درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النبوية في معاملة الأطفال من وجهة نظر مديرات الروضات في محافظة جرش

د. عودة مصطفى بني أحمد1

1 مناهج وأساليب تدريس التربية الإسلامية، جامعة جرش

بريد الكتروني: obaniahmad@yahoo.com

HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj2114

 

تاريخ النشر: 01/11/2021م تاريخ القبول: 05/10/2021م

المستخلص

هدفت هذه الدراسة الكشف عن درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النبوية من وجهة نظر مديرات الروضات في محافظة جرش، حيث استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي لتحقيق أهداف الدراسة، وقد تكونت عينة الدراسة من جميع مديرات الروضات الحكومية والخاصة في مديرية تربية محافظة جرش والبالغ عددهن (90) مديرة، وموزعات على(34) روضة حكومية، و(56) روضة خاصة، وقد تم تصميم استبانة لقياس درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النبوية من وجهة نظر مديرات الروضات مكونة من (33) فقرة، وزعت على ثلاثة مجالات : مجال: الأساليب النبوية الإيمانية والتعبدية، ومجال : الأساليب النبوية الخُلقية، ومجال : الأساليب النبوية النفسية.

وقد أظهرت النتائج أن درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب الإيمانية التعبدية والخُلقية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش جاءت بدرجة عالية جداً، كما أظهرت النتائج أن درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النبوية النفسية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش جاءت بدرجة متوسطة، وقد أوصت الدراسة بضرورة تقديم الدعم المعنوي والمادي لمعلمات رياض الأطفال الملتزمات بالأساليب النبوية الشريفة في تعاملهن مع الأطفال، لتحفيزهن وزيادة دافعيتهن لاتباع هذا المنهج الإسلامي القويم.

الكلمات المفتاحية: رياض الأطفال، الأساليب النبوية، مديرات الروضات.

 

Research Article

The degree of kindergarten teachers’ practice of prophetic methods in treating children from the point of view of kindergarten principals in Jerash Governorate

Dr. Ouda Mustafa Bani Ahmed1

1 Curricula and methods of teaching Islamic education, University of Jerash

Email: obaniahmad@yahoo.com

HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj2114

 

Published at 01/11/2021 Accepted at 05/10/2021

Abstract

This study aimed to reveal the degree to which kindergarten teachers practice the prophetic methods from the point of view of kindergarten principals in Jerash Governorate. Where the researcher used the descriptive-analytical method to achieve the objectives of the study, the study sample consisted of all directors of public and private kindergartens in the Directorate of Education of Jerash Governorate, which numbered (90) principals, and distributed over (34) government kindergartens, and (56) private kindergartens. A questionnaire was designed to measure the degree to which kindergarten teachers practice the prophetic methods from the point of view of the kindergarten principals. It consisted of (33) items and was distributed into three areas: the first field: the prophetic methods of faith and devotion, the second field: the moral prophetic methods, and the third field: the prophetic psychological methods. The results showed that the degree of kindergarten teachers’ practice of the devotional and moral faith methods that the Prophet, “may Allah bless him and grant him salvation”, dealt with the child from the point of view of the principals in Jerash governorate came to a very high degree. The results also showed that the degree of kindergarten teachers’ practice of the prophetic psychological methods that the Prophet, “may Allah bless him and grant him salvation”, dealt with the child from the point of view of the principals in Jerash governorate came to a medium degree. The study recommended the necessity of providing moral and material support to kindergarten teachers who are committed to the noble prophetic methods in their dealings with children, to motivate them and increase their motivation to follow this Islamic approach.

 

Key Words: Kindergartens, prophetic methods, kindergarten principals.

 

المقدمة:

إن التربية والتعليم عملية مستمرة ودائمة في جميع مراحل عمر الإنسان، لما جعله الله تعالى من عقل لديه وميزه عن سائر المخلوقات الأخرى، ومن هذا المنطلق نجد أن التعليم لم يقتصر على الكبار دون الصغار، ففي جميع المجتمعات يوجد المؤسسات التعليمية التي تكون لكافة الفئات والأعمار.

ومن هذه المؤسسات التعليمية ما يهتم بالطفل من ثلاث سنوات حتى السادسة من عمره، وتُسمى مرحلة رياض الأطفال، وهي مرحلة عمرية خاصة من حيث طبيعة التفكير ونوعه، وهذا يعطي هذه المرحلة طابعاً خاصاً يمتاز بالمرونة من أجل تلبية حاجاتها العمرية وتحقيق التكامل الشامل والمتوازن للأطفال في جميع جوانب حياتهم، من أجل الارتقاء بهم إلى أعلى المستويات (الراشد وآخرون، 2005، 73).

ومن الجدير بالذكر أن مرحلة رياض الأطفال تعتمد بشكل كبير في تحقيق أهدافها على كفاءة المعلمة وحسن معاملتها مع الأطفال، فهي تقوم بدور الموجه، والمراقب، والمساعد للطفل في هذه المرحلة، كما وتقوم بعملية تنظيم البيئة من حوله وتجعلها مليئة بالخبرات والمثيرات التي تحفزه لكي يتعلم بنفسه، حيث أن صفات المعلمة الشخصية تؤثر بصورة واضحة في تعلم وتنشئة الطفل، فعليها يتوقف تربيته وتعلمه، وإشباع حاجاته، وتنمية مهاراته، كما يكون لها دوراً كبيراً في بناء عقيدته وإيمانه بالله تعالى، وتهذيب سلوكه بالأساليب التربوية النابعة من منهج التربية الإسلامية المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية .

وتجب الإشارة هنا إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام كان مربياً يهدي الناس لما فيه صلاحهم في الدنيا والأخرة، فيدلهم على الخير ويبعدهم عن الشر، فكان رحيماً، ودوداً، لا يحتقر فقيراً، ولا يضرب صغيراً، فاجتمعت مكارم الأخلاق فيه عليه السلام، فقد أثنى الله تعالى على خلق النبي عليه السلام، وحث المسلمين على الاقتداء به، فقال تعالى: ” لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ” (الأحزاب: 21)

كان النبي عليه السلام يعتني ويهتم بالأطفال اهتماما ًكبيراً، فيعطف عليهم، ويعاملهم برحمة وحب ولين، ويشجعهم من أجل اظهار مواهبهم، وتعزيز قدراتهم، كما كان مؤدباً لسلوكهم ومهذباً لعاداتهم وطبائعهم، فهو قدوة لكل معلم ومرب يتعامل من الأطفال، من هنا يجب الاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام في تعامله من الأطفال، قال تعالى:” قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “(آل عمران: 31).

وتجب الإشارة هنا إلى أن التربية النبوية جاءت شاملة لكل نواحي نمو الأطفال، لأنها تسعي دائما من خلال مبادئها وأساليبها وأهدافها إلى إعداد الفرد الصالح في المجتمع، لكي يكون لديه القدرة على الإنتاج والإبداع، فمن الواجب المترتب على معلمة رياض الأطفال استخدام الأساليب التربوية التي مارسها الرسول عليه الصلاة والسلام مع الأطفال لتأثرها الواضح في تنمية جوانب شخصيتهم (طرابيشي، 2008، 6).

مشكلة الدراسة:

تعتبر مرحلة رياض الأطفال مرحلة مهمة في حياة الطفل، فهي مرحلة النمو العقلي والنضج الاجتماعي السريع، وتكوين الاتجاهات والميول لديه، ومن أجل إعداده للمستقبل لأبد من إكساب الطفل في هذه المرحلة الخصائص والسمات اللازمة لكي يتمكن من معرفة التطورات والتغيرات والتحديات التي تفرضها ظاهرة العولمة والغزو الفكري في أيامنا هذه.

إن لمعلمة رياض الأطفال دوراً كبيراً في تحقيق أهداف التربية الإسلامية في تربية ورعاية الأطفال من جميع النواحي الإيمانية والتعبدية والخلقية والنفسية، من هنا نجد أنها بحاجة ملحة إلى الأساليب النبوية التربوية التي تعينها على تحقيق أهداف التربية الإسلامية من إنشاء الطفل النافع لنفسه وأمته وتعزيز هويته الإسلامية، وهذه الأساليب لابد وأن تكون نابعة من العقيدة الإسلامية، وإيماناً بأهمية دورها في تربية ورعاية الأطفال فمن الضروري إعدادها إعداداً يتناسب مع هذه المرحلة، ويكون ذلك من خلال التوجيهات والأساليب النبوية التربوية.

أسئلة الدراسة:

وفي ضوء ما سبق يمكن تحديد مشكلة الدراسة من خلال محاولة الإجابة عن الأسئلة الآتية:

1- ما درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب الإيمانية التعبدية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش؟

2- ما درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب الخُلقية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش؟

3- ما درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النفسية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش؟

أهمية الدراسة:

أن الدراسة والبحث عن تربية ورعاية الأطفال من أهم القضايا التي يتوجب على الباحثين والدارسين البحث فيها، لمحاولة الوصول إلى إجابة للتساؤلات التي تثار بين حين وآخر حول العناية بالأطفال والاهتمام بهم خاصة في المرحلة العمرية المتقدمة، وما يتوجب على معلمة هذه المرحلة من استخدام للأساليب والوسائل والأنشطة النبوية التربوية لتحقيق أهداف التربية الإسلامية في تنشئة الأطفال من جميع جوانهم الإيمانية والتعبدية والخُلقية والنفسية.

من هنا تكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تبحث عن مدى ممارسة معلمة رياض الأطفال للأساليب النبوية في معاملة الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش من أجل إكسابها للأساليب النبوية التربوية وتفعيل دورها في تربية ورعاية النشء عن طريق الاقتداء بالهدي النبوي بالمعاملة مع الأطفال.

أهداف الدراسة:

تسعى هذه الدراسة الى تحقيق الأهداف الاتية:

1- التعرف على درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب الإيمانية والتعبدية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش.

2- التعرف على درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب الخُلقية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش.

3- التعرف على درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النفسية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش.

حدود الدراسة:

تسير هذه الدراسة في ضوء الحدود الآتية:

• الحدود الزمانية: الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي: 2020/2021م.

• الحدود المكانية: مديرية تربية محافظة جرش، في الروضات الحكومية والخاصة التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم.

• الحدود البشرية: مديرات الروضات بالمدارس الحكومية والخاصة

التعريفات الإجرائية:

رياض الأطفال: هي مؤسسات تربوية اجتماعية يلتحق بها الأطفال في السن ما بين الرابعة والخامسة من العمر، وتسبق المرحلة الأساسية الدنيا، وتهدف إلى تحقيق النمو المتكامل للأطفال بجميع جوانبهم الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية، وتعزيز قدراتهم ومواهبهم المختلفة عن طريق استخدام أساليب تربوية تتناسب مع قدراتهم العقلية.

معلمة رياض الأطفال: هي المعلمة التي تقوم بتربية الأطفال في مرحلة الروضة، وتعمل على تحقيق الأهداف التربوية التي يطلبها منهاج هذه المرحلة، مع مراعاة الخصائص العمرية لهذه الفئة، بحيث تتمتع بخصائص شخصية واجتماعية وتربوية تمتاز بها عن غيرها من معلمات المراحل التعليمية الأخرى.

الأساليب النبوية: هي الطرق التي كان يتعامل بها النبي عليه الصلاة والسلام مع الأطفال في جميع مناحي حياتهم، بهدف تنشئتهم تنشئة إسلامية سوية بعيدة عن المشكلات الحياتية، ضمن تعاليم ومبادئ التربية الإسلامية التي تستمد أهدافها من القرآن الكريم والسنة النبوية.

الأدب النظري والدراسات السابقة:

أن نجاح العملية التعليمية التعلمية يعتمد على المعلم بالدرجة الأول في كافة المراحل الدراسية، وعلى خصائصه المهنية والكفايات التعليمية لديه، حيث يتمكن من تحقيق الأهداف التعليمية للمرحلة التي يقوم بتدريسها، فهو المسؤول المباشر عن استخدام أساليب التدريس والأنشطة التعليمية المناسبة لكل مرحلة تعليمية، وخاصة ونحن نتحدث عن مرحلة رياض الأطفال والتي تحتاج إلى استخدام معلمة هذه المرحلة أساليب خاصة في تعاملها مع الأطفال، والقدوة لنا في ذلك المنهج النبوي الشريف الذي استخدامه النبي عليه الصلاة والسلام في تعامله مع الأطفال (حجي وطلبه، 2004، 233) .

مقومات وخصائص معلمة رياض الأطفال:

أن معلمة رياض الأطفال هي التي تعمل على تربية الطفل في المرحلة العمرية الأولى من تعليمه، وتراعي خصائصه العمرية عن طريق استخدام الأساليب والوسائل والأنشطة التعليمية المناسبة لتلك المرحلة، مع أنها تتمتع بمقومات وخصائص شخصية واجتماعية وتربوية تجعلها متميزة عن غيرها مع معلمات المراحل التعليمية المختلفة، لذلك يجب أن تتوفر في الخصائص الآتية:

1- الخصائص النفسية والاجتماعية: بحيث يكون لديها القدرة على الصبر والعطف على الأطفال أثناء التعامل معهم، وأن تبتعد عن القسوة عند تعليمهم وتربيتهم وتهذيب سلوكهم، وتشعرهم بالأمان والراحة (الخالدي، 2008، 111).

2- الخصائص العقلية والمعرفية: أن تتصف معلمة رياض الأطفال بالذكاء والفطنة من أجل مساعدتها على التصرف بحكمة، وحل المشكلات التي تواجهها في المواقف التعليمية، وأن يكون لديها المعرفة بالعلوم الأساسية بالفقه والعقيدة الإسلامية والتفسير والسنة النبوية من أجل الإجابة على أسئلة الأطفال (بدران، 2006، 51).

3- الخصائص الجسمية: بأن تكون لائقة صحياً وجسمياً، بحيث لا تعاني من أمراض وإعاقات حركية وجسمية وتكون سليمة الحواس، وأن تتمتع باللياقة البدنية والحيوية والنشاط، ولديها الاهتمام الكبير في ملابسها من حيث النظافة والترتيب، لأنها القدوة الحسنة للأطفال في كل شيء (شومان، 2007، 133).

4- الخصائص الخُلقية: يجب على معلمة الروضة ان تتصف بالأخلاق الحسنة التي حث عليها الإسلام، من الصدق والأمانة، والمحبة، وحسن المعاملة، والإخلاص بالعمل، وتعمل بكل الوسائل والأساليب على الطفل بمجتمعه وعاداته وتقاليده، وتكون قدوة حسنة في كل تصرفاتها (خلف، 2005، 136)

ومن خلال ما تم عرضه سابقاً من خصائص معلمة رياض الأطفال، نستطيع القول إن معلمة رياض الأطفال هي بمثابة الأم، والمربية، والحكيمة، والأخصائية الاجتماعية والنفسية، لما لها من دور كبير في تغير سلوك الأطفال، وغرس القيم والاتجاهات في نفوسهم، وصناعة أجيال المستقبل.

الأساليب النبوية في التعامل مع الأطفال:

لقد اتبع النبي عليه الصلاة والسلام عدة أساليب في التعامل مع الأطفال في جميع مناحي حياتهم، بهدف تنشئتهم تنشئة إسلامية سوية بعيدة عن المشكلات الحياتية، وإشباع حاجاتهم ورغباتهم، وتنمية قدراتهم العقلية، وغرس القيم والاتجاهات عندهم، وقد مارس النبي عليه السلام هذه الأساليب مع الأطفال أثناء دعوته، حيث تضمنت عدة جوانب منها: الأساليب النبوية الإيمانية والتعبدية، والأساليب النبوية الخُلقية، والأساليب النبوية النفسية، وتمثلت هذه الأساليب بما يلي:

أولاً: الأساليب النبوية الإيمانية والتعبدية بالتعامل مع الأطفال

انتهج النبي عليه السلام عدة أساليب من أجل غرس العقيدة الصحيحة والأعمال التعبدية في نفوس الأطفال، ومن هذه الأساليب ما يلي:

1- الأسلوب التلقيني: بين النبي عليه السلام أن الطفل يولد على الفطرة السليمة (الإسلام)، وهذه الفطرة هي الأساس في وجوده، فقال عليه السلام: ” ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ ” ثم يقول أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم ” فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله “(الروم: 30) (البخاري،2001، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موتى أطفال الكفار، وأطفال المسلمين، ج/10، 153، حديث رقم 5875).

من هنا نجد أن الله تعالى هدى الناس هداية عامة وجعل فيهم الفطرة من أجل كسب المعلومات والمعارف، وحثهم على القراءة في أول آية نزلت من القرآن الكريم، فقال تعالى: ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ” (سورة العلق، 1)، لذلك نلاحظ أن الأطفال لديهم القدرة على تعلم أسس العقيدة الإسلامية، لأن الفطرة السليمة لديهم تميل إلى قبول توحيد الله تعالى والخضوع والانقياد لأوامر الله.

فأسلوب التلقين مهم من أجل تلقين الأطفال أركان الإيمان، وقد جاء الهدي النبوي بتربية الأطفال على العقيدة الإسلامية والإعمال التعبدية، فسن النبي عليه السلام الأذان في الأذن اليمنى للطفل والإقامة بالأذن اليسرى، لكي يطرق أذن الطفل كلمات التوحيد والعبادة، والنبي عليه السلام أذن في أُذن الحسن والحسين عند ولادتهم (بكار، 2010، 29).

ومن خلال الأسلوب التقليني يمكن تنمية محبة الله تعالى، ومحبة رسوله عليه السلام في نفوس للأطفال، وبيان أن الله تعالى يراقب الناس جميعاً بالسر والعلن، وأن محبة النبي عليه السلام جزء من العقيدة.

2- أسلوب تحفيظ الأطفال القرآن الكريم: كان يحضر مجلس النبي عليه السلام في المسجد الأطفال، من أجل تعليمهم وتحفيظهم آيات من القرآن الكريم، فقد كان عبدالله بن عباس طفلاً لا يتجاوز العشر سنين يحضر مجلس العلم مع الصحابة الكبار، فقال: ” تُوفي الرسول عليه السلام وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم ” (البخاري، 2001، كتاب فضل القرآن، باب تعلم الصبيان القرآن، ج12، 702، حديث رقم 4748).

3- أسلوب تحفيظ الأطفال الأحاديث النبوية: كان النبي عليه السلام يعلم الأطفال الأحاديث النبوية وما تشتمل عليه من آداب وأخلاق وعبادات وهذا ما رواه الصحابي سمرة بن جندب رضي الله عنه، انه قال: ” كنت على عهد النبي عليه السلام غلاماً، فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن هاهنا رجالاً هم أسن مني ” (مسلم، 2006، كتاب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم، باب شرح حديث سمرة بن جندب فما يمنعني من القول، ج/18، 7، حديث رقم 964).

4- أسلوب تعويد الأطفال على الذهاب إلى المساجد وتعليمهم الصلاة : كان النبي عليه السلام يبتسم عندما يرى الأطفال في المسجد، فيعطف عليهم ويعاملهم برحمة ولطف ولين، فيروى أن النبي عليه السلام كان يصلى وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها، ومن أجل تعليم الأطفال الصلاة قال عليه السلام : ” مُروا اولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، وأضربوهم عليها ومن أبناء عشر ” (الترمذي، 2007، كتاب: الصلاة، باب : ما جاء متى يأمر الصبي بالصلاة، حديث 407، 111)، وهذا هو أسلوب التدرج في تعليم الأطفال العبادات .

ومن الجدير بالذكر أن النبي عليه السلام قد استخدام أساليب متعددة لتعليم الأطفال الصوم، واستخدام أسلوب التشويق لأداء الأطفال الحج، فالهدي النبوي في تعليم الأطفال أركان الإيمان، والعبادات واضح وبين من خلال الأحاديث النبوية، والممارسات العملية التي كان يقوم بها عليه الصلاة والسلام بتعامله مع الأطفال، لذلك ينبغي على معلمة مرحلة رياض الأطفال الاقتداء بالنبي عليه السلام في أسلوبه بتعامله مع الأطفال من جميع جوانب حياتهم.

ثانياً: الأساليب النبوية الخُلقية بالتعامل مع الأطفال:

انتهج النبي عليه السلام عدة أساليب من أجل غرس القيم والاتجاهات والأخلاق في نفوس النشء، ومن هذه الأساليب ما يلي:

1- أسلوب القدوة الحسنة: كان الرسول عليه السلام القدوة الحسنة والنموذج الأفضل في التعامل مع الناس جميعا، ومع الأطفال في صورة خاصة، حيث قال تعالى: ” لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” (الأحزاب، 21).

لقد نهى النبي عليه السلام الكذب على الطفل الصغير، بحيث توهمه أنه تعطيه شئياً من أجل أن تمسكه، فقد قال عليه السلام: ” من قال لصبي: تعال هاك، ثم لم يعطه، فهي كذبه ” (أحمد، 2000، ج/2، 452، حديث رقم 9526) لأن الطفل يراقب سلوك الكبار في كل شيء، فالكبير قدوة يقتدي به الطفل في جميع تصرفاته (سويد، 1410، 312).

2- أسلوب تعلم الطفل آداب السلام: سن النبي عليه السلام إلقاء المسلم السلام على من يعرف ومن لا يعرف، وعلى الصغير والكبير، وجعل إلقاء السلام من أفضل الأعمال، قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنه: ” أن رجلاً سأل النبي عليه السلام: أي الإسلام خير؟ قال: ” تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف “(البخاري، 2001، كتاب الإيمان، باب إفشاء السلام من الإسلام، ج/1، 15، حديث رقم 6236).

ومن الأمثلة على تعليم النبي عليه السلام الأطفال آداب السلام ما قاله لأنس بن مالك: ” يا بني، إذا دخلت على أهلك فسلم، يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك ” (الترمذي، 2007، كتاب السلام، باب استحباب السلام إذا دخل بيته، ج/5، 59، حديث رقم 2698)

وتجب الإشارة هنا إلى أن النبي عليه السلام كان يُلقي السلام على الأطفال بالطريق، فعن ثابت بن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ” أن رسول الله أتي علىَّ وأنا ألعبُ مع الغلمان، قال: فسلَّمَ علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطاتُ على أمي، فلما جئتُ قالت: ما حسبك؟ قلتُ بعثني رسول الله لحاجة، قالت: ما حاجتُه؟ قلتُ: إنها سرٌّ، قالت لا تحدثَنَّ بسرِّ رسول الله أحداً ” (مسلم، 2006، كتاب: فضل الصحابة، باب: فضائل أنس بن مالك، ج/4، 1929، حديث رقم 2482).

3- أسلوب تعلم الطفل آداب الاستئذان : استخدم النبي عليه السلام أسلوب تعلم الاستئذان مع الأطفال، فقد علم خادمه الصغير أنس بن مالك ألا يدخل عليه إلا وهو مستأذن، فقال أنس رضي الله عنه : ” كنتُ خادماً للنبي عليه الصلاة والسلام، قال : فكنتُ أدخل بغير استئذان، فجئت يوماً فقال : ” كما أنتَ يا بُنيَّ، فإنه قد حدث بعدك أمرٌ : لا تدخلنَّ إلا بإذن ” (البخاري، 1418ه، باب قول الرجل يأتي لمن أبوه لم يدرك الإسلام، ج/2، 271، حديث رقم 807)، وقد استخدم النبي عليه السلام أسلوب الاستئذان عندما استئذن غلاماً كان يجلس عن يمينه، فقال سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام : ” أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ ” فقال الغلام: والله يا رسول الله لا أُوثِر بنصيبي منك أحداً، قال: فَتَلَّهُ رسول الله في يده ” (مسلم، 2006، كتاب الأشربة، باب استحباب إدارة الماء واللبن ونحوهما عن يمين المبتدئ، ج/13، 176، حديث رقم 2030)، من هنا يجب على معلمة رياض الأطفال الاقتداء بالهدي النبوي في تعليم الأطفال آداب الاستئذان في كل شيء (بكار، 2010، 135).

4- أسلوب تعلم الأطفال آداب الطعام: حرص النبي عليه الصلاة والسلام على تعليم الأطفال آداب تناول الطعام والشراب، فقال عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه: ” كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت يدي تَطِيش قي الصَّحفة، فقال لي رسول الله: ” يا غلام سمِّ الله تعالى، وكل بيمينك، وكل مما يليك “، فما زالت تلك طِعمتي بعدُ ” (مسلم، 2006، كتاب الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، ج/3، 1599، حديث رقم 2022).

ومن الجدير بالذكر أن الأساليب والتوجيهات النبوية في تعلم الأطفال آداب الطعام والشرب كثيرة منها: غسل اليدين عند تناول الطعام والشراب، وعدم الجلوس على مائدة الطعام قبل الكبير بالسن، وذكر اسم الله تعالى قبل البدء بالطعام، وتناول الطعام باليد اليمنى، وعدم تناول الطعام وهو متكئٌ، وعدم النفخ في الطعام الحارّ أو التنفس في الإناء (الفندي، 2013، 223).

ويلاحظ من خلال التربية النبوية للأطفال أن النبي عليه السلام قد استخدم أساليب كثيرة تتعلق بالجانب الخُلقي من تعلم الأطفال الأمانة، والوفاء بالعهد، والتسامح والعفو، والنظافة، وكتمان السر، وغيرها من الأخلاق النبوية التي حرص النبي عليه الصلاة والسلام على غرسها في نفوس الأطفال بكافة الوسائل والأساليب (الفندي، 2013، 171-174).

ثالثاً: الأساليب النبوية النفسية بالتعامل مع الأطفال

لقد تعامل النبي عليه السلام مع الأطفال بأساليب عدة من الناحية النفسية، تمثلت فيما يلي:

1- أسلوب التعامل بالرأفة والرحمة: أرسل الله تعالى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين فقال تعالى: ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ” (الأنبياء، 107)، وحث النبي عليه السلام على الرحمة واللين ورقة القلب مع الناس جميعاً صغاراً كانوا أم كباراً، فقال عليه السلام: ” من لا يَرحَم الناس لا يرحَمه الله ” (مسلم، 2006، كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك، ج/4، 1809، حديث رقم 2319)

ومن رحمته عليه السلام أنه كان يعامل الأطفال بلطف ولين ورحمة ويمسح على رؤوسهم، فعن جندب بن سمرة قال: ” صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجتُ معه، فاستقبله والدانٌ، فجعل يمسحُ خدَّي أحدهم واحداً واحداً، قال : وأما أنا فمسح خدّي، قال : فوجدتُ ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جُؤنةِ عَطّار” (مسلم، 2006، كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك، ج/5، 1952، حديث رقم 2329 )، وكان عليه الصلاة والسلام يزورُ الأنصارَ ويُسلّمُ على أطفالهم ويمسح على رؤوسهم .

2- أسلوب العدل مع الأطفال: كان النبي عليه السلام يدعوا إلى العدل بين الأبناء، فقال عليه الصلاة والسلام: ” فاتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم ” (مسلم، 2006، كتاب البيوع، باب الرهن وغيره، ج/2، 538، 286)، وكان عليه الصلاة والسلام جالساً بالمسجد ومعه رجل، فجاء ابنٌ له فقبله ثم أجلسه في حضنه، ثم جاءت ابنة له فأخذها إلى جنبه، فقال رسول الله للرجل: ” ألا عدلت بينهما؟ ” (الألباني، 1988، ج/1، 285، حديث رقم 2883) فمن أهم عوامل الاستقرار النفسي لدي الأطفال معاملتهم بالعدل والمساواة، وإشعارهم بالحب، وهذا يؤدي إلى عدم تولد الغيرة والحسد والبغضاء عندهم، فمن الواجب على معلمة رياض الأطفال عدم التميز بين الأطفال، والثناء عليهم ومدحهم، لما له من آثار نفسية أيجابية عليهم (الفندي، 2013، 273)

3- أسلوب الابتعاد عن لوم الطفل وعتابه: حث النبي عليه السلام على الرفق مع الأطفال، والابتعاد عن تعنيفهم، لأن كثرة لوم الأطفال تجعلهم يشعرون بالخوف والاضطراب وضعف الشخصية، من هنا تعامل النبي عليه السلام من الصحابي أنس بن مالك وكان طفلاً صغيراً بهذا الأسلوب، ونهي زوجاته عليه السلام من كثرة لومه، فيقول: ” خدمتُ رسول الله عشر سنين، ما دريتُ شيئاً قطُّ وافقه ولا شيئاً قطُّ خالفه، رضي من الله بما كان، وإن كان بعض أزواجه يقولن لي: لو فعلت كذا وكذا أو مالك فعلت كذا؟ فيقول عليه الصلاة والسلام: دعُوه فإنه لا يكون إلا ما أراد الله ” (مسلم،2006، كتاب علامات النبوة، باب في حسن خلقه وحيائه وحسن معاشرته، ج/9، 16، حديث رقم 14196) من هنا يمكن القول إن هذا الأسلوب زرع في نفس الطفل أنس بن مالك دقة الملاحظة والحياء معاً، مما جعله يلاحظ هذه الملاحظة من رسول الله عليه السلام.

4- أسلوب مداعبة الأطفال وملاعبتهم: ان اللعب وسيلة ضرورية في حياة الأطفال، لأنه يعد أمر فطري وغريزي في حياتهم، فيكسب الأطفال مهارة حركية ومتعة نفسية، وفيه فرح، وسرور، وتعبير عن الذات، وملاعبة الأطفال ومداعبتهم وسيلة للنظر والتأمل والتفكر من أجل إشباع الرغبات النفسية لديهم (خلف الله، 1999، 89).

ومن الجدير بالذكر أن الأسلوب النبوي في ملاعبة الأطفال ومداعبتهم كان واضحاً في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، فنجد ملاعبة النبي عليه السلام للأطفال وخلق جواً من الفرح والسرور معهم، فقال عبدالله بن الحارث رضي الله عنه: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبدالله وعبيدالله وكثيراً من بني العباس، ثم يقول: ” من سبق إلي فله كذا وكذا “، قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره، فيقبلهم ويلزمهم ” (حنبل، حديث 1863، ج2، 420)

وقد كان عليه الصلاة والسلام يُداعب الأطفال ويمازحهم، فإذا قدم من سفر التقى بصبيان أهل بيته يداعبهم، فقال عبدالله بن جعفر رضي الله عنه: ” كان رسول الله إذا قدم من سفر تُلقي بصبيان أهل بيته. قال، وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة، فأردفه خلفه. قال، فأدخلنا المدينة، ثلاثة على دابة ” (مسلم، 2006، كتاب فضل الصحابة، باب فضائل عبدالله بن جعفر، ج/7، 132، حديث رقم 2428).

من هنا نستطيع القول إن الأسلوب النبوي في ملاعبة الأطفال ومداعبتهم واضحاً من أجل إدخال الفرح والسرور عليهم، لذلك يجب على معلمات رياض الأطفال الاقتداء بالمنهج النبوي في ذلك، لأن اللعب والمداعبة والممازحة تلبية للرغبات النفسية لدي الأطفال.

5- أسلوب إعطاء الأطفال الهدايا : تعد الهداية وسيلة من وسائل استمالة القلوب، فتزيد المحبة والآفة بين الناس، وقد كان هذا الأسلوب النبوي واضحاً في سيرة النبي عليه السلام، فقال عليه الصلاة والسلام : ” تهادوا تحابوا ” ( الألباني، 1988، ج/1، 525، حديث رقم 4311)، وقالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: ” قدمت على النبي عليه الصلاة والسلام حلية من عند النجاشي أهداها له، فيها خاتم من ذهب، فيه فص حبشي، قالت : فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معرضاً عنه أو ببعض أصابعه، ثم دعا أمامة بنت أبي العاص ابنة ابنته زينب، فقال : تحلي بهذا يا بُنية “( الألباني، 1988، ج/1، 462، حديث رقم 5721)

فالهداية تبني العواطف لدى الأطفال وتريح أنفسهم، وتعلمهم المشاعر الفاضلة، وتعودهم على البذل والعطاء ومنح الآخرين مثل هذا الشعور الجميل، فتولد الهداية جواً فيه فرح وسرور ومشاعر جياشة ليس فيها جفاء، من هنا يجب على معلمة رياض الأطفال الأخذ بهذا الأسلوب النبوي أثناء عملية التعلم والتعليم (العناني، 2001، 101).

وتجب الإشارة هنا أن النبي عليه الصلاة والسلام استخدام أساليب نفسية نبوية تربوية كثيرة في التعامل مع الأطفال من: إشعار الأطفال بالأهمية، واختيار الوقت المناسب في توجيههم، وإعطاءهم الحرية والاستقلالية، والنداء عليهم بأحب الأسماء إليهم، ومراعاة حالتهم النفسية، ومصاحبتهم دائماً، والدعاء لهم.

الدراسات السابقة:

يوجد دراسات متعددة تناولت موضوع الأساليب النبوية في التعامل من الأطفال بشكل عام، ومن هذه الدراسات ما يلي:

أولاً: اجرى العلوي (2010 ) دراسة هدفت إلى التعرف على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم بالتعامل مع للطفل المسلم وبيان كيفية توظيف هذا الخطاب تربوياً ، حيث استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي والاستنباطي، وتكون مجتمع الدراسة : الخطاب المباشر من النبي عليه السلام للأطفال في الكتب الستة (البخاري ومسلم والسنن الأربعة، وتكون البحث من خمسة فصول : الفصل الأول : تمهيدي أشتمل على خطة البحث، والفصل الثاني :بين فيه الباحث الخطاب التربوي بالسنة النبوية، والفصل الثالث : بينان مكانة الطفولة في الإسلام، والفصل الرابع : دراسة تحليلية للأحاديث التي تتضمن خطاب النبي عليه السلام، والفصل الخامس : التطبيقات التربوية المستنبطة من الخطاب النبوي للطفل .

وقد توصلت الدراسة إلى أبرز النتائج التالية: شمولية الخطاب النبوي لمختلف الفئات رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، كما يوجد منهجاً تربوياً متكاملاً في التعامل مع الأطفال له أهدافه وأساليبه وتطبيقاته، تضمنه خطاب النبي عليه السلام الموجهة إلى الطفل، كما تناول خطاب النبي عليه السلام الموجهة للأطفال عدة جوانب: الجانب العقدي، والتعبدي، والاجتماعي، والتعليمي، كما تضمنت السنة النبوية نصوصاً صريخه للخطاب النبوي الموجه للطفل حيث شكلت في مضامينها قيماً وأساليب لتربية الأطفال وتوجيه سلوكهم.

ثانياً : أجرى الغامدي ( 2009) دراسة هدفت إلى بيان الأساليب النبوية في معالجة أخطاء الأطفال مع عرض بعض النماذج التطبيقية التي مارسها النبي عليه السلام مع الأطفال، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي، وتكون مجتمع الدراسة من تحليل بعض الأحاديث النبوية واستنباط الأساليب النبوية منها، كما تكونت من خمسة فصول : الفصل الأول : خطة البحث، والفصل الثاني : التربية العلاجية في الإسلام، والفصل الثالث : الطفولة في التربية الإسلامية، والفصل الرابع : معالجة الأخطاء السلوكية عند الأطفال، والفصل الخامس : أساليب التربية العلاجية لدى الأطفال في السنة النبوية .

وقد توصلت الدراسة إلى أبرز النتائج التالية : تتعدد جوانب معالجة الأخطاء لدى الأطفال لتشتمل على : الجوانب العقدية، والتعبدية، والأخلاقية، والاجتماعية، والجسمية، والعقلية، والعاطفية، والنفسية، كما تضمنت أن معالجة الأخطاء لدى الأطفال تمر بعدة خطوات من تحديد السلوك إلى تعزيز السلوك الإيجابي، كما أن الأساليب التي اشتملت عليها السنة النبوية لمعالجة الأخطاء لدي الأطفال متنوعة من التوجيه المباشر، والحوار، والتوبيخ، والترهيب، والملاطفة، والضرب، كما بينت الدراسة أن الأساليب النبوية في معالجة الأخطاء لدى الطلبة تمثل نموذجاً تربوياً متكاملاً لجميع جوانب شخصية الطفل .

ثالثا: أجرى طرابيشي (2008) دراسة هدفت إلى التعرف على الأساليب النبوية في صورة عملية تساعد معلم المرحلة الابتدائية على رفع مستوى تعامله مع أبنائه الطلاب في ضوء منهجية إسلامية صحيحة، وتقديم تطبيقات تربوية يمكن الاستفادة منها في المرحلة الابتدائية، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي والاستنباطي، وتكون مجتمع الدراسة من نصوص السنة النبوية التي تبين الأساليب النبوية في التعامل مع الأطفال وتحليلها. وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها: يوجد أساليب تربوية نبوية كثيرة استخدمها النبي عليه الصلاة والسلام مع الأطفال تضمنت جميع جوانب حياة الأطفال وشخصيتهم، كما تضمنت كيفية اهتمام النبي عليه السلام بالتربية الخلقية لدى الأطفال، من حيث التوافق الكبير بين الدين والأخلاق.

رابعاً: أجري الشهري (2004) دراسة هدفت إلى التعرف على الأساليب التربوية للعقاب في السنة النبوية، ومعرفة مدى استخدام هذه الأساليب في المدارس الابتدائية في مدينة الطائف، واستخدام الباحث المنهج الوصفي، وتكون مجتمع الدراسة على عينة من معلمي المرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية والأهلية في مدينة الطائف، ولتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث بأعداد استبانة لمعرفة مدى استخدام معلمي المرحلة الابتدائية للأساليب التربوية للعقاب في السنة النبوية.

وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أبرزها: شرع العقاب في الإسلام لتحقيق مجموعة من الغايات التربوية وضمن ضوابط وشروط واضحة، كما بينت الدراسة أن أساليب العقاب في السنة النبوية متنوعة ومتعددة لكي تتلاءم مع طبيعة النفس الإنسانية، كما أن أساليب العقاب في السنة النبوية لها خصائص وسمات تجعلها صالحة لكل زمان ومكان، كما أن أساليب العقاب تستخدم في المدارس الابتدائية الحكومية والأهلية.

ومن خلال ما تم عرضه من دراسات سابقة خلص الباحث إلى ما يلي:

1- تركز بعض الدراسات السابقة على التعرف على الأساليب النبوية في معالجة أخطاء الأطفال بشكل بشكل عام كدراسة الغامدي (2009)، أما الدراسة الحالية فقد بينت الأساليب النبوية التربوية على وجه خاص، ودرجة ممارسة معلمة رياض الأطفال لهذه الأساليب.

2- أغلب الدراسات السابقة بينت الجانب النظري في استخدام النبي عليه الصلاة والسلام للأساليب النبوية كدراسة طرابيشي (2008)، باستثناء دراسة الشهري (2004) تناولت الجانب التطبيقي الميداني على معلمي المرحلة الابتدائية، أما الدراسة الحالية فقد تناولت درجة ممارسة معلمة رياض الأطفال للأساليب النبوية التربوية.

3- استفادت الدراسة الحالية من الدراسات السابقة في بناء الاستبانة كالاستفادة من دراسة الشهري (2004) في تصميم الاستبانة، وتحديد مجالاتها، وفي بناء الأطار النظري كدراسة طرابيشي (2008) في بيان أساليب التعامل مع الأطفال.

منهج الدراسة:

لتحقيق هدف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي للوقوف على درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النبوية من وجهة نظر مديرات الروضات في محافظة جرش، لمناسبته لمثل هذا النوع من الدراسات الإنسانية.

مجتمع الدراسة وعينتها:

تكون مجتمع الدراسة من جميع مديرات الروضات الحكومية والخاصة في مديرية تربية محافظة جرش والبالغ عددهن (90) مديرة، وتكونت عينة الدراسة من المجتمع نفسه والبالغ عددهم (90) مديرة، موزعات على(34) روضة حكومية، و(56) روضة خاصة.

أداة الدراسة:

لتحقيق هدف الدراسة قام الباحث بتطوير استبانة لقياس درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النبوية من وجهة نظر مديرات الروضات في محافظة جرش، حيث تم بناء فقراتها من خلال الاطلاع الأدب النظري والدراسات السابقة التي تحدثت عن الأساليب النبوية، كدراسة الغامدي (2009) ودراسة العلوي (2010).

حيث تم توزيع الاستبانة على ثلاثة مجالات على النحو الآتي:

المجال الأول: ممارسة معلمات الروضة للأساليب النبوية الإيمانية والتعبدية، واشتمل على (10) فقرات.

المجال الثاني: ممارسة معلمات الروضة للأساليب النبوية الخُلقية، واشتمل على (8) فقرات.

المجال الثالث: ممارسة معلمات الروضة للأساليب النبوية النفسية، واشتمل على (15) فقرة.

صدق الأداة:

بعد أن تم إعداد الأداة بصورتها الأولية قام الباحث بعرضها على مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة من تخصص مناهج وأساليب تدريس، والقياس والتقويم، حيث طلب منهم إبداء آرائهم، وإصدار أحكامهم على الأداة من حيث مدي اتساق الفقرات والمجالات التي صنفت فيها، ومدى وضوح الصياغة اللغوية، ومدى وضوح المعنى لهذه الفقرات، وفي ضوء ملاحظاتهم تم حذف الفقرات التي اقترح حذفها خمسة فأكثر من المحكمين، وإضافة بعض الفقرات التي اقترحها بعض المحكمين، وتعديل بعض الفقرات وإعادة صياغتها، حتى أصبحت أداة الدراسة بصورتها النهائية مكونة من ثلاثة مجالات موزعة على (33) فقرة .

صدق البناء: تم التأكد من صدق البناء لأداة الدراسة من خلال تطبيقها على عينة استطلاعية بلغت (30) مديرة من مجتمع الدراسة، ومن ثم حساب معامل ارتباط الفقرات بالمجال الذي تنمي إلية وللأداة ككل؛ كما يظهر في الجدول الآتي:

جدول (1) صدق البناء لأداة الدراسة

الرقم

معامل الارتباط مع المجال

معامل الارتباط مع الأداة

الرقم

معامل الارتباط مع المجال

معامل الارتباط مع الأداة

الرقم

معامل الارتباط مع المجال

معامل الارتباط مع الأداة

1

.806**

.454**

1

.632**

.523**

1

.847**

.586**

2

.843**

.704**

2

.387**

.527**

2

.718**

.686**

3

.858**

.730**

3

.466**

.622**

3

.860**

.656**

4

.842**

.787**

4

.433**

.544**

4

.678**

.669**

5

.909**

.777**

5

.632**

.513**

5

.850**

.719**

6

.911**

.541**

6

.649**

.514**

6

.936**

.785**

7

.757**

.741**

7

.542**

.415**

7

.875**

.576**

8

.750**

.765**

8

.478**

.512**

8

.812**

.596**

9

.761**

.808**

الأساليب النبوية الخُلقية

.903**

9

.834**

.583**

10

.893**

.454**

10

.792**

.583**

الأساليب النبوية الإيمانية والتعبدية

.910**

11

.709**

.588**

12

.867**

.560**

13

.760**

.633**

14

.628**

.680**

15

.586**

.725**

الأساليب النبوية النفسية

.899**

يتبين من خلال الجدول (1) أن كافة معاملات الاستقرار بين الدرجة الكلية للأداة ودرجة الفقرة قد تراوحت بين (0.454-0.808)، في حين تراوحت معاملات الاستقرار بين درجة المجال والدرجة الكلية من (0.899-0.910)، وقد كانت كافة المعاملات لها ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α=0.01)، مّما يُّشير إلى أن الاتساق الداخلي بين الفقرات المكونة للاستبانة مّقبولة وأنها صّادقة بّنائيًّا، وتعد صّالحة لّلتطبيق على أفراد عينة الدراسة الرئيسية.

ثبات الأداة:

جرى التأكد من ثبات أداة الدراسة من خلال تطبيقها على عينة استطلاعية بواقع (30) مديرة من مجتمع الدراسة، حيث تم تقدير معامل الثبات بطريقة (كرونباخ – ألفا (Cronbach- Alpha) ، لكل مجال من مجالات الاستبانة وللأداة ككل، حيث تبين أن الاستبانة ومجالاتها تتمتع بمعاملات ثبات عالية نسبياً، فقد بلغ الثبات للأداة الكلية(0.89)، وبلغ معامل الثبات للمجال الأول (0.84)، وللمجال الثاني (0.85)، وللمجال الثالث (0.91) وهي معاملات ثبات مناسبة ومقبولة لإجراء الدراسة.

معيار تفسير الدرجات:

جدول رقم (2) معيار المقارنة

الرقم

المدى

الدلالة

1

1-1.79

قليلة جداً

2

1.80-2.59

قليلة

3

2.60-3.39

متوسطة

4

3.40-4.19

عالية

5

4.20-5.0

عالية جداً

المعالجة الإحصائية:

تم الاستعانة بعدد من الاختبارات الإحصائية التالية لاختبار أسئلة الدراسة كما يلي:

1.معامل كرونباخ ألفا لتقدير الثبات ومعامل ارتباط بيرسون لحساب صدق البناء.

2.الأوساط والانحرافات المعيارية لتقدير درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النبوية من وجهة نظر مديرات الروضات في محافظة جرش.

نتائج الدراسة ومناقشتها:

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول والذي نص على “ما درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب الإيمانية التعبدية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش؟”

للإجابة على هذا السؤال تم العمل على حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد عينة الدراسة على أداتها؛ كما يأتي:

جدول (3) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب والتفسيرات لاستجابات أفراد عينة الدراسة على فقرات الأداة الخاصة بمجال الأساليب النبوية الإيمانية والتعبدية

الرقم

الفقرة

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

الرتبة

التفسير

3

تُشعر الطفل أن الله – سبحانه وتعالى – يراه في كل حين

4.62

0.66

1

عالية جدًا

9

تُبين للأطفال فضل الحج وحكمته وتشوقهم لأدائه

4.46

0.73

2

عالية جدًا

5

تُردد المعلمة مع الأطفال بعض سور القرآن الكريم والأحاديث النبوية المتعلقة بالإيمان

4.45

0.78

3

عالية جدًا

8

تُبين للأطفال أجر الصائم وتشجعهم على الصيام ولو لساعات

4.38

0.85

4

عالية جدًا

6

تُدرب المعلمة الطفل على الوضوء بشكل صحيح

4.36

0.98

5

عالية جدًا

2

تنمي محبة الله تعالى في نفس الطفل من خلال تعريفه بنعم الله عليه

4.35

0.84

6

عالية جدًا

4

تُرسخ محبة الرسول محمد صلى الله عليه وآل بيته في قلب الطفل من خلال ذكر مواقف من سيرته العطرة

4.30

0.90

7

عالية جدًا

7

تؤدي المعلمة الصلاة أمام الأطفال بشكل مستمر

4.28

0.83

8

عالية جدًا

10

تُبين للأطفال فضل الزكاة والصدقة وتحثهم عليها

4.26

0.77

9

عالية جدًا

1

تُلقن المعلمة الطفل المسائل الخاصة بالعقيدة (الله ربي، محمد نبي، الإسلام ديني، أركان الإيمان)

4.20

1.10

10

عالية جدًا

الأساليب النبوية الإيمانية والتعبدية

4.366

0.844

عالية جدًا

يظهر لنا من خلال الجدول (3) أن درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب الإيمانية التعبدية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش، قد جاءت ضمن الدرجة عالية جدًا، بمتوسط حسابي بلغ (4.366) وانحراف معياري (0.844)، حيث جاء في الرتبة الأولى الفقرة رقم (3) والتي نصت على ” تُشعر الطفل أن الله – سبحانه وتعالى – يراه في كل حين” بمتوسط حسابي بلغ (4.62) وانحراف معياري (0.66) وبدرجة عالية جدًا، وجاء في الرتبة الثانية الفقرة رقم (9) والتي نصت على ” تُبين للأطفال فضل الحج وحكمته وتشوقهم لأدائه” بمتوسط حسابي بلغ (4.46) وانحراف معياري (0.73) وبدرجة عالية جدًا، وجاء في الرتبة الأخيرة الفقرة رقم (1) والتي نصت على ” تُلقن المعلمة الطفل المسائل الخاصة بالعقيدة (الله ربي، محمد نبي، الإسلام ديني، أركان الإيمان)” بمتوسط حسابي بلغ (4.20) وانحراف معياري (1.10) وبدرجة عالية جدًا.

ويعزوا الباحث هذه النتيجة إلى إدراك معلمات رياض الأطفال لأهمية غرس العقيدة السليمة في نفس الطفل حتى تتنمى لديه الفطرة السليمة القائمة على مراقبة الله تعالى له بالسر والعلن، ويتولد لديه الرقابة الذاتية، بحيث يراقب الطفل جميع حركاته في المستقبل، ويسعى دائما إلى إرضاء الله تعالى من خلال الإيمان المطلق بأركان الإسلام والتي منها الحج الذي يعد ركن عظيماً يؤديه المسلم تقرباً إلى الله تعالى.

وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة العلوي (2010) والتي اشارت إلى أن الأساليب النبوية الموجه للطفل تضمنت مجموعة من القضايا التي تنمي شخصية الطفل بالمستقبل، ويلتزم بأداء العبادات من أجل إرضاء الله تعالى.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني والذي نص على ” ما درجة ممارسة معلمة رياض الأطفال للأساليب الخُلقية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش؟”

للإجابة على هذا السؤال تم العمل على حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد عينة الدراسة على أداتها؛ كما يأتي:

جدول (4) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب والتفسيرات لاستجابات أفراد عينة الدراسة على فقرات الأداة الخاصة بمجال الأساليب النبوية الخُلقية

الرقم

الفقرة

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

الرتبة

التفسير

6

توكل نظافة الصف لمجموعة من الأطفال بشكل دوري وتساعدهم بذلك

4.12

1.01

1

عالية

3

تشكر المعلمة الطفل حين يلتزم بما يتفق عليه مع أقرانه في الروضة

4.02

0.97

2

عالية

4

تحث المعلمة الطفل على التسامح في مواقف الخصومة بينه وبين أقرانه

3.72

0.80

3

عالية

1

تعلم المعلمة الطفل آداب الطعام في الإسلام

3.40

1.12

4

عالية

2

تُعود المعلمة الطفل على الصدق في القول من خلال تذكيره ببعض الأحاديث المتعلقة بالصدق

3.38

1.37

5

متوسطة

8

تستخدم المعلمة القصة القرآنية والقصص النبوية لإكساب الأطفال القيم

3.30

1.52

6

متوسطة

7

تتعامل المعلمة مع الطفل بأسلوب القدوة الصالحة، وتراعي ذلك في أقوالها وأفعالها ومظهرها

3.28

1.36

7

متوسطة

5

تذكر المعلمة الطفل بالاهتمام بنظافة ملابسه وجسمه

2.64

1.34

8

متوسطة

الأساليب النبوية الخُلقية

3.48

1.19

عالية

يظهر لنا من خلال الجدول (4) أن درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النبوية الخلقية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش، قد جاءت ضمن الدرجة عالية، بمتوسط حسابي بلغ (3.48) وانحراف معياري (1.19)، حيث جاء في الرتبة الأولى الفقرة رقم (6) والتي نصت على ” توكل نظافة الصف لمجموعة من الأطفال بشكل دوري وتساعدهم بذلك” بمتوسط حسابي بلغ (4.12) وانحراف معياري (1.01) وبدرجة عالية، وجاء في الرتبة الثانية الفقرة رقم (3) والتي نصت على ” تشكر المعلمة الطفل حين يلتزم بما يتفق عليه مع أقرانه في الروضة ” بمتوسط حسابي بلغ (4.02) وانحراف معياري (0.97) وبدرجة عالية، وجاء في الرتبة الأخيرة الفقرة رقم (5) والتي نصت على ” تذكر المعلمة الطفل بالاهتمام بنظافة ملابسه وجسمه” بمتوسط حسابي بلغ (2.64) وانحراف معياري (1.34) وبدرجة متوسطة.

ويعزوا الباحث هذه النتيجة إلى قدرة معلمات رياض الأطفال على غرس أسلوب القدوة في نفس الطفل، وتربيته على الأخلاق الإسلامية، لأن الفعل أقوى وأرسخ في النفوس من القول، وهذا يدل على حرص المعلمة على النظافة التي تُعد من الإيمان وتكليف الأطفال بهذا العمل يدل على مدى الاهتمام بغرس القيم والاتجاهات النبوية لدى الأطفال، كما أن المعلمة تغرس خُلق الوفاء في نفوس الأطفال من خلال الثناء عليهم، وتقديم الشكر لهم.

وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة طرابيشي (2008) في أن الأحاديث النبوية بينت اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام بالتربية الخُلقية، بحيث يوجد تكامل وتناغم بين الأخلاق والدين، فلا يوجد تناقض بينهما، فالأخلاق روح الدين الذي يُغذيها وينميها، وغرس قيمة الشكر والثناء لدى الأطفال.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث والذي نص على ” ما درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النفسية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش؟ “

للإجابة على هذا السؤال تم العمل على حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد عينة الدراسة على أداتها؛ كما يأتي:

جدول (5) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب والتفسيرات لاستجابات أفراد عينة الدراسة على فقرات الأداة الخاصة بمجال الأساليب النبوية النفسية

الرقم

الفقرة

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

الرتبة

التفسير

12

تستخدم الإشارة باليد لإيقاف خطأ الطفل المستمر

4.463

1.093

1

عالية جدًا

2

تعدل المعلمة في الاهتمام بالأطفال وإتاحة فرص التعلم للجميع

4.354

1.035

2

عالية جدًا

8

تقابل المعلمة عناد الطفل بالحوار الهادئ واللمسات الحانية

4.060

1.018

3

عالية

3

تستمع لاعتراض الطفل وتغير قراراتها إن كان على حق

3.909

1.050

4

عالية

1

تحتضن المعلمة الأطفال وتقبلهم وتبتسم لهم

3.840

1.079

5

عالية

6

تبتعد المعلمة عن الإكثار من لوم الطفل وعتابه

3.829

0.927

6

عالية

13

تُعدل سلوك الطفل بالتوجيه المباشر اللطيف بعيداً عن القسوة

3.543

1.205

7

عالية

10

تُعدل سلوك الطفل بالتوجيه المباشر اللطيف بعيداً عن القسوة

3.374

1.296

8

متوسطة

4

تُعود المعلمة الطفل الاعتماد على نفسه في المواقف المختلفة

3.194

1.014

9

متوسطة

15

تُعود الأطفال في التعبير عن مشاعرهم (الفرح، والسرور)

2.817

1.076

10

متوسطة

14

تُخصص وقتاً للجلوس مع الأطفال الأيتام لتفقد أحوالهم

2.397

1.282

11

قليلة

11

تعزز الأطفال من خلال تقديم الجوائز للطفل الفائز بالمسابقات الجماعية

2.340

1.231

12

قليلة

9

تنادي المعلمة على الطفل بالألفاظ المحببة إليه والمعبرة عن محبته

2.303

1.396

13

قليلة

7

تمتدح المعلمة الطفل بشكل مباشر حين يُحسن الفعل أو القول

2.280

1.245

14

قليلة

5

تُحمل المعلمة الطفل مسؤوليات خاصة بالصف والجماعة

2.249

1.288

15

قليلة

الأساليب النبوية النفسية

3.26

1.15

متوسطة

يظهر لنا من خلال الجدول (5) أن درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال للأساليب النبوية النفسية التي تعامل بها النبي عليه السلام مع الطفل من وجهة نظر المديرات في محافظة جرش، قد جاءت ضمن الدرجة المتوسطة، بمتوسط حسابي بلغ (3.26) وانحراف معياري (1.15)، حيث جاء في الرتبة الأولى الفقرة رقم (12) والتي نصت على ” تستخدم الإشارة باليد لإيقاف خطأ الطفل المستمر” بمتوسط حسابي بلغ (4.46) وانحراف معياري (1.093) وبدرجة عالية جدًا، وجاء في الرتبة الثانية الفقرة رقم (2) والتي نصت على ” تعدل المعلمة في الاهتمام بالأطفال وإتاحة فرص التعلم للجميع” بمتوسط حسابي بلغ (4.354) وانحراف معياري (1.035) وبدرجة عالية جدًا، وجاء في الرتبة الأخيرة الفقرة رقم (5) والتي نصت على ” تُحمل المعلمة الطفل مسؤوليات خاصة بالصف والجماعة” بمتوسط حسابي بلغ (2.249) وانحراف معياري (1.288) وبدرجة قليلة.

ويعزوا الباحث هذه النتيجة إلى تنوع الأساليب التي تستخدمها معلمات رياض الأطفال لتعديل سلوك الأطفال، فمن الممكن إيقاف سلوك غير مرغوب فيه من خلال الإشارة باليد من أجل الاستماع والإنصات وغير ذلك من التعابير التي من خلالها إيصال لغة الجسد، كما أن المعلمة تتمتع بصفات خُلقية عالية من حيث معاملة الأطفال بالعدل والمساواة، بعيداً عن الظلم والجور، والابتعاد عن المحاباة والتمييز والتفرقة بين الأطفال.

وقد اختلفت هذه النتيجة مع دراسة الغامدي (2009) والتي اشارت إلى أن هناك بعض الأساليب التربوية النبوية التي لا تمارسها معلمة رياض الأطفال، منها عدم محاباة طفل على طفل في المعاملة.

التوصيات:

في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها يوصي الباحث بالآتي:

1. ضرورة تقديم الدعم المعنوي والمادي لمعلمات رياض الأطفال الملتزمات بالأساليب النبوية الشريفة في تعاملهن مع الأطفال، لتحفيزهن وزيادة دافعيتهن لاتباع هذا المنهج الإسلامي القويم.

2. العمل على تضمين المناهج المقدمة لرياض الأطفال بالأساليب النبوية التربوية، لما لها من فائدة في صقل شخصية الأطفال في هذه المرحلة، وتوثيق علاقتهم بالمبادئ والأخلاق التي حث عليها الإسلام.

3. تدريب معلمات رياض الأطفال على الأساليب النبوية التربوية، وصولًا إلى مراحل متقدمة من هذه الأساليب.

المصادر والمراجع:

القرآن الكريم.

الألباني، محمد ناصر الدين (1988). الجامع الصغير وزيادته ” الفتح الكبير “. ط3، المكتب الإسلامي: بيروت.

البخاري، محمد بن إسماعيل (2001). الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه. تحقيق: محمد بن زهير الناصر، دار طوق النجاة: بيروت.

البخاري، محمد بن إسماعيل (1418ه). صحيح الأدب المفرد. تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، ط4، دار الصديق: بيروت.

بدران، شبل بن الغريب (2006). معلمة رياض الأطفال. ط3، دار المعرفة الجامعية: الإسكندرية.

بكار، عبد الكريم (2010). دليل التربية الأسرية 75 ملحظاً تربوياً للأبوين. ط4، دار السلام: عمان.

بن حنبل، أحمد بن حنبل الشيباني (2000). مسند الأمام أحمد بن حنبل. تحقيق: شعيب الأرناؤوط وعادل مرشد، ط3، مؤسسة الرسالة: بيروت.

بن مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري (2006). المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صل الله عليه وسلم. تحقيق: نظر بن محمد الفرياني، ط5، دار طيبة: الرياض.

الترمذي، محمد بن عيسى (2007). الجامع الكبير _ سنن الترمذي. تحقيق: بشار بن عواد بن معروف، دار الغرب الإسلامي: بيروت.

حجي، أحمد بن إسماعيل، وطلبة، ابتهال (2004). إدارة رياض الأطفال. ط2، عالم الكتب: القاهرة.

الخالدي، مريم بنت أرشيد (2008). مدخل إلى رياض الأطفال. ط1، دار الصفاء: عمان.

خلف الله، سلمان بن محمود (1999). منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناشئة. بيت الأفكار الدولية: عمان.

خلف، أمل (2005). مدخل إلى رياض الأطفال. ط2، عالم الكتب: القاهرة.

الراشد، مضاوي، وقناوي، هدي، ومحمد، ابتهال (2005). مدخل إلى رياض الأطفال، مكتبة الرشد: الرياض

سويد، محمد بن نور (1410ه). منهج التربية النبوية للطفل. ط3، مكتبة المنار الإسلامية: الكويت.

الشهري، محمد بن فايز (2004). الأساليب التربوية للعقاب في السنة النبوية ومدى استخدامها في المدارس الابتدائية في مدينة الطائف. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.

شومان، طه بن مصطفى (2007). دور الحضانة ورياض الأطفال. مكتبة الرشد: الرياض.

طرابيشي، علي بن ناجي (2008). الأساليب التربوية النبوية في التعامل مع الأطفال وتطبيقاتها في المرحلة الابتدائية. رسالة ماجستير غير منشورة جامعة أم القرى، مكة المكرمة.

العلوي، محمد بن صالح (2010). خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للطفل المسلم وتطبيقاته التربوية. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.

العناني، حنان بنت عبد الحميد (2001). تربية الطفل في الإسلام. ط1، دار الصفاء: عمان.

الغامدي، علي بن عوض (2009). أساليب التربية العلاجية لأخطاء الطفل في السنة النبوية وتطبيقاتها. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.

الفندي، عبد السلام بن عطوة (2013). تربية الطفل في الإسلام – أسس وأساليب. دار المسيرة: عمان.