رمزية اللون في العصر الأموي الأندلسي

سراب جاسم محمد ياس1 د. عمر السيد الطيب1

1 كلية التربية – حنتوب، جامعة الجزيرة، السودان.

HNSJ, 2022, 3(8); https://doi.org/10.53796/hnsj3837

Download

تاريخ النشر: 01/08/2022م تاريخ القبول: 26/07/2022م

المستخلص

بسبب ما يتمتّع به اللون من أهمية وارتباطه بحياة الإنسان منذ ميلاده وحتى وفاته؛ فقد حاز على اهتمام الباحثين العرب والغربيين، فتباروا في هذا المجال متخذين من اللون مجالاً رحباً للبحث والتقصّي في رمزيته ودلالاته وخصائصه وموحياته. هدفت الدراسة إلى الوقوف على علم دلالة الألوان والمفاهيم المرتبطة به، الوقوف على رمزية الألوان وأنواعها والأسس التي تقوم عليها، دراسة اللون في العصر الأندلسي لدى شعرائه والمستمد من بيئتهم، التعرف على دلالة اللون في عند العرب عبر الحقب المختلفة. اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي. توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، أهمها: تبارى شعراء الأندلس في ذكر الألوان ودلالاتها في أشعارهم بسبب طبيعة بلادهم الساحرة والتي ساعدتهم على التباري في هذا الميدان؛ اتخذ الشعراء الأندلسيون من ألوان الزهور والنباتات والطبيعة الصامتة والصائتة مدارساً يتعلمون منها عشق الحياة ويبثونه بالتالي عبر ما وهبهم الله من ملكة الكتابة والنظم؛ تعددت دلالات الألوان في الشعر الأندلسي، فكلّ لون كان يرمز إلى شيء محدد عندهم، فالأحمر رمز الخجل ورمز الدم ورمز النار ورمز الحب، والأصفر رمز الضعف والوهن، والأسود رمز الحزن والفراق والكآبة، والأخضر رمز الحياة والنماء؛ استخدام الشعراء الاندلسيين للون اختلف من شاعر لآخر، وقد اختلف هذا الاستخدام لاختلاف المكان والزمان والحالة النفسية للشاعر عند نظمه .

المقدمة :

يمثل اللون أداة الفن عند الوقوف في توصيف الأشياء بالألوان، وهو أمر ليس بتلك السهولة إن لم يكن عملية بالغة التعقيد، وما يجعلها تبدو سهلة؛ هو اعتيادنا عليها وممارستها شعورياً.

واللون من المواضيع التي يكتنفها الكثير من التعقيد ويرتبط بخبرات الانسان الإدراكية والطبيعية في عالمنا المرئي . فليس اللون مرتبط بالتمييز وإنما للون أثر عميق في تغير الأحاسيس والمزاج وينقلك الى فضاءات وعوالم الخيال والجمال.

إن اللون معجزة منفردة تتجسد في كل ما يحيط بنا وهو مفهوم يساعدنا على الكشف عن هوية وخصائص كل شيء حي أو غير حي له لون . ويعتبر اللون معبرا لدواخل الشاعر والسياحة في مخيلته الشعرية وما يختلج كيانه ووجدانه وقدراته في توظيف الوصف والتعبير وارتباطه بما يحيط به وانجذابه نحوه بشكل كبير واتخاذ اللون كشكل مادي للتعبير عن المكنونات المعنوية، وهذا يعكس جمال روح الشعر العربي.

واللون عند الانسان عامة متعدد ومختلف الدلالات فللون الابيض ليس دلالة الفرح عند الجميع ولا السواد لون الحزن والحداد عند الجميع واللون الأحمر دلالة الحرب في الماضي والحب في الحاضر. فالدلالة اللونية تحددها عوامل مختلفة مثل العوامل الاجتماعية مرتبطة بالدين والتقاليد والعادات والسنن والبيئة الجغرافية والاقليمية التي يعيش فيها الانسان.

لهذا كان هذا البحث عن هذه الجزئية المهمة في الشعر الاندلسي الذي سميته (رمزية اللون في العصر الأموي الأندلسي )

تناولت الألوان في الشعر من خلال رمزيتها أو ما رمز به الشاعر من خلال تناول الألوان سواء تناول الشاعر لوناً واحداً أو ألوان مجتمعة ، فكان على شكل مطالب خصصت لكل لون او لونين مطلباَ خاصاَ .

ثم اتبعت البحث بخاتمة وقائمة المصادر والمراجع .

المطلب الاول

رمزية اللون الأبيض:

أكثر ما رمز باللون الأبيض للشيب، وقد احتلت هذه الرمزية مساحة كبير في دواوين الشعر العربي، وفيها تحوّل اللون الأبيض إلى لونٍ يذكّر بالقبر، وذهاب العمر وفنائه، فيصبح مصدر قلق وخوف، ويصيب الإنسان بخيبة أمل في كلّ شيء، فلا يمكن للإنسان أن يعود إلى الوراء، كما أنّ الهوى والنساء ينصؤفن عنه، وقواه تتلاشى، فيغدو كئيباً حزيناً ، ويقف موقفاً سلبياً من هذا الزائر الذي حمل معه الموت، فيغدو اللون الأبيض عند الإنسان في هذه الحال “يعني الذبول والوهن والإحساس بالضعف والتحسّر والتأزّم النفسي والإحساس باليأس”[1]، ومن ذلك قول الشاعر يحيى الغزال[2]* في وصف الشيب المخضوب بالحناء[3]:

مَا الشَّيب عِندِي والخِطابُ لِوَاصِفٍ ** إلَّا كشَمْــسٍ جُلِّلَــتْ بِضَبابِ

تخْفِي قَلِيلاً ثُمَّ يَقْشَعهَـــــا الصَّبَـــــا ** فَيَصِيرُ مَا سُتِرَتْ بِهِ لِذَهَابِ

فهو يشبّه هنا الشيب باللون الأبيض بطريقة غير مباشرة ورمز له بضوء الشمس، قال إنّ الشيب وقد صُبغ بالحنّاء كالشمس التي يخفيها الضباب، لكن ما أن ينقشع الضباب حتى يعود ضوء الشمس الأبيض للظهور مرةً أخرى.

وفي موضع آخرمن قصائد يحيى الغزال يقول في إجابته عن سؤال عن حاله[4]:

تَســـألنِي عَـــنْ حَالَتِي أُمُّ عُمَـــرْ

وهيَ تَرى مَـــا حَلَّ بِي مِـنَ الغِيَرْ

ومَـــا الّذِي تَســـألُ عَنْهُ مـن خَبَرْ

وقدْ كفَاهَا الكشفُ عَنْ ذَاكَ النَّظَرْ

ومَــــا تَكُونُ حَالَتِــي مَـــــعَ الكِبَرْ

اربَدَّ مِنِّي الوَجـهُ وابيــضَّ الشَّعَرْ

وصَــارَ رَأسِي شُهرةً مِـنْ الشُّهَرْ

فأم عمر تسأل الشاعر يحيى الغزال عن حاله وهي متأكدة وتعلم علم اليقين ما أصبح عليه من الوهن والكبر، وما أحدثه فيه الدهر ، ويقول لها أنّ ما تسأل عنه بادٍ على محياه ترى إجابتها بعينها دون انتظار ردٍّ منه، فحاله يغني عن سؤاله ، وقد رمز للشيب باللون الأبيض ولم يصرّح بالشيب بل ذكر مباشرة أنّ رأسه صار (أبيض) لاقتران هذا اللون بالشيب في الشعر العربي.

وكذلك رُمز باللون الأبيض للحداد في الأندلس، فقد اتخذ الاندلسيون اللون الأبيض لباساً للحداد بدلاً عن الأسود مخالفةً للعباسيين، وفي ذلك يقول الشاعر ويقول في ذات المعنى الرمزي للون الأبيض الشاعر ابن عبد ربه[5]:

شَبَابِي كيْفَ صِرْتَ إلَى نَفَاذِ ** وبُدِّلْتَ البَيَاضَ فِي السَّوَادِ؟

ومَا أبقَى الحَــوادِثُ مِنْكَ إلّا ** كمَا أبْقَتْ مِن القَمَرِ الدّآدِي

فابن عبد ربه يتخذ من البياض المتمثل في الشيب رمزاً للحسرة والألم على شبابه الذي أفل نجمه، ويتساءل كيف وصل إلى حال الأفول وحلّ الشيب (البياض) محلّ الشعر الأسود من رأسه؟، ويقول أنّ الزمان لم يبقِ برأسه من السواد إلّا ما يشبه شكل القمر في أيامه الثلاث الأخيرة (الدّآدي) والتي تجعل منه محاقاً أو نوراً متلاشياً آفلاً خافتاَ، فابن عبد ربه استخدم اللون الأبيض رمزاً للاسى والحزن على شبابه الآفل.

ويستمر ابن عبد ربه في تأسيه على ما ضاع من شبابه قائلاً[6]:

طَلَّقَ اللّهوَ فُــــؤادِي ثَلاثاً ** لا ارْتِجَاعَ لِي بعدَ الثَّلاثِ

وبَيَاضٌ فِي سَوَادِ عِذَارِي ** بَدَّلَ التّشْبِيبَ لِي بِالمَرَاثِي

فابن عبد ربه قد تمثّل اللهو فتاةً يطلّقها، وقد طلقها ثلاثاً دلالة على عدم إمكانية العودة إليه والسبب في ذلك البياض الذي ظهر في سواد رأسه، فانقلبت الصبابة في نفسه إلى مراثي وحزن، فرمز اللون الأبيض عنده للكآبة.

ويقول في ذات المعنى الشاعر علي [7]*الحصري القيرواني[8]:

إذَا كانَ البَيَـاضُ لَبَـاسَ حُزْنٍ ** بأنْدَلُسٍ فَذَاكَ مَــــنَ الصَّواب

ألَمْ تَرَنِي لَبِسْتُ بَيَاضَ شَيبِي ** لأنِّي قَدْ حَزِنْتُ عَلى الشِّبَاب

فالشاعر الحصري يستخدم اللون الأبيض رمزاً للحزن، فالأندلسيون لبسوه ثياباً في المآتم والاحزان، وهو كساه البياض شيباً حزناً على ذهاب شبابه، فهو في الحالين يرمز للحزن.

كذلك الشاعر ابن قلزم[9]* يقول في أبيات طريفة واصفاً جبة له كثر ترقيعها[10]:

ومَلبَسِي جُبَّة صُوفٍ عَفَتْ ** تَشقُّ فِيهــــا الرِّيحُ أو تَفتُقُ

قَدْ رُفِيَتْ دَهراً وقدْ رُقِّعَتْ ** والْتَفَّ فِيها الزَّمَـنُ المُخَلَّقُ

واخْتَلَفَتْ ألْـــوانُ أخْيَاطهَا ** بالرَّفـــوِ والتَّلفِيـــقِ إذْ تُلفَقُ

سُودٌ وبِيضٌ مثلَ شَيبٍ بَدَا ** فِي شَعْرَاتٍ ضمَّها المفْرَقُ

فيصف ابن قلزم جبته التي كثر ترقيعها وكثرت فيها الخيوط السوداء والبيضاء حتى غدت مثل شعر الرأس الذي اختلط فيه البياض (الشيب) بالسواد (لون الشعر الأصلي)، فنراه رمز للشيب بالبياض في صورته التشبيهية تلك.

وفي ذات الاتجاه كتب الشاعر ابن شاطر السرقسطي[11]* قائلاً[12]:

قَــــدْ كُنْتُ لا أدرِي لِأيَــــة عِلَّةٍ ** صَارَ البَيَاضُ لَبَاسَ كُلّ مُصَابِ

حتَّى كسَانِي الدَّهرَ سحقَ مَلاءَةٍ ** بَيْضَـــاءَ مِــن شَيبِي لِفَقدِ شَبَابِ

فَبِذَا تَبَيَّنَ لِي إصَابَةَ مَـــنْ رَأى ** لِبْسَ البَيَاضِ عَلى نَوَى الأحبَابِ

والشاعر هنا يستخدم أسلوب الاستدلال والتساؤل والاستدراك ليصل إلى مراده من أنّ اللون الأبيض لون يرمز للحزن والتشاؤم، فهو لم يكن يعرف لماذا كان الأندلسيون يلبسون الثوب الأبيض رمزاً للحداد حتى لفّ الزمان رأسه بغطاء أبيض وهو الشيب وكأنّه يقدّم له تعزية لفقده شبابه ودخوله مرحلة الشيب، مما جعله يُدرك سبب جعل الأندلسيين لون الحداد والحزن هو الأبيض. فاللون الأبيض هنا رمز الحزن لدى الشاعر.

ويقول الشاعر سعيد بن عمرون[13]* في رمزية اللون الأبيض أيضاً[14]:

تَخطُّ يَدُ الزَّمانِ عَلَى عَذَارِي ** سُطُوراً مِنْ حرُوفِ الشَّيبِ بِيضا

فَأبْغَضُهــا وإنْ كانَتْ كصُبْحٍ ** ولمْ أرَ قَبْلَهــــا صُبْحـــــــاً بَغِيضَا

يقول الشاعر أنّ الزمان هو الذي خطّ الشيب على رأسه، فهو السبب المباشر لذلك، واستخدم أسلوب التشبيه ليشبه الشيب بسطورٍ خطها الزمان بمرور ايامه وسنينه على رأسه، وقد كان لون الشيب أبيضاً لذلك فهو يكره هذا اللون الأبيض على الرغم من أنّه لون الصباح والإشراق وهو لولا الشيب لما كره هذا اللون لأنّه أصبح يكره الصبح ولم يرَ في حياته صبحاً بغيضاً إلّا بعد أن اختلط رأسه ببياض الشيب، لذا صار اللون الأبيض هنا رمزاً للبغض والكراهية لدى الشاعر.

ولكن للأبيض عند ابن عبد ربه رموزاً أخرى تشير إلى الحسن والدلال والجمال، يقول[15]:

يَـــا لؤْلُــؤاً يَسْبِي العقُولَ أنيقاً ** ورَشاً بِتَقْطِيعِ القُلُوبِ رَفِيقَا

مَا إنْ رَأيتُ ولا سَمِعْتُ بِمِثلِهِ ** دُرَّاً يَعُـودُ مِنَ الحيَاءِ عَقِيقَا

فابن عبد ربه يصف جمال وأناقة محبوبته، فيشبه محبوبته بالرشأ، ويشبّه بشرتها في بياضها وصفائها بالدّرً والؤلؤ النفيس، ويتعجّب كيف أنّ الدرَّ (الأبيض) يتحول إلى عقيق (أحمر)، فمحبوبته تتورد وجنتها باللون الأحمر حياءً، فرمز لمحبوبته بالدرِّ بجامع البياض والصفاء في كلٍّ، وخدودها بالعقيق بجامع الحمرة في كلٍّ، فرمز بالأبيض لمحبوبته، وبالأحمر لوجنتيها.

كذلك يصف الشاعر ابن القوطية الياسمين قائلاً:

وأبيَض ناصِـعٍ صافي الأديمِ ** تطَلَّعَ فَــــوقَ مُخضَرٍّ بَهيمِ

نَزيهُ النَفــــسِ همَّتُهُ المَعــالي ** ذكِيُّ العَرفِ مِسكيّ الأديمِ

فَلَســــتَ تـــراهُ الا عِندَ مَلكٍ ** والا عِنــــدَ خاصّـيٍّ كَرِيمِ

شأى النوّارَ فارتَفع اعتِراشاً ** عَلَيـــهِ كهَيئَةِ المَـلِكِ العَظيمِ

كأن ثمــــارَهُ المَجنيَّ مِنهــا ** سمــــاءٌ قَد تَحَلَّت بالنُجـومِ

فالشاعر هنا يصف زهرة النرجس البيضاء وهي تنمو في سطحٍ أخضر شديد الخضرة، ويشبهه بالإنسان واصفاً له العفة والشرف والتطلع للعلا، ويصف رائحته الزكية، فهو من فرط علوّ مكانته لا تاه إلّا عند الملوك وكبار رجال الدولة، ويصف ارتفاع النوّار الذهبي فوقه كأنّما هو ملك يرتفع عرشه فوق رأسه،. وهو هنا يرمز باللون الأبيض للسمو والرفعة في الشأن.

المطلب الثاني

رمزية اللون الأحمر:

برع الأندلسيون في فن الوصف، وكثُرعندهم تشبيه الورد الأحمر بخدود الحِسان التي تحمرّ خفراً وحياء، ومن ذلك يصف أبو القاسم بن شبراق[16]* وردة، ويقول[17]:

خَجِلَتْ إذْ تأمَّلَتْهَــــا العُيُـــــــونُ ** خَجَلاً في احْمِرارِهــــــا يَستَبِينُ

وَرْدَةٌ وَرَّدَتْ دمُـــــوعِيَ شَوقــاً ** لِلَّتِــــي خَدُّهــــا بِهـــــــا مَقْرُونُ

بِنْــــتُ غُصْـــــنٍ يَقِـــــرُّ الدَّهرُ ** لَهَــــا فِي رِيَاضِهــــا والغُصُونُ

واسْتَسَـــرَّتْ عَــنِ العُيُونِ حياءً ** وَعَـــرَا عَرْفَهـــــا الذَّكِيّ سكونُ

سَـــتَرَتْ وَجْهَهَا بِبُرْقُعِها واسْــ ** ـــتَقْبَلَتْنا مِــــن الفُتُــــونِ فُنُونُ

كالفَتَــاةِ الحَييِّــــةِ انْقَلَبَــتْ كَيْ ** لا يُرَى وجْهُها الجَمِيلُ المَصُونُ

وصف الشاعر الوردة وحمرتها التي شبهها بحمرة خد الفتاة الخجلى، والتي ارتدت نقابها حتى لا يُرى وجهها الجميل المصون كي تحفظه من العيون والألسن، وشبّه حمرة الوردة تشبيه آخر، ورمز بهذه الحمرة للدموع التي تنزل من عينه وهي حمراء رمزاً للحزن والألم من شدّة شوقه لمحبوبته، وكأنّ دموعه من فرط لوعته استحالت دماً أحمر ينزل من عيونه. فاستخدم الشاعر اللون الأحمر هنا رمزاً للخجل في خدود الحبيبة وللحزن في مقلتيه.

يقول الرمادي في وردٍ أهدي إليه في أوان الشتاء في وادي آش، واستغرب وجود الورد حينئذٍ، فأخذ واحدة وقال[18]:

يَا خُدُودَ الحُورِ فِي إخْجَالِها ** قَدْ عَلَتْها حُمْرَةٌ مُكتَسَبَهْ

اغْتَرَبنــــا أنتِ مِـــن بَجّانِةٍ ** وأنا مُغْتَرِبٌ مِن قُرْطُبَهْ

واجْتَمَعنا عِنْدَ إخْـوانِ صَفاً ** بِالنَّدَى أموالُهُـــم مُنْتَهَبـهْ

فهذه الوردة بلونها الأحمر والذي رمز به لخدّ الفتاة الجميلة والتي كنّى عنها بالحور، عاش معها الرمادي حالةً من الاتحاد العاطفي أو الوجداني، فهو بعيد عن موطنه وهي كذلك، فهي من بجانة وهو من قرطبة.

ويقول أيضاً واصفاً خدود حبيبته وقد اعتراها الحياء[19]:

وكأنَّ دُرَّ الخَدِّ يُكْسَى حُمْرَةَ ** اليَاقُوتِ مِن نَظَرِ العُيُونِ إليـــــهِ

وكأنّ خَجْلَتَهُ إذا مَـا فَارَقَتْ ** وَجَنَاتِـــــهِ عَــــادَتْ إلَـــى خَدَّيهِ

فمحبوبته بيضاء اللون صافيته، تكتسي بحمرة الخجل إذا نظرت إليها الأعين مشبهاً الحمرة في خد الحبيبة بالياقوت بجامع الحمرة في كلٍّ، فرمز بالأحمر لخد الحبيبة.

ويرمز اللون الأحمر كذلك في الشعر الأندلسي للنضارة والبهاء والحياة والصحة، مثال ذلك قول الشاعر عبد الملك الجزيري[20]* في قصيدة له[21]:

أهـــدَى إلَيكَ تَحِيَّــــةً مِـــنْ عِنْدِهِ ** زَمَنُ الرَّبِيع الطَّلقِ بَاكر وَرْدِهِ

يَحكِي الحَبِيبَ سَرَى لِوَعدِ مُحبّهِ ** فِي طِيبِ نَفْحَتِـهِ وحُمــرةِ خَدِّهِ

فزمان الربيع أهدى إلى المخاطب الورد الأحمر الذي يحاكي خدّ الحبيب في حمرة خدّه، وأريجه يشبه رائحة الحبيب وعطره. حيث رمز باللون الأحمر لخد الحبيب.

المطلب الثالث

رمزية اللونين الذهبي والأصفر:

اختلط الاسبان والترك بالعرب في الأندلس، فتنوعت صفاتهم وأخذت من كلّ الأجناس، فنتجت شخصية اندلسية ذات مزايا فريدة جديدة، ومن ذلك ذوات الشعر الأشقر، ومن ذلك قصيدة لابن حزم[22]*: يقول فيها[23]

يعِيبُونَهــــا عِندِي بِشُقــــــرَةِ شعرهـــا ** فقُلتُ لهـــم: هذَا الّذِي زَانَها عِنْدِي

يَعِيبُــــــونَ لــــونَ النَّــورِ والتِّبْرِ ضِلةٌ ** لِرأي جَهُــــولٍ فِي الغوَايَـــةِ ممتَدِ

وهلْ عَابَ لون النَّرْجِسِ الغَضِّ عَائِبٌ ** ولَونَ النُجُومِ الزَّاهِراتِ عَلَى البُعْدِ

وما رمزية اللون الاصفر :

وقد استخدم اللون الأصفر للدلالة على الموت، ومن ذلك قول الشريف الطليق[24]*:

لَه عَسكَرٌ كالبَحر بالبيض مُزبدٌ ** وَكالغيم عَن بَرقِ السيوف قَد افترّا

إِذا مَــــا تَبَدّى فيــــه كُلُّ مُدَجَّجٍ ** بَدا كعبـــابِ البحر أَبيضَ مخضرّا

فَإِن عصفت ريحُ الوَغى بكماتِه ** رأَيتَ بها وَجهَ الحمامَ قَد اصفرّا

فالجيش المقاتل كثيف يشبه زبد البحر والغيم كناية عن الكثرة، فالطعان والضرب في كلّ اتجاه، والموت يبرز بوجهه الأصفر، فهنا رمز الشاعر للموت باللون الأصفر.

كذلك يستخدم الشعراء الأندلسيون اللون الأصفر كرمز للضعف والوهن والمرض الذي يصيب العاشق لبعده عن المحبوب او لمفارقته او لنأيه عنه، ومن ذلك قول أحمد بن فرج الجياني في قصيدة[25]:

ونَرجِسٍ تَطْرُفُ أجفَانَهُ ** كمُقلَةٍ قَدْ دَبَّ فِيها الوَسَنْ

كأنّهُ مِـنْ صُفرةٍ عَاشِقٌ ** يَلبسُ للبَينِ ثِيَابَ الحَزَنْ

فالشاعر يشبّه زهرة النرجس بالعاشق الذي اصفرّ لونه من شدة الحزن والألم لفقده لمحبوبه، ورمز بالأوراق البيضاء التي تحيط بزهرة النرجس بالثياب البيضاء والتي يلبسها أهل الأنداس في المآتم. فرمز باللون الأصفر للتعب والعناء وباللون الأبيض للحزن والفراق.

وكذلك يقول جعفر بن عثمان المصحفي يصف سفرجلة:

وَمُصفَرَّةٌ تَخْتالُ في ثَوبِ نَرجِسِ ** وَتَعبــــقُ عَــــنْ مِسْكٍ ذَكِيّ التَّنَفُّسِ

لهَــــا رِيــحُ مَحبُوبٍ وَقَسـوةُ قَلبِهِ ** وَلَــــونُ مُحِبٍّ حُلَّةُ السَّقــمِ مُكتَسِي

فَصُفرتَها مِنْ صُفرَتِي مُسْتَعــارَةٌ ** وَانْفاَسهَا فِي الطِيبِ أنفاسُ مُؤنِسِي

وكانَ لها ثَوبٌ مِن الزَّغبِ أغْبَرٌ ** عَلى جِسمِ مُصفَرَّةٌ مِن التِّبرِ أمْلَسِ

يصف الشاعر لون زهرة السفرجل ويمتدح طيب رائحته، ففي رائحتها تشابه رائحة المحبوب الزكية العطرة، ولها من القلب القاسي مثل ما للمحبوب، أمّا لونها فرمز به إلى اصفرار لون المحبّ الذي كساه السقم والهزال والمرض لبُعد المحبوب عنه، وشبه صُفرة الوردة بصفرة وجهه في تشبيه مقلوب كناية عن شدة ما اعتراه من المرض بسبب العشق، وأمّا الرائحة العطرة فهي رائحة المحبوب الذي يسعد بمؤانسته وصحبته.

كذلك يرمز اللون الأصفر إلى الخوف والوجل، ومن ذلك ما قاله ابن خفاجة الأندلسي عندما استرجعت بلنسية من يد الروم:

تَظَلُّ تَدرَأُ بِالإِســـــلامِ عَـــن دَمِهـــا ** وَهَبَّةُ السَيـــــفِ مِنهـــا تَسبِقُ العَذَلا

في مَـــوقِفٍ يَذهَلُ الخِــلُّ الصَفِيُّ بِهِ ** عَــــنِ الخَليلِ وَيَنسى العاشِقُ الغَزَلا

تَرى بَني الأَصفَرِ البيضَ الوُجوهِ بِهِ ** قَد راعَها السَيفُ فَاِصفَرَّت بِهِ وَجَلا

فَكَم هُنالِكَ مِــــن ضَرغــامَةٍ سَفَرَت ** سُمــــرُ العَـــوالي إِلى أَحشائِهِ رُسَلا

فوجوه بني الأصفر البيضاء تحوّل لونها إلى الأصفر من الرعب والخوف من سيوف المسلمين، حيث نجد أنّ الشاعر قد استخدم الألوان بصورة فنية بديعة فأصفر (بني الأصفر وهو رمز للروم) ثم أبيض (بيض الوجوه) ثم أصفر (اصفرت رمز للخوف والهلع).

كذلك يقول الجياني في هذا المعنى:

قَالُوا بِهِ صُفْرَةٌ عَابَتْ مَحَاسِنَهُ ** فَقُلتُ مَا ذَاكَ مِنْ عَيْبٍ بِهِ نَزَلا

عَيْناهُ تطْلَبُ فِي آثَارِ مَنْ قَتَلَتْ ** فَلَسْـــتَ تَلقَاهُ الَّا خَائِفــــاً وَجِلا

فالجياني يدفع عن المحبوب عيب مستخدماً أسلوب الحجاج، فقد أتهم محبوبه بانّ لونه تعلوه صفرة وهي رمز للضعف والمرض، فنفى الجياني ذلك مبرراً الصفرة التي تعلو محبوبه بأنّها من أثر خوف المحبوب من الذنب الذي يلحق بعينيه بسبب ما أوقعتاه من ضحايا، وهذا أسلوب فنيّ عالي الجودة والجمال، فقد دافع عن المحبوب وكانت حجته التي دفع بها التهمة أبلغ ما يشهد به لجمال المحبوب، فعيناه توقع من يراهما قتيلاً، فهل هنالك حسنٌ مثل ذلك؟، وقد رمز هما باللون الأصفر للخوف.

المطلب الرابع

رمزية اللون الأزرق:

يقول الرمادي[26] يصف ثوب الحبيب الأزرق:

يَا ثَوبهُ الأزْرَقُ الّذِي قَدْ ** فَاتَ العِرَاقِيّ فــي السَّنَاءِ

يَكادُ وَجـــــهُ الّذِي يَـرَاهُ ** يُكسَى بَياضاً مِنَ الضِياءِ

كأنَّهُ فِيـــــك بَــــدرُ تَــمٍّ ** يَقْطَـــعُ فِي زُرْقَةِ السَّماءِ

فثوب محبوبه الأزرق فاق الثوب العراقي المشهور بالجودة والرفعة في الجمال والبهاء، فثوب محبوبه الأزرق ليس ككلّ الثياب ، فهو يسحر أعين من ينظر إليه لأنّه يمتلك سراً عجيباً من السحر يظهر هذا السهر في أعين كلّ من ينظر إليه فيحيل وجهه منيراً مشعّاً بالبياض، كذلك يصف محبوبه بالسناء والبهاء حيث يحيله بدراً يشعُّ نوراً أبيض صافٍ يختال في زرقة السماء الصافية، فأتى بصورة تشبيهية جميلة أخّاذة، فمحبوبه أبيض اللون منير الوجه في ثوبه الأزرق يشبه البدر المنير في وسط السماء الزرقاء. حيث رمز لوجه المحبوب بالبدر ولثوبه الأزرق بالسماء.

المطلب الخامس

رمزية اللون الأسود الاخضر :

يقول ابن حزم عندما رأى الرايات السود ترفرف في سماء الأندلس[27]:

ومُذْ لاحَتِ الرَّايَاتُ سُوداً تَيقَّنَتْ ** نُفُوسُ الوَرَى أنْ لا سَبِيلَ إلى الرُّشْدِ

فابن حزم أموي الهوى والميل، والرايات السوداء رمز العباسيين، فمنذ مرآهلها تحلق في سماء الاندلس عرف أنّ دولة الأمويين إلى زوال وعرّض بالعباسيين اصحاب الرايات السود بأنّهم غير مؤهلين للحكم في نظره.

أمّا الشاعر ابن هاني الأندلسي[28]* فقد رمز باللون الأسود لصفتي الحقد والكراهية، فيقول[29]:

يَصِلُ الرّنينَ إلى الرّنينِ لحادثٍ ** يربدُّ منه البدرُ حتى يُكسَفا

مَالِـــي رأيتُ الدِّينَ قَلّ نَصيــــرُهُ ** بالمَشرِقَيـــنِ وذلَّ حتـــى خُــوِّفَا

هم صَيّرُوا خَدَماً تَسوسُ أمورَهم ** يا للزّمـــانِ السِّـوءِ كيْف تصرّفَا

من كلِّ مُسوَد الضّميرِ قد انطوَى ** للمسلميــــنَ علـــى القِلـى وتَلَفَّفا

عُبْــــدانُ عُبْـــــدانٍ وتُبّــــعُ تُبّــعٍ ** فالفاضلُ المفضولُ والوجهُ القَفا

فهو يصور ما حدث بأنّه عظيم حتى كانّ القمر يريد أن يحجب ضوئه من شدة الهول، فحكامهم من جلب الهزيمة وجعل المدينة تسقط، وذلك بتأميرهم من وصفهم بالعبيد والخدم على الناس، وإعلائهم من شأنهم على حساب العرب الخلّص الأولى بإدارة الأمور ، ويلعن الزمان الذي جعل العبيد والخدم تتحكم في أمور الرعية، وصفه بانّهم حاقدون وكارهون للعرب ورمز لذلك بـ(مسودّ الضمير). فاللون الأسود عند ابن هاني في هذه القصيدة رمز للحقد والكراهية.

اما رمزية اللون الأخضر:

يقول ابن عبد ربه في اللون الأخضر[30]:

أَلا إنَّمـــا الدُّنيا نَضَـــــارَةُ أَيْكةٍ ** إذا اخْضَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ جَفَّ جَانبُ

هِيَ الدَّارُ مَـــا الآمَالُ إِلّا فَجائِعٌ ** عَليْهــــــا وَلا اللَّذَّاتُ إِلّا مَصَـائِبُ

فَكَمْ سَخِنَتْ بِالأَمْسِ عَيْنٌ قريرَةٌ ** وَقَرَّتْ عُيُــونٌ دَمعُهَا الْيوْمَ سَاكبُ

فَلا تَكتَحِلْ عَيْنَـــاكَ فِيهَــا بِعَبْرَةٍ ** على ذَاهِبٍ مِنْهَــــا فَإِنّـــَكَ ذاهِبُ

المطلب السادس

مجموعة الألوان المتعددة:

يصف الشاعر السناط[31]* قصراً بناه عبد الرحمن الأوسط، فيقول[32]:

ومِــــنْ عُمُدٍ تَزْهَى بِمـــــاءِ محاسِنٍ ** يصــــوّبُ عَنهـــــا كلُّ طَـــرْفٍ مُصَعَّدِ

حَكَتْ حُمْرُهَا اليَاقُوتَ والدُّرُّ بِيضُهَا ** ومِنْ خُضرِها اشْتُقَّ اخضِرارُ الزَّبَرْجَدِ

يَجُولُ السّنَى فِيهـا مَجالَ الشُّعَاعِ في ** صَفِيحَــــةِ سَيـــــفِ الصَّـيقَـــــلِ المُتَقَلَّدِ

مَجَالِسُ طَالَتْ فِي السَّمـاءِ وأشْرَقَتْ ** متَى تَبْــــدُ لِلأبْصَـــــارِ تَقْــــرُبْ وتَبْعُـدِ

ظَلامُ الدُّجَــى فِيهـــا نَهَـــــارٌ كأنَّمـا ** تَرُوحُ وتُمْسِـــي الشمـــسُ فِيها وتَغْتَدِي

فأعمدة القصر تحاكي قدود الحسناوات اللائي سقاهنّ ماء الحسن، والأعمدة مشيّدة من عدّة الوان، منها الأحمر الذي يشابه الياقوت،الأبيض الذي يحاكي الدُّرّ، والأخضر الذي يماثل الزبرجد، والشعاع الأبيض يجول في ذاك القصر كما يجول شعاع الشمس على صفحة السيف اللامع، والمجالس في هذا القصر تكاد تلامس السماء في علوها وارتفاعها، والضوء والإشراق لا يكاد يفارقها ليلاً أو نهار ، حتى أنّ الإنسان لا يحس بالعتمة فيها لشدة ما بها من ألوان مضيئة ومشرقة، فليلها مثل نهارها كأنّ الشمس لا تفارقه في الغدوّ والرواح. فالشاعر هنا يستخدم ألوان متعددة رامزاً بها لجمال وبهاء ذلك القصر المنيف، فأبيضها در، وأحمرها ياقوت، وأخضرها زبرجد.

ويقول ابن القوطية[33]* واصفا الرياض في الأندلس[34]:

وكأنّما الرَّوضُ الأنيقُ وقدْ بَدتْ ** مُتلوِّنــــاتٍ غَضَّةً أنْوارُهُ

بِيضاً وصُفراً فَاقِعاتٍ صائغٍ ** لَمْ يَنْــــأ دِرْهَمُــــهُ ولا دِينَارُهُ

سَبَكَ الخَمِيلةَ عَسْجداً ووذيلةً ** لمَّا غَدَتْ شَمسُ الظَّهِيرةِ نَارُهُ

يصف ابن القوطية أناقة وجمال الرياض وقد ظهرت ولاحت أزاهيره ووروده البيضاء والصفراء متلألئة بألوانها الجذابة، كأنّما هي يدُّ صائغٍ قد صاغتها ذهباً (دينار) وفضة (درهم)، فهذه الورود تشعُّ وتتلألأ في ساعة الظهيرة كأنّها الذهب الذي يصهره الصائغ بناره ليعيد تشكيله، فالألوان البيضاء والصفراء وهي تلمع تحت الشمس كالذهب الذي يلمع تحت نار الصائغ، وكانت رمزية اللونين الأصفر والأبيض واضحة وفاعلة في هذه المقطوعة الشعرية لابن القوطية.

الخاتمة واهم ما توصلت اليه :

  1. اتخذ الشعراء الأندلسيون من ألوان الزهور والنباتات والطبيعة الصامتة والصائتة مدارساً يتعلمون منها عشق الحياة ويبثونه بالتالي عبر ما وهبهم الله من ملكة الكتابة والنظم.
  2. تعددت دلالات الألوان في الشعر الأندلسي، فكلّ لون كان يرمز إلى شيء محدد عندهم.
  3. رمز اللون الأحمر إلى الخجل والدم والنار والحب.
  4. رمز الأصفر إلى الضعف والوهن. وكان دلالة على الذهب والغروب.
  5. الأسود كان رمز الحزن والفراق والكآبة.
  6. الأخضر رمز الحياة والنماء.
  7. استخدام الشعراء الاندلسيين للون اختلف من شاعر لآخر، وقد اختلف هذا الاستخدام لاختلاف المكان والزمان والحالة النفسية للشاعر عند نظمه.
  8. كتب الشعراء الأندلسيون عن دلالة الألوان في مختلف أغراضهم الشعرية من مدحٍ ورثاءٍ وفخرٍ وغزل وغيرها من الأغراض المختلفة.

وتُوصي الدراسة بالآتي:

  1. الوقوف على دلالة اللون في الشعر الأندلسي في كلّ غرضٍ على حدة.
  2. تناول رمزية ودلالة كل لون على حدة في بحث منفصل لغنى الشعر الأندلسي بهذه الأشعار.
  3. تناول اللون في كل عصر من عصور الأندلس منفرداً لتبيين مدى تناول الشعراء لهذا اللون من الشعر في كل عصر.
  4. الوقوف على الدلالات الأخرى التي يذخر بها الشعر الأندلسي.

المصادر والمراجع :

  1. ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة .
  2. ابن حزم الاندلسي، طوق الحمامة في لألفة والإلاف، ضبط نصه وهوامشه: الطاهر أحمد مكي، دار المعارف، القاهرة، ط2، 1397هـ – 1977م، ص39.
  3. ابن حيان القرطبي، حيان بن خلف بن حسين بن حيان الأموي بالولاء ، أبو مروان(ت469هـ)، المقتبس من أنباء الأندلس، تحقيق: محمود علي مكي، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، 1390هـ، بيروت.
  4. ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان البرمكي الاربلي (ت 681هـ)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، ط1، 1994م.الصفدي، الوافي بالوفيات .
  5. أحمد بن محمد المقري التلمساني، نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة، مصر، 1949م.
  6. تاريخ الأدب العربي تاريخ الدول والإمارات، دار المعارف، مصر، ط1، 1995م.
  7. تاريخ علماء الأندلس، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، 1966م .
  8. الحميدي، محمد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد الأزدي الميورقي الحميدي أبو عبد الله بن أبي نصر (ت 488هـ)، جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، الدار المصرية للتأليف والنشر، القاهرة، 1966م.
  9. الحميري، إسماعيل بن محمد بن عامر، البديع في فصل الربيع، تحقيق: علي إبراهيم كردي، دار سعد الدين، دمشق، 1997م.
  10. الحميري، إسماعيل بن محمد بن عامر، البديع في فصل الربيع، تحقيق: علي إبراهيم كردي، دار سعد الدين، دمشق، 1997م.
  11. عبد الله محمد بن الكتاني الطيب، كتاب التشبيهات من اشعار أهل الأندلس، تحقيق: إحسان عباس، دار الشروق، بيروت، ط2، 1981م.
  12. عدنان عبيدات، جماليات اللون في مخيلة بشار بن برد، بحث مقدّم إلى مؤتمر علم الجمال في جامعة البعث كلية الآداب والعلوم الإنسانية .
  13. يحيى الغزال، ديوانه، تحقيق: محمد رضوان الداية، دار الفكر المعاصر، بيروت، ط1، 1993م.

Margins:

  1. – عدنان عبيدات، جماليات اللون في مخيلة بشار بن برد، بحث مقدّم إلى مؤتمر علم الجمال في جامعة البعث كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ص14.
  2. * – يحيى الغزال: هو يحيى بن الحكم البكري الجياني (156 – 250هـ) الشهير بلقب الغزال وذلك لجماله وظرفه وتأنقه، شاعر أندلسي عاصر خمس أمراء للدولة الأموية في الأندلس، برع في شعر الغزل والحكمة، تأثر الغزال بشعر أبي نواس وأبي تمام، كما كان على دراية ببعض علم الفلك والتنجيم، حاز على ثقة الأمير الأموي عبد الرحمن الأوسط فابتعثه في سفارة إلى بلاط الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس، كما أرسله في سفارة أخرى إلى بلاط هوريك الأول ملك النورمان، هجا الغزال زرياب فاشتكاه الأخير إلى الأمير عبد الرحمن والذي أمر بنفيه خارج الأندلس، فرحل إلى العراق وتجول في المشرق لفترة ، ثم سمح له الأمير بالعودة، توفي الغزال سنة 250هـ – 860م. المقري، نفح الطيب، ج7، ص346. وابن دحية الكلبي، أبو الخطاب عمر بن حسن ، المطرب من أشعار أهل المغرب، دار العلم للملايين، بيروت، ص138 – 150.
  3. – يحيى الغزال، ديوانه، تحقيق: محمد رضوان الداية، دار الفكر المعاصر، بيروت، ط1، 1993م، ص39.
  4. – يحيى الغزال، ديوانه، ص47.
  5. – ابن عبد ربه، ديوانه، ص55.
  6. – ابن عبد ربه، ديوانه، ص34.
  7. * – علي الحصري القيرواني: أبي إسحق علي بن عبد الغني الفهري الحصري الضرير أبو الحسن (420 – 488هـ/ 1029 – 1095م)، ولد في حي الفهريين بمدينة القيروان، يتصل نسبه بعقبة بن نافع الفهري مؤسس القيروان وفاتح أفريقيا، ولد وعاش بالقيروان ومات بطنجة، وفي مقتبل شبابه كانت فتنة بني هلال في القيروان والتي بسببها نزحت أسرته إلى سبتة بالمغرب فبقي فيها زهاء عشر سنوات، ثم تركها إلى اشبيلية ملتمساً الحظوة لدى المعتمد بن عباد، ثم إلى دانية ومنها إلى سرقسطة إلى ابن هود واتصل فيها بوزيره اليهودي ابن حسداي فأسبغ عليه العطف والحماية، وتنقل بعد ذلك في معظم ولايات الأندلس إلى أن استقر لدى ابن طاهر في مرسية والذي علت عنده مكانته وأكرمه غاية الكرم فمدحه بقصيدة (يا ليل الصبّ) ىوالتي طبقت شهرتها الآفاق، له أربة دواوين، هي: (مستحسن الأشعار ) وقاله في المعتمد بن عباد، وديوان (المعشرات) وهو شعره الفني الغزلي ، وديوان (مختلف المناسبات)، ثم ديوان (اقتراح القريح واجتراح الجريح)، وتوفي في مدينة طنجة عام 488هـ. ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج1، ص54 – 55. وابن بسام، الذخيرة، ج2، ص584 – 587.
  8. – المقري، نفح الطيب، ج4، ص109.
  9. * – ابن قلزم: هو إبراهيم بن يزيد بن قلزم بن أحمد بن إبراهيم بن مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه)، أندلسي سمع لسحنون بن سعيد ، مات بالأندلس سنة 268هـ. ابن عميرة، أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة أبو جعفر الضبي، بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس، تحقيق: إبراهيم الإبياري، دار الكتاب العربي، القاهرة، ط2، 1410هـ – 1989م، ص227.
  10. – ابن الكتاني، التشبيهات من اشعار أهل الأندلس، ص264.
  11. * – ابن شاطر السرقسطي: هو أبو زيد عبد الرحمن بن شاطر السرقسطي، كان ذا فضل وأدبوافر وشعر جم، ثم لزم الانقباض. العماد الأصبهاني، خريدة العصر، ج2، ص192.
  12. – المقري، نفح الطيب، ج4، ص109.
  13. * – سعيد بن عثمان: هو سعيد بن عثمان بن مروان القرشي المعروف بالبليتة، ويقال له كذلك ابن عمرون، وقد اختلف في نسه ، فقيل سعيد بن محمد وقيل ابن مروان ، وقيل غير ذلك، وهو شاعر من شعراء الدولة العامرية مدح المنصور بن أبي عامر ، توفي حوالي 400هـ. الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي، (ت: 764هـ)، الوافي بالوفيات، ، تحقيق : أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث ، بيروت، 1420هـ 2000م، ج15، ص151.
  14. – ابن الكتاني، عبد الله محمد، التشبيهات من أشعار أهل الأندلس، ص270.
  15. – المصدر السابق، ديوانه، ص120.
  16. * – أبو القاسم بن شبراق: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الخضرمي الأديب أبو القاسم المعروف بابن شِبراق، كان شاعراً نبيلاً صنّف كتاباً في الأخبار ، وعمّر طويلاً، توفي سنة 413هـ.الصفدي، الوافي بالوفيات، ج13\، ص102.
  17. – البديع في فصل الربيع، ص128.
  18. – الرمادي، شعر الرمادي ، ص53.
  19. – المصدر السابق، ص134.
  20. * – عبد الملك الجيري: هو عبد الملك بن إدريس الجزيري، المتوفى سنة 394هـ، كنيته أبو مروان، وزير أندلسي من الكتاب من أهل قرطبة، تولّى الإنشاء أيام المنصور بن أبي عامر وبقي إلى زمن ابنه المظفر الذي عزله واعتقله في برج من أبراج طرطوشة، لبث فيه إلى أن مات، له رسائل وأسفار كثيرة مدونة. ابن الأبار، محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي (ت 658هـ)، إعتاب الكتاب، تحقيق: صالح الأشتر، مطبوعات مجمع اللغة العربية ، دمشق، ط1، 1380هـ – 1961م، ص193.
  21. – الطبيب الكتاني، التشبيهات من أشعار أهل الأندلس، ص51.
  22. * – ابن حزم: هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الاندلسي، اليزيديّ بالولاء نسبة ليزيد بن أبي سفيان الاموي، ثم القرطبي وُلد الإمام ابن حزم في قرطبة يوم الأربعاء آخر أيام شهر رمضان سنة 334ه. كان سليل عزٍّ وشرف ورئاسة، فوالده أبو عمر أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الاندلسي، كان من أهل العلم والادب والبلاغة، معروفاً برجاحة عقله، وحسن تدبيره، توفي في حدود سنة 400هـ وقيل 402ه. ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج2، ص325. الحميدي، جذوة المقتبس، ص308.
  23. – ابن حزم الاندلسي، طوق الحمامة في لألفة والإلاف، ضبط نصه وهوامشه: الطاهر أحمد مكي، دار المعارف، القاهرة، ط2، 1397هـ – 1977م، ص39.
  24. * – الشريف الطليق: أبو عبد الله الملك مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الناصر، من أمراء بني أمية في الأندلس، ولد عام 350هـ / 961م، سُجن في أيام المنصور بن أبي عامر وهو في السادسة عشرة من عمره ومكث في السجن ستة عشر عاماً وعاش بعد إطلاقه ستة عشر عاماً، وهذا من نوادر الاتفاق، كان أديباً شاعراً مكثراً، وهو في بني أمية كابن المعتز في بني العباس ملاحة شعر وحُسن تشبيه، توفي في حدود عام 400هـ أو قبلها بقليل. ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ج1، ص191. وشوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي عصر الدول والإمارات – ال؟أندلس، ص280.
  25. – الحميري، البديع في فصل الربيع، ص103.
  26. – الرمادي، شعر الرمادي، ص51.
  27. – ابن حزم الأندلسي، طوق الحمامة، ص40.
  28. * – ابن هاني الأندلسي: هو أبو القاسم محمد بن هاني بن سعدون (326 – 362هـ / 938 – 973م)، شاعر مجيد لقب بمتنبي الغرب، ولد في إشبيلية وكان أبوه هاني من قرية من قرى لمهدية بإفريقية ثم انتقل إلى الأندلس حيث ولد محمد بن هاني، تعلم الشعر والأدب ، واتصل بحاكم إشبيلية وحظي بالقبول عنده، ولكن أتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وأنّ في شعره نزعة إسماعيلية بارزة، وأساؤوا بسببه إلى ملكهم الذي أشاعر على ابن هاني بالمغادرة، فترك إشبيلية فرحل إلى المغرب ومدح جوهر الصقلي، ومنها إلى الزاب ووصل خبره المعز لدين الله فطلبه وارتحل إليه وأقام عنده بالمنصورية غرب القيروان فبالغ ابن هاني في مدح المعز ووصل في مدحه إلى مراحل بعيدة، قتل ابن هاني في برقة في 23 رجب سنة 362هـ وحزن عليه المعز لدين الله الفاطمي حزناً شديداً.ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج12، ص421 – 422.الصفدي، الوافي بالوفيات، ج1، ص352. ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، ج2، ص288.
  29. – ابن هاني الأندلسي، ديوانه، ص204.
  30. – ابن عبد ربه، ديوانه، ص49.
  31. * – السناط: هو الشاعر الحسن بن حسّان أبو علي المعروف بالسناط، شاعر مشهور مقدم مكاثر ، كان في أيام عبد الرحمن الناصر. ابن عميرة، بغية الملتمس، ص263.
  32. – الكتاني الطبيب، التشبيهات في أشعار أهل الأندلس، ج1، ص79
  33. * – ابن القوطية: أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم القرطبي المعروف بابن القوطية (ت 367هـ)، مؤرخ ولغوي وأديب عربي أندلسي ولد في قرطبة لأسرة تنحدر من سارة القوطية والتي سمي بها ابن القوطية، كان شاعراً صحيح الألفاظ واضح المعاني، ترك الشعر في كبره تنسكاً وزهداً. توفي في 23 ربيع الأول عام 367هـ في قرطبة. ابن خلكان، وفيات الأعيان، ص370. والزركلي، الأعلام، ج6، ص311 – 312. وابن الفرضي، أبو الوليد عبد الله ببن محمد بن يوسف، تاريخ علماء الأندلس، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، 1966م، ص76.
  34. – الحميدي، جذوة المقتبس، ج2، ص623.