الدّلالات الخاصّة لجموع التكسير في شعر المديح عند صفي الدين الحلّي
إيّاد جاموس1
1 طالب دكتوراه بجامعة يالوفا، معهد الدراسات العليا، كليّة العلوم الإسلاميّة ، قسم اللغة العربيّة، تركيا.
HNSJ, 2024, 5(6); https://doi.org/10.53796/hnsj56/6
تاريخ النشر: 01/06/2024م تاريخ القبول: 10/05/2024م
المستخلص
يتناول هذا البحث صيغ جموع التكسير في أشعار صفي الدين الحلّي المدحيّة، متّبعاً في دراستها المنهج الوصفي التحليلي، موضّحاً علاقتها ودلالاتها، مبيّناً نسبة شيوع الوحدات الدلاليّة وعلاقة الكلمات بعضها ببعض، فهذه الجموع تتضمّن كثيراً من الإشارات والإيحاءات، وتشمل معانٍ عامّة تندرج تحت جمع القلّة أو الكثرة، وقد أغنت الدلالات الخاصّة وتنوّعت في شعره المدحي، فتلوّنت دلالات الصيغة الواحدة بحسب السياق الوارد فيه، وامتازت صيغ جموع التكسير المشتركة بدلالة واحدة بوجود فروق دلاليّة دقيقة فيما بينها، وتوافق أكثر الدلالات الخاصّة لصيغ جموع التكسير في شعر الحلّي المدحي مع العرف اللغوي في استعمالها، وخروج بعضها عن دلالتها المعروفة في اللغة، واستعمالها لدلالات جديدة، وتختصّ بعض صيغ هذه الجموع بدلالات لا تكون لغيرها، وتشاركها بعض الصيغ في دلالتها إذا أمكن حملها على معناها حقيقةً أو مجازاً، فمعظم الدلالات الخاصّة لصيغ جموع التكسير في شعر الحلّي المدحي ذات صلة بالاستعمال المجازي لصيغة الجمع في غير ما هي موضوعة له على الحقيقة، أو ذات صلة بألفاظ المشترك اللفظي، وتستمدّ تلك الدلالات من خلال القرائن الواردة في السياق، وقد تدلّ على تباين أفرادها إن كان مفردها مصدراً، أو اسماً للجنس، أو اسماً للجمع.
الكلمات المفتاحية: الدلالات – جمع التكسير – الشعر – المديح – صفي الدين الحلّي
The specific connotations of the irregular plural forms in the praise poetry of Safi al-Din al-Hilli
EIAD JAMOUS1
1 Doctoral student at Yalova University, Institute of Graduate Studies, Faculty of Islamic Sciences, Department of Arabic Language, Turkey.
HNSJ, 2024, 5(6); https://doi.org/10.53796/hnsj56/6
Published at 01/06/2024 Accepted at 10/05/2024
Abstract
This research examines the irregular plural forms in the praise poetry of Safi al-Din al-Hilli, following a descriptive and analytical approach. It clarifies their relationship and meanings, highlighting the prevalence of semantic units and the interconnections between words. These plural forms encompass numerous signs and implications, encompassing general meanings that fall under the categories of scarcity or abundance. The unique connotations have enriched and diversified his praise poetry, as the connotations of a single form vary according to the context in which it is used. The shared irregular plural forms are characterized by a common connotation while exhibiting subtle semantic differences among themselves. Most of the specific connotations of the irregular plural forms in Safi al-Din al-Hilli’s praise poetry align with linguistic convention in their usage. Some deviate from their known meaning in the language and employ new connotations. Certain forms of these plurals possess connotations exclusive to them, while others share connotations if they can be figuratively or literally associated with their intended meaning. The majority of the specific connotations of the irregular plural forms in Safi al-Din al-Hilli’s praise poetry are related to the figurative usage of the plural form beyond its literal sense, or they are associated with common verbal expressions. These connotations are derived from the contextual indicators, which may indicate variations in their individual members when used as a source, whether it be as a verb or as a plural noun.
المقدّمة:
ارتبطت صيغ جموع التكسير بدّلالات عامّة مشتركة فيها جميعاً، ومن أبرزها الدّلالة على القلّة أو الكثرة، أو الدّلالة على الاسميّة أو الوصفيّة، غير أنّ لصيغ جموع التّكسير دلالات أخرى، ويمكن لنا تسميتها بالدّلالات الخاصّة لصيغ جموع التّكسير، ومن خلال تتبّعي لهذه الصّيغ في شعر المديح عند صفي الدين الحلّي([1]) وجدت أنّ دلالة هذه الصّيغ يرتبط بعضها بصيغة محدّدة، وبعضها الآخر بسياق معيّن، فصيغة الجمع قد تدّل على معنى معيّن بذاتها خارج السّياق أو داخله، وقد لا تختصّ الصّيغة بدلالة معيّنة، إّنما ترتبط بالسّياق الّذي ترد فيه، فيمكننا لذلك أن نميّز بين نوعين للدلالات الخاصّة لصيغ جموع التكسير، الأوّل يرتبط بصيغة الجمع بذاتها، والثاني يرتبط بالسياق.
مشكلة البحث:
كَثُرت صيغ جموع التكسير التي أوردها صفي الدين الحلّي في أشعاره المدحيّة، وهي من حيث الدلالة تتضمّن كثيراً من الإشارات والإيحاءات إلى معانٍ متباينة يتطلّب فهمها أناةً، ورويةً، وتبحراً في السياق الذي وردت فيه، وتشمل تلك الصيغ معانٍ عامّة تندرج تحت جمع القلّة أو الكثرة، فجاءت مشكلة البحث في توضيح صيغ تلك الجموع، والوقوف على دلالتها الخاصّة التي تتفتّق عن فكر واعٍ، وأفقٍ رحب لشاعر فذ خاض في معظم فنون الشعر.
فرضيات البحث:
1- استعمل صفي الدين الحلّي صيغ جموع التكسير كلّها في شعره المدحي، وأفاد من دلالتها، ووظّفها لخدمة ما يروم التعبير عنه.
2- تنوّعت صيغ جموع التكسير على التناوب في أشعار صفي الدين الحلّي المدحيّة.
3- نحا الحلّي بصيغ الجموع نحو دلالاتٍ خاصّة عميقة في شعره.
أهداف البحث:
1- استقراء صيغ جموع التكسير في شعر المديح عند الحلّي، والوقوف على دلالاتها الخاصّة.
2- إبراز أثر السياق وما يحمله من قرائن لفظيّة ومعنويّة.
منهج البحث:
سأعتمد في هذه الدراسة المنهج الوصفيّ التحليليّ لما يؤدّيه من دور في تفكيك الظاهرة، وتحليلها، وتوصيف صيغ جموع التكسير في شعر المديح عند صفي الدين الحلّي.
الدراسات السابقة:
– جموع القلّة والكثرة وأثرها في تحديد الدلالة في القرآن الكريم، رسالة ماجستير، أمينة عتارسية، تقدمت بها الطالبة لجامعة سوق أهراس عام 2016/2017م.
الدلالات المرتبطة بصيغة الجمع
ارتبطت صيغ جموع التكسير عند النحاة الأوائل بالدلالة على القلّة أو على الكثرة، وقد اتخذوا من هذه الدلالة معياراً تصنيفيّاً لهذه الصّيغ، إلا أنّ تنوّع صيغ جموع التكسير وتعددها لا يمكن تفسيره على أساس هذه القسمة العدديّة فقط، فصيغ جموع التكسير وتعدّدها لا يمكن أن تحمل إلى جانب دلالتها العدديّة دلالات أخرى إضافيّة، تكون أشدّ ملابسة لصيغة معيّنة لا تنفكّ عنها، ونقع في كتب النحاة على بعض الإشارات إلى هذه الدلالات، وهذه الإشارات مبثوثة في تضاعيف ما أثبتوه في مصنفاتهم حول هذه الجموع من حيث قياسيتها وشذوذها، أو من حيث قسمتها إلى قلّة أو كثرة، وهذه الدلالات وإن كانت ترتبط بصيغة معيّنة، فإنّ للسياق أثراً كبيراً في إبرازها، ومن أبرز هذه الدلالات:
1- الدلالة على الطبع والسجيّة: والمقصود بالسجيّة الخلق والطبيعة، وقد سجا الشيء سجوا أي: سكن ودام([2])، ومنه قوله تعالى: “وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى” (سـورة الضحى 1-2)، وقد ارتبطت هذه الدلالة عند النحاة خاصّة بصيغة (فعلاء) والّتي تأتي جمعاً لـ (فعيل) بمعنى (فاعل) أو (مفعل) أو (مفاعل)، ما لم يأتِ مضاعفاً أو معتل اللام، وذلك نحو: (كريم، كرماء)، (سميع، سمعاء)، (جليس، جلساء). وتنوب (أفعلاء) عن (فعلاء) في المضاعف ومعتل اللام، وذلك نحو: (شديد، أشدّاء)، (ولي، أولياء)([3])، ويحمل على (فعيل) في جمعه على (فعلاء) ما دلّ على سجيّة مدح أو ذم، وكان وزنه (فاعل) أو (فَعال) أو (فُعال)، وذلك نحو: (صالح، وصلحاء)، (جاهل، جهلاء)، (شجاع، شجعاء)([4]).
ومن أمثلة ورود (فعلاء) جمعاً لـ (فعيل) دالاً على سجيّة في شعر الحلّي قوله مادحاً السلطان الملك المنصور نجم الدين أبا الفتح غازي بن أرتق([5])
ما أَدرَكَت فُصَحاءُ العُربِ غايَتَها | قَبلي، وَلا أَخذوا في مِثلِها سَبَقي |
(فصحاء) جمع (فصيح) وقد جاءت على (فعلاء) لدلالتها علي سجيّة فطريّة وهي الفصاحة، والفاء والصاد والحاء أصل يدلّ على خلوص في شيء، ونقاء من الشوب، ومن ذلك اللسان الفصيح، الطليق، والكلام الفصيح: العربي الأصل([6])، فالفصاحة هي طلاقة اللسان، وهي سمة فطريّة للعرب دون غيرهم.
2- الدلالة على الهلاك والآفة والوجع: ارتبطت هذه الدلالة عند قدماء النحاة بصيغة (فعلى)، وذلك عندما تأتي جمعاً لوصف على (فعيل) بمعنى (مفعول) ممّا دلّ على قتل، نحو: (قتيل، وقتلى) و(صريع ، وصرعى). أو وجع نحو: (جريح، وجرحى)، و(أسير، وأسرى). ثمّ حملوا عليه في جمعه على هذا البناء ممّا جاء بمعناه من الأوزان الأخر، نحو: (فعيل) بمعنى (فاعل) نحو: (مريض، مرضى)، (فعيل)، نحو: (ميت، وموتى)، (فعلان) نحو: (سكران، سكرى)، (أفعل) نحو: (أحمق، وحمقى)، (فاعل) نحو: (هالك، وهلكى)([7])، وقد وردت أمثلة هذا البناء في شعر الحلّي المدحي في تسعة مواضع، وجميعها دلّت على معنى الآفة والهلاك، ومن ذلك قوله مادحاً السلطان الملك المنصور، ويذكر حصاره لقلعة ربل وتسليم أهلها إليه في سنة اثنين وسبعمائة:([8])
ضاقَت عَلى القَتلى الفَلاةُ بِأَسرِها | فَجَعَلتَ أَكبادَ النُسورِ لُحودا |
(قتلى) جمع (قتيل) بمعنى (مقتول)، ولم يرد على جمع آخر، وقد دلّ على الهلاك.
3- الدلالة على المبالغة: والمقصود بالمبالغة كثرة القيام بالفعل، وتختصّ هذه الدلالة بصيغتي (فعل، وفعال)، ويقاس أولهما في وصف على (فاعل) و (فاعله) صحيح اللام، نحو: (ضارب، وضاربه، وضرب)، أمّا ثانيهما فمقيس في (فاعل) نحو: (صائن، وصوام)، وشاذ في (فاعله) نحو: (صادة، وصداد)([9])، وذكر السامرّائي أنّ هذين الجمعين يشتركان في الدلالة على كثرة القيام بالفعل، أو المبالغة في اتّصاف الفاعل الفعل، لا كثرة عدد من يقومون به، فالزراع يدلّ على من يكثرون من الزراعة، وإن كام عددهم قليلاً كما يشتركان كذلك في دلالتهما على الحدث، إلّا أنّه فرق بينهما بأنّ (فعل) تغلب فيه الدلالة على الحركة الظاهرة، فتكون الحركة فيه أوضح ممّا هي عليه في (فعال)، وذلك لقصر مدّته، والمدّ يتنافى مع سرعة الحركة ووضوحها، في حين تغلب دلالة التكثير والمبالغة في القيام بالفعل في (فعال) على دلالة الحركة الظاهرة([10]).
والحقّ بأنّ ما ذهب إليه السامرّائي ينمّ عن نظرة ثاقبة، ووعي لغوي دقيق، لموافقته الاستعمال اللغوي، لهذين الجمعين في فصيح الكلام، فقد تتبعت ما ورد من ألفاظ الجمعين في شعر الحلّي المدحي فوجدت أنّ معظم ما جاء جمعاً على (فعل) دلّ على حدث مقترن بحركة ملحوظة، في حين أنّ ما جاء جمعاً على (فعال) دلّ على حدث لا تلازمه حركة ملحوظة، ولا شكّ أنّ معنى المبالغة في كليهما مستفاد من تضعيف العين، ذلك أنّ التضعيف زيادة في المبنى، وأي زيادة في المبنى إنّما تؤدّي إلى زيادة في المعنى، فالعرب تصف فتقول: رجل جميل، فإن أرادت المبالغة في هذا الوصف قالت: رجل جمّال، وفي الأفعال يقولون: قَطَعَ، وكَسَرَ، فإن أرادوا المبالغة والتكثير قالوا: قَطَّعَ، وكَسَّرَ، وفي الأسماء قالوا خطّاف، فألحقوه بالصفة في إفادة معنى التكثير، لأنّه موضع لكثرة الاختطاف به([11]).
وأرى بناءً على ما سبق ذكره أنّ (فعالاً) و (فعلاً) يشتركان في الدلالة على المبالغة وتكثير القيام بالفعل، إلّا أنّ (فعالاً) أبلغ من (فعل) في الدلالة على هذا المعنى، ذلك أنّ طول الألف فيه في مقابل قصر الفتحة في (فعّل) تجعل نطقه متراخياً ممتداً، ممّا يوحي بتطاول مدّة الحدث على نحو فيه نوع من الاستمرار والديمومة، كذلك فهو، يدلّ على المبالغة في الاتّصاف بالحدث، فتغلب تلك الصفة على غيرها، وتصبح أكثر ملابسة لمن يقومون بالحدث، حتى لا يكادون يشتهرون بغيرها، فأشبهت في ذلك صيغة (فعّال) التي خصّها النحاة بالدلالة على المهن والحرف، فقالوا: (حدّاد، نجّار، جمّال) لطول ملابسة الفاعل ومداومته على صنعته([12])، ولكن وجود عنصر الحركة في (فعل) يفيد تجديد الحدث، فيدلّ على تكرار القيام بالفعل لمرّات كثيرة، إلّا أنّ اتّصاف الفاعل به أقل لعدم ملازمته له باستمرار، فدلالة (فعال) أعمّ من (فعل) على المبالغة، فيأتي جمعاً لـ (فاعل) عندما يكون فعله مصحوباً بحركة ظاهرة نحو: (زراع)، أو جمعاً لمن يتّصف بالحدث دون اقتران فعله بحركة ظاهرة، نحو: (شمّات) وقد يأتي لما يحتمل المعنيين معاً، نحو: (صوّام) جمعاً لـ (صائم) والصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب والكلام وغيرها من الأمور التي تفسد الصيام، في حين يغلب استعمال (فعل) جمعاً لمن كثر قيامه بفعل إذا كان مصحوباً بحركة، نحو: (ركع)، فقولنا (صوّام) تدلّ على من يتّصفون بحسن الصيام كالإمساك عن الطعام والشراب والكلام وغير ذلك من آداب الصوم، كما في قوله تعالى: “إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَوْمَ إِنسِياًّ” (سـورة مريم 26)، قيل إنّ الصيام المقصود هو كراهة مجادلة السفهاء ومناقلتهم([13])، وهذا الصيام غير محدّد بوقت، لذلك فهو يتطلّب وقتاً أطول ممّا يتطلّب الإمساك عن الطعام والشراب، في حين أنّ (صوم) تدلّ على من يكثرون الإمساك عن الطعام والشراب في وقت محدّد، فيدلّ على تكرار الحدث لاستمراره.
ونستطيع توضيح الأمر ببعض الأمثلة التي ورد فيها التقابل بين الجمعين من شعر الشاعر المدحي، ومن أمثلة ذلك قوله يشكر إنعام السلطان مؤيد بن الأفضل بن أيوب صاحب حماة:([14])
سَأَت ظُنونُ الحُسّادِ فيَّ بِهِ | لَمّا غَدا الجُفنُ جافِياً وَسَنَه |
وقوله([15]):
دانَيتُ رَبعَكَ وَالأَعادي شُمَّتٌ | فَرَجَعتُ عَنهُ وَالوَرى لي حُسَّدُ |
فجاء الجمعين (حسّاد، وحسد) وكلاهما جمع (حاسد)، والحسد هو تمنّي زوال النعمة من مستحقها، وربما يكون مع ذلك سعي إلى إزالتها، فإن لم يكن هناك استحقاق للنعمة لم يسمَّ حسداً،([16]) لذلك ناسب (حسّاد) وصفهم بكثرة حسدهم، لورودها في سياق شكره لإنعام السلطان، للزوم حسّاده هذا الحسد له بسبب صلته القوية بالسلطان، أمّا (حسد) فعبّر به عن من ظهرت عليهم علامات تدلّ على حسدهم له تحت تأثير حقدهم وغيظهم بعد زيارته للممدوح ونيله منزلة رفيعة لديه، فالناس لم يكونوا حاسدين له قبل ذلك، وبعد زيارته للممدوح أصبح مستحقاً أن يحسدوه.
الدلالات الخاصّة المرتبطة بالسياق
هذه الدلالات لا تختصّ بصيغة معيّنة كما سبق تناوله من الدلالات المرتبطة بصيغة الجمع، كدلالة صيغتي (فعلاء، وأفعلاء) على السجيّة والطبع، وصيغتي (فعل، وفعال) على المبالغة في الصفة، وغيرها من الدلالات، فالمعنى المذكور لا يتّصل بذات الصيغة نفسها، بحيث تكون هذه الصيغة المحور الذي تدور حوله الدلالة، بل يكون ارتباط هذه الدلالات أوثق بالسياق، فهذه الدلالات تتفرّع عن الدلالات العامّة والخاصّة التي تفيدها صيغة الجمع، وتنشأ عنها، فالصيغة هي إحدى فروع الدلالة، لا محورها، لذلك تكون هذه الدلالات ملابسة للدلالات الأخرى لا تنفكّ عنها، فهذه الدلالات تستبان عند مخالفة اللغة للمعتاد في استعمالها لصيغ التكسير، فتقيم صيغة الكثرة مقام صيغة القلّة، أو تقيم صيغة التكسير في موضع المفرد، وذلك لأغراض مقصودة لدى المتكلّم، تتجاوز الدلالة العدديّة لصيغ الجمع، وأظهر ما تكون هذه الدلالات في صيغ الجموع التي تشترك في بناء الاسم المفرد، فقد تتعدّد جموع الكلمة الواحدة، وتفسير ذلك بدلالة صيغة على القلّة وأخرى على الكثرة في أمر غير ممكن، ولاسيّما عند وجود أكثر من صيغة للكلمة على أوزان الكثرة أو على أوزان القلّة، والدلالة العدديّة لصيغ جموع التكسير تتأثّر بالسياق والقرائن، فتستخدم صيغ القلّة لإفادة الكثرة، وقد يحدث العكس، فلا بدّ من وجود دلالات أخرى تفسّر هذا التغاير في استعمال جموع الكلمة الواحد، وسيحاول هذا البحث كشف أسرار تلك المغايرة، واستنباط دلالاتها، ومن أبرزها:
1- التعظيم: قد تستفاد هذه الدلالة من استعمال صيغة الكثرة دون صيغة القلّة، ومن ذلك استعماله كلمة (سيوف) على وزن الكثرة (فعول)، وذلك في (سبعة عشر) موضعاً من شعر الحلّي المدحي، مراداً بها جمع (سيف) الذي هو (آلة القتال والحرب)([17])، وهذه الاستعمال جاء منسجماً مع السياق، فأورد الشاعر هذا الجمع في مقام المديح بالشجاعة والفتك بالأعداء، وهذه الأمر يتطلّب سيفاً صارماً قويّاً، وأرى أنّه جاء بالجمع على وزن الكثرة (فعول) ليس تحقيقاً لمعنى الكثرة فقط، بل لتعظيم هذه السيوف، فكأنها لقوّة فتكها مجموعة سيوف في سيف واحد، ومن ذلك قوله:([18])
غَيثٌ يُريكَ مِنَ السُيوفِ بَوارِقاً | وَمِنَ الجِيادِ زَلازِلاً وَرُعودا |
(سيوف) جمع لـ (سيف) بمعنى آلة القتال، حيث أورده في سياق فخره بقومه وفتكهم بأعدائهم في وقعة عظيمة معهم، فوصف تلك السيوف بالقوّة وكثرة إراقتها لدماء الأعداء، وقد تستنبط العظمة من استعمال صيغة القلّة، كما في قوله مادحاً النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في المدينة المنوّرة:([19])
وَأَحسَنُ شَيءٍ أَنَّني قَد جَلَوتُها | عَليكَ، وَأَملاكُ السَماءِ حُضورُها |
وردت كلمة (أملاك) جمعاً لـ (ملك) وهو واحد الملائكة، وهو المتولّي منهم شيئاً من السياسات، لذلك جعل بعض المحققين (الملَك) من (المُلك)([20]).
2- الاستعطاف: ومن أمثلته في شعر الحلّي المدحي قوله في مقدّمة إحدى مدائحه للسلطان:([21])
فَلِلَّهِ صَبٌّ لا يُبَلُّ غَلَيلُهُ | وَإِنسانُ عَينٍ بِالمَدامِعِ يَسبَحُ |
و(المدامع) جمع (مدمع)، والمدمع: مجتمع الدمع من نواحي العين([22])، وقد أورده الشاعر في مقدّمة إحدى مدائحه للسلطان، يذكر فيها شوقه لأحبته، وألمهم فراقهم، وفيضان دموعه حزناً، فاقتضى ذلك السياق اختياره الصيغة التي تعبّر عن التناهي في الكثرة، لعدم كفاية صيغة الكثرة (دموع) بغرضه، فعدل عنها إلى صيغة منتهى الجموع (مدامع)، لتلائم بزيادة مبناها معنى المبالغة في تكثير الدموع، التي راح الشاعر يستنجد بها الشاعر ليطفئ غليل صبابته، فكانت أبلغ أثراً في استعطاف الممدوح وجعله يرق لحاله.
3- الإيهام: قد تعبّر صيغة الجمع عن الواحد للإيهام، وعند تعيين المقصود بها، إمّا لعدم الحاجة إلى التعيين، أو ستراً لها في موقف لوم أو عتاب، أو تحقيراً له، فيؤتى بصيغة الجمع في موضع المفرد ليكون المقصود مغموراً فيه([23])، ومن أمثلته في شعر الحلّي قوله في قصيدته التي ردّ بها على قصيدة عبد الله بن المعتز، التي هزأ فيها من آل البيت، وأنكر حقّهم في خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم:([24])
فَدَع في الخِلافَةِ فَصلَ الخِلافِ | فَلَيسَت ذَلولاً لِرُكّابِها |
في هذا البيت يردّ الشاعر على إنكار عبد الله بن المعتز حقّ العلويين من آل البيت في خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أنّ عبد الله من أفراد البيت العبّاسي المتعصّب لأمر الخلافة، فيجيبه الشاعر مستهزئاً به، منصرفاً من ضمير الخطاب في (دع) إلى ضمير الغيبة في (ركابها)، وفي هذا الالتفات تهوين لشأن المخاطب، وكذلك في الاتيان بصيغة الجمع (ركابها) في موضع المفرد مقصوداً بها المخاطب نفسه، جاء للغرض ذاته، فينهاه عن الخوض في أمور الخلاف، لأنّه ليس أهلاً لها، ويشير من خلال صيغة الجمع إلى حادثة تولّيه الخلافة ليوم واحد، وكان النظم يقتضي أن يقول (ليست ذلولاً لراكبها)؛ لأنّ المقصود عبد الله نفسه، إلا أنّه أقام الجمع مقام المفرد، رغبة منه في عدم تعيينه، فهو أقلّ شأناً من أن يعيّن، أو ليبقى المخاطب مغموراً في غيره من الخلفاء العبّاسيين الذين تولّوا الخلافة، فيكون كلامه تعريضاً بهم جميعاً.
4- الامتنان: وغالباً ما تفيد صيغة الجمع هذه الدلالة في مقام المديح، ولكن إذا أقيمت مقام المفرد، ومن أمثلة ذلك في شعر الحلّي المدحي قوله في شكر إنعام السلطان:([25])
فَليَشكُرَنكَ نِيابَةً عَن مَنطِقي | صَدرُ الطّروسِ وَأَلسَنُ الأَقلامِ |
حيث وردت كلمة (ألسن) جمعاً لـ (لسان)، واللسان: جارحة الكلام، وقد يكنّى بها عن كلمة، أو رسالة، فتؤنّث وتجمع على (ألسن)([26])، لأنّ (أفعل) قياس جمع (فعال) مؤنثاً([27])، وقد استعير اللسان للرسالة مجازاً في البيت السابق، ومن سنن العرب التي تستعيد للشيء ما يليق به، وذلك من استعارة الأعضاء لما ليس بحيوان([28])، إلّا أنّ الشاعر استعمل اللسان بصيغة الجمع، وأقامه مقام المفرد، حيث كان التناسب بين الألفاظ يقتضي الاتيان به بصيغة المفرد مناسبة لإفراد كلمة (صدر)، إلّا أنّه خالف فجمعه على (ألسن) مراداً به الرسالة، ليدلّ به على رسائله إلى السلطان، وتنوّع عباراتها امتناناً وشكراً لإنعامه عليه.
5- التشريف: قد توحي صيغة الجمع بهذا المعنى في مقام الثناء والمديح، وقد أفادت كلمة (فتية) جمع (فتى) في شعر الحلّي هذه الدلالة، و(الفتى) هو الطري من الشبان([29])، والفاء والتاء وحرف العلة أصلان، أحدهما يدلّ على طراوة وجدّة، والآخر على تبيين حكم([30])، والمراد هنا المعنى الأوّل، وترد بهذا المعنى على جمع آخر، فتجيء على (فتيان)، وقد ورد الجمعان في شعر الحلّي المدحي، وارتبط استعمال كلّ منهما بدلالة لا تكون للأخر، ومن خلال تتبعي لسياقات ورود الجمعين في شعر الحلّي المدحي وجدّت أنّه أراد به (الفتية) الشبان من أشراف القوم وعظمائهم، وأراد بـ (الفتيان) الشبان من عامة الناس، وجميعها وردت في سياق مديحه لقومه وشبانهم الشجعان، والمعلوم أنّ قومه كانوا من أشراف مدينته الحلّة، وفي مديح الملوك والأمراء وأفراد حاشيتهم وقادة جندهم وأعيان عصره، ومثاله في شعره قوله مديح السلطان:([31])
مِن فِتيَةٍ بِحُمَيّا الشُكرِ قَد سَكِرَت | لِفَرطِ ما اِغتَبَقَت بِالمَدحِ وَاِصطَبَحَت |
(الفتية) جمع (الفتى)، وأراد هنا فتية الأشراف من قوم السلطان، وسياق هذا البيت يفيد الدلالة، فهؤلاء الفتية ممكن يكثر فيهم الشعراء المدائح شكراً لإنعامهم، لا شكّ أنّ قصائد المديح لا تكون إلا للأشراف والسادة والملوك العظماء، ونظير ذلك قوله تعالى: “إِذْ أَوَى الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً” (سـورة الكهف 10)، حيث ذهب جماعة من المفسّرين إلى أنّ أصحاب الكهف كانوا شباباً من أبناء الأشراف والعظماء من الروم، وكانوا من ذوي الجاه والغنى، أرادهم الملك على الشرك فأبوا وهربوا إلى الكهف([32])، ويستدل على أنّ هذا المعنى هو المقصود من جمع (فتى)، قول الحلّي في كافيته البديعية:([33])
بِفِتيَةٍ أَسكَنوا أَطرافَ سُمرِهِمِ | مِنَ الكُماةِ مَقَرَّ الضَغنِ وَالأَضَمِ |
فأراد بـ (الفتية) آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا من أشراف مكّة وعظمائها، وورد الجمع نكرة يؤكد هذه الدلالة، لأنّ التنكير يفيد التعظيم([34]).
6- الألفة والأنس: وتستفاد هذه الدلالة من استعمال صيغة جمع الكثرة عند إقامتها مقام المفرد، ومن أمثلة ذلك كلمة (الديار) في قول الحلّي مقدّمة مديحه للسلطان:([35])
وَما ضَرَّني بُعدُ الدِيارِ وَأَهلِها | بِأَرضي وَفَقدُ الطَرفِ ما كانَ يَلمِحُ |
حيث عدل الشاعر عن المفرد (الدار) إلى جمع الكثرة (الديار)، لإرادته تكثير هذه الديار، مقصوداً بها: ديار مدينته الحلّة، التي رحل عنها مرغماً في صباه، فتوافق استعماله لهذا الجمع مع استعماله في القرآن الكريم، حيث استعملت كلمة (الديار) فيه في المواضع التي عبّر فيها عن إخراج قوم من موطنهم ظلماً وعتواً([36])، ومن ذلك قوله تعالى: “قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا” (سـورة البقرة 246)، فيذكر المفسّرون أنّ جالوت وجيشه من العمالقة، وكانوا يسكنون بحر الروم بين مصر وفلسطين، وقد غزوا بني إسرائيل، فظهروا عليهم، وسبوا أولادهم، وأسروا أبناء ملوكهم([37])، فالشاعر ابتعد عن مدينته وأهله مرغماً، إلّا أنّ بعد الشاعر عن دياره لم يضرّه، حيث نزل بماردين، ووفد على سلطانها، فقرّبه منه، وحظي لديه بمنزله رفيعة، وصار من خلصائه، فوضعه قربه من السلطان عن فقده لدياره وأهله، فكشف تكثير الجمع عن شعوره بالألفة والأنس في قربه من السلطان، هذه الألفة التي أحاطت بقلبه وجعلته يلهو عما يشعر به من مرارة الغربة وفقدان الأهل والديار، ولو استعمل الدار بصيغة الإفراد لما تمّ مقصده في الإيحاء بهذه الألفة، لأنّ إفراد الدار يجعلها دالّة على الجنس والاستغراق([38])، فتفيد كلّ دار أقام بها الشاعر، وهذا خلاف المراد، فجاء بجمع الكثرة مقصوداً بها ديار أحبته في مدينته الحلّة.
7- الجمع يكشف دخائل النفس: قد توحي صيغة التكسير بما يختلج في النفس من مشاعر وأحاسيس، فيدلّ اختيار صيغة دون أخرى على شعور المتكلّم، أو شعور المفرد المجموع عليها في موقف ما، وخير مثال لذلك من شعر الحلّي كلمتا (سجد، سجود)، وكلاهما جمع (ساجد)، ومن أمثلة ورودهما في شعره قوله في مديح الملك الأفضل نجل الملك المؤيّد سلطان مصر، يصف شجاعة فرسانه في ميدان المعركة([39]):
حَتّى إِذا ما كَبَّرَت كُماتُهُ | وَالهامُ بَينَ رُكّعٍ وُسُجَّدِ |
وقوله مادحاً السلطان المنصور بن أرتق، ويذكر حصاره لقلعة ربل، وتسليم أهلها إليه في سنة اثنين وسبعمائة:([40])
كَفَروا، فَأَمَّنتَ الرُؤوسَ لِأَنَّها | خَرَّت لِسَيفِكَ رُكَّعاً وَسُجودا |
فاستعمل الشاعر كلمة (سجد) في مقابل (سجود) جمعين لـ (ساجد)، وهذان الجمعان يجمعهما معنى عام هو (السجود)، والسجود أصله التطامن – الانحناء – والتذلل، وله نوعان: سجود تخيير لا يكون إلا للإنسان، وهو مأجور عليه، وسجود تسخير، ويكون لجمع المخلوقات والكائنات، وهو الدلالة الصامتة الناطقة المنبهة على كونها خلق فاعل حكيم([41])، فالسجود قد يكون ظاهريّاً يطلق على وضع الجبهة على الأرض، أو قد يكون معنوياً وهو الخشوع، فالأوّل من أعمال الظاهر، والثاني من أعمال القلب([42])، فأورد (سجداً) في سياق حديثه عن سرعة خضوع جنود الأعداء واستسلامهم للسلطان وجنوده أثناء اشتداد المعركة، فناسب التعبير بـ (سجد) للدلالة على ظاهر فعلهم، وهو الاستسلام والخضوع الظاهري، بسبب الرهبة والخوف من القتل، أو عندما رأوا رجحان كفّة المعركة للسلطان وجنده، في حين أنّه لما أراد الكشف عن شعورهم بالاطمئنان جاء بالجمع (سجود)، وذلك في سياق حديثه عن حصار السلطان للقلعة واستلام أهله له دون قتال، فجاء بالجمع المناسب للتعبير عن مشاعر الأمان والاطمئنان، وهذا ما دفعهم إلى الاستسلام الإرادي للسلطان، لثقتهم بعهد السلطان لهم بحفظ أرواحهم بعد استسلامهم له.
8- الدلالة على الحقيقة أو المجاز: “الحقيقة ما أقر في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة، والمجاز ما كان بضدّ ذلك”([43])، وهذه الدلالة أكثر من الدلالات التي ترتبط بتعدّد جموع الكلمة الواحدة، ولا سيّما ألفاظ المشترك اللفظي، فيدلّ أحد الجموع على المعنى الحقيقي للكلمة، بينما تستعمل الجموع الأخرى للكلمة للتعبير عن معانٍ مجازيّة، وقد يستعمل أحد جموعها استعمالاً حقيقياً مرّة، واستعمالاً مجازيّاً مرّة أخرى، ويعدّ السياق هو الفيصل في التمييز بين الدلالتين، وقد وقفت في شعر الحلي المدحي على أمثلة لصيغ التكسير التي استعملت استعملاً مجازياً، ومنها:
-(أمور، أوامر): وكلاهما جمع (أمر)، والأمر في اللغة يأتي بمعنيين، فيدلّ على (الشأن)، ويدلّ على (الطلب)، ومذهب أكثر النحاة أنّ الأمر بمعنى الشأن يجمع على (أمور)، والذي بمعنى الطلب يجمع على (أوامر)، وهو مذهب الأصوليين، وعليه جرت ألسنة العامّة([44])، وقد توافق استعمال هذين الجمعين في شعر الحلّي مع هذه الدلالة لكل منهما، فجاء استعمالهما للمغايرة بين المعنيين وتخصيص مفرد كلّ منهما بدلالة لا تكون للآخر، فوردت كلمة (أمور) جمعاً للأمر بمعنى الشأن، ومن ذلك قوله في مدح الملك المنصور، ويعتذر من الانقطاع عنه:([45])
رَعيتُ أُمورَ المُسلِمينَ بِهِمَّةٍ | رَأَيتُ بِها مُستَقبَلَ الأَمرِ ماضِيا |
– (رؤوس): والرؤوس جمع (رأس)، وهو أعلى ما في الإنسان، لذلك يطلق على كلّ عال كرأس الجبل، ويعبّر به كذلك عن أوّل الشيء، ومنه رأس القوم،([46]) فيستعمل حقيقة للرأس الذي هو الجارحة للإنسان والحيوان، ويستعمل مجازاً في غير ذلك([47])، وقد ورد هذا الجمع في شعر الحلّي المدحي، فدلّ على الجارحة، ومثال دلالته قوله في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة المنورة:([48])
فَضائِلُ رامَتها الرُؤوسُ فَقَصَّرَت | أَلَم تَرَ لِلتَقصيرِ جُزَّت شُعورُها |
وردت كلمة (رؤوس) جمعاً لـ (رأس) بمعنى الجارحة، كما في قوله تعالى: “يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ” (سورة الحج 19)، والمعنى مفهوم من السياق.
واستعمل مجازاً في قوله في مديح الملك الصالح:([49])
فَضَلَ المُلوكَ بِأَصلِهِ | فَضلَ الرَئيسِ عَلى الرُؤوسِ |
فكلمة (رؤوس) هنا جمع (رأس) بمعنى سيد القوم ومقدمهم، وهو استعمال مجازي، وهو من إطلاق المحل وإدارة الحال، ذلك أن حال السيد من قومه يشبه حال الرأس من الجسد، فهو يحتلّ المكانة العليا بينهم، ويفضلهم في كثير من صفاته، كما يحتلّ الرأس المكان الأعلى في الجسد، ويفضل سائر الجوارح الأخرى باحتوائه على العقل والحواس وغير ذلك، وجاء التعبير هنا بصيغة الكثرة (رؤوس) ليدلّ على علوّ شأن الممدوح عن سائر ملوك عصره.
9- تباين أفراد الجمع: والمقصود بـ (التباين) اختلاف الأنواع التي تتألّف منها أفراد، وأظهر ما تكون هذه الدلالة لما لا يجمع في أصل موضعه، وذلك كاسم الجنس واسم الجمع والمصدر، وجمع هذه الأشياء لا ينقاس عند سيبويه، وعليه جمهور النحاة، خلافاً لمن يرى قياسية جمعها كالمبرّد، ورجح أبو حيان مذهب سيبويه، وصحّحه السيوطي لقلّة ما ورد منه في كلام العرب([50])، فأسماء الجنس تدلّ على الجنس بأسره، فلا حاجة لجمعها وذلك نحو: (تمر، وبر) فإن أردنا الدلالة على اختلاف الأنواع والألوان جمعنا ذلك على (تمور، وأبرار)، فدلّ على أجناس مختلفة([51])، وأمّا اسم الجمع فيكون لفظه مفرداً ولكن معناه معنى الجمع، فيجوز مراعاة للفظه أن يجمع مرة أخرى، نحو: (قوم، وأقوام)، فيدلّ بعد جمعه على اختلاف وتباين أفراد جمعه، أمّا المصدر ففي جواز جمعه تفصيل، فالمصدر المؤكّد لفعله لا يجمع اتفاقاً؛ لأنّه بمنزله تكرير فعله، الفعل لا يجمع، أمّا المصدر الدال على نوع فعله فيجوز جمعه إذا قصد به اخلاف الأنواع([52])، وذلك نحو قوله تعالى: “وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا” (سورة الأحزاب 10)، فالخطاب في هذه الآية للذين آمنوا، ومنهم من رسخ الإيمان في قلبه فظنّ النصر ورجا الظفر، ومنهم من هو على حرف، فظنّ خلاف ذلك، وقيل: إنّ الخطاب للمنافقين الذين لم يؤمنوا إلا بألسنتهم، فجمع ( الظنّ) وهو مصدر الدلالة على اختلاف الظنون([53])، ومن أمثلة ورود هذه الدلالة في شعر الحلّي المدحي قوله([54]):
وَتَنَوَّعَت بُسطُ الرِياضِ، فَزَهرُها | مُتَبايِنُ الأَشكالِ وَالأَلوانِ |
وردت (ألوان) جمعاً لـ (لون)، وهو اسم جنس يطلق على عموم أفراد لون واحد، ذلك أنّ الجنس يقضي الاتفاق بين أفراده، فيقال: السواد جنس، والبياض جنس([55])، فإذا جُمِع دلّ على اختلاف الأنواع، وقد أراد الشاعر أن ينقل لنا صورة الرياض بعد حلول فصل الربيع في لوحة جميلة، رسمت الأزاهير والمروج معالمها، فجمعُ الألوان دلالة على تنوّع ألوانها وتباينها، ومن ذلك قوله تعالى: “يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ” (سورة النحل 69)، فاختلاف الألوان بالبياض والسواد والصفرة والحمرة، وذلك لاختلاف طبائع النحل، واختلاف المراعي، وكذلك اختلاف طعمه.([56])
ومن أمثلة جمع المصدر في شعره قوله في مديح علي بن أبي طالب رضي الله عنه:([57])
فَلِهَذا تَعَمَّقَت فيكَ أَقوامٌ | بِأَقوالِهِم، فَزانوا وَزادوا |
(أقوال) جمع (قول) وهي مصدر، وقد جمع للدلالة على اختلاف أقولهم في مديح علي رضي الله عنه، وتنوع الأقوال دليل على تنوع شمائله وأوصافه.
ومن ذلك قوله مادحاً السلطان الملك المنصور بن ارتق:([58])
ضَرَبَ الخِيامَ عَلى الحِمى، فَأَكُفُّهُ | كَمِياهِهِ، وَحُلومُهُ كَجِبالِهِ |
وردت كلمة (مياه) جمع (ماء)، والماء اسم جنس صالح للقليل وللكثير، والأصل ألّا يجمع، فقد ورد في القرآن الكريم في تسعة وخمسين موضعاً بلفظه غير مجموع، لدلالته غالباً على ماء المطر([59])، كما في قوله تعالى: “فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ” (سورة الحجر 22)، وعند جمعه يدلّ على تباين واختلاف أفراده، وفي الحديث: “تُؤخَذُ صدَقاتُ المسلِمين على مِياهِهم”([60])، وقد ذكر الشاعر الجمع في سياق مباهاته بكرم الممدوح وكثرة عطاياه، وتنوّعها، وهي في تنوّعها كتنوّع المياه التي تقع في حدود مملكته وتحت سلطانه، وفي ذلك أشار إلى ما تمتاز به مملكته ماردين من تنوع مصادر المياه، كمياه الأنهار التي لم تروِ سهولها، إضافة إلى وفرة مياه الأمطار.
النتائج:
1- أغنت الدلالات الخاصّة لصيغ جموع التكسير وتنوّعها في شعر صفي الدين الحلّي المدحي، فتلوّنت دلالات الصيغة الواحدة بحسب السياق الوارد فيه.
2- امتازت صيغ جموع التكسير المشتركة بدلالة واحدة بوجود فروق دلاليّة دقيقة فيما بينها.
3- توافق أكثر الدلالات الخاصّة لصيغ جموع التكسير في شعر صفي الدين الحلّي مع العرف اللغوي في استعمالها، وخروج بعضها عن دلالتها المعروفة في اللغة، واستعمالها لدلالات جديدة.
4- تختصّ بعض صيغ جموع التكسير بدلالات لا تكون لغيرها، وتشاركها بعض الصيغ في دلالتها إذا أمكن حملها على معناها حقيقةً أو مجازاً.
5- قد تكتسب صيغة الجمع دلالة خاصّة إضافيّة من خلال استعمالها في سياق معيّن لتحقيق المواءمة اللفظيّة أو المعنويّة مع صيغة جمع أخرى في سياقها.
6- معظم الدلالات الخاصّة لصيغ جموع التكسير في شعر صفي الدين الحلّي المدحيّة ذات صلة بالاستعمال المجازي لصيغة الجمع في غير ما هي موضوعة له على الحقيقة، أو ذات صلة بألفاظ المشترك اللفظي، وتستمدّ تلك الدلالات من خلال القرائن الواردة في السياق.
7- قد تدلّ صيغة الجمع على تباين أفرادها إن كان مفردها مصدراً، أو اسماً للجنس، أو اسماً للجمع.
المصادر والمراجع References:
- القرآن الكريم.
- ابن جني، الخصائص، تح: محمد علي النجار، بيروت، دار الهدى، (د.ت).
- ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، تح: عبد السلام هارون، (د،م)، دار الفكر.
- ابن ماجة، محمد بن يزيد بن أبو عبد الله القزويني، سنن ابن ماجة، تح: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار الفكر، (د، ط)، (د، ت).
- ابن مالك، جمال الدين، شرح الكافية الشافية، تح: عبد المنعم أحمد هريدي، مكة المكرمة، دار المأمون للتراث، ط1.
- ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي، أبو الفضل، جمال الدين، لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط3، 1414هـ.
- ابن يعيش، شرح المفصل، تح: جماعة من علماء الأزهر، مصر، إدارة الطباعة المنيرية، (د.ت)، (د.ط).
- الأصفهاني، الراغب، المفردات في غريب القرآن، تح: محمد سعيد كيلاني، بيروت، دار المعرفة، (لا. ت).
- الأندلسي، أبو حيان، ارتشاف الضرب من لسان العرب، تح: رجب عثمان محمد، القاهرة، مكتبة الخانجي، ط1، 1998م.
- الأندلسي، أبو حيان، تفسير البحر المحيط، تح: عادل الموجود، وعلي معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1998م.
- البيضاوي، عبد الله بن عمر بن محمد، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، تح: محمد صبحي بن حسن حلاق، ومحمود أحمد الأطرش، بيروت، دار الرشيد، ط1، 2000م.
- الثعالبي، أبو منصور، فقه اللغة وسر العربية، تح: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي، مصر، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط1، 1938م.
- الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تح: أحمد عبد الغفور عطار، بيروت، دار العلم للملايين، ط4، 1990م.
- الحلّي، صفي الدين، الديوان، تحقيق كرم البستاني، بيروت: دار صادر، ط1، (د.ت).
- الحلبي، السمين، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، تح: محمد عيون السود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1996م.
- الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي، معجم البلدان، بيروت، دار صادر، (د.ط)، 1977م.
- الخضري، محمد أمين، الإعجاز البياني في صيغ الألفاظ، القاهرة، جامعة الأزهر، ط1، 1993م.
- الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس من جواهر القاموس، تح: مصطفى حجازي، الكويت، مطبعة حكومة، ط1، 2001م.
- الزركشي، البرهان في علوم القرآن، تح: أبي الفضل الدمياطي، القاهرة، دار الحديث، (د.ط)، 2006م.
- الزمخشري، جار الله، تفسير الكشاف، اعتنى به وعلّق عليه: خليل مأمون شيما، بيروت، دار المعرفة، 2002م.
- الزمخشري، جار الله، أساس البلاغة، تح: محمد عيون السود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1998م.
- السامرائي، فاضل صالح، معاني الأبنية في العربية، عمان، دار عمار، ط2، 2007م.
- السكاكي، يوسف بن أبي بكر، مفتاح العلوم، تح: نعيم زرزور، بيروت، دار الكتب العلمية، ط2، 1987م.
- سيبويه، عمرو بن عثمان، الكتاب، تح: عبد السلام هارون، القاهرة، مكتبة الخانجي، (د،ط)، 1992م.
- السيرافي، أبو سعيد، شرح كتاب سيبويه، تح: أحمد حسن مهدلي، وعلي سيد علي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 2008م.
- السيوطي، جلال الدين، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، تح: عبد العال سالم مكرم، بيروت مؤسسة الرسالة، (د.ط)، 2000م.
- الشوكاني، محمد بن علي بن محمد، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير، مراجعة: يوسف الغوش، بيروت، دار المعرفة، ط4، 2007م.
- عبد الباقي، محمد فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، القاهرة، دار الحديث، (د.ط)، 1364هـ.
- العسكري، أبو هلال، الفروق اللغوية، تح: محمد إبراهيم سليم، القاهرة، دار العلم والثقافة، 1997م.
- الفيروز آبادي، مجد الدين، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، تح: محمد علي النجار، القاهرة، لجنة إحياء التراث الإسلامي، (د.ط)، 1992م.
- الكتبي، محمد بن شاكر، فوات الوفيّات، تح: إحسان عباس، بيروت، دار صادر، (د.ت).
- الكفوي، أبو البقاء أيوب بن يوسف، الكليات، قابله على نسخة المؤلف: عدنان درويش ومحمد المصري، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط:2، 1998م.
الهوامش:
- () أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن نصر بن أبي العز بن سرايا، هو الإمام العلّامة البليغ المفوّه، الناظم الناثر، شاعر عصره على الإطلاق، صفي الدين الطائي السِنبسي الحلّي. ولد في الحلّة بالعراق يوم الجمعة الخامس من شهر ربيع الآخر سنة (677ه) في قرية مشهورة في طرف دجيل بغداد، بينها وبين بغداد ثلاثة فراسخ، وبها نشأ، وتوفّي ببغداد سنة (750ه) أو (752ه).
ينظر: الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي، معجم البلدان، بيروت، دار صادر، (د.ط)، 1977م، ج:2، ص:295.
والكتبي، محمد بن شاكر، فوات الوفيّات، تح: إحسان عباس، بيروت، دار صادر، (د.ت)، ج:2، ص:335. ↑
- () الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تح: أحمد عبد الغفور عطار، بيروت، دار العلم للملايين، ط4، 1990م، ج:5، ص: 2372، مادة: (سجا). ↑
- () ابن مالك، جمال الدين، شرح الكافية الشافية، تح: عبد المنعم أحمد هريدي، مكة المكرمة، دار المأمون للتراث، ط1، 1982م، ج:4، ص:1860. ↑
- () سيبويه، عمرو بن عثمان، الكتاب، تح: عبد السلام هارون، القاهرة، مكتبة الخانجي، (د،ط)، 1992م، ج:3، ص: 634. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، تحقيق كرم البستاني، بيروت: دار صادر، ط1، (د.ت)، ص: 109. ↑
- () ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، تح: عبد السلام هارون، (د،م)، دار الفكر، ج:4، ص:506، مادة (فصح). ↑
- () الأندلسي، أبو حيان، ارتشاف الضرب من لسان العرب، تح: رجب عثمان محمد، القاهرة، مكتبة الخانجي، ط1، 1998م، ج:1، ص:442 – 443. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص: 119. ↑
- () ابن يعيش، شرح المفصل، تح: جماعة من علماء الأزهر، مصر، إدارة الطباعة المنيرية، (د.ت)، (د.ط)، ج:5، ص: 54. ↑
- () السامرائي، فاضل صالح، معاني الأبنية في العربية، عمان، دار عمار، ط2، 2007م، ص: 130. ↑
- () ابن جني، الخصائص، تح: محمد علي النجار، بيروت، دار الهدى، (د.ت)، ج:3، ص: 266. ↑
- () ابن يعيش، شرح المفصل، ج:6، ص:13. ↑
- () الزمخشري، جار الله، تفسير الكشاف، اعتنى به وعلّق عليه: خليل مأمون شيما، بيروت، دار المعرفة، 2002م، ج:2، ص:635. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص: 211. ↑
- () المصدر نفسه، ص: 720. ↑
- () الزركشي، البرهان في علوم القرآن، تح: أبي الفضل الدمياطي، القاهرة، دار الحديث، (د.ط)، 2006م، ج:3، ص: 968. ↑
- () من مواضع ورودها في ديوان الحلي في شعره المدحي: ص: (94 – 97 – 101 – 118 – 119). ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص: 118. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص: 78. ↑
- () ينظر: الفيروز آبادي، مجد الدين، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، تح: محمد علي النجار، القاهرة، لجنة إحياء التراث الإسلامي، (د.ط)، 1992م، ج:4، ص:524. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص: 192. ↑
- () ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج:2، ص:301، مادة (دمع). ↑
- () الخضري، محمد أمين، الإعجاز البياني في صيغ الألفاظ، القاهرة، جامعة الأزهر، ط1، 1993م، ص: 120. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص: 93. ↑
- () المصدر نفسه، ص: 178. ↑
- () ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي، أبو الفضل، جمال الدين، لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط3، 1414هـ، ج:13، ص:198، مادة (لسن). ↑
- () الأندلسي، أبو حيان، ارتشاف الضرب من لسان العرب، ج:1، ص:409. ↑
- () الثعالبي، أبو منصور، فقه اللغة وسر العربية، تح: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي، مصر، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط1، 1938م، ج:1، ص:351. ↑
- () الحلبي، السمين، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، تح: محمد عيون السود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1996م، مادة (فتي)، ج:3، ص:200. ↑
- () الزمخشري، جار الله، أساس البلاغة، تح: محمد عيون السود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1998م، مادة (فتي)، ج:2، ص:7. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص:156. ↑
- () الأندلسي، أبو حيان، تفسير البحر المحيط، تح: عادل الموجود، وعلي معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1998م، ج:6، ص:99. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص:695. ↑
- () الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ج:3، ص975. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص:192. ↑
- () الخضري، محمد أمين، الإعجاز البياني في صيغ الألفاظ، ص: 217. ↑
- () الأندلسي، أبو حيان، تفسير البحر المحيط، ج:2، ص: 268. ↑
- () السكاكي، يوسف بن أبي بكر، مفتاح العلوم، تح: نعيم زرزور، بيروت، دار الكتب العلمية، ط2، 1987م، ج:1، ص: 122. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص:225. ↑
- () المصدر نفسه، ص: 118. ↑
- () الأصفهاني، الراغب، المفردات في غريب القرآن، تح: محمد سعيد كيلاني، بيروت، دار المعرفة، (لا. ت)، ج:1، ص:295. ↑
- () الشوكاني، محمد بن علي بن محمد، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير، مراجعة: يوسف الغوش، بيروت، دار المعرفة، ط4، 2007م، ج3، ص: 781 ــ 782. ↑
- () ابن جني، الخصائص، ج:2، ص: 422. ↑
- () الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس من جواهر القاموس، تح: مصطفى حجازي، الكويت، مطبعة حكومة، ط1، 2001م، مادة (أمر)، ج:10، ص:69. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص: 187. ↑
- () الحلبي، السمين، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، مادة: (رأس)، ج:2، ص:55. ↑
- () الزمخشري، جار الله، أساس البلاغة، مادة: (رأس)، ج:1، ص:325. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص: 77. ↑
- ()الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص:182 ↑
- () ينظر: سيبويه، عمرو بن عثمان، الكتاب، ج:3، ص: 619، الأندلسي، أبو حيان، ارتشاف الضرب من لسان العرب، ج:1، ص: 405، السيوطي، جلال الدين، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، تح: عبد العال سالم مكرم، بيروت مؤسسة الرسالة، (د.ط)، 2000م، ج:6، ص: 123. ↑
- () السيرافي، أبو سعيد، شرح كتاب سيبويه، تح: أحمد حسن مهدلي، وعلي سيد علي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 2008م، ج:4، ص: 360. ↑
- () الكفوي، أبو البقاء أيوب بن يوسف، الكليات، قابله على نسخة المؤلف: عدنان درويش ومحمد المصري، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط:2، 1998م، مادة: (صدر)، ص:816 – 817. ↑
- () ينظر: الزمخشري، جار الله، تفسير الكشاف، ج:3، ص:1159. الشوكاني، فتح القدير، ج:3، ص:850. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص:99. ↑
- () العسكري، أبو هلال، الفروق اللغوية، تح: محمد إبراهيم سليم، القاهرة، دار العلم والثقافة، 1997م، ص: 164. ↑
- () ينظر: البيضاوي، عبد الله بن عمر بن محمد، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، تح: محمد صبحي بن حسن حلاق، ومحمود أحمد الأطرش، بيروت، دار الرشيد، ط1، 2000م، ج:2، ص:270. الأندلسي، أبو حيان، تفسير البحر المحيط، ج:5، ص: 497. ↑
- () الحلّي، صفي الدين، الديوان، ص:88. ↑
- () المصدر نفسه، ص: 130. ↑
- () عبد الباقي، محمد فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، القاهرة، دار الحديث، (د.ط)، 1364هـ، مادة: (موه)، ص: 684. ↑
-
() ابن ماجة، محمد بن يزيد بن أبو عبد الله القزويني، سنن ابن ماجة، تح: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار الفكر، (د، ط)، (د، ت)، رقم الحديث (1806)، ج:1، ص: 577. ↑