النظم الإدارية والعسكرية في الجزائر في عهد الدايات (1671-1830م)

شعوب كامل نصيف جاسم1 أحمد عبد الله محمد آدم2

1 أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد- قسم التاريخ- كلية التربية للبنات- جامعة بغداد- العراق

البريد الألكتروني: shaoob2000@coeduw.uobagdad.edu.ig

2 أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المشارك- قسم الجغرافيا والتاريخ- كلية التربية حنتوب- جامعة الجزيرة- السودان

البريد الألكتروني: ahmedabdallah1973@gmail.com

HNSJ, 2024, 5(9); https://doi.org/10.53796/hnsj59/32

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/09/2024م تاريخ القبول: 15/08/2024م

طريقة التوثيق


المستخلص

هدف هذا البحث الى دراسة طبيعة النظم الإداريَّة والعسكرية إبان عهد الدَّايات بالجزائر في الفترة (1671- 1830م)

أتبع البحث المنهج التَّاريخي والوصفي. توصل البحث الى عدة نتائج أهمها أن امتداد النُّفوذ العثماني للجزائر وغرب البحر الأبيض المتوسِّط كان استجابة لطلبات الاستغاثة من السُّكان الَّذين رأوا في مجاهدي البحر في البداية ثمَّ في الدَّولة العثمانيَّة المخلِّص من التَّعسُّف الأسباني واعتداءاتهم في المنطقة؛ لذلك عمل القادة الأتراك على تأمين وصول المسلمين إلى المغرب العربي، ومن ثَمَّ الدِّفاع عنه ضدّ هجمات الأسبان المتكرِّرة، وبالتَّحالف مع الدَّولة العثمانيَّة للوصول إلى مبتغاها في تأمين ثغورها من تلك الهجمات. أوصى البحث بإجراء دراسة عن الأوضاع الصِّحيَّة للجزائريين إبان العهد العثماني؛ لإعطاء صورة شاملة ووافية عن أوضاعهم الصحيَّة آنذاك بالاستعانة بما جاء في الوثائق الموجودة بالأرشيفات الأوروبيَّة.

الكلمات المفتاحية: النظم الإدارية والعسكرية، عهد الدايات، الجزائر.

المقدِّمة العامة:

أصبحت الجزائر أوَّل ولاية عثمانيَّة في شمال إفريقيا منذ عام (1518م) بعدما التحقت رسميًا بالباب العالي، وبَعد ذلك عُيِّنَ خير الدِّين بربروس كأوَّل حاكم تركي للجزائر والذي صار يُلقَّب بالبيلرباي أي (أمير الأمراء) نسبة إلى نظام البيلربايات والذي يعتبر من أزهى عصور الحُكم العثماني في الجزائر، وقد استمر إلى عام (1588م) حيث تمَّ استبداله بنظامٍ آخر وهو ما عرف بعهد الباشاوات الَّذي تقرَّر فيه تقصير مُدَّة حُكم الوالي إلى ثلاث سنوات فقط والتَّقليص من امتيازاته السَّابقة، وقد استمر هذا النظام إلى عام (1659م) ليستبدل بنظامٍ آخر وهو نظام الأغوات ذلك النظام الذي عرفت فيه البلاد اضطرابات سياسيَّة كبيرة في نظام حُكمها وكان نتاجًا لهذا السَّبب أن صارت مُدَّة هذا النِّظام قصيرة حيث امتدت إلى عام (1671م)، ثم جاءت حقبة جديدة تعتبر من أهم المحطات التَّاريخيَّة في تاريخ الحُكم العثماني للجزائر نتيجة لميلاد نظام جديد وهو نظام الدَّايات الَّذي دامت فترة حُكمه (159) عاماً وهي بالتالي تعادل نصف تاريخ التَّواجد العثماني بالجزائر ويُطلق عليها مرحلة الاستقلال الحقيقي للجزائر عن الدَّولة العثمانيَّة.

أ/ أهمية الدراسة:

تأتي أهمية الدراسة من التالي:

  1. أنها دراسة تتناول تاريخ الجزائر وبخاصَّةٍ إبان الحُكم العثماني.
  2. تحاول أن تقف على عهد الدَّايات ذلك العهد الذي مثّل نمطاً متفرداً في علاقة الدولة العثمانية بولاياتها المنتشرة في أغلب قارات العالم.
  3. تكشف السّرّ وراء استمرار عهد الدَّايات لفترةٍ طويلة، وذلك رغم الفتن والمؤامرات الَّتي كانت توحي بانهيار الحُكم.
  4. تقف على النظم الإدارية التي طبقّها الدايات في أثناء حكمهم للجزائر.
  5. تتقصى عن النظم العسكرية التي أتبعها الدايات في الجزائر والتي كان لها دورها في استقرار نظام الحكم طيلة فترتهم.

ب/ أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة لتحقيق الأهداف التالية:

  1. التعرف على الأسباب والمبررات التي دفعت بحكام الجزائر للإنضمام طواعية للحكم العثماني.
  2. التطرق للنظام والإداري الذي طبّقه الدايات في الجزائر.
  3. التعرف على النظم العسكرية التي سادت في الجزائر إبّان عهد الدايات.

ت/ مشكلة الدِّراسة:

يمكن إيجازها اختصاراً في السُّؤال الرَّئيس الآتي:

ما طبيعة النظم الإداريَّة والعسكرية إبان عهد الدَّايات بالجزائر في الفترة (1671- 1830م)؟

والأسئلة الفرعية التالية:

  1. ما هي الدوافع والمبررات وراء دخول حكام الجزائر طواعية تحت الحكم العثماني؟
  2. ما هي النظم الإدارية التي طبقّها الدايات بالجزائر؟
  3. هل كان لحكم الدايات نظم عسكرية واضحة؟
  4. هل لعبت النظم الإدارية والعسكرية التي أتبعها الدايات دور في استقرار حكمهم للجزائر؟

ث/ حدود الدِّراسة:

وقد تمثلت في الحدود التالية:

أولاً/ الحدود الزَّمنيَّة:

حُدَّت الدِّراسة الحاليَّة بتناول هذا الموضوع في الفترة الزَّمنيَّة بداية من عام (1671م) -حيث بداية تاريخ سيطرة الدَّايات على الحُكم- إلى نهاية حُكم الدَّايات والوجود العثماني عام 1830م -حيث بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر-.

ثانياً/ الحدود المكانية:

حُدَّت هذه الدِّراسة في إطارها المكاني بدولة الجزائر في عَهد الدَّايات.

ث/ منهج الدِّراسة:

أتبعت الدراسة المنهج التَّاريخي والوصفي لأنهما الأنسب لوصف الأوضاع الإدارية والعسكريَّة للجزائر إبان عهد الدَّايات نيابة عن الوجود العثماني آنذاك.

ج/ المنهج الكتابي للدِّراسة:

وتتكوَّن من مقدِّمةٍ عامة وثلاثة مباحث، وخاتمةٍ، وفهارس علميَّة، وذلك على النَّحو الآتي:

المقدِّمة: وتشتمل على دوافع اختيار الدراسة، أهداف الدراسة، مشكلة الدِّراسة وأسئلتها، وحدودها، ومنهجها المبحث الأول عن دخول الجزائر تحت الحكم العثماني، أما المبحث الثاني فقد تطرق للنظم الإدارية التي سادت في الجزائر في هذه الفترة، أما المبحث الثالث فقد تناول النظم العسكرية التي طبقّها الدايات في الجزائر، والخاتمة التي تشتمل على النَّتائج والتَّوصيات وقائمة المصادر والمراجع وأخيراً فهرس الموضوعات.

أ/ إلحاق الجزائر بالدَّولة العثمانيَّة:

عَرف العالَم في الرُّبع الأوَّل من القرن 16م([1]) تحوُّلات جذريَّة في الخريطة الدِّوليَّة، إذ قُسِّمَ العالَم نتيجتها إلى معسكرين غربي مسيحي بقيادة أسبانيا، وشرقي إسلامي بقيادة الدَّولة العثمانيَّة،([2]) حيث كانت أسبانيا قد حطَّمت آخر ممالك المسلمين ببلاد الأندلس، وقبل وصول العثمانيين إلى المنطقة، تعرَّض المغرب العربي عامَّة والجزائر بخاصَّةٍ إلى التَّهديد الأسباني بَعد أن تمكَّنوا من إنهاء الحُكم الإسلامي في الأندلس عام (1492م) واحتلوا أجزاء واسعة ومهمَّة من الجزائر بين سنتي (1505م– 1513م) وأدخلوا تحت سيطرتهم عددًا من المدن السَّاحليَّة الواقعة على البحر المتوسِّط الَّتي كان من بينها المرسى الكبير ووهران وتلمسان وبجاية التي لم تكن فيها أيَّة سُلطة حكوميَّة موحَّدة بل كانت مجزَّأة إلى إقطاعيات مستقلَّة تتقاسمها إمارات البدو الرُّحَّل، وكان عدد من المدن يحكمها طغاة مولعين بجمع الذَّهب مع قبولهم الخضوع للمحتلين الأسبان الَّذين تمكَّنوا من تحويل الجزائر إلى قاعدةٍ للمرتشين والجواسيس والحُكام الطَّامعين في السُّلطة.([3])

لذا لَم تكن في المنطقة أيَّة قوى بوسعها التَّصدي لهم وإيقافهم حتَّى مجيء برباروس([4]*) أو الأخوين عروج وخير الدِّين اللَّذين كانا يقومان بنشاطهما البحري في بحري إيجة والمتوسِّط حتَّى وصلا إلى الجزائر وبذلك بدأ عهد جديد من تاريخ الجزائر والمغرب العربي على حَدٍّ سواء([5]).

تولَّى مهمَّة الدِّفاع عن الجزائر المجاهد عروج حتَّى استشهاده سنة (1518م)، ثم تولَّى الحُكم بَعده أخوه خير الدِّين الَّذي استمرَّ في الجهاد وإدارة شؤون البلاد، وقد أدرك ضعف موقفه السِّياسي في البلاد بسبب عدم وجود قاعدة شعبيَّة له لما أحيط به بعددٍ كبير من الأعداء، فضلًا عن انتفاضات المدن السَّاحليَّة الجزائريَّة، ونقص الذَّخيرة الحربيَّة والمقاتلين الأكفاء، ممَّا دفعه إلى تحرير رسالة باسم أهالي مدينة الجزائر([6]) إلى السُّلطان العثماني سليم الأوَّل الذي حكم ما بين(1512م– 1520م) يشرح فيها الأوضاع في الجزائر وخطر هجمات الأسبان وتدخُّلهم لنجدة الزُّعماء المحليين الموالين لهم والرَّغبة الأكيدة لسكان الجزائر في الاعتماد على الدَّولة العثمانيَّة كحاميةٍ للجزائريين، والسَّبب الَّذي دفعه لطلب المساعدة منها كونها أكبر دولة إسلاميَّة آنذاك، ولا سيَّما بَعد سيطرتها على بلاد الشَّام ومصر واليمن بين سنتي (1516م– 1517م)([7]).

وافق السُّلطان سليم الأوَّل بإعلان خير الدِّين تبعيته للدولة العثمانيَّة، إذ إنَّ خضوع الجزائر كان يؤمِّن حدود مصر الغربيَّة، فضلًا عن توسيع أملاك الدَّولة العثمانيَّة دون بذل جهد أو مبالغ ماليَّة، وشكَّل ذلك إنذارًا لحاكمي تونس وتلمسان بقوَّة وهيبة الدَّولة العثمانيَّة من خلال الرَّسائل المرسلة من السُّلطان العثماني إليهما([8]).

قام السُّلطان سليم الأوَّل بإرسال نحو (2000) جندي مسلَّحين بالبنادق وعدد من رجال المدفعيَّة، وفتح باب التَّطوُّع للراغبين من أهالي الأناضول في الذِّهاب إلى الجزائر، مقابل تحمُّل الباب العالي تكاليف السَّفر وإعطائهم امتيازات تضاهي امتيازات الانكشاريَّة([9]*)، الَّذين كانوا يُمثِّلون الجيوش الممتازة الَّتي تُساق من الطَّبقات الفقيرة في الأناضول ثمَّ تصبح طبقة أرستقراطيَّة وإمارة في الجزائر([10]).

أعطى الحُكم العثماني للجزائر اسمها الحديث الَّذي بدأت تُعرف به منذ ذلك التَّاريخ، بعدما كان مقتصرًا فقط على المدينة الَّتي أصبحت مركز الحكومة العثمانيَّة، وأدخل العثمانيون مفهوم الحدود السِّياسيَّة إلى المغرب العربي الحديث، بَعد القضاء على الفوضى الدَّاخليَّة الَّتي كانت سائدة في أغلب مناطق الجزائر وتوحيد القوى لمواجهة الخطر الأوربي المحيط بهم([11]).

أعلنت تبعية الجزائر رسميًا للدولة العثمانيَّة بمنح خير الدِّين لقب ببيكَلربيك أو بايلر باي بمعنى أمير الأمراء ونائب السُّلطان والعامل باسم الباديشاه، وبذلك تكوَّنت إيالة (ولاية) الجزائر، ودعيّ للسُّلطان العثماني على المنابر وضربت السّكة باسمه، وخضعت إدارة الجزائر لإدارة خاصَّة ضمن منظومة أوجاقات الغرب([12]*)، وبذلك نظَّم خير الدِّين الجزائر بَعد أن أصبحت إيالة عثمانيَّة تنظيمًا عسكريًا لَم يطرأ عليه تغيير كبير حتَّى الاحتلال الفرنسي لها سنة (1830م)، وتألَّفت من المشاة فقط لأنَّ الفرسان كانوا يؤخذون من بين قدامى الأغوات أو أبناء البلاد الأصليين للحفاظ على السُّلطة فيها([13]).

اعتمدت الإدارة العثمانيَّة في الجزائر خلال عَهد البكَلربيكَيَّة ما بين سنوات (1518م– 1587م) على طائفة رياس البحر ([14]*) الَّذين تولَّى عدد منهم مناصب عليا في الدَّولة([15]).

هذا وقد قسّم عَهد حُكم العثمانيين في الجزائر إلى أربعة عهود هي([16]):

  1. عَهد البكَلربكَيَّة (1518م– 1587م).
  2. عَهد الباشوات (1587م– 1659م).
  3. عَهد الأغوات (1659م– 1671م).
  4. عَهد الدَّايات[17](*1) (1671م– 1830م).

ويُعَدُّ العهد الأوَّل من أزهى عهود الحُكم العثماني في الجزائر إذ تميَّز بكثرة الأعمال العمرانيَّة والإدارة السَّليمة وتنظيم البحريَّة أيَّام حُكم السَّلاطين العثمانيين الأقوياء، وكانت السُّلطة في البلاد بيدِّ رياس البحر وفئة اليولداش([18]*)، ومن أبرز آثاره توحيد الجزائر سياسيًا.

أَمَّا عَهد الباشوات فقد كان على رأس الدَّولة والٍ تُعيِّنه الحكومة العثمانيَّة لمُدَّة ثلاثة سنوات يمنح لَقب الباشا» وتميّز بازدهار القوَّة البحريَّة الجزائريَّة، وسمحت الحكومة العثمانيَّة بدخول الامتيازات الأجنبيَّة إلى الأراضي الجزائريَّة([19]).

وبرز في عَهد الآغوات أن استأثر اليولداش فيه بالحُكم، وكانوا ينتخبون من بينهم آغا لمُدَّة شهرين ثمَّ يستبدل بغيره، وتميَّز ذلك العهد بالمحاولات المستمرَّة لفصل الجزائر عن الحُكم العثماني([20]).

وتمثَّل عَهد الدَّايات بعودة ريَّاس البحر الَّذين تغلَّبوا على اليولداش وأقاموا حُكمًا جديدًا هو نظام الدَّايات وذلك بانتخاب داي للحُكم يحكم البلاد من قبل المجلس على أن يستمر بالعمل مدى الحياة لحين سقوط الجزائر بيدِّ فرنسا سنة (1830م)([21]).

ب/ التَّنظيمات الإداريَّة:

1/ التَّقسيمات الإداريَّة: من خلال دراسة النُّظم الإداريَّة يُمكِّننا الوقوف على طبيعة الحُكم العثماني وخصائصه وذلك بالوقوف على التَّنظيم الإداري في للجزائر خلال تلك الحقبة الزمنية، كل ذلك بغرض فَهم طبيعة العلاقة بين الحُكَّام والمحكومين، لأنه وعلى الرغم من الإمكانيات العسكريَّة آنذاك كانت قليلة العدد، إلَّا أنَّها كانت كافية بل وناجحة حيث أتاحت للعثمانيين الفرصة لبسط نفوذهم على مختلف أرجاء البلاد.

بَعد أن استقرَّت الدَّولة العثمانيَّة في الجزائر، كان أوَّل ما فعلوه هو استكشاف طريقة عمليَّة تسمح لهم بإقامة وترسيخ السَّيطرة على البلاد، ولهذا الغرض طوَّروا نظامًا إداريًا محكمًا، لذلك قاموا بتقسيمه إداريًا إلى أقاليمٍ عُرِفَت بالباياليك، وأنشأوا هيئات إداريَّة مختلفة في المدن والمناطق الرِّيفيَّة، وقد مكَّنهم هذا التَّنظيم من إخضاع معظم أجزاء البلاد لسُلطتهم، وقد اكتمل الهيكل الإداري للجزائر حوالي عام 1565م، فقُسِّمت الجزائر إلى أربع مقاطعات أو باياليك أو أقاليم إداريَّة خلال الحُكم العثماني تتمثَّل في دار السُّلطان، بايلك الشَّرق، بايلك الغرب وبايلك التّيطري([22]).

والجدير بالذِّكر أنَّ هذا التَّقسيم الإداري وتنظيمه كان على مراحلٍ متتالية، ليأخذ شكله النِّهائي في عهد حسن بن خير الدِّين([23]*) في مطلع النِّصف الثَّاني من القرن السَّادس عشر، ولَم يطرأ عليه تغيُّر كبير طوال فترة الحُكم العثماني([24]).

وكانت المناطق التَّابعة لدار السُّلطان تحت سيطرة آغا العرب الَّذي يتصرَّف إداريًا نيابة عن الدَّاي. كما تمَّ إنشاء مجموعة من القيادات في المناطق البعيدة نسبياً عن دار السُّلطان، إلَّا أنَّها كانت تابعة لها إداريّاً، وكان يعيَّن على كلِّ قيادةٍ قائد، له تقريباً ذات الصَّلاحيات الَّتي مُنحت للبايات في الباياليك، مع التأكيد على أنَّ الوزراء الثَّلاثة الأوائل كانوا من المرشحين لتولية منصب الدَّاي في حالة شغور المنصب بسبب العزل أو الوفاة([25]).

أولاً/ الإدارة المحلِّيَّة:

كان الحاكم يعيِّن على رأس كلّ بايلك وهو ما كان يطلق عليه لقب الباي، وكانت سُلطة هؤلاء البايات مطلقة، وتتمثَّل مهامهم في تسيير شؤون أقاليمهم، والإشراف على القوَّات العسكريَّة النِّظاميَّة وغير النِّظاميَّة، وجَمع الضَّرائب، كما كانوا مطالبين بالتَّوجه إلى الجزائر العاصمة مَرَّة كلّ ثلاث سنوات ليسلّموا عائدات الباياليكة التي يديرونها إلى الخزينة العامَّة، ويقدّمون التَّقارير عن الأوضاع العامَّة في المناطق الخاضعة لهم، وكان يتمُّ في ذات الوقت تجديد تعيينهم أو عزلهم نهائيًا، وذلك وفقاً لِمَا يقدّمونه من العائدات والهدايا للداي وأعوانه([26]).

كان البايات يختارون في بداية العهد العثماني من ضمن الجنود الَّذين سبق لهم أن أظهروا قدرات وكفاءات عالية في الميادين الإداريَّة والعسكريَّة، وعلى هذا الأساس، فإنَّ رتبة الباي كانت تأتي مباشرة بَعد رتبة الأغا([27])، لكن مع مرور الوقت تغيَّرت طريقة تعيين البايات، إذ لَم يَعد الحُكَّام يلتزمون بالشُّروط والمعايير المذكورة، فأصبحت هناك عِدَّة اعتبارات تتدخل في طريقة تعيين البايات، منها علاقة المصاهرة مع القبائل الدَّاخليَّة، من أجل القضاء على الفتن الَّتي كانت تقع بين بعض القبائل والسُّلطة الحاكمة من حينٍ لآخر، وفي ذلك قد ورد (… لَم يكن على الَّذي يريد أن يصبح بايا إلَّا أن يتجه لأقارب أحمد باشا ويمدهم بالأموال، لقد كانت تلك المناصب تُباع وتُشترى …)([28]).

وإلى جانب البايات هناك عدد كبير من الموظَّفين الَّذين يُشكّلون دواوينهم، وهذه الدَّواوين الَّتي لَم تكن تختلف كثيراً عن ديوان الحاكم في الجزائر([29]).

وقد قُسِّمَت الباياليك بدورها إلى عِدَّة أوطان وقبائل ودوائر يحكمها قادة وشيوخ القبائل الَّذين يعيِّنهم الباي،([30]) وكان البايات يعتمدون في تسيير باياليكهم على القبائل الخاضعة لهم والَّتي تُعرف بقبائل المخزن، وعلى الحاميات العسكريَّة المرابطة في المناطق الحسَّاسة عَبر أنحاء البلاد، وتجدر الإشارة إلى أنَّ حقّ تعيين القادة والشُّيوخ لَم يكن حكراً على البايات، بل ورد في الوثائق أنَّ الدَّايات كانوا هُم أيضاً يتوَّلون تعيين هؤلاء الأعوان، لا سيَّما في الفترة الأخيرة من الحُكم العثماني، ويمكن إرجاع هذا التَّدخُّل للدايات إلى ضعف شخصيَّة البايات، وما كانت تدره تلك التَّعيينات من أموال([31]).

أَمَّا على مستوى مدن البايلك فكان لها نظام تسيير خاص، إذ يعيّن الباي حاكماً عليها الَّذي يساعده في مهامه بعض الموظَّفين الأساسيين مثل الخزندار وقائد العيون وقائد الحامية، إلَّا أنَّ الأهمية الَّتي تكتسيها المدينة في التَّنظيم الإداري العثماني جعل الدَّايات ينفردون بحقِّ تعيين حُكَّام المدن واختيارهم، كما كانوا يهدفون من وراء ذلك التَّقليص من صلاحيات البايات ومراقبتهم([32]).

وبفضل هذا الإحكام التَّنظيمي، استطاع الحُكَّام حُكم البلاد لأكثر من ثلاثة قرون، وخلال فترة حُكمهم وصلت الجزائر إلى ذروة عظمتها وأصبحت جبهة قوية أمام الأعداء في الخارج والدَّاخل.

وإلى جانب هذه التَّقسيمات الإداريَّة وأجهزتها، فإنَّها لَم تكن تشمل كلّ الرُّقعة الجغرافيَّة للبلاد، إذ أنَّ هناك بعض التَّنظيمات المحليَّة الَّتي كانت تتكفَّل بتسيير المناطق الخاضعة لسُلطتها، ونعني بذلك الإمارات المحليَّة، أمثال كوكو وبني عبَّاس في الزّواوة الغربيَّة والشَّرقيَّة الَّتي ظهرت إلى الوجود بَعد سقوط بجاية في يدِّ الإسبان عام 1510م([33]*)، وقد تميَّزت تلك الإمارات بتنظيماتها الخاصَّة.

يبدو ممَّا تقدَّم أنَّ العثمانيين وضعوا نظاماً إدارياً محكماً، مكَّنهم من البقاء في الجزائر لأكثر من ثلاثة قرون على الرَّغم من قلَّة عددهم، لإنَّهم اعتمدوا في تسيير البلاد وحفظ الأمن بها على القبائل المحليَّة المتعاونة معهم، إلَّا أنَّه مهما بلغ هذا التَّنظيم من النَّجاعة، فإنَّه لَم يكن يخلو من بعض السَّلبيات خاصَّة في الفترة الأخيرة من الحُكم العثماني، فكان للاضطرابات السِّياسيَّة الدَّاخلية والضُّغوط الخارجيَّة، انعكاس سلبي على سلوك الحُكَّام في تعاملهم مع السُّكان، وقد أدَّى ذلك إلى اندلاع الثَّورات في مختلف جهات من البلاد ممَّا سبق التَّعرُّض له في ثنايا الدِّراسة والَّتي تسبَّبت في إضعاف الحُكم وزواله.

وانطلاقاً ممَّا سبق، يمكن القول: كان للتغييرات في شكل الحُكم تأثير كبير على السُّكان، ولا سيَّما في عهد الأغوات الفوضوي ونهاية الدَّايات على وجه الخصوص، نتيجة لاشتداد وطأة الأعوان الإداريين والعسكريين حيث أدَّى هذا الوضع إلى انتشار التَّمرُّدات والعصيان على نطاقٍ واسع في الأرياف، خاصَّة خلال فترة جباية الضَّرائب، حيث تفشَّت انتهاكات وتجاوزات المكلَّفين بجَمعها.

ثانياً/ النِّظام العام في دار السُّلطان:

هي عبارة عن مقاطعةٍ إداريَّة توجد في الجزائر العاصمة ونواحيها، يوجد بها مقرّ نائب السُّلطان العثماني أو الدَّاي، وتمتد هذه المقاطعة من مدينة دلس شرقاً إلى مدينة شرشال غرباً، ويحدّها جنوباً بايلك التّيطري([34])، كما يضم هذا البايلك مجموعة من الأوطان حدَّدها البعض في قوله: (…يشرف على هؤلاء قائد في وطن جحوط، ووطن بني خليل يتصرَّف في جبل بني مسعود إلى واد الحراش، وقائد ثالث في الحنشة، ورابع في يسر يحدّه سباو وخامس في وطن بني جعد، وقائد سادس في وطن بني سليمان، ووطن سابع في ربيع …)([35]).

ثالثاً/ إدارة البايلكيات:

  • بايلك الشَّرق: يحكمه نائب عن الباشا بالعاصمة لُقِّبَ بالباي، وله أربعة أقسام إداريَّة، لكلِّ قِسمٍ حاكم مستقلّ عن الآخر، هي الجزء الشَّرقي ويشمل الحناشة، وادي زناتي وعامر الشّراقة، والشّمالي يمتد من عنابة إلى بجاية، والغربي من سطيف إلى جبال البيبان وقرى بني منصور وونوغة، والقِسم الجنوبي متمثِّل في الصَّحراء([36]).
  • بايلك الغرب: يعتبر المزاري ثاني الأقاليم مرتبة، وذلك لأنَّ التُّرك تولّوا على الجهة الغربيَّة، وجعلوا فيها باياً قَبل الجهة الشَّرقيَّة، عاصمته الأُولى مازونة وأوَّل باياتها حسن بن خير الدِّين ثمَّ أبو خديجة([37]*)، ثمَّ صواق([38]*1) الَّذي مات مسموماً، ثمَّ السَّايح المازوني الَّذي مكث في الحُكم (11) سنة، ثمَّ نقلت عاصمة البايلك إلى تلمسان، ثمَّ قلعة بني راشد، ثمَّ صارت المعسكر، ثمَّ وهران عندما تم فتحها للمرة الأولى عام 1708م بعدها أصبحت مستغانم، ثمَّ مَرَّة أخرى إلى معسكر، ثمَّ صارت وهران عندما تم فتحها للمرة الثَّانية عام 1792م واستمرَّ الحال على حاله إلى انقطاعهم([39]).
  • بايلك التّيطري: يُعَدُّ أصغر البايلكات ومقرَّه مدينة المدية، وكان حاكمه أقل استقلالاً وأكثر خطراً من بايات الغرب والشَّرق، وذلك لقربه من العاصمة، وكان الدَّالي يراقب باي التّيطري عن كثبٍ لإضعافه والتَّقليل من خطره، وعموماً يعتبر متحكماً في عدة أوطان بها قبائل، يعيّن لها شيوخ كموظفين وقد يرافق تلك التَّعيينات الهدايا، لذا فقد كانت في بعض الأحيان تلك الوظائف تشتري، مما أدَّى إلى حدوث تعقيدات داخل البايلك([40]).

رابعاً/ إدارة مدن البايلكات:

كان سكان المدن الجزائريَّة عموماً يعيشون في وئامٍ مع السُّلطة الحاكمة منذ أن تمَّ الحاق الجزائر بالدَّولة العثمانيَّة بصفةٍ رسميَّة في عام 1519م، ولَم يُسجل طوال الحُكم العثماني أيَّ حركة مناوئة للعثمانيين على مستوى المدن الجزائريَّة، ما عدا تلك الانتفاضات الَّتي قام بها الكراغلة (المولّدون)([41]*1) خلال عامي 1629م و1633م([42])، كَرَدِّ فعل على إقصائهم من الاستفادة من الامتيازات، أَمَّا فيما يخصُّ الجزائريين فإنَّ بعض الأُسر المحلِّيَّة قد تمكَّنت من الحصول على بعض الوظائف الإداريَّة، وكان لها تأثير على الحُكَّام على مختلف المستويات، ونذكر على سبيل المثال أُسرة الفكون([43]*) الَّتي تولَّى أفرادها ركب الحج وغيرها من المناصب، وعبد المؤمن والمسبيح في مدينة قسنطينة([44]).

وكان لأعيان الفئات الاجتماعيَّة المختلفة القاطنة في المدن وأمناء الحِرف والمهن([45]) علاقات متينة بالسُّلطة الحاكمة، وهذا ما يفسِّر الانسجام الموجود بين الطَّرفين طوال فترة الحُكم العثماني، وقد تعزَّزت تلك العلاقات عن طريق المصاهرة، كما أنَّ الأخطار الخارجيَّة الَّتي كانت تهدِّد كيان الدَّولة الجزائريَّة قد أسهمت إلى حدٍّ كبير في صنع نوع من التَّماسك بين أفراد المجتمع، بغض النَّظر عن الفئة الَّتي ينتسبون إليها، وقد حال تنوُّع الأعراق للتركيبة السُّكانيَّة في المدن دون ظهور حركة مناوئة للعثمانيين، فقد أدَّت المصلحة المشتركة بسكان المدن إلى ربط مصيرهم بمصير العثمانيين([46]).

وقد لخَّصَت بعض المصادر الفرنسية موقف سكان مدينة الجزائر من الأتراك العثمانيين في بداية الاحتلال، قائلة: (… فبالرَّغم من أنَّ سكان مدينة الجزائر قد عانوا من عجرفة الأتراك، إلَّا أنَّهم لَم يذكروهم بسوءٍ، بل بالعكس، فكلّ الَّذين أتيحت لهم الفرصة للتحدُّث إليهم، كانوا معجبين بهم …)([47]). وهذه الشَّهادة تؤكِّد عدم تقبُّل سكان مدينة الجزائر للاحتلال الفرنسي، وفي ذات الوقت يدحض آراء أولئك الَّذين وصفوا علاقة الأتراك العثمانيين بالأهالي بالتَّنافر.

وفي الواقع أنَّ الجزائر لَم تكن معزولة عمَّا كان يجري في السَّاحة الدِّوليَّة في أواخر القرن الخامس عشر، لأنه لا شكَّ في أنَّ سكانها قد سمعوا بالانتصارات الَّتي حقَّقها العثمانيون تحت راية الجهاد على حساب الدّول الأوربيَّة، والفتح العظيم للقسطنطينيَّة بَعد أن تفوَّق العثمانيون بقيادة السُّلطان محمَّد الثَّاني الفاتح([48]*1) (1451 – 1481م) على البيزنطيين في عام 1453م، لذلك فهنالك من يرى أنَّ كلّ هذه الأسباب هي الَّتي شجَّعت بعض الأعيان الجزائريين على اتِّخاذ قرار الاستنجاد بالعثمانيين لمعاضدتهم في جهادهم ضدّ الأسبان، فقد استجاب السُّلطان سليم الأوَّل (1512– 1520م) لطلب الجزائريين دون تردُّد، إذ انه كان يدرك أهمية موقع الجزائر في الحوض الغربي للبحر المتوسِّط. وإثر ذلك أصبحت الجزائر أحد العنصر الأساسي في إستراتيجيَّة العثمانيين في الحوض الغربي للبحر المتوسِّط.

خامساً/ إدارة الأرياف:

اعتمد الأتراك العثمانيون في تسيير شؤون المجتمع الرِّيفي على بعض القبائل المتعاونة والمتحالفة، والأُسر المحلِّيَّة القويَّة، أمثال آل مقران، وابن قانة، وبني جلاب، وبوعكاز، وابن عشور في بايلك قسنطينة، وابن شهرة في بايلك التّيطري وأولاد سيدي الشّيخ في بايلك الغرب([49])، وكذا قبائل المخزن، أمثال الزّمول، والدّواير، والعبيد، والمكحليَّة. تعتبر هذه القبائل بمختلف أنواعها وتسمياتها أداة في يدِّ الحُكَّام العثمانيين يوظّفونها في تسيير المجتمع الرِّيفي، فكانت تؤدِّي أدواراً اقتصاديَّة وإداريَّة وعسكريَّة مقابل حصولها على بعض الامتيازات. وقد أدرك العثمانيون منذ بداية وجودهم في الجزائر مكانة القوى الدِّينيَّة المحلِّيَّة ودورها في المجتمع، فحاولوا التَّقرُّب منها والاستعانة بها في تعاملهم مع السُّكان([50]).

وكان دور الشَّخصيات الدِّينيَّة يتمثَّل في تقديم المشورة والتَّوسُّط بين السُّلطة والقبائل قصد تسوية الخلافات الَّتي كانت تحدث بين الطَّرفين من حينٍ لآخر، وضمان أمن القوَّات العثمانيَّة في الأرياف، ومن ذلك أنه قد ورد (… إنَّ القوَّات العثمانيَّة لا يمكن لها عبور جبال البيبان وجرجرة دون أخذ ضمانات المرابطين المؤثِّرين في تلك المناطق …) وكان للمرابطين مهام أخرى فكان الحُكَّام يكلفونهم بإيصال مرتبات الجند المقيمين في الحاميات العسكريَّة، وهذا ما يؤكِّده قرار التَّعيين الَّذي أصدره أحمد القلي([51]*) باي قسنطينة في عام 1756م، الَّذي ورد فيه (… قد كلَّفنا سيدي أحمد المكي بالإشراف على كلِّ أمورنا، ونقل مرتبات حامية جيجل المحروسة …)([52]).

وكان الحُكَّام يمنحون للشخصيات الدِّينيَّة بعض الامتيازات للحفاظ على ودِّها وولائها لهم، وهذا ما استُخلِصَ من القوانين العرفيَّة الَّتي كانت تُنظِّم الحياة العامَّة في أعراش بلاد الزّواوة، فقد نَصَّت إحدى البنود على الآتي (… إنَّ المرابطين حرمة، يأخذون من الأعراش أعشار الزَّرع والتِّين والزّيت، فالأعراش التحاقه تدفع لأولاد سيدي حمزة، والأعراش الفواقه تدفع للشرفاء والمرابطين. ولَمَّا يخرج السُّلطان لمحاربة القبايل، يدفع لزواياهم الثّيران والسّناجق، وعدة، والمرابطون يأمرون أعراشهم إلى طاعة المخزن والعافية (السّلم) …)([53]).

توضح هذه الوثائق دور القوى الدِّينيَّة في المجتمع الرِّيفي وعلاقاتها بالسُّلطة الحاكمة فكان الحُكَّام يدفعون للزوايا والمرابطين المؤثِّرين الهدايا ليتوسَّطوا بينهم وبين قبائلهم المتمرِّدة، والجدير بالذِّكر أنَّ المجتمع الرِّيفي بمختلف فئاته كان رهن إشارة زعاماته المحليَّة القبليَّة والدِّينيَّة، فلا يمكن لأي فرد ألَّا يستجيب لأوامر شيخه، لأن الصَّرامة الَّتي تتميَّز بها القوانين العرفيَّة جعلت كلّ أفراد القبائل يطيعون زعاماتهم، فكلّ مَن خرج عن هذا العرف يكون مصيره العزل، ولا يتلقى الدَّعم من جماعته في أوقات الحاجة والضّيق، عِلمًا أنَّ أفراد القبيلة الواحدة في تلك الفترة، كانوا متماسكين ومتعاونين فيما بينهم قصد ضمان معيشتهم والدِّفاع عن حياتهم من الأخطار الَّتي تُهدِّد مصيرهم، ولهذه الأسباب قام الحُكَّام بالاستعانة بالقوى الدِّينيَّة وغيرها من الزَّعامات القبليَّة لإخضاع القبائل المناوئة لهم، إلَّا أنَّ مع مرور الوقت قد تدهورت العلاقة بين الحُكَّام والقوى الدِّينيَّة لا سيَّما في العقود الأخيرة من الوجود العثماني في الجزائر (1804م– 1830م).

فالظُّروف الاقتصاديَّة الحرجة الَّتي كانت تمرُّ بها البلاد وما تبلور من انعكاساتٍ سلبيَّة على مختلف القطاعات، أدَّى بالحُكَّام إلى عدم احترام التزاماتهم نحو بعض الشَّخصيات الدِّينيَّة وهذا ما يمكن استخلاصه من محتوى القرار الَّذي أصدره الدَّاي حسين (1818م–1830م) في عام (1235هـ/1819م) والذي ألحَّ فيه على ضرورة احترام الشُّرفاء والعلماء ورفع عنهم المطالب المخزنيَّة([54]).

أمَّا القِسم الثَّاني من القبائل فهي تلك الَّتي تُعرف بالممتنعة عن دفع الضَّرائب- وهي القبائل الصَّحراويَّة والحدوديَّة والجبليَّة-، فكانت تقف في وجه الإدارة، لاسيَّما في مواسم جَمع الضَّرائب، وعلى إثر ذلك فقد نهجت الإدارة العثمانيَّة سياسة خاصَّة في تعاملها معها بهدف تحويل عدد منها إلى قبائل مخزنيَّة، أو إجبارها على الأقل على دفع ضريبة رمزيَّة تعبيراً عن ولائها وتبعيتها لها([55]).

وانطلاقاً ممَّا سبق، فإنَّه بَعد دراسة طبيعة العلاقات السَّائدة بين الإدارة وبعض القبائل يمكن القول إنَّ النِّظام الضَّريبي الَّذي كثر حوله الحديث، كان يتميَّز بالمرونة، فالإدارة كانت تراعي ظروف السُّكان الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، حيث فتحت أبواب التَّفاوض والتَّشاور معهم حول تجديد قيمة الضَّرائب، وطرق دفعها، فإذا حلَّت كارثة طبيعيَّة مثل الجفاف والقحط والجراد وتضرُّر الزَّرع والضّرع من جرَّائها، فإنَّ الإدارة كانت تعفي السُّكان المتضرِّرين في تلك السَّنة على الأقل من الضَّرائب المقرَّرة عليهم.

ت/التَّنظيمات العسكريَّة:

1/ النَّواة الأُولى لتأسيس الجيش العثماني في الجزائر:

بَعد وفاة عروج بايع أهالي مدينة الجزائر أخاه خير الدِّين سُلطاناً عليهم، فأعلم خير الدِّين أعيان الدولة بأنَّه لا يستطيع لوحده الاحتفاظ بالجزائر حرة وقوية نظرًا لكثرة أعدائها في الخارج والدَّاخل لذا ربط مصيره بمصير الإمبراطوريَّة العثمانيَّة التي كانت آنذاك في أوج قوَّتها وهذا بَعد أن أقنع أعيان مدينة الجزائر بخطورة الوضع واقترح عليهم أن يعرضوا تبعيتهم للدولة العثمانيَّة، فيدخلون بذلك في حماية سُلطانها فوافق زعماء الجزائر على الاقتراح([56]).

فوجَّه أعيان مدينة الجزائر بقيادة أبو العبَّاس أحمد بن القاضي([57]*) رسالة إلى السُّلطان سليم الأوَّل يناشدونه فيها الحماية والانضمام إلى الدَّولة العثمانيَّة وتعتبر هذه الرِّسالة أوَّل وثيقة في تاريخ العلاقات بين الجزائر والدَّولة العثمانيَّة وقد جاء في الرِّسالة ما يلي (… ومفاد ما يريد عبيدكم إعلامه لمقامكم العالي هو أنَّ خير الدِّين كان قد عزم قصد جنابكم العالي إلَّا أن عرفنا البلدة المذكورة رفعت أيديها متضرّعة إليه أن لا يرحل خوفاً من الكفَّار لأنَّ هدفهم هو النّيل منا ونحن على غايةٍ من الضّعف والبلاء ولهذا أرسلنا إلى بابكم العالي([58]*1) المدرس سي أبو العبَّاس أحمد بن علي بن أحمد خدام أعنابكم العالية وأهالي إقليم أحمد بجاية والغرب والشَّرق خدمة مقامكم العالي …)([59]).

ولقد استجاب السُّلطان سليم الأوَّل لطلب مدينة الجزائر وقام بإرسال قوَّة مؤلَّفة من ألفي (2000) جندي انكشاري مزوَّدة بالمدفعيَّة وبصحبتهم (4000) متطوِّع([60])، وقام بمنح خير الدِّين رتبة بايلرباي أي أمير الأمراء حيث أصبح بموجبها القائد الأعلى للقوَّات المسلَّحة في إقليم الجزائر وممثّلاً خاصّاً للسلطان العثماني وثمَّ ضرب السِّكة باسم السُّلطان العثماني وذُكِرَ اسمه في الخطبة([61]).

وبهذه الوسيلة رُبطت الجزائر رسمياً بالإمبراطوريَّة العثمانيَّة وتكوَّنت النّواة الأُولى لتأسيس الجيش العثماني في الجزائر من سنة 1518م؛ لتدخل على إثرها الجزائر مرحلة الحُكم العثماني، وهكذا فإنَّ مجيء العثمانيين للجزائر قد اعتبر عند البعض نجدة أنقذت البلاد المغربيَّة من براثين الاستعمار الأوربي الَّذي كانت تُمثِّله أسبانيا([62])، فجاء العثمانيون وأسَّسوا دولة ذات حدود، ولهذا عُدَّ ظهور الجزائر كوحدةٍ سياسيَّة وجغرافيَّة في العهد العثماني حدثاً سياسياً حاسماً في تاريخ تكوين الدَّولة الجزائريَّة([63]).

2/ تنظيم الجيش:

ضمَّت المؤسَّسة العسكريَّة خلال العهد العثماني كلاً من الجيشين التاليين:

أوَّلاً. الجيش البري (الانكشاريَّة): يرجع تأسيس الجيش الانكشاري بالجزائر إلى عام 1520م، حينما أرسل السُّلطان سليم الأوَّل إلى خير الدِّين حوالي ألفي (2000) من الجنود الانكشاريين بالإضافة إلى أربعة آلاف (4000) من المتطوِّعين الَّذين كانوا يجمعون عن طريق عمليَّة الدّوشرمة([64]*) أعطيت لهم مجموعة من الحقوق والامتيازات وذلك في البداية، وبَعد تناقص دور هذه الأخيرة، أعطي للولاية حرِّيَّة تنظيم عملية التَّجنيد داخل أقاليم الدَّولة العثمانيَّة وخاصَّة في منطقة الأناضول([65]*) ([66]).

فأعطى السُّلطان سليمان القانوني لخير الدِّين بربروس حقّ التَّجنيد من مناطق الأناضول ابتداءً من سَنة 1525م، وبَعد ذلك أصبح للجزائر وكالات خاصَّة بذلك كأزمير حيث كان يقيم الموظّفون المشرفون على جَمع المتطوِّعين والذين عرفوا بالدَّايات يرأسهم باش دائي يُسجِّل المتطوِّعين، وتُقدَّم لهم المغريات كجَمع الثَّروة والوصول إلى المناصبٍ العُليا في الدَّولة، وكان التَّجنيد للعمل بالجزائر يتمُّ بطلبٍ من حُكَّامها وبترخيصٍ من الباب العالي، وكان باستطاعة السُّلطان توقيف عمليَّة التَّجنيد بين مسلمي الأقاليم العثمانيَّة، كما كان معظم انكشاريَّة الجزائر ينتمون إلى أصولٍ مسلمة، وكان أغلبهم من فقراء الأناضول والشُّبان المغامرون من أجل الثَّروة والجاه، والقليل من متطوِّعي الجهاد والعلوج المسيحيون الَّذين دخلوا في الإسلام بهدف الانخراط في نظام الانكشاريَّة والفوز بامتيازاته وأصبحوا أتراكاً بالوظيفة.

هذا وعندما يصل الجندي الجديد إلى الجزائر يُسجَّل بسجلاتٍ من طرف الباش كاتب، وتُسجَّل جميع معلوماته كبلده وأوصافه واسم الثّكنة الَّتي سيقيم فيها وتُسلَّم له بدلة خاصَّة له وسلاح يتمثَّل في بندقيةٍ وسيفٍ ومسدسٍ([67]).

أَمَّا أماكن إقامة الانكشاريَّة، فيقيم الجنود غير المتزوجين في الثّكنات وبعض الحصون والقلاع والأبراج، وتُسمَّى الثّكنات بدار الانكشاريَّة أو يولداش أوده لرى، وقد بلغ عددها في الجزائر ثماني ثكنات هي على النَّحو التَّالي:

  • ثكنة مقرر ويعرف أيضًا بدار الانكشاريَّة مقريين.
  • ثكنة باب عزون وتعرف بدار الانكشاريَّة الكبيرة أو متاع لبانية.
  • ثكنة صالح باشا([68]).
  • ثكنة علي باشا.
  • ثكنة أوسته موسى، وهي القريبة من باب البحر ولهذا تُسمَّى بمتاع باب الدّزيرة.
  • ثكنة بالي بمعنى ثكنة السَّاحل أو الشَّاطئ وهي القريبة من باب الجهاد وتُعرف هذه الثّكنة بثكنة متاع الدّروج وبثكنة متاع الدّوامس.
  • اسكي بكيحري، أي الثّكنة القديمة أو دار الانكشاريَّة القديمة ويُطلق عليها الفوقانيَّة.
  • يكي (قشاد) بمعنى دار الانكشاريَّة الجديدة، وتُعرف بالتَّحتانيَّة.

ويخضع الجنود الانكشاريين إلى نظامٍ خاص ومُحكم داخل الثّكنات يسهر على تنفيذه مجموعة من المسؤولين([69]).

ثانياً. الجيش البحري (طائفة الرّيّاس): تعتبر البحريَّة القوَّة الأُولى الَّتي تشكَّلت حولها القوَّات البريَّة في الجزائر، وتكوَّنت نواتها الأُولى من الَّذين جاء بهم الإخوة بربروس من بحارةٍ وسفنٍ من المشرق، حيث اهتمَّ الإخوة بربروس كثيراً بتطوير هذه القوَّة ماديّاً وبشريّاً فور إقامتهم في الجزائر، إلى أن أصبحت الجزائر تمتلك أسطولاً لا يُستهان به في حوض البحر الأبيض المتوسِّط الغربي([70]).

هذا وقد عرفت البحريَّة الجزائريَّة تنظيماً صارماً من حيث التَّنشيط الإداري وانضباط رجالها وكان الحاكم يعيِّن أحد الرّيّاس الأكفاء ذوي الخبرة العالية ليعيِّنه وكيلاً للخرج([71])، وهو ما كان يطلق عليه وزير البحر والتَّموين والمشرف على الأعمال البحريَّة([72]). وكذلك أُعطيت له امتيازات كبيرة فكان يرأس ديوان الرّيّاس للنظر في كلِّ الأمور الَّتي لها علاقة بالنَّشاط البحري، كما أنَّه كان يقوم بدور وزير العلاقات الخارجيَّة فعندما يقرِّر أحد الرّيّاس الخروج من البحر بَعد استشارة سيِّده يقوم بتشكيل مجموعة متكوّنة من عددٍ من البحَّارة منهم طاقم القيادة المكلَّف بضمان السَّير الحسن للسفينة والحفاظ على سلامتها وتتكوَّن هذه المجموعة من([73]):

  • سندر رايس: وهو الرُّبان، أي قائد السَّفينة.
  • مستر داش: النَّجار.
  • الجلفاط: المكلَّف بدهن السَّفينة وسدّ الفتحات.
  • وكلاء الخرج: وكيل الخرج مكلَّف بالمدفعيين ووكيل خرج مكلَّف بالقيادة العليا، وتعرف هذه المجموعة بالبحَّارة العاملون أو ضباط السُّفن أَمَّا المجموعة الثَّانية فتضم الضُّباط وتتكوَّن من:
  • الباشا الرّايس: وهو القائد العام.
  • رأس العسة: هو قائد الطّوباجسة.
  • رايس التّريك: وهو رايس احتياطي لقيادة المراكب المحتمل الاستيلاء عليها([74]).

3/ مهام الجيش:

أولاً. مهام الجيش البري الانكشاري:

للجيش الانكشاري مهمَّة أساسيَّة توكل لأي جيش في أيَّ دولة وهي الدِّفاع عن البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها والسَّهر على استتباب الأمن داخل أرجاء الوطن، إلَّا أنَّ الأمر اختلف بالنِّسبة للجيش الانكشاري بالجزائر، بعدما أسهم في تحرير المدن الجزائريَّة والقضاء على التَّهديدات المغاربيَّة([75]*)، أُسندت إليه مهام أخرى شملت العديد من المجالات([76])، ومنها ما يلي:

  • في المجال العسكري: تقوم حملات الجيش بالتَّنقل إلى الأرياف لإقرار الأمن ومراقبة القبائل ومعاقبة المتمردين، أَمَّا الحاميات فتقوم بحراسة الحصون والقلاع والأبراج وهي متمركزة في المناطق الإستراتيجيَّة من أجل الدِّفاع عنها وتأمين حدود البلاد الخارجيَّة من أجل استتباب الأمن داخل الجزائر([77]).
  • في المجال الاقتصادي: تقوم الحملات بالخروج من مدينة الجزائر لتحصيل الضَّرائب إمَّا في خروج استثنائي للقضاء على حركات التَّمرُّد الَّتي يعجز البايات عن إخمادها تحت قيادة آغا العرب، إمَّا في خروج دوريَّة لتحصيل الجباية، حيث تخرج في شهر أبريل من كلِّ سنةٍ لتتجمع الحملات بالقرب من العاصمة بقيادة آغا لتنطلق نحو البايلكات الثَّلاث وتتكوَّن حملة قسنطينة([78]) من (60) خيمة تتشكَّل كلّ واحدةٍ من صفرة متكوّنة من ستة عشر (16) رجلًا وتدوم مهمَّتها حوالي ستة أشهر، وتتكوَّن حملة الغرب من (80) خيمة وتعود بَعد أربعة أشهر، أَمَّا حملة التّيطري([79]) فتتكوَّن من (15) خيمة وتعود بَعد شهرين،([80]) وكان يقود هذه الحملات ضابط برتبة بولكباشي وآخر برتبة أوضاباشي، وتتلقى الحاميات المساعدة من الجيش الاحتياطي كفِرقة الزّواوة وفِرقة المخزن([81]).

ثانياً. مهام الجيش البحري:

لقد كانت البحريَّة الجزائريَّة منذ أن ظهرت في مطلع القرن السَّادس عشر الميلادي تعمل على تصفية التَّواجد الأسباني في المدن السَّاحليَّة ووضع حَدّ لتوسُّعهم في شمال إفريقيا، كما قامت بالدِّفاع عن البلاد الإسلاميَّة من خلال خوضها عِدَّة معارك بحريَّة لإنقاذ المسلمين الأندلسيين، حيث قام خير الدِّين في عام 1529م بتوجيه حملة لمساعدة مسلمي الأندلس في أوليفيا([82]*)، وفي سَنة 1555م غزا خير الدِّين كذلك جُزر البليار([83]*1) ردًّا على قيام الملك شارلمان([84]*) بغزو تونس، كما هاجم حسن أغا جبل طارق([85]*) وأحدث فزعاً في وسط الأسبان وأَسر ما يقارب (6000) شخص أسباني قادهم إلى مدينة الجزائر، وبَعدها واصل البحَّارة الجزائريين غاراتهم على السَّواحل الإسبانيَّة فأنقذوا الكثير من الأندلسيين المُهدَّدين بالتَّنصُّر والموت([86]).

وقد نجحت الجزائر بفضل البحريَّة في رَدِّ العدوان واكتسبت مكانة جعلتها بمثابة القلعة الأماميَّة في مواجهة المَدّ الصَّليبي الَّذي يُهدِّد المغرب الإسلامي فاستحقَّت بذلك تسمية (دار الجهاد) و(قلعة الإسلام)،([87]) فقد كانت الجزائر بمثابة سيف الإسلام المسلول في وجه الصَّليبيين بالجزء الغربي من الحوض المتوسِّط، وهذا ما دفع ببعض المؤرخين للقول (… إنَّ مدينة الجزائر كعاصمةٍ لدولةٍ مستقرَّة وقوية في شمال إفريقيا قد مثَّلت طُرق القوَّة الإسلاميَّة العثمانيَّة، القاطع والمتحكم في المقارعة الصَّليبيَّة ضدّ المسيحيَّة كالشَّفرة الحادة المدفوعة بعمقٍ في التُّراب المسيحي …)([88]).

وبفضل القوَّة البحريَّة الجزائريَّة فقد أصبحت إسبانيا تتخوَّف على نفسها ومصيرها، وهذا ما دفعها إلى اللّجوء إلى كلِّ الأساليب للقضاء عليها، فلجأت إلى أسلوب المناورة وإلى الحملات الضَّخمة الَّتي قادها أفضل البحَّارة الإسبان كما لجأت إلى سياسة التَّحالفات لتكسير شوكة البحريَّة الجزائريَّة([89]).

كما أسهمت البحريَّة الجزائريَّة في العهد العثماني بإثراء الخزينة الجزائريَّة الَّتي كانت تأتي من عِدَّة مصادر أساسيَّة بحمولات السُّفن بالغنائم الَّتي تؤخذ من البحر، ومبالغ افتداء الأَسرى والإتاوات الَّتي تدفعها الدّول الأوروبيَّة([90]). وهذا ما ساعد على ازدياد نشاط البحريَّة الجزائريَّة ونجاحها لتبلغ أوج قوَّتها([91]).

وانطلاقاً ممَّا سبق فقد استطاعت القوَّة العسكريَّة البريَّة والبحريَّة مَدّ نفوذها في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسِّط للدفاع عن الجزائر والبلاد الإسلاميَّة، وذلك بفضل حنكة وشجاعة وذكاء القادة العثمانيين ورغبتهم في التَّصدي للحملات الصَّليبيَّة للدفاع عن الإسلام والمسلمين.

4/ الرُّتب العسكريَّة ومخصصات الجيش:

كانت للجيش الجزائري في هذه الفترة رتبه التي تميزه عن غيره من الجيوش، فقد كانت الفِرقة في ذلك الجيش تتكون من الجندي البسيط أو ما يُعرف باليوداش والشَّاوش وهو نظير والأوَّل أباشي أي اليوتنان ومن البولوكاشي أي الكابتن، وبعدها رتبة الأغاباشي أي الكومندان، والوكيل الخارجي وهو المتكفِّل بالإدارة، ثمَّ اللاهية ثمَّ الأغا، وبَعد مرور شهرين من بلوغ الجندي رتبة الأغا يحصل على لقب شرفي وهو موصولاغا، وحينها يفقد حقّه في القيادة العسكريَّة، لكنَّه يصبح عضواً من أعضاء الدِّيوان([92]).

أَمَّا بالنِّسبة للمرتبات فإنَّها كانت تدفع بشكلٍ منتظم وفقاً لترتيبٍ تنازلي، لحضور الدَّالي والأغا والكاهية والبلوك والخوجات الثَّلاث وشاوشين والخزناجي ومعه حضريان يعدون النُّقود، بالإضافة إلى اليوداش، واثنين من وكلاء الحرج، وكان أوَّل مَن يستلم مرتبه الدَّالي ثمَّ الضُّباط والجنود([93])، وتصرف أجور المدّ طيلة أشهر محرَّم، جمادي الأولى، رجب، رمضان، وذو القعدة([94])، أمَّا قيمة الرَّاتب، فكانت حسب الظُّروف الَّتي تعيشها الدَّولة، حيث يبدأ الرَّاتب صغيراً ثمَّ يزداد بمرور السِّنين إلى أن يصل للحدِّ الأقصى، وكان لا يتجاوز ثمانين صائمة([95]*).

وقد كان الرَّاتب يختلف من جندي لآخر حتَّى وإن كانوا في ذات الرُّتبة([96])، وحسب بعض الروايات فإنَّ الرَّاتب الَّذي يتقاضاه الجندي الانكشاري لا يتجاوز نصف دولار في الشَّهر ويزداد بَعد ذلك بالقدميَّة حتَّى يصل إلى ثمانية (8) دولارات([97]).

وكانت هناك بعض المكافآت والزِّيادات في الرَّواتب، وكانت كثيراً ما تتعلَّق بالفتن والمؤامرات السِّياسيَّة، والملاحظ إنَّ الرَّواتب كانت غير ثابتةٍ، بسبب الظُّروف الاستثنائيَّة والصِّراعات الدَّاخليَّة الَّتي أثَّرت في نظم دفع الأجور، كما حدَّدت الرَّواتب أواخر العهد العثماني العلاقة بين الجيش والسُّلطة، ولذلك نجد أنَّ العديد من الدَّايات تعرَّضوا للاغتيال بسبب تأخيرهم لدفع مرتبات الجند مثلما حدث للداي أحمد باشا([98]*) الَّذي اغتيل بسبب تماطله في دفع مرتبات الجند.

وكما هو الأمر في كلِّ أنحاء الجزائر لَم تقتصر قوَّة الانكشاريَّة على الدّور العسكري فقط للدفاع عن الوطن وتحقيق الأمن، بل أصبحت تتدخَّل بصورةٍ مباشرة في سياسة البلاد وفي شؤون السُّكان، وذلك بواسطة رؤسائها المكوّنين للديوان، الَّذي أصبح بؤرة للتآمر على الحُكَّام، وغدى بذلك وسيلة للفوضى أضعفت الحكومة والجيش، وبذلك أصبح منصب الوالي ورئيس الجند ينقسمون إلى جزأين، يؤيّد كلّ فريقٍ زعيماً، ومن ثم يبدأ الصِّدام والمطاردة، وكان السُّكان أحد الأطراف المتضرِّرة في ذلك الصِّراع، فقد كانوا عرضة الاعتداءات، وفي الحالة العاديَّة كانت روح التَّعاون تقوى بين الجند ولا سيَّما في حالة تعرُّض المصلحة للخطر من طرف الوالي أو الدِّيوان، أو القوى المنافسة لهم أي رياس البحر فكان مقتل تركي جندي واحد بمثابة أحد أسباب حدوث مجزرة، وفي حال عدم العثور على القاتل فإن السُّلطات توقع العقوبة على المسؤوليَّة الجماعيَّة([99]).

الخاتمة

هنالك الكثير من الدوافع والمبررات التي دفعت بحكام بحكام الجزائر أن يتقدموا بطلب للسلطان العثماني سليم الأول لتصبح الجزائر بمحض إرادتها من ضمن الولايات التي تشكّل تلك الإمبراطورية المترامية الأطراف، ونتيجة لهذا فقد أصبحت الجزائر تحت حكم الدايات واحدة تلك الولايات العثمانية ولكنها رغم ذلك فقد تمتعت بنوع من الخصوصية والاستقلالية التي لم تجدها ولاية أخرى، لأنها أصبحت كأنما هي في تبعية اسمية فقط للدولة العثمانية لأن حكامها من الدايات كانوا هم المسيطرين على مقاليد الحكم والإدارة فيها، لكل هذا فقد جاءت هذه الدراسة لتقف على أحوال الجزائر في حقبة حكم الدايات خاصة في جوانب كيفية إدارة الدايات وتسييرهم لنظام الحكم والإدارة، ولبيان النظم العسكرية في الجزائر خلال هذه الفترة المهمة من تاريخ الجزائر.

أ/ النَّتائج:

توصلت الدراسة لعدد من النتائج، والمتمثلة في التالي:

  1. كان امتداد النُّفوذ العثماني للجزائر وغرب البحر الأبيض المتوسِّط استجابة لطلبات الاستغاثة من السُّكان الَّذين رأوا في مجاهدي البحر في البداية ثمَّ في الدَّولة العثمانيَّة المخلِّص من التَّعسُّف الأسباني واعتداءاتهم في المنطقة؛ لذلك عمل القادة الأتراك على تأمين وصول المسلمين إلى المغرب العربي، ومن ثَمَّ الدِّفاع عنه ضدّ هجمات الأسبان المتكرِّرة، وبالتَّحالف مع الدَّولة العثمانيَّة للوصول إلى مبتغاها في تأمين ثغورها من تلك الهجمات.
  2. كان النِّظام الإداري الَّذي طبَّقه العثمانيون في الجزائر شبيهًا بالنِّظام الإداري المطبَّق في معظم الولايات العربيَّة، حيث تمَّ تقسيم البلاد إلى مقاطعاتٍ إداريَّة على رأس كلّ بايلك باي، وذلك لتسهيل عملية التَّحكم والسَّيطرة وفرض القانون، خاصَّة من حيث أهدافه الَّتي تهتم بالحصول على مصادر دعم الخزينة الماليَّة.
  3. تمتعت الجزائر خلال حكم الدايات ورغم وقوعهم تحت طائلة الحكم العثماني بنوع من الاستقلال الذاتي، خاصة في جوانب الإدارة الداخلية للمنطقة.
  4. كان للنظام العسكري الذي طبقّ في الجزائر في فترة حكم الدايات دوره الفعأل في المحافظة على المنطقة آمنة مستقرة إلى حد ما، وبالتالي فقد نجحت النخبة العسكرية الحاكمة في بسط سيطرتها على مقاليد الحكم والإدارة في الدولة من خلال هذه المؤسسة، كل ذلك على الرغم من قلة وضآلة عدد ذلك الجيش وتلك المؤسسة.

ب/ التَّوصيات:

توصي الدراسة بالتالي:

1. إجراء دراسة عن الأوضاع الصِّحيَّة للجزائريين إبان العهد العثماني؛ لإعطاء صورة شاملة ووافية عن أوضاعهم الصحيَّة آنذاك بالاستعانة بما جاء في الوثائق الموجودة بالأرشيفات الأوروبيَّة.

2. إجراء دراسة مقارنة عن الحكم العثماني الذي طبّق في الولايات العثمانية في منطقتي شمال أفريقيا والسودان أو غيرها من الولايات العثمانية آنذاك.

قائمة المصادر والمراجع:

أحمد، سعودي، علاقة القوى الرّوحيَّة بالإدارة العثمانيَّة في إيالة الجزائر 1519 – 1830م -المرابطون والطُّرق الصُّوفيَّة أنموذجًا، مجلَّة الدّراسات الإسلاميَّة، العدد الحادي عشر، جوان 2018م.

أفندي، محمود رئيف، التَّنظيمات الجديدة في الدَّولة العثمانيَّة، تعريب وتحقيق خالد زيادة، مطبعة جروس برس، طرابلس– لبنان، 1985م.

ألتر، عزيز سامح، الأتراك العثمانيون في إفريقيا الشَّماليَّة، ترجمة محمود علي عامر، دار النَّهضـة العربيَّة للطباعة والنَّشـر، بيروت، 1989م.

إيفانوف، نيقولاي، الفتح العثماني للأقطار العربيَّة 1516 – 1574، ترجمة يوسف عطا الله، دار الفارابي، بيروت، 2004م، ط2.

أينهارد، سيرة شارلمان، ترجمه قدَّم له وعلَّق عليه عادل زيتون، دار حسَّان للطباعة والنَّشر، دمشق، 1989م، ط1.

باموك، شوكت، التَّاريخ المالي للدولة العثمانيَّة، تعريب عبد اللَّطيف الحارس، دار المدار، بيروت، 2005م.

باي، أحمد، مذكرات أحمد باي، الشَّركة الوطنيَّة للنشر والتَّوزيع، الجزائر، 2014م.

بيات، فاضل، الدَّولة العثمانيَّة في المجال العربي (دراسة في الأوضاع الإداريَّة في ضوء الوثائق والمصادر العثمانيَّة حصرًا مطلع العهد العثماني – أواسط القرن التَّاسع عشر)، مركز دراسات الوحدة العربيَّة، بيروت، 2007م.

بريل، أ. جى، دائرة المعارف الإسلاميَّة، نقلها إلى اللُّغة العربيَّة: عبَّاس محمود – عبد الحميد يونس – أحمد الشّنتناوي – إبراهيم زكي خورشيد، راجعها من قبل وزارة المعارف العموميَّة: محمَّد أحمد جاد المولى بك، مركز الشارقة للإبداع الفكري، 1998م، ط1، ج 3.

بوحوش، عمار، التَّاريخ السِّياسي للجزائر من البداية ولغاية 1962م، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1997م، ط1.

التَّميمي، عبد الجليل، أوَّل رسالة من أهالي مدينة الجزائر إلى السُّلطان سليم الأوَّل 1519، المجلَّة التَّاريخيَّة المغربيَّة، مطبعة الاتِّحاد العام للشغل، تونس، العدد 2، 1976م.

الجزائري، محمَّد بن ميمون، التُّحفة المرضية في الدَّولة البكداشيَّة في بلاد الجزائر المحميَّة، تحقيق محمَّد بن عبد الكريم الجزائري، الشَّركة الوطنيَّة للنشر والتَّوزيع، الجزائر، ط2، 1981م.

الجوهري، يسري عبد الرَّزَّاق، شمال إفريقيَّة (دراسة في الجغرافيَّة التَّاريخيَّة)، دار الجامعة المصريَّة، الإسكندريَّة، 1970م.

الحسن، الوزان بن محمَّد، وصف إفريقيا، ترجمة محمَّد حجي ومحمَّد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1983م، ج 2.

خطير، نعيمة، الأهمية الجيوبوليتيكيَّة لمضائق حوض المتوسِّط، مجلَّة مدارات سياسيَّة، عدد ديسمبر 2017م.

خلاص، علي، الجيش الجزائري في العصر الحديث، دار الحضارة، الجزائر، 2007م.

خليفة، حاجي، تحفة الكبار في أسفار البحار، ترجمة محمَّد حرب- تسنيم حرب، دار البشير، القاهرة، 2017م، ط1.

خوجة، حمدان بن عثمان، المرأة، تقديم وتحقيق العربي الزبيري، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 2005م.

درويش، الشَّافعي، علاقات الإيالات العثمانيَّة في غرب المتوسِّط مع إسبانيا خلال القرن العاشر الهجري/ السَّادس عشر الميلادي، رسالة ماجستير غير منشورة في التَّاريخ الحديث مقدمة لجامعة غرداية، الجزائر، 2010م– 2011م.

راشد، أحمد إسماعيل، تاريخ الأقطار المغرب العربي السِّياسي الحديث والمعاصر (ليبيا – تونس – الجزائر – المغرب – موريتانيا) ، بيروت، 2004م، بدون دار النشر.

ريمون، أندري، المدن العربيَّة الكبرى في العصر العثماني، ترجمة: لطيف فرج، دار الفكر للدراسات والنَّشر والتَّوزيع، القاهرة – مصر، 1991م.

الزّهار، أحمد الشَّريف، مذكرات الحاج أحمد الشّريف الزّهار، تحقيق وتعليق أحمد توفيق المدني، دار البصائر، الجزائر، 2009م.

زويد، ضمير عودة عبد علي، الجزائر في الصِّراع الأسباني العثماني 1518م– 1587 دراسة تاريخيَّة، رسالة ماجستير غير منشورةٍ مقدمة لكُلِّيَّة الآداب جامعة البصرة، العراق، 2006م.

الزّياني، محمَّد بن يوسف، دليل الحيران وأنيس السّهران في أخبار مدينة وهران، تقديم وتعليق المهدي البوعبدلي، الشَّركة الوطنيَّة للنشر والتَّوزيع، الجزائر، 1978م.

زيتوني، إسحاق، البحريَّة الجزائريَّة وتأثيرها في العلاقات الجزائريَّة الفرنسيَّة السِّياسيَّة (1519 – 1800)، رسالة ماجستير غير منشورة في التَّاريخ الحديث مقدمة لجامعة غرداية، الجزائر، 2011م– 2012م.

سبنسر، وليم، الجزائر في عهد ريَّاس البحر، تعريب عبد القادر زبادية، دار القصبة، الجزائر، 2006م.

سعيدوني، ناصر الدِّين، الجزائر في تاريخ العهد العثماني، المؤسَّسة الوطنيَّة للكتاب، الجزائر، بدون تاريخ، ج 4.

السّليماني، أحمد، النِّظام السِّياسي الجزائري في العهد العثماني، مطبعة دحلب، الجزائر، 1994م.

شلبي، شهرزاد، المؤسَّسات في الجزائر أواخر العهد العثماني المؤسَّسات الماليَّة نموذجًا (1798 – 1830م)، أطروحة دكتوراه غير منشورة مقدمة لقِسم التَّاريخ وعِلم الآثار، جامعة الحاج لخضر، 2018م– 2019م.

الشِّناوي، عبد العزيز، الدَّولة العثمانيَّة دولة إسلاميَّة مفترى عليها، بدون دار النشر، القاهرة، 1980م، ج1.

شويتام، أرزقي، طبيعة الحُكم العثماني في الجزائر (1519 – 1830م)، مجلَّة التَّاريخ المتوسطي، العدد مج 4، ع 1، جوان 2022م.

شويتام، أرزقي، دراسات ووثائق في تاريخ الجزائري العسكري والسِّياسي (الفترة العثمانيَّة 1519/ 1830)، دار الكِتاب العربي للطباعة والنَّشر والتَّوزيع، الجزائر، 2007م، ط1.

صاريناي، يوسف وآخرون، الجزائر في الوثائق العثمانيَّة، ترجمة فاضل بيات ومحمَّد الشّريف، أنقرة، 2010م.

صحراوي، كمال، التَّنظيم الإداري والعسكري ببايلك الغرب الجزائري، العبر للدراسات التَّاريخيَّة والأثرية في شمال إفريقيا، العدد، مج 1، ع 1، جانفي 2018م.

  1. صفوت، محمَّد مصطفى، السُّلطان محمَّد الفاتح فاتح القسطنطينيَّة، دار الفكر العربي، القاهرة ، 1948م.
  2. الصلابي، على محمد، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، مكتبة الإيمان، مصر، بدون تاريخ، ط 1.
  3. عباد، صالح، الجزائر خلال الحُكم التُّركي، دار الألمعيَّة، الجزائر، 2013م، ص 549.

عبد الحفيظ، مشطري، الجزائر العثمانيَّة (1800 – 1830م) دراسة في تطوُّراتها السِّياسيَّة وعلاقاتها الخارجيَّة، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة لكُلِّيَّة العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة، جامعة 08 ماي 1945 – قالمة، الجزائر، 2014 – 2015م.

العدول، جاسم محمَّد حسن، عروج ودوره في أحداث المغرب العربي وحوض البحر المتوسِّط الغربي، مجلَّة التَّربية والتَّعليم، جامعة الموصل، دار الكتب للطباعة والنَّشر، العدد 2، 1980م.

بوعزيز، يحي، الموجز في تاريخ الجزائر القديمة والوسطى، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1992م، ط 1.

العسلي، بسام، خير الدِّين بربروس والجهاد بالبحر 1470م– 1547، دار النَّفائس، بيروت، 1980م.

العقاد، صلاح، المغرب في بداية العصور الحديثة، دار المعارف، القاهرة، 1972م.

العنتري، محمَّد صالح، تاريخ قسنطينة، مراجعة وتحقيق يحيى بو عزيز، عالَم المعرفة للنشر والتَّوزيع، الجزائر، 2009م.

ابن عودة، المزازي، طلوع سعد السّعود في أخبار وهران والجزائر وإسبانيا وفرنسا إلى أواخر القرن التَّاسع عشر، تحقيق يحيى بو عزيز، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1990م، ج 1.

غطاس، عائشة، الحِرف والحرفيون بمدينة الجزائر 1700 – 1830، مقاربة اجتماعيَّة – اقتصاديَّة، أطروحة دكتوراه غير منشورة مقدمة لقكُلِّيَّة العلوم الإنسانيَّة، جامعة الجزائر، 2001م – 2002م، ج1.

غلاب، عبد الكريم، قراءة جديدة في تاريخ المغرب العربي، عصر الإمبراطوريَّة العهد التُّركي في تونس والجزائر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2005م، ج 2.

فارس، محمَّد خير، تاريخ الجزائر الحديث من الفتح العثماني إلى الاحتلال الفرنسي، دار الشَّرق العربي، بيروت، 1969م.

الفكون، محمَّد بن محمَّد عبد الكريم، منشور الهدايا في كشف حال مَن ادعى العِلم والولاية، تقديم وتحقيق وتعليق أبو القاسم سعد الله، المكتبة الوطنيَّة الجزائريَّة، الجزائر، 1987م.

أبو القاسم، سعد الله، أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر، دار الغرب الإسلامي، لبنان، 1996م، ج4.

قداش، محفوظ، الجزائر في العهد التُّركي، مجلَّة الصَّالة، العدد 52، الجزائر، 1988م.

قرار الدَّاي علي خوجة خاص بتعيين القادة والشُّيوخ في عام 1232هـ/ 1817م، سلسلة بيت البايلك علبة 25 إلى 30، السَّنة 1232هـ/ 1817م.

كريخال، مرمول، أفريقيا، ترجمة محمَّد الحجي وآخرون، دار المعرفة، الرّباط – المغرب، 1989م، ج2.

الكعاك، عثمان، التَّاريخ العام للجزائر منذ العصر الحجري إلى الاحتلال الفرنسي، مكتبة العرب، تونس، 1344هـ.

كَوران، ارجمنت، السِّياسة العثمانيَّة تجاه الاحتلال الفرنسي للجزائر، ترجمة عبد الجليل التَّميمي، منشورات الجامعة التُّونسيَّة، تونس، 1970م.

ليلاني، نجم الدِّين عبد السَّتار صادق، البحريَّة العثمانيَّة في عهد السُّلطان سليمان القانوني 1520م– 1566م، رسالة ماجستير غير منشورةٍ مقدمة لكُلِّيَّة التَّربية جامعة تكريت، العراق، 2009م.

المدني، أحمد توفيق، هذه هي الجزائر، مكتبة النَّهضة المصريَّة، القاهرة، 1984م.

محمَّد، دراج، الدُّخول العثماني إلى الجزائر ودور الإخوة بربروس 1512-1543، تصدير ناصر الدِّين سعيدوني، الأصالة للنشر والتَّوزيع، الجزائر، 1433هـ – 2012م.

معاشي، جميلة، أُسرة الفكون شيوخ الإسلام وشيوخ بلد قسنطينة من عزِّ العثمانيين إلى ذلِّ الفرنسيين، جامعة قسنطينة 2، بدون تاريخ.

الميلي، مبارك بن محمَّد الهلالي، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، مكتبة النَّهضة الجزائريَّة، الجزائر، 1964م، ج 3.

نمير، عقيل لطف الله، تاريخ الجزائر الحديث، جامعة دمشق، دمشق، 2008م.

هلالي، حنيفي، أوراق في تاريخ الجزائر في العهد العثماني، دار الهدى، الجزائر، 2008م، ط1.

ياغي، إسماعيل أحمد، العالم العربي في التَّاريخ الحديث، مكتبة العبيكان، الرِّياض، 1997م، ط1.

وولف، جوون، الجزائر وأوروبا (1500 – 1830)، أبو القاسم سعد الله، المؤسَّسة الوطنيَّة للكِتاب، عين مليلة – الجزائر، 2007م.

وثائق عثمانيَّة، قرار تعيين سيدي أحمد المكي على جيجل، الملف (3204)، رقم الوثيقة (39)، السَّنة (1170هـ/ 1756م)، المكتبة الوطنيَّة، الجزائر.

وثائق عثمانيَّة، أمر الدَّاي حسين سنة 1235هـ، الملف (2)، المجموعة (3206)، المكتبة الوطنيَّة، الجزائر.

VALLIERE, C. PH., Mémoire sur Alger pub. Par L. Chaillou sous le titre l’Algérie en 1781, Ipac France, 1979, P. 111 – 112..

VALLIERE, Mémoire sur Alger pub. Par L. Chaillou sous le titre l’Algérie en 1781

Féraud, Charles, Conquête de Bougie par les espagnols d’après un manuscrit arabe, R. A, T : 3512, 1868.

BOYER, P., Des triennaux a la révolution d’Ali koja Dey 1517 – 1817, in RH, n 495, P.U.F, 1970.

ROZET ET CARETTE, Algérie, Didot frères, Ed: Paris, 1950.

MERCIER, E., Histoire de l’Afrique septentrionale depuis les temps les plus recules jusqu’à la conquête française 1830, E. Leroux Paris, 1897.

BER NARD, J. A. et MILLIOT, L., Les Qanouns kabyles dans l’ouvrage de Hanoteau et Letourneux, in R.E.I., lib. Orientale, P. Geuthner, Paris, 1933.

ROBIN, J. N., La Grande Kabylie sous régime turque présentation et notes A. Mahe éd. Bouchene, Paris, 1998.

Merriam, G. P. The Regional Geography of Anatolia, Economic Geography, 2 (1), 1926.

A. cour, l établissements des dynasties des chérifs du Maroc et leurs rivalités avec les Turcs de la régences d’Alger, 1509 – 1830, éd Leroux, Paris 1904.

Chamberlin, Frederick: The Balearics and their peoples, London, 1927.

الهوامش:

  1. () سعيدوني، ناصر الدِّين، الجزائر في تاريخ العهد العثماني، المؤسَّسة الوطنيَّة للكتاب، الجزائر، بدون تاريخ، ج 4، ص 14.
  2. () أبو القاسم، سعد الله، أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر، دار الغرب الإسلامي، لبنان، 1996م، ج4، ص168.
  3. () إيفانوف، نيقولاي، الفتح العثماني للأقطار العربيَّة 1516 – 1574، ترجمة يوسف عطا الله، دار الفارابي، بيروت، 2004م، ط2، ص 119 – 120.
  4. (*) الإخوة برباروس، نشأوا في جزيرة مدلي (Midili) من بحر الأرخبيل لأبٍّ تركي يُدعى يعقوب بن يوسف الَّذي كان سباهيًا شارك في عهد السُّلطان محمَّد الفاتح بفتح جزيرة مدلي وقد منحه السُّلطان تيمارًا هناك، تزوَّج من امرأة اختلف في أصلها والأرجح أنَّها أندلسـيَّة أنجبت له أربعة أبناء هم إسحق، عروج، خير الدِّين ومحمَّد إلياس، حرص الأبّ على تنشئة أبنائه نشأة إسلاميَّة، عمل الإخوة في التِّجارة البحريَّة ونقل الخزف والبضائع إلى الشَّام ومصر.

    -العسلي، بسام، خير الدِّين بربروس والجهاد بالبحر 1470م– 1547، دار النَّفائس، بيروت، 1980م، ص 27.

    – العدول، جاسم محمَّد حسن، عروج ودوره في أحداث المغرب العربي وحوض البحر المتوسِّط الغربي، مجلَّة التَّربية والتَّعليم، جامعة الموصل، دار الكتب للطباعة والنَّشر، العدد 2، 1980م، ص 191 – 204.

  5. () المدني، أحمد توفيق، هذه هي الجزائر، مكتبة النَّهضة المصريَّة، القاهرة، 1984م، ص 10.

    -صاريناي، يوسف وآخرون، الجزائر في الوثائق العثمانيَّة، ترجمة فاضل بيات ومحمَّد الشّريف، أنقرة، 2010م، ص IX.

  6. () بيات، فاضل، الدَّولة العثمانيَّة في المجال العربي (دراسة في الأوضاع الإداريَّة في ضوء الوثائق والمصادر العثمانيَّة حصرًا مطلع العهد العثماني – أواسط القرن التَّاسع عشر)، مركز دراسات الوحدة العربيَّة، بيروت، 2007م، ص 535 – 536.

    -التَّميمي، عبد الجليل، أوَّل رسالة من أهالي مدينة الجزائر إلى السُّلطان سليم الأوَّل 1519، المجلَّة التَّاريخيَّة المغربيَّة، مطبعة الاتِّحاد العام للشغل، تونس، العدد 2، 1976م، ص119 – 120.

  7. () كَوران، ارجمنت، السِّياسة العثمانيَّة تجاه الاحتلال الفرنسي للجزائر، ترجمة عبد الجليل التَّميمي، منشورات الجامعة التُّونسيَّة، تونس، 1970م، ص 21.
  8. () ألتر، عزيز سامح، الأتراك العثمانيون في إفريقيا الشَّماليَّة، ترجمة محمود علي عامر، دار النَّهضـة العربيَّة للطباعة والنَّشـر، بيروت، 1989م، ص 72 – 73.
  9. (*) امتيازات الانكشاريَّة، هي أخذ مكانة ممتاز في الجيش، وأجر شهري ويحصل على المناصب بحسب القدم، وينخرط في الوظائف السَّاميَّة بَعد خروجه من العسكريَّة.

    -الكعاك، عثمان، التَّاريخ العام للجزائر منذ العصر الحجري إلى الاحتلال الفرنسي، مكتبة العرب، تونس، 1344هـ، ص 435.

  10. () بيات، فاضل، مرجع سبق ذكره، ص 539.
  11. () نمير، عقيل لطف الله، تاريخ الجزائر الحديث، جامعة دمشق، دمشق، 2008م، ص 49.
  12. (*) أوجاق الغرب، الأوجاق بمعنى الموقد، أطلقت في اللُّغة التُّركيَّة على البيت ثمَّ على جماعة الَّتي تتلاقى في مكانٍ واحد ثمَّ على طائفةٍ من طوائف أرباب الحِرف ثمَّ أطلقت في العهد العثماني على صنفٍ من أصناف الجند، وعلى كلِّ الهيئات المختلفة من القبول مثل أوجاق الانكشاريَّة أوجاق الغرب، والأوجاقي اصطلاحًا هو الجندي أو العسكري.

    -باموك، شوكت، التَّاريخ المالي للدولة العثمانيَّة، تعريب عبد اللَّطيف الحارس، دار المدار، بيروت، 2005م، ص91.

    -أفندي، محمود رئيف، التَّنظيمات الجديدة في الدَّولة العثمانيَّة، تعريب وتحقيق خالد زيادة، مطبعة جروس برس، طرابلس– لبنان، 1985م، ص 39 – 40.

    -ليلاني، نجم الدِّين عبد السَّتار صادق، البحريَّة العثمانيَّة في عهد السُّلطان سليمان القانوني 1520م– 1566م، رسالة ماجستير غير منشورةٍ مقدمة لكُلِّيَّة التَّربية جامعة تكريت، العراق، 2009م، ص 11.

  13. () ريمون، أندري، المدن العربيَّة الكبرى في العصر العثماني، ترجمة: لطيف فرج، دار الفكر للدراسات والنَّشر والتَّوزيع، القاهرة – مصر، 1991م، ص 56 – 58.
  14. (*1) رياس البحر، وهم المقاتلين الَّذين ينجحون في أداء الاختبار الَّذي يُعَدُّ من قِبل مجموعة من رجال البحر ذوي الخبرة والحنكة في فنون الملاحة، ويكون الشَّخص المتطوِّع في أغلب الأحيان ممَّن عمل سابقًا في مجال البحر وركوب السُّفن كي يمنح بَعد نجاحه لَقب «ريِّسّ» ليقاتل العدو في البحر بَعد توليه قيادة سفينة أو مركب بصفة مالك أو قائد، وكان الرّياس من أصولٍ نصرانيَّة أوربيَّة وينتمون إلى جزر أيبيريا وكورسيكا وفينيسيا وجنوه ونابولي وعدد منهم يونانيين، أَمَّا البحَّارة الأتراك فقد كانوا أقليَّة، ويعتمد رجال الطَّائفة في تمويلهم على الخزينة العامَّة وغنائم القرصنة.

    – سبنسر، وليم، الجزائر في عهد ريَّاس البحر، تعريب عبد القادر زبادية، دار القصبة، الجزائر، 2006م، ص 74 – 75.

  15. () زويد، ضمير عودة عبد علي، الجزائر في الصِّراع الأسباني العثماني 1518م– 1587 دراسة تاريخيَّة، رسالة ماجستير غير منشورةٍ مقدمة لكُلِّيَّة الآداب جامعة البصرة، العراق، 2006م، ص 129 – 133.
  16. () راشد، أحمد إسماعيل، تاريخ الأقطار المغرب العربي السِّياسي الحديث والمعاصر (ليبيا – تونس – الجزائر – المغرب – موريتانيا) ، بيروت، 2004م، بدون دار النشر، ص 132.
  17. (*1) الدَّاي: أو دايي يعني الخال في اللُّغة التُّركيَّة وحرف عند الباحثين العرب إلى الدَّاي واستعمل مصطلحًا ليطلق على قائد الأسطول، أَمَّا تسمية هذا الدّور في الجزائر فيعود إلى الجند البحريين أو قادتهم الَّذين أطلقت عليهم التَّسمية منذ سنة 1671 حتَّى 1830م.

    – بيات، فاضل، مرجع سبق ذكره، ص 542 – 543

  18. (*) اليولداش، فِرقة أنشأها خير الدِّين في بداية حُكمه من العثمانيين المسلمين والنَّصارى الَّذين اعتنقوا الإسلام، وكانت العضويَّة والانخراط فيها تُمكِّن صاحبها من الحصول على امتيازات عدد منها الإعفاء من الضَّرائب والعقوبات، وهم يتصفون بالشَّجاعة والإقدام، وكانوا يُرقون بالرُّتب والمرتبات، أَمَّا الجزائريين أو الكَراغلة المولودين من أبٍّ تركي وأُمّ جزائريَّة فلَم يحصلوا على الرُّتب العسكريَّة، بل مسموح لهم الانتماء فقط.

    – الميلي، مبارك بن محمَّد الهلالي، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، مكتبة النَّهضة الجزائريَّة، الجزائر، 1964م، ج 3، ص 123 – 124.

  19. () المرجع السَّابق نفسه، ج 3، ص 137 – 138.
  20. () كانت العلاقات بين الجزائر والسُّلطة في استانبول متأرجحة بسبب الاضطرابات الَّتي حدثت في عهد الأغوات، إذ انعدم الاستقرار فيها كولايةٍ عثمانيَّة وتم فصل الولايات الثَّلاث (الجزائر، وتونس، وطرابلس الغرب) عن بعضها البعض، ممَّا عرَّض أملاك الدَّولة العثمانيَّة للخطر، وأسهم في إقامة دول متصارعة بَعد أن كانت جميعها تُحكم من بكَلربيك الجزائر، وزاد الأمر سوءًا بَعض حركات التَّمرُّد الَّتي حصلت، إذ لم تكن تأت من الجزائريين وحدهم بل من قوَّات الانكشاريَّة والبحريَّة، فضاق السُّلطان العثماني محمَّد الرَّابع 1648م– 1687م من تلك الاضطرابات الَّتي وصلت إلى طرد ممثِّل السُّلطان علي باشا من الجزائر، وأرسل الصَّدر الأعظم كوبرلو محمَّد إلى القائمين على الحُكم في الجزائر رسالة غاضبة جاء فيها: “أخيرًا لن نرسل إليكم واليًا، بايعوا مَن تريدون السُّلطان ليس بحاجةٍ إلى عبوديتكم لدينا آلاف الممالك مثل الجزائر، فالجزائر إن كانت وإن لم تكن شيء واحد، ومن بَعد ذلك إن اقتربتم من الممالك العثمانيَّة فلم تكونوا راضين”، وهذه الرِّسالة جعلت الأغوات يغيِّرون الحُكم من نظام تبعية إلى نظامٍ مستقل عن الدَّولة العثمانيَّة.

    -غلاب، عبد الكريم، قراءة جديدة في تاريخ المغرب العربي، عصر الإمبراطوريَّة العهد التُّركي في تونس والجزائر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2005م، ج 2، ص 344.

  21. () بوحوش، عمار، التَّاريخ السِّياسي للجزائر من البداية ولغاية 1962م، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1997م، ط1، ص 57 – 61.

    -وراشد، أحمد إسماعيل، مرجع سبق ذكره، ص 132.

  22. () الجوهري، يسري عبد الرَّزَّاق، مرجع سبق ذكره، ص 187.

    -عباد، صالح، مرجع سبق ذكره، ص 447.

  23. (*) حسن بن خير الدِّين، كان من الأوائل الَّذين حملوا لقب الباي في الجزائر، ويرجع الفضل إليه في إعادة تنظيم البلاد وإخضاعها، وقد مكَّنته قوَّة شخصيته من السَّيطرة على القوَّتين العسكريتين البريَّة والبحريَّة وتسيير شؤون البلاد بمفرده دون الأخذ برأي الدِّيوان، كما يرجع الفضل إليه في تأسيس أوَّل نواة للبحرية الجزائريَّة الَّتي سيطرت على البحر المتوسِّط ما يقرب من ثلاثة قرون، واسترجاع عِدَّة مدن جزائريَّة من الأسبان. ويعود تاريخ ظهور بايلك الغرب في النِّصف الأوَّل من القرن 16م، وذلك خلال حُكم حسن بن خير الدِّين (1540 – 1542م)، حين قسّمت البلاد إلى أربع مقاطعات، وفي 1563م أصبحت مازونة عاصمة البايلك، وتولَّى الحُكم فيها الباي ابن خديجة الَّذي عيَّنه حسن أغا على النَّاحية الغربيَّة سنة 1563م، وبذلك يعتبر الباي الأوَّل نظرًا لعمله على إقامة تنظيم إداري بالبايلك، وفي عام 1706م وحّد القسمان وأصبح يعيّن عليها باي واحد.

    – صحراوي، كمال، التَّنظيم الإداري والعسكري ببايلك الغرب الجزائري، العبر للدراسات التَّاريخيَّة والأثرية في شمال إفريقيا، العدد، مج 1، ع 1، جانفي 2018م، ص 142.

    – السّليماني، أحمد، النِّظام السِّياسي الجزائري في العهد العثماني، مطبعة دحلب، الجزائر، 1994م، ص 38.

  24. () شويتام، أرزقي، طبيعة الحُكم العثماني في الجزائر (1519 – 1830م)، مجلَّة التَّاريخ المتوسطي، العدد مج 4، ع 1، جوان 2022م، ص 105 – 106.
  25. () عباد، صالح، الجزائر خلال الحُكم التُّركي، مرجع سابق، ص 13.
  26. ()VALLIERE, C. PH., Mémoire sur Alger pub. Par L. Chaillou sous le titre l’Algérie en 1781, Ipac France, 1979, P. 111 – 112.
  27. () خوجة، حمدان بن عثمان، مرجع سبق ذكره، ص 138.
  28. () المرجع السابق نفسه، ص 150 – 151.
  29. () الزّياني، محمَّد بن يوسف، دليل الحيران وأنيس السّهران في أخبار مدينة وهران، تقديم وتعليق المهدي البوعبدلي، الشَّركة الوطنيَّة للنشر والتَّوزيع، الجزائر، 1978م، ص 190.
  30. ()VALLIERE, Mémoire sur Alger pub. Par L. Chaillou sous le titre l’Algérie en 1781, P118.
  31. () قرار الدَّاي علي خوجة خاص بتعيين القادة والشُّيوخ في عام 1232هـ/ 1817م، سلسلة بيت البايلك علبة 25 إلى 30، السَّنة 1232هـ/ 1817م.
  32. () شويتام، أرزقي، المجتمع الجزائري وفعالياته في العهد العثماني، مرجع سبق ذكره، ص54 – 55.
  33. (*) احتلَّت مدينة بجاية مكانة مرموقة ليس على مستوى المغرب الأوسط فقط، وإنَّما في المغرب الإسلامي عمومًا، فقد اعتبرت من بين أهم مركز الإشعاع العلمي والحضاري، وذلك بفضل مدارسها المتخصِّصة في علوم الطّبّ والفلسفة وعِلم الكلام، كما احتلَّت موقعًا إستراتيجيًا أكسبها رقيًا اقتصاديًا. وظلَّت المدينة كذلك طيلة الحقبة الوسيطة ولكن مع سقوط الحماديين الَّذين اتَّخذوا منها عاصمة لحكمهم تعرَّضت لتحرشاتٍ عسكريَّة من الحفصيين، هؤلاء تمكَّنوا من السَّيطرة عليها وإلحاقها إداريًا بالمملكة الحفصيَّة في تونس، مستفيدين من الضّعف السِّياسي والعسكري الَّذي آلت إليه المملكة الزّيانيَّة. بظهور هذه المستجدات دخلت بجاية عهدًا جديدًا من تاريخها، عهد كلّه فتن وصراعات انتهى بزج حاكم بجاية عبد الله في السّجن بَعد أن أفقده عبد الرَّحمن الحفصي بصره؛ أمام هذا التَّمزُّق السِّياسي قرَّرت السُّلطات الإسبانيَّة شنّ حملة عسكريَّة لاحتلال المدينة، خاصَّة وأنَّه وصلتها تقارير أكَّدت على ثراء سكانها والبالغ عددهم حوالي ثمانية آلاف أُسرة. وفي النِّهاية بعد عِدَّة معارك سقطت مدينة بجاية في أيدي الإسبان بَعد استشهاد قابة خمسمائة وخمسين شهيدًا كان من بينهم رجال دين وعلم.

    – كريخال، مرمول، أفريقيا، ترجمة محمَّد الحجي وآخرون، دار المعرفة، الرّباط – المغرب، 1989م، ج2، ص271.

    – Féraud, Charles, Conquête de Bougie par les espagnols d’après un manuscrit arabe, R. A, T : 3512, 1868, p 248.

    – الحسن، الوزان بن محمَّد، وصف إفريقيا، ترجمة محمَّد حجي ومحمَّد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1983م، ج 2، ص 50.

    – Féraud, Charles, Op. Cit. p 254.

  34. () بوحوش، عمار، مرجع سبق ذكره، ص 63.
  35. () الزّهار، أحمد الشّريف، مرجع سبق ذكره، ص 48.
  36. () العنتري، محمَّد صالح، تاريخ قسنطينة، مراجعة وتحقيق يحيى بو عزيز، عالَم المعرفة للنشر والتَّوزيع، الجزائر، 2009م، ص 18.
  37. (*) الباي أبو خديجة، عيَّنه الباي حسن بن خير الدِّين على مازونة سنة 1563، وقد أخضع القبائل المتمرِّدة وعيَّن القيادة على المدن وحدَّد مقدار الضَّرائب.

    – الجزائري، محمَّد بن ميمون، التُّحفة المرضية في الدَّولة البكداشيَّة في بلاد الجزائر المحميَّة، تحقيق محمَّد بن عبد الكريم الجزائري، الشَّركة الوطنيَّة للنشر والتَّوزيع، الجزائر، ط2، 1981م، ص 32، 36.

  38. (*1) الباي صواق، من بايات مازونة، مات مسمومًا بسمٍّ سقته له زوجته.

    – ابن عودة، المزازي، طلوع سعد السّعود في أخبار وهران والجزائر وإسبانيا وفرنسا إلى أواخر القرن التَّاسع عشر، تحقيق يحيى بو عزيز، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1990م، ج 1، ص 270.

  39. () المرجع السابق نفسه، ج 1، ص 270.
  40. () فارس، محمَّد خير، تاريخ الجزائر الحديث من الفتح العثماني إلى الاحتلال الفرنسي، دار الشَّرق العربي، بيروت، 1969م، ط 1، ص 75.
  41. (*) الكراغلة، هم الجماعة الَّتي ولدت من آباءٍ أتراك وأمهات جزائريات، ويعتبرون من أهم الفئات الاجتماعيَّة في بعض المدن الجزائريَّة نظرًا لما كانت تتمتع به من امتيازاتٍ ماديَّة، فالكراغلة كانوا يتوزَّعون في بايلك الغرب على المدن التَّالية: 500 جندي في تلمسان، 405 في مستغانم، و500 في مازونة، وقد كانت مدينة المدية في بايليك التّيطري تضم عددًا معتبرًا منهم، أما بالنِّسبة لوسط البلاد فإنَّ عددهم كان قليلًا في مدينة الجزائر.

    – شويتام، أرزقي، المجتمع الجزائري وفعالياته في العهد العثماني، مرجع سبق ذِكره، ص 89 – 90.

  42. () BOYER, P., Des triennaux a la révolution d’Ali koja Dey 1517 – 1817, in RH, n 495, P.U.F, 1970, P. 80.
  43. (*1) استمرَّ إخلاص أُسرة الفكون للعثمانيين وتفانيها في خدمتهم، واستمرَّ تقدير هؤلاء لخدماتها وفضلها في حمل السُّكان على طاعتهم وبذلك تبوأت الأُسرة المكانة السَّامية بمدينة قسنطينة، فكانت كلمة شيوخها نافذة لدى العام والخاص ولا يستثنى في ذلك حتَّى الباي نفسه، وخاصَّة بعد أن انتقلت مشيخة الإسلام إليها. وهو ما أكَّده المؤرِّخ أحمد بن المبارك بن العطار في قوله: “فلمَّا قتلوه (الشّيخ عبد المؤمن) ردوا المشيخة إلى ابن الفكون، فمن ثَمَّ صار يمشي بالرّكب كما كان الشّيخ سيدي عبد المؤمن، وجعلوا ذلك من المبرات الَّتي جعلت له ولذريته بعده زماننا هذا. والحقيقة أنَّ شهرة الأُسرة لم تقتصر على مدينة قسنطينة بل تعدت حدود ولاية الجزائر إلى تونس حيث كانوا محلّ تقدير حُكَّام تونس ومحكوميها”. وعرفانًا بجميل هذه الأُسرة حافظ العثمانيون من جهتهم على علاقةٍ جيدة بها فمنحوا شيوخها العديد من الامتيازات الأدبيَّة والماديَّة، ويأتي على رأس هذه الامتيازات توارث شيوخ الأُسرة لمنصب شيخ الإسلام.

    – معاشي، جميلة، أُسرة الفكون شيوخ الإسلام وشيوخ بلد قسنطينة من عزِّ العثمانيين إلى ذلِّ الفرنسيين، جامعة قسنطينة 2، بدون تاريخ، ص 250 – 251.

  44. () الفكون، محمَّد بن محمَّد عبد الكريم، منشور الهدايا في كشف حال مَن ادعى العِلم والولاية، تقديم وتحقيق وتعليق أبو القاسم سعد الله، المكتبة الوطنيَّة الجزائريَّة، الجزائر، 1987م، ص 57.
  45. () غطاس، عائشة، الحِرف والحرفيون بمدينة الجزائر 1700 – 1830، مقاربة اجتماعيَّة – اقتصاديَّة، أطروحة دكتوراه غير منشورة مقدمة لقكُلِّيَّة العلوم الإنسانيَّة، جامعة الجزائر، 2001م – 2002م، ج1، ص145.
  46. () شويتام، أرزقي، مرجع سبق ذكره، ص128.
  47. ()ROZET ET CARETTE, Algérie, Didot frères, Ed: Paris, 1950, P 8.
  48. (*1) محمَّد الثَّاني، من أقوى الشَّخصيات الَّتي تولَّت السَّلطنة العثمانيَّة وأعظم معاصريه على وجه الإطلاق ومن أكبر شخصيات العالم، تولَّى الإشراف على أمور الدَّولة العثمانيَّة وهو أعز ما يكون نضارة في الشَّباب وقوَّة في الجسم، تولَّى المُلك وهو في الحادية والعشرين من عمره، ولد في 26 رجب سنة 833 ه، 20 أبريل سنة 1429 م، ولا ريب أنَّ هذه سِنّ مبكرة لمَن يتولَّى مهام الحُكم الجسيمة لدولةٍ عظيمة ناشئة كالدَّولة العثمانيَّة. ولكنَّ والده السُّلطان مراد الثَّاني كان قد اهتمَّ بتربيته اهتمامًا خاصًّا، وأحسن اختيار مَن يقوم على تعليمه وتدريبه. وكان فتح القسطنطينيَّة على يديه سنة 1453م.

    – صفوت، محمَّد مصطفى، السُّلطان محمَّد الفاتح فاتح القسطنطينيَّة، دار الفكر العربي، القاهرة ، 1948م، ص12.

  49. () MERCIER, E., Histoire de l’Afrique septentrionale depuis les temps les plus recules jusqu’à la conquête française 1830, E. Leroux Paris, 1897, P 154.
  50. () أحمد، سعودي، علاقة القوى الرّوحيَّة بالإدارة العثمانيَّة في إيالة الجزائر 1519 – 1830م -المرابطون والطُّرق الصُّوفيَّة أنموذجًا، مجلَّة الدّراسات الإسلاميَّة، العدد الحادي عشر، جوان 2018م، ص 495.
  51. (*) الباي أحمد القلي، حَكم قسنطينة مدَّة ستّ عشرة سنة ابتدأها عام 1755، والَّذي يقول عنه الحاج أحمد المبارك في “تاريخ حاضرة قسنطينة”: أنَّه رجل عاقل صالح عالِم بتسيير شؤون البلاد.

    -باي، أحمد، مذكرات أحمد باي، الشَّركة الوطنيَّة للنشر والتَّوزيع، الجزائر، 2014م، ص 6.

  52. () وثائق عثمانيَّة، قرار تعيين سيدي أحمد المكي على جيجل، الملف (3204)، رقم الوثيقة (39)، السَّنة (1170هـ/ 1756م)، المكتبة الوطنيَّة، الجزائر.
  53. ()BER NARD, J. A. et MILLIOT, L., Les Qanouns kabyles dans l’ouvrage de Hanoteau et Letourneux, in R.E.I., lib. Orientale, P. Geuthner, Paris, 1933, p. 14.
  54. () وثائق عثمانيَّة، أمر الدَّاي حسين سنة 1235هـ، الملف (2)، المجموعة (3206)، المكتبة الوطنيَّة، الجزائر.
  55. ()ROBIN, J. N, La Grande Kabylie sous régime turque présentation et notes A. Mahe éd. Bouchene, Paris, 1998, P18.
  56. () الصّلابي، علي محمَّد محمَّد، مرجع سبق ذكره، ص 350.
  57. (*) الشّيخ أحمد بن القاضي، هو الفقيه العالم المدرس أبو العبَّاس أحمد بن أحمد بن القاضي، الَّذي أسهم بشكلٍ كبير في استقرار العثمانيين بالشَّرق الجزائري.

    – محمَّد، دراج، الدُّخول العثماني إلى الجزائر ودور الإخوة بربروس 1512-1543، تصدير ناصر الدِّين سعيدوني، الأصالة للنشر والتَّوزيع، الجزائر، 1433هـ – 2012م، ص395 – 396.

  58. (*1) الباب العالي، هو مقرّ رئيس الوزراء أو مقرّ الحُكم في الدَّولة العثمانيَّة وقد أنشأه السُّلطان محمَّد الرَّابع سَنة 1654م وأطلق فيما بَعد اسم المكان على ساكنه وهو يعني الوزير الأعظم. ينظر: صابان، المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانيَّة التَّاريخيَّة، مرجع سابق، ص 49.
  59. () التَّميمي، عبد الجليل، مرجع سبق ذكره، ص 118.
  60. () ياغي، إسماعيل أحمد، العالم العربي في التَّاريخ الحديث، مكتبة العبيكان، الرِّياض، 1997م، ط1، ص 62.
  61. () العسلي، بسام، خير الدِّين بربروس والجهاد في البحر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2003م، ط1، ص108.
  62. () العقاد، صلاح، المغرب في بداية العصور الحديثة، دار المعارف، القاهرة، 1972م، ص 67.
  63. () قداش، محفوظ، الجزائر في العهد التُّركي، مجلَّة الصَّالة، العدد 52، الجزائر، 1988م، ص 8.
  64. (*) الدّوشرمة: كلمة تركيَّة تعني الجمع، وهي الطَّريقة المعتمدة في جَمع الصّبيان في فِرق الانكشاريَّة، وتدريبهم لخدمة الدَّولة العثمانيَّة.

    – الشِّناوي، عبد العزيز، الدَّولة العثمانيَّة دولة إسلاميَّة مفترى عليها، بدون دار النشر، القاهرة، 1980م، ج1، ص473.

  65. (*) الأناضول، تُمثِّل معظم مساحة تركيا الحالية، يتراوح ارتفاع هضبة الأناضول من 600 إلى 1200 متر، جبل إرجييس بالقرب من قيصري هو القمَّة عند 3917 مترًا، وتقع العاصمة التُّركيَّة أنقرة في الجزء الشَّمالي الغربي من هذه الهضبة.

    – Merriam, G. P. The Regional Geography of Anatolia, Economic Geography, 2 (1), 1926, p86 – 107.

  66. () هلايلي، حنيفي، مرجع سبق ذكره، ص 14 – 15.
  67. () غطاس، عائشة، مرجع سبق ذكره، ص 76.
  68. () غطاس، عائشة، مرجع سبق ذكره، ص 76.
  69. () المرجع السَّابق نفسه، ص 76 – 77.
  70. () عباد، صالح، مرجع سبق ذكره، ص 320 – 321.
  71. () شويتام، أرزقي، دراسات ووثائق في تاريخ الجزائري العسكري والسِّياسي (الفترة العثمانيَّة 1519/ 1830)، دار الكِتاب العربي للطباعة والنَّشر والتَّوزيع، الجزائر، 2007م، ط1، ص 51.
  72. () خلاص، علي، الجيش الجزائري في العصر الحديث، دار الحضارة، الجزائر، 2007م، ص 51.
  73. () شويتام، أرزقي، دراسات ووثائق في تاريخ الجزائري العسكري والسِّياسي، مرجع سبق ذكره، ص 51.
  74. () هناك مناسبات لا يوجد فيها العدد الكافي من الرِّجال للعودة بالسُّفن المأسورة فكانوا يجبرون البحَّارة المسيحيين على العودة بها إلى الجزائر.

    – وولف، جوون، الجزائر وأوروبا (1500 – 1830)، أبو القاسم سعد الله، المؤسَّسة الوطنيَّة للكِتاب، عين مليلة – الجزائر، 2007م، ص 189.

  75. (*) التَّهديدات المغاربيَّة، عمل سلاطين المغرب منذ العهدين (السّعدي والعلوي) على مبدأ إضعاف إيالة الجزائر والبحث عن حلفاء من أجل مدّ سلطانهم على أراضي الغرب الجزائري، وهذا بتشجيع المناوئين والمناهضين للأتراك العثمانيين، وإعانتهم بالمال والسِّلاح أو الدُّخول في حربٍ مباشرة مع القوَّات الجزائريَّة. وكان لهذه السِّياسة دور مهم في عدم استقرار الأوضاع الدَّاخليَّة للجزائر وخاصَّة مع نهاية القرن الثَّامن عشر وبداية القرن التَّاسع عشر.

    – A. cour, l établissements des dynasties des chérifs du Maroc et leurs rivalités avec les Turcs de la régences d’Alger, 1509 – 1830, éd Leroux, Paris 1904, p 245.

  76. () غطاس، عائشة، مرجع سبق ذكره، ص 81.
  77. () شلبي، شهرزاد، المؤسَّسات في الجزائر أواخر العهد العثماني المؤسَّسات الماليَّة نموذجًا (1798 – 1830م)، أطروحة دكتوراه غير منشورة مقدمة لقِسم التَّاريخ وعِلم الآثار، جامعة الحاج لخضر، 2018م– 2019م، ص 60.
  78. () عباد، صالح، مرجع سبق ذكره، ص 314.
  79. () المرجع السابق نفسه، ص 84.
  80. () المرجع السابق نفسه ، ص 84.
  81. () شلبي، المؤسَّسات في الجزائر أواخر العهد العثماني، المرجع السابق ذكره، ص 60.
  82. (*) حملة أوليفيا، حين قضى خير الدِّين على قلعة البينون الإسبانيَّة في عرض البحر أمام مدينة الجزائر سنة 1529م استجاب لاستغاثات موريسكيي الأندلس، مرسلًا إليهم في السَّنة ذاتها 36 سفينة استطاعت أن تنقذ إخوة الدِّين المساكين حيث أبحر عشرة آلاف منهم في كلِّ مرَّةٍ حتَّى أنقذ سبعين ألفًا من أهل الأندلس في سبع رحلات.

    – خليفة، حاجي، تحفة الكبار في أسفار البحار، ترجمة محمَّد حرب- تسنيم حرب، دار البشير، القاهرة، 2017م، ط1، ص 40.

  83. (*1) جُزر البليار، يُطلق اسم جزر البليار حاليًا على مجموعةٍ من الجزر في غرب البحر المتوسِّط تُشكِّل أرخبيلًا يغطي مساحة كبيرة تصل إلى 4900 كم2، وقد بلغ تعداد سكانها في عام 1978م حوالي نصف مليون نسمة وتتكوَّن من خمس جزر رئيسية هي ميورقة ومنورقة ويابسة وفرمنتيرة وقبريرة، هذا بالإضافة إلى حوالي مائة جزيرة صغيرة وكتلة صخريَّة تتناثر حول الجزر الخمس الكبرى وما بينها، تتميَّز هذه الجزر بموقعٍ إستراتيجي خطير بين سواحل شرق أسبانيا وجنوب فرنسا وغرب إيطاليا، وجزر سردانية وقرسقة وصقلية، وسواحل بلاد المغرب الشَّماليَّة، لهذا فهي بمثابة حلقة اتِّصال بحري ومركز صراع دولي ونقطة التقاء حضاري منذ أقدم العصور، فلو رسمنا خطًا مستقيمًا من مدينة الجزائر في شمال بلاد المغرب الأوسط وكلّ من برشلونة ومرسيليا فإنَّ هذه الخطوط تلتقي في جزر البليار وتقع مدينة الجزائر على بعد 256 كم إلى الجنوب من هذه الجزر بينما تقع برشلونة إلى الشَّمال الغربي منها على بعد 160كم، أمَّا مرسيليا فتقع في شمال هذه الجزر على بعد 384كم، وتبعد سواحل إيطاليَّة الغربيَّة الَّتي تقع شرق جزر البليار بحوالي 960كم.

    – بريل، أ. جى، دائرة المعارف الإسلاميَّة، نقلها إلى اللُّغة العربيَّة: عبَّاس محمود – عبد الحميد يونس – أحمد الشّنتناوي – إبراهيم زكي خورشيد، راجعها من قبل وزارة المعارف العموميَّة: محمَّد أحمد جاد المولى بك، مركز الشارقة للإبداع الفكري، 1998م، ط1، ج 3، ص 307.

    – Chamberlin, Frederick: The Balearics and their peoples, London, 1927, p 4.

  84. (*) الملك شارلمان، كان معروفًا عند معاصريه باسم كارلوس أو كارل العظيم وتردَّد في أناشيد التروبادور باسم شارلمان، وعرفه الإنجليز دائمًا باسم شارلمان، وأطلق عليه المؤرخون العرب المسلمون اسم قارله، وعرفت الأسرة الشَّارلمانيَّة في التَّاريخ باسم الأسرة الكارولنجيَّة نسبة إلى كارلوس، ولقد استخدمت في التَّرجمة أكثر أسمائه شهرة في التَّاريخ وهو اسم شارلمان.

    -أينهارد، سيرة شارلمان، ترجمه قدَّم له وعلَّق عليه عادل زيتون، دار حسَّان للطباعة والنَّشر، دمشق، 1989م، ط1، ص 37.

  85. (*) جبل طارق، يقع مضيق جبل طارق البحري بين جزيرة إيبيريا شمالًا وشمال إفريقيا جنوبًا ويصل بين مياه البحر الأبيض المتوسِّط ومياه المحيط الأطلسي، يحدُّ المضيق من الشَّمال شواطئ إسبانيا وجبل طارق، وفي الجنوب المغرب (طنجة) والإقليم الإسباني (سبتة)، وفي الغرب رأس الطّرف الأعز (إسبانيا) ورأس سبارتل (المغرب)، ويبلغ عرض المضيق في أضيق نقطة له 5.16 كلم، وطوله 58 كلم، أعمق نقطة فيه تصل إلى 935 متر وأقل نقطة فيه 320 متر، وقد أطلق الفينيقيون عليه تسمية أعمدة هرقل، كما كان يطلق عليه العرب قديمًا بحر الزّقاق، وفي سنة 711م وصل الفتح العربي الإسلامي إلى مضيق جبل طارق، حيث قام طارق بن زياد بعبور المضيق وتمكَّن من فتح الأندلس، وقد حمل هذا المضيق اسم القائد العربي بَعد ذلك.

    -خطير، نعيمة، الأهمية الجيوبوليتيكيَّة لمضائق حوض المتوسِّط، مجلَّة مدارات سياسيَّة، عدد ديسمبر 2017م، 134 – 135.

  86. () بوعزيز، يحيى، مرجع سبق ذكره، ج 2، ص 178.
  87. () هلالي، حنيفي، أوراق في تاريخ الجزائر في العهد العثماني، دار الهدى، الجزائر، 2008م، ط1، ص 257.
  88. () زيتوني، إسحاق، البحريَّة الجزائريَّة وتأثيرها في العلاقات الجزائريَّة الفرنسيَّة السِّياسيَّة (1519 – 1800)، رسالة ماجستير غير منشورة في التَّاريخ الحديث مقدمة لجامعة غرداية، الجزائر، 2011م– 2012م، ص 57.
  89. () درويش، الشَّافعي، علاقات الإيالات العثمانيَّة في غرب المتوسِّط مع إسبانيا خلال القرن العاشر الهجري/ السَّادس عشر الميلادي، رسالة ماجستير غير منشورة في التَّاريخ الحديث مقدمة لجامعة غرداية، الجزائر، 2010م– 2011م، ص 70.
  90. () هلايلي، حنيفي، مرجع سبق ذكره، ص 63 – 64.
  91. () سعيدوني، ناصر الدِّين، مرجع سبق ذكره، ص 106.
  92. () الميلي، مبارك بن محمَّد الهلالي، مرجع سبق ذكره، ج 3، ص 124.
  93. () شويتام، أرزقي، دراسات ووثائق في تاريخ الجزائري العسكري والسِّياسي، مرجع سبق ذكره، ص 22.
  94. () سعيدوني، ناصر الدِّين، مرجع سبق ذكره، ط 3، ص 121.
  95. (*) صايمة، نقد جزائري فضي، عبارة عن عملةٍ تستعمل لإجراء المعاملات الحسابيَّة وتسديد أجور موظَّفين الدَّولة، تختلف قيمتها من وقتٍ لآخر.

    – هلالي، حنيفي، مرجع سبق ذكره، ص 134.

  96. () المرجع السابق نفسه، ص 136.
  97. () شالر، وليام، مرجع سبق ذكره، ص 76.
  98. (*) الدَّاي أحمد باشا، كان الدَّاي أحمد باشا أحد ضحايا الإنكشاريَّة، الَّذين طالبوه بزيادة رواتبهم أو خلعه من منصبه، ففي السَّابع من نوفمبر/ تشرين الثَّاني 1808م، هاجمت قوَّة من الإنكشاريَّة قصر الجنينة الَّتي كان يقيم فيها الدَّاي أحمد باشا، واحتلوا القصر وقاموا بتصفيته جسديًا بالقتل عن طريق قطع رأسه.

    – عبد الحفيظ، مشطري، الجزائر العثمانيَّة (1800 – 1830م) دراسة في تطوُّراتها السِّياسيَّة وعلاقاتها الخارجيَّة، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة لكُلِّيَّة العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة، جامعة 08 ماي 1945 – قالمة، الجزائر، 2014 – 2015م، ص 70.

  99. () فارس، محمَّد خير، مرجع سبق ذكره، ص 84 – 85.