حسن البياضي1
1 قسم علم الاجتماع، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة ابن طفيل، القنيطرة، المغرب
بريد الكتروني: ftck.sar@gmail.com
HNSJ, 2021, 2(12); https://doi.org/10.53796/hnsj2126
تاريخ النشر: 01/12/2021م تاريخ القبول: 10/11/2021م
المستخلص
أثرت جائحة كورونا على البنية الاقتصادية والاجتماعية المغربية، كما أثرت على وضعية المقاولات المغربية الصغرى والمتوسطة، ومن أجل تدارك تداعيات هذه الأزمة الوبائية كان لا بد من اتخاذ مجموعة من التدابير لإصلاح الوضع.
يهدف هذا المقال إلى مناقشة هذا الموضوع وطرح بعض الدراسات والنظريات السوسيولوجية التي تطرقت لتداعيات الأزمات الصحية على المجتمعات، بغية الاستفادة منها في بناء دعائم نظرية وعملية تساهم في تجاوز الآثار السلبية لوباء كورونا على البنية الاقتصادية والاجتماعية وعلى المقاولات الصغرى والمتوسطة بالمغرب.
الكلمات المفتاحية: وباء كورونا، الأزمة الصحية، التدابير الاحترازية، المقاولات الصغرى والمتوسطة، التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
CORONA CRISIS AND ITS REPERCUSSIONS ON SMALL AND MEDIUM-SIEZED ENTREPRISESIN MOROCCO
Hassan El Biadi1
1 Department of Sociology, Faculty of humanitarian and Social Sciences, University IBN TOFAIL, Kenitra, Morocco.
Email: ftck.sar@gmail.com
HNSJ, 2021, 2(12); https://doi.org/10.53796/hnsj2126
Published at 01/12/2021 Accepted at 10/11/2021
Abstract
The Covid 19 pandemic has affected the Moroccan economic and social structure, as well as the situation of Moroccan small and medium-sized enterprises. In order to remedy to consequences of the epidemic crisis, it was necessary to take actions to fix the situation.
This article aims to discuss this topic, and present some sociological studies and theories that dealt with the impact of health crisis on societies, in order to benefit from it and overcome the negative of the Covid 19 pandemic on the economic/social structures and on small/medium-sized enterprises in Morocco.
Key Words: the covid 19 pandemic,health crisis, precautionary expression,small and medium-sized enterprises, economic and social development.
تقديم:
اجتاح وباء كوفيد 19 أو ما يعرف طبيا ب”فيروس كورونا 2 المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة” معظم أنحاء العالم، فكان له أول ظهور بمقاطعة “ووهان” التي تتواجد وسط دولة الصين الشعبية، وذلك في 31 ديسمبر من سنة 2019. ونظرا لسرعة انتشار هذا الوباء وخطورته وما خلفه من الضحايا تم انتقاله من الحدود الجغرافية للصين وتفشيه في جميع أنحاء العالم، مما اضطر منظمة الصحة العالمية لوصفه في 11 مارس من سنة 2020 ب(جائحة).
أثر فيروس كورونا على النمو الاقتصادي العالمي، حيث عرفت جميع دول العالم تراجع النشاط الاقتصادي جراء القيود التي فُرِضت لوضع حد لانتشار الفيروس. وفي تقرير أنجزه البنك الدولي حول الآفاق الاقتصادية العالمية لسنة 2020 تمت الإشارة فيه إلى أن جائحة كوفيد-19 ستتسبب في تقلص الاقتصاد العالمي بنسبة 5.2% في العام نفسه، وهو ما يمثل أعمق ركود اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية، ويتوقع البنك الدولي أن ينخفض النشاط الاقتصادي في الدول الغنية بنسبة 7%، وذلك لأن تفشي جائحة كـوفيد19 أثر بشدة على العرض والطلب المحليين وأنشطة التجارة والتمويل، كما يتوقع البنك الدولي أن تنكمش الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية بنسبة 2.5%، وهو أول ركود اقتصادي سوف يشهده العالم مند الستين السنة الماضية على الأقل أو بالأحرى منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية، وسيترتب عنه انخفاض في الدخل الفردي بنسبة 3.6% .
ووفقا لتقرير البنك الدولي عن الآفاق الاقتصادية العالمية للدول الأكثر تأثرا من الجائحة، تلك التي يعتمد اقتصادها على التجارة العالمية والسياحة وصادرات السلع والتمويل الخارجي، يتوقع أن ينكمش اقتصاد الولايات المتحدة بنسبة 6.1% للعام 2020، وإنتاج منطقة اليورو بنحو 9.1%، وأن يتراجع الاقتصاد الياباني بنسبة 6.1%، وفي أماكن أخرى من المتوقع أن ينخفض النمو بنسبة 7.2% بكل من أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي، و4.7% في أوروبا وآسيا الوسطى، و4.2% في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و2.8% في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و2.7% في جنوب آسيا و0.5% في شرق آسيا والمحيط الهادئ (وهو أدنى معدل منذ عام 1967).
ونتيجة للتأثر العميق للاقتصاد العالمي بسبب وباء كورونا، دعا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في أبريل/نيسان إلى ضرورة تعليق مدفوعات خدمة الديون المستحقة على البلدان الأشد فقراً، لتمكينها من توفير مليارات الدولارات لمكافحة الجائحة؛ وعلى حد قول “ديفيد مالباس” رئيس مجموعة البنك الدولي فإن “تعليق مدفوعات خدمة الديون تدبير مؤقت مهم، لكنه ليس كافياً”، وأضاف أنه “يلزم اتخاذ خطوات أخرى كثيرة لتخفيف الديون وتوسيع نطاق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين إلى حين إيجاد حلٍ أكثر دواما” [1]
أما بالنسبة للوضع بالمغرب، فقد توقعت المندوبية السامية للتخطيط في إطار اشتغالها بإعداد الميزانية الاقتصادية الاستشرافية لسنة 2021 في ظل الأزمة الصحية والتطورات المحتملة التي سوف يعرفها المحيط الاقتصادي الوطني والعالمي في السنة الجارية، أن يقدم مشروع الميزانية هذا مراجعة لتوقعات النمو الاقتصادي الوطني لسنة 2021، حتى تتمكن الحكومة والفاعلون الاقتصاديون من تسطير توجهات سياساتهم.
ومن الاستنتاجات التي خلصت إليها المندوبية، أن وباء كورونا سيؤدي إلى انعكاسات اقتصادية سوف تحدث تغييرات كبيرة وغير مسبوقة في الخريطة الاقتصادية العالمية، وتؤثر سلبا على النمو الاقتصادي والوضعية الاجتماعية، لكن رغم هذه العواقب الوخيمة للأزمة الصحية يمكن تنفيذ إصلاحات هيكلية وإحداث تغييرات عميقة في الرؤية الشاملة للسياسات الاقتصادية والمجتمعية المعتمدة.
وأمام هذا الواقع الجديد أصبح من الضروري البحث عن حلول لمواجهة جائحة كورونا، والإجابة عن مخاوف وتساؤلات الأفراد والجماعات، ومصير الأشخاص النشطين في النسيج الاقتصادي، ومن ضمنهم المشتغلون في المقاولات الصغرى والمتوسطة وهم الفئة التي تشكل موضوع هذا المقال؛ ارتأينا أن نعتمد المقاربة السوسيولوجية التي توفرها لنا إسهامات ذات قيمة علمية مهمة، يمكن الاعتماد عليها في فهم الواقع الجديد وتغيراته، لإنجاح استراتيجيات التكيفية والتدابير التقنية والعملية لمواجهة جائحة كورونا ومن ضمنها:
أولا: الإسهامات السوسيولوجية التي اهتمت بدراسة الظواهر المرضية والوبائية وتداعياتها على المجتمعات واقتصاداتها
من المعلوم أن جميع دول العالم اتخذت تدابير مستعجلة من أجل احتواء هذه الجائحة الفتاكة بأسرع وقت قبل أن تصبح عملية حصرها أكثر صعوبة بل ومستحيلة، لكن ومع ذلك انتشر هذا الوباء في جميع الدول، مخلفا وراءه خسائر بشرية وأزمة اقتصادية خطيرة كان من تداعياتها أنها مست جميع شرائح المجتمعات، وتم تسجيل ارتفاع مهول في أعداد المصابين والوفيات بالعديد من الدول ومن بينها: الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، الهند، البرازيل، المكسيك، اسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، إيران، تركيا، السعودية، قطر وغيرها من باقي الدول.
إن خطورة هذا الوباء الذي خلق أزمة صحية عالمية وظاهرة اجتماعية مثيرة للقلق، حتم على الجميع بذل جهود مضاعفة لإيجاد حلول ناجعة من طرف الباحثين المختصين في انجاز بحوث التشخيص “Recherche-Diagnostic”، وهي التي يتم اللجوء إليها لتشخيص علمي موضوعي لواقع اجتماعي معطى، قد يتعلق الأمر فيه بظاهرة ما أو قطاع أو مؤسسة معينة أو مشروع ما…[2]
وعليه يجب الاعتماد على اختصاصي الصحة، وخبراء مكافحة الأوبئة ومختبرات الأبحاث الطبية البيولوجية المختصة في إدارة الأخطار والتشخيص العلمي للوقاية وتقليل من مخاطر الأمراض المعدية، حتى يتم توفير نظرة علمية متكاملة تمكن من إيجاد حلول طبية ناجعة، ولإنجاح هذه العملية لابد من إشراك الباحثين المنتمين لاختصاصات أخرى ومن بينها:
التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، وعلم الاقتصاد الصحي، وعلم الاجتماع الطبي، وعلم الوباء الاجتماعي، والأنثروبولوجيا، وعلم النفس، والتاريخ، والجغرافيا، وديمغرافية البيولوجيا، والطب، والإيكولوجيا وغيرها من العلوم التي تتقاسم مع الطب نفس الاهتمامات والتي يمكنها أن تقدم يد المساعدة لمواجهة تداعيات وباء كورونا الذي أصبح يهدد مستقبل جميع المجتمعات.
وبالنسبة لمساهمة علم الاجتماع وفروعه في دراسة تأثير الأمراض والأوبئة على المجتمع، فتكمن في احتوائها على خبرات ومعرفة علمية ذات قيمة ثمينة ساعدت في مواجهة هذه الظواهر المرضية، وكان أول من اهتم بتفسير ظاهرة الأوبئة من منظور علمي عبد الرحمان ابن خلدون، وبعده قدم علماء اجتماع آخرون مساهمات عديدة ذات صلة مباشرة أو غير مباشرة بتأثير الأمراض والأوبئة على صحة الإنسان وأمنه الاجتماعي، وعلى الروابط الاجتماعية وبنية المجتمعات.
كما ظهرت حديثا دراسات تدخل ضمن علم الاجتماع الطبي ودراسات سوسيولوجية أخرى حول انتشار الأمراض والوبائيات لباحثين يعملون ضمن فرق وفي مراكز الأبحاث التي أحدثت لإيجاد حلول من أجل إيقاف وباء كورونا ومواجهة تبعاته وتقديم المشورة العلمية.
ومن بين المساهمات التي تدخل في نطاق المنظور السوسيولوجي نجد:
1-تصور عبد الرحمان بن خلدون الصحي والبيئي للمدينة
تحدث عبد الرحمان بن خلدون في الفصل الخمسين من المقدمة عما عرفته المدينة من مجاعات ووفيات أكثر مما عليه الحال بالبوادي حيث قال:
“وأما كثرة الموتان فلها أسباب من كثرة المجاعات كما ذكرنا، أو كثرة الفتن لاختلال الدولة فيكثر الهرج والقتل، أو وقوع الوباء، وسببه في الغالب فساد الهواء بكثرة العمران لكثرة ما يخالطه من العفن والرطبات الفاسدة، وإذا فسد الهواء وهو غذاء الروح الحيواني وملابسه دائما فيسري الفساد على مزاجه، فإن كان الفساد قويا وقع المرض في الرئة، وهذه هي الطواعين وأمراضها مخصوصة بالرئة. وإن كان الفساد دون القوي والكثير فيكثر العفن ويتضاعف، فتكثر الحميات في الأمزجة وتمرض الأبدان وتهلك…”[3].
كان بذلك عبد الرحمان بن خلدون سباقا وصائبا في تشخيصه للوباء حيث كتب مقدمته سنة 732ه الموافق لسنة 1377م أي منذ 643 سنة، مشيرا إلى مرض يصيب رئة الإنسان بسبب فساد الهواء لكثرة العفن وتضاعفه مما يؤدي لكثرة الوفيات، وهذه الأعراض الصحية هي متشابهة مع أعراض كورونا، وبالتالي فعندما يشير ابن خلدون لفساد الهواء فذلك يحيل إلى ضرورة الاحتراز من هذا الهواء الفاسد، وذلك ما أوصت به منظمة الصحة العالمية في وقتنا الحالي حيث أجبرت جميع من يخرج من بيته ويحتك بأشخاص آخرين ارتداء كمامة تحميه من التعرض للعدوى بسبب الهواء الفاسد.
2-علم الاجتماع الطبي ونظريات اجتماعية حديثة مرتبطة بالصحة
يتميز علم الاجتماع عن باقي العلوم بكونه يتوفر على فروع متعددة، من بينها علم الاجتماع الطبي ونظريات اجتماعية أخرى حديثة حول الصحة يمكن الاعتماد عليها لتفسير الظواهر التي تتعلق بالصحة والمرض، وإيجاد حلول علمية وعملية تساهم إلى جانب الاختصاصات العلمية الأخرى في التغلب على الأمراض المعدية ومن ضمنها وباء كورونا، والحد من زحفه لتجنب المزيد من الوفيات والخسائر التي يتكبدها الاقتصاد العالمي يوما بعد يوم بسبب الحجر الصحي، كما أنه من شأن هذه الحلول أن توقف الأضرار المادية والمعنوية والنفسية وحالات الإرباك التي أصبحت تعاني منها جميع المجتمعات.
-علم الاجتماع الطبي
ظهرت مجموعة من الأعمال ذات صلة بميدان الطب الاجتماعي في القرنين الثامن والتاسع عشر، بكل من فرنسا وألمانيا وإنجلترا حيث قدم كل من ” فيليمري” و”فيرشوف” و”شادويك ” دراسات تتعلق بالأبعاد والأسباب الاجتماعية للمرض، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر علم الاجتماع الطبي كعلم يختص بدراسة وتفسير كل ما يتعلق بالمظاهر الاجتماعية للصحة العامة والخدمات الصحية.
وتتطلب دراسة علم الاجتماع الطبي من الباحث والدارس للقضايا المتعلقة به، أن يكون ملما بكل من علم الاجتماع وعلم الطب، حتى يمكنه تطوير تصاميم أبحاث متقدمة، تتمثل في صياغة أطر مفاهيمية ومن ضمنها: نسق المفاهيم، الافتراضات، التوقعات، المعتقدات والنظريات التي تعزز الأبحاث التي تتعلق بمجالات الصحة.
قدم رواد علم الاجتماع الطبي دراسات سوسيولوجية متميزة تم توظيفها في مجال الطب والصحة، ومن بينهم ” بارسونز” واليوت فريدسون” و”دافيد ميكانيك “.
* تالكوت بارسونز
يأتي تالكوت بارسونز على رأس رواد علم الاجتماع الطبي، ومن أهم كتبه كتاب ألفه سنة 1961م تحت عنوان: “دور المريض في المستشفى وتغير أنماط واجباته وحقوقه”، وله كتاب آخر يحمل عنوان: “النظام الاجتماعي”، وركز أعماله حول النظام أو النسق الاجتماعي للمؤسسات ومن بينها: المؤسسة الدينية، والعسكرية، والتربوية، والتعليمية، والأسرية، والسياسية.
وفي كتابه “علم الاجتماع الطبي” طرح بارسونز نظريته حول الدور الاجتماعي للعلاقات التفاعلية بين المرضى والأطباء، فقام بدراسة عن المؤسسة الصحية حول المستشفى وشخص أدوارها المتمثلة في دور الطبيب ودور المريض والعلاقة الاجتماعية بينهما[4]، وقدم تحليلا لسلوك الأفراد في سياق النظم الاجتماعية الكبرى المؤثرة في التفاعل الاجتماعي.
ونستخلص من نظرية بارسونز أنه طور نموذجا بنائيا وظيفيا يتضمن تحليلا سوسيولوجيا لمهنة الطبيب، ودور المريض بصفته عاجزا عن القيام بأدواره الاجتماعية وأنه غير مسؤول عن حالته المرضية ثم عليه طلب المساعدة للتخلص من المرض وأن يتعاون مع الطبيب، رابطا المريض بالطبيب بعلاقة تبادلية[5].
* إليوت فريدسون
يختلف الباحث إليوت فريدسون في طرحه عن بارسونز بخصوص نظرته للطب، فهو يرى أن الطب له سلطة منح الشرعية لفرد معين هو الطبيب يحدد الحالة المرضية للمريض من جهة، ويحقق الاعتراف الاجتماعي للمرض من جهة أخرى، لذلك فالطب في وجهه نظره يعني سلطة تحديد ومنح المكانة لمختلف أوجه السلوك الاجتماعي وذلك وفق تحديد الحالة السوية والحالة المرضية.
أما بخصوص ردود الأفعال نحو المرض، فقد أشار فريدسون في كتابه “مهنة الصحة” الذي صدر سنة 1970م إلى أن توقعات الشخص المريض قد تختلف من جماعة إلى أخرى حسب اختلاف الأنساق الثقافية لكل منهما حيث ينتمي الطبيب إلى النسق المرجعي العلمي الكوني، أما المريض فينتمي إلى المرجع المحلي.
* دافيد ميكانيك
قدم دافيد ميكانيك تعريفا دقيقا لعلم الاجتماع الطبي حيث قال بأنه “مجموعة الجهود الرامية إلى تطوير الأفكار السوسيولوجية في داخل سياقات الأنساق الطبية، ودراسة القضايا التطبيقية المهمة فيما يتصل بعمليات المرض ورعاية المريض[6].
كما اهتم ميكانيك بدراسة مجموعة من العوامل المتعلقة بالصحة، ومن جملتها الخبرة المرضية وأشار إلى أنها تتشكل من عوامل اجتماعية وثقافية ونفسية، إلى جانب عوامل أخرى فسيولوجية أو وراثية أو عوامل عضوية أخرى، وقام بدراسة التنظيمات الطبية ومن جملتها المستشفيات الخاصة بالأمراض الاجتماعية.
زاول ميكانيك عمله في عيادة كمختص في الطب الاجتماعي وطب الأسرة كما عمل بالعديد من المؤسسات الصحية، مما مكنه من اكتساب خبرة تمخضت عنها دراسات له حول أعراض المرض وتحديد سلوك المرضى، وتفسير كيفية التصرف تجاهها والاستفادة من مصالح العلاج.
وفي دراسة له حول البعد الاجتماعي للسلوك في مواجهة المرض، توصل بعد تحليله لظاهرة الإعاقة وتبعاتها على المرضى إلى أنه يجب الحفاظ على جودة حياتهم، وتقديم المساعدة من أجل تقبل الاختلافات والزيادة في تحفيزهم وتشجيعهم على اتخاذ مواقف إيجابية، مع تعليمهم استراتيجية التأقلم، والعمل على خلق آلية للمساعدة المفيدة لهم، وتعليم أفراد العائلة والمشغلين كيفية تقديمهم الدعم لهم [7] .
نستخلص مما تم طرحه من أعمال ودراسات رواد علم الاجتماع الطبي ” بارسونز” و”إليوت فريدسون” و”دافيد ميكانيك” حول مكانة المريض وأهمية المعرفة الطبية، أن هذه الدراسات ساهمت في بناء منظومة الصحة الحديثة وخصوصا الجانب الذي يتعلق بسلوك المرضى والرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية التي يجب أن تقدم لهم، كما أصبحت نتائجها تعتمد ضمن مناهج وبرامج عمل استفاد منها الطب في مواجهة الأمراض المزمنة والأوبئة كالحمى والسل الرئوي، وحققت نجاحات حيث ساهمت في شفاء ورعاية المرضى في العصر الحديث، وذلك ما دفع منظمة الصحة العالمية لضم علماء اجتماع وعلماء أنثروبولوجيا لفرق العلماء من أجل مواجهة تداعيات جائحة كورونا.
– نظرية كلودين هيرزليتش السوسيولوجية حول الصحة
قدمت “كلودين هيرزليتش”، عالمة الاجتماع الفرنسية منذ ستينات القرن الماضي أعمالا ذات قيمة علمية عالية تتعلق بالصحة وأبعادها الاجتماعية، نظرا لتكوينها المتميز وإلمامها بعلم النفس الاجتماعي والأنثروبولوجيا، مما أهلها لكي تحتل مكانة مرموقة في ساحة علم الاجتماع بفرنسا وأن تصبح خبيرا دوليا تعتمد عليها المنظمة العالمية للصحة ومؤسسات أخرى تشتغل في الميدان الطبي.
عرفت هيرزليتش المرض بكونه حقيقة اجتماعية في المقام الأول، تختلف طبيعته وتوزيعه باختلاف الأزمنة والمجتمعات والظروف الاجتماعية[8]، وارتكز مشروع دراساتها حول الصحة على الكشف عن البعد الاجتماعي والرمزي للمرض داخل المجتمع، فهي ترى أن الأفراد يتمثلون المرض اجتماعيا من خلال ما يتكون لديهم من انطباع حول الأبعاد الاجتماعية للظواهر المتعلقة بالجسد، كالصحة والشيخوخة والموت والجوانب المتعلقة بالتصور السببي وطبيعة الظاهرة المرضية داخل المجتمع، وكذلك العلاقة بين الصحة والمرض والقيم الاجتماعية والموت.
وتبرز الفائدة من مقاربات هيرزليتش النظرية حول الصحة فيما توصلت إليه في دراساتها حول البعد الاجتماعي للمرض معتمدة نظرة أنثروبولوجية، فهي ترى أن الأصل في وجود المرض وبنائه وتوزيعه هو اجتماعي وثقافي.
وبالتالي عللت هيرزليتش تسبب المرض من أمرين: فهو إما موجود في الأصل في جسم الإنسان وناتج عن استعداد قبلي، أو قد يكون نتيجة لفاعل أو فعل خارجي شرير أو خير، واستنتجت أن المجتمع الفرنسي يعرف المرض كوجود خارجي ناتج عن نمط العيش الذي لا يمكن للفرد مقاومته؛ بما في ذلك المجال الذي يعيش فيه الفرد ” الجو والكثافة ووتيرة الحياة “، و” الزمن والمحفزات بالإضافة للسلوكات اليومية كالتغدية، العمل، النوم، النقل… “، وبذلك اعتبرت هيرزليتش أن الفرد غير مخير في وجوده أمام ضعف بنيته ومجال عيشه وعدم قدرته على المقاومة، وأن نمط عيشه داخل هذا المجال يقرب المرض بينما الابتعاد عنه يدني من حالة الصحة[9].
نستخلص من نظرية ” كلودين هيرزليتش ” الخاصة بالصحة أنها قامت ببلورة نظرية علمية أفادت في فهم أشكال الصحة وأشكال المرض والصلة بين المرض والمجتمع، وهي مقاربة علمية تبنتها منظمة الصحة العالمية في وقتنا الحالي فيما يتعلق بسلوكيات الوقاية من وباء كورونا حيث أصبحت تلزم الناس بضرورة العمل ” بالتباعد الاجتماعي ” من أجل تجنب العدوى.
– علم الوباء الاجتماعي
علم الوباء الاجتماعي هو دراسة توزيع المرض وما يسببه من أمراض بالصحة، ومكانة الصحة من خلال السكان[10]، وتساهم الدراسات الوبائية الاجتماعية في التعرف على الوباء ونمط انتشاره، والمحددات الاجتماعية له، لأجل تحسين صحة الإنسان وتوفير الرعاية الطبية له وتصميم برامج وقائية فعالة.
وخلصت الدراسات السوسيولوجية للوباء إلى أن هناك عوامل بيئية، وعوامل كيميائية، وعوامل فيزيائية لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة في انتقال الأمراض، حيث توجد علاقة وارتباط بين الواقع الطبقي والمستوى الاقتصادي والاجتماعي من جهة، والمستوى الصحي من جهة أخرى[11].
وبذلك تساهم الدراسات الوبائية الاجتماعية في التعرف على الوباء وتحديد نمط انتشاره والمحددات الاجتماعية له لأجل التوصل لطرق الوقاية منه إلى جانب تحسين صحة السكان وتقديم الرعاية الطبية لهم.
ثانيا: إسهامات أخرى من الفكر السوسيولوجي يمكن توظيفها في التعامل مع أزمة كورونا وآثارها على المقاولات بالمغرب
أثارت دراسة الظواهر الاجتماعية اهتمام الدارسين في حقل السوسيولوجيا منذ نشأة هذا العلم، حيث وكما تمت الإشارة له في مستهل المقال بأن ابن خلدون كان سباقا لعلماء الغرب في الاهتمام بدراسة أحوال المجتمعات التي عايشها والتأريخ لها، وبعده ظهرت مجموعة من علماء الغرب ومنهم من قعدوا لعلم السوسيولوجيا مثل: ” أوغيست كونت”, و”باريتو”، و”كارل ماركس”، و”ايميل دوركايم، و”ماكس فيبر”، ومن بعدهم ظهرت دراسات لسوسيولوجيين معاصرين في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا الغربية، ثم تكاثرت بعد ذلك الانجازات الفكرية لهذا العلم وتشعبت مناهجه وظهرت نظريات تشمل دراسة حول كل ما هو ماكرو وميكرو سوسيواقتصادي، وجميعها متعلقة بالوقائع الاجتماعية المعاصرة التي تهم الأفراد والتنظيمات ومن بينها:
* نظريتا بارسونز حول الفعل والنسق الاجتماعي
من أجل فهم الطابع الاجتماعي والاقتصادي للمقاولة كتنظيم لا بد من الرجوع لنظريتي الفعل والنسق الاجتماعي ل”بارسونز”، حيث يرى هذا الأخير أن هناك تنظيمات أخرى تساند الأسرة ينشئها المجتمع لنفس الغرض، وتحقيق وظيفة دعم الحالة الداخلية للنسق الاجتماعي بحيث يكون الفاعل متكيفا ومتكاملا تماما مع بناء النسق[12]، وبصورة عامة فإن فهم النسق الاجتماعي يتطلب فهم الموجه الدافعي للأفراد، ويشير “بارسونز” كذلك بأن كل نسق من السلوك يتكون من الفاعل والرموز والقيم التي توجهه، أما الفعل الاجتماعي فيشتمل على ثلاثة عوامل وهي: الفاعل، والموقف، وموجهات الفعل نحو الموقف[13].
إن نظريتي ” بارسونز” حول الفعل والنسق الاجتماعي تقربنا أكثر من فهم كيفية تكون العلاقة والتفاعل الذي يحدث داخل النظم الاجتماعية من أجل ضمان الاستقرار، وتماسك المجتمع، والحفاظ على قيمه ومعاييره، والمقاولة تشكل ركيزة من ركائز النسيج الاقتصادي وهي تنظيم يحتوي على نسق يتكون من فعل اجتماعي يتجسد في ما يصدر من أفعال وسلوكات للأفراد المشتغلين بها، وهي بطبيعتها قادرة على التكيف والتغير مع الأوضاع ودائمة التطور والتحديث لمواجهة الوضعيات والأزمات ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي أو البيئي.
* المقاولة تنظيم سوسيواقتصادي دائم التطور والتكيف
تتيح لنا الدراسات التي تدخل ضمن تخصص سوسيولوجيا التنظيمات فهما جيدا لواقع المقاولات المغربية، حيث تفيد هذه الدراسات بأن المقاولة بوصفها تنظيما يمكنها أن تتطور وتغير أساليب اشتغالها وفقا لما قد يتطلبه الأمر من تغير على المستوى الاجتماعي لأنها تعيش على وقع شديد الارتباط مع البيئة والمجتمع الذي تشتغل فيه.
* دور رأس المال الاجتماعي في التنظيمات المقاولاتية
إن تدبير الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه التنظيمات يتطلب تبني إستراتيجية عمل أساسها التكيف مع الوضع المتأزم ثم البحث عن حلول لتخطيه، وتضم النظريات الاجتماعية التي أولت الاهتمام بالبناء الاجتماعي وشبكة العلاقات الاجتماعية والمعايير المنظمة لها، مفهوم رأس المال الاجتماعي الذي صاغ مفهومه “بيير بورديو” وتبين أنه يمكن الاعتماد عليه في تدبير الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، ويعتبر مفهوم رأس المال الاجتماعي موردا غير مادي حيث توفر الجماعة للأفراد المنتمين لها مجموعة من الخدمات والهبات والمعلومات التي تساعد على تحقيق أهدافهم الاقتصادية.
والمقاولات بجميع أصنافها تعتبر محركا أساسيا لعجلة الاقتصاد وفاعلا لا يمكن الاستغناء عنها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، وحسب قول “محمد ياقين” في “كتابه الفرد والمجتمع في السوسيولوجيا المعاصرة”:
تعتبر المقاولة جزء من المجتمع ومشاركة في عمليات “إعادة الإنتاج الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي”، ولكن هناك أيضا إنتاج الجديد والخلق والتطور. وينبغي أن نتصور في نفس الآن، النظام التكراري الذي يعمل على إعادة الإنتاج والحركة المحاولة/الخلاقة التي يتطور داخلها نظام إعادة الإنتاج ذاته[14] “، وبذلك حاول ” محمد ياقين” أن يوضح بأن المقاولة تعتبر مرآة للمجتمع وامتدادا له تتفاعل معه وتنشأ وتنتج وتتطور وتتكيف وتعيد الإنتاج وفق تطور وتزايد متطلبات السوق الموجه للمجتمع.
ومن خاصيات المقاولات أيضا أنها تتأقلم مع التغيرات التي يعرفها المجتمع، وكنموذج لذلك المقاولات المغربية التي استطاعت في وقت وجيز أن تساهم في تلبية متطلبات السوق الوطني والخارجي من بعض اللوازم الطبية ذات أهمية قصوى لمواجهة جائحة كورونا، حيث عمدت إلى تغيير نوعية إنتاجها وصنع صنف من الكمامات، وآلات للتنفس الاصطناعي، وأجهزة لقياس درجات الحرارة من على الجبهة بالأشعة ما فوق الحمراء ” thermomètre frontal infrarouge ”، بموصفات مطابقة من حيث الجودة لما تشترطه منظمة الصحة العالمية.
ثالثا: التدابير المتخذة على المستويين الصحي والاقتصادي لمواجهة جائحة كورونا
أدى تفشي جائحة كورونا إلى تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي مما دفع الحكومة المغربية لاتخاذ مجموعة من التدابير على المستويين الصحي والاقتصادي، حيث أعلنت حالة الطوارئ الصحية ابتداء من يوم 20 مارس 2020، وتم إحداث صندوق خاص بتدبير جائحة كورونا في17 مارس 2020 رصدت له من الميزانية العامة للدولة اعتمادات مالية بمبلغ 10 مليارات درهم كما تقرر تمويل حساب الصندوق المذكور أيضا من طرف مساهمات العديد من الهيئات والمؤسسات والمانحين.
ساهمت هذه الإجراءات والتدابير المتخذة من طرف الدولة في التخفيف من آثار أزمة كورونا، حيث توصلت المقاولات الصغرى والمتوسطة والكبرى برزمة من المساعدات، ومن جملتها تأجيل تحصيل الضرائب وتسهيل حصول المقاولات المتضررة على قروض بسعر فائدة منخفض كمنتوج “ضمان أكسجين”.
ومن أجل تحقيق إقلاع اقتصادي للمقاولات المتوسطة والكبرى قام صندوق الضمان المركزي بإطلاق منتوجان جديدان لمصلحة المقاولات العمومية والخاصة المتأثرة بالوباء وتمكينها من تمويل متطلبات اشتغالها وتعزيز الدينامية الاقتصادية خلال النصف الثاني من سنة 2020، وهما آليتا “ضمان إقلاع” و” إقلاع المقاولات الصغيرة جدا”، مع تطبيق معدل فائدة أقصى قدره 4% وإمكانية سداد هذه القروض على مدى سبع سنوات مع فترة سماح لمدة سنتين، وتتراوح نسبة ضمان هذه الآلية الجديدة بين 80 % و 90 %، على أن تكون القروض المضمونة موجهة بنسبة 50% على الأقل لدفع استحقاقات الممونين وذلك لتعزيز التمويل بين المقاولات[15].
أما بالنسبة للمشتغلين بالقطاع الخاص والمنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي فقد خصصت الحكومة لهم تعويضا شهريا يبلغ 2000 درهم لمدة ثلاثة أشهر، كتعويض عن توقيفهم عن العمل.
وانطلاقا من التحولات الناجمة بسبب أزمة كورونا وضرورة البحث عن جميع السبل لتخطيها، تبرز أهمية الدور الذي تلعبه المقاولة في الحياة الاقتصادية للمجتمع كمحرك لعجلة الاقتصاد، وأكبر دليل على ذلك هو ما عرفه الاقتصاد العالمي وضمنه الاقتصاد المغربي من ركود بسبب توقف المقاولات الصغرى والمتوسطة والكبرى عن العمل والإنتاج.
أما بالنسبة للمقاولات التي استمرت في مزاولة أنشطتها، فقد استطاعت مواكبة الوضع نسبيا والمحافظة على وضعيتها المالية وذلك بفضل إعادة تنظيم طرق اشتغالها واعتمادها على المساعدات التي قدمتها الدولة لها، ومتابعة مزاولة أشغالها وفق شروط السلامة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية التي أكدت على ضرورة:
* تقليص عدد العمال إلى النصف.
* إلزامية نهج التباعد الاجتماعي بين الفئات العاملة.
* وضع كمامة على الوجه.
* تطهير أماكن العمل ووسائله باستمرار مع تنظيف الأيدي عدة مرات غي أوقات العمل بمواد التعقيم.
إن الحرص على مداومة تأطير الأفراد المشتغلين بالمقاولات وتقسيم العمل بينهم وفقا لمتطلبات الوضع الحالي الذي يتطلب التباعد الاجتماعي بين الأفراد، وزرع روح التضامن والتعاون بينهم من حيث حرصهم على سلامة بعضهم البعض، أظهر أن المقاولات بإمكانها الاستمرار في العمل وفق شروط السلامة الصحية، وهذا الأمر يحيلنا لما سبق أن أشار إليه ” ايميل دوركايم ” في عام 1893 في كتابه : ” في تقسيم العمل الاجتماعي” الذي تطرق فيه لمسألة العلاقات بين الشخصية الفردية والتعاون الاجتماعي، حيث عمد إلى وصف النوع الحديث من تقسيم العمل بالتضامن العضوي الذي يتسم بتقسيم واسع للعمل في المجتمع، باعتبار أن هذه العملية التنظيمية تعتبر في التنظيمات والمقاولات آلية تتلاءم مع نهج التباعد الاجتماعي لتجنب عدوى كورونا.
خاتمة :
إن التدابير التي أقدمت عليها المقاولات المغربية تنم عن سلوك ميزته الفاعلية والعقلانية في التدبير الاقتصادي والاجتماعي، وذلك يحيلنا إلى نظرية “بارسونز” حول التطور الذي عرفته نظرية الفعل الاجتماعي في الاقتصاد والمجتمع، حيث يرى أن الاقتصاد لم يعد دوره يقتصر على إشباع الحاجات وتحقيق الرفاهية والرخاء، بل أصبح يتمثل في تمكين النسق الاجتماعي من التكيف والاستمرار والبقاء[16].
وهكذا يمكن وصف هذا السلوك الاقتصادي بكونه سلوكا عقلانيا يجسد خاصية التكيف والتطور والابتكار الذي يرتكز عليه التنظيم المقاولاتي، وهذا الإنجاز الذي حققته المقاولات المغربية يعد مظهرا من مظاهر ثقافة التعاضد التي برزت بعد ظهور جائحة كورونا المتمثلة في عمليات التنسيق والتفاعل والتضامن بين الأفراد المشتغلين والفاعلين المتدخلين في القطاع الاقتصادي.
- لائحة المراجع :
- مراجع باللغة العربية :
عبد الرحمان بن خلدون: المقدمة، تحقيق أبي عبد الرحمان عادل بن سعد، الدار الذهبية للطبع والنشر والتوزيع بالقاهرة، ص:330.
د.أحمد رأفت عبد الجواد: تقديم لكتاب، علم الاجتماع عند تالكوت بارسونز بين نظريتي الفعل والنسق الاجتماعي، دراسة تحليلية نقدية، د/محمد عبد المعبود مرسي، ص: 11، الناشر: القصيم/ البريدة -ت.3238061-ص. ب: 456 بريدة.
عبد الفتاح محمد المشهداني: الوبائيات دراسة سوسيولوجية في انتشار الأمراض، مجلة جامعة تكريت للعلوم، المجلد :19، العدد:4، الصفحة:554.
د. علي محمد مكاوي: علم الاجتماع الطبي، دار المعرفة الجامعية، 2005/01/01، ص: 179.
مصطفى محسن: البحوث الاجتماعية وتحديات التنمية، قضايا في المناهج والسياسات وآليات الاشتغال، سلسلة دفاتر المركز العدد: 6، مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية-وجدة، الطبعة الأولى: ماي 2013، ص:35.
لحبيب امعمري: التنمية والتغير الاجتماعي، ص: 44، منشورات مختبر الأبحاث والدراسات النفسية والاجتماعية، جامعة الآداب والعلوم الإنسانية -ظهر المهراز-فاس، الطبعة الأولى، 2015.
محمد ياقين: الفرد والمجتمع في السوسيولوجيا المعاصرة، نصوص مختارة مترجمة، ص :284، دار نشر: المعرفة، طبعة 2020.
مراجع باللغة الفرنسية:
Claudine Herzlich,”Médecine moderne et quêtes de sens “dans le sens du mal Anthropologie, histoire, sociologie de la maladie, 1984.
David Mechanic, Journal des sciences sociales et médecines, volume : 41, p : 1207-1216, Editeur : Pergame, 1995/11/1.
مواقع إلكترونية:
تقرير للبنك الدولي، الآفاق الاقتصادية العالمية لسنة
2020،https://news.un.org/ar/story/2020/06/1056272
المندوبية السامية للتخطيط، الميزانية الاقتصادية الاستشرافية لسنة 2021 Budget –économique prévisionnel https://www.hcp.ma .مأأ
سلوان فوزي عبد بقلي العبيدي، علم الاجتماع الطبي 12، كلية الآداب، art.uobabylon.edu.iq/lecture.
المندوبية السامية للتخطيط، آثار “كورونا” على وضع المقاولات المغربية، موقع إلكتروني: تيل كيل عربي،
الأربعاء أبريل 2010-12.01.
وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، آليتي ضمان جديدتين لإقلاع نشاط المقاولات،15/06/2020،
موقع إلكتروني:www.finances.gov.ma .
Margins::
- – تقرير للبنك الدولي، الآفاق الاقتصادية العالمية لسنة 2020، موقع إلكتروني https://news.un.org/ar/story/2020/06/105627،
2- المندوبية السامية للتخطيط، الميزانية الاقتصادية الاستشرافية لسنة 2021، موقع إلكتروني،https://www.hcp.ma/Budget-e… ↑
- – مصطفى محسن، البحوث الاجتماعية وتحديات التنمية، قضايا في المناهج والسياسات وآليات الاشتغال، ص:35، سلسلة دفاتر المركز العدد: 6، مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية-وجدة، الطبعة الأولى: ماي 2013. ↑
- – عبد الرحمان بن خلدون، المقدمة، تحقيق أبي عبد الرحمان عادل بن سعد، ص:330، الدار الذهبية للطبع والنشر والتوزيع بالقاهرة. ↑
- – ذ.سلوان فوزي عبد بقلي العبيدي، علم الاجتماع الطبي 12، موقع إلكتروني، كلية الآداب، art.uobabylon.edu.iq/lecture. ↑
- -د. علي محمد مكاوي، علم الاجتماع الطبي، ص: 179، دار المعرفة الجامعية، 2005/01/01. ↑
- – مرجع سابق، علي محمد مكاوي، ص: 46. ↑
- -David Mechanic, Journal des sciences sociales et médecines, volume:41, p:1207-1216, Editeur: Pergame, 1995/11/1. ↑
- -Claudine Herzlich,”Médecine moderne et quêtes de sens “dans le sens du mal – Anthropologie, histoire, sociologie de la maladie,1984 ↑
- – Claudine Herzlich,”Médecine moderne et quêtes de sens, op. Cit.p45 ↑
- – أ.م.د، عبد الفتاح محمد المشهداني، الوبائيات دراسة سوسيولوجية في انتشار الأمراض، مجلة جامعة تكريت للعلوم، المجلد :19، العدد:4، الصفحة:554. .مأأ ↑
- – المرجع نفسه، أ.م.د، عبد الفتاح محمد المشهداني، ص: 575. ↑
- – د/ أحمد رأفت عبد الجواد، تقديم لكتاب، علم الاجتماع عند تالكوت بارسونز بين نظريتي الفعل والنسق الاجتماعي، دراسة تحليلية نقدية، د/محمد عبد المعبود مرسي، ص: 11، الناشر: القصيم/البريدة- ت.3238061- ص. ب: 456 بريدة. ↑
- – نفس المرجع السابق ص: 7 ↑
- – محمد ياقين، الفرد والمجتمع في السوسيولوجيا المعاصرة، نصوص مختارة مترجمة، ص :284، دار نشر:المعرفة، طبعة 2020. ↑
- – وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، آليتي ضمان جديدتين لإقلاع نشاط المقاولات،15/06/2020، موقع إلكتروني: www.finances.gov.ma ↑
-
– لحبيب امعمري، التنمية والتغير الاجتماعي، ص: 44، منشورات مختبر الأبحاث والدراسات النفسية والاجتماعية، جامعة الآداب والعلوم الانسانية-ظهر المهراز-فاس، الطبعة الأولى، 2015. ↑