معوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا من وجهة نظر مزاولي المهنة

د. مختار فرج الحويج1، أ. ميلاد أحمد زلطوم2، أ. ضو مصطفى جبران3

1 باحث، ليبيا. Mfalhawej@elmergib.edu.ly

2 باحث، ليبيا. Mazaltum@elmergib.edu.ly

3 باحث، ليبيا. Dmjubran@elmergib.edu.ly

HNSJ, 2024, 5(5); https://doi.org/10.53796/hnsj55/18

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/05/2024م تاريخ القبول: 15/04/2024م

المستخلص

تواجه مهنة المحاسبة بالدول النامية بشكل عام , وليبيا بشكل خاص العديد من التحديات والمشكلات ومن بين مظاهر تلك التحديات مدى ملائمتها لمتطلبات سوق العمل والتنمية الاقتصادية , وتشخيصها للوصول إلى الأليات والأدوات اللازمة لمواجهتها , وتسعى هذه الدراسة للوقوف على أهم المعوقات التي تساهم في عرقلة تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا , لكي تفي بمتطلبات سوق العمل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية والتوسع في الاستثمار , ولتحقيق أهداف هذه الدراسة فقد تم تصميم استبانة لتجميع وجهات نظر مزاولي المهنة في بلدية الخمس حول أهم تلك المعوقات , حيث تم إتباع المنهج الوصفي التحليلي لتحليل بيانات الدراسة باستخدام برنامج الحزمة الإحصائية SPSS كأداة لتحليل البيانات, وقد بينت نتائج الاختبارات الاحصائية المستخدمة في هذه الدراسة إن هناك معوقات تحول دون تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا ولها أثر على تدهور وضع مهنة المحاسبة وإن من أهم تلك المعوقات عدم مواكبة التطورات السريعة لتكنولوجيا نظم المعلومات المحاسبية وضعف مخرجات التعليم المحاسبي في المرحلة الجامعية وتدني مستوى الاقتصاد وبيئة الاعمال , واوصت الدراسة بعدة توصيات منها العمل على استخدام ومواكبة التطورات السريعة لتكنولوجيا نظم المعلومات المحاسبية في جميع مؤسسات الدولة والاهتمام بتطوير ورفع مستوى مخرجات التعليم المحاسبي في المرحلة الجامعية وإنشاء المجلس الأعلى للمحاسبة لتولي اصدار التشريعات.

الكلمات المفتاحية: مهنة المحاسبة – معوقات مهنة المحاسبة.

Research title

Obstacles Facing Accounting profession Development in Libya According to practitioners of Accounting.

Mukhtar Faraj Al-Hawij1, Milad Ahmed Zaltum2, Dhwo Mustafa Jubran2

1 Researcher, Libya. Mfalhawej@elmergib.edu.ly

2 Researcher, Libya. Mazaltum@elmergib.edu.ly

3 Researcher, Libya. Dmjubran@elmergib.edu.ly

HNSJ, 2024, 5(5); https://doi.org/10.53796/hnsj55/18

Published at 01/05/2024 Accepted at 15/04/2024

Abstract

The accounting profession in developing countries in general, and in Libya particularly, faces many challenges and problems, and among the manifestations of these challenges is suitability to the requirements of the labor market and economic development, and its diagnosis to reach the mechanisms and tools necessary to confront them, and this study seeks to identify the most important obstacles that contribute to hindering the development of the accounting profession in Libya, in order to meet the requirements of the labor market, economic and social development, accession to the World Trade Organization and the expansion of investment, To achieve the objectives of this study, a questionnaire has been designed to collect the data of practitioners in the municipality of AL Khoms on the most important of these obstacles. For instance, descriptive analysis paradigm was used to analyses data through SPSS statistical program and the results of the statistical tests used in this study showed that there are obstacles to the development of the accounting profession in Libya and have an impact on the deterioration of the status of the accounting profession and that the most important of these obstacles is not keeping pace with the rapid developments of accounting information systems technology, weak outputs of accounting education at the undergraduate level, and the low level of the economy and business environment. The study recommended several recommendations, including working to use and keep pace with the rapid developments of accounting information systems technology in all state institutions, paying attention to developing and raising the level of accounting education outputs at the undergraduate level, and establishing the Supreme Audit Council to issue legislation.

Key Words: Accounting profession – Obstacles to the accounting profession.

المقدمة:

تعد المحاسبة من المهن الاجتماعية وثيقة الصلة بالاقتصاد والتنمية الاقتصادية فهي من أهم مكونات بيئة الأعمال في المنظمات المعاصرة ، وهي مهنة لإمداد المستفيدين بالمعلومات اللازمة لاتخاذ القراراتـ، وغالباً ما تتطور مهنة المحاسبة بما يتناسب ودرجة التطور الاقتصادي للبلد.

وبالنظر إلى التوجهات المستقبلية للاقتصاد الليبي وما يشهده من تشجيع للاستثمار والتوسع في قاعدة الملكية وإقامة الشركات المشتركة و الجهود المبذولة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية فإن هذا يتطلب وجود مهنة على مستوى عال من التطوير والتنظيم.

مشكلة الدراسة:

إن مهنة المحاسبة لها تأثير على مدى نجاح خطط التنمية الاقتصادية في أي بلد، حيث تواجه مهنة المحاسبة بالدول النامية بشكل عام، وليبيا بشكل خاص العديد من التحديات والمشكلات، مما يستوجب ضرورة دراستها وتشخيصها للوصول إلى الآليات والأدوات اللازمة لمواجهتها، وبالنظر إلى واقع المهنة في البيئة الليبية تصنف في ركب المتأخرين فهي أمام تحديات كبيرة للدفع من مستوى الأداء المالي والمحاسبي، حيث توصلت العديد من الدراسات ومن بينها دراسة (بن غربية 1989)، بيت المال 1990، الدرويش 2005)، أن هناك قصور على المستوى التنظيمي للمهنة، كما توصلت دراسة (عبيد، 2002) إلى وجود الكثير من نقاط الضعف في مهنة المحاسبة والمراجعة بينما اشار (الدرويش وغالي، 2006) أن هناك مجموعة عوامل تعمل باتجاه معاكس لتطور المهنة كما أكد الملتقى الأول لمهنة المحاسبة المنعقد في مدينة بنغازي بجامعة بنغازي الأهلية 22/02/2022م تحت شعار أهمية دور مهنة المحاسبة والتنمية الاقتصادية داخل ليبيا على ضرورة النهوض بمهنة المحاسبة والمراجعة في ليبيا.

إذا السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو طالما أن الكل يدرك أن هناك حاجة ملحة للنهوض وتطوير مهنة المحاسبة، فلماذا لم يتم تطوير هذه المهنة ؟ بمعنى أخر ما المعوقات التي تحول دون تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا؟

أهداف الدراسة:

1- التعرف على واقع مهنة المحاسبة في ليبيا.

2- تحديد أهم المعوقات والصعوبات التي تواجه مهنة المحاسبة في ليبيا.

3- الخروج بنتائج وتوصيات تساهم في تطوير مهنة المحاسبة.

4- تحقيق هدف علمي وهو إضافة مرجع جديد في الفكر المحاسبي بالمواضيع المتعلقة بالتطوير مهنة المحاسبة.

أهمية الدراسة:

1- تسليط الضوء على جانب المعوقات التي تواجه مهنة المحاسبة في البيئة الليبية.

2- الاسهام في معالجة المعوقات التي تواجه مهنة المحاسبة من خلال إبراز أهم المعوقات ومن تم وضع الحلول والمقترحات لعلاجها.

3- الإضافة الفكرية للمكتبة العربية في الدراسات المحاسبية.

4- مساعدة الجهات المنظمة للمهنة في البيئة الليبية لمواجهة هذه المعوقات واتخاد ما يلزم من إجراءات بشأنها.

مصادر بيانات الدراسة:

تتمثل مصادر بيانات الدراسة فيما يلي:

1- مصادر البيانات الأولية : الاستبانة.

2- مصادر البيانات الثانوية : الكتب والدوريات والرسائل والمجلات العلمية والانترنت.

فرضيات الدراسة:

لتحقيق أهداف الدراسة تم تحديد الفرضية الرئيسية التالية:

(هناك معوقات تواجه تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا).

منهجية الدراسة:

بناء على طبيعة الدراسة والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها فقد استخدام الباحث:

1- المنهج الاستقرائي: حيث تم استقراء البحوث والدراسات المتعلقة بالموضوع محل الدراسة.

2- المنهج الوصفي التحليلي : تم تجميع البيانات المتعلقة بالمعلومات التي تواجه مهنة المحاسبة وتحليلها من خلال قائمة استبانة أعدت لهذا الغرض.

حدود الدراسة:

1- الحدود الزمنية: تقتصر الحدود الزمنية للدراسة على عام 2024م.

2- الحدود المكانية: تقتصر الحدود المكانية على مزوالي مهنة المحاسبة داخل نطاق بلدية الخمس.

3- الحدود الموضوعية: تقتصر الحدود الموضوعية للدراسة على مهنة المحاسبة وواقع المهنة في البيئة الليبية.

مجتمع الدراسة:

يتمثل مجتمع الدراسة من المهنيين الممارسين لمهنة المحاسبة داخل نطاق بلدية الخمس سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام أو المنظمات الأهلية أو مكاتب المراجعة والمحاسبة القانونية, و نظرا لكبر حجم مجتمع الدراسة تم إتباع أسلوب العينة العشوائية بتوزيع 55 استبانة لتعكس طبيعة مجتمع الدراسة.

الدراسات السابقة:

1- خيام محمد كامل مدوخ (2014): بعنوان: واقع تطور مهنة المحاسبة بين التأهيل المهني والتكنولوجي للمحاسبين في الشركات العاملة في قطاع غزة.

هدفت الدراسة إلى توضيح العلاقة بين التأهيل المهني والتأهيل التكنولوجي للمحاسبين ومدى تأثيره في تطوير مهنة المحاسبة ولتحقيق أهداف الدراسة صممت استبانة وزعت على مجتمع الدراسة حيت توصلت الدراسة إلى نتائج أهمها أنه توجد علاقة بين التأهيل التكنولوجي وتطوير مهنة المحاسبة من خلال الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسوب ما يساعد في اعداد قوائم مالية بدقة وسرعة أكبر، كما توجد علاقة بين التأهيل المهني وتطوير مهنة المحاسبة من خلال الاعتماد على برامج اكاديمية متطورة في تعليم المحاسبين، كما توجد معوقات تواجه تطور مهنة المحاسبة.

2- دراسة آدم احمد يوسف، عيسى بابكر موسى (2015): بعنوان: تطوير مهنة المحاسبة بين مقتضيات التعليم المحاسبي ومتطلبات سوق العمل في السودان.

هدفت هذه الدراسة إلى بيان أهمية التنسيق بين مقتضيات التعليم المحاسبي ومتطلبات سوق العمل في تطوير مهنة المحاسبة ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية بالسودان بالاعتماد على استبانة وزعت على 180 مفردة من مفردات عينة الدراسة، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها أن مقررات المحاسبة في كثير من أقسام المحاسبة بالجامعات السودانية غير واقعية بمتطلبات سوق العمل مما أدى إلى تدنى تطوير مهنة المحاسبة، وأوصت الدراسة بضرورة اشتراك جهات العمل والممارسين لمهنة المحاسبة في تطوير منهاج المحاسبة بالجامعات السودانية.

3- زيتو عولا أبوبكر (2017): بعنوان: ادخال البرامج المحاسبية الإلكترونية في منهاج التعليم المحاسبي لتطوير مهنة المحاسبة.

هدفت هذه الدراسة إلى بيان دور إدخال البرامج المحاسبية الإلكترونية في منهاج التعليم المحاسبي في تطوير مهنة المحاسبة حيث تمثلت مشكلة الدراسة في عدم تحديث وتطوير المناهج الدراسية للتعليم المحاسبي لتلبية احتياجات المهنة من المؤهلات العلمية في مجال استخدام البرامج المحاسبية الإلكترونية لتحقيق أهداف الدراسة استخدمت استمارة الاستبانة التي وزعت على مجموعة من الأكاديميين والمهنيين وتوصلت الدراسة إلى مجموعة نتائج منها ان المناهج الدراسة للتعليم المحاسبي الحالي تفتقر إلى الحد الادنى من مستويات التعليم في مجال تكنولوجيا المعلومات المتمثلة في البرامج المحاسبية الإلكترونية كما أوصت الدراسة بضرورة تطوير المناهج الدراسية للتعليم المحاسبي.

4- غندير عون شعيب (2019): بعنوان: أهمية الإبداع المحاسبي في تطوير مهنة المحاسبة في الجزائر.

سعت هذه الدراسة إلى توضيح الغموض الذي ينتاب مفهوم الإبداع المحاسبي وذلك لتداخله مع مفهوم المحاسبة الإبداعية وهدفت الدراسة إلى توضيح مفهوم الإبداع المحاسبي في مهنة المحاسبة، ومدى مساهمة قدرات ومهارات المحاسبين على ترقية مهنة المحاسبة حيث استخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليل لتحليل البيانات من خلال استبانة وزعت على فئة من الأكاديميين والمهنيين وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها يأخذ الإبداع المحاسبي في مهنة المحاسبة عدة أشكال كالمعايير المحاسبية وتكنولوجيا المعلومات، إن مقدرات ومهارات المحاسبين يؤدي إلى تدعيم وتعزيز مهنة المحاسبة وأوصت الدراسة بمكافحة كل المعوقات التي تحول دون الإبداع المحاسبي والعمل على تحفيز وتشجيع روح الإبداع.

5- دراسة علي مصطفى جمعة محمد، ومعتوق خالد عمر (2021): بعنوان: أثر التحول الرقمي على تطور مهنة المحاسبة والمراجعة والتعليم المحاسبي في ليبيا المعوقات والحلول.

وتمثلت مشكلة الدراسة في قصور مهنة المحاسبة والتعليم المحاسبي في مواكبة تطورات التحول الرقمي. وهدفت الدراسة إلى تحديد أثر التحول الرقمي على مهنة المحاسبة والتعليم المحاسبي، وتحديد المعوقات التي تقف حائل أمام الدخول الرقمي وتوصلت الدراسة إلى أن التحول الرقمي يؤدي إلى تطوير مهنة المحاسبة والمراجعة، حيث ساعد التحول الرقمي في تطوير التعليم المحاسبي وفي سرعة انجاز العمليات المالية والمراجعة والتحليل المالي، كما يوجد معوقات لتحليل الرقمي منها التخوف من أمن المعلومات ونقص الكفاءات والقدرات المؤهلة، وتوصي الدراسة بتطوير أداء المحاسبين لمواكبة التحول الرقمي.

6- دراسة شنن علي عباس (2024): بعنوان مدخل مقترح لتفعيل استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال المحاسبي وأثره على دعم وتطوير مهنة المحاسبة.

هدفت هذه الدراسة إلى وضع مدخل مقترح للتغلب على معوقات تفعيل لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في دعم وتطوير مهنة المحاسبة في بيئة الأعمال المصرية، ولتحقيق أهداف الدراسة وزعت قائمة استقصاء على مجتمع الدراسة المتمثل في الشركات المساهمة المقيدة بالبورصة المصرية حيث توصلت الدراسة إلى نتائج عدة منها توجد معوقات تحول دون تفعيل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مهنة المحاسبة، كما أوصت الدراسة بمجموعة توصيات منها ضرورة تطوير البرامج المحاسبية وتعزيز التعليم التكنولوجي في منهاج التدريس الجامعي عن طريق تدريس مواد تكنولوجيا المعلومات في الجامعات مع ضرورة تفعيل معايير التعليم المحاسبي.

الإطار المفاهيمي لمهنة المحاسبة المبحث الأول:

أولاً: طبيعة ومفهوم مهنة المحاسبة:

توصف مهنة المحاسب او المحاسبة من حيث طبيعة مخرجاتها بانها لغة الأعمال، كما توصف بأنها لغة المال، وتوصف من طبيعة نشاطها بانها نظام للمعلومات يعتمد على القياس والتوصل للمعلومات المالية، كما توصف بأنها علم ومهنة تحتل موقعها بين العلوم الحديثة بوصفها علماً اجتماعيا له أهمية ومهنة أساسية في كل الدول مهما كانت درجة تقدمها او طبيعة النظام الاقتصادي المطبق ومن ثم فالمحاسبة علم حديث ومهنة قديمة. (عجيلة 2014 ص 82,81).

تعددت مفاهيم مهنة المحاسبة واختلفت باختلاف البحاث: (شعيب 2010 ص27) حيث عرف المعهد الأمريكي للمحاسبين القانونيين مهنة المحاسبة بأنها فن تسجيل وتبويب وتلخيص الأحداث والمعاملات المالية التي يمكن التعبير عنها بوحدات نقدية، وتتمتع بخصائص مالية بهدف تفسير النتائج الناجمة عن الأحداث والمعاملات المالية التي قامت بها المؤسسة.

أما الجمعية الأمريكية للمحاسبة قدمت مفهوماً مغايراً لمهنة ا لمحاسبة بأنها: عمليات تحديد وقياس وتوصيل المعلومات الاقتصادية للاستفادة منها في اتخاذ أفضل القرارات.

ثانياً: خصائص مهنة المحاسبة:

تتمثل خصائص مهنة المحاسبة في التالي: (مدوخ 2014، ص15)

1- إتقان مهارة ثقافية معينة يتم الحصول عليها بالتدريب والتعليم.

2- نظرة موضوعية للأمور.

3- قبول واجبات تحو المجتمع ككل بالإضافة إلى واجبات تجاه العميل.

4- تقديم خدمات أساسها المجهود البشري وليس التعامل مع سلعة أو صفقة.

ثالثاً: شروط مزاولة مهنة المحاسبة:

أن ممارسة مهنة المحاسبة يتطلب توفر شرطين أساسيين هما: (عجيلة 2014، ص86، 87)

1- التأهيل العلمي: على المحاسب أن يكون على درجة كبيرة من ا لتحصيل العلمي في مجال المحاسبة والذي يتحقق من خلال الدراسة ا لأكاديمية وأن يتوج ذلك بشهادة جامعية معترف بها و أن يستمر في تحديث معلوماته والإلمام بأحدث التطورات العلمية والتكنولوجية في محيط المهنة.

2- التأهيل العملي: يجب على كل مهنى أن يجري التدريب الملائم لمقابلة متطلبات المهام الي تنتظره بقضاء فترة زمنية محددة لدى مزاولي المهنة، أي يجب أن يحصل على المهارة المهنية من شخص أكثر منه خبرة ودراسة لكي يصبح محاسب متميز ومؤهل.

رابعاً: مقومات مهنة المحاسبة:

أشار (المنصوري، المشكور 2012 ص5) إلى مجموعة من المقومات لممارسة مهنة المحاسبة تتمثل في:

1- الإطار الفكري للمحاسبة.

2- معايير المحاسبة.

3- المنظمات المحاسبية (المهنية).

4- التعليم المحاسبي.

خامساً: مجالات ممارسة مهنة المحاسبة:

تعد مهنة المحاسبة من اهم وأسرع المهن نمواً، سواء في الدول الصناعية المتقدمة او الدول النامية، إضافة إلى التدريس الأكاديمي تتيح مهنة المحاسبة العديد من مجالات العمل امام الممارسين، والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مجالات رئيسية: (ويجانت، كيبسو، كميل، مبادئ المحاسبة، ص72-74)

1- مهنة المحاسبة العامة: ويقصد بها العمل في مكاتب التدقيق والمحاسبة كممارسة مهنة حرة.

وسوف تقدم خدماتك المحاسبية إلى الجمهور العام، تماماً كما يؤدي الطبيب العام الخدمة إلى المرضى، وكما يؤدي المحامي الاستشارات القانونية إلى الزبائن، ويتضمن جزء كبير من اعمال المحاسب القانوني القيام بمهنة التدقيق، وهنا يقوم المحاسب القانوني بإبداء رأيه في صدق وعدالة القوائم المالية التي تم فحصها لإحدى المنشآت.

ووظيفة أخرى من المحاسبة العامة هي الاستشارات الإدارية وهنا يقوم المحاسب بتصميم النظم المحاسبية الرئيسية في المنشاة، بالإضافة إلى مساعدة المنشاة في تحديد فيما إذا كانت ستقوم بعمليات تطوير، وأبحاث للتطوير العام للمنشاة.

2- مهنة المحاسبة الخاصة: ويقصد بها العمل في منشآت الأعمال التجارية الهادفة إلى الربح.

وسيكون المحاسب في شكل موظفاً لدى إحدى الشركات تنسب إليه الوظائف في المحاسبة الخاصة او الإدارية كأن يكون محاسباً للتكاليف أو مدقق للمالية، او معد للموازنات التقديرية او تابع لنظم المعلومات المحاسبية (تصميم وتطوير).

3- مهنة المحاسبة في الوحدات الحكومية ومنشآت الأعمال التي لا تهدف إلى الربح.

فإن المنشآت التي لا تهدف إلى الربحية تحتاج إلى التقرير والرقابة المحاسبية، وتحتاج إلى المعلومات عن مدى تحقيق المنشاة لأهدافها المالية، وفيما إذا كان التمويل لهذه المنشاة مستمراً لمزاولة أنشطتها، فالمستشفيات، الكليات، الجامعات، المدارس عليها ان تتخذ قرارات في كيفية توزيع مواردها والاستفادة منها.

وفي مجال آخر في مهنة المحاسبة، في القطاعات التي لا تهدف إلى الربحية هو المحاسبة الحكومية، فالأقاليم والمحافظات والدوائر تقوم بتزويد المعلومات المالية على المشروعين، المواطنين والدائنين، فعلى المستوى الحكومي، فإن أكبر مشرع مالي هو مصلحة ضريبة الدخل، الجمعية العامة للمحاسبين القانونيين، بالإضافة إلى الهيئة العليا للاستثمار، وهيئة الرقابة الحكومية على الأسواق والبورصات.

سادساً واقع مهنة المحاسبة في ليبيا:

أبرزت الدراسات السابقة قصوراً جالياً في واقع الممارسات المحاسبية في ليبيا حيث توصلت دراسة (بيت المال 1990) على وجود اختلاف في تطبيق المبادئ المحاسبية في الشركات المتماثلة مما أدى إلى اختلاف البيانات والتقارير المحاسبية المنشورة وصعوبة إجراء المقارنة بينها حيث اسند الباحث سبب الاختلاف إلى عدم توافر إطار ومعايير معتمدة لهذه الطرق والإجراءات في بيئة المحاسبة الليبية، في حين أشار تقرير اللجنة الشعبية لجهاز الرقابة المالية والفنية (2003) إلى ملاحظات مفادها ان غالبية الشركات لا تراعي المقومات الأساسية للتقارير المالية الجيدة عند إعداداها لهذه التقارير وذلك لعدم وجود معايير محاسبية محلية، كما أوضحت دراسة (العربي، الدرويش، 2003) إلى أن أساليب التقييم المحاسبية للمشروعات المعروضة للتمليك تعاني من المشاكل المتعلقة بالسلامة والمبادئ والقواعد المحاسبية المتبعة في إجراء السنويات الجردية وإعداد القوائم المالية وخاصة فيما يتعلق بإجراء المعالجات المحاسبية للمخزون والمخصصات حيت أسندت الدراسة تلك المشاكل لعدم توافر مبادئ وقواعد محاسبية متعارف عليها محلياً وعلى الرغم من مرور أكثر من عقدين من الزمن على هذه الدراسة إلا أن واقع الحال يشير إلى استمراره حيث توصل الملتقى الأول لمهنة المحاسبة (2022) إلى عدم وجود مجموعة متكاملة من المعايير والقواعد المحاسبية التنظيمية لمهنة المحاسبة في ليبيا وأن وجدت بعض منها وبشكل مبعتر في القانون رقم (116 لسنة 1973) والخاص بتنظيم مهنة المحاسبة والمراجعة في ليبيا وأوصى الملتقى بضرورة وضع معايير لمهنة المحاسبة والمراجعة بما يتناسب مع البيئة المحلية. وبالنظر إلى واقع المهنة حاليا نجده يتميز بالضعف والبعد عن المهنية والكفاءة في كثير من الأحيان, كما أن استخدام المعلومات المحاسبة في عملية اتخاد القرارات ضعيفة جدا لجهل أغلبهم بأهمية هذه المعلومات وكيفية استخدامها قي عملية اتخاد القرار, كما أن وجهة نظر أصحاب المشروعات والشركات لمهنة المحاسبة والمحاسب غير واضحة وخاطئة في كثير من الأحيان بل إن في الأحيان يكون هناك خلط بين مفهوم المحاسب والبائع أو أمين الصندوق عند الكثير من أصحاب المشروعات وتكليف المحاسب بالقيام بأعمال لا علاقة له بمجال عمله الأمر الذي ينعكس في نظره اجتماعية متندية للمهنة ولممارسيها.

المبحث الثاني: إجراءات الدراسة الميدانية

أولا: أداة جمع البيانات اللازمة للدراسة :

استخدم الباحثون الاستبيان لتحقيق أهداف الدراسة المتمثلة بالتعرف على معوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا من وجهة نظر مزاولي المهنة، فقام الباحثون بتصميم استمارة استبيان، واشتملت على البيانات الشخصية للمستهدفين بالدراسة كالمؤهل العلمي، والمؤهل المهني، ومجال العمل، وسنوات الخبرة، والعضوية. كما اشتمل الاستبيان على محور أساسي من (12) عبارة يجسد هذه المعوقات.

التحليل الإحصائي ومعالجة البيانات

استخدم الباحثون الترميز الرقمي في ترميز إجابات أفراد المجتمع للإجابات المتعلقة بالمقياس الخماسي حيث تم إعطاء درجة واحدة للإجابة (غير موافق بشدة) ودرجتان للإجابة (غير موافق) وثلاث درجات للإجابة (محايد) وأربع درجات للإجابة (موافق) وخمس درجات للإجابة (موافق بشدة)، وقد تم تحديد اتجاه الاجابة لكل عبارة من عبارات الاستبيان ولكل محور من مقارنة قيمة متوسط الاستجابة المرجح مع طول فئة المقياس الخماسي، وحسب طول فئة المقياس من خارج قسمة (4) على (5).

الجدول (1) ترميز بدائل الاجابة وطول فئة تحديد اتجاه الاجابة

اتجاه الإجابة غير موافق بشدة غير موافق محايد موافق موافق بشدة
الترميز 1 2 3 4 5
طول الفئة 1 إلى أقل من 1.8 1.8 إلى اقل من 2.6 2.6 إلى اقل من 3.4 3.4 إلى اقل من 4.2 4.2 إلى 5
درجة الموافقة منخفضة جداً منخفضة متوسطة مرتفعة مرتفعة جداً

المصدر: اعداد الباحثون بإلاعتماد على بيانات الإستبانة 2024 ثانيا: أساليب التحليل الإحصائي للبيانات:

نحتاج في بعض الأحيان إلى حساب بعض المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها في وصف الظاهرة من حيث القيمة التي تتوسط القيم أو تنزع إليها القيم، ومن حيث التعرف على مدى تجانس القيم التي يأخذها المتغير، وأيضا ما إذا كان هناك قيم شاذة أم لا. والاعتماد على العرض البياني وحدة لا يكفى، لذا فإننا بحاجة لعرض بعض المقاييس الإحصائية التي يمكن من خلالها التعرف على خصائص الظاهرة محل البحث، وكذلك إمكانية مقارنة ظاهرتين أو أكثر، ومن أهم هذه المقاييس مقاييس النزعة المركزية والتشتت، وقد تم استخدام الأتي :

  • التوزيعات التكرارية: لتحديد عدد التكرارات، والنسبة المئوية للتكرار التي تتحصل عليه كل إجابة، منسوبا إلى إجمالي التكرارات، وذلك لتحديد الأهمية النسبية لكل إجابة ويعطي صورة أولية عن إجابة أفراد مجتمع الدراسة على العبارات المختلفة.
  • المتوسط الحسابي المرجح: لتحديد درجة الموافقة على كل عبارة من عبارات المقياس وفق مقياس التدرج الخماسي.
  • الانحراف المعياري: يستخدم الانحراف المعياري لقياس تشتت الإجابات ومدى انحرافها عن متوسطها الحسابي.
  • معامل الارتباط : لتحديد العلاقة بين كل عبارة وإجمالي محورها وبين إجمالي كل محور وإجمالي الاستبيان.
  • معامل الفا كرونباخ: لضمان ثبات الإجابات والبيانات التي تم جمعها بالاستبيان.

ثالثا: صدق فقرات الاستبيان : وتم ذلك من خلال

1- استطلاع آراء المحكمين

حيث إن استطلاع آراء المحكمين يعد من الشروط الضرورية واللازمة لبناء الاختبارات والمقاييس والصدق يدل على مدى قياس الفقرات للظاهرة المراد قياسها، وان أفضل طريقة لقياس الصدق هو الصدق الظاهري والذي هو عرض فقرات المقياس على مجموعة من الخبراء للحكم على صلاحيتها. وقد تحقق صدق المقياس ظاهرياً من خلال عرض الفقرات على مجموعة من المحكمين المتخصصين في المحاسبة، وقد تم الأخذ في نظر الاعتبار جميع الملاحظات التي قدمت من قبل المحكمين.

2: صدق الاتساق الداخلي والبنائي لمحور الاستبيان الرئيسي معوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا

الجدول (2) معاملات الارتباط بين عبارات محور معوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا وإجمالي المحور

ت الفقرة معامل الارتباط قيمة الدلالة الإحصائية
1 ضعف مخرجات التعليم المحاسبي في المرحلة الجامعية. 0.678** 0.000
2 نذرة المنظمات والجمعيات المهنية المحاسبية. 0.706** 0.000
3 عدم قيام الجمعيات والنقابات المهنية بالدور المنوط بها في تطوير المهنة. 0.542** 0.000
4 عدم وجود قانون شامل ينظم مهنة المحاسبة بشكل ملائم للواقع العملي. 0.646** 0.000
5 عدم الاستقرار المؤسسي للجهة المشرفة على وضع ورسم سياسات المهنة ( وزارة المالية ديوان المحاسبة). 0.638** 0.000
6 نظرة المجتمع المتدنية لمهنة المحاسبة قياساً بالمهن الأخرى كالطب والهندسة. 0.646** 0.000
7 ضعف استخدام المعلومات المحاسبية في عمليات اتحاد القرار وعدم الوعي بأهميتها. 0.575** 0.000
8 غياب ثقافة المجتمع في نقل المعرفة وتداول المعلومات المحاسبية. 0.682** 0.000
9 عدم فهم ووعي أصحاب الشركات لمهنة المحاسبة والدور الذي يقوم به المحاسب داخل الشركة. 0.596** 0.000
10 عدم مواكبة التطورات السريعة لتكنولوجيا نظم المعلومات المحاسبية. 0.73** 0.000
11 عدم وجود معايير محاسبية محلية وعدم ملائمة المعايير الدولية للبيئة المحلية. 0.664** 0.000
12 تدني مستوى الإقتصاد وبيئة الأعمال. 0.575** 0.000

المصدر: اعداد الباحثون بالإعتماد على بيانات الإستبانة 2024

لقد بينت النتائج في الجدول (2) أن قيم الدلالة الإحصائية جميعها أقل من 0.05 وهي دالة إحصائياً وتشير إلى وجود علاقة معنوية ذات دلالة إحصائية بين عبارات محور معوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا وإجمالي المحور وتثبت صدق الاتساق الداخلي والبنائي للاستبيان.

الثبــــــــــــــــــات:

وهو الاتساق في نتائج المقياس إذ يعطي النتائج نفسها بعد تطبيقه مرتين في زمنين مختلفين على الإفراد نفسهم، وتم حساب الثبات عن طريق معامل ألفا كرونباخ، حيث إن معامل ألفا يزودنا بتقدير جيد في أغلب المواقف وتعتمد هذه الطريقة على اتساق أداء الفرد من فقرة إلى أخرى، وأن قيمة معامل ألفا للثبات تعد مقبولة إذا كانت (0.6) واقل من ذلك تكون منخفضة، ولاستخراج الثبات وفق هذه الطريقة تم استخدام الاستمارات البالغ عددها (51) استمارة، وقد بلغ معامل الثبات لإجمالي الاستبيان (0.862)، وبالتالي يمكن القول أنها معامل ذات دلالة جيدة لأغراض البحث ويمكن الاعتماد عليه في تعميم النتائج.

الجدول (3) معامل الفاكرونباخ للثبات

إجمالي الاستبيان عدد الفقرات معامل الفا
12 0.862

المصدر: إعداد الباحثون بالإعتماد على بيانات الإستبانة 2024

رابعا: مجتمع وعينة الدراسة:

يتمثل مجتمع الدراسة بالمحاسبين المزوالين للمهنة في بلدية الخمس وقد تم اعتماد عينة عشوائية بسيطة قوامها (55) محاسباً، حيث تم توزيع (55) استمارة استبيان واسترداد (51) استمارة صالحة للتحليل، وبنسبة (92.72%) وكما مبين بالجدول رقم (4).

الجدول (4) يبين عدد الاستمارات الموزعة والفاقد منها والاستمارات الصالحة للتحليل

الاستمارات الموزعة عدد الاستمارات المفقودة نسبة الاستمارات المفقودة عدد الاستمارات الغير صالحة نسبة الاستمارات الغير صالحة الاستمارات الصالحة للتحليل نسبة الاستمارات الصالحة
55 4 7.28% 0 0% 51 92.72%

المصدر: اعداد الباحثون بالإعتماد على بيانات الإستبانة 2024

خامسا : عرض وتحليل البيانات المتعلقة بمتغيرات الدراسة:

1 الوصف الإحصائي لعينة الدراسة وفق الخصائص والسمات الشخصية:

الجدول (5) توزيع المستهدفين حسب بياناتهم الشخصية

المؤهل العلمي دبلوم عالي بكالوريوس ماجستير دكتوراه المجموع
ك 9 33 6 3 51
% 17.6 64.7 11.8 5.9 100%
المؤهل المهني زمالة ليبية زمالة عربية لا توجد المجموع
ك 4 1 46 51
% 7.8 2 90.2 100%
مجال العمل قطاع عام قطاع خاص منظمة أهلية مكتب محاسبة ومراجعة المجموع
ك 31 10 4 6 51
% 60.8 19.6 7.8 11.8 100%
سنوات الخبرة 5 سنوات فأقل 6 إلى 10 سنوات 11 إلى 15 سنة 16 إلى 20 سنة 21 سنة فأكثر المجموع
ك 4 9 7 15 16 51
% 7.8 17.6 13.7 29.4 31.4 100%
عضوية مجمع أو منظمة أو جمعية مهنية ليبية عربية لا توجد المجموع
ك 9 1 41 51
% 17.6 2 80.4 100%

المصدر: اعداد الباحثون بالإعتماد على بيانات الإستبانة 2024

أظهرت البيانات في الجدول (5) أن (9) مستهدفين وما نسبته (17.6%) يحملوا مؤهل الدبلوم العالي، و(33) مستهدفاً وما نسبته (64.7%) يحملوا مؤهل البكالوريوس، و(6) مستهدفين وما نسبته (11.8%) يحملوا مؤهل الماجستير، و(3) مستهدفين وما نسبته (5.9%) يحملوا مؤهل الاجازة الدقيقة (الدكتوراه). وهذا بعكس ان الواقع الليبي الذي يتميز بقلة حملة الشهادات العليا في المحاسبة.

أما بالنسبة للمؤهل المهني؛ فقد تبين إن (4) مستهدفين وما نسبته (7.8%) يحملوا مؤهل الزمالة الليبية، ومستهدف واحد يحمل مؤهل الزمالة العربية، و(46) مستهدفاً وما نسبته (90.2%) لا يحملوا أي مؤهل مهني. وهذا يعكس بكل وضوح واقع لتنظم المهنة الضعيف جدا.

وفيما يتعلق بمجال العمل؛ فقد تبين إن (31) مستهدفاً وما نسبته (60.8%) يعملوا في القطاع العام، و(10) مستهدفين وما نسبته (19.6%9 يعملوا في القطاع الخاص، و(4) مستهدفين وما نسبته (7.8%9 يعملوا مع المنظمات الأهلية، و(6) مستهدفين وما نسبته (11.8%) يعملوا في مكاتب المحاسبة والمراجعة. وبذلك يتضح ان العينه عكست على جميع قطاعات العمل التي توجد فيها المحاسبون.

أما بالنسبة لسنوات الخبرة؛ فقد تبين إن (4) مستهدفين وما نسبته (7.8%) كانت خبرتهم 5 سنوات فأقل، و(9) مستهدفين وما نسبته (17.6%) تراوحت خبرتهم من 6 إلى 10 سنوات، و(7) مستهدفين وما نسبته (13.7%)كانت خبرتهم ضمن الفئة 11 إلى 15 سنة، و(15) مستهدفاً وما نسبته (19.4%) تراوحت خبرتهم من 16 إلى 20 سنة، و(16) مستهدفاً وما نسبته (31.4%)كانت خبرتهم 21 سنة فأكثر. يتضح أن أفراد المحاسبة لديهم خبرة تزيد عن الخمس سنوات الأمر الذي يعني الإطلاع الجيد على أحوال المهنة.

وفيما يتعلق بالعضوية؛ فقد اتضح إن (9) مستهدفين وما نسبته (17.6%) كانوا ضمن العضوية الليبية، ومستهدفاً واحداً وما نسبته (2%) كان ضمن العضوية العربية، و(41) مستهدفاً وما نسبته (80.4%) لم تكن لديهم عضوية مجمع أو منظمة أو جمعية مهنية. وبذلك وبذلك يتضح ان عضوية الجمعية أو المجمع المهني بخلاف العضوية الليبية التي تكاد تكون معدومة لدى المحاسب الليبي.

م يتضح أن أفراد المحاسبة لديهم خبرة تزيد عن الخمس سنوات الأمر الذي يعني الإطلاع الجيد على أحوال المهنة ما سبق ستخلص ان خصائص العينة تعكس خصائص المجتمع الذي تمثله بشكل كبير وبالتالي فإن النتائج المستخلصة من تحليل بيانات العينة يمكن أن تكون مؤشرا قويا علي واقع مجتمع العينية.

2- التحليل الوصفي لمعوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا

لتحديد درجة الموافقة لكل عبارة من عبارات محاور الدراسة ومستوى كل متغير من متغيرات الدراسة سيتم الاعتماد على طول خلايا المقياس الخماسي، حيث تتم مقارنة قيمة متوسط الاستجابة المرجح مع طول خلايا المقياس المبينة في الجدول (1)، فتكون درجة الموافقة على كل عبارة منخفضة جداً إذا كانت قيمة المتوسط الحسابي ضمن الفئة (1 إلى اقل من 1.8)، وتكون درجة الموافقة منخفضة اذا كانت قيمة المتوسط الحسابي ضمن الفئة (1.8 إلى 2.6)، وتكون درجة الموافقة متوسطة إذا كانت قيمة المتوسط الحسابي ضمن الفئة (2.6 إلى اقل من .4)، وتكون درجة الموافقة مرتفعة إذا كانت قيمة المتوسط الحسابي ضمن الفئة (3.4 إلى اقل من 4.2)، وتكون درجة الموافقة مرتفعة جداً إذا كانت قيمة المتوسط الحسابي ضمن الفئة (4.2 إلى 5).

الجدول (6) يوضح التوزيعات التكرارية ونتائج التحليل الوصفي لمحور معوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا

ت الفقرة التكرار والنسبة غير موافق بشدة غير موافق محايد موافق موافق بشدة المتوسط المرجح الانحراف المعياري درجة الموافقة الوزن النسبي الترتيب
1 ضعف مخرجات التعليم المحاسبي في المرحلة الجامعية. ك 0 2 1 12 36 4.61 0.723 مرتفعة جداً 92.2% الخامس
% 0 3.9 2 23.5 70.6
2 نذرة المنظمات والجمعيات المهنية المحاسبية. ك 1 1 4 37 8 3.98 0.707 مرتفعة 79.6% السابع
% 2 2 7.8 72.5 15.7
3 عدم قيام الجمعيات والنقابات المهنية بالدور المنوط بها في تطوير المهنة. ك 0 1 0 16 34 4.63 0.599 مرتفعة جداً 92.6% الرابع
% 0 2 0 31.4 66.7
4 عدم وجود قانون شامل ينظم مهنة المحاسبة بشكل ملائم للواقع العملي. ك 1 1 1 13 35 4.57 0.806 مرتفعة جداً 91.4% السادس
% 2 2 2 25.5 68.6
5 عدم الاستقرار المؤسسي للجهة المشرفة على وضع ورسم سياسات المهنة ( وزارة المالية ديوان المحاسبة). ك 2 5 17 22 5 3.45 0.945 مرتفعة جداً 69% التاسع
% 3.9 9.8 33.3 43.1 9.8
6 نظرة المجتمع المتدنية لمهنة المحاسبة قياساً بالمهن الأخرى كالطب والهندسة. ك 3 2 6 37 3 3.69 0.883 مرتفعة 73.8% الثامن
% 5.9 3.9 11.8 72.5 5.9
7 ضعف استخدام المعلومات المحاسبية في عمليات اتحاد القرار وعدم الوعي بأهميتها. ك 3 6 16 22 4 3.35 0.996 مرتفعة 67% العاشر
% 5.9 11.8 31.4 43.1 7.8
8 غياب ثقافة المجتمع في نقل المعرفة وتداول المعلومات المحاسبية. ك 3 5 23 19 1 3.2 0.872 متوسطة 64% الثاني عشر
% 5.9 9.8 45.1 37.3 2
9 عدم فهم ووعي أصحاب الشركات لمهنة المحاسبة والدور الذي يقوم به المحاسب داخل الشركة. ك 2 10 19 13 7 3.25 1.055 متوسطة 65% الحادي عاشر
% 3.9 19.6 37.3 25.5 13.7
10 عدم مواكبة التطورات السريعة لتكنولوجيا نظم المعلومات المحاسبية. ك 1 1 0 8 41 4.71 0.756 مرتفعة جداً 94.2% الأول
% 2 2 0 15.7 80.4
11 عدم وجود معايير محاسبية محلية وعدم ملائمة المعايير الدولية للبيئة المحلية . ك 1 0 0 14 36 4.65 0.688 مرتفعة جداً 93% الثالث
% 2 0 0 27.5 70.6
12 تدني مستوى الإقتصاد وبيئة الأعمال . ك 1 0 2 9 39 4.67 0.739 مرتفعة جداً 93.4% الثاني
% 0 2 3.9 17.6 76.5
إجمالي معوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا 4.06 0.52 مرتفع

المصدر: اعداد الباحثون بالإعتماد على بيانات الإستبانة 2024

من الجدول (6) تبين إن قيم متوسطات عبارات محور معوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا تراوحت من (3.2) إلى (4.71)، كما تبين إن (6) عبارات من عبارات المحور كانت قيم متوسط الاستجابة تقع ضمن الفترة (4.2 إلى 5) لذا فإن درجة الموافقة على العبارات كانت مرتفعة جداً، ونرتب هذه المعوقات تنازليا كما يلي:

  1. عدم مواكبة التطورات السريعة لتكنولوجيا نظم المعلومات.
  2. تدني مستوى الاقتصاد وبيئة الأعمال .
  3. عدم وجود معايير محاسبية محلية وعدم ملائمة المعايير الدولية للبيئة المحلية .
  4. عدم قيام الجمعيات والنقابات المهنية بالدور المنوط بها في تطوير المهنة.
  5. ضعف مخرجات التعليم المحاسبي في المرحلة الجامعية.
  6. عدم وجود قانون شامل ينظم مهنة المحاسبة بشكل ملائم للواقع العملي.

كما تبين إن (3) عبارات من عبارات المحور كانت قيم متوسطاتها تقع ضمن الفترة (3.4 إلى أقل من 4.2) لذا فإن درجة الموافقة على المعوقات الثلاث كانت مرتفعة، ونرتبها تنازلياً كما يلي:

  1. ندرة المنظمات والجمعيات المهنية المحاسبية.
  2. نظرة المجتمع المتدنية لمهنة المحاسبة قياساً بالمهن الأخرى كالطب والهندسة.
  3. عدم الاستقرار المؤسسي للجهة المشرفة على وضع ورسم سياسات المهنة ( وزارة المالية ديوان المحاسبة).

وتبين إن (3) عبارات من عبارات المحور كانت قيم متوسطاتها تقع ضمن الفئة (2.6 إلى اقل من 3.4)، لذا فإن درجة الموافقة على هذه المعوقات كانت متوسطة، ونرتبها تنازلياً كما يلي:

  1. ضعف استخدام المعلومات المحاسبية في عمليات اتحاد القرار وعدم الوعي بأهميتها.
  2. عدم فهم ووعي أصحاب الشركات لمهنة المحاسبة والدور الذي يقوم به المحاسب داخل الشركة.
  3. غياب ثقافة المجتمع في نقل المعرفة وتداول المعلومات المحاسبية.

كما بينت النتائج في الجدول (6) أن متوسط الاستجابة لإجمالي معوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا كان (4.06) وتقع ضمن الفئة (3.4 إلى اقل من 4.2) لذا فإن مستوى معوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا كان مرتفعاً.

سادسا: الخاتمة

1: النتائج

بناء على هذه الدراسة فإنه تم استخلاص النتائج التالية:

  1. أوضحت الدراسة إن هناك معوقات تحول دون تطوير مهنة المحاسبة ولها أثر على تدهور مهنة المحاسبة في ليبيا مستوى معوقات تطوير مهنة المحاسبة في ليبيا وإن مستوى تلك المعوقات مرتفعاً، حيث بلغت قيمة المتوسط الحسابي (4.06) وفق مقياس التدرج الخماسي.
  2. بينت الدراسة إن هناك معوقات ذات مستوى ثأثير مرتفع جدا تحول دون تطوير مهنة المحاسبة تكمن في عدم مواكبة التطورات السريعة لتكنولوجيا نظم المعلومات، إضافة إلى تدني مستوى الاقتصاد وبيئة الأعمال، وعدم وجود معايير محاسبية محلية وعدم ملائمة المعايير الدولية للبيئة المحلية، وايضاً عدم قيام الجمعيات والنقابات المهنية بالدور المنوط بها في تطوير المهنة، وضعف مخرجات التعليم المحاسبي في المرحلة الجامعية، وعدم وجود قانون شامل ينظم مهنة المحاسبة بشكل ملائم للواقع العملي.
  3. أظهرت الدراسة إن هناك معوقات ذات مستوى ثأثير مرتفع تحول دون تطوير مهنة المحاسبة تكمن في ندرة المنظمات والجمعيات المهنية المحاسبية، ونظرة المجتمع المتدنية لمهنة المحاسبة قياساً بالمهن الأخرى كالطب والهندسة، إضافة إلى عدم الاستقرار المؤسسي للجهة المشرفة على وضع ورسم سياسات المهنة ( وزارة المالية ديوان المحاسبة).
  4. بينت الدراسة إن هناك معوقات ذات مستوى ثأثير متوسط تحول دون تطوير مهنة المحاسبة تكمن في ضعف استخدام المعلومات المحاسبية في عمليات اتحاد القرار وعدم الوعي بأهميتها، وعدم فهم أصحاب الشركات لمهنة المحاسبة والدور الذي يقوم به المحاسب داخل الشركة، إضافة إلى غياب ثقافة المجتمع في نقل المعرفة وتداول المعلومات المحاسبية.

2- التوصيات

بعد تحليل البيانات والوصول إلى نتائجها، فإن الدراسة توصي بالآتي:

  1. العمل على استخدام ومواكبة التطورات السريعة لتكنولوجيا نظم المعلومات المحاسبية في جميع مؤسسات الدولة وذلك لما لها من نتائج اجابية متعدده وخاصة من ناحية الاقتصاد في التكلفة والوقت والجهد.
  2. الاهتمام بتطوير ورفع مستوى مخرجات التعليم المحاسبي في المرحلة الجامعية من خلال تطوير المناهج المحاسبية بصورة مستمرة وبما يتناسب وخصائص طبيعة البيئة المحلية الليبية والإطلاع على تجارب الدول السابقة والاستفادة منها وتضمين المناهح والمقرارت الدراسية والموضوعات الحديثة التي تتناسب والتغيرات المستمرة المرتبطة بالإقتصاد والاسواق المالية المحلية والدولية.
  3. إنشاء المجلس الأعلى للمحاسبة يتولى اصدار التشريعات وتحديد المفاهيم والافتراضات المحاسبية المتعارف عليها واصدار مرجعية محاسبية تتكون من معايير محاسبية علمية توحد اساليب عرض البيانات المالية واساليب الاقرار للمعلومات والقياس وتوحيد كيفية المعالجات المحاسبية تكون منبثقة من مرجعيات محاسبية دولية وبما يتلائم مع البيئة الليبية.
  4. ضرورة الرفع من مستوى الاقتصاد وبيئة الاعمال من خلال التوسع في قاعدة الاستثمار الداخلي والخارجي والاهتمام بسوق الاوراق المالية وتطوريها.
  5. توجيه الجمعيات والنقابات المهنية بالقيام بالدور المنوط بها من خلال التواصل مع المنظمات المهنية المحاسبية العربية والدولية والعمل على زيادة تأسيس وبعدد هذه الجمعيات والنقابات والتي يمكن من خلالها التعريف بالمهنة وما تقدمه من معلومات وبيانات مالية في غاية الأهمية في كثير من القرارات الاقتصادية.
  6. تثـقيف وتوعية المجتمع وارشاده بمختلف شرائحه ومستوياته بشتى الوسائل بأهمية مهنة المحاسبة في شتى المجالات وعلى كافة الأصعدة ليكون على قدر من المعرفة بالمحاسبة والمراجعة كمهنة وعلم.
  7. العمل على توحيد والاستقرار لمؤسسي للهيئات التي تتولى رسم الخطط والسياسات العامة لمهنة المحاسبة.

المراجع

  1. أحمد يوسف أدم , بابكر موسى عيسى : تطوير مهنة المحاسبة بين مقتضيات التعليم المحاسبي ومتطلبات سوق العمل في السودان , مجلة جامعة غرب كردفان للعلوم الانسانيات العدد 10دييسمبر 2015.
  2. أبوبكر عبدالعزيز عبيد , اطار علمي مقترح لخصائص جودة المراجعة المالية رسالة دكتوراه غير منشورة كلية التجارة , جامعة المنوفية 2002ف.
  3. بشير عاشور الدرويش , عبدالمولى محمد الغالي , العوامل المؤثرة في تطويرمهنة المحاسبة في ليبيا , مجلة دراسات في الاقتصاد والتجارة المجلد 25 , 2006ف.
  4. بشير محمد عاشور الدرويش , مدى مواكبة مهنة المحاسبة والمراجعة في ليبيا لمتطلبات اعادة هيكلة الاقتصاد في الخصصة في الاقتصاد الليبي , مركز بحوث العلوم الاقتصادية ببنغازي 2005.
  5. حمزة شعيب , تطور المحاسبة ومحاولات التنظير والتنظيم المحاسبي دراسة حالة المحاسبة في الجزائر , رسالة ماجستير , جامعة البليدة 2010.
  6. خيام محمد كامل مدوخ (2014) واقع تطور مهنة المحاسبة بين التأهيل المهني والتكنولجى للمحاسبين في الشركات العامة في قطاع غزة , رسالة ماجستير غير منشورة كلية التجارة , الجامعة الإسلامية 2014.
  7. زيتو عولا أبوبكر(2017) ادخال البرامج المحاسبية الاكترونية في منهاج التعليم المحاسبي لتطوير مهنة المحاسبة , جامعة صلاح الدين , كلية الادارة والاقتصاد , اربيل العراق 2017.
  8. سالم محمد بن غربية , معايير المراجعة وقواعد السلوك المهني في الجماهيرية , مجلة البحوث الاقتصادية , المجلد الأول , العدد الأول خريف 1989ف.
  9. صابر حسين المنصوري , عماد عبدالستار المشكور, مدى مساهمة مقومات مهنة المحاسبة في رفع كفاءة المحاسبين لترشيد القرارات الاستسمارية ,مجلة الادارة والاقتصاد , جامعة كربلاء المجلد , العدد 3 , 2012 , ص5 .
  10. علي عباس شنن (2024) مدخل مقترح لتفعيل استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال المحاسبي واثره على دعم تطوير مهنة المحاسبة , المجلة العلمية للدراسات والبحوث المالية والتجارية المجلد 5 , العدد 1 , يناير 2024.
  11. علي مصطفى محمد , معتوق خالد عمر (2020) اثر التحول الرقمي على مهنة المحاسبة والمراجعة والتعليم المحاسبي في ليبيا , المعوقات والحلول , المؤتمر العلمي الدولي الخامس لكلية الاقتصاد والتجارة , مستقبل الاقتصاديات العربية في ظل انتشار الأوبئة والجوائح الصحية.
  12. غندير عون شعيب (2019) أهمية الابداع المحاسبي في تطوير مهنة المحاسبة في الجزائر , رسالة دكتوراه غير مستورة , جامعة غرداية كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسير , الجزائر 2019.
  13. محمد عبدالله بيت المال , حصر وتقييم المبادي المحاسبية في الجماهيرية , مجلة البحوث الاقتصادية – مركز البحوث الاقتصادية – المجلد الثاني , العدد الأول , ربيع 1990.
  14. محمد عجيلة, فعالية نظام المحاسبي المالي في ظل المعايير المحاسبية الدولية (مدخل نظري), الطبعة الأولى,2014, دار صبحي للطباعة والنشر.
  15. ويجانت , كيسو , كميل , مبادى المحاسبة , ترجمة مصطفى محمد جمعة ابو عمارة , نزار بن صالح الشويمان , ومراجعة ناصر خليفة عبدالمولى سعيد , فتحي رزق سالم السوافيري , دار المريخ للنشر .