مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن

مهند عودة السحيمات1

1 وزارة التربية والتعليم الاردنية

بريد الكتروني: Muhannadq82@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj3232

Download

تاريخ النشر: 01/02/2022م تاريخ القبول: 25/01/2022م

المستخلص

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، والفروق بين آراء العينة حول مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين وفقاً لمتغيرات الجنس والمؤهل العلمي والخبرة. وتكونت عينة الدراسة من (97) معلماً ومعلمة من معلمي العلوم الاجتماعية في مديرية قصبة الكرك، تم اختيارهم بطريقة عشوائية، وقد استخدم الباحث استبياناً أعده خصيصاً لأغراض هذه الدراسة، حيث تم تطبيق الدراسة في العام الدراسي 2021/2022م. وقد أظهرت النتائج أن ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين جاء بدرجةٍ متوسطة، بمتوسط حسابي (2.90) وانحراف معياري (0.26)، كما نتج عن الدراسة عدم وجود فروقٍ دالةٍ إحصائياً بين آراء عينة الدراسة تُعزى لمتغيرات الجنس والمؤهل العلمي والخبرة، واوصت الدراسة بضرورة تنفيذ وزارة التربية والتعليم برامج تدريبية تهتم بتدريب المعلمين على مهارات القرن الحادي والعشرين، وكيفية ممارستها في الغرفة الصفية.

الكلمات المفتاحية: معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية، المرحلة الأساسية، مهارات القرن الحادي والعشرين.

Research title

The extent to which social and national science teachers practice the skills of the twenty-first century in the basic stage from their point of view in Jordan

Muhannad Odeh Al-Suhaimat1

1 Jordanian Ministry of Education

Email: Muhannadq82@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj3232

Published at 01/02/2022 Accepted at 25/01/2021

Abstract

This study aimed to identify the extent to which social and national teachers of the basic stage practice the skills of the twenty-first century from their point of view in Jordan, and the differences between the opinions of the sample about the extent to which social and national teachers of the basic stage practice twenty-first century skills according to the variables of gender, academic qualification and experience. The study sample consisted of (97) male and female teachers of social sciences in the Karak district, they were chosen randomly. The researcher used a questionnaire specially prepared for the purposes of this study. Where the study was implemented in the academic year (2021/2022(. The results showed that the practice of social and national science teachers for the basic stage of the skills of the twenty-first century came to a medium degree, with an arithmetic mean (2.90) and a standard deviation (0.26), and the study also resulted in the absence of statistically significant differences between the opinions of the study sample due to the variables of gender, academic qualification and experience. The study recommended that the Ministry of Education should implement training programs concerned with training teachers on the skills of the twenty-first century, and how to practice them in the classroom.

Key Words: teachers of social and national sciences, the basic stage, skills of the twenty-first century.

المقدمة وخلفية الدراسة النظرية

تأتي الأنظمة التربوية في مقدمة النظم المنوطة بضرورة مسايرة التطوير الذي شهده العالم في مجالات الحياة المختلفة، وذلك من خلال تطوير العملية التربوية والتعليمية، وبالذات تطوير المناهج التربوية لتتكيف مع مهارات القرن الحادي والعشرين، فكان لا بد من إعادة النظر في المناهج، ومعرفة مدى ارتباطها مع توجهات القرن الحادي والعشرين، التي تعتمد على العقل البشري وعلى المعرفة العلمية المتقدمة، والاستخدام الأمثل للمعلومات، والتكنولوجيا الحديثة وغيرها (العمري، 2020).

كانت المهارات الأساسية المطلوبة في القرن الماضي هي مهارات القراءة والكتابة والحساب، وما زالت هي المهارات الضرورية لنجاح الفرد في الوقت الحالي (سبحي، 2016). بينما يشير مصطلح مهارات القرن الحادي والعشرين وفقاً لمؤسسة الشراكة من أجل مهارات القرن الحادي والعشرين إلى مجموعة المهارات اللازمة للنجاح والعمل في القرن الحادي والعشرين مثل مهارات التعلم والابتكار، والثقافة المعلوماتية والإعلامية والتكنولوجية، ومهارات الحياة والعمل، وهي طرق للتفكير والعمل والعيش في عوالم متصلة، غنية بالوسائل الإعلامية .(Binkley & Erstad & Herman & Raizen & Ripley and Rumble, 2011)في حين تعرفها خميس (2018) بأنها: مجموعة من المهارات التي يحتاجها العاملون في مختلف بيئات العمل، ليكونو أعضاء فاعلين ومنتجين، بل مبدعين إلى جانب إتقانهم المحتوى المعرفي، اللازم لتحقيق النجاح، تمشياً مع المتطلبات التنموية والاقتصادية للقرن الحادي والعشرين.

وبناءً على ذلك قامت عديد من الدوال بالعمل على تطوير مناهجها، وتوظيف مهارات القرن الحادي والعشرين فيها، بهدف إكساب الطلبة مهارات القرن الحادي والعشرين، كالاتصال والتواصل الفعال، والعمل ضمن الفريق، ومهارات التفكير المختلفة، وخاصة التفكير المنطقي والنّقدي والإبداعي، وحل المشكلات، واستخدام التّكنولوجيا الحديثة، بما يساهم في بناء مجتمع تكنولوجي قائم على الاقتصاد المعرفي، كما وتدعو للانفتاح على الثقافات الإنسانية المختلفة والتعامل معها، أضف إلى ذلك قدرته على مواجهة تحديات مهارية مهمة للتعلم والعمل في ظل القرن الحالي (المساعيد، 2017).

وتشير “منظمة الشراكة من أجل مهارات القرن الحادي والعشرين” إلى أن مهارات القرن الحادي والعشرين هي: مهارات التّعلم والابتكار، والثّقافة المعلوماتيّة، والإعلاميّة، والتّكنولوجيّة، ومهارات الحياة والعمل، وحتى يستطيع الفرد العيش بسهولة ويسر، لابد من امتلاك مهارات رئيسة مثل: مهارة التعلم مدى الحياة، ومهارة حل المشكلات، والاتصال والتّشارك، ويتطلب الاقتصاد العالمي للقرن الحادي والعشرين مستويات عالية من التّخيل، والابتكار، والإبداع، من أجل تزويد السوق الكوني باختراعات وخدمات ومنتجات أفضل وجديدة تلبي متطلبات العصر، وبشكل مستمر (علي، 2020).

وفي ذات السياق قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتقسيم مهارات القرن الحادي والعشرين إلى ثلاثة مجالات رئيسة كما يلي (ألكسو، 2014):

المجال الأول: مهارات التفكير المتقدمة، ويضم أربع مهارات، وهي:

التفكير النقدي والتحليلي، وحل المشكلات، والتفكير الإبداعي والمبتكر، والذكاء اللفظي.

المجال الثاني: المهارات الشخصية، ويضم إثنتا عشرة مهارة، وهي:

مهارات التواصل، والعمل الجماعي والتعاون والقيادة ومهارة اتخاذ القرار، والتكيف مع التغيير، الإدارة الذاتية، الثقة بالنفس، أخلاقيات العمل، الدافعية نحو العمل والروح الإيجابية، تقدير التنوع في بيئة العمل.

المجال الثالث: تكنولوجيا المعلومات، ويضم ست مهارات، هي:

محو الأمية الحاسوبية، والطباعة، ومهارات استخدام الانترنت، ومهارات استخدام ميكروسوفت أوفيس، ومحو الأمية المعلوماتية، ومحو أمية وسائل الإعلام.

ويتلخص الفرق بين مختلف هذه الأطر، في اعتماد أو عدم اعتماد المحتوى المعرفي اللازم تعلمه ضمن مهارات القرن الحادي والعشرين، مع أنه تم التأكيد عليه في أطر العمل الموسعة والشاملة، كما في إطار الشراكة من أجل مهارات القرن الحادي والعشرين، وفي إطار تقويم وتعليم مهارات القرن الحادي والعشرين، ونظراً لتباين أهداف التعليم بين المنظمات والكيانات الاقتصادية الدولية؛ لم يتم الاتفاق علة وجود قائمة موحدة لمهارات القرن الحادي والعشرين، وبالتالي تتباين مكونات مهارات القرن الحادي والعشرين وأطر عملها، كما أن الهدف الأساسي لهذه المهارات يتمثل في تعليم المتعلمين، وجعلهم قادرين على الإبداع والابتكار، وتحمل المسئولية، وتساعدهم على أن يمتلكوا مهارات عصرية وضرورية للتعلم والحياة في المجتمع وفي العمل ((Trilling & Fadel, 2013.

وفي ذات السياق قامت عديد من المنظمات بتصنيف مهارات القرن الحادي والعشرين نلخصها كما يلي:

أولاً: إطار المختبر التربوي للإقليم الشمالي المركزي:

إلى مهارات القرن الحادي والعشرين من خلال مجموعة من العمليات تضمنت مراجعة الأدبيات السابقة في هذا المجال، ومراجعة نتائج الأبحاث التي تناولت بالتحليل خصائص جيل شبكة المعلومات ومراجعة التقارير التي ، تناولت خصائص القوى العاملة المتطلبة في القرن الحادي والعشرين، وكذلك استطلاع آراء التربويين، ووفقاً لما توصل إليه صنفت مهارات القرن الحادي والعشرين إلى أربع مجموعات رئيسة هي (2003:(NCREL,

مهارات العصرالرقمي: وهي مهارات ضروريه للحياه والعمل في مجتمع المعرفة، ويقصد بها في المقدرة على استخدام التقنية الرقمية وأدوات الاتصال، والشبكات للوصول إلى المعلومات وإدارتها وتقويمها وإنتاجها للعمل في مجتمع المعرفة، وتشمل مهارات الثقافة الأساسية والعلمية والاقتصادية والتقنية والبصرية والمعلوماتية وفهم الثقافات المتعددة والوعي الكوني.

مهارات التفكير الإبداعي: ويقصد بها التكّيف وإدارة التعقيد والتوجيه الذاتي، وحب الاستطلاع الإبداعي، وتحمل المخاطر، ومهارات التفكير العليا والتفكير السليم .

مهارات الإتصال الفعال: وتشمل مهارات العمل في فريق والمهارات الشخصية والاجتماعية والمدنية، والاتصال التفاعلي

مهارات الإنتاجيه العالية: وتشمل مهارات تحديد الأولويات والتخطيط والإدارة وصولاً إلى تحقيق، والاستخدام الفعال للأدوات التكنولوجية.

ثانياً: إطار الإتحاد الأروبي:

قام الاتحاد الأوروبي بدراسات عن الكفايات والمهارات اللازمة للتعلم مدى الحياة في المنزل، والعمل وفي التعليم والتدريب، وذلك بإجراء بحوث ميدانية في العديد من البلدان بهدف قياس هذه المهارات، وانتهت هذه الدراسات والبحوث إلى ثلاثة أبعاد لهذه المهارات هي :(Craig, 2009)

البعد العاطفي: ويشمل الدافع للتعلم واستراتيجياته، والتوجه نحو التغيير، ومفهوم الذات وتقديرها، وبيئة التعلم.

البعد المعرفي: ويشمل تحديد الاقتراحات واختبارها، واستخدام القواعد واختبارها، واستخدام الأدوات العقلية.

البعد وراء المعرفي: ويشمل المشكلات وحلها، والدقة والثقة فيما وراء المعرفة.

ثالثاً: إطار مهارات الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم:

حددت الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم مجموعة من المهارات ترى من الضروري تضمينها في المناهج التعليمية، لبناء المتعلم فكرياً واجتماعياً وثقافياً مع الاستفادة الكاملة من الأدوات الرقمية المتاحة، وهذه المهارات هي (علي، 2020):

مهارات الإبداع والابتكار: وذلك لتنمية مهارات التفكير الابداعي بما يضمن بناء المعرفة وإنتاجها، وتطوير المنتجات والعمليات باستخدام وسائل التكنولوجيا

مهارات التواصل والتعاون: وذلك باستخدام مختلف وسائل الاتصالات، والإعلام الرقمية للتواصل والعمل التعاوني.

مهارات البحوث وتدفق المعلومات: وذلك بتطبيق واستخدام أدوات التكنولوجيا لجمع وتقييم استخدام المعلومات.

مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات واتخاذ القرارات: وذلك باستخدام مهارات التفكير الناقد لتخطيط وإجراء البحوث، وإدارة المشاريع، وحل المشكلات، واتخاذ قرارات ناجحة باستخدام الأدوات والمواد الرقمية

مهارات المواطنة الرقمية: وذلك بفهم القضايا الإنسانية والثقافية والمجتمعية المتعلقة بالتكنولوجيا، وممارسة السلوك القانوني والأخلاقي المتعلق بها

مهارات العمليات والمفاهيم التكنولوجية: وذلك بالفهم السليم للتكنولوجيا، ونظمها،وعملياتها

ويرى الباحث من خلال ما سابق لتصنيف إطار مهارات القرن الحادي والعشرين للعديد من المنظمات، وعلى الرغم من اختلاف المصادر، إلا أن هناك اتفاقًا قويًا أو إجماعًا على جودة مهارات أو كفاءات القرن الحادي والعشرين؛ بما في ذلك مهارات الاتصال، والتعاون والشراكة، والمهارات المتعلقة بالاتصال وتكنولوجيا المعلومات، والوعي الاجتماعي والثقافي، والقدرة على حل المشكلات، والإبداع والتفكير الناقد، وتتجلى الاختلافات بشكل خاص في تنظيم وتوليف هذه المهارات، وطريقة تضمينها وتقديمها، والوزن والأهمية المعطاة لكل منها.

إن الحاجة إلى مهارات القرن الحادي والعشرين برزت في مجموعة من الحقائق من أهمها الحاجة إلى أفراد قادرين على ممارسة أنماط التفكير الابداعي المختلفة والتعاون مع زملائهم في بيئة العمل، ويتميزون بالإيجابية والوعي، كما أظهرت التقييمات العالمية تدني مستوى التعليم في البلدان العربية، مقارنة بالمؤشرات العالمية، كما أشار التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (2015) إلى أهمية إعداد الأجيال القادة لسوق العمل، وضرورة التحديد الكامل لمهارات القرن الحادي والعشرين التي يجب على الطلبة امتلاكها، كما أشار التقرير الذي بني على نتائج تحليل شمل مائة دولة إلى وجود تباين في بعض مؤشرات العديد من المهارات بين الدول المتطورة والدول النامية لصالح الدول المتطورة، واعتبر التقرير أن هذه النتيجة علامة واضحة بأن الطلبة لا يحصلون على التعليم المطلوب من أجل النجاح في القرن الحادي والعشرين (سبحي، 2016).

وأشار معهد اليونسكو للإحصاء (2012) إلى ضعف مهارات الخريجين في المنطقة العربية عموماً، وهذا الضعف ساهم في تعميق أزمة العمالة وبخاصة مع النمو الشبابي السريع الذي تشهده المنطقة، مما يعني أن هناك أعداداً هائلة من الشباب الذين يفترض بهم دخول سوق العمل، إلا أن عدم امتلاكهم للمهارات اللازمة، وافتقارهم للتعليم الجيد، برغم من حصولهم على شهادات جامعية، يعوقهم من الحصول على فرص العمل، وفي دراسة مقارنة لليونسكو، لمقارنة دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المناهج الدراسية في عدة دول عربية، وجد أن مناهج التعليم الأساسي تفتقر إلى أهداف ومقررات محددة تغطي المهارات الأساسية للكمبيوتر، هذا على الرغم من أن معظم الطلاب يتعلمون بصورة غير رسمية الثقافة المعلوماتية، والتكنولوجية، خارج المدرسة، أكثر من تعرضهم لها داخلها، بالرغم من أن العالم يعيش في نمو اقتصادي ومعرفي يتميز بغزارة المعلومات والتطور التكنولوجي المستمر.

وتعقيباً على ماسبق يرى المختصون في المجال التربوي، أن تضمين مهارات القرن الحادي والعشرين في مناهج التّعليم، وممارسة المعلمين لها، سوف يمكن التّربويين من إنجاز العديد من الأهداف التي لم يتمكنوا من تحقيقها لسنوات طويلة، وذلك لأن هذه المهارات تمكن الطّلبة من التّعلم والإنجاز في المواد الدّراسية المحورية لمستويات عليا، كما أنها توفر إطاراً منظماً، يضمن انخراط المتعلمين في عملية التّعلم، ومساعدتهم على بناء الثقة، وأن هذه المهارات تُعد الطّلاب للابتكار، والقيادة في القرن الحادي والمشاركة بفاعلية في الحياة (شلبي، 2014).

فيما يلي استعراض لعدد من الدّراسات ذات الصلة بموضوع الدّراسة حيث تناولت الدراسات مهارات القرن الحادي والعشرين وكانت كما يأتي:

دراسة السيد (2018) فقد هدفت إلى تنمية بعض كفايات القرن الحادي والعشرين اللازمة للمعلم قبل الخدمة وذلك من خلال نمذجة المحتوى معرفياً، تربوياً، تكنولوجياً Technological Pedagogical Content Knowledge “TPCK” هذه النمذجة تجعل المعلم قبل الخدمة على وعي بالعلاقة التكاملية بين ما يمتلكه من معارف تربوية وتكنولوجية، وكيفية توظيفهما في تدريس المحتوى. تكونت مجموعة البحث من (60) طالبة معلمة بالفرقة الرابعة شعبة تعليم أساسي علوم في جامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية، وتم تقسيمهن إلى مجموعتين تجريبية وأخرى ضابطة، وتم تدريس المجموعة التجريبية وفقاً للنمذجة من خلال مقرر طرق تدريس العلوم وتم قياس انعكاس ذلك على: كفايات معارف المحتوى العلمي، وكفايات المعارف والمهارات التربوية، وكفايات المعارف والمهارات التكنولوجية، وكفايات شخصية وأخلاقيات مهنية، وانعكاسه أيضاً على قدرتهن على التخطيط للتدريس وفقاً للنمذجة. وقد بينت النتائج أن نمذجة المحتوى العلمي معرفياً تربوياً تكنولوجياً كان له أثر إيجابي في إدراكهن لأهمية نمذجة المحتوى العلمي تربوياً وتكنولوجياً على التعلم في القرن الحادي والعشرين، وكذلك كان له أثر إيجابي في التخطيط للتدريس.

وهدفت دراسة كارلو وآخرين (Claro et al, 2018) إلى تعريف وقياس قدرة المعلمين على تطوير المعلومات الرقمية للطلاب، ومهارات التواصل لديهم، وتحديد قدرة التدريس في بيئة رقميةTeaching in a Digital Environment (TIDE) ولتحقيق هذا الهدف تم بناء وتطوير اختبار قائم على الأداء لقياس قدرة المعلمين في تشيلي على تعليم الطلاب كيفية حل مهام المعلومات والاتصالات في بيئة رقمية. وتم تطبيق الاختبار على عينة طبقية عشوائية مكونة من (228) معلما أثناء الخدمة في تشيلي، وتم استخدام استبانة لجمع المعلومات. وأظهرت نتائج الدراسة أن عددا قليلا جدا من المعلمين في تشيلي قد أتقنوا جميع المهام، وأن ثلثهم فقط تمكنوا من تزويد الطلاب بالتوجيهات اللازمة لحل مهام المعلومات والاتصالات. وكشفت الدراسة أن أغلبية المعلمين لا يلعبون دور الوساطة في بيئة رقمية، كما أظهرت الدراسة أن المعلمين الشباب ذوي الخبرة القليلة في التدريس، أظهروا أداء أفضل في اختبار قياس القدرة على تعليم الطلاب كيفية حل مهام المعلومات والاتصالات.

أما دراسة مهدي (2018) فقد هدفت إلى التعرف على استراتيجية في التعلم الذكي تعتمد على التعلم بالمشروع وخدمات جوجل، ومن ثم الكشف عن فاعليتها في إكساب الطلبة المعلمين بجامعة الأقصى بعض مهارات القرن الحادي والعشرين (مهارات التعلم والابتكار، ومهارات التكنولوجيا الرقمية، والمهارات الحياتية) وتم استخدام المنهج التجريبي في هذه الدراسة، وتألف مجتمع الدراسة من جميع طلاب كلية التربية في جامعة الأقصى في فلسطين، وقد طبقت الدراسة على عينة طبقية عشوائية من طلاب وطالبات الجامعة وكان عددهم (45) طالبا وطالبة، وقد توصلت الدراسة إلى الكشف عن وجود أثر فاعل للاستراتيجية المقترحة في التعلم الذكي القائم على التكامل بين التعلم بالمشروع وخدمات جوجل في إكساب الطلبة المعلمين في جامعة الأقصى بعض مهارات القرن الحادي والعشرين في المجالات الثلاثة، حيث تبين وجود فروق دالة إحصائياً بين التطبيقين القبلي والبعدي لصالح التطبيق البعدي في مهارات التعلم والابتكار ومهارات التكنولوجيا الرقمية والمهارات الحياتية. وقد أوصت الدراسة بضرورة تفعيل مداخل التعلم الذكي في تسهيل التعلم وتحسينه، وتبني استراتيجيات التعلم الذكي الإلكتروني، والتوسع في استخدام التقنيات الحديثة كوسيط للتعلم والتفاعل، وأوصت بضرورة دمج مهارات القرن الحادي والعشرين ضمن الخطط الدراسية المعمول بها في الجامعات الفلسطينية.

وتناولت دراسة الهويش (2018) تحديد مهارات القرن الحادي والعشرين اللازم توافرها في أداء المعلمين، بالإضافة إلى تحديد الاحتياجات التدريبية للمعلم في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي ، وتم استخدام استبانة تم فيها رصد الاحتياجات التدريبية للمعلمين في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظر المعلمين والمشرفين التربويين. وكانت عينة الدراسة عينة طبقية عشوائية بلغ عدد أفرادها (215) معلماً ومعلمة من تخصصات مختلفة بمراحل التعليم العام بمدينة الرياض بالسعودية و(209) مشرفاً تربوياً من نفس المنطقة. وخلصت الدراسة إلى أنه يجب على عمليتي التعليم والتعلم أن يتمّا في بيئة القرن الحادي والعشرين التي تحتم تعليم المواد الدراسية من خلال أمثلة من العالم الواقعي، وليس من بيئة مجردة كما هو حاصل في معظم المدارس والجامعات، إضافة إلى أهمية استخدام وسائل دقيقة وموثقة لتقييم إتقان المعلمين لهذه المهارات.

أما دراسة بعطوط (2017) فقد هدفت إلى تحديد مدى اكتساب الخريجين والخريجات في جامعة طيبة بكلية التربية في المملكة العربية السعودية، في قسم التّربية الفنية لمهارات القرن الحادي والعشرين. واقتصرت الدّراسة على مهارات (الاتّصال والتّواصل، التّكنولوجيا، والإدارة الذاتية، التّفكير، الأكاديمية التّخصصية) ولتحقيق ذلك تم استخدام استبانة كأداة للدّراسة وتكوّنت من (46) عبارة، طبقت على عيّنة طبقية عشوائية بلغ عددها (71) طالباً وطالبة (28 طالباً و43 طالبة). وأظهرت نتائج الدّراسة درجة اكتساب الطّلاب والطّالبات على النحو الآتي: (الاتصال والتّواصل، الإدارة الذّاتية، التّفكير، الأكاديمية التّخصصية) بدرجة عالية، و(التّكنولوجيا) بدرجة أحياناً. كما أظهرت النّتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية تُعزى لمتغير الجنس، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تُعزى إلى متغير المؤهل الدّراسي.

وهدفت دراسة ملحم (2017) إلى تحديد درجة توافر مهارات القرن الحادي والعشرين في مقرر التّكنولوجيا للمرحلة الأساسية العليا في محافظة طولكرم، ودرجة امتلاك الطّلبة لتلك المهارات، حيث استخدم المنهج الوصفي في هذه الدراسة، وكانت عيّنة الدّراسة عينة عشوائية طبقية مكونة من (346) طالباً وطالبة. وتم استخدام أداة لتحليل المحتوى في ضوء مهارات مؤسسة الشّراكة للقرن الحادي والعشرين ومؤشراتها، واستخدام استبانة لقياس امتلاك الطّلبة لمهارات القرن الحادي والعشرين. وخلُصت نتائج هذه الدّراسة إلى أن النّسبة المئوية لمهارات الحياة والعمل بلغت (46.4%) من النّسبة الكليّة من المهارات، والنّسبة المئوية لمهارات التّعلم والابتكار قد بلغت (35.7%)، والنّسبة المئوية لمهارات تكنولوجيا المعلمومات ووسائل الإعلام قد بلغت (17.9%)، وأن بعض المؤشرات التّابعة للمهارات لم تُظهر بشكل مباشر في مقرر التكّنولوجيا. كما وتشير النتائج إلى أن درجة امتلاك طلبة الصف العاشر لمهارات التعلم والابتكار كانت كبيرة حيث بلغت ما نسبته (78.1%) ، وأن امتلاك الطّلبة لمهارات تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال كانت كبيرة جداً حيث بلغت (81.1%)، أما بالنسبة لامتلاك الطّلبة لمهارات الحياة والمهنة كانت كبيرة جداً حيث بلغت ما نسبته (80.4%).

أما دراسة الحربي والجبر (2016) فقد هدفت إلى التعرف على مستوى وعي معلمي العلوم للمرحلة الابتدائية بمهارات المتعلمين للقرن الحادي والعشرين في محافظة الرس بالمملكة العربية السعودية، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، بحيث تكونت عينة الدراسة من (54) معلماً للعلوم، وهم جميع معلمي العلوم بمحافظة الرس، ولتحقيق هدف الدراسة استخدمت استبانة تكونت من (34) عبارة، وتوصلت الدراسة إلى أن مستوى وعي معلمي العلوم بالمرحلة الابتدائية بمهارات القرن الحادي والعشرين كان عاليا، كما وأظهرت نتائج الدراسة انخفاض في مستوى وعي معلمي العلوم بمهارات التفكير عن المتوسط العام لمهارات القرن الحادي والعشرين، وأظهرت عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) في مستوى وعي معلمي العلوم للمرحلة الابتدائية يعزى للخبرة في مجال التدريب. وأوصت الدراسة بضرورة توعية المعلمين بمهارات مجال طرق التفكير، وذلك بإقامة دورات تدريبية للمعلمين.

وهدفت دراسة غانم (2016) التعرف إلى سبب تدني مستوى معلمي العلوم للمرحلة الابتدائية في كفايات معلم القرن الحادي والعشرين، وضعف الكفايات المعرفية بمهارات القرن الحادي والعشرين، كما وهدفت الدراسة إلى رفع مستوى الكفايات المعرفية لدى معلمي العلوم في المرحلة الابتدائية في ضوء كفايات معلم القرن الحادي والعشرين، وقياس أثر وحدة تدريبية مقترحة في إكساب بعض الكفايات المعرفية، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي لتحديد نواتج التعلم في القرن الحادي والعشرين، وكفايات معلم القرن الحادي والعشرين، وإعداد البرنامج التدريبي المقترح، واستخدمت المنهج شبه التجريبي في قياس أثر البرنامج في إكساب المعلمين الكفايات المعرفية المحددة، واستخدام استبانة الاحتياجات التدريبية لمعلمي العلوم بالمرحلة الابتدائية في ضوء كفايات معلم القرن الحادي والعشرين، واختبار الكفايات المعرفية، وكانت عينة الدراسة عينة طبقية عشوائية مكونة من (22) معلماً من مدينة القاهرة في مصر، وأظهرت النتائج وجود فرق دال بين نتائج الاختبار القبلي والبعدي لاختبار الكفايات المعرفية، كما أكدت النتائج أن حجم تأثير البرنامج كان كبيراً، واتضح أثر البرنامج المقترح في إكساب الكفايات المعرفية لمعلم القرن الحادي والعشرين. وأوصت الدراسة بضرورة تدريب معلمي العلوم بالمرحلة الابتدائية على دمج مهارات القرن الحادي والعشرين في المناهج وأنشطة التدريس والتقويم.

عند استعراض الدراسات السابقة يتبين عدم وجود دراسات تناولت مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية لمهارات القرن الحادي والعشرين بعكس الدراسات السابقة التي تناولت امتلاك المعلمين وتمكنهم من مهارات القرن الحادي والعشرين، وأخرى تناولت امتلاك الطلبة لهذه المهارات، ومن خلال الاطلاع على هذه الدراسات تبيّن بعض نقاط الاتفاق بينها وبين الدراسة الحالية، فقد اتفقت الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة في منهج الدراسة والمتمثل في المنهج الوصفي، واتفقت مع دراسة السيد (2018)، ودراسة كارلو وآخرين (Claro et al, 2018)، ومهدي (2018)، والهويش (2018)، والحربي والجبر (2016)، وغانم (2016) في دراستها للمعلمين وامتلاكهم لمهارات القرن الحادي والعشرين وقدرتهم على تعليمها للطلاب، بينما اختلفت مع دراسة ملحم (2017)، وبعطوط (2017)، في تحليل المحتوى في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين، واختلفت هذه الدراسات في تناولهما للطلاب، بينما تناولت الدراسة الحالية المعلمين.

تميزت الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة بشكل رئيس في تحديد مدى ممارسة المعلمين والمعلمات لمهارات القرن الحادي والعشرين، وكما تميزت باختيار مادة لم تتطرق لها الدراسات السابقة، وهي مادة العلوم الاجتماعية والوطنية، كما تميزت أيضاً في مجتمع الدراسة وعينته، والمتمثلة في معلمي ومعلمات العلوم الاجتماعية للمرحلة الأساسية في محافظة الكرك، فهي المنطلق والقاعدة الأساسية لكل المراحل اللاحقة.

وفي ضوء الدراسات السابقة استفاد الباحث من تلك الجهود في عدة مجالات منها: الاهتداء إلى بعض المصادر العربية والأجنبية التي تناولت موضوع الدراسة، وصياغة منهجية الدراسة، وتحديد المتغيرات الرئيسية والفرعية للدراسة ومدى إمكانية تأسيس العلاقة بينها، والإسهام في بناء بعض أركان الأدب النظري للدراسة، كما تم الاستفادة من الدراسات السابقة في مناقشة نتائج الدراسة الحالية والمقارنة بين نتائج الدراسات السابقة ونتائج الدراسة الحالية، من حيث مدى الاتفاق والاختلاف، والاستفادة من الدراسات السابقة في تطوير أداة الدراسة.

مشكلة الدِّراسة وأسئلتها

لاحظ الباحث من خلال عملها في الميدان التّربوي، عدم امتلاك كثير من الطلبة لمهارات عديدة، مثل مهارات التفكير العليا، وتوظيف التكنولوجيا والتواصل وحل المشكلات، ونتيجة لتطوير وزارة التربية والتعليم كافة المناهج، وخصوصاً للمرحلة الأساسية، ونظراً للاتجاهات العالمية والمحلية التي دعت إلى التركيز على المهارات التي يحتاجها الطلبة لاعدادهم للحياة مثل مهارات القرن الحادي والعشرين، وبخاصة للمرحلة الاساسية، ونتيجة لتباين امتلاك هذه المهارات من قبل المعلمين، وممارستها في التعليم، مما ولد دافعاً للوقوف على مدى ممارسة المعلمين لهذه المهارات، وفي ضوء المعطيات السابقة، جاءت هذه الدراسة التي تهتم بمدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن. ويمكن تحديد مشكلة الدراسة من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:

  1. ما مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن؟
  2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) في مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، تعزى لمتغير الجنس والخبرة والمؤهل العلمي؟

أهداف الدِّراسة

سعت هذه الدِّراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:

  1. معرفة مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن.
  2. الكشف عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) في مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، تعزى لمتغير الجنس والخبرة والمؤهل العلمي.

أهمية الدِّراسة

تبرز أهمية هذه الدراسة من خلال ما يأتي:

  1. تأتي أهمية الدراسة الحالية تماشياً مع حركات تطوير المناهج العامة واساليب التدريس، وذلك استجابة للتوجهات المحلية والعالمية الداعمة لتضمين المناهج لمهارات القرن الحادي والعشرين، وممارسة المعلمين لها.
  2. هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تحاول الوقوف على مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن.
  3. ستقدم هذه الدراسة انطباعاً عن مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، بحيث تبين مدى تقدم وتطور معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية في ضوء مضامين مهارات القرن الحادي والعشرين.

التعريفات المفاهيمية والإجرائية

معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية: هم المعلمون والمعلمات الذين يدرسون مادة العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الأساسية للصف (الرابع، والخامس الأساسي)، في المدارس الحكومية التابعة لمديرية التربية والتعليم في منطقة الكرك للعام الدراسي (2021-2022).

المرحلة الاساسية: هي احدى مراحل التدريس العام، وتعد من مراحل التدريس الالزامية، والتي تشمل الصف (الرابع، والخامس الأساسي).

مهارات القرن الواحد والعشرين: هي مجموعة من المهارات والقدرات التي يحتاجها الطّلبة، للتّعلم والابتكار، والاستخدام الأمثل للمعلومات، والوسائط والتّكنولوجيا، والمتمثلة في (مهارات التعاون والعمل ضمن الفريق، مهارات الثقافة الحاسوبية وتقنية المعلومات، المهارات المهنية والتعليم المعتمد على الذات، مهارات الانتاجية العالية)، والمتوقع ممارستها من قبل معلمي العلوم الاجتماعية، من أجل النّجاح في القرن الحادي والعشرين، والتي سيتم رصدها من وجهة نظرهم.

حدود الدراسة

ستقتصر هذه الدِّراسة على مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الأساسية (الصف الرابع والخامس الأساسي) لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، والمتمثلة في (مهارات التعاون والعمل ضمن الفريق، مهارات الثقافة الحاسوبية وتقنية المعلومات، المهارات المهنية والتعليم المعتمد على الذات، مهارات الانتاجية العالية)، وسيتم تطبق الدراسة على عينة من معلمي ومعلمات العلوم الاجتماعية والوطنية في المدارس الحكومية في مديرية التربية والتعليم في قصبة الكرك، للعام الدراسي (2021-2022).

المنهجية والتصميم

منهج الدراسة

تم استخدام المنهج الوصفي لملاءمته أهداف الدراسة، والتي تهتم بدراسة مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، واستخدمت الاستبانة وسيلة لجمع البيانات.

مجتمع الدراسة وعينته

تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمي ومعلمات العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الأساسية (الرابع، والخامس) في المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم في محافظة الكرك، للعام الدراسي (2021/2022)، والبالغ عددهم (143) معلماً ومعلمة، حيث تكونت عينة الدراسة من (97) معلماً ومعلمة تم اختيارهم بالطريقة العشوائية البسيطة.

أداة الدراسة

قام الباحث بتصميم أداة للدراسة تمثلت باستبانة لجمع البيانات، والإجابة عن أسئلة الدراسة، وقد تم تصميم الاستبانة بهدف معرفة مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، حيث تكونت الاستبانة من (30) فقرة، متضمنة (4) مجالات، تمت الإجابة عليها من خلال تدريج مكون من خمسة نقاط هي: (بدرجة كبيرة جداً، بدرجة كبير، بدرجة متوسط، بدرجة قليلة، بدرجة قليل جداً) والدرجات المقابلة لهذه البدائل للفقرات هي (5،4،3،2،1) على التوالي.

صدق أداة الدراسة:

تم عرض أداة الدراسة على مجموعة من المحكمين من ذوي الخبرة والاختصاص من حملة درجة الدكتوراة والماجستير في المناهج واساليب التدريس، وعدد من مشرفي ومعلمي العلوم الاجتماعية، بهدف التحقق من صدقها، ومدى انتماء كل فقرة من فقرات الاستبانة للبعد الذي تنتمي اليه، وقد تم الأخذ بمقترحاتهم وملاحظاتهم، وإجراء التعديلات المطلوبة.

صدق الاتساق الداخلي لأداة الدراسة:

تم التحقق من تجانس فقرات الأداة داخلياً باستخدام طريقة الاتساق الداخلي، وهي إحدى طرق صدق التكوين، حيث تم توزيع الأداة على عينة استطلاعية من مجتمع الدراسة ومن خارج عينته، وبلغ عددهم (21) معلماً ومعلمة من معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية، وتم إيجاد معامل الارتباط لكل فقرة من فقرات الأداة مع الدرجة الكلية للمجال الذي تنتمي اليه، والجدول (1) يوضح نتائج ذلك.

جدول (1) معامل ارتباط كل فقرة من فقرات الأداة مع الدرجة الكلية للمجال الذي تنتمي ليه

فقرات المجال الأول معامل الارتباط فقرات المجال الثاني معامل الارتباط فقرات المجال الثالث معامل الارتباط فقرات المجال الرابع معامل الارتباط
1 *0.54 8 *0.72 15 *0.61 24 *0.74
2 *0.71 9 *0.68 16 *0.61 25 *0.78
3 *0.49 10 *0.53 17 *0.52 26 *0.74
4 *0.62 11 *0.71 18 *0.48 27 *0.86
5 *0.81 12 *0.57 19 *0.76 28 *0.89
6 *0.52 13 *0.69 20 *0.58 29 *0.90
7 *0.46 14 *0.70 21 *0.71 30 *0.78
22 *0.62
23 *0.59

*دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (α≤ 0.05)

كما تم ايجاد معامل الارتباط لكل مجال من مجالات الأداة مع الدرجة الكلية للأداة، والجدول (2) يوضح نتائج ذلك.

الجدول (2) معامل ارتباط كل مجال من مجالات الأداة مع الدرجة الكلية للأداة

المجال معامل الارتباط
المهارات المهنية والتعليم المعتمد على الذات *0.72
مهارات التعاون والعمل الجماعي *0.62
مهارات الانتاجية العالية *0.83
مهارات الثقافة الحاسوبية وتقنية المعلومات *0.66

*دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (α≤ 0.05)

يشير الجدول (1) والجدول (2) أن جميع معاملات الارتباط لكل فقرة من فقرات الأداة، والدرجة الكلية للمجال الذي تنتمي اليه الفقرة، كانت دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (α≤ 0.05)، وكذلك تشير معاملات الارتباط لكل مجال من مجالات الأداة والدرجة الكلية للأداة إلى انها دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (α≤ 0.05)، وهذا يشير إلى صدق الاتساق الداخلي للأداة.

ثبات أداة الدراسة

تم التحقق من ثبات الأداة من خلال العينة الاستطلاعية ذاتها، حيث تم التحقق من ثبات الأداة ومجالاتها ودرجتها الكلية باستخدام معامل كرونباخ ألفا، والجدول (3) يوضح ذلك.

جدول (3)

معاملات الثبات لمجالات الاداة ودرجتها الكلية

المجال معامل الثبات
المهارات المهنية والتعليم المعتمد على الذات 0.82
مهارات التعاون والعمل الجماعي 0.86
مهارات الانتاجية العالية 0.81
مهارات الثقافة الحاسوبية وتقنية المعلومات 0.89
الأداة ككل 0.91

من خلال قيم معاملات الثبات المشار اليها في الجدول (3) يتضح أن مجالات الأداة والأداة ككل تتمتع بدرجة مرتفعة من الثبات، وتعد هذه القيم جيدة ومقبولة لغايات هذه الدراسة.

اجراءات الدراسة

لتحقيق أهداف الدراسة تم اتباع الإجراءات الآتية:

  1. حصول الباحث على كتاب موافقة من الجهات المختصة، لتسهيل مهمة الباحث في اجراءات تطبيق دراستها.
  2. الرجوع إلى الادب التربوي السابق، واستقراء العديد من الدراسات والاستفادة منها في بناء أداة الدراسة.
  3. تم إعداد استبانة من قبل الباحث، والتي تهتم بدراسة مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، وعرضها على مجموعة من المحكمين من ذوي الخبرة والاختصاص في هذا المجال، من حيث تحقيقها لاهداف الدراسة، ومدى انتماء كل فقرة من فقرات الاستبانة للبعد الذي تنتمي اليه.
  4. تم تطبيق الاستبانة على مجموعة استطلاعية، للتأكد من صدقها وثباتها، والتاكد من صلاحية فقراتها في تحقيق أهداف الدراسة.
  5. تم تطبيق الاستبانة الكترونياً على مجتمع الدراسة من معلمي ومعلمات العلوم الاجتماعية والوطنية للصفوف (الرابع والخامس الأساسي) في محافظة الكرك.
  6. جمع البيانات لعينة الدراسة التي استجابت على الاستبانة، وتفريغ البيانات ورصد نتائجها وإجراء التحليلات الإحصائية المناسبة باستخدام (SPSS)، للوصول إلى نتائج الدراسة ومناقشتها.
  7. تم تحديد درجة مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، بإستخدام المعادلة الأتية:
  • (القيمة العليا للبديل- القيمة الدنيا للبديل)÷عدد المستويات= المدى لكل مستوى
  • (5-1)÷3= 1.33 المدى، وبذلك تكون المستويات:
  • من (1-2.33) منخفضة
  • من (2.34-3.67) متوسطة
  • من (3.68-5) مرتفعة

المعالجات الإحصائية

للإجابة على أسئلة الدراسة تم استخدام المعالجات الإحصائية باستخدام الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS) على النحو الاتي:

  1. للإجابة عن السؤال الأول تم استخدام المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب.
  2. للإجابة عن السؤال الثالث تم استخدام اختبار تحليل التباين الثلاثي، للكشف عن فروق ذات دلالة احصائية في مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، تعزى لمتغير الجنس والخبرة والمؤهل العلمي.

عرض النتائج ومناقشتها

نتائج السؤال الأول والذي نصه: “ما مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الأساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن؟”

للإجابة عن هذا السؤال، تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لأبعاد الاستبانة والدرجة الكلية لدرجة ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الأساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، والجدول (4) يوضح ذلك.

الجدول (4)

المتوسطات الحسابية والانحارافات المعيارية لابعاد الاستبانة والدرجة الكلية لها

البعد الوسط الحسابي الانحراف المعياري
المهارات المهنية والتعليم المعتمد على الذات 2.63 0.47
مهارات التعاون والعمل الجماعي 4.00 0.44
مهارات الانتاجية العالية 3.04 0.53
مهارات الثقافة الحاسوبية وتقنية المعلومات 1.95 0.38
الأداة ككل 2.90 0.26

يتبين من الجدول (4) أن المتوسط الحسابي للدرجة الكلية لدرجة ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الاساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين، جاء في الدرجة المتوسطة، إذ بلغ المتوسط الحسابي (2.90) وبانحراف معياري (0.26)، وجاءت ابعاد هذه الاستبانة في الدرجات المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة، حيث جاء البعد الثاني والذي يمثل “مهارات التعاون والعمل الجماعي” في الرتبة الأولى، بمتوسط حسابي (4.00) وبدرجة مرتفعة، وجاء البعد الثالث في الرتبة الثانية والذي يمثل “مهارات الانتاجية العالية” بمتوسط حسابي (3.04) وبدرجة متوسطة، كما جاء البعد الأول في الرتبة الثالثة والذي يمثل “المهارات المهنية والتعليم المعتمد على الذات” بمتوسط حسابي (2.63) وبدرجة متوسطة ايضاً، اما البعد الرابع فقد جاء بالرتبة الرابعة والاخيرة والذي يمثل “مهارات الثقافة الحاسوبية وتقنية المعلومات” بمتوسط حسابي (1.95) وبدرجة منخفضة.

كما تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب لفقرات البعد الأول والذي يمثل التخطيط للدرس، والجدول (5) يوضح ذلك.

الجدول (5)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب لفقرات البعد الثاني والذي يمثل تنفيذ الدرس مرتبة تنازلياً

الرقم الفقرة المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الرتبة المستوى
14 يهتم المعلم بالمواقف التعليمية التي توجه الطلبة للمشروعات الجماعية ضمن الفريق الواحد 4.33 0.97 1 مرتفعة
11 ينمي المعلم اتجاهات ايجابية في العمل التعاوني لدى الطلبة. 4.14 0.94 2 مرتفعة
12 يوجه المعلم الطلبة إلى استثمار نقاط القوة المتضمنة في الآخرين. 4.13 0.94 3 مرتفعة
13 يبتكر المعلم مشكلات ومواقف غير مالوفة تتطلب عمل جماعي لحلها. 4.13 1.18 3 مرتفعة
9 يحث المعلم الطلبة على المشاركة والتعاون مع الاخرين بفاعلية. 3.95 1.46 5 مرتفعة
18 يستكشف المعلم حاجة الطلبة لمعرفة طبيعة ونوعية المعلومات وطرق توظيفها من اجل الحصول على التعلم المطلوب. 3.80 1.22 6 مرتفعة
8 ينمي المعلم مهارات تفاعل الطلبة مع الآخرين (كالاصغاء والتحدث). 3.79 1.48 7 مرتفعة
19 يعزز المعلم المقدرة على توجيه أسئلة ذات مغزى تساعد في توجيه عملية التخطيط نحو المطلوب. 3.72 1.34 8 مرتفعة
10 يحث المعلم الطلبة على التوازن والاعتدال. 3.51 1.03 9 متوسطة
15 يعرض المعلم مواقف ايجابية تتيح الفرصة لدى الطلبة لتحمل المخاطر. 3.42 1.55 10 متوسطة
17 يتوقع المعلم العقبات التي تواجه الطلبة ويخطط لها. 3.36 1.20 11 متوسطة
16 يعزز المعلم حل مشكلات الطلبة بفعالية وكفاءة لتحقيق الأهداف. 3.21 1.60 12 متوسطة
4 يستفيد المعلم من التغذية الراجعة بفاعلية في تصويب ااثغرات. 3.18 1.01 13 متوسطة
20 يقوم المعلم بتحديد التساؤلات التي تؤدي إجاباتها إلى نتائج عملية. 3.14 1.31 14 متوسطة
2 يوضح المعلم الأهداف التعليمية ويتيح للطلبة حرية تحقيقها بالطريقة المناسبة. 2.96 0.68 15 متوسطة
7 يقدم المعلم المادة التعليمية بطريقة مشتقة من التجارب الحياتية اليومية. 2.79 0.95 16 متوسطة
5 يهيئ المعلم الطلبة للقيام بادوار ومسؤوليات متنوعة. 2.63 0.98 17 متوسطة
21 يتيح المعلم اختبار المعلومات والمصادر الجديدة من اجل اصدار أحكام وآراء مثلى للعمل. 2.52 1.24 18 متوسطة
1 ينمي المعلم الشعور بالمسؤولية لدى الطلبة وتحملهم للنتائج. 2.40 0.99 19 متوسطة
6 يحفز المعلم الطلبة على التساؤل والتأمل الذاتي. 2.25 1.04 20 منخفضة
3 يعطي المعلم فرصة لتجاوز متطلبات المنهج التقليدي إلى التوسع في التعلم بالاستكشاف. 2.20 0.91 21 منخفضة
22 يواجه المعلم التحديات والتعقيدات التي تواجه الطلبة بخطط بديلة. 2.19 1.00 22 منخفضة
24 يحث المعلم الطلبة على جمع المعلومات من مصادرها. 2.04 0.75 23 منخفضة
27 يحث المعلم الطلبة على استخدام المعلومات بشكل دقيق ومتخصص. 2.02 0.88 24 منخفضة
30 يحث المعلم الطلبة باصدار الاحكام على مدى فاعلية الوسائل والتقنيات المختلفة. 2.01 0.73 25 منخفضة
23 يحث المعلم الطلبة على متابعة انفسهم بانفسهم من أجل التقدم في انجاز الخطة. 1.98 0.65 26 منخفضة
29 يوظف المعلم مواقف حياتية يومية تنمي مهارات الاتصال لدى الطلبة. 1.95 0.76 27 منخفضة
26 يحث المعلم الطلبة على استخدام المعلومات التي تواكب المستجدات الحاسوبية الحديثٌة. 1.94 0.67 28 منخفضة
25 يبتكر المعلم مواقف تتطلب توظيف واستخدام التقنيات الحديثة. 1.86 0.69 29 منخفضة
28 يوجه المعلم الطلبة للاستفادة من وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي. 1.80 0.70 30 منخفضة
الأداة ككل 2.90 0.26 منخفضة

يتبين من الجدول (5) أن المتوسط الحسابي الكلي للاستبانة جاء في الدرجة المتوسطة، إذ بلغ المتوسط الحسابي الكلي (2.90) بانحراف معياري (0.26)، وجاءت فقرات هذه البعد في الدرجة المنخفضة والمتوسطة والمرتفعة، حيث كانت في الرتبة الأولى الفقرة (14) والتي تنص على “يهتم المعلم بالمواقف التعليمية التي توجه الطلبة للمشروعات الجماعية ضمن الفريق الواحد” بمتوسط حسابي (4.33) وبدرجة مرتفعة، وجاءت الفقرة (28) بالرتبة الاخيرة والتي تنص على “يوجه المعلم الطلبة للاستفادة من وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي” بمتوسط حسابي (1.80) وبدرجة منخفضة.

وتعزى هذه النتائج إلى أن معلمي العلوم الاجتماعية يمتلكون مهارات الحياة والمهنة بشكل متوسط، حيث أنهم يتعرضون إلى ضغوطات الحياة المختلفة ويعيشون حياة اقتصادية صعبة تجعلهم يجهدون في مواجهة تلك الصعوبات، كما يعزى ذلك إلى قلة اهتمام وزارة التربية والتعليم على تنمية قدرة المعلمين على توظيف التفكير الناقد وحل المشكلات والتواصل والتعاون، وقلة الامكانيات التي حالت دون توفير البنية التحتية للمستحدثات التكنولوجية من حيث حواسيب واجهزة التعلم الرقمية والتكنولوجية، وتعزى هذه النتيجة إلى قلة عقد الدورات وبرامج التأهيل التربوي التي تجريها الوزارة، والتي تعنى باكساب معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية لمهارات القرن الحادي والعشرين، وربما يكون ضعف المعلمين في استخدام هذه المهارات لقلة عدد الحصصة مقارنة مع زخامة المنهاج، مما يتطلب الاسراع في تقديم المادة المقررة وفق الخطة، حيث اتتفق الدراسة الحالية لما توصلت إليه الدراسات السابقة، مثل دراسة كارلو وآخرين (Claro et al, 2018)، ودراسة الهويش (2018)، واختلفت هذه الدراسة مع دراسة الحربي والجبر (2016)، والتي اشارت إلى مستوى امتلاك المعلمين لمهارات القرن الحادي والعشرين كانت مرتفعة.

نتائج السؤال الثاني والذي نصه: “هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) في مدى ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الأساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، تعزى لمتغير الجنس والخبرة والمؤهل العلمي؟”

للاجابة عن هذا السؤال، تم استخدام تحليل التباين الثلاثي (Three Way ANOVA)، للكشف عن وجود فروق في درجة ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الأساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، تعزى لمتغير الجنس والخبرة والمؤهل العلمي، والجدول (6) يوضح ذلك.

جدول (6)

نتائج اختبار تحليل التباين الثلاثي (Three Way ANOVA) للكشف عن وجود فروق في درجة ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الأساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين

مصدر التباين مجموع المربعات درجات الحرية متوسط المربعات قيمة F مستوى الدلالة
الجنس 0.267 1 0.267 3.94 0.055
المؤهل العلمي 0.109 1 0.109 1.62 0.207
الخبرة 0.042 2 0.021 0.31 0.734
الجنس * المؤهل 0.014 1 0.014 0.21 0.645
الجنس * الخبرة 0.107 2 0.053 0.79 0.458
المؤهل * الخبرة 0.263 2 0.131 1.94 0.150
الجنس * المؤهل * الخبرة 0.132 2 0.066 0.98 0.381
الخطأ 5.761 85 0.068
الكلي 6.721 96

يشير الجدول (6) ومن خلال قيمة (F) ومستوى الدلالة المرافق لها، إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيةً بين المجموعات في المتوسطات الحسابية في درجة ممارسة معلمي العلوم الاجتماعية والوطنية للمرحلة الأساسية لمهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظرهم في الأردن، تعزى لمتغير الجنس والخبرة والمؤهل العلمي.

وتعزى هذه النتائج إلى أن المعلمين والمعلمات، يمتلكون نفس المؤهل الأكاديمي، وبشكل عام فهم خريجي نفس الجامعات، ويعيشون البيئة الاجتماعية نفسها، إضافة للانفتاح منقطع النظير الذي يشهده عالم اليوم على الوسائل التكنولوجية والتقنيات الحديثة فقلما نجد معلما أو معلمة لا يمتلك مفاتيح هذا العلم الواسع، أو لا يجيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مما يدعو بالضرورة إلى عدم وجود فروق بين المعلمين والمعلمات في مدى ممارسة مهارات القرن الحادي والعشرين، وقد تعود النتيجة المتعلقة بالخبرة إلى أن المعلمين يكتسبون الخبرة من العملية التعليمية في السنوات القليلة الأولى من عمله، وبالتالي فإن السنوات التي تلي ذلك تصبح تكراراً واستنساخاً للسنوات السابقة في كل المجالات سواء مهارات القرن الواحد والعشرين أم غيرها، أما بالنسبة للنتيجة المتعلقة بالمؤهل العلمي فقد تعزى إلى أن المرحلة التي يعلمها المعلم لا تحتاج إلى تعمق في التخصص وبالتالي فإن جميع المعلمين، ومن كافة المستويات يمتلكون نفس المهارات، كما قد يكون اهتمام المعلمين بالتكنولوجيا ومهارات الحية هو نفس الاهتمام وهو من متطلبات العمل في مهنة التدريس، كما أن هذه المهارات لايمكن اكتسابها من خلال الدرجات العلمية المتقدمة، وانما هي ممارسة شخصية قد يكتسبها المعلم من الدورات والورشات التدريبية، واجتهاداته الشخصية، بحيث لا تنحصر بجنس أو بمدى الخبرة أو من خلال المؤهل العلمي، وتتفق الدراسة الحالية لما توصلت إليه الدراسات السابقة، مثل دراسة دراسة الحربي والجبر (2016)، ودراسة الهويش (2018)، والتي أشارت إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيةً بين المجموعات في المتوسطات الحسابية تعزى لمتغير الجنس والخبرة والمؤهل العلمي واختلفت هذه الدراسة مع دراسة كارلو وآخرين (Claro et al, 2018)، التي اشارت غلى وجود فروق ذات دلالة احصائية في امتلاك مهارات القرن الحادي والعشرين تعزى لمتغير الخبرة، ولصالح الخبرة القليلة.

التوصيات

خرجت الدراسة الحالية اعتماداً على نتائجها بالتوصيات الأتية:

  1. ضرورة تنفيذ وزارة التربية والتعليم برامج تدريبية تهتم بتدريب المعلمين على مهارات القرن الحادي والعشرين، وكيفية ممارستها في الغرفة الصفية.
  2. تدريب المعلمون على انتاج البرامج التعليمية الالكترونية، وتوظيفها في تدعيم التعلم الذاتي لدى الطلبة، واستخدام المستحدثات التكنولوجية في عملية التعليم والتعلم.

المراجع والمصادر

ألكسو(2014) .إعداد الشباب العربي لسوق العمل: استراتيجية لإدراج ريادة الأعمال ومهارات القرن الحادي والعشرين في قطاع التعليم العربي. تونس: تونس، مطابع.pwc

بعطوط، صفاء. (2017). مدى اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين من وجهة نظر خريجي وخريجات قسم التربية الفنية بجامعة طيبة. دراسات عربية في التربية وعلم النفس، 5(89)، 331— 348.

الحربي، عبد الكريم والجبر، جبر. (2016). وعي معلمي العلوم بالمرحلة الابتدائية في محافظة الرس بمهارات المتعلمين للقرن الحادي والعشرين. المجلة التربوية الدولية المتتخصصة، 5(5)، 24-38.

خميس، ساما. (2018). مهارات القرن ال21: إطار عمل للتعلم من أجل المستقبل. مجلة الطفولة والتنمية مصر، 31(1)، 163-149.

سبحي، نسرين. (2016). مدى تضمين مهارات القرن الحادي والعشرين في مقرر العلوم المطور للصف الأول المتوسط بالمملكة السعودية. مجلة العلوم التربوية، 1(1)، 9-44.

السيد، علياء. (2018). نمذجة المحتوى معرفياً تربوياً تكنولوجياً لتنمية كفايات القرن الحادي والعشرين اللازمة لإعداد معلمي التعليم الأساسي_علوم قبل الخدمة. مجلة البحث العلمي في التربية، 6(19)، 531-571.

شلبي، نوال. (2014). إطار مقترح لدمج مهارات القرن الحادي والعشرين في مناهج العلوم بالتعليم الأساسي في مصر. المجلة التربوية المتخصصة، 3(10)، 26-52.

علي، كريمة. (2020). درجة احتواء كتاب العلوم للصف الرابع الأساسي لمهارات القرن الحادي والعشرين ومدى امتلاك معلمي العلوم لتلك المهارات في مدارس محافظة رام الله والبيرة. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة النجاح، فلسطين.

العمري، وصال. (2020). تضمين مهارات القرن الحادي والعشرين في كتب الفيزياء للمرحلة الأساسية العليا في الأردن. المجلة الأردنية في العلوم التربوية، 16(4)، 461-475.

غانم، تفيدة. (2016). برنامج تدريبي مقترح في كفايات معلم القرن الحادي والعشرين قائم على الاحتياجات التدريبية المعاصرة لمعلمي العلوم بالمرحلة الابتدائية وأثره في تنمية بعض الكفايات المعرفية لديهم. ورقة قدمت في: المؤتمر الدولي الأول لكلية التربية، جامعة عين شمس في القاهرة، جمهورية مصر العربية.

المساعيد، تركي. (2017). تحديات إعداد المعلمين وتأهيلهم في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين. ورقة مقدمة في: المؤتمر الرابع لكلية التربية والعلوم الأساسية بتاريخ 8/12/2021، عجمان، الإمارات العربية المتحدة.

معهد اليونسكو للإحصاء. (2012م). تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم في خمس دول عربية: تحليل مقارن لدمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والجاهزية الإليكترونية في مدارس: مصر والأردن وغمان وفلسطين وقطر. استرجع بتاريخ: 2021/12/25 من Communication/Documents une SCO.O. www.uis//: htt.

ملحم، أماني. (2017). درجة توافر مهارات القرن الحادي والعشرين في مقرر التكنولوجيا للمرحلة الأساسية العليا ودرجة امتلاك الطلبة لتلك المهارات. رسالة ماجستر غير منشورة، جامعة النجاح الوطنية، فلسطين.

مهدي، حسن ربحي (2018). فاعلية استراتيجية في التعلم الذكي تعتمد على التعلم في المشروع وخدمات جوجل في إكساب الطلبة المعلمين بجامعة الأقصى بعض مهارات القرن الحادي والعشرين. مجلة العلوم التربوية، 30(1)، 101-126.

الهويش، يوسف بن محمد بن إبراهيم (2018). التنمية المهنية لمعلمي المملكة العربية السعودية في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين. مجلة كلية التربية في العلوم التربوية، 42(1)، 246-282.

Binkley, M. Erstad, O. Herman, J. Raizen, S. Ripley, M. & Rumble, M. (2011). Defining 21st century skills, draft white paper. Melbourne, Australia, University of Melbourne.

Claro. M, Salinas. A, Cabello-Hutt.Tania, S. Martin. E, Preiss. D. David, V. Susana, Jara. I. (2018). Teaching in Digital Enviornment (TIDE): Defining and measuring teachers capacity to develop students digital information and communication skills. Computers and Education, 121, 162-174.

Craig, D. (2009). Report orthe Center of Public Education in America. Defining a 21st century education. Retrieved on: 21/12/2021 From http://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/download?doi=l O. I. I .460.8011 &rep=rep I & Lvperpdf.

Trilling, B. & Fadel, C. (2013). 21st century skills: Learning for life in our times. Riyadh: King Saud University.

NCREL & Metiri Group. (2003). Engage 2 IQ century skills: literacy in the digi•tal age. Retrieved 15-12-2021 from:http://www.ncrel.org/engauge/skills/skills.