غياب الأهداف التعليمية والتربوية وأثرها على حصيلة الطلاب النهائية المعرفية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار 2022م

بكري كمرى1

1 طالب دكتوراٍه في التربية (أصول التربية) بجامعة سنار، السودان.

HNSJ, 2022, 3(12); https://doi.org/10.53796/hnsj31244

Download

تاريخ النشر: 01/12/2022م تاريخ القبول: 20/11/2022م

المستخلص

إن تعليم اللغة العربية في كوت ديفوار لا يتجزأ عن تعليم الدّين الإسلامي، حيث وفدت مجموعة من قبيلة ماندك في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي إلى منطقة كوت ديفوار، لغرض التجارة، وهؤلاء كانوا مسلمين، فبدأوا نشاطهم التعليمي بمحوالأمية، لتعليم المعتنقين مبادئ الدّين الإسلامي، ولايمكن تحقيق ذلك إلا بتعليم القراءة والكتابة للغة العربية، وهؤلاء التجار هم أوائل من أسسوا المدارس القرآنية في منطقة كوت ديفوار. وكان تعليمهم مركزا على فضائل الأخلاق وتعليم العبادات كالصلاة والصوم ، والزكاة ، وتعليم قصار السّور والأذكار، وتعليم اللغة العربية التي كانت تستخدم في الأمور الإدارية، والاقتصادية، وأخيرا كان هؤلاء المعتنقون يسافرون، لطلب العلم الشرعي واللغة العربية إلى المراكز التعليمية في كل من تمبكتو، وغاو، وجيني (مالي) هذه المدن بلغت ذروة مجدها في القرن الرابع عشر الميلادي، فلما استقر تجار ماندنغ في المنطقة بدأالإسلام ينتشر انتشارا واسعا بين الوثنيين، وذلك في القرن الخامس عشرالميلادي، وفي نفس الوقت شهدت المدن التجارية تطورا كبيرا في بوندوكو، واوجيني، وسماتيغيلا (كوت ديفوار) وبوبوديولاسو(بوركنا فاسو) وكانت هذه المدن تعتبر مساكن قبيلة (جولا) الذّين عكفت على تعليم النّاس في هذه الفترة. لقد عانت ومازالت تعاني المدارس العربية الإسلامية بعدم فهم الإدارة المدرسية ، مما أدى إلى غياب الأهداف التعليمية والتربوية، فانقطعوا بذلك كثيرا عن الجياة السياسية والثقافية وغيرها في البلاد، وأصبحت البلاد بأيدي الأقلية غير المسلمة، تديرالبلاد حسب مصالحها دون مراعاة لمصالح الأغلبية المسلمة،بل تنتهك حقوقهم وتضيق عليهم الحياة وتحارب دينهم بكل السبل المتاحة لديها . وعليه فقد اختار الباحث هذ الموضوع : غياب الأهداف التعليمية والتربوية واثرها على حصيلة الطلاب النهائية المعرفية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.

مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين، الذي أدّبه ربه فأحسن تأديبه، وعلى آله وأصحابه روّاد التربية العمليّة للعاملين وبعد

ففي الحديث النبوي: (“أدبني ربي فأحسن تأديبي“)[1].قال(ص) (إنّ الله لم يبعثني معنّتا ولا متعنّتا ولكن بعثني معلما ميسراً) أخرجه مسلم[2].

فإن موضوع الأهداف التربوية بعامة، وسياسة التعليم بخاصة ، وكيف تسير، وماهي الأهداف الفاضلة، والمثل الراقية التي يجب أن تتحرك في دائرتها، وتسعى إلى تحقيقها، لا تزال من المواضيع الحيّة المتجددة التي تشغل رجال الفكر، والتعليم، وتحتاج إلى بحث متجدد، فهي كائن حي ينمو ويتطور ويتجدد[3].ولاشك فيه أن تطورالمجتمعات البشرية، مرهون بنوع التربية تقدمها لأبنائها، وتكون منبثقة من فلسفاتها وثقافتها ومن موروثاتها الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من المبادئ المستمدة من تلك الفلسفة، والتي تشمل مستندا أساسيا لإطلاقة أجيالها، لترضي طموحاتها وتحقق أغراضها، ويطالعنا التاريخ البشري، أن المجتمعات في جميع أطوارها قد نمت لديها، وطورت لنفسها أشكالا تربوية خاصة بها، تستحب لمتطلباتها، وتحقق لها الرقي المنشود، ويتطورالأنظمة الاجتماعية تطورت المؤسسات المنوطة بها التربية فخرجت التربية في إطارها الفردي أو العائلي إلى إطارها المجتمعي والمؤسسي.وبعد أن أصبحت التربية شأن المجتمع ممثلا في النظام القائم، أسندت أمورها إلى وزارة تسمى وزارة التربية والتعليم، فتقوم تحتها مؤسسات تعليمية لمختلف المراحل واختطت وزارات جديدة تعني بالتعليم الجامعي والثانوي، سميت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

فهما الوزارتان القائمتان على أمر التعليم بمستوياته المختلفة في بلادنا، وهذا التعليم محتواه ومنهجه منتقيان بعناية ، بنائهما على أسس تربوية ، مستمدة من سياسة الدولة، وفلسفة التربية التي يراها المجتمع، من خلال خبراته التربويين ومعلميه، وأهل الرأي والمشورة فيه، ثم تمليه ظروف العصروطبيعة المعرفية، وواقع المتعلمين وحاجاتهم، فيراعي في هذا التعليم أن يكون شملا للمجالات كلها .

معرفية ومهرية وانفعالية، ولايتم التعليم إلا عبر مؤسسات، ولا يقدم إلا في ثوب مناسب، هذا الثوب هو الذي يحويه، فهذا يمثلها الكتاب المدرسي كماتمثله وسائل أخرى، ولأن المحتوى هو أهم مكون من مكونات المناهج التعليمية وأقواهاأثرا وأبعدها مدى وأشملها موضوعا ومادة ، فإن القائمين على أو التربية والتعليم في بلاد العالم الحديث قد اهتموا بمحتويات التعليم التي يكون على مادتها الأجيال[4].

مشكلة البحث:

لاحظ الباحث غياب الأهداف التعليمية في منهج المدارس العربية الإسلامية بدولة كوت ديفوار بسب تعدد المناهج التي تقوم عليها التربية الإسلامية فيكوت ديفوار ولذا تنبثق مشكلة البحث من السؤال المحوري التالي:

ما أسباب غياب الأهداف التعليمية والتربوية في المدارس العربية الإسلامية في دولة كوت ديفوار؟

أهمية البحث: تظهر أهمية هذا البحث في الآتي:

  1. بيان الدور الذي يمكن أن تقوم به صياغة الأهداف التربوية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار .
  2. لفت انتباه التربويين ورجال التربية والآباء بالأهداف التعليمية والتربوية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.
  3. قد يكون البحث مساهمة في إيجاد أهداف التعليمية والتربوية في المدارس العربية الإسلامية فيكوت ديفوار.
  4. قد يستفيد من نتائجه طلاب الجامعات والدراسات العليا.

أهداف البحث :

يهدف هذا البحث إلى مايلي:

  1. التعرف على واقع الأهداف التعليمية والتربوية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.
  2. التعرف على أهم الاتجاهات التي تواجه لأهداف المناهج في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.
  3. التعرف على أثر الأهداف التعليمية والتربوية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.
  4. التعرف على الصعوبات التي تواجه إعداد المناهج في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار في ضوء هذه الأهداف.
  5. التعرف على حصيلة الطلاب المعرفية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.

أسئلة البحث:

يمكن تحديد أسئلة البحث كالآتي:

  1. ما واقع الأهداف التربوية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار ؟
  2. ما الاتجاهات التربوية لأهداف المناهج في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار؟
  3. التعرف على أثر الأهداف التعليمية والتربوية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.
  4. ما الصعوبات التي تواجه إعداد المناهج في المدارس العربية الإسلامية في ضوء هذه الأهداف؟

5- ما أثر الأهداف التعليمية والتربوية في حصيلة الطلاب المعرفية في المدارس العربية الإسلامية بكوت ديفوار؟

فروض البحث:

  1. يتم طمس على الأهداف التربوية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.
  2. يتم طمس على الاتجاهات التربوية لأهداف المناهج في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.
  3. يتم طمس على أثر الأهداف التعليمية والتربوية في حصيلة الطلاب المعرفية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.
  4. يتم طمس على الصعوبات التي تواجه إعداد المناهج في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.
  5. التعرف على حصيلة الطلاب المعرفية في المدارس العربية الإسلامية في كوت ديفوار.

منهج البحث : يستخدم الباحث المنهج الوصفي والتحليلي.

أدوات البحث : يستخدم الباحث الاستبانة لجمع المعلومات.

حدود البحث:

الحدود المكانية للبحث: جمهورية كوت ديفوار- مدينة أبيدجان وبواكي – المبحوث بالمدارس العربية الإسلامية .

الحدود الموضوعية : غياب الأهداف التعليمية والتربوية وأثرها على حصيلة الطلاب النهائية المعرفية في المدارس العربية الإسلامية في دولة كوت ديفوار.

الحدود الزمنية :2019 م 1441ه

مصطلحات البحث:

الهدف: يقصد بالهدف لغةا لغاية، أي التصور الذي يصبو المرء بلوغه، فينظم سلوكه ويوظف إمكاناته من أجل تحقيقه. وقد جاء معنى الهدف في المعاجم اللغوية بمعنى كل مرتفع من بناء أو كثيب رمل أو جيل، ويقال أهدف إليه أي لجأ وأهدف له الشيء أومنه أي دنا أو انتصب واستقبل .([5])

أهداف التعليمية : وهي أهداف عامة، لكنها أقل عمومية من الأهداف التربوية، وتحتاج إلى فترة زمنية أقل بلوغها، وهي تعتبر عن السياسة التعليمية في الدولة بصورة عامة من حيث تعليم مادة دراسية معينة في مراحل تعليمية مختلفة.

التربية : هي عملية تشكيل إعداد الأفراد في مجتمع معين وفي زمان ومكان معين، حتى يستطيعوا أن يكتسبوا المهارات والقيم والاتجاهات وأنماط السلوك التي تيسر لهم عليه التعامل مع البيئة الاجتماعية التي ينشئون فيها.

المؤسسات: جمع مؤسسة، تقصد بها دار تعليم، وتقصد بها المدرسة الابتدائية أو المدرسة الثانوية، رسمية كانت أو خاصة ، جامعة.[6]

الكتاتيب: هي دور التعليم التي تعني بتدريس العلوم الشرعية واللغة العربية على الطريقة العصرية في التعليم، ويتألف من المراحل المعروفة من الابتدائية والاعدادية والثانوية، ويتوج فيها الدراسة بمنح الشهادة للناجحين في نهاية العام الدراسي. ولغة التعليم الأساسية فيها هي اللغة العربية.[7]

تناول البحث في ثلاث مباحث :

المبحث الأول: جمهورية كوت ديفوار ، نبذة تعريفية عن الموقع الجغرافي والديمغرافي لكوت ديفوار

تمهيد:

كوت ديفوار إحدى الدّول الأفريقية ذات النفوذ الاقتصادي القوي في منطقة جنوب الصحراء تتمتع بموقعها الجغرافي الاستراتيجي الحسّاس بغرب أفريقيا، إذ أنّها إحدى أقوى إمدادات الاقتصاد الفرنسي بحكم ما يتوفر فيها من منتجات زّراعية مهمة إلى جانب المعادن ذات الأسعارالمنافسة في الأسواق العالمية مما تقع جميعها تحت الاستغلال المطلق من قيد الرقابة والرحمة الانسانية لفرنسا.

فالحديث عن تلك الدولة ماضيها وحاضرها والمستقبل المأمول لها متداخل الثوابت والمتغيرات، ما اكتفت المعلومات عنها هنا وهناك من تصورات مغلوطة، ومفاهيم مما يجعل الضرورة ملحة علينا معشر الباحثين كأشد ما تكون إلى مغامرة فكرية في غابات كوت ديفوار من أجل أن نقدم دراسة تنم عن الشّفافية والشمولية والواقعية، يقول هوبير ديشان الملقب بbreive) ):( إنّ من صالح فرنسا استغلال زعماء القبائل الوثنية، لأن الاعتماد على الجماعات الإسلامية ينطوي على خطر أكيد على المستعمر).[8]وفي ظل تلك السّياسات القائمة على إبعاد الخصم المنافس، والابقاء على خصوم كاريكاتيرية لضمان الفوز بالمعركة مسبقا، بَنت فرنسا برامجها البعيدة المدى في كوت ديفوار، إذ أدركت أنه لابد أن يكون للإسلام دور محوري في توظيف المفاهيم وتوجيه الرؤي في تلك الدّولة، ذلك بحكم ماض المسلمين العريق في الحضارة ّلما أسلمت، ومبادرة منها كذلك إلى ما يعرف (بحرب الاسباق[9]) لتهيئة البيئة ولمنع وصول الإسلام وأهله إلى منافذ التأثير إلاّ إذا انسلخوا من كل ولاء اعتزازاً بدينهم .[10]وقبل مجيء المستعمر، كان هناك مظاهر تقليدية للوجود الإسلامي، هناك أيام ومناسبات يشعر فيها المرء في بلد بأن البيئة الاجتماعية إسلامية صرفة.

حيث مظاهر الحياة تتلون وتتشكل بلون، وشكل إسلامي في الشوارع والبيوت، وليس من شك في أن وجود نسبة إسلامية كبيرة بين سكان الدولة، يلقي على الأقل ضوءًا على ازدهار الدعوة الإسلامية ونشاط الدعاة، وطبيعي أن ينعكس ذلك على المظاهر التقليدية للأهالي.

والسبب في هذه الظاهرة أن هناك جهود كبيرة من الفقهاء والعلماء في نشر الإسلام في كوت ديفوار وتعليمهم إياه كما أن هناك إقبال كبير من الناس لقبول هذه الدعوة، فكرموكو(الفقيه) مثلا إذانزل في قرية ما بكتبه وأوراقه وسبحته فسرعان ما يلتف حوله النًاس، ويبدأ في حل مشاكلهم، ولا يجد عقبات أمامه في نشر دينه مادام لا يعطي وعودا جوفاء للعامة، ولا يسعى في تكفير الناس وتدمير النظم والتقاليد القائمة.

فإذا جاء وقت الصلاة سعوا جميعا إلى ذكرالله وتركوا البيع فيصلون مجموعات ليؤدون فريضة الله، فإذا قضيت الصلاة رجعوا ليبتغوا من فضل الله[11]. تقع كوت ديفوارعلى الساحل الجنوبي الغربي بقارة أفريقيا بين خطي عرض

(4) شمالا وشمالا، وخطي طول (7) غربا وغربا، ضمن المنطقة الاستوائية، وتبلغ مساحتها322,463)) كيلومترا مربعا، وتحدها من الشمال بوركينا فاسو، ومالي، ومن الغرب غينيا كناكري، وليبيريا، ومن الشرق غانا، ومن الجنوب المحيط الأطلسي.

وأهم المدن بها:

-أبيدجان العاصمة الاقتصادية، وبواكي، ومان، وأوجيني، ومنكونو، وكونغ، وبندوكو، وتوبا، وسيغيلا، وسمتغيلا. ٍ

المناخ والسكان والنشاط الاقتصادي:

أولا المناخ : يمكن تقسيم مناخ كوت ديفوار إلى أربعة أقاليم مناخية وهي كالاتي[12]:

  1. إقليم مناخ آتيان.
  2. إقليم مناخ باولي.
  3. إقليم مناخ السودان،
  4. إقليم مناخ المرتفعات .[13]

يسكن كوت ديفوارنحو ما يزيد على( 29.389.150) مليون نسمة حسب آخر الإحصائيات في يوليو(2022 07 07 م)[14]، وقد شهدت المنطقة قبل دخول الاستعمار هجرات مختلفة من القبائل الإفريقية إليها، مما جعل بعض المؤرخين يطلقون على هذه المنطقة اسم (ملتقى الشعوب)، والملاحظ في هذا الجانب، أن القبائل التي يتكون منها المجتمع الإيفواري لم تكن في بادئ الأمر متجانسة بصورة واضحة قبل الاستقلال، ولذا نجد أن أول الحكومات الوطنية ركزت جهودها نحو توحيد هذه القبائل، وخلق جو ملائم للتعايش السلمي بينهم، حتى تسهل بالتالي عمليات التنمية الشاملة التي كانت البلاد في أمس الحاجة إليها بعد إجلاء المستعمر الفرنسي.

ويتكون المجتمع الإيفواري من (74) قبيلة، ولكل قبيلة لغتها وعاداتها في كل من مالي، والسنغال، والنيجر، وكوت ديفوار وغينيا كوناكري، وغامبيا، وغانا، وسيراليون، وليبيريا، وغينيا بيساو، وهم من أعظم أجناس أفريقيا، وأشدهم ذكاء، وأكثرهم مهارة .[15]كما أنهم كذلك من أنشط الدعاة إلى الإسلام بواسطتهم انتشر الإسلام بين الشعوب المحيطة بهم بما في ذلك ما يعرف بنيجيريا اليوم.

أكان– (AKAN) وتنتشر سلالاتها في كوت ديفوار، وغانا، ويمثلون(42% ) من السكان بتعداد يبلغ (4.8) مليون نسمة، حسب إحصائيات(1999م) ومن قبائلهم ( باولي، أبرون، أبريه ،أني، أباي أبوري).[16]

أما كرو – (KROU) متألف من قبائل(بيتي، وي، غري، ديدا، ( وتقطن في المناطق الغابية غرب نهر(بندما).[17]

نظام التربية التقليدية:

عرفت شعوب منطقة كوت ديفوار نظاما تربويا تعليميا تقليديا قبل دخول الدين الإسلامي والمسيحي في المنطقة، وكان هدفهم في هذا النظام:

– ربط النشء ببيئته.

– تنظيم حياة المجتمع سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وكانت أساليب التربية ووسائلها تختلف من قبيلة لأخرى تبعا لاختلاف العادات والتقاليد ومعطيات البيئة.

– ونظرا لهذه الاختلافات بين الأنظمة التربوية والتعليمية التقليدية، صعب على المؤرخين تحديد منهج عام للنظام التربوي التعليمي في كوت ديفوار قبل دخول التعليم الإسلامي أو الكنسي أوالعمومي إلى المنطقة، ورغم الاختلاف فإن هنالك خصائص مشتركة بين هذه الأنظمة التربوية والتعليمية نلخصها فيمايلي:

– عدم تحديد زمان ومكان خاص للعملية التربوية بالنسبة للناشئة.

– وقوع مسئولية تربية النشء على عاتق الجميع.

– ربط النشء بالبيئة المحلية المحيطة بهم.

– قياما لتربية التقليدية على تلبية احتياجات المجتمع .

– اتسام التربية التقليدية بالعمومية والشمولية.

– تشجيع التربية التقليدية على الاختراع والابتكار.

– اعتبار كبار السن المرجعية العليا في العملية التربوية.

– تعزيز التربية التقليدية لأواصر العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع.

– للدين والطقوس المحلية دور هام في العملية التربوية .

– اعتماد التربية التقليدية على موارد البيئة المتاحة لا من خارجها.[18]

الأديان في كوت ديفوار

ينص الدستور الإيفواري على أن دولة كوت ديفوار(ساحل العاج) دولة علمانية، وعلى الرغم من توجه الدولة نحو العلوم العصرية والتقنية الوافدة من الغرب فإن ممارسة الطقوس الدينية وشعائرها تظل صامدة وقوية بين الشعب في المنطقة وتتنوع الحياة الروحية في البلاد بين الوثنية و الإسلامية والمسيحية، التي نورد تفصيلا منها على حدة.

  1. الوثنية:

تعتبر ممارسة الطقوس الوثنية ظاهرة قديمة جدا في المجتمعات الإنسانية، أينما كان، ولقد بعث الله الرسل عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم لإبعاد الناس من عبادة الأوثان إلى عبادة الله الواحد القهار، الوثنية هي عبارة عن فكرة وجود قوة أعلى (الله – الخالق- المحرك- الأساسي للعالم ) وفكرة وجود كائنات توسط بين تلك القوى العظمى وبين البشر، وتبقى فكرة خلود الأسرة بعد وفاتها في أذهان الوثنيين في البلاد، ويتضرر الإنسان حسب اعتقادهم إذا لم يكن هناك تنسيق أو تفاهم بينه وبين أرواح الآباء والأجداد في التوسل والتوسط لدى الجن لمساعدة أحفادهم في حياتهم أوفي طلب التسامح من الجن إذا ارتكب الأحفاد ما يغضب الجن، وهناك من الوثنيين من يسمون بالسحرة يتعاملون مع الأرواح الشريرة لإلحاق الضرر بالنّاس.[19]

  1. الإسلام : هناك عدة آراء في التاريخ المحدد لدخول الإسلام في كوت ديفوار، أهمها:

أن الإسلام ظهر منذ القرن الحادي عشر في كوت ديفوار في الشمال الشرقي على يد تجار )ليبغي([20] أبطال قبيلة (ماندغوا ديولا) المتخصصون في تجارة ثمار الكولا (طنبول) وهم أقلية في تلك الفترة غير مستقرة لم يتجاوز نشاطاتهم الدعوية أداء الصلوات الخمس فيما بينهم ومعاملة الوثنيين بالصدق والإحسان ويساند هذا الرأي.

رأي يقول بان الاسلام دخل في الشمال الشرقي لكوت ديفوارعلى يد (ليبغي) في وسط القرن الحادي عشر الميلادي وكلمة ليبغي تعني: (المسلمون من المادنغو)، [21]بينما كانت تطلق نوموا (الحدّاد)على ماندغو غير المسلمين فكان دخول الإسلام في المنطقة يرتبط بوصول تجار مادنغو في الشمال فارين من الحرب الأهلية التي كانت تندلع بين القبائل أو باحثين عن ثمرة الكولا.[22]

3-المسيحية(النصرانية):

حركة دينية سياسية استعمارية ظهرت إثر انهزامات الصليبين، وتهدف النصرانية بين الأمم والشعوب وخاصة المسلمين إلى إحكام السيطرة عليهم وتعتبر الديانات النصرانية ثاني الأديان السماوية بعد الإسلام من حيث تاريخ دخولها في كوت ديفوار، وكذلك من حيث عدد معتنقيها بين المواطنين والتي تصل (31%)، وتتميز بوجود نفوذ قوى لدى السلطة إلى نشر الديانتهم الرسمية للبلد مما مكنهم من تنظيم أنفسهم ثقافيا وتعليميا، ومن ثم السيطرة على الأماكن الاستراتيجية في البلد أما عن دخول المسيحية في البلد، فقد صعب على المؤرخين تأريخ الأديان المسيحية في كوت ديفوار والتفريق بين دخول الدين المسيحي وتأريخ توغل الاستعمار الفرنسي في المنطقة، فقد تزامن دخولها معا وتم التعاون بينهما على بسط نفوذهما على شعوب البلاد.

المبحث الثاني :

ظهور التعليم العربي الإسلامي في كوت ديفوارفيما قبل الاستعمار

مقدمة:

التعليم دعامة من دعائم التقدّم والنهضة والتحضّر في العالم, قديما وحديثاً، لذلك اهتمّت به الدول من جميع النواحي، ومن أهم أنواع التعليم

«التعليم العربي الإسلامي» الذي لا يتم فهم الإسلام فهماً صحيحاً إلا به.

أصول التعليم العربي الإسلامي في غرب إفريقيا:

من أهمّ ما تتسم بها منطقة غرب إفريقيا وجود طرق متعددة فيها للتّجارة، ساعدت على الوصول إليها منذ زمنٍ بعيدٍ، وقد اشتهرت أربعة طرق تجاريةٍ بين شمالي القارة وغربها ووسطها [23]واتخذ التّجار من هذه الطّرق وفروعها منافذ لتجارتهم, وكان التّجار المسلمون يجمعون بين دور التّاجر والعالم أو الداعية في بثّ العقيدة الإسلامية, ونتيجة لهذه الصّلات السّلميّة اتّسع نطاق التّجارة، وزادت الهجرة، فاتصل التّجار بالوطنيين وخالطوهم في السّكن، وكثرت المصاهرة بينهم، وانتشر الإسلام بين شّعوب المنطقة، مثل: قبائل الولوف والتّكرور والسّوننكي والدّيولا والسنغي والماندنغو والفلاني والهوسا والكانوري، وغيرهم.

وقد نمت «الثقافة العربية الإسلامية» الّتي نشأت بقيام الدّولة الإسلامية، وانتشرت مع انتشار الإسلام من حدود الصّين شرقاً إلى الأندلس غرباً[24] وبلغت قمّة ازدهارها في القرنين الثّالث والرّابع الهجريين, واتّخذت هذه الثّقافة الإسلامية اللّغة العربية لغة لها، وكانت هي اللغة الرسمية في هذا الجزء من القارة الإفريقية في الحياة الاجتماعية والسِّياسية والاقتصادية والثّقافية.

ولمّا جاء الإسلام ودَانَ به كثير من أقاليمها عَمِلَ أمراؤُها وملوكُها بالنّظام الإسلامي(3)، وكان للعلماء والفقهاء دور عظيمٌ في تبيين أحكامِ اللّه ورسولِهِ، ومن ثم انتشر التعليم العربي الإسلامي في تلك المرحلة التاريخية.

أما في العصر الحديث؛ فقد واجه التعليم العربي الإسلامي تحديات كبيرة في القارة الإفريقية بسبب الاستعمار الغربي، كما يواجه بعد مرحلة الاستعمار اليوم معوّقات عديدة, ويأتي هذا المقال لبيان أهم تلك المعوقات، وتقديم مقترحات لعلاجها، وخصوصاً في  بعض دول غرب إفريقيا.[25]

المؤسسات التعليمية العربية الإسلامية في غرب إفريقيا:

المؤسسات التعليمية في غرب إفريقيا نوعان من حيث مالكها، فهي إمّا مؤسسات خاصة (أهلية)، وإمّا مؤسسات حكومية.

المؤسسات التعليمية الأهلية:

 وهي مؤسسات تتبع أفراداً في الغالب, وهي على نوعين:

النوع الأول: المؤسسات التعليمية الإسلامية غير النظامية (التقليدية): وهي مؤسسات لم تسر على النظام الحديث، من حيث تدرّج المراحل وتصميم المناهج ووضع المقررات، ونحو ذلك, وهي أقدم المؤسسات التعليمية, وقد كان لها دور مهم في نشر الإسلام في إفريقيا، وهي عادة ما تكون ملحقة بالمساجد، أو في مبان منفصلة تابعة لبعض المشايخ.[26]

النوع الثاني: المؤسسات التعليمية الإسلامية النظامية: وهي التي أخذت بالنظام العصري، وتتبع منظمات وجمعيات تشرف عليها، أو تتبع أفراداً، وغرضها الأساسي دراسة العلوم العربية والشرعية فقط لا غير؛ [27]لأن أصحابها يرون أن مدارس الحكومة ومناهجها لا تفي بالمقصود ولا تخدمه, وهذا النوع من المدارس يهتم بحفظ القرآن، والقراءة والكتابة، ويقتصر على المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.

إلا أنه أمكن في بعض البلاد إنشاء جامعات إسلامية وكليات, مثل: «الجامعة الإسلامية» في النيجر عام 1406هـ، وهي تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي لتعليم أبناء المسلمين في غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية, و «جامعة الهدى الأهلية» في بوركينا فاسو, و «المجمع الجامعي» في بوركينا فاسو, وكلية إسلامية في بوبو دولاسو ببوركينا فاسو, وجامعة إسلامية في ساحل العاج وغانا.

المؤسسات التعليمية الحكومية:

وهي تختلف وتتباين في المنطقة بحسب كثرة المسلمين أو قلّتهم، ففي البلاد التي يكون أكثر أهلها من المسلمين تدرس المواد باللغة الفرنسية والعربية، أو الإنجليزية والعربية، وذلك في المدارس المزدوجة. أما المدارس غير المزدوجة التي تدرّس بالفرنسية فقط أو الإنجليزية؛ فتجعل مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية مواد غير أساسية، أي أنها مواد اختيارية يختارها التلميذ حسب رغبته, وتُعد النيجر والسنغال من أول الدول التي طبّقت هذا النوع من التعليم، وكذلك شمال نيجيريا، وحديثاً مالي وغينيا, وقد فُتح في بعض جامعاتها أقساماً للغة العربية.

وأما البلاد التي يشكّل المسلمون فيها ألية؛ فإنه لا وجود للغة العربية ولا للتربية الإسلامية في مناهجها، وكل المدارس العربية الإسلامية فيها أهلية, ولا تعترف الحكومة بشهاداتها.

عتبر التعليم العربي الإسلامي في المجتمعات الإيفوارية قديما، وذلك قبل وصول الاستعمار الفرنسي، كما كانت اللغة العربية لغة دين، وعلم وثقافة في غرب أفريقيا، وفي منطقة شمال كوت ديفوار، ولقد ازدهر التعليم الإسلامي بما فيه اللغة العربية قبل وصول المستعمر الفرنسي، وسجل تطورا ملحوظا في كل من مدينة ( بندوكو)، و(أوجيني)،( وتوبا)،( وسيغيلا)، (ومانكونو)، (وكونغ)، وغيرها.[28] وكان التعليم يتم في المدارس القرآنية التقليدية المتمثلة في المساجد، والزوايا، والخلاوي، والكتاتيب، من حيث يجمع المعلم (كراموكو) أولاد المسلمين في زاوية من زوايا المسجد، أوفي داره أو تحت شجرة لتعليم القرآن الكريم، ومبادئ اللغة العربية ابتداء من الحروف الهجائية قراءة وكتابة.

يكتب الطالب في البداية على ألواح خشبية، إذا تمكّن الطالب من الحفظ والفهم يوجه إلى تعليم كتب الفقه واللغة، ثم إلى دراسة تفسير القرآن الكريم.[29]

قيل إنّ أول نظام تعليمي عرفه شعب كوت ديفوار، هو التعليم الإسلامي العربي، الذي تزامن دخوله مع الإسلام في المنطقة، وذلك في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي على يد تجار (ماندكو)، الذّين كرسوا نشاطهم التعليمي على محو الأمية للمعتنقين الجدد، وذلك بتعليمهم مبادئ الدّين الإسلامي، ابتداء بالأصوات العربية، ووصولا إلى قراءة القرآن الكريم والكتابة، ولاشك أن هذا العلم لايتم إلا بتعليم اللغة العربية، إذلايتم تعليم الدّين الإسلامي منعزلاعن اللغة العربية وخاصة في تلك الفترة، فهذا التعليم رغم ارتباطه بمحو الأمية، إلا أنه كان هدفهم في هذا التعليم هو غرس الأخلاق الإسلامية في نفوس المتعلمين في طوره الأول فسلوك التجار، والدعاة المسلمين في هذه الفترة، كان حافزا إيجابيا، وعامل جذب نحو الإسلام، وتعليم اللغة العربية.[30] وقد أسهم هذا التعليم في إشعاع نور المعرفة، واحداث التطور المدني والحضاري، ونهضة المجتمع الإيفواري قبل الغزو الاستعماري الصليبي الغاشم للمنطقة .[31]

دخول التعليم العربي الإسلامي في كوت ديفوار قبل الاستعمار

تمهيد:

ن تعليم اللغة العربية في كوت ديفوار لا يتجزأ عن تعليم الدّين الإسلامي، حيث وفدت مجموعة من قبيلة ماندك في منتصف القرن الحادي عشرالميلادي إلى منطقة كوت ديفوار، لغرض التجارة، وهؤلاء كانوا مسلمين، فبدأوا نشاطهم التعليمي بمحوالأمية، لتعليم المعتنقين مبادئ الدّين الإسلامي، ولايمكن تحقيق ذلك إلا بتعليم القراءة والكتابة للغة العربية، وهؤلاء التجارهم أوائل من أسسوا المدارس القرآنية في منطقة كوت ديفوار. وكان تعليمهم مركزا على فضائل الأخلاق وتعليم العبادات كالصلاة والصوم ، والزكاة ، وتعليم قصار السّور والأذكار، وتعليم اللغة العربية التي كانت تستخدم في الأمورالإدارية، والاقتصادية، وأخيرا كان هؤلاء المعتنقون يسافرون، لطلب العلم الشرعي واللغة العربية إلى المراكز التعليمية في كل من تمبكتو، وغاو، وجيني (مالي) هذه المدن بلغت ذروة مجدها في القرن الرابع عشر الميلادي، فلما استقر تجار ماندنغ في المنطقة بدأالإسلام ينتشر انتشارا واسعا بين الوثنيين، وذلك في القرن الخامس عشرالميلادي، وفي نفس الوقت شهدت المدن التجارية تطورا كبيرا في بوندوكو، واوجيني، وسماتيغيلا (كوت ديفوار) وبوبوديولاسو(بوركنا فاسو) وكانت هذه المدن تعتبر مساكن قبيلة (جولا) الذّين عكفت على تعليم النّاس في هذه الفترة.

ومما يجدر الإشارة إليه، على الرغم من محاولة السلطات الاستعمارية للتطويق بالتعليم الإسلامي وإضعافه ثم القضاء عليه، فإنها باءت بالفشل نسبيا، فالكتاتيب ظلت راسخة على أقدامها نشطة لم تقتلع جذورها، خرجت حماة القرآن الدعاة للبلاد جيلا بعد جيل، إلى أن سلمت زمام التعليم والتأهيل للمدارس الإسلامية النموذجية، والتي وصلت مسيرتها في تخريج نخبة من الشباب الذين حملوا عبء الدعوة والتعليم إلى أن نالت البلاد استقلالها.

في كوت ديفوار توجد حاليا (3146 ) مدرسة، ( 1.6 مليون ) تلميذا وتوجد في عاصمة أبيدجان (293) مدرسة إسلامية وفيها (890 ) فصلا وعدد التلاميذ فيها (26531) تلميذا و(674) مدرسا[32].آخرالإحصائيات التي أجريت وزارة التربية والتعليم في كوت ديفوار(03 02 2022). والحكومة تعترف ب851)) مدرسة تشكل نسبة 30%،التي توفرت لها الشروط.[33]

التعليم العربي الإسلامي وتطوره في المنطقة :

إن التعليم الإسلامي في كوت ديفوارلغة أجنبية، وتعليم لغة خارج حدودها عمل صعب، وخاصة في دولة سيطرت عليها اللغة الفرنسية وثقافتها، حتى إنها تكاد تقضي على اللغات واللهجات المحلية، لكونها اللغة الرسمية لكوت ديفوار، ولا تستطيع اللغة العربية أن تنافس اللغة الفرنسية في كوت ديفوار، لأسباب نذكرمنها:

– السياسة اللغوية التي تبنتها فرنسا في كوت ديفوارمنذ قبل الاستعمار، حيث لايعتبر مثقفا من لا يجيد اللغة الفرنسية، وذلك لفرض تعليم اللغة الفرنسية على الشعب الإيفواري.

– ويمكن الإشارة بأن الحكومة لم ترض حتى الآن بتعليم اللغة العربية في المدارس الحكومية، ولم تعط فرصة عمل أو توظيف لحاملي الشهادات العربية.

– توفير مجال الشغل والعمل لمن تخرج من جامعات غير عربية وإسلامية، حيث كانت الدّولة ومازالت توظف خريجي الدول الغربية، الأمر الذي أدى إلى انحراف الناس نحو التعليم الغربي وترك التعليم الإسلامي.

– الخوف من انتشار الإسلام في كوت ديفوار.

– إن محاربة تعليم الإسلامي في الدول الأفريقية بما فيها دولة كوت ديفوار، يعني محاربة اللغة العربية، لأن اللغة العربية تحمل الثقافة الإسلامية والعربية. فتعليم اللغة العربية يعني تعليم الدّين الإسلامي، لأن تعليم اللغة العربية لا يتجزأ عن تعليم الدّين الإسلامي في أفريقيا، فاللغة العربية وسيلة لفهم الدّين الإسلامي.[34]

يمكن تقسيم مراحل تعليم اللغة العربية في كوت ديفوار إلى ثلاث مراحل:

  1. التعليم العربي الإسلامي قبل الاستعمار.

ب – تعليم اللغة العربية في فترة الاستعمار(1893-1960م).

ج- التعليم العربي الإسلامي في فترة الحكم الوطني.

نظام التعليم العربي الإسلامي في المدارس في عهد النشأة

المدارس القرآنية التي كانت منبعا للثقافة الإسلامية في عهد نشأتها لم تكن فيها إدارة تربوية تشرف على عملية التعليم ولم تكن هناك سياسات تربوية لتدريب وتأهيل المعلم. وكان يتولى التدريب كل من له ميل إلى التدريس، وبلغ مرحلة عليا من مراحل التعليم وكان ذلك لا يتطلب موافقة أي جهة بل تكفي موافقة الأسرة وأن ترسل أبنائها إليهم لتعليمهم، ولم يكن هناك سن معينة للقبول في غالب الأحيان كما أنه لم يكن هناك مكان مخصص لعملية التلقي والتعليم فصالون المعلم (كراموكو) أو ظل الشجرة يكفي أن يكون محل للتدريس[35] والتعليم ،وقد استفاد القائمون على المدارس القرآنية من الموارد المتاحة في البيئة لصنع وسائل التدريس والتعليم. صنعوا الحصير من جلود الأغنام والحبر والأقلام والألواح من المنتوجات المحلية ولم تكن للمعلم أجرة محددة بل تأتي إما من تبرعات أولياء الطلاب أو نتائج الأعمال التي يقوم بها الطلاب في مزرعة المعلم( كراموكو) إضافة إلى ذلك لم تكن هناك شهادات دراسية تمنح للطالب بعد اتمام دراسته بل تقام حفلة بسيطة معلنة بذلك اكمال الطالب المراحل الدراسية وعلى الرغم من عدم وجود إدارة تربوية تشرف على هذه المدارس القرآنية إلا أن نظامها كان يلاءم ظروف الطلاب والمعلم ( كراموكو).يقول الكاتب ( رينوسانتيز). (إن مرونة نظام المدارس القرآنية مكنتها من التكييف مع الظروف الخاصة تجاه المعلم والطالب وبهذا فلاغرابة أن نرى تغيرات في الفترات الدراسية من فصول إلى فصول ومن بقعة إلى بقعة كما أن فترة التلقي كانت تتغير خلال الأسبوع الواحد حسب ظروف الطلاب والمعلم وبناء على ذلك يمكننا القول أن نظام المدارس القرآنية كانت تتكيف مع ظروف الحياة الاجتماعية للشعوب المسلمة في المنطقة ).[36]

كان نظام التعليم في المدارس القرآنية يهدف إلى تربية الطلاب تربية روحية وجسمية وأخلاقية واجتماعية ولم يكن هدفه تزويد الطلاب بالمعلومات الأكاديمية فقط بل كان هو الأكبر عن أولياء الطلاب هويته أولاد أكثر من شحن أذهانهم بالمعلومات الأكاديمية ليكون أبنائهم عنصرا ايجابيا [37].

نظام التعليم العربي الإسلامي في كوت ديفوار عهد النشأة

الحلقات القرآنية وتقام في ثلاثة فترات :

فترة مابعد الفجر إلى أن ترتفع الشمس.

فترة ما بين صلاة الظهر إلى صلاة العصر.

فترة ما بعد صلاة العشاء إلى الحوالي ساعة العاشرة ليلا.

مراحل تطورالتعليم الإسلامي :

لم يتفق القائمون على المدارس القرآنية في تحديد نظام تعليمي محدد بالمدارس القرآنية فكانت تختلف من منطقة إلى منطقة الأخرى إلا أن غالبية هذه المدارس القرآنية كانت تتفق على خمس مراحل تعليم يجب على الطلاب أن يجتازها:

المرحلة الأولى :يتعلم فيها الطلاب عددا من السور القرآنية واحكام الصلوات المفروضة والوضوء ويجلس الطالب على الحصير أمام المعلم يردد الآيات القرآنية . [38]

المرحلة الثانية : يركز فيها الطالب على حفظ القرآن الكريم كاملا وإذا ما أكمل هذه المرحلة فتقام حفلة لإكرامه مع المعلم ثم يسمح له بأن يلف رأسه بعمامة بيضاء .

المرحلة الثالثة : يقوم المعلم فيها بتعليم الطالب تفسير القرآن الكريم مترجمة باللغة المحلية .[39]

المرحلة الرابعة: يتعلم فيها الطالب علوم القرآن الكريم والحديث الشريف وكتب اللغة والآداب والشعر ويتوجب على الطالب في هذه المرحلة فهم ما يقرؤه ثم القدرة على الكتابة.

المرحلة الخامسة : يتوجه فيها كثيرمن الطلاب الذين يريدون الاستزادة من العلم والمعرفة إلى المدن والقرى المجاورة للالتحاق بإحدى مجالس العلم فيدرسون على أيدي معلمين متخصصين من الفقهاء الذين يرفعون مستوى هؤلاء الطلاب العلمي ليصبحوا معلمين ووعاظا وأئمة وفقهاء، وكان الطلاب الميسورون يسافرون إلى المملكة السعودية ومصر والجزائر لمواصلة دراستهم ويحملون شهادات .

كان المعلم في فترة ماقبل الاستعمار يستقبل التلاميذ الجدد يوم الأربعاء معتقدا أن كل عمل يبدأيوم الأربعاء عمل مبارك، لذا نرى حتى الآن في بعض مناطق كوت ديفوار أنّ النّاس لايسجلون أبناءهم في المدارس أولا يبدؤون الدراسة إلاّ في يوم الأربعاء، وكان الّنظام التّعليمي في هذه الفترة تقليديا.وعندما تطور التعليم الإسلامي، واللغة العربية في منطقة كوت ديفوار، وخاصة في المراكز التعليمية قام العالم عباس سياقا سانوغو بتأسيس نظام تعليمي يتكون من ثلاث مراحل،هي:[40]

المرحلة الأولى: (دوغوما) تعني المرحلة الابتدائية يتعلم فيها التلميذ قصار السور على يد المعلم عن طريق التلقين، حتى يحفظ السور، وتتم مراجعة ما حفظه التلميذ بعدصلاتي الفجر والمغرب، والمقررعلى التلميذ حفظ جزئين، لحاجته إليها في أداء الصلوات الخمس، وبعد حفظ بعض السور يبدأالتلميذ بتعليم اللغة العربية بدءا بالحروف الأبجدية، حتى يتمكن من القراءة والكتابة، وللأسف كان تعليم البنات يقف عند هذا الحد.

المرحلة الثانية : (سانو) تعني المرحلة العليا في هذه المرحلة حيث يسمح للمتعلم استخدام المصحف الكريم، وعلى المتعلم أن يختم القرآن على كراموغو(المعلم)، فيجيد القرآن قبل أن يبدأ تعلم كتب الفقه. وفي نهاية هذه المرحلة تقام حفلة يدعو لها أولياءالتلاميذ، وأقاربهم والأئمة ومعلمي المدارس القرآنية في المنطقة، وكانت تسمى هذه المناسبة ب (قران جيغي) (ختتم القرآن الكريم)، وقبل أن يختم التلميذ القرآن الكريم،لابد أن يكون قد أتقن القراءة والكتاب باللغة العربية.[41]

المرحلة الثالثة:( لونمبا) : تعني المعرفة العليا، وهي أعلى المراحل التعليمية، فيها يدرس الطالب أنواع العلوم الإسلامية، بدءا بتفسير القرآن الكريم باللغة المحلية، والفقه على المذهب المالكي، والحديث النبوي الشريف، وعلوم اللغة من نحو، وصرف، وبلاغة، ومنطق، وطالب يدرس علم الحساب، وبعد مرور الطالب بهذه المراحل تمنح له الإجازة العالية ويسمى ناموتيغي أو(كرموغو)أي (المعلم) ويرتدي العباءة، ثم ينصب على رأسه طربوشا مغربيا أحمر، ويعمم إطاره بعمامة بيضاء.[42]وفي أثناء التعميم يقرأ: قوله( صلى الله عليه وسلم) (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)[43].

المبحث الثالث: التعليم العربي الإسلامي في عهد حكم الاستعمار الفرنسي (1893-1960م).

إن السلطة الفرنسية الاستعمارية كانت تظهر اهتماما كبيرا بالسودان الغربي ولقد كتب الجغرافيون الفرنسيون عن غنى هذه المنطقة وثرائها، وشجعوا فرنساعلى التوسع في المشروع الحضاري الاستعماري فيها باعتبارها المكان المناسب لإظهار قوة السلاح الفرنسي والمخرج لتجارته.

ولقد كانت التجارة الفرنسية في أعالي السنغال تعتمد على السودان الغربي باعتباره مصدرا للكثير من الخامات فضلا عن كونه سوقا للبضائع الفرنسية وظلوا يحلمون بالوصول إلى تمبكتو (مالي) والتي تحدث عن ثرائها وتقدمها العلمي (ليو)ٍوازداد طمع فرنسا في المنطقة بعد زيارة (ريني كايه) (Rene caille لتمبكتو( 1828م) وكتب أنه لو تمكنت فرنسا من إقامة موقع لها في بماكو، فإنه سيكون بمقدوره أن يوسع نفوذه إلى مناطق السودان الغنية وأن تستكشف مناجم الذهب في بوريه وكتب بأن هذا الموقع سيؤدي إلى البلاد بالعلم والحضارة في وسط هذه المنطقة الشاسعة ، وعندما استنتب لهم الأمر في المنطقة وتمكنوا من السيطرة على زمام الأمور واصبحوا صاحب الدار، ومالكي القرار أخذوا يمنحون المواطنين الجنسية الفرنسية تمهيدا لتطبيع سياسة المواطنين وكانت مدينة سان لويس الواقعة شمال السنغال الآن العاصمة الاستعمارية لفرنسا ومركز توغلها في السودان الغربي .[44]

ولقد فطن الفرنسيون للوهلة الأولى من مجيئهم في السودان الغربي من السيطرة الحقيقة للإسلام على مستوى الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية لغالبية سكان المنطقة واعتبروا ظاهرة انتشار المدارس القرآنية في كل أنحاء السودان الغربي أكبرعائق لتطبيع سياسة الاستيعاب الثقافي فاضطروا لانتهاج سياسة التسامح بتأسيس المدارس الفرنسية بجانب المدارس القرآنية واستفادوا من تجاربهم في مستعمراتهم في شمال أفريقيا يقول (جورج هاردي) المفتش الفرنسي لشؤون التعليم ما نصه: ( لقد كانت هناك قناعة بأنه لا يوجد في غرب أفريقيا كما يوجد في الجزائر وتونس والمغرب الأقصى ثقافة اسلامية، وهذا يدفعنا إلى القيام بعض تنازلات لهذه الحضارة التي سبقت حضارتنا، ولكي يتم تسهيل قبول تعليمنا الفرنسي لدي الأهالي فقد كان علينا أن نقبل التعليم الإسلامي العربي حيث يكون واسطة بين المدارس القرآنية تستهدف العمل على نسيان الأولى وقبول الثاني )[45].

سياسة فرنسا تجاه التعليم الإسلامي في أفريقياالغربية الفرنسية.(A.O.F)

مقدمة:

كان الدّين الإسلامي أول دين سماوي وصل إلى شعوب غرب إفريقيا، وتعتبر عقيدته وشريعته أساسا من أسس التقدم الحضاري لها، الممالك الحضارية التي قامت في غرب إفريقيا كانت ملامحها الرئيسية مكونة للوجه الإسلامية قبل قدوم الاستعمار الأوروبي، وبفضل الإسلام وثقافته التي انسجمت مع الثقافة القومية والحضارية الإنسانية السائدة تلك المجتمعات بلغت شعوب غرب إفريقيا شأنا كبيرا في الحضارة والمدنية والتطور، وكيف لا يكون كذلك والإسلام حمل إليها مبادئ القراءة والكتابة حتى عرف في تاريخها قيام الإمبراطوريات والممالك الإسلامية التي كانت العلوم الإسلامية أهم دعائم الثقافة الحضارية وقوام الحياة الروحية والعلمية فيها، ولم يتعرض التراث والأدوات والثقافات الإفريقية لإهمال أو تهميش بل عاشت بجانب الثقافة الإسلامية [46]بعد انتشار الإسلام في شمال إفريقيا انتشر في غرب إفريقيا حيث رجح المؤرخون أن الكثير من سكان إمبراطورية غانا اعتنقه قبل القرن الحادي عشر الميلادي وازداد عدد المعتنقين الإسلام بعد الفتح على أيدي المرابطين حيث أسلم ملوكها وأصبحت حكومة إسلامية وأقامت علاقات وطيدة مع الخلافة العباسية في بغداد.[47]وبعدما ورثت إمبراطورية مالي إمبراطورية غانا ازدهرت الحركة العلمية والثقافية بحيث عرف عن السلطان كنكن موسى ملك مالي (738-713) حرصه على العلم والمعرفة وأنه كان يجلب عددا كبيرا من العلماء من مصر والمغرب والأندلس.

فاشتهرت المدن مثل: (تنبكتو، وجني، وغاو) بكثرة علمائها، وقد احتفظت هذه المدن بمكانتها العلمية كمراكز كبرى للثقافة الإسلامية في قلب إفريقيا بعد تدهور إمبراطورية مالي سياسيا وكان مسجد سنكري من أهم المراكز الكبرى للثقافة في (تنبكتو)، وكان من أعظم علمائها المؤرخ الفقيه أحمد بابا واشتهر من علماء جيني الفقيه (محمد سكوا الونكري) وامتدت مراكز الثقافة الإسلامية إلى الشرق في المنطقة الواقعة شمال نيجريا في إمارات الهوسا بعد أن دخلت هذه الإمارات في الإسلام وخضعت لنفوذ صنغي فظهرت مدن ( كانو، وكاتشينا) كمراكز للثقافة الإسلامية من القرن الخامس عشر الميلادي وقد بدأ دور(كانو، وكاتيشينا)الثقافي ينمو بعداحتلال المراكشيين لمدينتي (تمبكتو، وجيني )حيث أصبحا ملجأ الطلاب الراغبين في العلم.[48]وقد توثقت الصلة بين شعوب غرب إفريقيا والحواضر الإسلامية في الحجاز ومصر واسطنبول وكان خريجو هذه المراكز الثقافية هم قيادة المجتمعات في غرب إفريقيا ومثقفوها الذين يقودون اتجاهات الرأي ويديرون أعمال الدولة ولا تستغنى عنهم حكومة ما وانتشر الإسلام على أيديهم وامتد تأثيره الحضاري والثقافي إلى عمق القارة وإلى قطاعات المجتمع وصارت اللغة العربية رسمية في عدد من بلدان غرب إفريقيا المسلمة والوثنية حيث كانوا ينظرون إلى الفقهاء المسلمين بعين الإجلال والتقدير.

وهكذا عاشت شعوب غرب إفريقيا وحدة قومية في ظل الإسلام وثقافته إلى حلول الهجمة الاستعمارية الأوروبية في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي.[49]فالإسلام الذي آمن به الأجداد والآباء في كوت ديفواربعد أن وصل إليهم نبأه، وصار قوة مؤثرة في تكوين الإنسان العاجي وتثقيفه.ولماجاء المستعمر الفرنسي وأدرك هذه الحقيقة منغرسة في نفوس مواطن البلاد من أقصاها إلى أقصاها، عمد إلى النداء بعلمانية مستعمراته، لكي تقتل تعليم الإسلام ويوقف تدريس اللغة، وخاصة لماعلم أن اللغة الدّين والفكر لدي الإنسان الأفريقي هي اللغة العربية.

ويقول أحد قادة المستعمرين معبرا عن هذا المعنى(إننا إذا نزعنا الوثائق التاريخية المكتوبة باللغة العربية لا يبقى ثمة تأريخ يعتد به لأفريقيا السوداء).[50]ولهذا عمل المستعمر بشتى الطرق ليجعل الإنسان الأفريقي يبتعد عن تعاليم الإسلام، ويقول أحدهم بهذا المعنى (أننا نرى الشوارع كل صباح تموج بتلاميذ المدارس القرآنية يذهبون ويعودون، ويتساءلون ما مصير هؤلاء الشباب الذين يقفون على عتبة المستقبل؟ وماذا يكون وضعهم الاجتماعي بعد بضع سنوات ).[51]

ودعاة العلمانية في القارة يضعون العراقيل أمام المبادئ الأساسية التي قامت عليها الحضارة الإسلامية. لكن بكل أمانة وصدق صمد المسلمون أمام هذه التيار ووصلوا تعليم الدين بقدراستطاعتهم.[52]

وبعد مؤتمر برلين( 1885-1884م) أسرعت فرنسا كغيرها من الدول الأوروبية لتدعيم نفوذها في الأجزاء التي تحتلها من غرب القارة الإفريقية والتوغل فيها لتوسع الرقعة الخاضعة لها، لم تقف القبائل الإفريقية مكتوفة الأيدي أمام هذا الزحف الفرنسي إضافة إلى الممالك الكائنة في هذا الجزء والتي كان أغلبها ممالك إسلامية، فقد وقفت القبائل الإفريقية وملوكها في وجه المستعمرين وأعلنت الجهاد ضدهم.[53]

وقد اصطدم الفرنسيون عند تقدمهم من الغرب صوب نهرالنيجر بزعيم قبائل التكرور (أحمد شيخو) كما اصطدموا بالإمام (سا موري توري) زعيم الماندنغو وتقدموا بعد ذلك على طول نهر النيجر فاستولوا على سيغو (Segou) في مالي في عام ( 1893م) في (جني) واتجهوا صوب تمبكتوToumbouctou) ) في عام (1893م) فحاصروها وسقطت في أيديهم في عام

( 1893م ) وفي عام (1898م) وقع الزعيمان الإفريقيان (أحمدو شيخو) و (ساموري توري ) في قبضة الجيوش الفرنسية ونفيا إلى غابون Gabon)) وبهذا أصبح الطريق ممهدا أمام الفرنسيين نحوالنيجر.[54]

وقد عزم الفرنسيون على توطيد نفوذهم في مواجهة أي منافس من الدول الأخرى فقاموا بإرسال بعثات للداخل لدراسة المنطقة واستطاعت هذه البعثات الحصول على معاهدات مع الحكام الأفارقة وكانت بمثابة السند لدعاوي فرنسا بحماية هذه المناطق وكان الفرنسيون يهدفون من وراء توغلهم في عمق المنطقة إلى ربط ممتلكاتها في السواحل الواحدة بأخرى ثم قام الكابتن بنجير(Benger) باستكشاف حوض النيجر الأعلى في فترة ما بين( 1887-1889م) ونتج عن ذلك ربط السنغال بكوت ديفوار وفي عام (1893م) صار بنجير (Benger) أول حاكم على كوت ديفوار وقد استمرت عملية الاستكشاف حيث أن الفرنسي مونتيل(Monteil ) استطاع أن يتوغل في السنغال حتى بحيرة تشاد ومن هناك استمرفي سيره عبرالصحراء حتى طرابلس عام (1890م) وهكذا بلغ النفوذ الفرنسي من الامتداد حتى غربي المنطقة السودانية وهكذا استمر بالعمليات الاستكشافية حتى أوائل القرن العشرين إلى أن أصبحت مساحة الأراضي التي استولت عليها فرنسا في غرب إفريقيا ( 200،14،1) ميلا مربعا يسكنه ( 000, 1,400) نسمة[55].

سياسة المدارس القرآنية والسلطة الاستعمارية

عندما استقرت السلطة الاستعمارية في السنغال وجهت كل اهتمامها إلى المدارس القرآنية فأخذت في سن القرارات واصدار بيانات لوضع الحد من انتشار المدارس الإسلامية ووضع العراقيل أمام الأساتذة وهكذا منذ العام (م1857-7-22) فأصدرالحاكم أول قرار إداري يخص التعليم الإسلامي العربي وهذا ما نصه: (اعتبارا للأهمية البالغة لإدارتنا، واعتبارا لأن الحكومة الفرنسية تهتم بكل طبقات الشعوب السنغالية فلا يمكنها أن تغفل عن تربية أولاد الأسر الإسلامية ، ولم تشترط أي ضمان عليها من مدرسي الكتاتيب واللغة وعليه فقد أصدر المجلس الإداري قرارا يحتوي على سبعة بنود أهمها:

1-(لا يسمح لأي أحد من الآن فصاعدا أن يفتح مدرسة بدون إذن من الحاكم العام).

2- على كل من يرغب في الإشراف على المدرسة الإسلامية أن يوجه طلبا إلى الحاكم العام ويجب أن تتوفر فيه الشروط الآتية:

1- (أن يكون من مدينة سين لويس أو مقيما فيها على الأقل سبع سنوات ).

2-(أن يبرهن على علمه ومعرفته أمام لجنة امتحان).

3-( أن يحصل على شهادة حسن سيرة وسلوك من شيخ بلدية المدينة ).

4 – ( يلزم على كل المدارس إرسال تلاميذهم الذين بلغوا سن العاشرة فأكثر يوميا إلى المدرسة المسائية الفرنسية وكل من يخالف هذا القرار سوف يتعرض للمحاكمة والعقوبة الرسمية عند السلطة). وقد قام الاستعمار بتكوين لجنة تتولى مراقبة المدارس القرآنية وفرض على كل المعلمين اطلاع اللجنة على عدد تلاميذهم وأعمارهم كل ثلاثة أشهر وقام بنشر هذه الشروط في جميع أنحاء المستعمرات.

ورغم هذه القرارات فقد أفادت كل تقارير الاستعمار أن المدارس الحكومية ومدارس الرهبان عانت من النقص الحاد في عدد طلابها مقابل الطلبة في المدارس الإسلامية، فاضطرت السلطات الاستعمارية إلى إرسال برقيات لتذكرالمعلمين بالقوانين التي سبق ذكرها.[56]

[57] التعليم العربي الإسلامي في عهد الحكم الوطني:((1960م)

حكومة كوت ديفوار لم تجعل مهمة التعليم الدّيني مسؤوليتها، لكونها دولة علمانية لاتعترف بأي دين، كما نص على ذلك دستور الدولة، ومع كل ذلك كانت المؤسسات التعليمية المسيحية تتمتع بدعم حكومي، حيث كانت تمارس نشاطها تحت إشراف وزارة التربية الوطنية، بينما لم تكن المؤسسات التعليمية الإسلامية تجد دعما حكوميا، لأن الحكومة سارت على نهج المستعمر الفرنسي،الذي ترك إدارة الدولة للذين تخرجوامن الجامعات الغربية أو الأوروبية، وخاصة فرنسا، وهؤلاء سعوا جادين إلى القضاء على المدارس العربية الإسلامية في البلاد.[58]

إن المدارس العربية الإسلامية كانت تمارس نشاطها تحت إشراف وزارة الداخلية، التي كانت تعرقل تقدم هذه مدارس، لذا لم تحط بدعم فيما يتعلق بتنظيم المنهج، ونظام الامتحانات، ولابتدريب المعلمين، وهذا الدعم الذي كانت المؤسسات التعليمية المسيحية تتمتع به بدعوى أنّ لغة التدريس في المدارس العربية الإسلامية هي اللغة العربية، واللغة الرسمية للدولة هي الفرنسية، هذا من ناحية وناحية أخرى، أنها ترى أن المدارس العربية الإسلامية تدرس المواد الدينية فقط، وتهمل المواد العلمية أو العصرية، وهذا يتعارض مع السياسة التربوية للدولة وفلسفتها، التي تسعى لتحقيقها، ولاتستطيع الحكومة تحقيق أهدافها من خلال المدارس العربية الإسلامية التي ترى أنها لا تخرج إلا العاطلين واللصوص، وبناء على هذا لا تعترف الحكومة بالشهادات التي تمنحها هذه المدارس ولا توظف حاملي الشهادات العربية.[59]

موقف الحكومة الوطنية من التعليم العربي الإسلامي

بعد ما نالت جمهورية كوت ديفوار(ساحل العاج) استقلالها عام (1960م) وأصبح الطبيب

( فليكس هوفية بواني) رئيسا للبلاد بعد انتخابات رئاسية أجريت في (م1960-11-27) وشكلت أول حكومة وطنية التي بلغ أعضاء مجلسها (70 )عضوا. [60]وكان الحزب الوحيد المسيطر على الشئون السياسة هو الحزب الديمقراطي العاجي حتى عام (1990م) حيث سمحت بالتعددية الحزبية بسبب ضغوط الدول الغربية وخاصة فرنسا (الدولة المستعمرة) لم يختلف موقف الحكومة الوطنية تجاه التعليم الإسلامي عن موقف الحكومة الاستعمارية بل اتبعت نفس السياسة التي سارت عليها الحكومة الاستعمارية تجاه المدارس القرآنية والمدارس الإسلامية الحديثة.

كانت الحكومة الوطنية تحاول بين حين وآخر إغلاق المدارس الإسلامية إلا أنها كانت تخاف من مغبة إثارة غضب الجماهير المسلمين مما جعلها تضطر إلى السماح بافتتاح المدارس الإسلامية وتدريس العلوم الإسلامية واللغة العربية فيها ولكنها تعتبرها مدرسة دينية خاصة بالمسلمين ولاتستحق أي دعم مادي ومعنوي من ميزانية الحكومة لأنها لا تتبنى المنهج الدراسي الحكومي بل تسير على منهج دراسي غير معتمد لديها.والمناهج المتبعة في المدارس الإسلامية تبدو في نظر الحكومة مناهج عشوائية لا تحقق أهداف الفلسفة التربوية العليا التي تسعى إلى تحقيقها وبالتالي ترى أن هذه المدارس الإسلامية لاتخرج إلا اللصوص والمشردين والعاطلين على المجتمع الإيفواري (العاجي) وعلى هذا الأساس لا تعترف بشهادات هذه المدارس وخريجها ولا ترى نفسها مسئولة عن توظيفهم في الدواوين الحكومية ، وأكدت الحكومة العاجية أنه يجب على المدارس الإسلامية أن تتبنى المنهج الدراسي الحكومي وعلى هذا الأساس لاتعترف بشهادات هذه المدارس وخريجها ولا ترى نفسها مسئولة عن توظيفهم في الدواوين الحكومية. وإلا فلن يكون هناك اعتراف رسمي بها في وزارة التربية والتعليم الوطني وبعبارة أخرى يجب على القائمين على أمر التعليم الإسلامي أن يطبقوا المناهج الدراسية الحكومية إلى جانب المواد الإسلامية واللغة العربية.[61]

وهذا ما يشير إلى أن خريج هذه المدارس الإسلامية يجد كل أبواب التوظيف في الدواوين الحكومية مغلقة تماما فيضطر إلى التخلي عن تعليم العربية والعلوم الإسلامية والاتجاه إلى ممارسة مهنة أوحرفة أخرى. وقد ظلت سياسة التهميش والمراقبة على سياسة الحكومة الوطنية تجاه التعليم الإسلامي في جمهورية كوت ديفوار ولهذا نجد أن طلاب المدارس الإسلامية لم يكونوا يتمتعون بدعم من صندوق دعم الطلاب ولا من صندوق التكافل الاجتماعي القومي منذ (1964م) حتى (1971م) إلا أن الحكومة الإيفوارية سمحت بذلك أخيرا لطلاب المدارس الإسلامية التي تتبنى المنهج الدراسي الحكومي إلى جانب المواد الإسلامية واللغة العربية.[62]

وكان القائمون على أمر التعليم الإسلامي يتعرضون للمراقبة من قبل الحكومة الوطنية ويؤكد ذلك ما ذكره الأستاذ ديارا فان دي إسحاق أنه تعرض للمساءلة من قبل المفتش العام الحكومي للمدارس الحكومية حيث دعاه إلى وزارة التربية والتعليم وسأله عن الأسباب التي حملته على إدخال مادة اللغة الفرنسية في مناهج مدرسته بدون تصريح من الحكومة الإيفوارية.

فأجاب الأستاذ المفتش قائلا:)إن اللغة الفرنسية لغة رسمية في البلاد وهي لغة الدواوين الحكومية وسوف يحتاج طلابي إلى قضاء حوائجهم في المراكز الحكومية فمن العيب أن يعتمدوا على غيرهم عند قضاء حاجاتهم).[63] وأظهر المفتش العام ارتياحه من هذا الجواب وأمر الأستاذ أن يرسل إليه خطة مناهجه الدراسية مع ذكر عدد الدارسين والدارسات في كل فصل من الفصول الابتدائية حتى يتمكن من الاطلاع عليها وتقويمها. وقد بذلت جمعية مدرسي اللغة العربية والقرآن الكريم التي أنشأت في عام (1973م) والتي حصلت على اعتراف رسمي من الحكومة عام (1976م) قصاري جهدها في مطالبة الحكومة بتغيير سياساتها تجاه المدارس الإسلامية فطالبت في عام (1981م) الحكومة بالمطالب الأتية:

  1. أن تمكن الحكومة طلاب المدارس الإسلامية من التمتع بمنحة علاجية مجانية في المستشفيات الخاصة بالطلاب.
  2. أن تمكن الحكومة طلاب المدارس الإسلامية من المشاركة في الامتحانات الابتدائية الحكومية حتى يتمكنوا من متابعة در اساتهم في المرحلة المتوسطة في المدارس الحكومية.
  3. أن يتمتع الطلاب من صندوق دعم الطلاب ومن صندوق التكافل الاجتماعي القومي.

ولكن الحكومة العاجية ما كانت لتلبي هذه المطالب مالم تتبنى المدارس الإسلامية المناهج الدراسية الحكومية، وقد اسفرت هذه المطالبة عن نوع من الانفراج لبعض طلاب المدارس الإسلامية التي تبنت المنهج الدراسي الحكومي. ويعتبر تكوين جمعية مدرسي اللغة العربية والقرآن الكريم سببا في تخفيف بعض المضايقات التي كانت تتعرض لها المدارس الإسلامية من قبل وزارة التربية والتعليم. [64]

أهم نتائج البحث :

وأما عن أهم نتائج هذا البحث:

1-أثبت أن الدين الإسلامي كان أول دين سماوي عرفته شعوب منطقة جمهورية كوت ديفوار، فقد دخل الإسلام مع القبائل المالينكية الوافدة من جمهورية مالي في القرن الرابع عشر الميلادي ومن المعروف تأريخيا أن منطقة شمال جمهورية كوت ديفوار كانت إمتدادا للمناطق التي كانت تشملها إمبراطورية مالي الإسلامي القديمة.

2-كانت إنشاء المدارس القرآنية في المدن التي أنشأتها القبائل المالينكية في شمال البلاد وسيلة لنشر الإسلام وتثقيف أبنائها بالعلوم الإسلامية واللغة العربية.

3-رغم وجود بعض نواحي القصورفي المناهج الدراسية في المدارس القرآن آنذاك فإن هذه المدارس أدت دورًا كبيرًا في تخريج علماء، وفقهاء، ذاعت شهرتهم في شمال وغرب البلاد.

4-كان العلماء والفقهاء المسلمون ومدارسهم القرآنية يتمتعون باحترام وتقدير بين الأهالي وكانوا يتمتعون بالمرجعية الدينيةحينما يجدالأهالي مشكلة تعترض حياتهم العامة أوالخاصة وكانت المراسلة تكون باللغة العربية.

5- بلغ استخدام اللغة العربية مداه بين المواطينين حتى اقترضت اللغة المالينكية كثيرا ًمن مفرداتها من اللغة العربية.

6- احتلال فرنسا وسيطرتها على عدد من الدول الإفريقية في غرب إفريقيا والتي سميت فيمابعد باسم إفريقية الغربية الفرنسية. وكانت جمهورية كوت ديفوار من ضمنها كان بداية لوجود جذور مشكلة التعليم الإسلامي في كوت ديفوارفقد طبقت فرنسا نظاماالإستيعاب الثقافي ونظام الحكم المباشر على كافة مستعمراتها وكان التعليم الإسلامي معوقا أساسيا أمام تطبيق هذه النظرية.

7- حاربت فرنساالتعليم الإسلامي في غرب أفريقية بكل الرسائل والسياسات المتأرجحة بين المرونة والقساواة والمراقبة والتهميش تجاه المدارس القرآنية والقائمين عليها

وكانت كلها تنصب في قالب العداوة والبغضاء ضد الثقافة الإسلامية.

8- وجد الاستعمار الفرنسي التعليم الإسلامي منتشرا في شمال وغرب جمهورية كوت ديفوار.

فاستعان بالجمعيات التبشيرية على نشرالتعليم الفرنسي في جنوب البلاد ثم وقعت معها اتفاقياتعديدة بعد صدور قرارعلمنة التعليم الفرنسي من فرنسا في كافة مستعمراتها وبموجبهاتمتعت المدارس التبشيرية بدعم مادي ومعنوي من الحكومة الاستعمارية لأنها ثبتت المناهج الدراسية الحكومية وجعلت لغة التعليم والتدريس هي اللغة الفرنسية،لم يكن هذا الدعم يشمل المدارس القرآنية مادامت تدرس اللغة العربية والعلوم الإسلامية.

9- كانت سياسة فرنسا تجاه التعليم الإسلامي في جمهورية كوت ديفوار تتأثر بشخصية الحكام الفرنسيين واتجاهاتهم نحو التعليم العربي الإسلامي والقائمين عليه، ولهذا لم تكن تتخذ منحي واحدا إلا أن السمة الغالبةعليها كانت سياسة التهميش في نهاية المطاف ومساعدة المدارس التبشيرية لوجود أرضية مشتركة بين الثقافة الفرنسية وبين الجمعيات التبشرية خاصة في اللغة والدين.

10- رغم ماحصل للمدارس القرآنية من تطور جزئي في مناهجها لم تجد إعترافا من الحكومة الاستعمارية لأنها لم تتبنى المناهج الفرنسية ولم تتخذاللغة الفرنسية لغة التدريس في تلك المدارس.

11- بعد ما آلت الأمور إلى الطبقة الحاكمة المصطنعة على أيدي الحكومة الإستعماريةعام (1960م) لم تجد المدارس العربية الإسلامية أية دعم مادي ومعنوي من قبل الحكومة الوطنية بل استمرت على نفس السياسة التي سارت عليهاالحكومة الاستعمارية بدعوة أن هذه المدارس العربية الإسلاميةلاتستحق الدعم مادامت لم تتبنى المنهج التعليمي الحكومي الرسمي وكان التهميش من نصيبها والقائمين عليها وخريجها.

12- أدت سياسة الحكومة الوطنية التهميشية للمدارس العربية الإسلامية حيث إن الباب ترك مفتوحا على مصراعية لكل من يرغب في تولى مهنة التدريس بدون أي مؤهلات علمية ومهنية.

13- مازالت المدارس العربية الإسلامية تعاني من مشكلات عويصة، وتعتبر مشكلة عدم التنسيق بين القائمين على أمرالتعليم الإسلامي في الدرجة الثانية.

14- كانت هناك جهود بذلت من قبل الهيئات والمؤسسات الإسلامية لتطوير المدارس العربية الإسلامية وتحسين مناهجها لتواكب مستجدات الحياة المدنية المعاصرة في البلاد إلا أن معظم جهودها باءت بالفشل لأنها لاتملك مصدر سلطة قانونية يخول لها استخدام القانون ضد من يخالف البرامج والمناهج الدراسية المعتمدة لديها.

وبناءعلى هذه المعطيات يمكننا القول بأن أسباب وجود مشكلة التعليم العربي الإسلامي في كوت ديفوار تعود إلى مكيدة سياسية فرنسا تجاه اللغة العربية والعلوم الإسلامية التي ربت طبقة حاكمة من أبنائها البلاد تنفذ نفس السياسة بعد رحيلهاعن البلاد وعلى هذا الأساس يأتي دورهذه الطبقة الحاكمة التي ورثت الاستعمار الفرنسي بعد نيل الاستقلال استمرارية هذه المشكلة ثم يأتي دور القائمين على أمر التعليم العربي الإسلامي حيث إنهم لم يستطيعوا تنظيم أنفسهم والوقوف في صف واحد لمعالجة مشكلات مدارسهم العربية الإسلامي لتواكب مستجدات المدنية الحديثة في البلاد.

توصيات الدراسة:

بناء على نتائج الدراسة فإن الباحث يوصي كالآتي:

1-على المؤسسات التربوية والهيئات الإسلامية أن تنسق فيما بينهم وتقف في صف واحد لمطالبة الحكومة الإيفوارية بتحسين وتطوير المدارس العربية الإسلامية والإعتراف بها.

2-على القائمين على أمر التعليم العربي الإسلامي أن يتذكروا قوله تعالى:[65]

يجب عليهم أن ينظموا أنفسهم وينشئوا صندوقا دعما في كل أنحاء البلاد لتمويل المدارس الإسلامية وتطويرها. وإذا لم يقم القائمون في المؤسسات والهيئات الإسلامية على أمر التعليم الإسلامي بهذه المهمة فقدارتكبوا جريمة في خلق الأجيال القادمة ممايؤدي عن ضياع مستقبل المسلمين وتمكين غير المسلمين في التحكم لمصيره .

ختاما نقول إنه يجب على القائمين بأمر التعليم العربي الإسلامي في كوت ديفوار أن يبحثوا عن مخرج لهذه الأزمة بأنفسهم والا تبقي مدارسهم في زواية النسيان والتهميش.

1- ويوصي الباحث بأن المؤسسات التربوية الإسلامية أن تبذل كل جهودها لتطوير المدارس العربية الإسلامية ، وتحسين مناهجها لتواكب مستجدات الحياة المدنية المعاصرة في البلاد .

2- يوصي المؤسسات التربوية الإسلامية أن تسهم في تركيز الهوية الإسلامية، في المدارس العربية الإسلامية، والحكومية لتنظيم المؤتمرات، والمحاضرات، والكرسات والبرامج التلفيزيونية ، والراديو، وحتى في المساجد تكون فيها الحلقات التعليمية لتعليم الهوية الإسلامية وتركيزها في المجتمع المسلم.لأن في المدارس العربية فقط لا تكفي، وأيضا في القوافل الدعوية .

3- يوصي الباحث العلماء المسلمين في كوت ديفوارأن يقفوا في صف واحد لبيان خطورة العلمانية في التربية والتعليم على المجتمع المسلم .

الإهتمام بالمدارس العربية الإسلامية وذلك بوضع منهج علمي لها وتوحيدها وعدم ازدواجية نظامها التعليمي بل يجب أن يكون النظام التعليمي نظاما واحدا ينبع من الروح الإسلامية ويعمل باعتباره وحدة متكاملة مع برنامج الإسلام العقائدي ،وكذلك القيام باقامة دورات تدريبية سنويا للمعلمين .

المراجع

  1. القرآن الكريم
  2. الحديث النبوي
  3. أبوزيد شلبي : تأريخ الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي مكتبة وهبة، الطبعة الأولى (م2004)
  4. ابن عاشورمحمد الطاهر: أصول النظام الاجتماعي في الإسلام ، دار السلام (م2006)
  5. إبن مسكوية ، يعقوب بن محمد بن أحمد: تهذيب الأخلاق وتطهر الأعراق ، تحقيق ابن الخطيب (م1997 )المطبعة المصرية.
  6. أبو دف ، محمود خليل : مقدمة في التربية الإسلامية ط 1 غزة فلسطين .( م2006)
  7. أبو رزق ، حليمة على ، المدخل إلى التربية ط1 الدار السعودية (م1998)
  8. أبو دف محمود خليل ، دراسات في الفكر التربوي الإسلامي ط1 (م2006) غزة فلسطين
  9. أبو العينين ، علي خليل مصطفى : فلسفة التربية الإسلامية في القرآن الكريم، ط3 مكتبة إبراهيم حلبي ،المدينة المنورة (م1998). أبو مغلي، سميح ، وآخرون ، تربية الطفل في الإسلام ط1 ،دار اليازوري ، عمان ، الأردن (م1997)

أحمد شلبي: موسوعة التأريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية. مكتبة التهضة المصرية القاهرة.(1999م.)

  1. أحمد عبدالسلام الإتصال اللغوي بين الشباب المسلم في ظروف العولمة الندوة العالمية للشباب الإسلامي بحوث المؤتمر العالمي التاسع في الفترة (م2013-09-11 ) إستنبول تركيا.
  2. أحمد مختار عمر : المنجد في اللغة العربية المعاصرة طبعة الأولى دار النشر دار المشرق بيروت لبنان ، (م2008- 1429ه)
  3. أحمد شلبي : موسوعة التأريخ الإسلامي والحضارة مكتبة النهضة المصرية القاهرة.(م1999)
  4. ابن عاشور الطاهر: أصول النظام الاجتماعي في الإسلام ، دار السلام (م2006)
  5. البغاء، مصطفى ديب: نظام الإسلام في العقيدة والأخلاق والتشريع ، ط1 دارالفكر دمشق (م1998).
  6. البقري، أحمد ماهر: القيم الخلقية في الإسلام ط1،مؤسسة شباب الجامعة ، الإسكندرية ،(1403ه).
  7. جبريل نياتي مالي والتوسع الثانتي للمالنبع: تأريخ إفريقيا العام(1988 )اليونسكو مكتبة النهضة المصرية القاهرة.
  8. جريدة ) fraternite matin04-09-2014م)
  9. حمزة ،عمر يوسف : أصول الأخلاق في القرآن الكريم ، ط1، دار الخليج عمان (م 2001)
  10. الزحيلي وهبة : الفقه الإسلامي وأدلته ط3 ج 3، دارالفكر دمشق (م1989)
  11. الزحيلي وهبة: أثار الحرب في الفقه الإسلامي ط3، دارالفكر دمشق (م1998)
  12. سيد قطب : خصائص التصورالإسلامي ومقوماته. ط3 الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية ،(م1983)
  13. سيد قطب : مقومات التصورالإسلامي ط1 دار الشروق القاهرة (م1986)
  14. سيد قطب: في ظلال القرآن ط2-3 دار الشروق ، بيروت (م2003)
  15. سيد قطب : منهج التربية الإسلامية ط1 ج1 دارالشروق ،القاهرة( م1981)
  16. شوقي الجمل: تأريخ كشف أفريقيا واستعمارها أبريل (م 1971 )مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة.
  17. الشرقاوي ، حسن: الأخلاق في الإسلام ، دارالمعرفة الجامعية ، الإسكندرية ،(م1985)
  18. الطحان، مصطفى محمد : التربية ودورها في تشكيل السلوك ، ط1 الصحوة النشر والتوزيع ،(م2010)
  19. عبد الله، عبد الرحمن صالح: المناهج الدراسي أسسه وصلته بالنظرية التربوية الإسلامية ط1، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية،الرياض السعودية (م1986)
  20. علوان ، عبدالله ناصح ، تربية الأولاد في الإسلام ،ط1 ج3 ، دار السلام بيروت (1978م)
  21. على ، سعيد إسماعيل : أصول التربية الإسلامية ، ط1 دار الفكر العربي القاهرة .(م1993)
  22. علي سعيد إسماعيل : القرآن الكريم رؤية تربوية ط1، دار الفكر العربي ، القاهرة (م2000)
  23. علي سعيد إسماعيل التربية الإسلامية (المفهومات والتطبيقات ) ط2، مكتبة الرشد ، السعودية، (م2005)
  24. علي، سعيد إسماعيل :أصول التربية الإسلامية ط2 دار السلام ، القاهرة (م2007)
  25. العمر ، معن خليل ، التنشئة الإجتماعية ط1، دار الشروق ، عمان الأردن(م2004)
  26. عيسى،عبده غالب ، الختان والخفاض ط1، دار الجبل ، بيروت لبنان،(م1990)
  27. الغزالي ، أبو حامد محمد بن محمد : إحياء علوم الدين ، تحقيق (سيد عمران) ط1 ج 3-5 دار الحديث القاهرة ، م2004
  28. الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد : أيها الولد ط2 درا ابن حزم ،بيروت م1992
  29. الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد: خلق المسلم ط2 ، دار القلم ، دمشق (م1980 )
  30. فاخر عاقل: التربية قديمها وحديثها:.دار العلم للملايين (م1974-01-01)
  31. الفنجري، أحمد شوقي :الطب الوقائي في الإسلام ط 3 الهيئة المصرية العامة للكتاب (م1991)
  32. القاضي ، سعيد إسماعيل : التربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة، ط1، عالم الكتب القاهرة.
  33. كوني عبدالرحمن بن الحاج: الإسلام والمسلمون في ساحل العاج.القاهرة مكتبة الغورية 1982م
  34. مرسي محمد عبد العليم : التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية ط1 عالم الكتب، القاهرة م 1993
  35. مدني، عباس : مشكلات تربوية في البلاد الإسلامية ط2 مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ، الكويت. (م2002)
  36. مقبل ، فهمي توفيق:النشاط المدرسي مفهومه تنظيمه علاقته بالمنهج ،ط1، دارالمسيرة بيروت ، (م1978)
  37. المقبل، محمد بن مقبل : الأولاد وتربيتهم في ضوء الإسلام،ط1،دار العاصمة الرياض.
  38. المنذري ، زكي الدين عبد العظيم : الترغيب والترهيب، تحقيق محمد سيد، ط1 مح1، دار الفجر للتراث، القاهرة (م 2004)
  39. محمد فاروق النبهان ، أزمة البحث عن هوية في مواجهة الحضارة الغربية ، المسلمون وحوار الحضارات في العالم المعاصر مؤسسة آل البيت المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية الدورة العاشرة لمؤتمر المجتمع عمان الأردن – صفر 1416ه يوليو 1995م .
  40. النحلاوي ، عبدالرحمن : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع ط1 دار الفكر ، دمشق ،(م1979)
  41. النحوي ،عدنان علي رضا: التعامل مع مجتمع غير مسلم من خلال الانتماء الصادق إلى الإسلام ط1، دار النحوي للنشر والتوزيع ، (م1997)
  42. النحوي ، عدنان علي رضا: المسلمون بين العلمانية وحقوق الإنسان الوضعية ، ط1 دار النحوي للنشر والتوزيع،( م1997)
  43. الهندي ، صالح ذياب : أثر وسائل الإعلام على الطفل ط1 ، دار الفكر، عمان ، الأردن (م 1997)

(2) البحوث والرسائل:

14/ أسماءعودةعطاء الله الصوفي: دور التربية الإسلامية في الحفاظ على فطرةالسليمة وسبل تعزيزها من خلال المؤسسات التربوية.بحث مقدم لنيل درجة الماجستير 2011م في جامعة الإسلامية غزة.

15/ بامبا يوسف : مشكلات التعيلم العربي الإسلامي في كوت ديفوار دراسة تحليلية تقويمية،رسالة الماجستيرفي الدراسات الإفريقية جامعة أفريقيا العالمية، مركز البحوث والدراسات الإفريقية 2002م

16/ توري على بن موسى : أثرالمستعمر الفرنسي على التعليم الإسلامي ساحل العاج ، رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير مركز البحوت والداسات الإفريقية جامعة أفريقيا العالمية م1997.

17/ دكتور: توري طه حسين : ساحل العاج نحورؤية مستقبلية الإسلام في كوت ديفوار.

للعام الجامعي 1433-1432ه المملكة العربية السعودية الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة البحوث والدراسات الخاصة.

18/ ـــــ دكتور: توري طه حسين ، مستقبل الدعوة الإسلامية في كوت ديفوار في ظل رئاسة Alassan Ouattara

للعام الجامعي 1433-1432ه المملكة العربية السعودية الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة البحوث والدراسات الخاصة.

19/ دكتور : ديابي موسى: تعليم اللغة الغربية في جمهورية كوت ديفوارالواقع والمستقبل، رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه، في جامعة القرآن الكريم 2015م.

20/ كوني بمان: التربية الإسلامية ودورها في مستقبل الدعوة في كوت ديفوار.2000م جامعة أفريقيا العالمية.

(3) مواقع الإنترنت:

الشبكة الإسلامية وصراع الهوية .htp. www.alukah.netpublication

موقع صيد الفوائد كتاب بعنوان : سنن الفطرة وآثارها التربوية في حياة المسلم .صالح بن علي أبو عراء 1426ه تأريخ الإطلاع 2016-2-25 الموقع.

Htp /www.saidnet ./doat/arred/g.doc

موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة كتاب : بعنوان روائع الطب الإسلامي ج1، محمد نزار الدقر (م 1998) تأريخ الإطلاع 2016-2-25

الموقع.

Htp /quran-m.com

Margins:

  1. – فيصل بن عبد العزيز آل مبارك: رياض الصالحين، الجزء الأول .ص 407 عام( 1313ھ-1376 )
  2. – أبو الفضل عياض اليحصبي: إكمال المعلم شرح صحيح مسلم ،للقاض عياض ،جزء 5- ص 18.عام 544ھ
  3. – عبد القادر الشيخ ادريس : التربية الإسلامية وطرق تدريسها. الدار السودانية للكتب. ص. 5
  4. 4- عبد القادر الشيخ ادريس : التربية الإسلامية وطرق تدريسها. الدار السودانية للكتب. ص. 5
  5. -5غنمى عمرو سعيد (1995م) مشاكل تعليم العربية في بوركنا فاسو. بحث مقدم لنيل درجة الماجستير غير منشورة معهد الخرطوم الدولي للغة العربية ص 18
  6. 6علي بن موسى: توري علي بن موسى: أثر المستعمر الفرنسي على التعليم الإسلامي في ساحل العاج، جامعة أفريقيا العالمية (مركز البحوث) 1997م ص 268
  7. -7 كوني بمان: التربية الإسلامية ودورها في مستقبل الدعوة في كوت ديفوار. رسالة لنيل درجة الماجستير في أصول التربية جامعة أفريقيا العالمية ص 17
  8. .- توري طه حسين : نحو رؤية مستقبلية الإسلام في كوت ديفوار، للعام الجامعي:1432-14330( 2010-2013)المملكة العربية السعودية الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة البحوث والدراستان الخاصة، ص 3
  9. 3- توري طه حسين:المرجع نفسه ص 4:
  10. – توري علي بن موسى: توري علي بن موسى: أثر المستعمر الفرنسي على التعليم الإسلامي في ساحل العاج، جامعة أفريقيا العالمية (مركز البحوث) 1997م ص 268.
  11. – توري علي بن موسى: ص 267
  12. – جريدة اfraaternitematin 04-09- 2014 ص 2
  13. – توري طه حسين . نحو رؤية مستقبلية الإسلام في كوت ديفوار، مرجع سابق ،مرجع سابق ، ص 3
  14. – المرجع نفسه ص 3
  15. – المرجع نفسه ص 3
  16. – بامبا يوسف : مشكلات التعليم العربي الإسلامي في كوت ديفوار دراسة تحليلية تقويمية ، رسالة ماجيستر في الدراسات الإفريقية جامعة أفريقيا العالمية ، مركز البحوث والدراسات الإفريقية.222 م. ص 15
  17. – بامبا يوسف :مشكلات التعليم العربي الإسلامي في كوت ديفوار دراسة تحليلية تقويمية ،مرجع سابق، ص 27.
  18. – ليبغي – يقصد بها المسلمون في شمال كوت ديفوار.
  19. 21ا -لمرجع نفسه ص 38 -35
  20. – المرجع نفسه، ص 85 -89.
  21. – يوسف فضل: انتشار الإسلام في إفريقيا، دار جامعة الخرطوم للنّشر، 1979م، ص 16
  22. – مرجع سابق ص 16
  23. -د. خالد عبد اللطيف: التعليم الإسلامي في إفريقيا الواقع والتطلعات, ندوة التعليم وتطوره في غرب إفريقيا, في نيامي 27ـ 28/4/2009م، ص 5، بتصرف كامل.

    26-  مثلما كان في الجامعة الإسلامية بالنيجر, التي فتحت كلية خاصة لتعليم البنات الإسلام واللغة العربية عام 2002م.

  24. _ د. علي يعقوب: مشكلات التعليم العربي الإسلامي في المدارس الحكومية بالنيجر, رسالة ماجستير, معهد الخرطوم الدولي للغة العربية, 2000م، ص 90 ـ  93، بتصرف
  25. ديابي موسى : تعليم اللغة العربية في جمهورية كوت ديفوار الواقع والمستقبل،المرجع نفسه ص 25
  26. – ديابي موسى : تعليم اللغة العربية في جمهورية كوت ديفوار الواقع والمستقبل في جامعة القرآن الكريم ص 25
  27. – المرجع نفسه ص 25
  28. – بامبا يوسف : مرجع سابق ص 95-89.
  29. – بامبا يوسف: مرجع سابق. ص 62
  30. جريدة 03 02 2022 fraternitematin
  31. – ديابي موسى :تعليم اللغة العربي في جمهورية كوت ديفوار الواقع والمستقبل رسالة الدكتوراه في جامعة القرآن الكريم ،2015 م مرجع سابق ص 66
  32. – بامبا يوسف : ، مرجع سابق ص:38-35
  33. – بامبا يوسف : ، مرجع سابق ص:38-35
  34. 3- المرجع نفسه ص:38-35
  35. -ديابي موسى : مرجع سابق ص 66
  36. – توري علي بن موسى : مرجع سابق ،ص 157-150
  37. -ديابي موسى : مرجع سابق ص
  38. -ديابي موسى : مرجع سابق ص 88
  39. – بامبايوسف : مرجع سابق ص 41
  40. – سنن الترميذي : باب تعليم القرآن ج 5ص 175

    3- توري على بن موسى : مرجع سابق ،ص 59

  41. 1- بامبا يوسف : مرجع سابق ص. 46
  42. — بامبا يوسف : مرجع سابق ص 34
  43. – توري على بن موسى :.مرجع سابق ص 28
  44. – المرجع نفسه ص 29
  45. – أحمد شلبي . موسوعة التأريخ الإسلامي والحضارة الإسلاية6-،ط4.1999 مكتبة النهضة المصرية القاهرة.
  46. – توري على بن موسى:مرجع سابق ص 30
  47. -كون عبدالرحمن بن الحاج كونادي : الإسلام والمسلمون في ساحل العاج مرجع سابق ص 78
  48. – توري علي بن موسى : مرجع سابق، ص 30
  49. – كون عبدالرحمن بن الحاج كونادي : الإسلام والمسلمون في ساحل العاج مرجع سابق ص73
  50. – توري على بن موسى: مرجع سابق ،ص 33
  51. جبريل نياتي : مالي والتوسع الثاني للمانديغ، تأريخ إفريقيا العام ،مج 4 1988م،
  52. – شوقي الجمل : تأريخ كشف إفريقيا واستعمارها ،ص 13 .مكتبة الانجلو المصرية 1971م
  53. -توري علي بن موسى: مرجع سابق ص 68
  54. – بامبا يوسف :مرجع سابق ،ص 57
  55. -توري علي بن موسى: مرجع سابق ص 78
  56. – بامبا يوسف : مرجع سابق ص 98-92،
  57. – توري على بن موسى:مرجع سابق ص 33
  58. -توري على بن موسى: مرجع سابق ،ص 56
  59. – توري على بن موسى: مرجع سابق ،ص 53
  60. -توري على بن موسى: مرجع سابق ص 156
  61. – توري على بن موسى: مرجع سابق ص 145
  62. – سورة القرة أية 120