آراء المعلمين حول تطبيق ومعيقات استراتيجية الصّف المقلوب في المرحلة الابتدائية

Teachers' Perspectives on the Implementation and Challenges of the Flipped Classroom Strategy in Primary Education

اسلام داوود تلاوي1، خلود محمود حاج يحيى1

1 طالبة دكتوراه بجامعة النجاح الوطنية ، فلسطين.

DOI: https://doi.org/10.53796/hnsj63/11

المعرف العلمي العربي للأبحاث: https://arsri.org/10000/63/11

الصفحات: 230 - 248

تاريخ الاستقبال: 2025-02-07 | تاريخ القبول: 2025-02-15 | تاريخ النشر: 2025-03-01

Download PDF

المستخلص: هدفت الدراسة إلى استقصاء آراء المعلمين حول تطبيق ومعيقات استراتيجية الصف المقلوب في المرحلة الابتدائية. وللتحقق من أسئلة الدراسة وفرضياتها، استخدمت الباحثتان المنهج الوصفي التحليلي، وطبقت الدراسة على عينة مكونة من (42) معلمًا ومعلمة من معلمي المرحلة الابتدائية، تم جمع البيانات باستخدام استبانة إلكترونية تم تصميمها وتوزيعها عبر منصة Google Forms. وقد أظهرت النتائج أن غالبية المعلمين لديهم معرفة جيدة باستراتيجية الصف المقلوب، ويعتبرون أنها تسهم في تحفيز الطلبة على التعلم الذاتي وتعزيز تفاعلهم مع المحتوى الدراسي. كما بينت النتائج وجود معيقات تقنية وبنية تحتية، بالإضافة إلى تحديات إدارية وتنظيمية تؤثر على فعالية تطبيق الاستراتيجية. وفي ضوء هذه النتائج، أوصت الدراسة بتوفير برامج تدريبية للمعلمين حول كيفية تطبيق الاستراتيجية بفعالية، وتعزيز البنية التحتية التقنية في المدارس الابتدائية، وإنتاج موارد تعليمية رقمية تتناسب مع احتياجات الطلبة، بالإضافة إلى دعم إداري مستمر لتذليل العقبات. كما دعت الدراسة إلى إجراء مزيد من الأبحاث حول تطبيق الاستراتيجية في مواد دراسية ومراحل تعليمية مختلفة.

الكلمات المفتاحية: استراتيجية التدريس، استراتيجية الصف المقلوب، المعيقات وآراء المعلمين.

Abstract: This study aimed to investigate teachers' perspectives on the implementation and challenges of the flipped classroom strategy in primary education. To examine the research questions and hypotheses, the researchers employed a descriptive analytical approach. The study was conducted on a sample of 42 primary school teachers, and data was collected through an electronic questionnaire designed and distributed via Google Forms. The results revealed that most teachers have a good understanding of the flipped classroom strategy and perceive it as a tool that fosters students' self-learning and enhances their interaction with the curriculum. However, the findings also indicated the presence of technological and infrastructural barriers, as well as administrative and organizational challenges that affect the effective implementation of the strategy. Based on these results, the study recommended providing training programs for teachers on effectively implementing the strategy, improving technological infrastructure in primary schools, and developing digital educational resources that align with students' needs. Additionally, it emphasized the importance of continuous administrative support to overcome challenges. The study also called for further research on the implementation of the strategy in different subjects and educational levels.

Keywords: Teaching strategy, Flipped classroom strategy, Barriers and challenges, Teachers' perspectives.

المقدمة

نظرًا لأهمية التعليم في إعداد المواطن والمجتمع للمنافسة إقليميًا وعالميًا، ومواجهة التحديات الناتجة عن الثورة المعلوماتية والتكنولوجية، يتطلب النظام التربوي تبني استراتيجيات حديثة تعزز من قدرته على التعامل مع التحولات السريعة في المعارف والمهارات. في هذا السياق، تأتي استراتيجية الصف المقلوب كإحدى الوسائل التعليمية المبتكرة التي تهدف إلى تحسين العملية التعليمية من خلال تغيير الأدوار التقليدية بين المنزل والصف.

شهدت العملية التعليمية في العصر الحديث تطورًا كبيرًا في الأساليب والاستراتيجيات التربوية، مدفوعة بالتقدم التكنولوجي المتسارع واحتياجات المتعلم في القرن الحادي والعشرين. ومن بين هذه الأساليب، برزت استراتيجية الصف المقلوب كإحدى الاستراتيجيات التعليمية المبتكرة التي تسعى إلى تحسين جودة التعليم وتعزيز دور الطالب كعنصر فعّال في عملية التعلم. تعتمد هذه الاستراتيجية على تقديم المحتوى التعليمي للطلبة خارج الصف من خلال وسائل إلكترونية مثل الفيديوهات والعروض التقديمية، بينما يُخصص وقت الحصة الدراسية للتطبيق العملي، المناقشات، وحل المشكلات (متولي وسليمان، 2015).

تهدف استراتيجية الصف المقلوب إلى تحقيق العديد من الأهداف التربوية، من بينها تعزيز الفهم العميق، تطوير مهارات التفكير النقدي، وتنمية التعلم الذاتي. كما أشارت دراسة (الكحيلي، (2015إلى أن هذه الاستراتيجية تقدم نموذجًا تعليميًا مرنًا يركز على تفاعل الطالب مع المحتوى في الوقت والمكان الذي يناسبه، مما يعزز استقلاليته ويُحفزه نحو التعلم مدى الحياة. في سياق التعليم الجامعي، أكدت دراسة (مخلوفي،2018) على أن استراتيجية الصف المقلوب ترتبط إيجابيًا بتحسين التحصيل الدراسي، حيث تُساعد الطلبة على استيعاب المفاهيم بشكل أعمق وتنمية مهاراتهم الأكاديمية. وفيما يتعلق بالتعليم العام، توصلت دراسة (العطية،2018) إلى أن تطبيق هذه الاستراتيجية يسهم في تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، مما يجعلها خيارًا متميزًا لتطوير العملية التعليمية.

على الرغم من الاهتمام المتزايد باستراتيجية الصف المقلوب كأحد الأساليب التعليمية الحديثة التي تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتعزيز التعلم الذاتي والتفاعلي لدى الطلبة، إلا أن تطبيقها يواجه العديد من المعيقات والتحديات، خاصة في المرحلة الابتدائية. تتنوع هذه التحديات بين معوقات تقنية، مثل نقص البنية التحتية المناسبة والموارد الرقمية، ومعوقات تربوية تتعلق بمدى جاهزية المعلمين والطلبة لهذا التحول في الأسلوب التعليمي. إلى جانب ذلك، قد تؤثر الفروقات الفردية بين الطلبة على مدى استفادتهم من الاستراتيجية وهذا ما اوضحته دراسة Kelso,2015)) في تحليلها لتطبيق هذه الاستراتيجية.

وبناء على ذلك تم عمل دراسة لتقصي آراء المعلمين حول تطبيق ومعيقات استراتيجية الصّف المقلوب في المرحلة الابتدائية.

مشكلة الدراسة:

شهدت استراتيجية الصف المقلوب انتشارًا واسعًا خلال الأزمات، ولا سيما أثناء جائحة كورونا، حيث أصبحت وسيلة تعليمية فعالة لدعم التعلم عن بُعد وتعزيز التفاعل بين المعلمين والطلبة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات ومعيقات تؤثر على تطبيق هذه الاستراتيجية في بيئات التعليم، خصوصًا في المرحلة الابتدائية. وانطلاقًا من دورنا كباحثات تربويات، نسعى من خلال هذه الدراسة إلى استقصاء آراء المعلمين حول فاعلية تطبيق استراتيجية الصف المقلوب، وتحديد أبرز الصعوبات التي تواجههم سواء على المستوى التقني، الإداري، أو التربوي. كما تهدف الدراسة إلى تقديم توصيات من شأنها تحسين تطبيق هذه الاستراتيجية وجعلها أكثر ملاءمة للواقع التعليمي في المدارس الابتدائية.

أسئلة الدراسة:

تتحدد مشكلة هذه الدراسة في الأسئلة التالية:

  • ما هي آراء المعلمين حول استراتيجية الصف المقلوب؟
  • ما هي أبرز التحديات التي تواجه المعلمين في تطبيق استراتيجية الصف المقلوب؟
  • كيف يمكن التغلب على هذه المعيقات؟

فرضيات الدراسة:

  • لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) في آراء المعلمين حول استراتيجية الصف المقلوب بناءً على متغير الجنس أو سنوات الخبرة التدريسية.
  • لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) في مستوى التحديات التي تواجه المعلمين في تطبيق استراتيجية الصف المقلوب بناءً على نوع التحدي (التربوية والتعليمية، التقنية والبنية التحتية، الإدارية والتنظيمية).
  • لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) في مدى الحاجة إلى مزيد من التدريب المهني لتطبيق استراتيجية الصف المقلوب بناءً على الخبرة السابقة للمعلمين في استخدامها.

أهداف الدراسة:

  • الكشف عن آراء المعلمين حول استراتيجية الصف المقلوب ومدى تأثيرها على العملية التعليمية في المرحلة الابتدائية.
  • التعرف على أبرز التحديات والمعيقات التي تواجه المعلمين في تطبيق استراتيجية الصف المقلوب في المرحلة الابتدائية.
  • تقديم توصيات للتغلب على المعيقات وتحسين فاعلية تطبيق استراتيجية الصف المقلوب.

أهمية الدراسة:

تكتسب هذه الدراسة أهميتها من الجوانب التالية:

الأهمية النظرية: تسعى الدراسة إلى تسليط الضوء على استراتيجية الصف المقلوب كأحد الاتجاهات الحديثة في أساليب التعلم المدمج، مما يسهم في تعزيز الفهم النظري حول أهميتها ودورها في تطوير العملية التعليمية، خاصة في المرحلة الابتدائية.

الأهمية التطبيقية: قد تسهم نتائج الدراسة في تمكين المعلمين من فهم أفضل لتحديات ومزايا استراتيجية الصف المقلوب، مما يدعم تفاعلهم مع الطلبة وتشجيعهم على تطوير مهارات التعلم الذاتي من خلال الأنشطة والأسئلة خارج نطاق الحصة الصفية.

يمكن أن توجه الدراسة القائمين على إعداد البرامج التدريبية نحو التركيز على استراتيجية الصف المقلوب كوسيلة لتعزيز الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية لدى الطلبة. وقد تكون الدراسة مرجعًا علميًا يثري المكتبة العربية والعالمية بمزيد من الأبحاث المتعلقة باستراتيجية الصف المقلوب، مما يدعم تطوير الأداء التدريسي وتحفيز المعلمين لتقليل الاعتماد على الأساليب التقليدية. لذلك تأمل الباحثتان أن تسهم هذه الدراسة في توجيه القائمين على إعداد البرامج التدريبية والتعليمية إلى ضرورة التركيز على استراتيجية الصف المقلوب، لما لها من أهمية في تعزيز جميع الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية لدى الطلبة والمعلمين على حد سواء.

حدود الدراسة:

اقتصرت هذه الدراسة على آراء معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية في مدارس حكومية من خلال استقصاء آرائهم حول تطبيق ومعيقات استراتيجية الصف المقلوب في تدريس المواد المختلفة.

الحدود الموضوعية: ركزت الدراسة على تحليل آراء المعلمين حول استراتيجية الصف المقلوب وتحديد أبرز التحديات التي تواجههم أثناء تطبيقها.

الحدود الزمنية: أجريت الدراسة خلال الفصل الأول من العام الدراسي (2025-2024)

الحدود المكانية: اقتصرت الدراسة على عدد من المدارس الابتدائية.

الحدود البشرية: شملت الدراسة معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية ممن لديهم خبرة أو معرفة حول استراتيجية الصف المقلوب.

مصطلحات الدراسة:

استراتيجية التدريس اصطلاحًا: هي المنحى أو الخطة أو الإجراءات والطريقة والأساليب التي يتبعها المعلم من أجل الوصول إلى مخرجات تعليمية مرغوب فيها، بحيث تراعي طبيعة المتعلم، وتمثل الواقع الحقيقي لما يحدث بالحصة الصفية من استغلال للإمكانات المتاحة المناعي (2017).

مفهوم الصف المقلوب لغةً: المعنى اللغوي الترجمة الحرفية لمصطلح (Flipped class rooms) تعني الفصول المقلوبة أو المعكوسة، (Flipped) تأتي ترجمتها بمعنى القلب أو العكس. وورد في لسان العرب أن القلب في اللغة يعني تحويل الشيء عن وجهه. وورد في العباب الزاخر العكس في اللغة يعني: رَدُّكَ آخِرَ الشيء إلى أوله.

استراتيجية الصف المقلوب اصطلاحًا: استراتيجية تعليمية تتمحور حول الطالب، وتعتمد على قلب اجراءات التدريس، بحيث يقوم الطلبة بالاطلاع على محتوى المادة التعليمية المقرر تدريسها في المنزل، في حين يقوم المعلم بتهيئة البيئة الصفية واستغلال وقت الحصة بالتغذية الراجعة وتطبيق ما تعلموه في هذه المادة (العمري،2018). وتعرف الباحثتان استراتيجية الصّف المقلوب إجرائيًا بأنها: استراتيجية في التدريس يتم من خلالها عرض المادة الدراسية بواسطة الوسائط الإلكترونية المتعددة والمختلفة التي تدعو إلى الإثارة والتشويق وبث روح التعاون والمشاركة الفعالة بين الطالب والمعلم وبين الطلبة أنفسهم والخروج بأفكار جديدة لم تكن معروفة سابقًا.

آراء المعلمين: تشير إلى وجهات النظر والتصورات التي يحملها المعلمون حول موضوع معين يتعلق بالعملية التعليمية أو التربوية، وتعكس هذه الآراء الخبرات، التحديات، والتوقعات المتعلقة بممارساتهم المهنية. Borg ,2006)) تُعرف الباحثتان آراء المعلمين إجرائيًا بأنها وجهات نظر وتصورات معلمي المرحلة الابتدائية حول تطبيق استراتيجية الصف المقلوب، بما في ذلك تقييمهم لفاعليتها، والتحديات التي تواجههم أثناء تنفيذها، ومدى تأثيرها على تعلم الطلبة.

المعيقات: هي العوامل التي تعيق أو تحد من تنفيذ الخطط أو تحقيق الأهداف، وتشمل الجوانب البشرية، والمادية، والتقنية، والتنظيمية، التي قد تؤثر على كفاءة وفعالية الأداء. Robbins & Judge, 2019))

الإطار النظري والدراسات السابقة

الإطار النظري

أصبح استخدام التكنولوجيا في عملية التعليم والتعلم ضرورة ملحة خاصة مع توفر البرمجيات التعليمية ونتيجة لتقدم تكنولوجيا التعليم ظهرت نماذج تعليمية قائمة على استخدام التكنولوجيا، ويعتبر الصف المقلوب أبرز هذه النماذج، حيث يتم في هذا النموذج تحويل للحصة الصفية إلى ورش عمل يكون فيها الطالب عنصرًا فعالًا ونشطًا وأكثر إيجابية (السنانية والبلوشية ،2018).

استراتيجية الصف المقلوب هي نموذج تعليمي مبتكر يهدف إلى تحويل الأدوار التقليدية في عملية التدريس. وفقًا لـِ Bergmann & Sams ,2012)) يتم في هذه الاستراتيجية نقل تقديم المحتوى التعليمي إلى المنزل، حيث يقوم الطلبة بمشاهدة مقاطع فيديو أو الاطلاع على مواد تعليمية رقمية قبل الحصة الدراسية. وعليه، يُصبح وقت الصف مخصصًا للتفاعل، والمناقشة، والأنشطة التطبيقية التي تساعد على تطبيق المفاهيم وفهمها بعمق. هذا التوجه يعزز من دور الطالب كمشارك نشط في عملية التعلم بدلًا من أن يكون متلقيًا فقط. من جهته، يشير (Cabi,2018) إلى أن استراتيجية الصف المقلوب تؤثر بشكل إيجابي على التحصيل الدراسي للطلبة، إذ تمنحهم الفرصة لاستكشاف المحتوى التعليمي بشكل فردي في الوقت الذي يناسبهم، مما يعزز من قدرتهم على فهم المادة قبل أن يبدأوا في مناقشتها أو تطبيقها داخل الصف. أما (Chung & Byoung, 2018)، فقد أظهرا في دراستهما أن الصف المقلوب يعزز من دافعية الطلبة تجاه التعلم ويُحسن من مواقفهم تجاه العملية التعليمية، وذلك لأنه يوفر بيئة تعليمية مرنة تسمح لهم بالتحكم في إيقاع تعلمهم، ويشجعهم على المشاركة والتفاعل بشكل أكبر داخل الصف.

وفقًا للشرمان (2015)، يعد الصف المقلوب جزءًا من التعلم المدمج، حيث يتم دمج التكنولوجيا مع الأنشطة الصفية لتوفير تجربة تعلم مرنة وديناميكية. يساعد هذا النموذج على تحسين فهم الطلبة للمفاهيم بشكل أسرع وأكثر فعالية، حيث يكون دور المعلم في الصف موجهًا وميسرًا للتعلم النشط والمستمر. بالتالي، يعتبر الصف المقلوب نموذجًا فعالًا في التعليم الحديث، حيث يعزز من تفاعل الطلبة مع المحتوى ويشجعهم على التعلم الذاتي، مع تحسين الدافعية والتحصيل الدراسي من خلال الأنشطة التفاعلية داخل الصف.

تُعد أهمية استراتيجية الصف المقلوب نموذجًا تعليميًا مبتكرًا يحقق تحولات إيجابية في العملية التعليمية من خلال إعادة ترتيب أدوار كل من المعلم والطالب. وفقًا للكحيلي (2015)، فإن هذه الاستراتيجية تعزز من كفاءة التعلم من خلال التركيز على الجانب التطبيقي أثناء الحصص الدراسية، مما يسهم في تحسين الفهم العميق للمفاهيم الأكاديمية. كما أنها تساعد على إشراك الطلبة بشكل أكبر في عملية التعلم، حيث يتحملون مسؤولية استيعاب المحتوى التعليمي مسبقًا باستخدام الوسائط الرقمية. كذلك أشار (متولي وسليمان، 2015) إلى أن الصف المقلوب يتيح الفرصة لاستخدام الوقت داخل الصف بفعالية أكبر، من خلال التركيز على النقاشات الجماعية وحل المشكلات، مما يعزز من تفاعل الطلبة مع المعلم ومع بعضهم البعض. هذا التفاعل النشط يسهم في تنمية المهارات الاجتماعية والفكرية للطلاب. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الصف المقلوب بيئة تعليمية مرنة تلبي احتياجات الطلبة

المختلفة، حيث يمكنهم تعلم المفاهيم الأساسية في الوقت والمكان المناسبين لهم، ما يزيد من شعورهم بالاستقلالية في التعلم. وتظهر أهمية هذه الاستراتيجية أيضًا في قدرتها على جعل العملية التعليمية أكثر متعة وإثارة، حيث توفر فرصًا للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتحفيز الطلبة وتنمية دافعيتهم نحو التعلم. يتميز الصف المقلوب بالعديد من المميزات أهمها التركيز على أسلوب الحوار والنقاش الصفي، وبناء علاقة أقوى بين المعلم والطلبة، وزيادة المتعة التي توفرها هذه الاستراتيجية لدى الطلبة من خلال العمل الجماعي داخل الحصة الصفية (الزبون، 2020).

تتميز استراتيجية الصف المقلوب بعدد من السمات التي تجعلها أداة تعليمية فعالة في تحسين العملية التعليمية. ويوضح الزبون (2020) أن أحد أهم مميزاتها هو قدرتها على زيادة الدافعية لدى الطلبة، خاصة بين الفئات بطيئة التعلم، حيث تعزز هذه الاستراتيجية التفاعل النشط مع المحتوى من خلال الأنشطة العملية والتطبيقية أثناء الحصة الدراسية. إضافة إلى ذلك، تتيح الاستراتيجية وقتًا أكبر داخل الصف للنقاشات الجماعية وحل المشكلات بتوجيه من المعلم، ما يساهم في تعزيز الفهم العميق للمادة. من جهة أخرى، تُظهر دراسة شرف الدين (2015) أن الصف المقلوب يوفر فرصًا أكبر لتحقيق المساواة بين الطلبة في التعلم إذا تم توفير الموارد التقنية اللازمة، حيث يسمح للطلاب بمراجعة المواد التعليمية بالسرعة التي تناسبهم. أما دراسة الدوسري وآل مسعد (2017)، فقد أبرزت أن استراتيجية الصف المقلوب تسهم في تطوير مهارات القرن الحادي والعشرين لدى الطلبة، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات، وذلك بفضل دمجها للتكنولوجيا مع التعليم التقليدي. بالإضافة إلى ذلك، تعزز الاستراتيجية الاستقلالية لدى الطلبة من خلال منحهم مسؤولية استيعاب المحتوى التعليمي مسبقًا، مما يساعدهم على تطوير عادات تعلم ذاتية. وبهذا توصلت الباحثتان أن استراتيجية الصف المقلوب تهدف إلى تحسين جودة العملية التعليمية من خلال تغيير نمط التعليم التقليدي إلى بيئة تعلم نشطة وممتعة، تدعم مشاركة الطلبة بشكل أكبر وتعزز من قدرتهم على التفكير والاستكشاف.

أثبتت العديد من الدراسات الكثير من إيجابيات استخدام استراتيجية الصف المقلوب ومدى أهمية تطبيقها، وفقًا لبلال (2018)، تساعد هذه الاستراتيجية في تحسين التحصيل الدراسي وتنمية المفاهيم الدراسية عند الطلبة بعمق، حيث توفر المواد التعليمية مسبقًا، مما يمنح الطلبة فرصة للاستعداد قبل الحصة، كما أضاف الزبون (2020) أن الصف المقلوب يعزز من زيادة الدافعية للتعلم عند الطلبة خاصة بين الفئات بطيئة التعلم، وهذا من خلال التركيز على الأنشطة العملية بدلًا من المحاضرات التقليدية، ويشير الكحيلي (2015) إلى أن الصف المقلوب يعزز من التعلم المستقل، حيث يعتمد الطالب على نفسه في استيعاب المحتوى، ما يهيئه ليكون متعلمًا مدى الحياة. وأشار الشرمان (2015) إلى أن الصف المقلوب يُعزز من استخدام التكنولوجيا ويحفز التفاعل بين الطلبة والمعلمين، حيث تُستغل الحصص في المناقشات والأنشطة الجماعية بدلًا من التلقين وبهذا ينمي المهارات التقنية والتفاعلية. وأضافت بلال (2018) أن هذه الاستراتيجية توفر للطلبة إمكانية مشاهدة المواد التعليمية في أي وقت يناسبهم، مما يعزز من سهولة الوصول للمعلومة وهذا يؤدي الى المرونة في التعليم. وترى الباحثتان بأن الصف المقلوب يعزز تحصيل الطلبة ويطيل أثر التعلم من خلال تمكينهم من دراسة المحتوى مسبقًا، وهذا يُحسن مهاراتهم في التفكير الذاتي والنقدي. كما يُركز على التفاعل والمشاركة داخل الصف. وعلى الرغم من الإيجابيات لاستراتيجية الصف المقلوب، الا انها تواجه هذه الاستراتيجية سلبيات قد تعيق تطبيقها،أوضح الشرمان (2015) أن التفاوت في البنية التحتية التكنولوجية: يؤدي الى نقص الأجهزة المناسبة أو ضعف الاتصال بالإنترنت يشكل تحديًا كبيرًا أمام بعض الطلبة، خاصة في البيئات ذات الموارد المحدودة، وأشار شرف الدين (2015) الى التفاوت الاجتماعي والاقتصادي والتباينات الاقتصادية قد تؤثر على قدرة الطلبة على المشاركة في الصف المقلوب، مما يعزز من اللامساواة في فرص التعلم، وأضاف الكحيلي (2015) أن إعداد مقاطع الفيديو والأنشطة يتطلب وقتًا وجهدًا إضافيين من قبل المعلمين. قد يواجه المعلمون والطلبة صعوبة في التكيف مع التحول من النمط التقليدي للتدريس إلى هذا النمط الحديث، خاصة في البيئات التعليمية التي تفتقر إلى تدريب كافٍ على استخدام التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد المفرط على التقنية حيث يتعذر الوصول إلى المواد الرقمية أو فشلت الأجهزة، قد يؤدي ذلك إلى تعطيل العملية التعليمية، وفقًا لـِ (بلال ،2018)

التخطيط للتدريس باستخدام استراتيجية الصف المقلوب يتطلب تغييرًا جذريًا في الطريقة التقليدية لتقديم الدروس، حيث يركز على إعداد الطلبة للتفاعل الفعال داخل الصف. وفقًا لـ Cabi (2018)، يبدأ التخطيط بتحديد الأهداف التعليمية بوضوح وتطوير محتوى رقمي شامل مثل مقاطع الفيديو أو العروض التقديمية، ليتمكن الطلبة من دراسته في المنزل. يجب أن يكون هذا المحتوى متنوعًا ومناسبًا لمستويات الطلبة المختلفة، مما يضمن تحقيق الفهم الأولي للمادة قبل الدخول إلى الصف .أما Kelso (2015)، فقد أوضح أن من أساسيات التخطيط هو تصميم أنشطة تفاعلية داخل الصف تتماشى مع محتوى الفيديو الذي شاهده الطلبة مسبقًا. هذه الأنشطة تشمل النقاشات الجماعية، حل المشكلات، والتجارب العملية التي تعزز من فهم الطلبة وتطبيقهم للمعارف. يجب أن تكون الأنشطة موجهة نحو تحقيق التعلم النشط وتعزيز التفكير النقدي. كما يتطلب التخطيط مراعاة الجوانب التقنية والتأكد من قدرة الطلبة على الوصول إلى المواد التعليمية خارج الصف. يتعين على المعلم توفير بدائل مناسبة للطلبة الذين قد يواجهون صعوبات تقنية، مع الاهتمام بتقديم تغذية راجعة مستمرة تدعم عملية التعلم وتحفز الطلبة على المشاركة الفعّالة. باختصار، التخطيط لاستراتيجية الصف المقلوب يستدعي توظيفًا مميزًا للتكنولوجيا، إعدادًا شاملاً للأنشطة داخل الصف، ودعمًا مستمرًا للطلبة لضمان استفادتهم القصوى من هذه الطريقة التعليمية الحديثة. وبحسب رأي الباحثتان التخطيط للتدريس وفق استراتيجية الصف المقلوب يتطلب إعدادًا دقيقًا يدمج بين التعليم الذاتي خارج الصف والتعليم التفاعلي داخله، مع التركيز على دعم الطلبة في تطوير مهارات التفكير والتعلم مدى الحياة.

لتنفيذ استراتيجية الصف المقلوب بنجاح، ينبغي اتباع خطوات منهجية تسهم في تحقيق الأهداف التعليمية. يوضح Leo (2017) أن البداية تكون بإعداد المحتوى الرقمي، مثل مقاطع الفيديو التعليمية أو المواد الرقمية الأخرى، بحيث يتناول المفاهيم الأساسية للدرس. يتم توزيع هذا المحتوى على الطلبة ليتمكنوا من دراسته في المنزل قبل الحصة. يجب أن يكون المحتوى واضحًا ومختصرًا وموجهًا لتحقيق أهداف محددة. أما الكحيلي (2015)، فأكدت أن المرحلة التالية هي تخصيص وقت الحصة الدراسية للأنشطة التطبيقية، حيث يتم توجيه الطلبة لمناقشة ما تعلموه، وحل المشكلات، والمشاركة في أنشطة جماعية تعزز الفهم. المعلم هنا يلعب دور الموجه الذي يدعم الطلبة، ويقدم التغذية الراجعة الفورية التي تساهم في تحسين الأداء. من جهة أخرى، يشير العمري (2018) إلى أهمية دمج أدوات التقييم خلال التنفيذ، سواء عبر اختبارات قصيرة أو أسئلة تفاعلية داخل الصف، لتحديد مدى استيعاب الطلبة للمحتوى الذي تعلموه مسبقًا. كما يُنصح بتوفير بدائل مناسبة للطلبة الذين قد يواجهون صعوبات في الوصول إلى المواد الرقمية، لضمان تحقيق المساواة في فرص التعلم. وتضيف الباحثتان أنه بهذا الشكل، يتم تعزيز دور الطلبة كمتعلمين نشطين، حيث يصبح وقت الحصة فرصة لاستكشاف المادة بشكل أعمق، مما يزيد من دافعيتهم ويطور مهارات التفكير لديهم. ورغم الفوائد المتعددة لاستراتيجية الصف المقلوب، إلا أنها تواجه عددًا من التحديات التي قد تعيق تطبيقها بفعالية. وفقًا لـIlqu (2018)، واحدة من التحديات الرئيسية هي الاعتماد الكبير على التكنولوجيا، حيث تتطلب الاستراتيجية توفير بنية تحتية رقمية قوية تشمل الأجهزة المناسبة واتصالًا مستقرًا بالإنترنت. هذا قد يمثل عائقًا كبيرًا في المؤسسات التعليمية التي تفتقر إلى هذه الموارد أو بين الطلبة الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى التكنولوجيا. من جانب آخر، يشير متولي وسليمان (2015) إلى أن مقاومة التغيير تُعد من أبرز العقبات، حيث قد يجد بعض المعلمين والطلبة صعوبة في التكيف مع هذا الأسلوب الجديد في التدريس، خاصة في البيئات التعليمية التي تفضل الأنماط التقليدية. كما أن تنفيذ الاستراتيجية يتطلب من المعلمين جهدًا إضافيًا في إعداد المحتوى الرقمي والأنشطة الصفية، مما قد يزيد من عبء العمل على المعلمين ويثني بعضهم عن تطبيقها. أما الشرمان (2015)، فقد أشار إلى أن التفاوت الاجتماعي والاقتصادي بين الطلبة يمثل تحديًا كبيرًا، حيث قد لا يتمكن جميع الطلبة من الوصول إلى المحتوى التعليمي الرقمي خارج الصف. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه الطلبة الذين يفتقرون إلى مهارات التعلم الذاتي صعوبة في استيعاب المادة دون دعم مباشر من المعلم. لهذا رأت الباحثتان أن التحديات التقنية والبشرية هي أبرز معوقات استراتيجية الصف المقلوب، مما يستدعي توفير الموارد اللازمة ودعم المعلمين والطلبة لتخطي هذه التحديات وتحقيق الفائدة القصوى من هذا النموذج التعليمي. وأن استراتيجية الصف المقلوب تمثل نموذجًا حديثًا ومبتكرًا يركز على الطالب كعنصر فعال في العملية التعليمية، مما يعزز استقلاليته ويزيد من فرص تفاعله مع المادة الدراسية بطريقة ممتعة وعملية. تهدف استراتيجية الصف المقلوب إلى تحسين جودة التعليم وتطوير مخرجاته، حيث انها تعتمد على تقديم المحتوى التعليمي للطلبة خارج قاعة الصف عبر الوسائط الرقمية، بينما يُركز وقت الحصة الدراسية على الأنشطة التطبيقية والمناقشات التي تعزز الفهم والتفاعل. ويساهم الصف المقلوب في تحسين التحصيل الدراسي، تعزيز مهارات التفكير النقدي، وتنمية التعلم الذاتي لدى الطلبة.

الدراسات السابقة:

تركز استراتيجية الصف المقلوب على جعل الطالب محور العملية التعليمية من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك استخدام الهواتف الذكية المجهزة ببرامج ومواقع التواصل الاجتماعي. ويُتوقع أن تسهم هذه الاستراتيجية بشكل فعّال في تحسين مستوى تحصيل الطلبة. فيما يلي عرض للدراسات التي تناولت هذا الموضوع:

هدفت دراسة ويليس Willis, 2013) ) الى التعرف على الدور التعليمي للصفوف المقلوبة بمدرسة (غوايا) بمدينة (أمباتو) بالإكوادور. وقد اعتمدت الدراسة على الملاحظة المباشرة لعينة من طلاب وطالبات مدرسة (غوايا) بمدينة (أمباتو) بالإكوادور بلغت ( 69) طالبا وطالبة وقد توصلت الدراسة إلي نتائج هامة ومنها : إن مفهوم الفصل المقلوب يضمن إلى حد كبير الاستغلال الأمثل لوقت المعلم أثناء الحصة، من خلال التعليم المقلوب يتحول الطالب إلى باحث عن مصادر معلوماته

كما وهدفت دراسة أركوس (Arcos,2014)إلى استكشاف تأثير استخدام الموارد التعليمية المفتوحة (OER) ضمن إطار نموذج الصف المقلوب على أداء الطلبة في التعليم الأساسي والثانوي، وفهم وجهات نظر المعلمين حول هذا النهج التعليمي. اعتمدت الدراسة على استبيان تم توزيعه عبر الإنترنت في أبريل 2013 بالتعاون بين مشروع OER Research Hub وشبكة Flipped Learning Network، بهدف استقصاء تجربة المعلمين مع الموارد التعليمية المفتوحة. أظهرت النتائج أن استخدام الموارد المفتوحة ساهم بشكل واضح في تعزيز تفاعل الطلبة مع المحتوى التعليمي وزيادة مشاركتهم في عملية التعلم. كما أدى إلى تحسين أدائهم الأكاديمي من خلال توفير مواد تعليمية تتناسب مع احتياجاتهم الفردية. إضافة إلى ذلك، عززت هذه الموارد من قدرة الطلبة على التعلم الذاتي من خلال إتاحة مصادر متنوعة يمكنهم الاستفادة منها خارج الفصل الدراسي التقليدي. الدراسة تضمنت أمثلة عملية أبرزت كيف أن استخدام مقاطع الفيديو التعليمية المفتوحة ضمن استراتيجيات الصف المقلوب قد شجع الطلبة على التحضير المسبق والمشاركة بفعالية في الأنشطة الصفية. خلصت الدراسة إلى أن دمج الموارد التعليمية المفتوحة في نموذج التعلم المعكوس يعزز من تفاعل الطلبة وأدائهم الأكاديمي، كما يسهم في تطوير مهارات التعلم الذاتي لديهم.

وهدفت دراسة فاجات وتشانغ وتشانغ (2016 ,Bhagat, Chang & Chang) إلى معرفة فاعلية البيئة التعليمية الصفية المقلوبة على تحصيل المتعلم والدافعية للتعلم، والتحقق من الآثار المترتبة من استخدام الصف المقلوب على المتعلمين في مستويات التحصيل المختلفة في تعلم مفاهيم الرياضيات في موضوع علم المثلثات، حيث تمثلت عينة الدراسة من (82) طالبا بالمرحلة الثانوية، واستخدم الباحث التصميم شبه التجريبي مع الاختبار القبلي والبعدي، وقد أظهرت النتائج وجود اختلاف كبير في التحصيل والدافعية بين المجموعتين لصالح المجموعة التجريبية، كما أن الطلبة من ذوي المستوى المتدني في التحصيل في المجموعة التجريبية أصبح أداؤهم أفضل، أما بالنسبة للطلبة المتوسطين والمتفوقين فقد بقي نفسه، وحصل الطلبة من ذوي المستوى المتدني في التحصيل على مزيد من الاهتمام في الصفوف المقلوبة.

وأجرت كاراسلان وتشيلبي (2017 (Karaaslan & Çelebi, دراسة هدفت إلى تحليل التحديات المرتبطة بتطبيقات الصف المقلوب وآراء الطلبة المعلمين حول هذا النهج. ركزت الدراسة على تعليم اللغة الإنجليزية كجزء من برامج تدريب معلمي اللغة الإنجليزية في إحدى الجامعات التركية التي تستخدم اللغة الإنجليزية كلغة تدريس. تم استخدام مزيج من أدوات جمع البيانات بما في ذلك الاجتماعات الجماعية المنظمة واستبيانات مفتوحة العضوية. شملت العينة 29 طالبًا وطالبة في السنة الأخيرة من برنامج تعليم اللغة الإنجليزية. قامت الدراسة بتصميم المهام المخصصة للتطبيق بطريقة تتناسب مع التعقيد والظروف والصعوبات التي يواجهها الطلبة، حيث تم تنفيذ هذه المهام في كل من البيئات الصفية والمعملية والبيئات عبر الإنترنت. أظهرت النتائج أن المحتوى كان يُقدّم من خلال الأنشطة الصفية وعبر الإنترنت، مع تطبيق الأنشطة بشكل رئيسي داخل الفصل أو عبر الإنترنت. أبدى المشاركون تقديرهم للنهج، مشيرين إلى أن التفاعل بين الزملاء وفر فرصة لفهم أفضل للمهام وتطبيق المعرفة النظرية بشكل عملي. ومع ذلك، أشار بعضهم إلى تحديات تتعلق بإدارة الوقت والمسؤولية الشخصية عن التعلم .تؤكد الدراسة أهمية استخدام تطبيقات الصف المقلوب في تحسين تعليم معلمي اللغة الإنجليزية وتطوير المهارات العملية اللازمة، مع مراعاة ضرورة توفير الدعم والتوجيه الكافي للطلاب لتجاوز التحديات المرتبطة بالمنهج​.

هدفت دراسة كابي (2018 Cabi) إلى استقصاء تأثير استراتيجية الصف المقلوب على التحصيل الأكاديمي للطلبة واستكشاف آرائهم حول هذه الاستراتيجية. استمرت الدراسة لمدة أربعة أسابيع واعتمدت على المنهج التجريبي، حيث شملت العينة 59 معلمًا تحت التدريب في برامج تدريس اللغة الإنجليزية واللغة التركية. تلقى جميع المشاركين تدريبًا على مهارات الكمبيوتر الأساسية كجزء من التحضير للدراسة استخدمت الباحثة اختبارًا تحصيليًا قبليًا وبعديًا لتقييم التحصيل الأكاديمي، وتم إجراء تحليل ANOVA ثنائي الاتجاه لمقارنة متوسطات درجات الاختبار بين المجموعتين التجريبية والضابطة. أظهرت النتائج أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات المجموعتين. ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى أن حضور الفصول وإكمال المهام أثناء الحصة بدلاً من أدائها في المنزل كان من الجوانب الإيجابية لاستراتيجية الصف المقلوب.كما أظهرت النتائج أن استخدام استراتيجية الصف المقلوب لا يُحدث تأثيرًا كبيرًا في تحسين التحصيل الدراسي للطلبة، مما يشير إلى أن فعالية هذا النموذج قد تكون محدودة في بعض السياقات.

أما دراسة مايكل إم. فان ويك (Van Wyk,2018) فتهدف إلى استكشاف فعالية نموذج الصف المقلوب التربوي في دعم تعلم معلمي الاقتصاد الطلبة في بيئة التعلم المفتوح عن بُعد. تناولت الدراسة تصورات 371 طالبًا وطالبة مسجلين في برنامج شهادة الدراسات العليا في التعليم وبرنامج بكالوريوس التربية، حيث شملت أدوات الدراسة استبيانًا عبر الإنترنت لقياس الفعالية وتأثير النموذج على التعلم الذاتي .أظهرت النتائج أن نموذج الصف المقلوب يعزز من أداء الطلبة الأكاديمي وإدراكهم الذاتي للمواد الدراسية، بالإضافة إلى دعم التعلم التفاعلي وتحفيز الطلبة على تحمل مسؤولية تعلمهم مع تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. ومع ذلك، لاحظ الباحث أن تطبيق هذه الاستراتيجية يتطلب تخطيطًا دقيقًا وجهدًا إضافيًا من جميع الأطراف المعنية. تُعد الدراسة إضافة قيمة لفهم تطبيقات الصف المقلوب في التعليم المفتوح عن بُعد وتعزيز التعلم الرقمي.

هدفت دراسة الناجم (2018) إلى استكشاف تأثير استخدام استراتيجية الصف المقلوب في تدريس مقرر الثقافة الإسلامية على التحصيل الدراسي والدافعية للتعلم لدى طلبة السنة التحضيرية في جامعة شقراء. تم تقسيم العينة إلى مجموعتين: مجموعة تجريبية تضم 20 طالبًا، وأخرى ضابطة مكونة من 20 طالبًا .أعد الباحث المادة التعليمية لتدريس مقرر الثقافة الإسلامية باستخدام استراتيجية الصف المقلوب، بالإضافة إلى اختبار لقياس التحصيل في مستويات التذكر، والفهم، والتطبيق. كما استخدم مقياسًا للدافعية للتعلم، شمل ثلاثة محاور: المثابرة، والطموح، والاستمتاع بالمنافسة. أسفرت نتائج الدراسة عن وجود تأثير إيجابي كبير لاستراتيجية الصف المقلوب في تنمية التحصيل الدراسي وزيادة مستوى الدافعية للتعلم لدى الطلبة.

هدفت دراسة بويل وآخرون (2019) إلى تحليل تأثير استخدام استراتيجية الفصل المقلوب في تعليم التنمية المستدامة على إدراك الطلبة والتزامهم بقضايا التنمية المستدامة في جامعة تكنوكامبوس بإسبانيا. شارك في الدراسة 154 طالبًا خلال الفترة من 2015 إلى 2019، حيث تم استخدام أدوات بحث تضمنت استبيانات لقياس إدراك الطلبة لمتغيرات اجتماعية ومعرفية وتحفيزية، وتم تصميم مواد تعليمية تضمنت مقاطع فيديو ونصوصًا ومواد أخرى تُستخدم في بيئة تعلم عبر منصة Moodle .أظهرت نتائج الدراسة وجود تأثير إيجابي كبير لاستراتيجية الفصل المقلوب في تعزيز التعلم النشط والتأملي، مما أسهم في تحسين التفكير النقدي والعمل الجماعي لدى الطلبة، فضلًا عن زيادة وعيهم والتزامهم بقضايا التنمية المستدامة. وأوصت الدراسة بأهمية دمج هذه الاستراتيجية في مناهج التعليم العالي لتعزيز مهارات الطلبة ودعم أهداف التنمية المستدامة.

وهدفت دراسة جيونج وآخرين (2024 Jeong et al.) إلى استكشاف فعالية نهج الصف المقلوب في تعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية ضمن برامج إعداد المعلمين. تناولت الدراسة تجربة 34 طالبًا معلمًا أكملوا استبيانات لتقييم تجربتهم، بالإضافة إلى مقابلات جماعية مركزة شارك فيها 19 طالبًا، إلى جانب جمع 143 ملاحظة عبر بطاقات الخروج بعد كل جلسة دراسية. ركزت الدراسة على تحليل التصورات حول هذا النهج، حيث أظهرت النتائج أن نموذج الصف المقلوب قد عزز من استغلال الوقت داخل الفصول الدراسية للنقاشات والأنشطة التفاعلية، كما أتاح للطلاب مرونة في التعلم من خلال مشاهدة المحاضرات المصورة وفق احتياجاتهم، مما ساهم في تحسين مستوى الفهم والتفاعل. ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى تحديات تمثلت في زيادة الأعباء الدراسية ومتطلبات تنظيم الوقت، بالإضافة إلى تفاوت استعداد الطلبة الذي أثر على جودة النقاشات الجماعية. أظهرت الدراسة أيضًا أن معظم المشاركين كانوا راضين عن التجربة وأوصوا بتطويرها من خلال تحسين جودة المحاضرات المصورة وإضافة أنشطة تفاعلية متنوعة. خلص الباحثون إلى أهمية توفير تدريب إضافي ودعم مستمر للمعلمين لتطبيق هذا النهج بفعالية.

التعليق على الدراسات السابقة:

استفادت الدراسة الحالية من الدراسات السابقة في بناء خلفية نظرية متكاملة حول استراتيجية الصف المقلوب ودورها في تحسين العملية التعليمية. ركزت الدراسات السابقة، مثل دراسة ويليس (2013) وأركوس (2014)، على أهمية الصف المقلوب في تعزيز التعلم الذاتي وتفاعل الطلبة مع المحتوى التعليمي. هذا يعكس التوجه الذي تتبناه الدراسة الحالية نحو استقصاء آراء المعلمين حول مدى فعالية هذه الاستراتيجية في المرحلة الابتدائية. بينما أظهرت دراسات مثل كابي (2018) وفان ويك (2018) دور الصف المقلوب في دعم التحصيل الأكاديمي، ركزت الدراسة الحالية على تحديات التطبيق في بيئة تعليمية مغايرة. من جهة أخرى، توصلت دراسات مثل فاجات وتشانغ وتشانغ (2016) إلى نتائج تشير إلى التحسن الملحوظ لدى الطلبة من ذوي التحصيل المتدني، مما يعزز فكرة أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تساهم في معالجة الفروق الفردية بين الطلبة، وهو ما تسعى الدراسة الحالية إلى تسليط الضوء عليه. كذلك، تناولت دراسات مثل كاراسلان وتشيلبي (2017) وجيونج وآخرين (2024) تحديات تطبيق الصف المقلوب مثل إدارة الوقت وتفاوت استعداد الطلبة. استندت الدراسة الحالية إلى هذه النتائج في تحليل المعيقات التي يواجهها المعلمون في المرحلة الابتدائية عند تطبيق هذه الاستراتيجية خاصة فيما يتعلق بالجوانب التقنية والبنية التحتية. بالمقابل، تتميز الدراسة الحالية بالتركيز على المرحلة الابتدائية وبيئة تعليمية، مما يضيف بُعدًا جديدًا للدراسات حول استراتيجية الصف المقلوب. سعت الدراسة إلى دمج ما توصلت إليه الدراسات السابقة مع تحليل السياق المحلي، بهدف تقديم توصيات عملية لتطوير أداء المعلمين وتذليل العقبات التي تواجههم عند تطبيق هذه الاستراتيجية.

منهجية الدراسة وإجراءاتها

منهج الدراسة: اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج الوصفي التحليلي، والذي عرفه (عبيدات وآخرون،2010) بأنه أحد المناهج البحثية التي تهدف إلى دراسة الظواهر كما هي في الواقع، من خلال وصفها وصفًا دقيقًا وتحليل مكوناتها وعلاقاتها، بهدف الوصول إلى فهم أعمق وتفسير للعوامل المؤثرة فيها. يعتمد هذا المنهج على جمع البيانات من مصادر متعددة، مثل الاستبانات والمقابلات والملاحظات، ثم تحليلها باستخدام الأساليب الإحصائية أو النوعية للوصول إلى استنتاجات تساعد في فهم الظاهرة المدروسة والتوصية بحلول أو تحسينات.

مجتمع الدراسة: تكون مجتمع الدراسة من معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية.

عينة الدراسة: تم اختيار العينة بالطريقة الميسرة أو المتاحة من معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية. وقد تكونت عينة الدراسة من (42) معلمًا ومعلمة.

أداة الدراسة:

استخدمت الباحثتان أداة الاستبانة كأداة تهدف إلى قياس آراء المعلمين والمعلمات حول تطبيق ومعيقات استراتيجية الصف المقلوب في المرحلة الابتدائية. تضمنت الاستبانة مجموعة من الفقرات الموزعة على محاور متعددة، شملت المعيقات التربوية، التقنية، والإدارية، بالإضافة إلى جوانب التطبيق العملي للاستراتيجية. تم تصميم فقرات الاستبانة وأسئلتها بعناية بناءً على الأدبيات التربوية ذات الصلة، مع مراعاة وضوح الأسئلة وارتباطها بأهداف الدراسة. خضعت الاستبانة للفحص من قبل الدكتورة سائدة عفونة لضمان صدق المحتوى وسلامة الصياغة. تم جمع البيانات من خلال استبانة إلكترونية تم توزيعها عبر منصة Google Forms. وتم تحليل الإجابات باستخدام برنامج الإحصاء (SPSS) للحصول على النتائج وتفسيرها بشكل علمي ومنهجي.

إجراءات الدراسة

-الاطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة، خاصة تلك التي تناولت استراتيجية الصف المقلوب، واستعراض النماذج والأدوات المستخدمة في هذه الاستراتيجية.

– تصميم الاستبانة الإلكترونية باستخدام منصة Google Forms لاستقصاء آراء معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية حول تطبيق ومعيقات استراتيجية الصف المقلوب.

– التأكد من صدق وثبات الاستبانة.

– تجهيز المنهجية الإحصائية باستخدام برنامج SPSS لتحليل البيانات بعد جمعها.

– توزيع الاستبانة الإلكترونية عبر وسائل الاتصال المختلفة (مثل البريد الإلكتروني والمجموعات التعليمية) لجمع آراء 42 معلمًا ومعلمة يعملون في المدارس الابتدائية.

– التأكد من شمولية الردود وصحتها، وإجراء مراجعة مبدئية للبيانات لضمان جاهزيتها للتحليل.

– جمع البيانات وتحليلها باستخدام برنامج SPSS للوصول إلى المؤشرات الإحصائية ذات الصلة بالدراسة.

إدخال البيانات إلى الحاسب ومعالجتها إحصائيًا باستخدام برنامج SPSS.

– تحليل نتائج الاستبانة وتفسيرها للوصول إلى فهم عميق حول آراء المعلمين والمعيقات التي تواجههم أثناء تطبيق استراتيجية الصف المقلوب.

– مقارنة النتائج مع الدراسات السابقة لتحديد أوجه التشابه والاختلاف.

– وضع التوصيات المناسبة بناءً على النتائج، بما يسهم في تذليل العقبات وتعزيز استخدام استراتيجية الصف المقلوب في المرحلة الابتدائية.

صدق أداة الدراسة وثباتها:

في البحث الحالي تم احتساب معامل “كرونباخ ألفا” للبعد العام “معيقات استراتيجية الصّف المقلوب ” حيث بلغت قيمته (=0.95 α). للبعد الأول “المعيقات التربوية والتعليمية” بلغت قيمته (=0.86 α)، للبعد الثاني “المعيقات التقنية والبنية التحتية” بلغت قيمته (=0.92 α)، للبعد الثالث “المعيقات الإدارية والتنظيمية” بلغت قيمته (=0.87 α). بذلك نلاحظ ان الاستمارة ذات درجة ثبات عالية جدا وبذلك فإنها ثابتة. سلم القياس في الاستمارة، يؤشر في المعدل الأعلى (كلما كان أقرب الى 4) الى مستوى عالٍ من التأثير من قبل كل معيق ضمن استراتيجية الصّف المقلوب والعكس كلما كان أقل (أقرب الى 1) فانه يشير الى مستوى متدنٍ من التأثير من قبل كل معيق ضمن استراتيجية الصّف المقلوب.

النتائج ومناقشتها

يوضح الجدول ادناه خصائص العينة حيث شارك حيث 88% منهم معلمات و12% معلمين ذكور. 19% سنوات خبرتهم تتراوح بين 5-10 سنوات، 12% سنوات خبرتهم تتراوح بين 10-15 سنة، 29% سنوات خبرتهم تتراوح بين 15-20 سنة و40% سنوات خبرتهم تفوق ال-20 سنة. تجدر الإشارة الى ان 71% من المعلمين سبق لهم استخدام استراتيجية الصف المقلوب، بينما 29% لم يستخدموا استراتيجية الصف المقلوب من قبل. انظر جدول رقم 1.

جدول رقم 1: تكرارية ونسب مئوية لتوزيع العينة n=42

   

N

%

الجندر

معلم

5

11.9

معلمة

37

88.1

سنوات الخبرة

5-10 سنوات

8

19

10-15 سنة

5

11.9

15-20 سنة

12

28.6

20 سنة فما فوق

17

40.5

هل سبق لك استخدام استراتيجية الصف المقلوب؟

لا

12

28.6

نعم

30

71.4

لفحص سؤال البحث الأول “ما هي اراء المعلمين حول استراتيجية الصف المقلوب ” تم احتساب تكرارية ونسب مئوية لبنود متغير اراء المعلمين حول استراتيجية الصف المقلوب كما يظهر في جدول رقم 2.

جدول رقم 2: تكرارية ونسب مئوية لبنود متغير اراء المعلمين حول استراتيجية الصف المقلوب n=42

   

N

%

ما مدى معرفتك باستراتيجية الصف المقلوب؟

سمعت عنها لكني لا اعرف تفاصيلها

11

26.2

لدي خبرة عملية في تطبيقها

19

45.2

لدي معرفة جيدة بها نظريا

10

23.9

لم اسمع عنها من قبل

2

4.8

إذا كنت قد استخدمت استراتيجية الصف المقلوب في التدريس، ما هو مستوى نجاحها برأيك؟

كانت ناجحة الى حد كبير

12

28.6

كانت ناجحة جدا

8

19

كانت ناجحة جزئيا

20

47.6

لم تكن ناجحة

2

4.8

ما هو مصدر معرفتك باستراتيجية الصف المقلوب؟

استكمالات ودورات تدريبية

9

21.4

الانترنت او مصادر تعليمية الكترونية

13

31

الزملاء او الاداريون

3

7.1

تجارب شخصية او اطلاع ذاتي

13

31

لم احصل على أي معرفة مسبقة

4

9.5

هل ترى أن استراتيجية الصف المقلوب مناسبة لطبيعة المادة التي تُدرّسها؟

غير متأكد

3

7.1

غير مناسبة

2

4.8

مناسبة جزئيا

19

45.2

نعم مناسبة تماما

18

42.9

في رأيك، ما هي الفوائد التي قد تحققها استراتيجية الصف المقلوب؟

تحسين استيعاب الطلبة للمواد الدراسية

2

4.8

تحفيز الطلبة على التعلم الذاتي

24

57.1

تعزيز التفاعل بين الطلبة والمعلم

9

21.4

توفير وقت للأنشطة التفاعلية داخل الصف

6

14.3

كل الإجابات صحيحة

1

2.4

ما مدى وضوح ماهية استراتيجية الصف المقلوب بالنسبة لك؟

غير واضحة تماما

3

7.1

واضحة بشكل جزئي

20

47.6

واضحة تماما

19

45.2

هل ترى أن تطبيق استراتيجية الصف المقلوب يتطلب تغييرًا كبيرًا في أسلوبك التدريسي؟

لا، اسلوبي التدريسي متوافق مع هذه الاستراتيجية

13

31

نعم، تغييرا كبيرا

11

26.2

نعم، اكن تغييرا محدودا

18

42.9

هل توفر المدرسة الدعم اللازم لك لفهم كيفية تطبيق استراتيجية الصف المقلوب؟

لا

11

26.2

نعم

31

73.8

هل ترى أن هناك حاجة لمزيد من التدريب المهني لتطبيق هذه الاستراتيجية بفعالية؟

لا

2

4.8

نعم

40

95.2

يشير جدول رقم (2): ان ما يقارب 95% من المعلمين لديهم معرفة باستراتيجية الصف المقلوب. كما ما يقارب 48% من المعلمين يرون بأن استخدام الاستراتيجية كان ناجحا، كذلك ما يقارب 43% من المعلمين يرون بأن الاستراتيجية كانت مناسبة لطبيعة المادة المشروحة. 52% من المعلمين أفصحوا بأن مصدر معرفتهم للاستراتيجية هو استكمالات او مصادر تعليمية إلكترونية بينما 38% من الزملاء او تجارب شخصية والبقية لم يحصلوا على معرفة مسبقة. أكثر من 50% من المعلمين يرون بأن هدف استراتيجية الصف المقلوب هو تحفيز الطلبة على التعلم الذاتي. وما يقارب 90% يرون بأن الاستراتيجية واضحة. من جهة أخرى رغم ان 74% من المعلمين يرون بأن المدرسة توفر الدعم اللازم لهم لفهم كيفية تطبيق استراتيجية الصف المقلوب الا انهم ما زاولا بحاجة لمزيد من التدريب المهني لتطبيق هذه الاستراتيجية بفعالية.

لفحص سؤال البحث الثاني “ما هي أبرز التحديات والمعيقات التي تواجه المعلمين في تطبيق استراتيجية الصف المقلوب” تم احتساب معدل وانحراف معياري لمتغير البحث كما يظهر في جدول رقم 3.

جدول رقم 3: معدل وانحراف معياري لمتغير المعيقات التي تواجه المعلمين في تطبيق استراتيجية الصف المقلوب n=42

عدم تقبل الطلبة لهذا النمط التعليمي

3.07

.710

مقاومة أولياء الأمور للتغيير في أسلوب التعليم

3.00

.820

ضعف المهارات التقنية لدى بعض المعلمين

3.29

0.63

عدم توفر مواد تعليمية ملائمة للتطبيق

2.98

0.71

ضعف متابعة الطلبة للمواد التعليمية خارج الصف

3.19

.630

عدم تحفيز الطلبة للتفاعل مع المحتوى قبل الحصة

3.02

.710

صعوبة تحديد الوقت المناسب لتقديم الأنشطة التفاعلية أثناء الحصة

2.74

0.79

نقص التفاعل بين الطلبة خلال الأنشطة الجماعية

3.00

0.62

تبادل الخبرات بين المعلمين الى ارتفاع نسبة استعمال الاستراتيجية

3.48

.590

معيقات تربوية تعليمية

3.08

0.48

ضعف البنية التحتية التقنية (إنترنت، أجهزة)

3.19

.770

نقص الأجهزة المناسبة لدى الطلبة

3.20

.640

انقطاع الكهرباء أو ضعف الاتصال بالإنترنت

3.24

.750

عدم وجود وقت كافٍ لتحضير الدروس المقلوبة

2.98

.810

اختلاف استيعاب الطلبة للمواد المعروضة مسبقًا

3.02

0.68

صعوبة إدارة الصف نتيجة اختلاف مستوى التحضير بين الطلبة

2.90

.750

البرنامج المدرسي المزدحم يؤثر على قدرة المعلم على تطبيق الاستراتيجية

2.81

0.86

معيقات تقنية وبنية تحتية

3.04

0.62

نقص الدعم الإداري من إدارة المدرسة

2.98

0.60

عدم توفر وقت كافٍ لتصميم وتنفيذ الدروس

3.02

.600

غياب التدريب على استخدام استراتيجية الصف المقلوب

3.17

.530

نقص الحوافز المقدمة للمعلمين لتطبيق الاستراتيجية

2.86

0.81

غياب خطط واضحة من إدارة المدرسة لتطبيق الاستراتيجية

2.95

0.82

صعوبة التنسيق مع أولياء الأمور بشأن استخدام هذه الاستراتيجية

2.90

.790

معيقات إدارية وتنظيمية

2.98

0.55

مستوى مجمل المعيقات

3.03

0.50

يشير جدول رقم (3): ان مستوى المعيقات التي تواجه المعلمين في تطبيق استراتيجية الصف المقلوب هو عالٍ (M=3.03, SD=0.50) كذلك على مختلف أنواع المعيقات فان مستوى المعيقات التربوية والتعليمية عالٍ نسبيا (M=3.08, SD=0.48)، مستوى المعيقات التقنية والبنية التحتية عالٍ نسبيا (M=3.04, SD=0.62) وايضا مستوى المعيقات الإدارية التنظيمية عالٍ نسبيا (M=2.98, SD=0.55).

تظهر نتائج الدراسة أن استراتيجية الصف المقلوب كانت فعالة في تحقيق أهدافها التعليمية، حيث أظهرت بيانات التحليل أن المعلمين يرون أن هذه الاستراتيجية تعزز من تعلم الطلبة وتفاعلهم مع المحتوى الدراسي. كما أظهرت النتائج أن أكثر من 50% من المعلمين يعتبرون أن الهدف الأساسي لهذه الاستراتيجية هو تحفيز الطلبة على التعلم الذاتي. ومن ناحية أخرى، أشارت الدراسة إلى تحديات تطبيق الاستراتيجية، حيث أبرز المعلمون المعيقات التقنية والبنية التحتية كأحد أكبر العقبات.

مقارنة نتائج الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة:

أكدت نتائج الدراسة الحالية أن توظيف التقنية الحديثة في استراتيجية الصف المقلوب مكّن المعلمين من تقديم المحتوى التعليمي عبر مقاطع الفيديو، مما أتاح للطلاب مرونة في التعلم وفقًا لأوقاتهم وظروفهم. هذا يتماشى مع نتائج دراسات مثل ليو (2017) وفاجات وتشانغ (2016)، التي أشارت إلى أهمية دمج التكنولوجيا في تعزيز التعلم الذاتي.

كما أظهرت الدراسة أن تعزيز التفاعل داخل الصف من خلال استغلال الوقت الصفي في الأنشطة التفاعلية، مناقشة الأفكار، والعمل الجماعي، ساهم بشكل كبير في تحسين مستوى فهم الطلبة. هذه النتيجة تتوافق مع دراسة فان ويك (2018) التي أكدت أن الاستراتيجية تعزز الفهم العميق للمادة وتزيد من التفاعل بين الطلبة والمعلمين.

إضافة إلى ذلك، أوضحت النتائج أن مراعاة الفروق الفردية كان أحد الجوانب الإيجابية للاستراتيجية، حيث مكّنت مقاطع الفيديو الطلبة من مراجعة الدروس أو تجاوزها وفقًا لاحتياجاتهم، مما عزز من استيعابهم للمادة الدراسية ورفع دافعيتهم نحو التعلم.

ومن حيث دور المعلمين، كشفت الدراسة أن الصف المقلوب حفّزهم على تبني أساليب تدريس أكثر ابتكارًا، حيث تحوّل دورهم من مجرد ملقنين إلى موجهين ومحفزين، مما انعكس إيجابيًا على تحصيل الطلبة الأكاديمي.

لكن في المقابل، أشارت النتائج إلى وجود تحديات تقنية وإدارية تعيق تطبيق الاستراتيجية بفعالية، ومن أبرزها نقص الأجهزة المناسبة وضعف الاتصال بالإنترنت، وهي صعوبات تتفق مع نتائج دراسة كاراسلان وتشيلبي (2017) التي أكدت أن الجوانب التكنولوجية والبنية التحتية تشكل عائقًا أمام التطبيق الناجح للصف المقلوب.

وعلى الرغم من أن غالبية المعلمين يرون أن الاستراتيجية متوافقة مع طبيعة المادة التي يدرسونها، إلا أنهم أكدوا على الحاجة إلى دعم إداري أكبر يشمل التدريب المهني المستمر وتوفير الموارد المادية، وهو ما يتماشى مع دراسة كابي (2018) التي أوضحت أهمية الدعم المؤسسي لضمان نجاح الاستراتيجية.

بشكل عام، تتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسات مثل ليو (2017) وفاجات وتشانغ (2016) في التأكيد على فعالية استراتيجية الصف المقلوب في تعزيز التفاعل والتعلم الذاتي. ومع ذلك، تختلف النتائج عن دراسة كابي (2018)، التي لم تجد فروقًا ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين، مما يشير إلى أن السياق والبيئة التعليمية قد تلعبان دورًا رئيسيًا في تحديد مدى نجاح هذه الاستراتيجية.

التوصيات والمقترحات:

في ضوء ما أظهرته نتائج الدراسة، توصي الباحثتان بما يلي:

ضرورة تدريب المعلمين: توفير برامج تدريبية متخصصة للمعلمين في المدارس الابتدائية حول تطبيق استراتيجية الصف المقلوب بفعالية، مع التركيز على كيفية مواجهة المعيقات التقنية والإدارية لضمان تحسين جودة التعليم.

تبني استراتيجية الصف المقلوب في المدارس الابتدائية: حث إدارات المدارس والموجهين على دعم استخدام استراتيجية الصف المقلوب كجزء من المناهج التعليمية المعتمدة، بما يتماشى مع احتياجات الطلبة في المرحلة الابتدائية.

تصميم موارد تعليمية مبتكرة: إنتاج مواد تعليمية رقمية مثل مقاطع الفيديو التعليمية، التي تراعي الفروق الفردية بين الطلبة وتساهم في تحسين التفاعل مع المحتوى الدراسي، والاستفادة من منصات التعلم الإلكتروني لتوفير هذه الموارد بسهولة.

إجراء المزيد من الدراسات: تشجيع الباحثين على إجراء دراسات مستقبلية حول فعالية استراتيجية الصف المقلوب في تطوير مهارات التعلم الذاتي والتفكير النقدي، مع التوسع في تطبيقها على موضوعات دراسية مختلفة.

دعم البنية التحتية: تعزيز البنية التحتية التقنية في المدارس الابتدائية، بما يشمل توفير أجهزة إلكترونية واتصال إنترنت مستقر، لدعم تطبيق استراتيجية الصف المقلوب بفاعلية.

المصادر والمراجع

المراجع بالعربية:

  • بلال، أماني عبد المنعم عبد الله (2018). أثر استخدام استراتيجية التدريس الصفّي المقلوب في تنمية المفاهيم النحوية والتحصيل الدراسي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية. مجلة القراءة والمعرفة، (203)، 15-43.
  • الدوسري، فؤاد فهيد، وآل مسعد، أحمد زيد (2017). فاعلية تطبيق استراتيجية الصف المقلوب على التحصيل الدراسي لتعلم البرمجة في مقرر الحاسب وتقنية المعلومات لدى طلاب الصف الأول الثانوي. المجلة الدولية للأبحاث التربوية، 41 (3)، 138-164.
  • الزبون، أحمد (2020). أثر استراتيجية الصف المقلوب في تحسين مستوى الدافعية والتحصيل الدراسي لدى التلاميذ بطيئي التعلم في الرياضيات. دراسات العلوم التربوية، 47(3)، 333-350.
  • شرف الدين، شكري (2015). اللامساواة في المدرسة وتأثيرها على التحصيل المدرسي. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة محمد خيضر، بسكرة.
  • السنانية، عائشة خميس، والبلوشية، ريمه سعيد (2018) فاعلية نموذج الفصل المقلوب في التحصيل الدراسي في مادة الرياضيات التطبيقية والاتجاهات نحو الرياضيات لدى طالبات الصف الحادي عشر بمحافظة شمال.
  • الباطنة بسلطنة عمان. مجلة تربويات الرياضيات، 21 (7)، 304-261
  • الشرمان، عاطف (2015). التعلم المدمج والتعلم المعكوس. عمان: دار المسيرة.
  • العمري، ردعان سالم (2018). أثر استخدام استراتيجية الصف المقلوب في تدريس الفقه على تنمية التحصيل لدى طلاب المرحلة الثانوية. مجلة كلية التربية، 34 (9)، 42-65.
  • عبد الغني، كريمة (2016). فاعلية استخدام استراتيجية التعلم المقلوب على التحصيل وبقاء أثر التعلم فى تدريس التاريخ لدى طلاب المرحلة الثانوية. مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس – العدد الرابع والسبعون.
  • عبيدات، ذياب، وعدس، عبد الرحمن، وعبد الحق، كايد (2010). البحث العلمي: مفاهيمه، أدواته وأساليبه. دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
  • العطية، نوره حمد (2018). أثر استخدام استراتيجية الصف المقلوب في تنمية مهارات التفكير الناقد لدى طالبات كلية التربية بجامعة المجمعة. مجلة القراءة والمعرفة – مصر، (197)، 17-56
  • الكحيلي، ابتسام سعود (2015). الفصول المقلوبة من أجل متعلم مدى الحياة. الرياض: المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد. مسترجع من: http://training.elc.edu.sa/sites/default/files/content.pdf
  • الكحيلي، ابتسام سعود(2015م). فاعلية الفصول المقلوبة في التعليم. مكتبة دار الزمان، المدينة المنورة، السعودية.
  • المناعي، شمسان عبد الله (2017) استراتيجيات التعلم الإبداعي، ط 1 ، عمان دبي مركز ديبونو لتعليم التفكير.
  • متولي، علاء الدين سعد، سليمان، ومحمد وحيد (2015). الفصل المقلوب (مفهومه – مميزاته- استراتيجية تنفيذه). تم الاسترجاع في 1 sep 2015

http://emag.mans.edu.eg.\index.php?page=news&task=show&id

  • مخلوفي، سميحة (2018). استراتيجيات التعلم لدى الطالب الجامعي وعلاقتها بالتحصيل الدراسي. أطروحة ماجستير غير منشورة، جامعة العربي بن مهيدي- أم البواقي.
  • وهدان ،عفونة .(2022). أثر استراتيجية الصف المقلوب في تحصيل طلبة الصف السابع الأساسي في مادة الرياضيات في محافظة نابلس. مجلة العلوم التربوية والنفسية- المجلد (6) – العدد (1)

المراجع بالإنجليزية:

  • Arcos, B. (2014). Flipping with OER: K12 teachers’ views of the impact of open practices on students. In Proceedings of Open Course Ware Consortium Global 2014: Open Education for a Multicultural World.
  • Buil-Fabregá, M., Martínez-Casanovas, M., Ruiz-Munzón, N., & Leal Filho, W. (2019). Flipped classroom as an active learning methodology in sustainable development curricula. Sustainability, 11(17), 4577.
  • Borg, S. (2006). Teacher Cognition and Language Education: Research and Practice.
  • Cabi, E. (2018). The Impact of the Flipped Classroom Model on Student’s Academic Achievement. International Review of Research in Open and Distributed Learning, 19(3).
  • Chung, E. J., & Byoung, H. L. (2018). The Effects of Flipped Learning on Learning Motivation and Attitudes in a Class of College Physical Therapy Students’, Journal of Problem-Based Learning, 5(1), 2288-8675.
  • Van Wyk, M. M. (2018). Economics student teachers’ views on the usefulness of a flipped classroom pedagogical approach for an open distance eLearning environment. The International Journal of Educational Technology in Higher Education, 15(7).
  • Lauren E. Willis. (2013). ” Classroom inverted and the role of school education (Gowaya) in (Ambato) Ecuador ,An Electronic Journal of the U.S. Department of Educational Sciences, Vol. 6, No. 1.
  • Karaaslan, H., & Çelebi, H. (2017). An investigation of flipped classroom applications in teacher education: A developmental design and student evaluations. International Journal of Instruction, 10(4), 17-34.
  • Bergmann, J., & Sams, A. (2012). Flip Your Classroom: Reach Every Student in Every Class Every Day (pp. 120-190). Washington DC: International Society for Technology in Education.
  • Ilgu, A. K., Cherrez, N. J. & Jahren C. T. (2018). A systematic review of research on the flipped learning method in engineering education. British Journal of Educational Technology, 49(3), 398-411
  • Kelso, M.L. (2015). The pedagogy of Flipped Instruction in Oman. TOJET, 14(1):143-150.
  • Robbins, S. P., & Judge, T. A. (2019). Organizational Behavior. Pearson Education.
  • Leo, C. (2017). Flipped Classroom Pedagogical Model and Middle-Level Mathematics Achievement: An Action Research Study, Doctoral Dissertation, University of South Carolina. Retrieved from https://scholarcommons.sc.edu/etd/4304