السياحة البيئية والاقتصاد الدائري في مدينة الكرك التاريخية

خولة المهندي1 راكز سالم العرود2 جمال النوايسه3

1 باحث، البحرين.

2 باحث، الأردن.

3 باحث، الأردن.

HNSJ, 2023, 4(10); https://doi.org/10.53796/hnsj41026

Download

تاريخ النشر: 01/10/2023م تاريخ القبول: 15/09/2023م

المستخلص

تهدف الدراسة إلى استكشاف إمكانات السياحة المستدامة باستخدام مبادئ وإطار الاقتصاد الدائري في مدينة الكرك التاريخية. تتناول الدراسة أهمية السياحة البيئية باعتبارها سياحة مسؤولة محتملة للكرك لتعود بالنفع على المجتمع وتعزيز حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، ولكن أيضًا لحماية الوجهات التاريخية والحفاظ عليها من التخريب وسوء الاستخدام من قبل السياح.

توصلت الدراسة إلى أن السياحة الموجودة في الكرك تفتقر إلى مقومات أساسية مثل السكن الملائم ومراكز المعلومات السياحية، وحتى العلامات التي تحدد مواقع المدن التاريخية المهمة مثل بئر ماء مدين الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ أو نبع الماء، ناهيك عن العلامات التي توضح معالم المدينة التاريخية. طريقة للعثور على الاستشهاد والمجالس بالمعلومات. لكن،

ووجدت الدراسة أن الكرك وجهة سياحية مهمة في الأردن ذات معالم جذب فريدة تاريخية ودينية، على الرغم من افتقارها إلى البنية التحتية السياحية. كما توصلت الدراسة إلى وجود إمكانات جيدة للمزارع وتجربة السياحة البيئية للسكان الأصليين في الكرك، حيث يتم دعوة المشاركة المجتمعية ومكافأتها. وأوصت الدراسة بضرورة التحول من الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري في تصميم وبناء البنية التحتية لتنمية وتسويق السياحة واسعة النطاق في الكرك.

يعتبر بناء الاقتصاد الدائري بطبيعته المتجددة ومهمته المتمثلة في القضاء على الهدر وإعادة التفكير وإعادة تصميم طريقة إدارة الأعمال والأنشطة هو الطريق الصحيح للكرك، مع مشاركة المجتمع ودعم السلطة في التشريعات المناسبة لتنظيم السياحة ودعم صناعة الأعمال. التحولات إلى الاقتصاد الدائري. تم دعم هذه التوصية أيضًا من خلال النتيجة التي مفادها أن معظم البنية التحتية السياحية لم يتم بناؤها بعد مما يسهل البدء بشكل مستدام.

الكلمات المفتاحية: السياحة البيئية، الاقتصاد الدائري، مدينة الكرك، السياحة المستدامة، السياحة التاريخية، المشاركة المجتمعية.

Research title

Sustainable tourism and circular economy in the historic city of Karak

Khawla Al-Muhannadi1 Rakez Salem Al-Aroud2 Jamal Al-Nawaisa3

1 researcher, Bahrain.

2 Researcher, Jordan.

3 Researcher, Jordan.

HNSJ, 2023, 4(10); https://doi.org/10.53796/hnsj41026

Published at 01/10/2023 Accepted at 15/09/2023

Abstract

The study aims to explore the potential of sustainable tourism using circular economy principles and framework in the historic city of Karak. The study addresses the importance of ecotourism as a potential responsible tourism for Karak to both benefit the society and promote environmental protection and natural resources conservation, but also to protect and conserve the historic destinations from vandalism and misuse by tourists.

The study found that the existing tourism in Karak lacks essential elements such as appropriate accommodation, tourism information centers, and even signs marking the locations of important historic cites such as the prehistoric Madian Water-well or water-spring, not to mention signs showing the way to find the cite and boards with information. However, the study found Karak to be an important tourist destination in Jordan with unique attractions both historical and religious, despite all lacking tourism infrastructure. The study also found a good potential for farms and indigenous experience ecotourism in Karak, providing community participation is invited and rewarded.

The study recommended making the shift from linear to circular economy in designing and building the infrastructure for the development and marketing of large-scale tourism in Karak. building circular economy with its regenerative nature and mission to eliminate waste and rethink and redesign the way businesses and activities are conducted is considered the way to go for Karak, with community participation and support by authority in appropriate legislations both to regulate tourism and support business making the shifts to circular economy. This recommendation was also supported by the finding that most tourism infrastructure is yet to be built which is making it easier to start sustainably.

The study relied on the descriptive analytical approach, as the most prominent approach that is based on analyzing the social phenomenon by explaining its characteristics, forms, relationships, and factors influencing it. Through the approach, ecotourism and the circular economy in the historic city of Karak were described and analyzed.

Key Words: ecotourism, circular economy, Karak city, sustainable tourism, historic cite tourism, castle tourism, SMEs shift to circularity, MENA Region, religious tourism, community participation

المقدمة

شكلت قضايا البيئة أهم قضايا العصر مع ازدياد عدد سكان العالم وزيادة الحاجة إلى الانتاج الغذائي مع تفاقم معاضل التخلص من النفايات وارتفاع نسبة التلوث , وزيادة الغازات الدفينة الناتجة عن المصانع ووسائل المواصلات مما نتج عنه الأزمة العالمية لتغير المناخ فضلا عن التغيرات الايكولوجية والبيولوجية والكيميائية والفيزيائية في الماء والهواء والتربة، والاخلال بالتوازن البيئي والأنظمة الحيوية ، والتي ينظر إلى السياحة على أنها مفاقم لها لما تسببه الأنشطة السياحية فضلا عن البنى التحتية لجذب السواح من استنزاف للموارد ودفع للوجهات السياحية الطبيعية المفضلة إلى التداعي وفقدان ميزاتها التي جذبت لها السواح أساسا. من هنا برز مصطلح السياحة البيئية في أواخر الثمانينات من القرن الماضي مناديا باهمية الحفاظ على البيئية والموارد الطبيعية واستخدام السياحة وسيلة لحمايتها وتنميتها عندما تبنى على أسس التنمية المستدامة والمسؤولية.

وظهرت للساحة منظمات وجهات مؤمنة بهذا الفكر لتدفع عبر مواردها وجهودها تجاه السياحة البيئة لاسميا فيما يختص بسياحة المحميات الطبيعية الأكثر عرضة للتأثر سليا بالأنشطة السياحية وزايادة عدد الزوار. وفي المملكة الأردنية الهاشمية تعد الجمعية الملكية لحماية الطبيعة من أبرز المؤسسات الرائدة في هذا التوجه إذ تولي أهمية خاصة للسياحة البيئية للحفاظ على المصادر الطبيعية وتنمية المجتمعات المحلية, والتوعية والتثقيف البيئي وزيادة الوعي المجتمعي، فضلا عن ودمج المجتمع في مفاهيم حماية الطبيعة، عبر دعم وتمكين المجتمعات المحلية وإشراكها في السياحة البيئية المستدامة حفاظا على حق الأجيال القادمة .

وقد ساهم الاقتصاد الدائري او ما يسمى بالاقتصاد المتجدد أو الاقتصاد المستدام، في دعم التوجه إلى الاستدامة لدى الدول والأعمال. إذ يعد الاقتصاد الدائري نموذج اقتصادي مستدام يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والحد من الاستهلاك المفرط للموارد والتلوث البيئي، والتركيز على تحويل النفايات والمنتجات المستخدمة إلى موارد جديدة عن طريق عمليات التدوير وإعادة الاستخدام وإعادة التصنيع. كذلك يعزز الاقتصادي الدائري من فرص الزيادة والابتكار والوظائف الجديدة في مجالات متعددة، مثل تصميم المنتجات المعاد تدويرها وتحسين العمليات الإنتاجية وإعادة الاستخدام والتصنيع مما يقلل من تأثير التلوث على البيئة والصحة العامة.

وتعد محافظة الكرك من ابرز محافظات الأردن التي تحتوي على المواقع السياحية والتاريخية والأثرية والدينية والزراعية , حيث تعد قلعة الكرك ثاني أكبر القلاع في الشرق الأوسط. وقد شيد بناء القلعة في العام 850 ق.م على يد ملك مؤاب ميشع مايزيد من أهميتها التاريخية. ومايزيد من الأهمية العالمية لمحافظة الكرك أنها تحتوي على أخفض منطقة على مستوى العالم وهي منطقة البحر الميت. وضمن الأهمية التاريخية لمحافظة الكرك فلقد احتضنت اول غزوة إسلامية خارج الجزيرة العربية وهي غزوة مؤتة التي دارت رحاها في العام السنة الثامنة للهجرة وسقط فيها الكثير من الشهداء ومنهم الصحابة الكرام سيدنا جعفر بنا أبي طالب وسيدنا زيد بن حارثة وسيدنا عبدالله بن رواحة ، حيث تم إنشاء مقامين على قبري الأولين ضمن جامع جعفر بن أبي طالب الذي يعد من أهم الجوامع في محافظة الكرك تاريخيا ومجتمعيا. ويوجد في محافظة الكرك كذلك مقام النبي نوح والنبي سليمان وسيدنا الخضر وأرض مدين والبئر التي سقى فيها النبي موسى للامرأتين بنات النبي شعيب عليهم جميعا السلام. وبغض النظر عن مدى التحقق العلمي من صحة نسب تلك المواقع، فكلها لها أهمية دينية وتاريخية كبيرة لدى المسلمين والديانات السماوية الأخرى والمهتمين بالتاريخ والقصص الأسطورية.

مشكلة الدراسة : تكمن مشكلة الدراسة في بحث موضوع السياحة البيئية والاقتصاد الدائري في مدينة الكرك التاريخية، حيث أصبحت البيئة مسالة تؤرق المواقع السياحية , بسبب التدهور الذي يلحق بها من جراء الأنشطة السياحية مثل رمي النفايات وتجمعها , والتشويه للمعالم الأثرية التي تتمثل في الكتابات العشوائية، والعبث في مقتنيات المواقع الأثرية ، مما زاد الحاجة لتبني السياحة البيئية للحفاظ على المواقع التاريخية والتراثية من التلوث والتشويه ، وتفعيل الاقتصاد الدائري لإيجاد آلية لتحقيق السياحة البيئية على أرض الواقع بما تحويه من القضاء على وجود نفايات عبر ممارسات إعادة التصميم وإعادة الاستعمال الاستخدام الأمثل للموارد والطاقة وإعادة تصنيع المواد من النفايات وتخفيف الضغط على الموارد الطبيعية والتخلص من معضلة النفايات.

الأهمية العلمية: تبرز أهمية الدراسة العلمية في رفد المكتبات الأردنية، والعربية ومراكز البحث العلمي، والمجلات لما قد تشكل هذه الدراسة في معرفة السياحة البيئية والاقتصاد الدائري في مدينة الكرك التاريخية ماينطبق على مناطق أخرى أيضا ذات ظروف مقاربة لموقع الدراسة

الأهمية العملية: تبرز الأهمية العملية في جدة الموضوع وأهميته لتطوير السياحة على أسس مستدامة في مدينة الكرك التي تتميز هي بدورها بأهمية سياحية لاحتوئها على مواقع تتميز بالندرة والأهمية الدينية والتاريخية لمعظم الأديان السماوية. البحث يدرس فرص تطبيق السياحة البيئية والاقتصاد الدائري في مدينة الكرك التاريخية ويبين أهمية السياحة البيئية في مدينة الكرك، حيث توجد حاليا سياحة غير منظمة ودون بنى تحتية ملائمة، وتتسبب السياحة الحالية في آثار سلبية على المواقع الأثرية والتراثية متمثلة في التلويث البيئي والتخريب للمباني التاريخية نتيجة الأنشطة البشرية السياحية غير المنظمة بمعايير الاستدامة. يبرز ذلك أهمية تبني أطر الاقتصاد الدائري في سياحة مستدامة تحافظ على البيئة والمواقع السياحية . وتقدم الدراسة توصيات قيمة للقائمين على السياحة وعلى الاقتصاد وعلى الثقافة في محافظة الكرك.

أهداف الدراسة: سعت الدراسة لبيان الأهداف التالية:

  1. التعرف على السياحة البيئية وأهميتها
  2. تعريف الاقتصاد الدائري وبيان أهميته ودوره في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية ودعم السياحة البيئية
  3. بيان اهم التحديات التي تعيق التطور السياحي في الكرك
  4. التعرف على مقومات تحول مدينة الكرك ومواقعها التاريخية والسياحية والأثرية إلى السياحة البيئية والاقتصاد الدائري.
  5. بيان أهمية ووضع توصيات حول تفعيل السياحة البيئية والاقتصاد الدائري للحفاظ على المواقع التاريخية لمدينة الكرك.

أسئلة الدراسة: سعت الدراسة الإجابة على التساؤلات الفرعية التالية:

  1. ما السياحة البيئية وما أهميتها في الأردن؟
  2. ما أهمية الاقتصاد الدائري ؟ وما دوره في الحفاظ على البيئةوالموارد الطبيعية ودعم السياحة البيئية؟
  3. ما هي المقومات السياحية لمحافظة الكرك؟ وما ابرز وجهاتها السياحية التاريخية والدينية والطبيعية والأثرية؟
  4. ما اهم التحديات التي تعيق تطور السياحة في الكرك؟
  5. كيف يمكن تفعيل السياحة البيئية والاقتصاد الدائري للحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة والمواقع التاريخية لمدينة الكرك؟

منهجية الدراسة:

اعتمدت الدراسة في الوصول إلى نتائجها على المنهج الوصفي، باعتباره من أكثرِ المناهج استخداماً في دراسة الظواهر الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، حيث يعد المنهج الوصفي أداة وطريقة لتحليل الدراسة بالأرقام والبيانات لبيان اهمية السياحة البيئية والاقتصاد الدائري في مدينة الكرك التاريخية

مصطلحات الدراسة

السياحة البيئة : هي نوع من أنواع السياحة المستدامة والتي برزت ردا على ماتسبت به السياحة من آثار بيئية سلبية على الوجهات السياحية ذات الأهمية الطبيعية. تعرف الجمعية العالمية للسياحة البيئية بالسفر المسؤول للاماكن الطبيعية والذي يحافظ على البيئة والعيش الطيب للمجتمعات المحلية ويشمل التوعيى والتثقيف البيئي [1]. وهي حالة من التعبير عن النشاط السياحي الصديق للبيئة الذي يمارسه الإنسان، والذي يستدعي في ممارسته الحفاظ على الميراث الفطري الطبيعي والحضاري للبيئة التي يعيش فيها ويمارس فيها نشاطه وحياته دون ايذاء الطبيعة من خلال طرح النفايات والمخلفات .[2]

الاقتصاد الدائري : هو اقتصاد مستدام متجدد بطبيعته يجنح للاستخدام الأمثلة للطاقة والمادة ويستخدم النفايات كمواد أولية لصناعاته، جاء بديلا للاقتصاد الخطي غير المستدام القائم على استنزاف الموارد الطبيعية والإهدار وإنتاج النفايات[3] .

الاقتصاد الدائري هو نموذج تنموي يسعى لتقليل الثار السلبية للانشطة البشرية عبر تطبيق مبادئ متعلقة بالتقليل وإعادة الاستعمال وإعادة التدوير[4] لتمتد لتشمل مبادئ مكملة كإعادة التفكير وإعادة التصميم والإصلاح ، بهدف الحفاظ على أعلى استخدام وقيمة للمنتجات والمركبات والمواد طوال الوقت[5]. أولويات إجراءات الاقتصاد الدائري عي إجراءات احترازية بالنسبة للبيئة مثل استخدام تغليفات يعاد استعمالها، تقليل الانبعاثات والنفايات، تقييم الطاقات المتجددة والبديلة، الحفاظ على الطاقة، استخدام بضائع ذات أقل أثر سلبي على البيئة، استرجاع النفايات واعادة استعمالها[6]. وباختصار فإن الاقتصاد الدائري يعنى بتقليص الأثر البيئي في مجال من المجالات الاقتصادية[7]، ويعده الباحثون أحد أقوى وأحدث التحركات تجاه الاستدامة[8]. ويمثل الاستخدام الأمثل لتداول المواد والمنتجات والخدمات لأطول فترة ممكنة مستخدما نهجًا يركز على الأنظمة ويتضمن عمليات صناعية وأنشطة اقتصادية تكون متجددة حسب التصميم, ويهدف إلى التخلص من الهدر من خلال التصميم المتميز للمواد والمنتجات والأنظمة من خلال استخراج الموارد وتحويلها إلى منتجات واستعادة تصنيع “النفايات” كمورد لتصنيع مواد ومنتجات جديدة[9]، ورفع كفاءة الطاقة[10] والذي من الممكن أن ينطبق على كافة الأنشطة البشرية[11]، بما في ذلك جوانبها الاجتماعية وليس فقط الاقتصادية[12]. ورغم أن مفاهيم وتوجهات عديدة أسهمت في تطوير مفهوم الاقتصاد الدائري كما نعرفه اليوم إلا أن تطور مفهوم الاقتصاد الدائري بدأ تأثيره الواضح عام 1970 مع الدكتور والتر ستاهل الذي يعد أبا للاقتصاد الدائري إذ أطلق فكر أن إطالة عمر المنتجات يعد من المنطق السليم للبدء في تحول تدريجي تجاه الاقتصاد المستدام.

مدينة الكرك : هي إحدى مدن المملكة الأردنية الهاشمية تقع الى الجنوب من العاصمة عمان على بعد 120 كم , عدد سكانها يتجاوز 380 إلف نسمة , وتبلغ مساحة 3495 كم2 , تحتضن المدينة مواقع أثرية أبرزها قلعة الكرك , ومواقع سياحية وتراثية ودينية .[13]

المبحث الأول : السياحة البيئية في الأردن

طورت السياحة البيئية في الأردن بشكل كبير بسبب الضغوط البيئية والطلب على فرص العمل خارج المدن، خاصة منذ إنشاء محمية ضانا للمحيط الحيوي في عام 1993، وهي أول محمية للمحيط الحيوي. يعود التاريخ المبكر للسياحة البيئية في الأردن إلى الملك الراحل للأردن الحسين طيب الله ثراه الذي كان وراء إنشاء الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، التي تأسست عام 1966، والتي تعمل على حماية وإدارة الموارد الطبيعية في الأردن. وكان الأردن من الدول التي استجابت لإعلان السنة الدولية للسياحة البيئية في عام 2002، عبر التعخهد بأخذ ممارسات السياحة البيئية في الاعتبار عند التخطيط للوجهات السياحية من أجل تحسين مساهمتها في التنمية الاقتصادية المحلية والوطنية. [14]

وتتميز الاردن بوجود ستة محميات طبيعية هي محمية غابات عجلون، ومحمية ضانا للمحيط الحيوي، ومحمية الموجب الطبيعية، ومحمية الأزرق الرطبة، ومحمية الشومري للحياة البرية، ووادي رم بالإضافة إلى البحر الميت، وخليج العقبة.[15]

يستخدم الأردن السياحة البيئية كأداة للمحافظة على البيئة. من خلال الترويج للسياحة في جميع أنحاء الوطن، بهدف كسب مساهمة أصحاب الأعمال وأصحاب الفنادق في الحفاظ على الطبيعة في الأردن. وقد وفر برنامج السياحة البيئية فرص عمل وسوقًا للمنتجات المحلية، مما دفع باتجاه التنمية الاقتصادية الذي تشتد الحاجة إليه لبعض المجتمعات الريفية الأكثر فقراً في الأردن. [16]

إن مشاركة المجتمعات المحلية في هذه المحميات الطبيعية هي التي تجعل السياحة البيئية ناجحة. حيث ساهمت المجتمعات المحلية في السياحة البيئية من خلال قيادة الجولات والمشي لمسافات طويلة، والعمل في النزل والمطاعم، ونقل الأشخاص والموارد، وغيرها من الوظائف المختلفة. يتم استخدام العمل اليدوي أكثر من الآلات، مما يوفر تأثيرًا أقل على البيئة والمزيد من الوظائف. اعتمد أفراد المجتمع في الأصل على الصيد والرعي للحصول على الدخل. أما الآن، ومع وجود مجموعة واسعة من الوظائف، فقد أصبح الصيد أقل ومستوى معيشة أفضل. [17]

كان الرعي جائرا في السابق، وكان هناك ضغط كبير جدًا على النباتات المتنوعة ومناطق الرعي. وكان الصيد يقلل من التنوع البيولوجي ويعرض الحيوانات مثل الوعل النوبي للخطر,ولا تزال المجتمعات المحلية ترعى قطعانها، ولكن هناك رقابة مكثفة من قبل موظفي الجمعية الملكية لحماية الطبيعة للحفاظ على التنوع البيلوجي في المحميات.[18]

لقد أصبحت السياحة البيئية صناعة متنامية في جميع أنحاء العالم وتشتهر إلى حد كبير بنهجها المستدام في التفاعلات بين السياح والواجهات المحلية. حيث يعد الأردن أحد الدول القليلة في منطقة الشرق الأوسط التي تتمتع بخيارات سياحية مستدامة. بل يتمتع الأردن بأحد الخيارات السياحية الأكثر شهرة على نطاق واسع. ويقع أحد أنجح الأمثلة على النزل البيئية في العالم في محمية ضانا للمحيط الحيوي في الجزء الجنوبي من البلاد. [19]

ان “السياحة يمكن أن تؤثر سلبا على التنوع البيولوجي والنظام البيئي والذي يجب الحفاظ على التنوع البيولوجي واستعادته. لذا إن الاستخدام المستدام للتنوع البيولوجي هو مبدأ لا ينبغي من خلاله الإفراط في استخدام النظام البيئي. حيث تظهر المشكلة مع السياحة الضخمة خلال موسم الذروة والممارسات غير المستدامة على التنوع البيولوجي والنظام البيئي. وهذا يشكل التأثير السلبي على البيئة الطبيعية , لان الأهداف الرئيسية لحماية البيئة الطبيعية هي الحفاظ على التنوع البيولوجي والاستخدام المستدام لمكوناته والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدام الموارد الجينية. لوجود علاقة بين التنوع البيولوجي والسياحة مع المجتمع المحلي الذي يعيش في منطقة معينة. باعتبار أن المستفيدين من السياحة البيئية هم الزوار ومنظمو الرحلات السياحية المحليون والسكان الأصليون.[20]

إن أبسط طريقة لشرح مفهوم السياحة البيئية هي بكلمتين: السفر بمسؤولية. وببساطة، السياحة البيئية هي السياحة التي تتمحور حول الوعي بالبيئة والمجتمع المحلي. والهدف هو زيارة منطقة مع وضع رفاهية السكان المحليين والطبيعة في الاعتبار. لذلك السياحة البيئية هي صناعة مزدهرة في قطاع السياحة الأوسع[21]

هناك العديد من الطرق للتعامل مع السياحة البيئية، ولكن معظمها يرتبط في بعض العناصر المشتركة. واحدة من أهمها هو التعليم السياحي. وتبدأ السياحة البيئية الناجحة بإدراك السائح للتأثير الذي يحدثه على الأماكن التي يزورها. عندها فقط يمكنهم اتخاذ خطوات فعالة للمساعدة في حماية النظام البيئي المحلي.[22]

يمتد التعليم أيضًا إلى تعليم السياح أهمية جهود الحفاظ على البيئة مثل إعادة التدوير، وتقليل استهلاك المياه، وتعزيز الحرف اليدوية المحلية بدلاً من الهدايا التذكارية المنتجة بكميات كبيرة. ولهذا السبب تعمل السياحة البيئية بشكل أفضل عند القيام بها في مجموعات صغيرة أو متوسطة الحجم. إن القيام بذلك على نطاق واسع ليس أمرًا عمليًا فحسب، بل إنه غير فعال أيضًا.[23]

تُعد السّياحة رافد من روافد الاقتصاد المحلّي ومعزّز للنّاتج والدّخل القومي،
السّياحة أداة تسويق حضاريّة للدّولة , ويمكن التّعرف على صناعات الدّول التي يزورها ومنتجاتها وبالتّالي تحتاج الدّول إلى السّياح من أجل تعريفهم بصناعاتها ومنتجاتها وهذا بلا شكٍّ يرفد الاقتصاد ويعزّز النّاتج القومي. فالسّياحة وسيلةٍ لتبادل الثّقافات والتّعرف على عادات وتقاليد الشّعوب. والسّياحة وسيلة للقضاء على البطالة حيث تعمل على توفير فرص العمل للشباب والسّياحة وسيلة للمحافظة على الصحة النفسية والعقلية , وتبرز أهداف السياحة كما يلي :[24]

  1. تحقيق الاستدامة : تدور السياحة البيئية حول الموازنة بين الحاجة إلى الأرباح (لإدامة العمليات) والاستدامة طويلة المدى. التركيز، بطبيعة الحال، هو أكثر على هذا الأخير
  2. حماية النظام البيئي : ان الهدف الشامل للسياحة البيئية هو خلق تجارب تفيد الجميع على قدم المساواة، وليس فقط السائح وأصحاب المصلحة. وهذا يعني حماية النظام البيئي المحلي والموارد الطبيعية
  3. دعم السكان المحليين أجرًا معيشيًا مع مساعدتهم في الحفاظ على مجتمعاتهم وثقافتهم. رغم أن الهدف بسيط إلا أن التنفيذ ليس كذلك. هناك العديد من العوامل والاحتياجات المتعارضة المعنية
  4. تعزيز الوعي البيئي والثقافي : تحتاج السياحة البيئية الناجحة إلى وسيلة لتثقيف السياح لزيادة وعيهم ببيئتهم. والطريقة الأكثر شيوعًا للقيام بذلك هي الانغماس مع السكان المحليين. وبهذه الطريقة يحصل السائحون على لمحة عن ثقافتهم وأسلوب حياتهم، مع بناء تقدير لما يحيط بهم في هذه العملية. وهناك بعض المشغلين أيضًا بإجراء برامج تعليمية في المدارس والمجتمعات المحلية لنشر الوعي.
  5. تعود بالنفع على المجتمع المحلي : الهدف من السياحة البيئية هو توفير فائدة واضحة للمجتمع المحلي. وطريقة القيام بذلك هي من خلال الشركات التي توفر فرص عمل أو تتبرع ببعض الأرباح للمجتمع المحلي. وبطبيعة الحال، ينبغي احترام حقوقهم الإنسانية الأساسية. ومن الأفضل أيضًا إشراك السكان المحليين في كل قرار تتخذه الشركة السياحية.

هناك عشر نقاط في الميثاق الأوروبي للسياحة البيئية المستدامة: اولا إشراك جميع المشاركين في المناطق المحمية، وإعداد خطة العمل، وحماية وتعزيز التراث الطبيعي والثقافي، وتزويد الزوار بتجربة عالية الجودة، والتواصل بشكل فعال مع الزوار، وتشجيع سياحة محددة، وزيادة وأوضح القريوتي أن المعرفة بالمناطق المحمية وقضايا الاستدامة، والتأكد من أن الدعم السياحي يؤهل حياة السكان المحليين، وزيادة الفوائد من السياحة إلى الاقتصاد المحلي ومراقبة تدفقات الزوار والتأثير عليها.[25]

المبحث الثاني : أهمية الاقتصاد الدائري ودورة في الحفاظ على البيئة

يمكن اعتبار النظام الاقتصادي “اقتصادًا خطيًا”، مبنيًا على نموذج استخراج المواد الخام من الطبيعة، وتحويلها إلى منتجات، ومن ثم التخلص منها كنفايات. في الوقت الحالي، يتم إعادة تدوير 7.2 بالمائة فقط من المواد المستخدمة إلى مواد صالحة للاستخدام لان النفايات تشكل عبئًا كبيرًا على البيئة وتساهم في أزمات المناخ والتنوع البيولوجي والتلوث.[26]

ومن ناحية أخرى، يهدف الاقتصاد الدائري إلى تقليل النفايات وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، من خلال تصميم منتجات أكثر ذكاءً، والاستخدام الأطول، وإعادة التدوير والمزيد، بالإضافة إلى تجديد الطبيعة. إلى جانب ذلك المساعدة في معالجة مشكلة التلوث، يمكن للاقتصاد الدائري أن يلعب دورًا حاسمًا في حل التحديات المعقدة الأخرى مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.

ان معظم الناس يفكرون في الاقتصاد الدائري هو إدارة النفايات، لكن الاقتصاد الدائري في الواقع أكثر من ذلك بكثير. إن مناهج الاقتصاد الدائري موجودة في كل مكان حولنا. ويمكن توظيفهم في عدد من القطاعات المختلفة، من المنسوجات إلى المباني والتشييد، وفي مراحل مختلفة من دورة حياة المنتج، بما في ذلك التصميم والتصنيع والتوزيع والتخلص.[27]

وفي مجال المنسوجات والأزياء، هناك مبادرات تستخدم الزراعة المتجددة لإنتاج القطن العضوي والألياف الطبيعية الأخرى، باستخدام الملونات والأصباغ الطبيعية، وبالتالي ضمان ملابس ذات جودة أعلى وأكثر أمانًا لصحة المستهلكين والبيئة. ومن خلال إنتاج ملابس عالية الجودة، يمكن أيضًا أن تدوم الملابس لفترة أطول، ويمكن إصلاحها، وتوفيرها، وإعادة تدويرها.[28]

في المباني والإنشاءات، يمكن أن تشمل الحلول الدائرية تقليل استخدام المواد الخام، أو إعادة استخدام المواد الموجودة المتداولة، أو استبدال المواد كثيفة الكربون بالبدائل المتجددة مثل الأخشاب.[29]

في الاقتصاد الدائري، يتم تجديد السلع الإلكترونية، وتصبح التعبئة والتغليف القابلة للذوبان في الماء والقابلة لإعادة التدوير والقابلة للتحلل البيولوجي هي القاعدة، ويتم استخدام النفايات الحيوانية كأسمدة طبيعية ومعالجتها وتحويلها إلى غاز حيوي للطهي والتدفئة والإضاءة.[30]

تشير التقديرات إلى أن العالم يستخدم بالفعل أكثر من الكمية المتاحة من الموارد الطبيعية للأرض. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فسنحتاج إلى ثلاثة كواكب بحلول عام 2050. في العقدين الماضيين، ارتفع استهلاك المواد بأكثر من 65 % على مستوى العالم، ليصل إلى 95.1 مليار طن متري في عام 2019. وبحلول العام نفسه، تم فقدان ما يقدر بنحو 13 في المائة من الأغذية المخصصة للاستهلاك البشري بعد الحصاد، وتم إهدار 17 % أخرى. على مستوى الأسرة والخدمات الغذائية وتجارة التجزئة. وصلت كمية النفايات الإلكترونية للفرد إلى 7.3 كيلوجرام عام 2019، وأغلبها لا تتم إدارتها بطريقة سليمة، مما يضر بالبيئة والصحة.[31]

ومن أجل بقاء ورفاهية الناس والكوكب، تظهر الإحصاءات أهمية تغيير الطريقة التي تستخدم بها الموارد المحدودة , وتشير الدراسات إلى أنه من أجل العودة إلى حدود الاستهلاك الآمنة، يحتاج العالم إلى تقليل استخراج المواد واستهلاكها على مستوى العالم بمقدار الثلث. وسيكون الانتقال إلى الاقتصاد الدائري مفيدًا لتحقيق ذلك.[32]

ان الاقتصاد الدائري ضروري لمكافحة تغير المناخ. حيث يصل استخراج المواد واستخدامها إلى 70 % من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية. وهذا يعني اذا تم خفض الانبعاثات بشكل كبير، لذا يجب النظر إلى “النقاط الساخنة” للاستهلاك والإنتاج غير المستدامين في القطاعات ذات التأثير الكبير مثل الصناعة، والمباني والتشييد، والزراعة.[33]

تشير الدراسات من خلال الاستخدام الفعال والأكثر دائرية للمواد في أربع مواد صناعية رئيسية فقط (الأسمنت، والصلب، والبلاستيك، والألومنيوم)، ويمكن أن تساعد استراتيجيات الاقتصاد الدائري في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بنسبة 40٪ بحلول عام 2050. ومن خلال اتباع نهج دائري داخل النظام الغذائي يمكن تحقيق تخفيضات تصل إلى 49 % في انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بشكل عام.[34]

ويتبنى اتفاق باريس البلدان تعهدات المناخ – المعروفة باسم المساهمات المحددة وطنيا – للحد من انبعاثات غازات الدفيئة وزيادة القدرة على الصمود في مواجهة الأحوال الجوية المتطرفة والكوارث الطبيعية. ومن خلال ضمان دمج نهج الاقتصاد الدائري في هذه التعهدات، ويمكن للبلدان تسريع التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون، وحماية البيئة الطبيعية، وخلق وظائف خضراء ولائقة وكريمة أيضا ووفقا لمنظمة العمل الدولية، إذا نفذ العالم المزيد من الأنشطة الدائرية مثل إعادة التدوير والإصلاح والإيجار وإعادة التصنيع، فسوف يخلق ذلك 6 ملايين فرصة عمل على مستوى العالم بحلول عام 2030.[35]

تستمد عناصر الاقتصاد الدائري من التسلسل الهرمي العام لإدارة النفايات الذي يهدف إلى تقليل التأثير البيئي وزيادة الاحتفاظ بقيمة المواد على المدى الطويل. ويبدأ تطبيق المبادئ الأربعة بإعادة التفكير في تصميم المنتج لدمج المواد الثانوية في عمليات الإنتاج الصديقة للبيئة إلى جانب الإدارة الفعالة للنفايات. ستختلف أهمية وتطبيق كل واحدة من التوصيات الأربع وتختلف حسب الصناعة.[36]

  1. تقليل استخدام المواد : إن تقليل استخدام المواد هو الخطوة الأولى، حيث يتم تقليل كمية المواد لكل وحدة إنتاج. يمكن للتصميم المبتكر أن يزيد من كفاءة التصنيع ويقلل من استهلاك المواد. ويمكن أن يؤدي تقليل المواد إلى الحد من استخراج الموارد وتوليد النفايات في نهاية دورة حياة المنتج. ويجب أن تنخفض البصمة المادية العالمية بنسبة 80 في المائة بحلول عام 2050، ومع ذلك، فإن الحد من استخدام الطاقة أمر بالغ الأهمية إذا كان المصدر يعتمد على الوقود الأحفوري. هناك عدة أمثلة يمكن أن توضح كيف يمكن للتصنيع أن يقلل من الاستهلاك ويصبح مستداما.
  2. إعادة الاستخدام/التجديد: إعادة الاستخدام هي الاستخدام الثاني لمنتج أو جزء في حالة جيدة ويعمل بكامل طاقته لإنتاج منتجات جديدة. ويتم استخدام المنتج القديم للوظيفة الأصلية، وإعادة الاستخدام يمكن أن تطيل عمر المنتج وتحد من إنتاج عناصر جديدة. ويؤدي التجديد إلى استعادة المنتج أو المكونات لترقيتها أو تحديثها لتحقيق الجودة والأداء المطلوبين[37]
  3. إعادة التدوير: تتضمن إعادة التدوير تحويل المنتجات المنتهية الصلاحية أو أجزائها إلى مواد ثانوية جديدة. فهو يقلل من النفايات، وتستخدم المواد الثانوية لتصنيع منتجات أصلية جديدة في نظام الحلقة المغلقة أو تستخدم في قطاعات صناعية أخرى في نظام الحلقة المفتوحة. انا إعادة التدوير هو مجال سريع التطور في العالم. ويمكن أن يكون لها آثار بيئية سلبية لأن العملية تنطوي على النقل واستخدام الطاقة. كما أن إعادة تدوير المواد المركبة يمكن أن يكون أمرًا صعبًا. إعادة التدوير أقل تعقيدًا من إعادة الاستخدام والتجديد. وسرعان ما أصبحت وسيلة قيمة لتحقيق الاستدامة عند استخدامها لإغ وبعد استنفاد جميع الإمكانيات الأخرى للحد من النفايات، يستطيع المصنعون استعادة الطاقة من عملية التصنيع عن طريق حرق المنتجات التي انتهت صلاحيتها. ومن مساوئ عملية الاسترداد تدمير المواد وتتطلب نفايات وفيرة ورخيصة حتى تكون مجدية.[38]
  4. التعافي : يعد حرق النفايات البلاستيكية المختلطة شكلاً نموذجيًا لاستعادة الطاقة نظرًا لأن بعض أنواع البلاستيك يصعب إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها.

يوضح نهج الاقتصاد الدائري تحت مظلة الاستمرارية في التركيز على تقليل تأثيرات دورة الحياة السلبية للمواد، بما في ذلك التأثيرات المناخية، والحد من استخدام المواد الضارة، وفصل استخدام المواد عن النمو الاقتصادي وتلبية احتياجات المجتمع. تتمتع وكالة حماية البيئة برؤية واسعة لمساعدة الأمة على معالجة التأثيرات الكاملة للمواد على المجتمع, وقد وضعت الرؤية التحويلية لنظام إدارة النفايات كرؤية شاملة وأكثر إنصافًا وتعكس مدى إلحاح أزمة المناخ – من خلال إطلاق سلسلة من الاستراتيجيات التي سيتم تخصيصها لبناء اقتصاد دائري للجميع.[39]

يمكن القول إن الاقتصاد الدائري عندما يتم تصميمه بطريقة مدروسة وشاملة، لديه القدرة على حماية البيئة، وتحسين الاقتصاد، ورفع العدالة الاجتماعية. والاستدامة من أساسها تتطلب العدالة الاجتماعية. إن كيفية استخراج مواردنا واستخدامها والتخلص منها يمكن أن تؤثر على المجتمعات الضعيفة بالفعل بشكل غير متناسب. فقد كانت المجتمعات المحرومة في جميع أنحاء هذه الأمة مثقلة بالآثار البيئية والصحية السلبية الناجمة عن الاقتصاد غير الدائري. وتقع العديد من مدافن النفايات ومرافق التصنيع والمعالجة على مقربة من المجتمعات ذات الدخل المنخفض. يهدف الاقتصاد الدائري لوكالة حماية البيئة للجميع إلى تقليل النفايات والمواد السامة وإعادة استخدام المعادن المهمة أثناء التصنيع والمعالجة. الوظائف الآمنة والمجتمعات الصحية هي الأهداف.

المبحث الثالث :السياحة في الكرك

تعد مدينة الكرك من المدن الاردنية التي تتميز بموقع جغرافي استراتيجي مميز وتحتوي هلى كثير من الأماكن الأثرية من قلاع قصور وابراج وفسيسفاء , حيث يمر منها الطريق الملوكي الذي تم في عهد الإمبراطور الروماني تراجان عام 108 ميلادي حيث أمر بإعادة توسعة الطريق ورصفه بالحجارة كاملاً وعلى الجانبين، ليمتد من إحدى من القاهرة إلى الأردن مارا عبر الأراضي الأردنية وصولا إلى الشام , وتعتبر الكرك معبر طريق الحجاج القادمين من تخوم الدولة العثمانية التي كانت تسيطر على أجزاء كبيرة من اوروبا [40]

في ظل الدولة الأردنية تقع محافظة الكرك في جنوب الأردن , يحدها من الجنوب محافظة الطفيلة ومن الشمال محافظة مأدبا ومن الشمال الشرقي منطقة القطرانة ومن الجنوب الشرقي معان والصحراء الجنوبية ومن الغرب البحر الميت والحدود الدولية مع فلسطين. اما إداريا: تتكون محافظة الكرك من (7) ألوية هي ( لواء قصبة الكرك، لواء المزار الجنوبي، ولواء الأغوار الجنوبية، ولواء القطرانة، ولواء القصر، ولواء فقوع، ولواء عي)، و(3) أقضية هي (قضاء مؤاب، وقضاء غور المزرعة، وقضاء الموجب)[41]

على مستوى المناخ يمتاز مناخ محافظة الكرك بالتنوع مما ينعكس ذلك إيجابياً على الحركة السياحية في المحافظة فقد يستطيع السائح أن يلجأ إلى المناطق الدافئة في فصل الشتاء البحر الميت , والسهلول في فصلي الربيع والصيف مما يؤدي إلى جعل منطقة الدراسة مركزاً لجذب السياح على مدار السنة. اما من حيث المساحة والسكان : مجموع عدد سكان المحافظة : 374800 , اما مساحة المحافظة فتبلغ : ( 3495) كم2.

اما على المستوى السياحي لمحافظة الكرك ورغم ماتحتضنه من مواقع تراثية وأثرية وتاريخية الا ان الكرك تواجه تحديات تقف حائلا أمام زوار المدينة قد تشكل إشكالية غياب مركز الزوار وعدم توفر أماكن الاصطفاف , وقلة الفنادق والمطاعم الكبرى وغياب الدليل السياحي المحلي , ويمكن بيان ذلك كما يلي :

تحديات السياحة في الكرك

اولا : مركز الزوار: يمثِّل “مركز الزوار” الخارطة السياحية للمواقع السياحية في المواقع السياحية في المملكة , ويعد البوابة الرئيسية لاستقبال زوار الموقع حيث يقدم جميع المعلومات والخدمات والمرافق والتسهيلات التي يحتاجها الزوار، بما في ذلك مناطق للاستقبال، ومنطقة مخصصة لمشاهدة فلم قصير عن المواقع التراثية والأثرية والسياحية في الكرك, وبيان ابرز المطاعم ومحلات المشغولات والمصنوعات اليدوية والتراثية . ويعد مركز الزوار المنظم لزيارات الأفراد والجماعات ,ومركز إحصائي لبيان عدد زوار المواقع لغايات إحصائية تخص وزارة السياحة .

ثانيا :موقف الباصات : تعد مشكلة موقف الباصات من إشكاليات السياحة في حيث يقع بجوار مديرية سياحة الكرك, ويعد موقع “بركة الباصات ” احد الحلول المستقبلية في حل إشكالية موقف الباصات حيث تم انجاز ما يقارب 70% من التجهيزات ومن المتوقع في نهاية عام 2024 ان يكون جاهزا .

ثالثا: الإقامة: (الايواء) تعاني الكرك من فقر وجود الفنادق والنزل لتحقيق الديمومة في الإقامة , ولذلك الزيارة تستغرق غالبا فقط ما لا يزيد عن ساعتين ومن ثم المغادرة , وهذا دور القطاع الخاص في تجهيز الفنادق والاستراحات لغاية الديمومة , في الكرك يوجد القليل من الفنادق مثل فندق الموجب والذي تم تجهيزه ولكن القدرة الاستيعابية قليليه قليلة. تمت اعادة تأهيل لفندق استراحة الكرك , كما يوجد فنادق ذات قدرة استيعابية قليلة , هناك نزل جديدة ابرزها نزل جمعية مومياء، وقد تم إغلاق فندق فالكون.

رابعا: الدلالة السياحية : تفتقر الكرك لوجود مكتب دلالة سياحية وهذا الدور على القطاع السياحي , هناك تقصير من جامعة مؤتة باعتبارها الصرح العلمي الذي يمكن من خلالها تأهيل افراد يكون لديهم القدرة على الدلالة السياحية أي ” الدليل السياحي “.

خامسا: إدارة وتسويق الوجهة السياحية : تعد منظمات تسويق الوجهات السياحية ( DMO ( او (DMMO) داعما هاما للسياحة وللتعريف بالوجهة ووضعها في خارطة السياحة المحلية، الإقليمية أو العالمية، إذ تعنى بتفاصيل إدارة أنشطة متعددة مثل عمل الدراسات. وقد تكون هذه المنظمات مستقلة أو جزءا من الجهات الرسمية المعنية بالسياحة، ولكن لاغنى عن وجودها وتمكينها من القيام بدورها.

سادسا: التشريعاتت البيئية السياحية: هناك حاجة ماسة إلى التشريعات والأنظمة والإجراءات والاشتراطات الداعمة للسياحة البيئية بأعمدة التنمية المستدامة الثلاثة، وفي الوقت ذاته توفر الحماية لمواقع الجذب السياحي لاسيما الأثرية والبيئية، وتوفر الدعم لإقامة سياحة بيئية مستدامة وفق قواعد الاقتصاد الدائري

الجدول يبين عدد الزوار لأبرز المواقع السياحية في الاردن لعام 2021

المرتبه الموقع عدد الزوار
الأولى وادي رم 194236
الثانية عجلون 137016
الثالثة جبل نيبو 119603
الرابعة جرش 104550
الخامسة الكرك 62422
السادسة المغطس 45798

المصدر: وزارة السياحة والاثار (2021). أعداد زوار الأردن تكسر التوقعات لترتفع إلى 2.35 مليون خلال العام الماضيhttps://www.mota.gov.jo/Ar/NewsDetails

من خلال الجدول أعلاه يظهر ان الكرك جاءت في المركز الخامس مما يعزى ذلك بروز التحديات والإشكاليات التي ساهمت الى تراجع الواقع السياحي في الكرك

ويبرز الجدول ادناه خارطة الزوار الذين يرتادون مدينة الكرك منذ بداية العالم الى نهايته .

الجدول اعلاه لعام 2022 حيث خروج العالم من ازمة جائحة كورونا , ولكن حجم الزوار خلال شهور السنه يبين ان شهر اذار ونيسان وايار , تشكل الذروة , وتتراجع السياحة في الصيف الحار قي شهر حزيران وتموز واب , بالمقابل تعود السياحة الى ذروتها , شهر ايلول , تشرين اول وتشرين ثاني.

عدد زوار الكرك من العرب والأجانب للأشهر(2023)

الشهر عدد الزوار
كانون ثاني 5357
شباط 6128
اذار 13421
نيسان 15009
ايار 19865
حزيرن 8697
تموز 8984
اب 12149
ايلول 16166
تشرين اول 31665
تشرين ثاني 27618
كانون اول 25336

المصدر : مديرية سياحة الكرك 2023

اما الجدول ادناه يبين احصائية مديرية سياحة الكرك للزوار الذي يرتادون ابرز المرافق السياحية في الكرك والتي تمتلك سجلات تبرز حجم الزوار للمواقع التي تم زيارتها

الرقم الموقع مجموع الزوار
1 القلعة 110546
2 واد بن حماد 5383
3 المقامات 159832
4 كهف لوط 4961

الرسم البياني

المصدر : مديرية سياحة الكرك 2023

من خلال الجدول أعلاه تبرز أهمية المقامات الاسلامية ويعزى السبب وجود ضريح سيدنا جعفر وزيد وعبدالله شهداء معركة مؤتة سنة الثامنة الهجري ,لذلك يشكل البعد الديني اكثر اهمية لزيارات المقامات من الجاليات الإسلامية والعربية , حيث تبرز الدراسات بان رواد المقامات يتجاوز عدد زوار قلعة الكرك , ويعزى ذلك الى تراجع زيارة القلعة لأسباب تتعلق بضيق المكان وغياب بعض الخدمات التي تتعلق بالسياحة

إحصائيات الأعوام(2021+2022+2032)

السنة عدد الزوار
2021 81353
2022 159814
2023 313000

المصدر: وزار السياحة الاردنية 2023.

من خلال الجدول اعلاه لأخر ثلاث سنوات ((2021+2022+2032) ان السياحة في مرحلة تعافي بعد جائحة كورونا , وتبدوا السنوات القادمة أفضل , مما يشجع ذلك مؤسسات المجتمع المدني على الاهتمام في صناعة السياحة وتسويقها .

ابرز المواقع الأثرية في الكرك

قلعة الكرك  : هي إحدى أكبر القلاع في الشرق الأوسط ، تبلغ مساحتها 25,300 متر مربع وترتفع عن سطح البحر قرابة 1000 متر. بناها ميشع ملك مؤاب عام 850 قبل الميلاد وكانت البناء كمعابد وصوامع .في عام 629 م كانت معركة مؤته على بعد 10 كيلوا من جنوب الكرك , وفي الفتوحات الإسلامية طرقتها جيوش المسلمين بقيادة أبي عبيده عامر بن الجراح فاستسلمت له , من عام (537 1187م) استولى الصليبيون البيزنطيون على الكرك , بعد ذلك حررها صلاح الدين عام 1187 في معركة حطين في ارض فلسطين حيث حررت الكرك والقدس , بعد ذلك سيطر عليها المماليك 1242 ولغاية 1516 , حيث انهزمت الدول العباسية معركة مرج دابق , وتولت الخلافة العثمانية حتى عام 1923 حيث أسست الدولة التركية ,وفي عهد امارة شرق الاردن اولى الهاشميون اهتمامهم وقد ترميم القلعة في عهد الراحل الملك حسين ,طيب الله ثراه , ثم الملك عبدالله الثاني الذي اولى اهتمام كبير في القلاع والمواقع الاثرية.[42]

تعد الكرك حاضنة الحضارة المؤابية عام 850 قبل الميلاد , فقد بناها ميشع ملك مؤاب, الكرك حاضنة الحضارات الرومانية والبيزنطينية والنبطية والحضارة الغربية والإسلامية , الكرك حاضنة الفتوحات الإسلامية حيث معركة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة استشهد على ثراها أصحاب رسول الله (جعفر وزيد وعبدالله) رضي الله عنهم , الكرك حكمها ارناط ملك للكرك في العهد الصليبي , الكرك فتحها صلاح الدين عام 1187 في معركة حطين مع شقيقتها القدس, الكرك حكمها المماليك في عهد الظاهر بيبرس وكانت عاصمة مصر التجارية في الفترة 1242 لعام 1516 . الكرك سنجقية الدولة العثمانية من عام 1516 ولغاية 1916 وكانت تمتد لأطراف تبوك جنوبا , وسهل حوران شمالا.[43]

تحتوي الكرك على مواقع أثرية أبرزها قلعة الكرك بمساحة 25 دنم , وتحاط بخمسة أبراج للدفاع والمراقبة , وهناك كثير من المواقع الاثرية التي تترامى على أطراف محافظة الكرك. حيث تحتضن الكرك أضرحة شهداء مؤتة , وتحتضن مقامات سيدنا نوح وسليمان ولوط والخضر, في الكرك قصص ورويات تاريخية . وقد حملت الكرك اسماء عبر الحضارات فاطلق عليها( كرك موبا , كير حارسة , كركرا , كرخا , الحصن المنيع , جوهرة الصحراء , مؤاب )[44]

وتعد الكرك العاصمة السياسية في الاردن حيث كان حزب المؤتمر الوطني أول الأحزاب التي أنشأها حسين باشا الطراونه عام 1927 وعلى غرار هذا المؤتمر كانت نواة تشكيلة السلطة التشريعية في عام 1929 . الكرك فيها أطول رئاسة بلدية في المملكة والشرق الاوسط دليوان باشا المجالي من 1919 لغاية عام 1976 [45]

الكرك أنجبت اول أسيرتين وسجينتين مشخص وبندر في حبس معان وكان المولود سجين الحبس حابس باشا المجالي قائد العسكر, في الكرك هناك الخنساء علياء العقول حامية الدخيل قاسم الاحمد من فلسطين ووالدة الأسيرين فلذات كبدها , وفي الكرك رائدة التعليم قمرى القسوس.[46]

للهاشمين دور في أعادة إحياء الكرك حيث تم إعادة ترميم قلعة الكرك والسرايا وكثير من المواقع الأثرية والسياحية في المحافظة , وهناك زيارات ومتابعة كثيفة لجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه, وولي عهدة الميمون , وصاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله عندما اختارت الكرك في اول مأدبة افطار في رمضان عام 2022 .[47]

ابرز المواقع الاثرية في الكرك

المنطقة طبيعة الموقع
الكرك المدينة القديمة قلعة الكرك وأبراجها
قصبة الكرك حصن اللجون
لواء القطرانه قلعة القطرانه
لواء الفطرانه قصور بشير
لواء القصر اثار الربة
لواء القصر اثار القصر
لواء مؤاب اثار ذات راس
لواء مؤاب اثار قرية محي
لواء القصر قلاع البالوع
الفصر خربة مدينة العاليا
قصبة الكرك أثار ادر
لواء الاغوار طواحين السكر

المصدر : صحيفة الدستور(2005). المواقع الاثرية في الكرك سجل تاريخي واثري للحضارات البشرية التي استوطنت في المحافظة, 23, حزيران, الاردن.

ابرز المتاحف الأثرية والتراثية في الكرك

الموقع المتحف
قصبة الكرك متحف الآثار في قلعة الكرك
قصبة الكرك متحف الحياة الشعبية
لواء المزار متحف المزار التراثي
لواء الأغوار متحف لوط

المصدر: العمد، هاني(1996). المتاحف الشعبيّة في الأردن، مجلة الفنون، وزارة الثقافة،ع23، الاردن

ابرز الأضرحة والمقامات في الكرك

الموقع الأضرحة والمقامات
المزار ضريح زيد بن حارثة
المزار ضريح جعفر بن آبي طالب
المزار ضريح عبد الله بن رواحة
الكرك مقام النبي نوح
الكرك مقام الخضر عليه السلام
لواء فقوع مقام النبي سليمان عليه السلام
الاغوار كهف النبي لوط

المصدر. صحيفة الغد (2011). اضرحة الصحابة في المزار تحت التطوير: شواهد تاريخ وامجاد, 25, تموز , الاردن.

المبحث الرابع :أهمية تفعيل السياحية البيئية والاقتصاد الدائري للحفاظ على المواقع التاريخية لمدينة الكرك

تعد السياحة من أكثر قطاعات الأعمال والاقتصاد نموا وتصاعدا، إذ تقدر قيمتها بالتريليونات، وتسهم في الاقتصاد العالمي بأكثر من 10% من من ال الناتج المحلي الإجمالي (GDP) العالمي بأكثر من تسعة تريليونات دولار عام 2019 [48] . ورغم تأثرها وقت الجائحة (2020 -2021 بالأخص)، إذ تمت خسارة أكثر من 20% من الوظائف السياحية حول العالم, مع انخفاض الاسهام في الاقتصاد العالمي إلى النصف عام 2020 فضلا عن إفلاس الكثير من الأعمال الصغيرة التي لم تستطع الصمود بسبب تدني الطلب السياحي إلى حد الانعدام في بعض الأشهر والأماكن حول العالم[49].

إلا أنها عادت للإزدهار بمجرد إعاة الفتح والسماح بالسفر وإزالة معوقات التنقل والأنشطة السياحية المصاحبة، إذ بلغ إسهامها 7.6% في عام 2022 بزيادة 22% عن العام السابق وفارق 23% عن ما قبل الجائحة في 2019 [50] . وكذلك فإن الملفت للنظر تنامي الاهتمام بالاقتصاد الأخضر وقت الجائحة على اعتبار أنه يقدم حلولا للأزمات الاقتصادية ويمنع وقوعها أحيانا، فضلا عن أن الاقتصاد الخطي التقليدي القائم على التعدين، الاستعمال، التصنيع، والتخلص قد أثبت فشله وعجزه بل شلله وقت الجائحة والأزمات. زادت مناداة الباحثين والمنادين بالاستدامة إلى أهمية التعلم من دروس الجائحة وأخذ قرارات سياسية على مستوى الدول للتحول الكامل من الاقتصاد الخطي المستهلك إلى الاستهلاك الدائري الأخضر القائم على حماية البيئة والموارد الطبيعية والاستخدام الأمثل للطاقة والمواد وتقليل النفايات واعتماد وسائل متطورة ومبتكرة للتقليل وإعادة الاستعمال وتغيير طرق التفكير التقليدي وتغيير التصاميم والتخطيط باتجاه استدتمة الموارد الطبيعية وتنميتها. وظهرت أبحاث تدرس تطبيق ذلك في قطاع السياحة لتحقيق الاستدامة وتطبيق مبادئ الاقتصاد الأخضر. كذلك فإن الاقتصاد الدائري المعزز لقيمة المادة والطاقة واستدامتها والاستخدام الأمثل والكلي لها يفتح للمجتمعات المحلية المستضيفة للسياحة فرص عمل في الخدمات السياحية القائمة مع نشاط السياحة مثل العمل في المتاحف والإرشاد والمواصلات، فإنها تحفز خلق وظائف جديدة وتكافئ الابتكار لدى الصناعات والمجتمعات المحلية في مجالات متنوعة لتقديم خدمات نوعية للسواح مستوحاة من روح الاقتصاد الدائري مثل:

  1. عمل منتجات من مواد تعد نفايات وإعطاؤها حياة جديدة، وربط ذلك بالتراث عبر تعزيز الصناعات التقليدية المحلية التي قد تكون قليلة العائد أو في طريقها للاندثار،
  2. ابتكار طرق وتقنيات لتحسين العمليات الإنتاجية وإعادة الاستخدام والتصنيع للحد من إهدار الموارد الطبيعية، والآثار السلبية للتلوث على الإنسان والصحة والبيئة والتنمية المستدامة
  3. رقمنة المعلومات التاريخية والبيئية والمهمة للسواح من خلال تطبيقات معدة للسواح وبلغات متعددة من الممكن عرضها للاشتراك في مقابل شهري، من الجهة الحكومية المعنية بالسياحية أو الشركات السياحية المحلية أو العاليمة، أو تصميمها على نظام الاشتراك الفردي. وبذلك يتم اتباع أحد المبادئ المهمة للاقتصاد الدائري (الرقمنة) وتقليل استخدام الورق، وتقليل النفايات من المطبوعات. حيث تعد الرقمنة إحدى ست عناصر اساسية لتطبيق النظام الهيكلي (ReSOLVE) والذي يعد من أهم تطبيقات الاقتصاد الدائري[51]
  4. تقديم خدمات أساسية للسواح وقت تواجدهم من خلال تأجير المزارع لإقامة أنشطة فيها وتحضير طعام محلي أصيل وإعطاؤهم فرصة تجربة الملابس والحلي المحلية التقليدية
  5. تقديم خدمات ثانوية جديدة مبتكرة للسواح ضمن السياحة البيئية مثل أخذهم في رحلات ليلية لتصوير الثعالب، أو رحلات مع الفجر لرصد الطيور وتصويرها
  6. تنشيط عمل أصحاب الحرف كمصلح الأحذية ومصلح الجلود وأعمال الخياطة والتطريز وصانع النسيج عبر تقديم خدمات تصليح مقتنيات أو مشتريات السواح وعبر تطويرها إلى منتجات جديدة مبتكرة
  7. إعادة التفكير وإعادة التصميم للأدوات والمنتجات لتكون أكثر جذبا للسواح وأقل إهدارا للموارد الشحيحة كالماء وأقل إنتجا للنفايات

كذلك يتعين على الجهات الرسمية اتخاذ إجراءات لدعم التوجه للاقتصاد الدائري والممارسات الصحيحة للسياحة البيئية على غرار:

  1. توفير الحماية الكاملة للمواقع الأثرية من خلال سن تشريعات تنظم الأنشطة السياحية وترسم مساراتها، وتبين الحدود التي لايمكن تجاوزها لضمان عدم المساس بالمباني التاريخية والآثار، وأيضا عدم استفزاز المشاعر
  2. عمل الدراسات اللازمة لوضع مقاييس ومعايير ومواصفات للأنشطة السياحية لتحقيق أعظم فائدة للمجتمعات المحلية وأقل ضرر على البيئة وأفضل دعم للوعي البيئي بين السواح والمجتمعات المحلية
  3. إنشاء بنية تحتية داعمة للاقتصاد الدائري بما في ذلك توفير حاويات فرز النفايات، وتقديم تحفيزات للأعمال التي تنتهج الاقتصاد الدائري، وشبكة و معلومات لربط أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة ( SMEs ) بشبكات الطلب والانتاج الداعمة للاقتصاد الدائري[52].
  4. عمل تقويم ومراقبة للأعمال السياحية وإعطاء الأعمال تصنيفات بناء على التزامها بالاستدامة ونهج الاقتصاد الدائري مثل منح شهادات أو نجوم أو علامات، يتم بناء عليها إعطاؤها أولوية في الدعم الحكومي والتسهيلات والإعفاءات الضريبية والبلدية وغيرها بما يتناسب مع صلاحيات الجهات المانحة وخدمة ذلك للأعمال المحلية
  5. مع زيادة تدفق السياح، فمن المهم بمكان المراقبة القريبة للأنشطة السياحية لاسيما في المناطق الهشة أو القابلة للتأثر بالأنشطة السياحية ، ويمكن تعويض نقص الموظفين الرسميين عبر الاستعانة بالرقابة المحلية من خلال تحفيز وتدريب طلاب الجامعات والجمعيات المحلية والمتطوعين، ومنحهم بطاقات خاصة وميزات وتسهيلات أخرى، قد يكون معظمها معنوي، يسهم بدوره في تعزيز دعمهم لاستدامة الوجهة السياحية التي تشكل بالنسبة لهم الوطن والبيت.
  6. تحفيز إنشاء مشاريع سياحية بيئية عائلية محلية وتقديم الدعم التقني واللوجستي للأفراد والمجموعات لإنجاح المشروع بأقل تكاليف ووفق الاشتراطات والمواصفات التي يتم تحديدها
  7. تحفيز عمل دراسات لتحديد الوجهات السياحية البيئية في الكرك وإدارة وتسويق الوجهات السياحية عبر منظمات تسويق الوجهات السياحية ( DMO ( او (DMMO) المتعارف عليها في الكثير من الدول لدعم السياحة والتعريف بالوجهة ووضعها في خارطة السياحة المحلية، الوطنية، الإقليمية أو العالمية، إذ تعنى بتفاصيل إدارة أنشطة متعددة مثل عمل دراسات والتشبيك مع جهات عالمية واقتراح أنظمة داعمة لإنجاح تسويق واستدامة الوجهات السياحية

تقوم السياحة البيئية على أعمدة وهي عنصر الجذب المتمثل في الطبيعة أو التراث المحلي، ورفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والإرث المحلي، وعدم التسبب في أضرار بيئية أو مجتمعية، وإعطاء المجتمعات المحلية قيمة أو منفعة أو ربح تشجعهم من خلاله على حماية البيئة والحفاظ على الطبيعة لأجل استمرار المنفعة العائدة عليهم من استمرار تلك السياحة[53]. وللسياحة البيئية في حماية التنوع االبيولوجي ووظائف الأنظمة الحيوية في الدول النامية مع أن تلبية احتياجات السياحة البيئية صعية جدا [54] وبحسب الجمعية العالمية للسياحة البيئية فهي تشمل التركيز على تجربة شخصية ثرية وتوعية بيئية من خلال الشرح والتعليم والمعايشة ما يزيد من الاحساس بالطبيعة والمجتمعات المحلية والثقافة المحلية وتقديرها[55] .وقد جاء في تعريف من أوائل محاولات تعريف السياحة البيئية عام 1987 على لسان سيبالوس-لاسكريان أن السياحة البيئية يمكن تعريفها على أنها سفر إلى أماكن طبيعية غير ملوثة نسبيا وذلك بهدف الاعجاب بها أو دراستها والاستمتاع بالمناظر الطبيعية لحيواناتها ونباتاتها الطبيعية وتراثها وثقافتها في الحاضر أو الماضي [56] والذي يروج للحفاظ على البيئة، ويكون أثر الزوار فيه قليل، ويهيء المشاركة الاقتصادية الاجتماعية للسكان المحليين[57].

عناصر الجذب :

من أهم مقومات السياحة البيئية وجود عناصر جذب سياحي طبيعية أو تراثية، ويزداد الجذب مع تميز تلك العناصر وندرتها في نطاق الوجهات السياحية للسواح المستهدفين.

السياحة التاريخية والدينية:

يعد التراث أو الموروث الثقافي أو التاريخي أحد أكثر عناصر جذب السياحة حول العالمي [58]، إذ تعد االموجودات أو الأصول الثقافية جواذب أساسية للتنمية الحضرية، وتزداد أهميتها بصورة كبيرة في المواقع التاريخية، لما للتميز والغنى التراثي والتاريخي الثقافي من قدرة على تحفيز السياحة الثقافية[59]. بل إن الكثير من الوجهات السياحية المعروفة عالميا تستخدم التميز والتفرد في إرثها الثقافي والتاريخي لزيادة تنافسيتها وسبقها على خارطة السياحة العالمية، على الأخص مع ازدياد الاهتمام بتلبية الرغبات والطلبات الخاصة والمعقدة للسواح في مجال السياحة التراثية التاريخية، ومع حرص الدول على خلق صورة سياحية مميزة للدولة، على الأخص مع وجود وجهات سياحية وعناصر جذب تاريخية وتراثية متفردة، تزداد من القدرة على توفير تجربة من عناصر الجذب الملموسة والمحسوسة لتكوين تجربة سياحية فريدة للزوار.

تحوي مدينة الكرك مناطق تتميز بالأهمية الدينية والتاريخية مثل بئر مدين الذي ورد ذكره في القرآن الكريم والديانات السماوية ولايوجد شبيه له في أماكن أخرى. ذات الوصف يقال عن مواقع أخرى مثل أضرحة أو مقامات شهداء غزوة مؤتة التي حوت قبور صحابة كبار عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم ووردت أسماؤهم وسيرهم في كتب السيرة النبوية ودرست قصصهم في المدارس في مختلف البلاد الإسلامية مثل جعفر بن أبي طالب ابن عم الرسول، والذي يمثل مزاره أهمية خاصة لدى المسلمين بشكل عام، بل قدسية دينية لدى الطائفة الشيعية في الإسلام. لذلك يمكن القول أن الكرك لديها وجهات سياحية ثقافية أو دينية ذات ندرة وفرادة فضلا عن تميزها في التصميم والموقع والحالة والتفاصيل. إلا أنه من الملاحظ ضعف الاستثمار في التسويق السياحي لبئر مدين على سبيل المثال، حتى أن السائح لن يستطيع الوصل له بسهولة، وحتى عندما يصل فلا يوجد لوحات مكتوب عليها وصف للموقع وأهميته ولاحتى اسمه.

أبحاث جديدة تناقش نمو اهتمام سياحي بزيارة الأماكن التي ولد فيها كاتب مشهور أو وقع فيها حدث مهم متعلق بشخصية مشهورة من أبطال رواياته[60]، ينطبق ذلك على الشخصيات التاريخية المشهورة مثل قصة صلاح الدين الأيوبي وقلعة الكرك، إذ أن بطولاته وتميزه دون في كتب التاريخ الإسلامية وغير الإسلامية، وجاء وضع تمثال له على فرس أمام القلعة استثمارا سياحيا موفقا لربط الوجهة السياحية بشخصية معروفة في الأدبيات المشهورة. على الأخص وأن التمثال يشرف على الفناء المفتوح للأنشطة المجتمعية والثقافية والتي يتردد عليها السواح معززة بأعمال محلية صغيرة تبيه مختلف المنتجات والبضائع. وهنا تكمن فرصة تحويل ذلك إلى استثمار متكامل وفق مبادئ الاقتصاد الدائري.

وفي الوقت الذي يحب فيه بعض السواح الاماكن غير المطروقة أو التي لايعرفها الكثيرون، إلا أن هذه الميزة أيضا لم يتم استثمارها كما يجب، إذ أن الموقع يبدو مهملا، لاتوجد رسوم لدخوله، ولاتوجد خدمات من أي شكل تقدم فيه ولا في أي مكان على مقربة منه، فضلا عن أن عزلته وإهماله قد تتيح المجال لإيقاع أضرار به إما بقصد التخريب أو أخذ تذكارات أو سوفينير أو ممارسات غير صديقة للبيئة مثل رمي النفايات إلى داخل البئر أو محاولات التسلق والنزول التي قد تضر بالموقع الأثري الذي يعود تاريخه إلى عهد موسى عليه السلام وربما قبله، وهنا مرة أخرى تبرز أهمية الاستثمار في سياحة مستدامة توفر الهدايا التذكارية على سبيل المثال وتوفر استراحات وفرص لالتقاط الصور على مجسمات مصغرة للمكان، طينية أو معدنية على سبيل المثال والتي من الممكن بيعها بأسعار متفاوتة حسب الحجم ونوع المادة الخام، تتناسب مع المستويات المختلفة لتوقعات السواح. وهذه أمثلة توضح أن أهم مقومات الجذب السياحي الطبيعية والتراثية والبيئية المستدامة متوفرة في المكان، وتحتاج إلى استثمار مستدام وفق مبادئ الاقتصاد الدائري والسياحة البيئية.

السياحة الطبيعية:

وفق الدراسات، فإن تطوير المرافق السياحية قد يأتي معه تأثيرات سلبية على المواقع الطبيعية وحماية البيئة بها، مايعني أنه وفي بعض الظروف فإن تبني تصاميم ومخططات بإنشاءات وتطويرات أقل في البنية التحتية قد تفضي إلى اتطور ونماء أفضل في السياحة البيئية على المدى الطويل وحتما تؤدي إلى استدامة السياحة، لذلك اعتمد بعض الباحثين “مستوى تطوير البنية التحتية السياحية” كمعيار من معايير جودة البنى التحتية السياحية [61]. ذلك يتماشى مع قواعد الاقتصاد الدائري التي تهدف للتقليل في كل شيء بما في ذلك الانشاءات والتلويث واستهلاك الموارد والأثر السلبي على الطبيعة. ذلك يفسح المجال للنظر لعناصر الجذب للسياحة البيئية الطبيعية والتخطيط لبنية تحتية لا تتعارض مع أسس حماية تلك العناصر. في الكرك، تعد التضاريس والثروات الطبيعية من جبال ووديان وعيون ماء عذبة ومزارع غنية بالفواكه المتوسطية وتنوع حيوي يشمل الطيور المقيمة والمهاجرة والثعلب العربي والذئب العربي وما يشمله الغطاء النباتي والحيواني الطبيعي عناصر جذب لمحبي الطبيعة وراصدي الطيور والفنانين وغيرهم من الباحثين عن ما يعرف باسم السياحة البطيئة أو أيضا الاستكشاف والمغامرات مع الطبيعة. ذلك يستوجب وضع قوانين وأنظمة بل وخطوط إرشادية للشركات والسواح قبل بدء مثل هذه السياحات والترويج لها، لتجنب الآثار غير المرغوبة على البيئة المحلية، وعلى المجتمعات المحلية وأي تصرف أو سلوك قد يمس تقاليدهم ومعتقداتهم وأعرافهم.

يلاحظ كثرة المزارع الصغيرة أو الحدائق المنزلية في الكرك، ولكن يلاحظ أيضا تقلص مساحات المزارع الكبيرة. ما يعني أن قيام سياحة بيئية خضراء مستدامة في المزارع يمكن أن يعطي حافزا للمجتمعات المحلية والعائلات والأفراد للاستثمار في السياحة مع الحفاظ على الغطاء النباتي وتحفيز زيارة الطيور المهاجرة إليها على سبيل المثال عبر الامتناع عن صيدها وعبر توفير الماء والمأوى لها المتمثل في الأشجار لزيادة قيمة الجذب السياحي فيها، وكذلك لتقديم منتجات غذائية محببة للسواح. ففي أماكن كثرة من العالم يفضل السواح الإقامة في بيوت الشعوب الأصلية والتعرف على طريقة حياتهم وتذوق طعامهم وخوض تجربة خاصة مع الوجهة السياحية وخلق علاقة مع النكهات والثقافات المحلية، بدلا من الإقامة في فنادق عالمية وتناول طعام معتاد مكرر في كل مكان.

الافتقار للبنية التحتية للسياحة مثل الفنادق والمنشآت السياحية والطرق المعبدة يعد فرصة جيدة لبدء سياحة بيئية مستدامة على أسس الاقتصاد الأخضر دون الحاجة لارتكاب أخطاء الاقتصاد الدائري ثم تصحيحها، وهذه ميزة للوجهات السياحية التي مازالت في طور الاستكشاف والتصميم والتخطيط.

ومن المهم ذكر أن التحول إلى السياحة البيئية المستدامة والاقتصاد الدائري يعد من التحديات التي تواجه الأعمال القائمة على الاقتصاد الخطي وتعرقل بذلك هذا التحول المهم، ما يجعل نجاح التحول معتمدا إلى حد بعيد على صانعي السياسيات وقراراتهم[62]، إلا أن أثره يشمل كافة القطاعات في الوجهات السياحية ويفتح آفاقا جديدة للشباب وفرص عمل للمجتمعات المحلية في الكرك حيث تقل فرص العمل، وفرصا للحفاظ على البيئة والصحة والموارد الطبيعية مع التنمية وفق مبادئ التنمية المستدامة. وهذا من جديد يقف إلى صالح الوجهات السياحية التي هي في طور البناء والتخطيط والتصميم لبنيتها السياحية التحية والمرافق والعلاقات التجارية المساندة مثل محافظة الكرك.

يعتقد الباحثون المتخصصون أن الاقتصاد الدائري يمثل فرصة للوصول إلى تحول في الإطار النظري والنموذج الإدراكي من النموذج الاقتصادي الخطي الحالي غير المستدام إلى نموذج فيه خفض للكربون واقتصاد دون نفايات[63]، حيث يبين هذا النموذج الاقتصادي المأمول ضرورة أن تتولى السلطات المحلية والإقليمية دورها الرئيسي والمهم في عملية التحول إلى الاقتصاد الدائري[64] ، ولذلك فالخطة المستقبلية تقتضي تحويل الاقتصاد الدائري إلى مخطط بيئي إقليمي، مايعني مراجعة وتقويم مستمرين لإعادة تصميم الإقتصاد في المنطقة . يشكل ذلك بطبيعة الحال تحديا كبيرا ولكنه يمثل أيضا فرصة سانحة للكرك وللأردن للعمل الوطني المشترك من جهة لتحقيق الاقتصاد الدائري، وللتشبيك والتنسيق والتعاون الإقليمي لتحقيق النجاح الأكبر للإقليم العربي، ما يجعل من التحول عملية أكثر استدامة وأقوى وأقدر على الاستفادة من خبرات المنطقة من جهة، وأقدر على إفادة ودعم الوجهات السياحية الأثرية والتاريخية والبيئية في المنطقة ككل من جهة أخرى، مايضاعف من الثقل السياحي البيئي والتراثي والتاريخي للمنطقة كوحدة متكاملة.

النتائج والخاتمة والتوصيات

أولا : نتائج الدراسة

  1. أكدت الدراسة على أهمية السياحة البيئة للحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية في مدينة الكرك من خلال تعزيز الاقتصاد الدائري الذي يسهم في الحفاظ على البيئة بالاستخدام الأمثل لإدارة النفايات وإعادة استخدامها ,
  2. بينت الدراسة ان ازدياد عدد سكان العالم وزيادة الانتاج الغذائي وقضايا طرح النفايات وارتفاع نسبة التلوث ساهم في تلوث الماء والهواء والطبيعة في الكرة الارضية
  3. بينت الدراسة الدور الذي من الممكن أن تلعبه منظمات غير حكومية أو حكومية في الدفع تجاه السياحة المستدامة ووقفت على نموذج الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن والتي تولي أهمية خاصة للسياحة البيئية للحفاظ على الموارد الطبيعية وتنمية المجتمعات المحلية
  4. بينت الدراسة ان الاقتصاد الدائري يساهم في تحقيق التنمية المستدامة والحد من الاستهلاك المفرط للموارد والتلوث البيئي، والتركيز على تحويل النفايات والمنتجات المستخدمة إلى موارد جديدة عن طريق عمليات إعادة التدوير وإعادة الاستخدام وإعادة التصنيع
  5. أكدت الدراسة ان محافظة الكرك تعد من أبرز محافظات الأردن التي تحتوي على المواقع السياحية والتاريخية والأثرية والدينية والزراعية , حيث تعد قلعة الكرك من أكبر القلاع في الشرق الأوسط
  6. أكدت الدراسة أن السياحة البيئية تستطيع الإسهام وبشكل فاعل ومستدام في الحفاظ على الموارد الطبيعية كحق للأجيال القادمة من خلال التوعية والتثقيف البيئي والمساهمة رفع مستوى التنمية البيئية وزيادة الوعي المجتمعي، ومن خلال إعطاء المجتمعات المحلية قيمة أو منفعة في دفع عجلتها عبر الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي والموارد الطبيعية.
  7. بينت الدراسة المقومات التي تتمع بها الكرك لإقامة سياحة بيئية مستدامة على أسس الاقتصاد الأخضر والاستدامة
  8. ناقشت الدراسة إمكانية تبني الاقتصاد الدائري في اعتماد سياحة بيئية مستدامة لمحافظة الكرك
  9. حددت الدراسة الاحتياجات والمتطلبات لإقامة سياحة مستدامة بيئية وتاريخية ودينية وتراثية في الكرك مستفيدة من أفضل ممارسات الاقتصاد الأخضر
  10. أوضحت الدراسة أن تأخر تأسيس البنية التحتية لتوسيع السياحة في الكرك يعد فرصة لإقامة سياحة بيئية تعتمد استدامة الوجهات السياحية وتؤسس للاقتصاد الدائري دون الحاجة للدخول في صراع اقتصادي تحولي
    1. ثانيا: الخاتمة

شكَّلت خاتمة الدِّراسة حصيلة النتائج التي تمثل الإجابة عن أسئلة الدِّراسة بالإضافة إلى تقديم مجموعة من التوصيات، وقد تناولت الدِّراسة السياحة البيئية والاقتصاد الدائري في مدينة الكرك التاريخية. حيث بينت الدراسة أهمية التحول للاستدامة في السياحة والاقتصاد استجابة للتدهور البيئي العالمي لاسيما فيما يتعلق بتغير المناخ ومايترتب عنه من آثار سلبية مدمرة .

وقفت الدراسة على الدور التي تضطلع به منظمات وجهات غير حكومية في الترويج للسياحة البيئية في الأردن ومن بينها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن والتي تولي أهمية خاصة للسياحة البيئية وإدماج المجتمعات المحلية.

بينت الدراسة فرصة إسهام الاقتصاد الدائري في تحقيق التنمية المستدامة والحد من الاستهلاك المفرط للموارد والتلوث البيئي، والتركيز على تحويل النفايات والمنتجات المستخدمة إلى موارد جديدة عن طريق عمليات إعادة التدوير وإعادة الاستخدام وإعادة التصنيع، مع دعم المجتمعات المحلية وتحفيزها لدعم السياحة المستدامة وخلق فرص عمل لهم عبر الابتكار والاستفادة مما هو متاح مثل التدوير والتأجير والصناعات التعديلية وتأجير مملتكاتهم خلال المواسم السياحية.

وأكدت الدراسة أن محافظة الكرك تحتوي على مواقع سياحية مهمة وبعضها يتميز بالتفرد والندرة تاريخيا وأثريا ودينيا وطبيعيا، إلا أن البنية التحتية للسياحة غير مكتملة ناهيك عن الاحتياجات اللازمة للسياحة البيئية، إلا أن ذلك يعد فرصة للبناء الصحيح وفق مبادئ الاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة سياحيا واقتصاديا، وفرصة للتعاون الوطني والإقليمي لتحقيق مكاسب أكبر للكرك والأردن والمنطقة.

ثالثا : التوصيات

  1. أوصت الدراسة وزارة السياحة ومؤسسات المجتمع المدني المعنية والجهات ذات العلاقة بضرورة التعريف بأهمية الاقتصادي الدائري والسياحة البيئية للحفاظ على المواقع السياحية آمنه نظيفة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد واتباع إجراءات تقلل من إنتاج النفايات وتعزز من الاستخدام الأمثل للمواد والطاقة
  2. أوصت الدراسة بضرورة إحكام إطار تشريعي وإجرائي ينظم السياحة في الكرك بصورة تحمي المواقع السياحية لاسيما التاريخية والبيئية منها ويلزم الشركات السياحية والاعمال الصغيرة المنضوية في السياحة والسواح بمنهج وسلوكيات صديقة للبيئية تتبع منهاج الاقتصاد الدائري بشكل واضح وبسيط
  3. أوصت الدراسة بتوفير البنية التحتية المستدامة التي تدعم لك التوجه، وتكون هي بذاتها تطبيقا لمبادئ الاقتصاد الدائري وداعمة للسياحة البيئية وللأعمال المتحولة غلى الاقتصاد الدائري
  4. من الضروري تفعيل السياحة البيئية للمجتمعات المحلية والعمل على جذب وتشجيع الاستثمارات في مجال السياحة البيئية، من خلال تقديم الحوافز والتسهيلات للمستثمرين المحليين والمستثمرين الأجانب ومن خلال دعم الأعمال المتحولة إلى الاقتصاد الدائري
  5. تخصيص جهة ذات خبرة تتولى التخطيط والترويج والإدارة للسياحة في الكرك لضمان السير تجاه السياحة البيئية بشكل صحيح وصورة منهجية علمية ، ومن الممكن أن تكون جزءا من وزارة السياحة أو المحافظة، أو أن تكون تحت إشرافها.
  6. من الضروري إشراك المجتمعات المحلية في مشاريع السياحة البيئية للتوافق مع عادات وتقاليد المواطنين والمقيمين في تلك المناطق والاهتمام بمشاكل التلوث الناتجة عن هذه المشاريع وكيفية معالجتها لتجنب الأضرار بالبيئة الطبيعية للمواقع السياحية.
  7. المساهمة في توظيف العمالة الوطنية في كافة المشاريع التي تتعلق بالسياحة البيئية، والعمل على تعليمهم وتدريبهم بما يتلاءم مع هذا النوع من السياحة.
  8. من الضروري فتح مركز زوار للسياح لانه يضبط المنظومة السياحية باعتبار مركز الزوار الخارطة والطريق للسائح لبيان المواقع السياحية والاندماج مع المجتمعات المحلية .
  9. تشجيع المشاريع السياحية المدارة من قبل المجتمعات ( Community-Based Management ) والمشاريع العائلية ( Family Business ) مع توفير التدريب والدعم اللوجستي للعائلات المؤهلة لإقامة مشاريع استضافة وضيافة للسياح في مزارعهم ووفق ماتقبله ثقافة المجتمع المحلي
  10. تفعيل الدلالة السياحية المحلية داخل الكرك من خلال دور جامعة مؤته في تاهيل الإدلاء السياحيين في الكرك.
  11. من الضروري تشجيع المجتمعات المحلية بانشاء الفنادق والنزل لإدامة الاقامة للسائح في الكرك.
  12. التحول إلى الاقتصاد الأخضر يحتاج قرار سياسي ودعما للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق هذا التحول وتوفير البنية التحتية الداعمة لذلك التحول
  13. السعي لتحقيق تحول في الإطار النظري والنموذج الإدراكي من النموذج الاقتصادي الخطي الحالي غير المستدام إلى نموذج فيه خفض الكربون واقتصاد دون نفايات، في تعاون وتشارك على المستوى الوطني والإقليمي لتطبيق مخطط بيئي إقليمي مع تقويم مستمر لإعادة تصميم الإقتصاد في المنطقة لمضاعفة الثقل السياحي البيئي والتراثي والتاريخي للمنطقة كوحدة متكاملة.

المراجع

اولا: المراجع العربية

أبو العسل محمد(2009). تنمية الوعي السياحي لطلبة المدارس في إقليم الشمال، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة اليرموك، اربد، الأردن، ،ص .56

الاسعد , محمد ( 2015). حجر مؤاب.. قصة اختلاق حضارة, صحيف العربي الجديد ,18, كانون اول,لندن.

أمان، إيمان (2017). الاقتصاد الدائري.. توجه عالمي لتطبيق معايير الاستدامة الشاملة نحو فرصة لتصور المستقبل. المجلة، العدد 11, مصر.

الأنصاري ، رؤوف محمد (2012). السياحة البيئية ، البيئة المناسبة الصالحة التي تساعد على تحقيق نهضة سياحة واعدة ، مجلة سطور الالكترونية ، 4 , تشرين ثاني. مصر ، ص 2 .

برنامج الامم المتحدة للبيئة (2019) تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2019, تقرير مرحلي عالمي عن العمل المناخي, نيويورك.

بسام سمير الرميدي (2018). ﺍﻻفتصاد ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﻱ كمدخل ابداعي للحد ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭتحقيق ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺍلمﺴﺘﺪﺍﻣﺔ:ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ وتحليله، مجﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍلمﺎﻝ ﻭﺍﻻﻋﻤﺎﻝ، ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺭﻗﻢ8، ﺹ340

بظاظو ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ(2010). ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺃسس ﺍﺳتدﺍﻣﺘﻬﺎ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ ﻟﻠﻨﺸﺮ، ﻋﻤﺎﻥ، ﺍﻷﺭﺩﻥ.23

حامد عبد الرحيم (2021). مفهوم االقتصاد الدائري ودور الجامعة, صحيفة المصري اليوم -العدد -7012,30, ايار, مصر.

حرفوش, الياس (2017). الاقتصاد الدائري… توجه عالمي لتطبيق معايير الاستدامة الشاملة نحو فرصة لتصور المستقبل,مجلة المجلة ,14,تشربن ثاني, مصر.

حسن ، سوزان بكري وآخرون (2010). تنمية السياحة البيئية بغرض جذب أسواق وشرائح سياحية جديدة بالتطبيق على محافظة الفيوم ، مجلة البحوث السياحية ، مصر ، ، ص 36 .

دبور نبيل(2004). مشاكل وآفاق التنمية السياحية المستدامة في البلدان الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي مع إشارة خاصة إلى السياحة البيئية، مجلة 10 التعاون بين الدول الإسلامية، ،مصر. ص.16

رشيد ، حيدر فؤاد ، عبد الحسن ، هبة (2010). السياحة البيئية في كربلاء مجهولة المعنى وتمارس فطرياً منذ زمن طويل بحث مقدم الى وزارة البيئة العراقية ، منشورات وزارة البيئة ، مصر ، ص 7 .

الرواشدة عاطف(2009). السياحة البيئية، دار الراية للنشر، عمان، ،الأردن ص.73

الزريقات ميساء (2011). قلعة الكرك: حامية المدينة.. وحارسة تراثها,صحيفة الغد, 25 تموز, الاردن.

زين الدين صلاح(2016). دراسة لفرص التنمية السياحية المستدامة في مصر، المؤتمر الدولي العلمي الثالث القانون والسياحة، جامعة طنطا، ،مصر. ص .19

السيلاوي , رنا (2021). تعرف على أشهر المحميات الطبيعية في الأردن,موقع طقس العرب ,24, اب, الاردن.

الصالح , رند (2021). تعرف أكثر على قلعة الكرك الأثرية في الأردن, موقع مسافر,7, تشرين ثاني , الاردن

صحيفة الدستور(2005). المواقع الاثرية في الكرك سجل تاريخي واثري للحضارات البشرية التي استوطنت في المحافظة, 23, حزيران, الاردن.

صحيفة الغد (2011). اضرحة الصحابة في المزار تحت التطوير: شواهد تاريخ وامجاد, 25, تموز , الاردن.

صحيفة الغد( 2023). معالم أثرية وتاريخية في الكرك لم يبق منها إلا “أطلال”, 7, اب, الاردن.

صحيفة عربي بوست (2022). قلعة الكرك في الأردن.. شاهد على انتصارات صلاح الدين على الصليبيين، وأضرحة الصحابة في “غزوة مؤتة””،7, تشرين ثاني , مصر.

عبد االله بن عبد الرحمان البريدي. (2015). التنمية المستدامة مدخل تكاملي لمفاهيم الاستدامة وتطبيقاا مع التركيز على العالم العربي. الرياض: العبيكان, السعودية

العمد، هاني(1996). المتاحف الشعبيّة في الأردن، مجلة الفنون، وزارة الثقافة،ع23، الاردن4

العيسوي . منال (2023). وزارة البيئة من الأردن تستعرض تجربة مصر في تعزيز السياحة البيئية,صحيفة اليوم السابع ,12, اب, مصر.

فايدي كمال(2016). دور السياحة البيئية المستديمة في محاربة الفقر حسب مقاربة المنظمة العالمية للسياحة، الملتقى الدولي حول الصناعة السياحة في 27 الجزائر بين الواقع والمأمول: نحو الاستفادة من التجارب الدولية الرائدة، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، جامعة محمد الصديق بن يحي، جيجل، الجزائر.

كريشان , محمود (2016). لأتراك عندما سجنوا زوجة الشيخ رفيفان المجالي فولدت حابس في سجن معان.صحيف الدستور,29, تموز, الاردن.

مشعل , طلال (2018). أهمية السياحة, موقع موضوع ,22, ايلول و الاردن.

المناصير , محمد (2011). المؤتمر الوطني الاردني الاول, وكالة عمون الاخبارية , 3,تشرين ثاني, الاردن.

موقع رياض هيرالد (2023). يتعاون مجلس الكربون العالمي والمنتدى العالمي للأعمال المستدامة لتعزيز الاقتصاد الدائري https://riyadhherald.com/gulf, السعودية

النجار,عبدالهادي (2019). كيف يساهم الاقتصاد الدائري في حماية البيئة؟صحيفة الشرق الاوسط, 22, كانون اول , لبنان.

نفاح، زكريا و عبدالوهاب بطيب (2018). الاقتصاد الدائري كدعامة أساسية لتحقيق جودة الحياة “دراسة حالة شركة DSM الهولندية”. الملتقى الدولي نموذج التنمية الجديد وجودة الحياة، محور المداخلة: جودة الحياة والبعد البيئي,

وزارة الداخلية(2022). المواقع الأثرية في المحافظة – الكرك”، 7, تشرين ثاني، الاردن.

ثانيا : المراجع الاجنبية

AL-Dabbas, A., Gal, Z., & Attila, B. (2018). Neural Network Estimation of Tourism Climatic Index (TCI) Based on Temperature-Humidity Index (THI)-Jordan Region Using Sensed Datasets. Carpathian Journal of Electronic & Computer Engineering, 11(2).

Al-hagla, K. S. (2010). Sustainable urban development in historical areas using the tourist trail approach: A case study of the Cultural Heritage and Urban Development (CHUD) project in Saida, Lebanon. Cities, 27(4), 234-248.

Al-Muhannadi, Khawla & Binek, Doğuş (2021). Review of Impacts of Covid-19 on Circular Economy and Sustainability in Developed and Developing Countries with Lesson Learnt. International Journal of Youth Economy 5 : 1 pp. 49-64. , 16 p. (2021). Online : http://www.naturalspublishing.com/files/published/272n22zem57i9k.pdf.

Al-Muhannadi, Khawla & Fogarassy, Csaba (2020). Value proposition for a business solution in ecotourism using ReSOLVE Framework In: Horváth, Bálint; Földi, Péter; Kápolnai, Zsombor (eds.) VI. Winter Conference of Economics PhD Students and Researchers : Book of Abstracts , Gödöllő, Hungary : Szent István Egyetem, DOSZ, Közgazdaságtudományi Osztály (2020) 128 p. p. 67 , 1 p. Abstract (Chapter in Book)

Anne Hoppen, Lorraine Brown, Alan Fyall (2014). Literary tourism: Opportunities and challenges for the marketing and branding of destinations?, Journal of Destination Marketing & Management, Volume 3, Issue 1, 2014, Pages 37-47, ISSN 2212-571X, https://doi.org/10.1016/j.jdmm.2013.12.009. (https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2212571X1400002X)

Annemarie van Oorschot & Bart van Ratingen,(2017), report of Dutch Sustainable Growth Coalition “Circular Economy – DSGC companies on their journey of implementing circular business models”, published by The Dutch Sustainable Growth Coalition (DSGC), p: 62-68.

Binek, Doğuş ; Al-Muhannadi, Khawla (2020). “Small and Medium-Sized Enterprises Within the Circular Economy: Challenges and Opportunities” Hungarian Agricultural Engineering (37). pp. 5-13. doi: 10.17676/HAE.2020.37.5. ISSN 0864-7410 (print); 2415-9751 (online) Journal Article (Article).

Ceballos-Lascurain, H. (1987). The future of ‘ecotourism’. Mexico Journal 13–14.

Czikkely, M. – Hoang, N.H. – Fogarassy, C. (2019) Circular transformation of current business solutions in wastewater management, Polish Journal of Management Studies, Vol. 20, No. 2, pp.196-209.

Ellen MacArthur Foundation – the McKinsey Center for Business and Environment (2015) growth within: a circular economy vision for a competitive Europe .Online: https://www.ellenmacarthurfoundation.org/assets/downloads/publications/EllenMacArthurFoundation_Growth-Within_July15.pdf. downloaded on 7th February 2020

Choi, Y. E., Doh, M., Park, S., & Chon, J. (2017). Transformation planning of ecotourism systems to invigorate responsible tourism. Sustainability, 9(12), 2248.

Furkan Sariatli, (2017), Linear Economy versus Circular Economy: A comparative and analyzer study for Optimization of Economy for Sustainability, Visegrad Journal on Bioeconomy and Sustainable Development, Slovak University of Agriculture in Nitra, Volume 6, Issue 1, p: 33-34.

Geng, Yong, Qinghua Zhu, Brent Doberstein, and Tsuyoshi Fujita ( 2009). “Implementing China’s Circular Economy Concept at the Regional Level: A Review of Progress in Dalian, China.” Waste Management 29 (2): 996–1002. doi:10.1016/j.wasman.2008.06.036.

Ghisellini, Patrizia, Catia Cialani, and Sergio Ulgiati. 2016. “A Review on Circular Economy: The Expected Transition to a Balanced Interplay of Environmental and Economic Systems.” Journal of Cleaner Production 114 (1): 11–32. doi:10.1016/j.jclepro.2015.09.007.

Goodwin, H. (1996). In pursuit of ecotourism. Biodiversity & Conservation, 5, 277-291.

Gössling, S. (1999). Ecotourism: a means to safeguard biodiversity and ecosystem functions?. Ecological economics, 29(2), 303-320.

Holroyd, A. T. (2018). Reknit Revolution: Knitwear Design for the Domestic Circular Economy. Journal of Textile Design Research and Practice,, 89-111.

Lewandowski, M. (2016) Designing the Business Models for Circular Economy—Towards the Conceptual Framework, Sustainability 2016, 8, 43; doi:10.3390/su8010043. Online : file:///C:/Users/efsba_000/Downloads/sustainability-08-00043.pdf . Date of Downloading : 6th February 2010

Li, Huiquan, Weijun Bao, Caihong Xiu, Yi Zhang, and Hongbin Xu. 2010. “Energy Conservation and Circular Economy in China’s Process Industries.” Energy 35 (11): 4273–4281. Doi:10.1016/j.energy.2009.04.021.

Liu, Qian, Hui-Ming Li, Xiao-Li Zuo, Fei-Fei Zhang, and Lei Wang. 2009. “A Survey and Analysis on Public Awareness and Performance for Promoting Circular Economy in China: A Case Study from Tianjin.” Journal of Cleaner Production 17 (2): 265–270. doi:10.1016/j.jclepro.2008.06.003.

Ou Hailiang (2013),Stake holders influences on corporate green innovation strategy :A case study of manufacturing firms in China. Corporate Social Responsibility and Environmental Management ,N20,pp1-14

Rosenlund, J. (2017). Improving regional waste management using the circular economy as an epistemic object. ENVIRONMENTAL SOCIOLOGY, 1-11.

Sabina Scarpellini, Pilar Portillo-Tarragona, Alfonso Aranda-Usón & Fernando Llena-Macarulla (2019) Definition and measurement of the circular economy’s regional impact, Journal of Environmental Planning and Management, 62:13, 2211-2237, DOI: . ONLINE: 10.1080/09640568.2018.1537974

TIES (1990) The International Ecotourism Society official website. online: https://ecotourism.org/ties-overview/#:~:text=What%20Is%20Ecotourism%3F,%E2%80%9D%20(TIES%2C%201990).

TIES (2023). “What Is Ecotourism”. The International Ecotourism Society official website. ONLINE: https://ecotourism.org/what-is-ecotourism/

Woojin Lee & Deepak Chhabra (2015) Heritage hotels and historic lodging: perspectives on experiential marketing and sustainable culture, Journal of Heritage Tourism, 10:2, 103-110, DOI: 10.1080/1743873X.2015.1051211

World Bank (2023). World Bank Official Website. Online: www.worldbank.org .

WWTC (2023). World Travel & Tourism Council Official Website. Online : wttc.org .

Yi, Hongtao, and Liu, Yuan( 2015). “Green Economy in China: Regional Variations and Policy Drivers.” Global Environmental Change 31:11–19. doi:10.1016/j.gloenvcha.2014.12.001.

Yuan, Zengwei, Jun Bi, and Yuichi Moriguichi (2006). “The Circular Economy: A New Development Strategy in China.” Journal of Industrial Ecology 10 (1–2): 4–8. doi:10.1162/108819806775545321.

Zhijun, Feng, & Nailing, Yan ( 2007). “Putting a Circular Economy into Practice in China.” Sustainability Science 2 (1): 95–101. doi:10.1007/s11625-006-0018-1.

Margins:

  1. TIES, 1990
  2. – بظاظو ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ(2010). ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺃسس ﺍﺳتدﺍﻣﺘﻬﺎ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ ﻟﻠﻨﺸﺮ، ﻋﻤﺎﻥ، ﺍﻷﺭﺩﻥ.23
  3. Czikkely et al, 2019 & Al-Muhannadi & Fograssy, 2020
  4. Li et al. ,2010
  5. Ellen MacArthur Foundation , 2015
  6. Ghisellini, Cialani, & Ulgiati 2016
  7. Scarpellini et al., 2019
  8. Scott, 2015 & Lewandowski, 2016
  9. – بﺴﺎﻡ سمير ﺍﻟﺮﻣﻴﺪﻱ (2018). ﺍﻻفتصاد ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﻱ ﻛﻤﺪﺧﻞ ﺇﺑﺪﺍﻋﻲ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭ تحﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺍلمﺴﺘﺪﺍﻣﺔ:ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ وتحليله، مجﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍلمﺎﻝ ﻭﺍﻻﻋﻤﺎﻝ، ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺭﻗﻢ8، ﺹ340
  10. Liu et al. , 2009
  11. Yuan, Bi, and Moriguichi , 2006
  12. Zhijun and Nailing , 2007; Geng et al. , 2009
  13. – صحيفة الدستور(2005). المواقع الاثرية في الكرك سجل تاريخي واثري للحضارات البشرية التي استوطنت في المحافظة, 23, حزيران, الاردن.
  14. – أبو العسل محمد(2009). تنمية الوعي السياحي لطلبة المدارس في إقليم الشمال، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة اليرموك، اربد، الأردن، ،ص .56
  15. – السيلاوي , رنا (2021). تعرف على أشهر المحميات الطبيعية في الأردن,موقع طقس العرب ,24, اب, الاردن.
  16. – العيسوي . منال (2023). وزارة البيئة من الأردن تستعرض تجربة مصر في تعزيز السياحة البيئية,صحيفة اليوم السابع ,12, اب, مصر.
  17. – الرواشدة عاطف(2009). السياحة البيئية، دار الراية للنشر، عمان، ،الأردن ص.73
  18. – رشيد ، حيدر فؤاد ، عبد الحسن ، هبة (2010). السياحة البيئية في كربلاء مجهولة المعنى وتمارس فطرياً منذ زمن طويل بحث مقدم الى وزارة البيئة العراقية ، منشورات وزارة البيئة ، مصر ، ص 7 .
  19. – حسن ، سوزان بكري وآخرون (2010). تنمية السياحة البيئية بغرض جذب أسواق وشرائح سياحية جديدة بالتطبيق على محافظة الفيوم ، مجلة البحوث السياحية ، مصر ، ، ص 36 .
  20. – دبور نبيل(2004). مشاكل وآفاق التنمية السياحية المستدامة في البلدان الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي مع إشارة خاصة إلى السياحة البيئية، مجلة 10 التعاون بين الدول الإسلامية، ،مصر. ص.16
  21. – زين الدين صلاح(2016). دراسة لفرص التنمية السياحية المستدامة في مصر، المؤتمر الدولي العلمي الثالث القانون والسياحة، جامعة طنطا، ،مصر. ص .19
  22. AL-Dabbas, A., Gal, Z., & Attila, B. (2018). Neural Network Estimation of Tourism Climatic Index (TCI) Based on Temperature-Humidity Index (THI)-Jordan Region Using Sensed Datasets. Carpathian Journal of Electronic & Computer Engineering, 11(2).
  23. – الأنصاري ، رؤوف محمد (2012). السياحة البيئية ، البيئة المناسبة الصالحة التي تساعد على تحقيق نهضة سياحة واعدة ، مجلة سطور الالكترونية ، 4 , تشرين ثاني. مصر ، ص 2 .
  24. – مشعل , طلال (2018). أهمية السياحة, موقع موضوع ,22, ايلول و الاردن.
  25. – فايدي كمال(2016). دور السياحة البيئية المستديمة في محاربة الفقر حسب مقاربة المنظمة العالمية للسياحة، الملتقى الدولي حول الصناعة السياحة في 27 الجزائر بين الواقع والمأمول: نحو الاستفادة من التجارب الدولية الرائدة، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، جامعة محمد الصديق بن يحي، جيجل، الجزائر.
  26. – أمان، إيمان (2017). الاقتصاد الدائري.. توجه عالمي لتطبيق معايير الاستدامة الشاملة نحو فرصة لتصور المستقبل. المجلة، العدد 11, مصر.
  27. -نفاح، زكريا و عبدالوهاب بطيب (2018). الاقتصاد الدائري كدعامة أساسية لتحقيق جودة الحياة “دراسة حالة شركة DSM الهولندية”. الملتقى الدولي نموذج التنمية الجديد وجودة الحياة، محور المداخلة: جودة الحياة والبعد البيئي,
  28. – ou Hailiang (2013) Stake holders influences on corporate green innovation strategy :A case study of manufacturing firms in china. Corporate Social Responsibility and Environmental Management ,N20,pp1-14
  29. – Furkan Sariatli, (2017), Linear Economy versus Circular Economy: A comparative and analyzer study for Optimization of Economy for Sustainability, Visegrad Journal on Bioeconomy and Sustainable Development, Slovak University of Agriculture in Nitra, Volume 6, Issue 1, p: 33-34.
  30. – عبد االله بن عبد الرحمان البريدي. (2015). التنمية المستدامة مدخل تكاملي لمفاهيم الاستدامة وتطبيقاا مع التركيز على العالم العربي. الرياض: العبيكان, السعودية
  31. – موقع رياض هيرالد (2023). يتعاون مجلس الكربون العالمي والمنتدى العالمي للأعمال المستدامة لتعزيز الاقتصاد الدائري https://riyadhherald.com/gulf, السعودية
  32. – Annemarie van Oorschot & Bart van Ratingen,(2017), report of Dutch Sustainable Growth Coalition “Circular Economy – DSGC companies on their journey of implementing circular business models”, published by The Dutch Sustainable Growth Coalition (DSGC), p: 62-68.
  33. – النجار,عبدالهادي (2019). كيف يساهم الاقتصاد الدائري في حماية البيئة؟صحيفة الشرق الاوسط, 22, كانون اول , لبنان.
  34. – موقع رياض هيرالد (2023). يتعاون مجلس الكربون العالمي والمنتدى العالمي للأعمال المستدامة لتعزيز الاقتصاد الدائري https://riyadhherald.com/gulf, السعودية
  35. – برنامج الامم المتحدة للبيئة (2019) تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2019, تقرير مرحلي عالمي عن العمل المناخي, نيويورك.
  36. – حرفوش, الياس (2017). الاقتصاد الدائري… توجه عالمي لتطبيق معايير الاستدامة الشاملة نحو فرصة لتصور المستقبل,مجلة المجلة ,14,تشربن ثاني, مصر.
  37. – Rosenlund, J. (2017). Improving regional waste management using the circular economy as an epistemic object. ENVIRONMENTAL SOCIOLOGY, 1-11.
  38. – Holroyd, A. T. (2018). Reknit Revolution: Knitwear Design for the Domestic Circular Economy. Journal of Textile Design Research and Practice,, 89-111.
  39. – حامد عبد الرحيم (2021). مفهوم االقتصاد الدائري ودور الجامعة, صحيفة المصري اليوم -العدد -7012,30, ايار, مصر.
  40. – الصالح , رند (2021). تعرف أكثر على قلعة الكرك الأثرية في الأردن, موقع مسافر,7, تشرين ثاني , الاردن
  41. – وزارة الداخلية(2022). المواقع الأثرية في المحافظة – الكرك”، 7, تشرين ثاني، الاردن.
  42. – صحيفة عربي بوست (2022). قلعة الكرك في الأردن.. شاهد على انتصارات صلاح الدين على الصليبيين، وأضرحة الصحابة في “غزوة مؤتة””،7, تشرين ثاني , مصر.
  43. – الاسعد , محمد ( 2015). حجر مؤاب.. قصة اختلاق حضارة, صحيف العربي الجديد ,18, كانون اول,لندن.
  44. – صحيفة الغد( 2023). معالم أثرية وتاريخية في الكرك لم يبق منها إلا “أطلال”, 7, اب, الاردن.
  45. – المناصير , محمد (2011). المؤتمر الوطني الاردني الاول, وكالة عمون الاخبارية , 3,تشرين ثاني, الاردن.
  46. – كريشان , محمود (2016). لأتراك عندما سجنوا زوجة الشيخ رفيفان المجالي فولدت حابس في سجن معان.صحيف الدستور,29, تموز, الاردن.
  47. – الزريقات ميساء (2011). قلعة الكرك: حامية المدينة.. وحارسة تراثها,صحيفة الغد, 25 تموز, الاردن.
  48. World Bank, 2023
  49. World Bank, 2023
  50. WTTC, 2023
  51. MacArthur & McKinsey , 2015
  52. Binek & Al-Muhannadi, 2021
  53. Goodwin, 1996
  54. Gössling, 1999
  55. TIES, 2023
  56. Ceballos-Lascurain, 1987, p. 13
  57. IUCN , 1996
  58.  Lee &  Chhabra , 2015
  59. Al-hagla, 2010
  60. Hoppen et al., 2014
  61. Choi et al., 2017
  62. Lewandowski, 2016
  63. Scarpellini et al., 2019
  64. Yi and Liu , 2015