أثر استخدام التقنية في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية لدى متعلمي العربية لغة ثانية بجامعة الملك عبد العزيز

أنور بن سعد الجدعاني1

1 أستاذ اللسانيات التطبيقية المشارك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز- جدة- المملكة العربية السعودية

بريد الكتروني:asaljedaani@kau.edu.sa

HNSJ, 2024, 5(7); https://doi.org/10.53796/hnsj57/27

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/07/2024م تاريخ القبول: 18/06/2024م

المستخلص

يهدف هذا البحث لمعرفة وجهة نظر متعلمي العربية لغة ثانية تجاه أثر التقنية في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية لديهم، إضافة لذلك، قياس مدى استخدامهم للتقنية في تطوير مهاراتهم في الكتابة الأكاديمية. شارك 116 طالبا من متعلمي اللغة العربية لغة ثانية من كليات مختلفة في جامعة الملك عبد العزيز في تعبئة استبانة الدراسة. تكونت استمارة الدراسة من ست عشرة عبارة، ثمان منها موجهة لمعرفة وجهة نظر العينة تجاه دور التقنية، ثمان منها موجهة لمعرفة مدى استخدام العينة للتقنية في تطوير مهاراتهم في الكتابة الأكاديمية. أظهرت عينة الدراسة اعتقادها الإيجابي حول فعالية التقنية في تطوير الكتابة الأكاديمية، واستخدامها للتقنية في تطوير مهاراتهم في الكتابة الأكاديمية. وأظهرت نتائج الدراسة أن من أبرز التقنيات المستخدمة لدى عينة الدراسة في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية برامج معالجة النصوص واستخدام المصادر والموارد الرقمية والوسائط المتعددة إلكترونيا في البحث عن المعلومات. ومما توصلت إليه الدراسة أن دمج هذه الوسائل التقنية في تعليم الكتابة الأكاديمية لمتعلمي اللغة الثانية بالإضافة لتدريب المتعلمين وتشجيعهم على استخدام تطبيقات إدارة المهام لإدارة مهام الكتابة بكفاءة بواسطة التطبيقات الإلكترونية، وحث المعلمين على تفعيل الذكاء الاصطناعي، يخلق فرصة تعليمية مشوقة وفعّالة لتطوير مهارة الكتابة الأكاديمية لدى المتعلمين تتواكب مع العصر الرقمي.

الكلمات المفتاحية: تعلم مهارة الكتابة، الكتابة في اللغة الثانية، الكتابة الأكاديمية، التقنية والتعليم، التقنية وتعلم مهارة الكتابة الأكاديمية.

Research title

The Impact of Using Technology in Developing Academic Writing Skill among Learners of Arabic as a Second Language at King Abdulaziz University

Aljadani, Anwar Saad1

1 An associate professor in Applied Linguistics at the Art and Humanities faculty at King Abdulaziz University- Jeddah-Kingdom of Saudi Arabia

asaljedaani@kau.edu.sa

HNSJ, 2024, 5(7); https://doi.org/10.53796/hnsj57/27

Published at 01/07/2024 Accepted at 18/06/2024

Abstract

This research intends to find out the point of view of second language learners of Arabic towards the impact of technology on developing their academic writing skills. Moreover, it aims to measure the extent to which they use technology in developing their skills in academic writing. 116 students who learned Arabic as a second language majoring in various faculties at King Abdulaziz University participated in filling out the study questionnaire. It consisted of sixteen statements, eight of which were presented to identify the participants’ point of view of the impact of technology on developing their academic writing skills and the rests were presented to measure the extent to which they use technology in developing their skills in academic writing. The results showed a positive attitude towards the effectiveness of technology in developing academic writing and its use of technology to develop their academic writing skills. It also showed that one of the most prominent techniques used by the study sample in developing their skill academic writing is word processing programs and the use of digital sources and resources. Furthermore, it found that the integration of technical means, training learners and encouraging them to use task management applications to manage writing tasks efficiently through electronic applications and encouraging teachers to activate artificial intelligence, creates an interesting and effective educational opportunity to develop second language learners’ academic writing skills in line with the digital age.

Key Words: Learning writing skill, second language writing, academic writing, technology and learning, technology and teaching academic writing skills.

  1. المقدمة:

من نعم الله — على الإنسانية نعمة اللغة، التي من خلالها يتمكن الإنسان من تسمية الأشياء برموز لغوية تساعده في التواصل مع بني جنسه. وهذا يعني أن الإنسان لديه القدرة على إنتاج الأصوات التي تحمل المعاني، وعلى فهم تلك الأصوات عندما ينتجها الآخرون. وممّا يميز اللغة المنطوقة والمكتوبة عن بقية اللغات (كلغة الإشارة، ولغة الصورة) أنها أكثر تفصيلًا مما يمكّن من التعبير عن الأفكار، والآراء المختلفة، وتصوير المشاعر، والرغبات، والاحتياجات المتنوعة.

واللغة من حيث الاستخدام اليومي لها وجهان: الوجه الأول: اللغة المنطوقة وهي المستخدمة في مجالات الحياة اليومية كما في البيع والشراء، والحوارات العائلية، والاجتماعيّة، والمهنيّة، والندوات، والمحاضرات الثقافيّة، والعلميّة، وهي الصورة الأولى والأسبق في التصوّر والوجود؛ لأن التحدث مهارة فطرية، والفرد يكتسب لغته المنطوقة عن طريق ملاحظته ومحاكاته لأبناء مجتمعه. كذلك يمكننا القول بأن اللغة العربية المنطوقة سابقة للمكتوبة استنتاجًا من نسخ المصحف، وتدوين العلوم المختلفة، فقد كان التدوين مرحلة تالية لمرحلة الحفظ في الصدور، والرواية، والتناقل الشفهي. ولها ضربان: العامية والتي تستخدم في كافة الشؤون الحياتية لقطر، أو بلد معين. والفصحى وهي لغة العلم والثقافة، والأدب والتي تستخدم داخل القاعات، والفصول الدراسية، وبها تجرى الحوارات الثقافية، والأدبية، والفكرية في المنتديات، واللقاءات، والملتقيات. وهي لغة الإعلام الرسمية. الوجه الثاني: اللغة المكتوبة وهي لغة التأليف العلميّ، والأدبيّ، وتخضع للتنقيح، والتعديل، والإضافة حسب ما يراه كاتب النص. واللغة المكتوبة يجب على الفرد أن يتعلمها ويكتسبها؛ لأن الكتابة ليست مهارة فطرية بل مهارة مكتسبة. ومما تتميز به اللغة المكتوبة استخدام علامات الترقيم، التي توضع بين أجزاء الكلام تسهيلا للفهم، وإدراكًا للمعنى عند القراءة (الشنطي، 2006: نخبة من أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2022).

والفرق بين وجهي اللغة يمكن تلخيصه فيما يلي: تتسم اللغة المنطوقة بالعفوية بينما اللغة المكتوبة يمكن مراجعتها، وتنقيحها، وتهذيبها مما يجعل النص أقوى تركيبًا، وأكثر مراعاة للقواعد اللغوية عامة من اللغة المنطوقة. وتمتاز اللغة المنطوقة باستخدام لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، ونبرة الصوت بينما اللغة المكتوبة تستخدم علامات الترقيم بديلًا لهذه المميزات مع أنها لا تقوم بها على أفضل صورة (الحصني، 2009: هارون، 2010).

ويعتبر ظهور فن الكتابة حدثا مميزًا في تاريخ البشرية جمعاء. وبالرغم من ذلك لم يذكر العلماء زمنا محددًا لبداية ظهور هذا الفن الإنساني غير أن بعض المختصين يرى أن المصريين القدماء أول من عرف الكتابة وسجلها على الآثار، والقبور، ثم بدأت في الانتشار بين الشعوب القديمة الأخرى كالآرامية، والسومارية، وغيرها. وارتبطت الكتابة في مراحلها الأولى بالنقوش، والرسوم، والأشكال. والكتابة مرت بمراحل تطويرية وفقا لنمو العقل البشري، وزيادة إدراكه المعرفي إلى أن وصلت إلى شكلها الحالي (سعد، 2015: نخبة، 2022)

مهارة الكتابة من المهارات الإنتاجية، ولها دور مهم في التواصل الفعّال في جميع المجالات والأنشطة. حيث تلعب دورًا حاسمًا في نقل الأفكار والمشاعر، ونشر العلوم والمفاهيم، وتعزيز الفهم في السياق الأكاديمي أو المهني أو الشخصي. تعزز الكفاءة في مهارة الكتابة جوانب عدة، منها: الوضوح والدقة والاتساق. فوفقًا لبحث (هايز وفلاور) (Hayes & Flower, 1980)، يظهر الماهرون في الكتابة تنظيمًا واتساقًا من خلال اختيار اللغة الدقيقة والمنظمة للحجج، ونقل المفاهيم المعقدة بفعالية مما يؤدي إلى تعزيز الفهم بين القراء، وتفادي الغموض وسوء الفهم. ومنها: الإقناع والتأثير، تمتلك الكتابة الفعّالة القدرة على الإقناع والتأثير على الجماهير. تشير الدراسات التي أجرتهما (بيتي وكاشوبو) (Petty & Cacioppo, 1986) إلى أن الحجج المُصاغة جيدًا، والمدعمة بالأدلة، والمقدمة بشكل مقنع تؤثر في الآراء، وتشكل المواقف والتوجهات في السياقات المهنية، مثل: التسويق والدعاية. ومنها أن الكتابة تعزز الارتقاء المهني، يرتبط ارتقاء كفاءة الكتابة بالنجاح المهني، وعلى سبيل المثال المجال الأكاديمي، يمكن للباحثين الذين يمتلكون مهارة كتابية قوية نقل نتائج أبحاثهم بدقة ووضوح من خلال النشر العلمي، مما يعزز رؤيتهم ومصداقيتهم ضمن تخصصاتهم (سويلز) (Swales, 2004). وبالمثل، في السياقات العملية، فالموظفون الذين يمتلكون القدرة في التعبير عن أفكارهم ومهامهم المنجزة بوضوح من خلال التطبيقات الوظيفية: التقارير، والرسائل الإدارية، والمحاضر والعروض التقديمية يحققون تقدمًا في حياتهم المهنية ويساهمون بفعالية في تحقيق أهداف المؤسسة.

تتطور عملية الكتابة من خلال طرق كثيرة، ومن أهمها: استخدام التقنية. إذ تلعب التقنية دورًا حيويًا في تعزيز مهارة الكتابة وتطويرها من خلال توفير الوصول إلى مختلف أدوات الكتابة والبرمجيات والمنصات عبر الشبكة العنكبوتية التي تعين على الكتابة (مكارتر) (McCarter, 2018). والتقنية توفر آليات التغذية الراجعة الفورية حول الأخطاء، وتقترح التعديلات المناسبة. وتشجع هذه التغذية الفورية الكُتَّاب على تنقيح وتحسين كتاباتهم، وهذا من شأنه أن يقودنا إلى التحسين والتطوير المستمرين (ليو) (Liu, 2018). من مميزاتها أنها توفر فرص التعاون بين الكتاب ومشاركة أعمالهم. كما أنها توفر الصيغ والعبارات الكتابية المتنوعة التي تساعد الكتاب على تطوير طرق طرحهم للأفكار والمعارف (لانسفورد ووستبروكس) (Lunsford & Westbrooks, 2018). توفر التقنية أيضا أدوات البحث عبر الإنترنت وقواعد البيانات وهذا يتيح كمية هائلة من المعلومات والمصادر العلمية (ماكي وديفوس) (Mckee & DeVoss, 2018). تبسط التقنية عملية جمع البيانات ذات الصلة ودمجها في الأعمال المكتوبة، مما يعزز التفكير النقدي والمهارات التحليلية (ليكي وآخرون) (Leckie et all, 2018).

تظهر أهمية هذا البحث في دراسة وجهة نظر متعلمي العربية لغة ثانية تجاه أثر التقنية في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية لديهم، ومدى استخدامهم للتقنية أثناء ممارسة الكتابة.

يهدف هذا البحث لمعرفة وجهة نظر متعلمي العربية لغة ثانية تجاه أثر التقنية في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية لديهم، إضافة لذلك، قياس فاعلية دور التقنية في تطوير مهاراتهم في الكتابة الأكاديمية من خلال استخدام برامج معالجة النصوص، وبرامج التدقيق اللغوي والإملائي، ودور منصات التعلم التفاعلية، والتطبيقات الكتابية، والمدونات والمواقع الشخصية، واستقبال التعليقات والتغذية الراجعة، وبرمجيات تحويل الأصوات إلى نصوص كتابية، وأدوات التعاون الكتابية. ومعرفة أبرز التقنيات استخدامًا لدى عينة الدراسة. وعلاوة على ذلك يهدف إلى معرفة الاستخدام الأمثل للتقنية في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية.

سيعرض هذا البحث جانبه النظري من خلال تسليط الضوء على الكتابة من حيث المفهوم، ثم التقنية، والتقنية ودورها في تعلم اللغة الثانية، والتقنية ودورها في تعلم مهارة الكتابة في اللغة الثانية. ثم يقدم عرضًا موجزًا لبعض الدراسات السابقة ذات الصلة، متبوعة بأسئلة البحث. ينتقل البحث بعد ذلك إلى الدراسة الميدانية من خلال وصف العينة، وأداة البحث، وطريقة تحليل البيانات. ثم يعرض أبرز النتائج ومناقشتها، وخاتمة البحث.

  1. الجانب النظري:
    1. الكتابة:

الكتابة أداة اتصال لغوي (غير منطوق) من خلالها ينقل الكاتب أفكاره، وأراءه، ومشاعره على الوسائل الكتابية المختلفة إلى القراء. والكتابة عملية معقدة تمر بثلاث مراحل: التخطيط، ثم الإنشاء، ثم المراجعة، وكل مرحلة من هذه المراحل تمر بعدة خطوات متسلسلة، ومترابطة بنائيا. وهناك العديد من العوامل التي تساعد على تعلم الكتابة وإتقان مهاراتها منها: الثروة اللغوية، وسعة الاطلاع، والمعرفة بقواعد النحو، والصرف، والرسم الإملائي، والقدرة على استخدام أدوات الربط، وعلامات الترقيم استخدامًا صحيحًا (العمري، 2015).

والكتابة لها نوعان، هما: الكتابة الوظيفية، والكتابة الفنية. الكتابة الوظيفية تؤدي غرضَا وظيفيًا في الحياة اليومية في المجالات المهنية والعلمية، ومن أمثلتها: كتابة التقارير، والمحاضر، والرسائل الإدارية، والتعليمات والإرشادات، وبطاقة الدعوة، والبرقية. ومن أنواع الكتابة الوظيفية الكتابة العلمية والمراد بها الكتابة التي تحقق غرضًا علميًا، ومن أمثلتها: التلخيص، وإعادة الصياغة، وكتابة الأبحاث، والمقالات العلمية، وتصميم العروض التقديمية العلمية (محمد حسين، 2010).

تمتاز الكتابتان الوظيفية والعلمية بالأسلوب المباشر البعيد عن استخدام الخيال، والعاطفة، والمحسنات البديعية. فهما بهذا يختلفان عن الكتابة الفنيّة. ويحتاج كاتبهما إلى معرفة جيِّدة بقواعد اللغة العربيّة من إملاء، ونحو، وصرف، والرسم الإملائي، ومواضع استخدام علامات الترقيم. ويحتاج إلى إلمام جيِّد بمتطلبات التطبيقات الكتابية، وما تحتاج إليه من عناصر، وتفاصيل. وتختلفان في مواضع، منها: أن الكتابة الوظيفيّة تكون في التطبيقات القصيرة، والكتابة العلميّة تكون في التطبيقات الطويلة العميقة. وأن الكتابة الوظيفيّة تكون في التطبيقات اليوميّة المعتادة، والمألوفة للجميع، والكتابة العلميّة تكون في تطبيقات خاصّة يمارسها الخاصّة (الجاسر، 2017).

تتسم الكتابة الوظيفية بسمات، ومنها: الاعتماد على الحقائق والبراهين لإقناع القراء بصحة حدیثھم، والتأثیر فیھم. بالإضافة إلى أنها قد تتضمن بعض الأرقام، والجداول، والرسومات التوضيحية، والمصطلحات العلمية. لا تظهر فيها شخصية الكاتب، وتستخدم لغة العقل. بالإضافة إلى ما سبق تمتاز الكتابة الوظيفية بسهولة العبارة، والدقة، والوضوح (أن تكون العبارات خالیة من التعقیدات، أو التأویلات). والإيجاز غير المخل بالمغزى، أو الهدف منه. ومنه أن تخلو من الحشو والتكرار. ومن سماتها التنظيم، والترتيب المناسبان لكل تطبيق من التطبيقات الوظيفية، أو العلمية (الربيعان، 2016).

النوع الثاني من أنواع الكتابة هو الكتابة الفنية، ويطلق عليها أيضا الكتابة الأدبية، والكتابة الإبداعية، ويراد بها الكتابة التي تعبر عن المشاعر، والأحاسيس، وإظهار العواطف، وخلجات النفس بأسلوب أدبي رفيع للتأثير في نفوس المتلقين مثل كتابة القصة بأنواعها، والنص المسرحي، والمقالات. وهذا النوع من الكتابة يحتاج إلى موهبة ثم إلى صقلها. ويجب أن يتوفر عنصران أساسيان في الكتابة الفنية، وهما: جمال الفكرة، وأصالتها بالإضافة إلى جمال التعبير. ويقصد بالأصالة في الكتابة الفنية إضافة الكاتب، أو الأديب نظرته إلى الحياة، وتفسيره الشخصي لما يدور فيها. وجمال التعبير يظهر في دقة الألفاظ، والنسق الموسيقي في الأسلوب (صبري، 2018).

تتسم الكتابة الفنية بسمات، ومنها: الإجمال، وتكثيف المعنى. والخيال، والمجاز. وقوة العبارة. ولغة العاطفة. والمبالغة. والاهتمام بالمحسنات البديعية اللفظية، والمعنوية. وترابط الموضوع، وتماسكه. ووضوح الفكرة. والتشويق، والإمتاع. وتنوع الأسلوب: حتى لا يشعر القارئ بالملل. وبروز شخصية الكاتب، ورأيه في تصور المواقف، والتجارب (الموسى، 2017).

يجب على متعلم مهارة الكتابة أن يراعي اختيار عناصر بناء النص، وهي: الكلمة، والجملة، والفقرة. ففي جانب اختيار الكلمة، يجب على المتعلم أن ينتقي الكلمات السهلة، والواضحة التي تحقق سهولة وصول الفكرة للقارئ، ويبتعد عن الكلمات الغامضة، أو المبهمة التي قد تشتت الفكر، وتعيق فهم النص فهما سليمًا. وأن ينتقي الكلمات الفصحى التي تناسب مقام الخطاب، ويبتعد عن العامية واللهجات. وأن يتحقق من دقة معنى الكلمة، ومدى ملاءمتها للسياق الذي استخدمت فيه. وأن يميز الفروق الدلالية للكلمة في السياقات المختلفة، وأن يميز الفرق الدلالي بين الاستعمالين الحقيقي، والمجازي. وأن يستشعر دور الترادف، والتضاد في الإثراء اللغوي والدلالي والجمالي، وأنهما يساعدان في فهم النص. وأن يستغل الاشتقاق اللفظي مع مراعاة القواعد والمعايير التي تقتضي سلامة الصياغة. وأن يستخدم الكلمة في موضعها النحوي المناسب. وأن يراعي ما يتعلق بتذكير، وتأنيث، وتعريف، وتنكير الكلمات. وأخيرا، أن يراعي القواعد الإملائية للكلمة (الزهراني وآخرون، 2012: نخبة من أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2022).

العنصر الثاني من عنصر بناء النص الجملة، وتقوم بوظيفة بارزة في ربط الكلمات المتعاقبة، لتشكِّل منظومة لغويّة مقبولة في العرف اللغويّ، وتعمل على تحقيق التواصل الفعال؛ فهي حلقة التفاهم بين الكاتب، والقارئ. إلا أنّ هذا الاتصال اللغوي الدلالي لا يتمّ بمجرد انتقاء الكلمات فحسب، وإنّما يضاف إليه معطيات أخرى، ومنها: وضوح الفكرة في ذهن الكاتب. وإدراك العلاقة بين المفردات بما يخدم المعنى المراد من حيث التقديم، والتأخير، فأمام الكاتب خيارات متعددة تمنحه الحرية في عملية الربط، والارتباط بين العناصر اللغوية في الجملة الواحدة لتحقيق المقاصد التعبيرية في الكلام، وإحداث التأثيرات اللازمة في القراء (الزهراني وآخرون، 2012: نخبة من أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2022).

الجملة الصحيحة المعبرة عن المعنى المراد لها صفات، منها: أن تكون واضحة، وموجزة. وتُعد الجملة الواضحة المباشرة هي الجسر الذي يوصل الفكرة من الكاتب إلى القارئ، ويتطلب وضوح الجملة عددًا من الإجراءات، يمكن إيجازها في النقاط التالية: أن تنطلق الفكرة أساسًا من ذهن الكاتب واضحة، ومنظمة. وأن تنتظم الكلمات وفق القواعد اللغوية، ولا يخالف هذا الترتيب إلا وفق رؤية محددة، ولها ما يبررها من الاشتقاق. إضافة لذلك، أن يستخدم الكاتب الأسلوب التعبيري المناسب: الخبري، أو الإنشائي. وأن يراعي الكاتب مناسبة الجملة للنص طولًا، وقصرًا. ويستحسن الإيجاز والإحكام في البناء، ولكن بعض السياقات تحتاج لجمل طويلة، خصوصًا إذا تضمنت مادة علمية تحتاج إلى زيادة توضيح، وتفصيل. وأن تحمل الجُمَل أفكارًا مترابطة تسلسليًا، أو تصاعديًا. الدقة في استخدام أدوات الربط المناسبة، ووضعها الوضع اللغوي الصحيح في الجملة. وأيضا الدقة في استخدام علامات الترقيم، فهي تقابل النغمات الصوتية في اللغة المنطوقة، ولها دورٌ مهم في تحقيق الدلالة، وإتمام المعاني، وهي متعددة، ولكل أداة منها استخدام محدد في الجملة. وأخيرًا وليس آخرًا الالتزام بقواعد النحو (الزهراني وآخرون، 2012: نخبة من أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2022).

العنصر الثالث من عناصر النص الفقرة، ويشترط فيها أن تتناول فكرة واحدة مكتملة من غير تقصير مخل، أو تطويل ممل. وأن تتسم بالإيجاز الذي لا يخل بالمعنى؛ فيجعله مبهماً، أو غامضاً، أو مترهلَا، أو مشتتًا، ويتحقق الإيجاز بخلو الفقرة من الحشو، والتكرار. وأن تتسم بوضوح علاقة مفرداتها، ومعاني جملها، وابتعادهما عن الغموض، والتعقيد، وخلوهما من الألفاظ الغريبة، والبذيئة؛ لأن اللغة الواضحة السليمة المترابطة تنتج فكرة واضحة متسلسلة. والالتزام بحسن الأسلوب، وتناسق الأفكار، والتسلسل المنطقي للجمل فكل جملة تخدم ما قبلها، والتنوع من خلال استخدام أساليب متعددة في تطوير الجمل داخل الفقرة؛ بقصد الوضوح والدقة، والاستخدام الأمثل لعلامات الترقيم، وأدوات الربط المناسبة. إضافة لذلك، تمييز حدود الفقرة: البداية، والنهاية، وسلامة الكلمات والجمل من الأخطاء النحوية، والإملائية، والأسلوبية، والصرفية، واللغوية، والمطبعية. وأخيرًا، إذا كانت الفقرة جزءًا من مقالة فينبغي أن يتحقق بين الفقرات المتجاورة الاتصال، والترابط، وحسن الانسجام، والتناسق مع بقية الفقرات وفق ترتيب منطقي؛ بحيث تكون كل الفقرات في خدمة الموضوع وإظهاره (الزهراني وآخرون، 2012: نخبة من أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2022).

    1. التقنية والتعليم:

تمثل التقنية محور الحياة المعاصرة، ولها دور مهم في تطوير الحياة ماديًا ومعرفيًا، وأصبح استخدامها في التعليم من الأمور الملحة، والتي لا غنى عنها في تسهيل عمليتي التعليم والتعلم. وهذا ما أكده سالم (2004) بأن التقنية لم تعد أداة ثانوية يستعين بها المعلم وقتمـا شاء دون أهداف محددة، بل أصبحت ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها، ولا يمكن استخدامها دون تحديد الأهداف المرجوة من استخدامها. ذكر دعمس (2009) مكونات استخدام التقنية في العلمية التعليمية، وهي: أولًا: النظرية والممارسة: وهي تشمل القاعدة المعرفية، والتي تقـوم عليهـا عمليـة التطبيـق والممارسة. ثانيًا: التصميم والتطوير والاستخدام والإدارة والتقويم ولكل مفهوم من هذه المفاهيم أساس نظري وآخر تطبيقي، وهي تشكل مكونات رئيسة لتقنية التعليم. ثالثًا: العمليات والمصادر: وهي مجموعة الإجراءات التي تساند عملية التعليم من أجل الوصول إلى الهدف. وأخيرًا: التعلم: وهو المحصلة التي تسعى تقنية التعليم في الوصول إليه نتيجة عملية التعليم.

توظيف التقنية في التعليم بشكل عام وتعليم العربية بشكل خاص أمر في غاية الأهمية من حيث مواكبة التطور التقني والمعلوماتي، وهذا يعضده ما أشار إليه الغوا شي (2010) أن الـتعلم الإلكتروني أصـبح شيئًا مميزًا وأساسيًا في العملية التعليمية وقائمًا عليها، الأمر الذي تمثل فـي تغيـر عرض المعلومات من حيث ترميزها ونقلها، وأصبح الدور الرئيسي فـي التـدريس باسـتخدام الأجهزة الخاصة بتقنية التعليم والمعلومات. وأشار أيضا إلى دور المعلم في كيفية استخدامه لهذه الأجهزة، واشترط للتميز والارتقاء أن يدمج ما توفره له التقنية من إمكانيات وتطويعها بشكل تربوي. ونوه إلى المحتوى المعرفي التقني التربوي التدريسي المتفاعـل الذي يمثل معرفة المحتوى، ومعرفة التربية، ومعرفة التقنية. إضافة لذلك، أن عملية اكتساب اللغـة عملية شاملة تمكن الإنسان من استخدام اللغة بشكل تلقائي في حياته اليومية، وأن التعلم أحد مكونات الاكتساب، يمكن أن يحصل عبر كتاب يقرأ أو مدرس يقدم بعض الدروس النظرية، ويمكن أن يتم التعلم على أكمل وجه بما تنتجه لنـا التقنية من أدوات وحلول، أما الاكتساب فلا يكفيه كتاب أو ملزمة، بل يحتاج لحلـول إبداعيـة متعددة، وقد قدمت التقنية الكثير من الحلول التي تساعد المتعلمين للوصول إلـى أهدافهم التعليمية على أكمل وجه. فمن أدوار التقنية الترجمة الفورية والقواميس الرقميـة، والمواد المسموعة الرقمية، والمواد المرئية الرقمية، وفرص التجمـع والتعـاون، وتطبيقـات وأدوات التواصل الصوتي. لذا من الأهمية بمكان دمج وسائل التقنية في تعليم اللغة العربية لغة ثانية لرفع المستوى التحصيلي للمتعلمين، وللارتقاء بعملية تعليمها، وهذا ما أشارت عمراني (2013) إليه في أنه من الضروري إدخال أجهزة الحاسوب، والمختبرات اللغوية بأجهزتها السمعية والبصرية، واعتماد طرائق البحث والاستقراء، والتركيز على الارتقاء بالمستوى اللغوي للمتعلمين، ورفع مستواه الإنتاجي اللفظي والكتابي بجميع فنونه الموضوعية الإدارية والعلمية وكذلك الإبداعية.

    1. دور التقنية في تعلم اللغة الثانية:

للتقنية دور كبير في اكتساب اللغة الثانية حيث أحدثت ثورة في طريقة اكتساب وتعلم اللغة الثانية وزيادة فعاليتها. سهل انتشار الأدوات والمنصات الرقمية للمتعلمين الوصول إلى مجموعة متنوعة وكبيرة من الموارد التي تتناسب مع احتياجاتهم الفردية، واختلاف ميولهم، وأساليب تعلمهم. هذا التكامل للتقنية في عمليات تعلم اللغة الثانية قاد إلى فوائد جلية، منها: توفر الموارد التعليمية الملائمة وسهولة الوصول إليها. يسرت التقنية تعلم اللغة الثانية وجعلته متاحا لفئة أكبر من خلال تقديم الدورات عبر الشبكة العنكبوتية وتطبيقات الهواتف المحمولة الذكية، والمنصات التعليمية التي تتسم بالمرونة والملاءمة، مما يتيح للمتعلمين الدراسة في الأوقات المناسبة لهم بدون قيود (وارشاور وهيلي) (Warschauer & Healey, 1998).

ومن فوائد التقنية التحفيز، حيث تعزز الأدوات التفاعلية المتعددة الوسائط والألعاب التعليمية والمحاكاة الواقعية التحفيز لدى المتعلمين، مما يشجع المتعلمين على المشاركة الفعالة، وممارسة مهاراتهم اللغوية في سياقات الحياة الواقعية المختلفة، وهذا يجعل عملية تعلم اللغة أمتع وأكثر فعالية وفائدة (جودوين جونز) (2018 .(Godwin-Jones,

ومما يسرته التقنية في تعلم اللغة الثانية سهولة التعرض للغة الأصلية من خلال الوصول إلى مواد أصلية، مثل: الفيديوهات، والبودكاست، والمقالات الإخبارية، ومحتوى وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن للمتعلمين التعرض للغة الأصلية، والتفاعل مع الناطقين الأصليين، ومراقبة الاستخدام الطبيعي للغة، والانغماس في بيئة اللغة المستهدفة بيسر وسهولة. ويعزز هذا التعرض للغة الأصلية فهم الاستماع، واكتساب المفردات، وفهم السياق الثقافي للاستخدام اللغوي، كما جاء عند (ستوكويل) (Stockwell, 2012).

توفر التقنية التعلم التعاوني والتواصل مع المتحدثين الأصليين من خلال المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. وتتيح مجتمعات تبادل اللغة والمنتديات والفصول الافتراضية للمتعلمين التفاعل مع الأقران والناطقين الأصليين، وممارسة مهارات الاتصال، والحصول على تغذية راجعة، والمشاركة في تبادلات لغوية ذات مغزى (راينهارت) (Reinhardt, 2019).

تسهل التقنية تقديم التغذية الراجعة الفورية والتقويم من خلال أنظمة التصحيح التلقائي وبرامج التعرف على الكلام، واختبارات الكفاءة اللغوية. يتلقى المتعلمون تغذية فورية على أدائهم مما يسمح لهم بتحديد المجالات التي يحتاجون للتحسين فيها، وتتبع تقدمهم مع مرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمنصات التعليمية التكيفية إنشاء تحليلات مفصلة للأداء واقتراح استراتيجيات تعلم شخصية استنادًا إلى أنماط التعلم الفردية (وارشاور وهيلي، 1998).

    1. دور التقنية في تعلم مهارة الكتابة الأكاديمية:

أصبحت برامج معالجة النصوص أداة لا غنى عنها في البيئات التعليمية والمهنية بما أحدثته من فوائد جمة في عملية الكتابة. توفر برامج معالجة النصوص ميزات، مثل: فحص الإملاء، والقواعد اللغوية، والتصحيح التلقائي التي تساعد في تحديد الأخطاء وتصحيحها، مما يعزز جودة العمل الكتابي. بالإضافة إلى ذلك، تتيح أدوات التنسيق للكتّاب بشكل عام وللمتعلمين على وجه الخصوص تنظيم أفكارهم بفعالية، مما يحسن البنية العامة والاتساق للنص الكتابي (ماري) (Murray, 2012). ومن إحدى أهم مزايا برامج معالجة النصوص إمكانيات المراجعة والتحرير. تمكن المنصات الرقمية المتعلمين من حذف، وإدراج، وإعادة ترتيب النص بسهولة. وهذا يشجع على ممارسة الكتابة التكرارية، حيث يمكن للمتعلمين تنقيح أعمالهم من خلال مسودات متعددة، مما يؤدي إلى التمكن في مهارة الكتابة (سيلف وسيلف) (Selfe & Selfe, 1994). إضافة لذلك، توفر برامج معالجة النصوص الحديثة إمكانيات دمج الوسائط المتعددة، مما يتيح للمتعلمين إدراج الصور والرسوم البيانية والروابط في مستنداتهم. إن تعدد الوسائط التعليمية لا يعزز من جاذبية النص بصريًا فقط ولكنه أيضًا يتيح التعبير عن الأفكار المعقدة بتنوع الأشكال. كما أن المتعلمين من خلال تفاعلهم مع وسائط الاتصال المختلفة، يطورون مجموعة من مهارات القراءة والكتابة الضرورية للنجاح في العصر الرقمي، كما ورد في منظمة مجموعة لندن الجديدة (New London Group, 1996).

سهلت التقنية عملية تعلم مهارة الكتابة من خلال توفير مجتمعات كتابية عبر الشبكة العنكبوتية. هذه المجتمعات الكتابية لها مزايا، ومنها: أنها تقدم التغذية الراجعة والنقد البناء مباشرة. وهي تساعد المتعلمين على معرفة نقاط القوة، والنقاط التي يمكن تحسينها في الكتابة. التغذية الراجعة والنقد البناء لهما دور مهم في تطوير وتحسين مهارة الكتابة كما أشار وارشاور وهيلي (1998).

ومن إسهامات التقنية في تطوير تعلم مهارة الكتابة الأكاديمية توفير التطبيقات الكتابية التي لها تأثير كبير في اكتساب مهارة الكتابة الأكاديمية، حيث تزود المتعلمين بالأدوات والموارد اللازمة لتعزيز كفاءتهم في الكتابة. توفر تطبيقات كتابية من أدوارها فحص وإظهار الأخطاء الإملائية واللغوية والأسلوبية، واقتراح المترادفات والمتضادات (أونيل وماكماهون) (O’Neill & McMahon, 2005). وتقدم بعض التطبيقات قوالب ومخططات لأنواع مختلفة من الوثائق الأكاديمية، مثل: المقالات، والأوراق البحثية، والتقارير. توجه هذه الإطارات والقوالب المنظمة المتعلمين خلال عملية الكتابة، مما يساعدهم على تنظيم أفكارهم وحججهم بفعالية (بالمر وولف وكوينج) (Palmer, Wolf & Koenig, 2005). ومنها ما يدعم دمج أدوات البحث، ومن أمثلة هذه التطبيقات: تطبيقات تنظيم الاقتباسات، وتنظيم المراجع والمصادر العلمية وفهرستها، وحركات البحث التي تسهل جمع الأدبيات والدراسات السابقة (كوهين) (Kohnen, 2015).

ومن إسهامات التقنية سهولة الوصول للموارد والمصادر العلمية. تمثل إمكانية الوصول للمكتبات والموارد الرقمية ثورة في مجال الكتابة الأكاديمية، حيث تضم المكتبات الرقمية مستودعات كبيرة من المقالات العلمية، والكتب والمجلات وغيرها من المواد العلمية، والتي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت. كما توفر المكتبات الرقمية للمتعلمين وصولاً غير مسبوق إلى ثروة من المعلومات، تغطي مجالات متنوعة ومواضيع متعددة من خلال منصات، مثل: جوجل سكولار يمكن للمتعلمين الحصول على الدراسات والمراجع العلمية ذات الصلة، مما يسهل من عملية البحث (تينوبير وآخرون) (Tenopir & et al, 2008). إضافة لذلك كما ذكر (بورجمان) (Borgman, 2007)، تسهل المكتبات الرقمية مشاركة ونشر المعرفة عبر الحدود الجغرافية. تمكّن المنصات، مثل: مينديلي وبوابة البحث المتعلمين من التواصل مع الباحثين، ومشاركة الموارد والمشاركة في المناقشات العلمية. تسهل الميزات التعاونية، مثل: تتبع الاقتباسات، وإدارة المراجع عملية الاستشهاد بالمصادر والاعتراف بالإسهامات الفكرية.

وأخيرًا، من إسهامات التقنية في تعلم مهارة الكتابة الأكاديمية ظهور برامج تحويل النصوص المنطوقة إلى نصوص مكتوبة. تأثرت كتابة الأبحاث الأكاديمية بشكل كبير بظهور وانتشار برامج تحويل الكلام إلى نص. وهذا التأثير يظهر في جوانب، منها: زيادة الكفاءة والإنتاجية. تمكن هذه البرامج المتعلمين من التعبير عن أفكارهم بسرعة مما يقلل من الوقت اللازم لصياغة الأبحاث الأكاديمية. يمكن أن تؤدي هذه الزيادة في الكفاءة إلى مستويات أعلى من الإنتاجية، وتتيح للأفراد التركيز أكثر على محتوى وهيكل كتاباتهم، (كورنو وزميت) (Corno & Zammit, 2016). معالجة الحواجز اللغوية من أهم إسهامات برامج تحويل الكلام إلى نص. أضاف (بارك ولي) (Park & Lee, 2019) أن هذه البرامج تساعد متعلمي اللغة الثانية في التعبير عن أفكارهم شفهيا بلغتهم الأم ثم تحويلها إلى نصوص مكتوبة باللغة الثانية.

    1. الدراسات السابقة في دور التقنية في تعلم اللغة الثانية:

أجريت دراسات عديدة حول تعلم اللغة الثانية من خلال التقنية إلا أن معظم هذه الدراسات أجريت على تعلم لغات أجنبية كالإنجليزية والفرنسية، ومن الدراسات التي تناولت استخدام التقنية في تعلم العربية لغة ثانية دراسة زين الدين (2009) حول تعليم مهارة الكتابة وتعلمها للناطقين بغير العربية في المرحلة الجامعية عبر شبكة الإنترنت، باستخدام برنامج ويكي. اعتمدت هذه الدراسة على ضوابط المنهج التجريبي التقويمي، وتبنت فكرة النظرية البنائية الاجتماعية لمعرفة أساليب تعلم الكتابة في اللغة العربية بواسطة ويكي لدى الطلاب، واستراتيجياتهم ودافعيتهم نحو التعلم. وتكونت عينة البحث من 25 طالباً وطالبة في المستوى الثاني بكلية القانون في مركز الدراسات الأساسية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا وذلك في فترة الفصل الدراسي الثاني، عام 2008/2009. وناقش البحث خطوات إجراءات الدراسة، وأدوات تقويمها. واكتشف الباحث أن برنامج (ويكي) يساعد في تيسير اكتساب مهارة الكتابة العربية للطلاب غير المتخصصين في اللغة العربية، وذلك عن طريق تطوير أفكارهم في اكتساب هذه المهارة على وجه الخصوص، وبينت النتائج أن ويكي برنامج ناجح في عملية تعليم الكتابة العربية وتعلمها، وذلك بالنظر إلى أن معظم الطلاب حصلوا على نتيجة جيدة في الاختبارات الكتابية التي أجريت في هذا البحث. ووجد الباحث أن الطلاب يميلون إلى ممارسة الاستراتيجيات المعرفية في عملية اكتساب اللغة. وأما نتائج تحليل دافعية الطلاب فهي تقترح أن برنامج ويكي برنامج مناسب، ويعتبر أداة لتعزيز مهارة الكتابة، وأظهرت نتائج الدراسة أن الطلاب يمتلكون درجة عالية في الدافعية ومتابعتهم مما يساهم بشكل إيجابي في تحقيق حصيلة التعلم.

إضافة لذلك دراسة ربيع (2017)، والتي هدفت إلى دراسة توظيف وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. ومن نتائج الدراسة أهمية تطوير آليات تعليم اللغة العربية بتقنيات حديثة تواكب العصر وتطوراته، مراعية عناصر العملية التعليمية القائمة على الطالب، والمعلم، والمنهاج. ومنها أن تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها يواجه تحديات كبيرة في ظل العولمة، ولا يمكن مجابهة هذه التحديات إلا بتوظيف وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة العربية بما يحفظ لها طبيعتها وخصوصيتها الدينية؛ لأن اللغة الإعلامية لغة سهلة قائمة على توظيف الفصحى المبسطة البعيدة عن التعقيد، والتي تركز على الدلالات الظاهرة البعيدة عن الانحيازات؛ ما يسهم في سهولة تعليم الناطقين بغيرها.

ومن الدراسات دراسة الكناني (2018) وهدفت إلى معرفة الدور الذي يمكن أن تؤديه التكنولوجيا، وأدوات الجيل الثاني للويب في تطوير المهارات اللغوية الإنتاجية لمتعلمي اللغة العربية لغة أجنبية. شملت الدراسة ثلاثين طالبًا في كلية السلام العالمي بجنوب أفريقيا. خمسة عشر طالبًا للمجموعة التجريبية، وخمسة عشر طالبًا للمجموعة الضابطة. وقد تم جمع البيانات على مدار اثني عشر أسبوعًا خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الأكاديمي 2015-2016 أثناء تدريس مقرر المهارات اللغوية (نصوص وتطبيق). تم استخدام التعليم التقليدي مع المجموعة الضابطة، والتعليم المدمج مع المجموعة التجريبية، وخضعت كلا المجموعتين لاختبارات قبلية وبعدية. وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام تكنولوجيا التعليم وأدوات الجيل الثاني للويب قد أسهمت إسهامًا فعالًا في تنمية الكفاءات اللغوية لطلاب المجموعة التجريبية؛ إذا أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيًا في مستوى تحصيل الطلاب للمهارات اللغوية الأربع ولصالح المجموعة التجريبية.

علاوة على ذلك قدم محمد (Mohammed) (2022) تصميمًا قائم على التقنية لتدريس مهارتي الاستماع والتحدث عبر نظام (NEO) للطلاب الذين يتعلمون اللغة العربية لغة أجنبية في كلية السلام الدولية بجنوب أفريقيا على منصة إدارة التعلم، ودراسة اتجاهات الطلاب نحو المقرر. تطورت الدورة من قبل الباحث خلال الفصل الدراسي الأول من عام 2020. وتزامنت هذه الفترة مع الموجة الأولى من كوفيد-19 في جنوب أفريقيا. تكون المنهج من ثلاثة مكونات: الاستماع والتحدث والمحادثة باللغة العربية. وتضمن العديد من الأنشطة والموارد المعززة بالتقنية والتي تم تطويرها باستخدام ميزات نظام إدارة التعلم وأدوات الجيل الثاني، ومواصفات التعلم الإلكتروني مثل قابلية التشغيل البيني لأدوات التعلم، ومرجع كائن المحتوى القابل للمشاركة نموذج سكورم. يعتمد دمج التقنية في المقرر على منهج يجمع بين تصنيف بلوم ومصفوفة تكامل التكنولوجيا. استخدمت هذه الدراسة استبيانًا مكونًا من ثلاثين بندًا للتحقيق في اتجاهات واحد وثلاثين متعلمًا شاركوا في مقرر الفصل. وأجابوا على أسئلة حول موارد الدورة وأنشطتها بالإضافة إلى تأثيرها على مهاراتهم اللغوية. أظهرت نتائج الدراسة أن اتجاهات أفراد العينة نحو الدورة التدريبية عبر الإنترنت كانت إيجابية وذات دلالة إحصائية عند مستوى <.05. يمكن تطبيق التصميم والنهج المعتمد في هذه الدراسة على تدريس المهارات اللغوية؛ لأنه يوفر عددًا لا يحصى من الأنشطة المعززة بالتقنية والتي يمكن استخدامها بشكل فعال لتعليم مهارتي الاستماع والتحدث افتراضيًا. ويمكن لمعلمي اللغات الأجنبية اعتماد هذا النهج بالكامل، أو مع تعديلات خاصة لتصميم دورات اللغة الخاصة بهم، بغض النظر عن بيئة التعلم الافتراضية المستخدمة.

ومن الدراسات دراسة الكناني (2022)، وتناولت مدى فعالية دمج التقنية في تدريس المهارات اللغوية العربية للناطقين بغيرها في جامعة الكيب الغربي، جنوب أفريقيا، عن توظيف المستحدثات التقنية، مثل: أدوات الحاسب الآلي، وأدوات الويب من الجيل الثاني، وحزم سكورم، وأنظمة أدوات التعلم لتحقيق الأهداف التعليمية للدرس، والمنهج بصفة عامة بطريقة فاعلة ومحفزة للمتعلم. إضافة لذلك استعرض البحث الاستفادة من النظريات التربوية كسلم بلوم لدمج التقنية في التعليم من خلال إعداد محتوى تعليمي لتدريس المهارات اللغوية العربية بشكل خاص، وفي اللغات الأخرى بشكل عام. استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي باعتباره المنهج المناسب لوصف تصميم منهج معزز لتدريس المهارات اللغوية العربية لغة ثانية أو أجنبية بنمط التعلم الإلكتروني التام أو المدمج وتحكيمه من قبل مختصين وخبراء في مجال تعلم اللغة بمساعدة الحاسوب. شملت أداوت الدراسة أيضا استبانة لاستطلاع آراء عشرة خبراء في مجال تعلم اللغة بمساعدة الحاسوب مكون من ست وثلاثين فقرة موزعة على أربعة محاور. من أبرز نتائج الدراسة أن دمج التقنية في منهج اللغة الثانية أو الأجنبية لا يتم بشكل عشوائي، بل بطريقة منهجية تأخذ في الاعتبار نواتج التعلم، والتقويم التكويني والختامي، وأنشطة التعلم والموارد التعليمية، والفروق الفردية بين المتعلمين. كما يجب أن يأخذ الدمج بعين الاعتبار منهجية التدريس، واختيار أدوات التقنية وفعاليتها واستدامتها، وكذلك الأزمات والصعوبات التي تواجه تطبيقها. لذلك يجب إعداد نماذج التعلم بطريقة تضمن التعليم بوسائل مختلفة، مثل التعلم المدمج، والتعليم عن بعد، والتعليم المقلوب. وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن أراء واتجاهات الخبراء والمتخصصين إيجابية حول البرنامج المعزز بالتقنية من حيث المحتوى التعليمي والتدريبات والمصادر والتصميم والإخراج.

    1. أسئلة البحث:

يسعى البحث إلى إيضاح وجهة نظر متعلمي اللغة العربية لغة ثانية في دور التقنية في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية. وما مدى استخدامهم لها في تطوير مهاراتهم في الكتابة الأكاديمية؟ وما أبرز التقنيات استخدامًا في تطوير مهاراتهم في الكتابة الأكاديمية؟ وما الطريقة المثلى لاستخدام التقنية في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية؟

  1. الدراسة الميدانية:
    1. منهج الدراسة:

استخدمت الدراسة المنهج الوصفي باستخدام الطريقة الكمية، ومن خلال أداة الاستبانة؛ وذلك للحصول على نتائج أكثر شمولية، وتوزيع الاستبانة على أكبر قدر ممكن من متعلمي العربية لغة ثانية ضمن مجتمع الدراسة (كريسويل) (Creswell, 2014).

    1. عينة الدراسة

شارك في أداة البحث 116 طالبًا من متعلمي اللغة العربية لغة ثانية في جامعة الملك عبد العزيز من كليات مختلفة، وفي برامج متعددة. يوضح الجدول التالي عينة الدراسة.

الجدول رقم (1): جهات عينة الدراسة، ومراحلهم الدراسية

جهة الدراسة العدد المرحلة الدراسية العدد
كلية الآداب والعلوم الإنسانية 68 دبلوم اللغة العربية 16
كلية الاقتصاد والإدارة 10 البكالوريوس 48
كلية العلوم 14 الماجستير 25
كلية الهندسة 8 الدكتوراه 27
معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها 16
    1. أداة جمع البيانات:

صممت الاستبانة أداة لجمع البيانات المتعلقة بموضـوع الدراسـة، حيث تهدف إلى استطلاع وجهات نظر متعلمي اللغة العربية النـاطقين بغيرهـا عـن دور التقنية في اكتساب وتعلم مهارة الكتابة الأكاديمية، ومدى استخدامهم لهذه التقنية. تكونت الاستبانة من قسمين: القسم الأول اشتمل على ثمانية أسئلة تقيس وجهة نظر المتعلمين، متبوعة بسلم ليكرت الخماسي لتوضيح وجهة النظر، بإعطاء كل فقرة من فقراته درجة واحدة من بين درجاته الخمس (موافق بشدة، موافق، محايد، غير موافق، غير موافق بشدة) وهي تمثل رقمياً (5، 4، 3، 2، 1) على الترتيب، وهي: برامج معالجة النصوص، مثل: مايكروسفت وورد توفر منصة سهلة لصياغة وتحرير وتنسيق المحتوى الكتابي مما يساعدني على تطوير أعمالي الكتابية. وأن التدقيق اللغوي والإملائي يساعدني في تحديد الأخطاء وتصحيحها أثناء الكتابة. ويمكن أن تسهم هذه التغذية الراجعة الفورية في تطوير المهارات الكتابية. وأن منصات التعلم التفاعلية تقدم الدورة التدريبية وورش العمل حول الكتابة، وغالباً ما تدمج هذه المنصات الوسائط التعليمية المتعددة، والاختبارات، وتقييم الأقران؛ لتوفير تجربة تعلم شاملة. وأن التطبيقات الكتابية لها دور كبير في تحسين مهارة الكتابة، مثل: تقديم التحفيزات، وتمارين الكتابة، والألعاب. وأن المصادر والموارد الرقيمة والوسائط المتعددة إلكترونيا سهلت عليَّ كتابة البحوث، وجمع المعلومات لمشاريعي الكتابية. وأن المدونات والمواقع الشخصية والمجتمعات الكتابية لها دور كبير في تطوير مهارة الكتابة من خلالها يتمكن المتعلمون من مشاركة أعمالهم، واستقبال التعليقات والتغذية الراجعة، والتفاعل مع مجتمع الكتَّاب. وأن برمجيات تحويل الأصوات إلى نصوص كتابية تسهم في تطوير الكتابة لدى متعلمي اللغة الثانية مما يتيح للمتعلمين نقل أفكارهم بالنطق، وهذه مساعدة لأولئك الذين يجدون صعوبة في الكتابة التقليدية. وأخيرًا، تسهم أدوات التعاون الكتابية، مثل: دروب بكس في تطوير مهارة الكتابة لدى متعلمي اللغة الثانية، حيث تسمح لمجموعة من المتعلمين بالعمل على وثيقة واحدة في الوقت نفسه.

واشتمل القسم الآخر من الاستبانة على عبارات تقيس مدى استخدام عينة الدراسة للتقنية في تطوير مهارتهم في الكتابة الأكاديمية، متبوعة بسلم ليكرت الخماسي لتوضيح مدى استخدامهم للتقنية، بإعطاء كل فقرة من فقراته درجة واحدة من بين درجاته الخمس (دائما، عادة، غالبًا، نادرًا، قط) وهي تمثل رقمياً (5، 4، 3، 2، 1) على الترتيب، وهي: أستخدم برامج معالجة النصوص، مثل: مايكروسفت وورد وغيرها في الكتابة. وأستخدم خاصية التدقيق اللغوي والإملائي في البرامج الإلكترونية، مثل التي في برنامج الوورد. وألتحق بمنصات التعلم التفاعلية وأستفيد من دوراتها التدريبية، وورش عملها حول الكتابة وكيفية تطويرها. وأستخدم التطبيقات الكتابية (تمارين الكتابة، والألعاب)؛ لتحسين مهارة الكتابة. وأستفيد من المدونات والمواقع الشخصية والمجتمعات الكتابية وأشاركهم أعمالي الكتابية، واستقبال التعليقات والتغذية الراجعة، والتفاعل مع مجتمع الكتَّاب. وأستفيد من برمجيات تحويل الأصوات إلى نصوص كتابية، مثل: جود تايب (Good Tape) وترانس كربتر (Transkriptor)، وغيرها. وأخيرًا، أطور مهارتي الكتابية بالمشاركة في أدوات التعاون الكتابية، مثل: دروب بكس، والتي تسمح لمجموعة من المتعلمين بالعمل على وثيقة واحدة في نفس الوقت.

    1. تحليل البيانات:

لتحقيق أهداف الدراسة وتحليل البيانات التي جمعت، استخدم البحث العديد من الأساليب الإحصائية المناسبة باستخدام برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية، والتي يرمز لها اختصارًا بالرمز (SPSS). ومن الأساليب الإحصائية المستخدمة معامل الارتباط بيرسون (Person Correlation)؛ لمعرفة درجة الارتباط بين أسئلة الدراسة. ومعامل ألفا كرونباخ (Cronbacha Alpha)؛ لقياس ثبات أداة الدراسة. والمتوسط الحسابي (Mean)؛ لمعرفة مدى ارتفاع أو انخفاض استجابات أفراد الدراسة عن أسئلة الدراسة (متوسط متوسطات العبارات) مع العلم بأنه يفيد في ترتيب عبارات الدراسة حسب أعلى متوسط حسابي موزون. والانحراف المعياري (Standard Deviation)، للتعرف على مدى انحراف أو تشتت استجابات أفراد الدراسة لكل عبارة من عبارات متغيرات الدراسة ولكل محور من المحاور الرئيسية عن متوسطها الحسابي. كما أن الانحراف المعياري يوضح التشتت في استجابات أفراد عينة الدراسة لكل عبارة من عبارات متغيرات الدراسة للمحاور الرئيسية، فكلما اقتربت قيمته من الصفر تركزت الاستجابات وانخفض تشتتها بين المقياس.

تم حساب معامل الارتباط بيرسون بين درجة كل عبارة من عبارات الاستبانة بالدرجة الكلية للمحور الذي تنتمي إليه العبارة، كما هو واضح في الجدول التالي:

جدول رقم (2): معاملات ارتباط بيرسون لعبارات محور فعالية التقنية في تطوير الكتابة الأكاديمية

رقم العبارة 1 2 3 4 5 6 7 8
معامل الارتباط .552** .621** .669** .521** .554** .554** .520** .669**

حيث يتضح من الجدول رقم (2) أن جميع العبارات دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.01)، مما يعطي دلالة على ارتفاع معاملات الاتساق الداخلي، كما يشير إلى مؤشرات صدق مرتفعة وكافية يمكن الوثوق بها في تطبيق أداة الدراسة.

جدول رقم (3): معاملات ارتباط بيرسون لعبارات محور استخدام التقنية في تطوير الكتابة الأكاديمية

رقم العبارة 1 2 3 4 5 6 7 8
معامل الارتباط .505** .591** .722** .752** .578** .832** .742** .832**

كما أتضح من الجدول رقم (3) أن جميع العبارات دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.01)، مما يعطي دلالة على ارتفاع معاملات الاتساق الداخلي، كما يشير إلى مؤشرات صدق مرتفعة وكافية يمكن الوثوق بها في تطبيق أداة الدراسة.

بالنسبة لدلالات ثبات المقياس، تم تقدير معامل الثبات لكل بعد من أبعاد المقياس وللمقياس ككل باستخدام معادلة ألفا كرونباخ كما يظهر في الجدول رقم (4).

الجدول رقم (4): قيم معاملات الثبات ألفا كرونباخ لمحاور الدراسة

المحور عدد الفقرات معامل الثبات
فعالية التقنية في تطوير الكتابة الأكاديمية 8 .862
استخدام التقنية في تطوير الكتابة الأكاديمية 8 .896
الكلي 17 .883

حيث يوضح جدول رقم (4) أن أداة الدراسة تتمتع بثبات مقبول إحصائياً، فقد جاء الثبات العام للدراسة (0.883)، بينما تراوحت معاملات ثبات أداة الدراسة بين (0.862، 0.896) وهي معاملات ثبات مرتفعة يمكن الوثوق بها في تطبيق أداة الدراسة.

الجدول التالي يوضح التحليل الإحصائي الوصفي للبيانات، وهي قيمة المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لجميع متغيرات الدراسة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تدرج المقياس المستخدم في الدراسة خماسي:

الجدول رقم (5): تفسير تدرج مقياس ليكرت الخماسي

درجة الموافقة المقياس
موافق بشدة 4:21- 5:00
موافق 3:41- 4:20
محايد 2:61- 3:40
غير موافق 1:81- 2:60
غير موافق بشدة 1:00-1:80
دائما 4:21- 5:00
عادة 3:41- 4:20
غالبًا 2:61- 3:40
نادًا 1:81- 2:60
قط 1:00-1:80
  1. نتائج الدراسة:

الجدول رقم (6): نتائج محور فعالية التقنية في تطوير الكتابة الأكاديمية

م العبارة المتوسط الانحراف المعياري الترتيب
1 برامج معالجة النصوص، مثل: مايكروسفت وورد يوفر منصة سهلة لصياغة وتحرير وتنسيق المحتوى الكتابي مما يساعدني على تطوير أعمالي الكتابية. 4.50 .597 1
2 التدقيق اللغوي والإملائي يساعدني في تحديد الأخطاء وتصحيحها أثناء الكتابة. ويمكن أن تسهم هذه التغذية الراجعة الفورية في تطوير المهارات الكتابية. 4.42 .620 3
3 منصات التعلم التفاعلية تقدم الدورة التدريبية وورش العمل حول الكتابة، وغالباً ما تدمج هذه المنصات وسائط تعليمية متعددة، واختبارات، وتقييم الأقران؛ لتوفير تجربة تعلم شاملة. 4.35 .688 6
4 التطبيقات الكتابية لها دور كبير في تحسين مهارة الكتابة. 4.41 .633 4
5 المصادر والموارد الرقيمة والوسائط المتعدة إلكترونيا سهلت عليَّ كتابة البحوث، وجمع المعلومات لمشاريعي الكتابية. 4.43 .701 2
6 المدونات والمواقع الشخصية والمجتمعات الكتابية لها دور كبير في تطوير مهارة الكتابة. 4.37 .667 5
7 تسهم برمجيات تحويل الأصوات إلى نصوص كتابية في تطوير الكتابة لدى متعلمي اللغة الثانية. 4.34 .686 7
8 تسهم أدوات التعاون الكتابية، مثل: دروب بكس في تطوير مهارة الكتابة لدى متعلمي اللغة الثانية. 4.27 .692 8

يبين جدول رقم (6) مدى اعتقاد عينة الدراسة حول فعالية التقنية في تطوير الكتابة الأكاديمية. أظهرت من أهم النتائج موافقة عينة الدراسة على أهمية برامج معالجة النصوص، مثل: مايكروسفت وورد الذي يوفر منصة سهلة لصياغة وتحرير وتنسيق المحتوى الكتابي في تطوير أعمالهم الكتابية بمتوسط حسابي (4.49). ومن أبرز النتائج حصول عبارة إسهام أدوات التعاون الكتابية على أقل متوسط حسابي (4.27). ومنها أيضا حصول عبارة أثر التدقيق اللغوي والإملائي في تحديد الأخطاء وتصحيحها أثناء الكتابة وأثر هذه التغذية الراجعة الفورية في تطوير المهارات الكتابية، وعبارة الدور الإيجابي للتطبيقات الكتابية ودورها الكبير في تحسين مهارة الكتابة على نفس المتوسط الحسابي (4.43). إضافة لذلك، حصول عبارتي فعالية منصات التعلم التفاعلية، وإسهام برمجيات تحويل الأصوات إلى نصوص كتابية في تطوير الكتابة على نفس المتوسط الحسابي (4.33). وأخيرًا، كما يظهر جدول رقم (6)، وبناء على تفسير التقييمات في جدول رقم (5)، يمكن القول إن عينة الدراسة أبدت موافقة شديدة على مدى فعالية التقنية في تطوير الكتابة الأكاديمية.

جدول رقم (7): نتائج محور استخدام التقنية في تطوير الكتابة الأكاديمية

م العبارة المتوسط الانحراف المعياري الترتيب
1 أستخدم برامج معالجة النصوص، مثل: مايكروسفت وورد وغيرها في الكتابة. 4.20 1.03 1
2 أستخدم خاصية التدقيق اللغوي والإملائي في البرامج الإلكترونية، مثل التي في برنامج الوورد. 4.00 1.07 3
3 ألتحق بمنصات التعلم التفاعلية وأستفيد من دوراتها التدريبية، وورش عملها حول الكتابة وكيفية تطويرها. 3.79 1.28 4
4 أستخدم التطبيقات الكتابية (تمارين الكتابة، والألعاب)؛ لتحسين مهارة الكتابة. 3.63 1.45 7
5 أستخدم المصادر والموارد الرقمية والوسائط المتعدة إلكترونيا في البحث عن المعلومات أثناء الكتابة. 4.09 1.02 2
6 أستفيد من المدونات والمواقع الشخصية والمجتمعات الكتابية وأشاركهم أعمالي الكتابية، واستقبال التعليقات والتغذية الراجعة، والتفاعل مع مجتمع الكتَّاب. 3.74 1.80 5
7 أستفيد من برمجيات تحويل الأصوات إلى نصوص كتابية، مثل: جود تايب (Good Tape) وترانس كربتور(Transkriptor)، وغيرها. 3.36 1.40 8
8 أطور مهارتي الكتابية بالمشاركة في أدوات التعاون الكتابية، مثل: دروب بكس، والتي تسمح لمجموعة من المتعلمين بالعمل على وثيقة واحدة في نفس الوقت. 3.73 1.32 6

يعرض جدول رقم (7) مدى استخدام عينة الدراسة للتقنية في تطوير مهاراتهم في الكتابة الأكاديمية. حيث أبدت عينة الدراسة استخدامها الدائم لبرامج معالجة النصوص بمتوسط حسابي (4.24) كأعلى تقييم، ثم استخدام المصادر والموارد الرقمية والوسائط المتعددة إلكترونيا في البحث عن المعلومات أثناء الكتابة بمتوسط حسابي (4.09) واستخدام خاصية التدقيق اللغوي والإملائي في البرامج الإلكترونية بمتوسط حسابي (4.00) بينما حصل استخدام التطبيقات الكتابية كأقل تقييم بمتوسط حسابي (3.63). كذلك أظهرت الدراسة توجها إيجابيا حول استخدامهم للتقنية في تطوير كتاباتهم الأكاديمية، ويمكن تحليل المتوسطات الحسابية بناء على تفسير تدرج مقياس ليكرت الخماسي كما في جدول رقم (5) أن استجابات العينة تتراوح بين الخيارات الأولى (دائما وعادة وغالبًا). يفسر المتوسط الحسابي للعبارة الأولى بـ(دائما)، وللعبارتين الرابعة والسابعة بـ(غالبًا)، وبقية العبارات بـ(عادة).

  1. مناقشة النتائج:

لمناقشة النتائج بدقة وتركيز على أسئلة البحث، ستقسم المناقشة إلى قسمين: القسم الأول يناقش وجهة نظر العينة حول دور التقنية في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية، ومدى استخدامهم لها، وأبرز التقنيات استخداما في تطوير مهاراتهم في الكتابة الأكاديمية. والقسم الثاني يعرض الطريقة المثلى (من وجهة نظر الباحث) لاستخدام التقنية في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية.

أظهر تحليل استجابات العينة حول دور التقنية في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية، ومدى استخدامهم لها الإحصائي نتائج إيجابية بإبدائها موافقة شديدة على مدى فعالية التقنية في تطوير الكتابة الأكاديمية. كما تراوحت استجابات العينة حول مدى استخدامها للتقنية في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية بين الخيارات الأولى (دائما وعادة وغالبًا). يفسر المتوسط الحسابي للعبارة الأولى بـ(دائما)، وللعبارتين الرابعة والسابعة بـ(غالبًا)، وبقية العبارات بـ(عادة). وأظهرت الدراسة أن أبرز التقنيات استخداما في الكتابة الأكاديمية هي استخدام برامج معالجة النصوص، واستخدام المصادر والموارد الرقمية والوسائط المتعددة إلكترونيا في البحث عن المعلومات أثناء الكتابة، واستخدام خاصية التدقيق اللغوي والإملائي في البرامج الإلكترونية.

بناء على هذه النتائج يمكن القول بأن الدراسة الحالية قدمت دليلًا إجرائيًا لما ذكرته ماري (2012) في مقالها عن عملية الكتابة، وسيلف وسيلف (1994)، ومجموعة لندن الجديدة (1996) أن برامج معالجة النصوص لها دور في تطوير مهارة الكتابة حيث إنها توفر ميزات، مثل: فحص الإملاء، والقواعد اللغوية، والتصحيح التلقائي مما يساعد في تحديد الأخطاء وتصحيحها. بالإضافة إلى ذلك، إتاحة أدوات التنسيق؛ لتنظيم الأفكار بفعالية، وتحسين البنية العامة والاتساق للنص الكتابي. ومن مزايا برامج معالجة النصوص إمكانيات المراجعة والتحرير، وإتاحة الحذف، والإدراج، وإعادة ترتيب النص بسهولة. وتوفير إمكانية دمج الوسائط المتعددة من إدراج الصور والرسوم البيانية والروابط في المستندات، وإمكانية التعبير عن الأفكار المعقدة بتنوع الأشكال.

أظهرت نتائج الدراسة أن من أبرز التقنيات المستخدمة لدى عينة الدراسة في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية استخدام المصادر والموارد الرقمية والوسائط المتعدة إلكترونيا في البحث عن المعلومات أثناء الكتابة، وهذا يثبت ما ورد نظريا عن تينوبير وآخرين (2008) في دراستهم عن المجلات الإلكترونية والتغيرات في أنماط البحث عن المقالات العلمية وقراءتها من أن سهولة الوصول إلى المكتبات الرقمية المشتملة على ثروة من المعلومات، تغطي مجالات متنوعة ومواضيع متعددة من خلال منصات، مثل: جوجل سكولار حيث يمكن الحصول على الدراسات والمراجع العلمية ذات الصلة. إضافة لذلك تدعم هذه النتائج ما ذكره بورجمان (2007) في كتابه عن المنح الدراسية في العصر الرقمي ومن أن المكتبات الرقمية سهلت مشاركة ونشر المعرفة عبر الحدود الجغرافية. والتي من خلالها يتمكّن الكتَّاب من التواصل مع الباحثين، ومشاركة الموارد والمشاركة في المناقشات العلمية. كما تسهل الميزات التعاونية، مثل: تتبع الاقتباسات، وإدارة المراجع عملية الاستشهاد بالمصادر والاعتراف بالمساهمات الفكرية.

ومما أظهرته نتائج الدراسة استخدام العينة للمجتمعات الكتابية عبر الشبكة العنكبوتية لتوفر التغذية الراجعة والنقد البناء المباشر، وهذا ما أشار إليه وارشاور وهيلي (1998). مما تجدر الإشارة إليه، استخدام عينة الدراسة لتقنية برامج تحويل النصوص المنطوقة إلى نصوص مكتوبة لزيادة الكفاءة والإنتاجية من خلال التعبير عن أفكارهم بسرعة مما يقلل من الوقت اللازم لصياغة الأبحاث الأكاديمية، والتركيز أكثر على محتوى وهيكل الكتابة، وهذا مما يدعم دراسة كورنو وزميت (2016) بعنوان: من التحدث إلى الكتابة: دراسة حالة لعمليات تحويل الكلام إلى نص مكتوب لمتعلمي اللغة الإنجليزية لغة أجنبية. واستخدام هذه التقنية من قبل متعلمي اللغة العربية لغة ثانية يزيل إلى حد ما الحواجز اللغوية، وهذا يدعم ما ذكرته دراسة بارك ولي (2019) عن دور تقنية تحويل الكلام لنص مكتوب لدى متعلمي اللغة الإنجليزية لغة أجنبية.

أبرز التقنيات استخداما في الكتابة الأكاديمية هي استخدام برامج معالجة النصوص، واستخدام خاصية التدقيق اللغوي والإملائي في البرامج الإلكترونية، واستخدام المصادر والموارد الرقمية والوسائط المتعدة إلكترونيا في البحث عن المعلومات أثناء الكتابة يعود إلى اعتقاد عينة الدراسة بأهمية استخدام هذه التقنيات في تطوير مهاراتهم في الكتابة الأكاديمية، والحاجة الماسة لهذه التقنيات، وسهولة توفرها مقارنة بالتقنيات الأخرى المذكورة في الدراسة.

أثبتت هذه الدراسة أهمية استخدام التقنية في تعلم مهارة الكتابة الأكاديمية كما أثبتت ذلك بعض الدراسات السابقة، مثل دراسة زين الدين (2009) عن فعالية استخدام برنامج ويكي عبر شبكة الإنترنت في تعليم مهارة الكتابة وتعلمها للناطقين بغير العربية في المرحلة الجامعية غير أن دراسة زين الدين ركزت على استخدام برنامج محدد ودور في تطوير الكتابة. ومن الدراسات السابقة التي أثبتت دور التقنية في تعلم المهارات اللغوية العربية ما أجراه الكناني (2018) من دراسة لمعرفة الدور الذي يمكن أن تؤديه التكنولوجيا، وأدوات الجيل الثاني للويب في تطوير المهارات اللغوية الإنتاجية لمتعلمي اللغة العربية لغة أجنبية. وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام تكنولوجيا التعليم وأدوات الجيل الثاني للويب قد أسهمتا إسهامًا فعالًا في تنمية الكفاءات اللغوية لطلاب المجموعة التجريبية؛ إذ أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيًا في مستوى تحصيل الطلاب للمهارات اللغوية الأربع ولصالح المجموعة التجريبية. وله دراسة أخرى (2022)، تناول فيها مدى فعالية دمج التقنية في تدريس المهارات اللغوية العربية للناطقين بغيرها في جامعة الكيب الغربي، جنوب أفريقيا، وعن توظيف المستحدثات التقنية، مثل: أدوات الحاسب الآلي، وأدوات الويب من الجيل الثاني، وحزم سكورم، وأنظمة أدوات التعلم لتحقيق الأهداف التعليمية للدرس، والمنهج بصفة عامة بطريقة فاعلة ومحفزة للمتعلم. واستخدام بعض النظريات التربوية كنظرية سلم بلوم لدمج التقنية في التعليم من خلال إعداد محتوى تعليمي لتدريس المهارات اللغوية العربية. ومن أبرز ما توصلت إليه دراسته أن أراء واتجاهات الخبراء والمتخصصين إيجابية حول البرنامج المعزز بالتقنية من حيث المحتوى التعليمي والتدريبات والمصادر والتصميم والإخراج. تدعم الدراسة الحالية ما توصلت إليه دراستا الكناني بشكل عام وهو دور التقنية الإيجابي في تعلم مهارة الكتابة بشكل خاص والمهارات اللغوية الأخرى بشكل عام.

ومن أسئلة البحث ما يتعلق بالطريقة المثلى في استخدام التقنية في تعليم مهارة الكتابة. لمناقشة الطريقة المثلى في تدريس متعلمي اللغة العربية لغة ثانية الكتابة الأكاديمية باستخدام التقنية، على المعلمين أن يشجعوا ويدربوا المتعلمين على مجموعة من البرامج التقنية التي تساعدهم في تطوير مهاراتهم في الكتابة الأكاديمية، ومنها: استخدام التقنية للوصول للموارد والمصادر العلمية؛ لأن التقنية سهلت الوصول للمكتبات والموارد الرقمية التي تضم مستودعات كبيرة من المقالات العلمية، والكتب والمجلات وغيرها من الموارد العلمية، وسهلت أيضا مشاركة ونشر المعرفة عبر الحدود الجغرافية، وترجمتها للغات مختلفة. إضافة لذلك، على المعلمين أن يدربوا متعلمي اللغة الثانية على التفكير المسبق في موضوع الفقرات، وكيفية كتابتها، وتدريبهم على تسجيل الأفكار على شكل رؤوس أقلام، ووضع كل فكرة على شكل فقرة، ثم التأكد من مدى وضوح كل فقرة قام بكتابتها من حيث إيصال المعنى المراد، ثم التأكد من تماسك جميع الفقرات مع موضوع البحث، وتحسين مقدمة كل فقرة.

ومن البرامج التقنية التي يجب العناية بها وتدريب المتعلمين وتشجيعهم على استخدامها برامج معالجة النصوص لأنها توفر مزايا متعددة، منها: فحص الإملاء، والقواعد اللغوية، والتصحيح التلقائي، وأدوات التنسيق مما يحسن البنية العامة والاتساق للنص الكتابي. ومن إحدى أهم مزاياها إمكانية المراجعة والتحرير ويشمل الحذف، والإدراج، وإعادة ترتيب النصوص بسهولة. ومنها سهولة إدراج الصور والرسوم البيانية والروابط في المستندات.

إضافة لذلك، على المعلمين أن يحثوا المتعلمين ويدربوهم على استخدام وتفعيل منصات الكتابة التفاعلية، ومن هذه المنصات منصة Google Docs، وMicrosoft Word Online، واستخدام المنصات التعاونية، مثل: Padlet وTrello. وأن يشجعوا المتعلمين على الانضمام للمجتمعات الافتراضية للكتابة عبر الشبكة العنكبوتية والمنتديات، ويتفاعلوا مع أقرانهم ويتبادلوا التغذية الراجعة، والنصائح حول تطوير كتاباتهم؛ لأن مثل هذه التقنيات تقدم التغذية الراجعة والنقد البناء مباشرة مما يساعد المتعلمين على معرفة نقاط القوة، والنقاط التي يمكن تحسينها في الكتابة، وهذا له الأثر الإيجابي الكبير في تطوير وتحسين مهارة الكتابة.

ومن هذه التقنيات التي يجب حث المتعلمين على استخدامها التطبيقات الكتابية التي من أدوارها فحص وإظهار الأخطاء الإملائية واللغوية والأسلوبية، واقتراح المترادفات والمتضادات، وتحويل النصوص المنطوقة لنصوص مكتوبة، وترجمة النصوص، وتدعم دمج أدوات البحث من خلال تنظيم الاقتباسات، والمراجع والمصادر العلمية وفهرستها، وفحص الاستلال والسرقة العلمية.

من خلال دمج هذه الوسائل التقنية في تعليم الكتابة الأكاديمية لمتعلمي اللغة الثانية تسلسلا بداية من استخدامها في البحث عن المصادر مرورا باستخدامها في تسجيل الأفكار وتنسيقها وترتيبها في الفقرات وكتابتها إلى استخدام برامج معالجة النصوص، ثم المنصات الكتابية والتعاونية، والتطبيقات الكتابية، يخلق المعلمون فرصة تعليمية مشوقة وفعّالة لمتعلمي اللغة الثانية، مما يسهم في تطوير مهاراتهم الأساسية في الكتابة في عصر رقمي.

  1. الخاتمة:

الكتابة الأكاديمية لها دور كبير في تطوير الحياة البشرية من خلال استكشاف فكرة أو مفهوم أو حجة مدعومة بأدلة واقعية. من الأهمية بمكان أن نهتم بتطويرها؛ لأنها تقودنا لتحسين التفكير النقدي والموضوعي، وتطور منظورًا متعدد الاتجاهات للنظر في المشاكل، وتوفر فرصة للابتكار وطرح الأفكار، وتدرب على إدارة الوقت والمهارات التنظيمية، وتسهل على الطلاب كتابة الأوراق البحثية والنشر الصحيح لنتائج هذه الأبحاث.

ومن أبرز الوسائل لتطوير الكتابة استخدام التقنية؛ لأن لها دورًا مهمًا في تطوير الحياة ماديًا ومعرفيًا، وأصبح استخدامها في التعليم من الأمور الملحة، ولا يمكن الاستغناء عنها في تسهيل عمليتي التعليم والتعلم، ولا يمكن استخدامها دون تحديد الأهداف المرجوة من استخدامها. استخدامها في العلمية التعليمية مبني على مكونات ذكرها دعمس (2010)، وهي: أولًا: النظرية والممارسة: وهي تشمل القاعدة المعرفية، والتي تقـوم عليهـا عمليـة التطبيـق والممارسة. ثانيًا: التصميم والتطوير والاستخدام والإدارة والتقويم ولكل مفهوم من هذه المفاهيم أساس نظري وآخر تطبيقي، ثالثًا: العمليات والمصادر: وهي مجموعة الإجراءات التي تساند عملية التعليم من أجل الوصول إلى الهدف. وأخيرًا: التعلم: وهو النتيجة التي تسعى تقنية التعليم الوصول إليها نتيجة عملية التعليم.

وللتقنية دور كبير ومهم في تعلم مهارة الكتابة الأكاديمية حيث توفر برامج معالجة النصوص وهي أدوات لا غنى عنها في البيئات التعليمية مزايا متعددة مثل: فحص الإملاء، والقواعد اللغوية، والتصحيح التلقائي الآلي. بالإضافة إلى ذلك، تتيح أدوات تنسيق النصوص، ومراجعتها وتحريرها، وإعادة ترتيب النص وفقراته بسهولة. وتوفر أيضا إمكانية دمج الوسائط المتعددة مثل إدراج الصور والرسوم البيانية والروابط في المستندات. سهلت التقنية عملية تعلم مهارة الكتابة من خلال توفير مجتمعات كتابية عبر الشبكة العنكبوتية. ومن إسهاماتها أيضا توفير التطبيقات الكتابية التي لها تأثير كبير في اكتساب مهارة الكتابة الأكاديمية، حيث تزود المتعلمين بالأدوات والموارد لتعزيز كفاءتهم في الكتابة. توفر تطبيقات كتابية من أدوارها فحص وإظهار الأخطاء الإملائية واللغوية والأسلوبية، واقتراح المترادفات والمتضادات. وتقدم بعض التطبيقات ما يدعم دمج أدوات البحث، مثل: تطبيقات تنظيم الاقتباسات، وتنظيم المراجع والمصادر العلمية وفهرستها، وحركات البحث التي تسهل جمع الأدبيات والدراسات السابقة. ومن إسهامات التقنية سهولة الوصول للموارد والمصادر العلمية، ونشر المعرفة عبر الحدود الجغرافية، وترجمتها إلى لغات أخرى. وأخيرًا، من إسهامات التقنية في تعلم مهارة الكتابة الأكاديمية ظهور برامج تحويل النصوص المنطوقة إلى نصوص مكتوبة.

ولعل دمج هذه الوسائل التقنية في تعليم الكتابة الأكاديمية لمتعلمي اللغة الثانية بالإضافة لتدريب المتعلمين وتشجيعهم على استخدام تطبيقات إدارة المهام لإدارة مهام الكتابة بكفاءة بواسطة التطبيقات الإلكترونية؛ لأن مهارة الكتابة الأكاديمية مبنية على الحقائق، وتحتاج لفترة زمنية كافية؛ لأنها نتيجة تراكمية للبحث الدؤوب من خلال مصادر علمية موثوقة، وحث المعلمين على تفعيل الذكاء الاصطناعي؛ لتوفير تغذية راجعة فورية ومخصصة لكل متعلم بناءً على كتاباته، يخلق فرصة تعليمية مشوقة وفعّالة لتطوير مهارة الكتابة الأكاديمية لدى متعلمي اللغة العربية لغة ثانية تتواكب مع العصر الرقمي.

قائمة المراجع والمصادر:

المراجع العربية:

الحصني، عبد الرحمن بن خليل. (2009). فقه اللغة العربية وأدبها. الطبعة الأولى، دار الفكر العربي، القاهرة.

الجاسر، سميرة. (2017). مبادئ الكتابة العلمية والفنية. الطبعة الأولى، دار الآفاق للنشر والتوزيع، الشارقة.

الربيعان، سليمان. (2016). الكتابة الوظيفية: أساليب وتقنيات. الطبعة الأولى، دار الفارابي للنشر والتوزيع، بيروت.

الزهراني، حمدان بن عطية، واللهيبي، فهد بن مسعد، والمطرفي، سعيد بن طيب. (2009). التحرير الكتابي، الطبعة الأولى، دار حافظ للنشر والتوزيع، جدة.

الشنطي، محمد بن صالح. (2006). فن التحرير العربي ضوابطه وأنماطه، الطبعة السابعة، دار الأندلس للنشر والتوزيع، حائل.

العمري، محمد علي. (2015). مهارات الكتابة الفعّالة: دراسة وتطبيق. الطبعة الأولى، دار الآفاق للنشر والتوزيع، الشارقة.

الغواشي، قاسم (2010). استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، الطبعة الأولى، دار وائل للنشر، عمـان.

الكناني، توفيق عبده. (2018). فاعلية استخدام أدوات الجيل الثاني (Web 2.0) في تطوير المهارات اللغوية في اللغة العربية بوصفها لغة الأجنبية. مجلة الدراسات اللغوية والأدبية، 10 (3)، 4-32.

الكناني، توفيق عبده. (2022). توظيف التكنولوجيا في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها: قسم اللغات الأجنبية بجامعة الكيب الغربي أنموذجًا. المجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد: 39، 112-137.

الموسى، عبد الوهاب. (2017). الكتابة الإبداعية: مبادئ وتطبيقات. الطبعة الأولى، دار الحضارة للنشر والتوزيع، الرياض.

دعمس، مصطفى نمر. (2008). تكنولوجيا التعلم وحوسبة التعليم، الطبعة الأولى، دار غيداء، عمان.

ربيع، أروى محمد. (2017). توظيف وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: دراسة تحليلة. مجلة الدراسات اللغوية والأدبية، (9)، 56-68.

زين الدين، نور حميمي. (2009). تعليم مهارة الكتابة وتعلمها للطلبة غير المتخصصين في اللغة العربية عبر شبكة الإنترنت برنامج ويكي أنموذجاً دراسة تجريبية تقويمية. رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.

سالم، أحمد محمد. (2004). تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني، الطبعة الأولى، دار مكتبـة الرشد، الرياض.

سعد، عبير محمود. (2015). تاريخ الكتابة العربية. الطبعة الأولى، دار ومكتبة الكندي للنشر والتوزيع، عمان.

صبري، محمد. (2018). الكتابة الإبداعية: مدخل إلى القصة والرواية. الطبعة الأولى، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان.

عمراني، زهرا. (2013). ضرورة توظيف التقنيات الحديثة في تعليم اللغة العربيـة للنـاطقين بغيرها، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة آزاد الاسلامية فرع تبريز، إيران.

محمد حسين محمد حسين. (2010). الكتابة الفنية والوظيفية. الطبعة الأولى، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

نخبة من أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز. (2022). مهارات التحرير الكتابي: الكتابة، والأساليب، والبناء، الطبعة الأولى. مركز النشر العلمي: جامعة الملك عبد العزيز، جدة.

هارون، عبد السلام. (2010). اللغة العربية في الحياة اليومية، الطبعة الأولى، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة.

المراجع الإنجليزية:

Borgman, C. (2007). Scholarship in the Digital Age: Information, Infrastructure, and the Internet. MIT Press.

Corno, F., & Zammit, S. (2016). Speaking to Write: A Case Study of EFL Learners’ Speech-to-Text Composing Processes. Journal of Second Language Writing, 31, 16–30.

Creswell, J. (2014). Research Design: Qualitative, quantitative, and mixed methods approaches. Los angeles: University of Nebraska-Lincoln.

Godwin-Jones, R. (2018). Emerging technologies: Autonomous language learning. Language Learning & Technology, 22(1), 6-16.

Hayes, J. & Flower, L. (1980). Identifying the organization of writing processes. In L. W. Gregg & E. R. Steinberg (Eds.), Cognitive processes in writing (pp. 3-30). Lawrence Erlbaum Associates.

Kohnen, P. (2015). The effect of reading on the development of writing proficiency. Reading Horizons: A Journal of Literacy and Language Arts, 54(2), 21.

Leckie, G., Pettigrew, K. & Sylvain, C. (2018). Modeling the information-seeking behavior of social scientists: Ellis’s study revisited. Journal of the American Society for Information Science and Technology, 49(6), 572-579.

Liu, Z. (2018). The impact of computer-based feedback on the writing process: A review and synthesis. Journal of Second Language Writing, 39, 17-27.

Lunsford, K. & Westbrooks, E. (2018). Online peer review in a first-year composition MOOC: A case study. Computers and Composition, 49, 44-58.

McCarter, S. (2018). Digital tools and writing in the 21st century: A brief overview. TESOL Journal, 9(3), 535-541.

McKee, H. & DeVoss, D. (2018). Digital writing assessment and evaluation. Routledge.

Mohammed, T. (2022). Designing an Arabic speaking and listening skills E-Course: Resources, activities and students’ perceptions. Electronic Journal of E-Learning, 20(1), 53–68. https://doi.org/10.34190/ejel.20.1.2177.

Murray, D. (2012). Writing as Process: How Writing Finds Its Own Meaning. In “The Writing Life: Writer’s Workshop.” Boynton/Cook.

New London Group. (1996). A Pedagogy of Multiliteracies: Designing Social Futures. Harvard Educational Review.

O’Neill, P. & McMahon, T. (2005). Student-centred learning: What does it mean for students and lecturers? In Student-centred learning: What does it mean for students and lecturers? (pp. 5-18). Routledge.

Reinhardt, J. (2019). New Directions in CALL: An objective introduction to Second Language Acquisition and Technology. Georgetown University Press.

Palmer, B., Wolf, K. & Koenig, J. (2005). The effects of a structured writing process on academically challenged college students’ writing. Journal of College Reading and Learning, 36(1), 69-84.

Park, M., & Lee, J. (2019). The Role of Speech-to-Text Technology in English Writing among ESL Learners. Computer Assisted Language Learning, 32(5-6), 502–520.

Petty, R. & Cacioppo, J. (1986). Communication and persuasion: Central and peripheral routes to attitude change. Springer Science & Business Media.

Selfe, C. & Selfe, R. (1994). The Politics of the Interface: Power and Its Exercise in Electronic Contact Zones. In “Literacy: A Critical Sourcebook.”

Stockwell, G. (2012). Computer-assisted language learning: Diversity in research and practice. Cambridge University Press.

Swales, J. (2004). Research genres: Exploration and applications. Cambridge University Press.

Tenopir, C., King, D., Edwards, S & Wu, L (2008). Electronic Journals and Changes in Scholarly Article Seeking and Reading Patterns. Aslib Proceedings, 61(1), 5–32.

Warschauer, M. & Healey, D. (1998). Computers and language learning: An overview. Language Teaching, 31(2), 57-71.