أدوات قياس المسؤولية المجتمعية في الجامعات بالإشارة لجامعة بحري كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية

د/ وصال إبراهيم أحمد عالم1 د/ أحمد هاشم محمد طاهر2

1 جامعة بحري، السودان. بريد الكتروني: ahmedhashim79@hotmail.com
جامعة بحري، السودان، بريد الكتروني:wisalalim@hotmail.com
HNSJ, 2024, 5(2); https://doi.org/10.53796/hnsj52/7
تنزيل الملف
تاريخ النشر: 01/02/2024م تاريخ القبول: 12/01/2024م

المستخلص

إنطلقت الدراسة من مشكلة أساسية يمكن صياغتها في عدد من الأسئلة منها: هل هنالك أدوات قياس في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في السودان ( الجامعات) وماهي أدوات القياس ؟ كذلك سعت الدراسة الى تحقيق مجموعة من الأهداف والمتمثلة في التعرف على واقع جامعة بحري من خلال كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في تعزيز رسالتها الإجتماعية من خلال المجتمع المحلي، ويركز القياس على مدى الإتساق بين رسالة وغايات وأهداف الجامعة وبين غايات وأهداف وبرامج فلسفة كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية، ولضمان تحقيق الأهداف تم وضع فرضية أساسية مفادها: توجد فجوة بين النظرية والتطبيق في أدوات القياس في الكلية موضوع الدراسة.

الكلمات المفتاحية: المسؤولية المجتمعية ، أدوات مؤشرات القياس.

Research title

Tools for measuring social responsibility in universities with reference to the University of Bahri, College of Community Studies and Rural Development

Dr. Wisal Ibrahim Ahmed Alim1 Dr. Ahmed Hashim Mohammed Taher2

1 Bahri University, Sudan. Email: ahmedhashem79@hotmail.com

2 Bahri University, Sudan, email:wisalalim@hotmail.com

HNSJ, 2024, 5(2); https://doi.org/10.53796/hnsj52/7

Published at 01/02/2024 Accepted at 12/01/2024

Abstract

The study started from a basic problem that can be formulated in a number of questions, including: Are there measurement tools in higher education and scientific research institutions in Sudan (universities)? What are the measuring tools? The study also sought to achieve a set of objectives, which are to identify the reality of the University of Bahri through the College of Community Studies and Rural Development in promoting its social mission through the local community, The measurement focuses on the extent of consistency between the mission, goals and objectives of the university and the goals, objectives ,programs and the philosophy of the Faculty of Community Studies and Rural Development; to ensure the achievement of the objectives, a basic hypothesis has been developed: There is a gap between theory and practice in the measurement tools in the college under study.

Key Words: Social responsibility, Measurement indicators tools.

مقدمة:

أصبح معلوماً أن وجود الجامعة يقترن بوجود ثلاثة أمور مهمة هي: الفكر والعلم والحضارة ، وهذه المفاهيم مترابطة وتكمل بعضها بعضاً الآخر، وأن للجامعة رسالة وأهداف محددة هي: التدريس البحث العلمي وخدمة المجتمع، وهذه الوظائف العامة لا تختلف بإختلاف الزمان والمكان (بركات ، 2009). فالجامعة مؤسسة إجتماعية وثقافية وتربوية وبذلك عادة ما توصف الجامعات بأنها مراكز إشعاع حضاري وعلمي للإنسانية جمعاء ، علاوة على أن الجامعة لا يمكن لها أن تعيش في برج عاجي ومنعزلة عن المجتمع وثقافته (الزبيدي ، 2007).

ظهور العولمة وتطور وسائل الإتصالات أدى إلى تغيير مكونات المجتمع التقليدي وطبيعة الإقتصاد وعمليات الإتصال فيه لتعتمد كلها على المعرفة وإستخدام شبكات الإتصالات ، وقد فرض ذلك تحدياً على أن تعيد الجامعات التقليدية تقييم منطق وجودها سواء في أداء عملها ، أو في إجراء البحوث ، أو في الإدارة ، أو فنون المكتبات الرقمية (إبراهيم ، 2007). وفي العقد الأخير من القرن الماضي تنامى الوعي بقيمة الإنسان هدفاً ووسيلة في منظومة التنمية الشاملة ، وبناءً على ذلك كثرت الدراسات والبحوث والمؤتمرات التي عقدت لتحديد مفهوم التنمية البشرية وتحليل مكوناتها وأبعادها ، وكإشباع الحاجات الأساسية والتنمية الإجتماعية ، والإقتصادية وتكوين رأس المال البشري ، ورفع مستوى المعيشة أو تحسين نوعية الحياة (الجبوري، 2007).

ومن هنا ، حظيت قضية التنمية البشرية والإجتماعية بإهتمام العلماء والمفكرين والباحثين على الصعيد مجتمعات العالم المعاصر، وما يزال هذا الإهتمام يتعاظم يوماً بعد يوم ، من أجل وضع إستراتيجية قومية للتنمية البشرية تمكن المجتمعات من إجتياز مرحلة التخلف والركود والإنطلاق إلى مرحلة النمو والإزدهار لهذه التنمية بالإنسان بإعتباره المحور الرئيس في التنمية (إستيتية ، 2005) ، كما اندفعت مجتمعات العالم الثالث ومنها البلدان العربية في هذا السبيل ، وإتخذت أساليب وطرق متباينة وشرعت في تجارب ومحاولات مختلفة على أمل الوصول للأهداف المبتغاة والتي تتمثل في الإرتقاء بالمستوى الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والبيئي للإنسان بهدف تغيير وتحسين نوعية حياته. على أن التنمية في مجال معرفة الفرد والمجتمع ظلت متأخرة وقاصرة في معظم مجتمعات العالم الثالث (الحريش ، 2005، بركات ، 2009 ، بركات وحسن ، 2009 ).

لذلك فإن الدراسة الحالية تركز على تقييم الدور الذي تمارسه جامعة بحري في تنمية الفرد والمجتمع من وجهة نظر عينة من أساتذة كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية ، بهدف تحديد العوامل المعيقة والعوامل التي تساعد في تطوير أداء الكلية في المستقبل لتحقيق التنمية في عالم التقنية وعصر المعلومات الرقمية.

الإطار النظري للدراسة:

أولاً : مشكلة الدراسة:

تواجه الجامعات السودانية مجموعة من التحديات الداخلية الخاصة في المجتمعات المحلية التي تقدم هذه الجامعات خدماتها فيها ، والتي منها ضعف الطاقة الإستيعابية لهذه المؤسسات ، وتزايد الطلب الإجتماعي عليها ، وصعوبة التوازن بين الكم والنوع في منظومة العمل في هذه المؤسسات، وصعوبة التكيف مع متطلبات السوق في هذه المجتمعات ، وضعف مخرجات المؤسسات المتمثلة في الأعداد الهائلة من الخريجين غير الملائمين لمستجدات العصر في ظل تغيير طبيعة وأشكال مهن المستقبل (بركات ، 2009).

وبناءً على ما تقدم ، فإن التطورات العلمية الهائلة التي حدثت في الربع الأخير من القرن العشرين المنصرم فرضت نمطاً من التطور المجتمعي ، حيث يتعاظم فيه دور صناعة المعلومات بوصفها الركيزة الأساسية في بناء الإقتصاد المعاصر ، والتي أصبحت العنصر الرابع لمصادر الثروة بعد أن كانت محصورة في الأرض ورأس المال والقوة العاملة (الزبيدي ، 2007) ، وبذلك فإن مجتمع المعرفة المعاصر يتميز بسمات وخصائص عديدة أهمها: إنفجار المعرفة وتوظيفها ، التسارع في المعرفة وتدفقها ، والتطور التكنولوجي وتطبيقاتها ، واستثمار الوقت وتجويده، وتطوير البحث العلمي بجوانبه النظرية والتطبيقية، وتوفير المستلزمات للبحث ودعمه، وزيادة توليد المعرفة، وتطبيق الجودة الشاملة وإتقان إدارتها (المنيع، 2002، بركات وحسن ، 2009).

أسئلة الدراسة:

تستهدف هذه الدراسة تقييم دور كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في تنمية الفرد والمجتمع وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:

  1. ما واقع جامعة بحري من خلال كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في تعزيز رسالتها

الإجتماعية من خلال المجتمع المحلي الذي تمارسه كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في المجتمع المحلي ؟

  1. ما واقع الدور الذي تمارسه كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في تنمية المجتمع ؟
  2. ما واقع الدور الذي تمارسه كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في إعداد الفرد ؟
  3. هل توجد فروق في تقييم دور كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في التنمية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها تُعزى لمتغير الجنس؟
  4. هل توجد فروق في تقييم دور كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في التنمية المعرفية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها تُعزى لمتغير التخصص؟
  5. هل توجد فروق في تقييم دور كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في التنمية المعرفية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها تُعزى لمتغير الموقع الجغرافي؟

ثانياً : أهمية الدراسة:

تكمن أهمية الدراسة في تقييم دور كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية كواحدة من كليات جامعة بحري والتي تمثل إحدى مؤسسات التعليم العالي مسؤولة عن التنمية المجتمعية ؛ حيث درجت عادة الدراسات في هذا المجال نحو الإهتمام بالتنمية البشرية في المجالات الإجتماعية والإقتصادية والتكنولوجية ، ونادراً ما اهتمت بالتنمية المعرفية الإجتماعية ، وبذلك تأتي هذه الدراسة لتقديم صورة متكاملة لعملية التنمية من أجل الإرتقاء بأداء الجامعة من خلال كلياتها المتخصصة لتحقيق التنمية في المجتمع وبذلك تتركز أهمية هذه الدراسة في المساهمة في:

  1. معرفة الوضع الراهن لدور كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية من أجل وضع تصور لتطوير أدائها من خلال أقسامها المختلفة.
  2. مساعدة الجهات المسؤولة في جامعة بحري التخطيط لتلافي أوجه القصور في الكلية لأداء دورها في التنمية المجتمعية.
  3. تسهم الدراسة في مساعدة إدارة الجامعة من خلال كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في إعداد البرامج التدريبية من أجل تحقيق المسؤولية المجتمعية وبالتالي التنمية.
  4. إن المجتمع الريفي في أمس الحاجة إلى مثل هذه الدراسات النظرية والتطبيقية في مجالات التنمية والدراسة الحالية سوف تسلط الضوء على دور كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في قياس المسؤولية المجتمعية في المجتمع الريفي.
  5. توفير أداة قياس يمكن الاعتماد عليها لقياس التنمية ومكوناتها واستراتيجياتها من خلال دراسات وبحوث مشابهة.

ثالثاً : أهداف الدراسة:

تحاول تحقيق الأهداف الآتية:

  • التعرف على واقع جامعة بحري من خلال كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في تعزيز رسالتها الإجتماعية من خلال المجتمع المحلي .
  • القياس ويركز القياس على مدى الإتساق بين رسالة وغايات وأهداف الجامعة وبين غايات وأهداف وبرامج فلسفة كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية.

رابعاً : فرضيات الدراسة :

الفرضية الأساسية :

  • توجد فجوة بين النظرية والتطبيق في أدوات القياس في الكلية موضوع الدراسة .

خامساً: مفاهيم الدراسة:

المسؤولية المجتمعية ، أدوات مؤشرات القياس

1-المسؤولية المجتمعية:

  • عرف (Drucker) المسؤولية الاجتماعية أو المجتمعية بأنها التزام المنشأة تجاه المجتمع الذي تعمل فيه.
  • عرفها (Holmes) هي التزام على منشأة الأعمال تجاه المجتمع الذي تعمل فيه و ذلك عن طريق المساهمة بمجموعة كبيرة من الأنشطة الاجتماعية مثل محاربة الفقر و تحسين الخدمات الصحية ومكافحة التلوث، وخلق فرص عمل وحل مشكلة الإسكان والمواصلات و غيرها.

1-أدوات مؤشرات القياس :

  • مؤشر الأداء الإجتماعي للمجتمع: ويتضمن كافة تكاليف الأداء التي تهدف إلى إسهامات المنظمة في خدمة المجتمع مشتملة بذلك على التبرعات والمساهمات للمؤسسات التعليمية والثقافية والرياضية والخيرية ومؤسسات التكفل بالفئات الخاصة ، إضافة إلى تكاليف الإسهامات في برامج التعليم والتدريب الإجتماعي ومشاريع التوعية الإاجتماعية وعدد مناصب الشغل التي توفرها الجامعة لأفراد المجتمع وما إلى ذلك.

المفهوم الإجرائي:

  • المسؤولية الإجتماعية للجامعات:

تشير بعض الدراسات الى وجود ثلاثة مفاهيم للمسؤولية الإجتماعية هي المفهوم الديني ، والمفهوم الإجتماعي ، والمفهوم الإداري والإقتصادي وما يهمنا هنا المفهوم الإجتماعي في سياق المسؤولية الإجتماعية.

وفي حالة الشركات يتم ربط المسؤولية الاجتماعية بالتسويق واستخدامها كميزة تنافسية، وإبراز الصورة الذهنية للشركة في المجتمع. وفي بعض المؤسسات يكون التركيز على الأعمال الانسانية والخيرية.

ويعتبر مفهوم المسؤولية الاجتماعية من المفاهيم الحديثة التي ظهرت في القرن العشرين وهي تعني كما يدل مسماها على مسؤولية المنشآت أو المؤسسات تجاه المجتمع الذي تعمل فيه.

وتتنوع مجالات المسؤولية الإجتماعية حسب تنوع نشاط المؤسسات مع وجود أنشطة وخدمات تكاد تكون مشتركة وهي تلك التي تقدم الخدمات للمجتمع مثل محاربة الفقر، وتوفير فرص العمل ، وتحسين البيئة ، ودعم البرامج الخيرية والإنسانية.

مفهوم المسؤولية الإجتماعية:

تتنوع مجالات المسؤولية الإجتماعية حسب تنوع نشاط المؤسسات مع وجود أنشطة وخدمات تكاد تكون مشتركة وهي تلك التي تقدم الخدمات للمجتمع مثل محاربة الفقر، وتوفير فرص العمل ، وتحسين البيئة ، ودعم البرامج الخيرية والإنسانية.

الجامعات بحكم طبيعة عملها وأهدافها ورسالتها ودورها المؤثر في المجتمعات يفترض أن تقوم بدور ريادي في مجال المسؤولية الإجتماعية.

هذا يتطلب إيجاد إدارة أو لجنة ترتبط تنظيمياً بالإدارة العليا تسند لها مهام المسؤولية الإجتماعية وتحقيق أهدافها. من أمثلة هذه الأهداف ما يلي:

  1. دعم برامج ومشروعات التنمية المستدامة.
  2. التفاعل مع قضايا المجتمع المختلفة وإحتياجاته.
  3. التعاون مع الجمعيات الخيرية في المجتمع.
  4. الإلتزام بالمسؤوليات الوطنية.
  5. ويمكن تحقيق تلك الأهداف من خلال البرامج والأنشطة التالية:
  • إعداد الدراسات والبحوث التي تخدم قضايا المجتمع، وتمويل ودعم البحوث التي تتفق مع احتياجات المجتمع.
  • الإهتمام بالبيئة وخدمتها وتحسين ظروفها.
  • تبني برامج تدريب وإبتعاث لإستقطاب الشباب وتأهيلهم للعمل.
  • دعم البرامج الخيرية والإنسانية.
  • توجيه خدمات وأنشطة وبرامج لخدمة ذوي الإحتياجات الخاصة.
  • تصميم وتنفيذ برامج للتوعية والتثقيف في قضايا المجتمع المختلفة.
  • المشاركة في المناسبات الوطنية.
  • المشاركة في إكتشاف المواهب ورعايتها.
  • التكيف مع إحتياجات سوق العمل.
  • مشاركة الطلاب في فعاليات المجتمع المختلفة.

على مستوى المسؤولية الاجتماعية لمجتمعها الداخلي يفترض في الجامعات إيجاد بيئة عمل إيجابية لكافة منسوبيها تساهم في تحقيق الرضى الوظيفي وتحفز على الإنتاجية والإبداع وتعزيز عنصر الإنتماء.

ما سبق جزء من أدبيات الموضوع يحسن أن نربطه بالواقع أو بتجارب دولية في مجال المسؤولية الاجتماعية للجامعات.

سادساً: قراءة في وقائع المؤتمر الدولي للتعليم: في دورته الـرابعة عــام 1434 ، وكان تحت شعار ( المسؤولية الإجتماعية للجامعات ) ونشرت (الرياض) تقريراً عنه من إعداد عبدالرحمن المرشـد.إن الهدف من العودة إلى ذلك المؤتمر هو الإستفادة من الندوات التي طرحت في المؤتمر وخاصة ما طرح فيها من أفكار عن تجارب الآخرين.

أما إذا كانت جامعاتنا بعد هذه المدة قد تغيرت وتفوقت في هذا المجال فإننا نبارك لها ونتمنى تعريف المجتمع بما تقدمه من خدمات وبرامج ضمن مسؤوليتها الاجتماعية. والملاحظ بشكل عام أن الإستفادة من المؤتمرات والندوات تحتاج الى تفعيل على مستوى الجامعات وغير الجامعات.

في المؤتمر المشار إليه (نقلاً عن التقرير) تناولت الدكتورة شريفة حبسة رئيسة جامعة ماليزيا الوطنية في ماليزيا تغير الثقافة الأكاديمية من خلال التغيرات الإجتماعية ، وتحدثت عن مبادئ المشاركة المجتمعية ، وإدراج المسؤولية الإجتماعية في هيكلة أغلب الجامعات من خلال منصب نائب رئيس الجامعة للشراكة المجتمعية ، وأشارت الى تأثير المشاركة المجتمعية على الجامعات حيث تصبح المعرفة أكثر جدوى عند تبادلها ، وتزيد جودة البرامج التعليمية وفاعليتها عند التواصل مع العالم الحقيقي من حولها ، إضافة الى أن المشاركة المجتمعية تقيم علاقة قوية بين الطلاب والمجتمع من حولهم.

تعليق: يلاحظ أن جامعة ماليزيا رفعت المستوى التنظيمي للمسؤولية الإجتماعية في هيكل الجامعات بوجود منصب نائب رئيس الجامعة للشراكة المجتمعية ، وهذا يعكس القناعة بأهمية هذا النشاط.

وفي التقرير نفسه قدمت الدكتورة ماريا نيفيز تابيا (*) المديرة الأكاديمية للمركز الأمريكي اللاتيني تعريفاً لتعلم الخدمات يتجاوز تقديم الخدمة من أجل المجتمع إلى تقديمها بالمشاركة معه ، وأن المحتويات التعليمية ينبغي أن تكون مرتبطة بالأنشطة الخدمية ، وضربت مثالاً لذلك مشاركة أطفال الحضانة في إعادة زراعة النباتات المهددة بالإنقراض في حديقة وطنية سبق أن تعرضت لحريق.

أما رئيس جامعة ماسترخت في هولندا الدكتور مارتن باول(*) فتحدث عن غرس القيم الإجتماعية تطبيقا على منهج جامعة ماسترخت فتناول مفهوم المواطن العالمي الذي يمتلك دراية بالعالم الواسع من حوله، ويحترم ويقدر التنوع الثقافي.

وعرض رؤية الجامعة فيما يتعلق بالمشاركة العالمية والقيم الإجتماعية من خلال التعاون مع الجامعات الدولية، والإعتماد في أبحاثها على التحديات المجتمعية. من ذلك مثلا بعض المبادرات الطلابية مثل مركز ماسترخت لحقوق الإنسان التابع لكلية الحقوق.

رئيس جمعية البحوث التشاركية في الهند الدكتور راجيش تاندون (*) يرى أن التحدي الحقيقي الذي يواجه مؤسسات التعليم العالي هو إرتباطها بالمجتمع ، وأن الهند تواجه ضغوطا متزايدة لتفعيل هذا الإرتباط ، وأشار إلى أهم أشكال المشاركة المجتمعية وهي التعلم مع المجتمع وربط البحث العلمي بالمعرفة الإجتماعية ، وتبادل المعرفة ونشرها ، وتصميم المناهج الدراسية والدورات التدريبية بالمشاركة مع المجتمع ، وتنفيذ مشروعات مبتكرة بالتشارك مع المجتمع.

تلك بعض الرؤى والأفكار من تجارب الآخرين وهي تعطي مساحة أكبر للمسؤولية الإجتماعية للجامعات لا تقتصر على دعم الأعمال الخيرية والإنسانية . ويمكن القول أن تفعيل هذا النشاط في الجامعات يتطلب دعم قياداتها العليا وبالتالي وضعها في الهيكل التنظيمي للجامعة وفي المستوى التنظيمي الذي يتفق مع أهميتها إذا كانت على قناعة بهذه الأهمية.

قد يرى البعض من العرض السابق وجود تداخل بين المسؤوليات الأساسية )النظامية) للجامعة ومسؤوليتها الإجتماعية (الإضافية) وهذا نوع من التداخل الإيجابي إن صحت التسمية. وأقول إيجابي لأن هذا يعني أن المسؤولية الإجتماعية للجامعات مفهوماً وتطبيقاً بدأت تحظى بالأهمية وتتوسع في نطاق ما تقدمه من برامج وخدمات لمجتمعها الداخلي وللمجتمع الكبير. ولهذا يكون من الطبيعي الآن أن توجه الأسئلة الى جامعاتنا حول دورها الاجتماعي.

  1. ماذا قدمت للمساهمة في حل مشكلات المجتمع؟
  2. ماذا ستقدم من حلول ومبادرات وبحوث للمشروعات التنموية المختلفة ؟
  3. هل لديها خطط استراتيجية للمسؤولية الإجتماعية؟
  4. ما الذي قامت وستقوم به – على سبيل المثال- في تطوير التعليم، والخدمات الصحية ، والاجتماعية ؟

هناك بالتأكيد جهود مبذولة وجامعات نشطة في هذا المجال ولكن هذه المسؤولية بشكل عام تحتاج الى تفعيل وإحداث نقلة نوعية حتى تكون نتائجها ملحوظة ومؤثرة.

من القيم الإنسانية النبيلة (المسؤولية ) قال الدكتور دراز: ( تعنِي المسؤولية) كون الفرد مكلفاً بأن يقوم ببعض الأشياء ويقدم عنها حساباً إلى غيره ، وينتج عن هذا التحديد أن فكرة المسؤولية تشتمل على علاقة مزدوجة من ناحية الفرد المسئول بأعماله ، وعلاقته بمن يحكمون على هذه الأعمال ، والمسؤولية قبل كل شيء هي إستعداد فطري ، إنما هذه المقدرة على أن يلزم الإنسان نفسه أولا ً ، والقدرة على أن يفي بعد ذلك بالتزامه بواسطة جهوده الخاصة ) دستور الأخلاق في القرآن) )ص 138 ).

وقيل : المسؤولية حالة ٌ يكون فيها الإنسان صالحاً للمؤاخذة على أعماله وملزماً بتبعاتها المختلفة .

وقد قَرر القرآن هذه المسؤولية في آيات كثيرة ، منها قوله تعالى: (( أفَحسِبتم أنما خلَقْناكُم عبثًا وأَنكُم إِلينا َلا ترجعونَ )) (سورة المؤمنون آية 115).

وقوله جل وعلا: (( أيحسب اْلإِنسانُ َأن يترك سدى)). ( سورة القيامة ، آية 36).

وقوله سبحانه: ((هذَا كِتابنا ينطِق علَيكُم بِالْحق إِنا كُنا نستنسِخ ما كُنتم تعملُونَ)).( سورة الجاثية ، آية 29).

الإطار الميداني للدراسة:

أولاً : منهج الدراسة:

إعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي الذي يسمح بتحليل مختلف البيانات المتعلقة بالمبحوثين للوقوف على إتجاهاتهم وتصوراتهم وتطلعاتهم المستقبلية.

ثانياً : مجتمع الدراسة وعينتها:

إنطلاقا من ضرورة قيام الجامعات بدورها الإجتماعي الكبير في مختلف المجالات جاء إختيار جامعة بحري ممثلاً في كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية مجتمعاً لهذه الدراسة. ويتكون مجتمع الدراسة من جميع أعضاء هيئة التدريس العاملين بكلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية. و قد تم توزيع 32 إستبانة على العينة. وبلغ عدد الإستبانات المستردة والمعتمدة حتى الدراسة والتحليل 30 إستبانة ، أي بنسبة إسترداد 93% تقريباً.

ثالثاً : أداة الدراسة:

تم تصميم إستبانة خاصة بهذه الدراسة إستناداً على الإطار النظري وتم توزيعها على أفراد عينة الدراسة وأستلمت باليد . تكونت أداة الدراسة من ثلاثة أقسام ، هدف القسم الأول منها إلى جمع بيانات عن المبحوثين شملت ( التخصص العلمي ، المؤهل العلمي ، سنوات الخبرة في التدريس ) وذلك للاطمئنان الى توافر القدرة اللازمة لديهم على الإجابة على أسئلة الإستبانة. وسعى القسم الثاني إلى قياس مدى إدراك أعضاء هيئة التدريس بكلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية لمفهوم المسؤولية المجتمعية. أما القسم الثالث فقد هدف الى قياس مدى تطبيق المسؤولية الإجتماعية في الكلية الخاضعة للدراسة في المجالات التي تناولتها الدراسة.

أقسام الإستبانة المتغيرات الأسئلة
القسم الأول التخصص العلمي .

المؤهل العلمي .

سنوات الخبرة في التدريس .

أ

ب

ج

القسم الثاني مدى إدراك أعضاء هيئة التدريس لمفهوم المسؤولية الإجتماعية. 1-6
القسم الثالث مدى تطبيق المسؤولية الإجتماعية في كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية في المجالات ذات العلاقة بـ: خدمة المجتمع. 7-27

ويعرض الجدول رقم (1) ترتيب الاستبانة.

جدول رقم (1): ترتيب الاستبانة :

وقد إعتمد مقياس ليكرت الخماسي لصياغة القسم الثاني والثالث من الإستبانة. ولإختبار مصداقية الإستبانة تم عرضها على مجموعة من أساتذة الكلية العاملين في أقسام الخدمة الإجتماعية ، والتنمية الريفية ، والإتصال التنموي وقسم علوم المكتبات والمعلومات بغرض تحكيمها وإبداء آراءهم حول سلامة وترابط فقراتها وقد تم الأخذ بملاحظاتهم عند صياغة الإستبانة بشكلها النهائي . كما تم إحتساب معامل ألفا كرونباخ لإختبار ثبات أداة الدراسة ، وبلغت قيمة معامل الثبات 81% مما يعني إمكانية إعتماد النتائج .

الأساليب الإحصائية المستخدمة:

لتحقيق أهداف الدراسة وإختبار الفرضية إستخدمت الأساليب الإحصائية الآتية:

– مقاييس الاحصاء الوصفي:

  • التكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية لوصف خصائص عينة الدراسة وتحليل إجابات المبحوثين على أسئلة الإستبانة.
  • إختبار t لعينة واحدة ((One Sample T- test لإختبار فرضيات الدراسة.
  • إختبار ألفا كرونباخ (Cronbach Alpha)للتحقق من ثبات الإستبانة.
  • عرض البيانات وتحليلها.

خصائص افراد عينة الدراسة

يوضح الجدول رقم (2) أن (10) من المبحوثين أي ما نسبته 33,3% تقريباً من أفراد عينة الدراسة هم من تخصص التنمية الريفية (8 ) وأن ما نسبته 26,6% تقريباً هم من تخصص الخدمة الإجتماعية ، وأن النسبة المتبقية موزعة بين قسم الإتصال (7) التنموي بنسبة 23,3% تقريباً ، وعلوم المكتبات والمعلومات (5) بنسبة 16% تقريباً . ونجد أن أفراد العينة لديهم تأهيل علمي مناسب إذ أن جميعهم من حملة درجة البكالوريوس كحد أدنى ، كما أنهم يتمتعون بخبرة كبيرة في مجال عملهم إذ بلغت نسبة من لديهم خبرة أكثر من 11 سنة 84% تقريباً . و يتضح مما سبق توافر المعرفة والقدرة لدى أفراد عينة الدراسة على فهم أسئلة الإستبانة والإجابة عليها مما يدعم النتائج المحصل عليها .

جدول رقم (2): خصائص أفراد عينة الدراسة

رقم السؤال السؤال بدائل الإجابة العدد النسبة المئوية
أ التخصص العلمي تنمية ريفية 10 33.3%
خدمة اجتماعية 8 26.7%
اتصال تنموي 7 23.3%
مكتبات وعلوم المعلومات 5 16.6%
أخرى
المجموع 30 100%
ب المؤهل العلمي بكالوريوس 8 26.7%
ماجستير 5 16.6%
دكتوراه 10 33.3%
أخرى 7 23.3%
المجموع 30 100% تقريباً
ج سنوات الخبرة في التدريس
من 6 سنوات- 10 سنوات 10 33.3%
من 11 سنة- 15 سنة 8 26.6%
من 16 سنة- 20 سنة 5 16.6%
أكثر من 20 سنة 7 23.3%
المجموع 30 100%

اختبار فرضيات الدراسة

اختبار الفرضية

Ho1: توجد فجوة بين النظرية والتطبيق في أدوات القياس في الكلية موضوع الدراسة:

يوضح الجدول رقم (3) نتائج التحليل الاحصائي للسؤال المتعلق بوجود فجوة بين النظرية والتطبيق في أدوات قياس مفهوم المسؤولية الاجتماعية. ويظهر الجدول المذكور أن الوسط الحسابي للأسئلة الواردة فيه مجتمعة بلغ 3.674 درجة، كما تشير قيم الانحرافات المعيارية للإجابات والتي تراوحت بين (0.978- 0.767) الى الانسجام في آراء المبحوثين. وهذا يدل بوضوح على عدم وجود فجوة بالمعنى بين النظرية والتطبيق في أدوات القياس لمفهوم المسؤولية الاجتماعية.

جدول رقم (3): خلاصة آراء المبحوثين من أعضاء هيئة التدريس في كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية لمفهوم المسؤولية الاجتماعية :

رقم السؤال السؤال المتوسط الحسابي الانحراف المعياري
1- توجد رؤية واضحة لدى كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية لمفهوم المسؤولية المجتمعية. 3.708 0.898
2- يستلزم مفهوم المسؤولية المجتمعية الانتباه. 3.750 0.978
3- يتطلب مفهوم المسؤولية الاجتماعية الاهتمام بالعاملين. 3.916 0.767
4- تعد المسؤولية الاجتماعية إحدى أولويات جامعة بحري ممثلة في كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية. 3.250 0.887
5- يعد الايفاء بالالتزامات المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية أحد أهداف كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية . 3.50 0.875
6- يتضمن مفهوم المسؤولية الاجتماعية الاهتمام بالمجتمع. 3.921 0.863
جميع العبارات معا 3.674 0.906

وبهدف التحقق من الدلالة الاحصائية للنتائج السابقة ولاختبار الفرضية تم استخدام اختبار (t) للعينة المبحوثة ويبين الجدول رقم (4) نتائج اختبار هذه الفرضية، فقد كان الوسط الحسابي لإجابات الاسئلة مجتمعة التي تقيس هذا المتغير يزيد عن الوسط الحسابي الافتراضي (3) الذي يعد نقطة الفصل في المقياس. وان قيمة t المحسوبة اكبر من قيمتها الجدولية على اساس مستوى دلالة (0.05)، وبما ان قاعدة القرار تشير الى قبول الفرضية العدمية اذا كانت قيمة t المحسوبة اقل من قيمتها الجدولية ورفض الفرضية العدمية اذا كان العكس، و عليه يتم رفض الفرضية العدمية وقبول الفرضية البديلة بمستوى ثقة 95%، اي تدرك ادارة كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية مفهوم المسؤولية الاجتماعية.

جدول رقم (4): نتائج اختبار الفرضية

المتغير المتوسط الحسابي الانحراف المعياري قيمة t المحسوبة الدلالة الاحصائية Sig.
عدم وجود فجوة بين النظرية والتطبيق في أدوات القياس لمفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى الكلية موضوع الدراسة 3.674 0.906 4.673 0.000

جدول رقم (5): خلاصة آراء المبحوثين حول تطبيق كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية للمسؤولية الاجتماعية في خدمة المجتمع.

رقم السؤال السؤال المتوسط الحسابي الانحراف المعياري درجة التطبيق
7- تقوم الكلية بتدريب عدد من الأساتذة للإشراف على الرحلات العلمية .. وكيفية التصرف في الحالات الطارئة. 3.750 0.982 متوسطة
8- تقدم الكلية برامج خدمية للمجتمع . 2.666 0.990 ضعيفة
9- تقوم الكلية باشراك الوحدات الإدارية والمحليات لتقديم الخدمات ( علاجية ، تثقيف صحي، فصول محو أمية .. الخ). 2.833 0.973 ضعيفة
10- تساهم الكلية بتمويل الرحلات والمبادرات والأيام العلاجية والأسابيع الثقافية. 3.166 0.858 متوسطة
11- تعمل الكلية على تضييق الفجوة بين فئات المجتمع المختلفة من خلال تسيير القوافل والرحلات العلمية .. والندوات والأسابيع الثقافية وذلك بمشاركة المجتمع. 3.50 1.010 متوسطة
جميع العبارات معاً 3.147 0.901 متوسطة

وبهدف التحقق من الدلالة الاحصائية للنتائج السابقة ولاختبار الفرضية تم استخدام اختبار (t) لعينة واحدة. ويعرض الجدول رقم (6) نتائج اختبار هذه الفرضية ، حيث كانت قيمة t المحسوبة اكبر من قيمتها الجدولية بمستوى دلالة 0.05 و بدرجة ثقة 95%، كما ان الحسابي الاجابات الاسئلة التي تقيس هذا المحور اكبر من الوسط الحسابي الافتراضي (3) المعتمد كمرجعية في تحديد درجة تطبيق المسؤولية في مجال معين، ووفقا لقاعدة القرار ترفض الفرضية العدمية وتقبل الفرضية البديلة، اي أن كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية تقوم بتطبيق المسؤولية الاجتماعية تجاه خدمة المجتمع.

جدول رقم (6): نتائج اختبار الفرضية

المتغير المتوسط الحسابي الانحراف المعياري قيمة t المحسوبة الدلالة الاحصائية Sig.
توجد فجوة بين النظرية والتطبيق في أدوات القياس في الكلية موضوع الدراسة . 3.147 0.901 3.761 0.001

يوضح الجدول رقم (6) نتائج التحليل الاحصائي للفرضية بأنه توجد فجوة بين النظرية والتطبيق في المسؤولية المجتمعية، يرى افراد العينة ان المسؤولية الاجتماعية بدرجة ضعيفة في مجال حماية البيئة، حيث بلغ الوسط الحسابي للاجابات على اسئلة هذا الجانب 2.775 ، و قد كانت الاجابات متوافقة هنا اذ بلغ الانحراف المعياري لها 0.972.

جدول رقم (7): خلاصة آراء أفراد العينة حول تطبيق المسؤولية الاجتماعية تجاه حماية البيئة :

رقم السؤال السؤال المتوسط الحسابي الانحراف المعياري درجة التطبيق
12- تساهم الكلية بتشجير المناطق المجاورة لها. 2.666 0.907 متوسطة
13- تنفذ الكلية برامج لحماية البيئة والمحافظة عليها. 2.708 0.904 ضعيفة
14- تقدم الكلية مساعدات مالية للعاملين في مجال حماية البيئة. 2.916 0.918 ضعيفة
15- تقوم الكلية بتنظيم حملات توعية بأهمية البيئة والمحافظة عليها. 2.9166 0.963 ضعيفة
16- تشجع الكلية العاملين لديها على الحد من التلوث البيئي من خلال التثقيف الصحي. 2.666 1.117 ضعيفة
جميع العبارات معا 2.775 0.979 ضعيفة

بالرجوع إلى الجدول رقم (7) يتضح ان قيمة t المحسوبة اقل من قيمتها الجدولية عند مستوى معنوية 0.05، كما ان الوسط الحسابي لجميع اجابات الاسئلة على هذا المحور بلغ 2.775 وهو اقل من الوسط الحسابي الافتراضي (3). مما يعني انه لا مسؤولية الاجتماعية تجاه حماية البيئة.

جدول رقم (8): خلاصة آراء أفراد العينة حول تطبيق المسؤولية الاجتماعية من قبل الجامعة تجاه العاملين لديها:

رقم السؤال السؤال المتوسط الحسابي الانحراف المعياري درجة التطبيق
17- توفر الجامعة بيئة عمل ملائمة للعاملين لديه. 3.750 0.887 متوسطة
18- تعد الجامعة برامج و دورات تدريبية للعاملين لديها. 4.166 0.807 مرتفعة
19- توفير الجامعة التأمين الصحي للعاملين لديها. 4.083 0.767 مرتفعة
20- تساهم الجامعة بالعمل على توفير مساكن للعاملين لديه. 2.791 0.895 ضعيفة
21- تساهم الجامعة في دعم الرحلات العلمية والمؤتمرات للعاملين لديها. 3.666 0.996 متوسطة
جميع العبارات معا 3.691 0.833 متوسطة

يتضمن الجدول رقم (8) حيث يبين أن الوسط الحسابي لاجابات الاسئلة التي تقيس هذا المتغير بلغ 3.691 وهو اكبر من المتوسط الافتراضي (3)، كما ان قيمة (t) بلغت مستوى الدلالة الاحصائية عند مستوى ثقة 95%، أي ان جامعة بحري تطبق المسؤولية الاجتماعية تجاه العاملين لديها.

جدول رقم (9): نتائج سؤال تطبيق المسؤولية المجتمعية تجاه العاملين لديها.

المتغير المتوسط الحسابي الانحراف المعياري قيمة t المحسوبة الدلالة الاحصائية Sig.
تطبيق كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية المسؤولية الاجتماعية تجاه العاملين لديها. 3.691 0.833 7.963 0.001

وتوضح نتائج التحليل الاحصائي التي يعرضها الجدول رقم (9) ان المبحوثين يعتقدون بأن الجامعة تطبق المسؤولية الاجتماعية تجاه العاملين بها بدرجة مرتفعة، فقد بلغ الوسط الحسابي الكلي للإجابات عن الاسئلة المتعلقة بهذا الجانب 4.021 درجة، وبانحراف معياري متدن اقل من الواحد بلغ 0.808 مما يشير الى الانسجام بين الاجابات.

جدول رقم (10): خلاصة آراء أفراد العينة حول تطبيق الكلية المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع :

رقم السؤال السؤال المتوسط الحسابي الانحراف المعياري درجة التطبيق
22- تحرص الكلية على تسيير رحلاتها العلمية إلى الريف والمناطق التي تحتاج تنمية وتقديم خدمات اجتماعية في مجالات شتى. 3.900 0.85883 متوسطة
23- تسيير الكلية الرحلات العلمية سنوياً إلى المناطق الريفية. 3.791 0.650968 متوسطة
24- تراعي الكلية الفروقات الفردية في النوع وذلك بعدم تقسيمهم الى مجموعات مثلا حسب الجنس، العرق،–الخ. 4.091 0.820828 مرتفعة
25- تنمي الكلية الوعي التنموي ونشر ثقافة السلام ونبذ العنف بين الطلاب. 3.916 0.70961 متوسطة
26- تستجيب الكلية لاحتياجات المناطق الريفية ( بعد الدراسة الديموغرافية للمنطقة خاصة في الريف الشمالي ) بتقبل الاقتراحات وتسيير القوافل على ضوئها. 4.321 .7718450 مرتفعة
27- تهتم الكلية بأفراد المجتمع من اصحاب المهن والحرف وتشجيع الصناعات الصغيرة والمشغولات اليدوية ( المشاركة في الأسابيع الثقافية). 4.112 1.010582 مرتفعة
جميع العبارات معا 4.021 0.808 مرتفعة

وللتحقق من الدلالة الاحصائية للنتائج السابقة، تم استخدام اختبار (t) لعينة واحدة. وتبين نتائج الاختبار الموضحة في الجدول رقم (11) بأن الوسط الحسابي الكلي الاجابات الأسئلة التي تقيس هذا المتغير بلغ 4.021 وهو اكبر من الوسط الحسابي الافتراضي (3)، كما ان قيمة (t) اكبر من قيمتها الجدولية بمستوى معنوية 0.05. وهذا يعني أن 95% من كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية تطبق المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع.

جدول رقم (11): مدى تطبيق كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية المسؤولية الاجتماعية تجاه منسوبيها

المتغير المتوسط الحسابي الانحراف المعياري قيمة t المحسوبة الدلالة الاحصائية Sig.
مدى تطبيق كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية المسؤولية الاجتماعية تجاه منسوبيها. 4.021 0.808 11.998 0.000

نستخلص من التحليل السابق للإجابات على القسم الثالث من أسئلة الاستبانة أن المسؤولية الاجتماعية في المجالات ذات العلاقة بخدمة المجتمع والعاملين بها بينما تطبقها بشكل ضعيف في مجال حماية البيئة ونظافتها وحمايتها … ألخ. وتستجيب الكلية لاحتياجات المناطق الريفية ( بعد الدراسة الديموغرافية للمنطقة خاصة في الريف الشمالي ) بتقبل الاقتراحات وتسيير القوافل على ضوئها. وكانت النسبة مرتفعة . كذلك تهتم الكلية بأفراد المجتمع من اصحاب المهن والحرف وتشجيع الصناعات الصغيرة والمشغولات اليدوية ( المشاركة في الأسابيع الثقافية).

نتائج الدراسة Results

من خلال تحليل اجابات الاستبانة واختبار الفرضية يمكن تلخيص النتائج التي تم التوصل اليها كالآتي :

  1. تقوم الكلية بتدريب عدد من الأساتذة للإشراف على الرحلات العلمية .. وكيفية التصرف في الحالات الطارئة.
  2. تقدم الكلية برامج خدمية للمجتمع .
  3. تقوم الكلية باشراك الوحدات الإدارية والمحليات لتقديم الخدمات.
  4. تعمل الكلية على إشراك الوحدات الإدارية والمحليات لتقديم الخدمات ( علاجية ، تثقيف صحي، فصول محو أمية .. الخ).
  5. تساهم الكلية بتمويل الرحلات والمبادرات والأيام العلاجية والأسابيع الثقافية.
  6. تعمل الكلية على تضييق الفجوة بين فئات المجتمع المختلفة من خلال تسيير القوافل والرحلات العلمية .. والندوات والأسابيع الثقافية وذلك بمشاركة المجتمع.
  7. توجد فجوة بين النظرية والتطبيق في المسؤولية المجتمعية (الفرضية)، يرى أفراد العينة (المبحوثين) أن المسؤولية الاجتماعية بدرجة ضعيفة في مجال حماية البيئة.
  8. تعد الجامعة برامج ودورات تدريبية للعاملين لديها. وذلك من خلال دورات ترقية الأداء التي يقيمها قسم الجودة بالجامعة.
  9. توفير الجامعة بطاقات التأمين الصحي لجميع العاملين.
  10. لا تساهم الجامعة بالعمل على توفير مساكن للعاملين لديه.

الخلاصة
يمكن القول بأن الجامعات هي التي تدرب قادة وصناع القرار في المستقبل فإن من مسؤوليتها ضمان أن يصبح خريجوها مواطنين مسؤولين اجتماعياً. لذا تقع على الجامعات مسؤولية الإسهام في المعرفة ورفع القدرة الفكرية التي سوف تحقق الصحة للمجتمعات والسلامة للبيئة وبالتالي على الجامعات التمعن في مسؤوليتها باعتبارها أحد المبادئ المهمة الموجهة لها في كل مهامها الرئيسة.

التوصيات : Recommendations

في ضوء ما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج ومناقشتها يمكن اقتراح التوصيات الآتية:

  1. أهمية قيام الجامعات بتعزيز مسؤوليتها المجتمعية من خلال كلياتها المختلفة (كل في مجال تخصصه) وذلك بتشجيع وتقديم المزيد من الدعم في مجال خدمة المجتمع.
  2. أظهرت نتيجة الدراسة أن دور الجامعات كان أكثر قوة في مجال إعداد الفرد ولكن كان ذلك أقل قوة في مجالات تنمية مجتمع ، وهذا يترتب عليه أن يهتم القائمون بالتخطيط لسياسات التعليم العالي في مجتمعنا السوداني بتطوير الدور التنموي المجتمعي في مجالات التنمية المختلفة حتى تحقق الجامعات أهدافاً طموحة.
  3. إجراء المزيد من البحوث لتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية باعتبارها وسيلة فعالة في مساعدة الجامعات في تعزيز مسؤوليتها الاجتماعية من خلال كلياتها المختلفة ( كل في مجال خصصه).
  4. أهمية قيام الجامعات السودانية بدورها بتقديم المزيد من الدعم لتوطيد أركان المسؤولية المجتمعية في مجال خدمة المجتمع وذلك بالارتقاء بمستوى الأداء الاجتماعي.
  5. توظيف الإنتاج العلمي في خدمة المجتمع. بمعنى ادخال منهج في كل الأقسام يدرس من ضمن مهارات الدراسة ( Study Skills ) في المسؤولية المجتمعية ك ( ثقافة السلام ).
  6. صياغة استراتيجية حسب التوصيات الدولية المتعلقة بمعيار الآيزو ISO 26000 المتعلقة بإضفاء المزيد من المسؤولية الاجتماعية وكيفية تطبيقها، كما يدعم معيار ISO 26000 المؤسسات في التعامل مع جميع القضايا بداية من طريقة ممارسة الأعمال ووصولاً إلى السياسات البيئية والتنمية المستدامة للمجتمعات.

المصادر والمراجع :

  1. بركات، زياد .(2009). “الفجوة بين الإدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمات التي تقدمها جامعة القدس المفتوحة من وجهة نظر الدارسين”. بحث مقبول للنشر في المجلة الفلسطينية للتربية المفتوحة عن بعد.
  2. الزبيدي، صباح حس .(2007). دور الجامعة والأستاذ الجامعي في تذليل المعوقات التي تواجه البحث العلمي والتكنولوجي وسبل التطوير. ورقة علمية مقدمة في المؤتمر الرابع تحت شعار أفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في الوطن العربي، المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في سوريا.
  3. إبراهيم، أحلام .(2007). دور عمليات إدارة المعرفة في تنمية السلوك الإبداع لدى القيادات الجامعية. بحث مقدم في مؤتمر التعليم العالي العالمي في العراق – اربيل.
  4. الجبوري، حامد حسين .(2005). نظام التعليم والتدريب في الجامعات: رؤية استراتيجية ومستقبلية. بحث مقدم إلى مؤسسة الفكر العربي في مؤتمر الملتقى العربي الثاني، بيروت.
  5. استيتية، دلال .(2005). التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي: رؤية مستقبلية. بحث مقدم إلى مؤسسة الفكر العربي في مؤتمر الملتقى العربي الثاني، بيروت.
  6. بركات، زياد وحسن، كفاح (2009). “حاجات التنمية المستقبلية لدى طلبة الدراسات العليا تخصص التربية في الجامعات الفلسطينية”. بحث مقدم للمؤتمر الأول لعمادة البحث العلمي في جامعة النجاح الوطنية، نابلس.
  7. المنيع، محمد .(2002). متطلبات الارتقاء بمؤسسات التعليم العالي لتنمية الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية. بحث مقدم للندوة الدولية حول الرؤى المستقبلية للاقتصاد السعودي، الرياض.
  8. وحدة البحوث الاجتماعية والتربوية والنفسية في عمادة البحث العلمي ، توجيه البحوث العلمية لخدمة المجتمع ، دراسة تطبيقية على جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الملتقى الأول لعمداء مراكز خدمة المجتمع في الجامعات السعودية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 20 – 23 2000

References :

  1. Carroll Archie B, (1991),The Pyramid of Corporate Social Responsibility Toward The Moral Management of Organizational Stakeholders, Business- Horizons, July. August,1991.
  2. Entwistle ,H.,(1994),”Cultural Literacy and Citizenship”, The International Journal of Social Education 9, Mattarella,.
  3. Long street, W, (1997), alternative futures and the social studies , in ravens and saxes (Eds) , hand book on teaching social issues, national council for the social studies, Washington.