دور مركز التنمية الاجتماعية شندي (المركز القومي لتدريب قيادات تعليم الكبار) في تنمية المجتمع المحلي بمحلية شندي- ولاية نهر النيل- السودان في الفترة (1960-1975)
Role of Social Development Centre (National Centre For Elder Training Leaders Education) In local Society Development In locality of Shendi- River Nile State-Sudan In (1960- 1975)
د. حسن عوض الكريم علي1، د. أحمد إدريس أحمد محمد2
1 أستاذ مشارك- قسم التأريخ- كلية الأداب- جامعة شندي- السودان.
بريد الكتروني:hassan_an1964@gmail.com
2 أستاذ مساعد- قسم الاجتماع والأنثروبولوجيا- كلية الدراسات التنموية- جامعة شندي- السودان.
بريد الكتروني: ahmedidris09127@gmail.com
DOI: https://doi.org/10.53796/hnsj63/18
المعرف العلمي العربي للأبحاث: https://arsri.org/10000/63/18
الصفحات: 328 - 341
تاريخ الاستقبال: 2025-02-07 | تاريخ القبول: 2025-02-15 | تاريخ النشر: 2025-03-01
المستخلص: هدفت الدراسة إلي التعرف علي دور مركز التنمية الاجتماعية شندي في تنمية المجتمع المحلي في الفترة من 1960-1975م، طرحت الدراسة العديد من التساؤلات حول دور مركز التنمية الاجتماعية شندي في تنمية وتطوير المجتمع، وماهي البرامج والمداخل الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي تم تطبيقها لتحقيق أهداف المركز؟، إستخدمت الدراسة المنهج الوصفي والتأريخي لتحليل وتفسير الدراسة، توصلت الدراسة لنتائج أهمها: أن مركز التنمية الاجتماعية شندي أسهم في نشر التنمية الاجتماعية والتنمية الريفية وذلك عن طريق منهجي التربية الأساسية والتنمية المجتمعية، وأخيراً أوصت الدراسة بضرورة العمل علي إستئناف النشاط التنموي للمركز وإستقطاب الدعم اللازم لذلك.
الكلمات المفتاحية: التنمية الاجتماعية، تعليم الكبار، تنمية المجتمع.
Abstract: The study aims at identifying the role of social development in Shendi developing the local Society in 1960- 1975, The study posits many questions in the role of social development centre in Shendi on developing the Society, and what the programs and social pedagogical and economic approaches that has been applied to achieve the centre goals?. The study used the historical descriptive method to analyze and interpret the study. The study reached to results, most importantly: Shendi development centre contributed in spread of social development rural development, this though the main development and social development method. Finally, The study recommended the necessity of resuming the centre development activity and getting the necessary support for the purpose.
Keywords: Social Development, Elder Education, Society Development.
المقدمة:
تعتبر التنمية الاجتماعية من أهم القضايا التي تشغل بال الباحثين والمجتمعات النامية والدول سعياً منها لتطوير قدرات الشعوب والمجتمعات وتحسين مستواهم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، إذا يمثل الإنسان جوهر هذه العملية التنموية بكافة مستواياتها القومي منها والمحلي، خاصة وأن المجتمعات المحلية في الدول النامية تتنشر فيها الأمية والفقر وضعف الإمكانات اللازمة للتنمية. ويمكن أن تتحقق برامج التنمية الاجتماعية لإي مجتمع إذا أحس أفراده بمشكلاتهم وإحتياجاتهم وسعوا لحلها، إذا يكمن الدور المناط به من مراكز التنمية الاجتماعية هو إستثارة وتعبئته المجتمع المحلي لحل مشاكله وفق خطط وبرامج أنية ومستقبلية، كما تلعب مراكز التنمية الاجتماعية دوراً هاماً في تلبية إحتياجات السكان وحل مشكلاتهم وإحداث التنمية الثقافية والتغيير الأيدولوجي في المجتمعات المحلية، ولتحقيق ذلك ويمكن تطبيق عدة مداخل اجتماعية كمدخل الإرشاد الزراعي ومداخل تعليمية، كمدخل محو الأمية وتعليم الكبار، ومداخل إنتاجية. ولضمان نجاح هذه البرامج والمشروعات لابد من مشاركة الأهالي في كافة الجهود والمراحل وخاصةً مساهمة الشباب والنساء في التخطيط لتنمية وإتخاذ القرارات وتنفيذ المشروعات.
مشكلة الدراسة:
علي الرغم من الأدوار الاجتماعية والتنموية التي ظل يقدمها مركز التنمية الاجتماعية شندي من(1960- 1975م) كمرحلة أولي بالإضافة للمراحل الأخري، إلا أنه لم يجد إهتمام الباحثين أو المؤسسات الحكومية لدراسته والإستفادة من تجاربه المحلية والعالمية، فضلاً عن ذلك لم يعد للمركز نشاط التنموي ملحوظ في الفترات التالية لمراحله الأولي والثانية بالرغم من تجربته الثرة في برامج تنمية المجتمع وتعليم الكبار، لذلك جأت هذه الدراسة للوقوف علي المشكلة ومعرفة أسبابها وتحليلها من خلال السؤال التالي: ماهو دور مركز التنمية الاجتماعية شندي(المركز القومي لتدريب قيادات تعليم الكبار) في التنمية المجتمع المحلي؟
أهمية الدراسة:
تستمد الدراسة أهميتها في أنها تتناول موضوعاً اجتماعياً وتنموياً هاماً يتمثل في أهمية دور مراكز التنمية الاجتماعية في إحداث التغيير الشامل فضلاً عن دورها في توحيد الجهود الحكومية والأهلية والمنظمات التطوعية وتسخيرها لتنمية المجتمع، عليه فإن أهمية الدراسة ومبرراتها تبرز في الآتي:
أ/ الأهمية العلمية: إثراء المعرفة العلمية والنظرية والإستعانة بالنظريات الاجتماعية والاقتصادية، وإثراء المكتبات والبحث العلمي بالمعلومات التي يمكن أن تستند عليها المؤسسات وطلاب البحث العلمي والمهتمين بقضايا تنمية المجتمع.
ب/ الأهمية العملية: الإستفادة من خبرات المركز وتجاربه وتوجيهها في تأهيل الكفاءات والقيادات المجتمعية للمشاركة في عملية صنع القرارات والمساهمة في تحسين مستوي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
أهداف الدراسة:
الهدف العام: التعرف علي دور مركز التنمية الاجتماعية شندي في تنمية المجتمع المحلي في الفترة من 1960- 1975م.
الأهداف التفصيلية:
1/ التعرف علي نشأة وتطور المركز والتوثيق لمساهمته في تدريب وتأهيل القيادات التعليمية والشبابية والنسوية.
2/ التعرف علي مساهمة برامج محو الأمية وتعليم الكبار في تنمية وتطوير المجتمع.
3/ تحديد نوع البرامج الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية المقدمة للمجتمع وجهود المنظمات الإقليمية والدولية.
4/ الوصول لرؤية مستقبلية تقود المركز إلي تفعيل برامج تنموية تواكب إحتياجات المجتمع المحلي.
تساؤلات الدراسة:
1/ ماهو دور مركز التنمية شندي في تنمية وتطوير المجتمع المحلي؟.
2/ ماهي البرامج والمداخل الاجتماعية والاقتصادية التي تم تطبيقها في تحقيق أهداف المركز؟
3/ هل هنالك جهود قدمتها المنظمات الإقليمية والدولية وما مدى مساهمتها في تنمية وتطوير المجتمع؟
4/ ماهو التغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الذي أحدثه المركز علي المستوي المحلي والقومي؟
4/ ماهي الأسباب التي أدت لتوقف نشاط مركز التنمية الاجتماعية شندي؟
منهجية الدراسة:
إستخدمت الدراسة المنهج الوصفي والمنهج التأريخي من أجل تحليل وتفسير الدراسة والتعرف علي الواقع وتحليل الظاهرة موضوع الدراسة، كما تم إستخدام منهج المبادئ الأساسية لتنمية المجتمع لقياس فاعلية المركز في تنمية وتطوير المجتمع.
مجتمع الدراسة:
يتمثل في قيادات تعليم الكبار، وضباط المجتمع، نماذج للمجتمع المحلي من حلة قريش، وقري القليعة والنوراب.
المحور الأول: مفاهيم الدراسة:
التنمية الاجتماعية:
هي مجموعة من العمليات التي تستهدف إحداث التغير الاجتماعي المقصود عن طريق تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتوفير مزيد من برامج الرعاية من خلال الجهود البناءه بالإتساق مع نسق التنمية الاقتصادية في المجتمع. نجد أن لهذا التعريف ثلاثة أبعاد تحدد ماهية التنمية الاجتماعية جهود مخططة، هادفة للتغير الاجتماعي، علي إتساق مع النسق الاقتصادي (خاطر، 2002م).
ركائز التنمية الاجتماعية وعناصرها (المصدر، السايق، 2000):
تتلخص ركائز التنمية الاجتماعية في الآتي:
1/ إشراك أعضاء البيئة المحلية في التفكير والعمل علي وضع وتنفيذ البرامج التي تهدف إلي النهوض بهم وذلك عن طريق إثارة الوعي.
2/ تكامل مشروعات الخدمات والتنسيق بين أعمالها بحيث لا تصبح متكرره أو في حالة تضاد.
3/ الإسراع بالوصول إلي النتائج المادية الملموسة ذات النفع العام للمجتمع، ويري بعض العاملين في ميدان التنمية الاجتماعية أن يكون المدخل إلي هذا الميدان ممثلاً في برامج تتضمن خدمات سريعة النتائج.
4/ الإعتماد علي الموارد المحلية للمجتمع سواء أكانت مادية أو بشرية.
تعليم الكبار:
يعرف عبدالفتاح جلال تعليم الكبار بأنه: مجموع الجهود التربوبة التي تقدم للكبار خارج حدود التعليم النظامي بهدف معالجة نواحي القصور في حصيلتهم من التعليم النظامي، وزيادة كفاءاتهم وقدراتهم المهنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومن ثم المساهمة في تحقيق تقدم المجتمع ورفاهيته (السعيد، 2006).
كما يعرف بأنه مجموع العمليات التعليمية أياً كان مضمونها ومستواها وأسلوبها مدرسية كانت أو غير مدرسية كانت أو غير مدرسية وسواء أكانت إمتداداً أو بديلاً للتعليم الأول المقدم من المدارس والكليات والجامعات أو في فترة التلمذة الصناعية والذي يتوسل به الأشخاص الذين يعتبرون من الكبار في نظر المجتمع الذي ينتمون إليه لتنمية قدراتهم وإثراء معارفهم وزيادة مؤهلاتهم الفنية أو المهنية وتغيير مواقفهم أو مسلكهم. مستهدفين التنمية الكاملة لشخصيتهم والإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتوازنة المستقلة (حلمي ونوير، 1982).
خطوات بناء برامج تعليم الكبار: (السعيد، المصدر السابق).
1/ تحديد الأهداف التعليمية: هي نقطة البداية لأي برنامج تعليمي وفي ضوء ما تسعي المؤسسة إلي تحقيقه.
2/ إختيار محتوي البرامج: ويقصد بها المادة التعليمية التي يشملها البرنامج أو المحتوي التعليمي للبرامج يتم تحديدها علي ضوء الأهداف السابقة. ويمر بثلاثة مراحل وهي:
أ/ إختيار الموضوعات الرئيسية ب/ إختيار العناصر الفرعية ج/ إختيار الماده العلمية التفصيلية.
3/ تحديد طرق التدريس: من طرق التدريس التي تستخدم مع الكبار ما يلي: المحاضرة، المناقشة، حل المشكلات، الدراسات الميدانية، التعليم التعاوني، العروض العملية، الدروس العملية، تعليم الإستكشاف.
4/ الوسائل التعليمية: (الوسائط التعليمية)
5/ الأنشطة التعليمية: يمكن أن يقوم معد البرنامج تصوراً مبدئياً للأنشطة التي يقوم بها الدارسون أثناء التنفيذ.
6/ أساليب التقويم: ويستهدف التعرف علي مدئ نجاح المؤسسة التي تقدم البرامج ومدئ التفاعل بين الدارسين وخبرات البرامج، مع الأخذ في الإعتبار في تعليم الكبار يتحمل يتحمل المتعلمون قدراً كبيراً من مسئولية تقويمهم.
تنمية المجتمع المحلي:
تعريف الأمم المتحدة 1958: تري تنمية المجتمع المحلي بأنها مجموعة من المداخل والأساليب الفنية التي تعتمد علي المجتمعات المحلية كوحدات للعمل وتحاول أن تجمع بين المساعدات الخارجية وبين الجهود الذاتية المحلية المنظمة بشكل يوجه محلياً لمحاولة إستثارة المبادأة والقيادة في المجتمع المحلي بإعتبارها الأداة الرئيسية لإحداث التغيير(محمد، ناجي، 2008).
ويعرف كل من روبرت ماكيفر وتشارلس بيج المجتمع المحلي: علي أنه أعضاء أي جماعة صغيرة أو كبيرة يعيشون معاً بطريقة يترتب عليها أن يشاركوا في الظروف الأساسية للحياة المشتركة، ولا يشتركون في مصلحة دون غيرها ويتميز المجتمع المحلي بأن الفرد يستطيع أن يقضي حياته كلها داخله (صفي الدين، 2016).
لتنمية المجتمع المحلي العديد من المبادئ يمكن إيجازها في مايلي(محمد، ناجي، المصدر السابق):
أولاً مبدأ المشاركة: هي العملية التي من خلالها يلعب الفرد دوراً في الحياة السياسية والاجتماعية لمجتمعه وتكون لديه الفرصة لأن يشارك في وضع الأهداف العامة لذلك المجتمع.
ثانياً التقبل: يعني قيام من يعمل في تنمية المجتمع بتقبل المجتمع كما هو لا كما يجب أن يكون عليه بغض النظر عن سلوك أفراده أو معتقداته أو قيمه.
ثالثاً مبدأ تقرير المصير: أن الحرية أساس التنمية ومن حق الأهالي المجتمع أن يحددوا نوع التغيير الذي ينشدونه وأن يختاروا البرامج والمشروعات التي تحقق هذا التغيير.
رابعاً مبدأ الإستعانة بالخبراء:
خامساً مبدأ التكامل: يعني شمول هذه العملية كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
سادساً مبدأ الدراسة العلمية: وهذا يتطلب من العاملين في حقل تنمية المجتمع القيام يإستخدام المنهج العلمي عند التخطيط لتنميته والذي يبدأ دائماً بالدراسة المتعمقة وجمع البيانات عن المجتمع وتحليلها.
سابعاً المرونة: ونعني بالمرونة إستطاعة العاملين في حقل تنمية المجتمع أن يغيروا خططهم ومشروعاتهم وبرامجهم من وقت لأخر طبقاً للاحوال التي يمر بها المجتمع سواء ريفي أو حضري.
ثامناً مبدأ الإلتزام بحاجات الأهالي وحاجات المجتمع المحلي: يعني تقدير الإحتياجات بإعتبارها عملية تساهم في تحديد الأهداف وإتخاذ القرارات التخطيطية لبرامج الخدمات التي تشبع تلك الإحتياجات.
تاسعاً التقويم: يعتبر التقييم من المبادئ الهامة في تنمية المجتمع المحلي لابد ان ييلتزم بها العاملون في المجال، وفي بداية هذا المبدأ يكون هنالك تقويم للعمل.
أهمية المشاركة الشعبية والتنمية المحلية:
يمثل إسهام السكان المحليين في إحداثت التنمية المحلية أحد الدعامات الأساسية التي تستند عليها عمليات تنمية المجتمعات المحلية والتي تعتمد عليها كثير من المجتمعات وبخاصة المجتمعات النامية لإجتياز هوة التخلف واللحاق بركب المجتمعات المتقدمة. وهذه المشاركة الفاعلة للمواطنين لا تؤدي إلي زيادة الشعور بالكرامة لدي المواطنين وتنمية روح الجماعة فحسب، ولكنها تمد المشاريع التي تنفذ بمزيد من الحيوية وتؤمن فرص رقابة شعبية عليها، وهي فوق ذلك تهيئ فرصاً أكبر لوضع برامج واقعية تتفق مع حاجات المواطنين المحلية والإفادة من المبادرات المحلية الكثيرة للمساهمة في تنفيذها (من الله، د ت).
المداخل النظرية للتنمية:
1/ المدخل الاجتماعي للتنمية:
لقد لوحظ أن مستويات المعيشة والمؤشرات الاجتماعية لها دور مهم في سياسة التنمية، لقد أشار تقرير الأمم المتحدة ‘لي بعض المؤشرات الرئيسية لقياس مستويات المعيشة (الصحة، السكن، اللبس، الإستهلاك الغذائي، التعليم، العمالة، الضمان الاجتماعي) مع الأخذ في الإعتبار لما يتعلق بظروف المجتمع وأحواله والتي تتضمن أيضاً الإستهلاك الكلي، المدخرات، وسائل النقل، الإتصالات) حيث يمكن إعتبارها مؤشرات يمكن عمل مؤشرات نوعية لها لقياس جوانب التنمية الاجتماعية، كما يركز هذا المدخل علي عملية التنمية البشرية والذي أشار إليه روس Ross تحت عنوان العملية Process ولقد عبر عنه كاري تحت عنوان مدخل العمل الاجتماعي المتكامل، كما عبر عنه ساندرز بمدخل العملية والمنهج والنشاط (عبداللطيف، 2007).
المحور الثاني: التعريف بمركز التنمية الاجتماعية شندي:
الموقع:
يقع في الجزء الجنوبي من ولاية نهر النيل محلية شندي، وفي قلب مدينة شندي يتوسط منطقة ريفية عامرة بالقرى والمشروعات الانمائية الصناعية والزراعية … مع سهولة الوصول إليها الموقع المتوسط بالنسبة لبقية ولايات السودان … والقرب من العاصمة القومية، والهدف من إنشائه نشر التنمية الاجتماعية وتنمية المجتمع مستخدماً منهجيتى التربية الأساسية والتنمية المجتمعية، مستهدفاً بذلك تنمية الريفى السوداني لتخريج ضباط تنمية المجتمع (تقرير مركز التنمية شندي، 2022).
النشأة والتطور:
أنشئ في العام 1960م بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونسكو تحت مسمي مركز التنمية الاجتماعية، ومنذ نشأته مر بالمراحل التدريبية التالية، المرحلة الأولي التدريب علي برامج تنمية المجتمع (1960- 1971)، المرحلة الثانية التدريب علي برامج محو الأمية الوظيفي (1972- 1975م)، المرحلة الثالثة التدريب علي أساليب المواجهة الشاملة (1975- حتي الأن). ومن الذين تعاقبوا علي المركز مستر راو هندي (1961-1963م)، أبوزيد موسي (1963- 1966م)، عبدالعزيز علي أحمد (1966- 1969م)، النور عبدالسيد (1969- 1971م)، يس أحمد عبدالواحد (1971-1989) تحاول الدراسة في هذا الصدد التركيز علي المرحلتين الأولي والثانية (مقابلة أجريت مع محمد علي، 2024).
أنواع التدريب التي يقدمها المركز: يقدم المركز نوعين من التدريب
أ/ برامج تأهيلية: تقدم للمتدربين الجدد الذين يلتحقون بالعمل في مجال تعليم الكبار ومحو الأمية بعد تدريبهم.
ب/ برامج تجديدية: تقدم للقيادات العاملة في الميدان لتزويدهم بالخبرات الفنية والمستحدث في مجال تعليم الكبار ومحو الأمية.
كما ينظم المركز برامج تدريبية وورش عمل وسمنارات لبرامج مختلفة في المجال وفق احتياجات الميدان وما يستحدث من أساليب ومفاهيم إقليمية وعالمية (وقد انطلقت منه كل الأنشطة الخاصة بتعليم وتأهيل اليافعين التي أصدرت إعلان شندي الخاص بهذا المشروع الرائد) تبنى مشروع تدريب الرواد والمدربين العاملين في مجال تعليم الكبار ومحو الأمية بالتعاون مع منظمة الخدمات الجامعية البريطانية (التقرير السايق، 2022).
محتوي التدريب: الإستراتيجية العربية، الدراسات والبحوث، تنمية المجتمع، التخطيط والدراسات الميدانية، مهارات ميدانية، محو الأمية وتعليم الكبار، الإتصال والتقنيات، علم الاجتماع، التنظيم والإداره، مهارات تطبيقية.
أساليب التدريب: السمنارات والمؤتمرات، العروض التفاعلية وورش العمل، الحلقات الدراسية الميدانية، البحوث، الزيارات العلمية، العمل الميداني، الأنشطة الاجتماعية، التطبيقات العملية.
نماذج لأنشطة المركز: إنعقدت بالمركز العديد من الدورات التدريبية والحلقات الدراسية وورش العمل والسمنارات منها:
دورات تدريبية أساسية: التنمية الاجتماعية، التعليم الوظيفي، المواجهة الشاملة، قيادات تعليم الكبار، مدربو المدربين، التربية السكانية، الحاسوب ومحو الأمية التقنية.
دورات تدريبية متخصصة: الوسائل التعليمية، الدعوة والإعلام، الإحصاء والتقويم، دراسة البيئة، التوثيق والبحوث، الإشراف التربوي، مداخل التنمية الريفية، دليل تصميم المشروعات.
مجالات تعليم الكبار: محو الأمية، الثقافة الجماهيرية، التعليم المستمر مدى الحياة، الاقتصاد المنزلي، التدريب الحرفي والمهني للفتيات التدريب الحرفي والمهني للصبية، التربية الأسرية وتنظيم الأسرة، تنمية المجتمع، الأسر المنتجة، رعاية الأمومة والطفولة، تنمية القيادات المحلية، التنمية الزراعية والإنتاجية (التقرير السابق، 2022).
الإمكانات المادية والبشرية:
وتشمل الإمكانات المادية ومعينات التدريب: قاعات التدريب توجد قاعة رئيسية تسع (250) شخصاً، ثلاث قاعات سعة كل منها (50) شخصاً، قاعة مدرجة تسع (100) شخص. كما توجد إستراحتان إحداهما للرجال تسع (36) دارساً، إضافة لست غرف لكبار الزوار والمحاضرين تسع (12) شخصاً وهي مجهزة ومزودة بكل الخدمات الضرورية، وأخري للنساء تسع (60) دارسة وكل السكن مؤنث ومزود بالخدمات. كما توجد مكتبة غنية بالمراجع القيمة والمتخصصة في المجال، وتصلها دوريات ومطبوعات من منظمات دولية، أما من جانب التقنيات التربوية لأهميتها في التدريب أفرد لها قسم خاص بالمركز ووفرت به كل الإمكانات الفنية الحديثة التي تساهم في إنجاح التدريب، أما الإمكانات البشرية: يضم المركز أصراً مؤهلة تأهيلاً رفيعاً للعمل في مجال التدريب والتأهيل والتخطيط والتقنيات التربوية بجانب الخبرات الواسعة في مجال تعليم الكبار ومحو الأمية(التقرير السابق، 2022)..
علاقات المركز:
للمركز علاقات قطرياً تتمثل في جامعة الخرطوم، جامعة السودان، جامعة جوبا، جامعة شندي، وعلاقات إقليمياً ودولياً مثل اليونسكو، صدوق الأمم المتحدة للسكان، الخدمات الجامعية البريطانية، إتحاد تعليم الكبار الكندي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلم، اليونسيف هانس زايدل الألمانية، إتحاد تعليم الكبار الألماني، إتحاد التعليم الأفريقي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلم (مقابلة أجريت مع جاد الرب، 2024).
رياض الأطفال:
تعود فكرة رياض الأطفال بشندي للمركز القومي لتنمية المجتمع، وذلك عندما لاحظ السيد (راو) مراقب المركز في منتصف العام 1960م مجموعات من الأطفال تحت سن المدرسة يلعبون في شوارع مدينة شندي يتعرضون لمخاطر الطريق والأوساخ. حيث بدأت أول روضة أطفال في شندي نشاطها في يناير 1961م بعدد أربعين طفلاً وطفلة تحت إدارة مشرفة واحدة تلقت تدريباً جيداً في رعاية الأطفال وفق منهج مناسب وضعه رجال التربية، مع عدد مناسب من معدات اللعب كالمراجيح والمتوازيات الخشبية وبعض ألعاب الأطفال وكل ما يجعل منها روضة نموذجية. وقد كان إفتتاح الروضة بصورة رسمية علي يد الفريق إبراهيم عبود في 17 أبريل 1961م، إشارة واضحة لنجاح تلك التجربة ومباركة الدولة في أعلي مستوياتها للفكرة التي وجدت القبول والإستحسان من المواطنين، أقر المجلس البلدي قتح روضتين إضافيتين بمدينة شندي ليرتفع بذلك عدد رياض الاطفال بالمدينة في العام 1963م إلي ثلاث رياض أطفال تضم ثلاثمائة وخمسون طقلاً وطفلة (التقرير السابق، 2022).
المحور الثالث: دور مركز التنمية الاجتماعية شندي في تنمية المجتمع المحلي بحلة قريش والقليعة النوراب: المرحلة الأولي: التدريب الميداني علي برامج تنمية المجتمع 1960م- 1971م:
أ/ قرية قريش:
برز دور المركز القومي لتعليم الكبار(مركز التنمية) منذ تأسيسه بشندي في العام 1960م بواسطة الخبير الهندي المستر راو- في مجال التعليم والتنمية الاجتماعية، حيث أهتم المركز بتطوير القري والأرياف، ونالت قرية قريش حظها من ذلك، فبعد إفتتاح المركز دعا المواطن حسين النور حميدة المستر راو، ومن خلال هذه الدعوة شرح المستر راو برامج محو الأمية وكيفية تعليم الكبار أسس القراءة والكتابة وصدق بقيام مركز في القرية في العام 1964م، وكان الإتجاه الثاني للمركز القومي للتعليم الكبار هو التدريب علي العمل الإداري، وذلك عن طريق تكوين لجان عرفت بلجان القري وتكونت لجنة تطوير قري القليعات وقريش في العام 1964م (مجلة العربي، 1971م).
أما المرشدة الاجتماعية فقد قامت بإنشاء فصل لمحو أمية النساء كبيرات السن واقامت لهن دورات تدريبية للصناعات اليدوية والخياطة والتدبير المنزلي وعملت علي القضاء علي العادات القديمة كالإعتقاد بالسحر والشعوذة والزار، ويقول أحد سكان القرية عن هذه النهضة إنها ليست إلا البداية بعد أن لمسنا مدى ما نستطيع أن نحققه عن طريق تعاوننا تحت إشراف مركز التنمية الاجتماعية(المصدر السابق، 1971م).
1/ لجنة تطوير قريش من 1964م:
إجتمع أهالي قريش في مؤتمر جامع بمنزل علي محمد الطيب وكونوا لجنة تطوير مستقلة يرأسها إدريس محمد قريش، خططت هذه اللجنة لتحقيق عشرة مشاريع خدمية لأهالي القرية وهي: ( نقطة الغيار، الطاحونة، المدرسة، الجامع، الروضة، النادي، القابلة، المواصلات، المياه)
2/ تأسيس شركة الطاحونة 1965م:
بإزدياد أعداد السكان في القرية أصبحت هنالك ضرورة لوجود طاحونة لخدمة المواطنين وتوفير خدمة الطحين، ونشط في هذا الأمر المواطنان محمد عبدالله الخضر وخلف الله إبراهيم ملاح وأقترحا أن تكون شركة وحدد سهم المشارك بخمسة جنيهات تكونت لجنتان رباعيتان واحدة لفريق الدناقلة وساهموا بمبلغ (440 جنيه) من تكلفة الطاحونة وهي 50% من الأسهم، أما اللجنة الثانية لبقية القرية جمعت (440 جنيه) من خمسة وثلاثين مساهم، وهكذا بلغ رأس مال الجمعية (880 جنيه) عرفت بإسم الشركة الخيرية للطحين بقوية قريش أو شركة الطاحونة، وكان هذا المال كافياً لشراء الوابور وبناء الطاحونة كاملة حيث بدأ العمل بها في العام 1965م (علي، 2021).
3/ نقطة الغيار 1968- 1970م:
بدأ عمل الخدمات الصحية بالقرية بواسطة المواطن أحمد سعد ملاح الذي يقوم بعمل الإسعافات الاولية بمنزله الذي أستخدم كنقطة غيار منذ العام 1962م، ثم بني مقر نقطة الغيار ومنزل الباش ممرض بالعون الذاتي والنفير والعمل الجماعي بالإضافة لتبرعات ومساهمات مركز التنمية حتي أكتمل المبني في العام 1970م، وأصبح يقدم الخدمات الصحية العلاجية للمواطنين(مقابلة أجريت مع، حميدة، 2025).
4/ المركز الاجتماعي الثقافي بقرية قريش 1970م:
أسهمت لجنة التطوير في بناء ما عرف بالمركز الاجتماعي الثقافي بقرية قريش في العام 1970م، وتم ذلك بالعون الذاتي والنفير الجماعي وانتفل إليه نشاط تعليم الكبار ومحو الأمية، هذا بجانب الأنشطة الثقافية المصاحبة مثل السينما المتجولة والندوات الدينية والثقافية لكل مكونات المجتمع (شباب، نساء، شيوخ). وأشرف علي هذا النشاط مرشدو مركز التنمية المقيمين بالقرية منهم عطيات سيد أحمد، معاوية، حسن أحمد الشيخ، وصاحب هذا النشاط الحفلات الغنائية، ولتفعيل دور الشباب في القري والأرياف نظم مركز التنمية المنافسة الرياضية بين القري عرفت بكأس التنمية مرتين في العام 1969- 1970م (حميدة، المصدر السابق، 2025).
ب/ قرية القليعة والنوراب:
فمنذ أن تأسس مركز التنمية الاجتماعية بشندي في العام 1960، قام بإرسال المتدربين بزيارات ميدانية من وقت لأخر، ثم إرسال المرشدين المقيمين ولحسن الحظ أن قريتي القليعة والنوراب كانتا أحدى قري ريفي شندي التي عمل بها مركز التنمية الاجتماعية بشندي، وكانت البداية أن أرسل المركز مجموعة من الدارسين المتدربين لقرية القليعة الجامع في العام 1967م، وتلا ذلك أرسال المرشدين المقيمين بالقرية وهما: الأستاذ عبدالمنعم أحمد فرح، والأستاذة، بلقيس يحي البساطي، وكان ذلك في العام 1968م. كما أشرف مركز التنمية الاجتماعية علي تكوين لجنة تطوير القليعات، وكانت الفكرة تكوين لجنة موحدة لكل قري القليعات (علي، مصدر سابق، 2021م).
1/ تكوين لجنة تطوير القليعة والنوراب 1969م:
أشرف مركز التنمية الاجتماعية علي تكوين لجنة تطوير قري القليعات، وكانت الفكرة الأولي هي تكوين لجنة موحدة لكل قري القليعات، حيث تكونت لجنة تضم قرية الجامع والنوراب وأصبحت تعرف بإسم لجنة تطوير قريتي القليعة والنوراب.
2/ المركز الاجتماعي الثقافي والرياضي النادي بقرية القليعة والنوراب 1968- 1970م.
بدأ تجميع الشباب بالقرية بواسطة لجنة التطوير قبل وأثناء بناء النادي بإستخدام بعض منازل المواطنين كأندية، وكان النادي من أوائل الأعمال التي قامت بها لجنة التطوير حيث تم إنجاز نقطة الغيار النادي في وقت واحد وهو العام 1970م. ولتفعيل دور الشباب في القري والأرياف نظم مركز التنمية الاجتماعية منافسة رياضية بين القري عرفت بكأس التنمية في عامي 1969-1970م. حيث قدم النادي إساماً كبيراً في الناحية الاجتماعية حيث ربط مواطني قري القليعات بعضهم البعض في المجال الثقافي أضبح النادي المقر الرئيسي للمحاضرات العامة الصحية والزراعية والثقافية وكذلك أستقبل النادي الأنشطة الثقافية مثل الحفلات التي يوجه ريعها لنشاطات التنمية في القرية أحياء الليالي الثقافية كما كن النادي واحداً من أهم وسائل التسلية والترفيه، وأستقبل النادي نشاط السينما المتجولة وهو برنامج أشرف عليه مكتب الثقافة والإعلام بشندي وهدفه عكس العمل الحكومي وتقديم دراما السينما المتجولة التي تحقق تثقيف صحي واقتصادي واجتماعي، هذا بجانب الترفيه وكانت إستجابة مواطني القري كبيرة من الرجال والنساء والكبار والصغار (مقابلة أجريت مع محمد علي، 2025).
3/ مدرسة القليعة الإبتدائية للبنات 1969م:
لم تحظ بنات القرية بفرص للتعليم لعدم وجود مدرسة قريبة ولكن هنالك بعض الأسر أهتمت بتعليم بناتها وأرسلت بناتها لمدرسة حوش بانقا بنات، وبعدها بدأت تزاد الرغبة في تعليم البنات اللائي لم تتهيأ لهن أي فرص للتعليم ما عدا بعض فصول محو الأمية والتي بدأت بواسطة المرشدة المقيمة، بجانب قيام نادي للبنات لتعليم التطريز وحفظ المأكولات. ولمعالجة مشكلة تعليم البنات تكون مجلس اباء مدعوم من لجنة التطوير لإنشاء مدرسة بنات، وكانت أول خطوة في تصديق المدرسة هو تكوين وفد لمقابلة النائب البرلماني لدائرة شندي السنوسي الأمين في كبوشية، وفي اجتماع لجنة التطوير 17 مارس 1969م أقترح دعوة وزير التربية والتعليم لزيارة قري القليعات ومطالبته بفتح مدرسة أولية للبنات، أثمرت هذه الجهود بأن صدقت الوزارة ومكتب تعليم المديرية الشمالية بتأريخ 19 أبريل 1969م بفتح مدرسة القليعة الأولية بنات (مقابلة أجريت مع فضل الله، 2025).
4/ روضة أطفال قرية القليعة 1969-1970م.
كما أهتمت لجنة التنمية وتطوير بمدرسة البنات كان هنالك إهتمام كبير بالتعليم قبل المدرسة حيث ظهرت فكرة فتح روضة للاطفال في فبراير 1969م، وذلك عندما طالبت لجنة التطوير تعليم الكبار وضباط تعليم المجلس بشندي لإتاحة فرصة للاَنسة فاطمة أحمد عبدالمعروف للإلتحاق بكورس رياض الأطفال المقام بالمركز القومي للتنمية الاجتماعية في مارس حتي تتم الإستعانة بها في أعمال الروضة، ثم قدم رئيس لجنة التطوير طلب تصريح لبناء روضة الاطفال في 1 ديسمبر 1969م، ويشرف عليها المركز القومي للتنمية الاجتماعية ويقوم بدفع مرتب مرشدة الروضة (مقابلة أجريت مع، عوض الله، 2025).
5/ نقطة الغيار (1986م- 1970):
كان أول عمل قامت به لجنت التطوير هي بناء نقطة الغيار والتي تم تصديقها سلفاً، قبل بناء نقطة الغيار إختارت لجنة التطوير منزل حسن علي قلاب بصورة مؤقتة لإبتداء عمل نقطة الغيار وكمنزل مؤقت للمرض، ثم أعلنت اللجنة أبتداء البناء في نقطة الغيار والنادي في وقت واحد بالعون الذاتي وبدعم من مركز التنمية ب 30% وتبرعات من المواطنين بنسبة 70%. تحت إشراف مرشد التنمية الاجتماعية عبدالمنعم أحمد فرح (مقابلة أجريت مع العوض، 2025).
6/ خدمة الإتصالات (تلفون القليعة العمومي):
كان توفير خدمات الإتصالات هاجساً لمواطني القرية، والدليل علي ذلك العريضة التي قدمت نيابة عن مواطني القليعة للسيد مدير البريد والبرق بتأريخ 11 أغسطس 1969م مضمونه أنهم منحوا تصديق التلفون العمومي ونفذوا ما طلب منهم وهو ترشيح المواطن أحمد محمد العوض ليكون مسؤول عن التلفون ودفع التأمين البالغ قدره (25 جنيه) بتأريخ 22 مايو 1969م، وأفادهم المهندس المقيم في عطبرة بوقف العمل لذلك أجبروا للذهاب والتصديق من الخرطوم في أغسطس 1969م، إلا أن هذا التلفون لم يعمل بصوره جيدة حيث تم تغييره بخط بانقا الجيلي ليكون خطاً مباشراً مع شندي عرف هذا الخط ب كولبكس القليعة وهو لخدمة مواطني القليعات جميعها ( علي، مصدر سابق، 2021).
المحور الرابع: دور مركز التنمية الاجتماعية شندي في تنمية المجتمع المحلي بحلة قريش والقليعة النوراب: المرحلة الثانية: التدريب علي برامج محو الأمية 1972م- 1975م:
أ/ حلة قريش:
1/ إفتتاح روضة أطفال القرية 1972م:
من إنجازات لجنة التطوير هو إفتتاح روضة القرية في العام 1970م، بمنزل حمدان محمد عبدالله السكران وعملت بها مرشدة مركز التنمية المقيمة عطيات سيد احمد والمواطنة نفيسة الفكي محمد يوسف، ثم انتقلت الروضة إلي منزل بشير محمد بخيت، ثم إلي نادي الإتحاد 1974م، حيث أسهمت في تعليم الكثير من أطفال القرية (مقابلة أجريت مع يوسف، 2025).
2/ تأسيس نادي الإتحاد الرياضي الثقافي 1972م:
كان من إنجاز لجنة التطوير هو إنتساب فريق يمثل القرية في إتحاد منطقة شندي لكرة القدم، فعلاً كان بالقرية نواة لفريق ظهر بمستوي جيد في منافسات كأس التنمية الاجتماعية في حوالي العام 1969- 1970م كما توجد دار وملعب للتمارين وفوق ذلك كله رغبة من الرياضيين والمواطنين بالقرية، مما يؤكذ ذلك مما يؤكد ذلك اجتماعهم بالمركز الاجتماعي الثقافي حيث دار جدل حول سم النادي يكون الهلال أو المريخ، لكن تم الإتفاق أخيراً علي نادي الإتحاد ويجمع بين اللونين الأزرق والأحمر، حيث كان لهذا نتائج مشرفة في منافسات التنمية الاجتماعية احتفظ من خلالها بالكأس لموسمين متتاليين. كما تحقق من خلال الهدف غرس روح الرياضية بين المواطنين والصلات والترابط الاجتماعي(يوسف، مصدر سابق 2025).
3/ مدرسة قريش الابتدائية بنات 1975م:
كان إنشاء المدرسة واحداً من مشروعات لجنة التطوير، وكان أغلب أبناء وبنات قريش يدرسون بمدارس معهد التربية وكان الإهتمام الغالب بالأولاد، أما البنات فقد كان هنالك عدد قليل من البنات يدرسن بمدرسة الجنوبية بنات أو مدرسة معهد التربية، تجددت فكرة إنشاء المدرسة بعدما إزدات رغبة الأسر في تعليم البنات تكونت لجنة تأسيس المدرسة برئاسة خلف الله إبراهيم ملاح وعضوية أخرون، حيث بدأت المدرسة نشاطها في بمباني نادي الإتحاد في العام 1975م وذلك بإضافة كرنك قش بجانب قاعة وسكرتارية النادي، وكانت الأستاذة زهراء عطا السيد سيدة أحمد هي المديرة المؤسسة لهذه المدرسة، إستمرت المدرسة لعامين حتي إنتلقت لمقرها الحالي بعد أن إكتمل بناءها بالجالوص، فقد أسهمت هذه المدرسة في محو أمية البنات بالقرية وفتحت فرص لتعليمهن وإعداد أمهات مستقبل مهتمات بتعليم أبنائهن، كما لعبت هذه المدرسة دور كبير في فتح الطريق للناجحات لمواصلة تعليمهن في المراحل العليا(مقابلة أجريت مع، حميدة، 2025).
4/ إستئناف عمل بناء الجامع 1975م:
كانت أول خطوة في لإستئناف عمل بناء الجامع هي مخاطبة سكرتير لجنة الجامع أحمد سعد ملاح لمساعد المحافظ للشؤون الدينية والأوقاف بمديرية النيل في فبراير 1975م بخصوص تطعيم لجنة الجامع بأعضاء جدد بلغ عددهم ثمانية وعشرون عضواً، وضع حجر الأساس في يوم الجمعة 28 فبراير 1975، 12× 12م، شرعت لجنة الجامع في جمع التبرعات من مواطني القرية وأرياف قري شندي والمتمة وتم تنظيم ذلك بخطابات للمساجد وقسمت الزيارات لأعضاء اللجنة، كما سافر وفدان لكل من الخرطوم وعطبرة بعدها شرعت اللجنة في بناء الجامع في العام 1975- 1976م وأكتمل بناء الجامع وأفتتح رسمياً في يوم الجمعة الموافق 11/12/1977م (محمد علي، مصدر سابق، 2025).
ب/ القليعة والنوراب:
1/ تأسيس نادي الثوار الرياضي الثقافي 1972م:
كان لمجهودات مركز التنمية الاجتماعية في بناء المركز الاجتماعي في العام 1968م وقيام منافسة كأس التنمية الاجتماعية الأثر الكبير في إهتمام عدد كبير من أهالي القرية وشبابها بالرياضة وكرة القدم، عندما أعان الإتحاد المحلي لكرة القدم بشندي الإنتساب عدد من الاندية بالدرجة الثالثة، حيث مثل مجتمع القليقة فريق الثوار الرياضي وتم إختيار اللونين الأخضر والأصفر شعاراً للفريق، حيث تكونت اللجنة الإدارية من أحمد علي قلاب رئيساً، محمد علي حجابي سكرتيراً وعضوية اخرون، تقدمت هذه اللجنة بطلب من لسكرتير الإتحاد المحلي بشندي بتأريخ 23/1/1973م للإنضمام للإتحاد وأكدوا رغبتهم في تطوير الرياضة وأنهم يملكون دار قائمة وميدان للتمارين، وأستجاب لهم الإتحاد في يوليو 1973م وبذلك أصبح نادي الثوار من ضمن الفرق المنتسبة للدرجة الثالثة(محمد علي، مصدر سايق، 2025).
2/ خدمة المياه 1973م:
ظل اهالي قرية القليعة الجامع علي الابار كمصدر مياه للشرب، لكنهم تقدموا بعريضة لضابط ريفي شندي بتاريخ 29 ديسمبر 1986، بخصوص حفر بئر إرتوازية جوفية لمياه الشرب والصالح العام، يبدوا أن هذا تصديق هذه البئر تأخر كثيراً ولم يظهر في مكاتبات اللجنة إلا في مارس 1971م عندما كاتب رئيس لجنة التطوير شيخ محمد عوض الله مدير مصلحة التنمية الريفية بخصوص حفر البئر الجوفية بالقرية ووعد بحفرها في البرامج القادمة حسب الأسبقية، ثم تلتها عدة خطابات تظهر حاجة المواطنين الشديدة لمياه الشرب وتأخر الجهات المسؤولة في توفير هذه الخدمة، وفي العام 1973م تم إكمال البئر بإنتاجية بلغت 3600 جالون وصهريج مستدير سعته عشرة ألف جالون، وزفي أبريل 1973م قرر المجلس الشعبي التنفيذي للمديرية الشمالية تسليم جميع محطات المياه إلي مجالس القري لإدارتها بالكيفية التي تراها مناسبة علي أن تدفع مرتبات الزياتين والخفراء والعاملين. أسهمت هذه الخدمة في توفير مياه الشرب للإنسان والحيوان والبناء والشتول وغيرها(علي، مصدر سابق، 2021).
3/ خدمة القبالة:
كانت الداية التقليدية الجدة هي التي تقوم بمهام التوليد وختان البنات وست البنات أبكر أول ما أشتهرت بهذه المهنة وكانت تسكن القوز، ثم أعتمدت داية رسمية في أواخر العشرينات لمنطقة شندي فوق والعبدوتاب، فقد إهتمت لجنة التطوير بأمر القابلة القانونية المدربة يتضح ذلك في خطابها المعنون لضابط تنفيذي ريفي شندي بتاريخ 18 فبراير 1971م يوضحوا فيه انهم تحصلوا علي تصديق لتدريب داية قانونية للقرية أنهم يسعون إحدى النسوة وأولياء أمورها بالموافقة، حيث وقع إختيار أهالي القليعة علي المواطنة نفيسة احمد محمد حجابي بعد إقناعها وإقناع أسرتها للدراسة بمدرسة القابلات بعطبرة حيث بدأت الدراسة في أبريل 1972م وتخرجت في أغسطس 1974م، لتباشر عملها بقري القليعات وقريش(العوض، مصدر سابق، 2025).
4/ لجنة تسهيل الزواج 1975م:
لم تقف لجنة التطوير في تقديم الخدمات فحسب، ولكنها قدمت مبادرات لمعالجة مشاكل المجتمع وعلي رأسها مصاعب وتعقيدات الزواج، حبث إجتمع المواطنين وأتفقوا علي تكوين لجنة أصدروا من خلالها مجموعة من القرارات والموجهات التي يتم تنفيذها بواسطة لجنة تسهيل الزواج منها: تخفيض المهور، ومحاربة العادات الاجتماعية الضارة مثل قولة خير وحق البنات، منع الذبائح والولائم ذات النفقة الباهظة، وتحديد عدد السائرين مع العريس، كل من يخالف هذه التوصيات يقاطع من أهل القرية، كل هذه التوصيات بغرض تسهيل الزواج والمساواة بين الغني والفقير، لكن هذه الموجهات بدأ تركها تدريجيا إلا أنه يوجد الأن من يتمسك بها(العوض، المصدر سابق، 2025).
النتائج:
توصلت الدراسة لعدد من النتائج أهمها:
1/ للمركز موقعاً متميزاً وإمكانات مادية وبشرية لعبت دوراً هاماً في تحقيق أهداف المركز علي مستوي المجتمع المحلي وعموم أقاليم السودان.
2/ أسهم مركز التنمية الاجتماعية شندي في نشر التنمية الاجتماعية والتنمية الريفية وذلك عن طريق منهجي (التربية الأساسية، التنمية المجتمعية).
3/ قدم المركز برامج تأهيلية وبرامج تجديدية للمتدربين لتزويدهم بالخبرات الفنية والمستحدث في مجال برامج محو الأمية وتعليم الكبار، فضلاً عن ورش العمل والسمنارات.
4/ يمتاز مركز التنمية بعلاقات متميزة محلياً وإقليمياً ودولياً مع اليونسكو، صندوق الأمم المتحدة للسكان، الخدمات الجامعية البريطانية، المنظمة العربية للثقافة والعلم، اليونسيف والجامعات السودانية.
5/ لعب مركز التنمية الاجتماعية شندي دوراً هاماً في تنمية وتطوير المجتمع المحلي بمدينة شندي والقري المجاوره لها وذلك عن طريق لجان تطوير القري التي يشرف عليها.
6/ نفذ المركز العديد من البرامج والمشروعات الاجتماعية والثقافية والصحية والخدمية والرياضية في حلة قريش وقري القليعة حتي أصبحت نموذجاً لشراكة بين مركز التنمية والمجتمع المحلي.
التوصيات:
توصي الدراسة بالآتي:
1/ ضرورة الإستفادة من الخبرات المحلية والإقليمية الدولية لتجربة مركز التنمية الاجتماعية في تنمية المجتمع المحلي.
2/ العمل علي إستئناف النشاط التنموي للمركز وإستقطاب الدعم اللازم لذلك.
3/ الإستفادة من الإمكانات مادية وبشرية للمركز وبناء شراكة بينه وجامعة شندي والكليات المتخصصة في المجال.
4/ حشد جهود المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال التنمية الاجتماعية.
5/ إجراء المزيد من الدراسات والبحوث عن تجارب المركز والإهتداء بها في تحقيق التنمية الاجتماعية والنهوض بالمجتمع.
الخاتمة:
يمكن القول بأن مركز التنمية الاجتماعية شندي لعب دوراً هاماً في تحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية والرياضية والنهوض بالمجتمعات الريفية، وذلك من خلال لجان التنمية القاعدية التي عرفت بأسم لجان التطوير والمرشدين اللاجتماعيين الذين يعملون كمدربين، مما أدي لتفعيل دور الشباب والمرأة وغرس القيم الوطنية وتحفيز المجتمع لتقديم المبادرات التي أثمرت بنتائج عادة لمجتمعهم بالنفع وإحداث التغيير المنشود من خلال برامج محو الأمية وتعليم الكبار وتدريب القيادات المحلية، عليه حقق المركز أهدافه المرجوه في زمن من الصعوبه إحداث التغيير الاجتماعي المطلوب فيه، كما توصي الدراسة بضورة إجراء المزيد من الدراسات والبحوث في تجاربه والإهتداء بها في تحقيق التنمية الاجتماعية والنهوض بالمجتمع.
المراجع العربية:
1/ السعيد، سعيد محمد محمد (2006): برامج تعليم الكبار إعدادها- تدريسها- تقويمها، الطبعة الأولي، دار الفكر الجامعي، القاهرة، ص13.
2/ حلمي، شكري عباس ونوير، محمد جمال (1982): تعليم الكبار- دراسة لبعض قضايا التعليم غير النظامي في إطار مفهوم التعليم المستمر، الطبعة الأولي، دار التوفيق النموذجية للطباعة والجمع الألي، ص 48.
3/ خاطر، أحمد مصطفي (2002): التنمية الاجتماعية (المفهومات الأساسية- نماذج ممارسة)، المكتب الجامعي الحديث، الأسكندرية، ص28.
4/ صفي الدين، خالد فوزي (2016): الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في تنمية المجتمعات المحلية- موجهات نظرية- نماذج تطبيقية- مجالات الممارسة، الطبعة الأولي، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، ص 38.
5/ عبداللطيف، رشاد أحمد (2007): تنمية المجتمع المحلي، الطبعة الأولي، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، ص 54-55.
6/ علي، حسن عوض الكريم (2021): لمحات من تأريخ حلة قريش وقري القليعات، دار اَيثيريا للنشر والتوزيع، الخرطوم، ص 22.
7/ محمود، محمود محمد وناجي، أحمد عبدالفتاح (2008): التنمية في ظل عالم متغير، دار السحاب للنشر والتوزيع، القاهرة، ص 15.
8/ محمود، محمود محمد وناجي، أحمد عبدالفتاح المصدر السابق، ص 22-40.
9/ من الله، شيح الدين يوسف (دت): الحكم المحلي وتنمية المجتمع، جامعة السودان العالمية، مطبعة يوسف بابكر أبوعبيدة، ص 89.
المجلات والبحوث العلمية:
1/ الهزاني، الجوهرة ناصر عبدالعزيز (2017): تفعيل الحوار المجتمعي لتنمية المجتمعات المحلية دراسة مطبقة علي مراكز التنمية الاجتماعية بمدينة الرياض، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد العدد الثالث والأربعون، ربيع الأخر، 1834ه، ص 271.
2/ مجلة العربي الكويتية (1971) العدد 75، ص 90.
المقابلات:
1/ العوض، السر قمر الدين: سكرتير لجنة التطوير السابق،75 عام، القليعة الجامع، مقابلة أجريت يوم الجمعة الموافق3/1/2025م، الساعة 3:00 مساءً.
2/ جاد الرب، علي: أستاذ سابق بمركز التنمية الاجتماعية شندي، 70 عام، مقابلة يوم الأحد، 28/9/2024م، الساعة 10صباحاً.
3/ حميدة، سليمان الأمين: عضو لجنة التطوير السابق، حلة قريش، 70 عام، مقابلة أجريت يوم الخميس الموافق5/1/2025م، الساعة 4:30مساءً.
4/ فضل الله، بلال علي: عضو لجنة التطوير السابق، القليعة الجامع، 85 عام، مقابلة أجريت يوم الخميس الموافق3/1/2025م، الساعة 4:00مساءً.
5/ محمد علي، عبدالله بدوي: عضو لجنة تطوير سابق، القليعة النوراب، 70 عام، مقابلة أجريت يوم الخميس الموافق3/1/2025م، الساعة 5:00مساءً.
6/ محمد علي، فاروق عبدالله: مدير المركز القومي لتدريب قيادات تعليم الكبار، مركز شندي، مقابلة أجريت يوم الأثنين، 29/9/2024م، الساعة 10صباحاً.
7/ يوسف، أسماء الفكي محمد: مرشدة رياض الأطفال، 65 عام، مقابلة أجريت يوم الخميس الموفق 5/1/2025م، الساعة 4مساءً.