البلاغة والأسلوبية: قراءة في الأنساق المعرفية

د. سلمى خبان1

1 باحثة، المغرب

بريد الكتروني: khoubbane1989@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(9); https://doi.org/10.53796/hnsj3912

Download

تاريخ النشر: 01/09/2022م تاريخ القبول: 13/08/2022م

المستخلص

حظي الأسلوب بصفته طريقة في الأداء سواء أكان لغويا أم إبداعيا باهتمام العلماء قديما وحديثا، وقد اهتم به علماء الإعجاز وأولوه عناية خاصة خلال القرن الثاني الهجري، وذلك عندما حاولوا الموازنة بين أسوب القرآن وأساليب الكلام العربي.

فأصبح بذلك الأسلوب منذ القدم من بين القضايا البلاغية العربية التي تجسدت من خلالها دراسة جمالية الخطاب سواء أكان شعرا أم نثرا، ذلك أنه أساس صناعة الشعر، يجمع بين الرؤية التي يمتلكها الشاعر والاحتراف اللغوي والجمالي، القائم على أصول فنية يستمدها المبدع من ذهنه ومن نفسه ومن ذوقه.

حظي الأسلوب بصفته طريقة في الأداء سواء أكان لغويا أم إبداعيا باهتمام العلماء قديما وحديثا، وقد اهتم به علماء الإعجاز وأولوه عناية خاصة خلال القرن الثاني الهجري، وذلك عندما حاولوا الموازنة بين أسوب القرآن وأساليب الكلام العربي.

فأصبح بذلك الأسلوب منذ القدم من بين القضايا البلاغية العربية التي تجسدت من خلالها دراسة جمالية الخطاب سواء أكان شعرا أم نثرا، ذلك أنه أساس صناعة الشعر، يجمع بين الرؤية التي يمتلكها الشاعر والاحتراف اللغوي و الجمالي ، القائم على أصول فنية يستمدها المبدع من ذهنه ومن نفسه ومن ذوقه.

ولعل السؤال الذي يمكننا طرحه هنا هو:

ماهي الأنساق المعرفية التي تربى في رحمها هذا الموضوع؟

وماهي القوائم العلمية التي ارتبطت به؟ وماهي رؤية الحداثيين حوله؟

وهل بالفعل هناك فروق موضوعية بينه وبين البلاغة باعتبارها نسقا معرفيا له؟

  1. الأسلوب في التراث العربي
  2. عند علماء الإعجاز القرآني:

يعد الأسلوب طريقة فردية في تصييغ اللغة وتنسيج النص وتشكيل فضاءات الكتابة ومنهج شخصي في المعالجة والبناء، لا يتميز به إلا أشخاص مخصوصون.

وقد تناوله علماء الإعجاز منذ القرن الثاني الهجري. ووصفوه بكونه الطريقة أو المظهر اللفظي للنص ، وهو طريقة الشاعر،ـ و الناثر لكتابه.

وحسب قول ابن قتيبة ت176ه:”وإنما يعرف فضل القرآن من كثر نظره واتسع علمه ، وفهم مذاهب العرب وافتنانها في الأساليب زما خص الله به لغتها دون جميع اللغات…فالخطيب من العرب إذا ارتجل كلاما في نكاح أو حمالة أو ما شابه ذلك ، لم يأت به من واد واحد، بل يفتن فيختصره تارة إرادة التخفيف ، بل يفتنّ: فيختصر تارة إرادة التخفيف، ويُطيل تارة إرادة الإفهام، ويُكرّر تارة إرادة التوكيد، ويخفي بعض معانيه حتى يغمض على أكثر السامعين، ويكشف بعضها حتى يفهمه بعض الأعجميين، ويشير إلى الشيء ويكني عن الشيء.

وتكون عنايته بالكلام على حسب الحال، ، وكثرة الحشد، وجلالة المقام.”[1]

انطلاقا من قول ابن قتيبة نجد الأسلوب متصلا بطريقة أداء المعنى مع ربطه بالغرض أوالمقام، لأن “الأسلوب يحصل عن كيفية الاستمرار في أوصاف جهة من جهات غرضه القول ، وكيفية الاطراد من أوصاف جهة إلى جهة”[2].

ويقول الخطابي ت 388ه في السياق ذاته”هو أن يجري أحد الشاعرين في أسلوب من أساليب الكلام أو واد من أوديته فيكون أحدهما أبلغ في وصف ما كان بباله من الآخر في نعت ماهو بإزائه ، وذلك مثل أن يتأمل لشعر أبي داود الإيادي والنابغة الجعدي في صفة الخيل، وشعر الأعشى والأخطل في نعت الخمر، وشعر الشماخ في وصف الحمر، وشعر ذي الرمة في صفة الأطلال والدمن ونعوت البراري والقفار ، فإن كل واحد منهم وضاف لما يضاف إليه من أنواع الأمور.فيقال فلان أشعر في بابه ومذهبه من فلان في طريقته التي يذهبها في شعره وذلك بأن يتأمل نمط كلامه في نوع ما يعنى به ويصفه ، تنظر فيما يقع تحته من النعوت والأوصاف ، فإذا وجدت أحدهما أشد تقصيا لها ، وأحسن تخلصا إلى دقائق معانيها ، وأكثر إصابة فيها ، حكمت لقوله ما بالسبق، وقضيت له بالتبريز على صاحبه ولم تبال باختلاف مقاصدهم وتباين الطرق لهم فيها”[3]

فالخطابي يربط بين الأسلوب والغرض الذي يتضمنه النص الأدبي، وهو الأساس التي يستند إليه في تحقيق التعبير، ومن هنا فأن مهمة المبدع – شاعرا كان أم ناثرا- تكمن في أن يكشف عن العلاقات التي تربط بين الظواهر والأشياءداخل الأسلوب الأدبي وصولا إلى تحقيق النص وظيفته التعبيرية، ومرورا بالتعامل الدقيق مع معاني الكلم حيث تتناسق دلالتها في هيئات يجري فيها الكلام في وجوه كثيرة من تقديم وتأخير، وتعريف وتنكير، وذكر وحذف، وما أشبه ذلك.

وحسب رأي الباقلاني ت403 ه، كل أسلوب هو متأثر بشخصية الكاتب وطبيعته النفسية فإنه” لا يخفى على أحد يميز هذه الصنعة سبك أبي نواس من سبك مسلم ، ولانسج ابن الرومي من نسج البحتري، وكذلك ا يميز بين شعر إمرئ القيس وبين شعر النابغة و زهير أو بين شعر جرير والأخطل، والبعيث والفرزدق،وكل له منهج معروف وطريق مألوف”[4]،وقد يذهب بعض الباحثين إلى الظن أن كلام الباقلاني يشير إلى قضية نقدية هي الصدق والكذب ،ولكن هذا الظن بعيد عن الصواب ،لأن ما أراد به القول هو طريقة سبك الشاعر وطباعه وخصائصه الذاتية التي تميزه عن غيره ، فالأسلوب عند الباقلاني وليد مزاج ذاتي بين الشاعر والناثر.

واللافت للنطر أن علماء الإعجاز حين تحدثوا عن الأسلوب قصدوا به الفرادة في التعبير ، أو ما يسمى بالأسلوب العصري أي الطريقة الكتابية التي تميز كتاب عصر من العصور، كما تنبهوا إلى ضرورة التفريق بين كلام الله سبحانه وتعالى والكلام العربي، فجعلوا الأول معجزا بلغته ومتفردا ومتميزا عن جنس الكلام الإنسي ، وهذا هو سر الإعجاز الرباني وسبب إخفاق القوم الفصحاء في معارضته والإتيان بمثله .

وقد تطرقوا في السياق ذاته إلى أن الأسلوب ليس بالبلاغة قطعا لأنها صفة تدل على تميز العبارة المنفردة .بينما الأسلوب مختص بمعنى آخر يشمل الفواتح و الخواتم والمبادئ والمثاني، والمطالع والوسائط والفواصل، ويشمل مافي نظم السور من حسن التخلص بين المعنى والمعنى ، وبين المؤتلف والمختلف ، والمتفق والمتسق . فهو بذلك طريقة فنية خاصة في الاستعمال اللغوي.

ويمكننا أن نبرز النسق المعرفي المتأصل الذي وقف عنده مفهوم الأسلوب وخصائصه التعبيرية الفنية والنقدية عند أحد كباء البلاغة والإعجاز وهو عبد القاهر الجرجاني، حيث تجد داخل مؤلفاته مفهوم الأسلوب يتحرك وفق ضوابط ومعايير فنية ولا يحيد عنها ، فالجرجاني في استدلالاته ومناقشاته يرجع إلى خاصية أساسية في الأسلوب وهي المزية ولا يحيد عنها باعتبارها سمة أسلوبية داخل النص الأدبي .

  1. السمات الأسلوبية عند الإمام عبد القاهر الجرجاني ت471ه:

شكل الجرجاني بآرائه البلاغية موضوعا هاما للنقاش بين المفكرين في الدراسات العربية الحديثة، حيث تحطمت فوقه أغلب التصورات والمناهج الإجرائية المعاصرة، واستقطب تفكيره أكبر عدد من الباحثين في مجالات عدة :اللغة والنقد وما تفرع عنها .

والذي يهم هذه المداخلة هو ما له علاقة بنظرية النظم مبرزين كيف بسط الجرجاني تصوره للأسلوب من خلالها، ولكن قبل ذلك قد يكون من المهم إبداء ملاحظة قابلة لكثير من النقاش وهي أن نظرية النظم التي تناولها الدارسون باختلاف اتجاهاتهم لم تلتزم جميعها بتحليل الإطار المنهجي الذي حدده الإمام عبد القاهر نفسه في الفصل 1 من كتابه دلائل الإعجاز، هذا الفصل يعتبر نقطة مركزية والمدخل الأساس لفهم هذه النظرية الأسلوبية التي ركز من خلالها على سمة أسلوبية داخل النظم وهي المزية.

ومفادها إنما المزية تكون لمعاني النحو التي تربط بين الكلم سابقها ولاحقها[5]، فمعلوم “أن ليس النظم سوى تعليق الكلم بعضه ببعض، وجعل بعضها سببا من بعض”[6].

وفي هذا التحديد نجد السمات الأسلوبية للأسلوب من خلال مستويين:

مستوى علمي :

وتعنى فيه نظرية النظم بتحديد المعاني ومعرفة طرق أدائها من غير نظر إلى المظهر الفني للعبارة[7] ، فالأسوب يتحدد من خلال أساسين:

الأساس الأول : طرق تعليق الكلم بعضه ببعض ، والثاني هو ملاحظة الفرق بين طرق التعليق.

فالجرجاني من خلال هذه السمات الأسلوبية يقوم بملاحظة علاقة الكلم ويقول :”وإذا كان الأمر كذلك ، فبنا أن ننظر إلى التعليق فيها والبناء ، وجعل الواحدة منها بسبب من صاحبتها”[8].

أما المستوى الإبداعي الأدبي : فيعنى بنظرية النظم في شقها الفني الأدبي ، حيث يكون الناظم للكلام و الناطر فيه ، دقيق الملاحظة ، عارفا بفروق الكلام ، ووجوه التصريف ، فينظر في أبواب النحو ، ليتصرف في طرق إخراج الخبر المشهورة، وطرق الشرط والجواب و الحال ، ويجئ به حيث ينبغي له ، فينظر في الجمل والعبارات الفنية التي تساق داخل الخطاب الإبداعي، فيعرف موضع الفصل من الوصل، ويتصرف في التعريف والتنكير إلى غير ذلك من ضروب البلاغة.[9]

وعلى هذا الأساس فإن نظرية النظم عند الإمام عبد القاهر الجرجاني هي نطرية فنية ذات سمات أسلوبية وقد اتخذها طريقة في موازنة ضروب الكلام كله أي أنها تعدت المجال القرآني إلى مجال اللغة كلها[10].

وبذلك وقف الجرجاني في نظرية النظم عند مقولات من قبيل السلاسة والسهولة والجزالة وجودة السبك والتلاؤم.

وتجدر الإشارة إلى أن كل أراء الجرجاني لاتخرج عن غرضه في الاستدلال على النظم باعتباره عملية أسلوبية يقوم على التركيب النحوي ، ومكان النحو في نظم الكلام ، والتقديم والتأخير والكناية والاستعارة وغيرها من ضروب البلاغة.

ولعل وقفته عند آية الأنعام تعطي فكرة عن السمات الأسلوبية داخل نظرية النظم.

يقول :{وجعلوا لله شركاء الجن }[11] ليس بخاف أن لتقديم الشركاء حسنا وروعة ومأخذا من القلوب، أنت لا تجد شيئا منه إن أنت أخرت فقلت : « وجعلوا الجن شركاء لله » وأنك ترى حالك حال من نقل عن الصورة المبهجة والمنظر الرائق والحسن الباهر، إلى الشيء الغفل الذي لا تحلى منه بكثير طائل، ولا تصير النفس به إلى حاصل . والسبب في أن كان ذلك كذلك، هو أن للتقديم فائدة شريفة . ومعنى جليلا لا سبيل إليه مع التأخير.
بيانه أنا وإن كنا نرى جملة المعنى ومحصوله أنهم جعلوا الجن شركاء وعبدوهم مع الله تعالى، وكان هذا المعنى يحصل مع التأخير حصوله مع التقديم، فإن تقديم ” الشركاء ” يفيد هذا المعنى ويفيد معه معنى آخر وهو أنه ما كان ينبغي أن يكون لله شريك، لا من الجن ولا غير الجن.

وإذا أخر فقيل : ” جعلوا الجن شركاء لله ” لم يفد ذلك، ولم يكن فيه شيء أكثر من الإخبار عنهم بأنهم عبدوا الجن مع الله تعالى ، فأما إنكار أن يعبد مع الله غيره، وأن يكون له شريك من الجن وغير الجن فلا يكون في اللفظ مع تأخير الشركاء دليل عليه . وذلك أن التقدير يكون مع التقديم أن ” شركاء ” مفعول أول لجعل و ” لله ” في موضع المفعول الثاني، ويكون ” الجن ” على كلام ثان ، وعلى تقدير أنه كأنه قيل: ” فمن جعلوا شركاء لله تعالى؟ ” فقيل : ” الجن ” وإذا كان التقدير في ” شركاء ” أنه مفعول أول و ” لله ” في موضع المفعول الثاني وقع الإنكار على كون شركاء لله تعالى على الإطلاق من غير اختصاص شيء دون شيء، وحصل من ذلك أن اتخاذ الشريك من غير الجن، قد دخل في الإنكار دخول اتخاذه من الجن، لأن الصفة إذا ذكرت مجردة غير مجراة على شيء، كان الذي تعلق بها من النفي عاما في كل ما يجوز أن تكون له تلك الصفة. “[12]

ذلك أن ” ما حصل من المعنى بأن قدم ” الشركاء ” واعتبره فإنه ينبهك لكثير من الأمور، ويدلك على عظم شأن النظم وتعلم به كيف يكون الإيجاز به وما صورته؟ وكيف يزاد في المعنى من غير أن يزاد في اللفظ، إذ قد ترى أن ليس إلا تقديم وتأخير، وأنه قد حصل لك بذلك من زيادة المعنى، ما إن حاولته مع تركه لم يحصل لك واحتجت إلى أن تستأنف له كلاما، نحو أن تقول : ” وجعلوا الجن شركاء لله، وما ينبغي أن يكون لله شريك لا من الجن ولا من غيرهم ” . ثم لا يكون له إذا عقل من كلامين من الشرف والفخامة ومن كرم الموقع في النفس، ما تجده له الآن وقد عقل من هذا الكلام الواحد”[13]

هذه إذن الأنساق المعرفية التي تناولت مفهوم الأسلوب على اختلاف تسمياته ، فانبثقت منه جل النظريات الأسلوبية فيما بعد.

وسنعرج عن هذا النسق المعرفي العربي و ننتقل إلى نسق آخر في الدراسات الغربية باعتبارها مرحلة مهمة في تأسيس علم الأسلوب وهو الأسلوبية على اختلاف اتجاهاتها.

  1. الأسلوب واتجاهاته الغربية :
  2. البلاغة والأسلوب في الدراسات الغربية:
  • البلاغة:

هيمنت البلاغة منذ القدم على التفكير الشعري والمنطقي عبر العصور منذ أرسطو والنظريات الشعرية في القرون الوسطى وصولا إلى النظريات الكلاسيكية في بداية القرن18.[14]

وقد بدأت البلاغة متوجهة في أولى منطلقاتها إلى دراسة الأنماط الخطابية بأنواعها التداولي والقضائي والإرشادي ، مهتمة أكثر بوسائط إقناع المخاطب بصحة قضية ما، فأصبحت بمثابة فن القول، ثم تحولت بعد ذلك إلى دراسة الخطاب الأدبي ، واتخذت الشعر موضوعا لها ، فأضحت تمثل فن الشعر ، وقد اقتفى الأدب توجهاتها.

فتوجهت ا في هذه المرحلة الأخيرة إلى دراسة الأسلوب وكيفية رصف الكلمات في الجملة وفقا لطريقة النظم الأكثر صلاحا للتعبير عن الفكر أكثر من غيرها.

فأضحت البلاغة تثمينا للأفكار والحجج واستثمارها في صور بيانية وتنويعات أسلوبية دقيقة المآخذ في تحديدها وتصنيفها وتقعيدها [15].

ومن هنا انحصرت البلاغة في الأسلوب فارتبطت به داخل علم يسمى الأسلوبية، فتحولت من الاهتمام بالعناصر الثلاثة الأولى للخطابة التداولية والقضائية والإرشادية إلى دراسة الخطاب الأدبي بمختلف فروعه الفنية والنوعية. فأضحت تؤكد على دراسة “خصائص الأسلوب والصور الشعرية والنعوت والمجازات و الايقاع وما فيه من جناس وأصوات وعلى الغموض وتوظيف الأساطير والحكم والأمثال، وغير ذلك مما يستوعب من مباحث البلاغة القديمة ويتجاوزها إلى مكتشفات الألسنية [16].

  • الأسلوب:

إن الأسلوب في الدراسات الغربية أخد بعدا آخر حيث نجد كلمة أسلوب مأخوذة من كلمة لاتينية (Stylus) وتعني عندهم اصطلاحا “استخدام الكاتب لأدوات تعبيرية من أجل غايات أدبية، ويتميز في النتيجة من القواعد التي تحدد معنى الأشكال وصوابها”[17].

وعلى هذا الأساس يمثل الأسلوب تلك السمة الشخصية التي تمثل الاختيار الواعي للكاتب .

فهو خاصية فردية للنص يتحكم بها المبدع.

ثم تطور بعد ذلك هذا المفهوم ليصبح موضوعا من مواضيع الفكر اللغوي الغربي، حيث انبثقت الأسلوبية إثر الثورة الفكرية التي أحدثتها لسانيات دوسوسير في ق20.

فقد تمحور حقل الأسلوبية على ثنائية لسانية هي من مواضعات التفكير الألسني وقد أحكم استغلالها علميا سوسير، وتتمثل في تفكيك مفهوم الظاهرة الألسنية إلى ظاهرتين وجوديتين، ظاهرة اللغة، وظاهرة العبارة، وقد اعتمد كل الألسنيين بعد سوسير هذا الثنائي فحاولوا تركيزه في التحليل، وتدقيقه بمصطلحات تتلون بسمات اتجاهاتهم الألسنية.

إن ثنائية اللغة والكلام أو العبارة قد شكلت العامل الأساس في انبثاق الدراسات الأسلوبية، وبذلك أضحت هذه الأخيرة منهجا نسقيا يدرس النص ويقرؤه من خلال لغته وما تعرضه من خيارات أسلوبية على شتى مستوياتها نحويا ولفظيا ، وصوتيا ، وشكليا ، وما تفرده من وظائف ومضامين ومدلولات وقراءات أسلوبية [18].

هنا أخذت الأسلوبية تتسع ، وتتحدد بشكل دقيق ، حيث عمل أحد طلاب دوسوسير وهو شارل بالي على دراسة اللغة وبذلك أرسى قواعد الأسلوب عليها ،فكان بذلك من المبادرين إلى اكتشاف الخصائص الأسلوبية.

  1. الاتجاهات الأسلوبية في الدراسات الغربية:
  • الرؤية التعبيرية عند شارل بالي:

لقد وضع شارل بالي الطابع الوجداني في عملية التواصل بين المرسل والمتلقي ، واهتم بالجانب الأدائي للغة الإبلاغية باعتبارها خطابا لسانيا بصفة عامة .

وبذلك حصر رؤيته الأسلوبية في اللغة الشائعة ، لغة التواصل اليومي دون اللغة الأدبية لغة الإبداع.

فبحث عن الجوانب العاطفية داخل اللغة اليومية التي تميز شخصا عن شخص، حيث ركز في دراسة الأسلوب على الكلام اليومي باعتباره الخطاب البسيط والبعيد عن التعقيد ،فهو إذن يتميز بالعلمية أي دراسة اللغة مجردة ، فالأسلوبية لديه لاترمي إلى تعليم أحسن الأساليب ، بل تبحث عن علاقة التفكير بالتعبير ، ذلك أن المتكلم دائما يفكر في مكامن التأثير التي تجعل من المتلقي يفتح دائما بالقول ، وعلى هذا الأساس فوظيفة الأسلوبية لديه ليست للتقويم الجمالي للتعابير ، ولا هي تفرض المقاييس الجمالية، بل هي الوصف الدقيق لمختلف التعابير عند الناس.

لذلك يعترض على اللغة الأدبية ، لأن الأديب يسير على منوال السابقين فيوظف تعابيرهم في نصه ولا يبتكر جديدا.

أما اللغة العادية فهي لا تحتاج إلى الاقتراض من أساليب الأجيال السابقة.

وعلى هذا الأساس فإن شارل بالي قد عمل على الوجه الثاني من ثنائية دوسوسير وهو الكلام، فكان بذلك مؤسس الأسلوبية التعبيرية.[19]

إن الأسلوبية لدى شارل بالي غايتها إبلاغية فقط ومنهجها دراسة الوسائل التعبيرية في المجال اللغوي الذي تلتقي فيه اللغة بالحياة.

  • الرؤية الفردية أو الملمح الظاهر ، مجاز إلى الباطن عند ليوسيتزر:

تعد هذه الرؤية المتفردة على مستوى المضمون والرؤية من بين أهم الرؤى الأسلوبية ،فقد أعطت أهمية بارزة للنص في علاقته بالمبدع ، وجاءت ردا على الأسلوبية التعبيرية من جهة أنها تركز على العبارة وما تؤديه من إيحاءات تشف عن انتماء المتكلم الاجتماعي .

كما أنها تأثرت بمجموعة من الاختصاصات التي سبقتها وخاصة اختصاص مايرولوبكة الدارس لقوانين التحولات الصوتية في اللغة ، والقائل بفصلها عن وسطها التاريخي وعن متكلمها .فكان ذلك السبب الرئيسي في إنشاء أسلوبية مغايرة وهي أسلوبية الفرد .

إن أسلوبية الفرد تبحث في ظروف الأثر التاريخي ، وتحديد الصلة بينه وبين غيره من المؤلفات والمصادر المكتوبة وتحديد العناصر الشخصية التي انبثق منها.

وعلى هذا الأساس ليوسبتزر رسم ملامح رؤيته الأسلوبية التي تقوم على دراسة علاقة الشكل مع التفكير، وبذلك تتناسب مع تعبير القدماء على أنها لا تخرج عن الإطار اللغوي أو الحدث اللساني المعبر في نفسه أو المقدر في ذاته، وتنظر إلى البنى ووظائفها داخل النظام اللغوي .

إن هذه الأسلوبية الوصفية ينصب اهتمامها على الأثر وتتعلق بعلم الدلالة أو بدراسة المعاني، فهي في الواقع نقد للأسلوب، تقوم على دراسة علاقات التعبير مع الفرد أو المجتمع الذي أنشأها واستعملها فهي إذن دراسة تكوينية تتناول الحدث اللساني “التعبير “إزاء المتكلمين ، وتحدد الأسباب وبذلك تنسب إلى النقد الأدبي ، وتبتعد عن المعيارية أو التقريرية.[20]

إن ليوسبتزر بهذا التصور العلمي للأسلوبية ،يبحث في الصياغة اللغوية بما فيها الأثر والمقولة والشكل ، لأن شكل الأثر لم يأتي عفويا ، ذلك أن كل ملمح ظاهر يقف وراءه دافع ويستند في وجوده إلى مبرر، فالظواهر الشكلية في الأثر الأدبي تستمد تبريرها من ارتباطها بروح كاتبها وروح الجماعة التي ينتمي إليها ذلك الكاتب .

وعلى هذا الأساس تتجلى أهمية النص في كونه يدل على الأصل الروحي لأمة من الأمم.[21]

وتبعا لذلك فأي تحليل للنص، وأية دراسة في فقه اللغة بجب أن يبدأ بنقد الجمال، وذلك بتحمل دراسة الكمال في العمل ، ومع إرادة تامة في التعاطف معه[22]،فهو ذو وظيفة فنية تجعل للعمل الأدبي خصائص ومميزات تميزه عن غيره.

و على هذا الأساس يجب أن تكون الأسلوبية نقدا ظريفا بالمعنى العامي.

  • الرؤية الفنية عند ريفاتير:

حدد الأسلوبية بكونها علم يعنى بدراسة الآثار الأدبية دراسة موضوعية وهي بذلك تعنى بالبحث عن الأسس القارة في إرساء علم الأسلوب وهي تنطلق من اعتبار الأثر الأدبي بنية ألسنية تتحاور مع السياق المضموني تحاورا خاصا[23].

إنها تقوم بدراسة النص في ذاته، وتفحصه انطلاقا من أدواته وأنواع تشكلاته الفنية، فهي تختلف عن بقية المناهج النصية بتناولها النص الأدبي بوصفه رسالى لغوية، وهي ترمي بحسب رأيه إلى” تمكين القارئ من إدراك انتظام خصائص الأسلوب الفنيإدراكا نقديا مع الوعي، بما تحققه تلك الخصائص من غايات وظائفية .[24]

فالأسلوب كل إبراز وتأكيد سواء أكان تعبيريا أو عاطفيا أو جماليا يضاف إلى المعلومات التي تنقلها البنية اللغوية دون التأثير على معناها.

إن ريفاتير يبحث عن سمة الفرادة في العمل الأدبي، والفرادة لديه هي الأسلوب، يقول :” النص فريد دائما في جنسه، وهذه الفرادة هي التعريف الأكثر بساطة، وهو الذى يمكن أن نعطيه عن الأدبية، ويمكننا أن نمتحن هذا التعريف فورا إذا فكرنا أن الخصوصية في التجربة الأدبية تكمن في كونها تغريبا وتمرينا استلابياً وقلبا لأفكارنا ولمدركاتنا ولتعبيراتنا المعتادة”.[25]

هذه الأسلوبية تنبني على مقاربة المعالم الكبرى للأسلوب الفني وفقاً للطرح النقدي، مع الإدراك الواعي بما تحققه تلك المعالم من غايات وظائفية، سواء أكانت أسلوبية أم جمالية، وانطلاقاً من أن النص بنية خاصة تشكل منظوراً أسلوبياً.‏

نلاحظ من خلال هذه الرؤية الأسلوبية أنهامتأثرة بالنقد المعاصر، حيث العناية ببنية النص الأدبي ، وقد سمي هذا الاتجاه بالأسلوبية الوظيفية، ومن خلالها يقام البحث في بنية النص الأدبي :جهازه اللغوي ،نمطيته ومفرداته وتراكيبه ، ودلالته .[26]

  • الرؤية التوليدية لدى ىتشومسكي:

تقوم هذه الأسلوبية علىمرتكزات العالم واللساني (نعوم تشومسكي) في التراكيب النحوية، فتتخذ بذلك العبارة الجديدة بمثابة اختيارات جديدة وطاقات تعبيرية كامنة في اللغة ويتم تناولها من خلال الوصف اللغوي على المستوى النحوي أو بموجب تحليل مكوناتها الإعرابية مستخدمة نظاما من القواعد التي تقوم بتحليل أركان الجملة أو ما يسمى عند تشومسكي ببنية العبارة ،وبها يتم تحديد الاختيارات الجديدة وفق قواعد التحويل، ثم الاختيار الذي يمثل صورة منتقاة من بين الصور الواردة ـوهي أسلوبية صعبة ودقيقة في تعيين النواة أو الجملة المحورية الأصلية ومن أهم نقاطها:

–      تقوم هذه الأسلوبية على اختيار الشاعر أو الكاتب

–      تتخذ من الجمل الأولى هي محور ونواة الفعل الأسلوبي تتولد منها سلسلة متتابعة من الكلمات أو المورفيمات أو الفونيمات لتكون جمل أخرى.

هذه الأسلوبية فرع ” من اللسانيات الحديثة مخصص للتحليلات التفصيلية للأساليب الأدبية او للاختبارات اللغوية التي يقوم بها المتحدِّثون والكتاب في السياقات – البيئات – الأدبية وغير الأدبية).[27]

وبناء على ما تقدم فإن فكرة الإختيار النحوي في الأسلوبية إنّما هي منطلقة من فكرة النحو التوليدي، فأحد تعريفات الأسلوب أنه إختيار نحوي، والمراد بالنحو هنا هو اعمَّ من القواعد المعروفة بحيث يشمل قواعد اللغة عامة في أصواتها وصرفها ومعجمها ونظم الجملة فيها، ويكون هذا الإنتقاء حيث يؤثر المنشئ كلمة على كلمة.[28]

وإذا كان اختيار الشاعر أو الكاتب لبعض التحويلات الكامنة في النظام اللغوي يعد إستخداماً مميزاً لطاقات اللغة، فالتركيب المعطي يمكن تحويله إلى تراكيب متعددة ،وهذا يمثل بدائل خصبة للدارس الأسلوبي.

وبناء عليه إن الأسلوبية قد وجدت ضالتها في النظرية التحويلية التوليدية وما أفرزته من مقومات واصطلاحات لغوية فوظفت هذه الاصطلاحات والمفاهيم في توضيح الدراسة الأسلوبية.

وهو ما دفع الألماني ستيفن أولمان في ذروة تقدم النظرية التحويلية إلى تأكيد أن النظرية الأسلوبية قد استقرت علماً لسانياً نقدياً فيقول: إنَّ الأسلوبية اليوم هي من أكثر أفنان اللسانيات صرامة على ما يعترى غائيات هذا العلم الوليد ومناهجه ومصطلحاته ومن تردد ولنا أن نتنبأ بما سيكون للبحوث الأسلوبية من فضل على النقد الأدبي واللسانيات معاً. ([29]).

خلاصة تركيبية:

انطلاقا مما سبق نجد الأسلوبية تهتم باللغة وبنسقها، وتدرس جميع الخصائص التركيبة في النص ، من أصوات وصيغ وتراكيب وألفاظ، فتستفيد من الصوتيات والصرف و الدلالة والتراكيب في الكشف عن سمات الأسلوب وخصائصه ، كما أنها ترتبط بعلوم عدة ، مثل اللسانيات والبلاغة ، بل كثير من الدارسين يعدونها وريثا للبلاغة أو هي البلاغة الجديدة.

وعلى هذا الأساس يمكننا أن نجعلها مكمّلة لموروثنا القديم بما لا يتعارض مع مصطلحات ذلك الموروث ومفاهيمه الأساسية، لأننا نراها متجسدة في الدراسات العربية التراثية بثياب الحداثة والمعاصرة.

إن الدارس للأسلوبية يجد أن الأسلوبيين أو المنظرين للأسلوبية يتحدثون عن مستويات التحليل الأسلوبي، وإذا أمعنا النظر في هذه المستويات هي ذات مستويات التحليل اللغوي، وهي تحليل الأصوات وتحليل التراكيب وتحليل الألفاظ وهذه المستويات ذاتها هي التي يتحدث فيها الأسلوبي عندما يحلل، والتحليل اللغوي جزء من التحليل الأسلوبي.[30]

و الراجح أن التفريق بينهما غير واقع لا محالة، لذلك على الباحث أن ينظر إلى الغاية أو الهدف من كلا العلمين، فالذي نظر إلى النص على أنه نص لغوي المراد منه معرفة أساليب الكاتب للخروج بقواعد لغوية علمية فهو باحث لغوي والذي نظر للنص على أنه نص لغوي المراد منه معرفة أساليب الكاتب وتمايزه عن غيره من الكتاب وتحديد طريقته الخاصة في المنهج، والمعالجة من خلال التحليل الصوتي أو الصرفي أو النحوي أو الدلالي، فهو محلل أسلوبي، وهنا نسمي الأول عالماً لغوياً ونسمي الآخر عالماً أسلوبياً.

وهنا لابد من الإشارة إلى قضية مهمة وهي أن الأسلوبية تتشابك مع العلوم اللغوية فالباحث الأسلوبي يرتبط بالعلوم اللغوية ، تلك العلوم التي نشأت نتيجة تطورالدراسات اللسانية، وجعلتها حقولاً معرفية لعلم اللغة الذي يسعى في النهاية لتقديم فهم أفضل للغة التواصلية.

لائحة المصادر والمراجع

القرآن الكريم

الباقلاني،إعجاز القرآن، تحقيق أحمد صقر،دار المعارف ، مصر القاهرة،دط/دت

بييرجيرو،الأسلوبية ، ترجمة د. منذر عياشي، مركز الإنماء الحضاري ، ط2، 1994

الجرجاني،دلائل الإعجازـ، قرأه وعلق عليه محمود محمد شاكر ،مطبعة المدني بالقاهرة ودار المدتي بجدة ، ط 3، ،1413/1992

حازم القرطاجني،منهاج البلغاء وسراج الأدباء، تقديم وتحقيق محمد الحبيب بن الخوجة ، دار الغرب الإسلامي ،ط 3، ،1986

الخطابي ، بيان إعجاز القرآن،تحقيق محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام ،دار المعرف،1986/دط

خفاجي عبد المنعم ، الأسلوبية والبيان العربي، الدار المصرية اللبنانية ،ط1،، 1992

السامرائي مهدي صالح ، تأثير الفكر الديني في البلاغة العربية ، المكتب الإسلامي ،دمشق ، ط1، 1977

صمود حمادي ،الوجه والقفا في تلازم التراث والحداثة،الدار التونسية للنشر،1988

غرام محمد ، التحليل الألسني للأدب، وزارة الثقافة، دمشق 1994م دط

غزالة حسن ، لمن النص اليوم للكاتب أم للقارئ، مجلة علامات، عدد 392،مج 10، مارس 2001.

فرحان بدري الحربي ،الأسلوبية في النقد العربي الحديث دراسة في تحليل الخطاب،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر،ط1، 1424ه/2003

ابن قتيبة،تأويل مشكل القرآن ،شرحه ونشره السيد أحمد صقر،مكتبة دار التراث ،ط2، 1973

.قدّور احمد محمد ، مبادئ اللسانيات، ، دار الفكر، دمشق ط1م، 1996

الماكري محمد ، الشكل والخطاب، المركز الثقافي العربي ، ط 1، 1991

منذر عياشي، مقالات في الأسلوبية، نشر في اتحاد كتاب العرب ، دمشق.دط/دت

هنريشبليت، البلاغة والأسلوبية ، ترجمة و تقديم محمد العمري ، دار إفريقيا الشرق ،1999

Margins:

  1. ابن قتيبة،تأويل مشكل القرآن ،شرحه ونشره السيد أحمد صقر،مكتبة دار التراث ،ط2، 1973ص12
  2. حازم القرطاجني،منهاج البلغاء وسراج الأدباء، تقديم وتحقيق محمد الحبيب بن الخوجة ، دار الغرب الإسلامي ،ط 3،1986،ص363
  3.  الخطابي ، بيان إعجاز القرآن،تحقيق محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام ،دار المعرف،1986،ص65/66
  4. الباقلاني،إعجاز القرآن، تحقيق أحمد صقر،دار المعارف ، مصر القاهرة،ص113.
  5. الجرجاني،دلائل الإعجازـ، قرأه وعلق عليه محمود محمد شاكر ،مطبعة المدني بالقاهرة ودار المدتي بجدة ، ط 3، ،1413/1992 ص392
  6. ينظر:دلائل الإعجاز،ص44/45/65
  7. مهدي صالح السامرائي، تأثير الفكر الديني في البلاغة العربية ، المكتب الإسلامي ،دمشق ، ط1، 1977،ص92.
  8. دلائل الإعجاز ، ص55
  9. نفسه،ص82
  10. تأثير الفكر الديني في البلاغة العربية،ص253
  11. الأنعام ،آية100.
  12. الدلائل ،ص287/288
  13. نفسه،ص286/287
  14. هنريشبليت،البلاغة والأسلوبية ، ترجمة و تقديم محمد العمري ، دار إفريقيا الشرق ،1999ص21/22
  15. محمد الماكري، الشكل والخطاب، المركز الثقافي العربي ، ط 1، 1991 ، ص33
  16. فرحان بدري الحربي ،الأسلوبية في النقد العربي الحديث دراسة في تحليل الخطاب،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر،ط1، 1424ه/2003،،ص12
  17. بييرجيرو،الأسلوبية ،ترجمة د. منذر عياشي، مركز الإنماء الحضاري ، ط2، 1994ص 17
  18. حسن غزالة ، لمن النص اليوم للكاتب أم للقارئ، مجلة علامات، عدد 392،مج 10، مارس 2001.
  19. حمادي صمود ،الوجه والقفا في تلازم التراث والحداثة،الدار التونسية للنشر،1988،ص89
  20. الأسلوبية في النقد العربي الحديث دراسة في تحليل الخطاب،،ص15
  21. الوجه والقفا،ـص121/122
  22. بييرجيرو، الأسلوبيةـ ، ص81
  23. نفسه،ص125ـ/126
  24. الأسلوبية في النقد العربي الحديث ،ص15
  25. منذر عياشي، مقالات في الأسلوبية، نشر في اتحاد كتاب العرب ، دمشق ص157
  26. الأسلوبية في النقد العربي الحديث،ص15.
  27. شكري عياد، اتجاهات البحث الأسلوبي ، ص20.
  28. محمد غرام، التحليل الألسني للأدب، وزارة الثقافة، دمشق 1994م، ص102
  29. عبد المنعم خفاجي ، الأسلوبية والبيان العربي، الدار المصرية اللبنانية ،ط1،1992، ص14
  30. احمد محمد قدّور، مبادئ اللسانيات، ط1، دار الفكر، دمشق 1996م، ص24 – 27