الامير سيف الدين منكوتمر المتوفي سنة (698هـ /1299م)

د. ضحى هادي موسى السراي1

1 جامعة بغداد – كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية

بريد الكتروني: Duha.H@ircoedu.uobaghdad.edu.iq

HNSJ, 2024, 5(5); https://doi.org/10.53796/hnsj55/32

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/05/2024م تاريخ القبول: 15/04/2024م

المستخلص

يعد الامير سيف الدين منكوتمر الحسامي من ابرز الامراء المماليك الذي عاصروا السلطان حسام الدين لاجين فحصل على نفوذ واسع اسهم في تمكينه من ادارة العديد من جوانب الحياة العامة لا سيما على الصعيدين السياسي والعسكري أن لم نضف لهما الاداري , فبعد توليه منصب النائب حصل على سلطات ذات صلاحيات مطلقة واصبح تأثيره كبيراً على السلطان حتى ادى الى نقمة الامراء على السلطان وتسبب في قتل السلطان ومن ثم مقتله .

جرى تقسيم البحث الى فقرات عدة تم التطرق فيها الى اسمه ومناصبه ودوره في الحكم ومن ثم مقتله , ووفقاً لمنهجية البحث التاريخي استخدمنا المنهج الاستقرائي التحليلي في كتابة البحث .

وقد تم اعتماد مصادر ومراجع عدة في كتابة البحث لا سيما من مصادر التاريخ المملوكي .

الكلمات المفتاحية: منكوتمر، مماليك، الامير المملوكي، سيف الدين

Research title

Prince Saif al-Din Mankutmar, who died in the year (698 AH / 1299 AD(

Published at 01/05/2024 Accepted at 15/04/2024

Abstract

Prince Saif al-Din Mankutmur al-Husami is one of the most prominent Mamluk princes who lived during the reign of Sultan Hussam al-Din Lajin. He gained wide influence that enabled him to manage many aspects of public life, especially on the political and military levels, if not the administrative level. After assuming the position of deputy, he obtained absolute powers and his influence on the Sultan became great, to the point that it led to the princes’ resentment of the Sultan and caused the Sultan to be killed and then killed.

The research was divided into several paragraphs in which his name, positions, and role in the government were addressed, and then his death. According to the historical research methodology, we used the analytical inductive method in writing the research.

Several sources and references were adopted in writing the research, especially from Mamluk history sources.

أولاً / أسمه ونسبه :

لم تذكر المصادر تفاصيل وافية عن اسمه او تاريخ ولادته و جلّ ما جاء فيها ما ذكره الذهبي بقوله في ترجمته ”  منكوتمر. الأمير سيف الدين الحسامي، التركي، نائب السلطنة” ([1]) , وهنا يكون المراد بالاسم هو الاسماء المملوكية التي اعتادت على تبديل المجهول بعبارات اسماء منها عبد الله او سيف الدين ولذلك يبقى هذا الاسم غير دقيق اما اللقب الحسامي فهو نسبة الى سيده لاجين([2]) أي السلطان حسام الدين لاجين([3]) , وبذلك يبقى نسبه مجهولاً كما هو شأن تاريخ ولادته .

ثانياً / مناصبه :

يعد منصب النائب من ابرز المناصب التي تسنمها سيف الدين منكوتمر وهي من المناصب التي استلمها عن طريق الصدفة اذ عزم السلطان حسام الدين لاجين في مستهل حكمه، على اجراء تغييرات الادارية بنائب السلطنة في مصر الأمير شمس الدين قراسنقر([4])، كونه أراد أن يقيم مملوكه منكوتمر عوضاً عنه في النيابة([5]).

إذ تم الاتفاق بين السلطان لاجين وبين الامراء وهم كل من الأمير بدر الدين بيسرى([6])، والأمير الحاج بهادر([7])، وعز الدين الحموي، وجماعة من الأمراء على عزل النائب قراسنقر, بيد أنهم في ذات الوقت عارضوه على تولية مملوكه منكوتمر بدلاً من قراسنقر، فقال له بيسرى: “ياخوند مملوكك منكوتمر شاب قوي النفس، حاد الخلق، وهذا المنصب يريد رجلاً ثقيل الرأس طويل الروح، يحسن الحكم والسياسة”([8])، ويتضح رأي الأمير بهادر بقوله: “ياخوند الأمراء كلهم يخشون من تولية منكوتمر، وانت كنت شرطت على نفسك مع الامراء حين توليت السلطنة ان لا تولي منكوتمر امراً ولا مملوكك جاغان ووقعت اليمين على ذلك”([9])، وعندما رأى السلطان حسام الدين تلك المعارضة وكرههم لمنكوتمر، قرر أبعادهم وتفرقتهم لكشف الأقاليم، وان يبقي من يريد القبض عليه ومسكه([10]). فأرسل الأمير طغريل الايغاني([11]) للكشف([12]) بالشرقية، والأمير سنقر المساح([13]) للكشف بالغربية، والأمير بدر الدين بيسرى الى كشف الجيزة([14])، فتوجه الامراء الى الاعمال التي وكلت اليهم([15])، ثم قام بالقبض على النائب قراسنقر، وعلى كاتبه الذي ضرب حتى مات، وايضاً قبض على مجموعة من الأمراء وهم الأمير حاج بهادر، وعز الدين الحموي، وسنقرشاه الظاهري([16])، وقام بتولية منكوتمر النيابة([17])، ويذكر بيبرس المنصوري في هذا الصدد فيقول: “واستقل منكوتمر بالنيابة واظهر العظمة والمهابة مع دمامة شكله وقباحة فعله، وسلم اليه استاذه القيادة، ووكل اليه تدبير البلاد والعباد، فبسط يده ولسانه وقلبه، واحتجز الأموال، والتحف والهدايا، وأسرف غاية السرف، وأظهر من التكبر والتجبر والصلف، واستصغار الكابر واحتقار الاصاغر..” ([18]).

وقد استخدم السلطان الملك المنصور لاجين مملوكه منكوتمر في تقوية حكمه متبعا بذلك سياسة استاذه الملك المنصور قلاوون الذي لم يتم له الملك حتى مسك جماعة من المماليك الظاهرية([19])، وكان أول من مسك هو الأمير بيسرى الذي أستمر في الحبس لمدة تسع سنين([20])، وقيل ثلاثة عشرة سنة ([21])حتى اطلق الملك الأشرف سراحه، واصبح من كبار الامراء في دولة السلطان لاجين،الا انه لم يكن يثق به([22])، فأخذ يتحين الفرص للأيقاع به، وقد آتته الفرصة المناسبة للتخلص منه بالاتفاق مع مملوكه ونائبه منكوتمر الذي كان هو الآخر يضمر له السوء كون بيسرى قد أشار على السلطان عندما استشاره في رغبته بأن يجعل منكوتمر ولي عهده، لأنه لم يكن له ولد، فرفض بيسرى ([23])، واجاب السلطان بقبح ، إذ يذكر النويري رد بيسرى أنه قال للسلطان: “أعلم ان مملوكك هذا الذي اشرت اليه لا يصلح للجندية وقد امرته، وقدمته، فصبر الناس لك على هذا طاعة لك، وطلباً لرضاك، مع ما تقدم من أيمانك عند السلطنة أنك لا تقدم مماليكك على الامراء، ولا تمكنهم منهم …..وحذره من ذلك غاية التحذير”([24])، فانزعج حسام الدين من ردة فعل الأمير بيسرى وجوابه، وابلغ منكوتمر بذلك الذي أخذ يُكيد له للتخلص منه وتم الاتفاق مع السلطان على ذلك، الأمر([25])، وفي ذات الصدد يورد العيني رواية يوضح فيها عدم ارتياح السلطان من الأمير بيسرى وبالتالي اصراره على القبض عليه، إذ يذكر “كان السلطان قد رسم فيما مضى ان يكون البيسرى كاشفاً بالجيزة وان يحضر الخدمة ايام الاثنين والخميس” وكان يجلس رأس الميمنة ويجلس فوقه حسام الدين بلال المغيشي([26]) الطواشي لأجل كبره وتعظمه.. ان البيسرى حضر على عادته وقامت الامراء فلما رآه الطواشي قام اليه وشرع يبكي ويمسح عينيه بالمنديل قدام الأمراء فخشوا من بكائه، وقالوا: يا سيدنا ما سبب بكائك؟ فقال: كلما رأيت هذا الأمير اتذكر استاذي واشم فيه روائح الملوك، فبلغ ذلك في وقته منكوتمر، تأثر عنده تأثيراً عظيماً، وعرف السلطان بذلك، وبالغ في الكلام فيه، وما نهض من عنده الا بعد الاتفاق على مسك البيسرى..” ([27]).

وهنا ظهر دهاء منكوتمر الذي رتب عملية القبض على الامير بيسرى، عندما أوهم السلطان بأن بيسرى يقصد قتله، وذلك لأن بيسرى قد رتب ضيافة للسلطان في الجيزة بعد ان أتم اتقان الجسور الجيزية، بيد أن منكوتمر أبلغ السلطان أن قصد الأمير بيسرى من الضيافة هي قتله([28])، فرتب السلطان مع مملوكه طريقة القبض عليه فيورد النويري رواية تتضمن تفاصيل القبض على الامير بيسرى بأمر من السلطان فيقول: “وحضر الامير بدر الدين بيسرى الى الخدمة، في يوم الاثنين السادس من شهر ربيع الآخر، فأخبرني ركن الدين بيبرس الجمدار، أحد المماليك البدرية، الذين كانوا معه يوم القبض عليه، أنه لما غبر الى الخدمة، تلقاه السلطان قائماً على عادته، وجلس الى جانبه، وبالغ السلطان في اكرامه. ولما قدم السماط([29])، امتنع الأمير بدر الدين من الأكل واعتذر بالصوم، فأمر السلطان برفع مجمع من الطعام لفطوره فرفع له. وبقي السلطان يحادثه سراً، ويؤنسه، ويشغله عن القيام.. حتى علم ان المجلس والدهليز لم يبقَ بها أحد سوى مماليك السلطان فتركه..فلما خرج اتاه الأمير سيف الدين طغجي، والأمير علاء الدين أيدغدي شقير الحسامي، وعدلا به الى جهة أخرى، وقبض ايدغدي شقير على سيفه، وأخذه من وسطه، وتوجها به الى المكان الذي جهز لاعتقاله به، ولم يزل الأمير بدر الدين معتقلاً الى ان مات”([30]) .

ومن الادوار المهمة التي انيطت الى منكوتمر هي ضبط الروك إذ كلف السلطان عدد من الأمراء والكتاب للقيام بروك الأراضي، وهم كل من الأمير بدر الدين بيليك([31]) والأمير قراقوش الظاهري([32])، والكاتب عبد الرحمن الطويل([33])، وقد كانت اراضي مصر قد قسمت قبل عمل ذلك الروك على اربعة وعشرين قيراطاً([34])، افرد منها اربعة قراريط للسلطان، وجعل للاماء مع الاطلاقات والزيادات عشرة قراريط([35])، لذلك اراد السلطان لاجين تغيير ذلك، بأن يجعل للامراء واجناد الحلقة احد عشر قيراطاً ويستجد عكسراً بتسعة قراريط([36])، وقد اسند السلطان مهمة الاشراف على هذا الروك الى نائبه منكوتمر، الذي تدخل بتوزيع الاقطاعات على الامراء والاجناد بأنه جعل لهم عشرة قراريط، وجعل القيراط الحادي عشر لمن يتضرر من قلة العبرة([37])، وافرد لخاص السلطان الأعمال الجيزية([38])، والاطفيحية([39])، والاسكندرية، ودمياط، ومنفلوط([40])، وهو([41])، والكوم([42])، الأحمر، واما النائب منكوتمر فقد خصص له اعظم الاقطاعات منها، مرج بني هميم([43])، وسمهود([44])، وحرجة([45]) مدينة قوص، ومدينة ادفو([46])، وما في تلك الجهات من الدواليب، التي كان يزيد متحصلها من الغلال على مائة الف وعشرة الاف اردب خارجاً عن الاموال والقنود، والتمر والاحطاب وغير ذلك([47]).

وعندما تم الانتهاء من عمل الروك تم تفريق المثالات([48]) على الأمراء والجنود وقد قام السلطان بتفريقها عليهم، بيد ان ذلك الأمر لم يقنع الامراء والاجناد وقد لاحظ السلطان عدم الرضا في وجوههم فعزمَ على زيادتهم الا ان نائبه منكوتمر منعه من ذلك وطلب بتدويل المتضررين عليه للنظر في امرهم، وتولى هو تفرقة المثالات لذلك لم يجرؤ احد ان يتكلم خوفاً منه ومن بطشه، بيد ان جماعة من الاجناد تقدمت الى منكوتمر وعبروا على عدم رضاهم([49])، وفي ذات الصدد يذكر ابن تغري بردي “.. وكانت فيهم بقية من أهل القوة والشجاعة فتقدموا الى النائب منكوتمر وألقوا مثالاتهم..” ([50]). ويذكر المقريزي “وتجمعت طائفة منهم ورموا مثالاتهم وقالوا: إنا لم نعتد بمثل هذا فإما ان تعطونا ما يقوم بكفايتنا، وإلا فخذوا أخبازكم([51])، وإما نخدم الامراء او نقيم بطلين، فحنق منهم منكوتمر وامر الحجاب فضربوهم واخذ سيوفهم وسجنهم”([52])، وعندما علم السلطان لاجين بهذه التصرفات التي قام بها منكوتمر غضب عليه وطلب منه بأن يقوم بالزيادة لهم بيد أنه رفض ذلك ولم ينفذ ما طلبه السلطان منه([53]).

ومن المناصب المهمة التي انيطت بمنكوتمر هي ولاية العهد على الرغم من معارضة الامراء لذلك , وفي سبيل تنفيذ ذلك الهدف قام السلطان حسام الدين لاجين بغزو ارمينيا إذ عمد سنة (697هـ/ 1297م) على غزو العاصمة الارمينية سيس مدفوعاً بعدة عوامل منها، نقض الأرمن الصلح الذي كان الملك الاشرف خليل قد عقده معهم([54])، والذي تضمن التنازل للأشرف عن ثلاث قلاع، وهي بهسنا، ومرعش، وتل حمدون، ودفع الجزية([55]), وقد استغل الأرمن الاوضاع المضطربة التي شاعت في الدولة المملوكية عقب مقتل السلطان الاشرف بن قلاوون السلطان الاشرف خليل، وحاول الأرمن استعادة نفوذهم على المدن والقلاع التي تنازلوا عنها للاشرف سابقاً([56]).

ومن الاسباب الاخرى رغبة السلطان حسام الدين استثمار الاضطرابات الداخلية التي كانت تعيشها مملكة ارمينيا بسبب الصراع بين ملوكها على العرش الارميني([57])، وفي الوقت نفسه اراد السلطان لاجين تهديد المغول عن طريق غزو سيس التي كانت تخضع للنفوذ المغولي([58]) الذين كانوا يعيشون اوضاعاً مضطربة ايضاً([59])، فضلاً عن ذلك كانت هناك اسباب داخلية دفعت لاجين الى اصراره على غزو عاصمة الارمن وهي رغبة في التخلص من كبار امراء دولته بتحريض من نائبه منكوتمر بسبب معارضتهم للنائب وعدم قناعتهم برغبة السلطان لاجين في جعله ولي عهده([60]). وقد عبر العيني عن رغبة السلطان لاجين تلك بقوله “فقصد السلطان بذلك أن يذكر أن في دولته اخذت حصون، وأخمدت اعداء كثيرة…” ([61]).

ثالثاً / دوره في محاربة الامراء المعارضين :

من أبرز الأساليب التي عمدَ اليها كل من المماليك والمغول في صراعهما وقتذاك هي محاولة كل طرف أثارة الفتن داخل سلطنة الآخر من خلال الاتصال بأمراء بعضهم البعض ومحاولة التقرب منهم وتحريضهم على التمرد وشق عصا الطاعة والانضمام الى الطرف الآخر، وذلك ما فعله غازان عندما استقبل كبار امراء السلطان حسام الدين لاجين سنة (698ه/1299م)([62]) بسبب سوء العلاقة بين السلطان وامراء دولته، بعد ان سعى للتخلص من الامراء الموجودين في الشام استكمالاً لسياسة التصفية التي اتبعها معهم([63])، لذلك طلب نائبه منكوتمر من نائب حلب بلبان الطباني القبض على بضع الامراء ومن يعجز عن القبض عليه يحتال عليه ويسقيه السم([64]). وفي ذات الوقت ارسل السلطان لاجين الى نائب دمشق سيف الدين قبجاق بالاستعداد والتوجه الى حلب، كون التتار أستعدوا للدخول الى الشام، وقد ادرك الأمير قبجاق ان القصد من ذلك الطلب هو التخلص منه، لأنه كان قد علم بأن التتار عادوا الى بلادهم بعد ان اصابتهم صواعق كثيرة في طريقهم([65])، وانه قصد جمع الامراء في حلب للقبض عليه، فأرسل قبجاق الى الامراء يحذرهم من مؤآمرة دبرها السلطان ومنكوتمر ضدهم، فأدركوا سوء نية السلطان وقرروا التوجه الى قبجاق، وتم الاتفاق بين كل من الأمير بكتمر السلاح دار والامير فارس الدين الالبكي([66])، وسيف الدين قبجاق، وعندما أقتربوا من الموضع الذي كان نازلاً فيه
غازان في ارض السيب([67])، أرسل لهم أحد امراءه لاستقبالهم ثم خرج بنفسه واستقبلهم واكرمهم واحسن اليهم حتى انهم تزوجوا من نساء المغول فقد تزوج الأمير قبجاق بامرأة من الاكابر وهي اخت زوجة غازان، وأعطى لكل مملوك الف ومائتي درهم، وللصغار والركبدارية ستمائة درهم، ولكل امير عشرة آلاف دينار، واقطع سيف الدين قبجاق بلاد همذان([68])، فلم يقبل واعتذر انه لا يريد سوى مصاحبة الملك غازان([69]).

رابعاً / تسببه في نقمة الامراء على السلطان لاجين :

كان السبب الرئيس لاتخاذ لاجين قرارات بالضد من مجموعة كبيرة من الامراء هو نائبه منكوتمر الذي اصبح هو المدبر الحقيقي لشؤون الدولة، والمؤثر على السلطان لاجين، الأمر الذي تسبب في سخط الأمراء على السلطان ونائبه الذي اصبح يتدخل في جميع امور الدولة، فضلاً عن سعيه ليكون ولي عهد السلطان لاجين([70])، وقد عبر المؤرخ المنصوري عن تلك الصلاحيات بقوله: “فوض الى مملوكه جميع الأمور فاستبد بوظائف الملك ومهماته وصار وقفاً على اشاراته وانتهى حاله معه الى انه صار اذا رسم مرسوماً وكتب لاحد توقيعاً وليس هو بأشارة منكوتمر يمزقه في الملأ ويرده ويمنع استاذه منه ويصده..”. وكذلك قوله “.. وسلم اليه استاذه القيادة ووكل اليه تدبير البلاد والعباد فبسط يده وقلمه واحتجب الاموال والتحف والهدايا واسرف غاية الاسراف”([71]).

ومن الأسباب الاخرى التي ادت الى سخط الامراء والاجناد هو اقدام السلطان لاجين على روك الاراضي الذي جاء بنتائج على عكس ما توقع إذ كان سبباً في اضعاف الجند وقلة الارزاق، فكان ذلك الروك اكثر الأسباب التي زرعت الضغائن والحقد، والكراهية في النفوس ضد السلطان ونائبه والسعي الى تدبير مؤامرة للتخلص منهم([72])، ففي الوقت الذي كان يسعى فيه منكوتمر للوشاية بالامراء عند السلطان توفرت الفرصة المناسبة التي اكدت للامراء بضرورة انهاء دولة السلطان لاجين التي افسدها نائبه، وقد جاءت تلك الفرصة عندما طلب منكوتمر من السلطان أبعاد الامير كرجي ليتولى امر القلاع الامنية التي فتحها العسكر، بسبب غيرته وحسده لكرجي الذي كان من المقربين للسلطان وقدمه على المماليك السلطانية، إذ كان يتحدث في اشغالهم وينظر في أموالهم، ويدخل الى السلطان في اي وقت لا يمنعه حاجب، وقد وافق السلطان حسام الدين على طلب منكوتمر واخبر كرجي بقراره الا ان الأخير تمكن من اقناع السلطان عن العدول عن ذلك القرار واستعفاه من الذهاب، بيد أن كرجي أضمر له العداء ([73])، سيما أن منكوتمر اخذ يتجاوز على المماليك السلطانية والامراء بالكلام الغليظ فعظم ذلك عليهم وتشاركوا من سيرة منكوتمر وانصياع السلطان له، وقالوا: “هذا متى طالت مدته اخذنا واحداً بعد واحد، واستاذه مرتبط به ولا يمكن الوثوب عليه ايام استاذه ومتى لم نبدأ من اعدامه ما ننال من مملوكه، والصواب ان نبدأ بأستاذه قبله”([74])، وتم الاتفاق بينهم على قتل السلطان لاجين وقد صادف ذلك الاتفاق وصول مبعوث الامير قبجاق الذي عزم على التوجه الى غازان، فأبلغ كرجي وطغجي بذلك الأمر، فأخبروا المبعوث بخطتهم وانهم سيبدأون بتنفيذ ما اتفقوا عليه، بعد ان نفر منه امراءه ورعيته، لا لسوء سيرته، بل للبغض الذي اورثه منكوتمر في قلوبهم([75]).

خامساً / مقتله :

في عام (698هـ / 1299م) أتفق مجموعة من الامراء على قتل السلطان حسام الدين لاجين لا لأساءة منه ولكن بسبب نائبه منكوتمر فبعد أن وضع معهم خطة الانقضاض على السلطان، فلما دخل كرجي للسلطان على عادته سأله السلطان عما صنع فقال “بيتت المماليك البرجية وغلقت عليهم، فشكره السلطان واثنى عليه، وقال للقاضي حسام الدين: لولا الأمير سيف الدين كرجي ما وصلت الى السلطنة”([76])، فقبل كرجي الارض وجلس، ثم قام ليصلح الشمعة للاشارة على الهجوم والقى فوطة كانت بيده على نمجاة([77]) السلطان ليمنع السلطان من رؤيتها، وعندما قام السلطان لصلاة العشاء ضربه كرجي على كتفه والتفت السلطان للدفاع عن نفسه يريد ان يأخذ النجاة فلم يجدها، فقبض على كرجي ورماه على الأرض الا ان سلاح دار السلطان المتفق مع كرجي قام بضرب السلطان على رجله فأخذته السيوف من كل جانب حتى قُتل([78])، فاغلق كرجي الباب على السلطان المقتول والقاضي، وخرج لاستكمال الخطة وهي قتل النائب منكوتمر، فقد كان الامير طغجي قد جلس مع بقية المماليك البرجية في الدركاه([79])، وعندما جاءهم كرجي توجهوا الى دار النيابة الي كان بها منكوتمر، فطرقوا عليه الباب الا انه ادرك بأن السلطان قد قُتل، وقد أبى ان يسلم نفسه الا أن يجيره الأمير طغجي، فأجاره وخرج واخذوا الى الجب حيث الامراء المحبوسين الذين اخذوا في شتمه وسبه لأنه كان سبب امساكهم، ثم رجع كرجي بعد اعتقال منكوتمر الى مجلسه وقال لطغجي: نحن ما قتلنا السلطان لإساءة صدرت منه الينا، وانما قتلناه بسبب منكوتمر ولا يمكن ابقاءه ثم قام وتوجه نحو منكوتمر وذبحه([80]).

الخاتمة :

في ختام البحث لا بد من عرض اهم ما توصل اليه من نتائج والتي جاء في طليعتها ان نسب و ولادة الامير سيف الدين منكوتمر غير معروفان وذلك امر معتاد في تراجم الامراء المماليك كونهم في الغالب من نسب مجهول .

وأن تدرجه في المناصب بلغ ذروته في عهد السلطان حسام الدين لاجين الذي منحه سلطات واسعة حتى بات يتدخل في كل شاردة وواردة وأخذ يتصرف كأنه السلطان او ولي العهد ولذلك تم تصفية الكثير من الامراء على يده او بسببه حتى كانت النتيجة ان بلغت الشكوك تساور جميع الامراء فنقموا منه ومن السلطان لذلك اجمعوا على ضرورة التخلص منهما وجرى ذلك عام (698هـ /1299م) وبذلك انتهى مشواره بعد ان خاض معارك عدة لا سيما في سيس وارمينيا وكان النصر فيها حليف المماليك .

الهوامش:

  1. () شمس الدين ابي عبد الله محمد بن احمد، (ت: 748ه/1347م)، تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام، تحق: عمر عبد السلام،،تدمري، ط 1، دار الكتاب العربي، (بيروت: 2000)، ج52 , ص 368 .
  2. () لاجين: الصقر الابيض ذو الارجل الحمراء، ويقال “لاشين” وهو اسم لاسرة في مصر، ينظر: الحلاق، حسان، وعباس الصباغ، عباس، المعجم الجامع في المصطلحات الايوبية والمملوكية والعثمانية ذات الاصول العربية والفارسية والتركية، دار العلم للملايين، (بيروت: 1999)، ص194.
  3. () الصفدي: الحسن بن ابي محمد عبد الله، (ت: 717هـ /1317م)، نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من وليّ مصر من الملوك، تحق: عمر عبد السلام تدمري، ط1،المكتبة العصرية للطباعة والنشر، (بيروت: 2003م)، ص174؛ بيبرس المنصوري: ركن الدين، (ت: 725هـ /1324م)، زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة، تحق: دونالدس. ريتشاردز، ط1، مؤسسة حسيب درغام واولاده، (بيروت: 1998م)، ص314؛ النويري، شهاب الدين احمد بن عبد الوهاب، (ت: 733هـ / 1332م)، نهاية الارب في فنون الادب، تحق: نجيب مصطفى فواز وحكمت كشلي فواز، دار الكتب العلمية، (بيروت- د.ت)، ج31، ص255؛ ابن الجزري: شمس الدين ابي عبد الله محمد بن ابراهيم، (ت: 738ه /1337م)، تاريخ حوادث الزمان وانبائه ووفيات الاكابر والاعيان من ابنائه، تحق: عمر عبد السلام تدمري، ط1، المكتبة العصرية للطباعة والنشر، (بيروت: 1998)، ج1، ص446؛ الذهبي، ج52، ص370؛ ابن العسال : مفضل بن أبي الفضائل ، ( 759هـ /1357م ) ، النهج السديد والدر الفريد فيما بعد تاريخ أبن العميد ، تحق : محمد كمال الدين عز الدين علي السيد ، ط 1 ، دار سعيد الدين للطباعة والنشر ، ص 331 ا؛ لصفدي: صلاح الدين خليل بن ايبك، (ت: 764ه/1362م)، تحفة ذوي الالباب فيمن حكم بدمشق من الخلفاءوالملوك والنواب، تحق: احسان بن سعيد خلوصي وزهير حميدان الصمصام، د. ط، احياء التراث العربي، (دمشق: 1992م)، ج2، ص182؛ ابن حيبب: الحسن بن عمر بن الحسن، (ت: 779هـ/1377م)، درة الاسلاك في دولة الاتراك، تحق: محمد محمد امين، د.ط، دار الوثائق القومية، (القاهرة: 2014م)، ج2، ص 137؛ ابن الفرات: محمد بن عبد الرحيم (ت: 807هـ/1404م)، تاريخ الدول والملوك، تحق: قسطنطين زريق ونجلاء عز الدين، ج8، ص222؛ أبن دقماق: ابراهيم بن محمد بن ايدمر العلائي، (ت: 809هـ/1406م)، الجوهر الثمين في سير الخلفاء والملوك والسلاطين، تحق: سعيد عبد الفتاح عاشور واحمد السيد دراج، د.ط , مركز البحث العلمي واحياء التراث الاسلامي، (السعودية: د.ت)، ص323؛ الملطي: عبد الباسط بن خليل بن شاهين، (ت: 844هـ/1440م)، نزهة الاساطين فيمن ولي مصر من السلاطين، تحق: محمد كمال الدين عز الدين علي، ط1، مكتبة الثقافة الزينية، (القاهرة: 1987م)، ص91؛ المقريزي: تقي الدين ابي العباس احمد بن علي بن عبد القادر، (ت: 845هـ/1441م)، السلوك لمعرفة دول الملوك، تحق: محمد عبد القادر عطا، ط 1، دار الكتب العلمية، (بيروت: 1997م)، ج2، ص274؛ العيني: بدر الدين محمد، (ت: 855هـ/1451م)، عقد الجمان في تاريخ اهل الزمان، تحق: محمد محمد امين، د. ط، دار الكتب والوثائق القومية، (القاهرة: 2010م)، ج3، ص345؛ ابن تغري بردي: جمال الدين ابو المحاسن، (ت: 874هـ/1469م)، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة، تحق: نبيل محمد عبد العزيز احمد، د.ط، دار الكتب المصرية، (القاهرة: 1997م)، ج2، ص51، المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي، تحق: محمد محمد امين، دار الكتب والوثائق القومية، د.ط، (القاهرة: 2002م)، ج9، ص166؛ ابن اياس: محمد بن احمد، (ت: 930هـ/1523م)، بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحق: محمد مصطفى، ط 1، دار النشر فرانز شتايز، (بيروت: 1975م)، ج1، ق1، ص394؛ القرماني: احمد بن يوسف، (ت: 1019ه/1610م)، اخبار الدول واثار الاول في التاريخ، تحق: احمد حطيط وفهمي سعيد، ط 1، عالم الكتب، (د. م: 1992م)، ج2، ص278.
  4. () شمس الدين قراسنقر: هو الأمير شمس الدين ابو محمد الجوكندار المنصوري، من كبار الأمراء واجل مماليك البيت المنصوري، اشتراه الملك المنصوري في زمان الأمرة وجعله اوشاقياً، وعينه نائباً على حلب واستمر فيها الى ان عزله الاشرف، وكان من الأمراء الذين اتفقوا على قتل السلطان الاشرف، وأختفى هو وحسام الدين لاجين الى ان تلطف بهما كتبغا عند الناصر قلاوون فشفع لهما وتولى نيابة مصر عندما تسلطن الملك المنصور لاجين، وتولى منصب نيابة حماة في عهد السلطان الناصر بن قلاوون، وأخذ يترقى في المناصب حتى وفاته (728هـ/ 1327م). ينظر: الصفدي، أعيان العصر، ج4، ص87- 100؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج34، ص166.
  5. () المقريزي، السلوك، ج2، ص280.
  6. () بدر الدين بيسرى الشمسي: هو الأمير بدر الدين بيسرى بن عبد الله الشمسي الصالحي، كان من أعيان الأمراء المماليك بالديار المصرية، اصله من مماليك الصالح نجم الدين، وترقى في المناصب الى ان اصبح أمير مائة ومقدم الف، ثم قبض عليه المنصور قلاوون، وبقي في الحبس لمدة تسع سنين حتى اطلق سراحه السلطان الاشرف واعاده الى منصبه ودام على ذلك الى ان قبض عليه السلطان حسام الدين لاجين وحبسه، واستمر في حبسه الى ان توفى في عهد السلطان الناصر بن قلاوون في سلطنته الثانية، توفى سنة ( 698هـ/ 1298م)، ينظر: الصفدي، أعيان العصر، ج2، ص99- 100؛ ابن تغري بردي، المنهل الصافي، ج3، ص500- 502.
  7. () الحاج بهادر: الأمير سيف الدين، بهادر بن عبد الله المنصوري، المعروف بالحاج بهادر، كان من اكابر الأمراء بالديار المصرية، ثم اخرج الى حلب على أمرة، ثم نقل الى دمشق، واعطى أمرة مائة فارس، وتولى نيابة طرابلس في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وتوفي سنة( 701هـ/1301م) . ينظر: الصفدي، اعيان العصر، ج2، ص55.
  8. () العيني، عقد الجمان، ج3، ص 362.
  9. ()العيني، عقد الجمان، ج3، ص 362.
  10. () المقريزي، السلوك، ج2، ص280؛ العيني، عقد الجمان، ج3، ص 363.
  11. () طغريل الايغاني: هو الامير سيف الدين طغريل بن عبد الله الايغاني، احد مماليك المنصور قلاوون، تنقل في الخدم حتى تولى نيابة طرابلس الى ان عزله عنها السلطان الاشرف خليل بن قلاوون في سنة (692هـ/ 1292م)، توفى سنة (709هـ/ 1309م)، ينظر: المقريزي، المقفى الكبير، ج4، ص ص26- 27؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص279.
  12. () الكشف: ويراد بها الوظيفة التي يقوم متوليها بالاشراف على الاراضي والجسور في الوجه القبلي والبحري لذلك سمي بالكاشف الذي تكون مرتبته بين مرتبة النائب والوالي، ولم يقتصر وجود الكشاف في مصر فقط بل وجدت ايضاً في بلاد الشام، ينظر: البقلي، التعريف، ص383؛ العمايرة، المعجم العسكري، ص 247 .
  13. () سنقر المساح: هو الامير شمس الدين سنقر المساح، كان من مماليك الملك المنصور قلاوون، عرف بشجاعته في الحروب والحصارات، إذ كان المنصور يضعه كل سنة مقابل حصن عكا، وله مع صاحب عكا وفرسانه وقائع كثيرة، وتوفى سنة (697هـ/ 1297م). ينظر: العيني، عقد الجمان ج3، ص ص419- 420.
  14. () الجيزة: بلدة من غربي فسطاط مصر، لها كورة كبيرة واسعة، وهي من افضل كور مصر، ينظر: ياقوت الحموي، ج2، ص200.
  15. () المقريزي، السلوك، ج2، ص280؛ العيني، عقد الجمان، ج3، ص363.
  16. () سنقر شاه الظاهري: أحد كبار الامراء في دمشق قبض عليه في الدولة المنصورية، ثم افرج عنه في عهد الاشرف بن قلاوون، ثم قبض عليه في ايام السلطان لاجين، ثم افرج عنه وأستمر في امرته بدمشق حتى توفى سنة (711هـ/ 1311م). ينظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، ج2، ص322- 323.
  17. () الصفدي: نزهة المالك والمملوك، ص175؛ المنصوري، التحفة المملوكية، ص ص149- 150؛ النويري، نهاية الارب، ج30، ص ص205- 211؛ الدواداري، الدرة الزكية، ج8، ص369؛ ابن الجزري، تاريخ حوادث ج1، ص ص339، 341؛ الذهبي، تاريخ الاسلام، ج52، ص55؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج13، ص350؛ ابن الفرات، تاريخ الدول والملوك، ج8، ص232؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص280؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص88.
  18. () زبدة الفكرة، ص316.
  19. () المماليك الظاهرية: طائفة من المماليك السلطانية منسوبة للسلطان الظاهر بيبرس، ينظر: العمايرة، المعجم العسكري، ص307.
  20. () المنصوري، زبدة الفكرة، ص133 .
  21. () العيني، عقد الجمان، ج3، ص407.
  22. () العيني، عقد الجمان، ج3، ص407.
  23. () المقريزي، السلوك، ج2، ص284.
  24. () نهاية الارب، ج31، ص.
  25. () المقريزي، السلوك، ج2، ص284.
  26. () حسام الدين المغيثي: هو الامير حسام الدين ابو المناقب المغيثي الحبشي، بلال الطوواشي، كان مربي الملك الصالح علي بن قلاوون، ثم جعله الملك العادل كتبغا يتولى امر السلطان الناصر بن قلاوون، وتوفى سنة (699هـ/1299 م)، ينظر: الصفدي، اعيان العصر، ج2، ص42؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج10، ص176.
  27. () عقد الجمان، ج3، ص404.
  28. () المقريزي، السلوك، ج2، ص284.
  29. () السماط: جمعها اسمطة، وهي مايبسط على الارض لوضع الأطعمة وجلوس الآكلين، ويطلق احياناً على المائدة السلطانية التي يقيمها السلاطين ويشاركهم بها كبار رجال الدولة والامراء وكبار قادة الجيش، وقد كانت تحتوي على شتى الاصناف من الطعام والحلوى والشراب، ينظر: القلقشندي، صبح الاعشى، ج4، ص56؛ دهمان: معجم الالفاظ، ص 92؛ البقلي، التعريف، ص 185 .
  30. () نهاية الارب، ج31، ص211.
  31. () بدر الدين بيليك: هو الامير بدر الدين بيليك بن عبد الله الصالحي، أحد الامراء المشهورين بالشجاعة تقلب في الوظائف من وظيفة الى اخرى حتى توفى سنة (706هـ/ 1306م)، وسمي الحجاب، كونه تولى ذلك المنصب وبرع فيه، وقيل عنه من اصل فارسي فأسموه الحاجب الفارسي. ينظر: ابن تغري بردي، المنهل الصافي، ج3، ص512؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص91.
  32. () قراقوش الظاهري: هو الامير بهاء الدين قراقوش، الظاهري، من مماليك الملك الظاهر بيبرس، تولى عدة وظائف في الدولة المملوكية، منها وظيفة شد الدوادين في عهد الاشرف خليل، ووظيفة طبلخاناه في صفد خلال ايام الناصر بن قلاوون، ينظر: الصفدي، اعيان العصر، ج4، ص100- 101؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص370.
  33. () عبد الرحمن الطويل: هو القاضي تاج الدين عبد الرحمن الطويل، ناظر الدولة في مصر، كان كاتباً، وتولى هذه الوظيفة عدة مرات الى ان توفى سنة (711هـ/ 1311م)، ينظر: الصفدي، اعيان العصر، ج2، ص103.
  34. () قيراط: هي وحدة قياس المساحة في مصر، التي جرى عليها التوزيع الاقطاعي للجيش في العصر المملوكي، وذلك حسب عمليات الروك التي اجراها السلاطين المماليك خلال ذلك العصر،حيث بلغ عدد القراريط الممنوحة كاقطاعات للسلطان وفئات الجيش المختلفة اربعة وعشرين قيراطاً، ينظر: هنتس: فالتر، المكاييل والاوزان الاسلامية وما يعادلها في النظام المتري، ترجمة: كامل العلي، د.ط، (د.م: د.ت)، ص98؛ العمايرة، المعجم العسكري، ص244.
  35. () اليونيني، ذيل مرآة الزمان، مج1، ص113؛ المقريزي، السلوك، ج1، ص ص289- 290.
  36. ()المقريزي، السلوك، ج2، ص290.
  37. () العبرة: مصطلح يعني مقدار المساحة، اطلقت للدلالة على مقدار ما يكون في حيازة كل شخص من الارض. ينظر: ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص93؛ العمايرة، المعجم العسكري، ص208.
  38. () الاعمال الجيزية: اول اعمال الصعيد في مصر، واقربها الى الفسطاط والقاهرة، وهي مدينة على ضفة نهر النيل الغربية. ينظر: القلقشندي، صبح الاعشى، ج3، ص396؛ الحميري، الروض المعطار، ص183.
  39. () الاطفيحية: بلد بالصعيد الأدنى من ارض مصر على الشاطئ الشرقي لنهر النيل. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج1، ص218؛ القلقشندي، صبح الاعشى، ج3، ص397.
  40. () منفلوط: بلدة بالصعيد في غربي النيل بينها وبين شاطئ النيل بعد، ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج5، ص214.
  41. () هُو: اسم قرية بصعيد مصر الاعلى، بين اسوان وقوص. ينظر: النويري، نهاية الارب، ج31، ص290؛ القلقشندي، صبح الاعشى، ج3، ص383.
  42. () الكوم الأحمر: هي من البلاد المصرية القديمة واقعة غربي النيل. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج4، ص495؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص93.
  43. () مرج بن هميم: (المرج) هي الأرض الواسعة فيها نبت كثير تمرج فيها الدواب اي تذهب وتجيء، ويقع مرج بني هميم بالصعيد من مصر شرقي النيل، ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج5، ص ص100- 101.
  44. () سمهود: بلدة بالصعيد الاعلى من عمل قوص، ينظر: النويري، نهاية الارب، ج31، ص290.
  45. () حرَجَة: (حرجة) الموضع الذي يلتف شجرة، وهي كورة صغيرة في شرقي قوص بالصعيد الاعلى. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدا، ج2، ص239.
  46. () ادفو: اسم قرية بصعيد مصر الاعلى، بين اسوان وقوص، وهي كثيرة النخل، ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج1، ص126.
  47. () النويري، نهاية الاربن ج31، ص218- 219؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص290؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص ص93- 94؛ العيني، عقد الجمان، ج3، ص397.
  48. () المثالات: جمع (مثال) وهو أول ما كان يكتب من الاوراق الرسمية ايذاناً باعطاء احد المماليك اقطاعاً من الاقطاعات الخالية – وكان المثال يخرج من ديوان الجيش ويقدمه ناظر هذا الديوان الى السلطة اثناء جلوسه بدار العدل. ينظر: البقلي، التعريف، ص ص296- 297.
  49. () المقريزي، السلوك، ج2، ص291؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص594؛ ابن اياس، بدائع الزهور، ج1، ق1، ص497.
  50. () النجوم الزاهرة، ج8، ص95.
  51. () الاخباز: جمع (خبز) وهو قطعة من الارض تمنح الى امير او الى اي شخص من الجنود، ينظر: دهمان، معجم الالفاظ، ص ص66- 67؛ العمايرة، المعجم العسكري، ص113.
  52. () السلوك، ج، ص291.
  53. ()المقريزي، السلوك، ج2، 291؛ ابن تغرى بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص95 .
  54. () النويري، نهاية الارب، ج31، ص157؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص241؛ طقوش، تاريخ المماليك، ص222؛ المدور، الارمن عبر التاريخ، ص238.
  55. () الجزية: هي ضريبة تفرض على أهل الذمة بدلاً لحمايتهم ولإقامتهم بأرض الدولة الاسلامية، وكانت اما ضريبة رأس او ضريبة عامة تقدر على السكان، ينظر: ابو يوسف: يعقوب بن ابراهيم الانصاري، (ت: 183هـ/ 280م)، الخراج، دار المعرفة، د- ط، (بيروت: 1979) ، ص1022؛ ابو عُبيد: القاسم بن سلام بن عبد الله الهروي، (ت: 224هـ/ 796م)، كتاب الاموال، تحق: خليل محمد هراس، د.ط، دار الفكر، (بيروت: د.ت)، ص ص30- 34؛ الماوردي: ابو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري، (ت: 450هـ/ 1015م)، الاحكام السلطانية، د.ط، دار الحديث، (القاهرة: د.ت)، ص221.
  56. () طقوش، تاريخ المماليك، ص223.
  57. () بدأت تلك الصراعات عند تنازل هيثوم الثاني عن العرش سنة (691هـ/ 1292م) لاخيه ثوروس الثالث وبسبب أستمرار الاضطرابات الداخلية عاد هيثوم الثاني الى العرش مرة أخرى نتيجة الحاح اخيه الا ان اخيه الملك (سنباط) وثب على اخيه هيثوم وقبض عليه وسمل عينه. وكذلك قبض على اخيه ثوروس، واستقر سنباط في الملك، ينظر: ابو الفداء، المختصر في اخبار البشر، ج2، ص ص373- 374؛ المدور، الارمن عبر التاريخ، ص ص238- 239؛ طقوش، تاريخ المماليك، ص222.
  58. () عاشور: فايد حماد، العلاقات السياسية بين المماليك والمغول في الدولة المملوكية الاولى، د.ط، دار المعارف، (القاهرة: د.ت)، ص136.
  59. () تمثلت تلك الاوضاع باعتلاء غازان الحكم المغولي سنة (694هـ/ 1294م)، بعد التغلب على بايدو وقتله، وعمت دولة المغول الصراعات الداخلية على اثر دخول غازان الاسلام، إذ انشغل غازان بإخماد الثورات التي حدثت ضده. ينظر: المقريزي، السلوك، ج2، ص287؛ محمد: صبحي عبد المنعم، سياسة المغول الايلخانيين تجاه دولة المماليك في مصر والشام (716-736ه/1316-1335م)، ط1، الحربي للنشر والتوزيع، (القاهرة: 2000)، ص33؛ عاشور: العلاقات السياسية بين المماليك والمغول ايام الدولة المملوكية الاولى، ص135- 136.
  60. ()المنصوري، زبدة الفكر، ص316؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص284؛ طقوش، تاريخ المماليك، ص222.
  61. () عقد الجمان، ج3، ص386.
  62. () المنصوري، زبدة الفكرة، ص317؛ ابو الفداء، المختصر في اخبار البشر، ج2، ص ص375 – 376؛ النويري، نهاية الارب، ج31، ص222؛ الداوداري، الدرة الزكية، ج8، ص ص374- 375؛ ابن الجزري، تاريخ حوادث، ج1، ص ص427- 428؛ ابن الوردي، تاريخ ابن الوردي، ج2، ص236؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص299؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص ص96- 97؛ العيني، عقد الجمان، ج3، ص ص388- 389.
  63. () المقريزي، السلوك، ج2، ص297.
  64. () الدواداري، الدرة الزكية، ج3، ص 373؛ ابن الجزري، تاريخ حوادث، ج1، ص425؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص297.
  65. () اليونيني، ذيل مرآة الزمان، مج1، ص172؛ النويري، نهاية الارب، ج31، ص223؛ ابن الجزري، تاريخ حوادث، ج1، ص245؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص96.
  66. () فارس الدين الالبكي: فارس الدين بن عبد الله الظاهري، من مماليك الملك الظاهر بيبرس، وصار من اعيان امراءه الى ان قبض عليه، وحبس مدة طويلة حتى اخرجه السلطان قلاوون وولاه نيابة صفد، توجه في عهد السلطان لاجين مع عدد من الامراء الى غازان، وعند عودته الى مصر في عهد الناصر تولى نيابة حمص. وأقام بها الى وفاته سنة (702هـ/ 1302م). ينظر: ابن تغري بردي، المنهل الصافي، ج3، ص ص37- 38.
  67. () السيب: نهر بالبصرة فيه قرية كبيرة، ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج3، ص293.
  68. () همذان: مدينة كبيرة مشهورة في بلاد فارس، سميت همذان نسبة الى همذان بن الفلوج بن سام بن نوح (عليه السلام)، الذي قام ببنائها، ينظر: ابن الفقيه: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن اسحاق الهمداني، (ت: 365هـ/ 975م)، البلدان، تحقيق: يوسف الهادي، ط1، عالم الكتب، (بيروت: 1996م)، ص ص459 – 460؛ القزويني، آثار البلاد واخبار العباد، ص483.
  69. () اليونيني، ذيل مرآة الزمان، مج1، ص ص180 – 181؛ ابن الجزري، تاريخ حوادث، ج1، ص ص425 – 426؛ العيني، عقد الجمان، ج3، ص389.
  70. () الصفدي، نزهة المالك والمملوك، ص175؛ المنصوري، زبدة الفكرة، ص316؛ النويري، نهاية الارب، ج31، ص225؛ الداوداري، الدرة الزكية، ج8، ص376؛ الذهبي، تاريخ الاسلام، ج52، ص55؛ الفاخري، تاريخ الفاخري، ج1، ص158؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص ص280، 284- 297؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص100.
  71. () زبدة الفكرة، 316.
  72. () الصفدي، نزهة المالك والمملوك، ص176؛ المنصوري، زبدة الفكرة، ص ص320- 321؛ النويري، نهاية الارب، ج31، ص ص217 – 219؛ ابن الجزري، تاريخ حوادث، ج1، ص ص389- 390؛ الفاخري، تاريخ الفاخري، ج1، ص161؛ ابن دقماق، الجوهر الثمين، ص324؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص ص289- 291؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص ص90 – 95؛ العيني، عقد الجمان ج3، ص ص 396- 397؛ ابن اياس، بدائع الزهور، ج1، ق1، ص ص396- 397؛ ص 176 من الرسالة .
  73. () المنصوري، زبدة الفكرة، ص ص223- 224؛ النويري، نهاية الارب، ج31، ص ص225- 226؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص300؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص ص100- 101؛ العيني، عقد الجمان، ج3، ص422.
  74. () المنصوري، زبدة الفكرة، ص323؛ النويري، نهاية الارب، ج31، ص226؛ العيني، عقد الجمان، ج3، ص ص422- 423.
  75. () المقريزي، السلوك، ج2، ص299.
  76. () ابن تغرى بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص102؛ ينظر: النويري، نهاية الارب، ج31، ص226؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص300 .
  77. () النمجاة: تسمية فارسية معربة تطلق على خنجر مقوس يشبه السيف القصير، ينظر: البقلي، التعريف، 352.
  78. () الصفدي: نزهة المالك والمملوك، ص177؛ المنصوري، زبدة الفكرة، ص324؛ ابو الفداء، المختصر في اخبار البشر، ج2، ص378؛ النويري، نهاية الارب، ج1، ص ص226 – 227؛ الداوداري، الدرة الزكية، ج8، ص378؛ ابن الجزري، تاريخ حوادث، ج1، ص ص429- 430؛ ابن الوردي، تاريخ ابن الوردي، ج1، ص238؛ اليافعي، مرآة الجنان، ج4، ص172؛ ابن دقماق، الجوهر الثمين، ص225؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص ص300- 301؛ العيني، عقد الجمان، ج3، ص426 – 430؛ ابن اياس، بدائع الزهور، ج1، ق1، ص398- 399.
  79. () الدركاه: لفظ فارسي معناه الساحة او الفناء او الحوش المؤدي الى بناء كبير مثل قصر السلطان او قلعة الجبل، ينظر: البقلي , التعريف، ص135.
  80. () المنصوري، زبدة الفكرة، ص324؛ اليونيني، ذيل مرآة الزمان، مج1، ص183؛ النويري، نهاية الارب، ج31، ص227؛ الدواداري، الدرة الزكية، ج8، ص ص379- 370؛ ابن الجزري، تاريخ حوادث، ج1، ص ص429 – 430؛ ابن دقماق، الجوهر الثمين، ص326؛ المقريزي، السلوك، ج2، ص301؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج8، ص103.