الكذب السياسي في البنية الفكرية للمحافظين الجدد

د. سرتية صالح حسين1

1 عضو هيئة التدريس بجامعة صبراتة، ليبيا.

بريد الكتروني: mnwo2016@yahoo.com

HNSJ، 2021، 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj2116

تاريخ النشر: 01/11/2021م تاريخ القبول: 05/10/2021م

المستخلص

ان الكذب السياسي بات سمة يتصف بها اغلب السياسيين، وذلك من اجل تلميع صورتهم بهدف الوصول إلى غاياتهم لبلوغ السلطة والتحكّم بمصائر الشعوب، ولقد اتسم تيار المحافظين الجدد بتلك السمة ذلك التيار الذى تمكن من رسم السياسة الامريكية ابان تولى جورج بوش الابن الحكم، حيث استخدموا الاكاذيب والخداع وطبقوا ذلك عمليا بغزوة أمريكا لأفغانستان والعراق ليتضح بعد ذلك ان ما قامت لها الولايات المتحدة الامريكية عبارة عن اكذوبة لتحقيق أجندات المحافظين الجدد وتطبيقا لمقولة” القرن الأمريكي الجديد” .

تهدف الدراسة الى استقراء أصول مبدا الكذب السياسي في فكر المحافظين الجدد الذين حاولوا تطويع هذا المبدأ من اجل لتنفيذ مصالحهم،مستندين إلى خلفيات فكرية ونظرية أجاد فيها فلاسفة كثر، كأن يتحدث أفلاطون عن “الكذب النبيل”، ويقول فولتير إن “له قيمته” و كما يُفرط مكيافيلي في الكذب عبر كتابه الشهير “الأمير” من منطلق اعتقاده في أن السياسي لا ينتصر فقط بالقوة بل بالحيلة والخديعة، لذا يعتقدون المحافظين الجدد أن “الجماهير لا يمكن أن تُساس وتُحكم إلا بالكذب.

الكلمات المفتاحية: : الكذب، السياسة، المحافظين الجدد

Research Article

Political lying in the intellectual structure of the neo-conservatives

Sertia Muftah1

1 Faculty staff member، University of Sabratha، Libya.

Email: mnwo2016@yahoo.com

HNSJ، 2021، 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj2116

Published at 01/11/2021 Accepted at 05/10/2021

Abstract

Political lying has become a feature that characterizes most politicians، in order to polish their image to reach their goals and to reach power and control the fates of peoples. The neo-conservative trend was characterized by this feature، the current that managed to formulate American policy during George W. Bush’s assumption of power، where they used lies. they applied this in practice with America’s invasion of Afghanistan and Iraq، so it became clear that what the United States of America established for it was a lie to achieve the agendas of the neo-conservatives and an application of the saying “the new American century”.

The study aims to extrapolate the origins of the principle of political lying in the thought of the neo-conservatives who tried to adapt this principle in order to implement their interests، based on intellectual and theoretical backgrounds in which many philosophers excelled، as Plato talks about “noble lie،” and Voltaire says that it “has its value” and as Machiavelli exaggerates lies through his famous book “The Prince” out of his belief that the politician does not triumph only by force but by trick and deceit، so they believe that “the masses can only be governed by lies.

مقدمة

يقول افلاطون ان السياسة هي علم وفن حكم البشر، وبات فن حكم البشر يفهم على انه التفنن في استخدام الأكاذيب لتحكم في مصائر البشر وبطرق ملوثا الامر الذى أدى الى تجريد السياسة من القيم الأخلاقية بحيث بات تعرف على انها فن الممكن، كل ما يمكنك فعله من أجل تحصيل هدفك وغايتك،وهذا ما فعله المحافظين الجدد بتبنيهم مبدا الكذب السياسي \ النبيل.

في حقيقة الامر لقد حظى مبدا الكذب السياسي باهتمام في فلسفة السياسية حيث تعددت مسمياته وتباينت اسهامات الفلاسفة ابتداء من افلاطون وارسطو مرورا باوغسطين والفارابي ومكيافلي ووصولا الى ليو شترواس وجاك دريدا في القرن العشرين، الامر الذى قاد الفكر السياسي الأمريكي الاستعانة بهذا المبدأ ولاسيما بعد تفكك وانهيار الاتحاد السوفياتي وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية على مسرح السياسي العالمي، حيث وجد المحافظين الجدد في هذا المبدأ سبيل لتطبيق اجنداتهم وبشكل عملي ولتبرير تلك الحروب الكيدية التي خاضتها الولايات المتحدة الامريكية ولا سيما بعد احداث الحادي عشرة من سبتمبر .

لقد قامت الولايات المتحدة الامريكية وكردة فعل على هجمات الحادي عشرة من سبتمبر بوصف بعض الدول العربية ب ( الدول المارقة) ورات ضرورة شن حروب استباقية عليها، وكانت العراق هي الدولة التي طبق عليها هذا المبدأ ( الكذب السياسي ) وتم عزو العراق بحجة امتلاكها أسلحة الدمار الشامل .

وسنحاول في هذا الدراسة تتبع الأصول الفلسفية لمبدأ الكذب السياسي وكيف تم استخدامه في من قبل المحافظين الجدد و من اين استقوا هذا المبدأ وما الالية التي استطاعوا من خلالها تطبيق هذا المبدأ ؟

تعريف الكذب لغة واصطلاحا :

الكذب لغة هو نقيض الصدق ويقال : كذب فلان :أي أخبار عن الشيء بخلاف سواء كان عمدا أو خطأ [1]، ولقد تبينت المعاني اللغوية حول الكلمة، الا انها في مجملها تدور حول دلالتين إما التصريح بمعلومات خاطئة أو إخفاء معلومات صحيحة،بغية تضليل الاخرين، وبهذا فالكذب يتأرجح بين ” احفاء ما هو حقيقي ” أو ” إظهار ما هو زائف “

اما تعريف الكذب اصطلاحا فلقد تعددت التعريفات مصطلح الكذب لدرجة التباين، ولكن نجد اغلب المفكرين والفلاسفة استخدموا هذا المصطلح ليرتكز على دلالتين اثنتين :هما التزييف والخداع باعتبارهما المكونان الأساسيان للكذب.

و يعرف برنــارد أوليامـز الكذب بانه قولٌ زائفٌ يصـدر مـن الانسان، مع وجود النية في أن شخص اخر ينقاد إلى تصديق ذلك القول. وبعبارة أخرى، فإن الكذب تقريرٌ لمحتوى ما من جانـب الانسـان، وهـو نفسه يعتقد بأنه زائفٌ، وذلـك بنيـة خـداع الآخـرين بالنسـبة لـذلك المحتوى. [2]

وبهذا يمكننا القول بان الكذب هو عكس الصدق، يراد لها خداع وتضليل الاخرين بغية تحقيق هدف معين .

تعريف السياسة

السياسة في الأصل مصطلح عربي صميم أصلاً وفرعاً ومضموناً، فهي مشتقة من فعل (ساس) (يسوس)، وهي بمعنى حسن التدبير والقيام على الشيء بما يصلحه، وسائس الخيل هو القادر على ترويضها وجعلها قادرة على ممارسة دورها وما أعدت له بكفاءة، وساس القوم بمعنى أحسن قيادتهم[3].

أما اصطلاحاً فتعرف بأنها رعاية كل شؤون الدولة الداخلية، وكل شؤونها الخارجية، وتعرف أيضاً بأنها العلاقة بين الحكام والمحكومين في الدولة [4].

اما ابن خلدون فيعرفها بانها تعني تحمل مسؤوليّة العامّة والأفراد على مقتضى النظر الشرعيّ في مصالحهم الأُخرويّة والدنيويّة الراجعة إليّها، إذ إنّ أحوال الدنيا وما فيها ترجع كلَّها عند الشَّارِع على اعتبارها مرتبطة بالمصالح الأُخرويّة، فهي في الحقيقة خِلافة يضعها صاحب الشرع في الأرض لحراسة الدين وسياسة الدنيا به.[5]

في المقابل نجد ماكيافيلي يعرفها على انها تعني مجال الصراع بين الأفراد والجماعات الذي يؤدي إلى اللجوء لجميع الوسائل المشروعة، وغير المشروعة فالحاكم أو الأمير يجب أن يكون مُستعداً لتوظيف وتشغيل جميع الأساليب والطرق لحل هذا الصراع، وعليه أن يكون قوياً وماكراً حسب مقتضيات الظروف ومجريات الأحداث، ويمكنه أيضاً اللجوء إلى القوانين والأخلاق إذا كان ضمان السلطة يتطلب ذلك، فهكذا تصبح جميع الوسائل مُباحة لضمان بقاء السلطة وممارستها، فالغاية تبرر الوسيلة في نظره[6]

الأصول الفلسفية للكذب السياسي

لقد يمثل الكذب ركيزة أساسية من ركائز التي اعتمدت عليها الحكومات والأنظمة السياسية،الامر الذى جعل كل قيادة سياسية تتخذ من الكذب وسيلة لتحقيق تطلعاتها ومصالحها الشخصية لذا اصبح كمقوم جوهري من مقومات للعمل السياسي .

لذا وجد العديد من السياسيين مبررات لممارسة الكذب مستندين إلى خلفيات فكرية ونظرية أجاد فيها فلاسفة كثر، بكلمات أخرى ان الكذب السياسي يجد له جدورا في الفكر الفلسفي لدى العديد من الفلاسفة والمفكرين، كأن يتحدث أفلاطون عن “الأكاذيب النبيلة ” حيث يعتقد إن الكذب نوعٌ مـن التزييـف لمتعمـد “التزييف عن قصد” في مقابل التزييف اللاإرادي ” الخطأ عن جهل “، أو عدم معرفة ومن ثَّم َّ إذا كان الكذب نوع من الخطـأ المتعمـد، فـإن الخطأ غير المقصود لا يعد كذباً [7] . ففي كتابه «الجمهورية»، وعلى لسان سقراط، يطرح أفلاطون الحاجَةَ لأكاذيب تؤسِّس للمجتمع، وتوفِّر له الاستقرار ويقسم تلك الأكاذيب إلى قسمين رئيسين:

القسم الأول: يتعلِّق بكيفية نشأة الحياة و الذى يشمل -حسب  أفلاطون – إخبار الحاكمِ أفرادَ المجتمع أنَّهم جميعًا وُلِدُوا مِن رَحِم الأرض، وأنَّ شبابهم كله، وما تلقَّوه مِن تدريب وتعليم خلاله، ما كان إلا حُلمًا رأوه أثناء حمل الأرض لهم في رَحِمِهَا، وأنَّهم مَدِينُون للأرض -بسبب كونها أمّهم- بحمايتهم والدفاع عنهم.

القسم الثاني: معنِيٌّ بالتقسيم الطبقي للمجتمع، وكيفية إدارته. فهدفه الإبقاء على تنظيم معين للمجتمع، عن طريق تقسيمه إلى ثلاث طبقات: الطبقة الأولى تتكون من أولئك القادرين على الحكم، الَّذين يختلط بدمهم الذهب، والطبقة الثانية تجري في دمها الفضة، وهي طبقة الحُرَّاس المسؤولة عن الدفاع عن الأرض، أما الطبقة الثالثة فدورها هو العمل في الحِرَف والعناية بالأطفال، ويجري في دمها الحديد.

يعتقد أفلاطون أن قيام الدولة العادلة يتطلب ترويج أكذوبة من أجل إقناع الناس بأنهم من معادن متباينة، ومن ثَّم َّ يسلمون بالتفاوتات الطبقية فيما بينهم، وبأن هذه التفاوتات أمورٌ يستلزمها النظام الطبيعي للدولة. يقول أفلاطون: »لكي تخرج المدينة الفاضلة إلى حيز الوجود، لابد َمـن إقنـاع الحكام، والجنود، ثم بقية المواطنين(…. ) بأنهم في الواقع لـم يولدوا ويتعلمـوا إلا فـي بـاطن الأرض، وأن أمهـم الأرض بعـد أن صـاغتهم وكونتهم، قد بعثت بهم إلى النور، وأن عليهم الان أن ينظروا إلى الأرض التي يسكنوها وكأنما مـربيتهم، وأن يَّـذودوا عنمـا إذا هاجهمـا أحـد، ويَّعدوا بقية المواطنين أخْوَّة، خرجوا من بطـن الأرض نفسـها«

يتضح ان تسويغ افلاطون للأكذوبة هو تسويغ سياسي بالدرجة الأولى وليس تسويغا أخلاقيا، وانه يود من ذلك تأسيس الدولة العادلة، ويؤكد أنها لن توجد إلا اذا آمن كل إنسان بتلك الأكذوبة التي تقول إن طبائع البشر امتزجت بمعادن مختلفة، مؤكد ا في الوقت ذاته على ضرورة استخدام هذه الأكذوبة وذلك عن طريق ترويج أسـطورة معينـة لا تهدف إلـى التزييف بالمعنى الدقيق، وإنما هي أقصوصـة رمزيـة تسـتهدف تقريـب حقيقة العدالة إلى الأذهان، وتدعيمها في الدولة.

ويمنح أفلاطون الحكام المشروعية للكذب ويرى ( الكذب ) نوع من الدواء، مـن أجـل سـعادة المواطنين، ورفاهية الدولة ككل، ويتضح ذلك من قوله: »قـد يضـطر الحكام إلى الكذب من أجل نفع المحكومين، وهذا النوع من الكـذب نـافع بوصــفه “دواء “.[8]

في المقابل لا يمنح افلاطون المواطنين المشروعية بجواز الكذب ، وخاصة عندما يكذبون على القضاة ورجال الدولـة، وهنا افلاطون يستند إلى أساس نفعي. فإذا كان من الواجب الطبيب أن يكذب علـى مريضه كي لا ينصاب بالقلق، أو تزداد حالته المرضية سوء ، وإذا كـان من الواجب على ربان السفينة أن يكذب علـى البحـارة كـي لا ينتابهم الخوف من المالك؛ فمن الجائز للحاكم أن يكذب على الشعب مـن أجـل تحقيق الأمن والاستقرار، أو إصلاح فساد معين، أو لمنع وقوع ضرر يمكن أن يقع بالدولة. وبالمنطق نفسه يجوز للحاكم- بآلية مناسبة- استخدام الأقاصيص الزائفة من أجل أن يبرهن من خلالها على صحة حقيقة معينة، كحقيقة العدالة مثلا [9].

ويتفق مكيا فيلي مع افلاطون في منح مشروعية الكذب للحاكم ولقد عبر عن ذلك في كتابه الشهير “الأمير” من منطلق اعتقاده في أن السياسي لا ينتصر فقط بالقوة بل بالحيلة والخديعة ويمكننا ان نجد ذلك في مبدئه الصريح القائل ” الغاية تبرر الوسيلة “، والذى يمنح المشروعية للأمير استخدام أي وسيلة حتى وان كانت الكذب والخدع من اجل تحقيق مصلحته، ولهذا رأى ميكا فيلي الكذب والخداع مبدأين أساسيين في السياسة، ووسيلتين ضروريتين في الحكم.

وبحسب ميكا فيلي : إذا كان الأسد لا يستطيع حماية نفسه من الفخاخ، وكان الثعلب غير قادر على الدفاع عن نفسه أمام الذئاب والأسود، فيتعيّن على الأمير أن يكون ثعلب ليواجه الفخاخ والحبائل، وأن يكون أسد ا ليخيف الـذئاب ويرهبها« . من هذا المنطلق يذهب مكيا فيلي إلى أن اتباع القانون، أو التمسك بسياسة القوة من جانب الأمير غير كافٍ وحده، لكي يرتقي إلى مرتبة السلطان العظيم، وإنما هو بحاجة إلى وسائل أخرى، وعلى رأسها الحيـل والخداع والمكر؛ لأنها الأدوات الأكثر فعالية.[10]

نستنتج من ذلك أنه يتوجب على الأمير، الذي يرغب في تأسيس الدولة القوية، الا يتورع عن اتباع سياسة الكـذب والخديعـة والمكـر، وكلما أجاد إخفاء هذه الوسائل، كانت أكثر تحقيقا للهدف السياسي[11]، فإن وسائل الكذب والخداع إنما هي أسـاليب تكتيكية أو مرحلية لتنفيذ خطوات مهمـة مـن شـأنها أن تحقـق الهـدف السياسي الأسمى، والمتمثل في الحفاظ على وجود الدولة ذاتها وعلى هذا النحو تبدو أراء مكيافيلي ذات أساس ذرائعي؛ فالفضائل السياسية لا ترتبط بقيمة الصدق، أو بأي قيم أخلاقية أخرى، بل ترتبط فـي المقـام الأول بمدى ما تسهم به في تحقيق القيمة السياسية الكبرى، والمتمثلة في إنقاذ الدولة من الدمار.

فإذا كان الكذب والخداع عند مكيافلي هي أدوات ضرورية في يد “الأمير” للحفاظ على نفسه وموقعه، وابتعاده عن الطيبة والخير، وذلك وفقاً لضرورات الحالات التي يوجهها، فإن اوغسطين اتخذا موقفاً صارماً ضد الكذب السياسي مخالفا افلاطون وميكافيلي في ذلك ، حيث نظر أوغسطين إلى الكذب كفعل لا أخلاقي، وكخطيئة، مستنداً إلى تعاليم الكتاب المقدس وإرشادات المسيحية التي ترفض الكذب، وتوكد على التمسّك بفضيلة الصدق. وذهب إلى أن الأكاذيب ينتج عنها المزيد من الأكاذيب، وبالتالي فهي رذائل ومبرراتها غير أخلاقية، وتعبّر عن حالة من حالات الضعف الإنساني، وتؤدي إلى وقوع الشرور الخطيرة على الدولة والمجتمع[12]. واضافة الى ان الكذب قولٌ خاطئ، أو تصريح زائف بالقول؛ بنية تضليل الآخرين وخدعهم، ولكن ليس كل قـول خـاطئ يعد كذب إذا ما كان يفتقر إلى إرادة الخداع. يتبين من هذا أن انسان الذي يصدر عنه “الخطأ” لا يقـع فـي دائرة الكذب إذا كان يعتقد أن ما يقوله صوابٌ في حد ذاتـه؛ لأن الكـذب يقوم أساس على فكرة توصيل ما هو زائف إلى الآخرين. كمـا أن مـن ينطق بما هو زائف، ولكنه يكون جاهل بصحة ما يقول، لا يمكن أن يكون كاذب لأنه ليس لديه معرفة حقيقية بما يقوله، و يؤكد أوغسـطين هذا المعنى بقوله: »إن الشخص الذي يصدر عنه قول زائف، ولكنه كان يعتقد- أو على الأقل كان يظن- بأن ما يقوله صوابٌ، يمكن أن نقول عنه إنه أخطأ أو تسر َّع، أو يمكن اعتباره في حالة تهور أو طيش دفعتـه إلى الاعتقاد بصحة ما يقول )ومن ثَّم َّ فهو نفسه ضحية للخداع(، ولكن لا يمكن أن نصفه بأنه كاذب؛ لأنه ينبغي أن يتم الحكم على القول بالكذب وفقا لنية الشـخص، ولـيس طبق ـا لمسـألة صـحة مضـمون القـول، أو زيفه [13]

وبهذا يتضح ان هناك تباين بين الفلاسفة في إعطاء المشروعية للكذب، الا اننا نجد اليوم من يحاول ان يجد للكذب مبررت وذلك بتاصيله الى بعض الفلاسفة والمفكرين كافلاطون ومكيافيلى وغيرهم ممن تجازوا الكذب ولا سيما للحاكم اتجاه المحكومين .

الكذب السياسي في أروقة المحافظين الجدد

” المحافظة الجديدة ” رؤية أو قناعة فكرية وسياسية ظهرت منذ الاربعينيات القرن العشرين ، والقاسم المشترك بينهم، يأتي من كونهم ” يهود “،مع وجود اقلية بسيطة من المسحيين تعتنق أفكار المحافظين، إلا أن العناصر القيادية لهذا التيار عناصر يهودية [14] تحاولوا توفير امن اسرائيل .

لقد ارتهن عهد بوش الابن لصالح سياسات المحافظين الجدد وقد هيأت أحداث 11 سبتمبر عام 2001 الفرصة لهم للسيطرة على السياسة الخارجية الأمريكية و توجيهها ، ارتبط تلك الحركة بمفاهيم مثل الكذب السياسي (الكذب النبيل ) و تغيير نظم الحكم و الهيمنة الأمريكية واخدت على عاتقها تطبيق تلك المفاهيم واحداث تغيرات على المستوى الدولي وابراز امريكا كقوة مهيمنة،الامر الذي جعل البعض يطلق عليهم بعض التسميات مثل المحافظين العالميين و الديمقراطيين العالميين والديمقراطيين الكونيين،بحسب تعبير هال جاردنر([15]) .

أن الجذور التاريخية للمحافظين الجدد تكمن في مجموعة من المفكرين اليهود الذين درسوا في كلية المدينة (نيويورك) 1930-1940 وقد امتازت هذه المجموعة بالمعاداة للشيوعية كما كانت مسيسة تسيساً كاملاً وملتزمة بسياسات الجناح اليساري وبالرغم من تعقد الجذور الفكرية المحافظين الجدد بحسب إلا أنها ترتبط ارتباط وثيقاً بمفاهيم تنسب إلى شتراوس مثل (تغير نظام الحكم – الكذب النبيل – الهيمنة الخيرة ، أحادية الجانب ) ولقد وضعت هذا المفاهيم موضع التنفيذ في عهد بوش الأبن.([16])

ولذلك بات مبدأ الكذب النبيل نقطة ارتكاز مهمة في السياسة الخارجية الأمريكية ولا سيما بعد احداث الحادي عشر من سبتمير2001،والذى شكل نقطة تحول جديد للسياسة الامريكية تجاه العالم، الامر الذى بات هذه الحدث الذريعة استفادت منها أمريكا لتبرير النزعة التوسعية في تجربتها الديمقراطية والترويج لها وتصديرها للشعوب العالم بعد انهيار المنظومة الشيوعية .

يعد “ليوشتراوس “1899 -1973 الأب الروحي لحركة المحافظين الجدد. ولد بمدينة فرانكفورت بألمانيا، هاجر بعد الحرب العالمية الثانية إلى انجلترا ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، ولد بكير شاهين فيلسوف يهودي التحق بالحركة الصهيونية عن عمر لا يتجاوز السابعة عشرة ، كما انتمى إلى صفوف الجيش الألماني حصل على الدكتوراه من جامعة هامبورغ 1921 حيث كان عمره آنذاك الثامنة والعشرين سنة، ولقد عمل بالأكاديمية الألمانية للأبحاث اليهوديةthe germen academy of jewish research، وفي عام 1931 حصل على منحة من مؤسسة روكفلر للقيام بأبحاث في كل من فرنسا وبريطانيا، وبعد ان انهاء المنحة انتقل إلى نيويورك حيث عمل بمعهد الأبحاث الاجتماعية ، ولقد تأثر بأفلاطون وأبن ميمون والفارابي. وفقاً للعديد من المؤرخين يعد شترواس من ابرز المتخصصين في حقل الفلسفة السياسية أبان القرن العشرين ولقد عبر عن ذلك ويلمور كيندل willmore kindell أحد ابرز التيار التقليدي في حركة المحافظين الجدد في الخمسينات – بقوله ان ليو شتراوس يعد المعلم الأكبر للفلسفة السياسية ليس خلال فترة الخمسينيات فقط بل في كل العصور منذ ميكافيللي [17].

ولقد تتلمذ على يد شتراوس مجموعة من التلاميذ الذين أصبحوا مؤثرين في تيار ” المحافظين الجدد” وذلك من خلال سيطرتهم على الوسائل الاعلامية والسياسية وتبوئهم مراكز سيادية عليا داخل ادارة بوش الابن ، فضلا عن تأسيس العديد من المراكز البحثية والفكرية والمؤسسات الفاعلة التي لعبت دوراً في تنفيد مخططاتهم،. كما عثر تلاميذ شتراوس على موقعهم السياسي والتاريخي وذلك بتبؤهم مناصب سياسية عليا في إدارة بوش الأبن الأمر الذي دفعهم إلى وضع أفكار شتراوس موضع التنفيذ، ومن بين تلك الأفكار (الكذب النبيل) حيث كان شترواس يحبذا اللجوء إلى الكذب والخديعة للوصول إلى النخبة الحاكمة القليلة إلى أعلى مراتب السلطة ، والتي هي مؤهلة للحكم بحسب رأيه، و نتيجة تمرس المحافظين الجدد للكذب كتبت ماري ويكفيد Mary Wakefield مساعدة رئيس تحرير في السبكتيتور spec tator في الديلي تلغراف بعد اتهام بول ولفوقيتز وطوني بلير بالكذب.

“أننى مستعدة للنظر في احتمال وجود دوافع غيرية لدى بلير [الكذب] … وبما هو مثل بول ولفوفيتز والمحافظين الجدد وآخرين، فقد كان شتراوس هذا أحد أبطال شعار الكذب النبيل – الفكرة التي يقول أن من الواجب عملياً ممارسة الكذب مع الجماهير لأن نخبة صغيرة فقط قادرة ذهنياً على معرفة الحقيقة”.([18])

وفي المقابل نجد ايرل شوريس وفي مقالته ” كذابون لئام ” التى نشرت في ” مجلة هاربر” في صيف عام 2004 اشار الى ان الكذب والغش والخداع سمه تميز به الميراث الفكرى لاتباع شتراوس امثال بول ولفوويتز وفرانسيس فوكوياما و ايرفنغ كريستول وليون كاس وغيرهم الامر الذى يؤكد ان الشتراوسية هي” الاسوأ في السياسة الأمريكية ” ولاسيما عندما اختلقت الاكاذيب الزائفة في امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ([19]).

في حقيقة الامر لقد تأثر ليـو شـتراوس بفكرة الأكذوبة النبيلة عند أفلاطون، وأيضا بفكرة “الحاكم الفيلسوف”، حيث يرى شتراوس ضرورة أن تكون في كل دولة ديمقراطيـة ليبرالية مجموعة من النخبة المثقفة والتي تمتلك الحقـائق السياسـية. وقد بر َّر شتراوس من خلال هذه الفكرة- بتأثير من أفلاطون- استخدام الخاصة النخبة المثقفة للأكاذيب بوصفها خداعا نبيلا يستهدف تدعيم “الديمقراطية الليبرالية” بوصفها الخير السياسـي الأعظمي للمجتمعات الغربية. ومن ناحية أخرى بر َّر شتراوس للنخبة المثقفة خداع الجماهير وعدم الافصاح عن الحقائق المجردة.

وبحسب شـتراوس يجب على النخبة المثقفة أن تكذب على الجماهير، وأن تخفـي عنها بعـض الحقـائق المهمة؛ أي أن تمارس خداعا لها من أجل مصلحتها. ولذلك فإن توظيف النخبة المثقفة ” لأكاذيب النبيلة” لا يستهدف سوى تدعيم الأيمان بالله، وتحقيق العدالة والخير في المجتمع. ومن هنا يتعين عليها أن تمارس الكذب النبيل ليس فقط على الشـعب بأسـره، ولكـن أيضـا علـى رجـال السياسة، فهذه الأكاذيب ضرورية من أجـل اصطفاف الجماهير(غير المثقفة) و انقيادها ([20]).

يحاول شترواس جاهدا لتبرير الخداع من خلال دعوته الاستعمال الدين بوصفه أداة نافعة في العملية السياسية، بـل ومـن خلال إقراره بمشروعية توظيف الأساطير الدينية من أجل تحقيق الهدف السياسي الأسمى للنظام الديمقراطي الليبرالي فذلك من شأنه أن يخدم السياسة- في نظره- بشكل أفضـل. كما يرى شتراوس ضرورة ان تقتصر الفلسفة على عدد معين من الافراد، ولا يجوز فتح باب المعرفة للأفراد العاديين حتى لا يتم التقليل من شأن الفلاسفة، كما شدد على الحاجة لأعاده فهم الأفكار الفلسفية للفلاسفة الكلاسيكيين لأنهم كانوا عاجزين عن التعبير عن آرائهم بحرية خوفاً من الاضطهاد وعمدوا إلى كتابات كانت تتضمن معان خفية، لذا لابد من إعادة الكشف عن هذه المعاني والحقائق .

وتعتبر شاديا درورى هذا الجانب من اهم الجوانب في فكر شتراوس (المتعلق بأسلوب التواصل بين الفلاسفة وعدم تعبيرهم لجماهير المتلقين عن أفكارهم الحقيقية بشكل واضح وتوكد أن شتراوس يرى على الفلاسفة أن يلجأوا إلى هذا الاسلوب الخفي لتناقل الحقائق الصعبة فيما بينهم، وأن يستخدموا أكاذيب مقبولة اجتماعياً Noble Lies بالنسبة للجماهير، باعتبار أن الفلاسفة فقط هم المؤهلين فكرياً و أخلاقياً لرؤية ومعرفة الحقيقة، ومن ثم فإنهم جديرون بأن يتولوا الحكم بشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر عبر السيطرة على النخبة الحاكمة[21].

يتبين مما سبق ان شتراوس اثر في البنية الفكرية للمحافظين الجدد من خلال تلميذته الذين كانوا من اهم منظري هذا التيار،بالإضافة الى تبوءتهم المناصب السيادية اثناء تولي بوش الابن، لذا وجدوا الفرصة السانحة لتنفيذ اجنداتهم ولا سيما بعد ان أصبحت الولايات المتحدة الامريكية القوى المهيمنة على الساحة الدولية بالإضافة الى احداث 11 من سبتمبر التي وجد فيها المحافظين الجدد الذريعة لاختلاق الحجج والاكاذيب واهية لبسط هيمنة الولايات المتحدة الامريكية على العالم والمحافظة على امن إسرائيل .

وفي خضم هذه الأحداث المتعاقبة وجد الرئيس الأمريكي جورج بوش سلسلة من الذرائع والفرص النادرة والتي من خلالها باتت منطلقا إلى سياسته الخارجية والمتضمنة إدارة العالم والسيطرة عليه ، حيث بدأ بخطاباته الموجهة موكدا للعالم انه زعيم زمن الحرب حينما قال: –

“أنا رئيس زمن الحرب وعلى الشعب الأمريكي أن يدرك إنني أرى العالم كما هو”، فأصبح بوش يعتقد انه مكلف بمهمة أخلاقية لتفكيك الخوف الذي صاغه المحافظين الجدد بعد الحادي عشر من سبتمبر ، من الإرهاب ، إذ أصبح هذا المصطلح الفاصل بين الخير والشر والعدو والصديق ، فالحرب على البربرية واجب أخلاقي على كل إنسان متحضر وعلى العالم أن يقرر هل مع أميركا ، أم مع الإرهاب[22].

لذا تمكنت حكومة الولايات المتحدة الامريكية من تمرير القانون الوطني بالحصول على موافقة الكونغرس في 26 أكتوبر 2001 لمحاربة الإرهاب الداخلي ، و أوسع القانون الجديد نطاق سلطات الحكومة الفيدرالية في التفتيش والاعتقال والاحتجاز ، بحجة ان أمريكا تعيش حالة حرب وبحاجة إلى حماية نفسها . وهذه هي اكبر الذرائع التي تشبثت بها أميركا لتبرير ممارساتها النفعية في سيطرتها على العالم .

وفي تلك الأثناء كان لازال العالم منشغلا بالمبررات والحجج اللا مشروعة في الحرب على أفغانستان ، وجهت حكومة بوش أنظارها إلى مصادر أخرى للإرهاب ؛ ففي أكثر خطاباته الشديدة اللهجة بالوعيد ؛ أطلق بوش في خطابه الذي ألقاه في فبراير 2002 وصف ” ، معتقدا أن هذه البلدان هي محور الشر ” ، منذرا البلدان الثلاثة : العراق ايران وكوريا الشمالية مصدر إزعاج للعالم ، مستلهما أطروحات هنتغتون حول ” صراع الحضارات ” والقائل بان الحضارة الغربية اليهودية – المسيحية ، واقعة تحت تهديد ” التحالف الإسلامي – الكونفشيوسي ” .

الحرب على العراق والكذب السياسي

قبل احتلال العراق في 2003 عمد الرئيس الاميركي جورج بوش وصقور المحافظين الجدد الى الترويج للكثير من الأكاذيب وتزييف الحقائق ، الامر الذي جعل من تسويق (الحرب الوقائية، محور الشر، الحرب الاستباقية )، منطلق لتنفيذ اجنداتهم . بالإضافة الى ذلك لقد كان العراق يشكل مصدر ازعاج لإسرائيل وقد صرح احد المسؤولين في الخارجية الامريكية بذلك بان واشطن قد شنت الحرب على العراق لأنه يشكل ازعاجا لإسرائيل [23]

لذا اخد المحافظين الجدد على عاتقهم حماية امن إسرائيل لذا اكدوا للرئيس بوش ضرورة ضرب العراق والاطاحة بنظام صدام حسين وان امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل يهدد الامن القومي الأمريكي .ولهذا بدا بوش الابن بإرسال الرجال والعتاد إلى الكويت بعد ان اخد الموافقة من الكونغرس وفي أكتوبر 2002 لاستخدام القوة ، وفي نوفمبر 2002 ، تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع ً القرار 1441 الذي يطالب العراق بمنح مفتشي الأمم المتحدة حق غير مشروط للبحث عن الأسلحة المحظورة في أي مكان في العراق ؛ وبعده بخمسة أيام أعلن العراق أنه سوف ينصاع للقرار غير أن فرق التفتيش الجديدة شكت من سوء النية . ففي / يناير 2003 قدم كبير المفتشين هانس بليكس تقريرا إلى الأمم المتحدة أعلن فيه أن العراق قصر في احتساب أسلحة الدمار الشامل لديه، لكن بليكس أوصى ببذل مزيد من الجهد قبل الانسحاب.

لم تتخذ قوة عالمية من الكذب والخداع منهاجاً لتحقيق تفوق وسبق عالمي مثلما فعلت الولايات المتحدة في ترويجها للحرب على العراق، والتي كشفت مدي الزيف والخداع الأمريكي ليس على شعوب العالم وحدها بل على الشعب الأمريكي ذاته. ولم تكن اكذوبة أسلحة الدمار العراقية سوي حلقة بسيطة في سلسلة الأكاذيب والخدع التي حملها تيار المحافظون الجدد معهم منذ توليهم دفة الأمور في البيت الأبيض. كما اتضح منذ الحرب على العراق زيف الديمقراطية الليبرالية باعتبارها الطريق الوحيدة للخلاص في العراق، في الوقت الذي كانت تضرب بأركانه عرض الحائط فمن كان يصدق أن الشعارات التي رفعتها الولايات المتحدة إبان الاستعداد لحربها علي العراق كانت مجرد هراء وزيف لا أساس له من الصحة ولا وجود له في أرض الواقع، فالعراق حتى هذه اللحظة ما زال يغط في عبثية وانهيار واضح لمختلف مؤسساته التي تعهدت واشنطن بإعادة بناءها علي الطراز الأمريكي القائم علي الخداع والتزييف ولم يكن الدافع الأمريكي المستمر تجاه العراق سوي تعبير عن الرغبة في الإعلان عن تغير العالم وتنفيذ لاحنذات المحافظين الجدد ، ولذا فلم يكن هناك أي مانع للكذب أو الخداع طالما الهدف الأسمى سيتحقق، وهي بذلك طبقت مقولة ميكافيللي الشهيرة “الغاية تبرر الوسيلة”. فالغاية هي إعلان الهيمنة الأمريكية وتحت زعامة المحافظين اليهود الجدد ولم تكن الأصابع الصهيونية بعيدة عن كل هذا الزخم من الزيف والخداع فمعسكر الحرب بقيادة الوزير المتكبر رامسفيلد ونائبيه وولفوفيتز وبيرل وغيرهم من المفكرين وأصحاب الأقلام من امثال ويليم كريستول وروبرت كيجان وجون بولتون وفرانسيس فوكوياما وغيرهم كانوا الوقود المغذي لعجلة الحرب الأمريكية على العراق، فالعقول الصهيونية تخطط والإدارة الأمريكية تنفذ.

قائمة المراجع:

إبراهيم أبو خزام، الصراع على سيادة العالم، ط1( مصر، المكتبة الاكاديمية،2016).

ابن المنظور، لسان العرب، م5 ( القاهرة،دار الكتب العربي).

ابن منظور الانصاري، لسان العرب المحيط، المجلد الثالث منشورات بيروت.

أفلاطون: محاورة هيبياس الصغرى، ضمن: المحاورات الكاملة، المجلد الرابع، ترجمة: شوقي داود تمراز، بيروت: الأهلية للنشر والتوزيع، 1994.

حمدي عبد الحميد، المشروعية الفلسفية للكذب والخداع السياسي، مجلد 7 جامعة بني سويف حولية كلية الآداب 2018.

عبد الرحمان بن خلدون – مقدمة أبن خلدون – تعليق: عبد الباقي خريف – ب ط (تونس سيلدار – ب س).

عبد الوهاب محمد الجبوري،انجاهات الخطاب الانريكي المعاصر،مركز الدراسات الإقليمية.

كنث- آر- وآينشتاين- الجدور الفلسفية دور ليوشتراوس والحرب على العراق – المحافظين الجدد – تحرير ترجمة فاضل جنكر – ط1 (الرياض – مكتبة العبيكان – 2005).

ميكافيلي، نيقولا، المطارحات، ك2،ف13، تعريب خيري حماد،ط3 ( بيروت، دار الافاق الجديدة،1982).

ناظم عبد الواحد الجاسور، الفكر السياسي الامريكي المعاصر : صراع الحضارات وأحداث الحادي عشر من سبتمبر . (الامارات، مركز زايد للتنسيق والمتابعة، 2003 ).

Hall Gardner، American Global Strategy and the war onterrorism، (London: Ashgate Publishing،2005).

Shadia B.Drury،:Leo Strauss and the American Rigt (New York: St martin’s prss، 1997).

https://mawdoo3.com/

Margins:

  1. ابن المنظور، لسان العرب، م5 ( القاهرة،دار الكتب العربي) ص 24-38 .
  2. حمدي عبد الحميد، المشروعية الفلسفية للكذب والخداع السياسي، مجلد 7 جامعة بني سويف حولية كلية الآداب 2018،ص 177.
  3. ابن منظور الانصاري،لسان العرب المحيط، المجلد الثالث منشورات بيروت ص 239
  4. https://mawdoo3.com/
  5. عبد الرحمان بن خلدون – مقدمة أبن خلدون – تعليق: عبد الباقي خريف – ب ط (تونس سيلدار – ب س) ص 208
  6. ميكافيلي، نيقولا، المطارحات، ك2،ف13، تعريب خيري حماد،ط3 ( بيروت، دار الافاق الجديدة،1982 ) ص 233
  7. أفلاطون: محاورة هيبياس الصغرى، ضمن: المحاورات الكاملة، المجلد الرابع، ترجمة: شوقي داود تمراز، بيروت: الأهلية للنشر والتوزيع، 1994 ،ص 247-248 .
  8. المرجع السابق،ص 358-359
  9. المرجع نفسهش،ص263
  10. ميكافيلي، نيقولا، المطارحات مرجع سابق،480-481
  11. المرجع السابق ص 483.
  12. اوغسطين
  13. حمدي عبد الحميد، المشروعية الفلسفية للكذب والخداع ، مرجع سابق، ص180
  14. إبراهيم أبو خزام، الصراع على سيادة العالم، ط1( مصر، المكتبة الاكاديمية،2016) ص 106
  15. () Hall Gardner، American Global Strategy and the war onterrorism، (London: Ashgate Publishing،2005)،p.28
  16. )) فرانسيس فوكوياما – أمريكا على مفترق الطرق – ترجمة محمد محمود – مرجع سابق – ص 24-32.
  17. كنث- آر- وآينشتاين- الجدور الفلسفية دور ليوشتراوس والحرب على العراق – المحافظين الجدد – تحرير ترجمة فاضل جنكر – ط1 (الرياض – مكتبة العبيكان – 2005) ص 299.
  18. كنت ار. وايتشتاين – الجذور الفلسفية ، دور ليوشترواس والحرب على العراق – تحرير ترجمة فاضل جنكر – مرجع سابق ص 299
  19. كولن مويرز، الإمبرياليون الجدد” إيديولوجيا الإمبراطورية “، معين الإمام، مرجع سابق، ص205
  20. Shadia B.Drury،:Leo Strauss and the American Rigt (New York: St martin’s prss، 1997).
  21. Ibid.، p122،126،157
  22. ناظم عبد الواحد الجاسور، الفكر السياسي الامريكي المعاصر : صراع الحضارات وأحداث الحادي عشر من سبتمبر . (الامارات، مركز زايد للتنسيق والمتابعة، 2003 )
  23. عبد الوهاب محمد الجبوري،انجاهات الخطاب الانريكي المعاصر،مركز الدراسات الإقليمية