مكانة نجران التجارية والسياسية والدينية قبل الإسلام

Najran's commercial, political and religious status before Islam

منصور احمد محمد الوقع1

1 جامعة صنعاء، اليمن.

DOI: https://doi.org/10.53796/hnsj63/2

المعرف العلمي العربي للأبحاث: https://arsri.org/10000/63/2

الصفحات: 7 - 42

تاريخ الاستقبال: 2025-02-07 | تاريخ القبول: 2025-02-15 | تاريخ النشر: 2025-03-01

Download PDF

المستخلص: هدف هذا البحث الى دراسة اصل تسمية نجران وموقعه وحدوده وتضاريسه الطبيعية ومعرفة دوره التجاري والاقتصادي في العالم القديم ودراسة وضعه الاجتماعي وإبراز دوره السياسي في شؤن الحكم والرئاسة في تاريخ العرب قبل الإسلام ودراسة تاريخ نجران الديني كونه كان مركزا للديانة النصرانية في بلاد العرب وموطنا خصبا للديانات والعقائد الأخرى كالوثنية واليهودية و فيه كعبة نجران احد مواضع العبادة في جزيرة العرب. اتبع البحث المنهج التاريخي والموائمة بين الجانب الوصفي والتحليلي. توصل البحث الى عدة نتائج أهمها أن أصل التسمية نجران يرجع الى نجران بن زيدان بن سبأ فهو أول من نزله واستقر فيه وعمّره وحكمه ردحاً من الزمن وأثرى فيه وزبلت ذريته، ثم صار مسكناً لقبيلة جرهم. كذلك توصل البحث الى أن مدينة نجران كانت من أقدم المدن التي شهدت استقرارا بشرياً على مر التاريخ ؛ حيث عرفته منذ عهود ما قبل الميلاد حيث جاء ذكرها في أقدم النصوص الخاصة بملوك سبأ المكربين، غير أنّ تاريخها الذي سبق الإسلام ارتبط بالعديد من القبائل والجماعات البشرية.

الكلمات المفتاحية: المكانة الدينية والسياسية، نجران، الإسلام.

Abstract: This research aims to study the origin of the name of Najran, its location, borders, and natural terrain, and to know its commercial and economic role in the ancient world, also to study its social status, highlight its political role in the affairs of governance and presidency in the history of the Arabs before Islam, and study the religious history of Najran as it was a center for the Christian religion in the Arab countries and a fertile home for other religions and beliefs such as paganism and Judaism, and it contains the Kaaba of Najran, one of the places of worship in the Arabian Peninsula. The research followed the historical method and harmonized between the descriptive and analytical aspects. The research reached several results, the most important of which is that the origin of the name Najran goes back to Najran bin Zaidan bin Saba, who was the first to settle in it, develop it, and rule it for a period of time, and enriched it and his descendants prospered, then it became a residence for the tribe of Jurhum. The research also concluded that the city of Najran was one of the oldest cities that witnessed human settlement throughout history; It has been known since the pre-Christian era, as it was mentioned in the oldest texts about the noble kings of Saba. However, its history that preceded Islam was linked to many tribes and human groups.

Keywords: Religious and political status, Najran, Islam.

المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله واصحابه اجمعين .

اكتسب مخلاف نجران مكانة خاصة في عهد الدول اليمنية القديمة معين وسبأ وحمير؛ لتميزه بموقع جغرافي استراتيجي كونه يتوسط ارض جزيرة العرب ،وتحكمه وسيطرته على اهم الطرق والمعابر التجارية التي تمر عبره او بالقرب منه الآتية من الجنوب والمتجه الى الشمال والى اطراف جزيرة العرب ، وكذلك لكونه ملتقى القوافل التجارية وسوقا عاما لتبادل العروض والبضائع التجارية للأسواق العربية على مدار السنة .

ازدهر نجران واصبح مركزا تجاريا ووجهة للقبائل العربية المهاجرة الباحثة عن مواطن حياة افضل وحماية قوية في كنف حكام وسادات نجران ، فكان سكانه خليط من أجناس متعددة من داخل الجزيرة وخارجها ،نتج عن ذلك التجانس واقع اجتماعي تميز بالتنوع في العقائد واللغات والثقافات ؛ لذلك صار موطناً ومقراً لحكام وكهان العرب الذين عرفوا بالحكمة والفطنة، ورجاحة العقل، وسداد الرأي ، فتبوأ نجران دوار بارز في شؤون السياسة والحكم، واحتل أهمية بالغة في تاريخ العرب ، وتمتع باستقلاله في شؤن الحكم والإدارة ؛ وانفرد بنظام سياسي وإداري خاص يخضع له .

عرف تاريخ نجران الديني قبل الإسلام بدورانه في فلك حضارة الدول اليمنية القديمة ،فلم تختلف معبودته عن ما كان موجودا في جنوب غرب الجزيرة العربية ، واشتهر بانه كان موطنا خصبا لكافة الاديان والعقائد كالوثنية ، واليهودية والنصرانية وبنيت على ارضه كعبة نجران احد مواضع العبادة في جزيرة العرب .

تعد مدينة نجران من أقدم المدن التي شهدت استقرارا بشرياً على مر التاريخ ، فقد عرفته منذ عهود ما قبل الميلاد حيث جاء ذكرها في أقدم النصوص الخاصة بملوك سبأ المكربين ،غير أنّ تاريخها الذي سبق الإسلام ارتبط بالعديد من القبائل والجماعات البشرية.

لعبت منطقة نجران دوراً مهماً في التجارة بجزيرة العرب على مستوى الأسواق العربية، والخارجية مستفيدة من موقعها الاستراتيجي المميز على طريق التجارة الغربي؛ إذ كانت نجران حلقه وصل بين العربية الشمالية والعربية الجنوبية , وكانت تطل على أهم المعابر والطرق الرئيسة التي تربط شمال الجزيرة بجنوبها .

حاز مخلاف نجران شهرةً بين مخاليف اليمن فقد لعب دوراً مهماً في شؤون السياسة والحكم، واحتل أهمية بالغة في تاريخ العرب إذ كان موطناً ومقراً لحكام وكهان العرب الذين عرفوا بالحكمة والفطنة، ورجاحة العقل، وسداد الرأي .

عرف نجران قبل الإسلام باستقلاله في شؤن الحكم والإدارة ؛ فقد تميز بنظام سياسي وإداري خاص يخضع له ، ولم يكن للفرس عليها سلطان وكان حكم ورئاسة نجران بيد بني عبد المدان الذين ينتسبون الى قبيلة الحارث بن كعب التي تعود اصولها الى قبيلة مذحج المشهورة .

اما تاريخ نجران الديني فقد اشتهر بانه كان موطنا خصبا لكافة الاديان والعقائد كالوثنية ، واليهودية والنصرانية وبنيت على ارضه كعبة نجران احد مواضع العبادة في جزيرة العرب وشهد نجران قبيل الإسلام حادث الأخدود الذي كان سببا في غزو الأحباش لليمن .

اهداف البحث .

1ـ دراسة اصل تسمية نجران وموقعه وحدوده وتضاريسه الطبيعية ومعرفة دوره التجاري والاقتصادي في العالم القديم .

2ـ دراسة وضعه الاجتماعي وإبراز دوره السياسي في شؤن الحكم والرئاسة في تاريخ العرب قبل الإسلام .

3ـ دراسة تاريخ نجران الديني كونه كان مركزا للديانة النصرانية في بلاد العرب وموطنا خصبا للديانات والعقائد الأخرى كالوثنية واليهودية و فيه كعبة نجران احد مواضع العبادة في جزيرة العرب.

منهجية البحث .

اعتمد الباحث في دراسة منهجية البحث التاريخي والموائمة بين الجانب الوصفي والتحليلي بما يتلاءم وطبيعة الموضوع .

هيكل البحث .

اقتضت طبيعة البحث تقسيمه الى ثلاثة فصول حيث درست في الفصل الأول : أصل تسمية نجران والموقع والحدود والتضاريس والمناخ، وابرزت دور نجران الاقتصادي وعددت المعابر والطرق التجارية التي تمر بنجران او بالقرب منه .

الفصل الثاني وعنوانه : الأوضاع الاجتماعية والسياسية ، فقد تعرضت لتاريخ نجران والاستقرار البشري الموغل في القدم ، وتطرقت لدور نجران في شؤن السياسة والحكم في واقع العرب .

الفصل الثالث : أوضاع نجران الدينية درست فيه انتشار العقائد والديانات في نجران كالوثنية واليهودية والنصرانية وتحدثت عن كعبة نجران، وذكرت حادث الأخدود .

الخاتمة التي احتوت اهم النتائج التي توصل اليها البحث .

اولاً : جغرافية نجران .

1- أصل التسمية .

ُذكر نَجْرَان (1) في العديد من المصادر القديمة والمراجع الحديثة(2)، ووجدت اشتقاقات عدة لدلالة المفرد اللغوي نجران فياقوت الحموي يرى أنّ النّجران : هي خشبة يدور عليها رتاج الباب(3) ، ولم يذهب بعيداً ابن منظور عن هذا الاشتقاق وعن هذه الدلالة عند حديثه عن نجران فقد ذكران النَّجْرُ: هو القطع، ومنها النَجْرُ، وهو نحت الخشبة، والنجَّار : صاحب النَّجْر، وحرفته النجارة، ومنها: النَّجْرَان وهي الخشبة التي تدور فيها رجل الباب (4)، أما الاشتقاق النسبي لمفرد نجران فقد ورد في شعر الفرزدق(5)، إذ أنّ نجران قد سمي بإسم رجل يماني فأمتدحه وأثنى عليه بقوله :

سَمَونا لنَجْــرانَ اليَمــاني وأَهْلِــــهِ

 

وَنَجْران أرض لم تُـــــديَث مقاوِلُــــه (6)

     

واشار البلاذري أن هذا الموضع من بلاد اليمن قد سمّي نسبةً إلى “نجران بن زيد بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان “ (7)، وفي رواية ياقوت الحموي ” نجران بن زيدان بن سبأ ؛لأنه كان أول من عمرها ونزلها وإنما صار إلى موضع نجران ؛لأنه رأى رؤيا فهالته فخرج حتى انتهى إلى وادٍ فنزل به فسمي نجران به ” (8)، ومثل هذا الرأي وارد فالإنسان هو الذي يسمي الجغرافية(9).

وكذلك اسماء البلدان والمدن اليمنيّة القديمة لم تشذ عن هذه القاعدة فقد سميت بأسماء متوطنيها الأوائل، ومازالت تحتفظ بهذه المسميات كـ ” حضرموت والتي نسبت إلى حضرموت بن حْمِير الأصغر فغلب عليها اسم ساكنها، كما قيل : خيْوان، ونجْرانُ، والمعنى بلد حضرموت، وبلد خيْوان، ووادي نجْران ،لأن هؤلاء رجال نُسِبتْ اليهم المواضع وكذلك سمى أكثر بلاد حْميِرَ(10) وهمْدان (11) بأسماء متوطِّنيها”(12) الأوائل وهذه الصيغة في المفرد تكررت في كلمات عديدة ” كزيدان وريدان وغمدان فهذه كلها اسماء حميرية قديمة عرفت جميعاَ بالألف والنون على عادة أهل اليمن في العربية الجنوبية “(13).

وينفرد الدينوري برواية مفادها ” أنّ مدينة نجران هي إحدى المدن التي بناها الاسكندر المقدوني عندما غزا الشرق” (14)، وأشار كثيراَ من الجغرافيين والمؤرخين اليونان إلى نجران، حيث ذكرها سترابون في جغرافيته وسماها NE grana : خلال حديثه عن الحملة الرومانية المشهورة في التاريخ بحملة أوليوس غاليوس على بلاد العرب، وذكرها “بلينيوس” أيضاَ عند حديثه عن هذه الحملة، فقال :” انها من بين المدن التي أصابها التخريب والتدمير أثناء هذه الحملة” (15) .

ويذكر فريق من الباحثين ” أنّ مدينة (رجمت) كانت من المدن الكبرى في هذه الأرض ثم تخصص اسم نجران، فصارت علماَ على المدينة التي عرفت بنجران، ويرى البعض أنّ رجمت رجمة هي رعمة المذكورة في التوراة “(16).

إذا فالأرجح في اصل تسمية نجران أن هذا الموضع من بلاد اليمن قد سمي نسبة إلى مؤسسه نجران بن زيدان بن سبأ فهو أول من نزله واستقر فيه.

يُطلَق اسم نجران على الوادي(17) فيقال : وادي نجران وعلى المدينة (18) وعلى مخلاف نجران(19)، كما يسمى إقليم نجران وادي سوحان (20)، وعرفت مواضع أخرى في بلاد العرب باسم نجران أهمها : نجران من مخاليف اليمن، ونجران بين الكوفة وواسط، وقد وجدت في عهد الإسلام، حيث سكنها نصارى نجران اليمن بعد أن أجلاهم منها الخليفة عمر بن الخطاب() (21) فسموا موضعهم هذا باسم مدينتهم القديمة نجران( 22) ونجران موضع بالبحرين (23)، ونجران موضع بِحوْرانَ من نواحي دمشق (24) ونجران موضع بقرب ضَمَد في منطقة جازان (25)ونجران قرية بتهامة (26).

إلا أنّ نجران اليمن هو الأقدم والأشهر ، حيث نجد أنّ عدداً من الرّحالة والجغرافيين المسلمين أولوه أهمية بالغة عند حديثهم عن جغرافية جزيرة العرب فمنهم من عدّه واحداً من مخاليف اليمن القديمة كالهمداني (27)، وتبعه المقدسي فقد ذكر أنَّ اليمن بلد يتميز بمخاليفه، من أشهرها : مخلاف صنعاء، ومخلاف شاكر، ومخلاف نجران (28)، وقد حصر اليعقوبي عدد مخاليف اليمن فوجد أنها أربعة وثمانين مخلافاً (29) ونهج كل من الحموي والقزويني نفس منهج الهمداني والمقدسي، واليعقوبي، ويذكر بعض البلدانيين والجغرافيين نجران ضمن مخاليف مكة، فابن خرداذبة والإدريسي، تحدثا عن ” مخاليف مكة بنجد ” وذكرا منها الطائف ونجران (30) ، كما اتفق البكري مع بن خرداذبة والإدريسي، وذكر أنّ نجران مدينة بالحجاز من شق اليمن (31)، أما ابن الفقيه عند حديثه عن بلاد السراة فلم يذكر نجران ضمن بلاد اليمن أو مكة المكرمة، وإنما أوردها ضمن بلاد السراة الممتدة من اليمن إلى الحجاز(32) وعدّها صاحب الكمائم صقعاُ منفرداً عن اليمن(33).

لعل التباين في الروايات في أنّ نجران من مخاليف اليمن، أو ضمن مخاليف مكة المكرمة، يعود إلى أنّ بعض الرحالة والجغرافيين الذين أسلفنا ذكرهم لم يرتادوا بلاد اليمن الواقعة جنوب مكة المكرمة، وإنما أقتصر ما دونوه في مصنفاتهم عن تلك البلاد على ما قرأوه في مصادر سابقة عليهم، أو سمعوه من الرواة والإخباريين الذين استقروا في الأمصار الإسلامية .

2ـ الموقع والحدود.

يقع نجران في منتهى شمال اليمن(34) في المنخفض الشرقي لسراة اليمن إلى الشمال الشرقي من صعدة (35)، ضمن السلسة الجبلية الذي اصطُلِح على تسميتها بمنطقة السروات الجبلية ، والنجدية(36).

يحد نجران من الشمال الغربي أعلى وادي حَبَوْنه (حَبَوْنن) (37) قديماً وبني زُبَيد المتصل بنجد العليا جرش (عسير) وتثليث، ومن الجنوب الفرع من وائلة من بكيل ثم من همدان وصعدة ، أما من جهة الغرب، فإن نجران متصل ببعض بلاد وادعة وهي بلاد : نقعة ووعار ووادي نشور بواسطة عقبة ومضيق تنحدر منه السيول المتجمعة من بلاد صُحار في الصعيد (حقل صعدة)، ومن الشرق الجنوبي الغائط والفلاة : الربع الخالي(38).

اما عن مساحة نجران فقد حاول كثيراً من الجغرافيين والرحالة الأوائل تقديرها؛ فالهمداني يذكر أنّ ” طول نجَران من المشرق مئة وسبع عشرة درجة وخمسة أسداس درجة تطلع عليها الشمس قبل مطلعها على صعدة نحْو من اثنين وعشرين جزءاً ونصف من ساعة وعرضها ست عشرة درجة “(39) أما الأصطخري والإدريسي فقد ذكرا أنّ ” نجران وجُرش مدينتان متقاربتان في الكبر بهما نخيل، ويشتملان على أحياء من اليمن”(40) .

ويقع وادي نجران في منبسط من الأرض السهلة المرتفعة التربة التي يخترق في وسطها مجرى الوادي من أعلاه إلى أسفله حيث يغور في الربع الخالي، وتحوطه من الجنوب والشمال سلسلتان من الجبال والهضاب وبه خمس وثلاثون قرية حية ومثلها ميته وأزيد(41) ،بينما القرى تقوم مبثوثة على ضفتي الوادي التي يأتي مجموعها فيما بين خمس وثلاثين قرية وزيادة وكلها عامرة آهلة بالسكان وهي في الضفة اليسرى أكثر منها في الضفة اليمنى ومثلها أو ما يقاربها عامرة وأطلال وخرائب والتي من جملتها قرية الأخدود ذات الآثار الفخمة، وقرية رُعاش التي كانت عشاً للنصرانية وقرية بَولس التي تسمّت باسم المبشر النصراني وشوكان(42).

ويخترق الوادي هذا مدينة نجران من الغرب إلى الشرق، ويمتد في أرض منبسطة، ويبدأ هذا الوادي من قرية الموفجة ثم قرية مذنب إلى أن يصب في الربع الخالي، وقد اجتهد الأكوع في تقدير طول الوادي، فقال : ” تبلغ مساحة الوادي طولاً من علوه قرية الموفجة إلى منتهاه وراء قرية المذنب أكثر من يوم للمجدّ ويمتد بعد ذلك مسافة يوم آخر في مواضع خالية من المياه إلا في موضعين فيها آبار يستقي منها الرعاة ” (43)، أما ألويسي فيذكر أنّ ” طول وادي نجران زهاء ثلاثون كيلو متر من الغرب إلى الشرق”(44).

وتقع نجران في منبسط من الأرض السهلة المرتفعة وتحيط بها الجبال من ثلاث جهات، فيما تحدها صحراء الربع الخالي من الشرق، حيث تنتهي مسايل أوديتها ويخترقها من وسطها الوادي المعروف بـ ( وادي نجران) والذي يبلغ طوله من أعلاه إلى أسفله نحو 27 ميلاً ، ويبلغ معدل عرضه نحو 3 أميال (45).

3ـ التضاريس . تتشكل منطقة نجران من ثلاثة أنواع من التضاريس الطبيعية هي :ـ

أ ـ المنطقة الجبلية .

وهي المنطقة الجبلية التي تتمثل في الجبال الشاهقة التي تحيط بنجران من ثلاث جهات ؛ هي الشمال، والجنوب، والغرب، وتتميز هذه المنطقة باعتدال مناخها (46).

ب ـ المنطقة السهلية .

وهو وادي نجران الذي يقع بين سلسلتين جبليتين تمتدان من الشمال إلى الجنوب مع شيء من التعاريج والانحناء وعلى ضفتيه الشرقية والغربية تمتد مناطق سهلية تنتشر فيها المزارع وخاصة النخيل(47) .

ج ـ المنطقة الصحراوية .

وهي المنطقة الصحراوية التي تقع في شرق نجران، وتتمثل في صحراء الربع الخالي (48).

4ـ المناخ .

أدى الموقع الفلكي لنجران وارتفاع بعض أجزائه عن سطح البحر(49)، وتنوع تضاريسه إلى تنوع في المناخ، وعززت ذلك كثافة الغطاء النباتي، والجو البارد الممطر(50)، وهواء وادي نجران عليل سجسج ونَسِيمُه صحيح لطيف، وهو يميل إلى الجفاف لقربه من الفلاة ( الربع الخالي) وبعده عن البحر الذي يولد الرطوبة (51)”، ووصف الهمداني وادي نجران بأنه ” كثير الخير غزير البركة (52) وقال عنه القلقشندي: بأنه يقع بين جبال وقرى، ويحوي موارد مائية (53)

و تحدث الهمداني عن موارد وروافد وادي نجران المائية، فقال : ” وادي نجران وفروعه من ثلاثة مواضع من بلد بني حيف من وادعة، ومن بلد بني جُماعة من خولان، ومن بلد شاكر”(54).

ومن الأودية التي أسهمت في غزارة موارد نجران المائية وادي حبونن، وتثليث، وبيشه، ورنّيه، وتربة (55)، على أن غنى وادي نجران بالموارد المائية قد ساعد في ثرائه الزراعي واتساع نطاقه النباتي، لذلك اشتهرت منطقة نجران بتربية الإبل والأبقار والأغنام .

ثانيا ـ الأوضاع الاقتصادية .

أـ التجارة .

  1. لعبت نجران دوراً مهماً في التجارة بجزيرة العرب على مستوى الأسواق العربية، والأسواق الخارجية مستفيدة من موقعها الاستراتيجي المميز على طريق التجارة الغربي، إذ كانت نجران حلقه وصل بين العربية الشمالية , والعربية الجنوبية , وكانت تطل على أهم واشهر المعابر والطرق الرئيسة التي تربط شمال الجزيرة بجنوبها , وأبرز هذه الطرق القديمة : اولا :طريق يبدأ من قنا “حصن الغراب” ويتفرع منه فرعان : يتجه الأول شرقاً على امتداد وادي ميفعة , ومنه إلى شبوة ومأرب ثم نجران , ثم يسير شمالاً حتى يصل مكة , ويعد هذا الطريق من أبرز وأكثر الطرق التي سلكتها القوافل التجارية العالمية منذ أقدم العصور(56) , ويتجه الثاني من قنا “حصن الغراب “إلى وادي حجر ماراً بوادي أرماح , فشبوة ثم عدن , حتى يصل إلى نجران ثم منها شمالاً الى قرية الفاو , فالأفلاج واليمامة التي يتفرع منها طريقان ؛ أحدهما : يتجه الى الخليج العربي , والآخر : الى بلاد الرافدين , وبلاد الشام (57) . الثاني : طريق يبدأ من جنوب غرب شبة الجزيرة العربية ,حيث كان يمر بممالك سبأ ومعين وقتبان وحمير، ومن هناك إلى وادي نجران، ومنها إلى دادان (العلا) ثم إلى مدين، ومنها إلى إيلة (العقبة) ثم سلع “البتراء”، ومنها يتفرع إلى فر عين : فرع يتجه إلى الشام والآخر إلى غزة ومصر(58). الثالث : طريق يبدأ من حضرموت ثم إلى العبر، ثم يتجه إلى نجران ومنها إلى واحة يبرين، ثم القُرية ـ وهو ميناء على قرية الفاو على الخليج العربي ـ ، ومنها إلى العراق ،أو من يبرين إلى اليمامة (59) . الرابع : طريق يبدأ من صعدة ثم إلى نجران، ومنها يتفرع إلى فرعين أحدهما : إلى تثليث، ثم يتجه شرقاٌ إلى وادي الدواسر، مارّاً بقرية الفاو، ثم يعبر جبال طويق والخماسين ثم يتجه إلى واحات ليلى، ثم منها إلى الأفلاج، فالخرج، ثم اليمامة، ثم إلى البصرة وغيرها من مدن العراق (60)، والآخر : يتجه من صعدة، ثم نجران وجُرش (عسير) حتى يصل إلى الطائف، وهذا الطريق هو طريق الحج من اليمن إلى مكة . وقيل : إنّ هذا الطريق كان قد عبّده الملك الحميري تُبع، فهو من الطرق التاريخية القديمة، ولقد سلك هذا الطريق أبرهة الأشرم الحبشي في انطلاقته التاريخية المشؤومة على مكة (61)، حيث شهدت نجران هذه الحملة فقد سار أبرهة من صنعاء إلى نجران، فجعلها قاعدة لحملته التي خلدها القرآن الكريم كحادثة كانت تهدف إلى طمس ملة إبراهيم عليه السلام، وإزالة معالم الدّين الحنيف بهدم الكعبة المشرفة، فقد أقام أبرهة في نجران متهيئاً إلى دخول مكة، فجمع العدة والعتاد، ثم سار منها بخيله ورجاله وفيله، سالكاً الطريق إلى مكة (62) التي حمى الله بها بيته المعظم من كل جبار متكبر، فأخلد الله العظة بأبرهة وفيله (63)؛ قال تعالى : ﴿ أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ(5) ﴾ (64).

إلا ان اهم الطرق البرية التي أطلت عليها نجران فأثرت في تاريخها تأثيراً بالغاً هو درب البخور ذلك الطريق الذي لعب دوراً حيوياً في اقتصاد العالم آنذاك وفي سياسة أعظم إمبراطوريتين ـ الفارسية والبيزنطية ـ في تلك الحقبة التاريخية إذ لعب هذا الطريق دوراً اقتصادياً بارزاً في التجارة منذ القرن الأول قبل الميلاد ،حيث عُني هذا الطريق بنقل عروض التجارة من بلاد اليمن والحبشة إلى بلاد مصر والعراق وفارس، وكان هذا الطريق يمر من بلاد اليمن إلى بلاد الشام، سالكاً في بعض أجزائه الطريق الذي عبّده الملك الحميري (تُبع)، وهو نفس الطريق الذي انطلقت منه حملة أبرهة الأشرم على مكة وعرف بـ (طريق الفيل)(65)

لذلك تطلعت إلى هذا الطريق أطماع الإمبراطورتين الفارسية والبيزنطية ، فكان من آثار هذه التطلعات والأطماع المتعددة الحملات الغازية والمدمرة لنجران وما حولها من المدن الواقعة على هذا الدرب أقدم تلك الحملات الطامعة التي غزت نجران فدمرتها حملة القائد أوليوس غاليوس، بأمر من القيصر الروماني أغسطس في حدود سنة (24) قبل الميلاد، فدمرت هذه الحملة نجران وكثيراً من المدن التي تقع على درب البخور بعد محاولات عدة للسيطرة على هذا الدرب، وعلى العربية الجنوبية (66).

بات نجران من الأسواق التجارية المشهورة عربياً ودولياً ، ومن أهم أسواق العرب القديمة : “عدن، ومكة، والجند، ونجران، وذو المجاز، وعكاظ، وبدر، ومجنَّة، ومنى، وحجرُ اليمامة، وهجر البحرين ” (67)؛ لوقوعه في ملتقى طرق التجارة القادمة من اليمن واليمامة والحجاز، وكذلك لكونه من الأسواق المستقرة والتي تحمل طابع الديمومة والمحلية، فلم يكن هذا السوق من الأسواق الموسمية التي تعقد في فترات محدودة من العام، وتستقطب العديد من المرتادين من كافة الأقطار في وقتٍ واحد معلوم بل كان سوقاً دائمة، ولعل هذا الذي جعل بعض المهتمين بذكر أسواق العرب القديمة في الجزيرة يغفلون ذكر سوق نجران(68)، أو يعدون هذا السوق من الأسواق الثانوية (69)، ويعد سوق نجران من أهم الأسواق ، فقد ذكر ابن المجاوران مكانه في ” الحقة مدينة الأصل نجران، وعليها المعول في البيع والشراء ” (70). فأصبح سوق نجران مقصدا للكثير من طلاب السلع والبضائع ،و كان كذلك موطناً خصباً للشعر وسائر فنون الأدب (71).

ب ـ الزراعة .

ومن عوامل ازدهار التجارة بنجران إنتاجها للمحاصيل الزراعة كالثمار والحبوب والتمور ، قال الهمداني :” وباليمن من غرائب الحبوب، ثم من البر العربي الذي ليس بحنطة، فإذا ملك عجينه، ثم أردت قطع شيئ منه تبع القطعة تابعةٌ منه تطول كتابعة القبيط (73) والميسَاني والنسول والهلباء لا يكون الا بنجران، ومنه الأدرع الأملس والأحمر الأحرش، واللوبياء والعتر والأفطن والطهف “ (74)، “ومن ذلك الّذّرة بنجران في قابل يام من ناحية رُعاش وراحة يكون في قصبة الذّرة مطوان (75) وثلاثة وأكثر ” (76)، وتزرع في نجران الذرة البيضاء، والصفراء والحمراء والغبراء(77).

جـ ـ الصناعة .

كانت نجران ملتقى لهجرة العديد من القبائل العربية التي نزلتها واستقرت بها ،لذلك كان بها أيام وحروب (78)، وبالتالي عرفت نجران صناعة الأسلحة (79) والأدوات الحربية كالسيوف والرماح والقوس والسهم والدروع(80)، وكذلك صناعة الملابس والأقمشة “(81) و المنسوجات الحريرية (82)، والأشلَّة الصيعرية (83) .

د ـ الرعي .

تميزت أودية نجران بكثافة الغطاء النباتي فتوفر الكلأ والمرعى للإبل والبقر والغنم، فقد ذكر الهمداني أنّ ” بعد مأرب أودية لطاف إلى الجوف، مشاربها من شُرفُات ذي جُرَة ومن شرقي مخلاف خَوْلان العالية منها العَوهَل الأعلى والعَوْهَل الأسفل وحَمِض ويكون على هذه الأودية بنو الحارث بن كعْب يسيمون النعم(84).

ويبدو انّ الثروة الحيوانية كانت متوفرة في نجران بكثرة بدليل إنتاجها العالي للجلود، وانتشار مدابغ الجلود فيها، فقد عرفت نجران صناعة الجلود المعروف بالأدم أو الأنطاع وصباغتها(85)، وقد أشار الإدريسي إلى أنّ ” بها مدابغ للجلود وهي بضائعهم وبها تجاراتهم وأهلها مشهورين بذلك (86) ، وتحدث عن جودة الجلود التي كانت تدبغ في نجران، فقال : وبها تدبغ الجلود اليمانية التي لا يبلغها شيء في الجودة (87)، والدباغة تحتاج إلى مواد نباتية تدبغ بها لتصبح لينة فكان يُستخدم القرظ (88).

ومن الواضح أنّ نجران كانت من المناطق التي ينَبت فيها القرظ فقد ذكر الهمداني أنّ “صعدة بلد الدّباغ في الجاهلية الجهلاء وموسط بلاد القرظ وهو يدور عليها في مسافة يومين…”(89).

الفصل الثاني : اوضاع نجران الاجتماعية والسياسية .

ترتبط الإشارات المبكرة لنجران بملوك سبأ المكربين فقد ورد ذكرها في أقدم النصوص التاريخية الخاصة بهم (90) ،غير أنّ تاريخها الذي سبق الإسلام ارتبط بالعديد من القبائل والجماعات البشرية، وأقدم الإشارات مستوحاة من اسم مؤسسها نجران بن زيدان فهو أول من نزل نجران وعمّره وحكمه ردحاً من الزمن وأثرى فيه وزبلت ذريته، ثم صار مسكناً لقبيلة جرهم (91).

اشتهر من قبيلة جرهم حاكم نجران وكاهنها الأفعى(92) بن الحصين بن غنم بن رهم بن الحارث الجرهمي(93)، وفي رواية الأفعى بن الأفعى الجرهمي (94)، الذي تحاكم إليه أبناء نزار بن معد، وهم مضر، وربيعة، وإياد، وأنمار بعد موت أبيهم، فقد أوصاهم أباهم إذا تنازعوا في إرثه بعد موته أن يذهبوا إلى كاهن وحاكم نجران ليحكم بينهم(95).

ثم خلف على نجران بعد ذلك قوم من حمير، الذين كانوا ولاة للتبابعة، وكان كل أمير منهم يلقب بالأفعى تبعاً لسنن من كان قبلهم من جرهم، ومنهم : القلمس بن عمرو بن همدان بن مالك بن منتاب بن زيد بن وائل بن حمير بن سبأ الأكبر أحكم العرب في وقته، وكان والياً للملكة بلقيس على نجران والمشلل إلى البحرين وما والاهما من البلدان، الذي قابل نبي الله سليمان عليه السلام ، فآمن به وبدينه، ونشر الدّيانة اليهودية في نجران(96).

وكان لنجران في عهده أهمية واضحة في سياسة اليمن الخارجية، فبعد وفاة نبي الله سليمان جاء رسول بني إسرائيل إلى ملك اليمن يخبره بارتداد أهل الشام عن دين سليمان، فجمع ملك اليمن مقاوله للتشاور في الأمر، وكان من بين هؤلاء القلمس أفعى نجران، وكان أكثرهم بروزاً، وقد أخذ الملك برأيه الذي يقضي بقتال أهل الشام، إذ قال الأفعى لملك اليمن : ” ياخليفة رسول الله، أردت الشام، وأهله أهل بأس وفتنة ،لا يعطون إلا عن قسرٍ، فأجعل سيفك دليلاً، وعزمك خليلا، وان الكفر صدأ بالقلوب لا يحول بينها وبينه إلا الخوف ولن تخيفهم إلا بعزمٍ وصبر والله المعين”(97)، فخرج ملك اليمن على رأس جيش لقتال أهل الشام، كما أقترح عليه الأفعى، ثم أستولى بعد ذلك على نجران بني مذحج (98).

اشتهرت نجران قبيل البعثة باستقلالها بشؤونها يديرها ساداتها وأشرافها ولها نظام سياسي وإداري خاص تخضع له ولم يكن للفرس عليها سلطان (99)، وكان حكم ورئاسة نجران بيد بني عبد المدان بن الحارث بن كعب، حيث عرف عن بني عبد المدان الاستقلالية والسيادة في حكم نجران فقد وصفهم ابن المجاور بأنهم : ” لا يطيعون لملك الغزو ولا لسلاطين العرب”(100). وكان حكام وسادة نجران ينظمون شؤون المدينة على النحو الآتي :ـ

  • الشؤن المالية والتجارة اسندت الى السيد ، ويتولى الشؤون المالية ؛ من جمع الإعانات والهبات للكنيسة، والنذور، وغير ذلك، ويقوم بمشورته رجال معروفون بصرف المساعدات والديات الملزمة بها القبيلة أو المعسر، وما يلزم لإصلاح الكنائس، وحياة رجال الدين، والضيافات، كما أنه مسؤول عن تسيير قوافلهم التجارية وتنظيمها، وعلاقة قبيلته بالقبائل الأخرى.
  • الشؤن السياسية تولها العاقب . وعمله رئاستهم وتدبير أمورهم، والإشراف على السياسة الداخلية والخارجية، فهو أميرهم الذي لا يصدرون إلا عن رأيه.

الشؤن الدينية أختص بها الأسقف . وهو حبرهم وإمامهم، وصاحب مدارسهم، فهو المرجع الديني لهم (101).

الفصل الثالث : الأوضاع الدينية في نجران .

عرفت نجران في الجاهلية كافة الاديان والعقائد فقد انتشرت فيها الوثنية واليهودية والنصرانية الى ان جاء دين الإسلام الحنيف خاتم الأديان لكافة الأنام .

أـ الوثنية .

من العقائد التي انتشرت في نجران واعتنقها الكثير من أهلها الوثنية وهي عقيدة غالبية سكان الجزيرة العربية التي تقوم على تعدد الآلهة، ولأن نجران كانت جزءاَ من الدولة المعينية لذلك كانت تدور في فلك حضارة جنوب غربي الجزيرة العربية كان من أصنام وأوثان أهل نجران التي عبدوها لتقربهم إلى الله زلفى ما يأتي:ـ

1ـ الصنم يغوث (102).

وهو مشتق من الإغاثة (103)وكان على صورة أسد (104) وورد ذكره في القرآن الكريم بقوله تعالى : (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23)(105).

وهذه الخمسة الأصنام كان يعبدها قوم نوح (106)، قال بن عباس :” صارت الأَوثان التي كانت في قوم نوح في العرب تعبد، وهي أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك ،وتنسًّخ العلم عبدت “(107)، و ذكر ابن الكلبي ” أن عمرو بن لحي كان له تابع من الجن (رئي) فأخبره بأن أصنام قوم نوح مدفونة بساحل جدة فأتاها وأخذها وحملها إلى مكة ودعا إلى عبادتها ففرّقها فيمن أجابه من العرب إلى عبادتها، فكان ممن أجاب على عبادتها مذحج فدفع إلى أنعم بن عمرو المرادي يغوث فنصبه بأكمة باليمن، يقال لها : مذحج، فكانت تعبده مذحج ومن والاها”(108).

اتخذت مذحج وأهل جرش يغوث(109)، وأشار ابن الكلبي ان الصنم يغوث قد حمل إلى ساحة القتال ونقل قول أحد الشعراء : وَسَارَ بِنَا يغُوثَ إلى مُراد فناَجزَناهم قَبل الصبَّاح(110).

وكان يغوث لمذحج كلها، وكان في أنعم، فقاتلهم عليه غطيف ـ من مراد ـ حتى هربوا به إلى نجران، فأقروه عند بني النّار من الضَّباب من بني الحارث بن كعب ،واجتمعوا عليه جميعاً (111) وكان تلبية من نسك ليغوث” لبيك اللهم لبيك ،لبيك أحبنا بما لديك فنحن عبادك قد صرنا إليك”(112)، وقد سُمّي بعض بني الحارث بن كعب بعبد يغوث نسبة إلى الصنم يغوث ، منهم الشاعر: عبد يغوث بن صلاءة الحارثي (113).

2ـ الصنم ذوالخَلَصَة.

وكان مروةً بيضاء منقوشةٌ عليها كهيئة التاج، وكانت بتباله بين مكه واليمن على مسيرة سبع ليالٍ من مكة (114)، وكان يقال له: الكعبة اليمانية (115)، وكان ذو الخَلَصَة لدوس وخثعم وبجيلة، ومن كان من العرب بتَبَالة، ويقال : ذو الخُلُصة، قال رجل من العرب :

ولو كنت ياذا الخلص الموتورا

 

مثلي وكان شيخك المقبورا

لم تنه عن قتل العُداة زورا (116)

وكانت تلبية من نسك ذا الخلصة ” لبيك اللهم لبيك ،لبيك بما هو أحب إليك “(117)، وكان ذو الخلصة له بيت تعبده بجيلة، وخثعم، والحارث بن كعب، وجرم، وزُبَيد، والغوث بن مر بن أد، وبنو هلال بن عامر، وكانوا سدنته وكان بين مكة واليمن (118).

3 ـ الصنم ” المدان .

وبه سمي عبد المدان(119)، وقد استدرك الأستاذ أحمد زكي محقق كتاب الأصنام لابن الكلبي اسم هذا الصنم (مدان) في آخر الكتاب ضمن التكملة لأسماء الأصنام والبيوت المعظمة عند العرب والتي لم يذكرها ابن الكلبي (120) .

ب ـ اصول اليهودية بنجران .

ذكرت بعض الروايات أنّ نبي الله سليمان بن داود عليه السلام سار نحو اليمن حتى نزل بنجران على القلمس بن عمرو بن همدان بن مالك بن منتاب بن زيد بن وائل بن حمير بن سبأ الأكبر، وهو أفعى نجران وحكيم العرب في وقته، ـ وكان والياً للملكة بلقيس على نجران والمشلل إلى البحرين وما والاهما من البلدان ـ ، فلما تقابل معه آمن به وبدينه، ونشر الدّيانة اليهودية في نجران(121).

وتشير رواية أخرى أنّ الديانة اليهودية انتشرت في اليمن ومنها نجران اثناء حكم الدولة الحميرية الثانية في عهد الملك الحميري تبع الآخر تبان أسعد أبي كرب، إذ كان ملوك اليمن الحميريين كثيراً ما يقومون ببعض الحملات الحربية على أرجاء من بلاد العرب، ووصلوا بهذه الحملات إلى بلاد المشرق ومن هؤلاء الملك تبع الآخر تبان أسعد أبي كرب، ويقال له : الرائش(122)، وعند عودته من المشرق مر على مدينة يثرب، واتصل به آنذاك بعض اليهود من بني قريظة، فأعجب بتعاليم دينهم واعتنقه وعند عودته ” ساق الحبرين كعباً وأسدا (123) من يهود المدينة إلى اليمن وعمَّر البيت الحرام وكساه “(124).

ثم خرج تبع من المدينة ” متوجّهاً إلى اليمن بمن معه من جنوده وبالحبْرين , فلما دنا من اليمن ليدخلها حالت حمير بينه وبين ذلك(125) , وقالوا: لا تدخلها علينا , وقد فارقت ديننا , فدعاهم إلى دينه وقال : انه خير من دينكم , فقالوا: فحكمنا إلى النار قال: نعم. قال : وكانت باليمن – فيما يزعم أهل اليمن – نار تحكم بينهم فيما يختلفون فيه , تأكل الظالم ولا تضر المظلوم , فخرج قومه بأوثانهم وما يتقربون به في دينهم وخرج الحبران بمصاحفها في أعناقهما متقلّديها , حتى قعدوا للنار مخرجها الذي تخرج منه , فخرجت النار إليهم , فلما أقبلت نحوهم حادوا عنها وهابوها , فذَمرهم(126) من حضرهم من الناس وأمروهم بالصبر لها, فصبروا حتى غشيتهم , فأكلت الأوثان وما قرّبوا معها, ومن حمل ذلك من رجال حمير , وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما تعرق جباههما لم تضرّهما , فأصفقت عند ذلك حمير على دينه , فمن هنالك وعن ذلك, كان أصل اليهودية باليمن .

قال ابن إسحاق : “أن الحبرين , ومن خرج من حمير , إنما اتبعوا النّار , ليردوها وقالوا: من ردها فهو أولى بالحق , فدنا منها رجل من حمير بأوثانهم ليردوها , فدنت منهم لتأكلها , فحادوا عنها ولم يستطيعوا ردها , ودنا منها الحبران بعد ذلك , وجعلا يتلوان التوراة . وتنكص عنها حتى ردَّاها إلى مخرجها الذي خرجت منه , فأصفقت (127) عند ذلك حمير على دينها . والله أعلم أي ذلك كان”(128).

جـ ـ أصل النصرانية في نجران .

لأهمية موقع نجران الجغرافي ودوره التجاري تعرض إلى حملات رومانية بهدف احتلاله والسيطرة عليه فعمدت تلك الحملات إلى استخدام القوة العسكرية طوراً، ولجأت إلى طرق السلم طوراً آخر، من أبرز الأمثلة على الغزو العسكري الحملة الرومانية بقيادة القائد أوليوس غاليوس بأمر من القيصر الروماني أغسطس، في حدود سنة (24) قبل الميلاد، فدمرت هذه الحملة نجران وكثيراً من المدن التي تقع على درب البخور .

ومن أمثلة الحملات السلمية في نجران والعربية الجنوبية عامة حملات التبشير بالدين المسيحي التي عمدت إليها الإمبراطورية الرومانية، منذ عهد القيصر قسطنطين واعتناقه للديانة المسيحية عمل على نشرها في الكثير من البلدان وخاصة في اليمن ونجران في محاولة للسيطرة عليها، وبالفعل فقد سعى الرومان الى إنشاء الكنائس وتم لهم ذلك، حيث أنشأوا كنائس عدة في البلاد الحميرية لاسيما في نجران، وظفار، ومأرب، والهجران (هجرين) وحضرموت (129). امدتنا المصادر العربية بالعديد من الروايات التاريخية المختلفة عن أصل الدين النصراني بنجران، فمؤرخو العرب يرون أنّ أصل وجود المسيحية في بلاد نجران يرجع إلى راهب يدعى (فيمون) (130) أو (قيمون) أصله من بلاد الشام، وهو من أسرة عريقة، لها بعض النفوذ والسلطان، وقد آثر بعد وفاة أبيه العبادة والسياحة بين البلدان ” وكان رجلاً صالحاً مجتهداَ زاهداً في الدنيا , مجاب الدعوة , وكان سائحاً ينزل بين القرى , لا يُعرف بقرية إلاّ خرج منها إلى قرية لا يُعْرَفُ بها , وكان لا يأكل إلاّ من كَسْب يديه , وكان بناءً يعمل الطين , وكان يعظّم الأحد , فإذا كان يوم الأحد لم يعمل فيه شيئاً. وخرج إلى فلاة من الأرض يصلّي بها حتى يمُسي”(131)، وحدثت له من الكرامات الشيء الكثير” كان إذا جاءه العبد به الضرّ دعا له فشفي, وإذا دُعِي إلى أحد به ضرّ لم يأته” (132) فأعجب به رجل من الشام يدعى صالح ،فتبعه وتنقل معه بين القرى، حتى بلغا جزيرة العرب، فاختطفهما بعض الأعراب وباعوهما في نجران، فكان فيمون من نصيب أحد سادة نجران وأشرافها، فظل يعمل لديه، وهو متمسك بدينه وعبادته وصلاته ” فكان فيميون إذا قام من الليل ـ يتهجّد في بيتٍ له أسكنه إياه سيّده – يصلّي , استسرج له البيت نوراً حتى يصبح من غير مصباح , فرأى ذلك سيده , فأعجبه ما يرى منه , فسأله عن دينه , فأخبره به “(133)،وسفه عبادة أهل نجران لنخلة كانوا يعبدونها ،وقال فيمون لسيده : إنما أنتم في باطل إنّ هذه النخلة (134) لا تَُضُرُّ ولا تنفع , ولو دعوت عليها إلهي الذي أعبده , لأهلكها وهو الله وحده لا شريك له, قال : فقال له سيده : فافعل , فإنك ان فعلت دخلنا في دينك ,وتركنا مانحن عليه . قال : فقام فيميون , فتطهر وصلّى ركعتين , ثم دعا الله عليها, فأرسل الله عليها ريحاً فجَعَفَتها(135) من أصلها فألقتها؛ فاتّبعه عند ذلك أهل نجران على دينه , فحملهم على الشريعة من دين عيسى بن مريم عليه السلام , ثم دخلت عليهم الاحداث التي دخلت على أهل دينهم بكل أرض , فمن هنالك كانت النصرانية بنجران في أرض العرب ” قال ابن هشام : فهذا حديث وهب بن منبه عن أهل نجران (136).

وتذكر الرواية الأخرى أنّه كان هناك رجل صالح زاهدٌ متعبد يدين بدين المسيحية ـ وهو فيمون ـ يتنقل بين القرى حتى قدم على نجران فنصب له خيمة فيها، وكان يتعبد الله بها و أنّ أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأوثان , وكان في قرية من قُراها قريباً من نجران – ونجران: القرية العظمى التي إليها جمَاع أهل تلك البلاد – ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر , فلما نزلها – ولم يسموه ليَ باسمه الذي سمّاه به وهْب بن منبّه – قالوا : رجل نزلها – ابتنى خيمة بين نجران , وبين تلك القرية التي بها الساحر فجعل أهل نجران يرسلون غلمانهم الى ذلك الساحر. يعلّمهم السحر , فبعث إليه الثامر ابنه عبدالله بن الثامر مع غلمان أهل نجران , فكان إذا مَرُّ بصاحب الخيمة أعـجبــــه ما يرى منه من صلاته وعبادته , فجعل يجلس إليه , ويسمع منه حتى أسلم, فوحّد الله وعبده” (137)، وقام عبد الله بن الثامر بالتبشير بهذا الدين وساعده في تصديق أهل نجران له ودخولهم هذا الدين ما منحه الله له من كرامات عديدة (138).

بينما الوثائق السريانية ترجع اصول الديانة النصرانية في نجران الى تاجر وثني اسمه حيان فقد اوردت تقول انه :”في أوائل القرن الخامس عُرف في نجران تاجر وثني معتبر أسمه حيّان، سافر ذات يوم إلى القسطنطينية في تجارة وعاد إلى بلده ؛ ثم شخص إلى بلاد فارس ومر بالحيرة حيث ألِف النصارى، وعرف مقالتهم، وتنصر واعتمد، ولما عاد إلى نجران، أوقف قومه على بطلان الشرك ؛ وهدى إلى النصرانية أسرته وخلقاً من أهل نجران والبلاد الحميرية الأخرى، فأضحت نجران كرسياً أسقفياً في العقد الثاني من القرن السادس(139).

وأصبح نصارى نجران على الأرثوذكسية (140)، وقيل على مذهب الملكانية (141)، وهو مذهب جميع ملوك النصارى حيث كانوا في الحبشة والنوبة والشام (142) وفي رواية اخرى أن : نصارى نجران كانوا على مذهب اليعاقبة (143) شأنهم شأن نصارى الحبشة وهذا أمر بديهي لما بين الإقليمين من الاتصالات المستمرة والعلاقات التجارية والحربية أكثر من اتصالهم بالرومان (144).

ومما لاريب فيه أنّ الأسباب السياسية والأهداف الاقتصادية قد أسهمت بشكل كبير في نشر الدين المسيحي في نجران وأجزاء من اليمن، والتقت بدعوات دينية محضة آزرت مساعي الإمبراطورية الرومانية الرامية الى نشر هذا الدين، وقد كان من أبرز هذه الدعوات ما قام به التجار النصارى من نشر هذا الدين ، وكذلك المبشرون النصارى .

د ـ كعبة نجران.

غدت نجران من أهم مدن اليمن وحواضرها الكبرى في عهد قبيلة الحارث بن كعب وبلغت شأناُ عظيماً من التطور وأسباب المدنية والحضارة، حيث شيدوا بها العديد من الأبنية والتي من أهمها : بيعة نجران التي بناها بنو عبد المدان وكان بنو الحارث بن كعب يعظمونها، واشتهرت بيعتهم هذه بكعبة (145) نجران (146)، كان إذا جاءها الخائف آمن أو طالب حاجه قضيت حاجته، أو مسترفد أرفد (147) وكان على كعبة نجران أساقفة معتمون وهم : يزيد بن عبد المدان، وعبد المسيح ايضًا من بني عبد المدان(148)، وقيس بن معد يكرب من كنده ، وقد ذكر الأعشى(149) كعبة نجران ـ وكان على اتصال دائم مع أساقفة نجران يزورهم في كل سنه ـ بقوله :

وكَـعبَةُ نَجرانَ حَتْمٌ عليكَ

 

حَتَّى تُنَاخِي بِأبوابهاَ

تَزورُ يَزيدَ وعَبدْ الَمسيحِ

 

وقيساً هَـمُ خَيرُ أربابِها

إذا الحَبراتُ تَلُوثْ بِهم

 

وجرُّوا أَسافلَ هُدّابهِا

لهُم مَشرباتٌ لها بهجًةٌ

 

تروُق العيونَ بِتعجابهاَ(150)

وكانت بيعة نجران عبارة عن ” قبة من أدم من ثلاثمائة جلد، وكانت على نهر النحيردان، وقد كانت من قبل لعبد المسيح بن دارس بن عدي ابن معقل ،وكان يستغل من ذلك النهر عشرة آلاف دينار، وكانت القبة تستغرقها، ثم إن عبد المسيح هذا زوّج ابنته دهيمة إلى يزيد بن عبد المدان بن الديان، فولدت له دهيمة عبدالله، فنقل إليه عبد المسيح ماله، فلما توفي عبد الله انتقل ماله إلى يزيد، فأصبح القائم على أمر هذه البيعة العظيمة “(151).

وجاء وصفها عند ابن الكلبي بأنها لم تكن كعبة عبادة، وإنما كانت غرفة لأولئك القوم الذين ذكرهم الأعشى في شعره (152) ،إلا أنّ الهمداني عدّها من مواضع العبادة في جزيرة العرب وهي : ” مكة ،وإيلياء، واللات بأعلى نخلة، وذو الخَلصَة بناحية تبالة، وكعبة نجران، وريام في بلد همدان، وكنيسة الباغوتة بالحيرة “(153)،ويسميها ابن منظور ب (الربَّة) بقوله : كعبة بنجران لمذحج وبني الحارث بن كعب يعظمها الناس ودار ربَّة ضخمة …(154).

وقد بالغ بنو عبد المدان في شأن هذه البيعة فشيدوا بنائها على شكل مربع مستوى الأضلاع والأقطار ،وجعلوها مرتفعة عن الأرض ،يصعد إليها بدرجة على مثال بناء الكعبة، فكانوا يحجون هم وطوائف من العرب ممن يحل الأشهر الحرام ولا يحج الكعبة، وكانت تحجه خثعم قاطبة، وكان أهل ثلاثة بيوت يتنافسون في بناء البيع ويتباهون في زينتها، وهم : آل المنذر بالحيرة، وآل غسان بالشام، وبنو عبد المدان في نجران، وبنو ديارتهم في المواضع النّزهة الكثيرة الشجر والرياض والغدران وجعلوا في حيطانها الفسافس، وفي سقوفها الذهب والصور، وكان بنو الحارث بن كعب يخرجون إليها كل يوم أحد، وفي أيام أعيادهم، وقد لبسوا الديباج المذهب والحرير، وبعدما يقضون صلاتهم ينصرفون إلى نزهتهم(155).

وهكذا نجد أنّ بني الحارث بن كعب قد بنوا هذه البيعة وعظموها حتى عرفت “بكعبة نجران” (156) التماسا ومضاهاة ً لكعبة مكة، لأن العرب في الجاهلية كانوا لا يبنون بناءً مربعاً تعظيماً للكعبة، والعرب تمسي كل بيت مربع كعبة (157)، وأرادوا أن يظفوا على أنفسهم مكانة دينة مستقلة تجعل طوائف العرب تحج إلى كعبة نجران بدلاً من كعبة مكة التي كان أمرها بيد قريش. وقد بنيت للمباهاة والتعالي وليس للعبادة وممارسة الطقوس الدينية ، كما أنها وظفت لحشد وجمع الناس.

الجدير ذكره أن كعبة نجران لم تذكر في القصص المتعلقة بنشر الإسلام في اليمن، لأنه من المحتمل ان كعبة نجران لم يعد لها وجود حال ظهور الإسلام ودخوله إلى نجران .

ـ حادثة الأخدود .

شهد نجران قبل الإسلام حادث الأخدود فبعد دخول النصرانية إلى نجران اعتنقها الكثير من أهله أصبح نجران أهم مركز للديّانة النصرانية بجزيرة العرب، فلما علم الملك الحميري اليهودي ذو نوّاس(158) ـ وفي رواية مسروق (159) حاكم اليمن ـ بانتشار المسيحية في نجران غضب وتعصب لدينه اليهودي، كما رأى في ذلك زعزعة لملكه في نجران، فعمد إلى اضطهاد نصارى نجران سنة (523م) “فسار إليهم ذي نواس بجنوده , فدعاهم إلى اليهودية, وخيّرهم بين ذلك والقتل ؛ فاختاروا القتل , فَخَدَّ لهم الأخدود . فحرّق من حرق بالنار وقتل من قتل بالسيف , ومثّل بهم , حتى قتل منهم قريباً من عشرين ألفاً, ففي ذي نواس وجنده تلك أنزل الله على رسوله محمد ( )(160) قوله تعالى: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) ﴾ (161) .وأتى ذي نواس بامرأة معها طفل ابن سبعة أشهر فأبت أن ترجع عن دينها، فادنيت من النّار فجزعت، فأنطق الله تعالى الطفل، فقال : امضي على دينك فلا نار بعدها فأُلقيت في النار (162).

ويعلل الطبري سبب غزو ذو نواس الحميري نجران الى :” أنّ ذا نواس الحميري ملك اليمن في ذلك الزمان، كان يهودياَ، فقدم عليه يهودي، يقال : له دوس من أهل نجران، فأخبره أنّ أهل نجران قتلوا ابنين له ظلماَ، واستنصره عليهم ـ وأهل نجران نصارى ـ فحمى ذو نواس لليهودية، فغزا أهل نجران فأكثر فيهم القتل “(163). وتبعه في ذلك نشوان الحميري بقوله : “أنّ ذو نواس، كان على دين اليهود فشكا إليه يهود نجران غلبة النصارى، وذلك أنه وقع بين اليهود والنصارى فتنة بنجران، فنهض ذو نواس بالجنود إلى نجران ،فحفر الأخدود وأضرم النّار فيه، وخير النصارى بين الرجوع عن دينهم، أو إحراقهم بالنّار فمنهم من رجع عن دينه، ومنهم من لم يرجع فأحرقه بالنّار (164)،وقد ورد عن الرسول ( ) أنه قال: القرى المحفوظة أربع مكة ،والمدينة، وإيلياء (165) ونجران وما من ليلة إلا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود ولا يرجعون إليها بعد هذا أبدا (166).

ويصف نشوان هذا الحادث بقوله :

أو ذو نواس حافر الأخدود في

 

نجران لم يخش احتمال جناح

ألقى النصارى في نيارٍ أججت

 

بوقودٍ جمر مضرم لفاح(167)

فعمد من بقى من نصارى نجران إلى الاستنجاد بملك الروم قيصر، قال ابن إسحاق : وأفلت منهم رجل من سبأ يقال له : دوس ذو ثعلبان، على فرس له فسلك الرمل فأعجزهم، فمضى على وجهه ذلك، حتى أتى قيصر ملك الروم، فاستنصره على ذي نواس وجنوده، وأخبره بما بلغ منهم، فقال له : بعدت بلادك منا، ولكن سأكتب لك إلى ملك الحبشة فإنه على هذا الدين، وهو أقرب إلى بلادك، وكتب إليه يأمره بنصره والطلب بثأره . فقدم دوس على النجاشي بكتاب قيصر، فبعث معه سبعين ألفاً من الحبشة، وأمَّر عليهم رجلاً منهم يقال له : أرياط وعهد إليه : إن أنت ظهرت عليهم فاقتل ثلث رجالهم، وأخرب ثلث بلادهم، واسب ثلث نسائهم وأبنائهم، فخرج أرياط ومعه جنوده، وفي جنوده أبرهة الأشرم، فركب أرياط البحر ومعه دوس ذو ثعلبان حتى نزل بساحل اليمن ، وسمع بهم ذو نواس فجمع إليه حمير، ومن أطاعه من قبائل اليمن، وسار إليه فلما التقوا انهزم ذو نواس وأصحابه، فلما رأى ذو نواس ما نزل به وبقومه ، وجه فرسه إلى البحر ثم ضربه، فدخل به فخاض به ضحضاح(168) البحرحتى أقضي به إلى غمرة (169) فأدخله فيه، وكان آخر العهد به . ودخل أرياط اليمن فملكها (170)، وفي رواية المسعودي قال : أن الحبشة عبرت إلى اليمن من بلاد ناصع والزيلع، وهو ساحل الحبشة إلى بلاد غلافقة في ساحل زبيد من أرض اليمن، فغرّق يوسف نفسه بعد حروب طويلة خوفاً من العار “(171).

ويبدو أن ذا نواس قد ندم على تنكيله بنصارى نجران، فقد أنشد عقب هذا الحادث قائلاً:

فيــــــاليت أمــي لـــم تلـــدنـي ولم أكــن

اكن

عشية عض السيف رأس ابن ثامرٍ(172)

وهكذا قضى الأحباش على ملك الملك الحميري ذي نواس، انتقاما لشهداء نجران، وتمكنوا من غزو اليمن واحتلاله، و استمر حكمهم اثنتان وسبعون سنة، وتتابع على حكم اليمن أربعة ملوك من الحبشة : اولهم أرياط بن أصحمه، او كالب ، ثم أبرهة بن الصباح أبو يكسوم الملقب الأشرم، وابنه يكسوم بن أبرهة ، وأخية مسروق بن أبرهة الأشرم (173) .

وقد تنبأ بغزو الحبشة لليمن الكاهنين سطيح وشق، قال بن هشام :” فهذا الذي عني سطيح الكاهن بقوله :” ليهبطن أرضكم الحبش، فليملكن ما بين أبين إلى جرش ” والذي عنى شق الكاهن بقوله : لينزلن أرضكم السودان، فليلغبن على كل طفلة البنان، وليملكن ما بين أبين إلى نجران “(174).

ويرى أحد المؤرخين أن حركة ذي نواس هذه كانت حركة وطنية، ذلك أنّ نصارى نجران كانوا على ولاء مع الحبشة، وكانت الحبشة تعد حامية النصرانية في نجران وقد اتخذت النصرانية وسيلة للتدخل في شؤون اليمن، فأراد ذو نواس وقومه محو هذا النفوذ الحبشي ؛ ولذلك لما قتل ذو نواس نصارى نجران استنجد بقيتهم بقيصر الروم، وبنجاشي الحبشة فأنجدوهم (175).

وكان إمبراطور الروم يسعى من وراء تلك الحملة على اليمن الى تحقيق هدفين : أحدهم تجاري وهو اتخاذ بلاد اليمن طريقاً لتجارته إلى الشرق إذا وقعت في يد حلفائه الأحباش؛ ليقضي على تجارة منافسيه الفرس والآخر ديني وهو جعل السيادة للدين المسيحي في اليمن(176)

وقد أكد أحد البا حثين المعاصرين سعي الروم لتحقيق الهدف التجاري بقوله انه : ” لم يكن اهتمام بيزنطة بأمور اليمن وغزو الأحباش لتلك البلاد إلا للاستيلاء على أهم طريق تجاري بين الهند والبحر الأبيض المتوسط “(177).

لذلك نجد أنّ الدعوات الدينية التي ظهرت في نجران من يهودية ومسيحية، لم تكن تهدف إلى توثيق العقائد الدينية فحسب، وإنما لتحقيق أهداف سياسية ومكاسب تجارية، وذلك بمد سلطانها على نجران والسيطرة على خيراتها والاستيلاء على الطرق التجارية التي تطل عليها.

الخاتمة .

وفي نهاية هذه الدراسة عن مكانة نجران التجارية والسياسية والدينية قبل الإسلام خلص البحث الى اهم النتائج الآتية :ـ

1ـ يرجع اصل التسمية إلى نجران بن زيدان بن سبأ فهو أول من نزله واستقر فيه وعمّره وحكمه ردحاً من الزمن وأثرى فيه وزبلت ذريته، ثم صار مسكناً لقبيلة جرهم.

2 ـ يقع نجران في منتهى شمال اليمن في المنخفض الشرقي لسراة اليمن إلى الشمال الشرقي من صعدة ،اما تضاريس منطقة نجران الطبيعية فتتكون من الجبال الشاهقة ، والسلاسل الجبلية التي تمتد من الشمال الى الجنوب وعلى ضفتيها الشرقية والغربية تمتد المنطقة السهلية ، ومنطقة صحراء الربع الخالي .

3 ـ كانت مدينة نجران من أقدم المدن التي شهدت استقرارا بشرياً على مر التاريخ ؛ حيث عرفته منذ عهود ما قبل الميلاد حيث جاء ذكرها في أقدم النصوص الخاصة بملوك سبأ المكربين ،غير أنّ تاريخها الذي سبق الإسلام ارتبط بالعديد من القبائل والجماعات البشرية.

4 ـ كان لموقع نجران الجغرافي دوراً مهماً في التجارة بجزيرة العرب على مستوى الأسواق العربية، والخارجية مستفيدة من موقعها الاستراتيجي المميز على طريق التجارة الغربي؛ إذ كانت نجران حلقه وصل بين العربية الشمالية والعربية الجنوبية , وكانت تطل على أهم المعابر والطرق الرئيسة التي تربط شمال الجزيرة بجنوبها .

5ـ حظي نجران بأهمية حضارية وشهرةً كبيرة بين مخاليف اليمن فقد لعب دوراً مهماً في شؤون السياسة والحكم، واحتل أهمية بالغة في تاريخ العرب إذ كان موطناً ومقراً لحكام وكهان العرب الذين عرفوا بالحكمة والفطنة، ورجاحة العقل، وسداد الرأي ، لذلك عرف نجران باستقلاله في شؤن الحكم والإدارة ؛ فقد تميز بنظام سياسي وإداري خاص يخضع له ، ظهر فيها ما عرف بدويلة المدينة .

6ـ اشتهر تاريخ نجران الديني قبل الإسلام بتعدد الاديان والعقائد كالوثنية ، واليهودية والمسيحية التي حولت نجران في القرن السادس الميلادي الى مركز رئيسا لنشر الديانة النصرانية في بلاد الجزيرة العربية ، لذلك شهد نجران قبل الإسلام حادثة الأخدود التي كانت سببا في غزو الأحباش لليمن وما ترتب عليه من أحداث تاريخيه كان آخرها الاحتلال الفارسي لليمن .

خريطة نجران

الوصف: D:\رساله الدكتورة\اطروحة الدكتوراة منصور\990258518.jpg

آثار كعبة نجران

الهامش .

(1) نَجْرَان بفتح أوله وإسكان ثانيه . البكري: ابي عبيد عبدالله بن عبد العزيز الأندلسي , (ت 487هـ)، معجم ما أستعجم من أسماء البلاد والمواضع، (القاهرة، الناشر مكتبة الخانجي، تحقيق وضبط مصطفى السقا، ط2، 1417هـ / 1996م )، 4/1298.

(2) ابن الكلبي: أبو منذر هشام بن محمد بن السائب، (ت 204هـ /819م)، نسب معد واليمن الكبير، (لبنان بيروت ،عالم الكتب، ومكتبة النهضة العربية، تحقيق ناجي حسن،، الطبعة الثانية، جزئيين، 1425هـ/ 2004م)، 1/133 ؛ الهمداني: لسان اليمن أبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب ( ت في حدود 360 هـ)، صفة جزيرة العرب، (صنعاء، مكتبة الإرشاد، ت/ محمد علي الأكوع، ط1 ،1990م ) ،ص64 هامش؛ الهمداني، الإكليل، الجزء الأول في أخبار المبتدأ وأصول أنساب العرب والعجم ونسب ولد مالك بن حمير، (صنعاء، مكتبة الإرشاد، تحقيق محمد بن علي الأكوع، طبعة، 1429هـ /2008م )، ص64 ؛ ابن حزم: ابى محمد علي بن احمد بن سعيد الأندلسي ،( ت 456هـ )، جمهرة أنساب العرب، (لبنان، دار الكتب، ط6 ،1434هـ /2012م)، ص329.

(3) ياقوت الحموي: شهاب الدين أبي عبدالله الرومي البغدادي (ت 624هـ )، معجم البلدان، (لبنان، بيروت، دار صادر، ط، 1376هـ /1957م)، 5/ 266 .

(4) .ابن منظور: أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،( ت 630هـ )، لسان العرب ،( بيروت، دار صادر، ط3 ،1414هـ /1994م) 5/193.

(5) الفرزدق: أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة ،(ت114هـ)، الديوان،( دار صادر، ط /1966م) ،2/169.

(6) تديث: أي تذلل . مقاولة: جمع قيل ،وهو ما دون الملك . الهمداني، الإكليل ،1/159 .

(7) البلاذري: ابو الحسن احمد بن يحي بن جابر بن داود البغدادي ( ت 279هـ)، فتوح البلدان، (لبنان بيروت، دار الكتب، طبعة، 1403هـ /1983م ) ،1/87 ؛ الحميري: محمد بن عبد المنعم (ت 727هـ)، الروض المعطار في خبر الأقطار ،( لبنان، بيروت، مكتبة لبنان، تحقيق إحسان عباس، ط2، 1984م)، ص573

(8) ياقوت الحموي، معجم البلدان، 5/266 .

(9) هنالك ثمة أدلة تؤيد الأخذ بهذا الرأي أهمها وجود أسماء بلدان ومدن عدة حفظها لنا التاريخ بأسماء روادها ومكتشفيها الأُوُل: كالإسكندرية التي بناها الاسكندر المقدوني، وخراسان التي نزلها خراسان بن عالم بن سام بن نوح عليه السلام، ومصر والتي أسسها مصر بن مصرايم بن نوح عليه السلام، وغيرها الكثير من البقاع و المواضع . الدينوري: ابي حنيفة أحمد بن داود ،(ت282هـ)، الأخبار الطوال، (لبنان، بيروت، دار الكتاب العربي، ط1، 1421هـ /2001م )، ص81 ؛ ياقوت، معجم البلدان ،1/182ـ189 ؛ ابن الفقيه: ابي بكر احمد بن محمد الهمذاني المعروف بابن الفقيه، (365هـ)، مختصر كتاب البلدان ،( لبنان، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1408هـ/ 1988م)، ص286؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان ،5/137.

(10) قبيلة حمير: تنسب إلى حِمْيَر بن سبأ بن يشجُب بن يعرب بن قحطان . ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص478 ؛ الحازمي: ابو بكر محمد بن احمد الهمداني(ت584هـ)، عجالة المبتدئ وفضالة المنتهي في النسب، (القاهرة، مكتبة مدبولي، ط 1998م) ص15 ؛ القلقشندى: ابى العباس احمد بن علي، (ت 821هـ)، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ،( بيروت، دار الكتب العلمية، د ت)، ص222 ؛ كحالة: عمر رضا، معجم قبائل العرب ،( بيروت، مؤسسة الرسالة، ط8، 1997م)، 1/ 305 .

(11) همدان: نسبة إلى همدان، واسمه أوْسَلَةُ بن مالك بن زيد بن ربيعة بن أوْسَلَة ابن الخِيَار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ. ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص475 ؛ الحازمي، عجالة المبتدئ ص36 ؛ السمعاني: الإمام ابي سعد عبد الكريم بن محمد ابن منصور التميمي، (562هـ) ،الأنساب، (بيروت، دار الجنان، ط1 ،1408هـ/ 1988م)، 3 /86 ؛ القلقشندي، نهاية الآرب، ص389 ؛ كحالة، معجم قبائل العرب، 3 / 1225.

(12) الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص165 ـ 166.

(13) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ،(جامعة بغداد، ط2، 1413هـ/ 1993م )، 8/576.

(14) قال الدينوري: بنى الاسكندر اثنتي عشر مدينة الاسكندرية بأرض مصر، ومدينة نجران بأرض العرب ،ومدينة مرو بأرض خراسان ،ومدينة جي بأرض أصفهان، ومدينة على شاطئ البحر تدعى صيدودا، ومدينة بأرض الهند جروين ،ومدينة قرينة بأرض الصين، وسائر ذلك بأرض الروم . الدينوري ،الأخبار الطوال، ص81 .

(15) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ،3/ 2 53ـ 534.

(16) جواد علي، المصدر السابق، 3/535 .

(17) الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص162.

(18) البكري، معجم ما أستعجم من اسماء البلاد والمواضع ،4/1298.

(19) ياقوت الحموي، معجم البلدان، 5/266 .

(20) ابن المجاور: ابو الفتح يوسف بن يعقوب بن محمد الشيباني(ت690هـ)، صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز المسماة: تاريخ المستبصر (القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، ، ط 1996م)، 2/241.

(21) السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر، (ت911هـ/ 1505م) .تاريخ الخلفاء، (لبنان، بيروت، المكتبة العصرية، (1422هـ/ 2002م)، ص123.

(22) ياقوت الحموي، معجم البلدان ،5/269 .

(23) ياقوت الحموي، المصدر السابق ،5/270.

(24) ـ الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص64 هامش . ياقوت الحموي، معجم البلدان، 5/270.

(25) الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص64 هامش .

(26) ابن المجاور، تاريخ المستبصر ،/241.

(27) الهمداني، الإكليل، 1/ 64 .

(28) ـ المقدسي: شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء، (ت 380 هـ)، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ،( بيروت لبنان، دار إحياء التراث العربي، 1408هـ /1987م)، ص88 ؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان ،5/266.

(29) اليعقوبي :احمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب ،(284 هـ)، كتاب البلدان، (ليدن، ط، 1891م )، ص317.

(30) ابن خرداذبة: ابي القاسم عبيد الله بن عبدالله ،(300هـ)، المسالك والممالك ،( بيروت، دار إحياء التراث العربي ،ط1 ،1408هـ/1988م )، ص 116؛ الإدريسي: أبي عبد الله محمد بن محمد (ت 560هـ/ 1183م)، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ؛( بيروت، عالم الكتب، ط1، 1409هـ/ 1989م)، 1/145.

(31) البكري، معجم ما أستعجم من اسماء البلاد والمواضع ،4/1298.

(32) ابن الفقيه، مختصر كتاب البلدان، ص34 .

(33) القلقشندي: ابى العباس احمد بن علي، (ت 821هـ)، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، (بيروت، دار الكتب العلمية، ط1 ،1407هـ /1987م)، 5/40ـ41 .

(34) الهمداني ،الإكليل ،1/64 .

(35) بين صعدة ونجران مسافة يومين (مرحلتين)، ويبعد عن صنعاء شمالاً بتسع مراحل (مائة وثلاثة وعشرين ميلاً ) . الأكوع: مجمد بن علي، اليمن الخضراء مهد الحضارة ،(صنعاء، مكتبة الإرشاد، ط1، 2008م)، ص134 ؛ و ذكر الويسي أن المسافة بين نجران وصعدة مائة كيلو متر تقريباً . حسين بن علي . اليمن الكبرى كتاب جغرافي جيولوجي تاريخي (صنعاء م الإرشاد، ط 2، 1412هـ /1991م)، ص133.

(36) الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص99ـ 116.

(37) حبونَن: بفتحتين وسكون الواو بعدها نونان، ويقال: وادي حبونن وهو الذي يقال له اليوم :” حَبَونة ” . الهمداني، صفة جزيرة العرب ،ص 164؛ الأكوع، اليمن الخضراء مهد الحضارة، ص144. وهي بلاد اليمامة (نجد ) وأجزاء من مخلاف جرش (عسير) هذا حد نجران من جهة الشمال . ومن جهة الجنوب يحد نجران صعدة.

(38) الأكوع، اليمن الخضراء ص134؛ الويسي، اليمن الكبرى، ص133. كانت المنطقة الشرقية قديماً تعرف بالبحرين وهجر، كما أن الربع الخالي تسمية حديثة لمنطقة شاسعة من الرمال كان اسمها الفلاة (الصحراء).

(39) الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 81 .

(40) الأصطخرى: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارس المعروف بالكرخي (ت 346هـ /957م)،المسالك والممالك،( القاهرة، تحقيق محمد عبد العال، راجعه محمد غربال، 1381 هـ/ 1961م)، ص26؛ الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، 1/146

(41) الهمداني ،الإكليل ،1/64 ؛ فؤاد حمزة، في بلاد عسير ،(المملكة العربية السعودية، مكتبة النصر الحديث، الطبعة الثانية، 1388هـ/ 1968م)، ص181.

(42) الهمداني، صفة جزيرة العرب ،ص283 ؛الأكوع، اليمن الخضراء مهد الحضارة، ص134.

(43) الأكوع , اليمن الخضراء مهد الحضارة ,ص135.

( (44) الويسي، اليمن الكبرى، ص133.

(45) مصطفى الدباغ، الجزيرة العربية موطن العرب ومهد الإسلام، (دار الصحافة، ط1، 1963م) ص23.

(46) الأنصاري، عبد الرحمن الطيب، وصالح بن محمد آل مريح، نجران منطلق القوافل ،(الرياض دار القوافل للنشر، ط ،1424هـ/ 2004م)، ص11.

(47) الهمداني ،صفة جزيرة العرب، ص296 ؛ كحالة :عمر رضا، جغرافية شبه الجزيرة العربية، (مصر، مكتبة النهضة الحديثة، ، ط2 ،1384هـ/1964م)، ص232؛ الأكوع، اليمن الخضراء، ص134.

(48) الأنصاري، نجران منطلق القوافل، ص11 .

(49) يرتفع وادي نجران عن سطح البحر قرابة 8000قدم .الأكوع، اليمن الخضراء مهد الحضارة، ص135.

(50)ـ الشريف ،عبد الرحمن صادق، جغرافية المملكة العربية السعودية إقليم جنوب غرب المملكة ،( الرياض، دار المريخ، ط ،1404هـ / 1984م)، 2/ 400ـ 406.

(51) الأكوع، اليمن الخضراء مهد الحضارة، ص135.المناخ عنصراً مهماُ ومؤثراَ في أحوال الأقاليم لأنه يسهم في تكوين الوضع الاجتماعي، والبناء الاقتصادي، والجانب العمراني، وفي فعالية السكان ونشاطهم وحيويتهم، فالمدن التي تتميز بمناخ معتدل، تكون مهيأة للاستقرار والتطور الحضاري، وخصوصاً إذا كانت تحتضن تضاريس جغرافية متنوعة كالجبال والسهول والوديان والمفاوز والمساحات المائية وما إلى ذلك من المظاهر الجغرافية المؤثرة في المناخ . الحديثي: ظفار قحطان، مدينة نيسابور، ( رسلة ماجستير، غير منشورة، كلية الآداب، جامعة بغداد ،2003م)، ص 43 .

(52) الهمداني الإكليل، 1/64 .

(53) القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء ،5/39 .

(54) جماعة قبلية من خولان .الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص162 .

55) الأكوع، اليمن الخضراء مهد الحضارة، ص135.

(56) الهمداني، صفة جزيرة العرب , , ص 304 – 305 ؛ الأنصاري، نجران منطلق القوافل, ص 18 ؛ علي بن علي بن حسين، النشاط التجاري في اليمن منذ مطلع القرن الثالث الهجري حتى نهاية العصر الايوبي , (رسالة مقدمة من: لنيل شهادة الدكتوراه في الحضارة الاسلامية – كلية الشريعة والدراسات الاسلامية , قسم الدراسات العليا التاريخية الحضارية , الفصل الاول: 1423 هـ ,جامعة ام القرى – مكة المكرمة ), 1/ 262.

(57) الأنصاري، نجران منطلق القوافل , ص 18 – 19 .

(58) المصدر السابق، ص19 .

(59) ـ الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص304 ـ305 .

(60) ابن خرداذبه، المسالك والممالك ،ص130 .

(61) المغربي: محمد علي، لمحات من تاريخ الحجاز قبل الإسلام، (مصر ؛ المؤسسة السعودية، مطبعة المدني، ط1 ،1414هـ / 1993م )، ص182 ـ 183 .

(62) ـ ابن حبيب: ابو جعفر محمد بن حبيب بن أمية عمرو الهاشمي البغدادي (ت245هـ)، المنمق في أخبار قريش (وزارة المعارف للحكومة الهندية ،تصحيح وتعليق / خورشيد أحمد فارق، ط1، 1384هـ/ 1964م)، ص 70 .

(63) ابن كثير: الإمام الحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ،(ت 774هـ )، تفسير القرآن الكريم العظيم ، ( بيروت، دار المعرفة، قدم له يوسف عبد الرحمن المرعشلي، ط6، 1413هـ / 1993م )، 4/ 587 ـ 590.

(64) سورة الفيل، الآيات، (1ـ5) .

(65) السياري: احمد بن صالح، ذاكرة الأرض، ( ط1، 1425هـ / 2004م )، ص74.

(66) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ،3/534ـ535.

(67) الهمداني، المصدر السابق، ص296.

(68) ابن حبيب، المحبر، ص263 ؛اليعقوبي، التاريخ، 1/270 ؛ المرزوقي، احمد بن محمد بن الحسن الأصفهاني (421هـ) ،الأزمنة و الأمكنة، (القاهرة، دار الكتاب الإسلامي، د ت) ،2/161ـ 170 .

(69) الأفغاني: سعيد، اسواق العرب في الجاهلية والإسلام ،( دمشق، المكتبة الهاشمية، ط ،1937م) ،ص216. جمع سعيد الأفغاني في مؤلفه أسواق العرب في الجاهلية والإسلام في جدول عام ستاً وعشرين سوقًا تجارية في الجزيرة العربية، عند المؤلفين السته الذي اعتمد عليهم وهم: اليعقوبي في تاريخه، والهمداني في صفة جزيرة العرب، والمرزوقي في الأزمنه والأمكنة، والقلقشندي في صبح الأعشى، والبغدادي في خزانة الأدب، والآلوسي في بلوغ الأرب، كان نصيب اليمن منها ستاً وهي: 1ـ سوق الشحر، وكانت قبيلة مُهرة هي التي تقوم بحراسة القوافل إلى هذا السوق . وكانت تقام في الخامس عشر من شعبان من كل عام .اليعقوبي، التاريخ ،1/270 ؛ المرزوقي، ،الأزمنة و الأمكنة، 2/ 232 ـ 234؛ البغدادي، عبد القادر بن عمر ،( ت 1093هـ ) ،خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب ،( القاهرة، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، ت/ عبد السلام هارون، 1969م) ،4/474 2 ـ سوق عدن وكان الأبناء يجبون منهم العشور، وكانت تقام في أول شهر رمضان من كل عام .اليعقوبي، التاريخ، 1/270 ؛ المرزوقي، الأزمنة والأمكنة ،2/234. 3ـ سوق صنعاء ويعشرهم فيها الأبناء وتقوم في النصف من شهر رمضان . اليعقوبي، التاريخ، 1/270 ؛ المرزوقي، الأزمنة والأمكنة ،2/234. 4ـ سوق الرابية بحضرموت وتقوم كندة بحماية قوافل التجارة الآتية إليها، وكانت تقام في النصف من ذي القعدة هي وسوق عكاظ في يوم واحد، وتصل إليها قوافل قريش تحت حماية بني آكل المرار من كندة . اليعقوبي، التاريخ، 1/270؛ المرزوقي، الأزمنة والأمكنة ،2/234، المرزوقي، الأزمنة والأمكنة ،2/235. البغدادي، ،خزانة الأدب، 4/360 ـ 362 ؛ ابن حبيب، المحبر ،ص267. 5ـ سوق الجند . الهمداني، صفة جزيرة العرب ،ص295. 6 ـ سوق نجران . الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص295 . للمزيد من التفاصيل أنظر: الشجاع: عبد الرحمن عبد الواحد، اليمن في صدر الإسلام،( دمشق سوريا، دار الفكر ط1، 1408هـ/1987م)، ص88 ـ89

(70) ابن المجاور، تاريخ المستبصر، ص238.

(71) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ،7/383 .

(72) ياقوت الحموي، معجم البلدان، 5/270.

(73) القبيط بضم القاف وتشديد الباء نوع من الحلويات . الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص317، هامش1.

(74) الهمداني، المصدر السابق، ص317 .

(75) مطوان تثنية مطوي وهي: السنبلة السبولة وهي لغة حاشد ومغاربها وورد بهذا اللفظ في المساند الحميرية . الهمداني، المصدر السابق، ص318، هامش 5.

(76) المصدر السابق، ص318.

(77) المصدر السابق، ص317.

(78) المصدر السابق ، ص 99 ـ 116.

(79) حسن إبراهيم، تاريخ الإسلام السياسي، ص73.

(80) كمال، الطريق إلى المائن، ص76.

(81) المقدسي احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ص97 ـ 98.

(82) حسن إبراهيم، تاريخ الإسلام السياسي، ص73.

(83) الأشلة: بتشديد اللام جمع شليل: وهو مسح: جلد صوف أو شعر مطرز يجعل على عجز البعير، ولا زالت معروفة . الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص166.

(84) جبلي العوهل الأعلى والعوهل الأسفل: يحملان هذا الاسم الى هذه الغاية وهما فوق جبل عبضة وبين جبل كبلين والمشنة من بني سهام الخولانين، وحمض: بفتح الحاء المهملة والميم وآخره ضاد معجمه: يحمل اسمه من بلد نهم. النِعم بالكسر هي: الإبل والبقر والغنم ويسمون يرعون السائمة . الهمداني، صفة جزيرة العرب ،154.

(85) ابن حوقل، صورة الأرض، ص42؛ المقدسي، احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ص98.

(86) ـ الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، 1/146 .

(87) الإدريسي، المصدر السابق ،1/151 .

(88) القرظ: نبات معروف في اليمن ويعرف خارج اليمن بالسنط، ويستخرج من قلف القرظ وثماره مادة التانين التي تستعمل في الدباغة وذلك بغلي هذه الأجزاء في الماء، والقرظ من أجود انواع الحطب لكثرة ناره وقلة دخانه، كما يستعمل غذاء للماشية والنحل، ويستفاد منه في علاج كثير من أمراض العين والجلد والنزيف وقروح الفم . مؤسسة العفيف، الموسوعة اليمنية ،( بيروت، دار الفكر المعاصر، ط1، 1412هـ /1992م)، ص757 ـ758.

(89) الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص116و224 و كان في صنعاء مدابغ جلود ، فقد ذكر ابن رسته :. وهو يصف مدينة صنعاء انه كان لدباغين الجلود على ضفتي وادي صنعاء (السايلة ) قصور مبنية من الجص والآجر و الحجارة وعامة هذه القصور للدباغين. الأعلاق النفيسة ، ص106 .

(90) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام , 3/ 534.

(91) القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء ،5/43، ابن خلدون: عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي المغربي، (ت 808هـ/ 1406م) . تاريخ بن خلدون، ( دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، (1427هـ/ 2006 م)،2/355 ؛ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ،3/536؛ الأكوع، اليمن الخضراء مهد الحضارة ،ص137.

(92) الأفعى: الأنثى من الحيَّات، والذكر أفعوان .الأشبهي: شهاب الدين محمد بن أحمد ،(ت 850هـ ) المستطرف من كل فن مستظرف، (بيروت، منشورات دار مكتبة الحياة، ط، 2001ـ 2002م )، 2/111.

(93) ابن الكلبي، نسب معد واليمن الكبير، 1/ 134 ؛ ابن حبيب: ابو جعفر محمد بن حبيب بن أمية عمرو الهاشمي البغدادي (ت245هـ) المحبر ( بيروت دار الأفاق، رواية ابي سعيد الحسن السكري د ت) ص132

(94) اليعقوبي: احمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب، (284 هـ)، تاريخ اليعقوبي ،( بيروت، دار صادر، د . ت)، 1/258؛ البكري، المسالك والممالك، ص159.

(95) ابن حبيب، المحبر، ص132 ؛ المسعودي، ابو الحسن علي بن الحسين بن علي ،(ت 345هـ )، مروج الذهب ومعادن الجوهر ،(مصر، دار السعادة، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ،ط4، 1964م)،2/113ـ114 ؛ الألوسي: محمود شكري، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب ،( بيروت، دار الكتب العلمية، شرح محمد بهجة الأثري، ط1 ،1314هـ )، 3/264ـ 265 ـ 266.

(96) وهب بن منبه: الأبناوي الصنعاني الذماري ،(ت114هـ)، التيجان في ملوك حمير ،( صنعاء، نشر مركز الدراسات والبحوث اليمني، الجيل الجديد، رواية ابي محمد عبد الملك بن هشام، ط3 ،1429 هـ / 2008م)، ص188ـ189؛ القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء ،5/45 ؛ ابن خلدون، التاريخ ،2/255؛ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب ،3/536؛ الأكوع، اليمن الخضراء ، ص137ـ 138.

(97) نشوان الحميري: نشوان بن سعيد ،(ت573هـ )، ملوك حمير وأقيال اليمن، (، بيروت، دار الكلمة، صنعاء، دار العود، تحقيق اسماعيل بن احمد الجرافي، وعلي بن اسماعيل المؤيد، ط2 ،1978م)، ص87.

(98) ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص405؛ ابن خلدون، التاريخ ،2/255.

(99) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ،3/532.

(100) ابن المجاور، تاريخ المستبصر،2/240.

(101)ـ ابن هشام، السيرة النبوية، 2/215 .

(102) ابن الكلبي: أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب، (ت204هـ)، كتاب الأصنام ،( تحقيق احمد زكي باشا، دار الكتب، القاهرة، ط5، 1422هـ /2003م)، ص10. ويغوث كان بن سواع . السهيلي، الروض ،1/103.

(103) ياقوت الحموي، معجم البلدان، 5/439.

(104) الأبشهي، المستطرف في كل فن مستظرف ،2/83.

(105) سورة نوح، الآية 23.

(106) ابن الكلبي، الأصنام، ص13.

(107) البخاري: أبو عبد الله إسماعيل بن إبراهيم الجعفي، ( ت 256هـ /870 م)، صحيح البخاري، (، بيروت، لبنان، المكتبة العصرية، صيدا، مراجعة وضبط وفهرسة الشيخ محمد علي القطب، والشيخ هشام البخاري، ( 1422هـ/ 2001م)، 3/1572، حديث رقم (4920) ؛ ابن كثير، البداية والنهاية ،2/194.

(108) ابن الكلبي، الأصنام، ص57 ؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 2/194.

(109) ابن اكلبي، المصدر السابق، ص10 .

(110) ابن الكلبي، المصدر السابق، ص10. ويفهم من هذه الرواية انهم حملوه لاعتقادهم بأنه سيمدهم بأسباب النصر.

(111) ابن حبيب، المحبر، ص317.

(112) ابن حبيب، المصدر السابق، ص314.

(113) ابن الكلبي، الأصنام، ص10.

(114) ابن الكلبي، المصدر السابق، ص43. الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص240.

(115) ابن سمرة الجعدي، عمر بن علي ،(ت 586هـ)، طبقات فقهاء اليمن ،( صنعاء، مكتبة الجيل الجديد، اعتنى به عبد الحميد هزاع محمد ناجي، ط1 ،1432هـ /2011م )، ص33.

(116) ـ ابن الكلبي، الأصنام، ص34 ـ35.؛ ابن هشام، السيرة النبوية ،1/102. قال: وكان أبوه قُتل فأراد الطلب بثأره ،فأتى ذا الخُلصة، فاستقسم عنده بالأزلام، فخرج السهم بنهيه عن ذلك ،فقال هذه الأبيات . ومن الناس من ينحلها امرأ القيس بن حُجر الكِنْدي .

(117) ابن حبيب، المحبر، ص312.

(118) ابن حبيب، المحبر، ص317. للمزيد عن ذي الخلصة انظر بحث قيم عن بعض أصنام السراة . لحمد الجاسر، في سراة غامد وزهران، (الرياض، منشورات دار اليمامة، ط2، 1977م)، 336 ـ350 .

(119) الزبيدي، تاج العروس في جواهر القاموس ،(د ي ن) ؛ ابن الكلبي، كتاب الأصنام، ص111؛ ابن دريد الاشتقاق، ص398 ؛ الجارم: محمد احمد، أديان العرب في الجاهلية ،(ط1، د ت )، ص148.

(120) ابن الكلبي، كتاب الأصنام، ص111.

(121) وهب بن منبه ،التيجان في ملوك حمير ،ص188ـ189؛ القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء ،5/45 ؛ ابن خلدون، التاريخ ،2/255؛ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ،3/536.

(122) ابن هشام: أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري (ت 218هـ/ 833 م) السيرة النبوية، (بيروت، دار الكتاب العربي، ط2، 1409هـ/ 1989م)، 1/36؛ وهب بن منبه، التيجان، ص341.

(123) اسم الحبرين كعباً وأسدا، وكانا من بني قريظة، وكانا ابني عم، وكان أعلم أهل زمانهم . الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير، ( ت310 هـ / 922م)، تاريخ الأمم والملوك، (القاهرة مصر، تخقيق مصطفى السيد، وطارق سالم، (المطبعة التوفيقية، د ت) ،1/421.

(124) ابن هشام، السيرة النبوية ،1/35ـ 36. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1/425.

(125) قال ابن إسحاق: حدّثني أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القُرظي ,قال: سمعت إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عُبيد الله يحدث . ابن هشام، السيرة النبوية، 1/41.

(126) ذمرهم: شجعهم وحضهم ليجدوا. ابن هشام ،المصدر السابق ,1/41 ـ 42.

(127) اصفقت: اجتمعت. ابن هشام، المصدر السابق,1/41 ـ 42.

(128) المصدر السابق,1/41 ـ 42؛ وهب بن منبه، التيجان، ص343؛الطبري، تاريخ الأمم،1/423.

(129) أغناطيوس يعقوب الثالث، الشهداء الحميريون العرب في الوثائق السّريانيّة ،( دمشق، ط، 1966م )، ص8 ؛ الفقي: عصام الدين عبد الرؤف ،اليمن في ظل الإسلام ،( بيروت، دار الفكر العربي ،1982م)، ص286.

(130) حديث فيميون: قال ابن إسحاق: حدثني بن أبي لَبيد مولى الاخنس , عن وهب بن منبه اليماني أنه حدّثهم: أنّ موقع ذلك الدين بنجران كان رجلاً من بقايا أهل دين عيسى بن مريم يقال له: فيميون. ابن هشام، السيرة ،1/46.

(131) ابن هشام، السيرة النبوية ،1/46 ؛ الحميري ،الروض المعطار، ص573.

(132) ـ وكان لرجل من أهل القرية ابن ضرير , فسأل عن شأن فيميون , فقيل له: إنه لا يأتي أحداً دعاه , ولكنه رجل يعمل للناس البنيان بالأجر, فعمد الرجل إلى أبنه ذلك , فوضعه في حجرته , وألقى علية ثوباً ثم جاءه فقال له: يا فيميون , إنّي قد أردت أن أعمل في بيتي عملاً , فانطلق معي إليه حتى تنظر اليه , فأشارطك عليه , فانطلق معه حتى دخل حجرته , ثم قال له: ما تريد أن تعمل في بيتك هذا ؟ قال: كذا وكذا، ثم انتشط الرجل الثوب عن الصبي (أي رفعه بسرعه ) ثم قال: يا فيميون , عبدالله أصابه ما ترى , فادع الله ؛ فدعا له فيميون ؛ فقام الصبي ليس به بأس . ابن هشام، السيرة النبوية ،1/47.

(133) ابن هشام، المصدر السابق ،1/47 .

(134) وأهل نجران يومئذ على دين العرب , يعبدون نخلة طويلة بين أظهرهم , لها عيد في كل سنة , إذا كان ذلك العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجدوه وحلي النساء , ثم خرجوا إليها, فعكفوا عليها يوماً .ابن هشام، السيرة النبويه ،1/ 48.

(135) جعفتها: أسقطتها وقلعتها. ابن هشام، المصدر السابق، 1/ 48 .

(136) ابن هشام، المصدر السابق، 1/ 48 .

(137) الطبري، تاريخ الأمم والملوك ،1/431.

(138) عبد الله بن الثامر يدعو إلى التوحيد: فجعل عبد الله بن الثامر إذا دخل نجران لم يَلْقَ أحداً به ضرُّ إلاّ قال: يا عبد الله , أتوحد الله , وتدخل في ديني , وأدعو الله, فيعافيك مما أنت فيه من البلاء ؟ فيقول: نعم , فيوحّد الله ويُسلم , ويدعو له فيُشفَى , حتى لم يَبْقَ بنجران أحد به ضُرّ إلاّ أتاه فاّتبعه على أمره , ودعا له فعوفي , حتى رُفع شأنه إلى ملك نجران , فدعاع فقال له: أفست عليّ أهل قريتي , وخالفت ديني ودين آبائي , لأُمَثَّلَنَّ بك . قال: لا تقدر على ذلك . قال: فجعل يُرسل به إلى الجبل الطويل , فُيطرح على رأسه , فيقع إلى الأرض ليس به بأس , وجعل يبعث به إلى مياه بنجران- بحور لا يقع فيها شي إلاّ هلَكَ – فيلقى فيها , فيخرج ليس به بأس , فلما غلبه ؛ قال له عبد الله بن الثامر :إنك والله لن تقدر على قتلي حتى توحّد الله فتؤمن بما آمنتُ به , فإنك إن فعلتَ ذلك , سُلَّطْتَ عليّ فقتلتني , قال: فوحّد الله تعالى ذلك الملك , وشهد شهادة عبد الله بن الثامر , ثم ضربه بعصا في يده فشّجه شجّه غير كبيرة , فقتله ثم هلك الملك مكانه , واستجمع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر , وكان على ما جاء به عيسى بن مريم من الإنجيل وحُكمه , ثم أصابهم مثل ما أصاب أهل دينهم من الأحداث , فمن هنالك كان أصل النصرانية بنجران , والله أعلم بذلك . قال ابن أسحاق: فهذا حديث محمد بن كعب القُرظي , وبعض أهل نجران عن عبد الله بن الثامر, والله اعلم أيّ ذلك كان. الطبري، تاريخ الأمم والملوك ،1/432؛ ابن كثير: أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمران الدمشقي، ( ت774هـ/ 1372م) البداية والنهاية، (القاهرة، دار الحديث، تحقيق احمد عبد الوهاب فتيح، 6أجزاء في 8مجلدات، الطبعة الخامسة، (1418هـ /1998م) ،2/132ـ133.

(139) اغناطيوس، الشهداء الحمريون العرب، ص 7ـ 8.

(140) اغناطيوس، المصدر السابق، ص 7ـ 8.

(141) الملكانية: نسبة إلى ملك الروم، الشهرستاني :ابو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر احمد (ت 548هـ)، الملل والنحل، (بيروت، دار السرورا، صححه وعلق عليه، الشيخ / احمد فهمي محمد، ط 1،1948م) ، 2/39؛ عمرفروخ، العرب والإسلام، في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، منذ الجاهلية إلى سقوط الدولة الأموية(منشورات المكتب التجاري، بيروت ، ط2 (1386هـ/ 1966م) ص29.

(142) ابن حزم: الأمام ابي محمد علي بن احمد المعروف بابن حزم الظاهري،(456هـ)، الفصل في الملل والأهواء والنحل، (بيروت، دار المعرفة، 1406هـ/ 1986م) ،1/ 48ـ 49 . وفيه الملكانية يقولون: إن الله تعالى مكوناً من ثلاثة أقانيم ـ الأب والابن والروح القدس ـ وأن عيسى عليه السلام إله تام كله، وأن مريم ولدت الإنسان والإله، وان الذي قُتل الإنسان وبقي اٌلإله .

(143) اليعقوبية: نسبة إلى يعقوب البردعاني وكان راهباً بالقسطنطينية، ويقول اصحابها: بأن في المسيح طبيعة واحدة، وأن المسيح هو الله . الشهرستاني، الملل والنحل، 2/ 48 ؛ فروخ، العرب والإسلام، ص29.

(144) جرجي زيدان، العرب قبل الإسلام ،( بيروت، المكتبة الاهلية، د ت )، ص132؛ احمد أمين، فجر الإسلام، (بيروت، دار الكتاب العربي، ط11، 1975م)، ص26 ؛ فاطمة مصطفى عامر، نجران في العصر الجاهلي وفي عصر النبوة، (دار الاعتصام، ط1، 1398هـ /1978م)، ص18.

(145) الكعبة (جمع كعاب) الكعب كل بناء مربع الشكل . المعجم الوسيط، (بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1429هـ / 2008م)، ص454.

(146) ابن الكلبي، الأصنام، ص44 ؛ الهمداني، الإكليل، 1/64.

(147) ابن الكلبي، الأصنام، ص44.

(148) بيو ترو فسكي، م ـ ب، اليمن قبل الإسلام والقرون الأولى للهجرة (القرن الرابع حتى العاشر الميلادي)،(صنعاء، مكتبة خالد بن الوليد، تعريب محمد الشعبي، ط2، 1428هـ / 2007م )، ص255.

(149) الأعشى هو: ابى بصير ميمون قيس بن ثعلبة بن عوف من بني بكر بن وائل .الهمداني، الإكليل ،1/91.

(150) ابن الكلبي، الأصنام، ص45.

(151) الأصفهاني، الأغاني، 12/486؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان، 5/268ـ 269.

(152) ابن الكلبي، الأصنام، ص44.

(153) الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص240.

(154) ابن منظور، لسان العرب ،5 / 159.

(155) جواد علي، تاريخ العرب قبل الإسلام ،6/342ـ 343.

(156) أثار كعبة نجران ص19 .

(157) ـ ابن رسته، الأعلاق، النفيسة، ص61 .

(158) يوسف ذو نواس بن زرعة بن تبع الأصغر بن حسان بن كليكرب، المسعودي، مروج الذهب ،2/52. وقال نشوان الحميري: ذو نواس الأصغر واسمه زرعة بن عمرو بن زرعة الأوسط ابن حسان الأصغر ابن عمرو بن زرعة الأكبر ابن عمرو بن تبع الأصغر ابن حسان بن أسعد تبع.ملوك حمير ، ص149.

(159) اغناطيوس، الشهداء الحمريون العرب، ص13.

(160) نهاية عبد الله بن الثامر: قال ابن اسحاق: ويقال: كان فيمن قتل ذو نواس , عبدالله بن الثامر , رأسهم وإمامهم .قال ابن اسحاق: حدّثني عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم أنه حدث: أن رجلاً من أهل نجران كان في زمان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حفر خَرِبة من خَرب نجران لبعض حاجته , فوجدوا عبد الله بن الثامر تحت دَفنٍ منها قاعداً , واضعاً يده على ضربة في راسه , ممسكاً عليها بيده , فان أُخِّرت يده عنها تنبعث دماً , وإذا أرسلت يده ردها عليها , فأمسكت دمها , وفي يده خاتم مكتوب فيه: (ربي الله). فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب يخبر بأمره فكتب اليهم عمر – رضي الله عنه -: أن أقروه على حاله , وردوا عليه الدفن الذي كان عليه ففعلوا. ابن هشام، السيرة النبوية ،1/51 ؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ،1/ 432. ورد في كتاب الشهداء الحميريون العرب عدة وثائق سريانية تذكر عدد شهداء حادثة الأخدود . للمزيد أنظر الفصل التاسع ص118ـ 119.

(161) سورة البروج، من الآية 4ـ 8 .

(162) وهب بن منبه، التيجان في ملوك حمير، ص348 ؛الحميري، الروض المعطار ،ص573.

(163) الطبري، تاريخ الأمم والملوك ،1/433.

(164) نشوان بن سعيد الحميري، ملوك حمير وأقيال اليمن ،ص148 .

(165) إيلياء: مدينة بالشام وهي بيت المقدس. الأدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، 1/ 216 ؛ الحميري ، الروض المعطار في خبر الأقطار ،ص68.

(166) ياقوت الحموي، معجم البلدان، 5/269 .

(167) نشوان بن سعيد الحميري، ملوك حمير وأقيال اليمن، ص147.

(168) الضحضاح من الماء: الذي يظهر قعره . ابن هشام، السيرة النبوية ،1/52

(169) الغمر: الماء الكثير . ابن هشام، المصدر السابق ،1/52.

(170) ابن كثير، البداية والنهاية، 1/27ـ 28؛ ابن هشام، السيرة النبوية ،1/52 ؛ الطبري، تاريخ الأمم 1/433؛ وهب بن منبه، التيجان في ملوك حمير،ص349؛ نشوان الحميري، أقيال اليمن، ص149.

(171) المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر ،2/52.

(172) الهمداني، الإكليل ،2/62.

(173) اغناطيوس، الشهداء الحمريون العرب، ص10 ؛ الأكوع، اليمن الخضراء مهد الحضارة، ص355.

(174) ابن هشام، السيرة النبوية ،1/57؛ الطبري، تاريخ الأمم ،1/426؛ وهب بن منبه، التيجان،ص340.

(175) احمد أمين، فجر الإسلام، ص24.

(176) الخربوطلي: ، الإسلام وأهل الذمة، ص15.

(177) احمد فخري، اليمن ماضيها وحاضرها، ص117.

قائمة المصادر والمراجع .

أولا: المصادر .

القرآن الكريم.

  1. الإدريسي : أبي عبد الله محمد بن محمد ، (ت 560هـ/ 1183م ). نزة المشتاق في اختراق الآفاق ؛( بيروت، عالم الكتب، ط1، 1409هـ/ 1989م)،
  2. الأشبهي، شهاب الدين محمد بن أحمد ،(ت 850هـ ) . المستطرف من كل فن مستظرف ،(بيروت منشورات دار مكتبة الحياه ،ط 2002م ).
  3. الأصطخرى : أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارس المعروف بالكرخي، (ت 346هـ /957م).
  • مسالك الممالك، (القاهرة، تحقيق محمد عبد العال، راجعه محمد غربال ، (1381 هـ/ 1961م)
  1. الأصفهاني :أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم القرشي (ت356هـ/ 870م)
  • الأغاني ، (بيروت، مكتبة الهلال، تحقيق قصي الحسين، ط1، (1422هـ/ 2002م) .
  1. أغناطيوس : يعقوب الثالث .
  • الشهداء الحميريون العرب في الوثائق السّريانيّة ،( دمشق، ط، 1966م ).
  1. البخاري : أبو عبد الله إسماعيل بن إبراهيم الجعفي، ( ت 256هـ /870 م).
  • صحيح البخاري، (لبنان، صيدا بيروت، المكتبة العصرية، مراجعة وضبط وفهرسة الشيخ محمد علي القطب، والشيخ هشام البخاري، ( 1422هـ/ 2001م).
  1. البكري : أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز الأندلسي ،(ت487هـ/ 1094م) .
  • معجم ما أستعجم من أسماء البلاد والمواضع، (القاهرة ،الناشر مكتبة الخانجي، تحقيق وضبط، مصطفى السقا، ط2، 1417هـ /1996م )
  1. البلاذري : أبو الحسن أحمد بن يحي بن جابر بن داود البغدادي (ت 279هـ/892م).
  • أنساب الأشراف، (لبنان، بيروت، تحقيق محمد باقر المحمودي، دار التعارف للمطبوعات، الطبعة الأولى، (1397هـ 1977م) .
  • فتوح البلدان،( لبنان، بيروت، دار الكتب العلمية، ( 1403هـ /1983م).
  1. الحازمي : أبو بكر محمد بن احمد عثمان بن موسى الهمداني، (ت 584هـ/ 1207م).
  • عجالة المبتدئ وفضالة المنتهي في النسب ،( مصر، القاهرة، مكتبة مدبولي، ( 1998م).
  1. ابن حبيب، ابو جعفر محمد بن حبيب بن أمية عمرو الهاشمي البغدادي (ت245هـ)،
  • المحبر، (بيروت، منشورات دار الأفاق، رواية ابي سعيد الحسن السكري، د ت)
  • المنمق في أخبار قريش ، (وزارة المعارف للحكومة الهندية، ط1، 1384هـ/ 1964م) .
  1. ابن حوقل: أبو القاسم محمد بن حوقل النصيي، (ت367هـ/ 977م).
  • صورة الأرض، (القاهرة، نشر دار الكتاب الإسلامي، طبعة الفروق الحديثة، (د ت).
  1. ابن حزم : أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد الأندلسي (ت 456هـ / 1064م ).
  • جمهرة انساب العرب، (بيروت، دار الكتب العلمية، طبعة، (1424هـ/ 2003م).
  • الفصل في الملل والأهواء والنحل، (بيروت، دار المعرفة، 1406هـ/ 1986م)
  1. الحميري : محمد بن عبد المنعم الحميري (727هـ / 1351م) الروض المعطار في خبر الأقطارمعجم جغرافي”، (بيروت، مكتبة لبنان، تحقيق إحسان عباس، الطبعة الثانية، 1984 م).
  2. ابن خرداذبة : أبو القاسم عبيد الله بن عبدا لله ( ت 300هـ / 912م) .
  • المسالك والممالك، ( بيروت، دار إحياء التراث، ط2، ( 1408هـ/ 1988م).
  1. ابن خلدون : عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي المغربي، (ت 808هـ/ 1406م) .
  • تاريخ بن خلدون، (دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، (1427هـ/ 2006 م).
  • المقدمة، (بيروت، منشورات دار ومكتبة الهلال، تحقيق حجر عاصي، 1983م).
  1. ابن خلكان : أبو العباس شمس الدين احمد بن محمد بن علي بن أبي بكر(ت681هـ/ 1282م)
  • وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان،( لبنان، بيروت، طبعة دار صادر، تحقيق إحسان عباس، 8 مجلدات، ( 1977م).
  1. خليفة بن خيّاط : أبي عمرو خليفة بن خيّاط بن أبي هبيرة الليثي العصفري الملقب ب”شباب “( ت240هـ / 854 م).
  • تاريخ خليفة بن خيّاط، (بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، (1415هـ/1995م).
  1. ابن دريد، أبي بكر محمد بن الحسن الأزدي ،(ت321هـ) .
  • الاشتقاق، (بغداد، منشورات مكتبة المثنى، تحقيق عبدالسلام هارون، ط/ 2 ،1979م)
  1. الدينوري : أبي حنيفة أحمد بن داود، ( ت 282 هـ/ 895 م) .
  • الأخبار الطوال،( بيروت، دار الكتب العلمية، طبعة، (1421هـ/ 2001 م).
  1. ابن رستة : أبي علي احمد بن عمر، (ت 290هـ / 902م) .
  • الأعلاق النفيسة، (لبنان، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1،1408 هـ/ 1988م).
  1. الزبيدي : محمد مُرتضى الحسيني .
  • تاج العروس في جواهر القاموس ،( الكويت، طباعة وزارة الإعلام ، تحقيق مصطفى حجازي، راجعه : عبد الستار أحمد فراج).
  1. الزر كلي : خير الدين .
  • الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين ، (لبنان، بيروت، دار العلم للملايين، ط6، (1404هـ/ 1984م).
  1. السمعاني : الأمام أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي ( ت562هـ / 1166م).
  • الأنساب، (بيروت، دار الجنان، ط1 ،1408هـ/ 1988م) .
  1. السيوطي : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر، (911هـ/ 1505م) .
  • تاريخ الخلفاء، (لبنان، بيروت، المكتبة العصرية، (1422هـ/ 2002م).
  • السهيلي، ابي القاسم عبد الرحمن بن عبدالله بن أحمد الخثعمي، ( ت 581هـ ).
  • الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام ،( بيروت ،دار الفكر، ، ط، 1989م ).
  1. الشهرستاني : ابو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر احمد (ت 548هـ) .
  • الملل والنحل، (بيروت، دار السرورا، صححه ، الشيخ / احمد فهمي محمد، ط،1948م).
  1. الطبري: أبي جعفر محمد بن جرير، ( ت 310هـ/ 922م).
  • تاريخ الأمم والملوك،(القاهرة، المكتبة التوفيقية، تحقيق مصطفى السيد، وطارق سالم، (د ت).
  1. ابن عبد ربه : شهاب الدين أحمد المعروف بابن عبد ربه الأندلسي ،(ت328هـ /929م).
  • العقد الفريد ،( بيروت، المكتبة العصرية، تحقيق محمد عبد القادر شاهين، (1426هـ/ 2005م).
  1. العو تبي، سلمة بن مسلم الصحاري .
  • الأنساب، (تحقيق محمد إحسان النصي، ط 4 ،1427هـ/ 2006م).
  1. الفرزدق : أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة ،(ت114هـ) .
  • ديوانه ،( بيروت، دار صادر، ط /1966م) .
  1. ابن الفقيه : أبي بكر أحمد بن محمد الهمذاني المعروف بابن الفقيه، (365هـ / 975م).
  • مخّتصر كتاب البلدان، (بيروت، دار إحياء التراث العربي ،ط 1، ( 1408هـ/ 1988م).
  1. ابن قتيبة الدينوري : أبي محمد عبد الله بن مسلم، (ت276هـ /870م) .
  • المعارف، (، بيروت، دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون لنشر كتب السنة والجماعة، الطبعة الثانية، ( 1424هـ/ 2003م) .
  1. القز ويني : زكريا محمد بن محمود (ت 682هـ/ 1283م).
  • آثار البلاد وأخبار العباد ،( لبنان،، بيروت ، دار صادر (د ت).
  1. القلقشندي : أبي العباس احمد بن علي بن احمد بن عبد الله ،( ت821 هـ / 1417م).
  • صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، (بيروت، دار الكتب العلمية، ط1 ،1407هـ /1987م).
  • نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، (بيروت لبنان، دار الكتب العلمية، (د ت).
  1. ابن كثير: أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمران الدمشقي، ( ت774هـ/ 1372م).
  • تفسير القرآن( بيروت، دار المعرفة، قدم له يوسف عبد الرحمن المرعشلي، ط6، 1413هـ / 1993م )
  • البداية والنهاية، (القاهرة، دار الحديث، تحقيق احمد عبد الوهاب فتيح، 6أجزاء في 8مجلدات، الطبعة الخامسة، (1418هـ /1998م) .
  1. ابن الكلبي : أبو منذر هشام بن محمد بن السائب (204هـ /819م) .
  • جمهرة النسب .( بيروت، مكتبة النهضة العربية، تحقيق ناجي حسن، (1986م).
  • نسب معد واليمن الكبير،( بيروت لبنان، تحقيق ناجي حسن، عالم الكتب، ومكتبة النهضة العربية، الطبعة الثانية، جزئيين، ( 1425هـ/ 2004م ).
  • كتاب الأصنام ،(القاهرة، دار الكتب والوثائق القومية، تحقيق احمد زكي، ط5، 1422هـ /2003م)
  1. ابن المجاور: ابو الفتح يوسف بن يعقوب بن محمد الشيباني(ت690هـ)، صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز المسماة: تاريخ المستبصر (القاهرة، مكتبة الثقافة ، ط 1996م)
  2. ابن ماكولا : أبو نصر علي بن هبة الله، (ت 475هـ/ 1083م) .
  • الإكمال ،( بيروت، دار الكتب العلمية، ط1 ،1411هـ /1990م) .
  1. المرزوقي، احمد بن محمد بن الحسن الأصفهاني (421هـ) .
  • الأزمنة و الأمكنة، (القاهرة، دار الكتاب الإسلامي، د ت )
  1. المسعودي : أبو الحسن علي بن الحسين بن المسعودي، (345هـ/ 956م ) .
  • مروج الذهب ومعادن الجوهر، (بيروت، المكتبة الإسلامية، تحقيق محمد عبدالحميد، د ت).
  1. المقدسي : محمد بن احمد بن أبي بكر البناء المقدسي البشاري ،(ت380هـ / 990م).
  • أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم . (لبنان، بيروت، دار إحياء التراث العربي، وضع مقدمته وهوامشه وفهارسه محمد مخزوم ، ط، 1408هـ/ 1987م).
  1. المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر ،(ت845هـ/ 1441م) .
  • إمتاع الأسماع بما للنبي ) )من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع ،( بيروت، دار الكتب العلمية، تحقيق وتعليق محمد عبد الحميد، ط1، 1999م )،5/136.
  1. ابن منظور : أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، ( ت 630هـ ).
  • لسان العرب، (لبنان، بيروت ، دار صادر، ط3، 1414هـ /1994م ).
  1. نشوان : بن سعيد الحميري ،(ت573هـ) .
  • ملوك حمير وأقيال اليمن، (صنعاء، دار الكلمة، بيروت، دار العودة، تحقيق اسماعيل بن احمد الجرافي وعلي بن اسماعيل المؤيد، ط2 ،1978م).
  1. الهمداني : لسان اليمن أبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب، ويعرف بابن الحائك الهمداني ( ت حدود 360هـ/ 970م).
  • الإكليل، الجزء الأول في أخبار المبتدأ وأصول أنساب العرب والعجم ونسب ولد مالك بن حمير (صنعاء، مكتبة الإرشاد، ت محمد بن علي الأكوع، طبعة ، 1429هـ /2008م ).
  • الإكليل ، الجزء العاشر، في معارف همدان وأنسابها وعيُون أخبارها ،( صنعاء، مكتبة الجيل الجديد، تحقيق محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي، الطبعة الأولى، (1410 هـ /1990م).
  • صفة جزيرة العرب، (صنعاء، مكتبة الإرشاد، تحقيق محمد بن علي الأكوع الحوالي، الطبعة الأولى، ( 1410 هـ/ 1990م).
  1. ابن هشام : أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري (ت 218هـ/ 833م)
  • السيرة النبوية، (بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية، ( 1409هـ/ 1989م).
  1. وهب بن منبه : الأبناوي الصنعاني الذماري ،(ت114هـ ) .
  • التيجان في ملوك حمير ،( صنعاء، نشر مركز الدراسات والبحوث اليمني، الجيل الجديد، رواية ابي محمد عبد الملك بن هشام، ط3 ،1429 هـ /2008م).
  1. ياقوت الحموي: شهاب الدين بن أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي(ت626هـ/ 1228م)
  • معجم البلدان، ( بيروت، دار صادر، ط : 1376هـ /1957م).
  1. اليعقوبي : احمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب ، (ت 284هـ / 897م ) .
  • تاريخ اليعقوبي، (لبنان، بيروت، دار صادر ، مجلدان، (د ت) .
  • كتاب البلدان، (لبنان، بيروت ، دار الكتب العلمية، وضع حواشيه محمد أمين ضناوي، منشورات محمد علي بيضون، الطبعة الأولى ،(1422هـ / 2002م).

ثانيا: المراجع الحديثة.

  1. أغناطيوس يعقوب الثالث، الشهداء الحميريون العرب في الوثائق السّريانيّة ،( دمشق، ط، 1966م)
  2. الأفغاني : سعيد .
  • أسواق العرب في الجاهلية والإسلام ،( دمشق ،المكتبة الهاشمية، ط، 1356هـ / 1937م)
  1. الأكوع : محمد بن علي .
  • اليمن الخضراء مهد الحضارة ،(صنعاء، مكتبة الإرشاد، ط1، 2008م) .
  1. احمد أمين .
  • فجر الإسلام،( بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الحادية عشر، ( 1975م).
  1. أحمد فخري .
  • اليمن ماضيها وحاضرها،( المكتبة اليمنية للنشر والتوزيع، مراجعة وتعليق عبد الحليم نورالدين، الطبعة الثانية، 1409هـ/ 1988م).
  1. آمنة أبو حجر.
  • موسوعة المدن الاسلامية ،( الأردن عمان، دار أسامة للنشر والتوزيع، (2003م).
  1. بيو ترو فسكي، م ـ ب .
  • اليمن قبل الإسلام والقرون الأولى للهجرة (القرن الرابع حتى العاشر الميلادي )، (صنعاء، مكتبة خالد بن الوليد، تعريب / محمد بن محمد الشعبي، ط2، 1428هـ / 2007م ).
  1. جرجس داود .
  • أديان العرب قبل الإسلام ووجهها الحضاري والاجتماعي ،(ط2 ،1408هـ /1988م).
  1. الجارم، محمد احمد .
  • أديان العرب في الجاهلية ،(ط1، د ت )، ص148
  1. جواد علي.
  • المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ،(جامعة بغداد، ط2، 1413 هـ/ 1993م).
  • تاريخ العرب في الإسلام، ( دار الحداثة بيروت، الطبعة الأولى، 1983م).
  1. حسن : إبراهيم حسن .
  • تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي،( بيروت لبنان، دار إحياء التراث العربي، الطبعة السابعة،1964م).
  1. حمد الجاسر .
  • في سراة غامد وزهران، (الرياض، منشورات دار اليمامة، ط2، 1977م) .
  1. الخربوطلى : علي حسن .
  • الحضارة العربية الإسلامية، (القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية، دار الطباعة الحديثة، د ت)
  • الإسلام وأهل الذمة، (القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية، دار الطباعة الحديثة، د ت)
  1. السياري : احمد بن صالح .
  • ذاكرة الأرض، ( ط1، 1425هـ / 2004م).
  1. الشجاع: عبد الرحمن عبد الواحد.
  • اليمن في صدر الإسلام، (دار الفكر دمشق سوريا، الطبعة الأولى (1408هـ/1987م).
  1. الشريف : عبد الرحمن صادق .
  • جغرافية المملكة العربية السعودية إقليم جنوب غرب ،(دار المريخ، الرياض ،ط، 1404هـ 1984م).
  1. عمر فروخ .
  • العرب والإسلام، في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، منذ الجاهلية إلى سقوط الدولة الأموية، (بيروت لبنان، منشورات المكتب التجاري، ط2، 1386هـ/ 1966م).
  1. عمر فروخ وآخرون .
  • تاريخ العلوم عند العرب، (بيروت، دار النهضة العربية، 1410 هـ/ 1990 م).
  1. فاطمة مصطفى عامر .
  • نجران في العصر الجاهلي وفي عصر النبوة (دار الاعتصام ،ط1، 1398هـ 1978م)
  1. الفقي : عصام الدين عبد الرؤف.
  • اليمن في ظل الإسلام ( منذ فجره حتى قيام دولة بني رسول)، دار الفكر العربي (1982م)
  1. فؤاد حمزة .
  • في بلاد عسير ،( المملكة العربية السعودية ،مكتبة النصر الحديث، ط2، 1388هـ/ 1968م).
  1. مجمع اللغة العربية بالقاهرة . المعجم الوسيط (دار المعارف القاهرة ،(1400هـ1980م)
  2. محمد بن عبد الله بن مبارك .
  • شعر قبيلة مذحج في الجاهلية والإسلام ،( نشر نادي جازان الأدبي، ط1، 1420/2000م)
  1. مصطفى مراد الدباغ .
  • الجزيرة العربية موطن العرب ومهد الإسلام، ( مطابع دار الصحافة، ط1، 1963م ).
  1. المغربي : محمد علي .
  • لمحات من تاريخ الحجاز قبل الإسلام، (مصر ؛ مطبعة المدني، ، 1993م ).
  1. . مؤسسة العفيف، الموسوعة اليمنية ،( بيروت، دار الفكر المعاصر، ط1، 1412هـ /1992م)
  2. الويسي :حسين بن علي .
  • اليمن الكبرى كتاب جغرافي جيولوجي تاريخي (صنعاء، الإرشاد، ط 2، 1412هـ /1991م).

ثالثاً: الرسائل الجامعية.

  1. علي بن علي بن حسين .
  • النشاط التجاري في اليمن منذ مطلع القرن الثالث الهجري حتى نهاية العصر الايوبي، رسالة مقدمة: لنيل شهادة الدكتوراه في الحضارة الاسلامية – كلية الشريعة والدراسات الاسلامية , قسم الدراسات العليا التاريخية الحضارية , الفصل الاول : 1423 هـ ,جامعة ام القرى – مكة المكرمة .
  • الحديثي: ظفار قحطان.
  • مدينة نيسابور، ( رسلة ماجستير، غير منشورة، كلية الآداب، جامعة بغداد ،2003م)،

رابعاً: المراجع الأجنبية:

  1. Al-Nahee, Owed Abdullah. The Historical Development of Paganism in Najran During the Pre-Islamic and Early Islamic Era (524-641). Proceddings of English Saudi Students Conference in the UK, London, 2015, pp. 13-25.
  2. DEtoraki, M. Le Martyre de saint Arethas et ses compagnons (BHG 166) , Traduction par Joelle Beaucamp, Paris 2007.
  3. Nebes, Norbert. The Martyrs of Najran and End of the Himyar: On the Political History of South Arabia in the Early Sixth Century. The Angelika Neuwirth, Nicolai Sinai, Michael Marx (eds.) The Quran in Context: Historical and Literary Investigations into the Quranic Milieu, Brill 2010. Pp. 27-60.
  4. Robin, Christian, Al-Ghaban, Ali, and Al-Sais. Inscription Antiques in Najran. Paris: Language Center, 2014.
  5. Robin, Christian. Massacre of Najran. Paris: Association Center, 2010.
  6. Shahid, I. The Martyrs of Najran. New Documents, Brussels, 1971.