الاضطرابات اللغوية ما بين التأثير والعلاج لطلاب المرحلة الابتدائية

صبا صفوان أتاسي1

1 جامعة إسطنبول آيدن، تركيا.

بريد الكتروني: atassiseba@gmail.com

HNSJ, 2024, 5(7); https://doi.org/10.53796/hnsj57/5

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/07/2024م تاريخ القبول: 06/06/2024م

المستخلص

يهدف هذا البحث إلى فهم ودراسة أسباب وأنواع الاضطرابات اللغوية والمساعدة على فهم أسبابها وأنواعها المختلفة، للمساعدة في تطوير برامج العلاج والتدخل الفعالة التي تساعد الأطفال المصابين بالاضطرابات اللغوية على تحسين مهاراتهم اللغوية وتحقيق أهدافهم، إضافة إلى زيادة الوعي بهذه الاضطرابات لدى المجتمع للمساهمة في تحسين حياة الأطفال المصابين بهذه الاضطرابات.

الكلمات المفتاحية: اللغة – الاضطراب اللغوي – التواصل

Research title

Language disorders: Between impact and treatment for elementary school students

SEBA SAFWAN ATASSI1

1 Istanbul Aydin University, Türkiye.

Email: atassiseba@gmail.com

HNSJ, 2024, 5(7); https://doi.org/10.53796/hnsj57/5

Published at 01/07/2024 Accepted at 06/06/2024

Abstract

This research aims to understand and study the causes and types of language disorders, helping to understand their various causes and types to aid in the development of effective treatment and intervention programs that assist children with language disorders in improving their language skills and achieving their goals. Additionally, it seeks to raise awareness of these disorders within the community to contribute to improving the lives of children affected by these disorders.

Key Words: Language – linguistic disorder – communication

المقدمة:

تعتبر اللغة من أعظم النعم التي خص الله تعالى بها الإنسان وميزه بها على الحيوان، فهي أداة التخاطب والتفاهم بين الأفراد، ومن إحدى وسائل الاتصال فيما بينهم، إذ تعتبر من الموضوعات الهامة التي شغلت القدماء والمحدثين من علماء وباحثين في الطب وعلم النفس والتربية الخاصة وعلم الاجتماع، كما تعتبر اللغة من الموضوعات التي اتخذتها اللسانيات موضوعا للدراسة العلمية، إذ نتج عن تداخل اللسانيات باللغة ظهور علوم أخرى مثل اللسانيات الاجتماعية، اللسانيات الحاسوبية واللسانيات النفسية، ومن بين المجالات التي اهتمت بها هذه الأخيرة اكتساب اللغة وتعلمها الذاكرة واللغة الدلالة اللغوية واضطرابات اللغة والكلام، حيث يعد موضوع الاضطرابات اللغوية من الموضوعات الهامة في مجال اللسانيات النفسية، وباعتبار أن اللغة وسيلة من الوسائل الأساسية للتواصل الاجتماعي من خلال التعبير عن الذات وفهم الآخرين، وتبادل الأفكار والمعارف، فأي اضطراب يحدث في هذه الملكة يؤدي بالضرورة إلى عرقلة عملية التواصل، فتفقد اللغة بذلك قيمتها كوسيلة تواصلية بين أفراد. (شقير، 2001)

فالاضطرابات اللغوية من أكثر الصعوبات استفحالا في الأوساط التعليمية نظرا لتعقيدها وغموضها لأنها غير واضحة المعالم، وهذا التعدد في ملامحها وتفاوت حدتها من فرد إلى آخر يؤثر سلبا على حياة التلميذ وعلى تحصيله العلمي سواء من حيث الكتابة أو القراءة، إذن فالاضطراب اللغوي مفهوم يشير إلى عجز الفرد عن جعل كلامه مفهوما، والعجز عن التعبير عن أفكاره بكلمات مناسبة أو عدم القدرة على نطق الحروف بصورة صحيحة، فالاضطرابات اللغوية قد تتعدد عند التلاميذ وتتنوع في شدتها حسب إصابته ومدى تأثره بها.

والدافع الذي جعلني أختار هذا الموضوع هو مدى أهمية هذه المواضيع اللغوية، ورغبة بمحاولة الإحاطة بالاضطرابات اللغوية التي يعاني منها الأطفال خاصة في الدراسة بقصد تقديم المساعدة لذوي الاضطرابات اللغوية من خلال تقديم آليات مقومة لذلك.

قسم العلماء حياة الطفل إلى مراحل متعددة، وبينوا ملامح كل مرحلة، والتطورات اللغوية التي تظهر عنده، فمرحلة الصرخة الأولى عند الولادة، تتبعها مرحلة المناغاة عندما يبلغ الطفل الشهر الثاني من عمره، ثم مرحلة البأبأة، إذ يبدأ الطفل باللعب بالأصوات الشفوية (الباء، والميم ، ثم النطق بالكلمة الأولى عند بلوغه الشهر العاشر إلى الشهر الثاني عشر… وهكذا، ولكن بعض الأطفال قد يتعرضون إلى خلل في مرحلة من هذه المراحل مما يشير إلى وجود مشكلة لغوية، قد ترافق الطفل في مراحل حياته اللاحقة.

من هذه المشكلات ما يلاحظ على الطفل في عدم فهم اللغة، أو معنى من معانيها، أو طريقة نطق حروفها، أو أسلوب عرضه لها. إن هذه المشكلات اللغوية قد تتعدد عند الأطفال، وتتنوع في شدتها حسب إصابة الطفل، ومدى تأثره بها. (الدباس، 2013)

حيث ثمة مشكلات لغوية قد تصيب الأطفال، ولكنها تتفاوت من طفل إلى آخر. فقد يعاني أحدهم من اضطراب لغوي واحد، أو قد يعاني من اضطرابات متعددة، وقد يكون هذا الاضطراب أو الاضطرابات التي يعاني منها طفل ما تحمل أثراً سيئاً أكثر مما تحمله عند طفل آخر، ولعل سبب ذلك عائد إلى شدة الإصابة التي تعرض لها ذلك الطفل، أو تبعاً للبيئة التي يعيش فيها.

لقد اهتم العلماء بالبحث عن هذه الاضطرابات، وعن أنواعها، وأسباب حدوثها سواء أكانت أسباباً فسيولوجية أم كانت اجتماعية أم نفسية، وعن كيفية علاجها خاصة وأن هذه الاضطرابات تؤثر تأثيرا سلبيا في حياة الطفل، وعلى تحصيله العلمي، وعلى علاقته بالمجتمع الذي يعيش فيه. (الدباس، 2013)

قبل الخوض في فحص وتحليل الاضطرابات اللغوية، لا بد من أن نأخذ في الاعتبار الآليات الكامنة وراء الكلام البشري وإنتاج الكلام، وعلى وجه التحديد، يتم إنتاج الكلام من قبل الدماغ من خلال أمر يتم إرساله إلى أعضاء الكلام من منطقة بروكا[1] ، والتي سميت على اسم الطبيب الفرنسي Paul Broca الذي اكتشفها ، حيث يتم تنظيم اللغة عن طريق الجانب الأيسر من الدماغ في نصف الكرة الأيسر للإنسان، علماً أن إصابة منطقة بروكا تسبب الشلل التام. (كامل، 1991)

وفقا لدي سوسير Ferdinand de Saussure، فإن الجزء الأيسر من الفص الجبهي للدماغ يضم القدرة على الكلام وكل ما يتعلق باللسان، بما في ذلك الكتابة، ينشأ في هذه المنطقة من الدماغ، وهي أيضًا المكان الذي ينقبض فيه الحجاب الحاجز، وتضيق عضلات البطن، ويتم تزويد الرئتين بالهواء الكافي من أجل الضغط على الرئتين، يرتفع الهواء منهما وينتقل إلى القصبة الهوائية والحنجرة، حيث يتحرك الحبلان الصوتيان في اتجاهات مختلفة اعتمادًا على ما إذا كان يتم إصدار صوت منطوق أو هامس ثم يتحرك اللسان في اتجاهات مختلفة ليلتقي بمخرج الصوت الملفظ، ارتفاعا أو هبوطا أو تأخيرا. (سوسير، 1984)

أهداف البحث: وتهدف الدراسة إلى الآتي:

التعريف بالاضطرابات اللغوية.

تصنيف الاضطرابات اللغوية وتشخيصها والكشف عن مكان الخلل.

لفت النظر إلى الشريحة المضطربة لغويا من المجتمع.

معرفة شدة الاضطرابات لدى التلاميذ، والعمل على تحقيق حلول للتخفيف أو علاج هذه الاضطرابات.

أهمية البحث:

وتكمن أهمية الدراسة فيما يلي:

1/ فهم أسباب وأنواع الاضطرابات اللغويةو تساعد دراسة الاضطرابات اللغوية على فهم أسبابها وأنواعها المختلفة، مما يساعد على تطوير برامج العلاج والتدخل المناسبة.

2/ تطوير برامج العلاج والتدخل الفعالة: تساعد دراسة الاضطرابات اللغوية على تطوير برامج العلاج والتدخل الفعالة التي تساعد الأشخاص المصابين بالاضطرابات اللغوية على تحسين مهاراتهم اللغوية وتحقيق أهدافهم.

3/زيادة الوعي بالاضطرابات اللغوية: تساعد دراسة الاضطرابات اللغوية على زيادة الوعي بهذه الاضطرابات لدى المجتمع، مما يساعد على تحسين حياة الأشخاص المصابين بها.

مصطلحات البحث:

اللغة: للغة هي نظام من الرموز الصوتية أو الإشارات المكتوبة التي يستخدمها البشر للتواصل والتعبير عن الأفكار والمشاعر والمعلومات. تعتبر اللغة وسيلة رئيسية للتفاعل الاجتماعي والتفاهم بين الأفراد والجماعات. تتكون اللغة من مجموعة من القواعد النحوية والصرفية والمعجمية التي تتيح للمتحدثين تكوين جمل ومعاني مفهومة.

الاضطراب اللغوي: هي خلل أو ضعف في نمو أو تطور اللغة وفهم واستخدامها منطوقة أو مكتوبة.

التواصل: التواصل هو عملية تبادل المعلومات والأفكار والمشاعر بين الأفراد أو الجماعات من خلال استخدام وسائل مختلفة مثل اللغة، الإشارات، الرموز، أو وسائل الاتصال الأخرى. يمكن أن يكون التواصل شفهياً، كتابياً، بصرياً، أو غير لفظي. يتميز التواصل الفعال بوضوح الرسالة، فهم المتلقي، والتغذية الراجعة المناسبة.

مفهوم اضطراب اللغة:

يتراوح اضطراب اللغة بين الغياب التام للكلام إلى الحضور المتغير في إنتاج قواعد ولغة مفيدة، ولكن مع محتوى قليل، ومفردات قليلة، وتكوين لفظي محدد، وإغفال أدوات التعريف، وحروف الجر، وعلامات الجمع، والأحوال. هي أي صعوبة في إنتاج أو تلقي الوحدات اللغوية بغض النظر عن البيئة.

وهو عدم القدرة أو القدرة الخاصة على استخدام رموز اللغة في التواصل، مما يتعارض مع قدرة الفرد على التفاعل بنجاح داخل أي مجتمع معين وفقًا لمعاييره. (الزريقات، 2005)

حيث قام أكاديميون مختلفون بتسمية الاضطرابات اللغوية المختلفة التي قد يعاني منها بعض الأطفال. وقد أشار إليها الجاحظ قديماً بعيوب النطق، وقد تمت الإشارة إليها مؤخراً بعدد من المصطلحات، مثل القصور، أو العجز اللغوي، أو الإعاقة اللغوية، أو التأخر اللغوي، ومع ذلك، يُعتقد أن الاضطرابات اللغوية هي المصطلح الأكثر دقة.

وهذا لبعض الأسباب ومنها:

مثل جميع أعضاء الجسم الأخرى، اللغة البشرية كائن حي ويمكن أن يصاب باضطرابات أو عيوب يمكن أن تكون ذات طبيعة فسيولوجية أو تطورية.

الاضطرابات تشمل الأطفال الذين يعانون من سلوكيات لغوية مضطربة بسبب قصور في وظيفة معالجة اللغة والتي قد تظهر على شكل أنماط مختلفة من الأداء، وتتشكل حسب الظروف المحيطة بالمكان الذي تظهر فيه، بحسب آرام Aram الذي قدم تعريف الاضطرابات اللغوية التي ذكرها السرطاوي.

إن معنى الكلام وسياقه ومعناه وشكله وعلاقته بالمفاهيم، ودرجة فهم الآخرين له، وتشويه الكلام من حيث إضافة أو طرح بعض الأصوات والكلمات، وسرعة وبطء الكلام هي أمور جميع عوامل الاضطرابات اللغوية وهي تركز على كيفية تفاعل معنى ومضمون الكلام مع الرفاه الاجتماعي والنفسي والعقلي للمتحدث.

ويرى فان رايبر Charles Van Riper أن اضطرابات النطق والكلام هي اضطرابات تواصل أو مشكلات تواصل وهي عبارة عن اختلاف الفرد في نوعية كلامه بحيث إن هذه المشكلات تكون من النوع الذي يلفت الانتباه، ويؤثر في طبيعة الرسالة المطلوب ايصالها أو أنها تزعج السامع والمتكلم. (الدباس، 2013)

على الرغم من أنهما ليسا نفس الشيء، إلا أن حامد زهران يعتقد أن هناك علاقة بين تشوهات أو مشاكل الكلام واللغة، ترتبط مشكلات النطق بقضايا تتعلق بتوليد الرموز الشفهية، بينما ترتبط المشكلات اللغوية بقضايا تتعلق بالرموز اللغوية أو القواعد والضوابط التي تستخدمها وتملي ترتيبها. (الدباس، 2013)

تصنيفات الاضطرابات اللغوية:

اضطرابات النطق :

يتم استخدام العمليات الحركية الإجمالية في إعداد وإلقاء الكلام، وهذا هو النوع الأكثر انتشارًا من اضطرابات النطق، إنها مشكلة في إنشاء الأصوات بشكل صحيح، سواء في الحروف المتحركة أو الأصوات الساكنة، أو كليهما، بسبب الموضع غير المناسب، أو اتجاه الهواء غير المنتظم، أو السرعة.

مرحلة الطفولة المبكرة هي المرحلة التي تظهر فيها اضطرابات النطق عادة، ولا يتم تشخيصها على هذا النحو حتى تستمر في المدرسة الابتدائية. (طيب، 2008)

أنواع الاضطرابات النطقية:

الاضطرابات الابدالية:

ويعني ابدال حرف بحرف آخر لا لزوم له، كأن يستبدل حرف: ر / ل، فعلى سبيل المثال: خروف / خلوف، تمغين بدلا من تمرين وسبب في ذلك: مرور تيار الهواء من تجويف ضيق اللسان وسقف الحلق أو بروز طرق اللسان خارج الفم، وهناك إبدال حرف (س) بحرف (د) وحرف ( ر) إلى ( ل) وتسمى هذه الحالة صعوبة النطق الجزئية حيث يبدوا لك، أن كلام طفلك في شكله العام واضحا عدا الاضطراب في نطق الحرف أو أكثر، وهناك حالات نجد هناك أطفال يقومون بتبديل أكثر من حرف في كلامهم وسبب ذلك:

تبديل الأسنان أو سبب عدم انتظام أسنان الطفل أو حالات وظيفية سببها الخوف الشديد أو الانفعال أو عامل التقليد. (الغزالي، 2011)

للعيوب الإبدالية عدة اشكال منها:

– الإبدال الوقفي: هو إبدال الصوت الاحتكاكي بصوت انفجاري مثل (ث) بدلا من (س).

– الإبدال الاحتكاكي: هو إبدال الصوت المزجي بصوت احتكاكي مثل (ز) بدلاً من (ج).

الإبدال الأمامي هو ابدال الصوت الخلفي بصوت أمامي مثل (د) بدلاً من (ق).

الإبدال الجانبي: هو إبدال الصوت المائع بصوت جانبي مثل (ل) بدلاً من (ر).

– الإبدال الأنفي: هو إبدال الصوت الفموي بصوت أنفي مثل (ب) بدلاً من (م).

– خفض مجموعة الأصوات الهادئة:

يقوم الطفل بإزالة أحد الأصوات الصامتة أو يمكنه دمجها في صوت واحد جديد عند حدوثها على التوالي دون وجود حرف علة بينهما. يمكن أن تحتوي بداية الكلمة أو وسطها على عدد أقل من الأصوات الصامتة. (Lucker-Lazerson. 2003)

عند التحدث بسرعة، يتم إسقاط الأصوات المحاصرة الموجودة في بداية الكلمات ونهايتها ووسطها، مما قد يؤدي إلى الحذف. أصوات الحروف الصحيحة التي يصعب على المستمعين الصغار نطقها يتم التخلص منها بالمثل من خلال الأصوات المحبسة مثل (ز، دو). (الصالح، ۱۹۹۹).

التشويه :

هو استبدال صوت ليس جزءًا من اللغة المنطوقة بصوت موجود في الكلمة، تعتبر مخرجات الصوت الخاطئة الناتجة عن تشويه النطق هي المشكلة، يحاول الطفل تقليد الأصوات، لكنه لا يستطيع ذلك، ونتيجة لذلك عندما يحاول نطق صوت ما، يصبح كلامه مشوهاً أو صفيراً. (Haynes, et, al, 2006)

عند تحديد اضطرابات التشويه، من المهم ملاحظة أنه على الرغم من إنتاج الصوت بشكل غير صحيح، إلا أنه لا يزال مطابقًا تقريبًا للصوت المقصود، ولهذا السبب لا يتم تصنيفها على أنها أخطاء استبدالية.

الاضطرابات التحريفية:

تنشأ هذه المشاكل عندما ينطق الطفل صوتًا بشكل خاطئ ويصبح الصوت الجديد مشابهًا للصوت الأصلي الصحيح، كما هو الحال عندما ينطق الطفل حرف “S” أثناء التصفير والشتائم، يمكن أن يحدث هذا عندما يكون الطفل متعدد اللغات أو عندما يتطور كلامه بسرعة.

الإضافة:

وهي أن يضيف الفرد صوتاً أو مقطعاً جديداً إلى الكلمة المنطوقة مثل لعبات بدلاً من كلمة لعبة، وهذا ما يجعل الكلام غير واضحاً أو مفهوماً،وفي هذه الحالة يصبح كلام الطفل مشوشاً لأنه يضيف صوتاً إضافياً إلى الكلمة. إذا استمر المرض، يصبح الكلام غير مفهوم وواضح إضافةً إلى صعوبة النطق.

اضطرابات الضغط:

نلاحظ أن الطفل لا يستطيع أن يضغط بلسانه على أعلى رقبته عندما يخطئ في نطق بعض الحروف مثل الراء واللام.

ومن الأسباب وراء ذلك وجود مرض في اللسان والأعصاب المحيطة به، بالإضافة إلى حالة دورية في الجزء العلوي من الحلق. (الوائلي، 42)

اضطراب التعبير:

اضطراب اللغة التعبيرية هي حالة مزمنة تُؤثر على قدرة المصاب على استخدام اللغة، حيث يُعاني المصاب من مشاكل تمنعه من التعبير عن أفكاره، ولا يُؤثر اضطراب اللغة التعبيرية على القدرة على الكلام فقط، بل تُعيق قدرة المصاب على الكتابة واستخدام طرق التواصل غير اللفظي كالإيماءات أيضًا.

تقييم الاحتياجات والخطط العلاجية:

يجب على المعلم أو الأخصائي اتخاذ الإجراءات التالية كجزء من الخطة العلاجية الفردية أو الجماعية لاضطرابات اللغة:

استخدام الأصوات الجديدة التي تعلمها الطفل أثناء القراءة بصوت عالٍ.

إن تعليم الطفل تهجئة الكلمات التي تحتوي على الأصوات التي يتعلمها في البرنامج العلاجي يمكن أن يساعده في التعرف على الكلمات.

إشراك الطفل في الأنشطة المتعلقة بالكلام واللغة، وتعليمه كيفية إصدار الأصوات المختلفة، وتعليمه كيفية التمييز بينها، ومن المهم جداً عدم السخرية من الطفل.

التعرف على الأصوات التي سيتعلم الطفل تقليدها كجزء من برنامج العلاج ودعم الطفل على القيام بذلك من خلال تقديم التعزيز الإيجابي.

توجيه الطفل إلى طبيب و معالج نفسي في حال كانت العوامل النفسية ومنها الخجل هي السبب في مشاكله.

وبدون هذه العناصر، لا توجد استراتيجية علاجية شاملة:

إرشاد الوالدين:

أولئك الذين يشعرون بالقلق من الوقاية من أسباب اضطرابات النطق – وخاصة عدم جعل الطفل الأعسر يكتب بيده اليمنى – يتجنبون الغضب والعقاب، ويبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على سلامة الطفل حتى ينمي طلاقة الكلام، ويمتنعون عن التصحيح المستمر كلام الطفل، حتى عندما يتم ذلك لأغراض علاجية.

العلاج النفسي:

التقليل من الميل نحو الخجل والارتباك والانطواء، مما يؤثر على الشخصية، وقد يزيد من الأخطاء والاضطرابات؛ لعلاج الطفل القلق والمحروم عاطفياً؛ لمساعدة الإنسان على فهم قيمة التواصل اللفظي في تطوره وتقدمه في المجتمع؛ لتعزيز احترامه لذاته وتشجيعه على العمل من أجل علاجه؛ لإبعاده عن الصراعات العاطفية؛ واستعادة التوازن العاطفي وحلها، وتعالج المشاكل الفردية وفقدان الصوت الهستيري بالأدوية النفسية والإيحاءات، يجب إعطاء الأولوية للعلاج باللعب والعلاج الاجتماعي والجماعي وتعزيز النشاط العقلي والجسدي. حالات الضعف العقلي تحتاج إلى علاج أيضًا.

العلاج الطبي:

لعلاج الأمراض المرتبطة بصعوبات النطق وكذلك العيوب التشريحية والهيكلية في الجهاز العصبي والكلام والسمعي. في بعض الأحيان، تكون هناك حاجة لعملية جراحية (إغلاق فجوة الحنك).

بالإضافة إلى ذلك، يؤكد جلازارد (Glazzard, 2015) أنه يجب على المعلمين استخدام مجموعة محددة من التكتيكات عند العمل مع الطلاب المضطربين لغويًا. تشمل هذه الاستراتيجيات ما يلي:

. يجب على المعلم أن يتيح للطالب الوقت الكافي ليفكر فيما يريد أن يقوله، ويخرج بالكلمات المناسبة، وبين العبارة يقوم بطرح استفسارات مفتوحة، يعطي تعليمات، مثل ما يجب فعله بكلمة إذا كان الطالب يواجه صعوبة في التوصل إلى كلمةإضافةإلى توظيف تقنيات التدريس متعددة الحواس.و تعليم مفردات جديدة مع مساعدة الطفل في تخزين واسترجاع الكلمات لاستخدامها لاحقًا.ولمساعدة المتعلم على سماع الصيغة الصحيحة، كرر ما قاله مرة أخرى أثناء استخدام المفردات والقواعد المناسبة.إضافة مصطلحات أو أفكار جديدة إلى بيان الطالب لجعله أكثر شمولاً.

كما يجب على أخصائي أمراض النطق أن يأخذ في الاعتبار الاختلافات بين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النطق والاضطرابات نفسها عند اختيار الاختبارات المناسبة ، تشمل هذه الاختلافات القضايا المتعلقة بعمر الشخص وجنسه ومستوى حالته والأسباب الكامنة والمسؤوليات الشخصية والعائلية، ولا ينبغي أن يحدد التقييم طبيعة الاضطراب فحسب، بل يجب أيضًا أن يحدد الظروف التي يظهر فيها، وتشمل الاعتبارات الأخرى مستوى الأداء العقلي، ومستوى التنسيق الحركي، والعوامل العاطفية والبيئية، والغرض من الإحالة إلى أخصائي. من المهم أن تضع في اعتبارك مبرر اختيار الاختبارات والإجراءات الأخرى.

وللاضطرابات اللغوية مناهج علاجية وهي:

ا – المنهج العلاجي المرتكز على الاخصائي.

يتم تطبيق هذه الطريقة عادةً خلال مرحلة إنشاء السلوك اللغوي وتشكيله. هذه الإستراتيجية، والتي تتضمن جعل الطفل يكرر ما يسمعه من أخصائي الزريقات، تعتمد في كثير من الأحيان على تقنية التكرار لتعليم الطفل سلوكيات لغوية جديدة. (۲۰۰۵)

باستخدام استراتيجية العلاج هذه، يركز أخصائي أمراض النطق واللغة على عنصر واحد من عناصر اللغة ويختار أفضل الوسائل والتقنيات والموارد لمعالجته. وأثناء ممارستهم للأنشطة العلاجية، يتحدث الأخصائي مع الشاب حول ما يحتاجه منه، يجب أن يأخذ اختيار نهج العلاج والمواد المستخدمة في الاعتبار الاعتبارات العمرية بالإضافة إلى النتيجة المرجوة. هوايات الطفل ووقته. (عمايرة ، ٢٠١٤)

ب. المنهج العلاجي المرتكز على الطفل:

في هذا النوع من العلاج، يتولى الطفل دورًا قياديًا، وتتمثل مهمة الأخصائي في خلق بيئة تواصل راعية له مع مراقبته أيضًا، ومساعدته على تحسين كل سلوك لغوي مناسب، وتزويده بالتغذية الراجعة التي يحتاجها. وبهذه الطريقة، يتعامل المتخصص مع اللغة التعبيرية والاستقبالية في وقت واحد، دون التركيز على منطقة واحدة. وبهذا النوع من الرعاية يستطيع الخبير استخدام “أسلوب التوسيع” بتكرار أقوال الطفل بطريقة أكثر تفصيلاً وتطوراً.

الدور الإصلاحي للمدرسين والأهل في تطوير اللغة:

تخدم اللغة غرض السماح للناس بالتعبير عن أفكارهم وعواطفهم وتجاربهم، وهو ما يكمل عملية التواصل الاجتماعي بين الناس .

هناك مكونان أساسيان للغة: المعنى، وهو مفهوم عقلي، والأصوات المنطوقة، وهي المكون المادي، وفي بعض الأحيان يركز الطفل على الجانب الأخلاقي للغة، وتارة أخرى على الجانب الرسمي، تأخذ معاني الطفل مركز الصدارة مع نمو مفرداته، ولكن في بعض الأحيان يحدث العكس، فيجد صعوبة في صياغة أفكاره في كلمات أو أشكال تعبيرية أخرى بالاعتماد على ما يملكه من كلمات. (عطية، 21)

وفقا لجون ديوي John Dewey، يتعلم الأطفال عن الأجيال من خلال اللغة وغيرها من أشكال الاتصال المباشر مع تقدمهم في السن، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وأربع سنوات يمكنهم إضافة أشياء إلى المحادثة لملء الفجوات وتعزيز تطورهم، يتم تسهيل الحفاظ على التراث ونقله وتنميته من خلال اللغة، وهذا ممكن بفضل قدرة الطفل على متابعة العمليات العقلية المثبتة مسبقًا، نمو مفردات الطفل يتبع تطوره، وتنمو مفردات الطفل نتيجة فهمه لها وكميتها وتعقيد معانيها وتنوع وجهات نظرها وقدرتها على توظيف البنى اللغوية المتطورة كما يتحدث بها الآخرون. (Perkins, )

يعد الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأمهات أحد العناصر التي تؤثر على التطور اللغوي لأبنائهن، تميل النساء الناضجات اللاتي تلقين التعليم إلى استخدام مفردات واسعة، واستخدام مصطلحات معقدة، وتفضيل استخدام الكلمات كشكل فريد من أشكال التواصل، كما أنهاتحاول أن تعطي النطق الصحيح للمصطلحات وتقدم الإجابات الأكثر شمولا لاستفسارات الطفل . (Perkins, 1973 )

إضافةً إلى التطور الممتاز للغة التعبيرية لدى الطفل يتم دعمه ودعمه من خلال الدور الذي يلعبه الوالدان فيه، ويتم ذلك من خلال استخدام الأساليب والموارد المناسبة من قبل الوالدين، بالإضافة إلى فهمهم وإلمامهم بتقنية التواصل المستخدمة لتطوير اللغة التعبيرية لدى طفلهم.

كما يمكن القول بأن الأسرة هي البيئة الأساسية للطفل ولها تأثير كبير عليه لأن الكثير من الأطفال ضعاف السمع يعانون من عدم فهم والديهم لحالتهم. يُنظر إلى الوالدين أيضًا على أنهم المعلمون الأساسيون لأطفالهم لأنهم يساعدون أطفالهم على تعلم اللغة ومهارات الاستماع من خلال الأنشطة اليومية. لا يستطيع الطفل الذي يعاني من ضعف السمع تطوير لغته بمفرده في الفصل الدراسي بعيدًا عن منزله. (أبو الفضل، 2013)

التوجهات المستقبلية في مجال الاضطرابات اللغوية:

تتمحور التوجهات المستقبلية في مجال الاضطرابات اللغوية حول ما يلي:

– الاختبارات معيارية المرجع (Norm-Referenced Tests ):

تُستخدم هذه التقييمات لتقييم الاستخدام العملي للغة، والوعي الصوتي، والنطق، وإنتاج القواعد النحوية وفهمها،. تقدم هذه التقييمات صورة شاملة للمتطلبات اللغوية للأطفال الذين يعانون من إعاقات لغوية.

الباثولوجيين أخصائي علم الأمراض المرتبطة باللغةPathologists) ) :

يقدم علم الأمراض الاقتراحات المطلوبة لإدارة الأفراد الذين يعانون من اضطرابات اللغة وكذلك تشخيص اضطرابات اللغة وتحليل مدى خطورتها وتحديد الأسباب المحتملة، ويتابع خان: “يمكن استخدام الطرق التالية لتشخيص وتقييم اضطرابات اللغة: (Khan, 2012)

  • اختبار دنفر لفحص النطق ((Denver Articulation Screening Exam :

يستخدم هذا التقييم على نطاق واسع لتشخيص الإعاقة اللغوية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وسبعة أعوام. ويعتقد أنه الأكثر شيوعا.

  • مقياس المراحل الرئيسية المبكرة للغة (Early Language Milestones Scale) :

يستخدم هذا الاختبار لتحديد تطور اللغة للأطفال. وهذا الاختبار يمكن أن يحدد بطريقة سريعة اضطرابات اللغة.

  • اختبار “بيبودي” المنقح للمفردات المصور Peabody Picture Vocabulary :Test Revised

يقيس هذا الاختبار المفردات التي توجد لدى الفرد وقدرته على الكلام. فإن الطفل يستمع إلى الكلمات المختلفة ويختار الصور التي تصف الكلمات. والغرض من القياس هو الكشف عن قدرة هؤلاء الأفراد على استخدام اللغة أو مفرداتها.

– اختبار كليف” CLEF)) التقييم السريري لأساسيات اللغة Clinical Evaluation of Language Fundamentals:

وفقًا لويج وآخرون، يعد اختبار تقييم أساسيات اللغة السريرية، أو CLEF، أداة حاسمة تستخدم لتقييم قدرات الطلاب على التواصل واللغة في مجموعة من المواقف، وتحديد اضطرابات اللغة، وتحديد نوع اضطرابات اللغة، وتطوير التدخل أو خطط العلاج.

ويعني CELF)) بأنه: قم بإجراء تقييم شامل وقابل للتكيف. ويقدم الاختبار تقييمًا قائمًا على الأداء يتماشى مع الأهداف التعليمية، بالإضافة إلى معلومات حول نقاط القوة والضعف اللغوية لدى الطلاب، ويمكن استخدامه أيضًا لإنشاء خطة علاجية ذات صلة بالمنهج الدراسي. (Wiig et al, 2013)

ثم تتجه الخطط العلاجية إلى ما يلي:

إرشاد الوالدين:

الذين يهتمون بتقارب أسباب اضطرابات النطق، وعلى وجه الخصوص تجنب معاقبة أو إحباط الطفل العلاج النفسي:

التقليل من الميل نحو الخجل والارتباك والانطواء الذي يؤثر على الشخصية وقد يزيد من الأخطاء والاضطرابات؛ علاج الطفل القلق والمحروم عاطفياً؛ مساعدة الإنسان على إدراك قيمة التواصل اللفظي في تطوره وتقدمه في المجتمع؛ تحفيزه على العمل على العلاج؛ تعزيز احترامه لذاته وثقته؛ إبعاده عن الصراعات العاطفية وحلها واستعادة التوازن العاطفي، استخدام الإيحاءات والأدوية النفسية لعلاج فقدان النطق الهستيري وحل المشكلات الشخصية. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار العلاج باللعب والعلاج الاجتماعي والجماعي وتعزيز النشاط العقلي والجسدي، كما تحتاج حالات الضعف العقلي تحتاج إلى علاج أيضًا. (2015، Glazzard)

العلاج الكلامي:

استرخاء الكلام، تمارين الكلام الإيقاعي، إعادة تعلم الكلام، تدريب اللسان والشفتين والحنجرة بالمرآة، تمارين البلع والمضغ لتقوية عضلات جهاز الكلام، تمارين التنفس، استخدام تقنيات التحكم في معدل الكلام، التأني والتأمل، النطق القابل للمضغ، تمارين الحروف الساكنة والمتحركة والطريقة الموسيقية والغنائية في تعليم كليات النطق والألحان كلها جزء من علاج النطق. (2015، Glazzard)

العلاج الطبي:

ويحاول علاج الأمراض المرتبطة بصعوبات النطق، وإصلاح فجوة في الحنك، ومعالجة المكونات التشريحية والجسدية للجهاز العصبي، ونظام الكلام، والجهاز السمعي.

الخاتمة:

وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج وهي كما يلي:

  • وجود العديد من أنواع والمظاهر التي تخص الاضطرابات اللغوية.
  • مدى أهمية الأسرة والبيئة المحيطة للطفل في ظهور أو إصلاح الاضطرابات اللغوية التي تصيب الطفل.
  • كما تلعب المؤسسة التعليمية دورا هاما في علاج الاضطرابات اللغوية.
  • ضرورة القيام بالتشخيص من قبل متخصصين.
  • أهمية وضع خطة علاجية للمصاب.

التوصيات:

كما توصي الدراسة بما يلي:

  • يجب إشراك الأسرة في العملية التعليمية للطالب الذي يعاني من اضطرابات لغوية، حيث أن لها دوراً حاسماً فيها.
  • تشجيع التربويين على استخدام الأساليب العلمية المعاصرة في تقييم وعلاج الأفراد ذوي الإعاقة اللغوية، لما لها من دور مهم في تعزيز القدرات اللغوية للأشخاص المصابين بالاضطرابات اللغوية.
  • إعطاء الطفل المضطرب لغوياً مصادر القراءة المناسبة لمستوى اهتمامه ومستوى مهارته.
  • ضرورة قيام المدرسة بالمساعدة في علاج الأفراد الذين يعانون من اضطرابات لغوية من خلال توفير بيئة صفية فريدة تعتمد على مجموعة متنوعة من المحفزات والإرشادات لمساعدة المعلم في معالجتها.

المصادر والمراجع:

الظاهر، قحطان أحمد (2010)، اضطرابات اللغة والكلام، دار وائل للنشر والتوزيع، الأردن، عمان، ط1.

شعير، محمد إبراهيم، (2009)، التدريس للفئات الخاصة، ط2، مصر، المنصورة، دار الكتب.

القمش، مصطفى؛ والجوالدة، فؤاد، (2014)، التدخل المبكر الأطفال المعرضون للخطر، عمان: دار الثقافة.

أبو الفضل، محفوظ عبد الستار، (2013)، فعالية برنامج إرشادي في تحسين النمو اللغوي لدى الأطفال ضعاف السمع برنامج للأطفال والوالدين، مجلة الطفولة والتعليم، العدد 15.

الميداني، عبد الرحمان حسن حبنكة، (1996)، البلاغة العربية، ط1، دار القلم، دمشق – سوريا.

-Fukuda,S. et al. (2003). Language development of a multiply handicapped child after cochlear implantation.international journal of pediatric otorhinolaryngology.vol.(67).issue(6).

Laverna Saunders.(1992). The virtual library today.- Library Administration and Management.

Perkins, W (1973) Replacement of stuttering with normal speech clinical procedures, journal of speech (1962-1980).

-Haynes, William, O. & Moran, Michael, J. &Pind, Zola, & Rebekah.

الهوامش:

  1. 1 هي منطقة تقع في الفص الأمامي ، على الجانب الأيسر من الدماغ، وهو أحد أجزاء الدماغ المسؤول عن الكلام والحركة.