أهمية الإعلام في تنمية المهارات اللغوية عند الناطقين بغير العربية

خليل البرهو الحمد1

1 جامعة إسطنبول آيدن، تركيا.
بريد الكتروني: khalelalhamad91@gmail.com
إشراف: Dr. Öğr. Üyesi. MUHAMMED ALİ HASANOĞLU 
HNSJ, 2024, 5(2); https://doi.org/10.53796/hnsj52/22
تنزيل الملف
تاريخ النشر: 01/02/2024م تاريخ القبول: 15/01/2024م

المستخلص

قمت بهذا البحث بعرض وتناول أهمية الإعلام في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ،وقد تحدثت في هذا البحث عن ماهية الإعلام وأهميته وأنواعه ومن هذا المنطلق بينتُ أهمية الإعلام الجديد كنوع رئيسي من وسائل الإعلام لكي أصل بعدها الى مفردة قمت بشرحها ببحثي هذا وهي التعليم الإلكتروني المعتمد على شبكة الإنترنت كجزء من وسائل الإعلام الجديد ومنها انطلقت لتبيان أهمية التعليم عن بعد عن طريق التعليم الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت لتكون منطلقاً لي. وقد قاربت بما طرحته في بحثي هذا بين الدراسات السابقة التي بينتها في الجانب النظري والتي تمحورت حول أهمية الإعلام في تعليم الغير الناطقين بالعربية وأهمية الإعلام الجديد ودوره في نشر اللغة العربية لإسناد بحثي وفرضياته وقد تبين لي من خلال ما طرحته من فرضيات حول جدوى تعليم اللغة العربية بالاستعانة بوسائل الإعلام الحديثة وقد تبين أيضاً كيف أن هذا النوع من التعليم يقدم خدمة جليلة لربما يغفل عنها كثير من أصحاب الاختصاصات وهي قضية تسهيل بيئة تعليمية مناسبة لتسهيل عملية إيصال العملية التعليمية لمتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها حيث توفر عامل الوقت لمن هو مرتبط بعمل وتوفر الجهد لمن لا يستطيع الوصول الى المؤسسات التعليمية وتوفر الكلفة المادية لطلاب المتعلمين ممن لا يمتلكون المال الكافي للانتظام بمؤسسة تعليم اللغة العربية وبالتالي فإن تنمية هذه الطريقة التعليمية هيئت الجو الملائم لجميع متعلمي اللغة العربية الأجانب وجعلتها سهلة في متناول ايديهم، ومن هنا كان الهدف الرئيسي للبحث وهو تبيين أثر وسائل الإعلام في البحث عن طرائق جديدة لكسب اللغوي يزيد من سرعة تعلم اللغة العربية لناطقين بغيرها و إتقانها بشكل جيد.

الكلمات المفتاحية: الإعلام ،التعليم عن بعد ،التعليم عن بعد ،تعليم لاغراض عامة ،مواقع تعلم العربية عبر الإنترنت

Research title

The importance of the media in developing language skills among non-Arabic speakers

KHALEL ALBRHO ALHAMAD1

1 ISTANBUL AYDIN UNIVERSITY

Email: khalelalhamad91@gmail.com

Supervised by Dr. Öğr. Üyesi. MUHAMMED ALİ HASANOĞLU

HNSJ, 2024, 5(2); https://doi.org/10.53796/hnsj52/22

Published at 01/02/2024 Accepted at 21/01/2024

Abstract

In this research we. By presenting the importance of the media and its impact on teaching the Arabic language to non-native speakers, we have talked about the nature of the media, its importance, and its types in its new form, as it is considered a main type of modern media communication. We have shown the importance of distance e-learning via Internet networks, as it is the most appropriate option on which distance education depends. In our modern era, its necessity and importance, this type of education provides a great and great service to all humanity through the issue of facilitating the educational and scientific environment to deliver knowledge and foreign and Arabic languages ​​to every place, shortening the factor of time and long distances, saving effort and hardship, and saving the financial and material cost as well. There are many students of science and learners. They do not have enough money, and therefore this option and this educational method is the most appropriate and best option for foreign learners of the Arabic language, making it easy and simple in the hands, and it is available to everyone who wants it at any time, place and time.

1. موضوع البحث :

تمتازُ اللّغة العربيّة بصفات فريدة، فهي تتمتّع بقدرتها التّواصليّة بين الأجداد والأحفاد، والآباء والأبناء، فها نحن نقرأ اليوم الموروثَ الجاهليّ شعرَه ونثرَه بلا تُرجمان، ونطّلع على ثقافات العصور العربيّة المتلاحقة من دون أن نجد اختلافاً في تداوليّة هذه اللّغة العريقة، ومن أبرز ما حافظ على هُويّة الانتماء اللّغويّ بلاغةُ القرآن الكريم وفصاحته وحفض الله تعالى للفرقان واللغة العربية التي اختصت وكرمت فيه حيث قال تعالى: (إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)([1]). ، “وذلك لأنّ لغة العرب أفصح اللغات ، وأبينها وأوسعها ، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس ، فلهذا أُنزل أشرفُ الكتب ، بأشرف اللغات ، على أشرف الرسل ، بسفارة أشرف الملائكة ، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض ، وفي أشرف شهور السنة ، فكمل له الشرف من كل الوجوه” ، وفضلاً عمّا تمتلكه اللّغة العربيّة من غنى المفردات، وكثرة المترادفات، ونصاعة التّعبير التّركيبي، فكانت وما تزال قادرة على استيعاب العلوم والثّقافات الرّوحيّة والاجتماعيّة والقوميّة العربية بكلّ مكان وزمان. وعليه لا يُحكَمُ بصفاء العربية على كلّ من ينطق بها، بل أصابت بعضَ الألسنِ عُجمةٌ، وبرزت معوّقاتٌ حالت دون إتقانها لدى النّاطقين بها في البلاد العربيّة، ولدى النّاطقين بغيرها في مهاجرهم، ومرّد هذا الضّعف ما طرأ على العرب في المناطق الجغرافيّة العربيّة من تطوّرات سياسيّة وأيديولوجيّة وحروب دفعت إلى الهجرة، وترك الموطن الأصليّ.

2. مشكلة البحث :

إن تعليم اللغة العربية بشكل خاص أو اللغات الأجنبية بشكل عام يعاني من مشاكل كثيرة ويكون هذا الأمر على مستوى عالمي ، حيث أن اللغات التي تم اللجوء إلى تعليمها كلغات مضافة إلى المتعلمين وخصوصاً في الوقت القريب تعاني من مشاكل إضافية ، لأنها لا تزال حديثة العهد، ولم تقطع طريقا طويلاً في خوض التجارب ، وحتى يتم تجاوز هذه المشكلة كي تمضي بطريق احراز

تقدم مذكور عن اللغات التي سبقتها وتقدمت عليها في مجال تعلمها ، فأنه من الضرورة بمكان أن يتم الاطلاع على تجارب اللغات الأخرى واستنباط الفوائد من تجربتها كي يتم اختصار الزمن والمشاكل في تعلمها وتعليمها ، ومن المعلوم أن اللغة العربية تعد من اللغات التي حدث تأخير من المهتمين في تعليمها للناطقين بغيرها عن اللغات الاخرى التي كان لها باع في هذا المجال، ففي المجال هذا هناك مشكلات كثيرة تنتظر إيجاد حل لها . ومن هذه المشاكل تعد المهارات اللغوية وتعليمها بأساليب تقليدية تُوجد عجزاً لاكتساب هذه المهارات للمتعلمين([2])، ومن خلال تجارب كثيرة في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها فقد صار جلياً للجوء كثيراً من المؤسسات التعليمية المعنية بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها الى أن يكون الهدف من هذه المؤسسات تجارياً. مما جعل هذا المجال يسير شيئاً فشيئاً عن الهدف الأسمى وهو التركيز على تعليم اللغة العربية كهدف من الأهداف السامية وهو نشر هذه اللغة الجميلة والعظيمة لدى الباحثين عنها كنوع من أنواع نشر ثقافة المجتمع والدين الإسلامي ،وفي هذا البحث لجأتُ إلى محاولة إيجاد حل يعالج

هذه المشكلة باللجوء الى طريقة غير مكلفة بل، ومجانية في تلقي التعليم بوسائل ايضاحية وسهلة للمتلقي وبالصوت والصورة كوسيلة من وسائل الإعلام التي تخدم هذا الهدف السامي في نشر اللغة العربية السامية وإن اللجوء إلى مواكبة الحداثة في الطرق والأساليب التعليمية جعلتني الجأ إلى التركيز على هذا البحث كي يتم الاهتمام بالمتعلمين الذين يعدون المحور الرئيسي للتعلم ولكي نعمد إلى تسهيل تلقي اللغة العربية من قبل الناطقين بغيرها كي نعمد الى ردم الفجوات ما بين المتعلمين و اللغة العربية، لتنمية الدافعية لدى المتعلم لمواصلة التعلم ، كي نكسر الوهم الذي ينادي بصعوبة اللغة العربية بين اللغات وبعدم إمكانية تعلمها.

3. مدخل البحث :

قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم : (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)([3]). فالتعلم قد ألهمه الله للبشر بعدة طرق كأن يكون السمع والبصر من الطرق الجلية للتعلم ، أما القلوب فهي عن طريق ما تشعرُ به وتترجمه بأحاسيس وأفكار وتؤدي للربط بين ذلك كله ، وأن كل إنسان تنبثق لديه الطريقة التي يسخرها للتعلم ، فقد ينعم الله على الإنسان كل ما تم ذكره في الآية السابقة كهبة من الخالق للمخلوق ، وقد نجد لدى المرء أحد هذه الهبات ويحرم من الأخرى ؛ لذلك فهو الذي يسخرُ قدراته كي يجد ما يطابق امكانياته ، وينمي المهارة التي فضله الله بها كي يملأ الفراغ الذي غاب عنه في المهارات الأخرى .

والسؤال هنا هل يجوز ما ذكرناه آنفاً على من اكتملت أعضاءه دون حرمان من أي جزء يتم تسخيره للتعلم من جسده . أما في الحال الذي نقصده في قضية القدرة على التعلم ؛ فأن لجميع البشر القدرة على التعلم ، بإمكانية أن يكون الأمر متوفراً عند جميع من أمتلك صفة التمام، أما إذا قصد بالأمر الاعتياد على التعلم ؛ فهنا نرى أن القدرة تختلف من شخص إلى آخر، باختلاف البيئة والمجتمع والزمن والعائلة الأسرية التي يعشها الاشخاص. لذلك فأن القدرة على التعلم بما طرحناه سوف ينتج لنا مستويات متفاوتة من الأشخاص المتباينين في التعلم، وحتى يصل التباين يجب أن يفهما بعضهما من أول وهلة أو يصعب عليه التعلم. إلا بعد التكرار أو أن لا يفهم إطلاقاً مهما تم تكرار التعليم له، وبما أننا أشرنا أن هناك اختلافات وتباينات بين الأشخاص، وهنا نركز على المتعلمين فكان لزاماً أن نعمد الى إتباع طرق تجمع هذا التباين عن طريق الاهتمام المشترك بين المتعلمين بإيجاد ما يجعل الأمر سهلاً للتعلم. وبغية تحقيق ذلك ، فقد لجأتُ في هذا البحث إلى أن أذكر الدور المهم لوسائل الإعلام بشكل عام في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها باعتبارها العامل الذي قلما يتم إغفالها من قبل المعلمين، أو المتعلمين في تعلم اللغات وبالأخص اللغة العربية ، وهنا سنركز على التعلم خارج الصف وبالتحديد اللجوء إلى شبكات الإنترنت( التعليم الإلكتروني ) كوسيلة من وسائل الإعلام التي يتم التركيز عليها لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها عن بعد ، ولنكون أكثر تحديداً في هذا الصدد، ومن الطبيعي أن يتم تخصيص دراسات وبحوث كي يتم الوصول إلى الطريقة المثلى أو الأسلوب الأمثل أو قد تكون عدة طرق وأساليب تجعل الإنسان مهيأ ومتمكناً من تعلم لغة اجنبية بالإضافة الى لغته الأم التي يسخرها لحياته ويتلقى بها العلوم . في هذا البحث الذي سأركز فيه على جدوى وسائل الإعلام في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها . سأحاول ان أبين أهمية التعليم عن طريق أحدى وسائل الإعلام وهي التعلم عن طريق الإنترنت لمعرفة أثر الطريقة في تعلم اللغة العربية من قبل الأجانب وتنمية مهارات المحادثة والاستماع باللغة العربية كلغة أجنبية عند الناطقين بغيرها، حيث يعلمُ القاصي والداني أن الإنترنت جعل العالم كقرية صغيرة . لذلك فأن هناك من يحاول أن يتعلم اللغة العربية كلغة ثانية ويصعب عليه الانتظام بمدرسة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها لأسباب متعددة منها عدم توفر مدرسة في مكان وجود المتعلم أو أن المتعلم قد لا يستطيع تحمل تكاليف التعليم مما يجعله يُركز على طريقة تكون قريبة ومجانية وسهلة وفي المتناول. كي يكتسب اللغة العربيّة كلغة ثانية ، فلا تزال اللغة العربية من أكثر اللغات التي يرجو كل مسلم في هذا العالم تعلمها . لذلك سنركز في هذا البحث عن جدوى تعلم اللغة العربية من قبل الناطقين بغيرها بطريقة التعلم عن بعد عبر شبكة الإنترنت كوسيلة من وسائل الإعلام المتوفرة والمتاحة لشريحة كبيرة من شرائح المجتمعات المختلفة حيث قلما يخلوا بيت أو مكتب أو محل عمل معين من الإنترنت الذي أصبح لا غنى عنه في عصرنا هذا .. ولكنني سوف أعمدُ في هذا البحث إلى أن أبين فوائد هذه الطريقة وإن كانت تعوض اللجوء إلى مدارس تعليم العربية للناطقين بغيرها والله الموفق.

4. أهمية البحث :

وتتمثل أهمية هذا البحث في أن أبرز المشاكل التي تواجه الكثير من متعلمي اللغة العربية من غير الناطقين أو متعلمي اللغة الثانية على وجه العموم في إيجاد بيئة التعلم القريبة من بيئته والتي يكون الوصول إليها سهلاً وفي الساعة التي يشاءُ الوصول إليها وهذا مما يتمثل في تعليم اللغة العربية عبر مواقع الإنترنت كوسيلة من وسائل الإعلام المختلفة التي تعنى بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها إلا أن البعض يدحض هذه النظرية التي أحاول أن ابينها في البحث ويقلل من أهميتها ويبرر السبب في أن التعلم بهذه الطريقة سيوجد عدم قدرة للتواصل بتلك اللغة. حيث يستندُ التواصل على مهارتي المحادثة والاستماع بشكل مباشر ، والاستماع من جانب واحد لا يكفي لكي يتمم التواصل اللغوي ، كون كل رسالة لا بد لها من مرسل ومستقبل ورسالة ومن بعدها إعادة إرسال الرد من الجانب الذي أخذ دور المتلقي ، فيكون بذلك هو المرسل للرد وكذا الذي كان بدوره هو المرسل يتحول الى المتلقي للرد ، ويضاف الى ذلك وجود تأثير هذه الرسالة في المتلقي”([4]).. إلا أن ما أحاول أن ابينه في البحث هذا هو أن ما تم ذكره عن عناصر مهمة وضرورية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها هي من الأساسيات التي يوفرها التعليم عن طريق شبكات الإنترنت ،وتبرز أهمية البحث أيضاً في كون اللغة العربية تُعد من اللغات واسعة الانتشار، وأنها واحدة من أهم اللغات الرسمية الست في الأمم المتحدة ، وقد أصبح جلياً تزايد أعداد متعلمي اللغة العربية . من شتى بقاع الأرض وبالأخص الدول الإسلامية التي خصصت جهداً كبيراً ودعمت تمويل تعليم العربية لمواطنيها لكي يسهل عليهم التحدث بها والتعبير عن أفكارهم والتواصل مع الآخرين. ممن يتكلمون بها ومع ثقافة الدين الإسلامي وحضارته ، هذه الأمور مجتمعة جعلت ایجاد أيسر الطرق لتعلم وتعليم اللغة العربية أمراً ضرورياً ، وتكثيف الجهود لتسهيل ايصال هذه الغاية السامية ، لذلك خصصتُ هذا البحث عن أهمية الإعلام في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ،لكي نحقق النتيجة المرجوة ألا وهي الوصول الى طريقة أكثر سهولة ويسرة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

5. إجراءات البحث :

في هذا البحث عمدتُ إلى استخدام المنهج الوصفي التحليلي كونه منهجاً مناسباً للدراسات التربوية ،وعند إسقاط هذا المنهج المعتمد في بحثي هذا على النموذج الذي اخترته في دراستي عن أهمية وسائل الإعلام في تنمية المهارات اللغوية عند الناطقين بغير العربية. حيث يعد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها كلغة ثانية إلى جانب اللغة الأم ومشاركتها في هذا الجانب وبالتالي فإنني سأركز على الصيغة العملية المتبعة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها عن بعد بواسطة الإنترنت ،وعبر موقع تعلم العربية تحديداً وبه سوف نعمد إلى تمارين عديدة واختبارات تم توجيهها إلى مستويات متعددة خصصها موقع تعلم العربية ومنه المستوى المبتدأ الأدنى، والمستوى المبتدأ الأعلى والمستوى المتوسط الأدنى والمستوى المتوسط الأعلى والمستوى المتقدم وسنركز على هذا الأمر من جانب إسقاط المنهج الوصفي عليه بوصف هذه الاختبارات التي يقوم الموقع بتسخيرها للطلاب المتعلمين للغة العربية من الناطقين بغيرها ثم نعمد عليها.

*ـ النّقاط التي تتميّز به الدّراسة الحاليّة عن الدّراسات السّابقة:

1.5. التّعريف بالثّقافة المتعددة لدى النّاشئين من أبناء العرب في بلاد المهجر.

2.5. بيان أثر وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة في اللّهجات المحلّيّة وتعليم اللّغة العربيّة.

3.5. علاقة وسائل الإعلام بالخلط بين الفصحى والعاميّة في الوسط التّعليمي وتأثير اللّهجات العامّيّة على الفصحى.

4.5 ـ الآثار الاجتماعيّة لوسائل الإعلام في تنمية الوعي الذّاتي واللّغوي والثّقافي.

5.5. كما يفترض البحث أنّ التّعلّم التّفاعليّ المسموع النّشط الذي تقدّمه وسائل الإعلام تجعل المتعلّم من أبناء الثّقافة المتعددة يتقن اللّغة العربيّة بسهولة وسرعة أكثر، وأثر البرامج الإعلامية في تعزيز قدرة أولئك النّاشئين على النّطق السّليم باللّغة العربيّة الفصحى، والمساهمة في إيصالهم إلى مستوى التمكّن اللّغويّ والتّفاعل والمهارة.

6. مصطلحات البحث :

الإعلام : الإعلام (في اللغة الانجليزية : Media): وهي مجموعة قنوات الاتصال التي تستخدم بنشر أخبار أو اعلانات ترويجية أو بيانات ([5])، ويعرف الإعلام أيضاً بالوسيلة الاجتماعية الرئيسية للتواصل بالجماهير.”([6]) وهناك من يعرف الإعلام بأنه المعلومات التي يتم نشرها بالوسائل الإعلامية ، كالصحافة أو الإذاعة أو التلفاز([7]).

يضاف لذلك أن الإعلام يتكون من مجموعة الوسائل التي لها تأثير كبير على الأفراد بشكل واسع ،كشبكة الإنترنت والمجلات”([8])

وينقسم الإعلام إلى نوعين رئيسيين هما العصب العام للإعلام :([9])

أ. الإعلام التقليدي: وهو نوع الإعلام الذي يضم الصحف والمجلات المقروءة والإذاعة المسموعة والتلفاز المرئي.

ب .أما الإعلام الجديد: وهو نوع الإعلام الذي يعتمد على انبثاق المعلومات عبر شبكة الإنترنت

وشبكات الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية الذكية.

ويعرف الإعلام الجديد : بأنه العملية الاتصالية التي تنتج عن اندماج عناصر ثلاثة هي :

1 – الكومبيوترات ٢ – والشبكات 3- والوسائط المتعددة.

ويسمى الإعلام الجديد بالعديد من التسميات وبمصطلحات عدة منها :

الإعلام الرقمي ، والإعلام التفاعلي ، وإعلام المعلومات ، وإعلام الوسائط المتعددة ، والإعلام. الشبكي الحي بخطوط الاتصال “Online Media”،والإعلام السيبروني.”Syper Media والإعلام التشعيبي Hyper Media،”([10]) وللإعلام دور هام لتنمية المهارات اللغويةعند الناطقين بغير العربية: 7. وسنعرض بعض الأسباب التي تبرز أهمية الإعلام في هذا السياق:

1.7. التعرض للغة: يسمح الإعلام للناطقين بغير العربية بالتعرف على اللغة العربية من خلال الاستماع والقراءة. يمكنهم سماع النصوص المنطوقة بواسطة المذيعين أو المشاهدة المترجمة في البرامج التلفزيونية والأفلام، وقراءة النصوص المكتوبة في الصحف والمجلات هذا التعرض المستمر للغة يساعد على تعزيز المهارات اللغوية وتحسين التفاهم اللغوي.

2.7. توسيع المفردات: يعرض الإعلام الناطقين بغير العربية لمجموعة متنوعة من المفردات العربية. يمكنهم تعلم كلمات جديدة وتوسيع مفرداتهم من خلال الاستماع والقراءة، ويوفر الإعلام فرصًا للاحتكاك بالمفردات المستخدمة في الأخبار والبرامج التلفزيونية والمقالات، مما يساعد في تحسين قدرتهم على التعبير واستخدام اللغة العربية بشكل أكثر دقة وثراء.

3.7. تحسين المهارات السماعية والقرائية: يعزز الإعلام المهارات السماعية والقرائية للناطقين بغير العربية. يتعلمون استيعاب النصوص المكتوبة والمنطوقة بشكل أفضل من خلال الاستماع إلى النصوص الصوتية وقراءة النصوص المكتوبة. يمكنهم تحسين قدراتهم على فهم اللغة العربية ومعنى الكلمات والجمل، وتطوير قدرتهم على قراءة النصوص بسرعة وفهمها بشكل أعمق.

4.7. تعزيز الثقافة العربية: يساهم الإعلام في تعزيز الثقافة العربية بين الناطقين بغير العربية. من خلال مشاهدة البرامج التلفزيونية والأفلام وقراءة الأخبار والمقالات، ويتعرف الأفراد على القيم والتقاليد والتاريخ العربي. يمكن لهذا التعرف أن يساهم في تعميق فهمهم للغة العربية ويعطيهم سياقًا ثقافيًا هامًا لاستخدام اللغة بشكل صحيح وملائم.

5.7. توفير النماذج اللغوية: يقدم الإعلام نماذج لغوية متنوعة للناطقين بغير العربية. يمكن للأفراد أن يستفيدوا من الاستماع إلى مذيعين ومقدمي برامج يستخدمون اللغة العربية بشكل صحيح وسليم، ويمكنهم أيضًا مشاهدة الممثلين والممثلات العرب وملاحظة كيفية استخدامهم للغة. توفر هذه النماذج اللغوية قدوة للناطقين بغير العربية وتساعدهم في تحسين مهاراتهم اللغوية ونطق اللغة بشكل صحيح، وبشكل عام، يمكن أن يلعب الإعلام دورًا هامًا في تنمية المهارات اللغوية للناطقين بغير العربية. يساعدهم على التعرف على اللغة العربية، وتوسيع مفرداتهم، وتحسين قدراتهم السماعية والقرائية، وتعزيز الثقافة العربية، وتوفير النماذج اللغوية. لذا، يُنصَح بأن يكون الإعلام جزءًا من رحلة تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

8 .أهدف البحث وأهميته حاضراً ومستقبلاً: يهدف الموضوع الى ما يأتي:

1.8.تنمية القدرة بوصفها من وسائل التواصل الحديثة المسموعة والمرئية على تنمية مستويات الكسب اللغوي والثقافي.

2.8.توجيه المتعلمين نحو أفضل برامج التواصل الحديثة لتعلم النشط التفاعلي والإفادة من استراتيجيات تعلم الأطفال العربية.

3.8.رصد فعالية وسائل الإعلام في تحفيز العصف الذهني عند المتلقين وتقوية روابط الفكرية والتراثية بين حاضر الجيل الناشئ وماض الجيل المهاجر.

4.8 .إبراز الفرق بين أثر وسائل الإعلام في تعليم اللغة العربية للناطقين بها وأثرها في تعليمها للناطقين بغيرها وكذلك الفرق بين تعليم الأطفال وتعليم الكبار.

5.8. البحث عن طرائق جديدة للكسب اللغوي تزيد من سرعة تعلم اللغة العربية وإتقانها.

9. أسباب اختيار الموضوع:

•ضعف استراتيجيات تعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها، ورغبة الباحث في البحث عن وسائل حديثة متوفّرة وغير مُكلفة، التي تُنمّي مهارة الاستماع والتّعلّم، وإبراز أثر فهم المسموع في البرامج الإعلامية في التّعلّم التّفاعليّ النّشط، ومساعدة المعلّمين عامّةً، والأهل خاصّةً على الإفادة من أسرع طرق تعليم العربيّة لأبنائهم، والإسهام في خدمة اللّغة العربيّة والمحافظة على أصالتها داخل الوطن العربي وخارجه.

وتلعب وسائل الإعلام، مثل الكتب والصحف والمجلات والموارد عبر الإنترنت، دورًا حاسمًا في نشر اللغات وتحسين المهارات اللغوية لدى غير الناطقين بها. لأنها توفر ثروة من المعلومات، بدءًا من المفردات والقواعد وحتى الرؤى الثقافية والأمثلة الواقعية، والتي يمكن أن تساعد المتعلمين على تطوير فهم أعمق للغة التي يتعلمونها. بالإضافة إلى ذلك، فهي توفر للمتعلمين فرصًا لسماع ومشاهدة وقراءة اللغة. مما قد يساعدهم على أن يصبحوا أكثر طلاقة وثقة في تواصلهم. بشكل عام، وتعد الوسائل الإعلامية أدوات لا تقدر بثمن لمتعلمي اللغة الثانية يمكن أن يكون لوسائل الإعلام مثل الأفلام والبرامج التلفزيونية والبودكاست والموسيقى، أداة قيمة في تطوير المهارات اللغوية. ومن خلال الاستماع ومشاهدة يمكن للأفراد تحسين مهارات الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة لديهم، وإن استخدام الترجمة، على سبيل المثال، يمكن أن يساعد متعلمي اللغة الثانية على فهم وتعلم مفردات وقواعد نحوية جديدة. علاوة على ذلك، توفر وسائل الإعلام فرصًا للأفراد لتعلم وممارسة التعبيرات والتعابير العامية، والتي تعتبر ضرورية في المحادثة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لوسائل الإعلام أن تعرض بلهجات عدة وأساليب مختلفة تساعد متعلمي لغة الثانية على أن يصبحوا أكثر كفاءة وثقة في مهاراتهم اللغوية.

وهكذا ترى الدّراسات الحديثة التي عُدّت وسائل الإعلام من أبرز الطّرق لتحقيق التّأثير في الثّقافات المعاصرة، لما لها من قدرة على توجيه العقول، وتعميق معتقدات الشّعوب، ونقل المعلومات على الوجه الصّحيح أو الخاطئ، وكيف تطوّرت النّظرة إلى وسائل الإعلام بين الماضي والحاضر، وكيف تطوّرت هذه الوسائل تباعاً، وأنّ الصور مع أوائل القرن العشرين صاحبت الكلماتِ المقروءة في الصّحف، وظهرت الصّور الهزليّة السّاخرة (الكاريكاتير)، ومن ثمّ ظهرت السّينما كوسيلة إعلام وترفيه وقد دفعت وسائل الإعلام بمختلف أشكالها ــ المسموعة، والمقروءة، والمرئيّة، وكذلك وسائل التّواصل الاجتماعيّ ــ التّكنولوجيا نحو اختراع أسس حديثة تسهم في النهضة الإبداعية والحضارية التي تشهدها دول العالم، فضلاً عن ترجمة وسائل الإعلام ، ولإبداعَ بمختلف أشكاله إلى لغات أخرى، لترسيخ التنوّع الثّقافيّ العالمي، ودعم التّواصل الفكريّ والانفتاح المعرفي بين المجتمعات، وإبراز حوار الحضارات والثّقافات بوصفه محرّكاً للتّنمية، وجسراً لبناء روح التّسامح والتّفاهم بين الشّعوب، بما يحقّق السّلام والاستقرار، والنّماء والازدهار، من خلال العمل المشترك بين الثّقافة والإعلام، وهنا تأتي الصّحف المتنوّعة، إلى جانب الإذاعة والتّلفزيون والشّبكات الاجتماعيّة لتمثّل مجتمعةً، وطرقاً سريعة لنشر الثّقافة بين الأفراد عبر البرامج التّعليميّة، والقنوات الإخباريّة والوثائقيّة، والمسلسلات والأفلام المحلّيّة والعالميّة، تلك المترجمة وغير المترجمة، وقد شهد العصر الحديث تطوّراً كبيراً في التّكنولوجيا، ومنها الأقمار الصّناعيّة، وهي المحرّك الأبرز في التّواصل المعرفي داخل البلدان العربيّة وخارجها، ممّا أسهم في تسريع عمليّة الوصول لمختلف أنواع المعلومات الرقميّة، وتقديم سبل التفاعل المعرفي بين أبناء البلد الواحد من جهة، والتكيّف البيئي والجغرافي مع أبناء سائر البلدان من جهة آخرى، وتوحيد نظرة شعب ما مع الشّعوب الأخرى، فضلاً عن إيجاد توازن بين القيم الرّوحيّة والدّينيّة التي يؤمن بها الفرد، وحاجاته المادّيّة المتزايدة، وسبل إشباعها بما يتماشى مع المثل الحضارية الراقية، وقد أسهم تطوّر وسائل التّواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها في نمو الوعي العربي بثقافة الانتماء القومي والمصير المشترك في التّحرّر من مختلف أشكال العبوديّة، وإعادة السّيادة العربيّة، والنّهوض من جديد،وكذلك تأكيد صلة ماضي الأمّة العربيّة بحاضرها، من حيث الاعتزاز بالمنجزات الحضارية والثّقافيّة للعرب في عصورهم الزّاهية، والاستفادة ﻤنها في الحاضر لأخذ العبر ومواجهة التّحدّيات والمؤامرات الاستعماريّة، وعزّزت التّرجمة ثقافة النّاطقين باللّغة العربيّة في أوطانهم وخارجها، حيث جدّدت اللّغة العربيّة وطوّرت مصطلحاتها لتصبح أكثر حيويّة وقدرةً على مواكبة العصر وما فيه من علوم وصناعات وفنون جديدة، كما ساهمت في تبادل المعارف بين الشّعب العربي وباقي الشّعوب، حيث نقلت التّرجمة المعلومات والمعارف من لغة إلى أخرى.

كما مكّنت وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة من تداوليّة اللّغة العربيّة الفصيحة عوضاً عن اللّهجات المحلّيّة، فضلاً عن مساهمتها الكبيرة في تنمية وتطوير اللّغة نفسها، فهي تشارك في صنع الثّقافة بمختلف اختصاصاتها، ورأى الباحث أنّه لا بدّ من الحدّ من تداول العاميّة في وسائل الإعلام العربية، والعمل على الارتقاء باللغة العربيّة الفصحى، عبر محاولات الإنقاذ التي تقوم في المقام الأوّل على تشكيل رؤية واحدة بين وسائل الإعلام العربية حول واقع اللغة العربيّة.

ونسلط الضوء على دور المهم لوسائل الإعلام في تنمية المهارة اللّغويّة لدى أبناء الثّقافة المختلفة، حيث يشهد العصر الحديث ثورة تكنولوجيّة هائلة ومتسارعة، ومن أبرز مظاهر تلك الثّورة سيطرة الفضائيّات والكومبيوترات والإنترنت والجوالات الذّكيّة على عقول المتعلّمين من الأطفال والشّباب، وتوجّهت الدّراسة هنا نحو بيان التّأثير القوي للقنوات الفضائيّة على النفسيّة وسلوك أبناء الثّقافات المختلفة، وارتباط ذلك التّأثير في مهارة اللغوية، فبيّنت الدّراسة الدّور الإيجابيّ للتّلفاز على سلوك أبناء الثّقافة المتعددة والمهارات اللغوية، وأثر برامج الكرتون والرسوم المتحرّكة على سلوك الأطفال وأخلاقهم، حيث تسهم برامج الكرتون والرّسوم المتحرّكة في تعليم الأبناء الأخلاق الحميدة والفضائل، وتسهم تباعاً في تنمية القدرة لديهم على ربط الخيال بالواقع، وتمثّل الصّفات الخلقيّة والسّلوكيّة الإيجابيّة وتحويلها إلى سلوك وإرادة ووعي نفسي، ومن تلك الأخلاق الشّجاعة والمغامرة والصّبر على المصاعب، والتّعاون والقدرة على التّعايش والاندماج مع الواقع، ومن الفوائد المهمّة إتقان اللّغة العربيّة الأم، والمحافظة على استمراريّتها خارج حدود الوطن العربي الجغرافيّة، وتعلّم قواعدها المنطوقة والمسموعة، ونطق الأحرف ومنها اللّثويّة (ث، ذ، ظ) بطريقة صحيحة واحترافيّة، كما تنمّي برامج الأطفال تفاعل النّاشئين مع الوسط المحيط، بدءاً بالآباء والأمهات، ومن ثمّ المعلّمين في المدارس، وتسرّع عمليّة تعلّم اللّغة العربيّة الفصحى إلى جانب اللّغة السّائدة المنطوق بها في الموطن الجديد، وتحثّ الأطفال على ممارسة نشاطات وسلوكيّات متعدّدة تنمّي لديهم المدارك العقلية والعاطفيّة، وتدرّبهم على التّحكّم بعواطفهم الوجدانيّة، وتقوي روابط التّواصل العاطفي والثّقافي مع أبناء المجتمعات الأخرى، كما تقوي روابط التّواصل الفكريّ مع ثقافة موطن الآباء والأجداد عبر ما يعرض على شاشات التّلفاز من برامج ومسلسلات ترفيهيّة،أو وثائقيّة وتاريخيّة عربيّة، وهو ما يرتبط بتطوّر اللّغة ومصطلحاتها وسط المهجر قد تكون له منظومة ثقافيّة مختلفة، وهو ما يدعوا إلى ضرورة التّأقلم ودمج ثقافة الآباء مع ثقافة الأرض الجديدة.

وينوه الباحث لدّور السّلبيّ لوسائل الإعلام على سلوك أبناء الثّقافة المتعددة، وتنمية المهارات اللغوية لمتعلمي اللغة العربية عند الناطقين بغيرها ، وهو ما كان بسبب الإسراف في الجلوس أمام وسائل الإعلام عند الأطفال النّاشئين إلى حدّ الإدمان السّلبيّ، وهو ما يقلّل من الإقبال على النّشاطات الحيويّة الفعّالة التي تنمّي المعرفة والدّراسة، وكذلك تجعل الطّفل يبتعد عن النّشاطات الاجتماعيّة المفيدة، وذلك لميله إلى الانطواء، والاكتفاء بما يعرض من برامج ترفيهيّة تشدّ انتباهه، وهو ما يؤدّي تباعاً للتّأخّر اللّغويّ عند هؤلاء الأطفال على الرّغم من أنّهم يسمعون الكلام من برامج الأطفال وغيرها، إذ يقلّ اكتراث الطّفل بما يدور حوله، لوجود ما هو أكثر تأثيراً، ممّا يوصل إلى حالة من الانطوائيّة المبكّرة، التي قد تؤثّر في سلوكه وطريقة تعاطيه مع المواقف الحياتيّة والتّعليميّة، وقد أثبتت الدّراسة مقترحات للحدّ من تأثيرات التّلفاز السّلبيّة على سلوك النّاشئين ومهارتهم اللغوية، وحثّ الأطفال على القيام بالأنشطة السّمعيّة المفيدة التي تعلّم اللّغة العربيّة الفصحى؛ مثل الاستماع لقراءة القرآن الكريم، ومن ثمّ قراءة بعض القصص ذات العبرة عليهم، وهو ما يجمع الفائدة اللّغويّة والخلقيّة والسّلوكيّة القويمة، ولا بدّ من بقاء الوالدين من أبنائهم بعضاً من الوقت كلّ يوم، حتّى يتعلّموا منهم الحوار والنّقاش الإيجابيّ، وليتمكّنوا من تطوير لغتهم العربيّة، خصوصاً أنّهم يعيشون ضمن مجتمع لا ينطق بالعربيّة، ومن ثمّ تأتي البرامج العربيّة الفصيحة لتدعم ما يتعلّمه الأبناء من الأهل، وهي ما يجب أن تكون وافرة بالمعرفة والثّقافة، وتنمّي المسموع والمنطوق منها، وتبني السّلوك السليم وقد اشتمل المقال على دراسة الآثار الاجتماعيّة للإعلام في تنمية الوعي الذّاتي واللّغوي والثّقافي المتعدد، فأبرز الباحث الدّور الإيجابيّ للإعلام على السّلوك الاجتماعيّ لناطقين بغير العربية ، ومهارات تعلّم اللغوية، ومنها فهم الطبيعة الثّقافة المستوردة المعبّرة عن خصوصيّة المجتمع الجديد، وتحقيق الدّمج الاجتماعي بين الأسر العربيّة والأسر الأصيلة في بلاد المهجر، وكذلك ربط الدّمج الاجتماعي بالدّمج اللّغويّ والمعرفيّ، وتحقيق التّوازن اللّغويّ والثّقافي الإعلامي بين تعلّم اللّغة العربيّة الأم واللّغات الموازية لها، ونشر ثّقافة الإعلام العربي اللّغويّة والاجتماعيّة في عقول النّاشئين في بلاد المهجر.

وبيّن المقال الدّور السّلبيّ للإعلام على السّلوك الاجتماعيّ لأبناء ثّقافة المجتمع العربي، ومهاراته، ومنه ما يظهر على النّاشئين من حركات الشّغب، وكثرة الحركة، ولاسيّما في المدارس داخل الحصص الدّرسيّة؛ وكذلك بيان أثر وسائل الإعلام وما يتخلّلها من عنف وجريمة وحروب وقتال العصابات التي تنمّي لدى النّاشئين مشاعر العدوانيّة، وسلوك العنف اتجاه الآخرين، فضلاً عن تلاشي القيم العربيّة عند النّاشئ حيث يراها تقليديّة أمام أضواء المجتمع الجديد، ومن ثمّ استبدالها بمنظومة من القيم الأجنبيّة، وهو ما يوصل تباعاً وبطريقة متسلسلة إلى اضمحلال الشّخصيّة العربيّة وأنصارها في جميع البلاد المضيفة، وهو ما يرتبط بتفشّي روح اللامبالاة المتمثّلة في الاتّكاليّة والنّأي بالنّفس عن المشاركة في رفد المصلحة العامّة بكل ما هو مفيد، ظنّاً من النّاشئ بأنّ البلد الجديد ولغته غريبة عنه، بينما انتماؤه لبلد آبائه الوافدين، ومنه تفكيك الرّابطة القوميّة بين النّاشئ ولغته العربيّة الأم، وهذا ما يمكن أن يسمّى بالتّغريب الفكريّ التّقليديّ من المعلّم والكتاب محوري التّعليم، أمّا التّعلّم النّشط فيقوم على منهج تعليميّ يجمع التّربية والسّلوك، ويسعى إلى تفعيل حضور المتعلّم، وجعله أساس العملية التّدريسيّة، كما يهدف التّعلّم التّفاعلي النّشط إلى الانتقال بالنّاشئ من التّلقّي السّلبيّ (كما في أسلوب الدّروس الصّفّيّة التّلقينيّة النّظرية) إلى التّلقّي الإيجابي، كما في استراتيجيات التّعليم المترافق مع المؤثّرات الصّوتيّة والمرئيّة التّحفيزيّة، وكذلك بتنويع مهارات التّفكير العليا القائمة على الاستقراء والتّجريب العمليّ المترافق مع التّحليل واستخلاص النّتائج الموضوعيّة، وهو ما يعزّز التّعلّم الذّاتيّ والمهاريّ، وينمّي الجانب الوجدانيّ والخُلقي لدى المتعلّم، ويُحفّز لديه العمل الجماعيّ ممّا يجعله أكثر اندماجاً مع الواقع الاجتماعي بكلّ أطيافه ومكوّناته واتّجاهاته وقيمه، ويرتبط التّعلّم النّشط بالاستثمار الفاعل للوقت والجهد في إتقان اللغة العربيّة وممارستها ممارسة فعليّة، ومن ثمّ الوصول إلى مهارة تلقّي المسموع وفهمه وتحويله إلى مهارة في النّطق والكلام الفصيح، وأظهر الباحث أثر البرامج الإعلامية في تحقيق التّفاعل التّأثيريّ النّشط عند أبناء الثّقافة المتعددة، حيث يحقّق الإعلام والتّلفاز للمتعلّم النّاشئ متعتي التّرفيه والتّعلّم معاً، بما يمتلكه من مؤثّرات سمعيّة ومرئيّة تشدّ الانتباه، وتزيد من فرص الاستيعابية خلال عمليّة التّعلّم، ويقوّي الصّلة بين أبناء الثّقافة المختلفة ولغتهم العربيّة الأمّ، عن طريق تدعيم صلتهم بالتّراث العربيّ، وبوطن الآباء والأجداد، الذي لم يعد هناك من تواصل معه إلا عن طريق الآباء والبرامج الإعلامية العربيّة التّلفزيونيّة من خلال وسائل الإعلام ، وهو مايحقّق توازناً أيديولوجيّاً بين الشّخصيّة العربيّة والشّخصيّة الأجنبيّة في بلاد المهجر.

كما وضّح الباحث طرائق تعزيز دور الإعلام في إتقان اللّغة العربيّة وتطوير المهارات اللغوية عند أصحاب اللغات والثقافات المتعددة عبر التّعلّم النّشط ، بالاعتماد بالدرجة الأولى على برامج تعليم اللّغة العربيّة الفصحى، التي تجمع المعرفة اللّغويّة والتّرفيه، وتعلّم نطق الحروف، وسماعها ضمن مؤثّرات صوتيّة ومرئيّة تلفت الانتباه، وترسّخ المعلومة ـ

10. خاتمة البحث: متضمّنةً النّتائج وأهمّ التّوصيات:

درس المقال دورَ الإعلام في تنمية المهارات اللغوية عند الناطقين بغير العربية، لبيان استراتيجيات تعليم اللّغة العربيّة في بلاد المهجر وتطويرها، مع إيجاد حلول لضعف تعلّم اللّغة العربيّة التي تعتمد في معظمها على التّلقين المباشر لا التّعليم التّفاعليّ، حيث عرض نماذج إعلامية معينة، وبحث في إثبات قدرة الإعلام بكافة أنواعه على ربط حاضر الجيل العربيّ بماضيه، وتدعيم الرّوابط اللّغويّة والثّقافيّة بين الأجداد في موطنهم العربيّ، والأحفاد في موطنهم الجديد، فوضّح الباحث قدرة الإعلام على مساعدة النّاشئين على الاندماج المعتدل مع ثقافة البلد المضيف، واختصار المسافات للمتعلّمين بين الأقاليم الجغرافيّة، وتجاوز الحدود السّياسيّة، واللّهجات المحلّيّة، وجعل العالم على اتّساعه قرية صغيرة، متنوّعة الثّقافات.

11. وقد خَلَص هذا المقال إلى مجموعة متميزة من النّتائج، ومن أبرزها ما يأتي:

1.11. أثّرت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها في الفكر والثّقافات المعاصرة تأثيراً مباشراً، وكان الإعلام من أكثرها تأثيراً في التّركيبة المعرفيّة لدى أبناء المهجر.

2.11. امتلك الإعلام قدرة على تعزيز مهارات اللغوية ، وتسريع تعليمهم اللّغة العربيّة الأم إلى جانب لغة البلد المضيف.

3.11 دعمَ الإعلام إتقان اللّغة العربيّة الأم، والمحافظة على استمراريّتها خارج حدود الوطن العربي الجغرافيّة، وتعلّم قواعدها المنطوقة والمسموعة، ونطق الأحرف بطريقة صحيحة واحترافيّة.

4.11. منح الإعلام الأطفال الذين ينتمون لثّقافة ثانية، فرصةً لتّعرف على لّغة ولّهجة العربيّة بشكل أفضل،هذاومكّن من تطويرمهاراتهم اللّغويّة،والحدّمن تداول العاميّة وارتقاء بالعربية الفصحى.

5.11. أسهام الإعلام في توجيه عقول هؤلاء النّاشئين توجيهاً حضاريّاً، يوسّع أفق الفِكر، وينقل المعلومات، ويُبادل المعارف، ويعمّق الصّلة الإيجابيّة بالتّراث العربي.

6.11. مكّن الإعلام أبناء الثّقافة المتعددة من تحقيق الاندماج الفكريّ والعاطفي مع تراث الموطن الجديد، ومنجزاته المعرفيّة، والإسهام الفعّال في بناء ثقافته، والمشاركة في نهضته الاجتماعيّة والعلميّة والحضاريّة.

12. التّوصيات. يوصي الباحث بما يأتي:

1.12. لا بدّ من الحدّ من تداول العاميّة في وسائل الإعلام العربية، والعمل على الارتقاء باللغة العربيّة الفصحى، عبر محاولات الإنقاذ التي تقوم في المقام الأوّل على تشكيل رؤية واحدة بين وسائل الإعلام العربية حول واقع اللغة العربيّة.

2.12. الابتعاد عن استعمال وسائل الإعلام في غرف النّوم عند النّاشئين، حتّى لا ينشغلوا به، وحثّ الأطفال على القيام بالأنشطة السّمعيّة المفيدة التي تعلّم اللّغة العربيّة الفصحى؛ مثل الاستماع لقراءة القرآن الكريم، ومن ثمّ قراءة بعض القصص ذات العبرة عليهم، وهو ما يجمع الفائدة اللّغويّة والخُلقيّة والسّلوكيّة القويمة.

3.12. لا بدّ من بقاء الوالدين من أبنائهم بعضاً من الوقت كلّ يوم، حتّى يتعلّموا منهم الحوار والنّقاش الإيجابيّ، وليتمكّنوا من تطوير لغتهم العربيّة، خصوصاً أنّهم يعيشون ضمن مجتمع لا ينطق بالعربيّة، ومن ثمّ تأتي البرامج العربيّة الفصيحة لتدعم ما يتعلّمه الأبناء من الأهل.

4.12. كما ينبغي متابعة الطّفل، ومراقبة البرامج التي يشاهدها على وسائل الإعلام، واختيار المناسبة للعمر، والمستوى اللّغوي للأطفال، وأن تكون وافرة بالمعرفة والثّقافة، وتنمّي المسموع والمنطوق، وتبني السّلوك السليم.

5.12. تقليل المدّة الزمنيّة التي يقضيها النّاشئ أمام وسائل الإعلام، حتّى يتسنّى له التّفرّغ لواجباته المدرسيّة والاجتماعيّة اتجاه الأهل والأقارب والأصدقاء.

6.12 . لا بدّ من مناقشة الأبناء فيما يستفيدون منه من البرامج الإعلامية ، وما هي المفضّلة لديهم، ويجب أن يسألوهم عن أسباب التّفضيل، ومن ثمّ توجيههم نحو المفيدة منها بأسلوب تعليميّ تربويّ لا إجباريّ.

المصادر والمراجع العلمية:

١. يوسف ١٢/٢. تفسير الجلالين . القرآن الكريم.

٢. د. رشدي أحمد طعيمة ، المهارات اللغوية: مستوياتها، تدريسها، صعوباتها ، دار الفكر العربي،القاهرة ،٢٠٠٤،ص٢٥.

3. النحل 16/78.تفسير الجلالين . القرآن الكريم.

4. محمد جاسم الموسوي-http://www.ao-academy.org/wesima_articles/library

۲۰۱۹/۱/۹ ، 20060523-456.ht

5. Media”, Business Dictionary, Retrieved 8-3-2017. Edited

6. Media”, Oxford Dictionaries, Retrieved 8-3-2017, Edited

7. “الإعلام”، المعاني، اطلع عليه بتاريخ ۸-۳-۲۰۱۷. بتصرف .

8. .Media, Dictionary.com, Retrieved 8-3-2017. Edited .

10. فهد بن عبدالرحمن الشميمري، التربية الاعلامية كيف تتعامل مع الاعلام ، بدون مكان الطباعة 2010،ص ۱۸۱ .

11. فهد بن عبدالرحمن الشميمري، التربية الاعلامية كيف تتعامل مع الاعلام ، بدون مكان الطباعة 2010،ص ۱۸۱.

الهوامش:

  1. () يوسف ١٢/٢.
  2. () د. رشدي أحمد طعيمة ، المهارات اللغوية: مستوياتها، تدريسها، صعوباتها ، دار الفكر العربي،القاهرة ،٢٠٠٤،ص٢٥.
  3. () النحل ١٦/٧٨.
  4. () محمد جاسم الموسوي-http://www.ao-academy.org/wesima_articles/library

    ۲۰۱۹/۱/۹ ، 20060523-456.h

  5. () Media”, Business Dictionary, Retrieved 8-3-2017. Edited
  6. () Media”, Oxford Dictionaries, Retrieved 8-3-2017, Edited
  7. () الإعلام”، المعاني، اطلع عليه بتاريخ ۸-۳-۲۰۱۷. بتصرف .
  8. () Media, Dictionary.com, Retrieved 8-3-2017. Edited
  9. () فهد بن عبدالرحمن الشميمري، التربية الاعلامية كيف تتعامل مع الاعلام ، بدون مكان الطباعة

    ۲۰۱۰،ص ۱۸۱ .

  10. () فهد بن عبدالرحمن الشميمري، التربية الاعلامية كيف تتعامل مع الاعلام ، بدون مكان الطباعة٢٠١٠، ص ١٨١ .