أهمية مهارة الاستماع في تنمية المستويات اللغوية لدى متعلمي العربية غير الناطقين بها: دراسة على مسلسل سندباد
مالك محمد موسى1
1 جامعة إسطنبول آيدن – تركيا
HNSJ, 2024, 5(7); https://doi.org/10.53796/hnsj57/2
تاريخ النشر: 01/07/2024م تاريخ القبول: 06/06/2024م
المستخلص
هدف البحث الحالي إلى تنمية المستويات اللغوية لدى متعلمي العربية غير الناطقين بها من خلال الاستعانة بمسلسل “سندباد” كأحد القصص المشوقة والجاذبة لانتباه المتعلم للغة العربية. تم اتباع المنهج الوصفي التحليلي في جمع البيانات والمعلومات والدراسات السابقة، ولجمع البيانات استخدم الباحث المقابلات والملاحظة المباشرة ودراسات التوثيق، وكذلك المنهج شبه التجريبي باستخدام التصميم التجريبي ذو المجموعة الواحدة. تكونت مجموعة البحث من 73 طالبًا وطالبة من متعلمي اللغة العربية غير الناطقين بها، وتم التحليل الإحصائي باستخدام برنامج (SPSS). أسفرت نتائج البحث عن وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة بين متوسط درجات دارسي مجموعة البحث في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار المستوى اللغوي لدى متعلمي العربية غير الناطقين بها، لصالح التطبيق البعدي. كما لم يظهر أي فرق دال إحصائيًا بين متوسط درجات مجموعة البحث في التطبيقين البعدي والتتبعي.
الكلمات المفتاحية: مهارة – مهارة الاستماع – المستويات اللغوية – متعلمي اللغة العربية غير الناطقين بها.
العربية هي اللغة التي يعبر بها العرب عن أغراضهم، وقد جاءت إلينا بثقة، نتيجة نقل وحفظ القرآن والحديث، وكذلك نشر العرب وأنظمتهم (Syarifah Rahmi, 2020). ما يميز اللغة العربية عن سائر اللغات هو مكانتها الفريدة والسامية، لأنها لغة القرآن وتفسيره. اللغة بكاملها أساس مهم للحياة الاجتماعية، حيث يستخدمها الناس للتعبير عن حالاتهم العاطفية والنفسية، وهي ضرورية لنقل الأفكار والاتجاهات والعادات والخبرات. هي أساس التواصل بين الناس وترسيخ أسلوب حياتهم. فاللغة من أهم أدوات تشكيل الفرد المبدع، إذ هي أساس تقبل تراث الماضي، والوسيلة الأساسية لاستيعاب الحاضر، والأداة التي يعتمد عليها في الوصف والتوجيه وتغيير خصائص المستقبل. طلابنا لديهم حاجة كبيرة لتطوير قدراتهم الإبداعية من خلال اللغة والاستماع والتحدث والقراءة والكتابة (فاطمة حسين، 2022).
يعتقد التربويون أن الاستماع هو الطريقة الأولى لاكتساب المعرفة. وبما أنها المهارة الأولى التي يتم استخدامها، تليها المهارة الاستقبالية، وهي الاستماع والفهم والتفسير والنقد، وتعرف بأنها التعرف على الرموز اللفظية وفهمها وتفسيرها والحكم عليها (كامل يوسف، 2008).
يساعد الاستماع على تطوير قدرة الفرد على بناء العلاقات والتعاون وتقليل الارتباك في فهم ما يسمع، والتفكير والتخطيط بشكل مستقل، وأن يكون فعالاً وواثقًا ومنتجًا في الحياة الأكاديمية والشخصية والمهنية. يتطلب التأكيد على مهارات الاستماع لدى متعلمي اللغة العربية غير الناطقين بها اعتماد استراتيجيات وأساليب تعليمية جديدة يمكن أن تساعد في تطوير الكفاءة اللغوية لهؤلاء المتعلمين. تعتبر القصص وسيلة فعالة في اكتساب المهارات اللغوية، حيث تنمي مهارات الاستماع، وهي من أهم المهارات اللغوية في تعليم اللغة، كما أنها تساعد على إطلاق العنان للخيال وتحقيق العديد من الأهداف التدريسية والتعليمية (هاني بن سعيد، 2023).
مشكلة البحث:
يشير واقع تعليم اللغة العربية إلى ضعف المستويات اللغوية لدى متعلمي العربية غير الناطقين بها، وذلك نتيجة لافتقار المناهج التدريسية إلى المداخل الحديثة والمشوقة التي يمكن الاعتماد عليها في تنمية المستويات اللغوية. يتم التركيز غالبًا على مهارات اللغة الكتابية وإهمال مهارة الاستماع، التي تُعد أولى المهارات الأساسية لتعلم اللغة. للتصدي لهذه المشكلة، يحاول البحث الإجابة على الأسئلة التالية:
1. ما أهمية مهارة الاستماع في تنمية المستويات اللغوية لدى متعلمي العربية غير الناطقين بها؟
2. ما دور القصص والمسلسلات العربية، مثل “سندباد”، في تنمية المستويات اللغوية لدى متعلمي العربية غير الناطقين بها؟
3. ما مدى فعالية مهارة الاستماع في تنمية المستويات اللغوية لدى متعلمي العربية غير الناطقين بها، مع استخدام مسلسل “سندباد” كنموذج تطبيقي للبحث؟
حدود البحث:
اقتصر هذا البحث على:
1. مجموعة من متعلمي اللغة العربية غير الناطقين بها من المستوى المبتدئ، إذ يُفترض أن المتعلم في هذا المستوى يبدأ تعلم مهارات اللغة بالطريقة الصحيحة.
2. بعض مهارات الاستماع المناسبة لمتعلمي اللغة العربية غير الناطقين بها.
3. مسلسل “سندباد”.
فرضيات البحث:
حاول البحث الحالي التحقق من صحة الفروض الآتية:
1. يوجد فرق دال إحصائيًا بين متوسط درجات متعلمي مجموعة البحث في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار المستوى اللغوي، لصالح التطبيق البعدي.
2. لا يوجد فرق دال إحصائيًا بين متوسط درجات متعلمي مجموعة البحث في التطبيقين البعدي والتتبعي لاختبار المستوى اللغوي.
أهمية البحث:
تكمن أهمية هذا البحث في:
1. إيجاد طرق حديثة غير تقليدية لتنمية المستويات اللغوية لمتعلمي العربية غير الناطقين بها.
2. التركيز على أهمية مهارة الاستماع كأولى وأهم المهارات المساعدة في تنمية المستويات اللغوية لدى متعلمي العربية غير الناطقين بها.
3. فتح المجال لإعداد أبحاث أخرى حول تنمية المستويات اللغوية لمتعلمي العربية غير الناطقين بها.
منهج البحث:
استخدم الباحث في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي في جمع المعلومات والاطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة، والمنهج شبه التجريبي في تطبيق تجربة مع عينة البحث المكونة من 73 طالباً وطالبة من متعلمي العربية غير الناطقين بها.
مصطلحات البحث الإجرائية:
مهارة الاستماع: الأداءات التي يقوم بها متعلمو العربية غير الناطقين بها في المستوى المبتدئ لفهم المعلومات الواردة في النص المسموع عندما تكون اللغة واضحة، وتقاس هذه الأداءات من خلال الاختبار الذي سيعده الباحث.
تنمية المستويات اللغوية: الوصول إلى أعلى أداء يمكن أن يصل إليه متعلمو العربية غير الناطقين بها، وذلك من خلال مهارة الاستماع، مع استخدام مسلسل “سندباد” كنموذج تطبيقي للبحث.
الإطار النظري:
اللغة العربية:
اللغة هي السمة الأكثر تحديدًا للإنسانية، وهي التي تدل على طبيعته الفريدة وتضعه في مصاف الكائنات الحية. يقولون إن اللغة هي مرآة الروح، وأداة التفكير، ووعاء المعرفة، وعمود المجتمع الإنساني. ومع ذلك، فإن اللغة هي ظاهرة نفسية فسيولوجية معقدة ونشاط اجتماعي. تتقدم اللغة بتفوق شعبها وتتراجع بتراجعهم. إنها ليست مجرد اتصال بين الكلمات، بل تربط اللغة المفاهيم في العقل وتستخدم القواعد التي تحكم الأشكال الطبيعية للكلام البشري عبر لهجات ومستويات مختلفة. لقد حيرت اللغة تفكير الإنسان منذ العصور القديمة. ويفهم كثير من المسلمين قوله تعالى: “وعلم آدم الأسماء كلها” (البقرة: 31) على أن اللغة هبة إلهية علمها الله لآدم (عبد المجيد نصير، 2006).
اللغة العربية هي الأكثر طلاقة بين اللغات الأخرى، حيث تحتل المرتبة الأولى. لأنها لغة القرآن واللغة التي أنزل الله بها الآيات على الأنبياء والمرسلين. توجد العديد من المهارات التي يجب على الطلاب إتقانها عند تعلم اللغة العربية، وهي: مهارات الاستماع (مهارة الاستقبال)، مهارات التحدث (مهارة الكلام)، مهارات القراءة، والكتابة (Kitabatuna, 2022).
الاستماع هو القدرة على فهم اللغة المنطوقة، ويعتبر من أهم المهارات التي يجب تطويرها. فالاستماع جزء أساسي من حياتنا اليومية، حيث نستمع إلى العديد من الأصوات والمعلومات المختلفة مثل المحادثات، الإعلانات، توقعات الطقس، المحاضرات، وغيرها. الاستماع ليس مجرد عملية نفسية داخل رؤوسنا، بل هو تفاعل اجتماعي بين الإنسان وبيئته المحيطة.
لقد استغرق الأمر الكثير من الوقت لإعطاء أهمية كبيرة لمهارة الاستماع في تعلم اللغة، حيث إن القدرة على فهم الكلام المنطوق أمر أساسي للتواصل بشكل فعال. وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن التحدث باللغة هو الأهم، إلا أن فهم الكلام والاستماع بفعالية يعتبران أكثر أهمية في تعلم اللغة. لذلك، يجب على معلمي اللغة التركيز على تطوير مهارة الاستماع لدى الطلاب بشكل أكبر في الوقت الحالي (Trabajo, 2012).
تعريف مهارة الاستماع:
السمع هو إحدى الحواس الخمس التي منحنا الله إياها لنتمكن من استقبال وفهم العالم من حولنا. فقد قال الله تعالى: “والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون”. وقد وصفها العلماء (مطر وآخرون، 2010) بأنها قدرة الإنسان على فهم واستيعاب ما يسمعه من الكلام الشفوي الذي يأتي من الآخرين، بما يتضمنه من جميع عناصر اللغة المنطوقة.
تصنيف مهارة الاستماع:
– فهم: يتضمن تحديد الفكرة الرئيسية للحديث والأفكار الفرعية، وفهم غاية المتحدث، واستخدام إشارات السياق الصوتية للتمكن من ترتيب الأحداث بشكل منطقي، بالإضافة إلى فهم معنى الكلمات من السياق.
– استيعاب: يتضمن تلخيص المحتوى بعد الاستماع، والتمييز بين الواقع والخيال، وتحديد العلاقات بين الأفكار المطروحة.
– تذكر: يتضمن تحديد المعلومات الجديدة وربطها بالمعارف السابقة، واختيار الأفكار الصحيحة للحفظ في الذاكرة.
– تذوق: يتضمن تمييز نقاط القوة والضعف في الحديث، والتقييم بناءً على الخبرات السابقة، وتحديد أهمية الأفكار المطروحة، وتحديد الأخطاء والعيوب في الحديث، واستخدام المعلومات المستمعة في الحياة اليومية.
أهمية مهارة الاستماع:
1. تعزيز وتنمية عملية التفكير: من خلال التركيز على ما يقوله المتحدث. فعندما نكون مستمعين جيدين، نستغل قدرات عقولنا في استيعاب وتحليل ما يتم قوله.
2. بناء مهارة النقد والتحليل: والتأكد من صحة ما يقوله المتحدث. المستمع الجيد يتحقق من صحة المعلومات التي يتلقاها ويسعى للتحقق منها، فلا يقبل كل ما يسمعه على أنه حقيقة.
3. تعزيز عملية الاتصال والتواصل الفعال مع الآخرين: في عصرنا الحديث الذي يشهد تواجداً كبيراً للثقافات المختلفة. فالاستماع الجيد يساعدنا على فهم وتقدير وجهات نظر الآخرين وتعزيز التفاهم والتعاون.
4. مهارة تعليمية للغة الأم: حيث يمكن للإنسان تعلم لغته الأم وهو طفل عن طريق الاستماع والتفاعل مع الكلمات والجمل.
5. تعليم المكفوفين: يعتمد بشكل كبير على الاستماع، حيث يعتمدون على الأذن كوسيلة رئيسية في استيعاب المعلومات والتواصل.
6. تنمية اللغة الشفوية وزيادة الحصيلة اللغوية: واستخدام التعبيرات الجميلة في المواقف المختلفة. فالاستماع الجيد يساعدنا على تحسين مهاراتنا في التعبير الشفوي واستخدام اللغة بشكل دقيق وجميل في مختلف السياقات (Syarifah Rahmi, 2021).
طرق تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها:
الطريقة المباشرة:
تعتمد هذه الطريقة على الاقتران المباشر بين الجملة والموقف الذي تقال فيه. تركز بشكل كبير على مهارة الكلام وتهتم باستخدام أسلوب المحاكاة وإنشاء رابط قوي بين الكلمات ومعانيها. وعلى الرغم من أن مهارة الكلام تحظى بأولوية، إلا أنها لا تهمل المهارات الأخرى.
الطريقة السمعية الشفهية:
تعرض اللغة الأجنبية للطلاب بشكل شفهي في البداية، بهدف مساعدتهم على التعرف على النظام الصوتي للغة الجديدة بشكل تلقائي. تركز هذه الطريقة على وضع المتعلم في مواجهة اللغة الجديدة من خلال ربط العبارات التي يستمع إليها بالمواقف التي تستخدم فيها. تميل إلى تقليل الشرح وزيادة التدريب، ويرى مؤيدوها أنها تساعد في تكوين مفاهيم حول طبيعة اللغة الجديدة في العقول.
الطريقة الاتصالية:
تهدف هذه الطريقة إلى تمكين الطالب من استخدام اللغة الأجنبية كوسيلة للتواصل لتحقيق أهدافه المختلفة. تعرض اللغة على المتعلم بطريقة غير تدريجية، ولكن بناءً على تدرج وظيفي تواصلي من خلال أنشطة متنوعة داخل الوحدة التعليمية.
الطريقة الانتقالية:
تعتقد هذه الطريقة أن المعلم لديه حرية مطلقة في ابتكار الأسلوب الذي يرغب في اتباعه أثناء تعليم اللغة الأجنبية، مع الحرص على إيجاد طريقة تكاملية تجمع بين مزايا كل طريقة وتناسب الأهداف المرجوة وتلبي احتياجات المتعلم.
تطبيق القصة في التعليم:
قررنا بدءًا من الأساس تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من خلال استخدام منهجية تعليمية تعتبر الأمثل. وذلك عبر قراءة قصة قصيرة لهم بهدف إثارة فضولهم وجذب انتباههم. نحن نعتقد أن الطلاب الأكثر انتباهًا يكونون أكثر تحصيلًا وتعلمًا وتأثرًا. هذه الطريقة ستسهل بشكل كبير عملية تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، حيث تجمع بين الجدية والمرح، وتهدف إلى نقل الطالب من مستوى إلى آخر من خلال منهجية نعتقد أنها ستحقق نتائج إيجابية من خلال دراسة أسلوبها ومضمونها ولغتها وطريقة تقديمها (طاطة بن قاماز، 2018).
اختيار قصة “مسلسل سندباد”:
تم اختيار قصة “مسلسل سندباد” كقصة تعليمية تساعد على تنمية المهارات اللغوية لدى متعلمي اللغة العربية غير الناطقين بها من خلال مهارة الاستماع. يعود اختيار هذا المسلسل إلى عدة أسباب، منها:
– تناسب مفردات السلسلة مع السياق العربي ونطقها الصحيح وبنيتها اللغوية وتعبيرها بجمل قصيرة سهلة الفهم.
– يمكن للمبتدئين فهم الأحداث والتنبؤ بها من خلال سياق مشابه.
– يتضمن التكرار وأسماء الحروف العربية، مما يساعد على تعزيز الفهم والاستيعاب.
– يمكن للمشاهدين الانغماس في ثقافة بلد أو منطقة مختلفة بلغة غير لغتهم الأم.
– يساعد على التعرف على الفروق الدقيقة في القصص والأحداث، مما يثري معرفتهم ويوسع آفاقهم.
الدراسات السابقة:
1. دراسة نور الدين بوخنوقة بعنوان “أهداف تعليمية لمهارة الاستماع في اللغة العربية لناطقين بغيرها”:
هدفت هذه الدراسة إلى إبراز أهمية مهارة الاستماع في تعليم اللغات الأجنبية. حيث أثبتت العديد من التجارب عدم الاهتمام بمهارة الاستماع، وهذا خطأ يقع فيه العديد من المتعلمين سواء من أهل اللغة الأصليين أو الأجنبيين عنها، بعدم التدريب على السماع الصحيح. تعتبر مهارة الاستماع من أهم المهارات لتعلم اللغات الأجنبية، والتي تبنى على أساسها المهارات اللغوية الأخرى. كانت هذه الدراسة وصفية لمدى أهمية مهارة الاستماع في تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها. وتوصلت إلى أن سلامة التعلم اللغوي من حسن الاستماع، وأن مهارة الاستماع هي أساس المهارات اللغوية الأخرى، كما أن أولى أساسيات التواصل لتعلم أي لغة هو الاستماع.
2. دراسة منار بنت خالد باعباد بعنوان “مشكلات وحلول في تدريس مهارة الاستماع لمتعلمي اللغة العربية الناطقين بغيرها”:
يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على موضوع مهم في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وهو عرض مشكلات وحلول في تدريس مهارة الاستماع لمتعلمي اللغة العربية الناطقين بغيرها. لاحظت الباحثة ضعف مستوى الطالبات في معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في مهارة الاستماع. قامت الباحثة بتطبيق اختبار على طالبات المستوى الرابع لاختبار الكفاية اللغوية لعدد (91) طالبة. يحتوي هذا الاختبار على ثلاث مهارات: الاستماع، والقراءة، والكتابة. كانت نتيجة هذا الاختبار ضعف مستوى الطالبات. اتبع هذا البحث المنهج الكمي الاستطلاعي من خلال إجراء مقابلة مفتوحة مع أستاذات في معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها. أظهرت الدراسة العديد من الحلول منها: إعداد وتطوير مناهج الاستماع، ممارسة الطالبة لمهارة الاستماع من خلال تعزيزها في الفصل وخارجه، طرح برامج مساندة لتطوير مهارة الاستماع، ومواقع إلكترونية تساعد الطالب على تعلم اللغة.
دراسة (أماني كمال حسن الزميتي) بعنوان “استخدام القصة المصورة في تدريس القواعد اللغوية وأثرها في تنمية التحصيل لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي”
هدفت هذه الدراسة إلى استخدام القصص المصورة في تدريس القواعد اللغوية لرفع مستوى الطلاب، وذلك من خلال اختبار القواعد اللغوية. استخدمت الباحثة في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي للاطلاع على الأدبيات وجمع المعلومات والدراسات السابقة، وكذلك المنهج شبه التجريبي باستخدام التصميم التجريبي ذي المجموعتين الضابطة والتجريبية. تكونت العينة من (20) تلميذًا للمجموعة التجريبية و(20) تلميذًا للمجموعة الضابطة. وأسفرت النتائج عن وجود فرق دال إحصائيًا بين مستوى التلاميذ بين متوسطي درجات المجموعة الضابطة والتجريبية لصالح المجموعة التجريبية، مما يدل على مدى أثر استخدام القصص في تدريس القواعد اللغوية وتعلم اللغة العربية بشكل عام.
دراسة (محمد عبد الرحمن إبراهيم، 2010) بعنوان “أثر القصة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: المستوى المتوسط نموذجاً”
هدفت هذه الدراسة إلى بيان أهمية استخدام القصة في إعداد مواد تعليمية لهذا المستوى، واختيار القصة بناءً على القدرات اللغوية للدارسين والموضوعات المقدمة لهم. قام الباحث في هذه الدراسة بإعداد مادة تعليمية في ضوء المعايير المقترحة داخل الدراسة، واستخدم قصة “القاضي الذكي”. وأسفرت النتائج إلى أن القصص مصدر يستفيد منه متعلمو اللغة العربية غير الناطقين بها في إعداد مواد تعليمية لهم، كما يجب وضع معايير مستوحاة من الجنس الأدبي (القصة) بما يلائم مستوى المتعلم والمادة التعليمية المراد تعلمها.
التعليق على الدراسات السابقة:
من خلال العرض السابق لبعض الدراسات التي تناولت موضوعات ذات صلة بموضوع البحث الحالي، والتي تناولت مهارة الاستماع لتعليم العربية لغير الناطقين بها، يُلاحظ أن هذه الدراسات رغم اختلاف البيئات التي تمت فيها والعينات التي تمت التجربة بها، إلا أنها اتفقت مع الدراسة الحالية في إبراز أهمية مهارة الاستماع في تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها. أما بالنسبة للدراسات السابقة التي تناولت موضوع استخدام القصص في تنمية مستويات الطلاب اللغوية في تعلم العربية لغير الناطقين بها، ورغم اختلاف نموذج القصة نفسه، فإن هذه الدراسة اتفقت مع أهمية استخدام القصص العربية كنوع من أنواع الوسائل المساعدة في تنمية المهارة السمعية لدى المتعلمين، مما يترتب عليه تنمية المستوى اللغوي للمتعلمين غير الناطقين بالعربية. ورغم الاختلافات التي تناولتها الدراسات السابقة، إلا أن الدراسة الحالية استفادت من هذه الدراسات في تحديد منهج الدراسة وهو المنهج الوصفي التحليلي والمنهج شبه التجريبي الذي هو المناسب للدراسة الحالية.
أدوات الدراسة:
أولاً: اختبار المستويات اللغوية المراد تنميتها:
1. الهدف من بناء الاختبار:
هدفت الاختبار إلى قياس المستويات اللغوية المراد تنميتها والمناسبة لغير الناطقين بالعربية كمستوى مبتدئ.
2. محتوى الاختبار:
تم تحديد محتوى الاختبار من خلال قائمة المستويات اللغوية المراد تنميتها، وقد تضمن الاختبار مجموعة من الأسئلة الخاصة بالمستويات التي تنقسم إلى (5) مستويات، يحتوي كل مستوى على (4) مفردات بمعدل (20) سؤال يجب قياسها. وتنقسم المستويات اللغوية الأساسية في الاختبار كالتالي:
– المستوى الصوتي: وهو المستوى الذي تبدأ به اللغات تتشكل من حيث دلالة الأحرف وعلى ماذا تشير.
– المستوى الصرفي: وهو المستوى الذي يهتم ببنية الكلمة.
– المستوى النحوي: وهو المستوى الذي يحدد المعنى.
– المستوى الدلالي: الذي يوضح المعنى المخصوص والطريقة الخاصة للاستعمال.
– المستوى الكتابي: الذي يوضح قواعد الكتابة بالأصوات العربية تبعًا لاعتبارات صوتية وصرفية ونحوية.
3. ضبط الاختبار:
تم حساب صدق الاختبار باستخدام صدق المحكمين وصدق المحتوى لـ (Lawshe Content Validity Ratio – CVR)، حيث تم عرض الاختبار في صورته الأولية على (13) أستاذًا من أساتذة المناهج وطرق تدريس اللغة العربية، مصحوبًا بمقدمة تمهيدية تضمنت توضيحًا لمجال البحث، والهدف منه، والتعريف الإجرائي لمصطلحاته، بهدف التأكد من صلاحيته وإبداء ملاحظاتهم حول:
– مدى ملاءمة المستويات اللغوية المراد تعلمها للمستوى المبتدئ لغير الناطقين بالعربية.
– مدى تغطية جميع الجوانب والمهارات اللغوية.
– مدى وضوح ومناسبة أسئلة الاختبار للمستويات الخمسة المراد قياسها.
– تعديل أو حذف أو إضافة ما يرونه يحتاج إلى ذلك.
تم حساب نسب اتفاق المحكمين كالتالي:
جدول (1): نسب اتفاق المحكمين ومعامل صدق لاوشي لمفردات الاختبار (ن = 13)
م | العدد الكلي للمحكمين | عدد مرات الاتفاق | عدد مرات الاختلاف | نسبة الاتفاق | معامل صدق لاوشي | القرار |
1 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
2 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
3 | 13 | 11 | 2 | 84.62 | 0.692 | تُعدل وتُقبل |
4 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
5 | 13 | 12 | 1 | 92.31 | 0.846 | تُعدل وتُقبل |
6 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
7 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
8 | 13 | 11 | 2 | 84.62 | 0.692 | تُعدل وتُقبل |
9 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
10 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
11 | 13 | 12 | 1 | 92.31 | 0.846 | تُعدل وتُقبل |
12 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل | |
14 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
15 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
16 | 13 | 12 | 1 | 92.31 | 0.846 | تُعدل وتُقبل |
17 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
18 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
19 | 13 | 11 | 2 | 84.62 | 0.692 | تُعدل وتُقبل |
20 | 13 | 13 | 0 | 100 | 1 | تُقبل |
– متوسط نسبة الاتفاق الكلية على البطاقة: 96.538%
– متوسط نسبة صدق لاوشي للبطاقة ككل: 0.931
يتضح من الجدول (1) أن جميع مفردات الاختبار تتمتع بقيم صدق مقبولة.
آراء وتوجيهات المحكمين
استفاد الباحث من آراء وتوجيهات السادة المحكمين من خلال مجموعة من الملاحظات مثل:
– تعديل صياغة مفردات أسئلة الاختبار لتصبح أكثر ملاءمة لمستوى متعلمي العربية غير الناطقين بها.
– إعادة ترتيب بعض المفردات بتقديم بعضها على بعض.
اختبار صحة الفروض
اعتمد الباحث في التحليل الإحصائي للبيانات للتأكد من صحة فروض البحث على الأساليب الإحصائية التالية:
1. اختبار “ت” t-Test للعينات المرتبطة Paired-samples t-test: يستخدم لمقارنة متوسطات الدرجات لنفس المجموعة في مناسبتين مختلفتين (Pallant, 2007).
اختبار صحة الفرض الأول
ينص الفرض الأول على أنه “توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات متعلمي العربية غير الناطقين بها في المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي للاختبار لصالح القياس البعدي”.
لاختبار صحة الفرض استخدم الباحث اختبار “ت” للمجموعة المرتبطة لحساب دلالة الفروق بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي للاختبار.
| جدول (2) نتائج اختبار “ت” لدلالة الفروق وقيمة حجم التأثير بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي للاختبار (ن =73) |
المتغيرات | القياس القبلي | القياس البعدي | دلالة الفروق | حجم التأثير | قيمة تي | مستوى الدلالة | القيمة الدلالية |
الذكاء العملي | 37.74 | 5.72 | 95.99 | 4.31 | 71.96 | مرتفع | 0.01 |
يلاحظ من الجدول (2) أنه توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات متعلمي العربية غير الناطقين بها في المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي، حيث بلغت قيمة (ت) قيمة دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01).
اختبار صحة الفرض الثاني
ينص الفرض الثاني على أنه “لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات متعلمي العربية غير الناطقين بها في المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للاختبار”.
لاختبار صحة هذا الفرض استخدم الباحث اختبار “ت” t-Test للمجموعات المرتبطة لحساب دلالة الفروق بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للاختبار.
| جدول (3) نتائج اختبار “ت” لدلالة الفروق بين متوسطي درجات متعلمي العربية غير الناطقين بها في المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للاختبار (ن = 73)
المتغيرات | القياس البعدي | القياس التتبعي | دلالة الفروق | قيمة تي | مستوى الدلالة |
الذكاء العملي | 95.99 | 4.31 | 96.25 | 5.38 | 0.467 |
يلاحظ من الجدول (3) أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات متعلمي العربية غير الناطقين بها في المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للاختبار، حيث بلغت قيمة (ت) قيمة غير دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.05).
الخاتمة
توصل البحث إلى عدد من النتائج أهمها:
– أن للغة العربية أهمية كبيرة كونها لغة القرآن الكريم وتحتوي على مهارات متعددة يجب تنميتها للحفاظ على قوة اللغة لغير الناطقين بها. هذه المهارات تشمل الاستماع، التحدث، القراءة، والكتابة. ولتنمية هذه المهارات يجب الاهتمام بمهارة الاستماع كونها أولى مراحل تعلم اللغة وأهمها. إذا قل الاهتمام بهذه المهارة، ضعف مستوى تعلم المتعلم خاصة لمتعلمي العربية غير الناطقين بها. لمهارة الاستماع أهمية كبيرة فهي بداية ومدخل تعلم أي لغة، وتسهل على المتعلم استقبال الحروف والكلمات لتكوين المفردات والجمل. ومن ثم تبدأ عملية تعلم اللغة والتعمق في مفرداتها وتفاصيلها.
– هذا لا يتم في جو من الملل والرتابة، فللمعلم دور في إيجاد السبل والطرق التي تعمل على جذب انتباه طلابه، سواء كانت وسائل تعليمية، إلكترونية، أو قصص. وجه هذا البحث باستخدام مسلسل “سندباد” كنموذج لتعلم مفردات اللغة بطريقة شيقة، سهلة وممتعة، مما يؤدي إلى تحقيق هدف المعلم بدون شعور الطالب بأنه مجرد متلقي، بطريقة تقليدية بها نوع من الرتابة. بل يحقق المعلم الهدف وهو تعلم العربية بطريقة مشوقة من خلال سماع قصة مسلسل “سندباد” لمتعلمي العربية غير الناطقين بها.
– أدت هذه الطريقة إلى رفع المستويات اللغوية لمتعلمي العربية غير الناطقين بها، وظهرت هذه النتيجة من خلال الاختبار الذي أعده الباحث لمعرفة مستوى الطلاب قبل وبعد إدخال مسلسل “سندباد” كنموذج لتعلم العربية.
التوصيات:
1. تقديم المزيد من المقالات والمواضيع التي تتناول الجوانب التعليمية.
2. ينبغي على المعلم استخدام الأساليب الحديثة والجذابة لجذب انتباه طلابه وتحفيزهم على التعلم.
3. تنظيم دورات تدريبية للمعلمين للتعرف على أحدث الطرق المستخدمة في العملية التعليمية.
4. تسليط الضوء على أهمية مهارة الاستماع في مزيد من الكتابات، نظرًا لدورها الكبير في تعلم اللغات الأجنبية أو لغير الناطقين بها.
المراجع:
المراجع الإلكترونية :
(Syarifah Rahmi,2020)
https://jurnal.kopertais5aceh.or.id/index.php/SINTESA/article/viewFile/234/165.-
– Kitabatuna, Jurnal Pendidkan Bahasa Arab dan Kebahasaan, Vol. 1 No. 1, Januari-Juni 2022 P-ISSN:2775-7404)
– (Trabajo fin de master. Curso:2011-2012, The importance of teaching listening and speaking skills, DNI:45309173-R, Dpto. Didactica de la lengue la Literature Facultad de Educacion.
– (Syarifah Rahmi, Jurnal Kajian Islam dan Sosial Keagamaan 2(1),46-66,2021)
المراجع العربية :
– أماني كمال حسن الزميتي (2013). “استخدام القصة المصورة في تدريس القواعد اللغوية وأثرها في تنمية التحصيل لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي.” مجلة كلية التربية، جامعة بورسعيد، العدد 14، الصفحات 814-838.
– طاطة بن قاماز (2018). “تعليم الترادف والتضاد من خلال سياق الكلام لغير الناطقين باللغة العربية: قصة الراعي الكذاب أنموذجاً.” مجلة الإستواء، العدد 11، الصفحات 50-56، جامعة قناة السويس، مركز البحوث والدراسات الإندونيسية.
– عبد المجيد نصير (2006). “الفجوة الرقمية في اللغة العربية.” جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
– فاطمة حسين سيد أحمد (2022). “أثر استخدام نموذج فورست (Forest) في تدريس اللغة العربية لتنمية مهارة الاستماع الإبداعي لدى تلاميذ الثاني الإعدادي المتفوقين لغوياً.” مجلة التربية والتعليم، المجلد 4، العدد 2، الصفحات 72-106.
– كامل يوسف عتوم (2008). “منهاج الاستماع للمرحلتين الأساسية والثانوية في الأردن: دراسة تحليلية لاستقصاء المهارات التي تم التدريب عليها وفرص التدريب المتاحة، والمهارات التي لم يتم التدريب عليها.” المجلة الأردنية في العلوم التربوية، جامعة اليرموك، المجلد 4، العدد 3، الصفحات 179-188.
– محمد عبد الرحمن إبراهيم سلامة (2010). “أثر القصة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: المستوى المتوسط نموذجاً.” جامعة أفريقيا العالمية، معهد اللغة العربية، العدد 10، الصفحات 115-137.
– مطر، عبد الفتاح رجب ومسافرن علي عبد الله (2010). “نمو المفاهيم والمهارات اللغوية لدى الأطفال.” الرياض: دار النشر الدولي.
– منار بنت خالد باعباد (2015). “مشكلات وحلول في تدريس مهارة الاستماع لمتعلمي اللغة العربية الناطقات بغيرها.” مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية وجامعة الأميرة نورة – معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها، الصفحات 37-52، الرياض.
– نور الدين بوخنوقة (2017). “أهداف تعليمية لمهارة الاستماع في اللغة العربية للناطقين بغيرها.” مركز يوسف الخليفة لكتابة اللغات بالحرف العربي، العدد 3، الصفحات 63-89.
– هاني بن سعيد بن سفر الجهني (2023). “أثر القصص الرقمية في تنمية مهارات الاستماع الناقد لدى متعلمي اللغة العربية الناطقين بغيرها.” معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، العدد 148 .
المراجع الأجنبية :
– Pallant, J.(2007).SPSS Survival Manual A Step Guide to Data Analysis using SPSS for Windows, third edition, England: McGraw-Hill Education