الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية

د/ احمد سلامه سليمان المجالي1

1 مدرس، وزارة التربية والتعليم، الأردن.      HNSJ, 2024, 5(4); https://doi.org/10.53796/hnsj54/25

تنزيل الملف                     تاريخ النشر: 01/04/2024م تاريخ القبول: 15/03/2024م

المستخلص

هدفت الدراسة التعرف إلى الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية، وتناولت الدارسة ابرز الأحداث والتحديات التي واجهة مشروع الوحدة العربية، والتعرف على تاريخ ومراحل الثورة العربية الكبرى ، وبيان أسباب ودوافع قيام الثورة العربية الكبرى والتعرف على شخصية الشريف حسين قائد الثورة ، وبيان ابرز نتائج الثورة العربية الكبرى ، وبيان أهمية المشروع القومي على فكرة إنشاء دولة عربية كبرى في المنطقة العربية.

واعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي الذي يستند على تحليل الماضي وفهم الأحداث التاريخية وتحليلها ، وفحص الظروف التي كُتبت فيها، وفهم الأجندات والمصالح وراء كل مصدر. وفهم وتفسير الأحداث والظواهر التاريخية بناءً على سياقها التاريخي والثقافي والاجتماعي لتحليل تاريخ الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية

وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات ، وقد أكدت الدراسة أن الثورة العربية الكبرى شكلت نقطة تحول هامة في تاريخ الشرق الأوسط للسعي إلى تحقيق الاستقلال لمجموعة من الشعوب العربية في منطقة الشرق الأوسط ،ولم الشمل العربي في إطار دولة عربية موحدة ، وأوصت الدراسة بان على الأكاديميين والتربويين ترسيخ فكرة الوحدة العربية في المناهج المدرسية التربوية لبيان الدور الريادي للشريف حسين بن علي في بناء الدولة العربية الموحدة.

الكلمات المفتاحية: الثورة العربية الكبرى , مشروع الوحدة العربية, الشريف حسين بن علي

Research title

The Great Arab Revolt and the Arab Unity Project

Dr. Ahmed Salama Suleiman Al-Majali1

1 Teacher, Ministry of Education, Jordan.

HNSJ, 2024, 5(4); https://doi.org/10.53796/hnsj54/25

Published at 01/04/2024 Accepted at 15/03/2024

Abstract

The study aimed to identify the Great Arab Revolt and the Arab Unity Project. The study dealt with the most prominent events and challenges facing the Arab Unity Project, identifying the history and stages of the Great Arab Revolt, explaining the reasons and motives for the emergence of the Great Arab Revolt, identifying the personality of Sharif Hussein, the leader of the revolution, and explaining the most prominent results of the Arab Revolt. Great, and explaining the importance of the national project on the idea of establishing a major Arab state in the Arab region.

The study relied on the historical approach, which is based on analyzing the past, understanding and analyzing historical events, examining the circumstances in which they were written, and understanding the agendas and interests behind each source. Understanding and interpreting historical events and phenomena based on their historical, cultural and social context to analyze the history of the Great Arab Revolt and the Arab unity project.

The study reached a set of results and recommendations. The study confirmed that the Great Arab Revolt constituted an important turning point in the history of the Middle East in seeking to achieve independence for a group of Arab peoples in the Middle East region and Arab reunification within the framework of a unified Arab state. The study recommended that academics and educators Consolidating the idea of Arab unity in educational school curricula to demonstrate the pioneering role of Sharif Hussein bin Ali in building a unified Arab state.

Key Words: The Great Arab Revolt, the Arab Unity Project, Sharif Hussein bin Ali

المقدمة

تعد الثورة العربية الكبرى واحدة من حركات التحرر القومية في المنطقة لعربية والتي قامت في الفترة من 1916 إلى 1918 خلال الحرب العالمية الأولى. وقد شكلت نقطة تحول هامة في تاريخ الشرق الأوسط، حيث سعت إلى إسقاط الحكم العثماني وتحقيق الاستقلال لمجموعة من الشعوب العربية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط لترسيخ فكرة لم الشمل العربي في اطار دولة عربية موحدة

وتمثلت بدايات الثورة العربية الكبرى في صعود حركة الاستقلال العربية التي قادها الشريف حسين بن علي، الشريف حسين، حاكم منطقة مكة المكرمة آنذاك، وهي ركة تمرد على الحكم العثماني في يونيو 1916، مما شجع العرب الآخرين على الانضمام إلى الحركة.

جاء مشروع الوحدة العربية الذي قاده الشريف حسين بن علي بهدف تحقيق الوحدة السياسية والتحرر الوطني للشعوب العربية تحت حكم واحد. واستند المشروع القومي على فكرة إنشاء دولة عربية كبرى تمتد من الحدود الشرقية لمصر إلى الحدود الشمالية للجزيرة العربية، وان تكون مكة المكرمة كمركز للحكم.

وبرزت أهداف المشروع بتحقيق الوحدة العربية وتحرير الأراضي العربية من السيطرة العثمانية، التي كانت واحدة من الأنظمة القديمة التي حكمت المنطقة لفترة طويلة.وكان الشريف حسين بن علي يسعى للقيام بدور القائد الرئيسي لهذا الحركة من خلال تحريك القبائل العربية والمشايخ للتمرد على الحكم العثماني. وقد شهدت المشروع القومي نجاحات مهمة في تحرير بعض المناطق العربية من سيطرة الدولة العثمانية. ومع نهاية الحرب، قادت هذه الثورة إلى تأسيس عدة دول عربية مستقلة، لكنها لم تحقق الوحدة السياسية الكاملة التي كان يطمح إليها الشريف حسين بن علي

مشكلة الدراسة :تكمن مشكلة الدراسة في بحث موضوع الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية كأحد المحاولات لتحقق الرؤية العربية بإنشاء دولة عربية في اطار وحدة سياسية كاملة تحقق طموحات العرب , ولكن القوة الغربية الاستعمارية تملك مشروع تقسيم المنطقة العربية باعتبار ان وجود دولة عربية موحدة يجهض تحقيق الغرب لمصالحهم الاستعمارية التي تستند على ان تكون المنطقة العربية مجال حيوي لاستغلال مواردها وسوق استهلاك لثورتهم الصناعية فكانت فكرة اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 وهي اتفاقية سرية كانت الضربة الموجعة لفكرة الوحدة العربية .وهي اتفاقية بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا على اقتسام المنطقة العربية وتقسيم الدولة العثمانية التي كانت المسيطرة على تلك المنطقة أبان الحرب العالمية الأولى وإجهاض فكرة الدولة العربية الموحدة

أهمية الدِّراسة

تنبع أهمية الدِّراسة من تركيزها على الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية وبيان الأحداث والتحديات التي واجهة مشروع الوحدة العربية وما شهدته المنطقة من تحولات سياسية مهمة على المستوى العربي ، وهكذا تبرز أهمية الدِّراسة المتمثلة بمحورين أساسيين هما:

الأهمية العلمية: تساهم هذه الدِّراسة في توفير دراسة علمية حديثة قد تساعد الباحثين والمختصين على فهم الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية

الأهمية العملية: تنبع الأهمية العملية من واقع الأحداث والتحديات التي شهدتها المنطقة العربية على المستوى السياسي الإقليمي والدولي, وبيان أهمية الظروف السياسية التي حالت دون تحقيق فكرة قيام الدولة العربية الموحدة

أهداف الدراسة :سعت الدراسة لبيان الأهداف التالية :

  1. التعرف على تاريخ ومراحل الثورة العربية الكبرى
  2. بيان أسباب ودوافع قيام الثورة العربية الكبرى
  3. التعرف على شخصية الشريف حسين
  4. بيان فكرة الوحدة العربية
  5. بيان نتائج الثورة العربية الكبرى

أسئلة الدِّراسة: سعت الدراسة للإجابة على التساؤلات التالية :

  1. ما مراحل الثورة العربية الكبرى؟
  2. ما أسباب ودوافع قيام الثورة العربية الكبرى ؟
  3. من هو الشريف حسين بن علي؟
  4. ما هي فكرة الوحدة العربية ؟
  5. ما نتائج الثورة العربية الكبرى ؟

حدود الدِّراسة

الحدود الزمانية: تمتد الفترة الزمنية لهذه الدِّراسة في الفترة الواقعة ما بين عامي (2016-1942 )، حيث انطلقت الثورة العربية الكبرى عام 1916 وانتهاء فكرة الدولة العربية عام 1942 نهاية حكم الملك فيصل الثاني في العراق.

الحدود المكانية: تتحدد هذه الدِّراسة بالحدود الجغرافية للمملكة الأردنية الهاشمية والمنطقة العربية والمناطق التي شملتها الثورة العربية الكبرى ومشروح الدولة العربية

الحدود الموضوعية: تاريخ الثورة العربية ومشروع الوحدة العربية .

منهج الدراسة : استخدمت الدراسة المنهج التاريخي وهو المنهج الذي يستند على تحليل الماضي وفهم الأحداث التاريخية. ويعتمد المنهج التاريخي على عدة مبادئ وخطوات تهدف إلى إنتاج معرفة تاريخية دقيقة وموثوقة من خلال الاعتماد بشكل أساسي على المصادر التاريخية والتي قد تكون وثائق مكتوبة، مثل الوثائق الرسمية والمراسلات والسجلات القديمة، أو مواد غير مكتوبة مثل الآثار والتماثيل والأدوات القديمة. وتحليلها ، وفحص الظروف التي كُتبت فيها، وفهم الأجندات والمصالح وراء كل مصدر. وفهم وتفسير الأحداث والظواهر التاريخية بناءً على سياقها التاريخي والثقافي والاجتماعي لتحليل تاريخ الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية

مصطلحات البحث

الثورة العربية الكبرى : هي حركة تحررية قامت في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تهدف إلى التخلص من الحكم العثماني وتحقيق الاستقلال والوحدة للشعوب العربية. وتُعتبر هذه الثورة من أهم الحركات الوطنية في تاريخ العالم العربي، وقد شملت عدة مناطق عربية مثل مصر والشام والحجاز والعراق وشمال إفريقيا وغيرها( الشوا , 2016 :2)

مشروع الوحدة العربية: يشير مصطلح الوحدة العربية إلى الجهود والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية بين الدول العربية المختلفة. يعود أصل هذا المشروع إلى القرن التاسع عشر، حيث برزت أفكار الوحدة العربية كرد فعل على الاستعمار الأوروبي والتحديات التي واجهت العالم العربي في تلك الفترة( الخطيب, 1999 :65).

الشريف حسين بن علي : شخصية بارزة في تاريخ العالم العربي، وهو قائد ثورة العربية الكبرى التي بدأت في عام 1916 ضد الحكم العثماني. كانت هذه الثورة جزءًا من جهود العرب للتحرر والاستقلال. وسعى الشريف حسين لتحقيق حلمه بإنشاء دولة عربية موحدة ومستقلة(رندا, 2019 :2).

المبحث الأول : تاريخ ومراحل الثورة العربية الكبرى

جاءت الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية في جانبين مترابطين في تاريخ العالم العربي خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين, وكانت الثورة العربية الكبرى حركة تحررية وطنية قامت ضد الحكم العثماني وهدفت إلى تحرير الأراضي العربية من الاستعمار العثماني وتحقيق الاستقلال. وبدأت الحركة بمطالب الإصلاح والحرية وتطورت لتصبح ثورة وطنية شاملة تجمع بين مختلف الطوائف والفئات الاجتماعية العربية. وقاد هذه الثورة الشريف حسين بن وفيق وغيرهم, وعلى الرغم من أن الثورة لم تحقق كل أهدافها المباشرة، إلا أنها ساهمت في نشر روح الوطنية وتشجيع الحركات الوطنية العربية في المناطق المختلفة( خوري, 1990 :117).

المطلب الأول : مشروع الوحدة العربية

استند مشروع الوحدة العربية فقد استند على اساس الفكر الوطني الذي نشأ عن الثورة العربية الكبرى، ونشأ مشروع الوحدة العربية الذي هدف إلى تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية بين الدول العربية. وهدف هذا المشروع إلى تجاوز الانقسامات القومية والعرقية وتوحيد الشعوب العربية تحت سلطة واحدة. وقد عملت عدة شخصيات وحركات على تعزيز فكرة الوحدة العربية، مثل جمال الدين الأفغاني وجمال عبد الناصر وغيرهم( موسى , 1986 :48).

لذلك ترتبط الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية بعلاقة وثيقة، حيث أن الثورة ساهمت في تعزيز الوعي الوطني والحركات الوطنية التي تسعى إلى تحقيق الوحدة، بينما يعتبر مشروع الوحدة استمرارًا لروح الثورة ومحاولة لتحقيق أهدافها بشكل أوسع وأعمق. ومن خلال هذه العلاقة، تظل فكرة الوحدة العربية محورًا مهمًا في التفكير السياسي والثقافي في العالم العربي( مظفر, 2010 :43).

لقد شكلت الظروف السياسية التي شهدتها سلوكيات الدولة العثمانية والحرب العالمية الأولى عام 1914 الكثير من الصدمات والتفكك الذي عانت منه شعوب الشرق الأوسط خلال القرن العشرين إلى الأحداث المحيطة بالحرب العالمية الأولى حيث وقفت الإمبراطورية العثمانية إلى جانب القوى المركزية ضد الحلفاء كرؤية وفرصة لتحرير الأراضي العربية من الحكم التركي(مصطفى, 1978 : 65).

لقد جاءت الثورة العربية الكبرى في أعقاب انقلاب جمعية تركيا الفتاة عام 1908، حيث تخلى العثمانيون عن نظامهم التعددي التسامحي القائم على أساس السياسات الإسلامية، حيث بدأت الإمبراطورية العثمانية التي كانت عالمية ومتسامحة سابقًا في التمييز العلني ضد سكانها غير الأتراك. وواجه العرب على وجه الخصوص الاضطهاد السياسي والثقافي واللغوي. خلال هذه الفترة بدأت الجماعات القومية العربية في سوريا والعراق والجزيرة العربية بالتجمع خلف الراية الهاشمية لعبد الله وفيصل أبناء الشريف الحسين بن علي ملك العرب( قلعجي, 1994 :34).

في البداية برزت الوعود الغربية جلية من قبل القادة البريطانيين والفرنسيين بدعم الشريف حسين بن علي فكرة قيام مملكة موحدة للأراضي العربية بقيادة الشريف الحسين بن علي أمير مكة وملك العرب الذي أطلق الثورة العربية الكبرى ولكن بعد انتهاء الحرب نكث المنتصرون بوعودهم للعرب، ونحتوا من الأراضي العثمانية الممزقة نظامًا خليطًا من الانتدابات والحماية. بالمقابل حرمت القوى الاستعمارية العرب من وعدهم بدولة عربية موحدة واحدة، فإن تمكن الأسرة الهاشمية من تأمين الحكم العربي على شرق الأردن والعراق والجزيرة العربية يعد شهادة على فعالية الثورة العربية الكبرى( فاروق, 2000 :54).

سبق قيام الثورة العربية الكبرى أحداث كانت من المحفزات لقيام الثورة وهي حظر الاستخدام الرسمي للغة العربية وتعليمها في المدارس، واعتقال العديد من الشخصيات القومية العربية في دمشق وبيروت. وتعرض العرب لمزيد من التهديد من خلال بناء خط سكة حديد الحجاز، الذي يربط دمشق بمكة، والذي وعد بتسهيل حركة القوات التركية إلى قلب المنطقة العربية( غربي, 2011 :65).

كانت لهذه الاسباب انطلاق شرارة الثورة عام 1916 والمناداة بالشريف الحسين بن علي كزعيم للقوميين العرب وبالتحالف مع بريطانيا وفرنسا، بدأ الشريف حسين الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثماني. قاد أبناؤه الأميران عبد الله وفيصل القوات العربية، حيث قامت قوات الأمير فيصل بتحرير دمشق من الحكم العثماني في عام 1918. وفي نهاية الحرب، سيطرت القوات العربية على كل الأردن الحديث، ومعظم شبه الجزيرة العربية وجزء كبير من الجنوب(العابدين, 2011 :38).

كان هدف الشريف الحسين من القيام بالثورة العربية الكبرى هو إنشاء دولة عربية واحدة مستقلة وموحدة تمتد من حلب (سوريا) إلى عدن (اليمن)، على أساس التقاليد والثقافة القديمة للشعب العربي، والتمسك بالمثل الإسلامية والقيم الإسلامية والحماية الكاملة والإدماج للأقليات العرقية والدينية. لقد وجد القوميون العرب في الهلال الخصيب وشبه الجزيرة العربية في القادة الهاشميين للثورة العربية الكبرى القيادة القادرة على تحقيق تطلعاتهم، وبالتالي التفوا حولهم( الشيخ, 1996 :33).

لكن التطلعات السياسية للعرب لم تتحقق بسبب الوعود المتضاربة التي قدمها البريطانيون لحلفائهم في زمن الحرب. وجاءت أولى هذه الرسائل خلال عام 1915 من خلال تبادل عشرة رسائل بين السير هنري مكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر، والشريف حسين والتي عرفت بمراسلات الحسين-مكماهون والتي تؤكد على دعم الاستقلال العربي إذا ثارت قوات الحسين ضد الأتراك( سوادي, 2009: 33).

لكن الاتفاقية استثنت ثلاث مناطق: ولايتي البصرة وبغداد (المحافظات العثمانية)، ومنطقتي إسكندرونة ومرسين التركية، والأهم من ذلك “أجزاء من سوريا الواقعة إلى الغرب من مناطق دمشق وحمص وحماة ودمشق وحلب,وادعى البريطانيون لاحقًا أنه كان من المفترض استبعاد فلسطين من منطقة الحكم العربي، لأنها تقع تقنيًا غرب دمشق, ولأسباب واضحة اتخذ الصهاينة نفس الموقف. وفسر العرب الرسالة على النحو التالي: لبنان، وليس فلسطين، يقع غربي دمشق وسائر المناطق المذكورة(زهدي, 2008 :28).

لذلك فإن مصالح القوى الاستعمارية لها الأسبقية على الوعود التي قطعتها للعرب. ومع قبول مبدأ الاستقلال العربي المنصوص عليه في مراسلات حسين مكماهون، فإن اتفاقية سايكس بيكو، التي وقعتها بريطانيا وفرنسا وروسيا عام 1916، قسمت المنطقة إلى مناطق نفوذ استعماري دائم. وقد اعترفت الاتفاقية بالمصالح الفرنسية في سوريا الكبرى وشمال العراق، في حين اعترفت بالتصاميم البريطانية بشأن حزام النفوذ من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج لحماية روابطها التجارية والاتصالات مع شبه القارة الهندية, ونصت اتفاقية سايكس بيكو على أن يتم تسليم معظم فلسطين إلى إدارة دولية. ومن الواضح أن الاتفاق يتناقض مع الوعود التي قطعت للشريف حسين أمير مكة( الخالدي, 2012 :64).

ومما زاد الأمور تعقيدا عندما أصدر وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور في عام 1917 رسالة إلى يهودي بريطاني بارز، اللورد روتشيلد، يعد فيه بالتزام بريطانيا ودعمها لإقامة وطن يهودي في فلسطين. وتدعو الرسالة المعروفة باسم وعد بلفور إلى “إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين… على أن يكون مفهوما بوضوح أنه لن يتم القيام بأي شيء من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين( حلاق, 2000 :32).

المطلب الثاني : مراحل الثورة العربية الكبرى

بدأت الثورة العربية الكبرى في عام 1916، وكانت عملية معقدة مرت بمراحل وتضمنت عدة أحداث ومعارك. وقد بدأت الجهود الثورية بالتحضير لانتفاضة عربية ضد الحكم العثماني. حيث قام الشريف حسين بن علي بالتواصل مع الحلفاء البريطانيين والفرنسيين للحصول على دعمهم. وفي 5 حزيران عام 1916، أعلن الشريف حسين بن علي الثورة العربية الكبرى في مكة المكرمة. حيث شهدت المناطق العربية العديد من المعارك والتمردات ضد الحكم العثماني، بما في ذلك معركة العقير ومعركة الفحص في الحجاز. وتمكنت القوات العربية من تحقيق تقدم في العديد من المناطق، واستطاعت تحرير مدن مثل الطائف والعلا والحدود الشمالية. وفي 1 تشرين أول عام 1918، دخلت القوات العربية بقيادة الأمير فيصل بن الحسين إلى دمشق وتحريرها من الحكم العثماني. وبانتهاء الحرب العالمية الأولى في نوفمبر 1918، تم تحقيق هدف الثورة العربية الكبرى بتحرير العديد من المناطق العربية من الحكم العثماني( اسماعيل , 2000 :43).

لقد مرت الثورة العربية الكبرى بمجموعة من الظروف الداخلية التي تمثلت في التحضيرات المبكرة لانطلاق الثورة وظروف خارجية دولية تمثلت في القوى الاستعمارية , حيث مرت الثورة في مجموعة من المراحل تمثلت كما يلي( سعيد,1997 :47).

المرحلة الأولى (القرن التاسع عشر ) بداية الحركة: بدأت الحركة الوطنية العربية في أواخر القرن التاسع عشر، كانت تظهر في شكل مطالب إصلاحية وتحريرية محدودة. وبدأت الفكرة الوطنية في الانتشار بفضل عدد من العلماء والمفكرين العرب الذين دعوا إلى تحقيق الوحدة العربية وتحرير الأراضي العربية(DAWN,1991:32)

المرحلة الثانية (بداية القرن العشرين): حيث تزايدت الدعوات إلى الثورة والتحرير بشكل أكبر في بداية القرن العشرين، وظهرت حركات وطنية تنظيمية أكثر فعالية. وبدأت بعض الدول الأوروبية تدعم حركات التحرر العربية، سعيًا لزعزعة نفوذ الإمبراطورية العثمانية في المنطقة.

المرحلة الثالثة (انطلاقة الثورة): اندلاع الثورة: اندلعت الثورة العربية الكبرى رسميًا مع إعلان الشريف حسين بن علي ثورته ضد الحكم العثماني في مكة المكرمة في عام 1916. حيث شهدت المنطقة تشكيل تحالفات بين العرب والدول الأوروبية المعادية للعثمانيين، ونشبت صراعات مسلحة في عدة جبهات. وفي هذه المرحلة، بدأت الأفكار الوطنية والإصلاحية تنتشر في العالم العربي، وزادت الاحتجاجات ضد الحكم العثماني. وهنا بدأ الشريف حسين بن علي، حاكم مكة المكرمة، في التحضير لتمرد ضد الحكم العثماني. وفي حزيران عام 1916، أعلن الشريف حسين بن علي تمرده على الحكم العثماني ودعا العرب إلى الانضمام إلى الحركة. وتشكلت قوات عربية تحت قيادة الشريف حسين وأبنائه، وبدأت الحملات ضد القوات العثمانية في المناطق المختلفة من الشرق الأوسط. وشهدت هذه المرحلة سلسلة من المعارك بين القوات العربية والقوات العثمانية، بما في ذلك معارك العقيرة والفجيرة. وقاد توماس إدوارد لورانس، المعروف بلورنس العرب، القوات العربية في عدة معارك وساعد في تنظيم وتوجيه الحركة الثورية( ابو زيدون , 2003 :43)

المرحلة الرابعة (نتائج الثورة): انتهت الحرب العالمية الأولى بتوقيع وثائق هدنة وتقسيم الشرق الأوسط بين الدول الفائزة، دون تحقيق الوحدة العربية. وخلال فترة ما بعد الحرب، تأسست العديد من الدول العربية المستقلة، ولكن بقواعد تقسيم جديدة أثرت على فكرة الوحدة العربية.تلك المراحل تشير إلى التطور التدريجي للحركة الوطنية العربية والثورة العربية الكبرى، والتحديات التي واجهتها على طول الطريق، والنتائج التي أسفرت عنها هذه الثورة في نهاية المطاف. حيث تمكنت القوات العربية بقيادة الشريف حسين وتوماس لورانس من تحقيق انتصارات مهمة ضد القوات العثمانية. وبعد الحرب تمكنت الثورة العربية الكبرى من تحرير عدة مناطق عربية من سيطرة الإمبراطورية العثمانية. ومع ذلك، فإن الثورة لم تحقق الوحدة السياسية المثالية التي كان يطمح إليها الشريف حسين بن علي، مما أدى في نهاية المطاف إلى تقسيم المنطقة إلى عدة دول عربية منفصلة( الجمل , 2000 :32).

المطلب الثالث : أسباب ودوافع قيام الثورة العربية الكبرى

ساهمت مجموعة من الأسباب والدوافع دفعت الشعوب العربية إلى الانضمام إلى الثورة العربية الكبرى والتمرد على الحكم العثماني خلال الحرب العالمية الأولى , وكانت لهذه الأسباب والدوافع تجميع الرغبة في الاستقلال والوعي القومي والظلم العثماني والدعم الخارجي، مما دفع الشعوب العربية إلى الانضمام إلى الثورة العربية الكبرى والسعي نحو تحرير وطنها من الحكم العثماني.ومن ابرز أسباب ودوافع قيام الثورة العربية الكبرى( دبشي, 2007 :49).

  1. رغبة الشعوب العربية في الاستقلال الوطني: كانت الشعوب العربية تعاني من الحكم العثماني الذي كان يفرض سياسات قاسية ومستبدة، ولم يكن يلبي احتياجات الشعوب المحلية. فرغبة هذه الشعوب في الحصول على الاستقلال وتقرير مصيرها كانت دافعاً قوياً للثورة.
  2. الوعي القومي والإحساس بالهوية العربية: زادت الوعي القومي بين العرب والإحساس بالهوية العربية، وتضافرت جهود العديد من الفعاليات الوطنية والثقافية لتعزيز هذا الوعي ودعم الثورة.
  3. وعود الدعم الخارجي: تلقى الشريف حسين بن علي وعدد من الزعماء العرب بالدعم من الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا في حال نجاح الثورة. وهذا أشعل روح الثقة والتفاؤل بالنجاح.
  4. القمع والظلم العثماني: كانت الحكومة العثمانية تفرض سياسات قمعية وظالمة على الشعوب العربية، مما أدى إلى زيادة الاستياء والغضب ضد الحكم العثماني وتحفيز الشعوب للثورة(577 :2005 Coşgel,).
  5. المصالح الإستراتيجية والاقتصادية: كانت هناك مصالح إستراتيجية واقتصادية للدول الغربية في دعم الثورة العربية، مثل إستراتيجيتها في السيطرة على المناطق الاستراتيجية والموارد الطبيعية في الشرق الأوسط.
  6. التحالفات الدولية: تلقى الشريف حسين بن علي وعدد من الزعماء العرب وعودًا بالدعم من الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا في حال نجاح الثورة، مما أشعل روح الثقة والتفاؤل بالنجاح.
  7. القيادة القوية: قاد الشريف حسين بن علي وأبناؤه الثورة بقوة وحزم، وتمتعوا بتأييد واسع من الشعوب العربية، مما سهل تنظيم الثورة وتحقيق نجاحات عسكرية مهمة

المبحث الثاني : الشريف حسين وفكرة الوحدة العربية

تمثلت رؤية الشريف حسين في إنشاء دولة عربية موحدة في الخطابات التي ألقاها وفي مفاوضاته مع الحلفاء البريطانيين، حيث طالب بدعمهم لإقامة دولة عربية مستقلة تضم الأراضي التي كانت تحت الحكم العثماني. ومع ذلك، لم تتحقق تلك الرؤية بالشكل الذي كان يأمل فيه الشريف حسين، حيث تم تقسيم المنطقة العربية بواسطة القوى الاستعمارية الغربية بموجب اتفاقية سايكس بيكو واتفاقية سايكس-بيكو. وبالتالي، لم تتحقق الدولة العربية الموحدة التي كان يطمح إليها الشريف حسين بن علي(جوازنه , 2012 : 355).

المطلب الاول : شخصية الشريف حسين بن علي

يعد الشريف حسين بن علي ابرزت الشخصيات التاريخية في العالم العربي، وهو أحد أفراد العائلة الهاشمية التي تعود أصولها إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولد الشريف حسين في الحجاز في عام 1853، وتوفي في عام 1931. كان يحمل لقب الشريف الحسيني، وكان يعتبر أميراً ووالياً لمكة المكرمة والمدينة المنورة( العموش, 2020 : 681).

تاريخيًا، لعب الشريف حسين دورًا بارزًا في الحركات الوطنية والثورات التي هدفت إلى الاستقلال والتحرر من الاستعمار العثماني. ومن أبرز إنجازاته كان قيامه بدعوة إلى الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثماني في بداية القرن العشرين. وعلى الرغم من أن الثورة لم تحقق كل أهدافها المباشرة، إلا أنها ساهمت في زعزعة سلطة الإمبراطورية العثمانية وفتحت الطريق لتأسيس الدول العربية المستقلة( المهوس, 2003 :32).

فيما بعد، تولى الشريف حسين بن علي حكم المملكة العربية الهاشمية التي شملت منطقة الحجاز وجزءًا من بلاد الشام، وكان له دور في تأسيس الدولة الأردنية الحديثة. ورغم تحقيق بعض الانتصارات السياسية، إلا أنه واجه تحديات كثيرة منها صراعات القوى الاستعمارية والتحديات الداخلية. لذلك يعد الشريف حسين بن علي رمزًا للنضال العربي من أجل الاستقلال والوحدة والتحرر، وتُذكر إسهاماته وجهوده في تشجيع الوعي الوطني وتحفيز الحركات الوطنية في مختلف أنحاء العالم العربي( المومني, 1996 :32).

لقد جاءت فكرة الوحدة العربية من اجل تحقيق الوحدة السياسية والثقافية والاقتصادية بين الشعوب العربية المنتشرة في مناطق مختلفة من العالم العربي. ويهدف هذا المفهوم إلى تجاوز الانقسامات القومية والطائفية والقبلية، وتوحيد العرب تحت راية واحدة لتحقيق مصالحهم المشتركة وتعزيز قوتهم وتنميتهم( الرقاد, 2018 :66).

وجاءت فكرة الدولة العربية الموحدة والتي طرحها الشريف سين بن علي هو تحقيق طموح الشعوب العربية بتحقيق الوحدة السياسية للشعوب العربية تحت راية دولة واحدة تمتد عبر المناطق العربية المختلفة. يتمثل الهدف الرئيسي لهذه الفكرة في توحيد العرب تحت سلطة واحدة لتحقيق مصالحهم المشتركة وتعزيز قوتهم في المنطقة وعلى الساحة الدولية. ومن بين العوامل التي دعمت فكرة الدولة العربية الموحدة ما يلي ( المهوس, 2003 : 43).

  1. التاريخ والثقافة المشتركة: تشترك الدول العربية في تاريخ طويل وثقافة غنية، مما يجعل الفكرة مقبولة ومرغوبة بين العديد من الشعوب العربية.
  2. الوحدة الجغرافية: تتشارك الدول العربية العديد من الحدود الجغرافية والموارد الطبيعية، مما يجعل التعاون والتكامل بينها أمرًا ضروريًا لتحقيق التنمية والازدهار.
  3. الحاجة إلى التكامل الاقتصادي والاجتماعي: يمكن للدولة العربية الموحدة أن تعزز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول العربية، وتحقيق التوازن في توزيع الثروات والموارد.
  4. التحديات الأمنية والسياسية المشتركة: تواجه الدول العربية العديد من التحديات الأمنية والسياسية المشتركة مثل التطرف والإرهاب والصراعات الإقليمية، ويمكن للوحدة العربية الموحدة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة(Saeb,2017 :11).
  5. التطلعات الشعبية: تعبر العديد من الشعوب العربية عن رغبتها في تحقيق الوحدة السياسية كوسيلة لتحسين ظروفها المعيشية وتعزيز حقوقها وحرياتها.

ومع ذلك، واجهت فكرة الدولة العربية الموحدة تحديات عديدة، بما في ذلك التحديات السياسية والتاريخية والثقافية والدينية. إضافةً إلى ذلك، تظل قضايا الهوية الوطنية والتفاضل بين الثقافات والأديان تحتاج إلى حلول شاملة ومتفق عليها قبل تحقيق الوحدة العربية الموحدة بشكل كامل. وتتمثل أهداف الوحدة العربية بما يلي ( مظفر, 2010 :43):

  1. الوحدة السياسية: تشمل هذه الوحدة إنشاء دولة عربية واحدة تمتد عبر العالم العربي، تكون لها سيادة مشتركة وحكومة واحدة تمثل جميع الشعوب العربية.
  2. الحفاظ على الهوية العربية: يسعى المفهوم إلى الحفاظ على الهوية العربية المشتركة واللغة العربية والتراث الثقافي العريق، وتعزيز التواصل والتفاهم بين الشعوب العربية.
  3. التعاون الاقتصادي : تشجع الوحدة العربية على التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول العربية، وتطوير البنية التحتية وتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة.
  4. التعاون الأمني والعسكري: تعتبر الوحدة العربية وسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون العسكري لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
  5. حل النزاعات وتعزيز السلام: يمكن للوحدة العربية أن تسهم في حل النزاعات الداخلية والخارجية بين الدول العربية وتعزيز السلام والتعايش السلمي.

يمكن القول ان مفهوم الوحدة العربية كان طموحًا لتحقيق التكامل والتعاون بين الشعوب العربية، وبناء مستقبل مشترك يعكس التاريخ والثقافة والقيم العربية.

المطلب الثاني : فكرة الوحدة العربية

لقد كان من بين أبرز المناضلين من أجل الوحدة العربية خلال الفترة الانتقالية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الشريف حسين بن علي، حاكم مكة المكرمة وزعيم الهاشميين. كانت لديه رؤية واضحة لتحقيق الوحدة العربية، وقد قاد جهودًا حثيثة لتحقيق هذا الهدف. وكان دور الشريف حسين وفكرة الوحدة العربية هو تحقيق طموح الشعوب العربية لم الشمل العربي وتحقيق الحكم الذاتي , ودرء الانقسامات العربية وتشكيل دولة عربية تدافع عن مصالح الشعوب العربية , وقد برزت مجموعة من الدوافع لتشكيل فكرة الوحدة العربية موضحة كما يلي ( مصطفى , 1991 :47):

  1. وجود العائلة الهاشمية التي تمثل الهوية العربية: كانت عائلة الهاشميين، التي كان الشريف حسين ينتمي إليها، تحظى بتقدير واحترام واسعين في الوطن العربي، مما منحها وزعامتها الطبيعية في نقل فكرة الوحدة العربية.
  2. رفض الانقسامات الطائفية: كانت رؤية الشريف حسين تنبذ الانقسامات الطائفية وتؤكد على الوحدة الوطنية للعرب بمختلف أديانهم وثقافاتهم.
  3. التحالفات مع القوى الأوروبية: سعى الشريف حسين إلى استغلال التحالفات مع الدول الأوروبية، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، لتحقيق هدف الوحدة العربية.
  4. الاتفاقيات والتحالفات: قاد الشريف حسين مفاوضات مع الدول الأوروبية والمسؤولين البريطانيين والفرنسيين، وتمكن من الحصول على وعود بالدعم للوحدة العربية.
  5. تحريك الثورة العربية الكبرى: كان دعم الشريف حسين للثورة العربية الكبرى جزءًا من جهوده لتحقيق الوحدة العربية، حيث كان يعتبر الثورة خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف.
  6. تحقيق الحكم الذاتي والاستقلال: عمل الشريف حسين على تحقيق الحكم الذاتي والاستقلال للمناطق العربية كخطوة أولية نحو تحقيق الوحدة العربية.

يمكن القول ان فكرة الوحدة العربية كانت تحظى بدعم كبير من الشريف حسين، ولكن التحقيق الكامل لهذا الهدف كان معقدًا وواجه العديد من التحديات والمعوقات في الفترة التاريخية التي كان يعيشها.

ان تحقيق الوحدة العربية قد واجه العديد من العوامل التي حالت دون تحقيقها، ويعود ذلك إلى عدة عوامل وأحداث تاريخية أدت إلى فشل تحقيق هذا الهدف الطموح.وقد مثل انهيار فكرة الوحدة العربية يمثل حدثًا مهمًا في تاريخ العالم العربي، حيث كانت هذه الفكرة تمثل طموحًا كبيرًا للشعوب العربية. وتعتبر مقدمة عن انهيار فكرة الوحدة العربية ,ومن بين العوامل التي أدت إلى إجهاض فكرة الوحدة العربية( طبابي , 2021 :3).

  1. التدخلات الخارجية: تعرضت الدول العربية لتدخلات خارجية من الدول الاستعمارية والقوى العظمى، وهو ما ساهم في تقويض جهود تحقيق الوحدة وزيادة الانقسامات الداخلية.
  2. الانقسامات الداخلية: شهدت الدول العربية انقسامات داخلية على مستوى السياسات والأهداف، مما أدى إلى صعوبة تحقيق التوافق والتعاون لتحقيق الوحدة.
  3. الصراعات الإقليمية: تزايدت الصراعات الإقليمية في العالم العربي، سواء داخل الدول العربية أو بين الدول المجاورة، مما زاد من التوترات وأدى إلى فقدان الثقة بفكرة الوحدة.
  4. التحولات السياسية والاقتصادية: شهد العالم العربي تحولات سياسية واقتصادية كبيرة، وقد لعبت هذه التحولات دورًا في زيادة التوترات وتعقيد الأوضاع السياسية، مما جعل من الصعب تحقيق الوحدة.
  5. فقدان الثقة بالقيادات العربية: فقدت الشعوب العربية الثقة في قياداتها بسبب عدم قدرتها على تحقيق التقدم والازدهار وتحقيق الوحدة، مما أدى إلى انحسار شعبية فكرة الوحدة بين الشعوب.
  6. التفاضل القومي والطائفي: تزايدت الانقسامات القومية والطائفية في المنطقة، مما أدى إلى تشتت الهويات الوطنية وصعوبة تحقيق التوافق على فكرة الوحدة.
  7. الحروب والصراعات الإقليمية: شهدت المنطقة العربية العديد من الحروب والصراعات الإقليمية، مما زاد من التوترات وصعوبة تحقيق التوافق بين الدول العربية( عدوان, 2014 :2).

يمكن القول بأن تلك العوامل والأحداث سويةً قد حالت دون تحقيق الوحدة العربية التي كانت طموحًا للعديد من القادة والشعوب العربية, وتعثر الجهود نحو تحقيقها بالشكل المطلوب.

المطلب الثالث : نتائج الثورة العربية الكبرى

شكلت الثورة العربية الكبرى، التي وقعت في الفترة من 1916 إلى 1918 الى تحديد مسار التاريخ العربي والشرق الأوسط بشكل عام ،وقد شهدت المنطقة العربية تحولات هائلة، حيث شعرت الشعوب العربية برغبة قوية في التحرر من سيطرة الإمبراطوريات الاستعمارية، بما في ذلك الدولة العثمانية. في هذا السياق، اندلعت الثورة العربية الكبرى بقيادة شخصيات بارزة مثل الشريف حسين بن علي، وتمثلت هدفها الرئيسي في تحقيق الاستقلال وإنشاء دولة عربية موحدة( عبد الرحمن, 2021 :3).

وترتب على الثورة العربية الكبرى نتائج متعددة، من أبرزها تحقيق الاستقلال لعدد من الدول العربية، مثل العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين. كما أدت الثورة إلى تفكيك الدولة العثمانية وانهيارها، مما فتح الباب أمام تشكيل خريطة سياسية جديدة في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، أثرت الثورة العربية الكبرى على الوعي القومي العربي، حيث ساهمت في تعزيز الهوية العربية وتعزيز الروح الوطنية بين الشعوب العربية. كما أن لها تأثيراً كبيراً على حركات التحرر الوطني في العالم النامي( المحارمة , 2016 : 3).

ان نتائج الثورة العربية الكبرى لا تقتصر فقط على المستوى السياسي والتاريخي، بل تمتد إلى الأبعاد الثقافية والهوية، من بين أبرزها:

  1. انهيار الدولة العثمانية: ساهمت الثورة العربية الكبرى في زعزعة قوة الدولة العثمانية وتقويض سيطرتها على المناطق العربية.
  2. تأسيس الدول العربية الحديثة: ساهمت الثورة في تأسيس دول عربية جديدة مثل العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، بالإضافة إلى تأسيس المملكة العربية السعودية.
  3. تحقيق الاستقلال: ساعدت الثورة في دفع الحركات الوطنية نحو تحقيق الاستقلال في العديد من البلدان العربية.
  4. التغيرات في السياسة الدولية: أثرت الثورة العربية الكبرى على توجهات السياسة الدولية وأضعفت نفوذ الإمبراطوريات الاستعمارية في المنطقة.
  5. تعزيز الهوية العربية: ساهمت الثورة في تعزيز الوعي القومي العربي وتعزيز الهوية العربية.
  6. ظهور حركة التحرر الوطني: ألهمت الثورة العربية الكبرى حركات التحرر الوطني في مختلف أنحاء العالم، خاصة في العالم النامي( السلخي, 2023 :2).

يرى الباحث أن الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية، مر بكثير من التحديات والتغيرات الجذرية. بالرغم من أن الثورة العربية الكبرى لم تحقق كل أهدافها المعلنة بشكل كامل، إلا أن لها تأثيراً عميقاً على مسار التاريخ العربي والشرق وبقي مشروع الوحدة العربية حلماً يتمناه الكثيرون في العالم العربي، ورغم وجود محاولات متعددة لتحقيقه، إلا أن التحديات السياسية والثقافية والاقتصادية أثرت على قدرة الدول العربية على تحقيق هذا الهدف. لكن يظل مشروع الوحدة العربية يشكل رمزاً للطموح والتطلعات لدى الكثير من الشعوب العربية. باعتبار الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية يعتبران جزءاً من تاريخ العرب الحافل بالتحولات والصراعات والتضحيات، ولكنهما يظلان أيضاً مصدر إلهام للعديد من الأجيال الحالية والقادمة، من أجل تحقيق التقدم والازدهار وتحقيق مصالح شعوب المنطقة بشكل شامل.

الخاتمة ولنتائج والتوصيات

أولا : الخاتمة

شكَّلت خاتمة الدِّراسة حصيلة النتائج التي تمثل الإجابة عن أسئلة الدِّراسة بالإضافة إلى تقديم مجموعة من التوصيات لدراسة الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية, وقد أبرزت الدراسة أهمية هذه الفترة في تاريخ العالم العربي وتأثيرها العميق على مسار التاريخ الحديث للمنطقة. بالرغم من أن الثورة العربية الكبرى لم تحقق بالضبط أهدافها المعلنة من إقامة دولة عربية موحدة، إلا أنها أثارت الوعي الوطني والنضال من أجل الاستقلال في العالم العربي.

وأظهرت الدراسة العديد من العوامل والتحديات التي واجهها مشروع الوحدة العربية، بما في ذلك التدخلات الخارجية والانقسامات الداخلية. ومع ذلك، فإن رؤية الشريف حسين بن علي وغيره من الزعماء العرب كانت تعبر عن رغبة قوية في تحقيق الوحدة والاستقلال. ومن الجدير بالذكر أن روح الثورة العربية الكبرى ما زالت حية في الوعي العربي، وأن مشروع الوحدة العربية لا يزال يشكل هدفًا مهمًا للكثيرين في المنطقة. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، يمكن أن تلعب الدراسات المستمرة والحوار الوطني دورًا مهمًا في بناء جسور التفاهم والتعاون بين الدول العربية نحو تحقيق هذا الهدف المشترك.

وقد بينت الدراسة ان الثورة العربية الكبرى شكلت نقطة تحول هامة في تاريخ الشرق الأوسط، حيث سعت إلى إسقاط الحكم العثماني وتحقيق الاستقلال لمجموعة من الشعوب العربية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط لترسيخ فكرة لم الشمل العربي في اطار دولة عربية موحدة

وساهمت الدراسة في بيان أهمية الثورة العربية الكبرى في صعود حركة الاستقلال العربية التي قادها الشريف حسين بن علي، الشريف حسين، حاكم منطقة مكة المكرمة آنذاك، وهي حركة تمرد على الحكم العثماني في حزيران 1916، مما شجع العرب الآخرين على الانضمام إلى الحركة.

واطهرت الدراسة أهمية مشروع الوحدة العربية الذي قاده الشريف حسين بن علي بهدف تحقيق الوحدة السياسية والتحرر الوطني للشعوب العربية تحت حكم واحد. واستند المشروع القومي على فكرة إنشاء دولة عربية كبرى تمتد من الحدود الشرقية لمصر إلى الحدود الشمالية للجزيرة العربية، وان تكون مكة المكرمة كمركز للحكم.

وساهمت الدراسة في بيان دور الشريف الحسين ابن في ترسيخ المشروع القومي الذي لاقى نجاحات مهمة في تحرير بعض المناطق العربية من سيطرة الدولة العثمانية. ومع نهاية الحرب، قادت هذه الثورة إلى تأسيس عدة دول عربية مستقلة، لكنها لم تحقق الوحدة السياسية الكاملة التي كان يطمح إليها الشريف حسين بن علي

ثانيا : نتائج الدراسة

  1. بينت الدراسة أهمية انطلاق الثورة العربية الكبرى في تاريخ العالم العربي وتأثيرها العميق على مسار التاريخ الحديث للمنطقة بهدف إقامة دولة عربية موحدة, ودورها في أثارت الوعي الوطني والنضال من أجل الاستقلال في العالم العربي.
  2. بينت الدراسة ابرز العوامل والتحديات التي واجهها مشروع الوحدة العربية، وخاصة التدخلات الخارجية والانقسامات الداخلية. ورغم هذا التحديات الا ان رؤية الشريف حسين بن علي كانت تعبر عن رغبة قوية في تحقيق الوحدة والاستقلال.
  3. اكدت الدراسة ان الثورة العربية الكبرى شكلت نقطة تحول هامة في تاريخ الشرق الأوسط للسعي الى تحقيق الاستقلال لمجموعة من الشعوب العربية في منطقة الشرق الأوسط ولم الشمل العربي في إطار دولة عربية موحدة
  4. بينت الدراسة أهمية مشروع الوحدة العربية الذي قاده الشريف حسين بن علي بهدف تحقيق الوحدة السياسية والتحرر الوطني للشعوب العربية تحت حكم واحد. حيث استند المشروع القومي على فكرة إنشاء دولة عربية كبرى تمتد من الحدود الشرقية لمصر إلى الحدود الشمالية للجزيرة العربية
  5. بينت الدراسة دور الشريف الحسين ابن في ترسيخ المشروع القومي لتحرير المناطق العربية من سيطرة الدولة العثمانية وتأسيس عدة دول عربية مستقلة،

ثالثا : التوصيات

  1. على الأكاديميين والتربويين ترسيخ فكرة الوحدة العربية في المناهج المدرسية التربوية لبيان الدور الريادي للشريف حسين بن علي في بناء الدولة العربية الموحدة.
  2. من الضروري تعزيز قيم مفهوم الوحدة العربية كمشروع عربي جاء من وحي الهاشميين والذي لا زال جزء من توجهات السياسية الخارجية الأردنية.
  3. على المهتمين المقارنة بين تجارب الثورات والحركات الوطنية الأخرى في العالم وكيف تم تطبيقها في سياق الثورة العربية الكبرى ومشروع الوحدة العربية.

المراجع

أولا: المراجع العربية

أبو زيدون , وديع(2003). تاريخ الإمبراطورية العثمانية من التأسيس إلى السقوط، الأهلية للنشر والتوزيع،عمان، الأردن.

إسماعيل، أحمد ياغي(2000). تاريخ العالم العربي المعاصر، ط1 مكتبة العبيكان، الرياض، السعودية

الجمل, شوقي عطا الله، عبد الله عبد الرزاق إبراهيم(2000). تاريخ أوروبا من النهضة إلى الحرب الباردة، المكتب المصري للتوزيع والمطبوعات، القاهرة،مصر.

جوارنة، أحمد(2012). النهضة العربية: دراسة في القومية العربية من خلال جريدة القبلة: 1334 – 1343هـمجلة اتحاد الجامعات العربية.جامعة اليرموك. الأردن، 9(1)، ص335-357

حلاق , حسان(2000). تاريخ الشعوب الاسلامية الحديث والمعاصر، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، بيروت.

الخالدي روحي(2012). الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة، أصدق تاريخ ألعظم انقلاب, مؤسسة الهنداوي للتعليم والثقافة، الاردن.

الخطيب , جبر محمد (1999).مشروع الملك حسين بن علي للوحدة العربية (1916 – 1924) اللجنة العليا لكتابة تاريخ الأردن,الأردن.

خوري، يوسف (1990). المشاريع الوحدوية العربية 1913 – ،1989 مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط،2 ،لبنان ص 115 – .120

دبشي , الجازي أنور(2007). موقف القبائل البدوية من العمليات العسكرية للثورة العربية الكبرى في جنوب الأردن(1917 -1918). الوثائق البريطانية، مجلة جامعة الحسين بن طلال البحوث، مج،3 ج ،2 .الاردن.

الرقاد، محمد (2018). الفكر الاستراتيجي السياسي للشريف الحسين بن علي. مجلة دراسات للعلوم الاجتماعية والإنسانية. الجامعة الأردنية. الأردن، (45)، ص59-71.

رندا ,مصطفى(2019).أهم صفات الشريف الحسين بن علي ومحطات حياته, موقع موضوع , 2, تموز, الاردن.

زهدي ,عبد المجيد سمور(2008). تاريخ العرب المعاصر، الشركة العربية للتسويق والتوريدات بالتعاون مع جامعة القدس المفتوح، مصر.

سعيد أمين(1997). الثورة العربية الكبرى، تاريخ مفصل جامع للقضية العربية في ربع قرن، مج،1 مكتبة مديولي، القاهرة.

السلخي , فرح (2023). نتائج سقوط الدولة العثمانية على العالم الإسلامي, موقع موضوع, 29, اب, الاردن.

سوادي ,هشام هاشم(2009). تاريخ العرب الحديث 1918-1516م من الفتح العثماني إلى نهاية الحرب العالمية الأولى، ط،1 دار الفكر، عمان، .الاردن.

الشوا , سفيان (2016).الثورة العربية الكبرى. بداية للوحدة العربية, صحيفة الدستور, 26, ايار, الاردن.

الشيخ, رأفت(1996). تاريخ العرب المعاصر، عين للدراسات والبحوث الاجتماعية والإنسانية، القاهرة،مصر.

الصلاحين , هلا (2023). الثورة العربية الكبرى, موسوعة المملكة الأردنية الهاشمية, 3, اب , الاردن.

طبابي, أحمد(2021). الوحدة العربية.. ظروف نشأتها وتحدياتها,مركز الجزيرة للدراسات , 24,, اذار, قطر.

العابدين ,بن شمس زين(2011). تاريخ العرب الحديث والمعاصر، ط،1 دار المسيرة، عمان، الاردن.

عبد الرحمن , محمد (2021). الثورة العربية.. الأسباب وراء اندلاعها وهل ساعد البريطانيون شرفاء مكة؟صحيفة اليوم السابع ,10, حزيران, مصر

عدوان, نمر عدوان (2014).هناك سبعة أسباب لعدم قيام وحدة عربية وهناك سبب واحد لقيامها,وكالة وطن للانياء , 18, كانون اول, فلسطين.

العموش. الشرعة، أنس. إبراهيم(2020). أوضاع مكة المكرمة في عهد الشريف الحسين بن علي 1916-1924 جريدة القبلة مصدرا. مجلة دراسات للعلوم الإنسانية والاجتماعية. الجامعة الأردنية. الأردن،47(1)،ص681-

غربي , الغالي(2011). دراسات في تاريخ الدولة العثمانية والمشرق العربي (1916) ط،2 ديوان المطبوعات الجامعية، .الجزائر.

فاروق , الخالدي محمد(2000). المؤامرة الكبرى على بالد الشام، دراسة تحليلية للنصف الأول من القرن ،20 ط ،1 دار الراوي للنشر والتوزيع، الدمام، .السعودية

قلعجي , قدري(1994). الثورة العربية الكبرى، جيل الفداء يوما بيوم مع كامل الأسماء والوثائق والأدوار (1925…1916).ط ،2 شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت، لبنان

المحارمة , عمر (2016).الثورة العربية الكبرى. للوحدة وليس للانسلاخ, صحيفة الدستور,6, نيسان, الاردن.

مصطفى ,طلاس العماد (1978). الثورة العربية الكبرى، ط ،4 دار طالس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق، سوريا.

مصطفى، عبدالله حشيم (1991). قضية الوحدة العربية ودور الجامعة في حركة الوحدة العربية قضايا وأزمات دولية معاصرة. ط،1 منشورات الجامعة المفتوحة، طرابلس.

مظفر, الادهمي محمد(2010). تاريخ الوطن العربي الحديث المنهج والوقائع، ط،1 دار أيله للنشر والتوزيع، الأردن.

المهوس، مريم فريح(2003).حامية المدينة المنورة وثورة الشريف حسين. مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة. المدينة المنورة،(6)، ص18-62.

موسى ,سليمان(1986). الحركة العربية سيرة المرحلة األولى للنهضة العربية الحديثة (1908-1924(، ط،3 دار النهار للنشر، بيروت، لبنان،.

المومني، نضال داود (1996). الشريف الحسين بن علي والخلافة. عمان: منشورات لجنة تاريخ الأردن.

ثانيا: المراجع الأجنبية

Coşgel, Metin M. “Efficiency and Continuity in Public Finance: The Ottoman System of Taxation.” International Journal of Middle East Studies, Vol. 37, No. 4 (Nov., 2005): 567-586

DAWN, Ernest, 1991, “The Origins of Arab Nationalism”, in KHALIDI, Rashid (ed.), The Origins of Arab Nationalism, New York, Columbia University Press.

Saeb Rawashdeh (2017)Great Arab Revolt is cornerstone of Jordan’s political legitimacy — US scholar,May 25,the Jordan times ,Jordan .