درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي من وجهة نظرهن

د. دعاء ماجد محمد خليفة1

1 دكتوراه في المناهج والتدريس، الأردن.

بريد الكتروني: saraa.0001284@gmail.com

HNSJ, 2024, 5(7); https://doi.org/10.53796/hnsj57/4

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/07/2024م تاريخ القبول: 15/06/2024م

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى معرفة درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي من وجهة نظرهن. وقد استخدمت الدراسة المنهج اوصفي المسحي، وتكونت عينة الدراسة من (352) معلمة للمرحلة الأساسية في المدارس الحكومية التابعة لمديرية التربية والتعليم لواء الجامعة، وتمثلت أداة الدراسة من استبانة توظيف التعليم الرقمي مكونة من (22) فقرة. أظهرت نتائج الدراسة أن درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي قد جاء بدرجة مرتفعة، وأظهرت النتائج أيضاً عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد عينة الدراسة لدرجة توظيف التعليم الرقمي تعزى لمتغير التخصص الاكاديمي، في حين أنه يوجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد عينة الدراسة لدرجة توظيف التعليم الرقمي تعزى لمتغير المؤهل العلمي ولصالح فئة الدراسات العليا، ومتغير سنوات الخبرة ولصالح فئة أقل من 5 سنوات. وفي ضوء النتائج فإن الدراسة توصي عقد الدورات التدريبية لكافة المعلمين بمختلف التخصصات؛ لاطلاعهم على مستجدات استثمار التقنيات الرقمية في العملية التعليمية.

الكلمات المفتاحية: التعليم الرقمي، المرحلة الأساسية، معلمات المرحلة الأساسية.

Research title

The degree of employment of basic stage teachers in educating the university district for digital education from their point of view

Dr. Doaa Majed Moh‘d Khalifeh1

1 Doctorate in Curriculum and Teaching, Jordan.

Email: saraa.0001284@gmail.com

HNSJ, 2024, 5(7); https://doi.org/10.53796/hnsj57/4

Published at 01/07/2024 Accepted at 06/06/2024

Abstract

The current study aimed to know the degree to which basic stage teachers employ digital education in the university district from their point of view. The study used a descriptive survey method, and the study sample consisted of (352) basic stage teachers in government schools affiliated with the Directorate of Education, University District, and the study tool was a digital education employment questionnaire consisting of (22) items. The results of the study showed that the degree of employment of basic stage teachers in educating the university district for digital education was at a high degree. The results also showed that there were no statistically significant differences in the response of the members of the study sample to the degree of employment of digital education due to the academic specialization variable, while there were significant differences. A statistic in the response of the study sample members to the degree of employment of digital education is attributed to the academic qualification variable, in favor of the postgraduate studies category, and the years of experience variable, in favor of the less than 5 years’ category. In light of the results, the study recommends holding training courses for all teachers in various specializations. To inform them of developments in investing in digital technologies in the educational process.

Key Words: digital education, basic stage, basic stage teachers.

المقدمة

يعيش العالم المعاصر العديد من التطورات والتغيرات والتحولات في كافة مجالات الحياة؛ بسبب الانفجار المعرفي الهائل والتقدم التكنولوجي المتسارع، وعلى الإنسان مسايرة التطورات ومواكبة الرقي في مختلف المجالات، وقد نالت هذه التطورات والتغيرات العملية التربوية؛ لمكانتها في تشكل جيلٍ منتمٍ متسلح بمهارات القرن الحادي والعشرين قادر على التفاعل مع متغيرات العالم الحديث.

وفي ضوء التطورات العالمية الحديثة برزت العديد من الاتجاهات التربوية التي تصرح بضرورة استثمار التكنولوجية الرقمية في العملية التربوية؛ بوصفها سلاح ذو أثر فاعل في تحقيق غايات وأهداف العملية التربوية، فقد برزت ضرورة العمل على رقي أساليب التعليم وإدماج التكنولوجية الرقمية بكافة أشكالها في العملية التربوية ليظهر مفهوم التعليم الرقمي، فقد أدى التطور التكنولوجي إلى تحويل المفاهيم التقليدية في التعليم واستبدالها بمفاهيم تقنية تربط ما بين تقنيات الاتصالات والتكنولوجية الرقمية وما بين تطور ورقي العملية التعليمية التربوية (الأكلبي، 2023).

ويمتاز طلبة مرحلة التعليم الأساسية بالانفتاح على التطورات التكنولوجية الرقمية بشكل متقدم، فقد اطلق على هذا الجيل جيل العصر الرقمي؛ لطريقة تعامله مع الأجهزة التكنولوجية والتقنيات الرقمية الهائلة المتنوعة، وطريقة توظيفهم لها في مختلف المجالات، فعلى الرغم من أنهم لم يتعرضوا لدورات تنمي مهاراتهم التكنولوجية لكنهم اكتسبوها بالممارسة والتعامل اليومي معها، فالتكنولوجية الرقمية أضحت حقيقة واقعية يمتاز بها طلبة هذا العصر (أبو غانم، 2022).

ومن هذا المنطلق نجد أهمية ربط التقنيات التكنولوجية الرقمية المتنوعة في العملية التربوية؛ لأن طلبة العصر الحالي يمتلكون مهارات استخدامها والتعامل معها، كما أن التكنولوجية الرقمية قد استحوذت على تفكيرهم ووقتهم، فلا بد من استثمار أدواتها فيما يعود عليهم بالنفع.

وتعد مرحلة التعليم الأساسي ذي أهمية خاصة لدى وزارة التربية والتعليم؛ لكونه الأساس المتين لما بعده من مراحل التعليم؛ فهو يوفر المهارات والكفايات الاتجاهات لإعداد الطلبة المتسلحين بالمعارف والقيم والمهارات اللازمة لخدمة أنفسهم ومجتمعهم، ومن خلال التعليم الأساسي يتمكنوا من التكيف والعمل على تطوير مجتمعهم وظروفهم المتغيرة، فالتعليم الأساسي ذو صلة وثيقة بحياة الطلبة وله مكانة كبيرة في تشكيل شخصيتهم وتطوير أنماط ذكاء اتهم المتنوعة (سعود والحناقطة، 2022).

فالتعليم الرقمي يُسهم في تحجيم الفجوة المعرفية والتطورية بين المجتمعات والأمم، ويمنح الطلبة الفرص المتنوعة للوصول إلى الحقائق ومواكبة كافة أشكال التطور والرقي المعرفي ومتابعة الرقي والتغيير التكنولوجي الرقمي؛ من هنا جاءت هذه الدراسة لمعرفة درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي من وجهة نظرهن.

مشكلة الدراسة

في ضوء مواكبة التطورات المتنوعة ونداءات التغييرات المتكررة، وما تعيشه العملية التربوية من الانتقال بالأساليب التعليمية من التقليد إلى الحداثة؛ مما يطور التعليم بشكل فعال ونشط، وفي محاولة لتطبيق استراتيجيات تدريسيه تتمحور حول الطلبة بما يناسب مستوياتهم المعرفية ومهاراتهم التقنية الرقمية، وللسعي لتطبيق غايات وأهداف العملية التربوية، فقد ظهرت مشكلة الدراسة من إحساس الباحثة بوصفها باحثة في المجال التربوي بأهمية التعليم الرقمي في العملية التربوية ودورها الفعال في التعليم النشط الملائم لمهارات الطلبة ومتطلبات العصر، الأمر الذي قد يرفع من سوية العملية التعليمية وتعزيز مستويات الطلبة المهاري والمعرفي والأكاديمي.

وقد أوصت العديد من المؤتمرات كمؤتمر التعليم الدامج في ظل التحول الرقمي المنعقد في جامعة اليرموك في المملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ 14/12/2023، والمؤتمر الدولي الرابع لمستقبل التعليم الرقمي في الوطن العربي المنعقد في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية بتاريخ 25-27/8/2023، والمؤتمر الدولي حول التحول الرقمي للتعليم تحت عنوان “الطريق نحو الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة” والمنعقد في الهند بتاريخ 16/3/2023، بأهمية ادماج التكنولوجيا الرقمية بكافة تقنياتها وبرامجها في العملية التربوية؛ بهدف مواكبة الانفجار المعرفي المتسارع، وتنمية مهارات الطلبة بعامة والتكنولوجية الرقمية بخاصة.

وكذلك ما أشارت إلية العديد من الأدبيات السابقة من أثر البرامج التكنولوجية والتقنيات الرقمية في تأصيل البنى المعرفية للطلبة، وتنمية مهاراتهم المتنوعة ورفع تحصيلهم وقدراتهم الأكاديمية، كدراسة كلً من (عطية، 2023؛ رجب، 2022؛ الطلحي ومعاجيني، 2022؛ الجمل، 2022).

بالإضافة لما نتج عن العديد من الدراسات السابقة كدراسة كلً من (حماده، 2022؛ رجب، 2022؛ رمضان، 2021؛ الرفاعي والمومني وخاشوق، 2021؛ ماجن نجار وفيرستاتيرMagen-Nagar &Firstater, 2019؛ فالوون Falloon et al, 2017)، من أثر التعليم الرقمي في العملية التربوية، وضرورة استثمارها في تعلم الطلبة، وتعزيز مهارات الطلبة التكنولوجية بما ينعكس على تعلمهم.

من هنا جاءت الدراسة الحالية لمعرفة درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي من وجهة نظرهن.

اسئلة الدراسة

جاءت الدراسة الحالية للإجابة عن الأسئلة الاتية:

السؤال الأول: ما درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي؟

السؤال الثاني: هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (a=0.05) في درجة استجابة أفراد عينة الدراسة لدرجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي تُعزى للمتغيرات الديموغرافية (المؤهل العلمي، التخصص الأكاديمي، سنوات الخبرة)؟

أهمية الدراسة

تكتسب الدراسة الحالية أهميتها من جانبين وهما:

الأهمية النظرية:

  • تقديم بعداً معرفياً عن التعليم الرقمي، ومرحلة التعليم الأساسي.
  • تقدم أداة لقياس درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي من وجهة نظرهن.
  • من الممكن لهذه الدراسة أن تكون إثراء يتمثل برفد الأدب التربوي على صعيد الدراسات المشابهة لاحقًا.

الأهمية التطبيقية:

يتوقع من هذه الدراسة أن تفيد كلاً من:

  • مقرري المناهج الدراسية والمواد الدراسية في المملكة الأردنية الهاشمية، بتقديم الإرشادات والمقترحات التي من شأنها إثراء المحتوى التعليمي بما يلائم التوجه المعاصر نحو التعليم الرقمي بم يلائم مستوى طلبة المرحلة الأساسية.
  • معلمات المرحلة الأساسية في التعرف إلى أهمية التعليم الرقمي ومكانته في العملية التربوية، وكيفية تطبيقه إلكترونياً واستثماره في إكساب طلبة المرحلة الأساسية المعارف والمهارات الأساسية.
  • باحثين آخرين في توظيف ما بدأته هذه الدراسة من الرغبة في تطوير العملية التربوية في ضوء التغييرات والتطور التكنولوجي الرقمي الحديث والمتسارع لدى معلمات المرحلة الأساسية في ضوء متغيرات متنوعة وعينات جديدة.

حدود الدراسة ومحدداتها:

الحدود البشرية: تم تطبيق الدراسة على عينة من معلمات المرحلة الأساسية في المدارس الحكومية التابعة لمديرية التربية والتعليم لواء الجامعة في المملكة الأردنية الهاشمية والبالغ عددهن (352) معلمة للمرحلة الأساسية.

الحدود المكانية: اقتصرت الدراسة الحالية على المدارس الأساسية الحكومية التابعة لمديرية التريبة والتعليم لواء الجامعة في محافظة العاصمة عمان الأردن.

الحدود الزمانية: تم تطبيق الدراسة الحالية في الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2023/2024.

الحدود الموضوعية: اقتصرت الدراسة على معرفة درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي من وجهة نظرهن

المصطلحات والتعريفات الإجرائية:

التعليم الرقمي: عرفه العنزي (334:2021) بأنه “عملية تربوية تعليمية ترتكز على استخدام البرامج التكنولوجية والتقنيات الرقمية بكافة أشكالها، وتصميم مواد دراسية تحتوي على مواقف وخبرات تربوية وأنشطة واختبارات وتنمية مهارات بشكل تقني رقمي، يهدف لتحقيق غايات وأهداف تربوية وتعليمية مخططة، بصورة متزامنة أو غير متزامنة بين كافة عناصر العملية التربوية”.

وإجرائياً بأنه أحد أنماط التعليم الذي يعتمد على استثمار الوسائط التكنولوجية والتقنيات الرقمية بشكل يضمن تحقيق التفاعل والنشاط والإيجابية بين المعلمات والطلبة الرقمي بواسطة استراتيجيات تدريس معينة.

مرحلة التعليم الأساسية: عرفها سعود والحناقطة (2022:177) بأنها “أحدى المراحل التعليمية وتُعد المرحلة الأهم في تعليم الطلبة، والتي تتضمن الطلبة ذوي الأعمار ما بين (6) إلى (15) سنوات، والتي تهدف لاكتساب المعارف الأساسية كالقراءة والكتابة وأشكال المنطق وتنمية مهارات الوعي الذاتي بواسطة استثمار أساليب تعليمية تلائم استعداد الطلبة العقلي والجسدي”.

و إجرائياً بأنها مرحلة تعليمية تتضمن الصفوف الدراسية من الأول الأساسي إلى الصف العاشر الأساسية، في كافة المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم في محافظة العاصمة عمان.

معلمات المرحلة الأساسية: من يقمن بتدريس المباحث والمواد الدراسية للصفوف ما بين الأول والعاشر الأساسي، وهن معينات رسمياً في وزارة التربية والتعليم في المملكة الأردنية الهاشمية.

وإجرائياً هن َالمعلمات التي يحملن مؤهلاً علميًا وتم تعينهن بصورة رسمية في المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم في محافظة العاصمة عمان، ويقوم بتدريس أحدى المواد للصفوف الأساسية، وقمن بالإجابة على أداة الدراسة المعدة لذلك.

التعليم الرقمي

تعرضت العملية التربوية في الأوقات السابقة للعديد من الصعوبات والتحديات وأشكال متعددة ومتفاوتة من التغيير والتطور والرقي والتي نالت معظم أركانها وعناصرها؛ نتيجة لما تعيشه المجتمعات من نظريات وثورات وانفجارات معرفية وتطورات تكنولوجية ورقمية، والتي تم استثمارها في العملية التربوية؛ لدورها في رفع فاعليته ولدورها في مواكبة التطور والرقي الفكري الأمر الذي يرفع جودة المخرجات العملية التربوية ألا وهي الطلبة.

يشهد العالم اليوم تقدماً تقنياً هائلاً في كافة المجالات، فقد أحدثت الثورات المعلوماتية التكنولوجية الرقمية المتتابعة طفرات كبيرة في عمليات تلقي البيانات وتحليلها، فقد كان للشبكة العنكبوتية الدور الفاعل والهام والمؤثر في تشكيل التقدم التقني السريع، ويحيا العالم اليوم نقلة علمية هائلة في البرامج والتطبيقات والتقنيات الحاسوبية في مجالات التربية والتعليم مما سمح للقائمين على العملية التربوية بتقديم معارف تعليمية وتربوية للطلبة بأساليب وطرائق مبتكرة وجديدة ومتعددة وذات ناتج أشد فاعلية وأكثر إثارة وتشويق (علوان، 2020)

يُعد التعليم الرقمي من المفاهيم الأكثر شيوعاً على الرغم من ظهور العديد من المفاهيم الأخرى ذات المعنى نفسه (كالتعليم الافتراضي، والتعليم بالحاسوب، والتعليم عبر القنوات الإلكترونية، والتعليم المدمج، …..)، ولمفهوم التعليم الرقمي العديد من التعاريف، فيعرفه الجمل (4:2022) بأنه “أحد أساليب التعليم الحديثة، والتي يتم بواسطتها استثمار قنوات الاتصال الحديثة والبرامج والتقنيات الرقمية متعددة الاتصال؛ بهدف نقل البيانات والمعارف للطلبة وتنمية مهارات الطلبة بأدنى جهد وأقل وقت ممكن”.

ويعرفه الأكلبي (45:2023) بأنه “منظومة متكاملة تقوم على تقديم المعرفة والتعليم للطلبة من أي مكان وأي وقت بواسطة استثمار تطبيقات وتقنيات وبرامج الاتصالات والمعلومات النشطة؛ لإتاحة جو تعليمي تفاعلي متنوع المصادر والأنماط والأساليب والاستراتيجيات”، في حين أن عطية (295:2023) يعرف التعليم الرقمي بأنه “أحد أنماط التعليم الذي يرتكز على برامج وتقنيات رقمية والأجهزة التكنولوجية والأدوات الذكية؛ لإتاحة الآفاق المتعددة وتنويع مصادر المعارف والبيانات، في جو تعليمي يمتلئ بالنشاط وتبادل الأفكار والخبرات بين الطلبة والمعلم، في ضوء التحرر من قيود المكان والوقت”.

ويمكن القول بأنه عملية تعليمية يتم من خلالها تقديم المواد الدراسية والمواقف التعليمية والخبرات المتراكمة للطلبة من خلال أشكال تكنولوجية وأنماط رقمية وتطبيقات حديثة ذكية، مما يسمح للطلبة التفاعل الإيجابي مع المعلم ومع المواقف التعليمية ومع زملائهم، دون التقيد بالمكان أو الزمان”.

أن التعليم الرقمي لم يكن وليد اللحظة بل ظهر عبر مراحل متنوعة وفترات زمنية مختلفة، فالمرحلة الأولى كانت ما بين الأعوام (1983-2000)، ففي هذه الفترة ظهر شبكة الإنترنت بشكل تدريجي، وبدأت البرامج التكنولوجية بالانتشار كالبريد الإلكتروني مما أسهم في تطور الوسائط المتعددة، أما المرحلة الثانية فبدأت من عام (2001) فمنذ هذا العام ظهر أجيال شبكة الأنترنت الثاني والثالث والرابع بسرعات متفاوتة وهائلة، كما ظهرت العديد من الأدوات التكنولوجية الرقمية، وأصبحت المواقع الإلكتروني أكثر شمولاً وسهولاً وتقدماً، وتمتاز بسمات أفضل كالسرعة وسهولة التعامل (الرفاعي والمومني وخاشوق، 2021).

ولأي نظام تعليمي غايات وأهداف يسعى لتحقيقها، مما يُسهم في تطوير العملية التربوية، وكذلك التعليم الرقمي يسعى لتحقيق عدد من الغايات والأهداف التربوية، كالمشاركة في تأسيس بنية تحتية وقاعدة تقنية معلوماتية ترتكز على أُطر معرفية وثقافية؛ لإعداد مجتمع يلائم مع متطلبات القرن الحادي والعشرين ومهاراته، والعمل على تعزيز قدرات الطلبة في حل المشكلات المعروضة داخل البيئة التعليمية الصفية الواقعية، عن طريق طرح بيئة تعليمية تتسم بالقدرة على تجاوز مشكلات البيئة التعليمية الواقعية، بالإضافة لتكافؤ فرص التعلم لجميع الطلبة من خلال التنويع في استراتيجيات وأنماط التعلم، وإتاحة المصادر التعليمية المتنوعة للطلبة، وإكساب الطلبة المهارات اللازمة للتعامل مع التقنيات التعليمية الرقمية المتطورة (الجمل، 2022).

كما أن للتعليم الرقمي مجموعة من الخصائص المتنوعة، فمنها التفاعلية فالتعليم الرقمي يتيح بيئة تفاعلية ما بين الطلبة والمعلم وأقرانهم والإدارة المدرسية، وذلك من خلال ما يتيحه من وسائل اتصال متزامنة (مؤتمرات الفيديو، غرف المحادثة، المنصات الالكترونية ، …)، أو غير متزامنة (البريد الإلكتروني، الأقراص المدمجة، ….)، ومنها التنوع في عرض المحتويات التعليمية وكيفية عرضها مما يساعد في تحفيز قدرات الطلبة العقلية، وتنوع المثيرات والمعززات التي تثير حواس الطلبة (كالصور، والأصوات، والفيديو، والنصوص المكتوبة، والموسيقى)، والمرونة فالتعليم الرقمي يتيح للطلبة إمكانية التعلم وفقاً لظروفهم وأنماطهم التعليمية وأوقاتهم، بحيث يمكنهم الوصول إلى المعلومات والمحتوى التعليمي بأي وقت يشاؤون ومن أي مكان، بالإضافة للتكاملية بحيث تتكامل عناصر التعليم الرقمي جميعها فإن كل عنصر يؤثر ويتأثر في العناصر التعليمية الأخرى، فالوسائط المتعددة والبرامج التقنية والمواد الدراسية يعرضوا بصورة متكاملة؛ لإيصال المعارف بشكل سلس للطلبة (رجب، 2022).

والتعليم الرقمي يواجه العديد من التحديات التي تشكل عقبة في طريق تحقيق غاياته وأهدافه، فمنها عدم توفر بنية تحتية تكنولوجية رقمية متقدمة بخاصة في الدول النامية ملائمة للعملية التربوية، والنقص في الموارد البشرية ذات الخبرات الفنية والتقنية لتطبيق برامج التعليم الرقمي، وافتقار معظم المعلمين للكفايات الأساسية في التعامل مع أنظمة التعليم الرقمي، بالإضافة لضعف المهارات التي يرتكز عليها التعليم الرقمي لدى الطلبة، وعدم جدية الطلبة أثناء عملية التعلم الرقمية، كما أن لصعوبة تطبيق أدوات التقويم ووسائلة اللازمة للعملية التعليمية في نظام التعليم الرقمية أثرها أيضاً، ونظرة المجتمع السلبية إلى التعليم الرقمي بوصفه ذو مكانة أدنى من التعليم النظامي، وتدني مستوى الأدوات الأساسية المصممة خصيصاً لنظام التعليم الرقمي، وتدني مستوى المواد الدراسية الرقمية، وتدني مستوى أنشطة التعلم الذاتي الرقمية (حماده، 2022).

مرحلة التعليم الأساسية

مرحلة التعليم الأساسية تُعد من المراحل التعليمة الهامة والأساسية في حياة الطلبة، وذات تأثير كبير في تشكيل مستقبلهم؛ ففي مرحلة التعليم الأساسي يتم تحديد وتشكيل ملامح شخصية الطلبة الأساسية، فللطلبة في مرحلة التعليم الأساسية ميزة وخصوصية عن سائر المراحل التعليمية؛ لما تمتاز به هذه المرحلة من دورها الكبير واثرها في تكوين شخصية الطلبة السوية الإيجابية والمتكاملة في النمو الجسدي والعقلي والوجداني والنفسي والاجتماعي، وتبنى فيها مهارات الطلبة وتُكتشف قدراتهم العقلية واستعداداتهم الجسمية.

يقع على عاتق كافة العناصر في العملية التربوية مهمة اكتشاف مواهب الطلبة وتحديد قدراتهم وتنمية مواهبهم وميولهم؛ لما لها من أثر في تشكيل جيلً مكتمل النمو العقلي ويمتلك مهارات تماشي القرن الحادي والعشرين ويمتاز بالتوازن الوجداني والنفسي، فالعملية التربوية لا تقتصر على نقل المعارف والثقافات وتلقين المعلومات والحقائق فقط، بل إنها تتجاوز ذلك لتشمل آفاقاً أوسع وأشمل من ذلك، آفاقاً تمتاز بالعمق والارتباط بحياة الطلبة وعصرهم وثقافتهم، كتحديد اتجاهاتهم واكتشاف مواهبهم واستعداداتهم وميولهم وتنميتها وثم العمل على تقييم قدراتهم وإمكاناتهم (سعودي والحناقطة، 2022).

فمرحلة التعليم الأساسي نقطة الارتكاز لما يليها من مراحل التعليم اللاحقة؛ ذلك لأنها مرحلة زاخرة بالإمكانات ومليئة بالمهارات التي لا حدود لها، والتي تستلزم استثمار هذه الإمكانات واستخدامها بما يلائم الخصائص النمائية لطلبة هذه المرحلة (أبو غانم، 2022).

الدراسات السابقة

قامت الباحثة باستعراض للدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالية، وذلك من الأحدث إلى الأقدم على النحو الآتي:

أجرت الأكلبي (2023) دراسة هدفت إلى قياس درجة استخدام معلمات المرحلة الثانوية بمحافظة بيشة لكائنات التعلم الرقمية. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، وتكونت عينة الدراسة من (302) معلمة من معلمات المرحلة الثانوية بمحافظة بيشة، وتمثلت أداة الدراسة من استبانة مكونة من (20) فقرة. أظهرت نتائج الدراسة أن استخدام معلمات المرحلة الثانوية لكائنات التعلم الرقمية قد جاء بدرجة مرتفعة مما يؤكد على اتجاه معلمات المرحلة الثانوية نحو توظيف المستحدثات التكنولوجية في البيئات التعليمية بشكل عام وكائنات التعلم الرقمية على وجه الخصوص.

وأجرى حماده (2022) دراسة هدفت الكشف عن مستوى توظيف معلمي المرحلة المتوسطة بالكويت للتعليم الرقمي وتقديم السبل المقترحة لتعميقه. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، وتكونت عينة الدراسة من (294) معلماً ومعلمة للمرحلة المتوسطة في المدارس الحكومية في الكويت، وتكونت أداة الدراسة من استبانة توظيف التعليم الرقمي مكونة من (35) فقرة. أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى توظيف معلمي المرحلة المتوسطة بالكويت للتعليم الرقمي قد جاء متوسطاً، وقد أظهرت نتائج الدراسة أيضاً عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد عينة الدراسة تُعزى لتغير النوع الاجتماعي والتخصص والمنطقة، في حين أنه يوجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد عنة الدراسة تُعزى لمتغير المؤهل العلمي ولصالح ذوي المؤهل العلمي التربوي.

وهدفت دراسة الطلحي ومعاجيني (2022) إلى التعرف على واقع توظيف التطبيقات الرقمية في تدريس الطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد في مراكز التوحد وبرامج الدمج للمرحلة الابتدائية من وجهة نظر معلميهم وأولياء أمورهم في مدينة جدة. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، وتكنت عينة الدراسة من (158) معلماً ومعلمة و(96) ولي أمر للطلبة، وتمثلت اداة الدراسة من استبانة مكونة من (30) فقرة موزعة على ثلاثة أبعاد. أظهرت نتائج الدراسة عن أهمية توظيف التطبيقات الرقمية في تدريس الطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد، وقد أظهرت النتائج وجود سلبيات لتوظيف التطبيقات الرقمية في التدريس بما في ذلك: أنه لا يمكن الاعتماد عليها بمنأى عن التعليم المباشر مع المعلم، وإفراط الطلبة في استخدامها، كما أظهرت النتائج بأن المعلمين وأولياء الأمور يواجهون معيقات تحول دون توظيف التطبيقات الرقمية على الوجه الأمثل، كما أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزي لمتغير المؤهل الدراسي ولصالح فئة الدراسات العليا، بينما لم يكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير عمر الطالب، والجنس.

وهدفت دراسة رجب (2022) إلى تحديد درجة توظيف معلمات رياض الأطفال بمكة المكرمة للمهارات الرقمية (استخدام الأجهزة والتطبيقات الرقمية، التواصل الرقمي، الوسائط الرقمية، التقويم الرقمي) أثناء التعليم عن بعد خلال أزمة كورونا (COVID-19. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وتكونت عينة الدراسة من (32) معلمة، وتمثلت أداة الدراسة من بطاقة ملاحظة لأداء المعلمات أثناء التدريس عن بعد. أظهرت نتائج الدراسة أن المعلمات يوظفن المهارات الرقمية أثناء التعليم عن بعد بدرجة متوسطة، كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات توظيف المعلمات للمهارات الرقمية تعزى لاختلاف التخصص، لصالح تخصص رياض الأطفال. كذلك وجدت فروق في متغير الخبرة لصالح المعلمات اللواتي خبرتهن عشر سنوات فأكثر، وفروق تبعا لمتغير الدورات التدريبية لصالح المعلمات الحاصلات على أكثر من ثلاث دورات.

وأجرى رمضان (2021) دراسة هدفت إلى التعرف على واقع تطبيق معلمي المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية لمهارات توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية من وجهة نظر قادة المدارس والمعلمين. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، وتكونت عينة الدراسة من (386) ممثلة من (251) معلماً ومعلمة و(135) قائد مدرسة، وتمثلت أداة الدراسة من استبانة مكونة من (53) مهارة موزعة على خمسة مجالات. أظهرت نتائج الدراسة أن معلمي المرحلة الثانوية يطبقون مهارات توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية بدرجة متوسطة ، كما أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لواقع تطبيق معلمي المرحلة الثانوية لمهارات توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية تبعاً لمتغيرات (الوظيفة، والجنس، وسنوات الخبرة، والمدينة، والحصول على دورات في الذكاء الاصطناعي).

وأجرت العنزي (2021) دراسة هدفت إلى معرفة اتجاهات معلمات الدراسات الاجتماعية بمدينة تبوك نحو التعليم الرقمي. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، وتكونت عينة الدراسة من (70) معلمة من معلمات الدراسات الاجتماعية، وتمثلت أداة الدراسة من استبانة إلكترونية لقياس اتجاه معلمات الدراسات الاجتماعية بمدينة تبوك نحو التعليم الرقمي مكونة من (25) فقرة. أظهرت نتائج الدراسة أن اتجاهات معلمات الدراسات الاجتماعية بمدينة تبوك نحو التعليم الرقمي إيجابية، كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية للمتغير (عدد الدورات التدريبية في التقنية)، وإلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية للمتغير (عدد سنوات الخبرة).

وأجرى الرفاعي والمومني وخاشوق (2021) دراسة هدفت إلى التعرف إلى مدى تضمين كتب التربية الوطنية والمدنية للمرحلة الأساسية العليا لمصادر التعلم الرقمية، ودرجة توظيف المعلمين لها. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي والتحليلي، وتكونت عينة الدراسة من (150) معلماً ومعلمة من معلمي الصفوف الثامن والتاسع والعاشر في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة إربد، وتمثلت أداة الدراسة من استبانة درجة توظيف التعلم الرقمي مكونة من (32) فقرة وأداة تحليل المحتوى. أظهرت نتائج الدراسة أن درجة تضمين كتب التربية الوطنية والمدنية للمرحلة الأساسية العليا لمصادر التعلم الرقمية كانت متوسطة. كما أظهرت النتائج أن درجة توظيف المعلمين لمصادر التعلم الرقمية كانت متوسطة من وجهة نظرهم.

وأجرت الشهوان والنعيمي (2019) دراسة هدفت لمعرفة آليات استخدام التعليم الرقمي في البيئات التعليمية، وتوضيح المهارات والكفايات اللازمة للمعلمات في ضوء المعرفة الرقمية. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، وتكونت عينة الدراسة من (359) معلمة من معلمات الرياضيات والعلوم الطبيعية للمرحلة المتوسطة في مدينة الرياض، وتمثلت أداة الدراسة من استبانة مكونة من (33) فقرة. أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية تُعزى لمتغير استخدام ودمج المعلمات لتقنيات التعليم الرقمي في التدريس، كما تبين أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزي لمتغير واقع توظيف المعلمات.

وأجرى ماجن نجار وفيرستاتير (Magen-Nagar &Firstater, 2019) دراسة هدفت تحديد معوقات استخدام معلمي رياض الأطفال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات واتجاههم نحوها، وتم جمع البيانات من خلال المقابلات شبه المقننة التي طبقت على (30) معلم ومعلمة برياض الاطفال في فلسطين المحتلة. وقد أظهرت نتائج الدراسة أنه على الرغم من اعتراف معلمي رياض الأطفال بأهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلا أنها لا تؤدي دوراً رئيساً في ممارساتهم التعليمية، وأنهم يتعاملون معها كمصدر للمعلومات ووسائل توضيحية بصورة رئيسة بدلاً من استخدامها كطرق واستراتيجيات تدريسية جديدة، كما ابدى غالبيتهم أن تأثيرها على الأطفال ليس إيجابياً دائماً وبصورة عامة فإنهم لا يستخدمون إمكانيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى أقصى حد.

وأجرى كونكا وأوزيل وزيليورت (Konca, Ozel &Zelyurt, 2019) دراسة هدفت التعرف على اتجاهات معلمي رياض الأطفال نحو استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التدريس، وتم جمع المعلومات باستخدام مقياس المواقف تجاه استخدام الأدوات التكنولوجية في التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة، وقد تكونت عينة الدراسة من (103) معلم رياض أطفال من مدينتي كيرشهير ومالاتيا التركية. أظهرت نتائج الدراسة أن اتجاهات المعلمون إيجابية مرتفعة نحو استخدام الأدوات التكنولوجية في تدريس الأطفال، مع وجود فروق تعزى لاختلاف المؤهل العلمي لصالح الحاصلين على الدراسات العليا.

وأجرى فالوون (Falloon et al, 2017) دراسة هدفت إلى معرفة واقع تطبيق التقنيات الحديثة في التعليم، واستكشاف تأثير استخدام كائنات التعلم ارقمي في الأنشطة الصفية لكل من المعلم والمتعلم. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، وتكونت عينة الدراسة من(8) معلمين و(200) متعلم في ولجنتون في نيوزيلندا. أظهرت نتائج الدراسة تباين درجات استخدام المعلمين للتقنيات الحديثة في التعليم بشكل عام، كما أنه لم يكن لدى أي من المعلمين خبرة سابقة في كائنات التعلم الرقمية، وأظهرت النتائج قدرة المعلمين في التغلب على المشكلات التي تواجههم في توصيل المعلومة للمتعلم.

التعقيب على الدراسات السابقة

بعد أن تم عرض الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالية تبين قلة الدراسات التي تناولت درجة توظيف المعلمات للتعليم الرقمي، كما أنه قد نتج عن معظم الدراسات السابقة أن درجة توظيف المعلمات للتعليم الرقمي قد جاء بمستوى متوسط كدراسة كلً من (حماده، 2022؛ رجب، 2022؛ رمضان، 2021؛ الرفاعي والمومني وخاشوق، 2021؛ ماجن نجار وفيرستاتيرMagen-Nagar &Firstater, 2019؛ فالوون Falloon et al, 2017)، في حين أنه قد نتج عن دراسة الأكلبي (2023) أن درجة توظيف المعلمات للتعليم الرقمي قد جاء بدرجة مرتفعة، وقد استفادت الباحثة من الدراسات السابقة بالمنهجية المتبعة يما يلائم الدراسة الحالية، وبالإطار النظري حول التعليم الرقمي ومرحلة التعليم الأساسية، وبتصميم أداة الدراسة.

وقد تشابهت الدراسة الحالية مع كافة الدراسات السابقة بالمنهجية المتبعة حيث تم استخدام المنهج الوصفي المسحي، بالإضافة لعينة الدراسة المكونة من المعلمين.

وقد تميز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة بتناولها لدرجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي من وجهة نظرهن، وهي من الدراسات القلائل التي تناولت موضوع الدراسة، كما أنها تناولت أثر المتغيرات (المؤهل العلمي، التخصص الأكاديمي، سنوات الخبرة) في استجابة أفراد عينة الدراسة.

الطريقة والإجراءات

منهج الدراسة

استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي المسحي؛ عبر استبانة لمناسبته لتحقيق هدفها .

مجتمع الدراسة

تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمات المرحلة الأساسية في المدارس الحكومية التابعة لمديرية التربية والتعليم لواء الجامعة في محافظة العاصمة عمان، في الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2023/2024 والمقدر عددهم (947) معلمة يتوزعون على ( 78) مدرسة، بحسب إحصائية وزارة التربية والتعليم لعام 2022/2023.

عينة الدراسة

تكون أفراد عينة الدراسة من (352) معلمة من معلمات المرحلة الأساسية في المدارس الحكومية التابعة لمديرية التربية والتعليم لواء الجامعة في محافظة العاصمة عمان، وقد تم اختيارهن بالطريقة العشوائية البسيطة، أي ما نسبته (37%) من مجتمع الدراسة، والذين أجابوا بشكل وافٍ على أداتها، والجدول (1) يبين توزيع أفراد عينة الدراسة على متغيراتها.

الجدول (1) توزيع أفراد عينة الدراسة

المتغير فئات المتغير العدد النسبة المئوية
المؤهل العلمي بكالوريوس 221 63%
دراسات عليا 131 37%
التخصص الاكاديمي تخصصات إنسانية 123 35%
تخصصات علمية 229 65%
سنوات الخبرة أقل من 5 سنوات 115 35%
من 5 – 10 سنوات 153 43%
أكثر من 10 سنوات 84 22%
المجموع 352 100%

أداه الدراسة

لتحقيق أهداف الدراسة الحالية تم تطوير أداة الدراسة وهي عبارة عن استبانة لقياس درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي من وجهة نظرهن، وذلك بعد الإطلاع على الأدب النظري ذو الصلة بموضوع الدراسة الحالية كدراسة كلً من (عطية، 2023؛ رجب، 2022؛ الطلحي ومعاجيني، 2022؛ الجمل، 2022)، ومراجعة الدراسات السابقة ذات الصلة كدراسة كلً من (حماده، 2022؛ رجب، 2022؛ رمضان، 2021؛ الرفاعي والمومني وخاشوق، 2021؛ ماجن نجار وفيرستاتيرMagen-Nagar &Firstater, 2019؛ فالوون Falloon et al, 2017)، وعليه فقد تكونت أداة الدراسة من (22) فقرة.

صدق الأداة

للتأكد من صدق أداة الدراسة، استخدم نوعان من الإجراءات، الأول الصدق الظاهري، حيث عرضت الأداة بصورتها الأوليـة علـى عـدد مـن المحكمـين مـن أعضاء هيئة التدريس ذوي الخـبرة واختصـاص في الجامعات الأردنية؛ لأخذ وجهات نظرهم والاستفادة من آرائهم في تعديله والتحقق من مـدى ملائمـة كـل فقرة من فقرات الأداة، ومــدى ســلامتها ودقــة صــياغتها اللغوية والعلمية، بالإضافة لشمول الأداة لمشـكلة الدراسة وتحقيق أهدافها، وفى ضوء أراء واقتراحات السادة المحكمين تم إعادة صياغة بعـض الفقرات وإضـافة أو حذفت بعض الفقرات لتحسـين أداة الدراسة.

والطريقة الثانية كانت صدق الاتساق الداخلي والبنائي وذلك بالتحقق من مـدى اتسـاق جميـع فقـرات الأداة، أي أن الفقرة تقيس ما وضعت لقياسه ولا تقيس شيء أخر، وذلك من خلال حساب معامل الارتباط بيرسون بين درجة كل فقرة من فقرات الأداة والدرجـة الكليـة للأداة. والجدول (2) يبين ذلك.

الجدول (2) معامل الارتباط بيرسون لفقرات الأداة

رقم الفقرة معامل الارتباط مستوى الدلالة رقم الفقرة معامل الارتباط مستوى الدلالة رقم الفقرة معامل الارتباط مستوى الدلالة
1 0.596* 0.000 9 0.761* 0.000 17 0.703* 0.000
2 0.702* 0.000 10 0.735* 0.000 18 0.807* 0.000
3 0.673* 0.000 11 0.753* 0.000 19 0.71* 0.000
4 0.687* 0.000 12 0.687* 0.000 20 0.669* 0.000
5 0.731* 0.000 13 0.682* 0.000 21 0.66* 0.000
6 0.744* 0.000 14 0.698* 0.000 22 0.69* 0.000
7 0.762* 0.000 15 0.731* 0.000
8 0.699* 0.000 16 *0.706 0.000

* ذو دلالة معنوية عند 0.01

يتبين من الجـدول (2) أن معاملات الارتباط بيرسون لكافة فقرات الأداة ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05)، فقد كان أدنى معامل ارتباط (0.569) وأعلاها (0.807)، وعليه تعتبر كافة فقرات الأداة صادقة ومتسقة لما بنيت لقياسه.

ثبات أداة

للتأكد من ثبات أداة الدراسة تم التحقق بطريقة الاختبار وإعادة الاختبار، فقد تم تطبق الأداة على عينة مكونة من (32) معلمة للمرحلة الأساسية من داخل مجتمع الدراسة وخارج أفراد عينتها، ومن ثم تم حساب معامل الثبات بين التطبيقين باستخدام معامل ارتباط بيرسون والذي بلغ (0.81) وبناءً على معامل الثبات بيرسون تُعد الأداة مناسبة لأغراض الدراسة الحالية.

كما قامت الباحثة باستخراج معامل الثبات كرونباخ ألفا على كافة فقرات الأداة، والتي بلغت قيمة معامل كرونباخ ألفا للثبات (0.85)، وهي قيمة مرتفعة ومناسبة لغرض الدراسة.

متغيرات الدراسة

تتضمن الدراسة المتغيرات الآتية:

أولاً: المتغيرات المستقلة وهي على النحو الآتي:

المؤهل العلمي وله مستويان: بكالوريوس، دراسات عليا.

التخصص الأكاديمي وله مستويان: تخصصات إنسانية، تخصصات علمية.

سنوات الخبرة وله ثلاث مستويات: أقل من 5 سنوات، من 5 سنوات- أقل من 10 سنوات، 10 سنوات فأكثر.

ثانياً: المتغيرات التابعة: درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي من وجهة نظرهن.

المعالجة الإحصائية:

للإجابة عن سؤالي الدراسة قامت الباحثة باعتماد الأساليب الإحصائية المناسبة لتحليل البيانات بواسطة برنامج “الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية” (SPSS)، إذ قامت بحساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، واختبارات “ت” للعينات المستقلة، وتحليل التباين الأحادي.

كما قامت الباحثة بتصنيف درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي من وجهة نظرهن إلى ثلاثة مستويات هي (منخفضة، متوسطة، مرتفعة) وذلك بحسب المتوسطات الحسابية لإجابات عينة الدراسة لكل فقرة بحسب المعادلة الآتية:

طول الفئة = (الحد الأعلى للبدائل – الحد الادنى للبدائل)/ عدد المستويات

طول الفئة 1.33= (3 / 1-5) =

وعليه فتكون حدود المستويات الثلاثة على النحو الآتي:

المتوسط الحسابي الذي يقع بين (1-2.33) درجة توظيف منخفضة.

المتوسط الحسابي الذي يقع بين (2.34-3.67) درجة توظيف متوسطة.

المتوسط الحسابي الذي يقع بين (3.68-5) درجة توظيف مرتفعة.

نتائج الدراسة ومناقشتها: تم عرض النتائج ومناقشتها بحسب أسئلة الدراسة على النحو الآتي:

أولاً: النتائج المتعلقة بالسؤال الأول والذي نصه “ما درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي؟للإجابة عن هذا السؤال قامت الباحثة باستخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتبة والدرجة لكل فقرة من فقرات أداة الدراسة، والجدول (3) يبين ذلك.

الجدول (3) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتبة والدرجة لإجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي

رقم الفقرة الفقرة المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الرتبة الدرجة
17 أطبق الأنشطة التعليمية بشكل أنشطة رقمية مبسطة وجاذبة للطلبة. 4.122 0.670 1 مرتفعة
12 اعتمد على أدوات التقويم الرقمي في تقييم الطلبة. 4.048 0.788 2 مرتفعة
2 أتواصل مع إدارة المدرسة لتجاوز عقبات التعلم الرقمي. 4.037 0.793 3 مرتفعة
5 أشارك المواقف والأنشطة التعليمية مع الطلبة من خلال استثمار مواقع التواصل الاجتماعي. 3.989 0.827 4 مرتفعة
7 استثمر أساليب التدريس الملائمة للتعليم الرقمي. 3.986 0.772 5 مرتفعة
9 أحرص على توفير الأدوات والأجهزة اللازمة للتعلم الرقمي. 3.977 0.809 6 مرتفعة
10 أستخدم المؤثرات البصرية والسمعية بشكل فاعل في التعليم الرقمي. 3.969 0.752 7 مرتفعة
22 امتلك الكفايات اللازمة للتعامل مع التعليم الرقمي. 3.952 0.871 8 مرتفعة
3 أحفز الطلبة للتفاعل مع التعليم الرقمي. 3.929 0.819 9 مرتفعة
8 استثمر منصات التدريب لتنمية مهاراتي الرقمية. 3.929 0.832 10 مرتفعة
14 استفيد من المواقع الإلكترونية المساندة كمصدر من مصادر التعليم الرقمي. 3.926 0.874 11 مرتفعة
18 أحفظ المعلومات والبيانات بشكل متقن في التعليم الرقمي. 3.915 0.791 12 مرتفعة
11 امتلك موقع إلكتروني خاص للتواصل مع الطلبة. 3.898 0.821 13 مرتفعة
4 أحرص على تبادل الخبرات الرقمية مع المعلمين والمشرفين. 3.875 0.824 14 مرتفعة
6 استثمر الاجهزة الإلكترونية المتوفرة الملائمة للتعليم الرقمي. 3.852 0.803 15 مرتفعة
16 أفعل برامج Microsoft Office المتنوعة في التعليم الرقمي. 3.835 0.931 16 مرتفعة
13 أعزز أسلوب النقاش الجماعي؛ لتنقيح الافكار وتلخيصها في التعليم الرقمي. 3.821 0.873 17 مرتفعة
1 أحدد التعليمات والقوانين لطريقة سير الأنشطة في التعليم الرقمي. 3.818 0.855 18 مرتفعة
21 أنوع في أشكال التعليم الرمي لملائمة كافة أنماط تعلم الطلبة. 3.801 0.890 19 مرتفعة
15 أكلف الطلبة بالواجبات التعليمية الرقمية. 3.753 0.921 20 مرتفعة
20 أشجع الطلبة على التعلم الذاتي من خلال المصادر الرقمية. 3.750 0.896 21 مرتفعة
19 افعل بعض التقنيات الرقمية (كالواقع المعزز والافتراضي…) في العملية التعليمية. 3.636 0.954 22 مرتفعة
الكلي 3.901 0.741 مرتفعة

يوضح الجدول (3) أن المتوسط الحسابي الكلي لدرجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي قد بلغ (3.901) بانحراف معياري (0.741) وبدرجة مرتفعة، وقد تراوحت المتوسطات الحسابية لفقرات الأداة ما بين (4.122-3.636)، وقد جاءت الفقرة 17 وتنص على “أطبق الأنشطة التعليمية بشكل أنشطة رقمية مبسطة وجاذبة للطلبة.” في الرتبة الأولى بمتوسط حسابي (4.122) وانحراف معياري (0.670)، في حين أن الفقرة 19 وتنص على ” افعل بعض التقنيات الرقمية (كالواقع المعزز والافتراضي…) في العملية التعليمية.” في الرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (3.901) وانحراف معياري (0.954).

وتعزو الباحثة ذلك إلى جهود وزارة التربية والتعليم في المملكة الاردنية الهاشمية الهائلة في تهيئة الكوادر التعليمية وتدريبهم لامتلاك كفايات التعليم الرقمي ومهاراته، ليكونوا على أهبة الاستعداد لتوظيفها في العملية التعليمية، في ضوء التوجه العالمي نحو استثمار البرامج التكنولوجية والتقنيات الرقمية بكثرة في العملية التربوية.

كما أن ما تتمتع به الإدارات المدرسية من الوعي بأثر التقنيات الرقمية في العملية التعليمية يُعد من العوامل التي ساهمت في توظيف المعلمات للتعليم الرقمي بشكل مرتفع؛ فالتكامل في المنظومة التربوية وتحديثها وفق التطورات التكنولوجية يستلزم توفر إدارة مرنة واعية ومستوعبة لكافة التغييرات والتطورات العالمية في كافة المجالات، بالإضافة لتوفر البنية التحتية اللازمة والاتصال بشبكة الأنترنت الدائم التي ساهمت في هذه النتيجة.

وكما أن لمواكبة المعلمات لكافة المستجدات التكنولوجية والتطورات الرقمية، واستخدامهن للتعليم الرقمي في الصفوف الدراسية وإدراكهن لخصائصه في تنمية مهارات التفكير وأنماطه المتعددة، وامتلاكهن للكفايات والمهارات التي تمكنهن من التعليم المشوق والفعال بواسطة التقنيات الرقمية، ولتوفير الدورات التدريبية اللازمة لتزويد المعلمات بكافة كفايات التعليم الرقمي، قد ساعد في توظيف التعليم الرقمي.

أضف إلى ذلك أن مصادر التعليم الرقمي المتنوعة والمتعددة والمتوفرة بكثرة قد ساهمت في توظيف المعلمات للتعليم الرقمي بشكل مرتفع، وكما أن لامتلاك الطلبة للمهارات التكنولوجية الرقمية الأساسية، وميولهم واتجاهاتهم الإيجابية نحو التعلم من خلال الوسائط والبرامج والتقنيات الرقمية قد ساهمت أيضاً في تعزيز توظيف المعلمات للتعليم الرقمي، فالتعليم الرقمي يعمل على تعزيز دافعية الطلبة للتعلم، وتنمية مهارات الاتصال والتواصل وتكوين العلاقات الاجتماعية الإيجابية ما بين المعلمات والطلبة، فالتعليم الرقمي يمتاز بسهولة التعامل ما بين المعلمات والطلبة وتدريبهن على التعلم الذاتي، وتنمية المهارات الرقمية للطلبة، وتلقيهن للمعارف والحقائق بسهولة ودون الشعور بالملل ودون التقيد بوقت معين أو مكان محصور، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على العملية التربوية ككل.

وقد تشابهت هذه النتيجة مع نتيجة دراسة الأكلبي (2023) من أن درجة توظيف المعلمات للتعليم الرقمي قد جاء بدرجة مرتفعة (الصلاحات، 2021)، في حين أنها خالفت نتيجية دراسة كلً من (حماده، 2022؛ رجب، 2022؛ رمضان، 2021؛ الرفاعي والمومني وخاشوق، 2021؛ ماجن نجار وفيرستاتيرMagen-Nagar &Firstater, 2019؛ فالوون Falloon et al, 2017)، من أن درجة توظيف المعلمات للتعليم الرقمي قد جاء بمستوى متوسط.

ثانياً: النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني والذي نصه “هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (a=0.05) في درجة استجابة أفراد عينة الدراسة لدرجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي تُعزى للمتغيرات الديموغرافية (المؤهل العلمي، التخصص الأكاديمي، سنوات الخبرة)؟”

أولاً: المؤهل العلمي

للإجابة عن هذا السؤال قامت الباحثة باستخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمعرفة درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي تبعاً لمتغير المؤهل العلمي، والجدول (4) يبين ذلك.

الجدول (4) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية واختبار “ت” لإجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي تبعاً لمتغير المؤهل العلمي

مستوى الدلالة درجات الحرية اختبار ت الانحراف المعياري المتوسط الحسابي المؤهل
0.00 350 -4.116 0.599 3.81 بكالوريوس
0.542 4.07 دراسات عليا

يوضح الجدول (4) وجود فروق ظاهرية ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05(α≤ بين متوسط أداء أفراد العينة لدرجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي تبعاً لمتغير المؤهل العلمي، إذ بلغ مستوى الدلالة (0.00) والتي تُعد دالة إحصائياً؛ لأن قيمتها أقل من مستوى الدلالة (0.05)، وعليه فإنه يوجد فروق ذات دلالة إحصائية تُعزى للمؤهل العلمي ولصالح فئة الدراسات العليا.

وتعزو الباحثة ذلك إلى أن فئة الدراسات العليا لا بد أنهم قد تناولوا البرامج التكنولوجية والتقنيات الرقمية خلال مسيرتهم التعليمية العليا، فالعديد من المواد الدراسية والمساقات الجامعية قد تعرضت للتعليم الرقمي وآلياته ومهاراته وكفاياته وطرق تفعيله في العملية التعليمية، كما أن المعلمات من فئة الدراسات العليا قد تطرقوا إلى الدراسات الحديثة والأبحاث ذات الصلة بتكنولوجيا التعليم، أو أنهن قاموا بتطبيق العروض التقديمية والمشاريع ذات الصلة بالتعليم الرقمية؛ وبالتالي فإن عليه فإن استجابتهم لأداة الدراسة وإدراكهم ووعيهم للتعليم الرقمي تكون أشمل وأوسع من فئة البكالوريوس من المعلمات.

وقد اتفقت هذه النتيجة مع نتيجة دراسة كلً من (حماده، 2022؛ الطلحي ومعاجيني، 2022؛ كونكا وأوزيل وزيليورت Konca, Ozel &Zelyurt, 2019)، والتي نتج عنها وجود فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد عينة الدراسة لدرجة توظيف المعلمات للتعليم الرقمي بحسب متغير المؤهل العلمي ولصالح فئة الدراسات العليا.

ثانياً: التخصص الأكاديمي

للإجابة عن هذا السؤال قامت الباحثة باستخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمعرفة درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي تبعاً لمتغير التخصص الأكاديمي، والجدول (5) يبين ذلك.

الجدول (5) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية واختبار “ت” لإجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي تبعاً لمتغير التخصص الأكاديمي

مستوى الدلالة درجات الحرية اختبار ت الانحراف المعياري المتوسط الحسابي التخصص الأكاديمي
0.469 350 0.724 0.61 3.94 تخصصات إنسانية
0.58 3.89 تخصصات علمية

يوضح الجدول (5) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05(α≤ بين متوسط أداء أفراد العينة لدرجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي تبعاً لمتغير التخصص الأكاديمي، إذ بلغ مستوى الدلالة (0.469) والتي تُعد غير دالة إحصائياً؛ لأن قيمتها أكبر من مستوى الدلالة (0.05)، وعليه فإنه لا يوجد فروق ذات دلالة إحصائية تُعزى للتخصص الأكاديمي.

وتعزو الباحثة ذلك إلى أن توفير الإمكانات المادية والبنية التحتية اللازمة للتعليم الرقمي متوفرة لكافة التخصصات، كما أن معلمات التخصصات الإنسانية أو العلمية يمتلكن الكفايات والمهارات اللازمة لتوظيف التعليم الرقمي، فالتخصص لا يُعد مانعاً لتطوير الذات أو استثمار الأساليب التعليمية والتربوية الحديثة كالبرامج التكنولوجية والتقنيات الرقمية في العملية التعليمية، كما أن المعلمات باختلاف تخصصاتهن يعملن في بيئة تربوية تعليمية واحدة تتشابه في الظروف والبيئة المحيطة ويتعرضون للفرص التطويرية ذاتها وتسعين لتحقيق غايات وأهداف العملية التربوية بشكل متساو.

وقد اتفقت هذه النتيجة نتيجة دراسة (حماده، 2022) والتي نتج عنها عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد عينة الدراسة لدرجة توظيف المعلمات للتعليم الرقمي بحسب متغير التخصص الأكاديمي.

ثالثاً: سنوات الخبرة

للإجابة عن هذا السؤال قامت الباحثة باستخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمعرفة درجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي تبعاً لمتغير سنوات الخبرة، والجدول (6) يبين ذلك.

الجدول (6) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية واختبار “ف” لإجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي تبعاً لمتغير سنوات الخبرة

مستوى الدلالة قيمة “ف” الانحراف المعياري المتوسط الحسابي سنوات الخبرة
0.045 2.933 0.54 3.90 أقل من 5 سنوات
0.64 3.84 من 5 سنوات -10 سنوات
0.56 4.03 أكبر من 10 سنوات

يوضح الجدول (6) وجود فروق ظاهرية ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05(α≤ بين متوسط أداء أفراد العينة لدرجة توظيف معلمات المرحلة الأساسية في تربية لواء الجامعة للتعليم الرقمي تبعاً لمتغير سنوات الخبرة، إذ بلغ مستوى الدلالة (0.45) والتي تُعد دالة إحصائياً؛ لأن قيمتها أقل من مستوى الدلالة (0.05)، وعليه فإنه يوجد فروق ذات دلالة إحصائية تُعزى لسنوات الخبرة ولصالح فئة أقل من 5 سنوات.

ويعزى ذلك إلى أن معلمات من فئة أقل من 5 سنوات في بداية التوظيف يبدين الرغبة والإصرار على إثبات الذات، وتطبيق ما تلقيهن من تدريب وتعليم في العملية التربوية، بالإضافة لتمتعهن بالكفايات التكنولوجية والمهارات الرقمية الحديثة؛ لصغر سنهن مما يمتعهن بالقدرة على استثمار هذه المهارة في العلمية التربوية، في حين أن باقي فئات المعلمين قد يعتمدن على الأساليب والاستراتيجيات التقليدية في العملية التعليمية.

وقد اتفقت هذه النتيجة نتيجة دراسة (الحامد، 2023) والتي نتج عنها وجود فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد عينة الدراسة لدرجة توظيف المعلمات للتعليم الرقمي بحسب متغير سنوات الخبرة ولصالح أقل من 5 سنوات.

التوصيات

في ضوء النتائج السابقة، فإن الدراسة توصي بالآتي:

  • عقد الدورات التدريبية لكافة المعلمين بمختلف التخصصات؛ لاطلاعهم على مستجدات استثمار التقنيات الرقمية في العملية التعليمية.
  • التنسيب لكافة مديريات التربية والتعليم بتوفير كافة المواد اللازمة لتوظيف التعليم الرقمي في المدارس التابعة لها.
  • ضرورة تشجيع المعلمين على التحول إلى الأساليب التكنولوجية الحديثة والتقنيات الرقمية المتطورة في العملية التعليمية؛ تماشياً مع التوجهات التربوية العالمية.
  • تضمين المحتويات الدراسية وأدلة المعلمين بالأساليب والاستراتيجيات التدريسية التي تستثمر البرامج التكنولوجية والوسائط الرقمية من خلالها.
  • إجراء المزيد من الدراسات ذات الصلة بالتعليم الرقمي في ضوء متغيرات جديدة وعينات مختلفة.

المراجع العربية

أبو غانم، منور سلمان محمد (2022). درجة اكتساب تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى للمهارات الحياتية في مدارس تربية لواء الموقر من وجهة نظر المعلمين، المجلة العربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية، مركز السنبلة للبحوث والدراسات، الأردن، العدد (11)، 1-45.

الأسود، الزهراء (2021). معوقات التعليم عن بعد وسبل مواجهتها، المجلة العربية للتربية النوعية، 5(17)، 271-283.

الأكلبي، فاطمة جخيدب (2023). درجة استخدام كائنات التعلم الرقمية لدى معلمات المرحلة الثانوية بمحافظة بيشة، مجلة التربية، جامعة الأزهر، العدد (197)، 29-61.

الجمل، أسمهان (2022). اتجاهات طلبة جامعة القدي المفتوحة نحو التعلم الإلكتروني، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، 6(6)، 1-26.

الحامد، أسماء خالد (2023). اتجاهات معلمات الصفوف الاولية نحو توظيف القصص الرقمية في تنمية مهارة الاستماع، المجلة العربية لإعلام وثقافة الطفل، المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب، 6(24)، 279-300.

حسنين، محمد رفعت (2017). التعليم الإلكتروني، مكة المكرمة: دار زهور المعرفة والبركة.

رجب، عديلة عبدالحميد (2022). درجة توظيف معلمات الطفولة المبكرة بمكة المكرمة للمهارات الرقمية أثناء التعليم عن بعد، مجلة الفنون والأدب وعلوم الإنسانيات والاجتماع، كلية الامارات للعلوم التربوية، العدد (84)، 60-79.

الرفاعي، عبير محمد والمومني، محمد احمد وخاشوق، شذى أحمد (2021). مدى تضمين كتب التربية الوطنية والمدنية للمرحلة الأساسية العليا في الأردن لمصادر التعلم الرقمية ودرجة توظيف المعلمين لها، مجلة جامعة الملك خالد للعلوم التربوية، جامعة الملك خالد، 8(1)، 355-402.

رمضان، عصام بن جابر (2021). واقع تطبيق معلمي المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية لمهارات توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالعملية التعليمية، مجلة عجمان للدراسات والبحوث، جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم، 20 (2)، 1-33.

سعودي، خالد عطية سعودي والحناقطة، سلام عطا الله (2022). المشكلات التربوية التي تواجه معلمات الصفوف الثلاثة الأولى في محافظة الطفيلة من وجهة نظرهن، مجلة الدراسات والبحوث التربوية، مركز العطاء للاستشارات التربوية، الكويت، 2(5)، 172-201.

الشهوان، امتنان عبدالرحمن والنعيمي، غادة بنت سالم (2019)، واقع استخدام المعلمات للمعرفة الرقمية في تدريس الرياضيات والعلوم الطبيعية ضمن سلسلة ماجروهيل بالمرحلة المتوسطة في مدينة الرياض، المجلة العربية للتربية النوعية، المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب، العدد (6)، 13-35.

الطلحي، مها عبدالرحمن ومعاجيني، حسن أسامة (2022)، واقع توظيف التطبيقات الرقمية في تدريس الطلبة من ذوي اضطراب طيف التوحد من وجهة نظر معلميهم وأولياء أمورهم في مدينة جدة، مجلة التربية الخاصة والتأهيل، مؤسسة التربية الخاصة والتأهيل، 14(50)، 105-141.

عطية، مي حسن (2023). تقييم تجربة جامعة القدس المفتوحة للتعلم الإلكتروني في ظل جائحة فايروس كورونا من وجهة نظر طلبة الدراسات العليا الذين خضعوا للتجربة، المجلة الدولية للعلوم التربوية، 6(2)، 283-308.

علوان، ماجدة (2020). جودة التقويم في التعليم الإلكتروني، مجلة الجامعة العراقية، 49(1)، 439-448.

العنزي، حصة عبدالله (2021). اتجاهات معلمات الدراسات الاجتماعية نحو التعليم الرقمي في مدينة تبوك، مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس، رابطة التربويين العرب، العدد (137)، 329-356.

المراجع الأجنبية

Falloon, G, Janson, R &Janson, (2017). Digital Learning Objects: A Need for Educational Leadership The benefits and challenges of using Digital Learning Objects in the classroom.

Konca, A; Ozel, E; Zelyurt, H. (2019). Attitudes of Preschool Teachers towards Using Information and Communication Technologies (ICT). International Journal of Research in Education and Science, 2(1). 10-15.

Nagar, N; Firstater, E. (2019). The Obstacles to ICT Implementation in the Kindergarten Environment: Kindergarten Teachers Beliefs. Journal of Research in Childhood Education, 33(2). 165-179.