د. عبد الوهاب عبد الفضيل أحمد عبدالله1
1 رئيس قسم العلاقات العامة، كلية الإعلام، جامعـــة الجـــزيرة، السودان.
Email: Whba938@gmail.com
HNSJ, 2022, 3(11); https://doi.org/10.53796/hnsj31110
تاريخ النشر: 01/11/2022م تاريخ القبول: 10/10/2022م
المستخلص
هدف هذا البحث إلي التعريف بالدبلوماسية الرقمية كرافد من روافد الإعلام الرقمي ودرها كنشاط دبلوماسي يشكل نافذة تطل على المستوى السياسي والثقافي والإنساني للمجتمع في مواجهة الأزمات ، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي وتوصل إلى عدد من النتائج أهمها
1.توجد دبلوماسية رقمية وهي امتداد للدبلوماسية التقلدية و
2. أن ممارسة الإرهاب حقيقة حدثت وتمت بدايةً من قبل الحكومات الدكتاتورية المستبدة قبل أن تحدث من المنظمات المناوئة أو الأفراد و
3.أن كثير من دول العالم مارست الإرهاب ولا زالت بعضها تمارسه ضد أعدائها أو المناوئين لها وتأخذ أمريكا ومنظماتها الإرهابية نصيباً أكبر من غيرها ،
4. أن مطالبة بعض الشعوب أو الأقليات بحريتها من حكومة قائمة أو سلطات احتلال لا تدخل في دائرة المنظمات الإرهابية إذ إنها تناضل من أجل حقها المشروع في حياة كريمة
5. أن جميع المجالات التي تهدف إلى تعريف الإرهاب تنقصها كثير من الموضوعية إذ غلب عليه الطابع السياسي حيناً والطابع العاطفي حيناً آخر، وأن من أسباب صعوبة الاتفاق على تعريف الارهاب كثرة صورة واشكاله من جهة وتطور وسائله وتنوعها من جهة أخرى.
الكلمات المفتاحية: الدبلوماسية الرقمية ، أزمة ، الإرهاب
أصبحت الدبلوماسية الرقمية اليوم من أهم أليات العمل السياسي لتسوية النزاعات والصراعات على المستوى الدولي ، وساعد على ذلك التطور العلمي الكبير في تقنيات الاتصال التي جعلت العلم قرية صغيرة حيث تم استغلال هذا التطور سياسياً في محاولة لصهر الثقافات والتقاليد بين الدول عن طريق الولوج إلى الشعوب وتخطي الحكومات واستخدام الإعلام الرقمي وتطبيقات الهواتف الذكية والتي هى من أهم أليات ووسائل الدبلوماسية الرقمية ( القوة الناعمة ) والتي تستخدمها الدول لترويج قيمها وأفكارها وموروثها من خلال مخاطبة الملايين من الناس عبر هذا الفضاء اللامحدد مباشرة والتأثير فيهم بجانب مد جسور التواصل بين الشعوب والأمم وايجاد مساحات للتفاهم والحوار ، على العموم فإن التطور الذي شهده العالم اليوم قد طال حتى الأدوات السياسية فلم تعد الأدوات الصلبة هى المسيطرة أو الحاسمة في أي صراع ، لذلك يحتم على الدول العربية ضرورة تطوير اساليبها وأدواتها السياسية وموكبة هذا التطور التكنولوجي واستغلالة بالشكل الأمثل .
مشكلة الدراسة
نبعت مشكلة الدراسة من احساس الباحث بوجود قصور في أداء الدبلوماسية الرقمية السودانية ، وتمثلت مشكلة الدراسة في الاجابة على السؤال الرئيس ماهي الدبلوماسية الرقمية التي ينبغي أن تسهم في معالجة أزمة الإرهاب الدبلوماسية الرقمية في رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب
التسؤلات
1.مامفهوم الدبلوماسية الرقمية ؟
2.ما دور الدبلوماسية الرقمية في معالجة الأزمات ؟
3. هل هنالك نماذج لاستخدام الدبلوماسية الرقمية للحد من الأزمات ؟
أهمية الدراسة
تتمثل أهمية الدراسة في تناولها لموضوع جديد وحيوي وهو الدبلوماسية الرقمية ودورها في مواجهة أزمة الإرهاب إضافة إلى أهمية تسليط الضوء على الدبلوماسية الرقمية السودانية بجانب قلة الدراسات التي اجريت حول الدبلوماسية الرقمية بشكل عام والسودانية بشكل خاص
أهداف الدراسة
الهدف الأساسي لهذه الورقة التعرف على مستوى الأداء للدبلوماسية الرقمية السودانية ودورها في معالجة الأزمات كما ترمي هذه الوةرقة إلى تحقيق عدة أهداف منها
1.التعرف على واقع الدبلوماسية الرقمية السودانية
2.التعرف على الجهود المسخرة لأنشطة الدبلوماسية الرقمية على المستوى الرسمي
3. زيادة الوعي بأهمية الدبلوماسية الرقمية ودورها في المنافسة السياسية ونشر القيم والأفكار
منهج الدراسة : أعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لتشخيص الظاهرة وجمع معلومات من بعض الدراسات التي تناولت الدبلوماسية الرقمية.
حدود الدراسة
الحدود الزمانية 2020 -2021م
الحدود المكانية مواقع التواصل الاجتماعي
الدراسات السابقة
1.دراسة ( وائل عبد العال 2018)[1](1) بعنوان الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في السياسة الخارجية الفلسطينية وهدفت الدراسة إلى معرفة مستوى الأداء للدبلوماسية الرقمية الفلسطينية ومحاولة تقديم تفسيرات لهذا المستوى وفق معيار مرجعي ، بجانب تشخيص القضايا التحفيزية والتشغيلية فيما يتعلق بممارسة الدبلوماسية الرقمية في الدوائر الرسمية الفلسطينية ومعرفة مدى تخصصية القائم بالدبلوماسية الرقمية والتعرف على الخصائص المهنية للقائمين بهذا القطاع والتعرف على خطط واستراتيجيات الدبلوماسية الرقمية وخطط العمل لتلبية احتياجات المؤسسة الرسمية والسياة العامة ، استخدم الباحث المنهج المسحي في الدراسة وخرجت بأهم النتائج وهي أوضحت الدراسة ضرورة صياغة استراتيجية للدبلوماسية الرقمية الفلسطينية بحيث توضع في سلم أولويات العمل الدبلوماسي الفلسطيني كإحدى أدوات( القوة الناعمة) كما أشارت إلى الاستفادة من الخبرات الدولية القائمة من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية ومراكز البحوث والدراسات الخاصة بالدبلوماسية الرقمية ، بجانب تدريب وتأهيل الكوادر الفلسطينية من خلال دورات تخصصية دقيقة تمكنهم من المنافسة في العالم الرقمي
2.دراسة ( عمر سليمان مكاوي 2009)[2](2) بعنوان دور الإعلام في تحقيق مفهوم الدبلوملسية الشعبية ، هدفت الدراسة إلى توضيح دور وسائل الإعلام في تحقيق مفهوم الدبلوماسية الشعبية بجانب توضيح مفهوم الدبلوماسية الشعبية واستخدام الإعلام في خدمة الدبلوماسية الشعبية ، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي,
المحور الأول : تعريف الدبلوماسية الرقمية
الدبلوماسية بمفهومها الفضفاض هي “إدارة العلاقات الدولية عن طريق المفاوضات أو طريقة معالجة وإدارة هذه العلاقات بواسطة السفراء والممثلين الدبلوماسيين فهي عمل وفن الدبلوماسي ،إلا أنها في حقيقة الأمر علم له أصوله وفن له مهارات من خلال دراسة كل أشكال التمثيل الدبلوماسي من دبلوماسية علنية برلمانية شمولية
الدبلوماسية الرقمية[3](3) هي امتداد للدبلوماسية التقليدية العامة في الاتصال بين الجهات الرسمية في الدول وتتميز الاتصالات وفق نموذج الدبلوماسية الرقمية بأن الاتصالات فيها مفتوحة ومباشرة وتفاعلية وتؤسس على المديين المتوسط والطويل لخلق قوة ناعمة تخدم أهداف الدول وتوجهاتها الدولية .
لقد أثر الفضاء الإعلامي الإلكتروني على السياسة الخارجية الدولية وجعلها تبحث عن طرق جديدة من أجل الحفاظ على المصالح القومية للشعوب من خلال تبادل المعلومات بين الحكومة والدول والجماعات الأخرى ، وأن عوامل الصراع والمنافسة تجسدت في العديد من بقاع العالم وأصبحت الحاجة ملحة إلى ظهور الفاعلين الدبلوماسيين خارج نطاق الدولة وهذا ما يميز ملامح العلاقات الدولية المعاصرة وليس هنالك تعريف متفق عليه للدبلوماسية الرقمية إلا أن أبسط تعريفاتها يشير إلى أنها تعبر عن ” استخدام شبكة الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات للمساعدة على تنفيذ أهداف الدبلوماسية أو أنها تعبر عن عملية تسخير الانترنت وتكنولوجيا الاتصال الحديثة للتواصل مع جمهور خارجي بهدف خلق بيئة تمكين للسياسة الخارجية لبلد ما ، وتتحول المعلومات إلى صيغة رقمية بما يتيح امكانية توظيفها من قبل الدبلوماسيين والقدرة على الاحتفاظ بها والتنسيق مع أزرع أخرى للحكومة واستخدام هذه الوسائل للاستمرار في تنفيذ دور الاشراف والتوجيه للسياسة الدولية عبر الحكومة وتتيح الدبلوماسية الرقمية للدبلوماسيين الاتصال بشعوبهم والشعوب الاجنبية والاستماع إليهم والحوار معهم ، هؤلاء الناس الذين انتقلوا وتواجدوا على الانترنت ، إضافة إلى فرض تأثيرهم في عالم الانترنت المزدحم على نحو متزايد.
وفقاً لما ذكره مانور وسيجف ، تشير الدبلوماسية الرقمية أساساً إلى الاستخدام المتزايد لمنصات وسائل التواصل الاجتماعية من قبل الدول ، من أجل تحقيق أهداف سياستها الخارجية وتحسين صورتها وسمعتها ، لذلك نجد الدبلوماسية الرقمية موجودة على مستوى وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية الموجودة حول العالم ومن خلال هذين المستويين يمكن للدول تصميم رسائل السياسة الخارجية ومضامينها الوطنية بحيث تشمل الخصائص الفريدة للجماهير المحلية فيما يتعلق بالتاريخ والثقافة والقيم والتقاليد مما يسهل قبول سياستها الخارجية والصورة التي تهدف إلى ترويجها ، لذا نجد أن الدبلوماسية الرقمية هي نتاج لثورة المعلومات والاتصالات وتعد استراتيجية إبداعية في المقام الأول حيث تستند إلى التحليلات الاجتماعية لوسائل التواصل الرقمية وأن خطط الدبلوماسية الرقمية ترتكز على السياسة الخارجية والعلاقات الدولية القائمة على تبادل الرأي العام من جهة وعلى الصورة الذهنية والوسم الوطني ، من جهة أخرى تشكل القوة الناعمة المؤثرة ، ولاسيما أن الدبلوماسية الرقمية تتطلب قدرات ومهارات ابتكارية في التخطيط والتطوير على مستوى المحتوى والتواصل مع الجماهير باستخدام وسائل تفاعلية تسعى إلى تحقيق أهداف الدولة وتوجهاتها الداخلية والخارجية.
فالدبلوماسية باختصار هي فن التفاوض بالعقل والحكمة ، وهي في نفس الوقت اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وهذا التعريف يمكن أن يكون قاسم مشترك بين وجهات النظر المتباينة ، كما أن هنالك الدبلوماسية غير الرسمية والتي تشكل مجالاً حيوياً في عمل أي دولة من خلال المنظمات غير الحكومية ، مع الأسف هنالك عدم إدراك لأهمية الدبلوماسية غير الرسمية في بناء الصورة الايجابية للدول وعادة ما نلج إلى هذا الأمر عند الاضطرابات في العمليات الدفاعية العاجلة وقد لا تعطي في العادة نتائج ايجابية لأن أفضل طرق الدعاية هي التي تكون بطريقة غير مباشرة وفقاً لعملية منظمة ومخطط لها بعناية ، لذلك تتجلى الدبلوماسية الرقمية في المواقع الالكترونية لوزارات الخارجية والسفارات والقنصليات والهيئات الحسابات الاجتماعية للوزارات وغيرها . ونجد أن الدبلوماسية الرقمية تقوم على نموذج الاتصال الرقمي المبادر أو المتراجع ثم التغذية الراجعة feedback والتحليلات الاجتماعية القائمة على حجم المشاركة التفاعلية ، ثم تأتي عملية التأثير المعروف بالقوة الناعمة العاملة على توجيه الإدراكات والآراء والقيم والاتجاهات وصولاً إلى انتاج بيئة خارجية متعاونة وصديقة على صعيد السياسات الخارجية[4](4) .
القوة الناعمة : تعرف بأنها القدرة على الحصول على ما تريد من خلال الجذب والاقناع ويس القسر أو الإكراه
سمات وخصائص الدبلوماسية الرقمية[5](5)
كل شيء أصبح في عالمنا هذا أكثر قرباً من بعضه البعض ، فما يحدث في أي دولة يمكن معرفته في دولة أخرى وهكذا أصبحت عملية الاتصال أفضل من أي وقت مضى وسادت الشفافية ونشر المعلومات وحرية الوصول إليها ونقلها وتفاعل معها برمشة عين ، وما تريده بين يديك على مدار الدقيقة وحسابات الثانية وأنت جالس في أي مكان وبالوضعية التي تختارها ، فالدبلوماسية الرقمية خلقت لنفسها قنواتها الجديدة التي تختلف عن القنوات الدبلوماسية التقليدية والفاعلون داخل هذا العالم الدبلوماسي الجديد يختلفون عن نظرائهم في عالم السياسة التقليدي حيث أصبحت الشركات الرقمية الكبرى تأخذ مكان الدول والمنظمات الدولية الكبرى ، إنها ليست دبلوماسية موازية مثلما يطلق اليوم على أنواع من الدبلوماسيات التي تستعين بها الدول لدعم سياساتها الخارجية وانما هي دبلوماسية قائمة بذاتها لها أسلوبها الخاص وطرق اشتغالها التي تختلف عن الدبلوماسية التقليدية ، ومنذ انتهاء الحرب الباردة ونحن نعيش صراعاً دولياً تكمن معظم أدواته في استخدام تكنولوجيا المعلومات وشهد تحولاً جزرياً في الطريقة التي يتعامل بها الفاعلون الدوليون في إدارة علاقاتهم الدولية التي تتعلق بالدبلوماسيين والسياسة الخارجية وكان للنمو المتسارع في انتشار تكنولوجيا الاتصال والمعلومات تأثيره الكبير على ممارسة الدبلوماسية ، كما مثٌل ذلك أيضاً تهديداً لعمل المسئولين الدبلوماسيين ودورهم المركزي في رسم السياسة الخارجية وعمل ذلك على تقويض بعض المهام الدبلوماسية ، وأصبحت ثورة الاتصال والمعلومات تقوم بدور كبير في نقل المعلومات حول ما يدور في الخارج وبصورة أسرع وبطريقة مباشرة وهذا ما شكل في حد ذاته احلالاً لمهمة السفير أو المبعوث الدبلوماسي ، وهذه الدبلوماسية الجديدة لها ما لها وعليها ما عليها ، ميزتها أنها شفافة وقوة تأثيرها ظاهرة للعيان ليست حكراً على الدول وانما يمكن أن يمارسها أشخاص وجماعات ومنظمات والعلاقات داخلها لا تحددها دائماً المصالح وانما يمكن أن يكون للقيم داخلها دور مهم اذا وجدت من يدافع عنها ويتبناها كخطة ودبلوماسية هجومية أو تعريفية حضارية إقناعيه تتسم بالتروبلد.
- سلبيات هذه الدبلوماسية كثيرة أولها عدم وجود قانون دولي يؤطرها ، وغياب عادات وتقاليد يمكن البناء عليها لتأسيس علاقات دبلوماسية دولية رقمية متوازنة كما أن هاجس الربح السريع الذي حول بعض الشركات الرقمية إلى شركات عملاقة في أسواق البورصات العالمية يمكن أن يدفع أصحابها إلى كل أنواع الحيل التي تتيح لهم الربح الكبير والسريع .
- مزايا الدبلوماسية الرقمية
تتميز الدبلوماسية الرقمية بعدة مزايا هي
أولاً/ المركزية واللامركزية عن طريق تنقية الجهاز البيروقراطي وتقليل التكلفة وتوفير قنوات اتصالية سهلة داخل المنظمة مما يزيد من الكفاءة والفعالية.
ثانياً / التفتت والاندماج عبر سهولة إنشاء روابط إلكترونية افتراضية بين المجتمعات المختلفة والعمل على سهولة الاندماج وفي نفس الوقت القدرة على التعبير على الهوية الذاتية.
ثالثاً / الشفافية بحالة الاكتشاف العالمي ودعم التكتل والتحالف وراء قضايا تتعلق بكيفية التعامل مع المعلومات والضغوط .
رابعاً / التعبئة والتوجيه بتوفير المعلومات واتخاذ القرارات والموازنة بين التعبئة وبين التوجيه في اتخاذ القرارات .
خامساً/ السرعة بتجاوز الزمان والمكان وقيود الجغرافية بما ينعكس في تسريع الخطى لاحتواء الصراعات والتدخل الانساني.
سادساً/ الافتراضية يعني المحاكاة عبر الكمبيوتر للواقع الفعلي ، فالدبلوماسية الافتراضية هي دبلوماسية حقيقة تتم عبر وسائل تكنولوجية وبروز ما يطلق عليه الدبلوماسية الضخمة mega diplomacy والتي تعبر عن شبكة من التفاعلات السريعة بين فاعلين رسميين وغير رسمين[6](6)
الفضاء الإلكتروني منح كل العاملين في الحقل الدبلوماسي فرصة للتعبير عن امكانياتهم وقدراتهم وطموحاتهم وابداعاتهم وشكل لهم حيزاً كبيراً في جمع المعلومات وايصالهم إلى ذويهم وتعزيز قدراتهم وتسهيل المتابعة لما يجري داخل بلده أو داخل الدولة التي يتواجد بها بغية خدمة وطنه والتقدم في سلمه الدبلوماسي.
لذلك يتم توظيف الفضاء الإلكتروني في العمل الدبلوماسي عبر أدوات جديدة مثل مواقع الانترنت الخاصة بالتعاون مع الدبلوماسية أو عبر استخدام الشبكات الاجتماعية مثل ” توتير و فيسبوك ويوتيوب والتي أتاحت فرص الوصول مباشرة إلى جمهور الدولة بدلاً من الاختصار على العلاقات مع المؤسسة الرسمية ، وأصبحت تلك الأدوات الجديدة تساهم في خدمة أهداف السياسة الخارجية ، لذلك نجد أن الدبلوماسية الرقمية تقوم على نموذج الاتصال الرقمي المبادر أو المسترجع ثم التغذية الراجعة والتحليلات الاجتماعية القائمة على حجم المشاركة التفاعلية ثم تأتي عملية التأثير المعروف بالقوة الناعمة العاملة في توحيد الادراكات والآراء والقيم والاتجاهات وصولاً إلى انتاج بيئة خارجية متعاونة وصديقة على صعيد السياسات الخارجية.
خلاصة القول أن السياسة الخارجية النشطة تتطلب دبلوماسية رقمية نشطة ويتعين على الدول دمج الدبلوماسية العامة الرقمية في عملية صنع قرار السياسة الخارجية وتنفيذه ، خصوصاً وأن جيل الانترنت الذي تتصاعد أهميته في صنع السياسات الخارجية في العالم.
منافع الدبلوماسية الرقمية
توسع مساحات وصول الجهد الدبلوماسي ، لا تنحصر جهود تعزيز وتقوية العلاقات الدولية بأنها بين طرفيين رسميين سواء كان ذلك بين الرؤساء أو الوزراء أو السفارات أو الهيئات والمنظمات ، ومع وجود الدبلوماسية الرقمية أصبح بإمكان أن تكون طرفاً مساعداً للدبلوماسية التقليدية. إضافة إلى ذلك أضحت المسافات البعيدة بين الدبلوماسيين والجماهير المستهدفة أقل أهمية مع تفشي استخدام التقنية والتواصل وإمكانية فرز الجماهير وفقاً للاهتمامات والمواقع الجغرافية والفئات العمرية وتقسيمات أخرى ، فهي تعزز عمل الدولة وتحقق السياسات الخارجية بشكل سريع ومباشر وتوسع التواصل الدولي والتأثير على الاشخاص والجهات التي لا تصلها جهود الدبلوماسية.
الاجراءات الدبلوماسية
تهدف هذه الاجراءات إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة بغرض الوصول إلى حل مشترك من جانبهم ، وهي تستخدم لحل كل المنازعات القانونية والسياسية على حد سواء لذلك فهي تفسح المجال لأثارة كل الحجج المتعلق منها بالقانون أو بالوقائع العامة للإجراءات الدبلوماسية وانها اختيارية ولذلك يفترض موافقة الاطراف المعنية بها.
المفاوضات الدبلوماسية : وتتم إما من خلال مباشرة العلاقات الدبلوماسية بين الأطراف المتنازعة أو عن طريق الدعوة لمؤتمر يتم انعقاده خصيصاً من أجل انتزاع موضوع البحث ، أو في اطار الاجتماعات الدورية التي تتم بين هذه الأطراف.
أنواع الدبلوماسية :تتمثل في الاتي [7](7)
أ/ دبلوماسية الأزمات إن هذه الدبلوماسية أخذت ملامحها وتصوراتها من خلال فترة الانفراج والوفاق الدولي في ظل الحرب الباردة وخرجت بالنتائج الاتية
*تصور الأزمات من منظور عقائدي: أن الصراعات التي نشأت في هذه الفترة كانت صراعات عقائدية بحته رغم الغطاء الأديولجي الذي استخدمته لتبرير مسلك كلتا الكتلتين ، فالعامل العقائدي عامل مهم في تشخيص الأزمات الدولية ومضاعفة حدة التوترات الكامنة.
*الاثار الدعائية : يعتبر أيضاً من العناصر الثابتة والملحوظة في دبلوماسية الأزمات والحروب الباردة من خلال التركيز على أسلوب الأثارة الدعائية المكثفة والتي حاولت الأطراف الكبرى في تلك الأزمات أن تحيط بها ، وهنا تضعف مقدرة أطراف الأزمة الرئيسية على التحكم في زمامها وبالتالي احتمالية اتخاذ قرارات عشوائية غير مدروسة.
ب/ الدبلوماسية الوقائية : يقول همر شولد ” إن أهمية الدبلوماسية الوقائية أو المانعة تتمثل بشكل خاص في المواقف التي ينفجر فيها الصراع كنتيجة لوجود فراغ قوي في المناطق غير المنحازة التي تقع بين الكتل الدولية الكبرى وهنا تكون مسئولية الدبلوماسية الوقائية ووظيفتها الاساسية محاولة ملء ذلك الفراغ من خلال الوجود المؤثر والفعال وذلك لكي تفوت الفرصة على القوى الكبرى أن تفعل ذلك بوسائلها الخاصة التي لابد أن تقود إلى سلسلة من ردود الفعل المضاد وفي النهاية للسلم والاستقرار الدوليين ويمكن أن يتم ذلك من جانب الأمم المتحدة على أساس مؤقت حتى يتثنى ملء ذلك الفراغ بالوسائل الطبيعية من خلال الاتفاقيات أو المبادرات التي تنبثق من إرادة الدول المعنية بها مباشرة.
ج / دبلوماسية التحالفات : ترتكز دبلوماسية التحالفات على إقامة الاحلاف العسكرية ومواثيق الأمن الاجتماعي ومعاهدات الدفاع المشترك في عالم ما بعد الحرب ومنها :
- مقتضيات التوازن فالنظام الدولي تتوزع فيه علاقات القوة بطريقة تخلو تماماً من التعادل والتكافؤ تساعد على خلق أوضاع قد تقرب بعض الأطراف بالتوسع أو ممارسة العدوان على حساب المصالح القومية أو السلامة الاقليمية ، بهذا تعتبر التحالفات أداة فعالة لتقويم الاختلال في توزيع القوى على المستوى الدولي.
- الأهداف والمصالح والاحتياجات المشتركة –فضلاً عن تقارب القيم والمعتقدات والنظم والمؤسسات وهي كلها تغذي الميل نحو التجمع والتحالف لصونها والدفاع عنها في مواجهة كل مظاهر التهديد والخطر المشترك.
- الاتجاه نحو التحالف الخارجي – وهو الانحياز إلى مجموعة أو تكتل دولي يعتقد أنه لديه الموارد والقدرات لكسب صراع يدوم مع الخصوم ولتحقيق الحد الأقصى من الكسب في نطاق الظروف القائمة.
الهيئة الدبلوماسية:
تعرف الهيئة الدبلوماسية بأنها مجموعة من الموظفين الدبلوماسيين الاجانب المعتمدين في بلد معين وتشمل السفراء والوزراء والمفوضين ، المستشارين والملحقين العسكرين والاقتصادين والثقافيين والصحفيين وزوجات جميع هذه الفئات.
مهام البعثة الدبلوماسية : يطلق على البعثة الدبلوماسية الجهاز الدبلوماسي وتوكل إليه مهام حماية مصالح الدولة لدى الدولة المستقبلة وحماية مصالح رعاياها واجراء الاتصالات والمحادثات والمفاوضات باسمها وباسم كبار المسؤولين والسهر على حسن تنفيذ الاتفاقيات المنعقدة بين الطرفين ومتابعة الاحداث التي تجري في الدولة وتقديم تقرير دوري عنها إلى الدولة الموفدة وتوثيق أواصر الصداقة وتنمية العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين ومن مهامها[8](8).
أ/ التمثيل : تتثمل هذه المهمة في نيابة الدبلوماسي عن بلده لدى الدولة المستقبلة ويتلخص هذا التمثيل في نقل المواقف الرسمية وغير الرسمية وتبليغ المعلومات ووجهات النظر إلى حكومة الدولة المعتمد لديها الممثل ، كما تهتم أيضاً بمشاركة المبعوث الدبلوماسي في الاعياد الوطنية وحضور الاحتفالات الرسمية.
ب/ المفاوضة : وهي إحدى الواجبات الملقاة على عاتق المبعوث الدبلوماسي من خلال تكون طلب أو عدة طلبات ، وقد تكون رداً أو دفاعاً عما ينسب إلى الحكومة للوصول إلى اتفاق بين الدولتين والهدف الأساس هو ايجاد علاقات ودية بين الدولتين للحصول على الاستقرار والسلام وغيرها من المهام.
مؤهلات المفاوض الدبلوماسي [9](9)
بعد انتشار الدبلوماسية الحديثة والثقافة الاخلاقية أصبح تقدم النظرية الدبلوماسية يقاس بالتقارب المطرد بين الاخلاق العامة والاخلاق الفردية وللوصول إلى حل دائم لحل الصراع فإن السبيل إلى ذلك يتم بما يلي:
*المؤهلات الخلقية – المؤهل الخلقي هو أول ما ينظر إليه من صفات الدبلومالذي قد يحقق ما لم تحققه الجيوش بعددها وعدتها واساطيلها.
*اللباقة والحكمة وحسن التصرف – وتتجلى في الدبلوماسي أكثر عندما يكون هنالك مهمة رسمية فإذا فارقته اللياقة والحكمة وحسن التصرف فارقة بلوغ الهدف وتعثرت مهمته ، اضافة إلى القدرة على اشعار الطرف الأخر بالرضا والاحتفاظ بعلاقات جيدة معه.
*القدرة على تحويل الخصوم إلى أصدقاء – انها مهمة صعبة للغاية إلا على ثلة من الناس هم أؤلئك الدبلوماسيين الأذكياء ، اضافة إلى الابتعاد عن اساليب الوعود الكاذبة أو خرق حرمة الوفاء والغش لأنه يولد عند الطرف الأخر الرغبة في الانتقام .
نماذج عالمية من الدبلوماسية الرقمية[10](10)
توضح أخر الاحصائيات سبتمبر 2017م عن الشبكات الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم والتي تنشرها شركة ( ستا تيستا Statist a) وهي واحدة من الشركات الرائدة في مجال الاحصائيات على شبكة الانترنت ، أن ما يقارب ملياري مستخدم للأنترنت حول العالم يستخدمون الشبكات الاجتماعية ، ولا يزال من المتوقع أن تنمو هذه الأرقام مع زيادة استخدام الاجهزة المحمولة والشبكات الاجتماعية وحسب الاحصائيات يشكل الفيسبوك أول شبكة تواصل اجتماعي من حيث عدد المستخدمين وقد تجاوز المليار حساب مسجل ويستخدمه 2,06 مليار مستخدم نشط شهرياً وحسب الاحصاءات التي يوفرها نفس الموقع Statista ففي كل دقيقة تحدث عشرات ملايين الانشطة عبر شبكة الانترنت بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي وهي أرقام مذهلة ومغرية لأي جهة ترغب في الاستفادة من هذه الأرقام ، وحسب الموقع وفقاً للإحصائيات 2017م ينشر في كل دقيقة 3,3 مليون منشور على فيسبوك و3,607,080 عملية بحث على غوغل و4,146,600 مستخدم يشاهدون الفيديوهات على موقع يوتيوب و29 مليون رسالة متبادلة من خلال تطبيق واتساب و4,6740 صورة على موقع انستغرام و456,00 تغريده على موقع توتير وفي الشرق الأوسط يعيش حوالي 280 مليون عربي من بينهم 145 مليونا يستخدمون الانترنت ويستخدم 100 مليون الفيسبوك فضلاً عن شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل توتير وانستغرام وغيرها التي يرتادها الملايين ومعظم المستخدمين هم من جيل الشباب ، وهي الفيئة المستهدفة الرئيسية التي يتنافس عليها الجميع .
هذه الاحصائيات المهمة تشير إلى أهمية هذا التحول النوعي في نمط الاتصال بين البشر ما دفع الحكومات إلى الاستفادة من القصوى من هذا التطور الجذري في وسائل الاتصال ، فمن كان يتخيل أن تصل رسالة واحدة في لمحة بصر إلى الملايين من المتابعين دون أن يتكلف صاحب الرسالة إلى شيء.
وحسب تقرير ( دبلوماسي) يوجد عدد من الحسابات لقادة العالم عن منصات التواصل الاجتماعي ومنها ما ور يسيو ماكري رئيس الأرجنتين ودونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وجاستين ترودو رئيس وزراء كندا والملك عبد الله الثاني ملك الأردن والرئيس التركي رجب طيب أورد غان وجميعها تعتبر حسابات نشطة على شبكات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى تويتر وفيس بوك ، ويكشف التقرير حالة الدبلوماسية الرقمية والاهتمام بهذا الحقل الدبلوماسي الجديد وكم الحيوية التي يتمتع بها ، ويشير التقرير إلى الاهتمام بالمنصات الرقمية يزداد بشكل كبير من قبل قادة العالم والحكومات ىفي جميع أنحاء العالم وأن أعداد المتابعين وحجم التفاعل يجعل من هذه المنصات مصدراً مهما للحصول على أحدث الأخبار والبيانات ، وأن الاستخدام الجديد للإعلام الرقمي أصبح مقياساً دبلوماسياً وأداة تستخدم لتحليل وتوقع العلاقات الدولية.
ويصدر التقرير المسمى Digital Diplomacy Review سنوياً عن مركز اسطنبول للشؤون الرقمية ويستخدم لقياس وقياس أداء الدبلوماسية الرقمية ل 210 وزارة خارجية حول العالم .
تجرية المملكة المتحدة
يشير تقرير الدبلوماسية الرقمية للعام 2016م إلى تصدر المملكة المتحدة لدول العالم التي حصلت على المركز الأول عالمياً في أداء الدبلوماسية الرقمية ، وبريطانيا من التجارب التي تستحق التأمل حيث تقدمت على فرنسا والولايات المتحدة اهتمامها بهذه التجربة ويظهر في تفاصيل التقرير أن بريطانيا استخدمت أكبر قدر ممكن من مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بعدد كبير من لغات العالم لأغراض دبلوماسيتها العامة ومن الأمثلة على ذلك ( السفير البريطاني لدى مصر جون كأسن الذي ينشط بكثرة على توتير ويتابعه حوالي ثلاثة اربع مليون معظمهم من المصريين والعرب وتغلب على تغريداته البساطة والتنوع ما بين السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، فيما يشبه أنشطة العلاقات العامة التي ترمي إلى تقديم صورة نمطية ايجابية عن بلده[11](11) .
تجربة فرنسا
تعتبر فرنسا من الدول الرائدة في مجال الدبلوماسية الرقمية التي تسميها
( دبلوماسية التأثير )[12](12) وقد أحتلت المرتبة الثانية في تقرير الدبلوماسية 2016م وقد أنشأت وزارة الشؤون الخارجية موقف موقع لها على الانترنت منذ عام 1995م ويبلغ عدد وزراء موقع الدبلوماسية الفرنسية الشهري زهاء 17 مليون زائر وقد انتهجت الخارجية الفرنسية منذ عام 2009م سياسة خاصة فيما يخص الاتصال عبر الشبكات الاجتماعية فكانت أول وزارة فرنسية تفتح حساباً على توتير حيث تهتم وزارة الخارجية الفرنسية بشكل كبير بالنشاط الرقمي ، وتهدف بشكل اساسي إلى ( ترويج صورة فرنسا ومن ثم الدفاع عن مصالحها ) سواء كانت لغوية أو ثقافية وتسعى أيضاً إلى تحسين معرفة الجمهور بأنشطته الوزارة لذلك يشهد نشاط الدبلوماسية الرقمية الفرنسية اتساعاً مطرداً في وسائل الإعلام الجديد ومنها تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ، ولم يعد مفهوم الدبلوماسية الرقمية بالنسبة لفرنسا يقتصر على العلاقات بين دولة وأخرى – بل أصبح يعتبر أيضاً اتصالاً بين الدولة والجمهور مباشرة وتوفير الشبكة الاجتماعية إمكانية الاصغاء للجمهور وتبادل الآراء معه مباشرة ووضعت الوزارة أهمية أكبر حيث خصصت الوزارة جلسة تفاعلية شهرية على منصة توتير تتيح للجمهور التواصل مع المسئولين الفرنسيين للاستماع إلى أرائيهم والإجابة عن تساؤلات الجمهور في موضوعات مختلفة ، الخطة المتفردة تستخدم أهم خاصية من خصائص الإعلام الجديد وهي التفاعلية المباشرة مع الجمهور وهو يحقق أكبر قدر من التأثير الذي يخدم الهدف الأساس للدبلوماسية الرقمية وهو مخاطبة الجمهور والتأثير عليه مباشرة دون تكلفة تذكر.
الدبلوماسية الرقمية السودانية
لا تبدو الدبلوماسية السودانية بما فيها الدبلوماسية الرقمية في أحسن أحوالها وذلك لأسباب موضوعية فلا يمكن مقارنة الدولة السودانية مع دول كبيرة مستقرة وقوية اقتصادياً وتكنولوجياً ومؤثرة في السياسة الدولية فمن الصعوبة بمكان وضع السودان مع نماذج ناجحة في مجال الدبلوماسية وحسب المعطيات أن الدبلوماسية الرقمية لم تتبلور بصورة واضحة حتى الآن مقارنة بتجارب أخرى في العالم العربي كتجربة الأمارات ، وكثير من الدبلوماسين السودانيين لا يعرفون الدبلوماسية الرقمية ولا أهميتها ومغزاها الحقيقي ، ولذلك من الواضح انه لا توجد استراتيجية محددة لدى الدبلوماسية الرقمية السودانية لتلبية احتياجات وزارة الخارجية والسياسة العامة في هذا الاتجاه ، وحيث تبين انه لا توجد دائرة أو قسم في وزارة الخارجية السودانية يحمل اسم “الدبلوماسية الرقمية “حسب دكتور صالح موسي دبلوماسي سابق بوزارة الخاجية السودانية في اتصال معة بتاريخ 5/ 10 / 2022م
المحور الثاني : الإرهاب من مواجهة الأثار إلى دراسة الاسباب
تعريف ومفهوم الإرهاب
تقول الموسوعة الأكاديمية في تعريف الارهاب هو الاستعمال المحسوب لأعمال العنف أو التهديد بها ، بما فيها من قتل وخطف وتفجيرات وتخويف الناس واخضاعهم ، وعادة ما يكون بغرض تحقيق أهداف سياسية معينة ، وعندما يستعمل الإرهاب من قبل الحكومات أوقات الاحتلال يكون الإرهاب من هؤلاء وسيلة من وسائل النزاع الخانق ، ويؤدي إلى تصفية المقاومة[13](13) ، وعندما يطبق وباسطة حركات سياسية يكون الغرض منه اسقاط الحكومة أو اجبارها على عمل تغيرات سياسية ، وفي هذا السياق يكون الإرهاب هو حرب العصابات ، ويكون عادة من مجموعة غير حكومية لإظهار عجز الحكومات عن حفظ النظام أو لإجبارها على تقنين أو زيادة الكبت . لقد جاء استهلاك كلمة إرهاب لأول مره ابان الثورة الفرنسية 1789م – 1799م في تلك الحقبة التي عرفت بعهد الإرهاب the Reigen of terrorr في الفترة من 1793م –1794م وذلك عندما نجحت الثورة الفرنسية في الاستيلاء على السلطة حيث تبنت لجنة السلامة العامة committee of public safety سياسة تصفية كل العناصر المناوئة للثورة فأرسلت حوالي 2500 منهم إلى المقاصل ، كما أن العديد منهم أهين في السجون وأخرين أبيدوا في ثأر جماعي.
أما الموسوعة العربية العالمية فتقول : الإرهاب هو استخدام العنف أو التهديد به لإثارة الخوف والذعر ، يعمل الإرهابيون على قتل الناس أو اختطافهم ، كما يقومون بتفجير القنابل واختطاف الطائرات واشعال النيران وارتكاب غير ذلك من الجرائم الخطيرة ، كما أن معظم الإرهابين يرتكبون جرائمهم لدعم أهداف سياسية معينة ، كما ذكرت الموسوعة أن الإرهاب في ممارسات الدول إلى حيز الوجود إبان الثورة الفرنسية 1789 م – 1799م حين تبين بعض الثوريين الذين استولوا على السلطة في فرنسا سياسة العنف ضد أعدائهم وقد عرفت فترة حكمهم باسم
( عهد الإرهاب) ، واشارت الموسوعة العربية كذلك إلي مظاهر الإرهاب فقالت : يرتكب الإرهابيون أعمالهم الإرهابية لأسباب مختلفة ، فقد يدعم بعض الإرهابين مذهباً سياسياً محدداً ( الحكام المستبدون ) على حين أن بعض المنظمات تمثل شعوباً معينة تطالب بحريتها من حكومات قائمة أو سلطات احتلال وهذه لا تدخل في دائرة المنظمات الإرهابية ، إذ انها تناضل من أجل حقها المشروع في حياة كريمة . كذلك يعمل الدكتاتوريون على استعمال العنف لتخويف مناوئيهم أو للقضاء عليهم تماماً قد لا يزيد أعضاء كثير من المنظمات الإرهابية على عدد قليل من الأفراد يعتقد هؤلاء الإرهابيون استعمال العنف أو التهديد به لإثارة الذعر هو أفضل من طريقة لكسب الدعاية العامة ولكسب الدعم المناسب لقضاياهم ، قد تدعم بعض الحكومات سراً ، بعض الجماعات الإرهابية بتزويدهم بالسلاح والتدريب والمال اللازم لتنفيذ هجماتهم الإرهابية التي يقومون بها.
في نهاية الحرب الأهلية الأمريكية عام 1865م وخلال سنوات القرن العشرين قامت جماعة أمريكية عرفت باسم ( كو كلو كس كلان) باستخدام العنف لإرهاب المواطنين السود و المتعاطفين معهم ، وقد قامت المنظمات الإرهابية الصهيونية بغزو ومهاجمة القرى والمدن في فلسطين وارتكاب المجازر الفظيعة فيها وطرد أهلها خارج قراهم ومدنهم ، وكان من أهم هذه المجازر مجزرة دير ياسين قرب القدس ، ومذبحة بئر السبع وبعد قيامها دولة ( اسرائيل) تكونت جماعات اليهود المتطرفين التي تنكر أي حق للعرب والمسلمين في الوجود في أرض فلسطين ، بل تؤمن على قتلهم في مساجدهم كما حدث في مذبحة المسجد الإبراهيمي في فلسطين والاستيلاء على مساكنهم ومزارعهم .
استخدم الجيش الجمهوري الايرلندي المؤقت الذي تأسس في عام 1970م العنف في قتله لتحرير ايرلندا الشمالية من الحكم الإنجليزي وقامت المجموعة الوطنية (فالن) بتفجير عدد من الأهداف في الولايات المتحدة الأمريكية خلال سبعينيات القرن العشرين وقد بدأت هذه المجموعة حق استقلال ( بور توريكو ) عن الولايات المتحدة .
وأخيراً فإن اضافة تعريف للإرهاب من وجهة النظر الإسلامية أمر يعتبر من الأهمية بمكان حيث أن الإرهاب بمفاهيمه الحديثة قد تم ربطه بالإسلام والمسلمين . وقد صدر عن المجمع الفقهي الإسلامي
تعريف الإرهاب بأنه : هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغياً على الإنسان دينه ، دمه ، ماله ، عقله ، عرضه) ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد يقع تنفيذاً لمشروع اجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم للخطر فكل هذا من صور الفساد في الأرض كما قال تعالى 🙁 ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لات يحب المفسدين ) 77 القصص.
من أسباب العنف والإرهاب:
لاشك أن العنف والإرهاب وجهان لعملة واحدة فالإرهاب أو العنف فعل اجرامي وممارسة عدوانية وسلوك منحرف بكل المقاييس لأنه شذوذ في الطبع فإن للعنف اسبابه كما أن له أغراضه واسباب العنف اجمالاً متعددة ولكن أهمها في نظر الباحثين والنفسانيين والقانونيين خمسة تتمثل في الاتي[14](14):
أولاً / الأسباب الذاتية
الناجمة عن قصور في التربية والتعليم أدى إلى ضعف في المحصول المعرفي عن الحقائق الدينية نتيجة لعوامل كثيرة ، قد تكون من بينها عدم تلقي التعليم المناسب في الوقت المناسب أو انحراف في المنهج التعليمي عن الجادة أما جهلاً أو تخلفاً واما تشدداً وتزمتاً ، وفي كلتا الحالتين لا يكون التعليم في المستوى الذي يربي الفرد على مبادئ الاعتدال والوسطية وقد يكون من بينها أيضاً استعداد فطري مركب في النفس يميل صاحبه إلى الشدة والاندفاع .
ثانياً/ الأسباب الموضوعية
الناتجة عن ظروف المجتمع والآفات التي يعيش الفرد في كنفها ، سواء كان فقراً أو حرماناً أم قهراً أم افساداً في الحياة مما يشكل استفزازاً قومياً للفرد ، الذي قد يتعرض لضغوط اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو مذهبية تفرض عليه أن يتلقى توجيهات منحرفة متزمتة ومتطرفة وأن يسير في حياته سيرة تبعده عن الاستقامة .
ثالثا/ الاسباب العامة
والتي تنشأ من طبيعة المناخ العام الذي يعيش فيه الفرد ويتربى وينمو في بيئة لا يهتم فيها بالتوجيه الديني جملة أو يروج فيها التوجيه الديني غير السليم فيكون أثار ذلك الوضع جنوح الفرد وانحرافه ووقوعه تحت وطأة الظروف العامة فينشأ وفي نفسه الاستعداد للاندفاع مع الأهواء ، خاصة إذا وجد طريقه من يدفع به إلى هاوية التطرف وممارسة العنف ، لإلزام الناس المحيطين به باعتناق الأفكار التي آمن بها أو للتعبير عن سخطه على المجتمع وتفجير الكبت والحرمان اللذان يعاني منهما في أعمال إرهابية يائسة .
رابعاً/ أسباب خارجية
المقصود بها الدواعي والدوافع التي تأتي من جهات أجنبية وتتسبب في ايجاد البيئة المناسبة لنمو أفكار التطرف من أجل الدفع بالأفراد والجماعات إلى التمرد على المجتمع ومعاداته واستغلال سوء الظروف الاقتصادية وفساد السياسات العامة المتبعة ، الممارسة والعنف تحت ضغط تلك الأفكار التي شحنت بها النفوس لتحقيق أهداف تخدم مصالح تلك الجهات الاجنبية
خامساً/ الاسباب المؤقتة أو الاسباب المتحركة
ويقصد بها التي تنشأ بصورة مفاجئة وتلقائية في ظروف طارئة ، تؤدي إلى اعتناق فكرة متطرفة ، ليس بالضرورة أن تكون فكرة دينية وتحرضه على ارتكاب جريمة العنف في حق شخص أو فئه محدودة في وقت محدد ولغرض محدد ثم تلبث هذه الدوافع والدواعي أن تضعف ويقل تأثيرها قبل أن تتداعى وتتلاشى ، ولمعالجة هذه الاسباب الخمسة وغيرها ، ينبغي العودة إلى فهم الواقع الاسلامي والدولي وتحليل المعطيات التي تتوفر لدى الباحثين عن مجمل الأوضاع التي تسود العالم الاسلامي ، والوقوف على التضاريس السياسية والاقتصادية والاحاطة بالتيارات الفكرية والمذاهب العقائدية التي تروج في البلدان الإسلامية.
ومن خلال الدراسة المعمقة والاستقراء الفاحص نجد أن حالة العالم الإسلامي في هذه المرحلة ، ليست مما يسر ، فأوضاع المجتمعات الإسلامية من السياسية مفككة ومرتبكة وغير مستقرة ومن الناحية الاقتصادية ضعيفة ومتخلفة عن ركب الاقتصاد العالمي بمسافات بعيدة ، ومن الناحية العلمية والتقانة متراجعة وقاصرة ودون المستوى المطلوب ، ومن الناحية الفكرية والثقافية مشوشة ومتذبذبة ومضربة ومن النواحي الأخرى لا تبعث على الاطمئنان ولهذا كله أثاره وانعكاساته على الأفراد والجماعات وعلى الحياة الثقافية والدينية بصورة خاصة مما يوفر المجال لنمو أفكار العنف والإرهاب .
المحور الثالث : وسائل الإعلام التي نحتاجها للمواجهة وكيفية إعداد المجتمع
المواجهة :
ولنا أن نتسأل لماذا نواجه؟ وماذا نعني بالمواجهة ؟ وهل المواجهة تعني الحرب أو ابراز القدرة للأخر واستفزازه [15](15)
أولاً/ نحن لا نعني بالمواجهة الحرب ولسنا من دعاتها ولا نحبها بل نحن المسلمون دعاة سلام ومحبة وتواصل مع العالمين ، وربنا من أسمائه السلام ودارنا النهائية اسمها دار السلام ، وشعرنا لمن نلتقي به لأول مره وتحيتنا له : السلام بل وتحيتنا في الجنة السلام 🙁 وتحيتهم فيها سلام ) .
ونحن إذا كان الأخر يتكلم بكلام لا يؤذينا وكان من قبل اللغو والهذيان فإننا نتركه وما يخوض فيه مادام لم يمسنا بسوء ولم يتطاول على عقيدتنا بل نلقي عليه السلام لعله يتوب إلى رشده 🙁 وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين )19
ولكن في المقابل سنواجه بقوة وبشدة إذا أسئ إلينا لحفظ عقيدتنا ونحترم كرامتنا ونصون عرضنا وننمي أموالنا ولكي نتميز على العالمين بهويتنا ( ملة أبيكم ابراهيم وهو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس ) 21 ولن نستطيع أن نكون شهداء على الناس إذا كنا نحن أذلاء مستضعفين تابعين لغيرنا في ذيله وامتهان .
إننا نواجه أيها المسلمين لنكون كرماء يشعر بنا الأخر لنكون موجودين في العالم ، لنكون ضمن الخريطة العالمية ، يشار إلينا يقال هنا مسلمون ، نواحه لننال حقوقنا نواجه لكي لا نكون مقطورة تسحبها عربات ( الكبار) ، نواجه لنكون أحرار مستقلين ذوي شخصية قوية شامخة .
لذلك كيفية المواجهة تكون بأشياء كثيرة وخطط عديدة قابلة للتجديد والتطور.
إن الإعلام اليوم ينتشر في المجتمع ويتغلغل فيه بشكل يجعله شبيهاً بانتشار شبكة مياه في أحدث المدن التي لا يخلو منا بيت إلا أخذ نصيبه منها ولا نجد فرداً في تلك المدينة يزعم انه لا يشرب من ماء تلك الشبكة فمن الراديو خفيف الحمل إلى الكمبيوتر المحمول اللاب توب ، مروراً بالفضائيات وانتهاءً بشبكة المعلومات الانترنت إلى الهواتف الذكية ، وإذا كان الماء شريان الحياة فإن الإعلام اليوم هو قوام الفكر الاجتماعي وعمود بناء المجتمع الانساني فحيثما كانت وسائل الإعلام كان المجتمع ، فأصبحت المجتمعات على دين اعلامها – فهي تصوغ الطفل حتى يصل مرحلة النضج وتهوم بالصبي اليافع والشاب المراهق[16](16) .. وتسلي عقل الشيخ الهرم . ونحن هنا عندما نتحدث عن نوعية وسائل الإعلام فإننا نعني بذلك مختلف طبقات المجتمع نحتاج إلى مضامين ومستويات مختلفة من المعلومات تعينهم على المواجهة ، فالأطفال الصغار في حاجة إلى تعليم مبادئ الإسلام وتطبيقاتها والبالغون في حاجة إلى تذكيرهم بواجباتهم تجاه أنفسهم والأميون وصغار المتعلمين من سكان الريف في حاجة إلى تعريفهم بالإسلام وما جاء به من متغيرات لتوحيد السلوك الاجتماعي لشتى مضامين الحياة وألوان النشاط البشري وكيفية توجيهه الوجهة السليمة التي تصل إلى ما تصبوا إليه من مواجهة العدو ودفع شره وأن وسائل الإعلام التي ننشدها هي التي تطبع لهم ألوان حياتهم بالطابع الاسلامي الأصيل المصفى من كل الشوائب التي علقت به من جراء تداخل الثقافات الوافدة من الغرب والشرق وهي بطبيعة الحال غير اسلامية بل جاءت ممزوجة بعادات وتقاليد أقوام قد أن حرفت عقيدتهم وتبعاً لها قد أنحرف سلوكهم الاجتماعي ، لذلك ينبغي أن نوضح لهم أي نوع من التغير نحب وكيف يمكن التكيف مع هذا التغيير وكذا فوائد التغيير الذي يقودنا إلى مواجهة الأخر الذي يتربص بنا الدوائر .
ومجمل القول هنا هو انه على الإعلام الإسلامي اليوم تقع مسئولية توجيه هذا المجتمع المسلم الذي جهل كثيراً من القيم الإسلامية ومناهجه لرعاية الحياة وتسيير نظامها فضلاً عن أن يواجه غيره فكرياً وثقافياً بالتالي فهو منوط بإعادة صياغة بناء هيكل هذا المجتمع أبتدأ بالطفل ومروراً بالمرآة وانتهاءً بالشيخ الهرم ، وقبل هذا كله العناية ببناء اسس الحكم الإسلامي ورساء قواعده على النهج الإسلامي النظيف وابعاد القوانين المستوردة التي جلبت لتأكل رذيلة ومنكر ولا ريب في انه إذا صلح الحكم والحاكم صلح المحكومون والناس على دين ملوكهم كما يقولون ، فالجهاز الإعلامي الذي ننشده هو الذي يساهم في بناء وتثقيف الأمة وارشاد الراي العام . إذا من العوامل الأساسية التي تجعل الإعلام ا ذا فاعلية وتأثير ايجابي في مواجهة كل غاز ودخيل على نظام الحكم الإسلامي الرشيد الذي يتيح كلمة الحق والحرية ويمهد لها السبيل ولا يحول بينها وبين الوصول إلى الناس وحتى يبن الإعلام واجب الفرد والدولة وواجب المجتمع فيها وواجب الدولة تجاه الجماعة وحق الحاكم تجاه الرعية وحق الرعية تجاه الحاكم بل حقوق الناس حيال بعضهم بعضا.
والخلاصة أن الإعلام يستطيع أن يفعل الكثير ويرعا الأفراد والجماعات ويعرف بالنظم والقوانين ويأمر بالعروف وينهي عن المنكر لذلك الإعلام الدبلوماسي مطالب بتوجيه رسائله وفق قيم وعادات وتقاليد الشعوب وأن يخدم أمال وتطلعات الشعوب . فوسائل الإعلام الإسلامي ولاسيما التلفاز والفيديو والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تستطيع أن تقدم الإسلام صافياً نقياً حيث تعرضه بالصورة الحية المعبرة ذات الحركة النابضة ، كما تستطيع أن تزيل أمية الكبار سواء كانت أمية القراءة أو الكتابة ، لذلك لابد من وضع الأسس السليمة لمجالات الإعلام الإسلامي الموجهة وكيفية عمل تلك الاجهزة خاصة في ظل انفتاح العالم وسرعة الاتصالات ابتدأ من عمل الرسالة الإعلامية وتأثيرها إلى كيفية تعديل جهاز التلفيزيون والكمبيوتر والإنترنت وكذلك ضرورة إعداد القائمين على تلك الأجهزة والمواصفات التي ينبغي أن تتوفر فيهم كي يؤدوا هذه الخدمة الجليلة بنشر تعاليم الإسلام وشرائعه السمحة ، بجانب ترشيد الأداء في تلك الأجهزة ومواقع التواصل وتسخيرها لعمل الدبلوماسية الرقمية في تقريب وجهات النظر بين الدول والشعوب ومواجهة العدو بكل ما هو استراتيجي نافع ، ذلك لأن هدف الإعلام ليس مجرد الثقافة والفنون أو الإعداد والتنمية أو التسويق والإعلان – بل هو السبيل إلى مجتمع القوة والمعرفة ، ولاسيما مواجهة العدو مواجهة علمية راشدة ، وهنا يأتي عمل النخبة الإسلامية ذات العطاء الفكري الراقي التي يتعين عليها أن تتقدم وتأخذ مكانها الطليعي في قيادة الرأي العام ، كما يتعين عليها أن تزاحم طبقات الفنانين والصحافيين ومعدي البرامج ومصممي الشعارات ، ما لم تقم النخبة بهذا الجهد في الاستخدام الأرقى لوسائل الإعلام الحديثة وخاصة الإعلام الإلكتروني فإن أثرها سيضعف وصوتها سينخفض.
الخاتمة :
وتشمل على أهم النتائج من خلال الدراسة وهي:
- توجد دبلوماسية رقمية وهي امتداد للدبلوماسية التقليدية
2. أن ممارسة الإرهاب حقيقة حدثت وتمت بداية من قبل الحكومات الدكتاتورية المستبدة قبل أن تحدث من المنظمات المناوئة أو الأفراد
3.أن كثير من دول العالم مارست الإرهاب ولا زالت بعضها تمارسه ضد أعدائها أو المناوئين لها وتأخذ أمريكا ومنظماتها الإرهابية نصيباً أكبر من غيرها .
4 . أن مطالبة بعض الشعوب أو الأقليات بحريتها من حكومة قائمة أو سلطات احتلال لا تدخل في دائرة المنظمات الإرهابية إذ إنها تناضل من أجل حقها المشروع في حياة كريمة .
5.إن جميع المجالات التي تهدف إلى تعريف الإرهاب تنقصها كثير من الموضوعية إذ غلب عليه الطابع السياسي حيناً والطابع العاطفي حيناً أخبر
6.أن من أسباب صعوبة الاتفاق على تعريف الارهاب كثرة صورة واشكاله من جهة وتطور وسائله وتنوعها من جهة أخرى.
التوصيات :
- العمل على انشاء دائرة أو قسم بوزارة الخارجية السودانية خاص بالدبلوماسية الرقمية
- توجيه وسائل الإعلام الحديثة التوجيه السليم الذي يخدم قضايا المجتمع
- نشر ثقافة البلد وقيمها بأكثر من لغة على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت
- ضرورة التخطيط لاستراتيجية إعلامية فاعلة ( عبر الدبلوماسية الرقمية )
- وضع المناهج الإعلامية وتطويرها المستمر حسب مقتضيات الأحوال والأزمات
- محاولة تنقية أجهزة الإعلام مما يخالف سماحة الإسلام عقيدة وأحكاماً وأخلاقاً وضبط مناهج التعليم وربطها بدين هذه الأمة وتاريخها وحاضرها ومستقبلها حتى يخرج جيل مؤمن يعرف دينه باعتدال ويعرف عصره ويؤدي دوره .
- التواصل مع الجمهور في العالم الإفتراضي وتسخير الوسائط الإلكترونية المتعددة للتأثير عليه
- الاستفادة من التدفق الهائل للمعلومات ووضع السياسات التي تمكن من التنبوء بالأزمات مستقبلاً.
المصادر والمراجع :
- وائل عبد العال ، الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في السياسة الخارجية الفلسطينية ، سلسلة ابحاث وسياسات الإعلام مركز تطوير الإعلام ، جامعة بيرزيت 2018 م
- عمر سليمان مكاوي ، دور الإعلام في مفهوم الدبلوماسية الشعبية ، رسالة ماجستير في الإعلام – جامعة اليرموك الأردنية 2009م
- (3) صالح سليمان ، وسائل الإعلام والدبلوماسية العامة ، دار الفكر القاهرة ، 2015م
- وائل عبد العال ، الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في السياسة الخارجية الفلسطينية – مركز تطوير الإعلام 2010م
- الهاشمي مجد ، الإعلام الدبلوماسي والسياسي ، دار اسامة للنشر ، عمان 2008م
- حسين مصطفى سلامة ، العلاقات الدولية النظام الدبلوماسي والقنصلي ، حقوق الانسان تنمية دول العالم الثالث ، تسوية المنازعات الدولية ، دار المطبوعات الجامعية ، الإسكندرية ، 1984م.
- وائل عبد العال ‘ الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في السياسة الخارجية الفلسطينية ، سلسلة ابحاث وسياسات الإعلام – مركز تطوير الإعلام جامعة بيرزيت 2018م
- برغوث علي ، دبلوماسية العلاقات العامة ، قواعد البروتوكول وأصول الإتيكيت وفنون المراسم ، نسخة أولية غير منشورة –الأقصى 2008م
- مدونة الدبلوماسية الرقمية لوزارة الخارجية البريطانية على الرابط htts://blogs.fco.gov uk/digitaldiplomacy
- الدبلوماسية الفرنسية على الرابط https:// google/ ktv8ym
- صباح ياسين ، الإعلام : النسق القيمي وهيمنة القوة ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 2006م
- ظاهرة التطرف والعنف ، من مواجهة الأثار إلى دراسة الأسباب ، نخبه من الباحثين والكتاب ، مركز البحوث والدراسات ، دولة قطر 2005م
- وليد الحديثي ، الإعلام الدولي وبعض من اشكاليات الخطاب الإعلامي العربي ، دار الكتاب الجامعي ، صنعاء ، 2007م
- محمد زين الهادي العرمابي ، الإعلامي الداعية ، مطابع الدعوة، الرياض ، ط1 ، 1990م
- الإعلام الإسلامي والعلاقات الإنسانية ، الندوة العالمية للشباب الإسلامي – السعودية ، ط1 ، 1399ه – 1979م
Margins:
- (1) وائل عبد العال ، الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في السياسة الخارجية الفلسطينية ، سلسلة ابحاث وسياسات الإعلام مركز تطوير الإعلام ، جامعة بيرزيت 2018 م ↑
- (2) عمر سليمان مكاوي ، دور الإعلام في في مفهموم الدبلوماسية الشعبية ، رسالة ماجستير في الإعلام – جامعة اليرموك الأردنية 2009م ↑
- (3) صالح سليمان ، وسائل الإعلام والدبلوماسية العامة ، دار الفكر القاهرة ↑
- (4) وائل عبد العال ، الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في السياسة الخارجية الفلسطينية – مركز تطوير الإعلام 2010م ↑
- (5) الهاشمي مجد ، الإعلام الدبلوماسي والسياسي ، دار اسامة للنشر ، عمان 2008م ↑
- (6) حسين مصطفى سلامة ، العلاقات الدولية النظام الدبلوماسي والقنصلي ، حقوق الانسان تنمية دول العالم الثالث ، تسوية المنازعات الدولية ، دار المطبوعات الجامعية ، الإسكندرية ، 1984م. ↑
- (7) وائل عبد العال ‘ الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في السياسة الخارجية الفلسطينية ، سلسلة ابحاث وسياسات الإعلام – مركز تطوير الإعلام جامعة بيرزيت 2018م ↑
- (8) المرجع نفسه ص43 ↑
- (9) برغوث علي ، دبلوماسية العلاقات العامة ، قواعد البروتوكول وأصول الإتيكيت وفنون المراسم ، نسخة أولية غير منشورة –الأقصى 2008م ↑
- (10) وائل عبد العال ‘ الدبلوماسية الرقمية ومكانتها في السياسة الخارجية الفلسطينية ، مرجع سابق 78 ↑
- (11) مدونة الدبلوماسية الرقمية لوزارة الخارجية البريطانية على الرابط htts://blogs.fco.gov uk/digitaldiplomacy ↑
- (12) الدبلوماسية الفرنسية على الرابط https:// google/ ktv8ym ↑
- (13) ظاهرة التطرف والعنف ، من مواجهة الأثار إلى دراسة الأسباب ، نخبه من الباحثين والكتاب ، مركز البحوث والدراسات ، دولة قطر 2005م ↑
- (14) وليد الحديثي ، الإعلام الدولي وبعض من اشكاليات الخطاب الإعلامي العربي ، دار الكتاب الجامعي ، صنعاء ، 2007م ↑
- (15) 1. محمد زين الهادي العرمابي ، الإعلامي الداعية ، مطابع الدعوة، الرياض ، ط1 ، 1990م ↑
-
(16) الإعلام الإسلامي والعلاقات الإنسانية ، الندوة العالمية للشباب الإسلامي – السعودية ، ط1 ، 1399ه – 1979م ↑