منهج الشيخ عبدالحميد كشك في الإيمان بالقضاء والقدر من خلال كتابه في رحاب التفسير

د. حسب الرسول عيسى بريمة عبود1

1 باحث، السودان

Email: hasabobrema@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(12); https://doi.org/10.53796/hnsj31226

Download

تاريخ النشر: 01/12/2022م تاريخ القبول: 16/11/2022م

المستخلص

تناولت الدراسة منهج الشيخ عبدالحميد كشك في الإيمان بالقضاء والقدرمن خلال كتابه في رحاب التفسير، حيث تعرّض الباحث لحياة الشيخ عبدالجميد كشك والحالة العلمية والفكرية للشيخ كشك، ومن ثم التعريف بمصطلحات البحث، ووجوب الإيمان بالقضاء والقدر، وأفعال العباد

هدفت الدراسة إلى بيان أهمية هذا البحث حيث يتناول أهم مسائل العقيدة .

– بيان منهج الشيخ عبد الحميد كشك في عرض مسائل العقيدة، والإيمان بالقضاء والقدر من خلال دراسة هذا البحث.

– غرس العقيدة الصحيحة السليمة في النفوس وتثبيتها في القلوب لتثمر في السلوك.

– الخروج بنتائج علمية لدراسة الإيمان بالقضاء والقدر.

وقد توصلت الدراسة إلى أهم النتائج والتوصيات أهمها:

النتائج:

  • سلك الشيخ كشك مسلك السلف في علم العقيدة، فأثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم، مستدلاً بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، ناقدًا من عدل عنها.
  • المؤثر الحقيقي في الأسباب والأفعال هو الله تعالى، وإنه لا أثر لقدرة العبد في الفعل، بل المؤثر هو قدرة الله وحدها، والله خالق أفعال العباد، وفعل العبد كسب له.
  • مسألة القضاء والقدر من أعوص المسائل، لكن رأي الشيخ فيها وافق ما جاء في القرآن الكريم والسنة الشريفة.
  • ما ذهب إليه الشيخ ـ رحمه الله ـ هو معتقد أهل السنة الذين يقرون أن أفعال العباد كلها داخلة في خلق الله عز وجل وقضائه وقدره، وهذا ما نص عليه الكتاب والسنة.
  • من خلال دراسة الباحث لكتاب الشيخ كشك (في رحاب التفسير)، وجد أن كل مسألة في هذا الكتاب جديرة أن تكون بحثًا متكاملاً وليس مطلباً فقط.

التوصيات:

  • مؤلفات الشيخ كشك لم تنل العناية بالطباعة، ولم تُخدم خدمة علمية، يوصي الباحث العلماء والخيرين أن يقوموا بطباعتها ونشرها.
  • معظم الخلافات العلمية بين الباحثين والعلماء تتركز حول قضايا الإيمان،منها الإيمان بالقضاء والقدر، لذلك فإن هذا المجال يحتاج إلى مزيد من مجهود الدارسين والباحثين في مجال العقيدة.
  • تشجيع الباحثين لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بهذا الجانب.

Research title

Sheikh Abdul Hameed Keshek’s Approach to Faith in Fate and Destiny through his book in Rehab Al-Tafseer

HNSJ, 2022, 3(12); https://doi.org/10.53796/hnsj31226

Published at 01/12/2022 Accepted at 08/11/2021

Abstract

The study dealt with Sheikh Abdul Hameed Kishek’s approach to believe in fate and destiny through his book in Rehab Al-Tafseer, where the researcher was exposed to the life of Sheikh Abdul Hamid Kishek and the scientific and intellectual status of Sheikh Kishek, and then the definition of research terms, the necessity of believing in fate and destiny, and the actions of the people

The study aimed to show the importance of this research, as it deals with the most important issues of faith.

– Explanation of the approach of Sheikh Abdul Hamid Kishek in presenting issues of belief and faith in fate and destiny through the study of this research.

– Instilling the correct and sound belief in the souls and fixing it in the hearts to bear fruit in behavior.

– Coming up with scientific results to study belief in fate and destiny.

The study reached the most important results and recommendations, the most important of which are:

Results:

  • Sheikh Kishek followed the path of the predecessors in the science of belief, so he proved to God Almighty what he affirmed for himself, and the Messenger of God, may God bless him and grant him peace, established it for him, citing the texts of the Noble Qur’an and the Prophet’s Sunnah, criticizing those who deviate from it.
  • The real influencer in causes and actions is God Almighty, and there is no effect on the ability of the servant to act, rather the influencer is the power of God alone, and God is the Creator of the actions of the servants, and the servant’s action is a gain for him.
  • The issue of fate and destiny is one of the most difficult issues, but the opinion of the Sheikh in it agreed with what was stated in the Noble Qur’an and the honorable Sunnah.
  • What the Sheikh – may God have mercy on him – dealt with is the belief of the Sunnis who recognize that all the actions of the servants are included in the creation, decree and destiny of God Almighty, and this is what the Book and the Sunnah have stated.
  • Through the researcher’s study of Sheikh Kishek’s book (In Rehab Al-Tafseer), he found that every issue in this book deserves to be an integrated research and not just a requirement.

Recommendations:

  • The works of Sheikh Kishek did not receive the attention of printing, and did not serve a scientific service. The researcher recommends scholars and philanthropists to print and publish them.
  • Most of the scientific disputes between researchers and scholars focus on issues of Belief, including believe in fate and destiny. Therefore, this field needs more efforts by scholars and researchers in the field of faith.
  • Encouraging researchers to conduct more studies and research related to this aspect.

مقدمة:

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، حمل راية التوحيد، مثل ما فعل الرسل الذين سبقوه، ونفى كل شبهة، أو ضلال حتى وضح الحق، واستبان الأمر، فصار توحيد الإله المعبود هو رأس الأمر، وعليه مدار الدين.

فإن مسائل العقيدة قد حظيت باهتمام العلماء قديماً وحديثاً، فعلم العقيدة الإسلامية من أشرف العلوم وأجلُّها، لأنه العلم بالله تعالى.

وقد كانت هذه القضايا مجالاً لجدل عنيف وقع بين طوائف الأمة الإسلامية لاسيما بعد ظهور مدرسة علم الكلام التي خاض رجالها غمار تلك المعارك.

وقد توافرت الدراسات العلمية الجادة على كشف النقاب عن أعلام الإسلام المدافعين عن دينهم.

ومن هؤلاء الأعلام المبرزين الشيخ عبد الحميد كشك – رحمه الله – وجعل مثواه الجنة، فقد بذل حياته لخدمة العلم لا يشغله عن أي أمر من الأمور، وقد بارك الله في أوقاته وعمله فاستفاد منه خلق كثير، ولا زال طلاب العلم ينتفعون بمؤلفاته القيمة في العقيدة، والفقه، والأصول، والسيرة وغير ذلك من فنون الشريعة الغراء.

وقد رأيت أن أقوم بدراسة علمية لجهود هذا العالم الجليل في العقيدة بحثاً مستقلاً سميته جهود الشيخ عبدالحميد كشك في الإيمان بالقضاء والقدر من خلال كتابه في رحاب التفسير، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون بحثي هذا إضافة علمية في هذا المجال يستفيد منه طلاب علم العقيدة خصوصاً والمسلمون جميعاً.

أهمية الموضوع:

– كون هذا البحث يفتح مجالاً للباحثين لاستكمال هذا المشروع لدراسة جوانب أخرى.

– قوة شخصية الشيخ كشك، ودفاعه عن العقيدة.

– العقيدة الإسلامية هي أساس الدين وجوهره ولا يسوغ فيها الخلاف.

– ما أحدثه الخلاف حول قضايا الإيمان من شرخ عظيم في وحدة الأمة الإسلامية.

– التنازع في مسائل العقيدة يتيح المجال للمتربصين بالإسلام الطعن فيه.

– أهمية العقيدة ومكانتها بين الدراسات القديمة والمعاصرة.

أسباب اختيار الموضوع:

– بيان العقيدة الصحيحة والدفاع عنها واجب كل مسلم خاصة العلماء والباحثين.

– إماطة اللثام عن آراء هذا العالم الجليل، نظرًا لاتفاقه مع السلف في مسائل كثيرة، ولعدم تناول دراسته عقديًا.

– وضع معلومات البحث في قالب سهل التناول والفهم لغير المتخصصين في هذا المجال.

– دراسة قضايا الإيمان لا سيما الإيمان بالقضاء والقدر وفهمها واعتقادها كما اعتقدها السلف.

– عدم تناول هذا الموضوع على حد علم الباحث.

– إثراء المكتبة العلمية بكتاب جديد في علم العقيدة.

أهداف البحث:

– بيان أهمية هذا البحث حيث يتناول أهم مسائل العقيدة .

– بيان منهج الشيخ عبد الحميد كشك في عرض مسائل العقيدة، والإيمان بالقضاء والقدر من خلال دراسة هذا البحث.

– ضرورة الوقوف على المناهج ومعرفة صحيحها من سقيمها، وتبصير المسلمين بذلك، وتحذيرهم مما حدث فيها من خلل وانحراف.

– غرس العقيدة الصحيحة السليمة في النفوس وتثبيتها في القلوب لتثمر في السلوك.

– الخروج بنتائج علمية لدراسة الإيمان بالقضاء والقدر.

مشكلة البحث وتساؤلاته:

يمكن إجمال مشكلة البحث في الأسئلة الآتية:

  1. من هو الشيخ عبد الحميد كشك؟
  2. ما هي عقيدة الشيخ عبدالحميد كشك؟
  3. هل تطرق الشيخ كشك لباب الإيمان بالقضاء والقدر؟ وهل استشهد بالأدلة النقلية؟
  4. ما هو منهج الشيخ كشك في أفعال العباد؟
  5. هل اعتنى الشيخ كشك بالتأليف في بعض قضايا العقيدة؟

حدود البحث:

اقتصر هذا البحث على دراسة منهج الشيخ كشك في الإيمان بالقضاء والقدر من خلال كتابه في رحاب التفسير، وتحليلها وتوصيفها من خلال استقراء تفسيره، حيث يدور البحث في محور الإيمان بالقضاء والقدر فقط.

منهج البحث:

سلك الباحث المنهج الوصفي التحليلي المستمد من المسائل العقدية، والمصادر الكاشفة التي لها صلة بالموضوع.

خطة البحث:

ـ اقتضت خطة البحث أن تشتمل على أهمية الموضوع، أسباب اختيار الموضوع، أهداف البحث، مشكلة البحث وتساؤلاته، حدود البحث، منهج البحث.

ـ اشتمل البحث على خمسة مباحث قُسّمت على النحو التالي:

المبحث الأول: حياة الشيخ عبدالحميد كشك ووفاته

المبحث الثاني: الحالة العلمية والفكرية

المبحث الثالث: التعريف بمصطلحات البحث

المبحث الرابع: وجوب الإيمان بالقضاء والقدر

المبحث الخامس: أفعال العباد

الخاتمة: وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات

فهرس المصادر والمراجع

المبحث الأول: حياة الشيخ عبدالحميد كشك ووفاته

أولاً: اسمه ومولده ونشأته

ذكر الشيخ كشك في مقدمة كتابه (قصة أيامي): “هذه قصة أيامي بحُلوها ومُرها، وضحكها وعبوسها، وليلها ونهارها، أقدمها إلى الذين يريدون أن يأخذوا من الأيام عبرة، فهي تجربة نصف قرن من الزمان كان فيها العرق والدموع، واليقظة والهجوع، والحرية والسجون، عسى الله أن ينفع بها من أراد أن يأخذ من الأيام عبرة”([1]).

اسمه عبد الحميد عبد العزيز محمد كشك، ولد في العاشر من مارس 1933م في بلدة شبراخيت إحدى مراكز محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية.

استطاع بتوفيق من الله أن يلتحق بمعهد القاهرة الديني ، وحصل على الشهادة الثانوية الأزهرية ، وكان ترتيبه الأول على طلبة الشهادات الثانوية بنسبة 99%.

التحق بكلية أصول الدين وتخرج فيها، ورُشح للعمل بالأوقاف بالتحديد في مسجد الطيبي بالقرب من حي زين العابدين، ومن خلال عمله بمسجد الطيبي حصل على العالمية مع تخصص التدريس، وهي شهادة تتيح لحاملها أن يعمل مدرساً بالأزهر.

يقول الشيخ وهو يتحدث عن نفسه: “في عام 1952م التحقت بمعهد القاهرة الديني برفقة أخي الأكبر، الذي كان طالباً بكلية الحقوق بالقاهرة، ثم رأينا أن نجتمع كلنا في القاهرة، حيث يكون في ذلك نوع من الاستقرار فجئنا ببقية الأسرة – بعد أن استعنا بالله – وبعنا المحل الذي كان يعمل فيه أبي، كما بعنا بعض الضروريات التي أردنا أن ننفق من ثمنها، ولكن سرعان ما نفد ذلك المال القليل أمام مطارق الأيام الشديدة التي انهالت فوق رؤوسنا، مما اضطر أخي أن يذهب إلى أحد الأقرباء – وكان يملك المال الكثير – لكي يضع لديه أوراق البيت الذي كنا نملكه في قريتنا مقابل ثلاثين جنيهاً ، وعاد أخي بخفي حنين، عاد أخي إلى القاهرة والحزن يعتصره وباتت الأسرة حزينة كئيبة كاسفة البال، فبعنا بعض ما تبقى من الأثاث ولم نجد بداً من أن نبيع البيت الذي ورثناه من أبي بثمن بخس دراهم معدودة”([2]).

وفي أواخر عام 1965م عزم الشيخ على الزواج وذلك بسبب كثرة الاستدعاءات والمساءلات وكان يشعر بأن هناك شراً سوف يقع عليه ، وبعد شهور من زواجه قبض عليه وكانت تهمته وجود سكين في بيته([3]).

وقد رزق الشيخ ثمانية من الأولاد خمسة من الذكور وثلاثاً من الإناث([4]).

وأنجب طفله الأول وهو داخل سجن طرة، حيث تركه جنيناً في بطن أمه لأربعة أشهر([5]).

ثانياً: عقيدته

بما أن العقيدة لها دور كبير في تكوين الشخصية المسلمة، فكان لابد لنا من معرفة عقيدة هذا الشيخ الجليل، فهو سليم العقيدة كما شهد له العلماء ومؤلفاته خير دليل على ذلك، يقول في كتابه قصة أيامي يقول: “فإنني لست من الذين يؤيدون التعقيد في العقائد إنما أدعو إلى تبسيطها وتيسيرها وأن تستقى من القرآن والسنة ففيهما حقيقة الأشياء ثابتة واضحة، وإذا تحدثنا عن الله فإن خير من يخبرنا عن الله، هو الله ثم رسوله، والتوجيه في القرآن واضح كالشمس في ضحاها، وفي السنة منير كالقمر إذا تلاها، فمن اتبع ذلك سار في ضوء النهار إذا جلالها”([6]).

ثالثاً: وفاته

“فقدت الأمة الإسلامية بموته رجلاً من رجال الكلمة والحكمة والموقف، هاجم كل طاغية وكل ظالم ورفض أن ينحني لأحد غير رب العالمين”([7])

قبل وفاته قص على زوجته وأولاده رؤيا وهي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب بالمنام حيث أنه رأى في منامه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له ” سلم على عمر” فسلم عليه الشيخ كشك، ثم وقع على الأرض ميتاً ، فقالت له زوجته: وهي التي قصت هذه الرؤيا – علمتنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه من رأى رؤيا يكرهها فلا يقصصها فقال الشيخ كشك: ومن قال لك أنني أكره هذه الرؤيا والله أنني أرجو أن يكون الأمر كما كان، ثم ذهب وتوضأ في بيته لصلاة الجمعة وكعادته ، بدأ يتنفل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد، فدخل الصلاة وصلى ركعة، وفي الركعة الثانية سجد السجدة الأولى ورفع فيها ثم سجد السجدة الثانية وفيها توفي، وكان يدعو الله أن يتوفاه ساجداً وكان له ما أراد([8]).

“وقد كانت للشيخ كشك شفافية كبيرة، وقد تجلت حقيقةً قبل رحيله، فقد قال لابنته الصغرى:(لن أحضر معكم رمضان هذا العام)، عاش الشيخ زاهداً ومات عابداً، فعندما وافته المنية كان ساجداً لله ، فلما طالت السجدة أراد ابنه أن يطمئن عليه، ولكن روحه كانت قد صعدت إلى بارئها واختاره الله إلى جواره.

كان ذلك في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رجب 1417هـ الموافق السادس من ديسمبر 1996م صعدت روح الشيخ إلى بارئها وهو في موضع أقرب ما يكون إلى الله وهو ساجد، رحمه الله وأنزله منازل الصديقين وعوض الأمه بفقده خيراً”([9])

كانت نهاية الشيخ المجاهد الراحل بحق هي حسن الختام وبقدر ما كان الحزن يعتصر المعزين بقدر ما كانت سعادة الكثير منهم بهذه الخاتمة الطيبة الحسنة فالمرء يبعث على ما مات عليه ، لذلك فإن الداعية الشهير الشيخ محمد حسان عندما حضر إلى العزاء ليلة الوفاة قال لأبنائه: “لم آت معزياً وإنما أتيت مهنئاً وحق لكم أن ترفعوا رؤوسكم لأنكم أبناء المجاهد الطاهر/ عبدالحميد كشك- رحمه الله- كان داعية موفق وخطيب ملهم، وواعظ مؤثر، عاش زاهداً ومات عابداً، أمضى ثلاثةً وستين عاماً هي مجموع سنوات عمره مجاهداً في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصرة الدين”([10]).

المبحث الثاني: الحالة العلمية والفكرية

يعدُّ التعليم هو المنبع الرئيس لعملية التثقيف ومن خلاله يتم بناء الأفراد فكرياً وثقافياً وإن الناظر إلى عصر الشيخ: يجد أن البلاد كانت تمر بحالة فقر علمي وثقافي وهو ما أشارت إليه جريدة الأهرام “إن الباحثين والعلماء ما زالوا يشكون في عدم توفر المراجع العلمية التي تمكنهم من تطوير أبحاثهم”([11]) إلا أنه يمكن القول أيضاً بأن هذا العصر قد شهد بعض الأمور الإيجابية فقد أتاح قيام الجامعات والمدارس ومجانية التعليم الفرصة لأفراد من الأمة أن يظهروا على الساحة الفكرية وفتحت تلك القنوات الشرعية الطرق أمام الثقافة أن تعرض وأن تؤتي ثمارها ولم يقتصر الأمر على إنشاء الجامعات والكليات وإتاحة مجانية التعليم بل امتدت الصحافة وهي بلا شك أسرع في تثقيف الأفراد وتوعيتهم، وشهدت العقود التي تلت ثورة 1919م نهضة صحفية كبرى شملت الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية العامة والمتخصصة كما شملت المجلات الشهرية وكانت الصحافة مستقلة أحياناً وتابعة للأحزاب أحياناً أخرى وقد تنافست هذه الصحافة لرفع المستوى الفكري والسياسي بين الجماهير ويمكن القول بأن مكانة الصحافة قبل ثورة 23 يوليو أعظم بكثير من مكانتها بعد هذه الثورة سواء في ناحية العدد أو الحرية أو روعة التحرير والأداء”([12]) ودأبت دور النشر على إحياء الكتب القديمة واهتمت بها دار الكتب أيَّما اهتمام ومن الكتب التي طبعت في تلك الفترة ” صبح الأعشى” والخصائص لابن جنِّي، وديوان ابن الدمينة، والمكافأة لابن الدَّاية والاعتصام للشاطبي، وقد تأسست في تلك الفترة كذلك لجنة التأليف والترجمة والنشر التي دأبت منذ ذلك الوقت على إخراج الكتب تأليفاً وإحياء وترجمة حتى بلغ عدد ما أخرجته في سنة 1948م ما يربو على ثلاثمائة كتاب ([13])، وبذلك وضع المجتمع المصري قدمه على طريق الفكر والثقافة والرقي المعرفي والعلمي وكان من الممكن أن تكون هذه المجتمعات والانفتاحات على المجتمعات المتقدمة وسيلة جيدة لرفع مستوى الأمة ووضعها موضع النهوض والارتقاء ولكن للأسف قام على برامج التعليم أناس كانت ألسنتهم عربية وعقولهم غربية فعملوا على طبع المجتمع المصري بالطابع الغربي، وبدأ يظهر أثر ذلك في الدعوات الهدامة التي حملها من تأثروا بالغرب أو ساروا في ركابه وكانت هذه الدعوات تتلخص في:

1/ هدم الدين

2/ هدم الأخلاق

3/ هدم اللغة

وهذه الأقسام الثلاثة ترتد جميعاً إلى القسم الأول في آخر الأمر لأن هدم الخُلق ليس إلا هدماً للدين في جانبه الأخلاقي ولأن هدم اللغة ليس إلا هدماً للإسلام في لغته التي يتعبد بها المسلمون والتي ألَّف الله عليها قلوبهم أجمعين([14]).

“كان الشيخ يتصدى للرد على ما يعرض في بعض الصحف والمجلات، ويندد بما تعرضة بعض الصحف من صور تروج للرذيلة وتعمل على إشاعة الفحشاء، وقّل أن تمر خطبة لا يندد فيها بما يعرضه التلفاز من أفلام ومسرحيات، والملاحظة أن الشيخ كان متتبعاً لما تعرضه الصحف والإذاعات وأنه لم يأل جهداً في الرد عليها مهما تكن العواقب.

يقول الشيخ: اسمعوا إحصائية الإعلام ماذا يقدم التلفزيون؟ وماذا تقدم الإذاعة؟ 60% من البرامج ترفيهية ، 15,5% إخبارية ، 16,5% ثقافية ، 8% دينية.

ثم يقارن بين نسبة البرامج الترفيهية والدينية، ويقول: 8% دين بجانب 60% ترفيه، إن مثل برامج الإعلام عندنا ، كمثل رجل سقط في بئر من آبار المجاري، فلما خرج من البئر سكب عليه أحد المواطنين زجاجة من ” الكولونيا” فماذا تفعل الكولونيا مع مصلحة المجاري؟ وماذا يفعل 8% دين بجانب 60% ترفيه؟

ثم يوجه نداء إلى كل من شيخ الأزهر، ووزير التعليم، ومفتي الديار، وعلماء مركز البحوث الإسلامية: أن يهمسوا في أذن وزير الإعلام وأن يقولوا له: اتق الله في الشباب، اتق الله وامنع الأفلام والمسرحيات: امنع السقوط والإفساد”([15]).

“وهو بهذا يوضح مدى الفساد الذي كانت عليه أجهزة الإعلام في عصره ويناشد المسئولين عن الدعوة والتربية أن يتصدوا لإيقاف هذا الفساد، ولقد كان الشيخ منهجيًا في تصديه لهذا الفساد، إذ إنه طلب التغيير ممن يملكون القرار ويستطيعون التصدي والتغيير من خلال نفوذهم، ثم يبين الأثر الإيجابي للإعلام إذا استقام أمره: يقول لو أننا جعلنا من الإعلام برامج تعليم وأخلاق، لو أننا جعلنا الإعلام توجيهاً لا ترفيهاً، وجعلناه توعية لا تسلية : لتوحدت صفوف الأمة وارتفع شأنها”([16])

كذلك كان الشيخ يندد بما يكتب في بعض الصحف من مقالات هدامة، يقول: في الوقت الذي تعاني فيه الأمة ما تعاني من الأسى، يطلع علينا كاتب يحدثنا عن كوكب الشرق يقول: كيف تطاق الحياة وقد ماتت كوكب الشرق؟ ويقول كاتب آخر: تعقيباً على ما نشر عن شركة مصر للطيران من أنها فكرت في أن تلغي الخمور من رحلاتها، ومع أنها فكرة إلا أنها أحزنت هذا الكاتب فقال في مقالة له: أنا لا أعرف على أي أساس قررت هذه الشركة إلغاء الخمور في رحلاتها أليست الطائرة فندقاً طائراً كالفندق العائم والفنادق التي بيننا؟ وإذا كانت مصر تصنع النبيذ والبيرة، فلماذا تمنع شركة الطيران عن حمل الخمرة ؟ بلاء أن نجد كاتباً أو كُتاباً يتحمسون كل هذا التحمس لما حرم الله، إن هذا بلاء ابتليت به الأمة([17])، وهو بهذا يلفت الأنظار إلى الحالة التي كانت عليها الصحافة في عصره.

أما بالنسبة للكتاب: فإن الناظر إلى هذه الفترة التى عاصرها الشيخ أن هنالك عجزاً واضحاً في المكتبات العامة، إذ أن مصر كلها في هذه الفترة لم يكن بها سوى مائة مكتبة، وفي القاهرة عشر مكتبات، وإذا كانت الخدمة المكتبية – كما يقول المختصون في المكتبات – تقتضي تخصيص مكتبة عامة لكل مائة ألف مواطن، أدركنا على الفور مدى العجز الكبير في إعداد المكتبات العامة، حيث ينبغي وجود ثلاثة آلاف مكتبة على الأقل([18])، وهذا الأمر يؤثر تأثيراً كبيراً في مجال البحوث العلمية ، ويعوق تطويرها ولكن الملاحظ أنه مع مرور الوقت حدث تقدم أفضل في مجال الثقافة، وذلك منذ بداية الثمانينات، وخاصة في مجال توفير المكتبات، ولعل مكتبة الإسكندرية التي أنشئت في مطلع القرن الحادي والعشرين أصدق دليل على هذا فضلاً عن دخول الكمبيوتر مجال المكتبات، فأصبح من الممكن شحن آلاف المجلدات على أسطوانة صغيرة الحجم ورخيصة الثمن يسهل على الباحث التعامل معها والرجوع إليها، وفي هذا توفير في الوقت والجهد معاً.

أما بالنسبة للتعليم: فقد قام الأزهر – وخصوصاً في هذه الفترة – بجهد بارز في خدمة التعليم داخل مصر وخارجها من خلال إيفاد للبعثات، وتدريسه أبناء المسلمين في معاهده وجامعاته، فكان بحق مركزاً للتعليم ومحوراً للشخصية المصرية ، وبناء عليه فقد أدى الأزهر العديد من الخدمات في حياة مصر العلمية والسياسية والاجتماعية فقد قام بتدعيم اللغة العربية ودافع عن الإسلام ضد الغزو الفكري ([19])، وبجانب ذلك فقد خرّج الأزهر الشريف العديد من العلماء في شتى المجالات([20])، ومع ذلك فقد عانى التعليم في هذه الفترات من مشاكل مزمنة في المناهج التعليمية في مصر، حتى يتحقق لهم هدفهم وهو إخراج جيل من الشباب يحقق أهداف وسياسة الأعداء([21]) وقد تحدث الشيخ عن سياسة الاستعمار في تغيير مناهج الدراسة بما يحقق أهدافهم، ويعمل على بقائهم([22]).

هذا وقد كان الشيخ يندد بما شاب العملية التعليمية من فساد، ولا يأل جهداً في نصح الطلاب، مبيناً لهم كيفية التعامل مع أوراق الإجابة مطالباً في غير موضع بالتعامل مع الطلاب بالرأفة وتهيئة الجو والمناخ الملائم لهم، يقول الشيخ أخي الطالب: نم الليلة مبكراً، وبعد أن تصليَ الفجر سل والديك الدعاء ، فإذا ما ذهبت إلى باب اللجنة فأقرأ قوله تعالى: ﱣ ﭐﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈﱢ ([23])، فإذا ما تسلمت ورقة الأسئلة فاقرأ قوله تعالى ﱣ ﭐﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷﱢ ([24]).

يقول الشيخ: “فإذا أمسكت ورقة الإجابة فقل: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أخي الطالب: اقرأ السؤال ثلاثة مرات وقبل أن تبدأ الإجابة: استحضر الإجابة في ذهنك لتعلم من أين مفتاح السؤال”([25]) هذا يدل على اهتمام الشيخ بالعملية التعلمية وحرصه على تفوق الطلاب في الدراسة.

المبحث الثالث: التعريف بمصطلحات البحث

الإيمان لغة:

مصدر أمن يؤمن إيماناً فهو مؤمن، واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن الإيمان معناه التصديق([26]).

قال تعالى: ﱣﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱢ ([27]) أي: نعلم أنك لا تصدقنا([28]).

معنى الإيمان: مصدر آمن، آمن بـ، آمن لـ، وهو تصديق ويقين بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح، ما وقر في القلب وصدقه العمل، قوة الإيمان تملأ القلب طمأنينة([29])، قال تعالى: ﱣﭐ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱢ ([30]).

وآمن به إيماناً صدقه، والإيمان: التصديق، وهو الذي جزم به الزمخشري([31])، في الأساس([32])، واتفق عليه أهل العلم من اللغويين وغيرهم.

والإيمان إفعال من الأمن: يقال: أمنته وآمنته غيري. ثم يقال: آمنه إذا صدقه. وحقيقته: آمنه التكذيب والمخالفة، وأما تعديته بالباء فلتضمينه معنى أقر واعترف([33]).

والإيمان في اللغة عبارة عن التصديق مأخوذ من الأمن، كأن المصدق أمن المصدق من التكذيب والمخالفة، وتعديته بالباء لتضمنه معنى الاعتراف وقد يطلق بمعنى الوثوق من حيث إن الواثق بالشيء صار ذا أمن منه، ومنه ما أمنت أن أجد صحابة وكلا الوجهين حسن في يؤمنون بالغيب([34]).

الإيمان يتعدى بنفسه كصدق، وباللام باعتبار معنى الإذعان، وبالباء باعتبار الاعتراف إشارة إلى أن التصديق لا يعتبر بدون اعتراف([35]).

وأصل آمن أأمن بهمزتين، لينت الثانية([36])، وقد يطلق الإيمان على الإقرار باللسان فقط كقوله تعالى: ﱣﭐ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﱢ ([37]) أي: آمنوا باللسان وكفروا بالجنان.

وقد يكون الإيمان إظهار الخضوع، وأيضاً قبول الشريعة وما أتى به النبي واعتقاده وتصديقه بالقلب([38]) والإيمان يستعمل تارة للشريعة التي جاء بها النبي وتارة يستعمل على سبيل المدح، ويراد به إذعان النفس للحق على سبيل التصديق وذلك باجتماع ثلاثة أشياء تحقيق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان، ويقال لكل واحد من الاعتقاد والقول والصدق والعمل الصالح إيمان([39]).

وذهب كثير من أهل العلم إلى أن الإيمان في اللغة هو التصديق([40])، وذهب آخرون إلى أن الإيمان في اللغة: هو الإقرار بالشيء عن تصديقه به، بدليل التفريق بين قول القائل (آمنت بكذا) أي: أقررت به، و(صدقت) ولا تقل (آمنت فلاناً)([41]) وللإيمان في لغة العرب استعمالان: فتارة يتعدى بنفسه فيكون معناه التأمين أي: إعطاء الأمان، وآمنته ضد أخفته، وفي الكتاب العزيز قال تعالى: ﱣﭐ ﱒ ﱓ ﱔ ﱢ ([42])، فالأمن ضد الخوف وفي الحديث الشريف: (النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى الأمة ما توعد)([43]). والأمنة في هذا الحديث جمع أمين، وهو الحافظ، قال تعالى: ﱣﭐ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﱢ ([44]).

قال تعالى: ﱣﭐ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱢ ([45]) أي: الآمن بمعنى مكة، وتارة يتعدى بالباء أو الكلام فيكون معناه التصديق، وفي التنزيل: ﱣﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱢ ([46]) أي: بمصدق، آمنت بكذا: أي صدقت، والمؤمن مبطن من التصديق مثل ما يظهر، والأصل في الإيمان الدخول في صدق الأمانة التي ائتمنه الله عليها، فإذا اعتقد التصديق بقلبه كما صدق بلسانه فقد أدى الأمانة، وهو مؤمن، ومن لم يعتقد التصديق فهو غير مؤد للأمانة التي ائتمنه الله عليها ([47]) لكن لشيخ الإسلام ابن تيمية رأي آخر في المعنى اللغوي ومن آرائه حيث اختار معنى الإقرار للإيمان لأنه رأى لفظ (أقر) أصدق في الدلالة والبيان على معنى الإيمان الشرعي من غيرها. لأمور وأسباب ذكرها ثم ناقشها بالمعقول، ورد بتحقيق علمي رصين قول من ادعى: أن الإيمان مرادف للتصديق، وذكر فروقاً بينهما؛ تمنع دعوى الترادف.([48])

فكان تفسيره أن الإيمان بلفظ الإقرار أقرب من تفسيره بلفظ التصديق مع أن بينهما فرقاً.([49])

ومعلوم أن الإيمان هو الإقرار لا مجرد التصديق، والإقرار ضمن قوة القلب الذي هو التصديق، وعمل القلب الذي هو الإنقياد.([50])

الإيمان اصطلاحاً:

هو إظهار الخضوع والقبول للشريعة، وما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم واعتقاده وتصديقه.([51])

وقيل هو الاعتقاد بالقلب والإقرار باللسان، قيل من شهد وعمل ولم يعتقد فهو منافق، ومن شهد ولم يعمل واعتقد فهو فاسق، ومن أخل بالشهادة فهو كافر.

والإيمان يكون واحداً من خمسة أوجه:

إيمان مطبوع، وإيمان مقبول، وإيمان معصوم، وإيمان موقوف، وإيمان مردود، فالإيمان المطبوع هو إيمان الملائكة، والإيمان المعصوم هو إيمان الأنبياء، والإيمان المقبول هو إيمان المؤمنين، والإيمان الموقوف هو إيمان المبتدعين، والإيمان المردود هو إيمان المنافقين.([52])

والإيمان في لسان الشرع عبارة عن التصديق بالقلب والإقرار باللسان، والعمل بالأركان، وإذا فسر بهذا فإنه يزيد وينقص وهو مذهب أهل السنة من أهل الحديث وغيرهم.([53])

وهو التصديق الجازم من صميم القلب بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد ولم يعقب به، هو الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء، والباطن فليس دونه شيء، حي قيوم، أحد صمد.([54])

وذهب الجمهور: أن الإيمان اعتقاد بالجنان، ونطق باللسان، وعمل بالجوارح.([55])

والإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق الإقرار بالفعل.([56])

وقول اللسان يراد به الكلام كالشهادتين، والذكر، والدعاء، والتلاوة، وسائر الأقوال الخيرية، والعمل بالأركان: وهي الجوارح، وهو: كالصلاة، والصوم، والحج، والجهاد، وتغيير المنكر باليد، ونحوها، والعقد بالجنان أي: بالقلب يراد به التصديق، والإخلاص، والتوكل، والمحبة ونحوها وكل هذه الأعمال من مسمى الإيمان، لأنها من آثاره.([57])

أركانه وأدلته:

أركان الإيمان ستة يدل عليها قول الله تعالى: ﱣﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓﱢ.([58])

ومن السنة ما جاء في حديث جبريل عليه السلام عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أخبرني عن الإيمان، قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت).([59])([60])

تعريف القضاء والقدر:

القضاء في اللغة

القضاء: أصله من قَضَايٌ، إلَّا أنَّ الياء لمَّا جاءت بعد الألف همزت([61])، يقول ابن فارس – رحمه الله – : “القاف والضاد والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على إحكام أمرٍ وإتقانهِ لجهته، قال تعالى:(ﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ )([62])،أي: أحكم خلقهن”([63]).

ويأتي القضاء على معانٍ عدَّة منها: الأمر، والأداء، والإنهاء، والحكم، والفراغ، والإعلام، والموت([64]).

القدر في اللغة:

قدر الشيء: مبلغه، وقدر الله وقدره بمعنى، وهو في الأصل مصدر، وقال الله تعالى:(ﭐ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ )([65]) ، أي: ما عظموا الله حق تعظيمه، والقدر أيضاً: ما يقدره الله عز وجل من القضاء … ويقال: مالي عليه مقدرة، أي: قدرة، ومنه قولهم: “المقدرة تذهب الحفيظة”، ورجل ذو قدرة، أي: ذو يسار، وقدرت الشيء أقدره وأقدره قدراً، من التقدير”([66]).

ويطلق القدر على عدَّة معانٍ منها: الحكم، والقضاء، والتضييق، والطَّاقة، والتقدير([67]).

القضاء والقدر اصطلاحاً:

اختلفت عبارات أهل العلم – رحمهم الله – في تعريف القضاء والقدر، فقال النووي – رحمه الله – : (واعلم أنَّ مذهب أهل الحقِّ إثبات القدر، ومعناه أنًّ الله تبارك وتعالى قدَّر الأشياء في القِدَم، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها سبحانه وتعالى([68]).

وعرفه السفاريني – رحمه الله – بقوله: (القدر عند السلف ما سبق به العلم وجرى به القلم، مما هو كائن إلى الأبد، وأنه عز وجل قدر مقادرير الخلائق وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى، وعلى صفات مخصوصة فهي تقع على حسب ما قدرها(([69]).

وقد لخّص الخطابي – رحمه الله – القول في القضاء والقدر، وأنَّ أحدهما لا ينفك عن الآخر فقال: “وجماع القول في هذا الباب أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنزلة الأساس والآخر بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضه”([70]).

المبحث الرابع: وجوب الإيمان بالقضاء والقدر:

إن الإيمان بالقضاء والقدر، وهو أحد أركان الإيمان السِّتة الثابتة في الكتاب والسُّنة والإجماع. أمَّا الكتاب فآيات منها: قوله تعالى: (ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ)([71])، يقول الشيخ كشك: “والذي عليه أهل السنة، أن الله سبحانه وتعالى قدر الأشياء، أي: علم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده، على نحو ما سبق في علمه، فلا يحدث حدث في العالم العلوي والسفلي، إلا هو صادر من علمه تعالى وقدرته وإرادته دون خلقه، وأن الخلق ليس لهم فيها إلا نوع اكتساب ومحاولة ونسبة وإضافة، وأن ذلك كله إنما حصل لهم بتيسير الله تعالى وبقدرته وتوفيقه وإلهامه، سبحانه لا إله إلا هو، ولا خالق غيره، كما نص عليه القرآن والسنة، لا كما قالت القدرية وغيرهم من أن الأعمال إلينا، والآجال بيد غيرنا، فنزلت هذه الآيات إلى قوله تعالى: (ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ) فقالوا: يا محمد يكتب علينا الذنب ويعذبنا؟ فقال: أنتم خصماء الله يوم القيامة، فروى الزبير عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم، وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم” ([72])([73])

وقوله: (ﭐ ﲾ ﲿ )([74])، وقوله: ( ﭐ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ )([75])، ذكر الشيخ كشك في رحاب التفسير فقال: أي: “قدر في كل شيء خواصه ومزاياه بما تجل عنه العقول والأفهام، وهدى الإنسان لوجه الانتفاع بما أودعه فيها، وهدى الأنعام إلى مراعيها، ولو تأملت ما في النبات من الخواص، وما في المعادن من المزايا والمنافع، واهتداء الإنسان لاستخراج الأدوية والعقاقير النافعة من النباتات واستخدام المعادن في صنع المدافع والطائرات، لعلمت حكمة العلي القدير، الذي لولا تقديره وهدايته لكنا نهيم في دياجير الظلام كسائر الأنعام قال المفسرون: إنما حذف المفعول لإفادة العموم أي قدر لكل مخلوق وحيوان ما يصلحه فهداه إليه وعرفه وجه الانتفاع به”.([76])

وأمَّا السُّنة فأحاديث، منها ما جاء في حديث جبريل الثابت في صحيح مسلم، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإنه لمَّا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، أجاب بقوله: (الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره”، وقال صلى الله عليه وسلم:” كل شيء بقدر حتى العجز والكَيْس)([77]) ([78]).

وأمَّا الإجماع، فقد أجمع السلف الصالح – أهل السُّنة والجماعة – على أنه لا يصح إيمان العبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: (والذي نفسي بيده لو كان لأحدهم مثل أُحد ذهباً ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره) ([79])، وقال طاووس([80]) – رحمه الله -:” أدركت ثلاثمائة من أصحاب رسول الله يقولون: كل شيء بقدر”([81]).

وقال أيوب السختياني([82]) – رحمه الله-: “أدركت الناس ما كلامهم إلَّا أن قضى وقدر”([83])، وفي صحيح مسلم عن طاووس – رحمه الله – قال: (أدركت أناساً من أصحاب رسول الله يقولون: كل شيء بقدر”، وسمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: “كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)([84])، وعليه فمن أنكر القدر فليس بمؤمن([85])([86]).

وقيل إن الإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان الستة التي أجمع عليها سلف هذه الأمة، وأهل السُّنة والجماعة سلفاً وخلفاً، ولم يخالف في ذلك إلَّا مجوس ([87]) هذه الأمة القدرية، الذين خرجوا في أواخر عهد الصحابة، وأنكر عليهم الصحابة الموجودون في ذلك الوقت كما تقدم آنفاً عن ابن عمر رضي الله عنهما وغيره.

وأول ما أحدث هذه البدعة([88]) وهي إنكار القدر هو معبد الجهني([89]) بالبصرة ([90]).([91]).

وفيما ذكره الشيخ كشك – رحمه الله – “وأوضحه في وجوب الإيمان بالقضاء والقدر تظهر موافقته لأدلة الكتاب والسُّنة وما نُقل عن السلف في ذلك، فمن الكتاب قوله تعالى: ﱡﭐ ﭐ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﱠ ([92]) وغيرها، يقول الشيخ كشك: أي هذا هو التسليم المطلق والتفويض الكامل لصاحب العزة القائمة والمملكة الدائمة، الوجود ملكه، والقضاء حكمته، وكل الكائنات طوع إرادته، لا تطرف في هذا الوجود طرفة عين، ولا تهب نسمة هواء، ولا يحدث في هذا الكون حدث كبير وصغير إلا بإذن من لا يغفل ولا ينام، فإن عقيدة المسلم تجعله يوقن بأن كل شيء بقضاء ، ولن يصيبه إلا ماكتب الله له، لأنه سيده ومولاه، المالك المتصرف، إنه يعلم علم اليقين أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، فقد جرى القلم بما هو كائن، وقد جفت الأقلام وطويت الصحف، إنهم على ربهم يتوكلون، فهم مؤمنون متعتمدون على خالقهم، يأخذون في الأسباب ويفوضون عواقب الأمور بمن يقول وقوله الحق”.([93])

وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان)([94]).

وأما موافقته للسلف، يقول الحسن البصري – رحمه الله -: “إنَّ الله قدَّر أجلاً وقدَّر معه مرضا، وقدَّر معه معافاة، فمن كذَّب بالقدر فقد كذب بالقرآن، ومن كذَّب القرآن فقد كذَّب بالحقِّ”([95])، ويقول الإمام أحمد – رحمه الله – عن وجوب الإيمان بالقضاء والقدر: “القدر خيره وشرّه، وقليله وكثيره، وظاهره وباطنه، وحلوه ومره، ومحبوبه ومكروهه، وحسنه وسيئه، وأوله وآخره، من الله قضاءً قضاه، وقدراً قدَّره عليهم، لا يعدو واحد منهم مشيئة الله عز وجل ولا يجاوز قضاؤه، بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له، واقعون فيما قدر عليهم لا محالة، وهو عدل منه ربنا عز وجل”([96]).

المبحث الخامس: أفعال العباد

قرَّر الشيخ كشك – رحمه الله – “أنَّ الله عز وجل خالق كل شيء، وأنَّ أفعال العباد داخلة في خلق الله عز وجل فقال: “ما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلَّا الله خالقه لا خالق غيره، ولا ربَّ سواه، فهو وحده خالق جميع العباد وخالق أعمالهم، كما قال تعالى: (ﭐﲤ ﲥ ﲦ ﲧ)([97]) أي: يحتمل أن تكون(ما) مصدرية: فيكون تقدير الكلام: خلقكم وعملكم، ويحتمل أن تكون بمعنى الذي، تقديره: والله خلقكم والذي تعملونه، وكلا القولين متلازمين والأول أظهر”([98]).

وما ذهب إليه الشيخ كشك – رحمه الله – هو معتقد أهل السنُّة والجماعة الذين يقرِّرون أنَّ أفعال العباد كلها داخلة في خلق الله عز وجل وقضائه وقدره، وهذا ما نصَّ عليه الكتاب والسُّنة.

فمن الكتاب: قوله تعالى: (ﭐ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ )([99])، يقول الطبري – رحمه الله “في قوله: (ﭐﲦ ﲧ) وجهان:أحدهما: أن يكون قوله:(ما) بمعنى المصدر، فيكون معنى الكلام حينئذ: والله خلقكم وعملكم، والآخر: أن يكون بمعنى(الذي)، فيكون معنى الكلام عند ذلك: والله خلقكم والذي تعملونه”([100])، وقال تعالى: (ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ)([101])، يقول ابن كثير– رحمه الله -: “يخبر تعالى أنه خالق الأشياء كلها، وربها ومليكها والمتصرف فيها، وكلٌ تحت تدبيره وقهره وكلاءته”([102]).

قال تعالى: ﱣﭐ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﱢ ([103]) قال الشيخ كشك – رحمه الله –: “مخبراً عن إبراهيم عليه السلام، رداً على المعتزلة والقدرية فيما يزعمون أن أفعال العباد لا صنع فيها بتة، ففي هذه الآيات يثبت الله سبحانه وتعالى صفة الخلق والإيجاد، فهو الخالق الذي قدر قدراً وهدى الخلائق إليه فكلٌ يجري على ما قدر له وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) أي: هو خالقي ورازقي بما سخر ويسر من الأسباب السماوية والأرضية فساق المزن وأنزل الماء وأحيا به الأرض وأخرج به من كل الثمرات رزقاً للعباد وأنزل الماء عذباً زلالاً يسقيه مما خلق أنعاماً وأناسي كثيراً وقوله:(ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ) أسند المرض إلى نفسه وإن كان عن قدر الله وقضائه وخلقه ولكن أضافه إلى نفسه أدباً كما قال تعالى آمراً للمصلي أن يقول: ﱣﭐ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱢ ([104]) فأسند الإنعام والهداية إلى الله تعالى والغضب حذف فاعله أدباً وأسند الضلال إلى العبيد كما قالت الجن ﱣﭐ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﱢ ([105]) وكذلك قال إبراهيم (ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ) أي: إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره بما يقدر من الأسباب الموصلة إليه (ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ) أي هو الذي يحيي ويميت لا يقدر على ذلك أحد سواه فإنه هو الذي يبدئ ويعيد” ([106])

ومن السُّنة: عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنِّ الله يصنع كل صانع وصنعته)([107])، يقول البخاري – رحمه الله – : “فأخبر أنَّ الصناعات وأهلها مخلوقة”([108]).

ومن أقوال السلف: “قال حنبل([109]): “سمعت أبا عبد الله يقول: “أفاعيل العباد مخلوقه، وأفاعيل العباد مقضية بقضاء وقدر، قلت: الخير والشرُّ مكتوبان على العباد؟ قال: المعاصي بقدر … وقال أبو عبد الله: والخير والشرُّ بقدر، والطاعة والمعصية بقدر، وأفاعيل العباد كلها بقدر”([110]).

وقد حرَّر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – معتقد أهل السُّنة والجماعة في هذه المسألة فقال: “مذهب أهل السُّنة والجماعة أنَّ الله تعالى خالق كل شيء وربه ومليكه لا ربَّ غيره ولا خالق سواه، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير وبكل شيء عليم، والعبد مأمور بطاعة الله وطاعة رسوله، منهي عن معصية الله ومعصية رسوله، فإن أطاع كان ذلك نعمة، وإن عصى كان مستحقاً للذَّمِّ والعقاب، وكان لله عليه الحجة البالغة ولا حجة لأحد على الله تعالى، وكل ذلك كائن بقضاء الله وقدره ومشيئته وقدرته، لكن يحب الطاعة ويأمر بها ويثيب أهلها على فعلها، ويكرمهم ويبغض المعصية وينهى عنها ويعاقب أهلها ويهينهم، وما يصيب العبد من النِّعَم فالله أنعم بها عليه، وما يصيبه من الشرِّ فبذنوبه ومعاصيه”([111]).

الموافقون للشيخ كشك:

أهل السنة: قال ابن تيمية – رحمه الله -: وأما جمهور الخلق من أهل السنة وغيرهم فيقولون أن الخلق غير المخلوق وفعل الله القائم به ليس هو مفعوله المنفصل عنه ويقولون أفعال العباد مخلوقة لله مفعولة له لا أنها نفس خلقه ونفس فعله وهي نفس فعل العبد فهي فعل العبد حقيقة لا مجازاً وأما كون العبد له مفعول متولد عنه غير فعله فهذه مسألة التولد وعلى ذلك يبنى الكلام في أصوات العباد وكلامهم فإن الأصوات متولدة عن حركات العبد الإختيارية([112]).

وقال أيضاً: والمقصود هنا أن جمهور المسلمين يقولون بالحق الذي دل عليه المنقول والمعقول فيقولون أن أفعال العباد مخلوقة لله مفعولة له وهي فعل للعباد حقيقة لا مجازاً وهم يثبتون ما لله في خلقه وأمره من الأسباب والحكم وما جعله الله في الأجسام من القوى والطبائع في الحيوان وفي الجماد لكنهم مع إثباتهم للأسباب والحكم لا يقولون بقول الطبائعية من الفلاسفة وغيرهم بل يقولون أن الله خالق كل شيء وربه ومليكه وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأنه لا حول ولا قوة إلا به ويعلمون أن الأسباب هي مخلوقة لله بمشيئته وقدرته ولا تزال مفتقرة إلى الله([113]).

فما كان بالأسباب فالله وخالق سببه جميعاً ويقولون مع هذا أن الأسباب التي خلقها ليس فيها ما يستقل بالتأثير في كل الأشياء بل لا بد له من أسباب أخر تعاونه وتشاركه وهو مع ذلك له معارضات وموانع تعارضه وتدافعه كما في الشعاع الحادث عن الشمس والاحتراق الحادث عن النار ونحو ذلك فإنه لابد مع الشمس عن محل قابل لانعكاس الشعاع عليه وهو مع ذلك يمتنع بحصوله الحائل كالسحاب والسقف وغير ذلك من الموانع وبكل حائل.([114])

قال ابن القيم- رحمه الله -: كما أن النصوص جاءت بأن أفعال العباد أعمال لهم واقعة باختيارهم وإرداتهم ليست أفعالا لله وإن كانت مفعولة له تجد ما خالف ذلك مخالفاً لصريح العقل.([115])

ولا خلاف بين المسلمين في أن للعباد أفعالا مضافة إليهم يسمون بها مطيعين وعصاة، ويثابون على حسنها، ويستحقون العقاب على قبحها، وأن الله قد أقام الحجة عليهم، وأن له سبحانه الحجة البالغة لا عليه، وأن عقابه لمن عاقبه منهم عدل منه لا جور فيه ولا ظلم، وأن ذلك معلوم ضرورة من الدين، وأن الإجماع منعقد على أن أفعال العباد إختيارية لا اضطرارية، وأن الفرق بين حركة المختار وحركة المفلوج والمسحوب ضروري إلا من لا يُعتد به في الإجماع.([116])

المخالفون للشيخ كشك:

وقد خالف القدرية المكذبة، والمجبرة الذين يقولون: إن أفعال العباد ليست مخلوقة لله، ويجعلون خلقها والتعذيب عليها ظلماً، والذين يقولون: إنه خلق كفر الكافرين ومعصيتهم، وعاقبهم على ذلك لا لسبب ولا لحكمة، فإذا قيل لأولئك: إنما أوقعهم في تلك الذنوب، وطبع على قلوبهم عقوبة لهم على فعلهم ما أمرهم به، فما ظلمهم، ولكن هم ظلموا أنفسهم([117]).

وتوحيد القدرية الجبرية وهو إخراج أفعال العباد أن تكون فعلاً لهم وأن تكون واقعة بكسبهم أو إرادتهم بل هي نفس فعل الله فهو الفاعل لها دونهم فنسبتها إليهم وأنهم فعلوها منافٍ للتوحيد عندهم([118]).

قال ابن الوزير: وأما الخفي الذي عظم فيه الاختلاف ودق وكثر فهو معرفة حقيقة أفعال العباد على جهة التعيين والتمييز لها عن سائر الحقائق وقد اختلف في ذلك على أربعة عشر قولاً أو يزيد للمعتزلة منها ثمانية وللسنة والأشعرية أربعة وللجبرية قولان وهي هذه مسرودة، الأول: من أقوال المعتزلة أن الذوات كلها ثابتة في العدم أزلية غير مقدورة لله تعالى ولا بخلقه الأجسام منها والأعراض وذوات أفعال الله تعالى وذوات أفعال العباد أعني ذوات الحركات والسكنات وأنها في العدم والأزل ثبوتاً حقيقياً في الخارج ثبوتاً يوجب تماثلها فيه واختلافها عنه.([119])

ولهم أيضاً أن فعل الله تعالى وفعل العباد هو صفة الوجود لا ذات الموجود وهؤلاء مثل الأولين إلا أنهم اشتركوا في إثبات الأمر الرابع الذي عده خصومهم محالا فعينوا مقدور القادر وبقى عليهم سائر ما يرد على أصحابهم وقد ألزموا جميعاً أن الله تعالى لا يخلق شيئاً قط على أصولهم لأن الشيء عندهم هو الثابت في الأزل والقدم وصفة الوجود عندهم ليست شيئاً لأنهم قضوا بالأزلية في القدم للشيء وللذات ولصفاتها الذاتية ولم يبق إلا صفاتها المقتضاة وهي التحيز.([120])

قولهم أنه لا فعل للعبد إلا الإرادة قاله الجاحظ وثمامة بن الأشرس، وأيضاً قولهم أن أفعال العباد حوادث لا محدث لها وهذا والذي قبله مع غرابتهما معروفان في كتب المعتزلة من روايتهم عن شيوخهم لا محدث من رواية خصومهم، وأن أفعال العباد لا تتعدى محل القدرة والمتعدي فعل الله تعالى وإنها حركات كلها وأن السكون حركة اعتماد، والعلوم والإرادات حركة النفس حكاه الشهرستاني في الملل والنحل قال ولم يريد بالحركة النقل وإنما الحركة عنده مبتدأ كل تغير وهو قول المطرفية من الزيدية دون الحركات، وقولهم أيضاً مثل الذي قبله لكن قالوا أن المتوالدات أفعال لا فاعل لها، فهذه بعض الأقوال التي عرفت في تفاصيل هذه المسألة ([121]).

يرى الباحث: أن أفعال العباد مخلوقة لله مفعولة له وهي فعل للعباد حقيقية لا مجازاً وهم يثبتون ما لله في خلقه وأمره من الأسباب والحكم وما جعله الله في الأجسام من القوى والطبائع في الحيوان وفي الجماد وأن الله خالق كل شيء ومليكه وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأنه لا حول ولا قوة إلا به ويعلمون أن الأسباب هي مخلوقة لله بمشيئته وقدرته ولا تزال مفتقرة إلى الله لما دلت عليه النصوص وأرشدت إليه الأدلة العقلية في أن أفعال البعاد مخلوقة.

الخاتمة:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:

فقد انتهيت – بعون الله تعالى وتوفيقه – من إتمام هذا البحث وإكماله، وقد أفرغت فيه جهدي وطاقتي، وخرجت منه بنتائج وتوصيات أهمها:

أولاً: النتائج:

  • سلك الشيخ كشك مسلك السلف في علم العقيدة، فأثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم، مستدلاً بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، ناقدًا من عدل عنها.
  • اتسم عصر الشيخ بالاضطراب السياسي والاجتماعي وظلم الحكام، لكن عزيمته القوية جعلت منه رمزًا عالميًا ذاع صيته في البقاع.
  • أسهم الشيخ كشك في تجلية العقيدة الإسلامية إسهامًا كبيرًا من خلال جمعه للآيات والأحاديث الدالة على الإيمان بالقضاء والقدر وأدلتها بشكل غير مسبوق.
  • تمكن الباحث من جمع الأدلة الواردة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة التي تثبت أن الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان.
  • المؤثر الحقيقي في الأسباب والأفعال هو الله تعالى، وإنه لا أثر لقدرة العبد في الفعل، بل المؤثر هو قدرة الله وحدها، والله خالق أفعال العباد، وفعل العبد كسب له.
  • مسألة القضاء والقدر من أعوص المسائل، لكن رأي الشيخ فيها وافق ما جاء في القرآن الكريم والسنة الشريفة.
  • ما ذهب إليه الشيخ ـ رحمه الله ـ هو معتقد أهل السنة الذين يقرون أن أفعال العباد كلها داخلة في خلق الله عز وجل وقضائه وقدره، وهذا ما نص عليه الكتاب والسنة.
  • من خلال دراسة الباحث لكتاب الشيخ كشك (في رحاب التفسير)، وجد أن كل مسألة في هذا الكتاب جديرة أن تكون بحثًا متكاملاً وليس مطلبًا فقط.
  • تعظيم الشيخ لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتماده عليهما في الاستدلال في كل أمور الدين.

ثانيًا: التوصيات:

  • على وزارة التربية والتعليم إدخال العقيدة الإسلامية في المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية من خلال تضمين مفردات المواد وموضوعاتها.
  • مؤلفات الشيخ كشك لم تنل العناية بالطباعة، ولم تُخدم خدمة علمية، يوصي الباحث العلماء والخيرين أن يقوموا بطباعتها ونشرها.
  • معظم الخلافات العلمية بين الباحثين والعلماء تتركز حول قضايا الإيمان،منها الإيمان بالقضاء والقدر، لذلك فإن هذا المجال يحتاج إلى مزيد من مجهود الدارسين والباحثين في مجال العقيدة.
  • يوصي الباحث بالمحافظة على سلامة القلوب وصفاء الصدور بين المسلمين، وحسن ظن المختلفين بعضهم ببعض، وذلك بالتوعية الدائمة بالمنهج السوي، من خلال المنابر الإعلامية المتعددة.
  • تشجيع الباحثين لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بهذا الجانب.

– على الوالدين والمربين والدعاة العودة إلى ميراث الأنبياء في تربية أبنائهم وأبناء الوطن تربية سليمة شعارها التسليم لله والإيمان بالقضاء والقدر.

المصادر والمراجع:

1ـ قصة أيامي، الشيخ عبدالحميد كشك، دار المختار الإسلامي، د.ت.

2ـ مجلة المنبر الإسلامية، مجلة فلسطينية، العدد الخامس والعشرون، موضوع قبض العلماء، بقلم طارق ديلواني .

3ـ الشيخ عبد الحميد كشك في رحاب الوفاء والرثاء، محمد عبد الله السمان.

story https//m.almesryoon.com4ـ

5ـ مقدمة حوار ساخن مع الشيخ كشك قبل رحيله، محمود فوزي، الناشر: دار النهضة للنشر والتوزيع، القاهرة.

6ـ مقال الفقر الثقافي، جريدة الأهرام، بتاريخ 3/9/1970م.

7ـ موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، أحمد شلبي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، د.ت، ج9.

8ـ في الأدب الحديث: عمر الدسوقي: دار الفكر العربي، 1420هـ /2000م ج2 ط1

9ـ الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر: محمد حسين، بيروت، لبنان، مؤسسة الرسالة ،ط7، 1405هـ – 1984م، ج2.

10ـ الخطب المنبرية: الشيخ كشك، مكتبة الصحافة بالعباسية، ج24.

11ـ الصحافة والثقافة في مصر خلال عام 1970م، محمود نجيب أبو الليل، مؤسسة سجل الغرب، ط1، 1971م.

12ـ دور الأزهر في الحياة المصرية إبان الحملة الفرنسية ومطلع القرن التاسع عشر: مصطفي محمد رمضان أستاذ التاريخ والحضارة، مكتبة النهضة الشرقية.

13ـ الحالة الدينية في مصر، المؤلف: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، الناشر:مؤسسة الأهرام، مصر1995م، ط2.

14ـ مقدمة كتاب كلماتنا في الرد على أولاد حارتنا: الشيخ كشك، دار المختار الإسلامي،

15ـ معجم اللغة العربية المعاصرة، د. أحمد مختار عبد الحميد عمر، المتوفى سنة 1424هـ، عالم الكتب، ط1، 1429هـ- 2008م، ج1، ص 124.

16ـ الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله، المتوفى سنة 538، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، ط3، 1407هـ، ج2.

17ـ أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، المتوفى سنة 685هـ، تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1418هـ، ج1،

18ـ تاج العروس من جواهر القاموس، محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، أبو الفيض، الملقب بمرتضى الزبيدي، المتوفى سنة 1205هـ، الناشر دار الهداية، ج 34.

19ـ أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، نخبة من العلماء، ط1، 1421هـ، الناشر: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.

20ـ التسهيل لعلوم التنزيل، أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله ابن جزي الخالدي، الناشر: شركة دار الأرقم – بيروت، ط1، 1416هـ، ج1

21ـ نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عن السلف د. محمد بن عبد الله بن علي الوهيبي، دار المسلم للنشر والتوزيع، ط2، 2001م، ج1.

22ـ لباب التأويل في معاني التنزيل، علاء الدين بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيحي أبو الحسن، المعروف بالخازن، المتوفى سنة 741ه‍، تصحيح: محمد علي شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415هـ.

23ـ فتح القدير، محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني، المتوفى سنة 1250ه‍، الناشر، دار بن كثير، دار الكلم الطيب، دمشق، بيروت، ط1، 1414ه‍، ج .

24ـ التعليقات على متن لمعة الاعتقاد، عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين، توفى سنة 1430ه‍، الناشر: دار الصميعي للنشر والتوزيع، ط1، 1416ه‍ – 1995م.

25ـ صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة الإيمان، والإسلام، والقدر وعلامة الساعة، حديث رقم 1، ج1

26ـ المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للنووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط2، 1392هـ،ج1.

27ـ لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية، للعلامة محمد بن أحمد السفاريني، تعليق: عبدالرحمن أبابطين، سليمان سحمان، ط3، 1411هـ – 1991م ، ج1.

28ـ معالم السنن، أبو سليمان الخطابي، تحقيق: محمد راغب الطباخ، المطبعة العلمية، حلب،1351ه، ج4

29ـ شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، هبة الله بن الحسن بن منصور، اللالكائي، تحقيق: أحمد سعد حمدان، دار طيبة، الرياض، 1402هـ، ج3

30ـ التاريخ الأوسط، محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: تيسير سعد، دار الرشد، الرياض، ط1، 1426هـ – 2005م، ج2.

31ـ معجم البلدان، ياقوت الحموي، دار صادر، بيروت، ط2، 1995م، ج1.

32ـ طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلي، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار المعرفة، بيروت (د.ت)، ج1.

33ـ خلق أفعال العباد، البخاري، تحقيق: عبد الرحمن عميرة، محمد بن إبراهيم بن إسماعيل البخاري، دار المعارف، السعودية، الرياض، (ن. ط)، 1398هـ – 1978م.

34ـ السُّنة، أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال، دراسة وتحقيق:عطية الزهراني، دار الراية، الرياض، ط1، 1410هـ – 1989م، ج3.

45ـ الصفدية، تقي الدين أبو العباس بن تيمية الحراني، تحقيق: محمد رشاد سالم الناشر: مكتبة ابن تيمية، مصر ط2، 1406هـ ، ج1.

46ـ في رحاب التفسير، عبدالحميد كشك، تقديم: أحمد يحي، إشراف الطباعة، الأزهر الشريف، الناشر: المكتب المصري الحديث، 1407هـ ـ 1987م.

47ـ مجموع الفتاوى، ابن تيمية، تحقيق: عبدالرحمن بن محمد قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، جدة، 1416هـ، 1995م، ج7.

48ـ لسان العرب، ابن منظور، دار صادر بيروت، ط3، 1414هـ، ج1.

49ـ التعريفات، الجرجاني، تحقيق جماعة من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط1، 1403هـ ـ 1983م.

50ـ سير أعلام النبلاء، شمس الدين أبو عدالله محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق:شعيب الإرناؤوط وآخرون، مؤسسة الرسالة، ط3، 1405هـ ـ 1985م، ج 20.

51ـ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الشنقيطي، دار الفكر، بيروت لبنان، 1415هـ ـ 1995م، ج9.

52ـ معجم المقاييس في اللغة، لأبي الحسين بن فارس، تحقبق: شهاب الدين أبو عمرو، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1415هـ ـ 1994م،ج5.

53ـ الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، للجوهري، تحقيق: أحمد عبدالغفور عطا، دار العلم للملايين، بيروت، 1407هـ ـ 1987م، ج2.

54ـ طريق الهجرتين وباب السعادتين، محمد بن أبي بكر أيوب الأزرعي بن القيم، تحقيق: عمر بن محمود أبو عمر، دار ابن القيم، الدمام، ط2، 1414هـ ـ 1994م.

55ـ جامع البيان، في تأويل القرآن، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة، ط1، 1420هـ ـ 2000م، ج21.

56ـ تفسير القرآن العظيم، اسماعيل بن عمر بن كثير، تحقيق: سامي بن محمد السلامة، دار طيبة للنشر، 1420هـ ـ 1990م، ج7.

57ـ الحسنة والسيئة، المؤلف: تفي الدين أبو العباس ابن تيمية، تحقيق: دار الكتب العلمية، بيروت لبنان.

58ـ إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات الى المذهب الحق من أصول التوحيد، لمحمد بن ابراهيم الوزير، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط2.

Margins:

  1. () قصة أيامي، عبدالحميد كشك، دار المختار الإسلامي، د.ت، ص4.
  2. () قصة أيامي، الشيخ كشك، مرجع سابق ، ص15 ، 16.
  3. () المرجع السابق، ص9.
  4. () مجلة المنبر الإسلامية ، مجلة فلسطينية، العدد الخامس والعشرون، موضوع قبض العلماء ، بقلم طارق ديلواني، ص39.
  5. () قصة أيامي، الشيخ كشك ، مرجع سابق ، ص121.
  6. () قصة أيامي، مرجع سابق ، ص53.
  7. () الشيخ عبد الحميد كشك في رحاب الوفاء والرثاء، محمد عبد الله السمان ، مرجع سابق، ، ص11.
  8. () المصريون صحيفة يومية مستقلة story https//m.almesryoon.com
  9. () مقدمة حوار ساخن مع الشيخ كشك قبل رحيله، محمود فوزي، الناشر: دار النهضة للنشر والتوزيع والتصوير، القاهرة، ص13.
  10. () سبلة عمان ، www.s.aman.net.
  11. () مقال الفقر الثقافي، جريدة الأهرام، بتاريخ 3/9/1970م.
  12. () موسوعة التاريخ الإسلامي و الحضارة الإسلامية، أحمد شلبي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، د.ت، ج9، ص53.
  13. () في الأدب الحديث: عمر الدسوقي: دار الفكر العربي، 1420هـ /2000م ج2 ط1، ص176.
  14. () الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر: محمد حسين ، بيروت ، لبنان ، مؤسسة الرسالة ،ط7، 1405هـ – 1984م، ج2، ص289.
  15. () الخطب المنبرية ، الشيخ كشك ، مكتبة الصحافة بالعباسية ، ج24، ص117، 118.
  16. () المرجع السابق ، ص101-102
  17. () الخطب المنبرية : الشيخ كشك ، مرجع سابق ، ص101-102
  18. () الصحافة والثقافة في مصر خلال عام 1970م، محمود نجيب أبو الليل، مؤسسة سجل الغرب، ط1، 1971م، ص139.
  19. () دور الأزهر في الحياة المصرية إبان الحملة الفرنسية ومطلع القرن التاسع عشر: مصطفي محمد رمضان أستاذ التاريخ والحضارة ، مكتبة النهضة الشرقية ، ص24-25.
  20. () الحالة الدينية في مصر، المؤلف: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، الناشر: مؤسسة الأهرام، مصر1995م، ط2، ص137.
  21. () المؤامرة على التعليم في مصر: مجموعة من المؤلفين بتصرف ، دار الوفاء المنصورة ، د.ت ، ص136.
  22. () مقدمة كتاب كلماتنا في الرد على أولاد حارتنا: الشيخ كشك ، دار المختار الإسلامي، ص10-33
  23. () سورة الإسراء الآية 80
  24. () سورة طه الآيات 25- 28
  25. () الخطب المنبرية، الشيخ كشك، مرجع سابق، ج3، ص37.
  26. () لسان العرب، ابن منظور، دار صادر بيروت، ط3، 1414هـ، ج1، ص 141.
  27. () سورة يوسف، الآية 17.
  28. () في رحاب التفسير، عبدالحميد كشك، تقديم: أحمد يحي، إشراف الطباعة، الأزهر الشريف، الناشر: المكتب المصري الحديث، 1407هـ ـ 1987م.ج2، ص 1791.
  29. () معجم اللغة العربية المعاصرة، د. أحمد مختار عبد الحميد عمر، المتوفى سنة 1424هـ، عالم الكتب، ط1، 1429هـ- 2008م، ج1، ص 124.
  30. () سورة الأنفال، الآية 103.
  31. () العلامة، كبير المعتزلة، أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري، الخوارزمي، النحوي، صاحب (الكشاف)، و(المفصل)، وحج، وجاور، وتخرج به أئمة، رحل وسمع ببغداد من: نصر بن البطر، وغيره، قيل سقطت رجله، فكان يمشي على جاون خشب، سقطت من الثلج، وكان داعية إلى الاعتزال، الله يسامحه، سير أعلام النبلاء، شمس الدين أبو عدالله محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق:شعيب الإرناؤوط وآخرون، مؤسسة الرسالة، ط3، 1405هـ ـ 1985م، ج 20، ص 152.
  32. () الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، لمؤلفه: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله، المتوفى سنة 538، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، ط3، 1407هـ، ج2، ص 451.
  33. () المرجع سابق، ج1، ص 38.
  34. () أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، المتوفى سنة 685هـ، تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1418هـ، ج1، ص 37.
  35. () تاج العروس من جواهر القاموس، محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، أبو الفيض، الملقب بمرتضى الزبيدي، المتوفى سنة 1205هـ، الناشر دار الهداية، ج 34، ص 187.
  36. () المرجع السابق، نفس الصفحة.
  37. () سورة المنافقون، الآية الثالثة.
  38. () المرجع السابق، نفس الصفحة.
  39. () أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، نخبة من العلماء، ط1، 1421هـ، الناشر: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية، ص 257.
  40. () لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية، السفاريني، مرجع سابق، ج1، ص 403، التسهيل لعلوم التنزيل، أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله ابن جزي الخالدي، الناشر: شركة دار الأرقم – بيروت، ط1، 1416هـ، ج1، ص 28.
  41. () تاج العروس من جواهر القاموس، محمد مرتضى الزبيدي، مرجع سابق، ج 34، ص 187.
  42. () سورة قريش، الآية الرابعة.
  43. () ص– حديث رقم 207، ج 4، ص 1961.
  44. () سورة البقرة، الآية 126.
  45. () سورة التين الآية الثالثة.
  46. () سورة يوسف الآية 17.
  47. () نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عن السلف د. محمد بن عبد الله بن علي الوهيبي، دار المسلم للنشر والتوزيع، ط2، 2001م، ج1، ص29.
  48. () مجموع الفتاوى، ابن تيمية، تحقيق: عبدالرحمن بن محمد قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، جدة، 1416هـ، 1995م، ج7، ص291.
  49. () المرجع السابق، ج7، ص291.
  50. () المرجع السابق، ج7، ص295.
  51. () لسان العرب، ابن منظور، ج1، ص141.
  52. () التعريفات، الجرجاني، تحقيق جماعة من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط1، 1403هـ ـ 1983م، ص40.
  53. () لباب التأويل في معاني التنزيل، علاء الدين بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيحي أبو الحسن، المعروف بالخازن، المتوفى سنة 741ه‍، تصحيح: محمد علي شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415، ص45.
  54. () أعـــلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصــورة، حــافظ بن أحـــمد بن عــلي الحــكمي، تحقيق: حازم القاضي، الناشر: المملكة العربية السعودية، ط2، 1422هـ، ص 190.
  55. () أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الشنقيطي، دار الفكر، بيروت لبنان، 1415هـ ـ 1995م، ج9، ص93.
  56. () فتح القدير، محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني، المتوفى سنة 1250ه‍، الناشر، دار بن كثير، دار الكلم الطيب، دمشق، بيروت، ط1، 1414ه‍، ج 1، ص42.
  57. () التعليقات على متن لمعة الاعتقاد، عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين، توفى سنة 1430ه‍، الناشر: دار الصميعي للنشر والتوزيع، ط1، 1416ه‍ – 1995م، ص130 – 131.
  58. () سورة البقرة الآية 177.
  59. () صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة الإيمان، والإسلام، والقدر وعلامة الساعة، حديث رقم 1، ج1، ص36.
  60. () أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، نخبة من العلماء، مرجع سابق، ص257.
  61. () ينظر: الصحاح، للجوهري،ج6، ص2463.
  62. () سورة فصلت الآية: 12
  63. () معجم المقاييس في اللغة، لأبي الحسين بن فارس، تحقبق: شهاب الدين أبو عمرو، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1415هـ ـ 1994م،ج5، ص82.
  64. () لسان العرب، لابن منظور، ج15، ص186.
  65. () سورة الحج الآية:74
  66. () الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، للجوهري، تحقيق: أحمد عبدالغفور عطا، دار العلم للملايين، بيروت، 1407هـ ـ 1987م، ج2، ص786 – 787.
  67. () لسان العرب، لابن منظور، ج5، ص74.
  68. () المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للنووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط2، 1392،ج1، ص184.
  69. () لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية، للعلامة محمد بن أحمد السفاريني، تعليق: عبد الرحمن أبابطين ، سليمان سحمان، ط3، 1411ه – 1991م ، ج1، ص248.
  70. () معالم السنن، أبو سليمان الخطابي، تحقيق: محمد راغب الطباخ، المطبعة العلمية، حلب،1351هـ، ج4، ص323.
  71. () سورة القمر الآية: 49
  72. () سنن ابن ماجة، باب: القدر، حديث رقم92، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، دار إحياء الكتب العربية، مصر، ج1،ص 35
  73. () في رحاب التفسير، كشك، ج7، ص 6081- 6082.
  74. () سورة الفرقان الآية: الثانية
  75. () سورة الأعلى الآيتان: 3-4
  76. () في رحاب التفسير، كشك، ج9، ص 7956- 7957.
  77. () العجز: هو عدم القدرة وقيل هو ترك ما يجب فعله والتسويف به وتأخيره عن وقته قال ويحتمل العجز عن الطاعات ويحتمل العموم في أمور الدنيا والآخرة. والكيس: ضد العجز وهو النشاط والحذق بالأمور. ومعناه: أن العاجز قد قدر عجزه والكيس قد قدر كيسه. ينظر:المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للنووي، ج16، ص205.
  78. () صحيح مسلم، كتاب: القدر، باب: كل شيء بقدر، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حديث رقم2655، ج4، ص2045.
  79. () صحيح مسلم، كتاب: الإيمان، باب: الإيمان والإسلام والإحسان، حديث رقم 8، ج1، ص36.
  80. () هو طاووس بن كيسان اليماني، قيل: اسمه ذكوان، وطاووس لقبه، وروى عن يحيى بن معين قال: سمي طاووساً لأنه كان طاووس القراء، مات سنة 106ه، وذلك يوم التروية بمكة، وصلى عليه الخليفة هشام بن عبد الملك، ينظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي، ج5، ص38، تهذيب التهذيب، لابن حجر، مطبعة دار المعارف النظامية، الهند، ط1، 1326هـ، ج5، ص8.
  81. () شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، هبة الله بن الحسن بن منصور، اللالكائي، تحقيق: أحمد سعد حمدان، دار طيبة، الرياض، 1402ه ج3، ص591.
  82. () أيوب بن أبي تميمة، اسمه كيسان السختياني، أبو بكر البصري، ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد، ولد سنة 66ه، وتوفي سنة131ه. سير أعلام النبلاء، للذهبي، ج، ص19.
  83. () تهذيب التهذيب، لابن حجر، ج1، ص348.
  84. () صحيح مسلم، كتاب: الإيمان، باب: كل شيء بقدر، حديث رقم 2655، ج4، ص2045.
  85. () يشير الشيخ – رحمه الله – إلى حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه” سنن الترمذي، كتاب: القدر، باب: ما جاء لا عدوى ولا هامة ولا صفر، حديث رقم 2144، وقال: هذا حديث غريب، ج4، ص451، ويشير إلى قول ابن القيم – رحمه الله – بعد أن ذكر آثاراً في الإيمان بالقدر: وهذه الآثار كلها تحقق هذا المقام، وتبين أن من لم يؤمن بالقدر فقد انسلخ من التوحيد ولبس جلباب الشرك: بل لم يؤمن بالله ولم يعرفه، وهذا في كل كتاب أنزله الله على رسله”. طريق الهجرتين وباب السعادتين، محمد بن أبي بكر أيوب الأزرعي بن القيم، تحقيق: عمر بن محمود أبو عمر، دار ابن القيم، الدمام، ط2، 1414هـ ـ 1994م، ص151.
  86. () نور الفجر في بيان حقيقة القدر، علي بن سالم بن يعقوب باوزير، مصفوف بالكمبيوتر، لم يتمه رحمه الله، ص2-3.
  87. () وقد نصت الأحاديث على ذلك، منها: حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم ” المستدرك على الصحيحين، محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري، كتاب الإيمان، حديث رقم 286، وقال: هذا حديث صحيح على شروط الشيخين، ج1، ص159، والمجوس: هم قوم يؤمنون بالأصلين: النور الأزلي الظلمة، وزعموا أن الأصلين لا يجوز أن يكونا قديمين، بل النور أزلي، والظلمة محدثة، ثم اختلفوا في سبب حدوثها، ينظر: الملل والنحل، للشهرستاني، مؤسسة الحلبي، د. ت، ج1، ص232.
  88. () وهو ما ذكره البخاري في: التاريخ الأوسط، محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: تيسير سعد، دار الرشد، الرياض، ط1، 1426ه – 2005م، ج2، ص1077، والذهبي في سير أعلام النبلاء، ج17، ص197، ودليل هذا القول حديث يحيى بن يعمر قال: “كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني …” صحيح مسلم، كتاب: الإيمان، باب: الإيمان والإسلام والإحسان، حديث رقم8، ج1، ص36. وهناك من يقول: إنَّ أول من ابتدع القول بالقدر، رجل من أهل البصرة، من المجوس اسمه (سيسويه)، وقال محمد بن شعيب الأوزاعي: “أول من نطق بالقدر رجل من أهل العراق يقال له (سوسن)، وكان نصرانياً فأسلم ثم تنصر” وهناك أقوال أخرى. ينظر: شرح أُصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي ج4، ص827.
  89. () هو معبد بن عبد الله بن عويمر الجهني البصري، أول من قال بالقدر، نهى الحسن عن مجالسته، وقال: “هو ضال مضل”، قتله الحجاج سنة (80هـ)، وقيل: صلبه عبد الملك بن مروان. ينظر: ميزان الاعتدال، للذهبي، ج6، ص565، سير أعلام النبلاء، للذهبي، ج4، ص185.
  90. () هي المدينة المعروفة من بلاد العراق، التي تقع على الجنوب منها، وقد أنشأها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عهد خلافته، ينظر: معجم البلدان، ياقوت الحموي، دار صادر، بيروت، ط2، 1995م، ج1، ص430-432.
  91. () نور الفجر في بيان حقيقة القدر، باوزير، ص 3.
  92. () سورة التوبة الآية: 51
  93. () في رحاب التفسير، كشك، ج2، ص 1569- 1570.
  94. () صحيح مسلم، كتاب: القدر، باب: في الأمر بالقوة وترك العجز والإستعانة بالله وتفويض المقادير لله، عن أبي هريرة رضي الله عنه، حديث رقم 2664، ج4، ص2052.
  95. () شرح أصول اعتقاد أهل السنة، اللالكائي، ج4، ص682.
  96. () طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلي، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار المعرفة، بيروت (د.ت)، ج1، ص25.
  97. () سورة الصافات الآية: 96
  98. () في رحاب التفسير، كشك، ج5، ص4407.
  99. () سورة الصافات الآية: 96
  100. () جامع البيان، في تأويل القرآن، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة، ط1، 1420هـ ـ 2000م، ج21، ص70.
  101. () سورة الزمر الآية: 62
  102. () تفسير القرآن العظيم، اسماعيل بن عمر بن كثير، تحقيق: سامي بن محمد السلامة، دار طيبة للنشر، 1420هـ ـ 1990م، ج7، ص111.
  103. () سورة الشعراء الآيات: 78-81
  104. () سورة الفاتحة الآيتان: 6-7
  105. () سورة الجن الآية: العاشرة
  106. () في رحاب التفسير، كشك، ج4، ص2412.
  107. () خلق أفعال العباد، البخاري، تحقيق: عبد الرحمن عميرة، محمد بن إبراهيم بن إسماعيل البخاري، دار المعارف، السعودية، الرياض، (ن. ط)، 1398هـ – 1978م، ص 46.
  108. () المرجع السابق، ص 46.
  109. () هو حنبل بن إسحاق بن حنبل الشيباني، الإمام الحافظ، المحدث، الصدوق، المصنف، أبو علي الشيباني، ابن عم الإمام أحمد، وتلميذه، توفي سنة 273هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي، ج2، ص286.
  110. () السُّنة، أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال، دراسة وتحقيق:عطية الزهراني، دار الراية، الرياض، ط1، 1410ه – 1989م، ج3، ص544، باختصار.
  111. () مجموع الفتاوى، لابن تيمية،ج8، ص63.
  112. () الصفدية ، تقي الدين أبو العباس بن تيمية الحراني ، تحقيق: محمد رشاد سالم الناشر: مكتبة ابن تيمية، مصر ط2، 1406هـ ، ج1 ،ص ، 153
  113. () المرجع السابق ، ج1 ، ص 35.
  114. () الصفدية، ابن تيمية، مرجع سابق، ج1، ص35.
  115. () الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة، ابن القيم، ج2 ، ص 724.
  116. () الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة، ابن القيم ، مرجع سابق، ج1، ص 93.
  117. () الحسنة والسيئة، المؤلف: تفي الدين أبو العباس ابن تيمية، تحقيق: دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ص 9.
  118. () الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة، لابن القيم، مرجع سابق ، ج3 ، ص 931.
  119. () إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات الى المذهب الحق من أصول التوحيد، لمحمد بن ابراهيم الوزير، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، ص 282 -285.
  120. () المرجع السابق ، ص 282 – 285.
  121. () المرجع السابق، ص 282 – 285 .