الجمعيات التنموية و دورها المجتمعي في تقوية قدرات و مهارات الأفراد
نعمة العلوي1 مبارك الطايعي1
1 مختبر التراب والبيئة والتنمية، جامعة ابن طفيل، كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية – القنيطرة، المغرب.
بريد الكتروني Alaouiniema14@gmail.com :
HNSJ, 2024, 5(8); https://doi.org/10.53796/hnsj58/1
تاريخ النشر: 01/08/2024م تاريخ القبول: 05/07/2024م
المستخلص
يعتبر العمل الجمعوي بحجمه الراهن ،و مجالاته و أنشطته المختلفة أحد العوامل المؤسسة لتنشيط دور المجتمع المدني في استراتيجية التنمية الإقتصادية والإجتماعية في المجتمع .فهو يقوم بأدوار تنموية تتلاءم مع حاجيات الأفراد يسعى من خلالها إلى إيجاد الحلول للمشاكل التي يعانون منها ،و ذلك من خلال تبني منظور أكثر شمولية و تكاملية حول التنمية المستدامة ، يستكمل كل حلقات مسلسل التنمية في تلازمها و ترابطها من نمو إقتصادي و تنمية بشرية و ذلك في إطار شركات تعقدها الجمعيات مع المنظمات المحلية أو الأجنبية أو مع المؤسسات العمومية أو الخاصة و غيرها.
ستركز هذه الدراسة على تأثير البرامج التربوية والتكوينية المعتمدة من طرف بعض جمعيات المجتمع المدني وجمعية مبادرة للتضامن الإجتماعي على سبيل المثال على الأفراد المستفيدين وذلك من خلال تحليل الجوانب الظاهرة والخفية للخدمة الإجتماعية التي تستعين بها في إطار مقاربتها التنموية من خلال مجموعة من المشاريع والبرامج كآلية للتدخل الإجتماعي.
الكلمات المفتاحية: الخدمة الإجتماعية، تقوية القدرات والمهارات، التنمية الإجتماعية والبشرية، الجمعيات التنموية ،التربية والتكوين.
Developement associations and their societal role in strengthening the capabilities and skills of individuals
HNSJ, 2024, 5(8); https://doi.org/10.53796/hnsj58/1
Published at 01/08/2024 Accepted at 05/07/2024
Abstract
Associative work, with its current scale, various fields, and activities, is considered one of the foundation all factors for activating the role of civil society in the strategy of economic and social development with in the community. It plays development all roles that align with the needs of individuals, aiming to find solutions to the problems they face by adopting a more comprehensive and integrated perspective on sustainable development. This approach completes all the links in the development chain in their interdependence and inter connectedness, from economic growth to human development, with in partner ships that associations establish with local or foreign organizations, or with public or private institutions, among others.
This study will focus on the impact of educational and training programs adopted by some civil society associations, specifically the “Initiative for Social Solidarity” association, on the beneficiaries. This will be achieved by analyzing the visible and hidden aspects of social services utilized with in their development all approach through a series of projects and programs as a mechanism for social intervention.
Key Words: social service, capacity and skills enhancement, social and human development, developmental associations, education and training.
مقدمة:
إن حتمية تطوير المجتمع المحلي أصبح من أولويات تطوير المجتمع الإنمائية، فالتنمية الإجتماعية والإقتصادية والثقافية تستلزم خلق فاعلين اجتماعيين يساهمون في خلق تنمية مجتمعية، فأصبح بذلك العمل الجمعوي يحتل مكانة مركزية، ويلعب أدوار طلائعية في المشاريع التنموية حيث يشكل أداة أساسية مهمة في رسم وتحقيق التنمية المحلية الشاملة.
كما يشكل وسيلة إيجابية وفعالة للنهوض بشتى الجوانب المرتبطة بالحياة الإقتصادية والإجتماعية في ظل التحولات المختلفة التي تعرفها الساحة الدولية، والمغرب على وجه الخصوص وذلك ضمن سياق تطلعه إلى استكمال المشروع المجتمعي المتوافق عليه بين مكونات المجتمع من أجل التغيير، ومن هذا المنطلق شكلت الجمعيات أحد أبرز الفاعلين الجمعويين في الحقل التنموي وأحد الشروط الأساسية في بروز وتدعيم المجتمع المدني، حيث تشارك بمسؤولية وفعالية كاملة في النمو، وذلك نظرا للدور الذي لعبته في إنجاح العديد من المشاريع التنموية، وفي هذا الشأن عرف المغرب خلال العقدين الأخيرين تنامي وميلاد العديد من الجمعيات التنموية، ويظهر ذلك في تعدد أنواع الجمعيات ونوع مجالات تدخلها، إلى أن أصبح جزءا مكملا لدور الدولة الإقتصادي والإجتماعي وكمعوض لغيابها في عملية التغيير الإجتماعي، باعتبار عملها في تأطير المجتمع والمساهمة في التنمية المجتمعية، التي يراد لها أن تكون مستدامة. ورغم كل الإكراهات الموضوعية والذاتية المطروحة على الحركة الجمعوية استطاع المغرب أن يحفل بشبكة من الجمعيات تقوم بأنشطة عديدة في مختلف الميادين التنموية (محاربة الأمية، مساعدة الفئات المحتاجة …).
كما صارت مجالا للتربية والتكوين والإهتمام بشؤون المرأة والشباب وأوراشا للعمل والنوعية ووسيلة فعالة لترسيخ التضامن والتكافل الإجتماعي.
في هذا السياق العام يأتي هذا المقال الذي نصبو من خلاله إلى معرفة الخدمات المعتمدة في برامج جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي وآثارها الإجتماعية والتأطيرية على المستفيدين من مركزها الرحماء للتربية و التكوين.
1- إشكالية البحث:
يعرف العمل الجمعوي اليوم صحوة كبيرة في أغلب بلدان العالم لما يقوم به من مهام تنموية ،اقتصادية و إنسانية ،أصبح ينافس الأحزاب السياسية في مشاريعها و يشترك مع الدولة أو يتحمل جزءا من أعبائها في مشاريع شتى .
في المغرب عرفت الحركة الجمعوية تطورا ملموسا في العقدين الأخيرين أدى إلى تطوير تجربة الإشتغال و تنوع الخدمات المقدمة .
ونهدف من خلال هذا المقال العلمي إلى معرفة مدى مساهمة الجمعيات في بناء وتنمية و إبراز قدرات الأفراد على الخلق و الإبتكار لجعلهم أداة قوية للمشاركة في التطور و الرقي و مدى مساهمتها في تأطيرهم لبناء مجتمع مسؤول يساهم في التنمية و التغيير.
و يمكن إيجاز إشكالية هدا المقال في السؤال الرئيسي الآتي:
- ما نوعية الخدمات المعتمدة في برامج جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي و ما هي آثارها الإجتماعية و التأطيرية على المستفيدين؟
وللإجابة عليه قمنا بتقسيمه إلى مجموعة من الأسئلة الفرعية الآتية:
– هل يمكن اعتبار الخدمة الإجتماعية وسيلة لتحقيق تنمية اجتماعية وبشرية؟
– ما هي البرامج التربوية و التكوينية المقدمة لفائدة المستهدفين من عملية التربية و التكوين؟
– ما هي الآثار المترتبة عن برامج التربية والتكوين وما هي الصعوبات التي تحول دون تطوير قدرات ومهارات الأفراد المستهدفة من هذه العملية؟
2-فرضيات الدراسة:
تعد الفرضية بمثابة محاولة لتفسير وفهم ظاهرة معينة، فهي اقتراح يسبق العلاقة بين لفظين، يمكن أن يكونا مفاهيم أو ظواهر. فالفرضية إذن هي اقتراح مؤقت يتطلب التحقق منه وسعيا منا لتوضيح دور الجمعيات التنموية في تحقيق تنمية اجتماعية و بشرية وتوجه بحثنا حول فرضية محورية عامة تم صياغتها كالتالي:
هناك آثار معرفية واجتماعية على الأفراد المستفيدين من عملية التربية والتكوين المقدمة من طرف الجمعيات التنموية كجمعية المبادرة وجود آثار اجتماعية و تأطيرية على المستفيدين من مركز التربية و التكوين المعتمدة من طرف جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي.
ويمكن تعميق هذه الفرضية المركزية من خلال الفرضيات الفرعية التالية:
– الخدمة الإجتماعية وسيلة لتحقيق تنمية اجتماعية وبشرية.
– نفترض وجود برامج تأطيرية تستهدف تنمية قدرات ومهارات الأفراد المستهدفين من عملية التربية و التكوين.
– هناك آثار مترتبة عن البرامج التأطيرية التي تقدمها جمعية المبادرة و التضامن الإجتماعي وصعوبات تحول دون تطوير وتنمية قدرات و مهارات الأفراد المستهدفين من عملية التربية و التكوين.
3-أهمية الدراسة :
تنبثق أهمية هذه الدراسة من أهمية موضوعها و هو مشاركة الجمعيات في تحقيق تنمية مجتمعية التي يفرضها العصر الحاضر و الذي يتصف بالتطور و التغير المتسارع ٬ و الذي يفرض على الدول و الهيئات و المنظمات و مؤسسات المجتمع المدني و الأفراد مواكبته حتى يتحقق التوازن الإجتماعي . فالمجتمع المغربي يعرف تحولات سواء على الصعيد الإقتصادي أو الإجتماعي أو السياسي أصبحت تفرض أكثر من أي وقت مضى انخراط كل المكونات الفاعلة في المجتمع و القيام بعمل تنسيقي تكاملي بين جميع الفاعلين لاستيعاب هذا التحول ٬ و كسب رهانات التنمية و تحصيلها بديمقراطية محلية تضمن مشاركة الجميع. فمساهمة الجمعيات في التنمية لم يعد أمرا يستلزم البرهنة عليه ما دامت الوقائع و المعطيات تتحدث عن نفسها.فالعديد من الديناميكيات الجهوية تشهد على المشاركة الفعلية للجمعيات في تدبير الشأن المحلي. و هذه الدراسة تسلط الضوء على آثار البرامج التنموية لجمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي على المستهدفين من برامجها التربوية و التكوينية و مدى إسهامها في العمل التنموي .
4- منهجية الدراسة وأدوات البحث الميدانية:
4 -1منهجية الدراسة:
تم الإعتماد في ها البحث على دراسة كيفية، توم على جمع البيانات وتحليلها بطريقة استقرائية مع التركيز على المعاني. نهتم فيها بالآراء ووجهات النظر والتجارب والخبرات الإنسانية والأحاسيس وشعور الأفراد. وستعتمد الدراسة الراهنة على منهجين وذلك لتحقيق أهدافها والتحقق من صحة فرضياتها وتتمثل في الآتي:
المنهج الوصفي التحليلي: يعد هذا المنهج من أكثر المناهج استخداما في البحث؛ ويرجع ذلك لدراسة ورصد الظاهرة كما هي تحدث في الواقع، والتعرف على الأسباب والعوامل التي ساهمت في حدوث الظاهرة مع محاولة التوصل لنتائج تساهم في حل المشكلة، فهو يساعد على إمكانية التنبؤ في المستقبل، وذلك لأنه يرصد الظواهر بشكل علمي وواقعي، كما يقدم معلومات دقيقة وصحيحة عن الظاهرة المراد دراستها.
منهج المسح الإجتماعي: يستخدم منهج المسح الإجتماعي في البحوث الوصفية ويمكن الإشارة إليه بأنه محاولة منسقة لتحليل وتفسير وتقرير الحالة القائمة لجماعة أو بيئة ما أو لنظام اجتماعي وهو يتصل بالحاضر ولا يهتم بالماضي ويهدف إلى جمع بيانات يمكن تصنيفها وتفسيرها وتعميمها.
4-2أدوات البحث الميداني:
خضعت تقنية المقابلة لتفريغ البيانات بالإعتماد على جداول حيث يتكون الجدول من رقم السؤال / السؤال من الباحث / إجابة المشارك / ملاحظات.الدراسة أجريت مع 4 أطر مشرفين في مركز الرحماء للتربية والتكوين و15 مستفيد (ة) من برامج التربية والتكوين في هذا المركز 5 خياطة عصرية، 5 خياطة تقليدية و 5 الطبخ والحلويات.
5-الحدود المكانية:
الدراسة أجريت في مركز الرحماء للتربية والتكوين الوفاء 1 الساكنية القنيطرة التابع لجمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي.
جمعية المبادرة للتضامن الاجتماعي كنموذج للجمعيات التنموية :تأسست جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي سنة 2005 لتشكل لبنة جديدة للمساهمة في صرح التنمية والتقدم والعيش الكريم لعدد من الناس من أوساط اجتماعية متدنية اختارت مسار التأهيل والتكوين والتعليم والإنخراط في مشاريع تنموية مندمجة بدل العمليات الإحصائية الموسمية التي قد لا تجدي نفعا لأن التأهيل للعمل والكسب المشروع خير من توزيع طعام وكسوة تنقضي مع مرور الزمن.جمعية مبادرة للتضامن الإجتماعي جمعية مغربية وطنية ذات منفعة عامة وحاصلة على شهادة الجودة العالمية iso9001 (2008) متخصصة في المشاريع الخيرية والتنمية الإجتماعية بمختلف جهات المغرب.
أهدافها: التخفيف من آثار الفقر والهشاشة الإجتماعية لدى الفئات المعوزة٬ تأهيل العنصر البشري بالإنخراط في مراكز التدريب والتكوين ٬الإدماج السوسيو- اقتصادي من خلال إقامة مشاريع مدرة للدخل و المساهمة في إنشاء وتطوير البنيات والفضاءات الإجتماعية[1].
1-الجمعيات ودورها في التربية والتكوين وتأهيل الأفراد وتقوية القدرات
1-1مفهوم الجمعية:
من الناحية القانونية :
الجمعية تعاقد بين شخصين في إطار تجمع أدبي و أساسي أو اقتصادي ، يعرفها المشروع المغربي من الناحية القانونية في ظهير الحريات العامة الصادرة بتاريخ 15 نونبر 1958 حسب ما وقع تغييره و إتمامه في فصله الأول الجمعية بما يلي :
الجمعية اتفاق تعاون مستمر بين شخصين أو عدة أشخاص لاستخدام معلوماتهم أو نشاطهم لغاية غير توزيع الأرباح فيما بينهم . يمكن للجمعيات المصرح بها أن تؤسس اتحادات و جماعات فيما بينها ، و هذا يعني أن الأشخاص الذين يكونون الجمعية إما أشخاص ذاتيون أم اعتباريون . و هو تعريف مستمد من القانون الفرنسي الصادر في فاتح يوليوز 1901 و الخاص بالجمعيات.
غير أننا حين نتكلم عن الجمعية فإننا نكون بصدد الحديث عن مستوى من مستويات العمل الجمعوي وهو الجمعية كتنظيم و ليس كمؤسسة . و الجمعية يمكن أن تؤسس لمدة محدودة تنتهي بمجرد انتهاء المدة التي حددها المؤسسون لها . و يتضح من خلال التعربف الذي أعطاه المشرع المغربي للجمعية أنها تتميز بخصائص أربعة هي :
_ تتألف الجمعية من جماعة من الأشخاص ، حيث لا يمكن لفرد واحد أن يؤسس جمعية.
_ يكون للجمعية تنظيم مستمر من الأشخاص أو تنظيم مؤقت في حالة تأسيس الجمعية لمدة معينة ، و ذلك حسب قانونها الأساسي ، أي حسب اتفاق الأعضاء المشاركين فيها و تنتهي بمجرد انتهاء مدتها،أو الوفاء بغرضها.
_ الجمعية هي اتفاق لتحقيق تعاون لاستخدام بعض المعلومات أو لممارسة بعض الأنشطة .
_ لا تهدف الجمعية إلى الحصول على ربح مادي أو توزيع الأرباح بين الأفراد المكونين لها و هذا ما يميز الجمعية .
من الناحية الإجتماعية :
الجمعية هي جماعة من الأفراد انبثقت عنهم رغبة للقيام بنشاط معين كان موجودا من قبل أو غير موجود ، لفائدتهم أو لفائدة مجتمعهم في إطار من التعاون و التطوع و ممارسة الأنشطة و العلاقات التي تقوم بها الجمعية تربويا و ثقافيا و فنيا و اجتماعيا و رياضيا ،و هذا يِؤدي إلى خلق ديناميكية و نشاط بين مجموعة من الأفراد،فوجود تنظيم يعني وجود أفراد تربطهم علاقات و يقومون بأنشطة تحقق الأهداف المسطرة في القانون الأساسي للجمعية و هو الذي يضمن الإستمرار و الإستقرار خلال مدة صلاحية المكتب المسير ، ثم الفعالية التي تشير إلى القدرة على التنظيم و الهيكلة و تحقيق الأهداف [2].
1- 2الجمعيات التنموية:
إن تركيبة الحركة الجمعوية في المغرب تعرف تنوعا كبيرا من حيث انشغالاتها , فهي تعمل في المجال الإجتماعي و السياسي و الإقتصادي . إذ تتعدد ميادين أنشطة تدخلها من الإهتمام بالثقافة إلى الإهتمام بالرياضة و حقوق الإنسان و البيئة و محاربة الأمية و غيرها و يبدو أنه ليست هناك معايير محدودة و ثابتة ( منصوص عليها ) للتمييز بين الجمعية التنموية و الجمعية غير التنموية : الثقافة تنمية و الموسيقى تنمية و الإهتمام بشؤون الشباب تنمية و البيئة تنمية أيضا.لكن هناك بعض العناصر يمكن أن نعتبرها معايير التفريق العرفي و هي تشكل ربما أساس اصطلاح الجمعيات التنموية ، و منها :
– الأولوية للتدخل في الميدان الإقتصادي و الإجتماعي .
– اختلاف طريقة أو طرق العمل عند هذه الجمعيات .
تدخل الجمعية عبر مشاريع ملموسة تجسد على أرض الواقع .
– مصادر تمويل جديدة ( التعاون من أجل التنمية ).
– مكونات جديدة للمحيط الخارجي و تعامل جديد ( علاقات جديدة ) .
لقد جعلي هذه الجمعيات من حرمان السكان في أماكم مختلفة من المغرب أولوية اهتماماتها لتعبئتهم كفئات فقيرة و تحسسيهم لإيجاد الحلول لبعض المشاكل التي يتخبطون فيها و ذلك في إطار الشراكات التي تعقدها الجمعيات مع المنظمات المحلية أو الأجنبية أو مع المؤسسات العمومية أو الخاصةو غيرها .
و ساهمت في النطاق الذي تشتغل فيه بالتخفيف من صعوبة العيش التي تعرفها الفئات الفقيرة و المحافظة على البيئة .و دعم النسيج الجمعوي و إنشاء التعاونيات و إنعاش المقاولات الصغرى و المتوسطة و خلق مناصب الشغل [3] .
1-3مفهوم التربية:
التربية هي تبليغ الشيء إلى كماله أو هي كما يقول المحدثون تنمية الوظائف النفسية بالتمرين حتى تبلغ كمالها شيئا فشيئا و التربية هي عبارة عن طريقة يتوصل بها إلى نمو قوى الإنسان الطبيعية و العقلية و الأدبية ، فينطوي تحتها جميع ضروب التعليم و التهذيب التي من شأنها إنارة العقل ، و تقويم الطبع ، و إصلاح العادات ،و إعداد الإنسان لنفس نفسه و الإعتناء به في الحلة التي يكون فيها قاصرا عن القيام بالإعتناء بنفسه . و يدل مصطلح التربية في أكثر استعمالاته شيوعا على عملية التنشئة ( و خاصة للصغار ) فكريا و خلقيا ، و تنمية قدراتهم العقلية داخل المدرسة و غيرها من المؤسسات المتفرقة للتربية ، و يمكن أن يمتد هذا المفهوم ليشمل تعليم الكبار و تدريبهم كما أنه يمتد ليشمل كذلك التأثيرات التربوية لجميع التنظيمات الاجتماعية. إميل دوركايم يقترح أن يقتصر استخدام مصطلح التربية على التأثير الذي تمارسه الأجيال الراشدة على تلك التي لم تتهيأ بعد للمشاركة في الحياة الإجتماعية. فالتربية في نظر دوركايم هي عملية التنشئة الإجتماعية المنظمة للأجيال الصاعدة.
أما مانهيم فيرى أن التربية هي إحدى وسائل تشكيل السلوك الإنساني كي يتلاءم مع الأنماط السائدة للتنظيم الإجتماعي . و يرى جون ديوكا أن التربية بصفة عامة هي حاصل جميع العمليات و السبل التي ينقل بها مجتمع ما سواء أكان كبيرا أم صغيرا ، ثقافته المكتسبة و أهدافه بقصد استمرار وجوده و نموه . فالتربية عملية مستمرة لإعادة بناء الخبرة بقصد توسيع محتواها الإجتماعي و تعميقه . أفلاطون يرى أن الغرض من التربية هو أن يصبح الفرد عضوا صالحا في المجتمع و يعرفها بالتعريف التالي التربية هي إعطاء الجسم و الفرد في كل ما يمكن من الجمال و كل ما يمكن من الكمال.
التربية في الإصلاح :التربية في الإصلاح تفيد معنى التنمية و هي تتعلق بكل كائن حي ، النباتات،و الحيوان ، الإنسان و لكل منها طرائق خاصة لتربيته .
و تربية الإنسان في الحقيقة تبدأ قبل ولادته ولا تنتهي إلا بموته . و هي تعني باختصار أن نهيئ الظروف المساعدة لنمو الشخص نموا متكاملا من جميع النواحي لشخصيته العقلية ، و الخلقية و الجسمية و الروحية ، أي أن التربية ما هي إلا تهيئة ظروف تتاح فيها الفرص لأن نوجه كل مقومات التربية التي تجعلنا ننشئ الأشخاص صغارا و كبارا تنشئة سليمة في النواحي الخلقية و الجسمية و العقلية و الروحية [4].
1-4مفهوم التكوين:
هو برامج متخصصة تعد و تصمم من أجل اكتساب عمال المنظمة في كافة مستوياتها ، معارف و مهارات و أنماط سلوكية جديدة ، و تطوير المعارف و المهارات فهو العملية التي من خلالها يزود العاملين بالمعرفة أو المهارة لأداء و تنفيذ عمل معين. هو عملية تعلم سلسلة من السلوك المبرمج أو مجموعة متتابعة من التصرفات المحددة مسبقا و بهدف التكوين إلى إجراء تغيير دائم نسبيا في قدرات الفرد مما يساعد على أداء الوظيفة بطريقة أفضل من خلال اكتسابه معارف و مهارات[5].
تفرقة مفهوم التكوين مع مفاهيم أخرى : بعد تحديد مفهوم التكوين من خلال التعاريف السابقة نقوم بمقارنته ببعض المفاهيم المشابهة له و أي تدخل في ميدان التربية و التكوين .
التكوين _ التدريب :اشتقت كلمة التكوين من فعل كون الذي ترجمه مختلف العلماء Formation يعني إعطاء الشيء شكلا و يقابل هذا المفهوم في اللغة الإنجليزية مفهومtraining و الباحثون العرب بمفهوم التدريب لأن اللغة الإنجليزية لا تستعمل المفهوم الفرنسي للتكوين. و لهذا يستخدم مفهوم التكوين مرادفا للتدريب .
و من هنا التدريب هو : تغيير في الاتجاهات النفسية و الذهنية للفرد ، تجاه عمله ، تمهيدا لتقديم معارف و رفع مهارات الفرد في أداء العمل. و قد عرف التدريب على أنه العملية المنظمة لاكتساب و تطوير معارف و مهارات أو اتجاهات العاملين بهدف الوصول إلى الأداء المطلوب .
التكوين _ التربية : التربية في التحديد اللغوي من فعل ربى أي زاد و نما و أربيته نميته. ( ابن منظور – لسان العرب مجلد 14 دار الصادر بيروت 1994 ص 304 ) أما في التحديد الاصطلاحي فيعرفها جون ديوي : التربية هي حاصل العمليات و السبل التي ينقل بها المجتمع ما سواء أكان كبيرا أم صغيرا و ثقافته المكتسبة و أهدافه إلى أجياله الجديدة بهدف استمراره و وجوده بينما يتصرف مفهوم التكوين لكونه : الوسيلة التي يتم من خلالها اكتساب المعارف و الأفكار الضرورية لمزاولة العمل ، و القدرة على استخدام نفس الوسائل بطرق أكثر كفاءة ما يؤدي إلى تغيير سلوك و اتجاهات الأفراد أو الأشياء أو المرافق بطريقة جديدة[6].
التكوين _ التعليم :هناك فرق بين التعليم و التكوين ، فالتعليم عبارة عن زيادة في مقدرة الفرد على التفكير بشكل منطقي . أما التعلم فهو التغيرات السلوكية لدى الفرد و الناتجة عن الميزات التي يمر بها ، أما التكوين فهو عبارة عن عمليات تعليم مبرمج لمسلكيات معينة بناءا على معرفة ما يجري تطبيقها لغايات محددة تتضمن التزام المتكون بقواعد محددة .
التكوين _ التنمية :تعتبر التنمية كلمة مرتبطة كثيرا بالتكوين و هما مصطلحان غالبا ما يستعملان لإعطاء معنى مزدوج لحالة واحدة .فهناك من يعرف التكوين بأنه : التنمية المنتظمة من المعرفة و المهارة و الاتجاهات لشخص مالكي يؤدي الأداء الصحيح لواجب أو عمل معطى له و يرى جمال الدين المرسي أنه على الرغم من تشابه المفهومين من حيث الوسائل المستخدمة إلا أن هناك من يفرق بينهما على أساس المدى الزمني لكل منهما ، فالتكوين يركز وظيفة الفرد الحالية و يستهدف تنمية المهارات و القدرات التي تساهم بشكل واضح في تطوير الأداء الحالي يمكن القول أن التكوين ما هو إلا أداة أو آلة من آليات التنمية[7].
1-5 الموارد البشرية و ضرورة التأهيل :
يشكل تأهيل الموارد البشرية جزءا لا يتجزأ من عملية التنمية الإقتصادية و الإجتماعية باعتبار أن الإنسان هو أداتها و مبتغاها. فمن أجله ترسم الخطط و السياسات ، و بجهوده الفكرية و الجسدية و التنظيمية تتحقق الأهداف التي وضعت لها. و بذلك يبقى من غير الممكن القيام بأية عملية تنموية . غير أنه يستحيل ضمان مشاركة هؤلاء بطريقة جيدة و فعالة بدون تأهيلهم و جعلهم قادرين على التمييز و الإختيار بكل حرية ، و اتخاد القرارات الملائمة في الأوقات المناسبة و لا حديث عن تأهيل للموارد البشرية قي غياب استراتيجية للتربية و التكوين و التحسس و الإعلام و التواصل المستمر التي تمكن هذه الموارد من المعرفة و المهارات التي تسمح لها بالمساهمة الفاعلة في التنمية العامة و في رفع التحديات الآنية و المستقبلية[8].
2-الخدمة الإجتماعية وسيلة لتقوية قدرات ومهارات الأفراد وتحقيق التنمية
2-1مفهوم الخدمة الإجتماعية:
تعتبر الرعاية الإجتماعية ظاهرة اجتماعية تواجدت وستظل طالما أن هناك حياة واحتياجات لأفراد المجتمع يعجز عن مقابلتها وإشباعها، ولقد ظهرت نتيجة دوافع طبيعية ودينية وتكنولوجية وسياسية و إدارية أوجبت مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان لتظهر البدائل الأولى كما في الحضارات القديمة، وبتطور اتجاهات الرعاية الإجتماعية في تقديم برامجها المختلفة وظهرت الحاجة إلى أن تقدم تلك البرامج بصورة منظمة ومدروسة علميا بعد أن ظهرت الحاجة إلى وجود متخصصين في جمعيا تنظيم الإحسان والمجلات الاجتماعية فزاد اهتمام بتدريب المتطوعين لاكتساب مهارات التأمل مع الأفراد لتقديم خدمات الرعاية الإجتماعية بصورة أفضل أما الخدمة الإجتماعية فظهرت نتيجة لعوامل ترتبط بالآثار التي ترتبت على الحروب المتوالية وانتهاء عهود الإقطاع والثورة الصناعية وظهور الأفكار الإشتراكية والإكتشافات العلمية الحديثة وفشل التشريعات المتوالية على مواجهة الفقر حاجة المؤسسات الإجتماعية إلى وجود متخصصين لتقديم خدماتها، فالرعاة الإجتماعية ظهرت منذ أن وجدت البشرية، أما الخدمة الإجتماعية فظهرت ارتباطا بالتاريخ العام للرعاية الإجتماعية وتعتبر نشاطات الرعاية الإجتماعية هي البذور الأولى أي نبتت منها الخدمة الإجتماعية لتصبح مهنة لها مقوماتها ودورها في المجتمع ولقد نشأت الخدمة الإجتماعية كمهنة في الولايات المتحدة الأمريكية ثم انتشرت في غالبة دول العالم ومن بينها مصر، ومن مصر انتقلت إلى الدول الأخرى (في القرن 19 ) [9].
ويمكن أن نلخص أهم العوامل والظروف التي مهدت لقيام الخدمة الإجتماعية في الثورة الصناعية، الحروب المتوالية، انتهاء عهود الإقطاع في أوربا، فشل التشريعات المتوالية عن مواجهة مشكلات الفقر، ظهور الأفكار الاشتراكية، الإكتشافات العلمية الحديثة، الأبحاث الاجتماعية وبداية التدريب على الخدمة الإجتماعية، ظهور جمعيات تنظيم الإحسان والمحلات الإجتماعية.والخدمة الاجتماعية نوع من الخدمة التي تعمل من جانب عل مساعدة الفرد أو جماعة الأسرة التي تعاني من مشكلا لتتمكن من الوصول إلى مرحلة سوية ملائمة. فالخدمة الاجتماعية طريقة مؤسسية لمساعدة الناس على تفادي المشكلات الإجتماعية وتعمل على علاجها من خلال تقوية وظائفهم الإجتماعية ،وتمارس من خلال مؤسسات لتقديم الخدمة الإنسانية، وهي فن تكتكي وعملي تقوم بتقديم مهام يحتاج إليها المجتمع[10].
2-2 مفهوم بناء القدرات :
يعني مفهوم بناء القدرات زيادة قدرة المجتمع على إنجاز الأعمال بنفسه ، بمعنى أن يكون أكثر مهارة وأكثر ثقة في نفسه و أكثر فعالية في التنظيم ، و يمكن تعريف عملية بناء القدرات بأنها تنظيم الإستفادة من الموارد المجتمعية من خلال التدريب لتنمية المهارات و تنمية القدرات المؤسسية و ذلك لتمكينهم من تحديد مشكلات البيئة العمرانية و تقييمها ، و زيادة القدرة على تفهم و تحليل المشكلات . يمكن القول أن بناء القدرات هي سياسة تمكين المجتمع تهدف إلى تقوية كافة أطراف عملية التنمية لكي تمكنهم من لعب دور فعال في إدارة و تخطيط مستوطناتهم البشرية. و بالتالي فهي عملية تدخل خارجي مخطط و منظم له يبتغي تحقيق أهداف معينة لتحسين و تطوير أداء المنظمات في علاقتها بالإطار العمراني و الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي و الثقافي الذي توجد فيه و في توظيف مواردها بما يحقق لها الإستدامة . و يعرفها البعض بأنها إعداد كافة الأطراف المختلفة المشتركة في عملية التخطيط والإدارة العمرانية ليؤذوا أدوارهم المنوطة بكفاءة في مجالاتهم و مستويات أعمالهم من خلال التدريب و التعليم المستمر. و بالتالي فإن هذا التفكير يحمل معاني مختلفة ، تعتمد على التقوية المؤسسية ، التنمية المؤسسية و التنمية التنظيمية من هذا المنطلق يمكن القول أن بناء القدرات هي تنمية و تعزيز قدرة المجتمع باستمرار كي يحسن قدرته على حل المشكلات و خاصة التي تواجه بيئته العمرانية ، فهي لا تشير فقط إلى اكتساب المهارات و لكن أيضا إلى القدرة على الإستفادة من مهارات المجتمع في تنظيم الأعمال الخاصة ببيئته العمرانية للتوصل إلى الأهداف المراد تحقيقها ، فهي نشاط من خلل المنظمات و الأشخاص يتعلق بحسن توزيع الأدوار و لإحداث التنمية السليمة في الطريق الصحيح . و بالتالي فهي جزء متكامل من الأنشطة العملية و البرامج التدريبية الموجهة لإحداث تنمية حضرية مستدامة[11].
2-3مفهوم المهارة:
يشير المعنى اللغوي للمهارة إلى الأحكام فيقال مهر الشيء أي أحكمه و صار به حاذقا بالأعمال و يصفها الإجتماعيون بأنها : فن السيطرة على نشاط معين و بأنها القدرة على ترجمة النظر و الفكر إلى السلوك الفعلي أو ترجمة الأقوال إلى الأفعال . و لأنها مرتبطة بالمهن عالية المستوى ، فهي الشرط الواجب توفره لممارسة مهنة.
_ أنواع المهارات وفقا لطبيعتها : المهارة الفكرية : وهي المهارات التي يغلب عليها الطابع الفكري و يقل فيها الطابع اليدوي و العضلي و هذا النوع من المهارات يتطلب في الغالب إعدادا خاصا و لفترة طويلة . المهارات اليدوية : هي تلك المهارات التي يغلب عليها الطابع اليدوي و العضلي ، أي المهارات التي تتصل بالأداء و يقل فيها الطابع الفكري و النظري .و هذه المهارات يمكن أن تكتسب من خلال التدريب لفترات قد تطول أو تقصر وفقا لطبيعة العمل الذي يتصل بهذا النوع من المهارات . المهارات التي تتكون من مزيج من المهارات اليدوية و المهارات الفكرية [12].
_ تقسيم المهارات حسب شموليتها : مهارات عامة و أساسية : و هي تلك المهارات التي توفر للفرد قاعدة أساسية من المعلومات العامة ، و التي غالبا ما تكون فكرية و نظرية ، و التي يمكن أن تشكل الأساس الذي يعتمد عليه في أساسه لعمله مع بعض التكيف ، لتلاءم احتياجات عمل أو أعمال تطول فترة التكيف أو تقصر حسب طبيعة المهارة . مهارات متخصصة : و هي المهارة التي توفر معلومات متخصصة نظرية و عملية لتلاءم طبيعة المهارات المطلوبة لعمل أو القيام بأعمال بذاتها دون غيرها ، و هذا النوع من المهارات قد يصعب تكيفه لتلاؤمه مع بعض احتياجات المهارات المطلوبة لأداء أعمال أخرى تعتبر المهارة القدرة على استخدام المعارف و المعلومات بطريقة فعالة .
مكونات تعليم المهارة : – المكونات النظرية : بكافة أشكالها كنظريات و أسس نظرية و دراسات تحليلية و نظرية و اتجاهات و أراء نظرية .– الجوانب التطبيقية و التدريبية : ( التعليم العلمي )و هي محاولة تربط النظرية بالتطبيق و يتضح ذلك من خلال الممارسات الميدانية ، النماذج المهنية ، مثل نموذج التركيز على المهام ، نموذج حل المشكل ، النموذج التفاعلي ، النموذج السلوكي و غيرها من النماذج[13] .
2-4مفهوم التنمية:
التنمية هي العملية المجتمعية الموجهة نحو إيجاد تحولات في البناء الإقتصادي الإجتماعي تكون قادرة على تنمية إنتاجية مدعمة ذاتية تؤدي إلى تحقيق زيادة منتظمة في متوسط الدخل الحقيقي للفرد وتكون موجهة نحو تنمية علاقات اجتماعية وسياسية تكفل زيادة الإرتباط بين المكافأة وبين كل من الجهد والإنتاجية كما تستهدف توفير الإحتياجات الأساسية للفرد وضمان حقيقي في المشاركة وتعميق مطلوبات آمنة في المدى الطويل.
إذ نظر لمفهوم التنمية من خلال تحليل مضمونه الإجتماعي نجده يستخدم كمدلول لإحداث سلسلة التغيرات الوظيفية والبنائية لنمو المجتمع، وذلك بقدرة أفراده على استثمار الطاقات المتاحة إلى أقصى حد ممكن وبطريقة نجد له أهدافه.
وبالتالي كلمة التنمية تشمل جوانب اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية، أي أن عملية التنمية عملية حضارية شاملة
وهي تغير مقصود للإنتقال بالمجتمع من الحال الذي هو عليه إلى الحال الذي ينبغي أن يكون عليه والإنتقال به من طور
إلى طور لتحسين أوضاع أفراده استجابة لحاجياتهم المتزايدة[14].
2-5 التنمية الإجتماعية:
تهتم التنمية الاجتماعية بالفرد والجماعة، فهي تعمل على حماية الفرد وتنشئته وتحريره من المشكلات وتعيينه على تنمية قدراته،وتزويده بالإتجاهات الإيجابية التي تمكنه من الإسهام الفاعل في شؤون مجتمعه،وإشباع احتياجاته الأساسية المادية و المعنوية والروحية،وهي تعين الجماعة والمجتمع على إيجاد علاقة بناءة،وخلق ظروف ملائمة لتحسين الأحوال الإجتماعية.فالتنمية هي عملية تستند إلى الإستغلال الرشيد للموارد بهدف إقامة مجتمع حديث، وبهذا المعنى فالمجتمع المتقدم يتميز بتطبيق التكنولوجيا والتساند الإجتماعي الواسع النطاق،التحضر،التعليم، الحراك الإجتماعي. وبهذا يتضح أن التنمية الإجتماعية ما هي إلا عملية متكاملة الأبعاد ومتعدد الجوانب وتعتمد على إحداث تغيرات جذرية تشتمل على أساليب التفكير والعمل وإثارة الوعي والثقافة في المجتمع حتى يتم الإسهام في تنفيذ خطط مشروعات التنمية على الوجه المطلوب. إن المفهوم التكاملي للتنمية الإجتماعية عوامل مهمة وعديدة مثل إعداد الموارد البشرية اللازمة للإنتاج وتوفير مطلوبات تأهيلها وتدريبها من أجل استثمارها[15].
2-6التنمية البشرية:
عرفت التنمية البشرية في تقارير الأمم المتحدة بأنها: عملية توسيع الخيارات المتاحة للناس،وهي بلا حدود وتتغير بمرور الوقت ومن أهم هذه الخيارات:
العيش حياة طويلة وصحية، الحصول على المعارف،الحصول غلى الموارد الضرورية لتوفير مستوى المعيشة المناسب.
والتنمية البشرية جانبان:
الأول: بناء القدرات البشرية لتحسين مستوى الصحة والمعرفة والمهارات.
الثاني: انتفاع الناس بقدراتهم المكتسبة في وقت الفراغ ولأغراض الإنتاج وللنشاط في مجال الثقافة والمجتمع والسياسة.
وتعرف أيضا بأنها عملية تعزيز وتدعيم فعالية الفرد الحالية والمستقبلية،والعمل على تغيير كل من سلوك واتجاهات الفرد في العمل بما يساهم في تحقيق الأهداف المرجوة من عملية التنمية،والتي تستلزم تعديل كل من الإدراك والمهارات.
ومفهوم التنمية البشرية له بعدان أساسيان: البعد الأول يهتم بمستوى حالة النمو الإنساني بمختلف مراحل الحياة،وهو نمو لقدرات الإنسان،وطاقته البدنية و العقلية،والنفسية والإجتماعية والروحية، والمهارية من خلال ما يتطلبه الإشباع لمختلف احتياجات ذلك النمو بعناصرها المختلفة، أما البعد الثاني لمفهوم التنمية البشرية يتمثل في كون التنمية البشرية عملية تتصل باستثمار الموارد والمدخلات والأنشطة الاقتصادية التي تولد النمو والإشباع.وبذلك فالتنمية هي عملية لتنمية القدرات والكفاءات البشرية في جوانبها العملية والفنية والسلوكية[16].
3-نتائج الدراسة في ضوء التحقق من الفرضيات:
3-1 قراءة في النتائج المحصلة
المستفيدون
المبحوثون الذين يرتادون على الجمعية أغلبهم نساء والذكور نسبتهم قليلة جدا، أما السن فهناك من كل الفئات العمرية من 17 سنة إلى 49 سنة لكن أغلبية المبحوثين سنهم بين 21 و 29 سنة. بالنسبة للحالة العائلية نجد المتزوجين، العازبين، المطلقين والأرامل لكن أغلبية المبحوثين (المزوجين والعزاب)، بالنسبة لعدد الأطفال فمنهم من ليس له أطفال و من له طفل واحد ومن له 3 و 4 أطفال. لكن أغلبية المبحوثين ليس لهم أطفال هذا فيما يخص المعلومات العامة حول المبحوثين.
المركز و خدماته
أغلب المبحوثين سمعوا عن جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي عن طريق أحد أصدقائهم ثم بعضهم تعرف على الجمعية بالصدفة ، و منهم من تعرف عليها بحكم سكنهم المجاور لفرعها الرحماء، و منهم من سمع بها عن طريق أخته.
بالنسبة للخدمات التي يقدمها مركز الرحماء الاجتماعي للتربية والتكوين، كل المبحوثين يقرون بالاستفادة من دروس دينية ودروس في تسيير المقاولة، ثلثهم يستفيدون بالإضافة إلى تلك الدروس من دروس الخياطة التقليدية، finition، الفصالة. الثلث الثاني من المبحوثين يستفيد من دروس الخياطة العصرية والفصالة زيادة على الدروس الدينية ودروس تسيير المقاولة، والثلث الأخير منهم يستفيد من دروس الطبخ، باتيسري، حلوات عصرية وتقليدية، التواصل، دروس في كيفية التعامل مع الزبون وسلامة الورشة بالإضافة للدروس الدينية وتسيير المقاولة.
بالنسبة لاختيار المبحوثين لمركز الرحماء للتربية والتكوين، يرجع حسب أغلبيتهم إلى المعاملة الجيدة والتكوين الجيد، في حين نسبة قليلة من المبحوثين اختاروه من أجل التكوين فقط.و منهم من اختاره من أجل المعاملة الجيدة فقط .
أما التكوين في جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي في فرع الرحماء نسبة تقترب من النصف من المبحوثين يرون أن التكوين في هذه الجمعية مخالف لتكوين في جمعيات أخرى من حيث توفر آلات الخياطة مقارنة مع جمعيات أخرى أيضا مستوى التكوين والتعليم أحسن والدروس منظمة مقارنة مع مراكز أخرى، ثم نسبة تقترب من الربع من المبحوثين يجدون أن التكوين في هذه الجمعية أقل مستوى من التكوين في جمعيات أخرى من حيث مستوى الأساتذة والتجهيزات، وما تبقى من المبحوثين منهم من يجد أن التكوين في هذه الجمعية مخالف لجمعيات أخرى من حيث الديبلوم المحصل عليه وأن ديبلوم جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي لا يؤهل للعمل وفئة أخرى من المبحوثين تجد أن التكوين في هذه الجمعية لا يختلف عن التكوين في جمعيات أخرى.
دوافع التكوين
فيما يخص هدف اختيار المبحوثين للتكوين نسبة مهمة منهم اختيارهم راجع إلى رغبتهم في تنمية قدراتهم، الحصول على شهادة ثم ولوج العمل وما تبقى من المبحوثين ينقسم رأيهم ،منهم من اختار التكوين من أجل تنمية قدراته والحصول على ديبلوم دونما الإهتمام بولوج العمل ،ومنهم من اختار التكوين في مركز الرحماء من أجل تنمية قدراته فقط.
بالنسبة للتكوين الذي يستفيد منه المبحوثون، الثلث الأول منهم يستفيدون من الخياطة العصرية، الثلث الثاني اختاروا الخياطة التقليدية والثلث الأخير اختاروا الطبخ والحلويات.
أما اختيارهم للتكوين الذي يستفيدون منه، يرجع عند نسبة كبيرة منهم إلى ميول شخصي وحب لذلك المجال المختار، وما تبقى من المبحوثين اختلفوا في آرائهم فكان اختيار التكوين حسب بعضهم يرجع إلى مستواه التعليمي (فالطبخ مثلا يتطلب مستوى دراسي مقارنة مع الخياطة) وكان اختيار التكوين حسب البعض الآخر من أجل ولوج العمل في ذلك المجال أيضا ، وهناك من اختار تكوين محدد من أجل الحصول على شهادة ودبلوم وأخيرا هناك من اختار تكوين معين نظرا لحصوله على ديبلوم في التكوينات الأخرى.بالنسبة للتكوين الذي يتلقاه المستفيدون،فهو يتناسب مع احتياجات نسبة كبيرة من المبحوثين أما الفئة القليلة المتبقية فتجده لا يتناسب مع احتياجاتها و ما كانوا يتصورون قبل ولوجهم للتكوين.أما الحضور للحصص التأطيرية بما فيها النظرية و التطبيقية يكون تقريبا دائم، تقريبا كل المبحوثين يكون حضورهم دائم إلا طبعا في ظروف قاهرة (مرض مثلا) وما تبقى من المبحوثين وهي فئة قليلة منهم من يتغيب لأنه يعمل أي بسبب إكراهات العمل، ومنهم من يتغيب في العطل المدرسية لأبنائهم.
بالنسبة لتقييم المبحوثين للبرامج التكوينية التي قدمها لهم مركز الرحماء الإجتماعي للتربية والتكوين، فنصف المبحوثين يجدونها جيدة الجودة، ما تبقى من المبحوثين منهم من قيمها بالمستحسنة، فئة أخرى قيمتها بأنها ناقصة وغير جيدة وفئة صغيرة جدا تجدها متوسطة الجودة.
آفاق التكوين
بالنسبة لرأي المبحوثين حول دور التكوين الذي يتلقونه نسبة مهمة من المبحوثين يظنون أن التكوين الذي تلقوه سيساهم في إدماجهم في المحيط السوسيواقتصادي،و نسبة قليلة جدا يظنون العكس، لأن الديبلوم المحصل عليه في نهاية التكوين غير معترف به ولا يؤهل لولوج العمل وسوق الشغل.أما بالنسبة للمجال الذي يريدون الإشتغال فيه بعد انتهائهم من التكوين نسبة تصل إلى نصف المبحوثين يريدون الإشتغال في بيوتهم (في عمل حر) ،والنصف الآخر من المبحوثين يشتمل على فئتين، فئة تريد الإشتغال في فندق أو مخبزة أو مطعم، وفئة تريد الإشتغال في شركات الخياطة.
صعوبات التكوين
فيما يخص الصعوبات التي واجهت المبحوثين أثناء تكوينهم، فنسبة كبيرة من المبحوثين واجهتهم صعوبات أثناء التكوين، منهم من واجهته صعوبات في التعامل مع آلات الخياطة في بداية التكوين ومنهم من واجهته صعوبات في الفهم والتطبيق بسبب مستواه التعليمي الضعيف ،ومنهم أيضا من واجهته صعوبات في الحضور في الوقت بسبب سكنهم البعيد عن الجمعية ،وأخيرا منهم من واجهته صعوبات في الحضور للحصص التكوينية بسبب إكراهات العمل لأنه يشتغل، وتبقى نسبة قليلة من المبحوثين لم تواجهها أية صعوبات خلال التكوين.
طريقة التكوين مدته و الأطر المشرفة عليه
أما طريقة التكوين المقدمة في مركز الرحماء الإجتماعي، تجد نسبة مهمة من المبحوثين أنها جيدة و الطريقة المقدمة جيدة، بعض المبحوثين يجدونها متوسطة و الطريقة المقدمة جيدة،ما تبقى من المبحوثين يجدونها ناقصة وغير جيدة.بالنسبة لمدة التكوين في مركز الرحماء الإجتماعي ترى نسبة كبيرة من المبحوثين أنها غير كافية لتحصيل معرفة مهنية ولتنمية قدراتهم ومهارتهم بذلك يفضلون سنتين، سنة شعبة عامة وسنة تخصص، وما تبقى من المبحوثين ونسبتهم قليلة ، يجدون أن مدة التكوين كافية لتحصيل معرفة مهنية و لتنمية قدراتهم و مهاراتهم فيما يخص مجالات التكوين في الجمعية من (خياطة،طبخ …) فنسبة مهمة من المبحوثين يجدون أن هذه المجالات التكوينية ملائمة لحاجيات و انتظارات المستفيدين، و نسبة قليلة من المبحوثين ترى أن المجالات التكونية متوسطة و ملائمة نسبيا لحاجيات و انتظارات المستفيدين ،ثم نسبة ضعيفة جدا تجد المجالات التكوينية ناقصة و غير ملائمة لحاجيات المستفيدين .
أما تقييم المبحوثين للأطر التربوية المشرفة على برامج التكوين، فنسبة مهمة من المبحوثين يقيمونهم تقييما جيدا و يجدون مستواهم جيدا ،ثم نسبة ضعيفة تقيمهم تقييما متوسطا و يجدون مستواهم متوسطا، أما النسبة القليلة المتبقية من المبحوثين يقيمونهم تقييما ضعيفا ويجدون مستواهم ضعيف .
نظرة مستقبلية حول التكوين
بعد استكمال التكوين في الجمعية نسبة كبيرة من المبحوثين سيستمرون في حضور أنشطة الجمعية وسيتسجلون في برنامج تكويني أخرى ، في حين نسبة قليلة من المبحوثين لن يستمروا في حضور أنشطة الجمعية لظروف عائلية والتزامات أسرية و هناك من يريد العمل أو يريد التسجيل في جمعيات أخرى.فيما يخص توصية أفراد آخرين للإستفادة من برامج التكوين في جمعية المبادرة للتضامن الاجتماعي، معظم المبحوثين سيوصون أفرادا آخرين للاستفادة من برامج التكوين للتعلم والإستفادة وتنمية قدراتهم ومستواهم، في حين نسبة قليلة من المبحوثين لن يوصوا أفرادا آخرين للإنخراط في الجمعية والإستفادة من البرامج التكوينية.
4-خلاصات
من خلال تحليلنا للمعلومات المحصل عليها تثبت الفرضيات المطروحة سابقا فالخدمة الإجتماعية التي تقوم بها جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي في مركز الرحماء للتربية والتكوين في إطار المقاربة التنموية الشاملة التي تنهجها الجمعية، تساهم في تحقيق تنمية اجتماعية وبشرية. فهذه الخدمة تتجلى في تكوين وتعليم المستفيدين من خلال برامج التربية والتكوين (الخياطة العصرية، التقليدية، الطبخ) للارتقاء بأوضاعهم الإجتماعية وتنمية إمكانياتهم الكامنة، وتنمية وتوسيع قدراتهم ومهاراتهم التعليمية لكي يصلوا بمجهوداتهم إلى مستوى أحسن ومرتفع من الإنتاج والدخل، وذلك من خلال توفير فرص التعليم، وزيادة الخبرات، وتكوين مهني يؤهل لاندماج في المحيط السوسيواقتصادي.
وبالنسبة للآثار المترتبة عن برامج التربية والتكوين لفائدة المستفيدين، هذه البرامج تتناسب مع احتياجاتهم وانتظاراتهم لأنها تساهم في تنمية قدراتهم ومعارفهم في مجالات التكوين التي اختاروها، ذك راجع للتكوين الجيد والمعاملة الجيدة والمستوى الحسن للأساتذة والتجهيزات المتوفرة نسبيا وأيضا الحصص التأطيرية اليومية تقريبا النظرية والتطبيقية.
وهذا الأمر يظهر جليا في نسبة النجاح السنوي المقدر بنسبة مائة بالمائة ومستوى التحصيل السنوي المستحسن للمستفيدين والذي يخول لهم إمكانية الحصول على شهادة تمكنهم من العمل إما في بيتهم (عمل حر) أو تؤهلهم للإندماج في المحيط السوسيو اقتصادي.
وتبث أيضا وجود صعوبات تحول دون تطوير وتنمية قدرات ومهارات الأفراد المستفيدين من عملية التكوين منها صعوبات في التعامل مع التجهيزات المتوفرة كآلات الخياطة مثلا و ذلك في بداية التكوين، وصعوبات في الفهم والتطبيق بسبب المستوى التعليمي الضعيف لبعض المستفيدين، ثم صعوبات في الحضور في الوقت بسبب السكن البعيد عن الجمعية مما يكون سببا في تأخرهم عن الحصص، وأخيرا صعوبات في الحضور للحصص التكوينية بسبب إكراهات العمل بالنسبة للمستفيدين الذي يشتغلون.
فجمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي تنظم عملها في إطار برامج و مشاريع اجتماعية،تربوية و تنموية لفائدة الفئات الإجتماعية في وضعية صعبة و ذلك برسم أهداف و وضع خطط للعمل من اجل تحقيقها في حيز زمني محدد .
و قد استنتجنا من خلال استنطاق بيانات المركز و تحليل نتائج الدراسة ،أن جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي تمكنت من تحقيق نسبة مهمة من الأهداف التي سطرتها لبرامجها التربوية و التكوينية ، و حققت بذلك آثارا إيجابية تكمن في تنمية قدرات العنصر البشري و تأهيله للإندماج في المحيط السوسيو اقتصادي ،و بذلك فهي تصل إلى مستوى الفاعل الجمعوي و التنموي بامتياز لإعداد مواطن يساهم في التنمية الشاملة ببلادنا. وبهذا فالفرضيات الثلاثة المطروحة في بداية المقال مقبولة.
التوصيات:
- الزيادة في الإعتمادات المالية المخصصة لبرامج التربية والتكوين.
- الزيادة في أجرة الأطر الإدارية والمشرفة على التكوين.
- تمكين الأساتذة والأطر المشرفة على التكوين من الإستفادة من دورات تكوينية
- توفير أدوات وتجهيزات أكثر في ورشة الطبخ والتجديد فيها.
- التجديد في الآلات: (آلات الخياطة …)
- إدماج دروس جديدة كالطرز الرباطي، تنبات، راندا …
- إضافة شعب جديدة : كالديكور الداخلي، التكوين الفلاحي، machine à tricot
- زيادة سنة في التكوين لتصبح سنتين: سنة فرع عام وسنة تخصص.
- تخفيض ثمن الإنخراط الشهري.
- توفير إمكانية stage التدريب للمستفيدين بعد التكوين.
- البحث على شركات لتوظيف المستفيدين بعد نهاية التكوين.
خاتمة:
أصبح للجمعيات اليوم دورا فعالا وأساسيا في النهوض بالأعمال الإجتماعية والإقتصادية المحلية، خاصة بعد فشل المبادرات الفوقية والقطاعية من طرف الدولة، وبدأت المنظمات الدولية تضع ثقة أكبر في الجمعيات لتصريف المساعدات الإجتماعية، أضف إلى ذلك احتكاك الجمعيات بالواقع، الأمر الذي يؤهلها أكثر للقيام بأدوار تنموية تتلاءم وحاجيات الساكنة المحلية، وتتحقق المشاركة الحقيقية للجمعيات من خلال فعالية المبادرات التنموية التي تطرحها واعتمد ممارسة واقعية لصياغة وتنفيذ ومتابعة المشاريع التنموية، وهدف العرض السابق إلى توضيح دور الجمعيات في تنمية وتطوير المجتمع وكان نموذج الدراسة على جمعية تتبنى مقاربة تنموية وهي جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي ذات المقر في مدينة القنيطرة والفروع في بعض المدن الأخرى (كسيدي سليمان، القصيبية …) وكانت الدراسة المنجزة في فرعها الرحماء للتربية والتكوين في القنيطرة، كشفت نتائج الدراسة على أهمية الخدمة الإجتماعية التي تقدمها هذه الجمعية للمستفيدين من تربية وتكوين وتنمية القدرات والمهارات لدى أفراد المجتمع، من خلال برامجها ومشاريعها الإجتماعية، التربوية والتنموية حتى تمكنهم من اكتساب المعارف، وتطوير ذاتهم، واستغلال إمكانياتهم حتى يكونوا قوة فاعلة في المجتمع، وحتى يندمجوا في نسيجه السوسيواقتصادي.في البدء طرحنا سؤال عن الآثار الإجتماعية لبرامج التربية و التكوين المعتمدة من طرف جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي ،و في الأخير توصلنا من خلال النتائج المقدمة سلفا في البحث على أن للجمعية دور فعال في تنمية مجموعة من الأفراد من حيت تطوير قدراتهم و مهاراتهم و تنمية إمكانياتهم الكامنة ليصبحوا قوة فعالة داخل المجتمع ،و يتمكن من الارتقاء بأوضاعهم الإجتماعية .
لائحة المراجع:
[1]موقع جمعية المبادرة للتضامن الإجتماعي :www.almobadara.org
[2]تقرير جمعية الجانب الآخر من الشمس منتدى الثقافة و البرمجة في العمل الجمعوي ص 1 -2-3 2006
www.association cote.blogy.fr 2003
[3]محمد الشرايمي في: سوسيولوجيا المنظمات الغير الحكومية بالمغرب حالتا تنظيمين جمعويين نشر طوب بريس الطبعة الأولى 2007 ص 120 – 121
[4]رابح تركي أصول التربية و التعليم مطابع الكرمل الحديث الجزائر 1982 ص 32 – 33 – 35
[5]وصفي عقيلي إدارة الموارد البشرية من منظور استراتيجي دار النهضة العربية بيروت 2002
[6]سهيلة محمد عباس , علي حسين علي في إدارة الموارد البشرية , دار وائل عمان 1999 ص 106
[7]جمال الدين محمد المرسي , الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية , الدار الجامعية مصر 2003 ص 33
[8]جمال خلوق التدبير الترابي بالمغرب واقع الحال ومطلب التنمية نشر طوب بريس الطبعة الأولى الرباط فبراير 2009، ص 80.
[9]علي ماهر أبو المعاطي في الإتجاهات الحديثة في : الخدمة الإجتماعية نشر المكتب الجامعي الحديث 2010 ص 19.
[10]سماح سالم ونجلاء محمد صالح في: مقدمة في الخدمة الإجتماعية ، نشر دار الثقافة للنشر والتوزيع عمان 2012 ص ( 68-69-73)
[11]محمد ريحان حسين في: التنمية المعمارية و العمرانية و الاستدامة المجتمعات العمرانية و التنمية المستدامة بناء القدرات كأحد ركائز التنمية الحضرية المستدامة2002 ص 2 faculty.ksu.edu.sa
[12]عبد الخالق محمد عفيفي في : طريقة تنظيم المجتمع المنهجية والممارسة العملية نشر المكتب الجامعي الحديث الإسكندرية 2011 ( ص: 171-173 -176).
[13]محمد عبد الفتاح محمد في: الإتجاهات النظرية المعاصرة لتنظيم المجتمع نشر المكتب الجامعي الحديث 2011، ص (132-134-135).
[14]خلوق جمال التدبير الترابي بالمغرب واقع الحال ومطلب التنمية نشر طوب بريس الطبعة الأولى الرباط فبراير 2009 ص 80.
[15]برير أدم عصام الدين التخطيط التربوي والتنمية دار الكتاب الجامعي العين 2006 ص 174.
[16]حلاوة جمال وصالح على مدخل إلى علم التنمية دار الشروق للنشر والتوزيع عمان 2009 ص 197-198.