المدرسة ودورها في تعزيز التنشئة الاجتماعية للطلبة

يسرى فتحي محمد المحافظة1

1 وزارة التربية والتعليم، الأردن.

HNSJ, 2022, 3(7); https://doi.org/10.53796/hnsj3718

Download

تاريخ النشر: 01/07/2022م تاريخ القبول: 21/06/2022م

المستخلص

هدفت الدراسة للتعرف على المدرسة ودورها في تعزيز التنشئة الاجتماعية للطلبة, وقد تناولت الدراسة دور المدرسة في تعليم مرتكزات التنشئة الاجتماعية الى تستند على تعليم الطلبة على حب الوطن وترسيخ جذور الوحدة الوطنية والتعرف على عدد من المعايير والعادات والقيم والتقاليد والأدوار الاجتماعية والرموز واللغات المشتركة التي تسهم في تعزيز معرفة الطالب ومساعدته في اكتساب المهارات والعادات اللازمة للمشاركة في مجتمعه.

واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لتحليل الظاهرة الاجتماعية التي تتلخص في التنشئة الاجتماعية وبيان دور المدرسة من خلال البيانات والتحليلات التي تبرز طريق ومنهج الدراسة.

وتوصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج والتوصيات حيث أكدت الدراسة على ان التنشئة الاجتماعية تعزز التجانس والتوافق والوئام بين أفراد المجتمع بل ترسخ جذور الوحدة الوطنية والتجانس المجتمعي, وأوصت بان على مدراء التربية ان يعززوا روح التعاون والتعاطف والإيثار والتسامح والتضحية والتعايش وان يعملوا على تقوية المهارات الاجتماعية كجزء من عملية التنشئة الاجتماعية.

الكلمات المفتاحية: التنشئة الاجتماعية، المدرسة، الدور.

Research title

The school and its role in promoting the socialization of students

Yousra Fatehy Mohamed Al-Mohafza1

1 Ministry of Education, Jordan.

HNSJ, 2022, 3(7); https://doi.org/10.53796/hnsj3718

Published at 01/07/2022 Accepted at 21/06/2021

Abstract

The study aimed to identify the school and its role in promoting the socialization of students. The study dealt with the role of the school in teaching the foundations of socialization based on educating students on patriotism and consolidating the roots of national unity and identifying a number of standards, customs, values, traditions, social roles, symbols and common languages ​​that contribute to Enhance the student’s knowledge and help him acquire the skills and habits necessary to participate in his community.

The study relied on the descriptive analytical approach to analyze the social phenomenon that is summarized in socialization and to clarify the role of the school through the data and analyzes that highlight the way and method of the study.

The study reached a set of results and recommendations, where the study confirmed that socialization enhances homogeneity, harmony and harmony among the members of society, rather it consolidates the roots of national unity and societal homogeneity, and recommended that education directors enhance the spirit of cooperation, sympathy, altruism, tolerance, sacrifice and coexistence, and that they work to strengthen social skills as part of From the process of socialization.

Key Words: socialization, school, role.

المقدمة

يشير التنشئة الاجتماعية إلى عملية يكتسب الأفراد من خلالها هوية شخصية ويتعلمون المعرفة واللغة والمهارات الاجتماعية المطلوبة للتفاعل مع الآخرين اضافة الى ذلك لا يتعلم الطلاب فقط المناهج الأكاديمية التي أعدها المعلمون ومديرو المدارس بل يتعلمون أيضًا القواعد الاجتماعية والتوقعات من التفاعلات مع الآخرين. كذلك يشير مصطلح التنشئة الاجتماعية إلى عملية وراثة وتعلم واستيعاب الأعراف والعادات والأيديولوجيات للثقافة والمجتمع. والتنشئة الاجتماعية هي الوسيلة الأساسية التي يبدأ بها الأطفال في اكتساب المهارات اللازمة لأداء دورهم كعضو فاعل في مجتمعهم.

إلى جانب التنشئة الاجتماعية هناك وظيفة بارزة أخرى للمدرسة ودورها في تعزيز التنشئة الاجتماعية وهي نقل الأعراف والقيم الثقافية إلى الأجيال الجديدة , حيث تساعد المدارس على تشكيل حالة من التجانس في خلق مجتمع واحد وبهوية وطنية مشتركة , وإعداد الأجيال القادمة لأدوار المواطنة الخاصة بهم. ويتم من خلالها تعليم الطلاب حول القوانين وطريقة حياتهم السياسية من خلال دروس مدنية ، ويتم تعليمهم حب الوطن من خلال طقوس مثل تحية العلم. يجب أن يتعلم الطلاب أيضًا قسم الولاء وقصص أبطال الأمة ومآثرها.

ويعتمد بقاء المجتمع على كيفية الحفاظ على درجة التجانس بين أعضائه. التنشئة الاجتماعية تديم وتعزز هذا التجانس من خلال تحديد أوجه التشابه الأساسية التي تتطلبها الحياة الجماعية في الطفل. تنتقل هذه المكونات الأساسية للحياة من خلال الأسرة والمدرسة والمسجد / الكنيسة / المعبد ومجموعة الأقران والسوق ووسائل الإعلام وما إلى ذلك.

مشكلة البحث : تكمن إشكالية الدراسة بالبحث في دور المدرسة في تعزيز التنشئة الاجتماعية للطلبة, باعتبار المدرسة هي المؤسسة الثانية للطالب بعد اسرته وفيها يتعلم مرتكزات التنشئة الاجتماعية الى تستند على تعليم الطلبة على حب الوطن وترسيخ جذور الوحدة الوطنية والتعرف على عدد من المعايير والعادات والقيم والتقاليد والأدوار الاجتماعية والرموز واللغات المشتركة التي تسهم في تعزيز معرفة الطالب ومساعدته في اكتساب المهارات والعادات اللازمة للمشاركة في مجتمعه. ليكون فردًا مقبولًا في المجتمع بالمقابل فإذا تحلت المدرسة عند دورها في التنشئة الاجتماعية فيكون الطالب منحرف وعاجز عن أداء واجباته بالشكل المطلوب .وتكون مخرجات المدرسة غير متوافق مع غايتها ووظيفتها..

أهمية الدراسة : تبرز أهمية الدراسة في غايتين , غاية علمية وغاية عملية

الأهمية العلمية : تكمن الأهمية العلمية في توفير دراسة علمية حديثه, قد تفيد الباحثين والمختصين في فهم مسألة المدرسة ودورها في تعزيز التنشئة الاجتماعية للطلبة لتكون رافد علمي للمكتبات الأردنية والعربية ومراكز البحث العلمي والمختصين وكل المؤسسات ذات الاهتمام الخاص.

الأهمية العملية : قد تسهم الدراسة في بيان دور المدرسة في تعزيز التنشئة الاجتماعية للطلبة, حيث للمدرسة أهمية بالغة في التنشئة الاجتماعية للطالب سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي او المعرفي ,وباعتبار المدرسة هي المرحلة التي من خلالها يتنقل الطالب من بيئة مغلقة وهي الأسرة الى بيئة مفتوحة تسعى في كسب الطالب للمغرفة والمهارات والعادات والقيم والانخراط في سلوكيات المجتمع

أهداف الدراسة : يمكن التعرف على أهداف الدراسة من خلال :

  1. التعرف على التنشئة الاجتماعية مفهومها وخصائصها , ومؤسساتها
  2. التعرف على دور المدرسة في تعزيز التنشية الاجتماعية للطلبة

أسئلة الدراسة : يمكن من خلال الدراسة الإجابة على التساؤلات التالية ك

  1. ما التنشئة الاجتماعية ؟ وما مفهومها وخصائصها , وما مؤسساتها؟
  2. ما دور المدرسة في التنشية الاجتماعية للطلبة ؟

منهجية الدراسة: تعتمد الدراسة في الوصول إلى نتائجها على المنهج الوصفي التحليلي، من خلال توضيح دور المدرسة في تعزيز التنشئة الاجتماعية للطلبة , حيث يسهم المنهج الوصفي التحليلي لتحليل الظاهرة الاجتماعية التي تتلخص في التنشئة الاجتماعية وبيان دور المدرسة من خلال البيانات والتحليلات التي تبرز طريق ومنهج الدراسة.

مصطلحات الدراسة

المدرسة : مؤسسة تعليمية او المكان الذي يتعلم فيه الطلاب حيث يقضون جل وقتهم في التعلم وممارسة الأنشطة المختلفة, وهناك من يرى بأن المدرسة مكان الدراسة وطلب العلم والمعرفة ، وتعرف كذلك بأنها نظام اجتماعي وتعليمي مستقل، وتهدف الى تنشئة الأجيال وإكسابهم المعرفة، وتتشكل من عدة مراحل، الأساسي والابتدائي والمتوسط، والثانوي( ششتاوي,2022 :2).

التنشية الاجتماعية : هي الطريقة التي ينقل المجتمع من خلالها ثقافته من جيل إلى جيل ويحافظ على نفسه. ،وقد تكون التنشئة الاجتماعية العملية التي يتعلم بها الفرد السلوك الاجتماعي ، ويطور نفسه. ويمكن ان تكون التنشية الاجتماعية عمليات التفاعل المعقدة التي يتعلم الفرد من خلالها العادات والمهارات والمعتقدات ومعايير الحكم اللازمة لمشاركته الفعالة في المجموعات الاجتماعية والمجتمعات(معن,2004 :60).

الدور: هو موقف او نمـوذج يرتكز على مجموعة من الحقوق والواجبات، ويرتبط الدور بحالة محددة داخل المجتمع ما أو يكون الدور سلوك او موقف اجتماعي معين، ومن خلاله يتحدد دور الشخص في أي اتجاه او موقف يمكن ان يتجه او يسير( جمعة ,2000 :38).

المبحث الاول : التنشئة الاجتماعية مفهومها وخصائصها , ومؤسساتها

التنشئة الاجتماعية مصطلح عام يستخدم لوصف العمليات التي تحدث بين المجتمع والبشر. ولكن بشكل أكثر تحديدًا هو مفهوم أساسي لعلم اجتماع التعليم. والتنشئة الاجتماعية مصطلح يستخدمه علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي والنظريات التربوية. ويشير هذا المصطلح إلى عملية وراثة وتعلم واستيعاب الأعراف والعادات والأيديولوجيات للثقافة والمجتمع. ومن خلال التنشئة الاجتماعية يطور المجتمع ثقافته من خلال عدد من المعايير والعادات والقيم والتقاليد والأدوار الاجتماعية والرموز واللغات المشتركة. فالتنشئة الاجتماعية تساعد الفرد على تعلم هذه القيم وترثها. أكثر من ذلك فهو يساعده على اكتساب المهارات والعادات اللازمة للمشاركة في مجتمعه. وبعبارة أخرى ، فإن التنشئة الاجتماعية تجعل الشخص فردًا مقبولًا في المجتمع من خلال تنمية قيم معينة. يمكننا القول أن التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يستمر من خلالها المجتمع والثقافة في الوجود( متاني, 2022 :3).

المطلب الأول : مفهوم التنشئة الاجتماعية وخصائصها

تعتبر التنشئة الاجتماعية أداة من أدوات المجتمع والنظام السياسي, ومن أهم مهمات التنشئة الاجتماعية قيامها بدعم الوحدة الوطنية, وترسيخ روح الاندماج الوطني الذي غالبا ما يتآكل في الدول ذات التباين الواضح في اللغات والأعراق والأديان، فوجود التنشئة الاجتماعية الصحيحة في الدولة ذات التباين العرقي والإيديولوجي والطائفي يساهم بصورة كبيرة في ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية. وقد ازداد الاهتمام في العقود الأخيرة بموضوع التنشئة السياسية كأحد أبعاد دراسة النظام السياسي في الدول( الاحبابي, 2006 :13).

إن التنشئة السياسية هي جزء من عملية التنشئة الاجتماعية للأفراد لا يمكن أن تتم بوجه واحد أو بأسلوب واحد, وباعتبار أن هذه العملية التنشيئية تبدأ مع الفرد منذ ولادته وتستمر معه حتى مماته، فإن الفرد أثناء ذلك يأخذ من المصادر ومن القنوات التي قد تختلف في أساليبها وأدواتها في التنشئة، ولكن في النهاية تتجه نحو هدف واحد، وهو إما تنشئة الفرد تنشئة اجتماعية وسياسية ويكون عضوا فاعلا في المجتمع الذي يعيش فيه، أو تنشئته تنشئة سلبية يكون فيها عبئا على المجتمع أو درجة ما بين الطرفين النقيضين(معن,2004 :61).

وتشترك التنشئة الاجتماعية مختلف مؤسسات المجتمع المدني كالأسرة، والمدرسة، وأفراد المجتمع كالأصدقاء، والأحزاب السياسية، ووسائل الإعلام, فالإنسان في مراحل حياته يعايش مؤسسات كثيرة في المجتمع بعضها اجبارية عليه كالأسرة أو المدرسة مثلا وبعضها طوعية من دون فرض, ومن خلال هذه المؤسسات يتلقى الخبرات والقيم واتجاهات ومبادئ يختزنها في ذاكرته ووجدانه لتساهم بطريق مباشر أو غير مباشر في تحديد مواقفه وسلوكياته في المستقبل ( السيد , 2004 :13).

التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يخضع لها الناس لتعلم المواقف والقيم والسلوكيات المناسبة لأعضاء ثقافة معينة, وهي كذلك عملية تستمر مدى الحياة وتتضمن العديد من القوى الاجتماعية المختلفة التي تؤثر على حياة الفرد, وتُعرف هذه القوى الاجتماعية باسم وكالات التنشئة الاجتماعية. ووكلاء التنشئة الاجتماعية مسؤولون بشكل مباشر عن التأثير على تنمية الذات ,وتلعب هذه العوامل دورًا مهمًا في تشكيل السلوك ؛ وعواطف وسلوكيات الشخص. وتعد الأسرة العامل الاجتماعي الأكثر تأثيرًا ، وتلعب وظائف الأسرة دورًا مهمًا في التنشئة الاجتماعية للفرد. ويمكن لمؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى مثل الدين والمدرسة أيضًا أن تملأ الدور الاجتماعي الذي تلعبه الأسرة على الفرد والأسرة

التنشئة الاجتماعية تعني تطور الدماغ البشري والجسد والموقف والسلوك وما إلى ذلك. وُتعرف التنشئة الاجتماعية بأنها عملية إدخال الفرد في العالم الاجتماع ,.ويشير مصطلح التنشئة الاجتماعية إلى عملية التفاعل التي يتعلم من خلالها الفرد المتنامي عادات ومواقف وقيم ومعتقدات المجموعة الاجتماعية التي ولد فيها(السملوطي,2003 :2)

وقد يُنظر إلى التنشئة الاجتماعية على أنها “تدخيل الأعراف الاجتماعية بحيث تصبح القواعد الاجتماعية داخلية للفرد ، بمعنى أنها مفروضة ذاتيًا وليست مفروضة عن طريق التنظيم الخارجي وبالتالي فهي جزء من شخصية الفرد. لذلك يشعر الفرد بالحاجة إلى التوافق. ثانيًا ، يمكن اعتبار التنشئة الاجتماعية عنصرًا أساسيًا للتفاعل الاجتماعي. في هذه الحالة ، ويصبح الأفراد اجتماعيين لأنهم يتصرفون وفقًا لتوقعات الآخرين. وترتبط العملية الأساسية للتنشئة الاجتماعية بالتفاعل الاجتماعي(حمودي,2000 :2)

فإن التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يتم من خلالها استيعاب الأعراف الداخلية لمجموعاته ، بحيث تظهر “ذات” مميزة ، فريدة من نوعها لهذا الفرد. ومن خلال عملية التنشئة الاجتماعية ، يصبح الفرد شخصًا اجتماعيًا ويبلغ شخصيته. وهناك من يرى ان التنشئة الاجتماعية “العملية التي يكتسب من خلالها الطفل محتوى ثقافيًا ، جنبًا إلى جنب مع الذات والشخصية”. ومن زاوية أخرى التنشئة الاجتماعية “على أنها عملية” نقل الثقافة ، وهي العملية التي يتعلم فيها الرجال قواعد وممارسات المجموعات الاجتماعية (مختار,1998: 11).

كذلك التنشئة الاجتماعية بأنها “التعلم الذي يمكّن المتعلم من أداء الأدوار الاجتماعية”. وهي عملية يكتسب الأفراد من خلالها الثقافة الموجودة بالفعل للمجموعات التي ينتمون إليها”. وكذلك وصفت بإنها العملية التي يكتسب من خلالها الفرد حديث الولادة ، عندما يكبر ، قيم المجموعة ويتم تشكيله في كائن اجتماعي.وتتم التنشئة الاجتماعية في مراحل مختلفة مثل الابتدائية والثانوية والكبار. تتضمن المرحلة الأولية التنشئة الاجتماعية للطفل الصغير في الأسرة. تشمل المرحلة الثانوية المدرسة والمرحلة الثالثة هي التنشئة الاجتماعية للبالغين(السملوطى , 2003 :87)

لذا فإن التنشئة الاجتماعية هي عملية التعلم الثقافي حيث يكتسب الشخص الجديد المهارات والتعليم الضروريين للعب دور منتظم في النظام الاجتماعي. والعملية هي نفسها بشكل أساسي في جميع المجتمعات ، وعلى الرغم من اختلاف الترتيبات المؤسسية تستمر عملية التنشئة الاجتماعية طوال الحياة مع ظهور كل حالة جديدة. لان التنشئة الاجتماعية هي عملية تكييف الأفراد في أشكال معينة من الحياة الجماعية ، وتحويل الكائن البشري إلى كائن اجتماعي ، وهو ما ينقل التقاليد الثقافية الراسخة( سميح ,2002 :65).

وهناك من يرى ان التنشئة الاجتماعية مصطلح عام يستخدم لوصف العمليات التي تحدث بين المجتمعات. ولكن بشكل أكثر تحديدًا هو مفهوم أساسي لعلم اجتماع التعليم. والتنشئة الاجتماعية مصطلح يستخدمه علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي والنظريات التربوية. ويشير هذا المصطلح إلى عملية وراثة وتعلم واستيعاب الأعراف والعادات والأيديولوجيات للثقافة والمجتمع. ويطور المجتمع ثقافة من خلال عدد من المعايير والعادات والقيم والتقاليد والأدوار الاجتماعية والرموز واللغات المشتركة. التنشئة الاجتماعية تساعد الفرد على تعلم هذه القيم وترثها. أكثر من ذلك ، فهو يساعده على اكتساب المهارات والعادات اللازمة للمشاركة في مجتمعه. وبعبارة أخرى ، فإن التنشئة الاجتماعية تجعل الشخص فردًا مقبولًا في المجتمع من خلال تنمية قيم معينة السيسي, 2007 :45).

خصائص التنمية الاجتماعية

لا تساعد التنشئة الاجتماعية في الحفاظ على القيم والمعايير الاجتماعية والحفاظ عليها فحسب ، بل إنها العملية التي يتم من خلالها نقل القيم والمعايير من جيل إلى جيل آخر. يمكن مناقشة خصائص التنشئة الاجتماعية على النحو التالي(شريف,3005 :55).

اولا: تغرس التنشئة الاجتماعية الانضباط الأساسي: فالتنشئة الاجتماعية تغرس الانضباط الأساسي. حيث يتعلم الشخص السيطرة على دوافعه. وقد يظهر سلوكًا منضبطًا للحصول على الموافقة الاجتماعية.

ثانيا : تساعد التنشئة الاجتماعية في السيطرة على السلوك البشري: حيث تساعد على التحكم في السلوك البشري. ويخضع الفرد منذ الولادة حتى الموت للتدريب ويتم التحكم في سلوكه بطرق عديدة, من أجل الحفاظ على النظام الاجتماعي ، كذلك هناك إجراءات أو آلية محددة في المجتمع. وتصبح هذه الإجراءات جزءًا من حياة الرجل ويتكيف الرجل مع المجتمع. ومن خلال التنشئة الاجتماعية ، يعتزم المجتمع السيطرة على سلوك أعضائه دون وعي.( الاسدي,2014 :221).

ثالثا : التنشئة الاجتماعية سريعة إذا كان هناك المزيد من الإنسانية بين وكالات التنشئة الاجتماعية:حيث تحدث التنشئة الاجتماعية بسرعة إذا كانت وكالات التنشئة الاجتماعية أكثر إجماعًا في أفكارهم ومهاراتهم. عندما يكون هناك تعارض بين الأفكار والأمثلة والمهارات المنقولة في المنزل وتلك التي تنتقل عن طريق المدرسة أو الأقران ، فإن التنشئة الاجتماعية للفرد تميل إلى أن تكون أبطأ وغير فعالة.

رابعا: التنشئة الاجتماعية تتم بشكل رسمي وغير رسمي: فالتنشئة الاجتماعية الرسمية تأخذ من خلال التوجيه المباشر والتعليم في المدارس والكليات. ومع ذلك ، فإن الأسرة هي المصدر الأساسي والأكثر تأثيرًا للتعليم. يتعلم الأطفال لغتهم وعاداتهم وأعرافهم وقيمهم في الأسرة.

خامسا: التنشئة الاجتماعية هي عملية مستمرة: فالتنشئة الاجتماعية هي عملية تستمر مدى الحياة. لا يتوقف عندما يصبح الطفل بالغًا. نظرًا لأن التنشئة الاجتماعية لا تتوقف عندما يصبح الطفل بالغًا ، يستمر استيعاب الثقافة من جيل إلى جيل. يديم المجتمع نفسه من خلال استيعاب الثقافة. ينقل أعضاؤها الثقافة إلى الجيل القادم ويستمر المجتمع في الوجود.( منصور,1995 :38).

ترى الباحثة ان التنشئة الاجتماعية تعزز القدرة الوظيفية للشخص الذي يتخلى من خلالها عن صفات الكائن البيولوجي ويصبح كائنًا اجتماعيًا. ويستمر الطفل في إجراء بعض التغييرات في سلوكه من الطفولة حتى الشيخوخة لأن هذا التغيير في السلوك مرغوب فيه للعيش في المجتمع ، كما يتعين علينا التصرف في أنشطة المجتمع المختلفة وفقًا لتوقعات أفراد المجتمع الآخرين. لهذا السبب يمكننا القول أن التنشئة الاجتماعية هي عملية ديناميكية.

المطلب الثاني : مؤسسات التنشئة الاجتماعية

مؤسسات التنشئة الاجتماعية عبارة عن مجموعة من المؤسسات الاجتماعية التي تشكل مراجل ومحطات التجارب الأولى للتنشئة الاجتماعية. مثل العائلة ، والرفقاء ، او مجموعات الأقران ، ومكان العمل ( الوظيفة).، والدين (لمعتقدات الدينية) ، ، ووسائل الإعلام كل هذه الوسائل تنقل التوجهات وتعزز المعايير. وتعمل على تعريف الطلبة على معتقدات وقيم المجتمع( رشوان ,2012 :56).

اولا: الأسرة : تعد الأسرة هي العامل الأول للتنشئة الاجتماعية, وتعد والأمهات والآباء والأشقاء والأجداد بالإضافة إلى أفراد الأسرة الممتدة ، كلهم ​​يزودون الطفل بما يحتاج إلى معرفته. وتعتبر الأسرة أصغر خلية في المجتمع والممثلة الأولى لشكل وطبيعة الثقافة، وفيها يبدأ الطفل حياته و يعيش مراحل طفولته الأولى. وترتبط بالأسرة بعوامل كثيرة لها دور في تحديد نمط التنشئة الاجتماعية، من أبرزها العلاقات داخل الأسرة: كعلاقة الأبوين فيما بينهما (انسجام، تنافس ,صراع، طلاق، نفور, غضب) و علاقة الإخوة فيما بينهم ( صداقة، مؤاخاة، عدوانية، كُره…) وعلاقة الوالدين بالإخوة (استبداد، إكراه , قسوة، حب، تفهم, احترام). و كذا علاقة الأسرة بالعالم الخارجي، إضافة إلى عوامل أخرى كالنمط الثقافي والعُرفي السائد داخل الأسرة (التقاليد والطقوس…) (حروش, 2005 :37).

كذلك من ابرز الممارسات التي يتلقاها الطفل هو كيفية استخدام الأشياء (مثل الملابس وأجهزة الكمبيوتر وأدوات الأكل والكتب والدراجات) ؛ كيف تتصل بالآخرين (“عائلة” ، “أصدقاء” ، “غرباء” أو “معلمين” أو “جيران”) ؛ وكيف يعمل العالم (ما هو “حقيقي” وما هو “خيال”). كما تعلم ، سواء من خلال التجربة الخاصة كطفل أو من دورك في المساعدة على تربية شخص ، فإن التنشئة الاجتماعية تشمل التدريس والتعلم والتعرف على العادات والتقاليد والقيم وكثير من الأشياء والأفكار التي لا تنتهي(نعيمة , 2002 :58).

وتعتبر القيم الخاصة لوحدة الأسرة مركزية في عملية التنشئة الاجتماعية. إذا نشأ طفل في أسرة حيث يتم تقييم وممارسة مناقشة الروابط مع الأشخاص من جميع الأعراق والأديان والأعراق ، فإن هذا الطفل يفهم التعددية الثقافية باعتبارها رصيدًا ضروريًا في المجتمع. على العكس من ذلك ، الطفل الذي نشأ مناقشاتنا وسلوكياتنا التي تفضل صراحة مجموعته العرقية أو الدينية على الآخرين ، يتعلم الطفل أن التعددية الثقافية مشكلة يجب تجنبها. يمكن أن يجلس هذان الطفلان بجانب بعضهما البعض في نفس الفصل الدراسي في مرحلة ما قبل المدرسة( العيسوي ,1985 :54).

وتؤثر العديد من العوامل الاجتماعية على طريقة تربية الأسرة لأطفالها. فعلى سبيل المثال يمكن استخدام الخيال الاجتماعي لإدراك أن السلوكيات الفردية تتأثر بالفترة التاريخية التي تحدث فيها. فمثلا كان هناك عادات أن يضرب الأب ابنه بملعقة خشبية أو حزام إذا أساء التصرف ، ولكن اليوم يمكن اعتبار هذا الإجراء نفسه إساءة معاملة للأطفال ويتنافى مع التربية الصحيحة ( رشوان,2012 :26).

ثانيا: المدرسة: تعد المدرسة ابرز المؤسسات التي تعد مرحلة الانطلاق والاختلاط مع العالم الاخر, فالطفل يخرج من مجتمع صغير متناغم ومتجانس نوعا ما وهو الأسرة إلى مجتمع كبير أقل تجانساً وهو المدرسة. وتُعد التجربة “المدرسية المرحلة الثانية في الانتقال من عالم صغير الأسرة الى عالم أكثر اتساعا وهو البيئة المدرسية سواء كانت رعاية نهارية أو روضة أطفال أو روضة ، حيث يقضي معظم الأطفال حوالي سبع ساعات يوميًا ،وما يقارب 180 يومًا في السنة في المدرسة ، مما يجعل من الصعب إنكار أهمية المدرسة في تنشئة الأطفال الاجتماعية ( عبد الحميد, 2021 :2).

كذلك المدرسة تعد احد مؤسسات المجتمع المدني في الاردن وبمختلف مراحلها الاساسية والثانوية وصولاً الى سلم التعليم الجامعي اللبنة الثانية في التنشئة الاجتماعية ثم السياسية ، حيث تسعى المدرسة الى ترسيخ القيم والمبادئ الوطنية بشكل اكبر في المرحلة الاولى من مراحل الدراسة من عمر (السادسة الى الثانية عشر) سنة ، وهي مصدراً هاماً ومختلفاً من مصادر التنشئة السياسية باعتبارها نقلة نوعية في حياة الطفل من حياته العادية غير المنظمة إلى بيئة تعليمية يتعلم فيها القراءة والكتابة والنظام والأخلاق والتربية، حيث إنه من خلال المدرسة يتوعى الطفل ويطلع على الأحداث السياسية الداخلية، أو الخارجية من خلال المقررات المدرسية ( عثمان , 2004 :23).

أن أهم ما يميز المدرسة كأداة من أدوات التنشئة السياسية عن غيرها من الأدوات أنها إلزامية ,وتعتبر المدرسة هي أول مؤسسة رسمية يرتبط بها الفرد في حياته لذا فهي الأداة الرسمية الأولى من أدوات التنشئة السياسية وتمهد المواطن لتقبل أدوار باقي أدوات التنشئة, والمدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الرسمية التي تقوم بوظيفة التربية ، ونقل الثقافة المتطورة وتوفير الظروف المناسبة لنمو الطفل جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً ، وتعلم المزيد من المعايير الاجتماعية ، والأدوار الاجتماعية (سميح, 2002 :2):

  1. تعلم الفرد المزيد من المعايير الاجتماعية في شكل منظم وتعلمه ادوار اجتماعية جديدة فهو يتعلم الحقوق والواجبات وضبط الانفعالات وغير ذلك
  2. تساهم المدرسة في ترسيخ الفكر و تكوين الاتجاهات حيث يتم التعامل مع المعلم كقيادة جديدة ونموذج سلوكي مثالي تعتبر المدرسة الاداه الأكثر أهمية في صياغة قيم وتوجهات الدولة والمجتمع في نفوس الناشئة من خلال المنهاج .

ثالثا : الأصدقاء ( الرفقاء) هم جيل الصداقة وهم أشخاص متشابهين في العمر والوضع الاجتماعي ويشاركون في الاهتمامات. وتبدأ التنشئة الاجتماعية لمجموعة من الأقران في السنوات الأولى في مواطن اللعب يمارسون العابهم ملتزمين بالقواعد المتعلقة التي تقيد قواعد اللعبة ، ومع نمو الأطفال إلى سن المراهقة ، تستمر هذه العملية. حيث تعتبر مجموعات الأقران مهمة للمراهقين بطريقة جديدة ، حيث يبدأون في تطوير هوية منفصلة عن والديهم ويمارسون حالة من الاستقلال. عن سلوكياتهم في الأسرة , وتقدم مجموعات الأقران أول تجربة تنشئة اجتماعية كبرى للمراهقين خارج نطاق عائلاتهم. ومن المثير للاهتمام ، أن الدراسات أظهرت أنه على الرغم من أن الصداقات تحتل مرتبة عالية في أولويات المراهقين ، إلا أن هذا يوازنها تأثير الوالدين(العيثاوي ,2015 : 3).

رابعا : مكان العمل(الوظيفة ) مثلما يقضي الأطفال معظم يومهم في المدرسة ، يستثمر العديد من البالغين وقت ما قدرًا كبيرًا من الوقت في مكان العمل. على الرغم من اندماجهم اجتماعيًا في ثقافتهم منذ الولادة ، إلا أن العمال يحتاجون إلى تنشئة اجتماعية جديدة في مكان العمل ، من حيث الثقافة المادية (مثل كيفية تشغيل آلة النسخ) والثقافة غير المادية (مثل ما إذا كان من المقبول التحدث مباشرة إلى الرئيس أو كيفية القيام بذلك) وتتطلب الوظائف المختلفة أنواعًا مختلفة من التنشئة الاجتماعية. فقد يعمل الكثير من الناس في وظيفة واحدة حتى سن التقاعد. مما يعني هذا أنه يجب على الناس أن يصبحوا اجتماعيين في مجموعة متنوعة من بيئات العمل وأن يكونوا اجتماعيين بها( العزي,2009 :2).

خامسا: المؤسسات الدينية : حيث تعتبر المساجد والمواقع الدنية دور في تنشئة الفرد على القيم والتعاليم الإنسانية , وهي احد مؤسسات المجتمع المدني في الأردن وأهمها: الكنيسة ، والمسجد ، والهيئات والمعاهد الدينية, ودور الارشاد , ومراكز تحفيظ القرآن, ولا شك أن النظام السياسي الأردني يستفيد كثيراً كلما زاد التطابق بين القيم التي يدعو إليها والقيم التي تتبناها المؤسسة الدينية ، وتعرض لتحديات إذا ما تضاربت القيم التي يدعو إليها والقيم التي تتبناها المؤسسة الدينية وهي تتمتع بهالة التقديس والإجماع العام على تدعيمها، فالدين له مؤسساته التي تعمل على تحقيق أهدافه وغاياته قامة الشعائر، ولا يقف الدين عند حدود العبادات الدينية بل إن الدور الذي تقوم به المؤسسات الدينية على اختلاف مشاربها في تنشئة الأفراد يكاد يعكس آثاره على بقية مؤسسات المجتمع الأخرى( الجدة، 2002 :12).

ويعتبر الدين هو وسيلة مهمة للتنشئة الاجتماعية لكثير من الناس, فكثير من دول العالم مليئة بالمعابد والكنائس والمساجد والمجتمعات الدينية المماثلة حيث يجتمع الناس للعبادة والتعلم. كالمؤسسات الأخرى ، وتعلم هذه الأماكن المشاركين في كيفية التفاعل مع الثقافة المادية للدين , أما بالنسبة لبعض الناس وترتبط كثير من الناس بالاحتفالات الهامة المتعلقة ببنية الأسرة – مثل الزواج والولادة – الاحتفالات الدينية. كذلك يعزز الدين المنظم مجموعة مشتركة من القيم الاجتماعية التي يتم تمريرها عبر المجتمع( خالد , 2001 :36).

سادسا : وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي :  تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي من اهم وسائل مؤسسات المجتمع المدني في الاردن, حيث تقوم الوسائل الإعلامية بتدعيم التنشئة السياسية بالثقافة السياسية بكافة قيمها حسب الجهة المشرفة على تلك الوسائل؛ فيستخدم الإعلام الرسمي في عمليات الدعاية والتوجيه لسياسة الدولة، أما الإعلام الحر فيركز على قيم سياسية تتمثل في مقاومة التسلط والدفاع عن حقوق الإنسان المقهور اجتماعي ، وسياسياً في ضمان استقلاليته. وتستطيع وسائل الإعلام الجماهيرية أن تصل إلى الغايات المنشودة والأهداف المرسومة فيما يخص التـنشئة السياسية وذلك عندما تتفق تلك الوسائل في عرضها للأفكار التي تريد إيصالها لأفراد المجتمع وأن لا تتعارض مع بعضها البعض لأن تعارضها يخلق بلبلة وتشويش لدى المواطنين مما يجعلهم ينقسمون أيديولوجياً وقيمياً ، اما وسائل التواصل الاجتماعي فقد اصبحت جزء مؤثر على المجتمعات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية , وبذلك تمارس التأثير المنظم في الرأي العام، ( الهرمزي,2016).

المبحث الثاني : دور المدرسة في التنشية الاجتماعية

نظرًا لأن الأطفال يأتون من خلفيات مختلفة ، فإن عمل المدرسة هو اعتراض وتغيير أو تعديل تلك الجوانب التي قد لا تكون مقبولة لدى المجتمع. في الوقت نفسه ، يتم تشجيع جوانب التدريب المفيدة. ويحدث معظم التعلم غير الرسمي بشكل أساسي في إطار مجموعة الأقران. تؤثر مجموعات الأقران على عملية التنشئة الاجتماعية في كل من المدرسة والأحياء. تمثل المدرسة جهدًا رسميًا وواعيًا من قبل المجتمع لإضفاء الطابع الاجتماعي على شبابه. وتقوم بذلك من خلال محتوى المناهج والأنشطة المشتركة للمناهج الدراسية. كما يقومون أيضًا بتكوين صداقات اجتماعية بين الشباب من خلال مواقف المعلمين والقيم التي ينقلونها إلى الطفل(الفنيش , 2004 :43).

يعمل المعلمون أيضًا كنماذج للطلاب, ويتعلم الطفل في المدرسة المهارات التي تعده إلى حد كبير لعالم العمل. ويُتوقع من المدارس رعاية التلاميذ أو تشكيلهم أو تشكيلهم بطرق تضمن تحقيق بعض المواقف والمهارات المحددة. وبالتالي ، فإن إنشاء إتقان أكاديمي ، وتعليم مهارات التفاعل الاجتماعي ، ومساعدة الطلاب على تطوير الالتزام والولاء المجتمعيين ، هي أمثلة على الأهداف التي من المتوقع أن تحققها المدارس بشكل معقول. كل هذه جوانب التنشئة الاجتماعية)الحاج,2003 :68).

التنشئة الاجتماعية في المدارس هي عندما يقوم بعض الناس بالتدريس بوعي ، بينما يأخذ آخرون دور المتعلم. هذا الشكل من التنشئة الاجتماعية يسمى التعليم. والتعليم مثل الأسرة هو تعليم عالمي وثقافي. على غرار الأسرة ينقل التعليم أيضًا الثقافة إلى الأطفال. وتعرّف المدرسة الأطفال على المعتقدات والمعايير والقيم الموجودة في ثقافتهم. ويتعرض الأطفال في الفصل الدراسي للكتب جنبًا إلى جنب مع الأفلام 0 السيس , 2007 :23).

ومن خلال التفاعل مع المعلمين وزملائهم في الفصل يتم تعريف الطلاب بمعايير المجتمعات وتوقعاتها. يؤدي هذا إلى إضفاء الطابع الاجتماعي على الطلاب في معايير وقيم ومعتقدات الثقافة السائدة في الولايات المتحدة. وتلعب المدرسة أيضًا دورًا في تشكيل الأطفال والتأثير عليهم كأفراد. ويعلم النظام المدرسي الأطفال كيفية عيش حياة منظمة ، ومن خلال تعريفهم بمعايير وقيم المجتمع يتم تعليمهم الالتزام بالمواعيد ، والانضباط ، والجدولة ، وعادات العمل المناسبة. كما هو الحال مع الأسرة ، وتفرض المدرسة أدوار الجنسين على الطلاب. ويتم تشجيع الطلاب الذكور على متابعة وظائفهم في الرياضيات والعلوم ، بينما يتم تشجيع الطالبات على العمل في وظائف مثل المعلمين. ويلعب نظام التعليم بطريقة مماثلة للأسرة دورًا رئيسيًا في التنشئة الاجتماعية (علي, 2004 :12).

ان المدرسة كمؤسسة لها تأثير مهم للغاية على تبني الأنماط الاجتماعية والثقافية لسلوك الطفل. إنها مكان تبني واختيار وتشكيل ، وتقليد المواقف والقيم والمعايير التي سيقدمها الطالب إلى مجتمعه وثقافته في المستقبل. إذا لم تتبنى الأجيال الجديدة أسلوبه في الحياة ، فإن المجتمع على هذا النحو يتوقف عن الوجود)عثمان ,2004 :22).

تمثل كل مدرسة بيئة اجتماعية محددة للغاية بغض النظر عن المناهج الوطنية المشتركة والأساس القانوني الذي يقوم عليه أداء المدرسة كمؤسسة. والمدرسة التي تسود فيها الثقافة الإيجابية ، جنبًا إلى جنب مع الجو المشجع الذي يعزز القيم الإيجابية ، والتسامح ، والتفاهم ، والشراكة ، والتعاون ، والمساواة ، والتقدير … تشجع على تبني مثل هذه الصفات لدى الطلاب أيضًا) شريف,2005 :58).

تساهم الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية لمدة ثلاث أو خمس سنوات من ولادة الطفل ، وهنا يتعلم الطفل الصفات الاجتماعية بطريقة غير رسمية ويستوعبها في سلوكه. بعد 3 أو 5 سنوات ، تكون مدرسته هي المكان الذي يتلقى فيه أولاً تعليمات لاكتساب المعرفة بالصفات الاجتماعية بطريقة رسمية. وفي المدرسة نفسها ، يكتسب الصفات الاجتماعية بطريقة رسمية وغير رسمية. المعلم مسؤول بشكل مباشر عن تنمية الصفات الاجتماعية للطفل في المدرسة ، والصفات الاجتماعية ، وتنقل الثقافة المعتقدات في جيل المستقبل من خلال التعليم ، لذلك يُطلق على المعلم أيضًا اسم باني الأمة أو المجتمع. مع العلم بأهمية المدرسة ، أن “المدرسة هي صورة مصغرة للمجتمع”. يساهم المعلمون في الشكل التالي في التنشئة الاجتماعية للأطفال المدارس مقابل العائلات من خلال الوظائف التالية (جمال,2021 , 1).

  1. المعلم أيضًا مشبع بالصفات الاجتماعية ، لذلك عندما يرى الطفل سلوك المعلم ، يحاول دمج ذلك في سلوكه. ويتم تلقي تدريب السياسة العامة في المدرسة نفسها.
  2. المعلم مسؤول مباشرة عن نقل هذا التدريب ؛ لذلك يجب أن يكون سلوك المعلم مثاليًا أيضًا. هذا هو سبب تسمية المعلم أيضًا باسم أشاريا. وأشاريا تعني من يجعل الطلاب يتبنون القيم والصفات الاجتماعية في سلوكهم ، من خلال سلوكه الخاص بشكل غير مباشر أكثر من التعليمات الشفهية. لذلك ، يجب على المعلم محاولة إنشاء نموذج أخلاقي أعلى من خلال سلوكه ، والذي يعمل دائمًا كمرشد للأطفال.
  3. يجب أن يحاول المعلم أن يجعل جو غرفة الصف وديًا ومتناغمًا ، بحيث يمكن التنشئة الاجتماعية للطفل أن تتم بشكل صحيح في تلك البيئة
  4. يجب على المعلم تسهيل جعل البيئة المدرسية متناغمة لأن الطفل يتعلم ويستوعب الصفات الاجتماعية ليس فقط في الفصل ولكن أيضًا من أصدقائه خارج الفصل. لذلك ، يجب على المعلم محاولة تطوير المدرسة بأكملها كمدرسة للصفات الاجتماعية.
  5. عندما يساهم المعلم في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل ، يجب عليه أيضًا فهم المسؤوليات الوطنية لأنه عندما يفي بالالتزامات الوطنية ، فإنه يطور الصفات الاجتماعية للطفل بشكل مباشر أو غير مباشر.

تصبح المدارس عالمًا اجتماعيًا مهمًا للأطفال للتنقل فيه. ما لم يكن الطفل قد التحق بالمدرسة التمهيدية أو الحضانة ، يجب تعلم بنية وروتين اليوم المدرسي والعلاقات الاجتماعية داخل بيئة المدرسة بالكامل. يبدأ إعداد المدرسة الآن في الاضطلاع ببعض الأدوار التي كان يؤديها أفراد الأسرة فقط في السابق – ولكن بطرق مختلفة بشكل ملحوظ. هناك العديد من السلوكيات والتجارب الجديدة التي يجب على الأطفال التكيف معها عند بدء المدرسة لأول مرة , وهناك العديد من الحقائق الاجتماعية المختلفة التي يجب على الطفل التكيف معها( السملوطي,2003 :12).

  1. المعلم هو المسؤول إلى حد كبير عن الطالب ، ولكن العلاقة بين الطفل والمعلم أقل حميمية بكثير من العلاقة التي يشاركها الطفل مع والديه ؛
  2. يجب على الطالب أيضًا التكيف مع قضاء قدر كبير من الوقت في مجموعات كبيرة ؛
  3. يجب أن يتعلم الطالب كيف أن يكون مستقلاً لتحقيق الأهداف الأكاديمية للمدرسة ؛
  4. يجب أن يتعلم الطفل أيضًا تكوين الروابط وتطوير الروابط الاجتماعية مع الأطفال الآخرين في المدرسة
  5. يجب أن يتعلم الأطفال أخلاقيات العمل التي تتماشى مع المدرسة وفهم أهداف التعلم وكذلك تعديل جهودهم وفقًا لملاحظات المعلم.

أن المدرسة عامل مهم آخر للتنشئة الاجتماعية بعد الأسرة ، حيث يتعرض الطفل في المدرسة مما يؤثر عليه من مؤثرات تجعله اجتماعيًا ، ويمنحه الفرصة لإظهار صفاته وإمكانياته وقدراته وغرائزه. وتساعد المدرسة الطفل وتحفزه على تنمية شخصيته. وتقدم له شخصية المعلم نموذجًا يحتذي به في كل عمل صغير او كبير، او كل حركة ، او كل خطاب يلقيه المعلم يؤثر في عقل الطفل.وبصرف النظر عن المعلم يتأثر الطفل أيضًا بزملائه أو مجموعاته في المدرسة. ويلعب هؤلاء الزملاء أو المجموعات دورًا مهمًا في تحديد الدور الذي سيشغله الطفل في المجتمع لاحقًا في الحياة. ومن خلال عملية التعليم تتطور شخصية الطفل تحت تأثير الشخصيات الأخرى التي يتعامل معها. وتساعد البرامج الثقافية للمدرسة أيضًا على صقل مواقفه. من المتوقع أيضًا أن تنقل المدرسة المعرفة والمهارات إلى المتعلمين ليتمكنوا من مواجهة تحديات الحياة( قرميه , 1997 :60).

المدرسة هي أول منظمة واسعة النطاق يصبح الطفل عضوًا فيها. والمدرسة عبارة عن مدرسة مصغرة تعكس ما يحدث في المجتمع الأوسع,وتتمثل إحدى طرق تقدير إمكانات المدرسة في التنشئة الاجتماعية في التحديد البسيط لمقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال في المدرسة وفي الأنشطة المتعلقة بالمدرسة. يقضي الصغار الجزء الأكبر من ساعات نشاطهم اليومية في المدرسة ، ومن الصباح إلى المساء في حالة وجود مدرسة نهارية ومدارس داخلية يقيمون فيها لمدة تسعة أشهر تقريبًا في السنة. من الواضح ، خلال هذا الوقت ، يكتسب الطالب الكثير من المعلمين وزملائه الطلاب. نتيجة لهذه الحقيقة ، تصبح المدرسة عاملاً مهمًا للتنشئة الاجتماعية (الزليتي ,2008 :55).

ويقال إن المدرسة بجوار الأسرة من حيث الأهمية فيما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية. حيث تجمع المدرسة بين الأساليب الرسمية (مثل التدريس في الفصول الدراسية ، والضرب بالعصا والغرامات ، والطرد ، والإشارة الرسمية والأسعار) وغير الرسمية (مثل مجموعة الأقران ، والتأثيرات / الضغط) في وظيفتها الاجتماعية. وتؤدي المدرسة وظيفة التنشئة الاجتماعية بشكل أساسي من خلال: المناهج الدراسية ، وتزود المدرسة بطريقة رسمية الطفل بالمعرفة بالمهارات الفكرية الأساسية مثل القراءة والكتابة والتعبير اللفظي والقدرات الكمية وغيرها من القدرات المعرفية ، والتعليم يعلم اللغات ويسمح للناس بالتواصل معها يتم تنفيذ الإنجازات الثقافية لمجتمع الفرد من قبل المدرسة كعامل للتنشئة الاجتماعية ، وفرص لاكتساب القدرات الاجتماعية والمهنية الضرورية من أجل جعل المرء عضوًا اجتماعيًا ومفيدًا ومنتجًا اقتصاديًا في المجتمع والجنس الأدوار التي يراها المجتمع على أنها أدوار مناسبة (عثمان ,2004 :5).

كذلك تعمل النظم التعليمية على إضفاء الطابع الاجتماعي على الطلاب ليصبحوا أعضاء في المجتمع ، ولعب أدوار ذات مغزى في الشبكة المعقدة للمواقف المستقلة ؛ يساعد التعليم في تشكيل القيم والمواقف تجاه احتياجات المجتمع المعاصر ؛ يوسع التعليم الآفاق العقلية للتلاميذ ويعلمهم طرقًا جديدة للنظر إلى أنفسهم ومجتمعهم ؛ يوفر التعليم للشباب فرصًا للنمو الفكري والعاطفي والاجتماعي. وبالتالي يمكن أن يكون للتعليم تأثير في تعزيز القيم الجديدة وتحفيز التكيف مع الظروف المتغيرة ؛ بشكل غير رسمي وخاصة من خلال النوادي الاجتماعية ، تمكّن المدرسة الطفل من تعلم عدد من الأدوار والمهارات الاجتماعية الأخرى التي تعتبر مهمة أيضًا لتطوره العام كعضو في المجتمع. على سبيل المثال: التعليم يعلم قوانين وتقاليد وأعراف المجتمع (ناجي, 2005 :45).

ان الحقوق التي يتمتع بها الأفراد والمسؤوليات التي يضطلعون بها تجاه المجتمع من خلال التنشئة الاجتماعية التي تقدمها المدرسة للطالب تجاه رفاقه والبالغين ؛ وكيف تعلم المدرسة كيفية مشاركة الأشياء والأفكار ؛ والمدرسة تعلم الأطفال كيفية التنافس بمسؤولية وتعلم المدرسة كيفية التعاون ؛ والمدرسة تغرس نمط احترام المجتمع ؛ وهكذا كيف يتصل الطالب بالآخرين بشكل جيد وإطاعة القواعد والأعراف والقيم ؛ ويتيح التعليم للمرء أن يقصد ثقافة مجتمعه ؛ ويقود التعليم نحو المواقف المتسامحة والإنسانية. على سبيل المثال ، يُتوقع من خريجي الجامعات أن يكونوا أكثر تسامحًا من خريجي المدارس الثانوية في مواقفهم تجاه المجموعات العرقية والاجتماعية، وبالتالي فإن التعليم سيُدرِّب مواطنين نافعين سيؤيدون باحترام أعراف المجتمع ، وسيقبلون دور ومكانة المجتمع, نظرًا لأن الأطفال يأتون من خلفيات مختلفة ، فإن عمل المدرسة هو اعتراض وتغيير أو تعديل تلك الجوانب التي قد لا تكون مقبولة للمجتمع( عبدالباقي,1999 :45).

تتمثل إحدى الوظائف العامة للتعليم في التنشئة الاجتماعية للأطفال والمراهقين ومفاهيمه الرئيسية في التنشئة الاجتماعية مثل الاكتفاء الذاتي ، والتأكيد ، والاستقلال ، ومفهوم الذات ، والقيادة الذاتية ، والمنافسة ، والتعاون ، والإيثار ، والبحث عن الهوية ، والتمييز . ومن أجل أن يتجاوز التعليم الإطار المحدود للمدرسة ويوضح وظيفته الاجتماعية في مجال التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمع ، يجب أن يكون التعليم الاجتماعي هو عنوان الأساليب والتعليم.ويجب أن يتكيف الطلاب مع بيئتهم ، ويتطلب هذا التغيير اعتماد أساليب تعليمية وتغييرات في محتوى البرامج التعليمية(تركيه , 2004 :238).

ان المدرسة وحدها هي إحدى وسائل تعليم الفرد ويجب أن يكتمل عملها بتأثير العوامل الاجتماعية والمؤسسات المتعلقة بإضفاء الطابع الفردي على الفرد , بالإضافة إلى تعليم الأطفال في المدارس ، ويجب أن يكون هناك أشكال أخرى من التعليم مثل محو الأمية ، والترويج الزراعي ، والمشاركة في التعاونيات ، والإلمام بالتكنولوجيا والعلوم والتقنيات الجديدة ، وما إلى ذلك ، بحيث تنتشر مجالات التربية الاجتماعية في الجميع. الاتجاهات.(سميح , 2002 :13).

وتبرز الأهداف النفسية والاجتماعية للتنشئة الاجتماعية من خلال ما يلي 0 السيسي ,2007 :52).

  1. تقوية ضمير العمل وتوسيع وتعميق النظام الاجتماعي في جميع مناحي الحياة.
  2. تقوية المهارات الاجتماعية في قوة التأقلم مع الآخرين.
  3. تقوية روح التعاون والتعاطف والإيثار والتسامح والتضحية والتعايش.
  4. خلق احترام الذات والآخرين والتسامح مع آراء الآخرين.
  5. التعرف على المبادئ والقوانين ومتابعتها في النزاعات الفردية والاجتماعية.
  6. توسيع الدعم الأكاديمي والتعليم من خلال المجموعات الطلابية.
  7. ممارسة لعب الأدوار والمسؤولية والاستسلام للعمل الجماعي والتعاون من أجل المستقبل

يمكن القول ان المدرسة تبذل جهدًا رسميًا وواعيًا من خلال التنشئة الاجتماعية لإضفاء الطابع الاجتماعي على صغارها ، وذلك من خلال محتوى المناهج والأنشطة المشتركة للمناهج الدراسية. ويقومون أيضًا بإضفاء الطابع الاجتماعي على القيم التي ينقلونها إلى الطفل. يعمل المعلمون أيضًا كنماذج للطلاب. يتعلم الطفل في المدرسة المهارات التي تعده إلى حد كبير لعالم العمل

أخيرا ترى الباحثة ان التنشئة الاجتماعية للطفل هي عملية مستمرة من خلال إعادة هيكلة استيعاب الكبار والشباب والأطفال من خلال السلوكيات العاطفية والعلاقات. ومن خلال التعليم سيتعلم الطفل التعاون والامتثال لقواعد ومواءمة متطلباتهم مع متطلبات المجموعة والتصرف وفقًا لذلك. هذه السلوكيات التبادلية لها أهمية التنشئة الاجتماعية للطفل والاستفادة من إمكاناتها في خطة الشخصية ، والتي هي في تطور وتوسع مستمرين من أجل الاندماج والتعاون بشكل فعال مع الآخرين ، كذلك يجب أن يصل الطفل إلى مستوى معين من التنشئة الاجتماعية ، والتي تنطوي على طريقة من إدراك ومراعاة صفات أولئك الذين يتعاملون معهم

الخاتمة والنتائج والتوصيات

خاتمة الدراسة

شكَّلت خاتمة الدِّراسة حصيلة النتائج التي تمثل الإجابة عن أسئلة الدِّراسة بالإضافة الى تقديم مجموعة من التوصيات, وقد تناولت الدِّراسة المدرسة ودورها في تعزيز التنشئة الاجتماعية والذي يتمثل في نقل الأعراف والقيم الثقافية من جيل إلى الأجيال الاخرى , حيث يبرز دور المدرسة لتساعد على تشكيل مجموعة متنوعة من السكان في مجتمع واحد وبهوية وطنية مشتركة ,

كذلك تناولت الدراسة الادوار التي تؤديها المدرسة في إعداد الأجيال القادمة لأدوار المواطنة الخاصة بهم. ويتم من خلالها تعليم الطلاب حول القوانين وطريقة حياتهم السياسية من خلال دروس مدنية ، ويتم تعليمهم حب الوطن من خلال طقوس مثل تحية العلم. وقسم الولاء وقصص أبطال الأمة ومآثرها.

وخلصت الدراسة على ان التنشئة الاجتماعية تديم وتعزز التجانس من خلال تحديد أوجه التشابه الأساسية التي تتطلبها الحياة الجماعية في الطفل. وتنتقل هذه المكونات الأساسية للحياة من خلال الأسرة والمدرسة والمسجد / الكنيسة / المعبد ومجموعة الأقران والسوق ووسائل الإعلام وما إلى ذلك.

وتؤكد الدراسة ان المدرسة هي المؤسسة الثانية للطالب بعد أسرته وفيها يتعلم مرتكزات التنشئة الاجتماعية التى تستند على تعليم الطلبة على حب الوطن وترسيخ جذور الوحدة الوطنية والتعرف على عدد من المعايير والعادات والقيم والتقاليد والأدوار الاجتماعية والرموز واللغات المشتركة التي تسهم في تعزيز معرفة الطالب ومساعدته في اكتساب المهارات والعادات اللازمة للمشاركة في مجتمعه. ليكون فردًا مقبولًا في المجتمع .

نتائج الدراسة : من خلال خلصت اليه الدراسة في خاتمتها فقد توصلت الى النتائج التالية :

  1. أكدت الدراسة ان التنشئة الاجتماعية تديم وتعزز التجانس والتوافق والوئام بين أفراد المجتمع بل ترسخ جذور الوحدة الوطنية والتجانس المجتمعي.
  2. أثبتت الدراسة ان المدرسة من ابرز مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تسهم في تعزيز معرفة الطالب ومساعدته في اكتساب المهارات والعادات اللازمة للمشاركة في مجتمعه.
  3. بينت الدراسة ان مرتكزات التنشئة الاجتماعية تستند على تعليم الطلبة على حب الوطن والتعرف على عدد من المعايير والعادات والقيم والتقاليد والأدوار الاجتماعية والرموز واللغات المشتركة
  4. أثبتت الدراسة ان من ادوار المدرسة في التنشئة الاجتماعية المساهمة في تقوية ضمير العمل وتوسيع وتعميق النظام الاجتماعي في جميع مناحي الحياة.
  5. أكدت الدراسة ان التنشئة الاجتماعية تساعد على تقوية المهارات الاجتماعية في قوة التأقلم مع الآخرين. وتقوية روح التعاون والتعاطف والإيثار والتسامح والتضحية والتعايش.

التوصيات : من خلال نتائج الدراسة فقد توصلت الى مجموعة من التوصيات :

  1. على التربويين ان يدركوا أهمية التنشئة الاجتماعية باعتبارها التلقين الأول للطلاب لتأسيس حب الوطن وتعريفهم على عدد من المعايير والعادات والقيم والتقاليد والأدوار الاجتماعية والرموز واللغات المشتركة
  2. على مدراء التربية ان يعززوا روح التعاون والتعاطف والإيثار والتسامح والتضحية والتعايش. وان يعملوا على تقوية المهارات الاجتماعية كجزء من عملية التنشئة الاجتماعية .
  3. على الاكاديمين وعلماء الاجتماع ان يجسدوا مقاصد التنشئة الاجتماعية من خلال مناهج المدارس لقيم التجانس والتوافق والوئام بين أفراد المجتمع .
  4. على المختصين في التعليم ان يستثمروا وقت صفوف الطلبة الصباحي بالحديث عن التنشئة الاجتماعية ودورها في تعزيز قيم والتسامح والعمل الجماعي والتعاون من أجل المستقبل

المراجع

الاسدي , سنان جاسم جاسم (2014). التعرف على أساليب التنشئة الاجتماعية لعينة من أطفال البصرة, مجلة أبحاث ميسان, العدد(10) مصر.

ألأحبابي , علي حصّين (2006). الأسرة والتنشئة السياسية, صحيفة البيان , 18, تموز, الإمارات العربية.

تركية ,بهاء الدين خليل (2004). علم الاجتماع العائلي ، الأهالي للطباعة، ط1 : 2004 م ، مصر .

الجدة، ميادة احمد عبد الرحمن( 2002). التنشئة السياسية وعلاقتها بالقيم السائدة في المجتمع العراقي: دراسة نظرية تحليلية في علم الاجتماع السياسي، اطروحة دكتوراه كلية العلوم السياسية، الجامعة المستنصرية, العراق.

جمال, محمود (2021). دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية وأساليب المدرسة في التنشئة الاجتماعية, موقع ايجي برس , 31, اذار, مصر

جمعة , سلمى محمود (2000). طريقة العمل مع الجماعات،المكتبة الجامعية،الإسكندرية, مصر.

الحاج , محمد أحمد علي(2003 ). أصول التربية ، ط 2 ، دار المناهج ، عمان, الاردن.

حروش , رابح( 2005). أساليب التنشئة الأسرية وانعكاساتها على المراهق.رسالة ماجستير.كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية.قسم علم الاجتماع. بباتنة.الجزائر.

حمودي, احمد جميل(2008).الأسرة العربية والتنشئة الاجتماعية الحار المتمدن , العدد (2327).29, حزيران, مصر.

خالد , محمد (2001).التربية الشبابية وأنماط التنشئة، مجلة النبأ، العدد55 آذار , الإمارات العربية .

رشوان , حسين عبد الحميد احمد ( 2012). التنشئة الاجتماعية,الإسكندرية,دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر, مصر

الزليتي، محمد فتحي فرج( 2008). أساليب التنشئة الاجتماعية الأسرية ودوافع الانجاز الدراسية، مجلس الثقافة العام ،الجزائر.

السملوطى , إقبال أمير(2003) التنشئة الاجتماعية ودورها فى تعميق ثقافة التصور ، مجلة القاهرة للخدمة الاجتماعية ، المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بالقاهرة , مصر.

سميح , أبو مغلي وآخرون ( 2002) التنشئة الاجتماعية للطفل ، دار اليازوي العلمية للنشر والتوزيع , الأردن

سميح, أبو مغلي وآخرون: التنشئة الاجتماعية للطفل ,دار اليازوي العلمية للنشر والتوزيع ,الاردن.

السيد ,عبد القادر شريف( 2004). التنشئة الاجتماعية للطفل العربي، دار الفكر العربي، الطبعة الثانية، القاهرة , مصر.

السيسي وجمال أحمد (2007)محاضرات في أصول التربية ، كلية التربية النوعية ، جامعة المنوفية ، مصر .

شريف , السيد عبدالقادر( 2005). الأصول الفلسفية والاجتماعية للتربية ، جامعة القاهرة ، كلية رياض الأطفال، مصر .

ششتاوي ربى (2022). تعريف المدرسة, موقع موضوع ,5, تموز, الاردن.

عبدالباقي ,داود (1999).المدرسة المغربية والمنتوج ألقيمي الأخلاقي ,سلسلة التكوين التربوي .العدد 10 السنة , المغرب

عبدالحميد , راندا ( 2021). دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية للطلاب , موقع مقال , 12, كانون ثاني , مصر.

عثمان ,محمد عبد السميع : الأسس الاجتماعية والثقافية للتربية ، الأصول الاجتماعية والثقافية للتربية ، كلية التربية ، جامعة الأزهر ,مصر .

عثمان ,محمد عبد السميع( 2004). الأسس الاجتماعية والثقافية للتربية ، الأصول الاجتماعية والثقافية للتربية ، كلية التربية ، جامعة الأزهر مصر. .

علي ,خليل أبو العنين وآخرون (2004). تأملات في علوم التربية كيف نفهمها : القاهرة – الدار الهندسية ,مصر .

العيثاوي, وسام حسين (2015). دور التنشئة الاجتماعية والسياسية في المشاركة السياسية,الحوار المتمدن , 29, اذارو مصر.

العيسوى ,عبد الرحمن( 1985 ). سيكولوجية التنشئة الاجتماعية ، الإسكندرية ، دار الفكر العربي, مصر.

الغزي , ناجي(2009) , دور مؤسسات المجتمع المدني في التنشئة السياسية الحوار المتمدن-العدد: 2638 , 5, حزيران, مصر.

    الفنيش ، أحمد  (2004). أصول التربية ، ط 3 ,دار الكتاب الجديد المتحدة ، بيروت ,لبنان

قرمية , سحنون( 1997).دور التنشئة الاجتماعية الأسرية في نمو شخصية المراهق الجزائري،رسالة ماجستير ، جامعة قسنطينة، معهد علم الاجتماع، الجزائر.

متاني, راما (2022). أهمية التنشئة الاجتماعية, موقع موضوع, 10, تيسان, الاردن.

مختار ,محى الدين (1998). التنشئة الاجتماعية المفهوم والأهداف : مجلة العلوم الإنسانية ، جامعة قسنطينية ، عدد 9 ، الجزائر.

معن خليل العمر(2004). التنشئة الاجتماعية ، دار الشروق للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، القاهرة , مصر.

منصور،رشاد صالح التنشئة( 1995). الاجتماعية والتأخر الدراسي.دراسة في علم النفس الاجتماعي التربوي) .الإسكندرية:دار المعرفة الجامعية،مصر

ناجي ,عبد العظيم سعيد مرشد( 2005). تعديل السلوك العدواني للأطفال العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة دليل للأباء والأمهات، مكتبة زهراء الشرق،مصر.

نعيمة، محمد محمد( 2002 ).التنشئة الاجتماعية وسمات الشخصية، الإسكندرية : دار الثقافة العلمية للطباعة والنشر والتوزيع.الاردن.

الهرمزي , سيف نصرت ( 2016). التنشئة السياسية والمضامين المجتمعية, ,جامعة تكريت ​ مجلة تكريت للعلوم السياسية , 4, شباط, العراق