الأدب العربي وتوظيفه في تعليم اللغة العربية

أماني علاف1

1 جامعة اسطنبول آيدن، تركيا

بريد الكتروني: amaniallaf52@gmail.com

HNSJ، 2023، 4(1); https://doi.org/10.53796/hnsj4122

Download

تاريخ النشر: 01/01/2023م تاريخ القبول: 15/12/2022م

المستخلص

كان ولا يزال الدرس الأدبي يعاني من إشكالات تدفع به إلى الخلف سواء في تدريسه مع الطلاب العرب أو الأجانب وهذا ما خلق فجوة بدأت تتسع مع مرور الوقت وتُبعد الطلاب عن هذا الفن الرائع، ويعود ذلك لأسباب عديدة أوجزتها في بحثي هذا بعد بيانٍ لأهمية الأدب وأهم النظريات المتبعة في تدريسه ثم بينت الأهداف المنتظرة من درس الأدب وتكلمت عن الفرق بين المتلقي العربي والأجنبي لأختم بالحلول المقترحة والخطوات الواجب اتباعها لتوظيف الأدب حقيقة في تعليم العربية للطلاب، وتوسيع الثروة اللغوية لديهم لتقديم، وقد آثرت في بحثي الوضوح والاختصار والمباشرة، وضمنته زبدة القول، وابتعدت عن التوسع والتطويل.

الكلمات المفتاحية: الأدب العربي، توظيف الأدب، تعليم اللغة العربية

Research title

Arabic literature and its use in teaching the Arabic language

AMANI ALAFF1

1 ISTANBUL AYDIN UNIVERSITY

Email: amaniallaf52@gmail.com

HNSJ، 2023، 4(1); https://doi.org/10.53796/hnsj4122

Published at 01/01/2023 Accepted at 15/12/2022

Abstract

The literature lessons were and still suffer from problems that push it back، whether in teaching it to Arab students or foreign، and this created a gap that began to widen with time and distance students from this great art. In his teaching، I explained the expected objectives of the literature lessons. And I talked about the differences between the Arab recipients and the foreign recipients.

To conclude، with the proposed solutions and the steps to be followed to employ literature in reality in teaching Arabic to students. to expand their linguistic vocabulary to present and avoid lengthening.

Key Words: Arabic literature. Employment literature، teaching the Arabic language.

المقدمة :

تعد اللغة العربية من أسمى اللغات الحية لارتباطها بالقرآن الكريم الذي جمع علوم الأولين والأخرين فارتبطت هذه اللغة بالإسلام وتهافت القاصي والداني من المسلمين على دراستها عرباً وأجانب، إلا أن هذا التعليم يعوقه مشكلات كبيرة أهمها اتساع الهوة بين تعليم اللغة وتعليم أدبها وكأن تعليم اللغة منفصل عن أدبها، وقد تجلت هذه المشكلة في صفوف الطلاب العرب والأجانب لهذا السبب حاولت تقصي أسباب هذه المشكلة وطرق علاجها سعيا للنهوض بالدرس الأدبي ودفع عجلته إلى الأمام.

أهداف البحث:

  1. تعريف الأدب وبيان أهميته.
  2. تحديد أهداف الدرس الأدبي
  3. الحديث عن نظريات تدريس الأدب
  4. شرح معوقات الدرس الأدبي
  5. ذكر أهم التوصيات التي تنهض بالدرس الأدبي

أهية البحث:

يتناول هذا المقال أهم المشكلات التي يعاني منها الدرس الأدربي ويقوم على تحليلها وكشف أسبابها، ثم يسلط الضوء على أهم التوصيات التي تدفع بالمعلم والمناهج وطريقة الدرس الأدبي إلى الأمام، مما يثري العملية التعليمية.

منهج البحث:

وصفي تحليلي قائم على جمع المعلومات وتحليلها وفق طريقة منطقية توصلنا للنتائج.

تعريف الأدب، وأهميته:

الأدب: هو كل ما جادت به القريحة الإنسانية للتعبير عما يخالجها منظوما كان أو منثوراً[1]

ولاشك بأن الأدب وعاء الثقافة والحس والجمال والذوق الفني لأمة من الأمم فليس الأدب – كما ينظر إليه الكثير من اللغويين- مفردات وتعابير نوظفها في تعليم قاعدة أو استنباط علاقة نحوية أو بلاغية فقط، بل إن الأدب فنٌ إنساني قائم بذاته، استمد أدواته من لغة تتكون من كلمات وتعابير استخدمها الأديب في رسم لوحة فنية اعتنى بألوانها، وأصواتها فباتت قطعة فنية تلفت الأنظار، وتجبر القارئ والسامع والمشاهد على التوقف عندها حتى تمتلئ العين وتشبع الروح من لذة، ومذاق لا تجد حلاوته إلا في مطالعة تلك المنتوجات الأدبية، ولعل قائلا يقول ومالنا وللسمع والمشاهدة فما الأدب إلا نصوصٌ نثرية أو أشعار نظمية مجموعة في كتب نقرؤها، ودواوين نطالعها، وهذه هي النظرة السطحية، والفهم القاصر لهذا الفن العظيم الذي بدأ يبتعد عنا رويدأً رويداً نتيجة حد الكثيرين منا لمفهمومه، وحصره في قالب المكتوب المقروء، والحقيقة أنه فن متكامل يمثل المَقروء والمَسموع والمُشاهد فكم من الأشعار التي غُنيت وكم من الروايات التي جُسدت وكم من القصص التي رُويت وكم وكم ناهيك عن الأثر العميق الذي خلفه في عقول الناس وقلوبهم.

وليس من المبالغة القول أن الأدب روح اللغة، وقلبها النابض بالحياة، وإن أي لغة تفقد أدبها، تغدو جسداً هامِدا لا حراك فيه، فإذا انبعث الأدب في اللغة دبت الحياة فيه بكل مظاهرها سعادة وشقاء موتاً وحياة، حباً وبغضاً، أمانة وخيانة، فإذا علمنا ما للأدب من دور عظيم في إحياء اللغات ونشر الثقافات بين شعوب الأرض، لما توانينا لحظة واحدة عن الاجتهاد في التحبيب إليه، والدعوة للارتشاف من رحيق مذاقه العذب، ناهيك عن دوره المهم والحساس في تعليم اللغة، وتوسيع المساحة اللغوية للمتعلم، وإذا أردنا أن نوجز أهمية الأدب بكلمات لقلنا إن أدب أمة ما؛ يعني حضارتها وتطورها وتفكيرها وتاريخها وماضيها وحاضرها ومستقبلها[2].

أهداف الأدب[3]:

تنوعت أهداف الدرس الأدبي، واختلفت بحسب وجهة نظر الأدباء واللغويين، ومنهم من فرق بين أهداف درس الأدب لناطقي اللغة وغير الناطقين بها، وقد ذهب البعض إلى أن أهداف تدريس الأدب للناطقين الأصليين هي:

  1. درس الأدب عملية تعليم ( تغيير) من خلال تطويره للمدارك المعرفية.
  2. الأدب مادة لغوية لأنه ينمي الثروة اللغوية، والتذوق الأدبي.
  3. الأدب مادة ثقافية إنسانية لأنه يحتوي على الكثير من القيم المختلفة.

والبعض الآخر يرى أن تدريسه يحقق أهدافاً فكرية، ووجدانية، وسلوكية، وهي تلتقي مع ما سبق، بينما تتجلى أهدافه لغير الناطقين في[4]:

1 .تنمية الثروة اللغوية عند الدارسين.

2 .وصل الدارسين بالتراث العربي وتعريفهم بالقيم العربية الأصيلة.

3 .إبراز أثر الثقافة الإسلامية في الأدب العربي، وتبادل الآراء من خلال

ثقافاتهم المختلفة، ومساعدة الدارسين على اشتقاق معان جديدة للحياة من

خلال الثقافة العربية.

4 .تنمية قدرة الدارسين على الفهم العميق لآداب الأمم، وأنماط التعبير الأدبي بلغات أخرى من خلال الأدب العربي.

5 .تنمية قدرة الدارسين على الاستمتاع بالأدب العربي، وتذوقه من خلال

معايير النقد الجمالي، وتنمية ميولهم إلى القراءة الحرة في مجال الأدب.

6 .وصل الدارسين بإنتاج الأدباء والشعراء والمفكرين العرب لمتابعة إنتاجهم في دور النشر المختلفة.

وبالمقارنة بين أهداف الدرس الأدبي للمتلقي الناطق وغيره، نجد أن الأهداف مشتركة بينهما، وأن الفرق الحقيقي يتجلى في مراعاة مستوى المتلقي عند اختيار النص الأدبي عربياً كان أو أجنبياً، وأرى – من وجهة نظري الخاصة- أن خلق الذائقة الأدبية وتطويرها لدى المتعلم من أهم أهداف الدرس الأدبي، فهي التي تمكنه من تذوق الجمال في النص الأدبي، وقياس إبداعية الصور الفنية للنص، والتمييز بين الجيد والرديء من النصوص. تلك الذائقة التي تدفع بالمتعلم إلى التعلق بالأدب، ولغة هذا الأدب، و طلب الاستزادة منه، وتحت هذا الهدف الرئيس تندرج بقية الأهداف التي ذكرها الباحثون.

نظريات تدريس الأدب[5]:

اختلفت النظريات والمدارس في طريقة اعتمادها على تصنيف تقدم به الأدب للطلبة، وقد ظهرت الكثير منها، وتنوعت آراؤها، وتعرضت كل واحدة منها للنقد إيجاباً وسلباً، وسأذكر بإيجاز أشهرها.

  • النظرية المدرسية أو التاريخية: النظرية التي تعتمد على التاريخ في تقسيم العصور الأدبية، وتتبعه للحوادث السياسية والاقتصادية والذي مزج بين الحديث عن حياة الحاكم والصراع على السلطة وبين حياة العامة والتجارب الذاتية، وقد سادت هذه النظرية في مؤلفات الرواد مثل: حسن توفيق العدل، والمرصفي، والإِسكندري، وجرجي زيدان، وأحمد حسن الزيات، وأحمد أمين.
  • نظرية الفنون الأدبية: نظرية ترصد تطور الفنون الأدبية منفصلة فنًا فنًا، وتبرز ظواهرها عبر العصور، وكأنها رسم بياني دقيق لتاريخ كل فن، أو كل غرض، ورصد صادق لسيرته الذاتية وعلاقته بسائر أشقائه في الأسرة الأدبية.
  • نظيرة المذاهب الفنية: تعتمد هذه النظرية على تلمُّس المدارس الأدبية عن طريق رصد خطى الشعراء وتتبُّع أساليبهم الفنية من خلال النقد لأساليب الشعراء، وتتبع أساليبهم الفنية، وتقسيمهم إِلى طبقات.

إذاً، كل النظريات لاقت حظها من النقد، وتناولها الباحثون بالدراسة، فلم تكن لأي واحدة منها نظرة شاملة متكاملة نستطيع اعتمادها في التدريس، ومع افتقارنا إلى نظرية متكاملة حاول الدارسون الوصول إلى منهج تكاملي من خلال التطلع الى منهج جديد ينظم العلاقة بين النظريات السابقة فيجمع بين الأصالة، والمعاصرة، ويتميز بشخصيته المستقلة كما فعل شكري فيصل حين حدد أصول المنهج الجديد بالنقاط الآتية:[6]

  • الجمع بين الدراسات الأصلية والدراسات المساعدة للنص من خلال دراسة النص، وأبعاده الثقافية والفنية والإقليمية.
  • إِفراد القضية الأدبية، وتمييزها بالتركيز على الظاهرة الأدبية لأنها الغاية والأصل، وجعل سائر الدراسات المساعدة أدوات معينة لها ومكملة.
  • النظرة الواسعة المرنة للدراسات الجانبية المساعدة دون أن نعلو بها فوق قدرها، بل نفيد منها في حدود معينة بعد فحص ومراجعة.
  • تحقيق الوحدة الفنية الكلية: وهي تتم بصورة منتظمة متدرجة؛ نبدأ بالشاعر الواحد لننتهي إِلى المجموعة من الشعراء، وبالكاتب لنصل إِلى الطائفة من الكتاب، فالمنهج الجديد يقوم على الانتقال من الفردي إِلى العام، ومن الجزئي إِلى الكلي، بطريقة متزنة عميقة هادئة.
  • توسيع مفهوم الأدب: فلابد من توسيع دائرته من المعنى الخاص إِلى المعنى العام، وربطه بميادين الفكر في الدراسات الإِنسانية المتنوعة من تاريخ وتصوف وفلسفة.

معوقات الدرس الأدبي[7]

من الضروري عرض واقع تدريس الأدب العربي، وتشخيص مشاكله قبل الحديث عن الخطوات الصحيحة لتقديمه، حتى نصل إلى حلول مفيدة، وفعالة تزيل العقبات، وتنهض بالدرس الأدبي إلى ماينبغي أن يكون عليه، وتتجلى المعوقات في:

  • التعثر في المقاربات المنهجية التي تعتمد على شوائب النظرية المدرسية، و التي تقسم الأدب العربي إلى عصور سياسية بمرتكزاتها التاريخية والفنية، وتدريسه من خلال رطه بالسياسة والتاريخ والحالة الاقتصادية.
  • الفصل بين ثنائية المعنى والمبنى من خلال تدريس الأدب بشكل منفصل فبعض المدرسين يركزون على المضمون تارة، وعلى الشكل تارة أخرى بينما الصواب الجمع بينهما.
  • اِنصب الأدب على دراسة القمم الشامخة من المبدعين، وتغييب المغمورين منهم وإقصاء المبتدئين، ولا نسمع إطلاقا عن أدب الشباب في أدبنا العربي القديم كما هو في أدبنا المعاصر.
  • حظي الأدب السامي الفصيح، وما يزال يحظى إلى يومنا هذا بمكانة لائقة على حساب دونية الأدب الشعبي والأدب العامي. وبالتالي، أبعدت نصوص سردية أصبحت لها حاضرا مكانة متميزة ضمن روائع الأدب العالمي كألف ليلة وليلة التي تركت بصمات تناصية لا تنكر في تفعيل السرد الأوربي والرواية العربية والغربية في آن معا[8].

تدريس الأدب لغير الناطقين

وهذه الإشكالية المهمة توقف عندها الباحثون بالسؤال: هل يختلف تعليم الأدب للأجنبي عنه للعربي؟، وكانت إجابات الباحثين تشير بالمجمل وبطريقة غير مباشرة إلى أن تدريس الأدب لغير العرب لايختلف عنه للعرب، إذا انطلقنا من السوية اللغوية للطالب، أو المستوى اللغوي؛ فأنا لا أستطيع تقديم قصيدة ولوكانت من الأدب الحديث، والخاص بالأطفال لناطق عربي مالم يكن عنده سوية لغوية تناسب ماسيُقدم له، فإن بدأنا من هذه النقطة نكون قد بدأنا بالاتجاه الصحيح؛ وهذا يعني تناسب النص الأدبي مع المستوى اللغوي للمتلقي العربي والأجنبي على حد سواء، ولايعني هذا اختصاص تدريس الأدب بالمستويات المتقدمة فقط، إذ أننا نستطيع أن نبدأ مع المستويات الأولى بما يناسبها(مثلاً نبدأ بأدب الأطفال) على أن يكون عند الطالب ألف باء اللغة على الأقل، وعنده ذخيرة لغوية تمكنه من قراءة النص، وفهم بعض كلماته، وفهم الشرح الذي سيقدم له من قبل المعلم.

كيف نوظف الأدب في تعليم العربية[9]؟

الأصل في أي درس –الأدب وغيره- أن يتبع المعلم خطوات متكاملة قبل وأثناء الدرس تعمل على شد الطالب إلى الدرس، وخلق الشغف المعرفي، والابتعاد عن الروتين الذي يخلق الملل، وبث روح الإبداع عند الطلاب، وكسر حاجز التقليد، ناهيك عن النظر إلى المنهاج المقرر والساعات المخصصة له، والطريقة المناسبة لعرضه، لهذا عملت على جمع أهم التوصيات التي يجب على المعلم اتباعها، وحاولت أن تكون شاملة متكاملة تصل بنا مع الطلاب إلى الأهداف المطلوبة، وتمكننا من استثمار الأدب جيدا في تعليم اللغة إذا طبقت بشكل صحيح[10]، وتتلخص التوصيات بالنقاط الآتية :

  • على المعلم أولاً أن يعتني بنفسه تدريباً وتثقيفا وتعليماً فينتقل من الأساليب القديمة إلى الحديثة، ويكون على درجة من المعرفة بالتقنيات والتكنولوجيا تمكنه من توظيفها في درس الأدب كما عليه أن يوسع ثقافته الفنية ليستطيع الربط بين الفنون الجمالية، وإسقاطهاعلى الأدب.
  • اختيار منهج أدبي متكامل، وعدم حصر الأدب في النظرية التاريخية أو الفنية، فعند النظر إلى معظم كتب الأدب نجد أنها مقسمة حسب العصور التاريخية، ولاتتحدث إلا عن المشاهير من الأدباء الذين خلدهم التاريخ مغفلة الكثير من النماذج غير المعروفة والتي من المهم الحديث عنها أيضا[11].
  • تناول كل منتجات الأدب الواردة في الصحف والمجلات والمقالات والمسرحيات في الدراسة والنقد والتحليل دون استثناء،وإدخال الأدب الشعبي المتمثل بألف ليلة وليلة، وحي بن يقظان، وحكايا الجان، وغيرها، والتنويع في الدرس الأدبي فلا يطغى الشعر على النثر، ولافن من الفنون على غيره.
  • إعطاء الأدب حقه من الوقت مع الاعتدال في عرض النصوص الأدبية فلا نغرق الطلاب بكثرة النصوص الأدبية التي تنفرهم وتبعدم عنه، والنظرفي عدد الحصص المخصصة له، ولوكان العدد فيه مشكلة فعلى المعلم أن يرسم خطة يسدد بها ويُقارب وفق الزمن المحدد له طويلاً كان أم قصيراً ليصل إلى الهدف المطلوب.
  • تكامل الأبعاد في دراسة النص فيُدرس من خلال البعد الجمالي (استعارة كناية تشبيه)، والبعد التاريخي (دراسة الشاعر، المرحلة التاريخية للنص، الظروف السياسية..)، والبعد الابداعي ( الدهشة والتطور)، والاهتمام بالبعد الثقافي خاصة لما له من أهمية كبيرة في تجسيد ثقافة اللغة من خلال ربطه بالقيم الموجودة (الشجاعة، الكرم)، وقد اعتبر بعض اللغويين أن الثقافة مهارة خامسة بعد المهارات الأربع يجب قياسها عند تحديد مستوى الطالب اللغوي.
  • تقديم البعد التذوقي في دراسة النص الأدبي على أي بعد آخر لأنه الهدف الرئيس فالنحو والبلاغة والبديع كلها تخدم النص لا العكس، وحصر النثر على أنه مادة للقراءة خطأ كبير يُبعد الدرس عن الهدف الأساسي كما أن تقديم القواعد في درس الشعر يُميت الجمل في النص الشعري فيصبح الدرس جامدا لاروح فيه.[12]
  • ملائمة النص الأدبي لمستوى الطلاب اللغوي مع التدرج في تدريس النصوص والبدء بالنصوص الأسهل والأقرب للطلاب كالبدء بأدب الأطفال والقصة القصيرة والشعر الحديث، مع مراعاة ميول الطلاب، وتوجهاتهم في اختيار الموضوعات التي تلامس اهتماماتهم، كما يجب اعتماد الطريقة المناسبة، والتي يفضل أن تكون انتقائية مبنية على رغباتهم متناسبة مع خلفياتهم الثقافية والدينية والاجتماعية[13].
  • توظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة درس الأدب كاستخدام الفن المرئي والمسموع في الدرس إذ من الممكن للمعلم عرض التسجيلات الصوتية، أو المواد المرئية كالأفلام، والمسلسلات، أو بعض اللوحات المرسومة لإسقاطها على أفكار النص.
  • الاهتمام بثقافة العرض من تلفزيون ومسرح وسينما وانترنت وفنون العرض المختلفة، وقد علل بعض الأدباء فقدان الأدب العربي للعنصر الجماهيري بدايته المفتقرة لهذه الثقافة، والتي يؤكد الجميع أنها ثقافة المستقبل بالإضافة إلى أن هذه المواد تملأ الفراغ، وتسد الفجوة التي يعاني منها الطلاب من غير العرب في الجامعات، والتي تعد بيئة لغوية يشتكي الأجانب من عدم وجودها.
  • الدخول إلى الأدب العربي من بوابة اللغة العربية فعلى الطلاب قبل دراسة النص الأدبي دراسة اللغة ليتمكن من الفهم، والتحليل والنقد[14].
  • تشجيع الطلاب على الإدلاء بآرائهم فنيا وموضوعيا في النص المقدم وحث الطلاب على إسقاط النص على ثقافتهم وأدبهم وأدب الشعوب التي يعرفونها من خلال ذكر أوجه التشابه، والاختلاف بين الثقافات[15].
  • تكليف الطلاب بتحليل النص، ونقده ومقارنته مع النصوص الأخرى والتركيز على فهم واستخدام الطلاب للمعاني المجازية الجديدة.
  • تشجيع الطلاب على حفظ بعض النصوص الأدبية من خلال إسقاطها على الأنشطة كتمثيل المسرحيات وإقامة المنتديات الشعرية والبرامج الأدبية وغيرها وعمل اللقاءات الصحفية والتقارير الإذاعية وغيرها، و حثهم على متابعة أعمال الكتاب والأدباء الجديدة في دور النشر[16].
  • ليس كل الطلاب ذواقين محبين لدرس الأدب لذا على المعلم الحوار معهم وحثهم على الاستمتاع والتذوق، حتى خارج المنهاج من خلال توجهيهم إلى قراءة القصص العالمية، أو مشاهدة الأعمال المترجمة.

الخاتمة والنتائج:

وهكذا نجد أن الهدف من الأدب تنمية الذائقة الأدبية وتوسيع الثروة اللغوية عند الطلاب والتي تدفعهم إلى التعرف على ثقافة اللغة، وتمكنهم من التحليل والنقد واستخراج الصور الفنية والابداعية للنصوص الأدبية، وإسقاطها على ثقافاتهم، أو ثقافات أخرى، وأن هذا الهدف لايتحقق إلا من خلال منهج تكاملي، وخطوات عملية يتبعها المعلم للنهوض بواقع الدرس الأدبي ليكون كما ينبغي، وبناء عليه يجب علينا مايلي:

  1. تطوير وتغيير الاستراتيجيات المتبعة في إعطاء الدرس الأدبي.
  2. لابد من إعداد مناهج أدبية جديدة تراعي التكامل بين أبعاد الدرس الأدبي.
  3. إدخال التكنولوجيا الحديثة وإلى صفوف الدروس الأدبية.
  4. تطوير المعلم لنفسه وقدراته بما يتلاءم مع متطلبات الجيل الجديد.

المصادر والمراجع

آ- الكتب:

الدجاني، بسمة أحمد صدقي، تدريس اللغة العربية في عصر العولمة أبحاث وتجارب، تحرير محمود عبد الله، مكتبة الآداب، القاهرة، دون طبعة.

زاير، سعد علي، وإيمان اسماعيل عايز، مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها، دار صفاء، عمان، الطبعة الأولى (2014)

فيصل، شكري، مناهج الدراسة الأدبية في الأدب العربي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الرابعة (1978).

بن قويدر، خديجة، تعليمية النص الأدبي في التعلي الثانوي، جامعة أبو القاسم سعد الله، الجزائر، (2019).

مدكور، علي أحمد، تدريس فنون اللغة العربية، دار الشواف، القاهرة،(1991).

الناقة، محمود كامل، تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، جامعة أم القرى، مكة، (1985).

ب- المجلات والدوريات:

أبو بكر،عبد القادرعلي، تدريس الأدب في المرحلة الثانوية في ضوء مدخل الاستجابة الأدبية وقياس اثره على الطلاب(2015).

http://eduscu.blogspot.com/2015/04/blog-post_17.html?m=1

بهجت، منجد مصطفى، تعليم الأدب العربي لغير العرب، الجامعة الإسلامية، ماليزيا،مجلة الإسلام في آسيا العدد الخاص الأول(2011).

بدون مؤلف، نحو منهج أحسن لتعليم اللغة العربية، شبكة المدارس الإسلامية. https://www.madarisweb.com/ar/articles/402

بدون مؤلف، تعلم اللغات من خلال الأدب، لُسن، (2021). https://lossonn.com/2021/08/18>

جبر، يحيى عبد الرؤوف، نحو رؤية جديدة في منهج تدريس الأدب العربي، واقع المؤتمر الذي تنظمه الجامعة الأمريكية،(2010).

https://staff-old.najah.edu/%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89-%

جبريل، ليلى، تعريف الأدب لغة واصطلاحاً،مجلة مقال(2021).

https://mqaall.com/definition-of-literature-as-language-and

الدخيل، ناهل عبد المنعم، أهمية البعد الثقافي في تدريس الأدب العربي، اتحاد معلمي اللغات للناطقين بغيرها،شباط (2021).

https://www.m-a-arabia.com/vb/showthread.php?t=56615

الدخيل، ناهل عبد المنعم، أهمية البعد التذوقي في تدريس الأدب العربي، اتحاد معلمي اللغات للناطقين بغيرها، آذار(2021).

https://www.uatfnns.com.

الدخيل، ناهل عبد المنعم، أهمية البعد التعليمي في تدريس الأدب العربي، اتحاد معلمي اللغات للناطقين بغيرها، نيسان(2021).

https://www.uatfnns.com

العتوم، دانة، أهمية وفوائد الأدب العربي، مجلة اي عربي، (2020).

https://e3arabi.com/literature/%D8%A3%D9%87%D9%85%

الهنداوي، مها، تعليم اللغة العربية للعرب التحديات وسبل التطوير، مؤسسة قطروايز، (2021). https://www.wise-qatar.org/ar/teaching-arabic-language-arabs-challenges-tensions-way-forward-maha-al-hendawi/

Margins::

  1. جبريل، ليلى، تعريف الأدب لغة واصطلاحاً،مجلة مقال(2021).
  2. العتوم، دانة، أهمية وفوائد الأدب العربي، مجلة اي عربي، (2020).
  3. زاير، سعد علي، وإيمان اسماعيل عايز، مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها، ص (448)، دار صفاء، عمان، الطبعة الأولى (2014)
  4. الناقة، محمود كامل، تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، ص 57-60، جامعة أم القرى، مكة، (1985).
  5. ص(207-208) مدكور مدكور، علي أحمد، تدريس فنون اللغة العربية، ص(207-208)،دار الشواف، القاهرة،(1991). جبر، يحيى عبد الرؤوف، نحو رؤية جديدة في منهج تدريس الأدب العربي، واقع المؤتمر الذي تنظمه الجامعة الأمريكية،(2010).
  6. فيصل، شكري،مناهج الدراسة الأدبية في الأدب العربي، ص221-229، دار العلم للملايين، بيروت، ط4، (1978)
  7. مدكور، علي المرجع السابق ص( 208-212)
  8. حمداوي، جميل، من أجل مقاربة جديدة لتدريس الأدب العربي، ديوان العرب، مدونة على الانترنت، (2007)
  9. الدجاني، بسمة أحمد صدقي، تدريس اللغة العربية في عصر العولمة أبحاث وتجارب، ص(261-294)، تحرير محمود عبد الله، مكتبة الآداب، القاهرة، دون طبعة.
  10. الهنداوي، مها، تعليم اللغة العربية للعرب التحديات وسبل التطوير، مؤسسة قطروايز، (2021).
  11. أبو بكر،عبد القادرعلي، تدريس الأدب في المرحلة الثانوية في ضوء مدخل الاستجابة الأدبية وقياس اثره على الطلاب(2015).
  12. الدخيل، ناهل عبد المنعم، أهمية البعد التذوقي في تدريس الأدب العربي، اتحاد معلمي اللغات للناطقين بغيرها، آذار(2021).
  13. بدون مؤلف، تعلم اللغات من خلال الأدب، لُسن، (2021).
  14. بدون مؤلف، نحو منهج أحسن لتعليم اللغة العربية، شبكة المدارس الإسلامية
  15. الدخيل، ناهل عبد المنعم، أهمية البعد الثقافي في تدريس الأدب العربي، اتحاد معلمي اللغات للناطقين بغيرها،شباط (2021).
  16. الدخيل، ناهل عبد المنعم، أهمية البعد التعليمي في تدريس الأدب العربي، اتحاد معلمي اللغات للناطقين بغيرها، نيسان(2021).