المكتبة في المدارس اليمنية بين واقع الاستفادة وتصورات ضرورة التطوير

د/ محمد محسن صالح رزه1

1 كلية العلوم الإدارية والإنسانية ، جامعة الرازي، الجمهورية اليمنية

HNSJ, 2024, 5(7); https://doi.org/10.53796/hnsj57/6

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/07/2024م تاريخ القبول: 06/06/2024م

المستخلص

هدفت هذه الدراسة الى التطرق الى واقع استخدام المكتبة المدرسية اليمنية وتصورات ضرورة التطوير. توصلت الدراسة الى أن نجاح أي عمل لا بد أن يعتمد في سياق اشتغاله وتنفيذه على مجموعة من التصورات والاستراتيجيات، وهي من العناصر المهمة في الإدارة الحديثة التي تعتمد وجود أرضية متينة من المعلومات الدقيقة والسياسات، معززة بقناعات إدارية على مستوى الدولة وثقافة مجتمعية، والمكتبة المدرسية لا سبيل لتعزيز دورها من العمل وفق أدوات تدبيرية تلازم فكرة الإدارة الحديثة.

أوصت الدراسة بضرورة تعلم المهارات المكتبية التي تستطيع أن تقوم بدور فعال في إعداد الطلبة وتوجيههم نحو المكتبة، وتعد الطلبة إعداداً مكتبياً يواكب ثورة المعلومات وتجددها، وتسهم التربية المكتبية في تقدم التعليم والارتقاء به، وتساعد في محو الأمية الهجائية والثقافية، وتعمل على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، لأن أساس التنمية هي استثمار القوى البشرية وطريقة تفكيرهم.

تقديم:

تعد المكتبة مكوناً أساسياً من مكونات المدرسة، حيث إن المدرسة المعنية بتربية النشء لا تستطيع أن تحقق أهدافها على النحو المنشود مالم يتوفر لها مكتبة مدرسية تعمل على تغذية روح الطالب وعقله ونفسه وسائر مكونات شخصيته لا سيما إن كانت ترافقه منذ الصف الأول من المرحلة الأساسية إن لم يكن في مرحلة ما قبل المدرسة.

ولعل، ما يميز المكتبة المدرسية في مفهومها الوظيفي هي أنها أصبحت من مظاهر الرغبة في النهضة والتطور وإصلاح مجال التربية والتعليم في المدرسة الحديثة في جميع البلاد العربية؛ لأنه لم يعد هناك أي مجال للشك في أهمية المكتبة المدرسية وقيمتها التربوية بعد أن أصبحت في ضوء المفهوم الحديث للمنهج بأنها “مؤسسة وجزءً ضرورياً لا يمكن للمدرسة أن تستغني عنه في عمليتها التعليمية، وتعد محوراً من المحاور الأساسية للمنهج المدرسي، ومركزاً للمواد التعليمية التي يعتمد عليها في تحقيق أهدافه، ونظراً لهذه الأهمية فقد رأى رجال التربية ضرورة الانتقال بالمناهج الدراسية من حدود الكتاب المدرسي المقرر إلى الآفاق الواسعة بمصادر المعلومات المختلفة وذلك بالتأكيد على ضرورة وجود الركن الداعم لهذه الفكرة ألا وهو المكتبة المدرسية، ولا سيما بعد أن أصبح من المستحيل استيعاب كل المعارف والمعلومات المتغيرة والمستجدة في المنهج الدراسي دفعة واحدة ([1]).

ويتجلى، الدور التربوي للمكتبة المدرسية في أنها تسعى إلى تنمية مهارات البحث العلمي، وكيفية استخدام المكتبة والاستفادة من محتوياتها، حيث لم تعد المعلومات التي يتلقاها الطالب من معلمه في قاعة الدراسة كافية أمام تضخم المعرفة الإنسانية، ولم تعد نظم التعليم والتربية الحديثة تركز على كمية المعلومات بل أصبح التركيز على كيفية الحصول عليها، وكما يتجلى الدور – أيضاً – في تنمية الاتجاهات والقيم الاجتماعية المرغوبة من خلال الأنشطة المكتبية المختلفة، وتعريف الطلاب بأنواع المكتبات الأخرى المتوفرة في المجتمع بتشجيع استمرار التعليم والنمو الثقافي للمتعلم مدى الحياة، كما أنها تشجع الطلبة على البحث والدراسة وسد الحاجة وتنمية العقل في مجال المعرفة العلمية ([2]).

ورغم تعدد التعاريف للمكتبة المدرسية من وجهات متعددة سنركز على وضع تعريف يتناسب مع المنظور الحديث لأبعاد وأهداف المكتبة المدرسية وشموليته وتركيزه على تكوينه وأهدافه، حيث عرفت: بإنها الفضاء المهيكل التابع لمؤسسة تربوية يجمع ويعالج ويبث أنواعاً مختلفة من المعلومات مهما كان وعائها لخدمة الطلاب والمدرسين، وحتى أصناف أخرى من المستفيدين بغرض تحقيق أهداف تعليمية وتعلمية) ([3]).

وللمكتبة تأثير عام متعدد الاتجاهات منها الجانب التربوي والاجتماعي والثقافي وتأثير على تكوين شخصية الطالب من خلال تكوين عادات ومهارات وقيم لازمة لمواصلة التعليم، بالإضافة إلى أن ممارسة النشاط يمكن المتعلمين ويساعدهم على الإنجاز العلمي التعليمي، ويتضمن ذلك النشاط اللاصفي أي الغير مرتبط بالصف جملة من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والتربوية التي تصب في بوتقة الخلق والإبداع والمشاركة في مختلف القضايا ([4]).

وقد لاحظنا الكثير من الدول المتقدمة أن للمكتبة المدرسية أهمية في التكوين والأثر على جوانب الحياة، واليمن كغيرها من الدول قطعت شوطا في هذا الاتجاه، ولكن لا يزال أمامها الكثير من بذل الجهد ليس في التأطير التنظيمي فقط وحتى التطبيق الفعلي المبنى على التخطيط الاستراتيجي وتقييم الأثر لدور المكتبات في المدارس.

وبناء، على ما سبق فإن الإشكالية المحورية للموضوع تتعلق بواقع ومحدودية دور المكتبة المدرسية في المدارس اليمنية للقيام بدورها التربوي والثقافي والاجتماعي، وبالتالي يمكن صياغة الإشكالية المحورية في التالي: إذا كان للمكتبة المدرسية دور يحقق أثارا تربوية وثقافية واجتماعية فما هي التصورات الاستراتيجية لتطويرها لتحقيق ذلك الدور؟

المطلب الأول: المكتبة المدرسية بين الأهمية والأثر على العملية التربوية والثقافية والاجتماعية

المطلب الثاني: ضرورة التطوير للمكتبة المدرسية في اليمن لتعزيز الدور

المطلب الأول: المكتبة المدرسية بين الأهمية والأثر على العملية التربوية والثقافية والاجتماعية

في سياق قراءة التاريخ ومراجعة التراث بشكل عام تمتلك المكتبة أهمية بالغة، لمواصلة بناء الحياة والاستفادة في ذلك من الحضارات السالفة، وتاريخ المكتبات بشكل عام، والمدرسية بشكل خاص من ذلك التاريخ، فهو لصيق بتاريخ الأمم، وما من حضارة إلا ولها تاريخ في المكتبات، والذي نحتاج إلى قراءته والاستفادة منه في العصر الحاضر.

ولعبت المكتبات عبر التاريخ دوراً مهماً ومتميزاً خاصةً في مجال تبادل العلوم والمعارف الإنسانية، واستطاعت ايجاد حلقة صلة بين القارئ والكتاب، فالإنسان هو الذي أوجد هذه المكتبات على مختلف أنواعها، وسخرها لخدمته عبر قيامها بجمع تراثه وثروته الفكرية والعلمية ورتبها ونظمها، وبالتالي قام بحفظها ونقلها للأجيال القادمة.

وإذا، أردنا أن نحدد الزمان والمكان الذي بدأ فيه تاريخ المكتبات فسنجد في ذلك صعوبة، ولكن ما كشف عنه التاريخ الإنساني حتى الآن، وأكدته الحفريات الأثرية يدل على أن أولى المكتبات قد ظهرت في العالم العربي وبالتحديد في بلاد ما بين النهرين ووادي النيل([5])، ومن أبرزها تلك التي وجدت في المعبد الرئيس بمدينة لكش، حيث ضمت أكثر من ثلاثين ألفاً من اللوحات الطينية ومكتبة معابد مدن أورونيبور لحفظ اللوحات الطينية المسجل عليها أخبار الآلهة والأحداث التاريخية والملاحم الشعرية والسحر والأساطير([6]).

ومكتبة اكتشفت سنة 1900م في رق بردي مصري، وفي سوريا في قصر إيبلا – تل مردنح[7]، و أنتشر على إثرها بناء المكتبات بشكل واسع حتى وصل عددها في روما في القرن الثاني الميلادي ستاً وعشرين مكتبة عامة أكاديمية ودينية([8])، وتم الكشف عن مكتبات في أسيا الصغرى من بين هذه المكتبات مكتبة برجاموم والتي بقت آثارها في اكرويولس برجاموم وتم التعرف عليها، والتي كان يعتبرها البعض المنافس الأول لمكتبة الإسكندرية، وقد قامت هذه المكتبة وفاءً بقسم يومينس الثاني(197/159ق. م) الذي أقسم ببناء مكتبة تضاهي مكتبة الإسكندرية في مدينة برجاموم[9].

وأهتم اليونان وأعتبر عصر أرسطو هو العصر الحقيقي الأول للمكتبات ومنها مكتبة أثينا التي نسمع عنها كثيراً والتي قامت تحت رعاية الإمبراطور هدريان، وكانت من أشهر المكتبات في العصر الكلاسيكي الروماني ([10]).

أما في عصر الاسلام مثلا كان لسعد بن عبادة الأنصاري كتاب أو عدة كتب فيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبن عباس كتب كثيرة بلغت حمل بعير، ولعبد الله أبن عمر كتب كان إذا خرج للسوق نظر فيها.

في سياق المقاربة للتجارب المقارنة والتجربة في اليمن تحدث التاريخ عن وجود المكتبة العامة في الجامع الكبير بصنعاء من منتصف الأربعينات، وقد عرفت هذه المكتبة بالخزانة المتوكلية العامرية التي حوت مخطوطات نفيسة وكتب في مختلف العلوم، وفي مختلف التخصصات، وكانت وقف على طلاب العلم بالجامع الكبير، وقد جمعت المخطوطات والكتب في هذه المكتبة منذ عام 1934م، وفي عقدي السبعينات والثمانينات الميلادية من القرن المنصرم أنشئت في المدن اليمنية الكبرى مكتبات عرفت الآن بمكتبات المراكز الثقافية المنتشرة في عواصم المحافظات، حتى بلغ عدد المكتبات العامة ومكتبات المراكز الثقافية في العام 1994م اثنتا عشر مكتبة عامة ([11]).

ولم تتوقف حركة انتشار المكتبات الخاصة والعامة في عصور الإسلام، بل امتدت لتشمل المدارس التي أنشأت لتعليم الناس، وكانت المكتبة من أهم مرافقها، فيذكر التاريخ أن أول من أسس مدرسة في الإسلام وألحق بها مكتبة هو نظام الملك وزير السلاجقة الشهير في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، حيث أسس نظامية بغداد لتدريس السنة وخاصة المذهب الشافعي، وألحق بها مكتبة غنية منظمة زودها بكل غريب ونادر ([12]).

وارتباطا بالمكتبة المدرسية أنشأت في سوريا ومصر والعراق مدارس وألحقت بها مكتبات، كمكتبة بنى نور الدين الشهيد مدرسة في دمشق، وكذلك القاضي الفاضل وزير صلاح الدين أسس مدرسة أسماها الفاضلة في القاهرة أودع فيها نحو ألف مجلد مما أخذه من خزائن الفاطميين ومن المكتبات الملحقة بالمدارس، أيضاً في بغداد مكتبة ابن جبيرة، ومكتبة مدرسة الفاخرية، ومكتبة مدرسة الجوزية، ومدرسة عبيد الله، وهذه المدارس كانت للتعليم العالي، وأما الكتاتيب والمدارس الأولية فهذه أكثر من أن تحصى، ولكل منها مكتبة خاصة بالمواد التي تدرّس، وفي مصر بنيت مدارس كثيرة بها مكتبات كالمدارس الصالحية والصاحبية وفي عصر المماليك أنشئت العديد من المدارس وألحقت بها مكتبات حيث كان التعليم يرتكز بصورة أساسية على البحث والاطلاع والقراءة داخل المكتبات، وكان ذلك محل اهتمام العلماء والأمراء على السواء، والنقل مما تحتويه من مادة علمية ثمينة عظيمة القيمة ([13]).

ونتيجةً للظهور المتأخر للمكتبات العامة في اليمن، فقد أثّر ذلك على البدايات الأولى لظهور المكتبات المدرسية، فلم تنشأ مكتبات مدرسية ملحقة بالمدارس إلا في عام 1964م عند إنشاء مكتبة ثانوية عبد الناصر، والتي تعد أول مكتبة مدرسية باليمن 1964م، حيث بلغ عدد محتوياتها عند التأسيس 2600 كتاب باللغة العربية، 2500 كتاب باللغة الأجنبية ([14]).

ولقد ساهمت منظمة اليونيسف، وجمهورية مصر العربية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم اليمنية في عام 1972م بتأسيس أول مكتبة مركزية بوزارة التربية والتعليم ضمت الكتب والأفلام الثابتة والمتحركة والأشرطة والصور، بعدها أنشئت سبع مكتبات مدرسية تابعة لمعاهد المعلمين تم تزويدها بالكتب والمراجع، وفي نهاية العام الدراسي 1979 – 1980م بلغ عدد المكتبات المدرسية (82) مكتبة بمختلف أنحاء الجمهورية اليمنية ([15])، كما بلغت عدد المكتبات المدرسية بأمانة العاصمة – صنعاء(66) مكتبة مدرسية في العام الدراسي 2017م/2018م([16])

الفرع الأول: أهمية المكتبة في المدرسة

للمكتبة المدرسية أهمية خاصة باعتبارها النوع الأول من أنواع المكتبات التي يواجهها الطالب في حياته، وتمثل أول احتكاك له بأوعية المعلومات، وهي أحد المقومات الأساسية في العملية التعليمية وتتأثر علاقته المستقبلية بالمكتبات الجامعية والعامة بمدى انطباعه وتأثره بالمكتبة المدرسية، وهي أحد الوسائل المعززة للمقرر الدراسي.

فالمعلوم، أن التعليم الجاد ليس ذلك الذي يقوم على مجرد التلقين والمشافهة في كل حين، ومع كل القدرات، وفي جميع المراحل، بل لا بد أن يستند كذلك على البحث والاطلاع والاكتشاف والاستنباط، وذلك لا يتأتى إلا عبر توفير مكتبة مدرسية شاملة، وهو الأمر الذي سيسهم في إطلاق قدرات الطالب، واكتشاف مواهبه، ليقوم بتعليم نفسه ذاتياً، فيحمل عبء البحث عن المعلومات، لأنها في هذه الحالة تكون أثبت في ذهنه، كما إن المكتبة تكسب الطالب مهارات التعلم الفردي والقدرة على الحوار والأقناع والتحليل وإبداء الرأي، وهي دافع لمواصلة التعليم الجامعي والعالي، ومراعاة الفروق الفردية التي تفتح المجال للطالب الموهوب السريع فتجعله يتقدم، وتدفع الطالب البطيء في التعلم ليواصل تعليمه ([17]).

والحقيقة إن الطالب في المرحلة الثانوية يعيش مرحلة حاسمة في حياته، وهي مرحلة المراهقة المتأخرة يحتاج إلى أن يكتسب الكثير من السلوكيات والقيم الاجتماعية، لأن هذه المرحلة لها تأثير على بقية المراحل في حياته، والمكتبة المدرسية بمكوناتها المختلفة من كتب ودوريات وأبحاث ونشرات ووسائل سمعية وبصرية وأنشطة ثقافية ووسائل نمو للمتعلم تعد عامل إشباع معرفي ووجداني ومهاري للطالب في أي مرحلة بما فيها المرحلة الثانوية، ونظراً لهذه الأهمية فقد اعتبرت اللوائح التشريعية الصادرة من وزارة التربية والتعليم المكتبة المدرسية جزءاً من المنهج المدرسي، وأكدت على ضرورة إنشاءها.

اليمن كغيرها ورغم تأخر الاهتمام بهذا التوجه الهادف إلا أنها أهتمت بالمكتبة المدرسية، ويمكنك قياس ذلك من خلال التشريعات التي وضعت كتوجه جاد، ففي المادة (7)[18] التي تنص على: إنشاء مدارس في الجمهورية اليمنية كافية ومستوفية للشروط التربوية لكل المراحل الدراسية، وتعتبر المدرسة كافية باستيعابها لكل الطلاب على أن تجهز بالمكتبات وكل المستلزمات العلمية، ولم يغفل القانون اليمني أمر إلزامية التنفيذ والذي ترجمه في المادة (45)[19] من خلالها تم إلزام وزارة التربية والتعليم بتوفير التجهيزات، والكتب الدراسية، والمكتبات، والمعدات، والمواد المختبرية، والوسائل التعليمية المعينة وغيرها من مستلزمات التعليم حسب حاجة المناهج دون تمييز بين مدرسة وأخرى، أو بين المحافظات، وفي الفقرة (9) المادة (16) من نفس القانون حرص المشرع اليمني على إنشاء وتطوير المكتبات المدرسية والعمل على تعميمها وتنظيم التعامل معها وحفز المدارس على اقتناء الكتب والمراجع بالوسائل المختلفة ([20]) وكل تلك النصوص ما هي إلا تأكيد على أهمية المكتبة المدرسية من جهة, وجدية الدولة في تعزيز ثقافه الاهتمام بها.

ومما يدل على واقعية الدولة في التنفيذ العملي لتلك التوجهات هو ما ورد في الفقرتين (أ، ب) باعتبار حصة المكتبة مادة أسبوعية[21] بوصفها حصة نشاط أساسية منصوص عليها في الجدول المدرسي، وتتوزع على خمسة أنواع من حصة المكتبة المدرسية، حصة القراءة الحرة، حصة القراءة الموجهة، حصة السرد، حصة خدمة المنهج، حصة المهارة المكتبية، وتمثل جميعها النشاط التربوي.

أما النشاط الثقافي فيتمثل في المعارض، الندوات، المجلات الحائطية، وقد جاء في المادة (10) من اللائحة المذكورة سابقاً (يتم دعم النشاط الثقافي والتربوي في المدرسة بإيجاد أنواع أخرى من المكتبات إضافة إلى المكتبة الرئيسة كمكتبة الفصل، ومكتبة المادة، مكتبة النشاط ([22]).

كما يرى الباحث أن المكتبة في العملية التعليمية وسيلة مهمة وأساسية لحفظ التراث الإنساني، فهي تربط بين الماضي والحاضر بجسر من الاستمرار، وتستطيع المكتبة المدرسية تحقيق الأغراض المختلفة للطالب، مثل إكمال دراسة المواد الدراسية المقررة، وعوناً له في الفهم، والحصول على معلومات جديدة وحل مشكله من المشكلات التي تواجهه، ويجيب عن الأسئلة والاستفسارات التي تطرأ على ذهنه، وهي لقضاء وقت الفراغ في التثقيف والقراءة الترويحية.

وتمثل المكتبة المنبع الصافي لمختلف العلوم والثقافات وبوابة العلم والمعرفة، ويجد الطالب فيها ما يناسبه من العلوم والفنون والمعارف التي تناسب كل الأعمار والمستويات، وتنمّي المواهب، وتوسّع المدارك والمفاهيم، ولا يقتصر نشاطها على محيط المدرسة بل يمتد إلى خدمة البيئة والتوعية وتثقيف الكبار، ووسيلة حيوية في المدرسة ذي أبعاد وأهداف تربوية متعددة، وهي المعمل التربوي الذي يجمع بين المعرفة والفكر والممارسة([23])، وركيزة أساسية في التعلم الذاتي ومرفق هام داخل المدرسة يكسب الطلبة على القدرة على البحث والاستكشاف، ومحوراً لاكتساب المهارات وممارسة الأنشطة المدرسية([24]).

وهي وسيلة تسهم في تكوين الفرد وتكامل شخصيته، وتفجّر طاقات الإبداع عنده لاستمرار نموه الثقافي بعد مغادرته المدرسة، وخاصةً مع تطور العملية التربوية وظهور نظريات وأساليب تعليمية حديثة تؤكد أن أفضل أنواع التعلم ما يتم عن طريق خلق الرغبة والدافعية لدى المتعلم للبحث عن المعلومة ([25]).

والمكتبة تمثل وسيلة لإيجاد تلك الدافعية والرغبة بما تحتويه من كتب متنوعة ووسائل مختلفة وبتواجدها الدائم مكانياً وزمانياً وتأثيرها القوي.

فتتميز عن غيرها من المكتبات في أهدافها وغاياتها وطبيعة مقتنياتها وخصائص مجتمعها فهي موجّهةٌ نحو أهداف تربوية، ومؤسسة تربوية هامة يعتمد عليها في إعداد الأجيال ومكاناً تبنى فيه القدرات والمهارات وتوجه الميول والرغبات لمجتمع الطلبة ([26])، وتستقبل الطلاب المحبّين للقراءة وترغّب المتأخرين في هذا الميدان، وتساعد الذين يقرأون بصعوبة، وتتبنى وسائل تربوية لمعالجتهم وتنمي لديهم حب الاطلاع([27]).

كما تعمل المكتبة المدرسية على التكوين الثقافي والتربوي للطلبة، إلى جانب إكسابهم الخبرات والمهارات المتعددة التي تعمل على بناء النواحي الاجتماعية والوجدانية والسلوكية في شخصيتهم ([28]).

فالمكتبة المدرسية تُسهم في خلق جيل جديد يؤمن بالثقافة، ويسير في ظلالها وركبها، وتعد مكمّلة للعملية التربوية وليست فرعاً منها أو فرعاً بعيداً عنها، بل هي متمّمة لرسالة المدرسة، وسادةً للفراغ التربوي الذي يخلفهُ البيت، وتمثل حلقة وصلٌ بين البيت والمجتمع والمدرسة، وأداة وحيدة قادرة على نقل التراث الثقافي وتعزيزه.

ومن خلاها يَطُل الطالب على العالم، ويرى ثقافته وحضارته فينقل هذه الثقافة والحضارة جملة جديدة للأجيال اللاحقة، فهي أستاذٌ دائم ومدرسةٌ مستمرة في حياة الطالب، وقوةٌ تربوية فاعلة تتماشى مع أحداث الاتجاهات التربوية المعاصرة، فتشكّل وتصيغ عقلية الطالب وشخصيته، إضافةً إلى أنها تقوم بتزويده بالخبرات والمهارات التي تساعده على البحث والاطلاع ([29]).

وتقوم بدور أساسي في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية للمدرسة بتوفيرها مصادر المعلومات المتنوعة من مواد مطبوعة وغير مطبوعة، بما يتلاءم مع متطلبات المناهج الدراسية واحتياجات المترددين عليها، وتنظم هذه المواد وتسيّر سبل الإفادة منها([30])، وتعمل على إكساب الطلبة مهارات الاستخدام الصحيح والأمثل للتقنيات، والوسائط التكنولوجية من برامج الحاسب الآلي، والمواد السمعية والبصرية، وأفلام الصور المتحركة والثابتة، والشرائح الملونة، والشفافيات، وشرائط الكاسيت والفيديو، والأقراص والمصغرات الفيلمية – الميكروفيلم والإنترنت – فيستخدم الطلبة هذه المصادر في قراءتهم وإعداد أبحاثهم وإنجاز تكليفاتهم المدرسية([31]).

وهنا نستطيع القول إن الطالب قد قطع شوطاً في مسايرة عصر الانفجار المعرفي والمعلوماتي بما لديه من قدرة على تعليم نفسه بنفسه، وتنمية مهاراته الفكرية التي تساعده على التحليل والفهم والاستيعاب والاستنتاج والتقييم، فالبناء العلمي والثقافي هو الأساس في تحصين عقول أبنائنا، بما يجعلهم جيلاً للبناء والتعمير، جيلاً للإبداع والابتكار، جيلاً يعيش الحضارة والتقدم، جيلاً يتبوأ مكان الصدارة في المجتمع ([32]).

ولن يكون ذلك إلا بارتياد المكتبة، واتخاذ الأسلوب العلمي سبيلاً لتوسيع دائرة فكره، والحصول على ما يثري معلوماته، ويجيب عن استفساراته، وذلك من خلال مدة دراسته وبعدها.

ويرى الباحث أن للمكتبة المدرسية طابعها الخاص عن بقية أنواع المكتبات الأخرى، إذ تتميز بسعة انتشارها نظراً لسعة انتشار المدارس في كل مكان، كما أنها تعد أولى المكتبات التي يقابلها الطالب في حياته، وبالتالي فإن علاقته بالمكتبات مستقبلاً ستتأثر سلباً أو إيجاباً بمدى علاقته واهتمامه بمكتبة المدرسة، ومدى اكتسابه المهارات اللازمة للاستخدام الأمثل لها ومن هنا يمكن قياس الأهمية والأبعاد.

الفرع الثاني: الوظائف التربوية والثقافية والاجتماعية للمكتبة المدرسية

أولاً: الوظيفة التربوية

تعد الوظائف التربوية للمكتبة المدرسية معنية بإثراء المقررات الدراسية وتوفير أوعية المعلومات المتنوعة، وإذابة التقسيمات بين المواد الدراسية، وتدعيم الأنشطة المدرسية، وغرس القيم والاتجاهات الإيجابية في نفوس الطلبة.

في المقابل هناك أهداف تربوية للمكتبة المدرسية يمكن إيجازها من خلال التالي:

1 – توفير مصادر التعلم: حيث تعد المصادر التعليمية مكوناً أساسياً من مكونات المنهج وركيزة أساسية لكافة وظائف وأنشطة المكتبة وخدماتها ووجودها داخل المكتبة وتمثل الرئة التي تتنفس من خلالها المكتبة، وبدونها تتوقف كافة الوظائف والخدمات والأنشطة للمكتبة المدرسية، وهذا لا ينعكس على المكتبة وحدها، بل تتأثر بها المدرسة نفسها وتصبح برامجها مشلولة، ولا تستطيع القيام بدورها التربوي والتعليمي، إلى جانب ذلك فإن توفير مصادر التعلم يتيح للمتعلمين اكتساب الحقائق والمفاهيم والمعلومات من مصادر متعددة دون الاكتفاء بما يحويه الكتاب المدرسي([33]).

وهنا يؤكد الباحث على ضرورة الوجود الفعلي للمكتبة المدرسية، وتزويدها بمصادر التعلم المختلفة، وتنظيم وتيسير وصول المستفيدين إلى هذه المصادر بحرية تامة وتهيئة الظروف لهم وتبصيرهم بكيفية التعامل مع هذه المواد، والاستفادة منها وفق طرق منظمة تكفل للجميع الفائدة المرجوة، ولن يتم ذلك بالصورة المأمولة مالم تزود مكتبات المدارس بأمناء متخصصين ومتفرغين لأعمال المكتبة المدرسية.

2- دعم وإثراء المناهج الدراسية: تعد المكتبة المدرسية بمثابة حجر الزاوية للعملية التعليمية، إذ لا تستطيع المدرسة أن تفي بخدماتها التربوية والتعليمية بدونها، وبالتالي فإن تحقيقها لمفهوم المنهج الحديث يصبح قاصراً على مدى كفاءة المكتبة المدرسية.

فالمنهج الحديث بمفهومه الواسع (كل نشاط هادف تقدمه المدرسة وتنظمه وتشرف عليه وتكون مسئولة عنه، سواء تم داخل المدرسة أو خارجها، حيث أن المكتبة يبرز دورها كرافد من روافد اكتساب المعرفة والخبرة بدعمها المباشر والفعال للمناهج الدراسية وإثرائها، فالمقرر الدراسي ليس كافياً ولا يزود إلا بالحد الأدنى من المعلومات([34]).

ومن أهم أهداف المكتبة المدرسية تدعيم المنهج الدراسي وإثرائه ومساندته وتدعيمه، وهذا ما لا يمكن للكتاب المقرر بمفرده أن يحققه لأن الكتاب المدرسي يعطي في كل موضوع مفاتيح، ويستخدم كأداة للتوجيه والانطلاق، ووسيلة لتحديد المفاهيم المطلوبة، بحيث يترك للطالب المجال في البحث والتوسع فالكتاب المقرر في أي برنامج مدرسي مصمم لكي يقدم نوعية خاصة للتربية السليمة، وفي هذه الحالة يمكن أن يستخدم الكتاب كبداية وليس كنهاية للتعلم([35]).

والتزام الطالب بالكتاب المدرسي بمفرده لا يحقق له إلا جزءاً من المعرفة ويجعله أسيراً يتحرك في حدوده ونطاقه، ولذلك جاء مفهوم المكتبة المدرسية الشاملة من منطلق اهتمامها بتفريع مصادر المعرفة، وأصبح الموضوع الواحد في المنهج يعالج في عدة كتب وبآراء العديد من المؤلفين، وبوسائل سمعية وبصرية، مما أعطى الطالب إمكانية الحصول على المعلومات من عدة مصادر، الأمر الذي ساعد على معالجة القصور في التكوين الثقافي والمعرفي لدى الطالب، إلى إكسابه المهارات المكتبية التي تساعده على استخدام المكتبة والاستفادة منها طول العمر([36]).

والمكتبة وسيلة تجعل الطالب يتحرر من قيود المعلم والمنهج ويجد في رحابها الحرية في اختيار ما يقرأ، بعيداً عن رتابة المقررات الدراسية الجامدة والمحددة([37])، ويتلافى سلبية منهج المواد الدراسية المستقلة، وتقييد الطالب من قبل المدرس في حدود معينة للمنهج المقرر ([38]).

إلا أن الباحث يلاحظ أن دعم المكتبات المدرسية وإثراءها للمواد الدراسية في اليمن على وجه الخصوص لا يزال قاصراً، نظراً لعدم أخذ المكتبة المدرسية في مدارسنا وضعها الطبيعي حتى الآن من حيث استشعار أهميتها والدور التربوي لها، ونقص الإمكانات اللازمة، وقلة البرامج التدريبية، وعدم الاستخدام الأمثل لها ناهيك عن عدم عناية برامج إعداد المعلمين بالمكتبات المدرسية كمراكز للتعلم.

3 – تنمية مهارات الطلاب وقدرتهم على التعلم: تزايد الاهتمام بمهارات الطلاب المكتبية والحاجة إليها لما تقوم به من أدوار في العملية التعليمية والتربوية وكونها الخطوة الأولى والأهم لاستخدام المكتبة والاستفادة منها، كما تبرز تلك الأهمية من خلال النمو المتزايد لأدب المهارات المكتبية نفسها، حيث تظهر من وقت لآخر الكثير من الأعمال الخاصة بها، والعديد من الأدبيات المتعلقة بالفكر المكتبي، وما يتعلق بها من قضايا وموضوعات، وتؤكد في توصياتها على الدور الجوهري الذي تلعبه التربية المكتبية في العملية التربوية والتعليمية([39]).

وهنا يشير (ردني ماير) في تقريره للمحافظة المسؤولة عن البرنامج العاشر المعنون بالإعلام والمنافسة إلى المنافسة الكبيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان في ميدان النشاط المتعلق بالبحث والتحليل، والنقل والتخزين، والنشر والتوجيه، وجاء ضمن توصيات التقرير التأكيد على تكوين المراهقين على استعمال المعلومات، وتجهيز المراكز التوثيقية التابعة للثانويات والجامعات، وإدماج التربية المكتبية في نظام مقررات الدراسة ([40]).

4- غرس عادة القراءة وحب الاطلاع: تعد القراءة والاطلاع مظهراً من مظاهر النمو الحضاري لأي شعب من الشعوب وبوابة التغيير ومنهاج التعلم، وهي أساس في رقي الشعوب، والاهتمام بها يصنع الحضارة، وتحتل أهمية خاصة في العملية التعليمية بالذات، وهي الأساس للدخول إلى عالم البحث والتعمق والاستقلال الفكري، والوصول إلى آفاق أوسع للمعارف والمعلومات، والطالب الذي يستطيع الاتصال والتناغم والتحاور مع الكتاب بشكل ثابت ومنظم ودائم ستتاح له فرصة سهلة لتنمية مهاراته القرائية، وتحقيق نموه الذاتي من خلال القراءة المستمرة يتحقق له الرقي الفكري والعقلي والوجداني، وستزيده إلى ذلك متعة في تذوق الأفكار السامية والمعاني والمشاعر النبيلة([41]).

وهي المجال الرئيس للتحصيل الدراسي والتقدم العلمي والثقافي، وتعتمد عليها المرحلة العملية التعليمية اعتماداً يكاد يكون تاماً في تحقيق أغراضها، وبدونها لا يتحقق أي تعليم([42])، والقراءة هنا لا تقتصر على الإدراك البصري للرموز المكتوبة أو القدرة على قراءة الجمل والعبارات، بل تشمل فهم المادة المقروءة ونقدها، والاستماع بها وحسن تذوقها، وتوظيفها في حل بعض المشكلات والقضايا ذات الاهتمام، والانتفاع بها في مواقف الحياة العملية المختلفة، فالقراءة عملية فكرية عقلية يتفاعل القارئ ويفهم ما يقرأ أو ينتقده ([43]).

ومن الأمور التي تدعو إلى التساؤل، أن غالبية المعلمين يعتقدون أن مسؤوليتهم تقف عند حد تعليم الطلبة القراءة، وإكسابهم مهاراتها الأولية، بل يجب عليهم غرس حب القراءة والاطلاع وجعلها عادة، وإكسابهم إياها بالممارسة العملية معهم، وأن يكون ذلك هدفاً تربوياً واستراتيجياً للتعليم، وعلى المكتبة المدرسية السعي لتحقيق هذا الهدف بفضل ما يتوفر لديها من إمكانات مثل: تكوين مجموعات من المواد القرائية المنتقاة وفق مقاييس محددة، وإتاحتها للاستخدام الميسر للطلبة، واختيار المواد القرائية والتي تتطابق مع مستويات الطلبة السنية والتعليمية ([44]).

وهي معنية كذلك بتيسير الكتاب للطلبة مادةً وإخراجاً فإذا استطاعت القيام بذلك ساعدت المعلم في أن يستغل ميول الطلبة، ويحسن توجيههم للقراءة التي تتفق مع مستوياتهم الذهنية وميولهم الفكري، وتشجيعهم عليها، ومن هنا يتواصل دور المكتبة والمدرسة معاً في جعل القراءة جزءً أساسياً في حياة الفرد اليومية، ونقل الثقافة من طابع الاستماع والمشافهة إلى الاتصال بمصادر المعرفة المختلفة ([45]).

لذلك فالقراءة وحب الاطلاع تزيد المعرفة، وتعمل بالتالي على زيادة الطموح، وتدعيم بناء المستقبل والعمل على تطوير البلد وتوعية الشعب وتنوير الجماهير.

ثانياً: الوظيفية التثقيفية

ويقصد بها تلك المادة التي ليس لها صلة مباشرة بالمنهج، حيث أن هدفها أقرب إلى أسر واستحواذ اهتمامات الطلبة في القراءة والأمور المتعلقة بالكتب، وذلك تهيئة لجعلهم مستخدمين إيجابيين وأذكياء لكل أنواع المكتبات سواء للقراءة من أجل المتعة، أو من أجل البحث، ولتزويدهم بالوعي بالمكتبة المدرسية كمؤسسة اجتماعية ([46]).

فالأنشطة الثقافية التي تقوم بها المكتبة في المدرسة لا غنى عنها في النظام التعليمي الحديث، حيث أنه يساعد في تكوين عادات ومهارات وقيم لازمة لمواصلة التعليم، بالإضافة إلى أن ممارسة النشاط يمكّن المتعلمين ويساعدهم على الانجاز العلمي والتعليمي.

وتتضمن الأنشطة الثقافية جملة الفعاليات الثقافية والاجتماعية والتربوية التي تصب في بوتقة الخُلق والإبداع والمشاركة في مختلف القضايا، والأنشطة ليست مواد مستقلة بذاتها ولكنها تتخلل المواد الدراسية وترتبط بها، وهي إحدى المكونات للمنهج المدرسي([47])، بمفهومه الواسع الذي يسعى لتحقيق النمو الشامل والمتكامل لشخصية المتعلم، والوصول إلى التربية المتوازنة التي تنشدها الأنظمة التربوية الحديثة من خلال الوظائف السيكولوجية والتربوية والتعليمية والاجتماعية لهذه الأنشطة الثقافية التي تعمل على تنمية مدارك الطالب الفكرية، وتقوية مهارته على القراءة والاستماع حيث تشكل هذه المهارة بحد ذاتها مجالاً لاكتساب الخبرة والتعليم، والتمحيص، والتحليل والتركيب، والحكم والتقويم السليم، كلها تشجع الطالب على البحث والاستقصاء والتجريب، وتشكل عاملاً أساسياً في التنمية ([48]).

ومن هذه الأنشطة الثقافية ما يأتي:

1 – النشاط الإذاعي: وهو الوقت الذي تحدده إدارة المدرسة لتقديم النشاط الإذاعي الداخلي، والذي يكون عادة عند طابور الصباح اليومي والفسح وفي المناسبات والاحتفالات الخاصة، ويمكن أن تشتمل البرامج على تلاوة من القرآن الكريم – حديث الصباح – أخبار موجزة – عرض لبعض محتويات الصحف المحلية – أخبار عن المجتمع المدرسي – محاضرات ثقافية – قراءات شعرية([49]).

فالطلبة يتدربون على حسن الأداء، وجودة الإلقاء، وإتقان اللغة، ومهارة القراءة، ودقة الأساليب، وتهيئ لهم مواقف طبيعية بعيدة عن التكلف يستخدمون فيها اللغة استخداماً سليماً، وتنمي معلوماتهم وتدفعهم إلى الاعتماد على أنفسهم، والإذاعة المدرسية مصدراّ من مصادر الثقافة المتجددة للطلبة، فهي تزودهم بألوان متعددة من المعلومات والخبرات، وتدربهم على حسن الاستماع ودقة الفهم، والقدرة على النقد والحكم السليم، ومن ثم القراءة السليمة، كما تعد الإذاعة المدرسية أداة ناجحة في تنمية الوعي بالكثير من القضايا المحلية والعلمية والعربية، ومعالجة الكثير من الأخطاء والسلبيات في الجوانب السلوكية ([50]).

2- المحاضرات والندوات: تعد المحاضرات والندوات نشاطاّ ذا أثر لدى الطلبة في تنمية ثقافتهم وتوسيع مداركهم وتحيطهم علماً بموضوعات شتى خارج نطاق المقررات الدراسية، وتدربهم على أسلوب المناقشة، وكيفية التعبير عن الأفكار والآراء بوضوح وسلاسة، فضلاً عن احترام أفكار وآراء الآخرين، والنقد البناء الذي يستهدف المصلحة والحقيقة فقط دون التحيز لرأي أو فكرة([51])، ولها دور في التذكر والاستيعاب لدى الطلبة، والتفكير المنطقي السليم([52]).

وهذا يجعل الطلبة يتحررون من فكرة الكتاب الواحد والرأي الواحد، واكتساب الكثير من الأفكار المتنوعة والرؤى المتعارضة، والآراء الثرية في الموضوع الواحد، ولا بد من إشراك المتعلمين وتشجيعهم على إعداد بعضاً منها بمساعدة المدرسين وأمين المكتبة، وعدم اقتصار محاور هذا النشاط على موضوعات محددة، بل يشمل موضوعات إسلامية، وسياسية وعلمية ووطنية، وقضايا البيئة والصحة العامة، والمجتمع والشباب، وغيرها من الأحداث والقضايا التي تهم المجتمع ([53]).

3 – المسابقات الثقافية: وهي جزء من الأنشطة التي يفترض أن تقوم بها المكتبة المدرسية لإثراء العملية التعليمية وتحبب الطلاب إلى المكتبة، وتستخدم لتغطية بعض أوقات الفراغ للطلبة، وفيها جوانب تسلية وترويح.

وهي تنمي عادة القراءة والاطلاع لدى الطلبة، وتغطي وقت الفراغ في نشاط مفيد، وتوجيههم نحو القراءة الواعية التي تحميهم من الاتجاهات الفكرية الضارة، وتدربهم على إعداد البحوث والمقالات، وتعمل على تنمية معارفهم، وزيادة ثقافتهم ومعلوماتهم، وإيجاد ثروة لغوية وفكرية لديهم وتكسبهم قدرة على استخلاص الحقائق والأفكار الأساسية للمادة المقروءة، والحصول على المعلومات من مصادر متعددة وغرس عادة البحث العلمي([54]).

والأنشطة الثقافية تخدم المناهج الدراسية وتدرب الطلبة على إعداد الألبومات والأرشفة والبحوث والتلخيص، وتكثف الميول والمواهب الأدبية والفنية، وتوجد التنافس بين الطلبة، وكل ذلك يصب في هدف أساسي هو إثراء العملية التعليمية، وتكوين اتجاهات ومواقف ايجابية نحو المكتبة المدرسية بشكل عام، ونحو حب الكتب وتنمية هواية القراءة على وجه الخصوص، وتكسب المتعلمين الكثير من المفاهيم الاجتماعية والتربوية والعلمية والقيم النافعة، وتنمي القدرات، وكل هذا من الأسس الجوهرية التي تنشدها الأنظمة التعليمية وتسعى دوماً إلى تحقيقها([55]).

4- الرحلات والزيارات: تنظم المكتبة الرحلات والزيارات للمؤسسات والأماكن العامة والمتخصصة كالمكتبات العامة والمتاحف، ودور الصحف والإذاعة، ومحطات التلفزيون وغيرها من الأماكن التي يمكن أن يتعرف عليها التلاميذ، على أن تحرص المكتبة على تقديم ندوة أو محاضرة يتحدث فيها أحد المختصين عن المكان الذي ستتم زيارته والإلمام بدوره والتعريف به([56]).

5- النشاط الصحفي: هو نشاط يتميز بقدرته على اكتشاف مواهب الطلبة، ويعطيهم ثروة لغوية، وقدرة في ترتيب الأفكار وإخراجها، وهو من أهم الوسائل في تنمية مهارات التفكير، وهو منبر يتبارى فيه الطلبة على حب التعبير بالكلمة والصورة والرسم، وفوق ذلك كله أداة فاعلة لتحقيق أهداف الأنشطة المدرسية.

ويتمثل النشاط الصحفي، في صحيفة الصف، وصحيفة الحائط، وصحيفة المكتبة، إذ يقوم كل صف بإصدار صحيفة الصف لتغطية أخبار طلبة الصف، وعرض أبحاثهم ومقالاتهم، وإنتاجهم الأدبي والعلمي وبتعاون جميع طلبة الصف، وكذلك صحيفة الحائط ممكن أن يقوم بها مجموعة من الطلبة من عدة صفوف، وصحيفة المكتبة كذلك([57]).

6 – نشاط المعارض السنوية: هو من ضمن الأنشطة الثقافية التي تقوم بها المكتبة المدرسية، وفيها يتم عرض نماذج من ملخصات الطلبة، وعرضاً لصور الندوات والمحاضرات التي تقيمها المكتبة، وبعض الأعمال التي يقوم بها الطلبة من بحوث وتقارير وإصدارات وأشغال يدوية، والمعارض تعمل على زيادة الوعي بأهمية المكتبة وما تقوم به من أنشطة وخدمات، وتبرز دورها الإيجابي في خدمة العملية التربوية والتعليمية، ونشر الوعي الثقافي داخل المجتمع المدرسي، ودور المكتبة في خدمة المناهج الدراسية بما تعرضه من كتب ومراجع ومواد غير مطبوعة سمعية وبصرية([58]).

ثالثاً: الوظيفة الاجتماعية

1- تنمية القيم الاجتماعية: فالمنهج المقرر على الطلبة في المدرسة يحتوي في طياته على الكثير من المفردات الخاصة بالقيم الاجتماعية، ولا يستطيع الكتاب المقرر أن يرسخ هذه القيم بمفرده، فلا بد إذن من تكميل دور الكتاب المقرر بدور المكتبة المدرسية.

إذ أن نشاطاً واحداً في المكتبة المدرسية بأي شكل من الأشكال يحمل بين طياته عدة قيم وأخلاق اجتماعية، ويترك بصماته على مرتادي المكتبة والمشاركين في نشاطاتها، وتعويدهم العمل ضمن إطار جماعي وتقدير واحترام كل فرد، من خلال تقاسم المهام والأعمال والنشاطات، وتبادل النصائح والتوجيهات فيما بين الطلبة لقراءة مادة معينة، والتحلي بروح المسؤولية وتقدير أهميتها، وتعويد الطلبة على إنجاز عمل معين في وقت مطلوب، وأي تأخير فيه سيولد خللاً في النشاط العام للجماعة والمحافظة على الملكية العامة، وغرس قناعة لدى الطلبة مفادها أن كل محتويات هذه المكتبة ليست ملكاً لفرد، بل هي ملكاً لكل المجتمع المدرسي، وأن أي إتلاف يعتبر تعدٍ على الملكية العامة ([59]).

وينشأ احترام الطرف الآخر من خلال إلزام الطلبة بضرورة التقيد بالنظام الداخلي للمكتبة وتفادي رفع الأصوات، واحترام الوقت واستغلاله، وتوعية الطلبة بأهميته، فالأخلاق الحميدة والقيم الاجتماعية والتي يكتسبها الطلبة بأنفسهم من خلال المطالعة المستمرة للكتب الثقافية المختلفة ترسخ في نفوس الطلبة المواطنة الصالحة، والانتماء العائلي، والإنسانية والسلام وحقوق الإنسان ([60]).

وتعمل المكتبة على خلق روح التعاون الجماعي من خلال الاشتراك في إعداد الأبحاث، وجماعة أصدقاء المكتبة، والاشتراك في لجان تساعد المسئول في المحافظة على نظام المكتبة ولجان تعمل على تشجيع الطلبة على المطالعة والمساهمة في تقديم اقتراحات لشراء بعض الكتب، وتعمل المكتبة على غرس الأمانة والدقة وحب مساعدة الآخرين، وحب النظام، وعلى الطلبة التقيد بأنظمة وتعليمات المكتبة، والمحافظة على تعليمات المكتبة بالنسبة لنظام الإعارة والمحافظة على الكتب خلال فترة الإعارة، ويلتزم بالتعليمات الخاصة بالفهرسة والتصنيف ([61]).

وبما أن المكتبة تعد مهداً لغرس القيم الاجتماعية فعليها أن ترحب باستغلال قاعة المكتبة أو قاعة الاجتماعات للالتقاء بأولياء أمور الطلبة سواءً كانوا ذكوراً أم إناثاً، وتوفير جميع الإمكانات المتوفرة في المكتبة من برامج تثقيفية إذاعية أو تلفزيونية، وتوزيع الكتب أو المجلات على المدعوين للاطلاع والبحث والإعارة، وفتح باب النقاش والحوار البناء في الموضوعات التي تهم الفرد والمجتمع والمدرسة، وينبغي أن تكون المكتبة قناة تبث من خلالها الأفكار البناءة وتمد أفراد المجتمع المحلي بالوسائل التي تكفل لهم تمضية وقت فراغهم بما يفيد.

2- تنمية الوعي الاجتماعي: وتساهم المكتبة بإتاحة فرص الحياة الاجتماعية وتقديم الخبرة في الحياة الاجتماعية بالمشاركة في برامج ونشاطات المكتبة أو عضوية نادي المكتبة أو جمعية أصدقاء المكتبة ومساعدتهم على التكيف الاجتماعي من خلال الاختلاط بالآخرين وتكوين علاقات معهم، وتكوين شخصياتهم المتميزة كمواطنين صالحين قادرين على خدمة أنفسهم ووطنهم، وتنمية روح المسؤولية لديهم، وتعليمهم مراعاة حقوق الآخرين والأخذ والعطاء، ودعم الروابط الاجتماعية، وبث روح الجماعة، وإرساء قواعد التعامل مع الآخرين واحترامهم بإتاحة فرص الالتقاء بهم في المكتبة ونشر الوعي الإسلامي لبناء شخصيات الطلبة بما يتلاءم مع الشخصية الإسلامية المتميزة([62]).

وتعمل المكتبة المدرسية على تعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو القيم الإنسانية الأصيلة مثل: الصدق والشجاعة والشهامة، وحب الخير والنجاح، والتفكير السليم، والتصميم والإرادة، وتنمية الاتجاهات السوية نحو المنظمات الاجتماعية وتشجيعه على الانتماء إليها، كل ذلك يكون نتاجه ضميراً وخُلقاً، ومقياساً مناسباً للقيم ([63]).

ويرى الباحث أن لابد للمكتبة المدرسية من تشجيع مواقف المشاركة الاجتماعية، وتعد الطلبة لممارسة الحياة الاجتماعية السليمة، وتخلق روحاً من التعاون في كافة مجالات الخدمة المكتبية في المدرسة.

3- تنمية الشعور بالاستقلالية: من خلال المعلومات التي يحصل عليها الطالب من قراءته داخل المكتبة تحقق له فهم أعمق وأشمل للعالم المادي والاجتماعي، وتمكنه من تنظيم معرفته للحقائق الفيزيقية والاجتماعية، ويستطيع الطالب من خلال المكتبة أن يتعلم كيفية التعامل الجيد مع الآخرين والتوافق معهم، ومن خلال ما يقوم به من اختيار نوعية الكتب التي يريدها واعتماده على جهده في البحث عن المعلومات، والتعبير عما يقرأ إما بالرسم أو التمثيل أو الكتابة الحرة، كل ذلك يشعر الطالب باستقلاليته، وأنه يقوم بدوره كفرد في جماعة، ويمكن للطالب داخل المكتبة تكوين اتجاهات متكاملة نحو الذات، وذلك من خلال ما يقرأ من قصص يكون هدفها إبراز قواعد السلوك، وتنمية الشعور بالمسؤولية، ويشترط أن يجيء هذا في ثنايا القصة وليس بطريقة مباشرة، كذلك فإن المكتبة تحقق في الطالب وتنمي لديه التذوق الفني والحسي، وحب الاستطلاع والمعرفة، وتنمية الخيال كل ذلك من شأنه أن ينمي لدى الطالب اتجاهاً نحو شعور بالاستقلالية([64]).

4- تنمية القيم الأخلاقية والمدنية: فالطالب من خلال جلوسه داخل المكتبة، ومواصلة القراءة والاطلاع يتعود على الحلم والعفو والصبر، ويكتسب عن العدل والتعاون، ويقرأ عن ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى التآخي والتراحم، ووحدة الصف ([65]).

المطلب الثاني: ضرورة التطوير للمكتبة المدرسية لتعزيز الدور

إن تطور ونجاح أي مجتمع يرتبط بوجه عام بمدى ما تقدمه المؤسسات التعليمية بما فيها المكتبات المدرسية من تركيز على المتعلم، والذي يعد من الأمور الجوهرية لأي نظام تعليمي، فهي تعد الطالب للحياة وتجعل منه باحثاً دؤوباً في المكتبات الجامعية، ومثقفاً في المكتبات العامة، إضافة إلى أن المكتبة المدرسية وفقا للتوجهات الحديثة، تعد جسر التواصل الثقافي والعلمي بين المجتمعات والحضارات، وما يجري من تغييرات في محتويات المناهج التعليمية وتصميمها وتخطيطها في سياق الاتجاهات التربوية الحديثة، وهي حجر الزاوية في مسايرة تلك المتغيرات، وهي تشكل جزءً حيوياً لما لها من دور في مسايرة التغيرات التكنولوجية الحديثة والمتسارعة، الذي لا يمكن لأي نظام تعليمي أن يبقى بمنأى عنها، إضافة إلى أن المكتبة المدرسية تلعب دوراً هاماً في طرق التدريس المختلفة والحديثة.

ولقد فرض التطور الثقافي على التربية متطلبات جديدة تستهدف تمكين الفرد من استيعاب عناصر الثقافة ومستلزماتها حتى يتمكن من أن يعيش ويعايش ما يجري حوله، وقد تمثل هذا التطور في ظاهرتين تعدان من أخطر الظواهر المميزة لهذا العصر وهما: الانفجار المعرفي، والتغير السريع، ولقد انعكست هاتان الظاهرتان على التربية والمناهج الدراسية، فلقد فرض تضاعف المعلومة وتطور المعرفة على الطالب أن يستوعب من المعلومات ضعف ما كان يستوعب من هم في سنة قبل عشر سنوات ([66]).

وأصبح من الضروري أن يتطور النظام التعليمي والتربوي لكي يستطيع مواجهة هذه المتغيرات، لأن التغيرات والتطورات التي صاحبت التطور العلمي والتكنولوجي في كافة مجالات البحث العلمي، أثرت تأثيراً مباشراً على الأساليب والنظم التعليمية والتربوية، كذلك أثرت هذه المتغيرات في فلسفة التعليم وبخاصة المناهج التربوية ([67]).

ولأن التربية في العصر الحديث وفي الاتجاهات المعاصرة نقلت اهتمامها من المادة إلى الطالب، ومن التعليم الذي يستهدف نقل كمية من المعرفة إلى التعلم الذاتي الذي يأخذ في الاعتبار شخصية الطالب، وكان من مقتضى ذلك الاهتمام إكساب الفرد الطرائق والاتجاهات والعمليات التي تمكنه من الحصول على المعارف والمعلومات، وصولاً إلى الشخصية الفعالة المتوازنة، تلك الشخصيات التي تستفيد من الذكاء والقدرة على التمييز ومواجهة المشكلات، قادراً على المناقشة، وتذوق تنوع الأفكار والأفعال، ومعالجة المشاكل بطريقة بنّاءة ([68]). وبدوره فالتغيير التربوي ينعكس على وظيفة المكتبة ودورها، وقد تطلب الاشتراك المباشر في العملية التعليمية أن تصبح المكتبة شريكاً في التغيير التربوي، وأن تكون مصدراً وقوةً نحو تعليم أ فضل ([69]).

فالمكتبة وفق التوجه الحديث للتعليم الاستراتيجي ومخرجاته تعمل على كشف الميول الحقيقية والاستعدادات الكامنة والقدرات الفعالة لدى الطالب، بما تتيح لهم من الحريات في استخدام أجهزتها وتقنياتها، وتكوين وسط غني وحاشد بالفرص والإمكانات المتعددة التي تساعد على اكتشاف كثير من الميول ([70]).

الفرع الأول: المكتبة الالكترونية خيار استراتيجي يحقق الأثر

ظلت المكتبات ردحاً من الزمن تسير على نمط معين من النظام التقليدي في كل شيء، سواءً في تقديم الخدمات المكتبية، أو التعامل الفني مع مجموعات الأوعية التقليدية، وغير التقليدية.

لكن دخول ثورة المعلومات على (القرية الكونية) جعل من مساره أيدولوجية جديدة، وحتم علينا جميعاً ميكنة النظام معها ليتماشى مع طبيعة العصر والتقدم، وبالطبع فإن ذلك يستلزم دوراً جديداً، وعملاً مبتكراً، وجهداً حثيثاً، وإعداداً عصرياً يمكّن الأخصائي من القيام بما هو مطلوب منه على أكمل وجه في عصر الشبكات العالمية المختلفة، والحوسبة الإلكترونية، مع مسايرة السرعة الفائقة التي تنتجها نظم المعلومات.

والمكتبة الإلكترونية، ومكتبة المستقبل، والمكتبة الرقمية، وغير ذلك من المكتبات، هي أساس ذلك التوجهات الاستراتيجية باعتبار أن المكتبة الإلكترونية: هي التي تتكون من مصادر المعلومات الإلكترونية المختزنة على الأقراص المرنة (Floppy)، أو الأقراص المتراصة (CD – ROM)، أو المتوافرة من خلال البحث بالاتصال المباشر (Online)، أو عبر شبكات الإنترنت، وهي عبارة عن خدمة تمكن مستخدمي المكتبة من الوصول بشكل مباشر إلى بيانات إليكترونية عن طريق شبكة الاتصال ([71]).

وتكمن تلك التوجهات الاستراتيجية للمكتبة الالكترونية كحل استراتيجي في اليمن نابع من عدة عوامل أبرزها:

نتيجة لشعور المؤسسات المكتبية العامة والمدرسية خاصة للتدفق الهائل للمعلوماتية.

المحافظة على أمن وسرية المعلومات.

ظهور الحواسيب بأجيالها وأنواعها المختلفة.

عدم قدرة مصادر المعلومات عن الإيفاء باحتياجات المستفيد والباحث.

التطورات المتلاحقة لتكنولوجيا المعلومات، وظهور الانترنت مهّد لتطور الأبحاث العلمية.

الحاجة إلى تقليص الوقت والجهد.

ظهور الاتحاد وجمعيات المكتبات، والإطار المؤسسي المتعلقة بالمكتبة الإلكترونية.

المرونة في عرض البيانات التي تقدمها هذه المكتبات في العالم بشكل عام وبسهولة ويسر.

تطور أدوات الشبكات الإلكترونية الذي أدى إلى ربط المستفيدين ([72]).

ولكي تؤدي المكتبة الإلكترونية أدوارها التعليمية في المؤسسة التعليمية يجب أن تتضمن الآتي:

أجهزة سمعية VCR، كاميرا، أجهزة فيديو حديثة.

برامج الحاسوب لتحرير وتصميم للمادة التعليمية، وإنتاج الرسومات والصور ونشر المعلومات، والبرامج المعززة للفيديو.

معمل كمبيوتر متكامل ومتعدد الأجهزة الحديثة، ويتضمن كاميرا أنترنت، وماسح Scanner.

وجود شبكة أنترنت.

قاعة عرض تعليمية ذات مساحة متنوعة للمجموعات الصغيرة والكبيرة.

عينات ومجسمات وشفافيات وشرائح وأشرطة فيديو وتسجيلات صوتية متنوعة تشمل الموضوعات التعليمية المختلفة ([73]).

الفرع الثاني: ضرورات توفير الإمكانات وتعزيز الثقافة بأهمية دور المكتبة المدرسية

إذا أردنا تكوين نموذج مكتبه مدرسية في المدارس اليمنية وفقا للمكتبات في التجارب الدولية المقارنة فإن الأمر يحتاج بذل جهودا حثيثة وإمكانات كافية، وهذه الإمكانات مختلفة ومتنوعة وهي وحدها ليست كافية إذا لم يكن هناك توجه جاد من كل الأطراف الفاعلة في المجال التعليمي في اليمن إلى جانب وجود ثقافة مجتمعية للاعتراف بأهمية المكتبة المدرسية في تنمية المجتمعات وتطورها، ومن أبرز تلك الإمكانات ما يلي:

توفير الأجهزة والأدوات والوسائل التعليمية المختلفة، والعمل على صيانتها، وتطوير المناهج التعليمية بما يجعلها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتلك الأجهزة والأدوات التعليمية.

الابتعاد عن النمطية المعروفة في طرق التدريس التقليدية، وضرورة الأخذ بالطرق العلمية الحديثة في التدريس، واقتناء المصادر الحديثة.

توجيه المعلمين من قبل الإدارة وجهات الاختصاص باصطحاب الطلبة للمكتبة أثناء حصة الدراسة، وتوجيه الطلبة وارشادهم نحو المكتبة، وتوعيتهم بأهميتها وضرورة استخدامها.

ايجاد تكامل بين المكتبة والكتاب المقرر حتى يصبح كل منهم مكملاً للآخر، وإفراد مواضيع في المقررات الدراسية عن أهمية القراءة الاطلاع وضرورتها.

قيام المعلمون باستخدام أساليب التحفيز المختلفة، المادية، والمعنوية، كالشهادات التقديرية والجوائز العينية، لمن يزور المكتبة ويستخدمها، ويقيم جهد المعلم من قبل التوجيه على ذلك، ويكتب على ذلك درجات في استمارة التقييم التي تخصص للمعلم عند زيارته من قبل الموجه.

على أمناء المكتبات والمعلمون القيام بعقد المحاضرات والندوات والأسابيع الثقافية الخاصة بتوعية الطلبة بأهمية المكتبة.

تكثيف سبل التعريف بالمكتبة المدرسية وأهميتها وذلك عبر وسائل الإعلام وخاصة في برامج الأطفال والبرامج التعليمية.

ضرورة تكثيف الدورات واللقاءات بين أمناء المكتبات للتعرف على الجديد من برامج وأنشطة لتبادل الخبرات فيما بينهم.

ضرورة تزويد أمناء المكتبات المدرسية بأغلب المواد التي تخدم حقل المكتبات المدرسية وغيرها.

توفير احتياجات الطلبة، وما يناسب ميولهم ورغباتهم من المواد المطبوعة وغير المطبوعة، وتفعيل الجهد الرسمي والشعبي في توفير تلك المواد.

تضمين بعض المقررات الدراسية وخاصةً اللغة العربية لبعض المواضيع عن مهارات استخدام المكتبة، وإلزام الأمناء بتدريب الطلبة على تلك المهارات، وإلزام الطلبة بالحضور.

قيام المكتبة بالمشاركة في إعداد المشاريع العلمية، وتسهم في حل المشكلات الاجتماعية، وايجاد روح التعاون الجماعي.

الاهتمام بإنشاء وتأسيس المكتبة الإلكترونية، وشبكة الأنترنت بكل مكتبة مدرسية.

توفير خدمات التصوير والطباعة.

ضرورة تعيين أمناء مكتبات متخصصون في المجال، وقادرون على الارتقاء بالخدمة المكتبية إلى مراتبها وذلك تحت شعار (ضع الرجل المناسب في المكان المناسب)، وتنظيم البرامج الخاصة بتأهيلهم، وتدريبهم مهنياً، وتربوياً، وتكنولوجياً، وبصفة مستمرة.

ضبط الدوام الرسمي للمكتبة، وإلزام أمين المكتبة ومساعده أثناء الدوام الرسمي، وعطلة الأسبوع، والفترة المسائية، وترصد لهم حوافز ومكافآت، ويفرّغ لذلك، دون أن يكلف بمهام أخرى غير المكتبة، وتفعيل الرقابة والمتابعة على ذلك، وتنفيذ مبدأ الثواب والعقاب.

النص في الجدول الدراسي على الحصة الأسبوعية للمكتبة، ومتابعة تنفيذها من قبل توجيه المكتبات المدرسية، ورفع التقارير الدورية بذلك.

أن تقوم إدارة المدرسة مع أمين المكتبة بوضع خطة متكاملة للأنشطة المتعلقة بالمكتبة مع بداية كل عام دراسي، ومتابعة تنفيذها، وإلزام جميع الطلبة بالمشاركة في تلك الأنشطة كلاً حسب رغبته وميوله وقدراته.

فتح جسور علاقة مع المؤسسات التعليمية والجامعية والاتحادات والمنظمات العربية والدولية حق التبادل الفكري المكتبي المهني، والإفادة من التقنيات الحديثة في مجال المكتبات والمعلومات.

تخصيص درجات وظيفية أمناء مكتبات وفنيون في كل المدارس الثانوية.

الخاتمة:

الملاحظ أن نجاح أي عمل لا بد أن يعتمد في سياق اشتغاله وتنفيذه على مجموعة من التصورات والاستراتيجيات، وهي من العناصر المهمة في الإدارة الحديثة التي تعتمد وجود أرضية متينة من المعلومات الدقيقة والسياسات، معززة بقناعات إدارية على مستوى الدولة وثقافة مجتمعية، والمكتبة المدرسية لا سبيل لتعزيز دورها من العمل وفق أدوات تدبيرية تلازم فكرة الإدارة الحديثة.

ويمكن القول إنه وإلى جانب توفر المكتبة المدرسية في المدارس اليمنية وفقا لتصورات حديثة واستراتيجية، لا بد أن يكون هناك اهتمام بتعلم المهارات المكتبية التي تستطيع أن تقوم بدور فعال في إعداد الطلبة وتوجيههم نحو المكتبة، وتعد الطلبة إعداداً مكتبياً يواكب ثورة المعلومات وتجددها، وتسهم التربية المكتبية في تقدم التعليم والارتقاء به، وتساعد في محو الأمية الهجائية والثقافية، وتعمل على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، لأن أساس التنمية هي استثمار القوى البشرية وطريقة تفكيرهم.

الهوامش:

  1. يوسف أبو بكر جلالة، دراسة تقويمية للدور التربوي للمكتبة المدرسية في مرحلة التعليم الأساسي في مدينة سبها، كلية التربية، جامعة سبها، ليبيا، 1998م، ص26.
  2. يوسف أبو بكر جلالة، مرجع سابق، 1998م، ص27.
  3. محمود الشبراوي، دور المكتبة المدرسية في تنمية المهارات والبحث العلمي لدى المعلم والمتعلم، دار الكلمة للنشر والتوزيع، القاهرة، 2006م، ص15.
  4. أحمد حسين اللقاني، المناهج بين النظرية والتطبيق، ط4، عالم الكتب، القاهرة، 1995م، ص20.
  5. ربحي عليان، وأمين النجداوي، مقدمة في علم المكتبات والمعلومات، الأردن، دار الفكر، ط3، 2005م، ص9.
  6. متولي قمر الدولة، المكتبة ودورها التربوي في مصر الفاطمية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة المنوفية، مصر، 1983م، ص12.
  7. يعتبرها البعض من أقدم المكتبات في الشرق الأدنى، ويذهب البعض إلى اعتبار هذه المكتبة أقدم مكتبة تم اكتشافها في الشرق الأدنى حتى الآن، وفي الرومان وقبل ميلاد المسيح بثلاثة وثلاثين عام قام الإمبراطور أغسطس ببناء مكتبة عامة بأسم (أوكتافيا) على شرف زوجته أوكتافيا
  8. ربحي عليان، وأمين النجداوي، مرجع سابق، 2005م، ص15.
  9. شعبان خليفة، مرجع سابق، 1999م، ص201.
  10. شعبان خليفة، الكتب والمكتبات في العصور القديمة، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، ط2، 1999م، ، ص202.
  11. حسين العمري، المكتبات الجامعية في الجمهورية اليمنية في إطار النظام الوطني للمعلومات، مجلة الثوابت، مجلة فصلية تصدر عن قطاع الفكر والثقافة بالمؤتمر الشعبي العام، 2006م، ص42- 43.
  12. سعيد أحمد حسن، المكتبات أثرها الثقافي والاجتماعي والتعليمي، الأردن، 1986م، ص15- 16.
  13. سعيد أحمد حسن، مرجع سابق، 1986م، ص16- 21.
  14. حسين العمري، مرجع سابق، 2006م، ص12.
  15. محمد علي، المكتبات ومراكز المعلومات في الجمهورية اليمنية (واقع وآفاق)، 2006م، ص112- 113.
  16. مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة- صنعاء، إدارة الإحصاء، 2018م، بدون ص.
  17. يوسف أبوبكر جلالة، مرجع سابق، 1998م، ص26.
  18. المادة (7)، الباب الثاني، القانون العام للتربية والتعليم
  19. المادة 45، الباب الثالث، الفصل الثاني، من نفس القانون السابق.
  20. وزارة التربية والتعليم، القانون العام رقم (45)، 1994م، صنعاء.
  21. المادة (9) بالفصل الرابع من لائحة المكتبات المدرسية الصادرة عام 1995م عن وزارة التربية والتعليم
  22. وزارة التربية والتعليم، اللائحة رقم (28)، صنعاء، 1993م.
  23. مدحت كاظم، وحسن عبد الشافي، الخدمة المكتبية المدرسية مقوماتها- تنظيمها – أنشطتها، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط4، 1993م، ص174.
  24. فهيم مصطفى، المكتبات المدرسية الأهداف والوظائف، دار الفكر العربي، ط1، 2006م ، ص11.
  25. فتحي هلال وآخرون، دور المكتبة المدرسية الحديثة في تنمية القدرة على التعلم الذاتي لدى طلبة نظام المقررات بدولة الكويت، بحث ميداني، وزارة التربية والتعليم، الكويت، 1999م، ص1.
  26. السيد النشار، دراسات في المكتبات والمعلومات، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، 2002م، ص17- 18.
  27. عبد ربه محمود، وعبد الجليل حسن، المكتبة والتربية دراسة في الاستخدام التربوي للكتب والمكتبات، دار الفكر العربي، الكويت، 1986م، ص4.
  28. إبراهيم قاسم، المكتبة المدرسية ودورها في تنشيط العملية التربوية والتثقيفية، في ندوة المكتبات المدرسية ودورها المستقبلي في المجال التربوي، المنظمة الغربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 2000م، ص286.
  29. عبد الله الصوفي، التكنولوجيا الحديثة ومراكز المعلومات والمكتبة المدرسية، دار السيرة، الأردن، ط1، 2001م، ص115.
  30. محمد الغول، الدور التربوي للمكتبات المدرسية في المرحلة الابتدائية بمحافظة المنوفية دراسة ميدانية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب جامعة المنوفية، 1999م، ص7.
  31. فهيم مصطفى، مرجع سابق، 2006م، ص13.
  32. عبد اللطيف صوفي، مرجع سابق، 1993م، ص41.
  33. حسن عبد الشافي، المكتبة المدرسية الشاملة مركز مصادر التعلم، مؤسسة الخليج العربي، القاهرة، ط2، 1997م ، ص37.
  34. فهيم مصطفى محمد، المعلم وأمين المكتبة بين المنهج والمكتبة، مجلة التربية، العدد103، كلية التربية، جامعة قطر، 1992م، ص46.
  35. رث أن ديفر، المكتبة المدرسية الشاملة قوة نحو تعليم أفضل، دار البحوث العلمية، الكويت، ط1، 1986م ، ص29.
  36. أحمد العلي، وأحمد عيسوي، المكتبات المدرسية وأهدافها وبرامجها وكيفية تطويرها، دار الكتاب الحديث، القاهرة، ط1، 2005م ، ص6.
  37. عبد الله المبرز، واقع مكتبات المدارس الثانوية بمدينة الرياض دراسة مقارنة بين المدارس الحكومية والأهلية، مطبوعات الملك فهد الوطنية، الرياض، 1999م، ص58- 59.
  38. حسني الشيمي، مقومات الدور التربوي للمكتبات المدرسية، الرياض، دار المريخ، 1986م ، ص233.
  39. حسن عبد الشافي، مرجع سابق، 1987م، ص24.
  40. كمال أبو نعجة، المكتبة المدرسية وسيلة متعددة الأبعاد، مجلة المكتبات والمعلومات العربية، 2001م، ص21.
  41. السعيد إبراهيم، المكتبة المدرسية وتحديات العولمة الثقافية، دار الوفاء، الإسكندرية، مصر، ط1، 2009م، ص36- 37.
  42. لوسيل فارجوا، المكتبة المدرسية، طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم المصرية، دار المعارف، القاهرة، 1970م، ص142.
  43. حسن عبد الشافي، المكتبة المدرسية الشاملة مركز مصادر التعلم، مؤسسة الخليج العربي، القاهرة، ط2، 1995م، ص5.
  44. حسن عبد الشافي، المكتبة المدرسية ورسالتها، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط1، 2001م، ص123.
  45. أحمد بدر، المكتبات ومراكز المعلومات والتوعية ودورها في مجتمع المعرفة المعاصر، دار الثقافة العلمية، الإسكندرية، مصر، ط1، 2009م، ص256.
  46. حسني الشيمي، مرجع سابق، 1986م، ص149.
  47. أحمد اللقاني، مرجع سابق، 1995م، ص208.
  48. عيسى الشماس، المكتبة المدرسية واقعها وتوظيفها وتطويرها دراسة ميدانية تقويمية للمكتبات المدرسية في الثانويات العامة بمدينة دمشق، كلية التربية، جامعة دمشق، مجلة اتحاد الجامعات العربية، 2005م، ص46.
  49. قاسم عثمان نور، المكتبة المدرسية الأهداف والوظائف التنظيم والإدارة، الخرطوم، 2011م، ص49.
  50. فهيم مصطفى، مرجع سابق، 2006م، ص80.
  51. حسن عبد الشافي، مرجع سابق، 1993م، ص53- 54.
  52. فهيم مصطفى، مرجع سابق، 2006م، ص80.
  53. محمد الأغبري، مرجع سابق، 2005م، ص101.
  54. عبد الله الصوفي، مرجع سابق، 2001م، ص186- 187.
  55. محمد شريف، أنشطة وخدمات المكتبات في ظل العولمة وثورة المعلومات، دار العلم والإيمان، القاهرة، 2005م، ص242.
  56. قاسم عثمان نور، مرجع سابق، 2011م، ص50.
  57. عبد الله الصوفي، مرجع سابق، 2001م، ص185.
  58. فهيم مصطفى، مرجع سابق، 2006م، ص72- 73.
  59. كمال أبو نعجة، مرجع سابق، 2001م، ص166- 167.
  60. عيسى الشماس، مرجع سابق، 2005م، ص95.
  61. محمود الأخرس، مقالات في علوم المكتبات، مكتبة المنار، الأردن، ط2، 1985م، ص106- 107.
  62. ماجدة عزو، المكتبات المدرسية مواصفات ومعايير قياسية، ندوة المكتبات المدرسية ودورها المستقبلي في المجال التربوي والثقافي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 2000م، ص396- 397.
  63. نعيمة زنقل، المكتبات المتخصصة للطفل ودورها في الجانب المعرفي والاجتماعي للطفل المصري، رسالة ماجستير غير منشورة، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس، مصر، 1993م، ص103.
  64. نعيمة زنقل، مرجع سابق، 1993م، ص101.
  65. محمد الرابحي، ووحيد قدروه، المكتبة المدرسية التعليم والتعلم، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1996م، ص26.
  66. حسن جامع، التعليم الذاتي وتطبيقاته التربوية، الكويت، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ط1، 1986م، ص44.
  67. أحمد العلي، وزين عبد الهادي، المكتبة المدرسية قضايا تربوية وتكنولوجية، القاهرة، ايبسيس كوم، ط1، 2002م، ص71.
  68. حسني الشيمي، مقومات الدور التربوي للمكتبات المدرسية، الرياض، دار المريخ، 1986م، ص231.
  69. رث أن ديفر، المكتبة المدرسية الشاملة قوة نحو تعليم أفضل، مرجع سابق، ص17.
  70. أحمد سالم، تطوير الدور التربوي للمكتبة المدرسية في ضوء مشروع القراءة للجميع والاتجاهات العالمية المعصرة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة قناة السويس، 2000م، ص46.
  71. مجبل لازم المالكي، المكتبات العامة: الإدارة العلمية، الأهداف، الخدمات المكتبية والمعلوماتية، مؤسسة الوراق، عمان، الأردن، 2000م، ص34.
  72. مجبل لازم المالكي، المكتبة الإلكترونية في البيئة التكنولوجية الجديدة، مؤسسة الوراق، عمان، الأردن، 2008م، ص3.
  73. محمد عبد الكريم الملاح، المدرسة الإلكترونية ودور الأنترنت في التعليم، رؤية تربوية، ط2، دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2000م، ص35- 36.