العلوم الإسلامية منهج حياة

د. محمد محمود الجمل1

1 امام وخطيب في وزارة الأوقاف الأردنية ومحاضر غير متفرغ في الجامعة الاردنية

بريد الكتروني: m.aljamal@yahoo.com

HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj3224

Download

تاريخ النشر: 01/02/2022م تاريخ القبول: 25/01/2022م

المستخلص

هدف هذه الدراسة الكشف عن العلوم الشرعية الأساسية لكل مسلم مكلف، من خلال تتبع هذه العلوم في مظانها من كتب العلوم المختلفة، ثم عرض هذه العلوم بطريقة تكشف فيها عن المنهج الذي ينبغي للمسلم أن يتعامل به لبناء شخصية إسلامية متكاملة.

الكلمات المفتاحية: العلوم الإسلامية، منهج حياة، الشخصية الإسلامية

Research title

Islamic sciences as a straight approach of life

Dr. Mohamed Mahmoud El-Gamal 1

1 Imam and preacher at the Jordanian Ministry of Awqaf and part-time lecturer at the University of Jordan

Email: m.aljamal@yahoo.com

HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj3224

Published at 01/02/2022 Accepted at 25/01/2021

Abstract

The aim of this study is to reveal the basic Sharia sciences for every responsible Muslim, by tracking these sciences in their different types of science books, and then presenting these sciences in a way that reveals the approach that a Muslim should take to build an integrated Islamic personality.

Key Words: Islamic sciences, straight way, Islamic character.

المقدمة

الحمد لله الذي فتح أبواب المشاهدات على أرباب المجاهدات بمفتاح لا إله إلا الله، وأحيا نفوس العارفين بمعرفة صفات كماله.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنجي قائلها إذا خاب أهل الشرك، ونجا أهل لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ رسالة ربه، وهدى الناس إلى الطريق الأقوم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأطهار.

أما بعد: فإن الإسلام اهتم بالعلم وجعل العلم جزءً من الدين، ورفع من شأن العلم والعلماء فقال تعالى:” قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” [الزمر:9].

ومن العلوم التي ينبغي لكل مسلم أن يكون له نصيباً منها العلوم الشرعية؛ فهي العلوم التي تربط الإنسان بغاية وجوده في الدنيا وبها تزكو النفوس وتستنير العقول، قال تعالى:” أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” [الأنعام:122].

وفي ظل ما يعيشه العالم الإسلامي من وطأة الانفصام بين العلوم الشرعية ونظام الحياة؛ كان لا بد لعلماء الأمة ودعاتها أن يسعوا لإحياء هذه العلوم في حياة الأمة؛ فيحاول الباحث أن يبين دور هذه العلوم في صناعة الشخصية الإسلامية المتزنة التي تقود الإنسانية الحائرة إلى شاطئ السلام.

وبعد استخارة الله تعالى وقع اختياري على هذا الموضوع والموسوم بـ ( العلوم الإسلامية منهج حياة)، وفيما يلي السبب الداعي لاختيار الموضوع، وأهميته، مع بيان مشكلة الدراسة:

مشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها:

مشكلة الدراسة: يمكن أن نقول إجمالاً إن مشكلة هذه الدراسة تحاول أن تجيب عن الأسئلة الآتية:

  • ما هو مفهوم العلوم الشرعية.
  • ما هي العلوم الشرعية التي لا بد لكل مسلم أن يتحصل عليها.
  • ما هو أثر هذه العلوم في حياة المسلم.

أهمية الدراسة: من الأسباب التي تدل على أهمية هذه الدراسة وتشجع على دراستها:

  • تبرز هذه الدراسة على وجه الدقة أهم العلوم الشرعية التي لابد للمسلم أن يتحصل عليها.
  • تحاول هذه الدراسة أن تزيل الانفصام الحاصل بين العلوم الشرعية وواقع الحياة.

أهداف الدراسة: لهذه الدراسة أهداف نلخصها في الآتي:

  • الكشف عن العلوم الشرعية الأساسية التي يحتاجها المسلم.
  • الكشف عن المنهج الذي ينبغي للمسلم أن يتعامل به مع العلوم الإسلامية.

ما يميز هذه الدراسة عن غيرها:

تناولت الدراسات السابقة هذا الموضوع في جزئيات متفرقة من غير التعمق والجمع بين هذه العلوم في منهج واحد عملي يمكن للمسلم غير المتخصص أن يصنع منها منهاج حياة متكامل؛ فجاء هذا البحث ليظهر العلاقة الوطيدة بين هذه العلوم وصناعة منهج متكامل لحياة المسلم.

منهج الدراسة: سأتبع – إن شاء الله – في بحث ودراسة هذا الموضوع المنهج الآتي:

  1. المنهج الاستقرائي: بتتبع العلوم الشرعية التي لها أثر مباشر في حياة المسلم واستقرائها في مظانها من كتب العلوم المختلفة.
  2. المنهج التحليلي: بعرض هذه العلوم وبيان علاقة المسلم بها وأثرها على حياة المسلم.

الخطة التفصيلية: تتكون هذه الخطة من مقدمة ومبحثين على النحو الآتي:

المبحث الأول: التعريف بمصطلحات البحث وقضايا البحث وفيه ثلاثة مطالب:

  • المطلب الأول: تعريف العلوم الشرعية لغة واصطلاحاً.
  • المطلب الثاني: تعريف منهج حياة.
  • المطلب الثالث: أقسام العلوم الشرعية.

المبحث الثاني: علاقة المسلم بالعلوم الشرعية وفيه أربعة مطالب:

  • المطلب الأول: علاقته بالتوحيد.
  • المطلب الثاني: علاقته بالقرآن الكريم.
  • المطلب الثالث: علاقتة بالسنة النبوية.
  • المطلب الرابع: علاقته بالفقه.

الخاتمة، وفيها أهم النتائج والملاحظات والتوصيات.

المبحث الأول: التعريف بمصطلحات البحث وقضايا البحث.

المطلب الأول: تعريف العلوم الشرعية لغة واصطلاحاً.

إن مصطلح العلوم الشرعية يتكون من مركب إضافي يشتمل على علوم وشرعية، فسأعرف كل واحد منهما، ثم أعرفه كمصطلح كامل.

أولاً: تعريف العلوم لغةً.

العلوم جمع علم، والعلم اليقين يقال علم يعلم إذا تيقن، وجاء بمعنى المعرفة أيضا كما جاءت بمعناه إذ تضمن كل واحد منهما معنى الآخر لاشتراكهما في كون كل واحد منهما مسبوقاً بالجهل، لأن العلم وإن حصل عن كسب فذلك الكسب مسبوق بالجهل، وفي التنزيل {مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ } [المائدة: 83] أي علموا([1]).

والعلم منه المحمود ومنه المذموم، وأما الممدوح فمنه فرض العين ومنه فرض الكفاية، وأما فرض العين فذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)([2])؛ فطلب العلم فريضة على المكلف بقدر أمر لا بد منه من أحكام وشرائع وسائر أمور معاشه([3]).

ويطلق العلم على مجموع مسائل وأصول كلية تجمعها جهة واحدة كعلم الكلام وعلم النحو وعلم الأرض وغيرها من العلوم…([4]).

ثانياً: تعريف الشرعية لغةً:

الشَرْعيَّة اسم مؤنَّث منسوب إلى شَرْع و الشَّرْع: نَهْجُ الطريقِ الْوَاضِح، يُقَال: شَرَعْتُ لَهُ طَرِيقا. والشَّرْع: مصدر، ثم جُعِلَ اسما للطريق النَّهجِ، ثم استعير ذلك للطريقة الإلهيّة من الدين، وَفِي التنزيل العزيز:” شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا “[الشورى:12]، ومعنى” شرع” أي نهج وأوضح وبين المسالك ([5]).

ثالثاً: تعريف العلوم الشرعية اصطلاحاً:

العلوم الشرعية هي العلوم المدوّنة التي تذكر فيها الأحكام الشرعية العملية أو الاعتقادية، وما يتعلّق بها تعلّقاً معتداً به، ويجيء تحقيقه في الشرع([6]).

جاء في كتاب منح الجليل شرح مختصر خليل لعليش عند تفسيره لقوله: (كالقيام بعلوم الشرع) ممن هو أهل له غير ما يجب عينا، وهو ما يحتاجه الشخص في نفسه ومعاملته من فقه وأصوله وحديث وتفسير وعقائد وما تتوقف عليه كنحو ولغة وصرف وبيان ومعان([7]).

المطلب الثاني: تعريف منهج حياة.

منهج جمع مَنَاهِجُ. وهو طريق مستقيم واضح وبيِّن، ألا فاستقم في كُلِّ أمرك واقتصد … فذلك نهجٌ للصِّراط قويمُ”([8]).

فلا بد للمسلم أن يسير وفق منهج واضح المعالم تحكمه قواعد شرعية توصله إلى النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.

فالمنهج الإسلامي هو الذي يحقق الغاية من وجود الإنسان في هذه الحياة؛ فيعبد الله تعالى على علم، قال تعالى:” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”[الذاريات:56]، ويعمر الأرض وفق مراد الله تعالى الذي قال:” هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ”[هود:61].

فالمنهج الإسلامي هو المنهج الذي يعطي المسلم وضوحاً في الرؤية وسمواً في الأهداف، قال تعالى:” أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ”[الزمر:22]، فيسير المسلم في الأرض على نور من ربه مخاطباً البشرية جمعاء: لقد ابتعثنا الله تعالى لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

المطلب الثالث: أقسام العلوم الشرعية.

تنقسم العلوم الشرعية إلى ثلاثة أقسام، وهي:

أولاً: العلوم الأصلية، وهي:

أ – القرآن.

ب – السنة.

وهما الأصل الذي تبنى عليه العلوم الشرعية، قال تعالى: “فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ”[ النساء: 59]، فأي اختلاف في المسائل الشرعية مرده إلى الكتاب والسنة.

ثانياً: العلوم المستنبطة: وهي العلوم المبنية على العلوم الأصلية، وهي:

أ – العقيدة .

ب – الفقه.

ج – السلوك والأخلاق.

ثالثاً: علوم الآلة:

وهي وسائل لفهم العلوم الأصلية كعلوم القرآن، وعلوم الحديث، وأصول الفقه([9]).

فيجب على كل مسلم أن يتعلم منها فرائض العين التي لا غنى له عنها والتي يتعرف بها على ربه سبحانه وتعالى، وعلى كتابه – القرآن الكريم-، وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم.

فما جوانب المعرفة التي لا بد للمسلم أن يحيط بها حتى يسير على الطريق المستقيم؟

هذا ما سيحاول الباحث أن يجيب عنه- إن شاء الله تعالى- في المبحث القادم.

المبحث الثاني: علاقة المسلم بالعلوم الشرعية، وفيه أربعة مطالب:

لا بد لكل مسلم أن يسعى لتحصيل نصيبه من هذه العلوم التي يشترك فيها المسلمون جميعاً طبيبهم ومهندسهم ومزارعهم ومعلمهم…الخ؛ حتى تصطبغ حياتهم بصبغة هذا الدين العظيم، قال تعالى:” صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ”[البقرة:138] و” صبغة الله” هي الإسلام، فسمي الدين صبغة استعارة ومجازاً من حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين، كما يظهر أثر الصبغ في الثوب([10]).

وقد بين الباحث علاقة المسلم بهذه العلوم في المطالب الآتية:

المطلب الأول: علاقته بالتوحيد.

التوحيد من أجل العلوم وأعظمها، وهو أصلها، وهو الذي من أجله أنزل الله تعالى الكتب وأرسل الرسل- عليهم السلام- ، قال تعالى:” وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ”[الأنبياء:25]، فينبغي للمسلم أن يتعلمها، فالشريعة كلها فرع للتوحيد، فإذا صح التوحيد صحت العلوم، وإذا اختل التوحيد اختلت الفروع.

فما المقصود بالتوحيد وما علاقته بمنهج المسلم في حياته؟

أولاً: المقصود بالتوحيد:

التوحيد لغةً: مصدر وحَدَ يحِد، حِدْ، وَحْدًا ووَحْدَةً وحِدَةً ووُحودًا، فهو أوحدُ، وهو العلم بأن الشيء واحد([11]).

واصطلاحاً: هو اعتقاد وحدانية الله تعالى في ذاته وصفاته وأفعاله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11]، وإفراده جل وعلا بالعبادة([12])، وجاء في جوهرة التوحيد:( وهو إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته ذاتا وصفات وأفعالا، فلا تقبل ذاته الانقسام بوجه ولا تشبه ذاته الذوات ولا تشبه صفاته الصفات ولا يدخل أفعاله الاشتراك)([13])، فأول واجب على العبد أن يوحد الله تعالى، والكلام عن توحيد الله تعالى يتضمن ثلاثة أنواع:

– توحيد الربوبية.

– توحيد الألوهية.

– توحيد الأسماء والصفات.

فلا بد من هذه الأنواع الثلاثة للعبد حتى يكون موحداً, ولو قصر بواحد منها أو نقصت كلها فإنه لا يكون موحداً([14]).

أولاً: توحيد الربوبية: أن تؤمن بوجود الله تعالى، معتقداً أن الله واحد في خلقه فهو خالق كل شيء واحد في ملكه وتدبيره، قال تعالى: ” أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ” [الأعراف: 54]، فالله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت إليه يرجع الأمر كله في الخلق والتدبير ونحوها مما هو من خصائص الربوبية([15]).

قال تعالى:” مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ” [المؤمنون: 91]، أي لو كان معه آلهة كما تقولون لذهب كل منهم بما خلقه واستبد به وامتاز ملكه عن ملك الآخرين وظهر بينهم التحارب والتغالب كما هو حال ملوك الدنيا([16]).

عندما تؤمن بأن لك رباً واحداً سينعكس ذلك على حياتك أمناً وسكينةً وطمأنينةً، وسيمتلئ قلبك ثقة بالله تعالى؛ لأنك تعلم أن الذي بيده مقاليد السماوات والأرض هو الله تعالى القائل:” لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”[الزمر:63].

ومما يعين المسلم على غرس معاني ربوبية الله في قلبه أن يمعن النظر في آيات الله الكونية، قال تعالى: ” إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ”[آل عمران:190]، فعند التأمل بهذا الكون فترى سماء بلا عمد، وتحتها الكواكب، وأرض مستقرة، فستفكر صنع من هذا؟

والله لو أن واحداً استيقظ من نومه فوجد نفسه في قصر منيف لوقف متسائلاً: ما الحكاية؟ فما بالنا بواحد فتح عينيه فوجد هذا الكون المنتظم الذي يعطيه أسباب الحياة؟ هذا الكون الذي نراه جميعاً بانتظامه الرائع، هل قال أحد: أنا صنعته؟ لا إذن فالذي قال: إنني صنعته تَسْلم له الدعوة-وهو الله جل جلاله-، حتى يأتي واحد آخر يقول: أنا الذي صنعته، قال تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض} [النمل: 60]([17]).

ثانياً: توحيد الألوهية: فهو أن يفرد الله تعالى بأفعال العبادة , بمعني أن يؤلَّه ويُعبد وحدُه دون غيره , أي لا يصرف عبادته لأحد سواه([18]).

وهذا التوحيد هو أعظم أنواع التوحيد وأهمها ومن أجله خلق الله الجن والإنس، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، فالعبد الذي آمن بأن الله عز وجل هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت، مالك الملك بيده الأمر كله؛ لا بد له أن يعبده وحده لا يشرك به شيئاً، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة([19]).

عندها سيخضع قلبه لله محبة وإنابة وخوفا وخشية سيؤدي شعائر الإسلام من صلاة، وزكاة، وصوم، وحج، وبر بالوالدين، وغيرها من شعائر الإسلام…، محبا لله تعالى منيبا مخلصا صابرا شاكرا متوكلا راضيا بقضاء الله وقدره.

وقد اشترط العلماء لصحة العبادة شرطين، هما([20]):

  • الإخلاص لله عز وجل؛ بألا يريد بها سوى وجه الله، وهذا من تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، قال تعالى:” وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ”[البينة:5]، أي مخلصين في العبادة، فلا يخص أحداً غير الله تعالى بالعبادة، وفي هذا دليل على وجوب النية في العبادات فإن الإخلاص من عمل القلب وهو الذي يراد به وجه الله تعالى لا غيره([21]).
  • المتابعة لرسول الله صلى الله؛ بألا يتعبد لله تعالى بغير ما شرع الله تعالى وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم-، وهذا من تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله، قال تعالى:” فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”[النور:63]، أي فليحذر الذين يصدون عن أمر الله سبحانه وطاعته وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ودينه؛ أن تصيبهم محنة في الدنيا أو قتل أو زلازل وأهوال أو تسليط سلطان جائر أو قسوة القلب عن معرفة الرب([22])، وقال صلى الله عليه وسلم: ” تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله”([23])، ولا بد من توافر الإخلاص وتوافر المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا فقدا معاً أو فقد أحدهما فالعمل مردود على صاحبه.

ثالثاً: توحيد الأسماء والصفات: وهو اعتقاد انفراد الرب- جل جلاله- بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة، والجلال والجمال التي لا يشاركه فيها أحد بوجه من الوجوه، وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع الأسماء والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله من غير نفي لشيء منها ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل، ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب، وعن كل ما ينافي كماله([24]).

قال تعالى:” وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ”[الأعراف:180]، والحسنى ” فعلى، مؤنث الأحسن، وقوله تعالى: (فادعوه بها) أي اطلبوا منه بأسمائه، فيطلب بكل اسم ما يليق به، تقول يا رحيم ارحمني، يا حكيم احكم لي، يا رازق ارزقني([25]).

فمن واجب المسلم نحو توحيد الأسماء والصفات([26]):

  1. إثبات الأسماء الصفات إثباتا مفصلا خاليا من التشبيه والتمثيل ونفي النقائص والعيوب نفيا مجملا خاليا من التعطيل؛ فالله عز وجل ليس كمثله شيء بوجه من الوجوه؛ لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله؛ كما أخبر سبحانه وتعالى عن نفسه بقوله: ” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير” [الشورى:11].
  2. الإيمان بجميع ما وصف الله تعالى به نفسه، أو وصفه رسوله صلى الله عليه وسلم، على الوجه اللائق بكماله وجلاله.
  3. أن يدعو الله بها كلها ويثني عليه بجميعها، وأن يقوم بحق هذه الأسماء والعمل بمقتضاها، وأن يعتبر بمعانيها فيلزم نفسه بواجبها، وذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة”([27])، وننبه هنا على أسماء الله كثيرة ولا يحصيها إلا الله تبارك وتعالى, فقد جاء في الحديث: ” أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحا”([28]) ، فهناك أسماء لله تبارك وتعالى استأثر الله بها في علم الغيب عنده, لا يعلمها ملك مقرب, ولا نبي مرسل.

فإن من أعظم الحرمان أن يمضي شطر عمرك أو يمضي عمرك كله وأنت لم تتعرف على الله من خلال أسمائه الحسنى وصفاته العلى؛ فسارع الآن إلى أسماء الله الحسنى حافظا متدبرا عاملا؛ فإن هذا سيرتقي بك في مقامات العبودية وسيقذف الله تعالى النور في قلبك وبصيرتك، وستتفاعل مع أسمائه تعالى في كل لحظة من لحظات حياتك؛ فعند الخوف تتذكر اسم الله تعالى الولي القائل:” أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”[يونس:62]، وعند مواجهة التحديات تتذكر اسم الله تعالى الصمد القائل” اللَّهُ الصَّمَدُ”[الإخلاص:2]، وعندما تتعامل مع المؤمنين تتودد إليهم متذكرا اسم الله تعالى الودود القائل:” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا”[مريم:96]، عندما يسيء الناس إليك تعفو وتصفح متذكر اسم الله تعالى العفو القائل:” وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”[البقرة:237]، عندما تظلم نفسك تتذكر اسم الله تعالى الغفور القائل: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ”[آل عمران:135] فتدعوه به ، وعندما تريد أن تُرزق تدعو باسم الله تعالى الرازق، وهكذا في كل شأن من شؤون حياتك…

المطلب الثاني: علاقته بالقرآن الكريم.

(القرآن الكريم كلام الله تعالى المعجز الموحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك جبريل عليه السلام المنقول إلينا بالتواتر المكتوب بين دفتي المصحف المتعبد بتلاوته المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس)([29])، هذا كتاب الله تعالى ” وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ “[الشعراء: 192-194]، أنزله منهجا للناس تضمنت آياته أحكاما وقواعد جامعة تنظم للناس شؤون حياتهم؛ وتفصيلاً لكل شيء يحتاجونه في دنياهم وآخرتهم من علوم وأصول وأحكام وفضائل وآداب وتشريعات صالحة لكل زمان ومكان، قال تعالى:” وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”[يوسف:111]؛ وكيف لا يكون كذلك وهو منزل من عند رب العالمين عن طريق أفضل المرسلين جبريل عليه السلام على سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم.

كتاب مبارك، قال تعالى: “كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ” [ص:29]، مُبارَكٌ أي كثير الخير والبركات والمنافع الدنيوية والأخروية([30]).

كتاب معجز “قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ، لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً أي معينا [الإسراء: 17- 88]، قال ابن كثير في تفسيره:( نبه تعالى على شرف هذا القرآن العظيم فأخبر أنه لو اجتمعت الإنس والجن كلهم واتفقوا على أن يأتوا بمثل ما أنزل على رسوله لما أطاقوا ذلك ولما استطاعوه، ولو تعاونوا وتساعدوا وتظافروا فإن هذا أمر لا يستطاع)([31]).

كتاب شافع لأصحابه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه”([32]).

فما واجب المسلم نحو كتاب الله؟

أولاً: محبة كتاب الله، فهو كلام الله وشرف المحبوب من شرف المنزِل، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (لا يُسأَلُ عبدٌ عن نفسه الا القرآن، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله)([33]).

ثانياً: تعظيم كتاب الله، فتعظيم كتاب الله من تعظيم الله تعالى، ذكر الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في كتابه – التبيان في آداب حملة القرآن-: (أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الاطلاق وتنزيهه وصيانته وأجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر)([34])، ومن مظاهر تعظيمه ألا يمسه إلا طاهراً، وأن يجتنب الضحك أو الحديث أثناء تلاوته، وألا يتوسده ولا يضع فوقه شيء.

ثالثاً: الحرص على تلاوته: فلا بد أن يكون لك وردا يوميا من كتاب الله تعالى، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ”[فاطر:29]، وجاء في الحديث الشريف عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: (مثل الذي يقرأ القرآن: كالأترجة طعمها طيب، وريحها طيب، والذي لا يقرأ القرآن: كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن: كمثل الريحانة ريحها طيب، وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن: كمثل الحنظلة طعمها مر، ولا ريح لها )([35])، وجاء التعبير بصيغة المضارعة(يقرأ) لبيان أهمية المداومة على تلاوة كتاب الله تعالى.

رابعاً: تدبر آياته فالغرض الأساس من إنزال القرآن تدبر الآيات والعمل بها، قال تعالى:” أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”[محمد:24]، فيجب على المسلم أن يتصفح كتاب الله تعالى وما فيه من المواعظ والزواجر حتى لا يقع في المعاصي والآثام، ولا يكون قلبه كحال القلب المقفل لا يتفكر ولا يتدبر.

خامساً: العمل به، ولا بد لمن تدبر القرآن أن يعمل بما جاء فيه من الأحكام والذكر الحكيم، فيفعل الأوامر ويجتنب النواهي، وأن يتحلى بما جاء فيه من الآداب والأخلاق، قال تعالى:” وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”[الأنعام: 155]، فكتاب مبارك يشمل الخير والحق والفضل، وفيه مصالح الناس، وفيه الشريعة الإنسانية الكاملة، وفيه ما يطهر الروح والجسم، فكتاب له هذه البركة وهذه الهداية فإن اتباعه يكون واجبا ولازما؛ لأن فيه النفع العميم([36])، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- 🙁 يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهلَه الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقدُمُهُ سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) ([37]).

المطلب الثالث: علاقته بالسنة النبوية.

السّنة لغةً: الطَّرِيقَة والسيرة حميدة كَانَت أَو ذميمة([38]).

وفي اصطلاح المحدثين: ( ما أثر عن النبي- صلى الله عليه وسلم – من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة، سواء كان قبل البعثة أو بعدها)([39]).

إن المتأمل في هذا الكون يجد أن الأرض قد ملئت ظلماً وجوراً، و حيرة وبؤساً، وأطبق الظلام على الأرض؛ فأرسل الله تعالى للناس من يضيء لهم الظلام وينقلهم من الظلم إلى العدل، ومن الحيرة إلى اليقين ومن البؤس إلى السعادة- إنه محمد – صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى:” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا”[الأحزاب:45-64]، وسراجا منيرا أي وأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في إشرافها وإضاءتها لا يجحدها إلا معاند([40]).

ولما كانت سعادة العبد في الدنيا والآخرة معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ كان لزاما على من أراد السعادة في الدنيا والاخرة أن يطلع على سنته صلى الله عليه وسلم؛ فيقتفي أثرها وعمل بها.

فما هي العلاقة التي تربط ما بين المسلم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما أثرها عليه؟

أولاً: تصديقه فيما جاء به فكل ما جاء به من عند الله حق يجب اتباعه، فإن من أصول الإيمان أن تؤمن برسول الله – صلى الله عليه وسلم- وبصدق ما جاء به، قال تعالى:” وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى”[النجم: 3-4]، أي ما يقول قولا عن هوى وغرض إن هو إلا وحي يوحى، فهو إنما يقول ما أمر به يبلغه إلى الناس كاملا موفورا من غير زيادة ولا نقصان([41])؛ والإيمان به له مقتضيات عدة، وهذا ما سيتضح في الواجبات الآتية.

ثانياً: طاعته؛ فلا يتم الإيمان إلا بطاعة رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى:” وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”[آل عمران:132]، وقال تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ”[محمد:33]، فطاعته طاعة تامة في كل زمان ومكان، فيجب عليك أن تمتثل لأوامره وتنتهي عن نواهيه؛ فإن طاعته صلى الله عليه وسلم هي طاعة لله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله)([42])، فلا بد أن تجعل من سنته واقعاً تعيشه في حياتك كلها في مأكلك ومشربك وملبسك ومركبك ونومك وصحوك وعملك وزوجك وولدك والناس أجمعين.

ثالثاً: محبته؛ أن تحب النبي – صلى الله عليه وسلم- أكثر من نفسك ومالك وولدك والناس أجمعين، هذا هو تمام مقام الإيمان، يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى- في قوله تعالى:” النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ”[الأحزاب:6]:(ولا يتم لهم مقام الايمان حتى يكون الرسول أحب إليهم من انفسهم فضلا عن أبنائهم وابائهم)([43])، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم-:(لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)([44]).

رابعاً: القراءة في سيرته؛ فلا بد للمسلم أن يقرأ في سيرته، وأن يجعل لذلك وقتاً محددا يقرأ فيها السيرة على أولاده وأهل بيته؛ فهي المعلم والمؤدب والمثقف، وقد كان السلف الصالح حريصين على تعلمها وتعليمها فكان العلي بن الحسين يقول: (كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن)([45])، فهي المادة التي سيجد فيه العبد كل ما يحتاجه من دين ودنيا وعمل وأخلاق يبني من خلالها الشخصية الإسلامية المتزنة، وكلما تعمق العبد بسيرته صلى الله عليه وسلم كلما ازدادا حبا له؛ لما يرى من عظمته وشمائله بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه.

خامسا: الدفاع عنه؛ من علامات محبة النبي – صلى الله عليه وسلم- أن تنصره وتدافع عنه، فهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم دافعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسهم وأولادهم وأموالهم؛ فأنزل الله تعالى:” لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ”[الحشر:8] أي ينصرون ذاته الشريفة، وينصرون الذي جاء به دينه بأنفسهم وأموالهم أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ الذين صدقوا في إيمانهم وجهادهم([46])، فواجب المسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أن ينصر دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بماله ونفسه، وأن يدافع عن سنته، وينشرها بين الناس.

سادسا: الصلاة عليه؛ من الكنوز الثمينة التي لا بد للمسلم أن يحرص عليها كثرة الصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، فالله تعالى أمرنا بالصلاة والتسليم عليه، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً” [الأحزاب:56].

ومواضع الصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كثيرة، اذكر منها:

  • الصلاة عليه في آخر التشهد الأخير من كل صلاة.
  • بعد انتهاء الأذان، جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة الحديث)([47]).
  • الصلاة عليه عند الدعاء، جاء في قوله صلى الله عليه وسلم : (كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم)([48])، أي أن الدعاء لا يرفع إلى الله تعالى حتى تصلي على رسول الله – صلى الله عليه وسلم-.
  • الصلاة عليه عند الهم والشدائد، فعن أبي بن كعب قال:( قلت: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: فقال: ما شئت، فقلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذاً يكفى همك ويغفر لك ذنبك)([49]).
  • الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم- عند اجتماع القوم وقبل تفرقهم، قال صلى الله عليه وسلم: (أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس، ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله تعالى أو يصلوا على نبيه، كانت عليهم ترة من الله -حسرة- إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم)([50])، فإذا جلست في مجلس، وقمت منه بغير ذكر لله تعالى وصلاة على نبيه – صلى الله عليه وسلم-، فإنك تقوم وأمرك لله تعالى، إن شاء عذبك وإن شاء غفر لك؛ وفي هذا إشارة لضرورة الصلاة على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مجالسنا، لكن للأسف كم من المجالس التي نجلس فيها ونكثر فيها من الغيبة والنميمة، ونقوم من غير أن نذكر الله تعالى أو نصلي رسوله صلى الله عليه وسلم.
  • الصلاة عليه عند ذكر اسمه كتابة أو نطقا، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البخيل من ذكرت عنده، ثم لم يصل علي)([51]).

فيجب على المسلم: ( أن يؤمن بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حيًا وميتًا، ومعاداة من عاداه، وموالاة من والاه، وإعظام حقه وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته، ونشر شريعته ونفي التهمة عنها، واستثارة علومها، والتفقه في معانيها، والدعاء إليها، والتلطف في تعلمها وتعليمها وإعظامها وإجلالها، والتأدب عند قراءتها والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك)([52]).

لا شك أن هذه الأعمال ستظهر آثارها على المسلم، ومن هذه الآثار:

أولاً: محبة الله تعالى، قال تعالى:” قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”[آل عمران:31] قال ابن القيم: (ولا يحبك الله إلا إذا اتبعت حبيبه ظاهرا وباطنا، وصدقته خبرا، وأطعته أمرا، وأجبته دعوة، وآثرته طوعا. وفنيت عن حكم غيره بحكمه، وعن محبته غيره من الخلق بمحبته، وعن طاعة غيره بطاعته)([53]).

ثانياً: ذهاب همك غمك؛ فإنك اذا اتبعت سنته وأكثرت من الصلاة عليه أعطيت مرام الدنيا والاَخرة([54])،فعن أبي بن كعب قال:( قلت: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: فقال: ما شئت، فقلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذاً يكفى همك ويغفر لك ذنبك)([55]).

ثالثاً: صلاح القلب، فاتباع السنة يزيد الإيمان؛ فكلما ازددت معرفة بسيرته صلى الله عليه وسلم كلما ازددت إيماناً بصدق رسالته؛ فيصبح قلبك حي منشغل بذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعيد عن الذنوب والآثام، متبعا لسنة النبي – صلى الله عليه وسلم-.

رابعاً: شفاعته – صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، يوم يفر المرء من أخيه وأمه أبيه، وسيكرمك الله تعالى بالورود على حوضه فتشرب من بين يديه شربة ماء لا تظمأ بعدها أبداً، وأنت تنظر إلى من ابتعد عن سنته وشريعته وهو يطرد ويبعد عن حوضه الشريف، قال النبي – صلى الله عليه وسلم-: (إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم فأقول إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي)([56]).

المطلب الرابع: علاقته بالفقه.

الْفِقْه لغةً: الْفَهم والفطنة وَالْعلم وَغلب فِي علم الشَّرِيعَة وَفِي علم أصُول الدّين([57]).

واصطلاحاً:( هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية)([58]).

لقد أكدت الشريعة الإسلامية على أهمية الفقه في الدين، ودعت إليه منذ اللحظات الأولى لنزول الوحى، قال تعالى : ” وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ”[التوبة:122]، وجاء في الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)([59])، فمن الأولويات التي لابد من العناية بها في كل زمان ومكان الفقه الذي يدخل في كل جزئيات حياة الناس، ويحل مشاكلهم؛ فهو علم يعيشه المسلم كل يوم؛ فالمسلم بحاجة إلى ما يصلح أمر طهارته وصلاته، وإلى ما يصحح أمور عقوده ومعاملاته.

فيجب على كل مسلم بلغ سن التكليف – البالغ العاقل- أن يتعلم الأحكام الشرعية – والحكم هو خطاب الله المتعلق بفعل المكلف من حيث إنه مكلف-([60])، التي تنظم علاقته مع ربه ، وتنظم علاقته مع زوجته في بيته، ، وتنظم علاقته مع غيره في المعاملات المالية المختلفة التي تصحح عباداته ومعاملاته وغيرها من شؤون حياته كلاً وفق عمله، ويتحصل على هذا العلم عن طريق المجتهدين الذين يستنبطون الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية.

والمتتبع لكتب الفقه يجد أن تحتوي على كثير من العلوم التي تشكل نظام حياة متكاملة للمسلم، ومن أمثلة هذه العلوم:

أولاً: فقه العبادات: فالأحكام المتعلقـة بعبادة الله تعالـى وطاعتـه تجده في هذا الباب، فلا بد للسلم أن يكون على دراية بأحكام الطهارة، والصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، وغيرها من العبادات.

ثانياً: فقه المعاملات المالية: فتصرفات الإنسان المالية يجب أن يكون المسلم الذي يتعامل بشيء منها على دراية بأحكامها مثل البيع، والإجارة، والشركة، والوكالة، وغيرها…

ثالثاً: فقه الأسرة: كأحكام الخِطْبة والزواج، والرضاع، والحضانة، والنفقة، والطلاق، والمواريث، وغيرها من الأحكام التي تتعلق بالأسرة لا بد لكل مسلم يتعرض لشيء منها أن يكون على دراية بأحكامها.

فلا يعقل أن مسلماً يقوم للصلاة وهو لا يعلم أن صلاته باطلة بسبب جهله بأحكام الطهارة والصلاة، أو أن يصوم شهر رمضان وفي صيامه خلل لعدم معرفته لمبطلات الصيام ومثلاً، أو يعيش مع زوجته وهو غير مدرك أن المرأة التي تعيش معه في بيته لم تعد زوجته لتقصيره في معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بالزواج والطلاق،

قال ابن عبد البر – رحمه الله تعالى- 🙁 والذي يلزمُ الجميعَ فرضُه من ذلك… وأن الصلوات الخمس فريضة ويلزمه من علمها علم ما لا تتم إلا به من طهارتها وسائر أحكامها وأن صوم رمضان فرض، ويلزمه علم ما يفسد صومه، وما لا يتم إلا به، وإن كان ذا مال، وقدرة على الحج لزمه فرضا أن يعرف ما تجب فيه الزكاة ومتى تجب وفي كم تجب ولزمه أن يعلم بأن الحج عليه فرض مرة واحدة في دهره إن استطاع السبيل إليه إلى أشياء يلزمه معرفة جملها ولا يعذر بجهلها نحو تحريم الزنا وتحريم الخمر وأكل الخنزير وأكل الميتة، والأنجاس كلها والسرقة والربا والغصب والرشوة في الحكم، والشهادة بالزور، وأكل أموال الناس بالباطل وبغير طيب من أنفسهم إلا إذا كان شيئا لا يتشاح فيه ولا يرغب في مثله، وتحريم الظلم كله وهو كل ما منع الله عز وجل منه ورسوله صلى الله عليه وسلم وتحريم نكاح الأمهات والبنات والأخوات ومن ذكر معهن، وتحريم قتل النفس المؤمنة بغير حق، وما كان مثل هذا كله مما قد نطق به الكتاب وأجمعت الأمة عليه)([61]).

ولا يعقل أن تاجراً يقوم بإجراء كثير من المعاملات المالية الفاسدة وهو لا يدرك ذلك لجهله بالأحكام الشرعية التي تنظم تلك المعاملات، قال عمرُ بنُ الخطابِ رضيَ اللهُ عنه : (لاْ يَبِعْ فِيْ سُوْقِنَا إِلاْ مَنْ قَدْ تَفَقَّهَ فِيْ الدِّيْنِ)([62]).

وجاء في إحياء علوم الدين: (كما أنه لو كان هذا المسلم تاجراً وقد شاع في البلد معاملة الربا وجب عليه تعلم الحذر من الربا وهذا هو الحق في العلم الذي هو فرض عين)([63]).

فلا شك أن معرفة المسلم لهذه الأحكام سينعكس بأثار إيجابية كثيرة، ومن أهم هذه الآثار:

أولاً: تحقيق الغاية التي خلق الله تعالى من أجلها الإنسان، قال تعالى:” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”[الذاريات:56]، فالعبادة لا تصح إلا بمعرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بها.

ثانياً: يورث صاحبه خشية الله تعالى؛ فيحرص على أداء الفرائض بأركانها وسننها وشروطها وآدابها، والابتعاد عما حرم الله تعالى.

ثالثاً: سبب من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، فالفقه الإسلامي دائر بين جلب المصالح ودرء المفاسد؛ وهذا من شأنه أن يحقق السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة.

الخاتمة:

لقد توصلت هذه الدراسة إلى جملة من النتائج والتوصيات، وفيما يلي أبرزها:

النتائج:

  • العلوم الإسلامية بمجموعها تبني منهجا متكاملاً للشخصية الإسلامية المتكاملة.
  • من العلوم الشرعية ما هو فرض عين على كل مكلف لا يعذر في جهلها، والتقصير فيها.
  • العلوم الإسلامية سبب سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.

التوصيات:

توصي الدراسة بضرورة العمل على نشر هذه العلوم بين العامة عن طريق المجالس العلمية في المساجد والجمعيات والمنتديات والقنوات الفضائية ووسائل التوصل الاجتماعي، وغيرها من الوسائل الممكنة.

المراجع:

الفيومي، أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس. (770هـ) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، ط.د، بيروت: المكتبة العلمية.

ابراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، ط.د، القاهرة: دار الدعوة.

  1. ابن القيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (751هـ) ، ط.د، روضة المحبين، بيروت: دار الكتب العلمية.
  2. ابن القيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (751هـ)، مدارج السالكين، ط3، بيروت: دار الكتاب العربي.

ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (728هـ)، العبودية، ط7، بيروت: المكتب الإسلامي.

  1. ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (728هـ)، مجموع الفتاوى، ط.د، المملكة العربية السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
  2. ابن عبد البر، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (463هـ)، جامع بيان العلم وفضله، ط1، المملكة العربية السعودية: دار ابن الجوزي.
  3. ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي ( 774هـ)، تفسير ابن كثير، ط1، بيروت: دار الكتب العلمية.

ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي ( 774هـ)، ط1، فضائل القرآن، القاهرة: مكتبة ابن تيمية.

ابن ماجة، ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (273هـ) سنن ابن ماجة، ط.د، دار إحياء الكتب العربية .

  1. أبو زرعة، ولي الدين أبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي (826هـ)، الغيث الهامع شرح جمع الجوامع، ط1، بيروت: دار الكتب العلمية
  2. أبو زهرة، محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة (1394هـ) ، زهرة التفاسير، ط.د، القاهرة : دار الفكر العربي.
  3. أحمد، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (241 هـ)، المسند، ط.د، القاهرة: مؤسسة قرطبة.
  4. آل سعدي، أبو عبد الله، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي (1376هـ)، القول السديد شرح كتاب التوحيد، المملكة العربية السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد .
  5. الآمدي، أبو الحسن علي بن أبي علي محمد الآمدي (631 هـ) ، أبكار الأفكار في أصول الدين، ط2، القاهرة: دار الكتب والوثائق القومية.
  6. الباجوري، ابراهيم بن محمد بن احمد الباجوري،(1276هـ)، ط1، القاهرة: دار السلام.

البخاري ، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي ، صحيح البخاري، ط1، دار طوق النجاة .

البراك، عبد الرحمن بن ناصر بن براك بن إبراهيم البراك، شرح العقيدة الطحاوية،ط2، المملكة العربية السعودية: دار التدمرية.

  1. البيضاوي، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (685هـ)، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ط1، بيروت: دار إحياء التراث العربي.

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، بيروت: دار الكتب العلمية

  1. الترمذي، محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (279هـ)، ط.د، سنن الترمذي بيروت: دار الغرب الإسلامي.
  2. التهانوي، محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي ( 1158هـ)، موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ط1، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون.

الحازمي، أبو عبد الله، أحمد بن عمر بن مساعد الحازمي ،شرح العقيدة الواسطية، ط.د.

الرقب والبخيت، د. صالح حسين الرقب -د. محمد حسن بخيت، العقيدة في الله، ط1.

  1. الزَّبيدي، محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، (1205هـ) تاج العروس من جواهر القاموس، ط.د، القاهرة: دار الهداية.
  2. الزحيلي، د وهبة بن مصطفى الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، ط2، دمشق: دار الفكر.
  3. الزرقاني، محمد عبد العظيم الزُّرْقاني (1367هـ)، مناهل العرفان، ط3، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه .
  4. زين الدين العراقي، أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي (806هـ)، طرح التثريب في شرح التقريب،ط1، القاهرة: دار الفكر العربي.
  5. السبكي، تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن حامد بن يحيي السبكي،(1355هـ)، الإبهاج شرح المنهاج، ط.د، بيروت: دار الكتب العلمية.
  6. السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي، جلال الدين (911 هـ)، ط.د، الجامع الصغير.
  7. الشعراوي، محمد متولي الشعراوي (1418هـ)، تفسير الشعراوي، ط.د، القاهرة: مطابع أخبار اليوم.

الشعيبي، حمود بن عبد الله بن عقلاء بن محمد بن علي بن عقلاء الشعيبي الخالدي شرح العقيدة الطحاوية، ط2.

الشنقيطي، أحمد بن محمود بن عبد الوهاب الشنقيطي ، خبر الواحد وحجيته، ط1، المدينة المنورة: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية.

  1. الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (360هـ)، ط.د، القاهرة: دار الحرمين.
  2. عبد الحميد عمر، د أحمد مختار عبد الحميد عمر (1424هـ)، معجم اللغة العربية المعاصرة، ط.د، المملكة العربية السعودية: عالم الكتب.
  3. عبد العزيز، عبد القادر عبد العزيز، الجامع في طلب العلم الشريف، ط.د.

عليش، محمد بن أحمد بن محمد عليش، أبو عبد الله المالكي (1299هـ)، منح الجليل شرح مختصر خليل، بيروت: دار الفكر.

  1. الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (505هـ)، إحياء علوم الدين، ط.د، بيروت: دار المعرفة.
  2. القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (671هـ)، تفسير القرطبي، ط2، القاهرة: دار الكتب المصرية.
  3. مالك، مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني (179هـ)، الموطأ، ط1، أبو ظبي: مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية.
  4. المباركفورى، أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى (1353هـ)، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، ط.د، بيروت: دار الكتب العلمية.
  5. مسلم، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (261هـ)، صحيح مسلم، ط.د، بيروت: دار إحياء التراث العربي.
  6. المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (845هـ)، تجريد التوحيد المفيد، ط.د، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية.
  7. النسفي، أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي (710هـ)، تفسير النسفي، ط1، بيروت: دار الكلم الطيب.
  8. النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (676هـ)، المنهاج شرح صحيح مسلم ،ط2، بيروت: دار إحياء التراث العربي.
  9. النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (676هـ)، التبيان في آداب حملة القرآن، ط3، بيروت: دار ابن حزم.

Margins:

  1. () الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، 2/427.
  2. () ابن ماجة، جامع السنن، 1/97: رقم الحديث224.
  3. () انظر، التهانوي، موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، 1/65.
  4. () ابراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، 2/624.
  5. () انظر، تاج العروس من جواهر القاموس، 21/269، ابراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط،1/479.
  6. () التهانوي، موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم،1/28.
  7. () عليش، منح الجليل شرح مختصر خليل،3/137.0
  8. () عبد الحميد عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، 3/2291.
  9. () انظر، عبد العزيز، الجامع في طلب العلم الشريف، 1/174
  10. () القرطبي، تفسير القرطبي، 2/144.
  11. () عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة،3/2409.
  12. () انظر، الآمدي، أبكار الأفكار في أصول الدين، 2/92، الحازمي، شرح العقيدة الواسطية، 1/9.
  13. () الباجوري، جوهرة التوحيدي، ص25.
  14. () انظر، الشعيبي، شرح العقيدة الطحاوية، ص5.
  15. () انظر، الحازمي، شرح العقيدة الواسطية، 2/21، المقريزي، تجريد التوحيد المفيد، ص7، البراك، شرح العقيدة الطحاوية،ص26.
  16. () البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، 4/94.
  17. () انظر، الشعراوي، تفسير الشعراوي، 4/1947.
  18. () الشعبي، شرح العقيدة الطحاوية، ص5.
  19. () ابن تيمية، العبودية، ص44.
  20. () انظر، الرقب والبخيت، العقيدة في الله، ص179،
  21. () القرطبي، تفسير القرطبي، 20/144.
  22. () انظر، النسفي، تفسير النسفي، 2/522.
  23. () مالك، الموطأ، باب النهي عن القول بالقدر، 5/1323: رقم الحديث 678.
  24. () آل سعدي، القول السديد شرح كتاب التوحيد، ص17.
  25. () القرطبي، تفسير القرطبي، 7/327.
  26. () انظر، ابن تيمية، الفتاوى، 5/329، الشعبي، شرح العقيدة الطحاوية، ص5، طرح التثريب في شرح التقريب، 7/155.
  27. () ابن ماجة، سنن ابن ماجة، باب أسماء الله عز وجل، 2/1269: رقم الحديث 2860.
  28. () أحمد، المسند، 6/246: رقم الحديث 3712.
  29. () الزرقاني، مناهل العرفان،ص14.
  30. () الزحيلي، المنير، 23/193.
  31. () ابن كثير، تفسير ابن كثير، 5/107.
  32. () مسلم، صحيح مسلم، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، 1/553: رقم الحديث 252.
  33. () ابن كثير، فضائل القرآن، ص48.
  34. () النووي، التبيان في آداب حملة القرآن، ص164.
  35. () البخاري صحيح البخاري، باب فضائل القرآن على سائر الكلام، 1/190: رقم الحديث 5020.
  36. () أبو زهرة، زهرة التفاسير، 5/2746.
  37. () مسلم، صحيح مسلم، كتاب الصلاة، 2/197: رقم الحديث 1827.
  38. () ابراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، 1/456.
  39. () الشنقيطي، خبر الواحد وحجيته، ص52.
  40. () ابن كثير، تفسير ابن كثير، 6/389.
  41. () ابن كثير، تفسير ابن كثير، 7/412.
  42. () ابن ماجة، سنن ابن ماجة، باب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، 1/4: رقم الحديث 3.
  43. () ابن القيم، روضة المحبين،1/387.
  44. () البخاري، صحيح البخاري، باب حب النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان، 1/12: رقم الحديث 15.
  45. () ابن كثير، السيرة النبوية، 2/355.
  46. () الزحيلي، تفسير المنير، 28/77.
  47. () مسلم، صحيح مسلم، باب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل له الوسيلة، 1/288: رقم الحديث 384.
  48. () الطبراني، المعجم الأوسط، 1/220: رقم الحديث 721.
  49. () الترمذي، سنن الترمذي، 4/448: رقم الحديث 2457.
  50. () السيوطي، الجامع الصغير، 1/261: رقم الحديث 2982.
  51. () أحمد، المسند، 3/257: رقم الحديث 1736.
  52. () النووي، المنهاج، باب بيان أن الدين النصيحة، 2/38.
  53. () ابن القيم، مدارج السالكين، 3/39.
  54. () انظر، المباركفورى، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، 7/1541.
  55. () الترمذي، سنن الترمذي، 4/448: رقم الحديث 2457.
  56. () البخاري، صحيح البخاري، باب في الحوض، 1/128: رقم الحديث 6583.
  57. () ابراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، 2/698.
  58. () السبكي، الإبهاج شرح المنهاج، 1/28
  59. () البخاري، صحيح البخاري، باب من يرد به خيرا يفقهه في الدين، 1/25: رقم الحديث 71.
  60. () أبو زرعة، الغيث الهامع شرح جمع الجوامع، 1/29.
  61. () ابن عبد البر، جامع بيان العلم وفضله، 1/56.
  62. () الترمذي، سنن الترمذي، 2/357: رقم الحديث 487.
  63. () الغزالي، إحياء علوم الدين، 1/15.