“فقه البادية: النشأة والامتداد والخصائص”

سيدي العالم الشريف1

1 جامعة شعيب الدكالي، مدينة الجديدة، المغرب

بريد الكتروني: sidialamcharif.a@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(12); https://doi.org/10.53796/hnsj31240

Download

تاريخ النشر: 01/12/2022م تاريخ القبول: 20/11/2022م

المستخلص

عاش الشيخ محمد المامي -رحمه الله- في بيئة تشكو قلة الاجتهاد، و تتساقط فيها كثرة المشكلات من النوازل والأحكام المستجدة، فكان لا بد أن يخرج الناس من ضيق الحرج والعنت إلى سعة الشريعة ورحمتها، مراعيا العادة والمصلحة المرسلة، في عوائد وضرورات وأحكام طرأت على أهل البدو، فبحث عن حكمها، ولو اقتضى ذلك مخالفة ما جرى عليه أصحاب المذهب المالكي من الأقوال والقواعد، فأنتج فقها جديدا سماه ب”فقه البادية” يراعي خصوصية الناس ونمط وشظف عيشهم. فماهي أسباب نشأة فقه البادية؟ و ماهي مراحل تطوره؟ وما هي أهم خصائصه؟.

الكلمات المفتاحية: الفقه، النوازل، البادية، الشيخ محمد المامي، الصحراء.

Research title

“The Jurisprudence of Badia: Origins, Extension, and Characteristics”

Sidi Alam CHARIF1

1 Chaib Doukkali University, El Jadida, Morocco

Email: sidialamcharif.a@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(12); https://doi.org/10.53796/hnsj31240

Published at 01/12/2022 Accepted at 20/11/2021

Abstract

Sheikh Muhammad al-Mami – may God have mercy on him – lived in an environment that complains of lack of jurisprudence, and in which many problems fall due to calamities and emerging rulings, so it was necessary for people to come out of the narrowness of embarrassment to mercy of Sharia, taking into account the customs and the sent interest, in the habits, necessities and provisions that have occurred to them. The Bedouin people, so he searched for its ruling, and if that required a differs of what the owners of the The Maliki school used to do in terms of sayings and rules. He produced a new jurisprudence that he called “the jurisprudence of the desert” that takes into account the privacy of people and the style and hardship of their lives. What are the reasons for the emergence of jurisprudence of the desert? And what are the stages of its development? What are its most important characteristics?.

Key Words: Jurisprudence, Calamities, Badia, Sheikh Muhammad al-Mami, The desert.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين أما بعد :

إن خضوع الإنسان لرسالة التوحيد يفرض عليه أن يخضع لها في كل أحواله وتصرفاته، هذا ما تمليه طبيعة الإسلام الذي لا يرضى من معتنقه إلا أن يأخذه كله.

فرسالة الاسلام لم تترك شيئا إلا وتطرقت إليه مصداقا لقوله تعالى: “ما فرطنا في الكتاب من شيء”[1]، فهي ترافق الإنسان حتى في أدق تفاصيل حياته، لذا يبقى فقط على العلماء أن يبذلوا ما في وسعهم لاستخراج الأحكام في ما يطرأ من ملمات وهذا ما درج عليه علماء الإسلام من عهد الصحابة (رضوان الله عليهم) حتى اليوم، فقد حفظوا لكل نازلة خصوصيتها وتعاملوا مع ذلك لما تقتضيه نصوص الشرع ومقاصده، وفي هذا السياق نستحضر قول عمر بن عبد العزيز: «تحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من الفجور»[2].

لقد فرضت النوازل الفاجئة نفسها في الواقع وحتمت على العلماء أن يبحثوا عن حلها عبر إيجاد حكم شرعي مناسب لها، ومن جملة تلك الوقائع ما حدث لأهل البدو بالقطر الشنقيطي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر للهجرة وما قبلهما من نوازل احتاج فيها المفتون والمستفتون إلى مراعاة خصوصية المكان والزمان والإنسان، مع انعدام العمران وخلو الزمان من السلطان، فانقسم العلماء أمام هذا الوضع فريقان، فريق أحجم عن الكلام، وفريق أفتى بما يناسب هذا المقام، تحت مسميات الأجوبة والفتاوى والأحكام والنوازل التي عدت عمدة للمفتين ومرجعا للمجتهدين في معرفة حكم ما نزل بهم من نوازل خصصت موضوعها لهذه الورقة البحثية تحت عنوان: “فقه البادية: النشأة والامتداد والخصائص“.

ومن ثم فإن لفقه البادية أسبابه التأليفية، وقيمته العلمية وخصوصيته الفقهية وسماته المنهجية، التي سأتناولها من خلال المحاور الآتية :

  • المحور الأول: التعريف بفقه البادية.
  • المحور الثاني: أطوار فقه البادية.
  • المحور الثالث: ظروف نشأة فقه البادية.
  • المحور الرابع: نبذة عن مؤلف كتاب البادية ومؤلفه.
  • المحور الخامس: خصائص فقه البادية.
  • المحور الأول: التعريف بفقه البادية.

فقه البادية عبارة عن جملة مركبة من الفقه والبادية

  • الفقرة الأولى: مفهوم الفقه:

في اللغة العلم بالشيء وإدراكه على وجه ما يريد المتكلم، وفي الأصل هو الفهم قال تعالى:فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ[3].

وفي اصطلاح علماء الشريعة هو: العلم بأحكام التكليف، فإن قيل: معظم متضمن مسائل الشريعة ظنون، قلنا ليست الظنون فقها، وإنما الفقه العلم بوجوب العمل منذ قيام الظنون إياها[4]، وعرفه الفقيه محمد يحيى الولاتي بالعلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من الأدلة التفصيلية [5].

  • الفقرة الثانية: مفهوم البادية:

يرد مفهوم البدو في اللغة على عدة معان منها:

1- الظهور: من بدا الشيء يبدو بدوا إذا ظهر، وبدا له في هذا الأمر بداء[6]، وبداوة الأمر أول ما يبدو منه ويظهر[7]، ويقال بدا الشيء يبدو إذا ظهر فهو باد، وسمي خلاف الحضر بدوا من هذا، لأنهم في براز من الأرض وليسوا في قرى تسترهم أبنيتها، والبادية خلاف الحاضرة[8].

2- الأرض التي لا حضر فيها: والبادية اسم للأرض التي لا حضر فيها، وإذا خرج الناس من الحضر إلى المراعي في الصحاري قيل: قد بدوا ، والاسم البدو[9].

بينما مفهوم البادية في الاصطاح فيرد على معان منها :

أولا: البدو هم من يسكن البادية[10]، والبادية هي خلاف الحاضرة، والبدو القوم الذين يحضرون المياه وينزلون عليها في

حمراء القيظ، فإذا برد الزمان ظعنوا[11].

  • ثانيا: البادية في اصطلاح الفقهاء: خلاف الحاضرة وهي اسم للأرض التي لا حضر فيها[12].

بناء على ما سبق، ومن خلال القراءات المتعددة لفقه البادية ونوازلها خلصت الى انه يمكن أن يعرف فقه البادية ب:

  • فقه جديد في مأخذه وتأصيله.
  • وضع أقلية مسلمة في بلاد مسلمة يمكن أن توصف بأنها أوضاع ضرورة بالمعنى العام للضرورة الذي يشمل الحاجة والضرورة بالمعنى الخاص، وذلك بأن يعرض الاضطرار للأمة أو طائفة منها تستدعي إتاحة الفعل الممنوع لتحقيق مقصد شرعي.
  • علم غريب كما عرفه الشيخ محمد المامي عند قوله: “وما أجاءني إلى جذع نخلة هذا العلم الغريب”[13].
  • تشريع مؤقت فرضه، (أمر عارض يواجه بتشريع مؤقت ينتهي بانتهاء تلك الضرورة)[14].
  • فقه يتلاءم مع واقع تطبعه حياة البداوة.
  • فقه فتوى خاصة بأهل البدو.
  • إفراز لواقع له اشتراطاته ومطالبه على مستوى البنية التشريعية.

ومنه يمكن القول بأن فقه البادية ينطبق عليه: “أن مشكلات الاقليات المسلمة لا يمكن أن تواجه إلا باجتهاد جديد ينطلق من كليات القرآن الكريم وغاياته وقيمه العليا، ومقاصد شريعته ومنهاجه القويم، ويستنير بما صح من سنة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في تطبيقاته للقرآن وتنزيله لقيمه وكلياته في واقع عصر النبوة، وذلك لبلورة منهجية التأسي بالنبي الخاتم وجعل سنته محجة بيضاء يستطيع المفتون التأسي بها واتباع منهجها في كل عصر ومصر”[15].

وهذا الفقه البدوي عرف مع الشيخ محمد المامي، لكن لا بد من التمييز بين مرحلتين، وهذا ما سنحاول التطرق إليه في المحور الموالي.

  • المحور الثاني: أطوار فقه البادية.

إن المستقرئ لفقه البادية ونوازلها يمكنه الاطلاع عليها من تقسيمه الى مرحلتين :

  • المرحلة الأولى: فقه البادية قبل الشيخ محمد المامي وهي التي يمكن أن نصطلح عليها بمرحلة الفقه البدوي المحتشم.

لقد وجد هذا الفقه حين وجد البدو، لأن كل بيئة وجد بها أشخاص وصدرت منهم تصرفات إلا ويقتضي ذلك إصدار أحكام خاصة بهم، ففقه البادية أول ما بدأ كان على شكل فتاوى وأجوبه فقهية ونوازل متفرقة ومتناثرة، شملت إمامة البدوي بالحضري وشهادته وبيعه وما إلى ذلك؛ مراعاة لظروفه وحياته اليومية وما تستوجبه من أحكام شرعية، بدء من البعثة النبوية ومرورا بالفتوحات الاسلامية وانتهاء بالبادية الصحراوية.

  • المرحلة الثانية: فقه البادية مع الشيخ محمد المامي ومن جاء بعده، ونطلق عليها مرحلة الفقه البدوي المرتسم.

إن تبلور هذا الفقه ونضجه مع الشيخ محمد المامي مثله مثل جميع العلوم والفنون التي تبدأ شفهية ثم تكتب على شكل شذرات ثم جزئيات لتكون نواة هذا العلم الذي يتأسس فيما بعد، شأنه شأن بقية العلوم كالنحو وأصول الفقه وغيرهما، وبذلك كان الشيخ محمد المامي أول من ألف في هذا الفقه استقلالا، حيث صنف كتابه الموسوم بعنوان “كتاب البادية” الذي يعد أول تصنيف في فقه البادية، خصه بهذا الفقه المستقل. وعقب الشيخ محمد المامي توالت التصانيف والتآليف في هذا الفقه، نذكر من بينها كتاب الفقيه محمد مولود بن أحمد فال اليعقوبي الموريتاني المتوفى سنة 1323هجرية، الموسوم ب”كفاف المبتدي من فني العادات والتعبد”المعروف بالكفاف.

  • المحور الثالث: ظروف نشأة فقه البادية وأهميته.

إن لظهور فقه البادية عوامل مجتمعة أفرزته نذكر من بينها:

* المكان:

لقد نشأ فقه البادية ببلاد صحراء الملثمين أو ما يطلق عليه ببلاد شنقيط أو بلاد التكرور أو بلاد السيبة أو ما يعرف حاليا بموريتانيا، حيث يعتبر هذا الفقه البدوي من خصوصيات بلاد الغرب الاسلامي.

* الزمان:

لقد ظهر هذا الفقه البدوي محتشما على شكل فتاوى وأحكام متفرقة إلى أن برز مع الشيخ محمد المامي بشكل رسمي في مؤلفه الموسوم بعنوان “كتاب البادية” في القرن الثالث عشر الهجري ومن جاء بعده.

* الإنسان:

لقد ارتبط ظهور الفقه البدوي بالإنسان البدوي، ذلك الإنسان الذي تميزه ظروف الحياة وقساوة الطبيعة وعدم الاستقرار.. إلخ، لكونهم بدو رحل يعانون من شظف الحياة ولهم ارتباط بالزمان والمكان.

* غياب العمران:

إن الفقه البدوي له ارتباط وطيد وتأثر بالغ بانعدام العمران، الشيء الذي يطبع هذا الفقه بخصوصية البادية، ولا يرقى إلى الحاضرة.

* انعدام السلطان:

إن لانعدام السلطان تأثير كبير على الأحكام الفقهية المرتبطة بالبدو، وهذا الجانب معلوم في كتب السياسة الشرعية، حيث إنه ينعكس على الحكم وتطبيقه وتنزيله في الواقع، وجوبا وعدما، حلا وحرمة.

* أهمية فقه البادية: إن لفقه البادية أهميته التاريخية إذ يصور لنا حالة المجتمع الشنقيطي جغرافيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وتشريعيا..إلخ.

  • المحور الرابع: نبذة عن مؤلف كتاب البادية ومؤلفه.

أولا : نبذة عن مؤلف كتاب البادية.

  1. كتاب البادية للشيخ محمد المامي

كتاب البادية كتاب ذو فائدة جليلة، لأنه المحاولة الأبرز لإنتاج فقه يراعي فقدان السلطان وما ينشأ عنه من غياب الأمن على الأنفس والأموال وخلو البلاد من العمران وما يسببه من إكراهات على حياة البدو، إذ يعد أول مؤلف مستقل يصنف في فقه البادية، ومؤلفه أول من نادى بأن يكون للبادية فقها يخصها وما يعرض لأهلها من نوازل خاصة بظروفهم المحيطة بهم، لذلك نعته بالعلم الغريب كما جاء على لسان مؤلفه وذلك في قوله: “ما أجاءني إلى جذع نخلة هذا العلم الغريب”[16].

  1. أسباب تأليف الكتاب:

لقد حدد الشيخ محمد المامي دواعي تأليفه لكتابه في سببين رئيسيين:

  1. تعمق الشعور بأزمة التشريع البدوي في القرن الثالث عشر هجري ، مما جعل العلامة محنض بابه الديماني المتوفى سنة 1277هجرية، يخاطب الشيخ محمد المامي قائلا: “أدرك الفقه فإنه خرج من الأيدي”[17].
  2. سكوت علماء السلف عن الإفتاء في نوازل أهل البادية، معبرا عن ذلك بقوله: “فلما شاع في علمائنا من لدن مسكة وابن محم أن جل مسائل أهل البادية الخاصة بهم غير متكلم فيها، وغير مصنف فيها، أي لم تدون ولم تجمع، فقام تفريقها في الكتب الذي صار سببا لجهلها مقام العدم الذي منه تفرق الأجزاء…لأن التصانيف مدنية، وإنما تكلم أهلها غالبا على مسائلهم المتعلقة بهم، أو على المسائل الجامعة بيننا وبينهم، وسكتوا عن غالب المسائل الخاصة بأهل البادية، إما لعدم تصورها عندهم وإما لحرمة الكلام عليهم في عرف غير عرف بلدهم ومسائل الأعراف كثيرة، ولم يستغن بلد معمور عن عالم منهم يتكلم على عرفهم إن لم يفرد بالتصنيف، فإنا لو سألناهم عن مسائلنا لوجب عليهم أن يسألونا عن عرفنا، وإما لعدم المبالاة بهم، لأن التمدن عندهم واجب والتبدي منهي عنه.[18] .

ت. الغاية من التأليف:

تكمن الغاية من تصنيف هذا المؤلف في سد الفراغ التشريعي في نوازل أهل البادية، وحل الخلاف الرائج بين المتمسكين بفقه الفروع والمتعصبين له، وبين المانعين من الافتاء والقائلين بخلو العصر من المجتهدين، وفي ذلك يقول: (ورحم أصحاب الأعراف لما كانوا في رحمته يطمعون من أن يجمع علينا أهل القرن الثالث عشر حرجين : يخلي عصرنا من المجتهدين، ويمنع الكلام في نوازلنا على أمثل المقلدين)[19].

  1. القيمة العلمية لكتاب البادية:

يحتل كتاب البادية للشيخ محمد المامي قيمة علمية واسعة جعلته واسطة بين التصانيف الجزئية والفتاوى المتفرقة أو شبه المعدومة حسب رأيه، كما عبد به الطريق لتلبية احتياجات البدو التشريعية فهو بذلك كتاب نفيس ذو مساهمة علمية عالية، وإضافة تجديدية غايتها سد الفراغ العلمي والمنهجي في بلاد قومه.

ج – موضوعات الكتاب:

يتكون كتاب البادية من مقدمة وأربع فصول أفتتح كل فصل منها بعبارة (لما) لذلك أشار الشيخ بأن كتابه يتكون من أربع تلميات.

حدد في المقدمة سبب تأليفه والكامنة في أمرين أساسيين:

  • أحدهما: ضرورة الخروج من المأزق الذي يعيشه الفقه والفقهاء والمتمثل في خلو العصر من المجتهدين، ومنع الكلام في النوازل.
  • ثانيهما: دعوة أحد العلماء له قائلاً: (أدرك الفقه فإنه خرج من الأيدي)[20].

أما الفصول الأربعة والمسماة عنده بالتلميات، فقد خصص الأولى لوصف الوضع الذي يتنازعه اتجاهان، اتجاه فروعي واتجاه أصولي، ودعا إلى الخروج من هذا المأزق بالدعوة إلى التخريج وتفنيد الآراء المانعة له معقبا على الشيخ سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم المتوفى سنة 1232 هجرية، مناقشا آراءه في المسألة وخصه بكتاب سماه “رد الضوال والهمل عن الكروع في حياض العمل”، أما الثانية فقد أطلق عليها تلمية العادة مؤصلاً للحكم بها قائلا: “ادعينا وجود نصوص بالحكم بالعادة والتخريج للمقلد”[21]، والهدف من ذلك أن يبين للمقلدين مثلي أن لهم شبهة في التخريج والحكم بالعادة للمصلحة[22]، بينما التلمية الثالثة فقد خصصها للحديث عن مفهومي التخريج والقياس، مفتتحا لها بقوله: (لما كان التخريج يشبه القياس الكبير بأن تجعل مسائل الإمام أصلا والنوازل فرعا كان الأحرى لصاحبه بل الواجب عليه أن يتقن القياس ويتعلم مسالك العلة والقوادح فهما أصعبه وأهمه)[23]، أما التلمية الرابعة فقد تعرض فيها الشيخ لبعض أبواب الفقه المتعلقة بالبدو كالمسجد والوقف والقسمة والمداراة والمكيال والعقوبة بالمال، وستر العورة وغيرها، وهي عمدة المركب حسب ذكره[24].

يعتبر كتاب البادية مشروعا إصلاحيا خاصا بأهل البدو وضعه العلامة محمد المامي بن البخاري، والهدف منه هو إنتاج فقه يراعي الخصوصية البدوية لهذه البلاد التي تتميز بانعدام السلطان وتعطل أحكامه مع ظهور عادات وأعراف في العيش وضرورات أصبحت تفرضها البيئة القاسية والحل والترحال.

إن الخصوصية البدوية أنتجت قضايا فقهية إشكالية كانت محور الكتاب، ويمكن تقسيمها إلى نوعين:

  1. الإشكالات الناتجة عن خلو البلاد من العمران: منها تطرقه لباب في مساجد البادية[25]، وكذا غياب الاستئذان فيها لتعود الناس على الخيام البدوية المفتوحة، وأيضا شيوع التبرج لعسر المحافظة على ستر العورة في الترحال، وتعود الناس عليها، ومنها اختلاف المكاييل والمقادير لعدم وجود معيار موحد عن أهل البادية، إذ يرى الشيخ محمد المامي أن المكيال الشرعي لا يعم المكيلات، وإنما يقطع به في المعشرات، إذ لابد فيها من الكيل الشرعي لتوقف زكاتها عليه في الزرع والتمر والزبيب، وأما اللبن واللحم والخبز فلا معيار له شرعا وإنما معياره العادة، فإن كيلا فلا يوزن، وإن كانت وزنا فلا يكال، لأن الخروج عن العادة إلى غيرها خروج عن المعلوم إلى المجهول على حد تعبير الشيخ محمد المامي[26].
  2. الإشكالات السياسية الناتجة عن غياب السلطان: والتي قدم لها الشيخ محمد المامي حلولا تراعي أحوال الناس ومن ذلك رد ألاي[27] وهو المال الذي انتزعه مجموعة من أصحاب الشوكة من أصحابه بالقوة ثم استرجعته مجموعة أخرى يقع مالكوها تحت حمايتها فأفتى بأن تلك الأموال لمن ردها وليس لرب المال إلا أجرة المثل، ومنها أيضا المداراة[28] وهو المال الذي تعطيه فئة من المجتمع تسمى الزوايا وهم المشتغلون بالتعليم لفئة متغلبة مسيطرة على وجه الصدقة وهي عنده بمثابة السور الذي يحمي هؤلاء المساكين من المتغلبين وهو أفضل عنده من الصدقة عليهم.

ثانيا: نبذة تعريفية عن الشيخ محمد المامي.

إسمه ونسبه: هو أبو عبد الله الشيخ محمد المامي بن البخاري بن حبيب الله بن بارك الله فيه، واسمه المختار وهو الجد الجامع لقبيلة أهل بارك الله فيه[29].

مولده: تعددت الروايات في ذلك واختلفت فمن قائل بأن ميلاده سنة 1202 هجرية، ومنهم من رأى أن ميلاده 1206 هجرية، وقيل أيضا سنة 1204 هجرية، وكلها نقول وردت في مقدمة كتاب البادية ونصوص أخرى[30].

وفاته: توفي رحمه الله 1282 هجرية، ودفن بجبل أيق بتيرس بإقليم الداخلة جنوب المغرب[31].

عقيدته ومذهبه وطريقته: كان الشيخ كما عرف بنفسه في مؤلفاته أشعري الاعتقاد، مالكي المذهب، قادري الطريقة، إذ صرح بذلك في قوله[32]:

قـال عبيد ربه المقتدر محمد بن البخاري الأشعري

القادري المالكي المذهب الـمغربي البـاركي النسب

مؤلفاته: إن المتتبع لما أوثر عن الشيخ محمد المامي من تراث يدرك أنه كان موسوعة علمية وصفها صاحب الوسيط بأنه من أعلم قبيلته[33]، كما وصفه العلامة محمد الخضر بن حبيب الباركي المتوفى سنة 1345 هجرية ما علمت في الأمة أكثر من ظم الناظم تصانيفا فهو أعجوبة دهره، ولو سراج الدين بن الملقن أو السيوطي فيما أرى، ومن ذلك أشعاره عربية وبربرية..، لكن تصانيفه لم يحفظ عشر عشير معشارها -بتكرير إضافة- ولا غاية، فاستطلع ! وذلك لثلاث لجهل البداة وجفائهم، كما في الحديث وغيره، ولعموم داء الحسد.. وللزهد اليوم في العلم[34]، وإذا كان المقام لا يتسع لذكر كل مؤلفاته فإني سأقتصر على بعضها، ومنها ما يلي:

  • كتاب البادية.
  • ورد الضوال والهمل إلى الكروع في حياض العمل.
  • الجمان.
  • الميزابية وشرحها.
  • نظم مختصر خليل.
  • الدلفين وشرحها.

هذه المؤلفات السالفة الذكر تولى مركز الدراسات الصحراوية طبعها، تحت عنوان كتاب البادية ونصوص أخرى سنة 2014 في الطبعة الثانية.

هذا غيض من فيض من مؤلفاته التي تجاوزت المائة، إن لم نقل المئون.

  • المحور الخامس: خصائص فقه البادية.

لقد نشأ هذا الفقه البدوي في مجتمع متدين، لذلك لا غرابة أن نجد أهل المدر يلجؤون إلى الفقهاء لمعرفة الحكم الشرعي لكل ما يحيط بحياتهم، ويستجد من نوازلهم؛ وتبعا لذلك فقد امتاز هذا الفقه بعدة خصائص سنحاول إبراز أهمها في هذا المحور ومنها ما يلي:

  1. مالكي: لا شك أن المذهب المالكي هو المذهب السائد في بلاد شنقيط، وهو الموروث والمتجذر لا يبغون عنه حولا، ولا يشذون عنه إلا اسثتناء، لذلك ظل الفقهاء في فتاويهم أوفياء لنصوص المذهب المالكي وجروا على قواعده في الأخذ بالأقوال والروايات واستنباط الأحكام، وكانوا في مالكيتهم قاسميين وفي قاسميتهم خليليين بامتياز، لكنهم لم يبقوا دائما أسيرين لما تضمنته نصوص المذهب من أحكام، بل كانوا يناقشون تلك النصوص ويبحثون عن مداركها فيطرحون ما بني منها على عرف مغاير كعرف أهل مصر أو الأندلس، حيث جرى العمل لديهم على أشياء تخالف مشهور المذهب المالكي، دعت إليها المصلحة المرسلة، منها ترك القصاص وتعويضه بالدية المغلظة لتوقفه على السلطان، ومنها معاملة الأضياف بالنوبة على البيوت، وهي ما يطلق عليها باللهجة الحسانية “ونكالة”، ومنها مؤاجرة الراعي بالحلائب، وشراء لبن الحلوبة في الضرع، ومنها خلط الطاحنة حبوب العائلات ثم تعطي كلا حظه بالتخمين، ومنها القراض بالعروض على خلاف مشهور المذهب ومنها التعامل على استغلال الدواب، على أن للعامل نصف الحاصل ولرب الدابة النصف مثلا، هذه المسائل مما جرى به العمل في القطر الشنقيطي[35].
  2. الخصوصية: هي ميزة طبعت هذا الفقه البدوي حيث طبع بالخصوصية كاستثناء فيما يلي:

* خصوصية المعجم: وتتجلى هذه الخصوصية في استعمال كلمات من اللهجة الحسانية ” الموفية”[36] وهي استعمال نساء البادية لشَعَر مستعار لإطالة شعورهن، “فَتْرَكْنَا”[37] بمعنى تطالقنا، ” أمْخليه وخَليتك”[38] بمعنى تفارقنا، “الدوسه”[39] وتعني حصول إغماء على الإنسان ، “ونكالة”[40] هي التداول على الطعام ، واستعمال مصطلحات أخرى مرتبطة بالبداوة من قبيل؛ ” جذع نخلة”[41] و”الضوال” و”الهمل” و” الكروع” [42] و”صوف الكلاب”[43] و”البادية”.

هذه المصطلحات أعطت للفتاوى قيمة لسانية لهجية حفظتها كما هي منتشرة في واقع الإنسان البدوي وعلى لسانه.

* خصوصية المذهب: وتتجلى في كونه مالكيا بالدرجة الأولى، ويظهر ذلك من استدلاله بالكتب الفقهية المعتمدة كمختصر خليل الذي تأسس عليه الفقه في البيئة الشنقيطية المخصوصة بهذا الفقه.

* خصوصية البيئة: بيئة الفقه البدوي مخصوصة، حيث تقع في بلاد الغرب الاسلامي، وبالضبط في منطقة محصورة ومعروفة ببلاد شنقيط وهي بيئة عالمة.

* خصوصية الزمان: لقد استقر الفقه البدوي واستوى على سوقه في القرن الثالث عشر الهجري مع الشيخ محمد المامي حيث أشار إلى ذلك بقوله ( ومقصودنا التيسير ونفي الحرج عن أهل هذا القرن)[44].

* خصوصية الأشخاص: لقد تميز هذا الفقه البدوي بكون المنتسبين إليه بدو رحل لا تنطبق عليهم جل الأحكام الشرعية المدونة في كتب الفقه، إذ تعتريهم الإستثناءات الفقهية بحكم واقعهم المتغير وعدم استقرارهم.

هذه الخصوصيات ينضاف إليها خصوصية غياب العمران وخلو الزمان من السلطان لتكون مجتمعة الخصوصية البدوية وهي التي وصفها الدكتور محمد محفوظ أحمد بقوله: ( إن نمط البداوة الموريتانية يختلف كل الاختلاف عن ما يعرف في علوم الاجتماع بحياة الشعوب البدائية، فلقد نجح هؤلاء البداة بتأسيس نمط عيش ظاهره بساطة البداوة وخشونة عيشها، وحقيقته حضارة دينية على مستوى ما بلغته الحضارة الاسلامية في حواضرها الكبرى من النواحي العلمية والفكرية والأدبية، ولقد كيف القوم واقعهم مع هذه الطبيعة الصحراوية فعاشوا حسب سعة أفقها وإيحاءاتها….

ونشأت في هذا المجتمع- الذي يرفض بإصرار غريب أي مظهر للتمدن أو الاستقرار مهما كان مغريا- خبرات عملية واسعة في مجال تكييف الحياة والبيئة، وكانت هذه الخبرات ضرورية للحياة لابد منها إلى جانب التخصص الاجتماعي الخاص)[45].

  1. المقاصد: إن هذه الخاصية حاضرة بقوة ومستحضرة منذ النشأة إذ عبر الشيخ محمد المامي عنها بقوله: ( وما أجاءني إلى جذع نخلة هذا العلم الغريب إلا مخاض ضرورات البادية وعوائدهم، وهم يصدق عليهم أنهم قطر من المسلمين، ولهم ضرورات وعوائد، والضرورات والعوائد من ما تبنى عليه الأحكام[46]، وفي مواضع أخرى نذكر من بينها.” ومقصودنا التيسير ونفي الحرج عن أهل هذا القرن”[47].

ويقول ” الداعي إلى هذا أمران، أحدهما عدم وجود النصوص على الأحوال والثاني التسهيل على هذه الطائفة من الأمة التي ألجأتها الضرورة إلى التبدي[48]، وفي آخر يقول: “هذا مع أنا وجدناهم لا يتزحزحون عن ما اعتادوه من مسائلهم، فتقربنا إلى الله بإخبارهم أن لهم فيه شبهة لحديث أبي موسى ومعاذ يسرا ولا تعسرا بشرا ولا تنفرا ” [49]ونختم بقوله: ” ومرادنا التسهيل “[50].

فهذه النصوص وأمثالها تتدفق بكلمات وقواعد مقاصدية فضلا عن تطبيقاتها في النوازل الفقهية ففيها المقاصد مرعية وتحظى بالأولوية.

  1. الإبـــــداع: لقد أبدع الشيخ محمد المامي في مجال الفقه بإفراده لهذا العلم كتابا مستقلا غير مرتبط بمتن سابق، إبداع ظاهر وعمل باهر، فهو بهذا الكتاب في الفقه يعد حلقة هامة ضمن ما ألفه أهل الغرب الاسلامي في الفقه استقلالا.
  • إبداع من حيث ربط الفقه بأصوله.
  • إبداع من حيث ربط الفقه بقواعده.
  • إبداع من حيث استحضار الفقه لمقاصده.
  • إبداع من حيث الاسم والمحتوى.
  1. التيسير: اتسم هذا الفقه بالميل إلى التيسير ورفع الحرج عن المستفتين وإن أدى بالمفتين أحيانا إلى الخروج عن مشهور مذهب مالك كما أسلفنا، بل والأخذ أحيانا أخرى بأقوال خارجة عن نطاقه جلب لمصلحة أو درءا لمفسدة معينة أو رفعا لمشقة غير معتادة ، وفي ذلك يقول الشيخ محمد المامي : “ومقصودنا التيسير ونفي الحرج عن أهل هذا القرن “[51]، وفي موضع آخر يقول :”ومرادنا التسهيل”[52] معتمدا قول سفيان الثوري “العالم من يوسع على الناس وأما التضييق فيعلمه كل أحد “[53].
  2. التوثيق: إذ هي السبب لفكرة التأليف فيه، ففقه البادية حتى وإن كان موجودا فقد كان شفهيا لطبيعة البيئة التي نشأ فيها، وخوفا من اندثاره من جهة، وعدم وجود كتاب يلف بين دفتيه فقه البادية ويلتف حوله الناس من جهة ثانية، لذلك انبرى الشيخ محمد المامي لتخصيص مصنف سماه كتاب البادية، وتوثيقه ذلك هو سبب شهرته وبه اشتهر الشيخ أيضا.
  3. الواقعية: لقد ارتبط فقه البادية بنوازل واقعة وطارئة ومستحدثة في واقع مخصوص لم يسبق لها أن عرفت فتطلب البحث لها عن حكمها الشرعي، وهي الخاصية التي حجبت فقهاء الحضر عن الفتوى فيها بسبب بعدهم عن ظروفها وملابساتها الخاصة أو لعدم تصورها عندهم، فهم لا قبل لهم بمجتمع تنعدم فيه النقود ولا يتصورون مجتمعا يعيش بلا إمام ولا يتوقعون نساء مسلمات باديات الأطراف، فهذا وأشباهه من الوقائع لم يبحثوا فيه ولم يكلفوا أنفسهم عناء النظر فيه، فوقعت واحتاج أهل البدو أن يعرفوا حكمها فبث الفقهاء الشناقطة المعاصرون فيها.

لقد شكلت هموم المجتمع ومشاكله الواقعية مشغلا متميزا في النشاط التشريعي لفقهاء البلد على طول تاريخه[54]، حيث دعا بعضهم إلى فتح باب الاجتهاد في النوازل الجديدة واجتهد فيها عمليا لأن الاجتهاد فرض عين على أهل كل عصر، وهي دعوة وتطبيق أثمر فقها محليا خاصا يراعي الواقع وضروراته، شكل كتاب البادية واسطة عقده فهو عمل عملي منقطع النظير قام بتكييف النوازل الفاجئة النازلة بأهل البادية وبحث لها عن حلول ترفع الحرج وتنفي الإثم على حد تعبير الشيخ محمد المامي[55].

  • خــــــــــاتمة:

بعد هذه الجولة الرائعة مع الشيخ محمد المامي وكتابه البادية والفقه البدوي عموما، يمكن أن نخلص إلى عدة استنتاجات عامة نجملها في ما يلي:

  • إن علماء شنقيط لم يألوا جهدا في تبيين الأحكام الشرعية، رغم تجدد الإشكاليات وتشعب القضايا وانعدام النص في بعض النوازل والوقائع المستحدثة، وعلى رأسهم الإمام الجليل الشيخ محمد المامي (رحمه الله تعالى).
  • لقد شكلت مواضيع فقه البادية أرضية خصبة أسالت مداد العديد من العلماء وأنجبت الموسوعة النوازلية الشنقيطية وأثرتها، حيث اختلفت فتاويهم الفقهية بين المنع والإباحة بين الحل والتحريم، ولم تجتمع كلمتهم على رأي واحد، إلا فيما ندر حسب وجهة نظري، لأن هذه الفتاوى شكلت استثناء من حيث الفئة العالمة، ورؤيتها المرجعية من فقهية فروعية مالكية محضة، أو أصولية أو جامعة بينهما أو مقاصدية أو موسوعية، ومن جهة البيئة وقاطنيها والظروف المحيطة بهم والمتسمة بالتأزم والقسوة والضعف على مستوى كافة المجالات، باستثناء الجانب الثقافي، فهي مخالفة لها تماما، وبه غيرت ما استقر عليه إجماع العلماء من كون الثقافة تثمر مع الحضر وتموت في البادية.
  • إن هذا الفقه البدوي اتسم بعدة خصائص أولها وأهمها مرجعيته المالكية، وثانيها الواقعية، ومراعاته للمقاصد، وتميزه بالتوثيق والخصوصية ..إلخ.
  • إن فقه البادية يتأثر ويؤثر في الانسان والمكان والزمان والعمران والسلطان، وهو ما يضفي عليه حيويته وواقعيته وجدته، عن طريق تصدي الفقهاء للنوازل الفاجئة التي هي عبارة عن محاولة لتلبية حاجة متفقه، وحاجة مجتمع، وحاجة الرد على متفقه، وكلها دافع للحاجة التي تقدر بقدرها، وهذا ما نراه جليا في منهج الفتوى.

لائحة المصادر والمراجع:

ـ القرآن الكريم برواية ورش.

ـ معجم مقاييس اللغة المؤلف: أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (المتوفى: 395هـ ) المحقق: عبد السلام محمد هارون الناشر: دار الفكر عام النشر: (1399هـ – 1979م).

– أصول الفقه في الثقافة المحضرية الموريتانية للأستاذ محمد محفوظ بن أحمد، الطبعة : الأولى (1416هـ ـ1996 م).

– تهذيب اللغة، المؤلف: محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (المتوفى: 370هـ) المحقق: محمد عوض مرعب الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت الطبعة: الأولى، 2001م

– دور المقاصد في التشريعات الاسلامية المعاصرة، العوا محمد سليم، لندن، مركز دراسات مقاصد الشريعة الاسلامية 2006.

– المجموعة الكبرى الشاملة لفتاوى ونوازل وأحكام غرب وجنوب غرب الصحراء ( مدونة من 6800 فتوى ونازلة وحكم ) المجلد الأول المقدمات التمهيدية ليحيى ولد البراء، نشر الشريف مولاي الحسن ،الطبعة : الأولى (1430هـ ـ 2009 م).

– البادية ونصوص أخرى للشيخ محمد المامي، مركز الدراسات الصحراوية الطبعة الثانية 2014م.

– البرهان في أصول الفقه، المؤلف: عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، أبو المعالي، ركن الدين، الملقب بإمام الحرمين (المتوفى: 478هـ) المحقق: صلاح بن محمد بن عويضة – الناشر: دار الكتب العلمية بيروت – لبنان الطبعة: الطبعة الأولى (1418هـ 1997م) ، تحقيق الدكتور عبد العظيم الدين ، دار الأنصار القاهرة.

– في فقه الأقليات المسلمة، طه جابر العلواني ، دار النهضة مصر، الطبعة : الأولى ، 2000م .

– كتاب الجمان، الشيخ محمد المامي ضمن كتاب البادية ونصوص أخرى ، مركز الدراسات الصحراوية الطبعة : الثانية 2014.

– لسان العرب، لابن منظور، دار احياء التراث العربي مؤسسة التاريخ العربي بيروت ـ لبنان الطبعة : الثالثة (1419هـ ـ 1999 م).

– العناية شرح الهداية، المؤلف: محمد بن محمد بن محمود، أكمل الدين أبو عبد الله ابن الشيخ شمس الدين ابن الشيخ جمال الدين الرومي البابرتي (المتوفى: 786هـ) الناشر: دار الفكر الطبعة : بدون طبعة وبدون تاريخ .

– صداق القواعد، للشيخ محمد المامي، تصحيح الشيخ يابه بن محمادي ، نشر زاوية الشيخ محمد المامي ، دار الفكر نواكشوط، الطبعة : الأولى، سنة 2009م.

– فتاوى سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم.

– مقال بعنوان (منهج الاستدلال على الحكم في النازلة عند الفقهاء الشناقطة) للدكتور الشيخ التيجاني أحمد، مجلة الإحياء.

ـ مفاد الطول والقصر على المختصر للشيخ محمد الخضر بن حبيب الله، مخطوط نقلا عن كتاب البادية ونصوص أخرى، للشيخ محمد المامي.

– الموسوعة الفقهية الكويتية، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكويت، الطبعة : الثانية، دار السلاسل (1407 هـ ـ1987 م).

ـ مسائل أبي الوليد ابن رشد (الجد) المؤلف: أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (المتوفى: 520ه ) تحقيق: محمد الحبيب التجكاني الناشر: دار الجيل، بيروت – دار الآفاق الجديدة، المغرب الطبعة : الثانية، ( 1414 هـ – 1993 م).

ـ فتاوى العلامة سيدي عبدالله بن الحاج ابراهيم ومعها نظم كل من الشيخين (الشيخ أحمد بن الشيخ محمد الحافظ والشيخ محمد العاقب بن مايابى للفتاوى المذكورة ) جمع وتحقيق محمد الأمين بن محمد نجيب الطبعة : الأولى( 1423 هـ ـ 2002 م).

ـ الوسيط في تراجم ادباء شنقيط ( المؤلف أحمد بن الأمين الشنقيطي المتوفي 1331ه ) ، الطبعة : الخامسة نشر الشركة الدولية للطباعة مصر ( 1422هـ ـ 2002 م).

ـ كتاب إيصال السالك في أصول الامام مالك ، للفقيه محمد يحيى الولاتي ، المطبعة التونسية 1346 هـ .

Margins:

  1. – الأنعام الآية 38
  2. – كتاب مسائل أبي الوليد ابن رشد ص680
  3. – سورة التوبة: 122
  4. – إمام الحرمين البرهان في أصول الفقه، تحقيق الدكتور عبد العظيم الدين ، دار الأنصار الثاهرة – مجلد 1/ص 8.
  5. ـكتاب إيصال السالك في أصول الامام مالك ص4.
  6. – الازهري، تهذيب اللغة، ج1، ص 143
  7. – لسان العرب، لابن منظور ج 14- ص 67
  8. – ابن فارس مقايس اللغة، ج1 / ص 212
  9. – الازهري، تهذيب اللغة، ج1، ص 143
  10. – البابرتي، العناية شرح الهداية، ج2/ ص332
  11. – البابرتي، العناية شرح الهداية، ج2/ ص332
  12. – وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، الكويت، الطبعة الثانية، دار السلاسل، ج 8 ص 45.
  13. – كتاب البادية، و نصوص أخرى ص 54.
  14. – العوا، محمد سليم، دور المقاصد في التشريعات المعاصرة لندن، مركز دراسات مقاصد الشريعة الاسلامية 2006 ص 35.
  15. – في فقه الأقليات المسلمة، طه جابر العلواني ، دار نهضة مصر، ط 1، 2000م ( ص 11).
  16. ـ كتاب البادية ونصوص أخرى ص54.
  17. – البادية ونصوص أخرى لمحمد المامي ص 128.
  18. – الشيخ محمد المامي، كتاب البادية ونصوص أخرى، ص 175
  19. – المصدر نفسه ص 127.
  20. ـ المصدر السابق ص 122 .1
  21. – الشيخ محمد المامي، كتاب البادية ص 147.
  22. – المصدر السابق
  23. – الشيخ محمد المامي، كتاب البادية ص 163 وما بعدها.
  24. – المصدر السابق ص 175 وما بعدها.
  25. – انظر الصفحة 178 وما بعدها من كتاب البادية ونصوص أخرى للشيخ محمد المامي.
  26. – كتاب البادية ونصوص أخرى ص215.
  27. – انظر الصفحة 232 من كتاب البادية ونصوص أخرى للشيخ محمد المامي.
  28. – انظر الصفحة 212 وما بعدها من كتاب البادية ونصوص أخرى للشيخ محمد المامي.
  29. – نفاد الطول والقصر على المختصر للشيخ محمد الخضر بن حبيب الله، مخطوط نقلا عن كتاب البادية ونصوص أخرى، للشيخ محمد المامي، ص

    23.

  30. -المصدر السابق ص 24
  31. – كتاب البادية ونصوص أخرى ص24.
  32. – صداق القواعد، للشيخ محمد المامي، تصحيح الشيخ يابه بن محمادي ص 191 نشر زاوية الشيخ محمد المامي، دار الفكر نواكشوط، ط 1، سنة 2009م.
  33. – الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، ص 222.
  34. – مقاد الطول والقصر على نظم المختصر، 162/
  35. – مقال بعنوان (منهج الاستدلال على الحكم في النازلة عند الفقهاء الشناقطة) للدكتور الشيخ التيجاني أحمد، مجلة الإحياء ص 135.
  36. ـ كتاب البادية ونصوص أخرى ص85.
  37. – فتاوى سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم ص 221
  38. – المرجع السابق ص 232.
  39. – فتاوى سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم ص 528.
  40. – المرجع السابق ص 359.
  41. -كتاب البادية ونصوص أخرى ص54.
  42. ـ-المرجع السابق ص101.
  43. – المرجع السابق ص65.
  44. ـ- المرجع السابق ص62.
  45. – أصول الفقه في الثقافة المحضرية ص 63.
  46. – كتاب البادية ص54.
  47. – المرجع السابق ص62.
  48. – المرجع السابق .
  49. – المرجع اسابق ص54.
  50. – المرجع السابق ص63.
  51. – كتاب البادية ونصوص أخرى ص62.
  52. – المرجع السابق ص63.
  53. – المرجع السابق.
  54. 1 – المجموعة الكبرى لشاملة لفتاوى و نوازل و أحكام غريب و جنوب غرب الصحراء ( مدونة من 6800 فتوى و نازلة و حكم ) المجلد الأول المقدمات التمهيدية ليحيى ولد البراء ص 145.
  55. ـكتاب البادية ونصوص أخرى ص63.