السيرة الذاتية لدونالد ترامب وعلاقته باليمين المسيحي

إسماعيل إسماعيل عدوان1

1 طالب دكتوراه في العلاقات الدولية والدولية والدبلوماسية/ الجامعة الإسلامية/ لبنان

بريد الكتروني: ismaeladwan1991@gmail.com

اشراف الأستاذ الدكتور/ موسى محمد ابراهيم

HNSJ, 2024, 5(6); https://doi.org/10.53796/hnsj56/36

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/06/2024م تاريخ القبول: 15/05/2024م

المستخلص

هدف هذا البحث الى دراسة نشأة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب و أهم العوامل التي أثرت على شخصيته ومعرفة أهم المراحل التي أثرت في شخصية ترامب، وكيفية تعامله وسلوكه، بالإضافة الى معرفة مدى ارتباط شخصية ترامب باليمين المسيحي، وتأثير ذلك على قراراته الداخلية والخارجية. اتبع البحث المنهج التاريخي ومنهج دراسة الحالة. توصل البحث الى أن شخصية الرئيس ترامب تتسم بصفات معينة تميل نحو التيار اليميني، وهذا ما عبّر عنه من خلال سياساته على المستوى الداخلي، وتصاعد النزعة العنصرية في الولايات المتحدة خلال فترة ولايته، إضافة لذلك قامت سياسته الخارجية على استراتيجية ” أميركا أولاً “، مما أدى إلى تراجع قوة الولايات المتحدة عالمياً نتيجة الانسحاب من العديد من الملفات الهامة والمناطق التي كانت تتمتع بها بنفوذ كبير، على حساب صعود قوى أخرى تتمثل (بالصين وروسيا)، إضافة لدعمه لتيارات اليمين الأوروبية وخاصة في فرنسا ( مارين لوبان)، ومن هنا يلاحظ تأثر شخصية ترامب بالنزعة اليمينية المسيحية وتوجهه نحو دعمها وتبنيها بشكل كامل على مستوى السياسات.

الكلمات المفتاحية: دونالد ترامب، اليمين المسيحي.

المقدمة

أن العوامل الشخصية لها تأثير على عملية صانع القرار السياسي في عملية اتخاذ القرارات الداخلية أو الخارجية والتحكم بزمام الأمور، وقوة التأثير الذي تحدثه على المجتمع وعلى الأفراد وعلى السلطة السياسية في أن واحد، حصل دونالد ترامب على دعم كبير من اليمين المسيحي، والذي لعب دورًا حاسمًا في انتخابه عام 2016. هذا الدعم جاء رغم حياته الشخصية المثيرة للجدل، وذلك بفضل وعوده بالسياسات التي تهم هذه القاعدة الانتخابية، مثل تعيين قضاة محافظين في المحكمة العليا.

فالبيئة الاجتماعية والدينية والثقافية والنفسية لها التأثير الكبير على ايدلوجية صانع القرار السياسي وميولة ورغباته وتوجهاته تجاه قضية ما، وأثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة كبيرة من الجدل حول شخصيته، والعمل على تحليلها في السياق النفسي والعقلي والاجتماعي، وتأثير ذلك على قراراته السياسية “الداخلية والقرارات الخارجية”.

مشكلة الدراسة:

تتمثل مشكلة الدراسة بعلاقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باليمين المسيحي، إذ تتمحور حول نشأة ترامب وحياته وأهم المحطات البارزة التي ساهمت في تكوين شخصيته وصولاً إلى علاقته باليمين المسيحي، يمكن تقديم مقدمة لهذه المشكلة كما يلي:

نشأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضمن عائلة من أصول مسيحية إنجيلية ولأب يعمل كتاجر للمقاولات، وهذا بالتالي أثر على طبيعة شخصية ترامب، إذ اتسمت هذه الشخصية بالعديد من الجوانب السلبية منذ صغرها، إضافة للغرور والنرجسية في التعاطي في ظل البيئة التي يعيش بها وهذا ما انعكس لاحقاً على المستوى العملي والسياسي في حياته المهنية، إذ أخذ يعمل على بناء إمبراطورية مالية كبيرة انطلاقاً من الشركة التي يملكها والده وهو ما استطاع من خلاله الدخول في أغلب المجالات التجارية والصناعية ، وما لحق ذلك من مشاركته في البرامج التلفزيونية، وصولاً إلى ترشحه للانتخابات الرئاسية الأميركية وفوزه باعتباره الرئيس 45 للبلاد، وخلافاُ للرؤساء السابقين، اتسمت شخصية دونالد ترامب بالوضوح وبرفع شعار” أميركا أولاً” وهذا يدل بشكل واضح على التشدد واعتناقه التيار اليميني، إذ يعتبر زعيم للتيار اليميني الأمريكي وداعماً للتيارات اليمينية أهمها التيار اليميني الفرنسي بقيادة ( مارين لوبان)، وانعكس ذلك من خلال قراراته وانعكاساتها، وبالتالي تكمن المشكلة الأساسية للبحث بما يلي :

ماهي طبيعة العلاقة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وتيار اليمين المسيحي في الولايات المتحدة وتأثيره على سياسات؟

حدود الدراسة: اقتصرت الدراسة على تسليط الضوء على حياة ترامب وميلاده عام 1946 ولغاية انتهاء فترة رئاسته عام 2020.

أهدف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى:

  1. نشأة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب و أهم العوامل التي أثرت على شخصيته.
  2. تسعى الدراسة إلى معرفة أهم المراحل التي أثرت في شخصية ترامب، وكيفية تعامله وسلوكه.
  3. معرفة مدى ارتباط شخصية ترامب باليمين المسيحي، وتأثير ذلك على قراراته الداخلية والخارجية.

منهجية الدراسة

تم استخدام المنهج التاريخي والذي يبين نشأة ترامب وعائلته وارتباطها الديني باليمين المسيحي، إضافة لأهم المراحل التي شكلت أساساً بتكوين شخصيته، كما تم استخدام منهج دراسة الحالة وتطبيقه على دراسة شخصية الرئيس ترامب وارتباطاتها وطريقة تفكيرها وتأثير ذلك على القرارات السياسية على المستوى الداخلي والخارجي الذي يتخذها.

هيكلية الدراسة:

وبناء على ذلك سوف نقوم بتقسيم المطلب إلى فرعين، سوف نتحدث في الفرع الأول خلفية تاريخية عن حياة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أما في الفرع الثاني سوف نتحدث عن علاقة ترامب باليمن المسيحي.

الفرع الأول

خلفية تاريخية عن حياة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

دونالد ترامب، الرئيس 45 للولايات المتحدة، سياسي مشهور ورجل أعمال ناجح ذو شخصية ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية، ولد دونالد ترامب في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وولد في وارتون، جامعة بنسلفانيا جامعة فوردهام، كان عضواً في عائلة مسيحية بروتستانتية درسها في المدرسة ([1]).

ولد دونالد ترامب في 14 حزيران يونيو عام 1946 في حي كوينز بمدينة نيويورك، حيث كان والدة من كبار التجار والمقاولين وأصحاب العقارات في المدينة، إذ كان أحد الرجال الناجحين في هذا المجال، و أما والدة ترامب فهي مهاجرة اسكتلندية وكان لها الدور الكبير في هذا المجال وكان ترتيب دونالد ترامب بين إخوته الرابع له شقيقان وشقيقتان، إذ كان شقيقة الأكبر كابتن طيار وتوفي بسبب كثرة إدمانه للمشروبات الكحولية، وأما شقيقة الأصغر فقد اهتم بمجال الأعمال، وأما شقيقتاه ماريان و إليزابيث فقد أصبحت الأولى قاضية في محكمة الاستئناف الأمريكية والثانية أصبحت سكرتيرة إدارية.

وكان ترامب في فترة طفولته وحتى مرحلة الصبا والنضج يظهر سلوكاً لتخويف الآخرين وكانت شخصيته تتسم بالنرجسية والرغبة في الظهور, وكان كثيراً ما يبدي سروره أمام الآخرين أثناء تفوقه وكان يعتبرهم اضعف منه شخصية، وكان ترامب يصنف على أنه ذو الشخصية القوية وعنيد من جانب معلميه في المدرسة، وكان لديه تصرفات سيئة في كثير من الأحيان والسبب الذي دفع الأصدقاء يبتعدون عنه وهنا يؤكد علماء النفس السياسي وخبراء دراسة الشخصية والسلوك السياسي على أثر ظروف النشأة وطبيعة الحياة الأسرية ومستوى دخلها ودرجة تعلمها ولاسيما عندما يتقلد منصباً رفيعاً في مرحلة المستقبل([2]).

ظهر ترامب أمام كاميرات التلفاز بشكل مستمر منذ أواخر 1980 وقد استخدام صورته الإعلامية كركيزة لعمله السياسي كما عكس من خلال شاشة التلفاز الرضا الذاتي الذي كان مناصروه يفسرونه بالقوة والثقة بينما يراه منتقدوه ضعفاً ودليلاً على الشعور بالنقص, ومع ذلك, فإن الصيت السائد بوصفه رجل استعراض لم يؤثر ذلك سلباً في حياته السياسية بل جعله هذا محصناً من النقد مثل (رونالد ريغان) الذي كان يلقب بالرئيس (تفلون) وحتى الاتهامات التي كانت مثبتة بحق ترامب فهي تخدمه لتعزيز سمعته بوصفه سياسياً داهية وغير قابل للغرق، لأن ترامب يستعمل أسلوب المراوغة بمهارة ضد أي هجوم لفظي وأجوبته المرتجلة تضع خصومه دائما خارج التوازن.

هذه الصفات يطلبها العديد من مواطني الولايات المتحدة الذين سئموا من الليونة والغموض في فترة رئاسة بارك أوباما ومع ذلك استطاع ترامب البقاء مركز الاهتمام والسيطرة على جدول الأعمال إلى جانب تحويل الخطاب من الموضوعي إلى العاطفي، قد تكون هذه الصفة حكراً على ترامب كرئيس للبلاد, وبمجرد أن يكون هو الرئيس التنفيذي يتوجب على ترامب معرفة آلية التناقش مع متطلبات اللباقة السياسية في التعامل مع جميع الزعماء الأجانب والمعارضين الذين لهم التأثير في الولايات المتحدة الأمريكية لذلك يتوجب عليه ضبط أسلوب التواصل لدية في سبيل جعل بقائه في منصبه ومع ذلك لم يظهر ترامب بطريقة أخرى طوال حيات المهنية والعامة وفي اغلب الأحيان ترامب يلوم العقبات التي تقف أمامه أكثر من أن يلوم نفسه عندما يتعرض له([3]).

دراسته:

درس دونالد ترامب في “مدرسة كيو فورست” في فورست هيلز، كوينز، ولكن بعد أن واجه الكثير من المتاعب في سن 13، أرسله والده إلى أكاديمية نيويورك العسكرية في شمال ولاية نيويورك على أمل تركيز طاقته، والعمل على تأكيد الذات بطريقة إيجابية وحتى فكرة نقله من والدة كانت جيدة للغاية، وحصل ترامب على مرتبة الشرف الأكاديمية.

ومارس هناك رياضيات عدة مثل كرة القدم والبيسبول وحصل بعدها على كثير من الجوائز الرياضية، وقد تخرج ترامب من الأكاديمية عام 1964 كذلك درس أيضاً في جامعة فوردَ هامَ لمدة عامين، ثم انتقل إلى كلية وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا وتخرج منها عام 1968 حيث حصل على بكالوريوس العلوم في كلية الاقتصاد ([4]).

في عام 1977، تزوج ترامب من إيفانا زيلنيكوف، التي ولد منها ثلاثة أطفال (دونالد جونيور إيفانكا وإريك)، وفي عام 1992، عندما اكتشفت زوجته علاقة حب ترامب خارج زواجه من الممثلة الأمريكية مارلا مابلز، في عام 1993، تزوج مارلا مابلز، قبل شهرين من زواجهما. كان لديه طفل واحد، تيفاني، وفي عام 1997 حدث الطلاق حتى وصل أخيرا إلى شهر 1999، ودفع مليوني دولار في عام 2005، تزوجا بعد ذلك من ميلانيا كنوسوس، التي أنجبت طفلا يدعى البارون ويليام ترامب بعد أن تقدم لها عرضا في العام السابق. ([5]).

ولكن أيضا حول لعب كرة القدم السكواش في عام 1962 ولعب السكواش في عام 1963. حول لعب كاش في 62-64 (كابتن 64)، كان مدرب البيسبول تيد دوبياس من المشاهير المحليين لعمله مع الشباب، وفاز بجائزة أفضل مدرب في عام 1964 وتمت ترقيته إلى نقيب في المدرسة العسكرية إس 4 (موظف في كتيبة الخدمات اللوجستية) ([6](.

أعماله ومهاراته:

عُين ترامب مديراً لشركة والده في عام 1971، أول ما قام به من الأمور هو العمل على تغيير اسم شركة والدة إلى (مؤسسة ترامب)، هذا يدل على اتسامه بالغرور الذي أصبح من سماته المميزة، بعدها عمل جاهداً في عام 1973، وقع عقدا مع بلدية مدينة نيويورك، وباع الأرض التي يمتلكها في مانهاتن، وبنى مركز جاكوب جافيتس، وهو نفس المكان الذي قضت فيه هيلاري كلينتون وأنصارها الليلة عشية انتخابات 2016.

وكان المشروع الذي عمل عليه ترامب مشروعا كان يعمل عليه ترامب بمفرده. كان أول مشروع كبير عملنا عليه هو تحويل فندق كومودور، متهالك البناء في نيويورك إلى فندق غراند حياة في عام 1978، وكانت هذهِ خطوة عجيبة مكنته من الإطلاق على نفسه بوصفه صانع صفقات، اتفق مع بلدية المدينة على أن تعفي الفندق من الضرائب لمدة 40 عاماً ولكن مقابل ذلك تقاضيها حصة من الأرباح ([7]).

ظهر مشروع فندق حياة في عام 1983 عندما عمل ترامب بجد لبناء برج ترامب المكون من 58 طابقاً في الجادة الخامسة، والذي أصبح رمزاً لأسلوبه، وأيضاً لأنه رفع مكانة ترامب ليكون له مقر إقامته الخاص في نيويورك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مبنى برج ترامب “لم يكن كمفاوض “كتبت زوجته الأولى إيفانا مقالا قالت فيه: “هذه شهادة على مثابرته ومهارته في كل ما يفعله”، وفي تلك المباني يحمل اسم ترامب (ساحة ترامب – برج ترامب العالمي – وفندق ترامب تاور الدولي)، ولكن لم يكن جميع ما يلمسه ترامب يتحول إلى ذهب.

كذلك ترامب مرّ أيضاُ بسلسلة من الإفلاس المتعلقة بعدد من نوادي القمار التي تملكها مؤسسة ترامب، ولكن سمح لهذه النوادي من العمل على مواصلة العمل مستند إلى ذلك من الاستفادة من قانون (المادة11) الأمريكي، وتبجح ترامب بذلك قائلاً “أنا لدي التمكين على الملاعبة بقوانين الإفلاس، فهي جيدة جداً بالنسبة لي”([8]).

في عام 1990 اشترى ترامب أسطولاً من طائرات(بيونغ) من أجل أن يشكل شركة ترامب للنقل الجوي ولكن في تلك الفترة تحطمت طائرة هليكوبتر وكان بدخلها ثلاثاً أثرياء قضوا نحبهم وهم مديرون تنفيذيون لكازينو ترامب والتي أصابتها الكثير من المشاكل بعدها، وخلفته بعض القرارات التجارية السيئة, وكانت غير قادر على أن يوفي بقرضه ولكن موّل بطريقة أخرى من أجل العمل على بناء كازينو ثالث خاص به ولكن سرعان ما دفعة الدين المتزايد إلى الإفلاس مرة أخرى.

وفي عام 1990 استعاد مكانته المالية المستقرة السابقة وفتح كازينو وأطلق على تسميتها (تاج محل) في مدينة أتلانتيك ستي بعد فترة تمت الموافقة عليها للعمل في السكك الحديدية الغربية، استعادت مركزها المالي الأصلي في عام 1990، واستحوذت على ملكية منظمة ملكة جمال الكون، التي تستضيف العديد من مسابقات ملكات الجمال الأخرى، في عام 1996، وأصبحت مساهما في شركة الإذاعة الوطنية (إن بي سي) في عام 2003 ([9]).

ترشيحه للانتخابات:

إن الحملة الرئاسية التي أطلقت في الولايات المتحدة، والتي كانت صاخبة منذ فترة طويلة ورافقها بالفعل عنف، ستصبح بلا شك أكثر عنفا وصاخبة في الأشهر المقبلة، بالنظر إلى المواجهة بين المرشحين من كلا الحزبين قبل الانتخابات ال 11، لكن العديد من الناخبين سيواجهون خيارا واضحا خاصة عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، تعد هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي الأمريكي، بالاستمرارية، وتواصل إدارة كلينتون أن تشرح للمعارضين الآخرين من البلاد أن المبادئ العامة للسياسة الخارجية الأمريكية لن تتغير.

لكن رؤية مختلفة تماما برزت على الجانب الجمهوري، مع ترشيح دونالد ترامب، قامت المؤسسة الجمهورية بتسوية الاتفاق خلال الانتخابات التمهيدية، عندما كانت في حيرة، على سبيل المثال في شهر مارس 2016، متسائلة عما إذا كان يمكن أن يحدث شيء مثل ترشيح دونالد ترامب، ووقع المئات من المستشارين الجمهوريين الذين يمثلون مجموعة واسعة من وجهات نظر السياسة الخارجية رسالة مفتوحة يعبرون فيها عن معارضتهم لترامب، وبينما قد يدعمه بعض هؤلاء المستشارين هذا الخريف، فإنهم “مطمئنون” إلى التزامهم بآرائهم، ومعظمهم لن يفعلوا ذلك.

أنتج الحزب الجمهوري مرشحا رئاسيا برؤية متشائمة للتوقعات الأمريكية، حتى أنه قال أن جزءا كبيرا من العالم لا يزال يريد الولايات المتحدة لقيادة دولية حكيمة، وفي المؤتمر الوطني الجمهوري في كليفلاند، حيث تم ترشيح دونالد ترامب رسميا، كان أحد العناصر اللافتة للنظر في خطاب ترامب في المؤتمر هو الهجمات التي شنها في الإدارة الأخيرة للجمهورية الأمريكية، واصفا الرئيس جورج دبليو بوش بأنه متآمر على أشكال مختلفة من التعقيد، مثل التشابكات الخارجية والحروب، والأسوأ من ذلك، الاتفاقات التجارية.

ولكن في خطابه، قال أنه لم يذكر بند إرث مؤخراً الجمهوري البالغ من العمر 162 عاما, ” ماذا عن أبراهام لنكولن” وماذا عن الجنرال دوايت أيزنهاور، بطل الحرب والرئيس الذي كان له دور في بناء شبكة بين الدول التي تدعي دونالد ترامب دمر بشكل خطير. “يبدو أنه لم يسمع به من قبل يبدو أن الممثلين الموجودين لم يجدوا المشكلة، ولكن في هذا الإغفال، قال ذات يوم رونالد ريغان، شفيع الجمهوريين المعاصرين، أن الحكومة هي المشكلة، والحكومة ليست الحل، وهي كلمة تجسد العداء المناهض للحكومة الذي كان سبب التمييز الجمهوري منذ ذلك الحين، وأن المرشح الجمهوري هو سخرية ساخرة للمنصب، لا عجب إذن أن يرشح الناخبون الجمهوريون شخصاً لم يخدم أبدا في الحكومة، لأن الدفاع الوطني كان دائما الاستثناء الوحيد لهذه النظرة المناهضة للحكومة للولايات المتحدة، لكن الجمهوريين تغيروا أيضا في هذه القضية.

لقد أظهر دونالد ترامب أنه لا يحترم التزام أمريكا في الناتو، ويتجاهل الحكم العالمي، ويتعامل مع المفاوضات الدولية مع الدول الأخرى على أنها طقوس الاستسلام للموقف الأمريكي، وليس كمداولات ثنائية الاتجاه، ولكن عندما عملت المؤسسة الجمهورية للسياسة الخارجية الأمريكية على تحويل الخلافات السياسية للمواطنين الذين لديهم رغبة في فهم من أين جاء مرشح مثل دونالد ترامب إلى هجوم شخصي، ساعده كثيرون آخرون خلال حملته، مثل القتال في الحانة، هكذا فعل، إذا كان في السنوات ال 8 الماضية للجمهوريين لم تكن كافية للعمل على إصلاح الحزب، وربما 4 أو 8 سنوات أخرى ستكون كافية، على أمل أن تنجح مرة أخرى، والديمقراطية الأمريكية والسياسة الخارجية الأمريكية تحتاج على الأقل حزبين من الأحزاب الرئيسية، وليس الحزب الذي يتبع التيار الرئيسي والحزب الذي يأخذ منعطفا متطرفا ([10]).

أعلن الحزب الجمهوري الأمريكي رسميا أن مرشح الولايات المتحدة” دونالد ترامب “هو مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، بعد خسارة رجل الأعمال الأمريكي” دونالد ترامب ” في انتخابات إنديانا ليصبح أحد الرؤساء المحتملين للولايات المتحدة، ولا تضيع الشخصية الطبيعية لترامب. كان هناك الكثير من الجدل في كل من الولايات المتحدة والخارج حول محتوى الخطب السياسية، وأهمية تحليل اتجاهات هذا الخطاب، وتأثيره حول السياسة الخارجية الأمريكية ([11]).

عبّر ترامب عن رغبته في التنافس من أجل من يكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1987 وكانت له مشاركته الفعلية في عام 2000مندوباً عن حزب وهذا الحزب يطلق علية حزب الإصلاح وفي عام 2011 حول ترامب توجهاته من أجل الرئاسة والسلطة وحاول إثبات نفسة كخصم ومنافساً للرئيس (بارك أوباما) ولكن لم يكن ليرشح نفسه في انتخابات عام 2012وجعل حضوره واضحاً في التجمعات والمحافل التي تشكل في الولايات المتحدة الأمريكية، وأيد بشكل علني على ترشيح (ميت رومني)، مرشح الحزب الجمهوري، وأقام علاقات كبيرة عبر السياسة اليمنية وأعلن نفسه مرشحاً في 16يوينو 2015للانتخابات الرئاسية لعام 2016-2021([12]).

الفرع الثاني

علاقة ترامب باليمين المسيحي

منذ ولادة الجمهورية الأمريكية كانت والدين يعمل كلاهما في أغلب الأوقات ضمن نطاق منفصل عن الآخر وخوفاً من أن تنتشر الفتنة الطائفية في المجتمعات التي تتسم بالتعددية وكما جاء في المؤتمر الدستوري عام 1787، الذي ينص على عدم إنشاء مؤسسة دينية اتحادية وذلك بحرمان الحكومة من أي دور ضمن نطاق الدولة, وكان الفصل بين الدين والدولة عندهم حقاً ,وهي من أهم الملامح التي أدت للثورة الأمريكية والفصل هنا لا يعني بالضرورة أن الدين ليس له أهمية في الدولة الجديدة بل على العكس من ذلك بل كثير يرى أن للدين رسالة تفوق في الأهمية رسالة السياسة؛ لان فيه موعظة تناقش الموضوع الأمثل للدين والعلاقة الحساسة بين الدين والمجتمع المدني.

وفي عام 1779 أعلن القسيس صموئيل وليامز راعي الكنيسة (برادفورد) بولاية ماسا تسوستس ” أن للدين اهتماماً في الحياة العامة” وفي كلامة أن هناك ميثاقاً بين الرب والنفس المؤمنة وأضاف إلى ذلك أنه ليس للمجتمع من الأمر شيء في تلك العلاقة وفي عام 1965 صرح ( جيري فالويل) القس المعمداني من مدينة لينتشييرغ بولاية فيرجينيا الذي ساعد على جعل اليمين المتدين ذا قوة سياسية عام 1970صرح بآراء تضاهي أقوال صموئيل وليامز إذ أعلن ” الوعاظ ليس مهمتهم أن يكونوا ساسة ومتشددين على أن واجبهم هو أن يكسبوا نفوس الناس ولسنا مكلفين بإصلاح المحيط الخارجي([13]).

تنتمي عائلة ترامب لأصول يمينية تتبع الكنيسة الإنجيلية[14]* وينتمي والده إلى الكنيسة المشيخية والبروتستانت الأمريكيين، وتنبع من ذلك عقيدة ترامب المسيحية البروتستانتية وهو يؤمن بالمسيحين الإنجيلين في الولايات المتحدة الأمريكية الذين بدورهم يؤمنون بأن نهاية الزمن والحضارات تتم من خلالها سيطرة اليهود على القدس ([15]).

وفقا لتقرير نشرته إحدى الصحف البريطانية (إندبندنت)، أحاط الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) طوال الوقت بمجموعة ضيقة من رجال الدين الإنجيليين، الذين أعدوا عجائب التقرير، ما إذا كان ترامب يتعلم منهم أم يخضع لتأثير الدين، أن هؤلاء الإنجيليين دائما يمتدحون ترامب على مواقفه المحافظة اجتماعياً ولتعييناته من جانب القضاء، ودعمه اليهود، وأن ترامب يستمتع دائما بالاستماع إلى القراءات الدينية من قبل القساوسة، وأن العديد منهم يزعمون أن الرئيس الأمريكي “مسيحي مؤمن”، لكنه نادرا ما يظهر معتقداته الدينية، وأن ترامب قد عين مؤخرا رئيسة مجلس النواب (الكاثوليكية) نانسي بيلوسي (وميت رومني) لقيادة مجلس الشيوخ.

كما سخر من القراءات الدينية لبعض السياسيين الدينيين، مثل السناتور الأمريكي عن مجتمع المورمون (الولايات المتحدة الأمريكية)، أنه لم يحضر كنيسة معينة في واشنطن نفسها، وأنه لم يحضر كنيسة معينة في واشنطن نفسها. ([16]).

إن صعود التيارات اليمينية المسيحية في الجوانب السياسية سواء في الولايات المتحدة الأمريكية, أما في الدول الأوربية ليس وليدة اليوم، لأن أغلب هذهِ الدول هي بالفعل مسيحية التوجه منذ عقود طويلة الأمد، وقد عرفت أوروبا منذ تلك العقود أنها دول تكثر فيها النزعات القومية المتعصبة لديانة المسيحية بقيادة الكنيسة التي يرأسها كبراء قساوستهم، كان هناك اليمين المسيحي المتطرف في حمل الاتجاه العقائدي تجاه الذين اختلفوا معه في الاتجاه والمعتقد الديني، لكنهم انتظروا الفرصة الذهبية للعودة مرة أخرى لحكم أوروبا مرة أخرى، لذلك كانت هذه مخارج هذه التدفقات لقيادة أوروبا ومواجهة ما اعتبرته الأخطار التي هددتها كما كانت من قبل. لأنه مؤشر يظهر مرة أخرى من خلال خروج هذه التدفقات ([17]).

يعد دونالد ترامب كبير هذهِ التيارات اليمينية، ويدعم كثير من القيادات الأوربية ومن بين من يؤيدهم دونالد ترامب هي (وريثت أبيها اليميني ماري لوبان)، زعيمة اليمين المسيحي بفرنسا وهذِه الزعيمة قد التقت بدونالد ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية، ليس فقط دونالد ترامب وكذلك التقت بشخصيات أمريكية لها نفس التوجه والعداء للإسلام والمسلمين، وهم لا يخفون هذه الأمور بصوره سرية بل وصل بهم الأمر إلى أن يعلنون تعصبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعية وكذلك عبر الإعلام المرئي سواء كان المسموع أم المكتوب.

وكذلك نجد زعيما أوروبياً آخر لدية نفس التوجه في معاداة للمسلمين، وهو (خيرت فيلدز) الهولندي الذي أبدى ويبدي بكل صراحة انزعاجه من الدين الإسلامي ودعوته بشكل علني إلى طرد المسلمين من أوروبا، كل هذهِ الحملات تتجه ضد المسلمين، فضلاً عن مهاجمته إلى جمهورية تركيا الإسلامية إذ له مقولة يقول تركيا عليها ألا تحلم أبداً بدخول الاتحاد الأوروبي ([18]).

أن تبني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيكون قادراً على أن يهزم أجندة اليمين المسيحي في كثير من القضايا مثل تعيين قضاة محافظين ومعارضة الإجهاض، وطريقة الاحتفال بعيد الميلاد، ولكن من القضايا المهمة هي علاقة إسرائيل بالقدس حيث يوجد هنالك الشيطان، وسيؤسس المسيح مملكته الأرضية، وهذا عمل على أن تزداد الاحتمالات من التنبؤات مع قيام دولة إسرائيل المعاصرة في الأربعينيات، عندما أعلن دونالد ترامب بشأن مسألة القدس جاء لتحقيق هذه المعتقدات كما يعتقد الإنجيليين.

لهذه الأسباب صمم الرئيس ترامب على إعلان قرار نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس واعتبار القدس عاصمة إسرائيل، حيث وجد الإنجيليين في قراره الصادر بنقل السفارة يعد تصديقا لرؤياهم الدينية استعداًدا واضحاً لظهور يسوع المسيح مرة أخرى على الأرض لينقذ الشعب اليهودي، وقد كان خطاب الذي القاه نائب الرئيس الأمريكي بنس أمام الكنيست الإسرائيلي، الشخص الذي ينتمي إلى هذه الأفكار كان واضحاً تماًما في هذا الاتجاه، حيث كان حديثة يدور عن الحقائق التوراتية التي يزعمون أنها حدثت قبل ثلاث آلاف عام، محاولة إعادة فرضها الآن على الواقع السياسي الجديد.

ولكن القضايا والمراكز البحثية الدولية والاقتصادية، للسياسة الخارجية الأمريكية بموقفها من الصراع العربي الإسرائيلي في عهد الرئيس ترامب كان لها الدور على أنها غيرت الكثير من قناعات الباحثين والمهتمين بالشأن الأمريكي، وذلك بسبب الراديكالية لقد نقلتهم التحولات في مواقفهم من ذلك السلوك التقليدي المعروف منذ عقود إلى واقع جديد، ولم يعد سراً إلى هذه اللحظة أن التأثير الكبير لهذه الجماعات، والتيارات الدينية على المؤسسات السياسية التي من المفترض أن تكون ذات أفكار وعقائد قديمة ولها حسابات ومصالح تتجاوز أي ضغوط تأثيرات دينية فئوية، كما غيرت شخصية ترامب ومستشاريه هذه القناعات لأن الحديث عن الدرجة التي يمتلكها الرئيس الأمريكي محدودة النفوذ.

قدرة الرئيس الأمريكي أمام مؤسسات الدولة والعمل على اتخاذ قرارات سياسية صعبة بات يخلو من الحقيقة، لأن شخصية دونالد ترامب ومستشاريه المحافظين غلبت في كل شيء، ويكفي بأن يتفاخر ترامب أمام الجميع ويقال إنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي أوفى بكل وعوده للشعب الأمريكي، على الرغم من دعم غالبية الإنجيليين للحزب الجمهوري وتحالفهم مع المحافظين الجدد لأن الخلفية الدينية للرئيس الأمريكي لا تعطي لهم أي أهمية لأن إعطاء أصواتهم لمرشحي الرئاسة الأمريكية لا تحكمه المعتقدات الدينية بقدر ما تحكمه المصالح، حتى على مستوى الرؤساء الديمقراطيين لم يدخلوا قط في أي صراع حقيقي مع الإنجيليين والتيارات الأخرى والمجموعات الدينية ذات التنوع المختلف، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بإسرائيل، لأن هذه التيارات الدينية لها علاقات واسعة ومصالح وتتحكم في الجزء الأكبر من الاقتصاد العالمي ومراكز البحوث وغيرها من الذين لهم تأثير في قطاعات داخل المجتمع الأمريكي.

وهذا الأمر لا يقتصر في تأثير المنظمات الدينية على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على وسائل الإعلام أو الضغط السياسي فقط، فقد كان لتوجهات السياسة الخارجية لإدارة ترامب منذ اللحظة الأولى التي يرمي بها ترشحه لرئاسة البيت الأبيض، لم يكن محظوظ بما يكفي إلى أن يوصله إلى سدة الحكم قبل أن يوقع ضمنياً صفقة سياسية مع التيار القوي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو التيار الديني وصل بموجبه إلى منصب الرئيس مقابل تنفيذ الكثير من الوعود من ضمنها وعود سياسية تجاه إسرائيل، حالة ترامب مع الاتجاه الديني غير مسبوقة في السياسة الأمريكية، بخاصة وأن وعوده بشأن القدس، كذلك الانسحاب من البرنامج النووي الإيراني لم تواجه معارضة على الصعيد الداخلي و كبيرة رغم ما قد يترتب على ذلك الكثير من المخاطر على علاقات الولايات المتحدة ومصالحها في العالم([19]).

في الانتخابات التي جرت في2016 وفقا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث، حصل ترامب على 81 ٪ من الأصوات بين الناخبين الإنجيليين، وهذا نتيجة فوز ترامب في الانتخابات وانتصاره في البيت الأبيض، يعتقد البعض منهم أن ترامب اختار نائبه (مايك بنس) لفتح الباب على مصراعيه أمام إقبال قوي من المجتمع الإنجيلي للتصويت له في الانتخابات، واعتمد بنس خطابا إنجيليا متشددا، ويعتبر من اليمين المتطرف المسيحي المؤيد لإسرائيل، وفريق ترامب للسلام في الشرق الأوسط لديه الكثير ليقدمه. وهي تضم يهودا متدينين مثل جاريد كوشنر وديفيد فريمان والسفير الإسرائيلي جيسون جرينبلات والمبعوث الخاص لعملية السلام داخل إدارة ترامب، وخلال اجتماع عقد مؤخرا، قال أن نائب رئيس الولايات المتحدة ” نحن ندعم إسرائيل لأن أولئك الذين يدعمونهم الآن سيحصلون على بركة الرب”([20]).

لا يقتصر تأثير المنظمات الدينية على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على وسائل الإعلام العالمية أو على مستوى الضغط السياسي فقط، لأن توجهات_ السياسة الخارجية لدونالد ترامب منذ اللحظة الأولى بدأت منذ المدة التي اعلن فيها ترشحه لرئاسة البيت الأبيض، لم يكن لدية كثير من الحظوظ الكافية للوصول إلى الرئاسة قبل أن يوقع ضمنيًا صفقة سياسية مع الجانب الآخر إلا وهو التيار الديني القوي في الولايات المتحدة الأمريكية، وصل بموجبه إلى منصب الرئيس الأمريكي، مقابل تنفيذ وعود سياسية تجاه الجانب الإسرائيلي، حالة ترامب مع الاتجاه الديني غير مسبوقة في السياسة الأمريكية، بخاصة وأن وعوده بشأن القدس فضلاً عن الانسحاب من البرنامج النووي الإيراني لم تواجه معارضة داخلية كبيرة تجاه ترامب، رغم ما قد يترتب على ذلك من مخاطر على عالقات الولايات المتحدة ومصالحها على المستوى العالمي([21]).

ليس من قبيل المصادفة أن صعود المد اليميني المسيحي في كل من الدول الأوروبية وأمريكا، لأن هذه الدول هي بالأصل مسيحية التوجه منذ عقود طويلة من الزمن، منذ هذه العقود القديمة، عرفت أوروبا اتجاها قوميا مع تجاه متعصب للمسيحية بقيادة كنيسة يقودها قسيسها الرئيسي، كان اليمين المسيحي المتطرف، الذي كان موجها بشكل دوغمائي إلى أولئك الذين عارضوه في الاتجاه والمعتقد، موجودا، ولكن حان الوقت الآن لحكم أوروبا مرة أخرى، وهنا ما تظهر هذه التيارات مرة أخرى لقيادة أوروبا ومواجهة ما يعتبرونه تهديدا لهم كما كان من قبل، هذا يعكس حالة من القلق حول ما يمكن أن ترأسه الأحداث العالمية، اعتمادا على ما يتم إعداده من قبل هذه التيارات الأصولية المسيحية، وهي حقيقة معروفة عبر التاريخ.

وأكبر مثال يسلط الضوء على تجاه هذه التدفقات المسيحية هو من الأندلس، موطن تلك الأيام إنه حشد تجمع في مرحلة التاريخ في حملة رد دعت إليها الكنيسة المسيحية لطرد المسلمين، وقد كان ملوك إسبانيا القشتالية، وملك البرتغال دائما على إجبار المسيحيين على مواجهة المسلمين الذين طردوا بالفعل من شوارع الأندلس، وممارسة أبشع أنواع التعذيب والقتل ضد بقية المسلمين، مما أجبر الكثير منهم على دخول المسيحية تحت سلطة التعذيب القسري واللاإنساني لكن المسيحية لم تفعل أي شيء، حاربت هذه الحملات الهجمات المسيحية المتعصبة على الأراضي الإسلامية وانتهت بعدة معارك شهيرة، وكان النصر حليفا للمسلمين.

لكن اليوم يعتبر ترامب زعيم هذه التيارات اليمينية المتطرفة وهو على مستوى الدول الأوروبية من بين تلك التي يدعمها ترامب، وهي تدعم العديد من القادة في زعيمة الحقوق المسيحية الفرنسية، الشهيرة (وريث والدها اليميني ماري لوبان)، والولايات المتحدة الأخيرة، كما التقت بالعديد من الشخصيات الأمريكية بنفس اتجاه العداء للإسلام والمسلمين-إنهم لا يخفون هذه الأشياء، بل يعلنون عدم تسامحهم بشكل مباشر وعلني من خلال وسائل الإعلام ووسائل الإعلام السمعية والبصرية، ووسائل الإعلام المكتوبة، وحتى لو ظهر عن زعيم آخر من الدول الأوروبية بنفس التوجه المعادي للمسلمين أعرب الهولنديون (خيرت فيلدرز) عن غضبهم من الإسلام، ودعوا إلى طرد المسلمين من أوروبا ومهاجمة تركيا، قائلين إنه لا ينبغي أبدا أن يحلموا بأن يكونوا إحدى دول الاتحاد الأوروبي ([22]).

لقد نجح ترامب في التسوق لنفسه كحام لجميع المسيحيين في الشرق الأوسط، يسير على خطى نظيره الروسي (بوتين)، وخاصة في التعامل مع المسيحيين في سوريا ولبنان ولقد وصف الاتحاد المسيحي الدولي العام بوتين بالرجل “الذي يلجأ إليه المسيحيون لمنع توسّع الدولة الإسلامية في الشرق ([23]).

أبين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتميز بسمات شخصية تختلف عن الرؤساء السابقين كالعنصرية والتهور إذ لم تكن له تجربة سياسية من قبل لأنه عبارة عن رجل أعمال ليس له علاقة بالسياسة كل ما يهمه هو تحقيق المنفعة والربح.

الخاتمة

أدى صعود التيار المسيحي اليميني إلى تزايد النزعة المتشددة في المجتمع الأمريكي، وهذا بالتالي انعكس على وصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية خلال الانتخابات، إذ أن شخصية الرئيس ترامب تتسم بصفات معينة تميل نحو التيار اليميني، وهذا ما عبّر عنه من خلال سياساته على المستوى الداخلي، وتصاعد النزعة العنصرية في الولايات المتحدة خلال فترة ولايته، إضافة لذلك قامت سياسته الخارجية على استراتيجية ” أميركا أولاً “، مما أدى إلى تراجع قوة الولايات المتحدة عالمياً نتيجة الانسحاب من العديد من الملفات الهامة والمناطق التي كانت تتمتع بها بنفوذ كبير، على حساب صعود قوى أخرى تتمثل (بالصين وروسيا)، إضافة لدعمه لتيارات اليمين الأوروبية وخاصة في فرنسا ( مارين لوبان)، ومن هنا يلاحظ تأثر شخصية ترامب بالنزعة اليمينية المسيحية وتوجهه نحو دعمها وتبنيها بشكل كامل على مستوى السياسات.

قائمة المصادر

  1. موقع المعرفة، متاح على الرابط التالي، https://www.marefa.org/
  2. شيماء بسام عبد العزيز أبو سعدة،” دور العوامل الشخصية في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إسرائيل”، أطروحة دكتوراه في القانون العام، (جامعة الأقصى: غزة،2022).
  3. مركز Valdan الروسي،” دونالد ترامب الملف الشخصي لرئيس الولايات المتحدة الجديدة “،2017، ترجمة : مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير بالتعاون مع مركز التمدن للدراسات ، مجموعة باحثين(بيروت).
  4. دونالد ترامب، متاح على الرابط التالي ، https://www.evobiography.com/ar/donald trump/.

من هو دونالد ترامب ،موقع أراجيك ، متاح على الرابط التالي، https://www.arageek.com/bio/donald trump

  1. موقع المعرفة، متاح على الرابط التالي، https://www.marefa.org/.
  2. العربية نيوز، دونالد ترامب الملياردير الذي فاجأ الكثيرين ووصل إلى البيت الأبيض، 11حزيران 2020، متاح على الرابط التالي، https://www.bbc.com/arabic/world 38919815.
  3. دونالد ترامب ،2019، متاح على الرابط التالي https://wikiwic.com.

كريستوفر هل، السياسة الخارجية الأمريكية على طريقة ترامب، الجزيرة نت، 4اغسطس2016، متاح على الرابط التالي، https://www.alkhaleej.ae/

  1. الإنجيليون ابرز داعمي ترامب وحزبه ، من هم وماهي أجندتهم، صحيفة الأناضول، متاح على الرابط التالي، https://www.aa.com.tr/ar//1222238 .
  2. اندبندنت يحيط نفسة بالإنجيليين لأي مدى يخضع ترامب لتأثير الدين، 16/2/2020، متاح على الربط التالي، https://www.aljazeera.net/politics/2020/2/16/.

ترامب وصعود اليمين الشعوبي المتطرف، 23/7/2018، متاح على الرابط التالي، https://www.aljazeera.net/blogs/2018/7/23/

  1. زه ري نوزاد جميل، النسق السياسي العقيدي للرئيس دونالد ترامب وتأثيره في السياسة الخارجية الأمريكية، أطروحة دكتوراه في القانون العام، (نيقوسيا: جامعة الشرق الأدنى، 2021).
  2. الخطة الأمريكية للسلام – هل ترامب حصان طروادة للمتدينين الإنجيليين،30 1 2020، متاح على الرابط التالي HYPERLINK https://www.aljazeera.net/politics/2020/1/30%20/.

عزيز عديل، ترامب وصعود اليمن المتطرف الشعوبي، الجزيرة نت،23/7/2018، متاح على الرابط التالي، https://www.aljazeera.net/blogs

حليم شبيعة، هل ترامب مخلص لمسيحي المشرق،27/2/2017، متاح على الرابط التالي، https://www.annahar.com/arabic/article/546174 .

الهوامش:

  1. () موقع المعرفة، متاح على الرابط التالي، https://www.marefa.org/
  2. () شيماء بسام عبد العزيز أبو سعدة،” دور العوامل الشخصية في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إسرائيل”، أطروحة دكتوراه في القانون العام، (جامعة الأقصى: غزة،2022)، ص 51 52.
  3. () مركز Valdan الروسي،” دونالد ترامب الملف الشخصي لرئيس الولايات المتحدة الجديدة “،2017، ترجمة : مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير بالتعاون مع مركز التمدن للدراسات ، مجموعة باحثين(بيروت)، ص ص6 7.
  4. () دونالد ترامب، متاح على الرابط التالي ، https://www.evobiography.com/ar/donald trump/
  5. () من هو دونالد ترامب ،موقع أراجيك، متاح على الرابط التالي، https://www.arageek.com/bio/donald trump
  6. () موقع المعرفة، متاح على الرابط التالي، https://www.marefa.org/
  7. () العربية نيوز، دونالد ترامب الملياردير الذي فاجأ الكثيرين ووصل إلى البيت الأبيض، 11حزيران 2020، متاح على الرابط التالي، https://www.bbc.com/arabic/world 38919815
  8. () العربية نيوز، دونالد ترامب الملياردير الذي فاجأ الكثيرين ووصل إلى البيت الأبيض، مرجع سابق .
  9. () دونالد ترامب ،2019، متاح على الرابط التالي https://wikiwic.com
  10. () كريستوفر هل، السياسة الخارجية الأمريكية على طريقة ترامب، الجزيرة نت، 4اغسطس2016، متاح على الرابط التالي، https://www.alkhaleej.ae/
  11. () يمني سليمان، توجهات السياسية الخارجية عند دونالد ترامب”، مرجع سابق ، ص1.
  12. () شيماء بسام عبد العزيز أبو سعدة، دور العوامل الشخصية في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إسرائيل، مرجع سابق ، ص53.
  13. () فرانك لامبرت، ” الدين في السياسة الأمريكية”،(الرياض: نمو للنشر، 1436هـ)، ص2.
  14. * الإنجيلين : تعني الإنجيلية، في الديانة المسيحية؛ “تعليم الإنجيل ونشره”، إلا أنها كلمة باتت تعبر عن طائفة ولها معتقدات وتفسيرات دينية خاصة، ظهرت الطائفة خلال القرن الثامن عشر، بعد انتشار تبني بعض الكنائس والحركات البروتستانتية هذا الاسم، لتمييزها بالتزمت الديني عن غيرها، وتتمتع هذه الكنائس اليوم بانتشار واسع في الولايات المتحدة، إذ ينتمي لها نحو ربع الأمريكيين (80 مليون شخص تقريبًا)، كما بات يُعرّف الإنجيليين بـ”المسيحيين الصهاينة”، لدعمهم المشروع الصهيوني، ووجود العديد من التقاطعات بين مساعي الجانبين، وإن من منطلقات (عقدية أيديولوجية) مختلفة، ومنذ عقود، يدعم الإنجيليون عمومًا مرشحي الحزب الجمهوري، لكونهم “ملتزمين أكثر دينيًا”، وفق الاعتقاد السائد، للمزيد ينظر: الإنجيليون أبرز داعمي ترامب وحزبه ، من هم وماهي أجندتهم، صحيفة الأناضول، متاح على الرابط التالي، https://www.aa.com.tr/ar//1222238
  15. () فرانك لامبرت ، الدين في السياسة الأمريكية، مرجع سابق ، ص55.
  16. () اندبندنت يحيط نفسة بالإنجيليين لأي مدى يخضع ترامب لتأثير الدين، 16/2/2020، متاح على الربط التالي، https://www.aljazeera.net/politics/2020/2/16/
  17. () ترامب وصعود اليمين الشعوبي المتطرف، 23/7/2018، متاح على الرابط التالي، https://www.aljazeera.net/blogs/2018/7/23/
  18. () ترامب وصعود اليمين الشعوبي المتطرف، 23/7/2018، مرجع سابق .
  19. () زه ري نوزاد جميل، النسق السياسي العقيدي للرئيس دونالد ترامب وتأثيره في السياسة الخارجية الأمريكية، أطروحة دكتوراه في القانون العام، (نيقوسيا: جامعة الشرق الأدنى، 2021)، ص57- 58.
  20. () الخطة الأمريكية للسلام – هل ترامب حصان طروادة للمتدينين الإنجيليين،30 1 2020، متاح على الرابط التالي HYPERLINK “https://www.aljazeera.net/politics/2020/1/30%20/” .
  21. () زه ري نوزاد جميل، النسق السياسي العقيدي للرئيس دونالد ترامب وتأثيره في السياسة الخارجية الأمريكية، مرجع سابق ،ص59.
  22. () عزيز عديل، ترامب وصعود اليمن المتطرف الشعوبي، الجزيرة نت،23/7/2018، متاح على الرابط التالي، https://www.aljazeera.net/blogs
  23. (2) حليم شبيعة، هل ترامب مخلص لمسيحي المشرق،27/2/2017، متاح على الرابط التالي، https://www.annahar.com/arabic/article/546174