حذف أحد عناصر التركيب النحوي وأثره في المعنى (دراسة نحوية تطبيقية في القران الكريم)

د. جمال الدين إبراهيم عبد الرحمن أحمد1 د. إسحق جدو التوم بركة2 د. صديق السائر علي الدومة3

1 جامعة نيالا –كلية التربية – السودان

2 جامعة زالنجي –كلية التربية – السودان

Email: Jidoeltom4079@gmail.com

3 جامعة الفاشر –كلية التربية – السودان

HNSJ, 2022, 3(12); https://doi.org/10.53796/hnsj31225

Download

تاريخ النشر: 01/12/2022م تاريخ القبول: 16/11/2022م

المستخلص

تناول الباحثون في هذه الدراسة حذف أحد عناصر التركيب النحوي في الجملة العربية، والتي تتمثل في المبتدأ أو الخبر بالنسبة للجملة الاسمية، أو الفعل أو الفاعل أو نائبه في الجملة الفعلية، مع توضيح أثر هذا الحذف في وضوح المعنى وإيجاز الجملة وجمالها، بالإضافة إلى توضيح العلاقة بين العنصر المحذوف والمذكور مع توضيح الدور الذي تقوم به القرينة في عملية حذف أحد عناصر الجملة أو كليهما، وتطبيق ذلك في بعض آيات القرآن الكريم.

وكذلك تناولنا مفهوم الحذف وشروطه وقرائنه وأسبابه وأغراضه، وذلك بهدف إلمام القراء بالحذف وأهميته في اللغة العربية، وذلك باعتباره وسيلة تصنعها اللغة في كثير من أبواب النحو وبقية فروع اللغة العربية الأخرى.

وقد قسم الباحثون هذا البحث إلى ثلاثة محاور هي على التالي: –

المحور الأول مفهوم الحذف لغة واصطلاحاً وشروطه وأسبابه وأغراضه وأقسامه وذلك بهدف تزويد القراء بالجوانب الأساسية والفرعية للحذف والتمكن فيه.

المحور الثاني تناولنا فيه عناصر التركيب النحوي في الجملة الاسمية أي المسند والمسند إليه واللذان هما المبتدأ والخبر. مع توضيح أسباب حذف العنصر الأول أو الثاني وأثر ذلك الحذف في المعنى والسياق العام للجملة.

المحور الثالث تناولنا فيه عناصر التركيب النحوي في الجملة الفعلية أي الفعل والفاعل أو نائبه، مع توضيح أسباب الحذف في هذه العناصر، وكذلك القرينة وأثرهما في المعنى والسياق.

وقد جاءت الدراسة في هذا الموضوع وفقاً لما وجده الباحثون من شواهد تمثله في القرآن الكريم، علما بأن لبعض النحاة جوانب خلافية في بعض مظاهر الحذف، فحاولنا بسط هذه الآراء والمفاضلة بينها، ثم النتائج والتوصيات الخاصة بالحث.

Research title

Omitting one of the grammatical element’s structure and its influence in the meaning.

(Applied Grammatical Study in holy Quran)

Dr.. Gamal El-Din Ibrahim Abdel-Rahman Ahmed 1 Dr. Ishaq Gedo Al-Tom Baraka 2 Dr. Siddiq Al-Sayir Al-Duma 3

1 Nyala University – College of Education – Sudan

2 Zalingei University – College of Education – Sudan

Email: Jidoeltom4079@gmail.com

3 El Fasher University – College of Education – Sudan

HNSJ, 2022, 3(12); https://doi.org/10.53796/hnsj31225

Published at 01/12/2022 Accepted at 16/11/2021

Abstract

The researchers in this study addressed the omission of grammatical element’s structure in Arabic sentences, which represents in subject and predicate for nominative sentences or verb subject or its agent in verbal sentences with a clarification of this omission’s meaning elucidation and concision of sentences and their fairness in addition to illustration of the relationship between the omitted component and the mentioned one with an explanation of the role that the consort plays in process of element in some holy Quran verses likewise the researchers addressed the notion of omission its stipulation consorts reasons and purpose with an aim of the reading familiarity by an omission and its importune in Arabic language makes in many chapters of grammar and the reminder braches of Arabic language.

The researchers divided this research in to three pivots as following:

Pivots one the notion of omission in parlance and idiomatically its stipulation reason purpose and divisions with an aim to increase reading by essential aspects and subs for omission and enables in it.

The second pivot the researchers addressed in it the components of grammatical construction in the nominative sentences or predicate and predicate with an explanation to reason of the first element’s omission or the second and the influence that the omission has in general context and meaning of the sentences.

The third pivot researchers addressed the elements of grammatical construction in the verbal sentences or verb and subject or it agent with an explanation to the reason of omission in these components and likewise the consort and its effect in the context and meaning.

The study came in this topic according to what the researchers found form citations represented in holy Quran knowledgeably that some grammarian dis agreement side in some aspects or omission and the researchers tried to simplify these opinions between preference then the results and recommendations related to stimulation.

المقدمة:

الأصل في النظام اللغوي أن تذكر ألفاظه تامة دون حذف، بيد أن اللغة العربية وفق سياقاتها المختلفة وأنظمتها النحوية والبلاغية تلجأ أحياناً إلى ضروب من الفنون النحوية والبلاغية على سبيل الاختصار والإيجاز والإيضاح.

والحذف ظاهرة لغوية عامة تشترك فيها معظم اللغات الإنسانية حيث يميل الناطقون بها إلى حذف بعض العبارات المكررة في الكلام أو إلى حذف ما يمكن فهمة، اعتماداً على القرائن المصاحبة.

وقد يتم حذف بعض عناصر الجملة الواحدة، وأحياناً بعض أجزاء الكلمة الواحدة فيسقط منها حرف أو أكثر.

والحذف في اللغة العربية دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، وان الأصل في الحذف أن يكون في الكلام الذي دلت عليه قرئن دلالية، كأن تكون تلك القرائن سياقية لفظية أو عقلية، فإن لم يكن هنالك دليل على المحذوف فإنه يعتبر لغواً من الكلام ولا يجوز بأي وجه من الوجوه اللغوية.

سنتناول في هذا البحث حذف أحد عناصر التركيب النحوي التي قد تكون المبتدأ أو الخبر في الجملة الاسمية. أو الفعل أو الفاعل أو نائبه وأحيانا المفعول به في الجملة الفعلية مع توضيح أثر ذلك الحذف في المعنى والسياق العام للجملة.

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى تحقيق الأهداف الآتية:

  1. إبراز مواطن الحذف في القران الكريم، بالإضافة إلى معرفة أسباب الحذف وأنواعه وأهميته في اللغة العربية.

2- التعرف على عناصر التركيب النحوي الأساسية في الجملة الاسمية والفعلية بهدف التمكن فيها ومعرفة الإشكال النحوية المكونة لها، و العناصر المشتركة بينها.

3- التعرف على أهميته الحذف في بناء التركيب النحوي، والحكم عليه، وذلك لأنه ركن أساس لبيان العلاقة بين عناصر التركيب النحوي. كما أنه يؤدي دوراً كبيراً في تحقيق الاتساق والانسجام بين المسند والمسند إليه، بشرط وجود القرائن التي تدل على المحذوف.

4- لفت انتباه الدراسيين إلي أهمية الحذف في تقوية الصلة بين أجزاء التركيب النحوي في الجملة الواحدة، وتوثيق الصلة بين أجزاء التركيب.

5- التعرف على أهمية حذف المسند أو المسند إليه في الجملتين الاسمية و الفعلية وذلك بهدف تنبيه القاري علي أن روعة الكلام تتجلي في حذف أحد ركني الجملة ، كما قال عبد القاهر الجرجاني عنه: ( أنه دقيق المسلك لطيف المأخذ شبه بالسحر، وحتى ما ظهر المحذوف زال ما في الكلام من البهجة والطلاوة والحسن والجمال ).

6- التمكن في الجملة الفعلية ومعرفة مكونها الرئيسة والفرعية والعلاقات التي تربط بينها واثر ذلك في فهم الأفكار والمعاني والمضامين التي تتضمنها الجملة.

منهج البحث:

استخدام الباحثون المنهج الوصفي التحليلي لأنه منهج يصف الظاهرة التي هي قيد الدراسة ويحللها ويفسرها كما هي، كما انه يعتبر في نظرنا أفضل المناهج التي تناسب الدراسات النظرية.

الدراسات السابقة:

1/ الوظيفة النحوية وأثرها في فهم معاني القرآن تطبيقاً على السبع الطوال، رسالة ماجستير، كلية اللغة العربية، جامعة أم درمان الإسلامية، إعداد الطالب بيومي ربيع بيومي عبد اللطيف، 2008م، المشرف أد. عبد الجبار الشيخ بلال، تناولت هذه الدراسة وظائف النحو في فهم معاني القرآن من الناحية الدلالية والنحوية مطبقاً في سور القرآن.

2/ الجملة الاسمية في ديوان الفرزدق، دراسة نحوية وصفية، جامعة أم درمان الإسلامية، ضياء جاسم محمّد راضي، إشراف الحسن المثنى عمر، رسالة ماجستير، 1433ه، 2012م، وقفت هذه الدراسة على المفهوم الدلالي والتركيبي عند القدامى والمحدثين، ووصفت الظواهر اللغوية وصفاً استقرائياً، ثمَّ تطرقت إلي الجمل التي لا محل لها من الإعراب، والجمل التي لها محل من الإعراب في ديوان الفرزدق.

أما هذه الدراسة، تناولت حذف أحد عناصر التركيب النحوي في الجملة العربية، والتي تتمثل في المبتدأ أو الخبر بالنسبة للجملة الاسمية، أو الفعل أو الفاعل أو نائبه في الجملة الفعلية، مع توضيح أثر هذا الحذف في وضوح المعنى وإيجاز الجملة.

المحور الأول مفهوم الحذف لغة واصطلاحاً وشروطه وأسبابه وأغراضه

أولاً – تعريف الحذف في اللغة والاصطلاح

وردت عدة معان للحذف كلها تدور حول معنى الإسقاط والرمي. منها: حذف الشيء: إسقاطه، وحذفه بالعصا إذا رماه بها، وحذف رأسه بالسيف إذا ضربه فقطع منه قطعة[1]

أما المعني الاصطلاحي فهو إسقاط جزء من الكلام أو كله لدليل يدل على المحذوف، فالعرب لا يحذفون ما لا دليل عليه،… لان حذف ما لا دلالة عليه منافٍ لغرض وضع الكلام[2]

والغاية من الكلام هي إفادة إفهام السامع وإشباعه بالمعاني والمضامين والأفكار والآراء التي يحملها النص أو الكلام المكتوب.

فالحذف في اللغة هو الإسقاط والقطع. جاء في لسان العرب حذف شيء يحذفه حذفاً أي قطعة من طرفه، وقال الجوهري: حذف الشيء إسقاطه[3].

وتعتبر اللغة العربية كغيرها من اللغات الحية، ظاهرة اجتماعية تخضع لقوانين التطور، ولذلك فإن الألفاظ تسير فيها من المعنى المادي إلى المجازي، ومن التجسيد إلى التجريد، ولذلك فقد تطورت مادة (ج ذ ف) إلى الاستعمال المجازي، فالحذف كان يقتصر على الاستعمال الحسي أو المادي وهو إسقاط أو قطع أي شيء مادي. ثم استخدمت مجازاً بمعنى التسوية أو التهذيب. ثم انتقل الاستعمال اللغوي إلى الكلام. فصار الحذف يعني إسقاط جزء من الكلام ومن ثم تحسينه وتهذيبه… فالحذف في الاصطلاح يكون بحذف شيء من العبارة لا يخل بالفهم عند وجود ما يدل على المحذوف من قرينه لفظية أو معنوية[4]

ولذلك ذهب معظم النحاة إلى أن الحذف اصطلاحاً هو إسقاط الشيء لفظاً ومعنى، وقيل هو ترك ذكره وقيل هو إسقاط جزء من الكلام لدليل[5]. علما بأن المحذوف إذا دلت عليه الدلالة كان في حكم الملفوظ به.

ومن المعروف إن اللغة العربية تميل إلى الإيجاز أو اختصار الكلام، ومم يؤكد ذلك قول أبي عمرو بن العلاء: ” العرب إلى الإيجاز أميل وعن الإكثار أبعد”[6]

وبهذا يمكن القول بأن الحذف في اللغة العربية ضرب من ضروب الإيجاز والاختصار في الكلام. ولذلك قال عنه الجرجاني: (أنه دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة)[7]

وإذا لم يكن في الكلام قرينة تدل على المحذوف، فإن ذلك يعد ضرباً من ضروب التعمية في الكلام، ولذلك من الضروري أن يكون هنالك دليل على المحذوف عند حذفه من الكلام. وذلك لان الحذف ظاهرة لغوية عامة تشترك فيها جميع اللغات الإنسانية حيث يميل الناطقون بها إلى حذف بعض العناصر المكررة في الكلام أو حذف بعض عناصر الكلمة الواحدة فيسقط منها مقطع أو أكثر.[8]

ويعتبر الحذف أيضاً من أدوات الإيجاز الذي تتميز به اللغة العربية، وقد كانوا يعمدون إلى حذف الحرف والكلمة والجملة إذا وجدوا أن المعني تم بدونها، ويقتصرون على الإشارة المعبرة المؤدية إلى المعنى دون السرد، وجعلوا من الإيجاز عماد بلاغتهم وركن فصاحتهم[9].

وذلك إنما يكون بحذف ما لا يخل بالمعنى، ولا ينقص من البلاغة ولو ظهر المحذوف لتنزل قدر الكلام عن علو بلاغته… ولكان مبطلاً لما يظهر على الكلام من الطلاوة والحسن والدقة)[10]

(وترتبط ظاهرة الحذف في اللغة العربية بالمستويات اللغوية الأخرى كالمستوى التركيبي والمستوى الدلالي ولا يمكن إقامة هذين المستويين في الجملة دون تقدير ما هو محذوف، ورده إلى مكانه على ضوء ما تم وصفه في قواعد وقوانين)[11]

شروط الحذف

يعتبر الحذف من أوسع أبواب النحو إذا أننا نجد في كثير من تراكيب القران الكريم حذفاً وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة وكلام العرب شعره ونثره، لكننا لا نعثر على حذف يخلو الكلام فيه من دليل عليه من لفظ أو سياق.[12] وهذا الدليل (القرينة) من أهم شروط الحذف. ولكي يستقيم أسلوب الحذف لابد من شروط، وقد ذكرها ابن هشام الأنصاري هي تتمثل في الآتي: –

1-وجود دليل حالي، وذلك كقولك لمن رفع صوتاً، (زيداً) وذلك بإضمار الفعل (أضرب) فالدليل الحالي يفهم من سياق الكلام وحال المتكلمين.

أو وجود دليل مقالي وذلك كقولك لمن قال من أضرب؟ فتقول له زيداً. أي أضرب زيداً. وإذا كان المحذوف فضلة فلا يشترط لحذفه وجود دليل.[13]

2-ألا يكون ما يحذف كالجزء، فلا يحذف الفاعل ولا نائبة ولا مشبهه. أي أن الفاعل يضمر أصح من أن يقال حذف، وهنالك من ذكر أن الفاعل يحذف إذا بني الفعل للمجهول، ومن خلال ما ذكر نجد أن الشرط الثاني مكمل للأول ومبني عليه أو تقدم ذكره. ولذلك قال الأستاذ عباس حسن: ((إن الحذف جائز في كل ما يدل عليه دليل، بشرط ألا يتأثر المعنى بحذفه، ويريدون بذلك الدليل القرينة الحسية ومنها اللفظية والعقلية التي ترشد إلى اللفظ المحذوف ومعناه وتشير إلى مكانه في جملته، ويريدون بعدم تأثر المعنى، بقاءه على حاله قبل الحذف، فلا ينقص ولا يصيبه لبس أو خفاء[14].

وفي هذا الإطار يقول أحد الباحثين: (لا بد عند وقوع الحذف من دليل على المحذوف يتمثل في قرينة أو قرائن مصاحبة حالية أو عقلية أو لفظية، فالقرينة الدالة تعد أهم شروط الحذف يليها في الأهمية ألا يؤدي الحذف إلى لبس في المعني)[15]

  1. ومن شروط الحذف أيضاً أن يبقى الكلام بعد الحذف على ما كان عليه من سلامة المبنى ووضوح المعنى وسهولة الفهم.
  2. ألا يكون المحذوف عوضاً عن شيء، فإذا كان العنصر المراد حذفه عوضاً عن عنصر آخر محذوف، فإنه في هذه الحالة يمتنع الحذف لان المعوض جاء لينوب مناب المحذوف، ولذلك فأن حذفه منافٍ للغرض من وجوده.[16]
  3. ألا يؤدي الحذف إلى اختصار المختصر ولذلك لم يحذف اسم الفعل لأنه اختصار للفعل.
  4. ألا يكون المحذوف عاملاً ضعيفاً فلا يحذف الناصب للفعل أو الجازم إلا في مواضع قويت فيها الدلالة وكثر فيها استعمال تلك العوامل.
  5. ألا يؤدى حذفه إلى تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه، ولا إلى أعمال العامل الضعيف مع إمكان أعمال العامل القوى، ولهذا منع البصريون حذف المفعول الثاني من نحو: ضربني وضربته زيد. لئلا يتسلط الفعل على زيد ثم يقطع عنه برفعه بالفعل الأول.[17]
  6. كونه لا يصلح إلا له: ومن ذلك قوله عز وجل: (عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)[18] وكذلك قوله تعالى (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ)[19]

أي لان هاتين الصفتين لا تصلحان إلا لله تعالى وغيرها من الصفات المختصة به وحده دون غيره.

  1. قصد العموم، وهذا يكثر في حذف المفعول به، ومن ذلك قوله تعالى: (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ)[20] أي يدعو جميع الناس

10-قصد البيان بعد الإبهام وذلك كما في حذف مفعول المشيئة مثل قوله تعالى: (فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ) أي لو شاء هدايتكم لهداكم، فإن السامع إذا سمع: (فلو شاء) لتطلعت نفسه وتعلقت بم شاء فلما ذكر الجواب استبان له أن المحذوف هو الهداية بدليل لهداكم.

11-طلب الإيجاز والاختصار، لأن العرب تميل إلى طلب الخفة في الكلام.

12-موقعة في النفس، فللحذف وقع حسن على نفس السامع، ولهذا قال عبد القاهر الجرجاني: ما من اسم حذف في الحالة التي ينبغي أن يحذف فيها إلا وحذفه أحسن من ذكره.[21]

وتتمثل قرائن الحذف في الآتي: –

1-التضام: وهو أن يستلزم أحد العنصرين عنصراً أخر.

2-المقال: (السياق) وهو ما يكون قائماً على كلام صريح سبق ذكره.

3- المقام: (الحال أو الموقف) وهو ما يكون أساسه المناسبات المحيطة بالمتكلم من غير استعانته بكلام.

4- الشرع: والمقصود به قرينة تدعو إلى تقدير المحذوف في النص[22]

5- العقل: فقد يكون المعنى دليلاً على الحذف والمحذوف، لأن المعنى لا يصلح إلا به ولا يستقيم الكلام بدونه… وغيرها من القرائن[23]

أسباب الحذف

كان العرب يفضلون الحذف على الذكر إذا كان المخاطب عالماً بالمحذوف، وهذا التفضيل عندهم جاء لأسباب كثيرة منها:-

1- الاحتراز عن العبث بناءً على الظاهر، وذلك إذا كان ما يحذف يمكن أن يدركه ويفهمه المتلقي، دون أن يذكر في اللفظ.

2- تخييل العدول إلى أقوى الدليلين من العقل واللفظ.

3- اختبار انتباه المتلقي أو مقدار فطنته عند إمكان الاستغناء عن دلالة صريح اللفظ عن المراد.

4-الإشعار بتمجيد المسمى عن طريق الإبهام وذلك بصون اسمه عن الذكر لجلالة قدره.

5-الإشعار باختصار المسمى وازدرائه وتنزيه اللسان عن ذكر اسمه عن طريق الإبهام بأنه

ينبغي صون اللسان عنه، كما يصان عن ذكر ألفاظ الفحش وأسماء العورات[24]

6- صون اللسان حقيقة عن ذكر المحذوف عند الحاجة والاكتفاء بدلالة القرائن.

7- التمكن من إنكار المحذوف عند الحاجة إلى هذا الإنكار، واداع قصد غيره.

9- قصد التشويق بالإبهام، ليأتي البيان بعده شافياً حركة الشوق إلى المعرفة.

أغراض الحذف

تتمثل أغراض الحذف في الآتي: –

1- الاختصار اقتصاداً في التعبير، واحترازاً عن العبث عند تحقيق المطلوب بظهور المعنى المراد لدى المتلقي وذلك كون المذكور لا يصلح إلا للمحذوف.

2- التنبيه على أن الوقت مع الحدث لا يتسع للتصريح بالمحذوف من اللفظ، أو أن الاشتغال بالتصريح به يؤدى إلى تفويت أمر مهم. وتظهر هذه الفائدة كثيراً في باب الإغراء والتحذير وذلك كما في قوله تعالى: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا )[25] فحذرهم الرسول ان يمسوا ناقة الله، فحذف فعل التحذير، والتقدير ذروا ناقة الله، وأغراهم بأن يحافظوا على شروط سقياها، فحذف فعل الإغراء والتقدير ألزموا سقياها)[26]

3- التفخيم والتعظيم أو التهويل لما فيه من الإبهام ومن ذلك قوله تعالى في وصف الجنة: (حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها) والتقدير لرأوا شيئاً عظيماً تعجز عباراتهم عن وصفه.

4- التخفيف لكثرة دوران المحذوف في الكلام وذلك مثل: حذف حرف النداء في قوله تعالى: ((يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا))[27]

من ذلك أيضا حذف نون لم يكن (لم يك)، وحذف الياء في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ)[28]

أسباب الحذف الصرفية

للحذف أسباب تدفع إليه، أو تسوغ اللجو إليه من كثرة الاستعمال أو الحذف للإعراب أو الضرورة الشعرية ويمكن إجمال هذه الأسباب في الآتي: –

أ- أسباب قياسية صرفية

1-التقاء الساكنين:

إذا التقى الساكنان في كلمة واحدة أو كلمتين وجب التخلص من التقاءهما إما بحذف أولهما أو تحريكه، فيحذف الأول صوتاً وخطاً، إن كان حرف مدّ، وذلك مثل: (قل، بع، خف،… وكذلك لم يقل ولم يبع ولم يخف… حيث وقع حذف المدّ، الواو، الياء، الألف)[29]

ومن مظاهره أيضا في جمع المقصور حيث تحذف الألف الأخيرة لالتقائها بالواو الساكنة أو الياء الساكنة وذلك كما في قوله تعالى: (وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ)[30]

2- حذف حروف العلة استثقالاً، يكثر حذف حروف العلة استثقالاً وذلك إذا وقعت في أخر الكلمة، وحذفها ساكنة أكثر من حذفها متحركة، وربما كان إسكانها أي حذف الحركة بعدها بخطوة نحو حذفها.[31]ومن ذلك قوله تعالى: (إذا لَقٌواْ)[32] أصله لقيوا فحذفت الضمة للاستثقال، ثم حذفت الياء لالتقائها مع الواو الساكنة ثم ضمت القاف للمناسبة.[33]

3- الحذف للوقف

والوقف هو قطع النطق عند أخر الكلمة، وله ثلاثة مقاصد في الكلام، هي: –

أولها – تمام الغرض من الكلام، أي أنه يؤدي وظيفة الفصل بين الجمل والعبارات لبيان الفصل بين مدلولاتها.

والثاني – لتمام النظم في الشعر، والثالث – لتمام السجع في النثر[34]

وقد ورد الحذف للوقف في المرفوع في قوله تعالى: (الكبير المتعال)[35] وكذلك في المجرور كما في قوله تعالى: (يوم التنادِ)[36]

ب- الحذف لأسباب قياسية تركيبية نحوية

في التركيب النحوي قد تحذف كلمة أو جملة أو أكثر، وينقسم الحذف في النحو إلى أربعة أنواع هي: حذف الأسماء والأفعال والحروف والجمل، وهذا الحذف لابد فيه من دليل حالي أو مقامي يدل على معنى العنصر المحذوف من الجملة، فعلاً كان أو اسماً أو حرفاً.[37]

وذلك مثل حذف المبتدأ أو الخبر وغير ذلك، مثل: كأن تقول في البيت، لمن يسأل: أين زيد؟

أقسام الحذف من حيث البساطة والتركيب إلى قسمين هما:

حذف الأفراد وحذف الإبدال

1- حذف الأفراد وهو: إسقاط عنصر من عناصر النص دون أن يقوم شيء مقامة وذلك كقوله تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)[38] وتقدير الكلام لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح ومن انفق من بعد الفتح وقاتل بدليل ما بعده.

2- حذف الإبدال وهو إسقاط عنصر من عناصر النص، مع قيام شيء مقامه، وذلك مثل قوله تعالى: (قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ)[39] فجواب الشرط على حقيقة: (( فليحذروا أن يصيبهم مثل ما أصاب الأولين)) فذكر ذلك لدلالته على جواب الشرط لأنه هو الجواب، لان مضي سنة الأولين لا يكون مشروطاً بعودتهم. ومن ذلك أيضا قوله تعالى: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا…)[40] والتقدير واسأل أهل القرية، لان القرية نفسها لا يمكن أن تسال.[41]

للحذف أقسام كثيرة منها الآتي: –

الاقتطاع:

وهو أن تذكر أحرف من الكلمة ويسقط الباقي منها، وفي هذا الإطار ذكر الزركشي أن ابن قتيبة أنكر ورود هذا النوع من الحذف في القران الكريم ولكنه فنّد قوله هذا بأن بعضهم جعل فواتح السور منه وذلك لان كل حرف منها يدل على اسم من أسماء الله تعالى. كما روى ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (الم)[42] أن معناه: أنا الله اعلم وأرى و (المص)[43] معناه أنا الله اعلم وأفضل[44] وقد ذهب بعض الباحثين أن استعمال بعض الألفاظ يعرضها لقص أطرافها، وهذه الظاهرة كثيرة في الشعر العربي[45]

وكذلك ذهب الكوفيون إلى أن السين أصلها (سوف) فحذفوا أطرافها لكثرة الاستعمال تخفيفاً ومنهم الفراء الذي أورد قوله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)[46] فذكر أن هذه الآية في قراءة عبد الله ولسيعطيك) والمعنى واحد. إلا أن (سوف) كثرت في كلامهم فترك منها الفاء والواو والحرف إذا كثر فربما فعل به ذلك.

ومن أنواع الحذف الترقيم ومن أمثلته قوله تعالى في قراءة بعضهم: (يَا مَالِكُ ليقضِ عَلَينَا رَبُكَ))[47]

  1. الاكتفاء:

وهو أن يقتضي المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط، فيكتفي بذكر أحدهما عن الآخر. وله أمثلة كثيرة في القران الكريم، منها قوله تعالى (سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ)[48] أي والبرد، فاكتفى بذكر الحر عن البرد، وذلك لأن الوقاية من الحر أهم عند العرب من الوقاية من البرد.

ومن ذلك أيضا قوله تعالى: (بِيَدِكَ الْخَيْرُ)[49] أي والشر، فقد خص الخير بالذكر لأنه مطلوب العباد ومقصودهم، أو لان إضافة الشر إلى الله تعالى ليست من باب التأدب مع الله.

  1. الحذف المقابلي:

وهو أن يتجمع متقابلان في الكلام فيحذف من أحدهما مقابله لدلالة الأخر عليه، ومن ذلك قوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ)[50] فأصل هذه الآية كما ذكر الزركشي (والله اعلم) فإن افتريته فعلي إجرامي وأنتم بُراء منه وعليكم إجرامكم وأنا برئ مما تجرمون فحذف الأصل الثالث لدلالة الأول عليه، وحذف الثاني لدلالة الرابع عليه فكأن الكلام فإن افتريته فعلي إجرامي، وعليكم إجرامكم، وأنا برئ مما تجرمون، وأنتم براَء منه. فاكتفى من كل متناسبين بأحدهما.[51] ومنه أيضا قوله تعالى: (فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ)[52] والتقدير: إن أُرسل فليأتنا بأية كما أُرسل الأولون فأتوا بآية.

وقد سمى السيوطي هذا النوع من الحذف بالاحتباك[53]. والغرض من هذا الحذف تحسين الكلام بأقوى العبارات واحكمها، وبيان أخذه منه.

  1. الإضمار والتمثيل:

وهذا الحذف يظهر في إسناد الفعل الواحد لشيئين مختلفين في الظاهر، وهو في حقيقة الأمر مسند لأحدهما دون الأخر، فيضمر لما لم يسند إليه الفعل ما يناسبه وذلك مثل: قوله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ)[54] أي: اعتقدوا الإيمان. لأن الإيمان لا يتبوأ. بل هو اعتقاد بالقلب. ومنه في الشعر، علفتها تبناً وماءَ بارداً.[55] فكلمة ماءً منصوبة على أحد ثلاثة أوجه، منها والذي هو شاهدنا أن يقدر فعل يعطف على علفتها والتقدير: علفتها تبناً وسقيتها ماءَ بارداً.

  1. من أنواع الحذف أن يذكر شيئآن ثم يعود الضمير إلى أحدهما دون الأخر وذلك مثل قوله تعالى: وإذا رأوا تجارة أو لهواً أنفضوا. دون الأخر وذلك مثل قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً)[56] أي إذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهوا انفضوا إليه فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه.[57]

المحور الثاني: عناصر التركيب النحوي في الجملة الاسمية

نتناول في هذا المحور حذف المسند أو المسند إليه في الجملة الاسمية واللذان هما: المبتدأ والخبر. مع توضيح أسباب حذف العنصر الأول أو الثاني وبيان أثر ذلك الحذف في المعنى والسياق العام للجملة الاسمية.

حذف المسند أو المسند إليه

بنيت الجملة الاسمية في اللغة العربية على نمط محدد، لكي تؤدى معنى مفيد، وهذا النمط يوجب في الأصل ركنين أساسين هما: المسند والمسند إليه، واللذان هما المبتدأ والخبر والاستغناء عن أحد هذين الركنين يعد انزياحاً عن الأصل، وقد حدد البلاغيون والنحويون أسباب كثيرة من اجلها يحذف المسند أو المسند إليه أي المبتدأ والخبر. مع توضيح أثر الحذف على المعنى والسياق، ولذلك ينبغي علينا أن نستعرض أسباب الحذف أولاً وهي على النحو التالي:

أولا – حذف المبتدأ

  1. يكثر حذفه في جواب الاستفهام وذلك في قوله تعالى: ((وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة)) أي هي نار الله الموقدة فحذف المبتدأ (هي) لأنه وقع جواباً للاستفهام.
  2. يحذف المبتدأ بعد جواب الشرط كما في قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)[58] أي فعمله لنفسه إساءته عليها.
  3. يحذف المبتدأ أيضا بعد القول وذلك مثل قوله: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)[59] أي مسألتنا حطة[60]
  4. ويحذف المبتدأ جوازاً إذا كان ضميراً مسنداً يعود على مذكور في سياق الكلام السابق،
  5. أن يكون الخبر مصدراً نائباً مناب الفعل نحو صبرُ جميلُ، فتقدير الكلام صبري صبرُ جميل (فصبري) مبتدأ، وصبرُ جميل خبره. ثم حذف المبتدأ الذي هو (صبري) وجواباً
  6. إذا كان الخبر نعتاً مقطوعاً لمدح نحو: الحمد لله أهل الحمد. أو ذم مثل: مررت بزيد الفاسقُ، أو ترحم مثل: مررت ببكر المسكين. أما غيره هذه الثلاثة فيجوز فيها الحذف والذكر مثل: مررت بزيد الخياط)[61]
  7. إذا كان الخبر نعتاً صريحاً في القسم وذلك مثل: في ذمتي لأفعلن. أي في ذمتي يمين لأفعلن أو عهدُ أو ميثاق، وقد تحدث سيبويه عن حذف المبتدأ تحت عنوان باب ما يكون المبتدأ فيه مضمراً ويكون المبنى عليه مظهراً. فذكر ان المبتدأ يحذف إن كان من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام، وإن لم يصرح بذلك…)[62]

حذف المسند(الخبر)

الأصل في الخبر ألا يحذف لأنه محط الفائدة فإذا وجدت قرينة لفظية أو حالية جاز حذفه اعتماداً على فهم المخاطب.

وكما يحذف الركن الأول من الجملة الاسمية يمكن أن يحذف الركن الثاني أي الخبر محدثاً بذلك انزياحا عن القاعدة العامة حيث يلعب دوره ابلغ مما يؤديه لو كان ذكر.

ومن جمل الحذف في الخبر جزء من الجملة الفعلية الواقعة خبراً لكان، ولكن لابد من قرينة دالة على المحذوف ليفهم المعنى فيتضح من خلال السياق الذي يحمل في طياته بذور ذلك المحذوف ويكون بذلك حاضراً في ذهن المتلقي، وحذف الخبر لا يكون إلا لدواعي منها: –

  1. قصد الاختصار.
  2. الثقة بشهادة العقل دون الاعتماد على اللفظ.
  3. الدلالة.

ومن المواضع التي يحذف فيها الخبر الآتي:

  1. في العطف على مبتدأ ذكر خبره مثل قول الشاعر

نحن بما عندنا وأنت بما *** عندك راضٍ والرأي مختلف

فحذف خبر (نحن) وتقديره راضون

  1. إذا كان المبتدأ اسماً موصولا واقعاً بعد همزة استفهام إنكاري ومن ذلك قوله تعالى: (أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)[63] وتقدير الخبر كمن ليس كذلك.
  2. من الحذف الجائز للخبر وقوعه بعد الفجائية التي هي حرف للمفاجأة، ولكن إذا كان ظرفاً فلا حذف عندئذٍ، فإذا قلت: خرجتُ فإذا السبع، وأنت تريد الظرفية لم يكن ثمة حذف، وكان السبع مبتدأ، و(إذا) الخبر قد تقدم كما تقول: (عندي زيد) وان جعلتها حرفاً كان الخبر محذوف والتقدير خرجت فإذا السبع حاضراً أو موجود[64] وذلك لأن المبتدأ لابد له من خبر ولا خبر له هنا ظاهراً فوجب أن يكون مقدراً.

ولم يرد في القران الكريم مبتدأ بعد (إذا) إلا وخبره ثابت غير محذوف وذلك مثل قوله تعالى: ( فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ)[65] (فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء)[66] (فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ)[67]

أما حذف الخبر وجوباً فنجده في عدة مواضع منها الآتي:

  1. أن يكون المبتدأ بعد لولا الامتناعية، وهذا المبتدأ المذكور بعد لولا له ثلاثة اضرب هي:
  2. مخبر عنه يكون مطلق وهو الذي يدل على مجرد الوجود العام من غير زيادة وذلك مثل: لولا الإهمال لنجح الطلاب. وفي هذه الحالة يجب حذف الخبر ولا يجوز ذكره. فالإهمال مبتدأ وخبره محذوف وجوباً تقديره كائن أو موجود. وتقديره: لولا الإهمال موجود لنجح الطلاب.
  3. مخبر عنه يكون مقيد لا يدرك معناه عند حذفه، وفى هذا السياق يجب ذكر الخبر ولا يجوز حذفه وذلك مثل: لولا زيد محسن إلى ما أتيت. ومن ذلك قول عبد الرحمن ابن الحارث لأبي هريرة: (إني ذاكرٌ لك أمراً، ولولا مروان اقسم علّى فيه، لم أذكره لك)[68]

ج. أن يكون المبتدأ مخبراً عنه بكونه مقيد يدرك معناه عند حذفه، وهذا يجوز ذكره ويجوز حذفه وذلك مثل: ما روى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي(ص) قال: (لولا بنو إسرائيل لم يخنز[69] اللحم…)[70] فبنو إسرائيل مبتدأ وخبره محذوف جوازاً تقديره: سنّو ادخار اللحم.

  1. أن يكون المبتدأ صريحاً في القسم مثل: لعمر الله لأنصرن المظلوم
  2. أن تقع بعد المبتدأ واو هي نص في المعية، وهي التي يصح حذفها ووضع كلمة(مع) موضعها فلا يتغير المعنى بل يتضح المعنى مثل: كل إنسان وعمله، أي مقترنان.
  3. أن يكون المبتدأ مصدراً أو اسم تفضيل مضافاً إلى مصدرة، وبعده حال سدّت مسد الخبر، وهذه الحال لا تصلح لأن تكون خبراً وذلك نحو: احترامي الطالب مهذباً. فاحترامي مبتدأ، والطالب مفعول به للمصدر، ومهذباً حال من الطالب، وهذه الحال لا تصلح أن تكون خبراً، فالخبر إذاً ظرف محذوف مع جملة فعلية بعده أضيف لها، والتقدير: احترامي الطالب إذا كان مهذباً، فحذف هذا الخبر لوجود ما يسد مسده في المعني وهو الحال[71]

المحور الثالث -عناصر التركيب النحوي في الجملة الفعلية

العناصر المقصودة في هذا المحور هي: الفعل والفاعل أو نائبه، وذلك لأنهما الركنان الأساسيان المكونان للجملة الفعلية، ولذلك تناولنا حذف الركن الأول الذي هو الفعل، والركن الثاني الذي يمثله الفاعل أو نائبه، مع توضيح أسباب الحذف في هذين الركنين، وكذلك توضيح دور القرينة وأثر ذلك في المعنى والسياق.

حذف الفعل

يحذف الفعل إذا كان الفاعل مفصولاً عنه، مرفوعاً بفعل محذوف يفسره المذكور وذلك مثل أ زيدُ قام، فزيد مرفوع بفعل مضمر محذوف خالٍ من الفاعل، لأنك تريد أقام زيد، فلما أضمرته فسرته بقولك قام. ومن ذلك قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاء)[72] فالفعل مضمر وحده. أي إذا انشقت السماء فحذف جواب (إذا) ليذهب المقدر كل مذهب، وأيضا قوله تعالى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)[73] فالشمس فاعل لفعل مضمر يفسره الفعل الذي جاء بعده وهو كورت فيكون التقدير: إذا كورت الشمس.[74]

كما يجوز حذف الفعل في كل تركيب وجد الدليل عليه فيه، وفهم المقصود من هذا التركيب وهو محذوف، ويكثر ذلك في المواطن التالية: –

1-إذا أجيب به استفهام محقق أو مقدر وذلك مثل قوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ)[75] والتقدير: خلقهن الله.

والاستفهام المقدر مثل قوله تعالى: (يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ…)[76]، حيث يحتاج الفاعل (رجالٌ) إلى فعل يدل عليه ((يسبح) فكأنه قيل: من يسبح؟ فأجيب يسبحه رجال.

2-إذا كان الفعل قولاً نحو قوله تعالى: (وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ)[77] أي يقولون: سلام عليكم على تقدير ابن هشام[78]

وذهب بعض النحاة إلى أن بعض الأدوات تطلب الفعل أي لا يذكر بعدها إلا فعل، فإذا ورد بعدها اسم فأنهم يقدرون فعلاً محذوفاً، وهم يعللون لذلك بأن هذه الأدوات يلزمها الفعل، فلما ظهر الفعل بعد الفاعل التزموا حذف الفعل، وجعلوا المذكور بعد الاسم مفسراً له. ومن بين هذه الأدوات: أدوات الشرط، ولا يدخل منها في هذا الباب إلا (إن، لو، إذا) حيث إذا ذكر الاسم بعد هذه الأدوات الثلاثة دون غيرها. ومن ذلك قوله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ)[79] حيث يجعلون (أحد) فاعلاً مرفوعاً لفعل محذوف يفسره المذكور والتقدير: وإن استجارك أحد، فلا يجمع بين المحذوف والمفسر.

ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا)[80] والتقدير وإن خافت امرأة. ومنه أيضا قوله تعالى: (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ)[81]، فقد رفع (امرؤ) بمضمر يفسره الظاهر، والتقدير إن هلك امرؤ.

ومنه أيضا قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ)[82] حيث يرون أن (السماء) فاعل لفعل محذوف تقديره انشقت يفسره الفعل المذكور[83].

حذف الفاعل

يرى بعض النحاة وعلى رأسهم الكسائي، انه يجوز حذف الفاعل إذا وجد ما يدل عليه وذلك مثل قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ)[84] أي بلغت الروح. وكذلك قوله تعالى: (حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ)[85] أي الشمس.

وقوله تعالى: (فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ) يعنى العذاب وكذلك قوله تعالى: (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً).[86] فحذف فاعل الفعلين (فتح وسير) وقام مقامهما المفعول به، وذلك لان الفاعل معلوم لا تقربه جهالة.

وقال أحد الباحثين يتنوع حذف الفاعل في اللغة إلى أربعة أنواع، كل نوع يحتوي على مواضع مختلفة، ويمكن إيجازها في النقاط الآتية: –

  1. حذف الفاعل في أسلوب المبنى للمجهول: تقع صيغة المبنى للمجهول في الجملة الفعلية المؤكدة وذلك مثل قوله تعالى:(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)[87] فكلمة (أولئك) هي مبتدأ واسم الموصول (الذين) هو الخبر وجملة (يتقبل عنهم) هي صلة الموصول، ويتقبل فعل مضارع مبنى للمجهول، وعنهم جار ومجرور ولم يذكر الفاعل لظهور أن المتقبل هو الله تعالى، وأناب الجار والمجرور الذي هو (منهم) عنه[88]
  2. حذف الفاعل في بناء المطاوعة: والمطاوعة هي التأثير وقبول أثر الفعل في التعدي فتقتضي إفراغ معنى الفعل في المفعول القابل به، حتى يصير ذلك المفعول فاعلاً وذلك مثل: علمته اللغة فتعلمها. والفعل المطاوع في تركيب الجملة هو المفعول به الذي صار فاعلاً وذلك مثل: باعدتُ زيداً فتباعد. وتتمثل فائدة المطاوعة في أن الفعل يظهر على مفعوله فكأنه استجاب له.

واستعمال بناء المطاوعة يظهر كثيراً في القران الكريم ويأتي على سبعة أوزان هي: افتعل، انفعل، تفعّل، استفعل، أفعل، فاعل، وتفعل. ومثاله في صيغة افتعل قوله تعالى: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)[89] فالفعل احترقت مطاوع احرق كأنه قيل فيه نار احرقها فاحترقت وفى بناء الجملة للمطاوعة حذف الفاعل ليكون المفعول في موضعه فيعرب فاعلاً ففي جملة (فيه نار احترقت) احرق فعل ماضي والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره (هي) يعود على النار.

  1. حذف الفاعل في أسلوب المجاز العقلي:

تقوم الجملة العربية على الإسناد وهو ربط المسند بالمسند إليه، ولذلك يقول أهل اللغة يقوم الإسناد على الحقيقة في الأساس ففي جملة جاء جمال أسندنا المجيء إلى جمال وهذا صحيح. أما إذا قلنا جاء الخريف فهذا محال في الحقيقة. وهذه علامة المجاز.

ويأتي المجاز بمستويين هما: المستوى الأصلي وفيه يكشف عن الفاعل الحقيقي الذي يسند إليه الفعل حقيقة. أما المستوى الثاني المجازي يحذف فيه الفاعل ليسند الفعل إلى غيره، وفى هذا عدول عن المألوف. ولذلك قال الجرجاني (المجاز كنز من كنوز البلاغة)[90]

ومثال المستوى الأول قوله تعالى: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)[91]. فقد أسند الفعل (ضل) في لفظ سعيهم، وحذف الفاعل الحقيقي والتقدير: (الذين ضلوا في سعيهم)، فحذف الفاعل الحقيقي واسند الفعل ضل الى غير فاعله.

أما مثال المستوى الثاني فيتضمن تعدد فنون حذف الفاعل في سياق واحد وأمثلته كثيرة في القران الكريم منها قوله تعالى: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً)[92] ففي السياق يوجد موضعان متناسقان من مواضع حذف الفاعل بأسلوب المجاز العقلي وقد توسط السياق لفظ اليوم فأليه ينتهي المجاز الأول ليبدأ المجاز الثاني.

  1. حذف الفاعل لدلالة المقام

فرّق النحاة في كثير من المواضع بين الحذف والإضمار، وذلك لان شرط المضمر بقاء أثر المقدر في اللفظ، وهذا لا يشترط في الحذف. فالحذف يعنى القطع بخلاف الإضمار فإنك تضمر الفاعل في لفظ الفعل ولا تحذفه، كحذف المبتدأ ومثاله قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ)[93] فكلا أداة ردع زجر، وإذا ظرف للزمان المستقبل، وبلغت، بلغ فعل ماضي، والتاء للتأنيث والفاعل محذوف وتقديره (الروح) والملاحظ حذف الفاعل، وان ضمير بلغت راجع إلى غير مذكور في الكلام ولكنه يفهم من دلالة السياق والتقدير إذا بلغت الروح.

الخاتمة

تناولنا في الدراسة حذف أحد عناصر التركيب النحوي في الجملتين الاسمية والفعلية والتي تتمثل في حذف المبتدأ أو الخبر أو الفعل أو الفاعل أو نائبه، وتوضيح أثر هذا الحذف في المعنى ووضوح الدلالة وسياقة الجمل، وقد توصلنا إلى مجموعة من النتائج منها الآتي: –

  1. اغلب المحذوفات في القرآن الكريم جاءت لعلم المخاطب بها ولذلك يستغنى عن ذكرها لدلالة باقي التركيب عليها.
  2. تؤدي قرينة السياق دوراً مهماً في الكشف عن المحذوف وتقديره في النصوص العربية.
  3. كثرة التقديرات وتعددها للمحذوف الواحد تؤدي إلى توسيع المعنى وشموله لعدة معاني ومضامين.
  4. يهدف الحذف أحيانا إلى إثارة خيال القارئ أو السامع وتشويقه وإمتاعه، وخاصة في القصص القرآنية.
  5. لا يتحقق الحذف في النص العربي إلا بوجود قرائن وأدلة في النص نفسه تدل على المحذوف وتوضح مكانه وتبين تقديره.
  6. من فوائد الحذف في النصوص العربية إنه يؤدي إلى دقة المعاني وقوتها وإيجازها.

قائمة المصادر:

  1. اسلوب الحذف في القران الكريم، مصطفى شاهر خلوف.
  2. آمالي المرتضى، الشريف المرتضى، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم ط2، دار الكتاب العربي بيروت لبنان، 1387.
  3. الإشارة الى الايجاز في بعض انواع المجاز، للإمام ابي محمد عز الدين عبد العزيز، دار الحديث القاهرة.
  4. البلاغة العربية اسسها وعلومها وفنونها، الميداني، الدار الشامية بيروت، ط1، ج1، 1431- 2010م.
  5. تفسير الجلالين، جلال الدين ابي بكر السيوطي، تحقيق محمد بن جميل زين ومحمد بن عبد الرحمن، دار الهيثم مصر، ط1، 2011م.
  6. تفسير الطبري، لابي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق عبد الله عبد المحسن، التركي، دار عالم الكتب، ط1، ج1، 2016.
  7. التطور اللغوي، مظاهره وعلله، رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، ط2.
  8. حذف الفاعل، طالب محمد إسماعيل.
  9. الحذف في الاساليب، ابراهيم رفيدة.
  10. حذف الفاعل بين المعيارية والتطبيق في القران الكريم، طالب محمد اسماعيل، دار كنوز المعرفة، 2010م.
  11. الحذف في الحديث النبوي الشريف، رسالة ماجستير، اعداد الطالبة سارة أحمد معروف، اشراف، مصطفى أحمد الفكي، جامعة ام درمان الاسلامية، 2010م
  12. الحذف في سورة ال عمران، دراسة نحوية اسلوبية، رسالة ماجستير في الآداب، جامعة محمد بن خيصر بكسرة، اعداد الطالبة سمية زيرق، اشراف الدكتوراه فوزية دندوقة، 2016م.الحذف في النحو العربي، تمام حمد عيد المنيزل، عمان الاردن، ط1، 2012م.
  13. شرح ابن عقيل، محمد محي الدين عبد الحميد، ج1.
  14. الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الاعجاز، يحي حمزة بن علي
  15. ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي، طاهر سليمان حمودة.
  16. قضايا التقدير النحوي بين القدماء والمحدثين، محمد سليمان ياقوت.
  17. من نحو القران، عماد عبد المجيد، دار الكتب والوثائق القومية ط1، 2012م.
  18. الكتاب، سيبوبه، ج2.
  19. لسان العرب، للإمام ابي الفضل جمال الدين محمد بن المكرم بن منظور الافريقي، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت لبنان ط4.
  20. مغني اللبيب، ابن هشام الانصاري، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية بيروت، ط1، 1999.
  21. النحو الوافي، عباس حسن، دار المعارف القاهرة مصر، ط3، ج2.

Margins:

  1. لسان العرب للإمام أبي الفضل جمال الدين محمدين المكرم بن منظور الإفريقي المصري، دار صادر للطباعة والنشر بيروت لبنان ط4،2005م ج9 مادة (ح ذ ف)
  2. الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز للإمام أبي محمد عزا لدين عبد العزيز بن عبد السلام الشافعي، دار الحديث القاهرة ص2
  3. ابن منظور محمد بن مكرم، لسان العرب، مادة حذف
  4. جوهر البلاغة ص2240
  5. الجوهري أبو نصر إسماعيل بن حمادة مادة حذف
  6. الخصائص 1/84
  7. دلائل الإعجاز،131
  8. ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي طاهر سليمان حمودة صالح
  9. أمالي المرتضى، الشريف المرتضى تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ط.2 دار الكتاب العربي بيروت لبنان 1387 ص309
  10. الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإيجاز، يحي حمزة بن على بن إبراهيم، دار الكتب العلمية بيروت لبنان 1402هـ -1982، ص346
  11. قضايا التقدير النحوي بين القدماء والمحدثين، محمود سليمان
  12. عماد عبد المجيد، من نحو القران، دار الكتب والوثائق القومية ط1 2012م ص75
  13. ابن هشام الأنصاري، مغنى اللبيب، محي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية صيدا، بيروت ط1 1999م، ص692،697
  14. عباس حسن، النحو الوافي، دار المعارف القاهرة، مصر ط3 ج4 ص46
  15. طاهر سليمان حمودة، ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي ص103
  16. المصدر نفسه، ص83
  17. شرح ابن عقيل ج1 ص273
  18. سورة المؤمنون الآية 92
  19. سورة هود الآية 107
  20. سورة يونس الآية 25
  21. دلائل الإيجاز ص111
  22. مصطفى شاهر خلوف، أسلوب الحذف في القران الكريم، ص77
  23. مصطفى شاهر خلوف، أسلوب الحذف في القران الكريم، ص78
  24. الميداني، البلاغة العربية، أسسها وعلومها وفنونها، الدار الشامية بيروت ط3 1431،2010م ج1 ص336
  25. سورة الشمس، الآية، 11 – 13
  26. الميداني-البلاغة العربية، ج، ص41
  27. سورة يوسف، الآية، 29
  28. سورة الفجر، الآية، 4
  29. طاهر سليمان حمودة، ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي، ص65
  30. سورة محمد، الآية، 35
  31. طاهر سليمان حمودة، ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي، ص70
  32. سورة البقرة، الآية، 14
  33. جلال الدين بن احمد المحكي، جلال الدين بن أبى بكر السيوطي، تفسير الجلالين تحقيق: محمد بن جميل زين ومحمد بن عبد الرحمن دار الهيثم مصر، ط1 2011م، ص10
  34. الحذف في سورة ال عمران دراسة نحوية أسلوبية، رسالة ماجستير في الأدب، جامعة محمد خيصر بسكرة، إعداد الطالبة سمية زبرق إشراف، فوزية دندوقة، 2016م
  35. سورة الرعد، الآية 9
  36. سورة غافر الآية، 32
  37. تمام حمد عيد المنزل، الحذف في النحو العربي، دار اليازوري عمان الأردن ط1،2012م ص19
  38. سورة الحديد، الآية 10
  39. سورة الأنفال، الآية 38
  40. سورة يوسف، الآية 82
  41. مصطفى شاهر خلوف، الحذف في القران الكريم، ص73
  42. سورة البقرة، الآية 1
  43. سورة الأعراف، الآية 1
  44. تفسير الطبري لأبى جعفر محمدين جرير الطبري، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار عالم الكتب، ط1، ج1، ص216
  45. التطور اللغوي مظاهرة وعلله، رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، ط2 ص35
  46. سورة الضحى، الآية 5
  47. سورة الزخرف، الآية 77
  48. سورة النحل، الآية 81
  49. سورة ال عمران، الآية 26
  50. سورة هود، الآية 35
  51. البرهان، ج3، ص702
  52. سورة الأنبياء، الآية 5
  53. معترك الاقران: للسيوطي، ص321
  54. سورة الحشر، الآية 9
  55. البيت مجهول القائل
  56. سورة الجمعة، الآية 11
  57. الحذف في الحديث النبوي الشريف، رسالة ماجستير إعداد الطالبة: سارة احمد معروف إشراف، مصطفى محمد، جامعة أم درمان الإسلامية كلية اللغة العربية ص66
  58. سورة فصلت، الآية 46
  59. سورة البقرة، الآية 58
  60. معنى اللبيب، ابن هشام الأنصاري، ص402
  61. شرح ابن عقيل، ج2، ص205.
  62. الكتاب ، سيبويه، ج2 ص30
  63. سورة الرعد، الآية 33
  64. شرح المفصل، ج1، ص94
  65. سورة طه، الآية 20
  66. سورة الأعراف، الآية 108
  67. سورة الزمر، الآية 68
  68. البخاري، كتاب الصوم 1926
  69. يخنز: يتغير وينتن
  70. البخاري أحاديث الأنبياء
  71. الحذف في الحديث النبوي الشريف، ص115.
  72. سورة الانشقاق، الآية (1)
  73. سورة التكوير، الآية (1)
  74. الخصائص، ص 363
  75. سورة لقمان، الآية 25
  76. سورة النور، الآية 36
  77. سورة الرعد الآية 23
  78. إبراهيم رفيدة، الحذف في الأساليب، ص161
  79. سورة التوبة، الآية 6
  80. سورة النساء، الآية 128
  81. سورة النساء، الآية 176
  82. سورة الانشقاق، الآية 1
  83. ابراهيم بركات النحو العربي، ج، ص205
  84. سورة القيامة، الآية 26
  85. سورة ص، الآية 32
  86. سورة النبأ، الآية 20
  87. سورة الاحقاف، الآية 16
  88. حذف الفاعل بين المعيارية والتطبيق في القران، طالب محمد إسماعيل، عمان دار كنوز المعرفة، 2010م ص28
  89. سورة البقرة، الآية، 266
  90. حذف الفاعل، طالب محمد إسماعيل، ص197
  91. سورة الكهف، الآية، 104
  92. سورة المزمل، الآية، 17
  93. سورة القيامة الآية 26