مبدأ بوش وتداعياته على الوطن العربي ( العراق انموذجاً 2005 – 2009 )

م. د. أمينة داخل شلش التميمي1

1 وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الجامعة المستنصرية، كلية التربية الأساسية، قسم التاريخ

HNSJ, 2024, 5(8); https://doi.org/10.53796/hnsj58/34

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/08/2024م تاريخ القبول: 15/07/2024م

المستخلص

يعد مبدأ بوش ترجمة حقيقية لفكر اليمين المحافظ الجديد، ويتضمن هذا المبدأ ، الحرب ضد الارهاب وضد الدول التي تدعم النشاط الارهابي على حد زعم الرئيس جورج بوش الابن، اذ اعلن ذلك في خطابه أمام الكونغرس في 20 / 9 / 2001 وخير فيه دول العالم ان تكون مع الولايات المتحدة او ان تكون مع الارهابيين ان الهدف من ذلك هو الاستئثار بالعالم والحيلولة دون وجود اي منافس محتمل على الساحة الدولية واطلاق يد الالة العسكرية في الدفاع عن المصالح القومية الأمريكية وذلك بتطبيق مبدأ الحرب الوقائية – الاستباقية حيثما تدعو الضرورة إلى ذلك دون التقيد بالشرعية الدولية او احترام السيادة الوطنية للدول، والعراق هو اول اختبار لهذا المبدأ.

الكلمات المفتاحية: الحرب على الارهاب، مبدأ بوش ،الاحتلال الامريكي للعراق، الحرب الاستباقية، مشروق الشرق الاوسط الكبير

Research title

The Bush Doctrine and its Repercussions on the Arab World (Iraq as a Model 2005-2009)

HNSJ, 2024, 5(8); https://doi.org/10.53796/hnsj58/34

Published at 01/08/2024 Accepted at 15/07/2024

Abstract

The Bush Doctrine is a true translation of the neo-conservative right-wing ideology. This principle organizes the war against terrorism and against countries that support terrorist activity, according to President George W. Bush, who announced this in his speech before Congress on 9/20/2001, in which he gave the countries of the world the choice of being with the United States or being with the terrorists. The goal of this is to invest in the world and prevent the existence of any potential competitor on the international scene and to launch a significant defense of American national interests by applying the principle of preventive war – preemptive war wherever necessary without being bound by international legitimacy or respecting the national sovereignty of countries. Iraq is the first choice for this principle.

Key Words: War on Terror, Bush Doctrine, US occupation of Iraq, preemptive war, Greater Middle East

المقدمة

سعت الولايات المتحدة الأمريكية الى استخدام القوة للتدخل المباشر من اجل فرض سيطرتها وهيمنتها وافكارها على المنطقة العربية وذلك لما تتمتع به الاخيرة من موقع جيوستراتيجي مهم جداً ،وكذلك لأهميتها الاقتصادية التي تتمتع بها في السوق العالمية لأنها تحتكم على ثروة نفطية هائلة تمثل اعلى نسبة احتياطي في العالم ، لذلك فأن هذه المنطقة ومنذ القدم ولازالت مسرحاً للتنافس بين القوى العالمية العظمى، وعليه مهدت الولايات المتحدة الأمريكية لقيام إمبراطورتيها العالمية التي لا تتقبل وجود منافسين لها في المنطقة، وكان احتلال العراق عام ٢٠٠٢ من قبل الولايات المتحدة الامريكية هو الخطوة الأولى في سلسلة من الخطوات التي كان من المفروض أن تؤدي إلى فرض الهيمنة الأمريكية على المستوى العالمي وأن تجعل القرن الحادي والعشرين قرناً أمريكياً ومن دون منافسين لها في منطقة الشرق الاوسط.

تألف البحث من مقدمة وثلاث محاور وخاتمة ، تناول المحور الأول منها ، اهمية المنطقة العربية في منظور السياسة الامريكية من حيث موقعها الجيو- استراتيجي المهم ومواردها الاقتصادية الوفيرة وفي مقدمتها النفط ، الامر الذي جعلها مسرحا للقوى الكبرى المتصارعة فيما بينها للحصول على المنطقة وسلب خيراتها وكان العراق في مقدمة هذه الدول.

في حين سلط المحور الثاني الضوء على مبدأ الرئيس جورج دبليو بوش الابن الذي شرعه بعد احداث الحادي عشر من ايلول عام 2001 على اثر الهجوم الجوي بالطائرات على مركز التجارة العالمي في نيويورك وايقاع خسائر بشرية ومادية فادحة ، فكان لابد من تحول السياسة الامريكية وتغييرها فيما يتناسب وحمايه الامن القومي الامريكي على حد زعم الرئيس بوش لرد اعتبارها والسعي الحثيث للأستحواذ والهيمنة على المنطقة دون اي منازع او اي منافس لها فيها ، واعلن الرئيس بوش الحرب على الارهاب كحجة لأحتلال العراق واخضاعه لسيطرتها لأنه يمثل احد محاور الشر فضلاً عن افغانستان وكوريا الشمالية وايران .

اما المحور الثالث فقط ركز على سعي ادارة الرئيس بوش في تطبيق مشروع الشرق الاوسط الكبير في منطقه الشرق الاوسط وتفتيت المنطقة العربية والعراق محاوله منها لتقسيم الدول العربية وتشتيتها ونشر ما يسمى بنظريه الفوضى الخلاقة واعاده بناء المنطقة بما يتلاءم ومصالحها الاقتصادية والسياسية وفرض هيمنتها الكاملة على المنطقة دون اي منافسه من اي طرف كان ولتثبت للعالم اجمع بأنها القطب الأوحد وانها المتحكم الرئيس والقائد المسيطر على جميع مقاليد الامور في العالم.

المحور الاول : سياسة الولايات المتحدة الامريكية واهدافها في المنطقة العربية :

تعد المنطقة العربية من الناحية التاريخية من أهم مناطق العالم لموقعها الجيو- استراتيجي ، وللأهمية الاقتصادية التي تتمتع بها في السوق العالمية خصوصاً وانها تحتكم ([1])على ثروة نفطية هائلة تمثل اعلى نسبة احتياطي في العالم ومنذ القدم كانت هذه المنطقة ولا زالت مسرحاً للتنافس بين القوى العالمية العظمى ، وهناك مجموعة من الأهداف السياسية والاقتصادية والامنية التي جعلت المنطقة العربية مكان جذب للولايات المتحدة الامريكية من أبرزها([2]):

اولاً : الأهداف السياسية :

ترتبط الأهداف السياسية للولايات المتحدة الامريكية تجاه المنطقة العربية بهدفين أساسيين، الأول: موقف الولايات المتحدة الامريكية من طبيعة الصراع بين اسرائيل والعرب ، اما الهدف الثاني فهو دعم النظم العربية الصديقة الموالية والمتحالفة مع السياسة الامريكية في المنطقة وقد أخذت الأهداف السياسية تجاه المنطقة العربية منحى آخر، إذ ظهرت مصطلحات جديدة في أجندة الولايات المتحدة الأمريكية والإصلاح السياسي والاقتصادي، والتركيز على الحرية وحقوق الانسان وضرورة المطالبة بالتغيير السياسي في المنطقة واعادة ترتيبها وفق ما يسمى بـ (الشرق الأوسط الجديد ) ويمكن الحديث عن الأهداف السياسية الامريكية من خلال تناول العديد من المشاريع التي جسدت الاهداف السياسية الامريكية تجاه المنطقة العربية ، وكان أول هذه المشاريع مشروع برنارد لويس ( Bernard Lewis ) عام 1980 ، ويهدف هذا المشروع إلى تجزئة دول الشرق الأوسط إذ يشمل المشروع الدول العربية وافغانستان وايران وتركياً وهو بالأساس مخطط صهيوني يهدف إلى تجزئة المنطقة العربية بوصفها مركزاً” حيويا للشرق الاوسط اذ اصبحت هناك ثلاث قوى تسعى لتحقيق مصالح وهي الرأسمالية الأمريكية واليمين الديني واللوبي الصهيوني الامريكي وكل ذلك بهدف إنشاء ” دولة اسرائيل الكبرى ” ، ويتضمن هذا المشروع تقسيم الشرق الاوسط الى دويلات تشمل مصر والسودان وليبيا والجزائر ، والمغرب والعراق وسوريا ولبنان و باكستان وافغانستان وتركيا والاردن وفلسطين واليمن.

وظهر مشروع آخر عام 1996 وهو مشروع ريتشارد برل ( Richard Perle ) الذي يشغل منصب رئيس دائرة التخطيط السياسي في وزارة الدفاع الامريكية اذ قدم وثيقة الى الرئيس جورج بوش الابن تحت عنوان ” الانقطاع الواضح : استراتيجية جديدة لضمان المنطقة” ، وتتضمن توضيح للولايات المتحدة الامريكية ان من مصلحتها ومصلحة اسرائيل هو وزال القومية العربية والعلمانية ([3]).

ثانياً: الاهداف الاقتصادية :

ازدادت أهمية المنطقة العربية تبعاً لتزايد انتاج النفط بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام١٩٤٥ وكان سبب اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بنفط المنطقة العربية يعود إلى تزايد الحاجة الأمريكية إلى الأستهلاك الاقتصادي وهناك ثلاث أمور رئيسة تجعل من المنطقة مرتكزاً بالغ الخطورة على الاقتصاد الامريكي وهي ([4]):

1- حماية الاقتصاد الأمريكي من خلال ضمان استمرار تدفق النفط وعدم ارتفاع الأسعار بشكل كبير بسبب الطلب المتزايد عليه من قبل الدول الصناعية مثل الصين واليابان والاتحاد الأوروبي.

2- العمل على المحافظة على نمط الحياة بالنسبة للمواطن الأمريكي الذي يستهلك من الطاقة ضعفي استهلاك المواطن الياباني.

3- ضمان القدرة على التحكم والسيطرة لتحديد أسعار النفط وتوزيعه ومن ثم السيطرة على عصب اقتصاد الدول الصناعية المنافسة للولايات المتحدة الامريكية ( الصين واليابان ودول اوربا ).

وتشكل الدول العربية سوقاً واسعاً ومتنامياً للصادرات الأمريكية من السلع والبضائع المختلفة ، فضلاً عن تواجد العديد من الشركات الامريكية متعددة الجنسيات سواء كانت نفطية او في المجالات الصناعية او الغذائية التي لها مصالح في المنطقة العربية. و اغلب مستوردات الدول العربية من الأسلحة هي من الولايات المتحدة الامريكية ، ويعتمد الاقتصاد الأمريكي في جزء كبير منه على صادرات الدول العربية من النفط ومن الجدير بالذكر ان سياسة الرئيس الجديد جورج دبليو بوش ( George W. Bush ) ([5]) الاقتصادية كانت تقوم على ضرورة المحافظة على المناطق التي تعد مصدراً للثروات خاصية النفط لأنه يعد مصدر قوة للاقتصاد الامريكي، وقد ظهر ذلك واضحاً عندما احتل الاخير العراق عام 2003 ليظهر مدى الهيمنة الامريكية على الثروة النفطية والتي يجب المحافظة عليها بكل قوة ([6]).

وتشير الولايات المتحدة الامريكية الى ان مسؤولية امن النفط العربي مرتبط بأمن الغرب الامريكي وذلك محاولة منها للحصول على موقع القيادة العالمية من مراكز المنظومة الرأسمالية كي يمكنها من الهيمنة على الامكانات النفطية في المنطقة العربية ولعل ذلك يعطي ومسوغاً لتلك الهيمنة ، اذا علمنا ان الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تعد من اكبر مستهلكي النفط العالمي لذلك فان استمراريه تدفقه اليها يعد من اهم استراتجياتها في المنطقة العربية بل تعد من اولويات الاهداف التي حفزت الولايات المتحدة الأمريكية على شن الحرب على العراق في عام 1991 و 2003 بمشاركه حلفائها الغربيين([7]).

ومن هنا تبين لنا ان الولايات المتحدة الأمريكية هدفت للهيمنة على الموارد النفطية في المنطقة من خلال تأمين إمدادات النفط العربي والاستحواذ عليه ، وقد اقترن ذلك بمنطق القوة العسكرية ووسائل الترهيب تارة والترغيب تارة أخرى، فلم يعد أمام الولايات المتحدة إلا أن تسوق نظاما نفطيا عالميا جديدا يتضمن رؤية أمريكية مطلقه في ترسيخ استراتيجيتها النفطية حيال النفط العربي ، وعلى وفق الاهداف الأتية ([8]):

1- منع النفط من ان يكون قوه سياسيه مؤثره في ايدي الدول العربية المنتجة للنفط ومن خلال احاطته بشبكه واسعه من المحددات.

2- تهيئه الفرصة امام الشركات النفطية الأمريكية للعودة الى نظام المشاركة وبما يتضمن لها السيطرة الكونية على صناعه النفط العربي من المصدر حتى وصوله الى اسواق الاستهلاك.

3- تهميش دور الاوبك في قياده السوق النفطية العالمية لصالح شركاتها النفطية.

4- توسيع المخزون الاستراتيجي النفطي الامريكي دوما كوسيله ضغط على الأوبك لحملها على خفض للأسعار.

5- نقل عمليه تسعير النفط وجعلها في ايدي الدول المستهلكة بدلاً من الدول المنتجة للنفط([9]).

6- التحكم في الصفقات النفطية الآجلة وسدادها من خلال التحكم بخزين النفط وتسويقه والهيمنة على اسعار سوق النفط.

من خلال ذلك يتبين أن أهداف استراتيجية بوش تتجسد بالسيطرة على نفط المنطقة العربية وان ذلك يحقق جملة من الاهداف ابرزها ديمومة استمرار تدفق النفط العربي الى الولايات المتحدة ودول الغرب الصناعية من من حيث الإنتاج الوفير والسعر الرخيص وتجريد الوطن العربي من قوه النفط كسلاح في المستقبل بوجه الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب الصناعية.

ثالثاً : الاهداف الامنية([10]):

يشكل الكيان الصهيوني احد الأعمدة الرئيسية للاستراتيجية الامريكية في المنطقة العربية لأسباب عده اهمها :

1- موقعه الجغرافي في قلب الوطن العربي.

2- قدرته العسكرية على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة العربية.

3- قدرته العلمية في البحث والتطوير مما يوفر أرضية مناسبة لاختبار منظومات السلاح الامريكي.

4- استعداده العالي للتدخل في ازمات المنطقة التي تهدد المصالح الأمريكية بصورة خاصة.

ولعل ذلك ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية على مختلف ادارتها الحاكمة تلتزم بسياسة دعم وضمان امن (الكيان الصهيوني) وتدمير اي قوه تقف في وجهه او محاولة ترجيح كفة الصراع العربي الصهيوني لصالح العرب والعمل على زج المنطقة في مشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني وما يترتب عليه من فرص للولايات المتحدة لأعادة ترتيب المنطقة وفقا لما ينسجم مع مصالحها في المنطقة([11]).

ان السياسة ضبط السلاح التي مارستها الولايات المتحدة الأمريكية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وبعد حرب الخليج الثانية انما تهدف الى رسم عالم جديد وابراز معالم لنظام دولي جديد يرتكز على نزع السلاح في الشرق الاوسط للإبقاء التفوق لإسرائيل على حساب الامن القومي العربي والاسلامي على حد سواء.

هذا يكون النظام الدولي الجديد قد دخل في جوهر حركته ما يلي ([12]):

1- الهيمنة على ابار البترول لعزل القوى الاقتصادية الواعدة واوروبا ان تلعب دورا جديدا لتبقى الولايات المتحدة وحدها تتحكم بمصادر البلدان والشعوب.

2- تحقيق امن اسرائيل من خلال نزع الأسلحة في الشرق الاوسط وابقى اسرائيل قوه نووية لا منافسه لها.

3- ومن اجل تحقيق اهدافهم لا يمانعون بل جاهزون عملاً قولً لاستخدام الاليه العسكرية، وكان احتلال العراق المحطة الأساسية في تحقيق الهدف والانطلاق منه إلى أهداف استراتيجية كبرى تعزز بنحو لا عوده فيه الاستقرار للنظام الدولي الجديد.

المحور الثاني : مبدأ بوش وأثره في تحول السياسة الامريكية تجاه الوطن العربي بعد احداث ايلول عام 2001 :

أولاً : اثر احداث ايلول عام 2001 في تحول سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه العراق والوطن العربي:

على اثر تفجيرات مركز التجارة العالمي بنيويورك في 11/ ايلول عام 2001 ، شرعت اداره الرئيس الامريكي جورج بوش الابن في اتباع سياسه الاحتواء الخارجي عن طريق بناء تحالف دولي واسع في اطار ما يسمى بـ (الحرب الاستباقية ) ضد الارهاب الدولي، واستند هذا التحالف على مستوين متكاملين الاول : المعلوماتي والاستخباراتي والثاني العسكري واللوجستي ، واتسم الاول بتفعيل دور المقابل بالمحدودية اذا اختصر على الولايات المتحدة الأمريكية وعدد محدود من الحلفاء الاوروبيين وفي مقدمتهم بريطانيا وكانت تهدف من وراء ذلك الى امتلاك اكبر قوه ممكنه من حرية الحركة الامر الذي يفسر باستبعاد دور حلف الناتو وتحجيم دور مجلس الامن الدولي([13]).

ويبدو ان الرئيس الامريكي جورج بوش الابن اراد من ذلك كله تجسيد سياسته بمبدئه الذي اعلنه حينما قال “من لم يكن معنا فهو ضدنا ” وفي هذا اشاره واضحه للعالم بضرورة الخضوع للهيمنة الامريكية ، والدخول معها بأحلاف ضد القوى المناهضة للسياسة الأمريكية([14]).

ثانياً : مبدأ مبوش واثره في احتلال العراق عام 2003 :

يقدم مبدأ بوش ترجمة امينة لفكر اليمين المحافظ الجديد ([15]) ، ويعبر في الوقت نفسه عن محاوله لبلورة اهداف الفكر الاستراتيجي بعد الحرب الباردة ويتضمن هذا المبدأ الحرب ضد الارهاب وضد الدول التي تدعم النشاط الارهابي ، وقد اعلن بوش ذلك بكل وضوح في خطابه امام الكونجرس في 20/9/2001 وخير فيه دول العالم بين ان تكون مع الولايات المتحدة الأمريكية او ان تكون مع الارهابيين ([16]).

أن الهدف الامريكي هو الاستئثار بالعالم والحيلولة دون صعود اي منافس محتمل واطلاق يد الاله العسكرية الأمريكية في الدفاع عن المصالح القومية للولايات المتحدة الأمريكية بتطبيق مبدأ (الحرب الوقائية) – الاستباقية حيثما تدعو الضرورة الى ذلك دون التقيد بالشرعية الدولية ولا احترام السيادة الوطنية للدول وهو يمثل تحليله مواد الدولية التي كانت قائمه على فكره المجتمع الدولية والعراق هو اول اختيار هذا المذهب([17]).

ومما لا شك فيه ان مبدا جورج بوش الابن يهدف الى احداث تغيير في انظمه حكم محددة بالمنطقة العربية وبأساليب متنوعه كالعسكرية والسياسية والاقتصادية ولتكنولوجيه ولعل العراق كان في قائمه اولويات هذه الانظمة لأن هذا التغيير يهدف الى تامين مصالح الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة العربية ، ومن بين هذه المصالح ابقاء الكيان الصهيوني قوه مهيمنه في الوطن العربي لذا فأنها تمنع وبقوه امتلاك الدول العربية اسلحه الدمار الشامل، باستثناء الكيان الصهيوني الذي يملك اكثر من (200) راس نووي في مفاعل ديمونة ، وبذلك اعلنت الولايات المتحدة الامريكية الحرب على اي دوله تمتلك او تسعى لأمثلاك اسلحة الدمار الشامل وتكون الولايات المتحدة الطرف المباشر فيها وذلك بشنها الحرب الاستباقية عليها كما حصل ذلك على العراق في 20 اذار 2003 ([18]) ، سيما بعد ان اتهم الرئيس جورج بوش الابن العراق بانه ضمن(محور الشر) فضلا عن ايران وكوريا الشمالية ، والادهى من ذلك ان بوش انهى دور الامم المتحدة كمنظمة دولية هدفها حفظ الامن والسلام في العالم ، إذ ان ادارته كثيراً ما هددت تلك المنطقة بأنها اذا لم تصدر ما تريد من قرارات سوف تتحرك واشنطن منفرده بعد ان نعتت قاره اوروبا بـ ( القاره العجوزة ) ، وكان ذلك تحت ذريعة محاربة الارهاب الدولي ، وسياده الديمقراطية والحرية وحقوق ، الانسان في العالم([19]).

واحتلت سياسه تغيير النظم جزء رئيسي في استراتيجية الامن القومي التي اعلنتها اداره الرئيس بوش الابن في ايلول عام 2002 وتم التأكيد عليها في استراتيجية عام 2006 والتي قامت على عدد من الركائز اهمها ([20]) :

1- تبني ما يعرف بالحرب الوقائية المسبقة وتوسيع نطاق الاجراءات الاستباقية اعتقادا بان النظام الدولي مهدد بخطر الارهاب والدول المارقة وبدون تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وشن حرب وقائية فان هذه الاخطار سوف تنمو وتتفاقم.

2- اقرار الديمقراطية باعتبارها الحل النهائي للنظام القمع الواقع على شعوب منطقه الشرق الاوسط باعتبار ان الحرية والديمقراطية والتجارة الحرة تهيئ الطريق الى عالم افضل واكثر امنا([21]).

وفي خطاب القاه الرئيس بوش في 29 / كانون الثاني عام 2002 تحدث عما اسماه بـ محور الشر التي تشمل العراق وايران وكوريا الشمالية والتي تمثل تهديدا لأمن الولايات المتحدة الأمريكية ، وعد الارهاب والانتشار النووي هما اخطر التهديدات الأمنية التي تواجهها بلاده في ظل غياب المنافسين التقليديين لها([22])، كما اكد على ذلك بقوله ” ان حربنا ضد الارهاب بدأت للتو.. ” وهي حرب لن تتوقف والهجوم المباشر على شبكات الارهاب، فان هدفنا الثاني هو منع الأنظمة التي تدعي الارهاب عن تهديد الولايات المتحدة الأمريكية او اصدقائها او حلفائها بأسلحة الدمار الشامل([23]).

اصبحت سياسة ادارة بوش تجاه العراق اكثر حزماً بعد هجمات الحادي عشر من ايلول
( 2001 ) واكدت على ضرورة تغيير النظام واعلن نائب وزير الدفاع بول ولفويتس
(Paul Wolfowitz ) ([24]) ، قائلاً ” ان الحرب على الارهاب ستكون حملة وليس عمل واحد حتى يتم القضاء على الارهاب والاطاحة بالنظم الداعية له” ([25]).

عُد العراق الهدف الرئيس لأستراتيجية الأمريكية وهو اعاده رسم خريطة الشرق الاوسط على اسس جديده تماما للتخلص من تلك النظم الدكتاتورية في العالم العربي اذا يتعين عليها تبني اعاده ترتيب شامل في منطقه الشرق الاوسط بدءاً من بغداد([26]).

من خلال ما تقدم تبين لنا ان الحرب الاستباقية هي حرب منظمه مخططه من الصهيونية ضد الاسلام والمساس به بشتى الوسائل والطرق، وكما قال الرئيس جورج بوش الابن ” انها حرب صليبيه ضد الاسلام “.

ثالثاً : المخطط الامريكي للمنطقة العربية وابعاده الاستراتيجية :

لقد شكل اعلان الحرب على العراق في العشرين من اذار عام 2003 وما تبع ذلك من احتلال العراق واسقاط النظام الحاكم نقطه تحول خطيره في تاريخ الامن القوم العربي لما له من اثار مباشره وغير مباشره على طبيعة النظام السياسي العربي للمنطقة العربية، إذ كشف احتلال العراق بموافقه مجلس الامن الدولي بقراره المرقم (1483) ، ان هناك مخططا امريكيا للمنطقة يمكن بيان ابعاده الاستراتيجية بما يلي([27]) :

1- وقوع المنطقة العربية ضمن اطار الاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة الامريكية ، وهذا ما يدفع الولايات المتحدة للاستمرار ليس فقط باحتواء الدول العربية المناهضة لسياستها في المنطقة فحسب وانما باحتواء دول المنطقة العربية سيما الخليجية منها بشكل استراتيجي منظم حتى تتمكن من تكمله مشوار الدولة العظمى في النظام الدولي بعد ان سعت بجعل العراق انموذجا ودرسا للوطن العربي والعالم الاسلامي ودول العالم قاطبه.

2- العمل على جعل المنطق العربية في حاله من العجز والانقسام والضعف تقضي على طموحاتهم وقطعاتهم القومية وتجعلهم سوقا دون هويه او تراث او حضارة تشغلهم مطالب الحياه اليومية والبحث عن لقمه العيش ، مما يجعل الوحدة العربية خارج نطاق الاحلام. وهذا يزيد من قدرات الكيان الصهيوني على التوسع وفرض مصلحته على العرب([28]).

3- تهدف الولايات المتحدة الامريكية الى الحفاظ على استمرار استراتيجيتها الحالية في المنطقة العربية وتعدها ضرورية لمواجهه انشطه وتهديدات قوس الازمات حسب التعبير الامريكي الممتد من ايران والعراق وسوريا واليمن والسودان وليبيا وتضم هذه الاستراتيجية اجراءات الاحتواء المزدوج والخنق الاستراتيجي والعقوبات الاقتصادية الدولية والوجود العسكري المباشر للقوات الامريكية في المنطقة ، فضلاً على الحفاظ على التحالفات الاستراتيجية مع دول المنطقة والكيان الصهيوني ومواجهه تهديدات الحركات الراديكالية الاسلامية في المنطقة.

4- العمل على جعل امن الخليج العربي يقوم على اساس عسكري فقط وتشجيع دور الخليج على زياده قدراتهم تسليحيه خدمه للهدف الامريكي الذي مفاده دعم وزيادة مبيعات الاسلحة التي تشكل احد ابرز المصادر التجارية التي تعتمد عليها الميزانية الامريكية([29]).

5- العمل على طي ملف الصراع العربي الاسرائيلي في اطار ضمان المصالح الاساسية لإسرائيل إذ يعتقد المسؤولون الامريكيون ان ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية في اطار سياسه حكومة الكيان الصهيوني مع تحسين شكلي لها من خلال الاعلان عن القبول بدوله فلسطينية من شانه ان ينهي المقاومة ويستقطب الراي العام العربي.

6- باحتلالها للعراق اثبتت الولايات المتحدة انه بأمكانها العمل المنفرد بعيدا عن مظلة الامم المتحدة ، وبالفعل فقد استخدمت قواتها العسكرية ضد العراق دون موافقه الامم المتحدة ودون الخوف من اي معارضه تذكرها من الدول الاعضاء([30]).

7- تمكن الاحتلال الامريكي للعراق من تحقيق السيطرة او الضغط على القرار الاوربي الموحد والقرار السياسي الياباني وذلك عن طريق التحكم بمنافع النفط العربي الضروري للصناعة الاوروبية واليابانية وبالنتيجة التحكم بالأسواق التجارية العربية التي تشكل مجالاً حيويا لأوروبا واليابان.

8- فرض السيطرة الامريكية على عوائد النفط العربية عن طريق اخضاعها لأشراف الولايات المتحدة الامريكية وذلك من خلال وكلائها وحلفائها وادواتها في اللجان التي خطط لها لتوجيه ايرادات النفط([31]).

9- تتم مبيعات النفط العربي من خلال شركه وساطة متعددة الجنسيات ، سوف تكون هي الاخرى امريكية بالضرورة لان كل الشركات من هذا النوع هي اما امريكية او ان الشركة الام الامريكية او للولايات المتحدة الامريكية حصه من الاسهم فيها تؤهلها للتدخل في اداره هذه المبيعات وذلك للحيلولة دون حصول الدول العربية على عوائد نفطية كاملة.

10- تمكنت الولايات المتحدة عند احتلالها للعراق من اقامه قواعد عسكريه امريكية ثابته في جميع انحاء العراق للجيش الامريكي والبالغ عدده حوالي 150 الف جندي امريكي من اجل ردع الدول العربية المجاورة ذات الطابع النهضوي العربي والاسلامي([32]).

وعلى الرغم من صدور القرار (1546) الصادر عن مجلس الامن الدولي والذي ينهي الاحتلال الامريكي للعراق واعاده تسليم السلطة والسيادة العراقيين في 30 حزيران عام 2004 قد جرى ذلك 28/6/2004، كذلك اعطاء دور اكبر للأمم المتحدة في العراق، الا ان هذا القرار يمنح القوات الامريكية البقاء في العراق تحت تسمية اخرى لتظليل الراي العام الدولي وهي قوات متعددة الجنسيات، وهذا ما اكده الرئيس جورج بوش الابن من خلال تحديده الاستراتيجية العسكرية والسياسية الامريكية الجديدة في العراق([33]).

ومما تجدر الاشارة اليه أن الولايات المتحدة الامريكية ربطت ابعاد احتلالها للعراق بمخططها الاستراتيجي الذي يمكن رؤيته من خلال اثر هذا الاحتلال في تفتيت الوطن العربي وما يحمله هذا التفتيت من خدمه لأمن اسرائيل والغرب من خلال ما يلي :

1- السيطرة على الموارد في المنطقة العربية

2- جعل العراق أنموذجاً ودرسا للوطن العربي والعالم الاسلامي والدول العالم كافه

3- الحاق المنطقة العربية بدائرة النفوذ والتبعية للولايات المتحدة الامريكية والغرب([34]).

المحور الثالث : مشروع الشرق الاوسط الكبير وتداعياته على العراق والمنطقة العربية :

أولاً : سياسة الولايات المتحدة الامريكية في تطبيق مشروع الشرق الاوسط الكبير:

اثار مشروع الشرق الاوسط الكبير هواجس ومخاوف دول عديدة منها الدول العربية على وجه الخصوص والشرق الاوسط عموماً ، وقد اعلنت هذا المشروع الولايات المتحدة الامريكية و قامت بتسويقه في الدول العربية خصوصا وانها اصبحت تسيطر على العراق وتهيمن على سياسات دول عربية طالبتها بالإصلاح ونشر ديموقراطية مناسبه لسياسة أمريكا الشرق – اوسطية ، في حين لم تجرؤ على مطالبة إسرائيل بأي تغيير في برامجها التعليمية خصوصا فيما يتعلق بالتمييز العنصري([35]).

كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسعى من خلال اعلامها المخادع الى نشر التغيير في منطقه الشرق الاوسط عبر اصلاح الاوضاع العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا حتى لا يزداد الأمر سوءاً أكثر مما هو عليه ، سيما وان الاوضاع الحالية في نظر الولايات المتحدة تعد دافعا لنشر الإرهاب والجريمة والتطرف([36]).

مما تجدد الإشارة اليه ان اهم اهداف هذا المشروع هي القضاء على الاسلام والحضارة العربية الإسلامية وكانت اهم خطوه فيه هي زعزعه امن واستقرار دول المنطقة مثل تركيا ، وسوريا ، وايران ، والعراق لتسهيل تقسيمها([37]).

بعد احتلال العراق عام 2003 اعيد طرح فكره الشرق الاوسط الكبير من قبل بوش الابن ليشير هذه المرة الى الوطن العربي بالإضافة الى باكستان وأفغانستان وايران وتركيا واسرائيل ظناً من الإدارة الأمريكية ان ما تم تحقيقه بالقوة في العراق من الممكن قطف ثمار سريعاً سياسياً واقتصادياً ، وعلى الرغم من محاولات تسويق هذه الفكرة عربيا الا انها خبت لعدم قدرتها على ضمان ما تم انجازه عسكريا في العراق ، وقد اكدت وزيره الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في محاضره القتها في الجامعة الأمريكية في القاهرة ان بلادها ستدعم اي جهود اصلاحيه تتماشى مع سياسه الولايات المتحدة الأمريكية ، وبشرت بولادة شرق اوسط جديد سينمو ليحقق حسب تعبيرها حلاً سحرياً([38]).

ان المنطق الذي تم بموجبه تحديد هدف احتلال العراق ، قد انطلق من فكرة مفادها أن السيطرة على هذه القطعة الثمينة من الارض سيجعل الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة المسيطرة في الشرق الأوسط ، فضلا عن ذلك فان هذا الوضع سيكمل بشكل كبير الاوضاع العسكرية المسيطرة التي تتمتع بها الولايات المتحدة الامريكية في اوروبا وجنوب شرق آسيا ، وهما المنطقتان الاستراتيجيتان في الشؤون العالمية مما يجعل هذا البلد مركز القوه العالمية دون منازع ، وقد حدد الرئيس بوش الحرب على الإرهاب ونشر الحرية كهدفين أمريكيين مهمين في العراق ، ان هذه المغامرة الكارثية التي قام بها بوش في العراق قد تسببت في موت الآلاف من العراقيين وتدمير البنى التحتية ، وادت الى التسريع في انحدار النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط برمتها ، ولابد من الاشارة الى ان الولايات المتحدة الأمريكية لم تحتل العراق من اجل أسلحة الدمار الشامل ، بل من أجل تغيير خريطة منطقة الشرق الأوسط ، الأمر الذي أدخل المنطقة في حالة فوضى ودوامة من العنف وعدم الاستقرار السياسي والأمني([39]).

وقد لجأت إدارة بوش إلى تسويق حجج ومبررات على عدوانها على العراق وهي اولا : الحرب على الإرهاب التي أعلنت بعد الحادي عشر من أيلول عام 2001 ، وتم اتهام الرئيس صدام حسين امام الراي العام الامريكي بانه متواطئ مع اسامه بن لادن اذا لم يكن الموجه الحقيقي له وثانيا : ان العراق يحوز أسلحة الدمار الشامل وما يمثل ذلك من تهديد خطير وتبين فيما بعد ان المعلومات التي روجتها الولايات المتحدة وبريطانيا كانت كاذبة والحجة الثالثة هي وعد واشنطن بجعل العراق نموذجا يحتذى به للديمقراطية في الشرق الأوسط ([40]).

وقد صمم بوش شخصياً قيام بلاده مباشرة وليس عبر راعية مصالحه في المنطقة اسرائيل ، وهي مهمة اعادة الهيكلية الشاملة للوطن العربي والعالم الإسلامي فيما يعرف ( الشرق الاوسط الكبير ) وخيرت اداره بوش العالم برمته بين تأييد ما يسمى بالإرهاب ومحاربته ، وهدد الجميع بان من لم ينظم الى فكرته فسوف يكون من الداعمين للإرهاب او المتسترين عليه ([41]).

وان هذا المشروع الامريكي يهدف في الواقع الى تفكيك وإعادة ترتيب الدول العربية ، إذ مطلوب دول عربية بأشكال وحدود جديدة فالمطلوب عراق جديد مجزأ ولبنان جديد وسوريا جديده ، والمطلوب ليس تغيير الأنظمة العربية فقط بل تدمير الدول العربية نفسها بجميع مؤسساتها وخلق دويلات بأشكال ومؤسسات وهويات وطنية جديده بعيده عن العروبة ، والسعي الى تغير تركيبه الشرق الاوسط من حيث وجود كيمياء اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية جديدة ، كما يلاحظ من خلال محاولات الولايات المتحدة تطبيق مشروع الشرق الاوسط الكبير ، انها تنظر الى قضية الصراع العربي – الإسرائيلي على انها قضية هامشية بينما تركز على أربع أولويات هي مكافحة الإرهاب ، والاصلاح الديمقراطي ، وتغيير مناهج التعليم والثقافة العربية المعادية للولايات المتحدة الامريكية واسرائيل([42]).

ومما تجدر الاشارة اليه ان التصور الامريكي للشرق الاوسط سوف يؤدي الى اتجاه المنطقة نحو الاستقرار ، بل الى المزيد من الحروب وسفك الدماء ، وها هي ثلاثة دول عربيه في الشرق الاوسط فلسطين ولبنان والعراق تشهد منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عشرات القتلى يوميا من جراء تلك السياسة وغياب الأمن والاستقرار في المنطقة فضلاً عن ذلك فان الولايات المتحدة الأمريكية غيرت من موقفها المؤيد لمشروع الشرق الأوسط الكبير بعد تأكدها من ان تحقيق الديمقراطية لشعوب المنطقة لن يخدم مصالحها وسوف يساعد على وصول تيارات سياسية معادية لها عن طريق الانتخابات ([43]).

ثانياً : أهم الاسس التي يوم عليها مشروع الشرق الاوسط الكبير :

ومن اهم ما جاء في مشروع الشرق الاوسط الكبير هي([44]):

1- السيطرة على مصادر الطاقة وممرات النقل واخضاع منطقه حوض قزوين وخليج البصرة وشرق البحر المتوسط والبحر الاحمر لجهات جديرة بالثقة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية

2- تصفيه الحركات الإسلامية تحت اسم مكافحه الارهاب وتغيير المناهج التعليمية التي تحرض على اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

3- اضعاف القوه العسكرية لدول المنطقة المعادية للولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل من خلال محاربه تملك تلك الدول اسلحه الدمار الشامل وتحجيم القدرات العسكرية للدول العربية والإسلامية ( مصر وتركيا وايران وباكستان واندونيسيا ).

4- التخلص من الأنظمة والحكومات التي تعارض الوجود الامريكي في المنطقة وفرض انظمه عميلة لها على غرار ما حدث في العراق وافغانستان.

5- الحد من النفوذ الاتحاد الاوروبي وروسيا الاتحادية والصين في منطقه بحر قزوين والقوقاز واسيا الوسطى وشرق الاوسط .

ثالثا : الاثار المترتبة على مشروع الشرق الاوسط الكبير في الوطن العربي :

من ابرز هذه الاثار هي([45]):

1- الاستيلاء على ثروات المنطقة العربية على الاخص نفط العراق لما يمتاز به من الجودة.

2- جعل اسرائيل جزء مندمجا مسيطرا على المنطقة وضمان امنها وسلامتها.

3- اعاده تشكيل المنطقة العربية سياسيا وثقافيا بشكل يؤدي الى تفتيت الدول العربية وتسيد اسرائيل عليها.

4- غرس مبادئ الفلسفة الليبرالية الاقتصادية والسياسية خدمه للمصالح الامريكية.

5- تغيير البنيه الثقافية العربية والاسلامية بين شعوب المنطقة وبث ثقافه الهزيمة والاستسلام في المجتمعات العربية بدلا من ثقافه المقاومة والتحدي.

6- ان دعوة بوش للأصلاح والديمقراطية والتنمية وحقوق الانسان حق يراد به باطل فليس من مصلحه الولايات المتحدة الامريكية أن تكون الانظمة العربية ديمقراطية ومتحررة.

7- يهدف هذا المشروع الى اذلال العرب وتحويل اسرائيل الى دوله عظمى لتفرض هيمنتها وهيمنه الولايات المتحدة الامريكية على المنطقة ، والقضاء على المشروع القومي العربي والتكامل الاقتصادي ([46]).

الخاتمة

كانت حرب العراق عام 2003 النقطة التي وضعت عندها أيديولوجية المحافظين الجدد موضوع التنفيذ ، فقد نجحوا في وضع مصلحه اسرائيل في المقدمة في الضمان نشوب الحرب وتدمير العراق مستغلين هجمات الحادي عشر من ايلول عام 2001 التي وفرت لهم الذريعة السياسية الاحتلال العراق

مثل مبدأ بوش ترجمه حقيقيه لفكر اليمين المحافظ الجديد في الولايات المتحدة الامريكية ، ويتضمن هذا المبدأ الحرب ضد الارهاب وضد الدول التي تدعم النشاط الارهابي وخير دول العالم بين ان تكون مع الولايات المتحدة الامريكية او ان تكون مع الارهابيين.

سعى بوش لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقه منزوعة السلاح والسياسة العملية التي استخدمها بعد احتلال العراق في فرض النظام التربوي والديمقراطية وسياسه التسليح الجديد كلها اهداف لصالح المشروع الاسرائيلي.

تبنى بوش ما يعرف بالحرب الوقائية – الاستباقية وتوسيع نطاق الاجراءات الاستباقية بحجه ان النظام الدولي مهدد بخطر الارهاب والدول المارقة وبدون تدخل الولايات المتحدة الامريكية وشن حرب وفائية فان هذه الاخطار سوف تزداد وتتفاقم وتنتشر بشكل يهدد الامن القومي الامريكي.

– العمل على اقرار الديمقراطية باعتبارها الحل الامثل والنهائي للقضاء على الظلم والقمع الواقع على شعوب منطقه الشرق الاوسط تزعم ان الديمقراطية والحرية والتجارة تهيئ الطريق الى عالم افضل واكثر امناً.

– اعاده ترتيب المنطقة بما يخدم مصالح الولايات المتحدة في الهيمنة المطلقة على نفط العرب عن طريق الاحتلال العسكري.

– السعي على جعل الهيمنة المطلقة لإسرائيل على كامل مقدرات المنطقة ابتداء بتجريد العراق كمصدر تهديد استراتيجي واخراجه عسكريا من دائرة الصراع الدولية.

– تحويل المنطقة الى نقطه انطلاق لمشاريع وحروب الهيمنة الأمريكية مستقبلاً على باقي دول العالم ، تصبح القطب الوحيد المسيطر على العالم اجمع.

– أن عد العراق هو الهدف الرئيس للاستراتيجية الأمريكية مبدا بوش تحديدا لا نه يجسد رؤيه المحافظين الجدد ويرتبط بالاستراتيجية الكونية للولايات المتحدة الامريكية من ناحيه ثانيه في تعزيز المكانة العالمية المتحدة من اجل الفرض سياستها على المجتمع الدولي.

– مثلت السياسة الامريكية التدخلية ازاء العراق مرحله جديده في استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية اتجاه العالم ، ويشكل العراق موقع استراتيجي مهم وما يمتلكه من موارد اقتصاديه في مقدمتها ، ويعد من الدول المركزية والإقليمية مفضله في تحديد اهداف الاستراتيجية الأمريكية.

– يعد العراق الهدف الرئيسي للأستراتيجية الأمريكية وهو اعاده رسم خارطة الشرق الاوسط على اسس جديده تماما للتخلص من تلك النظم الديكتاتوريه في العالم العربي اذا تعين عليها تبني ترتيب شامل لمنطقه الشرق الاوسط بدلا من العراق والعمل على تدميره بصوره كامله بما يتناسب والمصالح الأمريكية من خلال تطبيق ما يسمى بالفوضى الخلاقة.

المصادر :

اولاً : القرآن لكريم

ثانياً : الكتب العربية والمعربة

  1. احمد سعيد نوفل ، دور اسرائيل في تفتيت الوطن العربي ، ط1 ، الزيتونة للدراسات والاستشارات ، بيروت ، 2007.
  2. اودو زاوتر ، رؤساء امريكيا من التأسيس حتى الان ، دار الحكمة ، لندن ، 2021.
  3. جاسم يونس الحريري ، التنافس الاقليمي والدولي في العراق وانعكاساته على علاقاته الخارجية بعد الاحتلال ، ط1 ، دار الجنان للنشر والتوزيع ، 2016.
  4. جمال عبد الكريم رزق الدبايبة ، توجهات السياسة الخارجية الامريكية تجاه المنقطة العربية بين المثالية والواقعية ، 2001 – 2017 ، ط1 ، دار وائل للنشر ، 2023.
  5. جيا فخري عمر الجاف ، الاستراتيجية الامريكية تجاه المنطقة العربية ، العراق – انموذجاً ، ط1 ، مركز العراق للدراسات ، 2016.
  6. رهاب نوفل ، مشروع مقاومة تقسيم العراق وتفتيته ، ط1 ، بيروت ، 2015.
  7. سيف نصرت توفيق الهرمزي ، الحرب على العراق ، ط1 ، دار روافد للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، 2014.
  8. صباح عبد الرزاق كبة ، دور نخب التكنوقراط في العملية السياسية الامريكية وصنع القرار من الرئيس هاري ترومان 1945 الى الرئيس دونالد ترامب ، 2017 ، ط2 ، 2017.
  9. طالب حسين حافظ ، النفط والسياسة في العراق التاريخ – الامتيازات – الصراع – الاحتلال ، دار كتب العلمية ، ط2 ، 2021.
  10. عبد الامير عبد الحسن ابراهيم ، تحول القوة في السياسة الخارجية الامريكية بعد الحرب الباردة ، ط1 ، دار سطور للنشر والتوزيع ، 2019.
  11. عبد القادر رزيق المخادمي ، مشروع الشرق الاوسط الكبير ، الحقائق والاهداف والتداعيات ، ط1 ، الدار العربية للعلوم ، بيروت ، 2005 ، ص49.
  12. علي وهب ، الصراع الدولي للسيطرة على الشرق الاوسط التآمر الامريكي الصيهوني ، ط2 ، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ، بيروت ، 2015.
  13. مازن الحسيني ونعيم الاشهب ، مشروع الشرق الاوسط الكبير اعلى مراحل التبعية ، ط1 ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، عمان ، 2005.
  14. مالك محسن العيساوي ، الحرب بالوكالة ادارة الازمات الدولية في الاستراتيجية الامريكية ، ط1 ، القاهرة ، 2014.
  15. محمد صادق الهاشمي ، الاحتلال الامريكي للعراق ومشروع الشرق الاوسط الكبير تداعياته ونتائجه ، د. ط ، مركز العراق للدراسات ، د . ت.
  16. محمد نور الدين ، الشرق الاوسط الكبير ، الطرح والمواجهة ، ط1 ، بيروت ، 2004.
  17. ياسر عبد الحسين ، القيادة في السياسية الخارجية الامريكية بعد الحرب الباردة ، ط1 ، دار ومكتبة عدنان ، بغداد ، 2015.
  18. ياسر عبد الزهراء عثمان الحجاج ، السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط ، الخلفيات الفكرية والعوامل المؤثرة فيها ، ط1 ، دار روافد للطبعة والنشر ، 2021.
  19. ___________ استراتيجية الهيمنة ، قراءة في استراتيجيات الولايات تجاه العراق طيلة العقود الاخيرة ، ط1 ، دار المحجة البيضاء ، 2023.
  20. يوسف العاصي ، حملة بوش الصليبية على العالم الاسلامي وعلاقتها بمخطط اسرائيل الكبرى ، ج2 ، مكتبة حسن العصرية ، بيروت ، ط1 ، 2014.

الدوريات :

  1. ابو خليل اسعد ، عقيدة بوش وعقدة الارهاب ، جريدة السفير العدد ( 9398 ) ، 2003.
  2. المجلات :
  3. دينا عبد العزيز ، العراق كنموذج لسياسة تغيير النظم في فترة جورج دبليو بوش ، مجلة السياسة الدولية والاقتصادية ، العدد السابع ، يوليو ، 2020.

رابعاً : منظومة شبكة الانترنيت :

https://ar.m.wikipdia.org.com

الهوامش:

  1. () جيا فخري عمر الجاف ، الاستراتيجية الامريكية تجاه المنطقة العربية ، العراق انموذجاً ، ط1 ، مركز العراق للدراسات ، 2016 ، ص 51 .
  2. () المصدر نفسه ، ص 60 .
  3. () ياسر عبد الزهراء عثمان الحجاج ، السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط، الخلفيات الفكرية والعوامل المؤثرة فيها ، ط1 ، دار روافد للطباعة والنشر ، 2021 ، ص 75.
  4. () جمال عبد الكريم رزق الدبايبة ، توجهات السياسة الخارجية الامريكية تجاه المنطقة العربية بين المثالية والواقعية 2001 – 2017 ، ط1 ، دار وائل للنشر ، 2023 ، ص 76.
  5. () جورج دبليو بوش : الرئيس الثالث والاربعون للولايات المتحدة الامريكية ، ( 2001 – 2009) ولد في نيوهيفن بولاة كونيكتيكوت ، درس التاريخ في جامعة ( بال) ، ثم حصل على الماجستير في ادارة الاعمال في جامعة هارفرد ، اصبح حاكماً لتكساس ما بين عام ( 1994 – 1998) وفي عهده حدثت اكبر حادثة في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية وهو هجوم الطائرات على مركز التجارة في نيويورك ، وعلى اثرها اعلن بوش حربه ضد الارهاب .لمزيد من التفاصيل ينظر : اودو زاوتر ، رؤساء امريكا من التأسيس حتى الان ، ط2 ، دار الحكمة ، لندن ، 2021 ، ص ص 335 – 340.
  6. () جمال عبد الكريم رزق الدبايبة ، المصدر السابق ، ص83.
  7. () جيا فخري عمر الجاف ، المصدر السابق ، ص 64.
  8. () جمال عبد الكريم رزق الدبايبة ، المصدر السابق ، ص 84 .
  9. () علي وهب ، الصراع الدولي للسيطرة على الشرق الاوسط ، التآمر الامريكي الصهيوني ، ط2 ، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ، بيروت ، 2015.
  10. () مجدي كامل ، حروب الجيل الرابع ؛ الحرب بالوكالة ، ط1 ، دار الكتاب العربي ، 2016 ، ص 60.
  11. () جاسم يونس الحريري ، التنافس الاقليمي والدولي في العراق وانعكاساته على علاقاته الخارجية بعد الاحتلال ، ط1 ، دار الجنان للنشر والتوزيع ، 2016 ، ص ص 9 – 34 .
  12. () طالب حسين حافظ ، النفط والسياسة في العراق. الامتيازات ، الصراع ، الاحتلال ، ط2 ، دار الكتب العلمية ، 2021.
  13. () علي وهب ، المصدر السابق ، ص 548.
  14. () محمد صادق الهاشمي ، الاحتلال الامريكي للعراق ومشروع الشرق الاوسط الكبير . تداعياته ونتائجه ، د . ط ، مركز العراق للدراسات ، ص 23.
  15. () عين الرئيس بوش عدد كبير من المحافظين الجدد في مناصب قيادية مهمة وحساسة في وزارة الدفاع والخارجية والامن القومي. لمزيد من التفاصيل ينظر : صباح عبد الرزاق كبة ، دور نخب التكنوقراط في العملية السياسية الامريكية وصنع القرار من الرئيس هاري ترومان 1945 الى الرئيس دونالد ترامب 2017 ، ط2 ، شركة الاحمدي للطباعة ، 2017 ، ص ص 135 – 137.
  16. () مالك محسن العيساوي ، الحرب بالوكالة ادارة الازمات الدولية في الاستراتيجية الامريكية ، ط1 ، القاهرة ، 2014 ، ص 167 .
  17. () ابو خليل اسعد ، عقيدة بوش وعقدة الارهاب ، جريدة السفير ، العدد (9398) ، 2003 ، ص 3.
  18. () ياسر عبد الزهراء عثمان الحجاج ، استراتيجية الهيمنة قراءة في استراتيجيات الولايات المتحدة الامريكية اتجاه العراق طيلة العقود الاخيرة ، ط1 ، دار المحجة البيضاء ، 2023 .
  19. () يوسف العاصي الطويل ، حملة بوش الصليبية على العالم الاسلامي وعلاقتها بمخطط اسرائيل الكبرى ، ج2 ، ط1 ، مكتبة حسن العصرية ، 2014 ، ص ص 378 – 379.
  20. () دينا عبد العزيز ، العراق كنموذج لسياسة تغيير النظم في فترة جورج دبليو بوش ، مجلة السياسية الدولية والاقتصادية ، العدد السابع ، يوليو ، 2020 ، ص 6.
  21. () دينا عبد العزيز ، المصدر السابق ، ص 7.
  22. () ابو خليل اسعد ، المصدر السابق ، ص 165.
  23. () مالك محسن العيساوي ، المصدر السابق ، ص 166.
  24. () بول ولفويتس : ولد في بروكلين عام 1943 ، درس في جامعة كورنل وحصل على الدكتوراه عن اطروحته حول ” مخاطر الانتشار النووي في منطقة الشرق الاوسط ، اصبح نائباً لوزير الدفاع ( 2001 – 2005) ، ثم صار رئيساً لمجموعة البنك الدولي في عام 2007 ، لمزيد من التفاصيل ينظر : https://ar.m.wikipdia.org.com
  25. () دينا عبد العزيز ، المصدر السابق ، ص 7.
  26. () دينا عبد العزيز ، المصدر السابق ، ص 73.
  27. () محمد نور الدين ، مشروع الشرق الاوسط الكبير ، الطرح والمواجهة ، ط1 ، بيروت ، 2004 ، 25.
  28. () احمد سعيد نوفل ، دور اسرائيل في تفتيت الوطن العربي ، ط1 ، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ، بيروت ، 2007 ، ص 30 ؛ رهاب نوفل ، مشروع مقاومة تقسيم العراق وتفتيته ، ط1 ، بيروت ، 2014 ، ص 28.
  29. () جمال عبد الكريم رزق الدبايبة ، المصدر السابق ، ص 183.
  30. () ياسر عبد الزهراء عثمان الحجاج ، المصدر السابق ، ص 90.
  31. () جيا فخري عمر الجاف ، المصدر السابق ، ص 130.
  32. () ياسر عبد الزهراء عثمان الحجاج ، المصدر السابق ، ص 94.
  33. () احمد سعيد نوفل ، المصدر السابق ، ص 128.
  34. () المصدر نفسه ، ص 129.
  35. () علي وهب ، المصدر السابق ، ص 545.
  36. () يوسف العاصي الطويل ، المصدر السابق ، ص ص 382 – 383.
  37. () مجدي كامل ، المصدر السابق ، ص 62.
  38. () المصدر نفسه ، ص 63.
  39. () عبد الامير عبد الحسن ابراهيم ، تحول القوة في السياسة الخارجية الامريكية بعد الحرب الباردة ، ط1 ، دار سطور للنشر والتوزيع ، بغداد ، 2019 ، ص ص 347 – 348.
  40. () عبد القادر رزيق المخادمي ، مشروق الشرق الاوسط الكبير ، الحقائق والاهداف والتداعيات ، ط1 ، الدار العربية للعلوم ، بيروت ، 2005 ، ص 49.
  41. () عبد القادر رزيق المخادمي ، المصدر السابق ، ص 50 .
  42. () احمد سعيد نوفل ، المصدر السابق ، ص 130.
  43. () احمد سعيد نوفل ، المصدر السابق ، ص 131.
  44. () لمزيد من التفاصيل عما تضمنه مشروق الشرق الاوسط الكبير ينظر : عبد القادر رزيق المخادمي ، المصدر السابق ، ص ص 115 – 129.
  45. ()احمد سعيد نوفل ، المصدر السابق ، ص 127.
  46. () لمزيد من التفاصيل عن اثار هذا المشروع ينظر : مازن الحسيني ونعيم الاشهب ، مشروق الشرق الاوسط الكبير ، اعلى مراحل التعبية ، ط1 ، دار الشروق للتوزيع والنشر ، عمان ، 2005 ، ص 45.