشوائية المنتظمة لها، أوضحت نتائج الدراسة ان هنالك علاقة بين استقرار الاسرة وتعرض الطلبة لمشكلة مدرسية حيث أوضحت ان نسبة تدني المستوى الدراسي للطلبة تقل عند الاسر ذات الزواج المستقر وتزيد عن تلك التي تعاني طلاقا ثم الهجر والترمل. اوضحت بوجود علاقة عكسية بين تدني مستوى تعليم الابوين وخاصة الام ومستوى تحصيل الطالب، ولا شك ان الام المتعلمة لمراحل متقدمة تكون حريصة أكثر من غيرها على التحصيل الدراسي الجيد لأبنائها.
اما دراسة مكاي (1971) والتي هدفت لمعرفة العلاقة بين التوافق الاجتماعي والتحصيل الدراسي، وطبقت على عينة قوامها (442) طالبا من طلاب المدارس الابتدائية بواقع (242) طالبا و(200) طالبة وتراوحت أعمارهم بين 9-11 سنة واسفرت النتائج عن وجود ارتباط بين مستوى التحصيل الدراسي ومستوى التوافق وقدمت هذه الدراسة بجامعة اوهايو بالولايات المتحدة الامريكية لنيل درجة الدكتوراه واتفقت مع الدراسة الحالية في ان للتوافق الاجتماعي والاستقرار الاسري عامل يربط بينهم وبين زيادة التحصيل الدراسي.
ويرى الباحث أن أهم المناخات وأكثرها تأثيرا على التحصيل الدراسي هو البيئة المدرسية والمناخ الأسري بحيث أن مستوى ثقافة الأسرة وإمكاناتها ومدى قدرتها على مساعدة الطالب في تحصيله الدراسي، وكذلك توفر البيئة المدرسية والمناخ الأسري المهيأ للتحصيل والقائم على التفاعلات الايجابية بين التلميذ ووالديه وأخوته فضلا عن الرعاية والتوجيه الايجابي الأسري للأبناء كلها ظروف وعوامل وجودها يؤدي إلى تحقيق التفوق، فالتعاون بين المدرسة والأسرة لرفع مستوى التحصيل الدراسي للأبناء: كلاهما يقوم بوظيفة التنشئة الاجتماعية من خلال التربية والتعليم التي يتلقاها الطفل منذ صغره إلى أن يصبح فردًا راشدا ويتأثر الطفل بشكل كبير داخل المدرسة بالاتجاهات الوالدية في التنشئة الاجتماعية وبطبيعة الجو الاجتماعي السائد في الأسرة، وتأثير كل من المدرسة الأسرة على سلوك التلميذ يظهر في اهتمام الأولياء بالمدرسة وقيمتها عندهم والانسجام في أداء الأدوار التي بدأتها الأسرة وتساعد كلاهما في توجيه التلميذ وتعديل سلوكه بشكل يحقق التنشئة المدرسية وتزويد بعضهما البعض بالمعلومات حول سلوك التلميذ داخل الأسرة والمدرسة، وتضافر جهودهما من أجل تشجيع السلوك الإيجابي وتعديل السلوك السلبي. ان المدرسة والأسرة هي المحطة الأولى في حياة الأبناء وينبغي لهذه المحطة أن تقوم بكل الأدوار والوظائف التي ينبغي لها القيام لتكوين فرد صالح في المجتمع، ولعل الجانب الاجتماعي والاقتصادي واستقرار الاسرة من أهم الجوانب المؤثرة في تحصيل الأبناء الدراسي باعتبار أن الآباء ناقلي خبرة للأبناء، ومعينيهم على تلقي العلم والمعرفة، لذلك تلعب قوة واستقرار وثبات شبكة العلاقات داخل المدرسة والأسرة أهمية كبيرة في رفع التحصيل الدراسي للأبناء.
مُشكلة البحث:
المدرسة كمؤسسة تعليمية وتربوية تقوم بتنشئة الأجيال الصاعدة وتزويدهم بالعلم والمعرفة، وتدريبهم على التفكير الناقد والمنهج العلمي السليم، وإكساب الطلبة المعارف والمهارات اللازمة ليصبحوا مواطنين صالحين؛ فالمدرسة أداة وظيفتها تنمية الطالب ومساعدته على اكتساب المهارات والقدرات اللازمة لتحقيق الذات، وتعمل كقوة متكاملة في تشكيل المعتقدات والاتجاهات، مع المحافظة على المثل العليا والقيم الأساسية للمجتمع (عاشور وأبو الهيجاء، 2009).وتغيرت وظيفة المدرسة مع ظهور الاتجاهات الحديثة في التربية؛ فلم تعد مكاناً يحفظ فيه الطلبة المعلومات والمعارف بل أصبحت مكاناً لتربيتهم تربية كاملة، باستخدام أساليب جديدة نابعة من فلسفة تؤمن بمبادئ تتفق وعصرية الاتجاهات التي يعيشها المجتمع (عثمان، 2016).وتعد البيئة المدرسية المكان الذي يتفاعل فيه كل من المعلم والطالب ويستخدمان في أدوات ومصادر ومعلومات متنوعة في سبيل تحقيق أهداف التعلم الموضوعة (الخفاف، 2016). والبيئة المدرسية هي تداخل العوامل الطبيعية، البيولوجية والاجتماعية للمدرسة، وهي غير مقصورة فقط على الأبنية والملاعب والساحات، بل تشمل العوامل البيولوجية من حيوانات ونباتات في المدرسة، والعلاقات الاجتماعية بين الإدارة والمعلمين والطلبة والعاملين الآخرين في المدرسة، ويمكن أن تمتد العلاقة مع المجتمع المحلي والمؤسسات الموجودة (حسن، 2016)، وترجع أهمية البيئة المدرسية إلى أن الطلاب يقضون فترة طويلة من حياتهم في المدرسة، وفيها يكتسبون الخبرات والمهارات التي تمكنهم من مواجهة كثير من مشاكل الحياة العملية، وتجعلهم قادرين على التكيف والتوافق مع كافة الظروف الحياتية المتغيرة (الهنداوي، 2012).
الاسرة هي الخلية الأساسية التي يتكون منها جسم المجتمع البشري، فاذا صلحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدت فسد المجتمع كله بل هي الامة الصغيرة، منها تعلم النوع الإنساني أفضل أخلاقه الاجتماعية، فلا امة حيث لا اسرة، بل ادمية حيث لا اسرة، وتستمد الأسرة أهميتها وعلو شانها هي البيئة الاجتماعية الأولى والوحيدة التي تستقبل الانسان منذ ولادته وتستمر معه مدى حياته، تعاصر انتقاله من مرحلة الى أخرى بل لا يوجد نظام اجتماعي اخر يحدد مصير النوع الإنساني كله كما تحدده الاسرة (الراعي، 2004).
إن التحصيل الدراسي في المدارس الحكومية بحدّ ذاته قضية ٌ تحتاج منّا الوقوف عليها من زوايا عدّة، كونه ذا أبعاد مهمة تعطينا مؤشرات واضحة على مستقبل الدارسين، وان صعوبات التحصيل الدراسي تتمثل في: الأســـلوب التعليمـــي لـــبعض المدرسين والمدرســــات الـــذي يتســـم بالجفـــاف وعـــدم المرونة وعـــدم تخصـــيص زيـــارات علميـــة مكثفـــة لامـــاكن التـــي مـــن شـــأنها أن تعمـــل علـــى تسيير بعض مفاهيم المنهج للتلميذ وعدم توفر الوسائل التعليمية المصاحبة للمادة وكثافة أعداد التلاميذ في بعض الفصول وعدم تناسب الغرف الدراسية في بعض المدارس وعدم تهيئة غرفة أنشطة مناسبة (حسن، 2001).
ولدا تعد عملية التنشئة الاجتماعية عملية هامة في حياة الفرد، إذ يمكن من خلالها أن يكتسب الإنسان القيم والاتجاهات والمعايير والسلوكيات التي تتماشى مع المجتمع والثقافة التي يعيش فيها. فالأسرة هي المجتمع الإنساني الأول الذي يعيش فيه الطفل والذي تنفرد في تشكيل شخصيته والمسؤولة عن توفير الاستقرار المادي والاجتماعي والنفسي لأبنائها، وهذا الأخير يؤثر بدوره على حياتهم الخاصة منها الجانب التعليمي، فهنا ينشئ الطفل منذ طفولته في جو مليء بهذه الأفكار والأساليب فتصبح من مكونات شخصيته فلا يستطيع التخلص منها، لأن حصاد الأسرية يعزز التوجيهات المدرسية، لذا ان دور الأسرة لا ينتهي بمجرد ذهاب الابن إلى المدرسة بل يتواصل من خلال متابعتهما المستمرة لكل ما تقدمه المدرسة التي تعتبر الوسط الثاني في حياة الطفل عن طريق تقديم التوجيهات اللازمة والمساعدة بأمور أكاديمية وتقدير دور المدرسة ونتائج التعلم والتحصيل الدراسي، مما ينعكس على العمل بدافعية أكبر ومثابرة على النجاح المدرسي ويعتبر ضعف التحصيل المدرسي للطبة هاجسا ومشكلة كبرى للأسر لأنها تحول دون التقدم الدراسي مما ينعكس سلبا على الطالب وعلى الأسرة مستقبلا من حيث تحسين وضعهم الاقتصادي والاجتماعي، فكلما كان تحصيل الأبناء جيدة سينتفع ويرتقي الأبناء عمليا مما ينعكس إيجابيا بالنفع على الفرد وأسرته وبالتالي تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، كما قال تعالى:( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة الروم، ص 21.
أسئلة البحث:
- كيف تؤثر البيئة المدرسية والمناخ الأسري على تعزيز التحصيل الدراسي لدى الطلاب في المدراس الحكومية الأردنية من خلال المتغيرات (الوضع الاقتصادي والمستوى التعليمي واستقرار للأسرة).
أهداف البحـــــث:
يهدف البحث إلى الإجابة عن السؤال التالي:
- تقديم صورة قريبة عن البيئة المدرسية والمناخ الأسري المحيطة بالطالب، ومدى فاعليتها في تحصيل الطالب الدراسي من خلال المتغيرات (الوضع الاقتصادي والمستوى التعليمي واستقرار للأسرة).
أهمية الدارسة:
الأهمية العلمية:
- تقديم معرفة علمية مبنية على أساس البحث العلمي والدراسة الموضوعية حول مشكلات الطلبة والتي تنعكس سلبا على التحصيل المدرسي.
- تقديم بيانات نوعية حول اثار البيئة المدرسية والمناخ الأسري على التحصيل المدرسي.
- تعد مساهمة في اثراء المعرفة في مجال علم الاجتماع خصوصا علم الاجتماع الاسري.
- التعرف أهمية البيئة المدرسية والمناخ الأسري ومكاناتها التربوية في المجتمع ودورها الفعال والمؤثر في شخصية الأبناء ورسم اختيار التخصص الدراسي من خلال الوضع الاقتصادي والمستوى التعليمي واستقرار للأسرة التي تؤثر بالطلبة وتكون جزء من تكوين شخصيته.
الأهمية العملية:
- تقديم معرفة لمراكز الارشاد والتأهيل النفسي والاجتماعي على تقديم حلول للمشكلات التي تلتمس على صعيد الاسرة والمجتمع.
- تقديم زاد معرفي حول البيئة المدرسية والمناخ الأسري والكشف عن الدور الحقيقي الذي يجب أن يقوم به الأولياء في تحقيق التحصيل الدراسي المميز.
مصطلحات الدراسة:
البيئة المدرسية
لغة: عود الاصل اللغوي لكلمة (البيئة) في العربية، إلى لفظ (بوّأ)، الذي اخذ من الفعل الماضي (باء) و(أباء) والاسم (البيئة)، والمباءة بمعنى (المنزل). قال ابن منظور في مجمعه (لسان العرب): (اباءه منزلا) أي هيأه له وانزله فيه.
اصطلاحا: وتعنـــــي البيئـــــة المدرســـــية كـــــل الظـــــروف التـــــي تعيشـــــها المدرســـــة أو الأحـــــوال أو الأوضــــاع التــــي بالمدرســــة وهــــي الفصــــل والإدارة والمعلمــــين والتلاميــــذ والنشــــاطات المدرسية (علام ،2006).
اجرائيا: هي المحيط او الإطار العام التي تقدّم برامج تعليميةً وتربويةً نوعيةً من أجل إكساب المتعلمين الخبرات والمعلومات والمهارات لمواكبة التطورات الحديثة التي تحدث على صعيد الحياة في مختلف المجالات.
الأسرة
لغة: أهل الرجل وعشيرته، لأنه يتقوى بهم، وتطلق على الجماعة التي أمر مشترك (ابن المنظور، 1992).
اصطلاحا: رابطة اجتماعية تتكون من زوج وزوجة وأطفال، وقد تكون أكبر من ذلك قد تضم أفراد آخرين كالأجداد والأطفال وبعض الأقارب، على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة مع الزوج والزوجة (العزة ،2000).
اجرائيا: هي المؤسسة الاجتماعية الأولى والخلية الأساسية في المجتمع البشري التي تنشئ عن علاقات المجتمع، وتساهم في إشباع الحاجيات الضرورية للأفراد، وبالتالي فهي تعمل عن تأدية وظائفها التربوية والنفسية والدينية لتحقيق تقدم المجتمع وتنميته إلى الأفضل وتنشئة الأجيال وتتكون من زوج وزوجة وأطفالهم أو بدون أطفال.
المناخ الأسري
اصطلاحا: الطابع العام للحياة الأسرية من حيث توفر الأمان والتعاون والتضحية ووضوح الأدوار وتحديد المسؤوليات وأشكال الضبط وأسلوب اشباع الحاجات الإنسانية وطبيعة العلاقات الأسرية ونمط الحياة الروحية الدينية والخلقية التي تسود الأسرة مما يعطي شخصية أسرية عامة إذ نقول أسرة سعيدة أو أسرة قلقة أو أسرة مترابطة أو أسرة متصدعة …الخ. (خليل ،2000).
اجرائيا: جميع جوانب الحياة الاسرية من اساليب المعاملة وطريقة اشباع الحاجات وغيرها سواء كانت الأولية أو الثانوية وتوزيع المسؤوليات تبعاً لدور كل فرد في الأسرة والتي يكون لها انعكاس أو تأثير على دوافعهم وسلوكهم.
التحصيل الدراسي
لغة: هو الحاصل من كل شيء، حصل الشيء أي حصل حصولا، والتحصيل تمييز ما حصل، وتحصل الشيء تجمع وتثبت (ابن المنظور، 1992)
اصطلاحا: هـــو درجـــة الاكتســــاب التـــي يحققهـــا فـــرد أو مســـتوي النجـــاح الـــذي يحـــرزه أو يصـــل إليـــــــــه فـــــــــي مـــــــــادة دراســـــــــية أو مجـــــــــال تعليمـــــــــي أو تـــــــــدريبي معـــــــــين (علام ،2006).
اجرائيا: هو إتقان المهارات والمعارف والخبرات أو مراحل متتابعة يمر بها الطالب للوصول إلى مستوى معين من المعلومات المهارات والمعارف والخبرات والتي يمكن أن يمتلكها الطالب بعد تعرضه لخبرات تربوية نوعية مكثفة في مادة دراسة معينة او مجموعة من المواد من خلال المدرسة.
المدارس الحكومية
لغة: مصدر ومشتقة من الفعل الثلاثي دَرَسَ، ودرس الشيء يعني جزَّأهُ، ودَرَس الكتاب يعني كرّرَ قراءَتَه ليَحفَظه ويفهَمه، ودرس الدرس يعني جزّأ الدرس ليَسْهُل تعلّمُه على أجزاء، ويُقال درس القمحَ أي طَحَنَهُ، ويُقال فلانٌ من مدرسةِ فلان يعني ذلك أنّه على رأيه ومذهبه (ابن منظور، لسان العرب، 1992)
اصطلاحا: نسق منظم من العقائد والقيم والتقاليد، وأنمـاط التفكير والسلوك التي تتجسد في بنيتها وفي أيديولوجيتها الخاصة (وطقة واخروون،2004)
اجرائيا: هي المدارس التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم وتشمل الابتدائية والاعدادية والثانوية وتقدم لجميع الأطفال دون مقابل.
حدود الدراسة:
- الحدود الموضوعية: بحثت الدراسة أثر البيئه المدرسية و المناخ الأسري في تعزيز التحصيل الدراسي لدى الطلاب في المدراس الابتدائية الحكومية الأردنية.
- الحدود المكانية: اقتصرت الدراسة على بعض المدارس الاردنية الابتدائية الحكومية في مديرية تربية عمان واربد.
- الحدود الزمنية: تم توزيع أسئلة المقابلات النوعية الميدانية خلال العام الحالي (2023-2024).
- الحدود البشرية: اقتصرت الدراسة على عينة من المدرسين وادارات مدرسية وأولياء الأمور.
الطريقة والاجراءات:
- تضمن هذا الجزء منهجية الدراسة المستخدمة وعينتها ووصف أداة الدراسة وكيف تم إيجاد صدقها وثباتها، وإجراءات الدراسة، وجاءت على النحو التالي:
منهج الدراسة:
- انتهج الباحث في هذه الدراسة المنهج النوعي لجمع البيانات اللازمة من عينة الدراسة، ولملائمتها لأغراض هذه الدراسة، وتم جمع بيانات نوعية من خلال مقابلة من عينة من المدرسين وادارات مدرسية وأولياء الأمور.
مجتمع الدراسة وعينتها:
- وبما أنّ الدراسة الحالية كانت دراسة نوعية تكونت عينتها من عينة تخص المقابلة، باعتماد أسلوب كرة الثلج (والتي تعتمد على البدء بعينة بسيطة وتنتهي عند شعور الباحث بتكرار المعلومات من العينة)، اذ بدات الدراسة الحالية ب (5) وانتهت بعدد (30) وتكونت من (30) فرداً تمثل مدرسين وادارات مدرسية وأولياء الأمور في المدارس الابتدائية الأردنية الحكومية.
أداة الدراسة:
لتحقيق أهداف الدراسة، فقد تم اعتماد المقابلات للدراسة النوعية حيث تم تسجيل المقابلات و كتابتها مع مدرسين وادارات مدرسية ولأولياء الأمور في المدارس الابتدائية الأردنية الحكومية كعينه الدراسة وتم إجراء المقابلات وتسجيلها و كتابتها ليسهل الرجوع إليها وتحليلها، وتم تطوير الأداة الخاصة بالدراسة الميدانية على شكل أسئلة وذلك بالرجوع للأدب التربوي المتعلق بالدراسة، وبالاستعانة بالأدب النظري للدراسات السابقة ذات الصلة حيث كانت الأداة المقابلات الشخصية، وتكونت أداة الدراسة من سؤال واحد رئيسي : كيف تؤثر البيئة المدرسية و المناخ الاسري على تعزيز التحصيل الدراسي لدى الطلاب في المدراس الابتدائية الحكومية الأردنية من خلال المتغيرات (الوضع الاقتصادي والمستوى التعليمي واستقرار للأسرة)
صدق أداة الدراسة:
للتأكد من صدق أداة الدراسة قام الباحث باستخدام صدق المحتوى (Validity Content) وذلك من خلال عرضها على اربعة محكمين، من ذوي الخبرة والاختصاص، لإبداء ملاحظاتهم من حيث تحديد درجة ملاءمة أسئلة المقابلة ومدى شموليتها ودرجة وضوح الأسئلة وسلامتها اللغوية والنحوية، وبيان التعديلات المقترحة وثم اعتماد نسبة الاتفاق 80%، وثم الاتفاق على صلاحيتها لتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها.
ثبات أداة الدراسة:
للتحقق من ثبات أداة المقابلة، تم اعتماد طريقة اختيار مقابلات بشكل عشوائي وتفريغها كتابيا وتحليلها بعد ترميز الإجابات ومن ثم عرضها على الأفراد الذين تمت مقابلاتهم لإبداء رأيهم على ما ورد من تحليل لمقابلاتهم، واتفق أصحاب المقابلات على دقة تحليل مقابلاتهم وصوابتيها وأنها توافق مقصدهم من إجاباتهم على أسئلة المقابلة وبهذا يتأكد ثبات أداة الدراسة ومناسبة أسلوب تحليل المقابلات وترميزها.
إجراءات الدراسة:
- تم إجراء مقابلة مع مدرسين وادارات مدرسية واسر لأولياء الأمور في المدارس الابتدائية الأردنية الحكومية والبالغ حجم عينتها (30) فردًا وتم تصميم ملف ورود يحتوي على السؤال وتدون أمامه إجابات جميع المقابلين على نفس السؤال.
- تم تحليل المحتوى عن طريق قراءة المادة وبعمق للوصول إلى المعلومات والأفكار، باستخدام تحليل المحتوى بعد مراجعه نصوص المقابلات عده مرات وترميزها بمساعدة برنامج تحليل البيانات النوعي (MAXQDA ).
- تم إعادة تصنيف الإجابات في مجموعات وتلخيص التصنيفات التي تم التوصل إليها.
- تم تجميع الإجابات المتشابهة وأفكار تعالج مشكلة البحث.
نتائج الدراسة ومناقشتها:
- بعد مرحلة جمع البيانات من الميدان من خلال المقابلة عينة الدراسة تم تفريغ البيانات بشكل نصي وتم ترميز البيانات بمساعدة برنامج MAXQDA)) والمخصص لتحليل البيانات النوعية، وبعد عملية الجمع والتصنيف، برزت عدة محاور حسب كثافة الرموز (CODE) خاصة بكل سؤال من أسئلة الدراسة وعلى النحو التالي:
أولاً: النتائج الخاصة بالسؤال الأول: كيف تؤثر البيئة المدرسية والمناخ الأسري على تعزيز التحصيل الدراسي لدى الطلاب في المدراس الابتدائية الحكومية الأردنية من خلال المتغيرات (استقرار الاسرة، الوضع الاقتصادي، المستوى التعليمي)، أظهرت نتائج تحليل المقابلات الخاصة بان البيئة المدرسية والمناخ الأسري تؤثران على تعزيز التحصيل الدراسي لدى الطلاب في المدراس الابتدائية من خلال المتغيرات (استقرار الاسرة، الوضع الاقتصادي، المستوى التعليمي). يظهر الجدول (1) ونسبة 100% ان البيئة المدرسية والمناخ الأسري تؤثران على تعزيز التحصيل الدراسي لدى الطلاب في المدراس الابتدائية الحكومية الأردنية من خلال المتغيرات (استقرار الاسرة، الوضع الاقتصادي، المستوى التعليمي):
جدول (1)
النسبة |
التكرار |
تعزيز التحصيل لدى الطلاب في المدارس الحكومية |
|
100% |
30/30 |
المستوى التعليمي |
|
94% |
27/30 |
الوضع الاقتصادي |
|
100% |
30/30 |
استقرار الاسرة |
|
|
|||
فاستقرار الاسرة فهي تؤدي الى الحياة الكريمة والتنشئة السليمة، وبها تحصل على الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، والأمن الاجتماعي من خلال اطمئنان الفرد والأسرة والـمـجتمع على أن يحيوا حياة طيبة، بحيث لا يخشون على أنفسهم وعقولهم وأعراضهم وأموالهم وممتلكاتهم من الأخطار الداخلية والخارجية التي قد تهددها، من بالإفساد والتخريب والتدمير ويحمي المجتمع من المخاوف، ويبعده عن الانحراف، وارتكاب الجرائم، فكلما زاد الاستقرار الأسري زادت جودة الحياة لدى طلبة لان جودة الحياة ترتبط بالتكيف والتماسك الأسري واستقراره، أي أنه كلما زادت قدرة الأسرة على التكيف ارتفعت جودة الحياة لدى أعضائها وزاد التماسك والاستقرار بين أفراد الأسرة وزاد إدراك أفرادها لجودة الحياة، لذا فان التلميذ الذي يعيش في جو عائلي يسوده الاستقرار والاطمئنان والتفاهم، فإن هذا الجو يشجّع التلميذ على الدراسة والاستعداد للتعلّم، ويُزيد من قدرته على الاستيعاب وفهم المواد الدراسية، وبالتالي يكون تحصيله الدراسي جيد وكبير ). وقد اتفقت هذه النتائج مع دراسة همت (2008) ودراسة مكاي (1971)، والتي توصلت ان هنالك علاقة بين استقرار الاسرة وتعرض الطلبة لمشكلة مدرسية حيث أوضحت ان نسبة تدني المستوى الدراسي للطلبة تقل عند الاسر ذات الزواج المستقر وتزيد عن تلك التي تعاني طلاقا ثم الهجر والترمل. اوضحت بوجود علاقة عكسية بين تدني مستوى تعليم الابوين وخاصة الام ومستوى تحصيل الطالب، ولا شك ان الام المتعلمة لمراحل متقدمة تكون حريصة أكثر من غيرها على التحصيل الدراسي الجيد لأبنائها.
يظهر الجدول ( 1 ) ونسبة 94% البيئة المدرسية والمناخ الأسري تؤثران على تعزيز التحصيل الدراسي لدى الطلاب في المدراس الابتدائية الحكومية الأردنية من خلال المتغير (الوضع الاقتصادي) فقد أشار اغلب المدرسين وادارات المدرسية ولأولياء الأمور (ان من مقدمة العوامل المحيطة بالأسرة التي تؤثر على نتائج نشاط أفرادها بصفة عامة، والصغار منهم بصفة خاصة، فتدني المستوى الاقتصادي يخلق صعوبات تربوية متعددة، ويجعل من الصعب تحقيق ما ترغب في الوصول إليه، لما يترتب عليه من سوء في التوجيه والرعاية والتغذية، وظهور بعض الأمراض الجِسْمية والوجدانية والأخلاقية، إضافة إلى عدم تلبية مستلزمات النشاط المدرسي، ويمكن لنا أن نستدل على المستوى الاقتصادي للأسرة من خلال بعض المؤشرات: (مؤشر الدخل، مؤشر السكن)، إلى أهمية المستوى الاقتصادي للأسرة في التحصيل الدراسي فكلما زادت حاجة الطالب الاقتصادية قل أداؤه الأكاديمي وزيادة مصادر الإنفاق يعني ارتفاع المستوى الاقتصادي للأسرة والذي يمكنها من الحصول على احتياجاتها وحصول الأمن والاستقرار ومن ثم فينعكس على الأبناء في أدائهم المدرسي وتحصيلهم الدراسي )، واتفقت هذه النتائج مع دراسة دراسة الطحان (1990) الى معرفة العلاقة بين التحصيل الدراسي عند الأبناء والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة وتم اختيار عينة تتكون من (340) طالبا وطالبة من طلبة الصف الأول الثانوي من دولة الامارات العربية المتحدة. وان حوالي 13% من تباين التحصيل الدراسي عند الأبناء يمكن تفسيره في ضوء تباين اتجاهات الأمهات في التنشئة، وأوضحت الدراسة ان هنالك علاقة إيجابية دالة على التحصيل الدراسة عند الأبناء والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.
يظهر الجدول (1) ونسبة 100% البيئة المدرسية والمناخ الأسري تؤثران على تعزيز التحصيل الدراسي لدى الطلاب في المدراس الابتدائية الحكومية الأردنية من خلال المتغير (المستوى التعليمي)، فقد أشار معظم المدرسين وادارات المدرسية وأولياء الأمور (بان الأسرة مرجع الطفل فيما يكتسبه من خبرات ومعارف جديدة ، فهذا المحيط يحدد رغبة التلميذ وطموحاته، فإذا ما كانت الأسرة ذات مستوىً ثقافي متدني كان لذلك أثرًا سلبيًا على تحصيله، والعكس صحيح، حيث یکون تحصيله الدراسي إيجابيًا، ويؤدي إلى حُبّ التعلم والسعي للمواصلة والاستمرار فيه. فالمستوى الثقافي للأسرة يؤثر في التكوين اللغوي والفكري للأبناء، ويدخل في ذلك ما يتوفر في البيت من کتب وصحف ومجلات، ومن وسائل إعلام مختلفة منها السمعية والبصرية، فإذا كانت الأسرة ذات مستوى مادي بسيط لكنها تعطي أهمية وقيمة للثقافة والتعليم؛ فسوف يحصل التلميذ على نتائج مُرضِية في الدراسة ، أما إذا كانت الأسرة ذات مستوى مادي مرتفع، ولا تعطي أهمية وقيمة للثقافة والتعليم، فإن المستوى التعليمي يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي للتلميذ، فعلى الأسرة توفير ظروف ثقافية مناسبة، وترغيب الأبناء في حب العلم والتعلم ، ومساعدة الأبناء في المراجعة وانحاز الواجبات المنزلية، وتوفير المادة الثقافية من كُتُب وصُحف، وغيرها من وسائل الإعلام المختلفة، السمعية منها والبصرية ، وتهيئة جو ثقافي في البيت، مع التدخُّل-عند اللزوم- من أجل النصح والتوجيه والنقاش، والمستوى التعليمي للأم خاصة الحاصلات منهن على مستوى جامعي يساعدهن على متابعة أبنائهن كما يساعدهن على مساعدة أبنائهن على المذاكرة و المراجعة، مما يزيد في تحصيلهم الدراسي علاوة على ذلك فإن المستوى التعليمي المرتفع للأم خاصة ينعكس على التحصيل الدراسي المرتفع للأبناء عن طريق التوعية والإرشاد وإيقاظ روح المثابرة والتفوق بأساليب تربوية ملائمة، وان المستوى التعليمي والثقافي هي مجموعة العقائد والمعارف و القوانين التي تورثها الأجيال السابقة للأجيال الناشئة، أساسها إدماج الفرد في مجتمعه ولها وظائف اجتماعية وجمالية و توجيهية ، أهمها وظيفة الضبط الاجتماعي من خلال إبراز دور الثقافة الأسرية في ذلك، و العوامل المتعلق من خلال ( مستوى الدخل، و المستوى التعليمي و الثقافي والاجتماعي للوالدين ، حجم الأسرة و نوعية السكن، مهنة الوالدين ) وغيرها من العوامل التي تعزز نجاح التلميذ او فشلة الدراسي) ، واتفقت هذه النتائج مع ودراسة الحامد (2014) والتي هدفت الى تحقيق اهداف متعددة وهي : الكشف عن مدى تأثير العوامل والاجتماعية الاسرية على مستوى تحصيل الدراسي للطلاب والوقوف على مدى تأثير اختلاف معاملة الوالدين للأبناء ومعرفة الأثر الإيجابي او السلبي لهذا الاختلاف على مستوياتهم التحصيلية ، وخلصت الدراسة الى ان معاملة الوالدين للأبناء لها تأثير كبير على التحصيل الدراسي وان المستوى التعليمي والثقافي الجيد للوالدين له تأثير إيجابي على مستوى التحصيل الأبناء الدراسي كما وان مهنة الوالدين كلما كانت مرتبطة بمركز اجتماعي متميز ينعكس تأثيره إيجابا على تحصيل الأبناء وان الاستقرار الاسري يترك اثر إيجابي في التحصيل الدراسي بينما خلصت الى انه لا يوجد علاقة بين صغر حجم الاسرة والتحصيل الدراسي للأبناء ، وكذلك أوضحت الدراسة على ان المعلم والإدارة المدرسية لها دورا إيجابيا في التحصيل الدراسي بينما لم تظهر تأثيرات ما بين المقررات الدراسي للمنهج والتحصيل الدراسي وتوصلت ان العوامل الاسرية تعتبر من اهم العوامل التي تؤثر على مستوى التحصيل الدراسي للطلاب ويأتي في مقدمتها العامل الاقتصادي واتفقت الدراسة الحالية مع هذه الدراسة في ان أسلوب وطريقة معاملة الوالدين الجيدة للأبناء وارتفاع المستوى التعليمي للوالدين له اثر إيجابي على زيادة التحصيل الدراسي للأبناء
التّوصيـــــــات:
- أن أهم المناخات وأكثرها تأثيرا على التحصيل الدراسي هو البيئة المدرسية والمناخ الأسري بحيث أن مستوى ثقافة الأسرة وإمكاناتها ومدى قدرتها على مساعدة الطالب في تحصيله الدراسي وكذلك توفر المناخ الأسري المهيأ للتحصيل والقائم على التفاعلات الايجابية بين التلميذ ووالديه وأخوته فضلا عن الرعاية والتوجيه الايجابي الأسري للأبناء كلها ظروف وعوامل وجودها يؤدي إلى تحقيق التفوق من خلال الجو الاسري المستقر للأبناء
- الحرص على زيارة الوالدين للمدرسة ليس فقط عند حدوث المشكلات وانما للمتابعة انه له دور أساسي في زيادة التحصيل للأبناء وتفعيل دور المدرسة مع المجتمع المحلي، والتأكيد على أهمية قيام شراكة حقيقية بين البيت والمدرسة في مجال تعليم الأبناء ومن ثم الرفع من مستوى تحصيلهم.
- ينبغي العمل على تحسين دور الأسرة الاقتصادي لمساعدتها في أداء دورها تجاه أبنائها في مجال التعليم
- تفعيل دور المدرسة مع المجتمع المحلي، والتأكيد على أهمية قيام شراكة حقيقية بين البيت والمدرسة في مجال تعليم الأبناء ومن ثم الرفع من مستوى تحصيلهم.
- إشراك أولياء أمور الطلبة في الحياة التعليمية والمدرسية، من خلال مجالس الآباء والأمهات
- استخدام أفضل الأساليب في رعاية الأبناء وتهذيبهم وعدم التعاون في تربيتهم بما يحقق سلامة نفسية للأبناء وإشاعة جو أسرى بهم.
المراجع:
- ابن منظور، جمال الدين. (1992)، ـلسان العرب.
- أبو شمالة، حسين. (2002)، البيئة الاسرية والمدرسية وعلاقتها بالتوافق النفسي والاجتماعي والتحصيل الدراسي لدى المراهقين في قطاع غزة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة الأقصى، غزة، فلسطين.
- الأحمر احمد. (2004)، علم اجتماع الأسرة (بين التنظير والواقع المتغير)، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، لبنان.
- الخفاف، إيمان. (2016). الذكاء الانفعالي: تعلم كيف تفكر انفعاليا. عمان: دار المناهج للنشر والتوزيع.
- الراعي، توفيق. (2004)، استراتيجيات التربية الاسرية في الإسلام، الطبعة الأولى، دار البحوث العلمية، الكويت
- الطحان محمد. (1990)، العلاقة بين التحصيل الدراسي وكل الاتجاهات الوالدية في التنشئة الاجتماعية والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، مجلة جامعة دمشق، م1، دمشق.
- العزة سعد. (2000)، الارشاد الاسري، المكتبة الثقافية للنشر والتوزيع، ط1، عمان.
- المشرفي، انشراح. (2003) (فاعلية برنامج مقتـرح لتنميـة كفايـات تعلـيم التفكيـر الإبداعي. مجلة الطفولة والتنمية، المجلس العربي للطفولة، المجلد الثالث، ال عدد12.
- الهنداوي، ياسر. (2012). إدارة المدرسة وإدارة الفصل: أصول نظرية وقضايا معاصرة. القاهرة، مصر: المجوعة العربية للتدريب والنشر.
- بيومي خليل. (2000)، سيكولوجية العلاقات الاجتماعية، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
- حامد، ياسر. (2014)، العوامل الاجتماعية المؤثرة على التحصيل الدراسي لدى تلاميذ المرحلة الأساسية، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة النيلين.
- حســـــن، زليخة. (2001)، تعلـــــيم الأم وعلاقتـــــه بالتحصـــــيل الدراســـــي للأبناء بالمـــدارس الثانويـــة، بمنطقــــة أم درمـــان محافظـــة أمبــــدة، جامعـــة الخرطـــوم كليــــة التربية رسالة ماجستير غير منشورة
- حسناني، حسن. (2016). تطوير المناهج: رؤية معاصرة. القاهرة: المجموعة العربية للنشر والتوزيع.
- راشـــد، علي. (2006)، إثـــراء بيئـــة الـــتعلم، دار الفكـــر العربـــي القـــاهرة ط1.
- زيتـــون، حسن. (2006)، تعمـــيم التـــدريس رؤيـــة منظوميه، عـــالم الكتـــب.
- شمال، حسن. (2001)، سيكولوجية الفرد في المجتمع، دار الافاق العربية، القاهرة.
- عاشور، راتب وأبو الهيجاء، عبد الرحيم. (2009). المنهاج: بناؤه، تنظيمه، نظرياته، وتطبيقاته العملية. عمان: دار يافا النشر والتوزيع.
- عثمان، محمد. (2016). المدرسة المعاصرة (ط1). عمان: دار خالد اللحياني للنشر والتوزيع
- عـــلام، صلاح. (2006)، القيـــاس والتقـــويم التربـــوي والنفســـي، دار الفكـــر العربي القاهرة
- علـــــى، عبد الرحمن. (1993)، الاتجاهـــــات الوالديـــــة واثرهـــــا فـــــي التحصـــــيل الدراســـي لــــدي المـــدارس الابتدائيـــة بولايـــة الخرطـــوم، جامعـــة الخرطـــوم، كليـــة التربية رسالة ماجستير غير منشورة
- كفافي، علاء الدين. (1999)، الارشاد والعلاج النفسي الاسري في المنظور النسقي والاتصال، دار الفكر العربي.
- همت، اسيا. (2008)، مشكلات التلاميذ بمدارس الأساسية الحكومية ودور الاخصائي الاجتماعي في علاجها، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التجارة، جامعة النيلين.
- وطفة، علي، الشهاب، علي. (2004)، علم الاجتماع المدرسي بنيوية الظاهرة المدرسية ووظيفتهـا الاجتماعيـة، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،
Reference:
- Makay, Social reconciliation and studying achievement for primary student, unpublished PHD, ohayo university, USA, 1971