أثر المكتبات العامة على تقليص الفجوة الرقمية في الأردن

غادة خلف سليم الفالح1

1 أمينة مكتبة، بلدية أم البساتين، الأردن.

بريد الكتروني: ghadaalfaleh356@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(3); https://doi.org/10.53796/hnsj4350

Download

تاريخ النشر: 01/03/2023م تاريخ القبول: 15/02/2023م

المستخلص

هدفت هذه الدراسة الى بيان ما أصبحت عليه الفجوة الرقمية من استعارة شائعة حيث نشأت من الآن عبارات عفا عليها الزمن مثل: المعلومات التي تمتلكها ولا تملكها والمعلومات الغنية والفقيرة، وتهدف أيضاً التركيز على أبعاد تعدد الفجوة الرقمية التي تتعلق بالخدمة بالإضافة إلى مسؤوليات المكتبات عند إعادة التفكير في الفجوة الرقمية حيث يجب على أمناء المكتبات إعادة تصميم قائمة خدماتها لعملائها من خلال التفكير وظيفياً، ويحتاجون أيضًا إلى مراجعة مختلف أجهزة تكنولوجيا المعلومات وخدمات المعلومات المتاحة وفحص ما يمكن استخدامه لتقديم خدمة مكتبة أكثر فاعلية بالإضافة إلى ذلك يجب على صانعي السياسات النظر في الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه المكتبيون في تحقيق المجتمع القائم على المعرفة والتنمية المستدامة.

الكلمات المفتاحية: الفجوة الرقمية، المكتبات العامة، الحاسوب، الإنترنت، الأردن.

Research title

The Impact of Public Libraries on Reducing the Digital Divide in Jordan

Ghada Khalaf Salim Al -Falih1

1 Secretary of the Library, Municipality of Umm Al -Basateen, Jordan.

Email: Ghadaalfaleh356@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(3); https://doi.org/10.53796/hnsj4350

Published at 01/03/2023 Accepted at 15/02/2023

Abstract

This study aimed to demonstrate what the digital divide has become of a common metaphor, where outdated phrases arose from now such as: information you have and do not have, information rich and poor, and it also aims to focus on the dimensions of the multiplicity of the digital divide related to service in addition to the responsibilities of libraries when rethinking In the digital divide where librarians must redesign their service menu to their clients by thinking functionally, they also need to review the various IT devices and information services available and examine what can be used to provide a more effective library service. In addition, policy makers must consider the vital role that Librarians can play a role in achieving a knowledge-based society and sustainable development.

Key Words: digital divide, public libraries, computer, internet, Jordan.

المقدمة

تلعب المكتبات العامة التي تطبق تقنية المعلومات دوراً مهمًا في تنمية المجتمعات بشكل عام والمجتمع الأردني بشكل خاص ويهدف هذا الدور إلى سد الفجوة الثقافية بين المجتمعات وثقافاتها على المستويين الدولي والمحلي، ومن خلال هذا نسلط الضوء على الحكومة وصناع القرار بإيلاء اهتمام خاص للمكتبات العامة واستخدام تكنولوجيا المعلومات لمساعدة المجتمع على تطوير ثقافته وكذلك القطاعات المختلفة الأخرى وبيان أهمية ودور استخدام تكنولوجيا المعلومات في المكتبات العامة في تنمية المجتمعات، وبشكل عام تعكس هذه الفجوة الرقمية الفجوة التكنولوجية التي تفصل بين الدول المتقدمة والدول النامية.

حيث تم التركيز والاهتمام الذي أولي للفجوة الرقمية حتى الآن على البلدان الأشد حرمانًا ولا سيما تلك الموجودة في إفريقيا ومع ذلك ، فإن البحث الوارد في هذه الورقة يشكل جزءًا من دراسة تبحث في الفجوة الرقمية في سياق البلدان العربية النامية مع التركيز بشكل خاص على الأردن من جهة ومن جهة أخرى تقدم الدول العربية في الشرق الأوسط حالة مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بقضايا الفجوة الرقمية لأنها تتمتع بوضع متناقض من حيث “تنميتها” فبينما لديهم اقتصادات منتجة وثرية نسبيًا وفقًا للمعايير المطبقة عادةً على البلدان النامية فإنهم أيضًا في مرحلة انتقالية من التطور من حيث توفير الخدمات البشرية المعززة بالتكنولوجيا، بما في ذلك التعليم والاتصالات استغل عدد من الحكومات في المنطقة بما في ذلك الحكومة الأردنية تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأداة أساسية للتنمية وتقوم العديد من دول الشرق الأوسط العربي بإدخال تحسينات سريعة على وضعها التنموي.

أهداف الدراسة

• قياس مدى الفجوة الرقمية بين مستخدمي المكتبات الرقمية العامة في الأردن.

• قياس مدى توافر واستخدام تكنولوجيا المعلومات في المكتبات العامة.

• التعرف على دور المكتبات العامة في تقليص الفجوة الرقمية وتنمية المجتمع الأردني.

سؤال الدراسة

كيف يمكن لاستخدام تكنولوجيا المعلومات (الحاسب الآلي والوصول إلى الإنترنت) في المكتبات العامة تقليص الفجوة الرقمية وتنمية المجتمع الأردني ومعرفته وثقافته؟

أهمية الدراسة

من المفترض أن تساعد الدراسة الحالية الوكالات المسؤولة عن المكتبات العامة وصناع القرار على إدراك الدور المهم للمكتبات العامة في تقليص الفجوة الرقمية، وكذلك في التنمية وتنمية المجتمع والتخطيط لمزيد من البرامج المحوسبة، علاوة على ذلك ستزود المكتبات العامة بقواعد بيانات تتضمن معلومات كاملة ونصوصًا معرفية وهذا بدوره سينتج الإطار المفاهيمي الذي يساعد في إجراء المزيد من البحوث والدراسات ذات الصلة في المستقبل.

وتتمثل أهمية هذا البحث في مجموعة من التوصيات التالية:

1 . تطوير قدرات وإمكانيات المكتبات العامة لتزويد الباحثين والعامة بمحتويات رقمية ذات قيمة عالية تساعدهم في أداء وتطوير أعمالهم واكتساب المهارات المختلفة ذات الصلة.

2 . إن إنشاء البنية التحتية اللازمة لتكنولوجيا المعلومات لدعم البحث العلمي حول معرفة المجتمعات العربية سيكون له أثر مباشر وإيجابي على تنمية المجتمع ومعرفته واقتصاده.

3 . تطوير برامج تدريبية متعلقة بتقنية المعلومات الرقمية لأمناء المكتبات والعاملين ومستخدمي المكتبات العامة.

الدراسات السابقة

  • دراسة أبو شنب والخصاونة (2014) بعنوان: “اعتماد الحكومة الإلكترونية: تحدي الانقسام الرقمي القائم على تصورات الأردنيين”.

حيث تواجه مبادرات الحكومة الإلكترونية العديد من التحديات في الوصول إلى المواطنين والشركات وأحد هذه التحديات هو الفجوة الرقمية، التي تجعل من الصعب على المواطنين الوصول إلى الإنترنت وأيضاً الفجوة الرقمية تمنع المواطنين من استخدام أنظمة خدمات الحكومة الإلكترونية بناءً على ثلاثة مفاهيم: إمكانية الوصول إلى البنية التحتية، ومستوى المعرفة والمهارة، ومستوى الإدراك. وحاولت هذه الدراسة استكشاف تصورات الأردنيين فيما يتعلق بفئات الفجوة الرقمية الرئيسية: العمر والجنس وإمكانية الوصول والتعليم والجغرافيا والدخل، وتمت مراجعة الأدبيات لفهم القضايا الرئيسية للفجوة الرقمية فيما يتعلق بالمستويات الثلاثة وبناء أداة لقياس تصور المواطنين فيما يتعلق بالأنواع الستة للفجوة الرقمية وتمت عملية المسح من خلال عينة قوامها 450 مواطنًا حيث تم إجراء نوعين من التحليل الإحصائي.

  • دراسة عبيدات (2015) بعنوان: “دور المكتبات العامة في تقليص الفجوة الرقمية في الأردن.

وكان الغرض من هذه الدراسة هو التحقيق في دور المكتبة العامة في تقليص الفجوة بين الفجوة الرقمية وتطوير المجتمع الأردني وتم استخدام طريقة البحث الكمي حيث تم توزيع 110 استبانة بشكل عشوائي على المستجيبين في حرمين جامعيين للمكتبات العامة وتم توزيع بعض الاستبيانات على أحد فروع المكتبة وامتثل معظم المستجيبين لطلب الإكمال الفوري وإعادة الاستبيان (90 ٪) من استمارات الاستبيان التي تعادل 100 استمارة تم استكمالها وإعادتها، وتشير النتائج إلى وجود فجوة رقمية لكنها تشير أيضًا إلى أن توفر أجهزة الكمبيوتر والإنترنت ساعد المجتمع على التغلب على فجوة المعلومات الكبيرة وتطوير ثقافته، واستخدم في هذه الدراسة المنهج الكمي وتحليل SPSS لقياس الفجوة الرقمية وتأثيرها على مستخدمي المكتبات العامة في الأردن.

  • دراسة موديبا (2016) بعنوان: “وجهات نظر المستخدمين تجاه دور المكتبات العامة في سد الفجوة الرقمية في منطقة نجاكا موديري”.

بحثت هذه الدراسة في منظور المستخدمين للدور الذي تلعبه المكتبات العامة في سد الفجوة الرقمية في المجتمعات الريفية والحضرية مع إشارة خاصة إلى مكتبات منطقة نجاكا موديري موليما في المقاطعة الشمالية الغربية بجنوب إفريقيا، منهجية البحث المستخدمة في هذه الدراسة هي مسح وصفي في التصميم والكمي في الطبيعة من خلال استبيان كأداة لجمع البيانات موزعة على (100) مستخدم للمكتبة تم اختيارهم من خلال الحصة والراحة وطرق أخذ العينات العرضية، شارك في الدراسة (20) مستخدمًا للمكتبة ينتمون إلى كل من المكتبات العامة الخمس في المنطقة وتم الكشف عن أن المكتبات العامة في منطقة نجاكا موديري موليما تلعب دورا مهمًا وحاسمًا في سد الفجوة الرقمية ويرجع ذلك إلى حقيقة أن مستخدمي المكتبة قد أشاروا إلى أنهم قادرون على إجراء البحوث وإرسال واستقبال البريد الإلكتروني، يمكنهم كتابة مستنداتهم الشخصية والأكاديمية، وحتى لعب ألعاب الكمبيوتر باستخدام أجهزة كمبيوتر المكتبة والإنترنت، وبناءً على هذه النتائج، أوصت هذه الدراسة بأن تستمر بلديات المنطقة وحكومة المقاطعة في تزويد المكتبات العامة بأجهزة كمبيوتر متصلة بالإنترنت لجميع المكتبات في منطقة نجاكا موديري موليما وتدريب أمناء المكتبات العامة ليكونوا قادرين على نقل مهارات الكمبيوتر للمجتمعات ويجب على أمناء المكتبات العامة أيضًا بدء دورات توجيه الكمبيوتر لتوفير المهارات الأساسية لأولئك الذين لا يجيدون الكمبيوتر في المجتمعات.

الإطار النظري

يعتبر الإنترنت الآن مصدراً رئيسيًا للمعلومات للأشخاص في العديد من البيئات والمجتمعات المختلفة في جميع أنحاء العالم ويستخدم الإنترنت على نطاق واسع في أنظمة التعليم العالي وعلى جميع المستويات الأكاديمية. تم إجراء العديد من الدراسات من أجل التحقيق في سلوك الطلاب عند استخدامهم للإنترنت.

هناك المزيد من الأبحاث المتطورة التي تبحث في استخدام وتأثير المعلومات التي يتم الوصول إليها عبر الإنترنت على المكتبات لتعزيز المجتمعات ومعرفتها في الأماكن العامة وقد أجريت غالبية هذه البحوث أو الدراسات في البلدان المتقدمة، في غضون ذلك لا توجد مؤلفات أو أبحاث قابلة للمقارنة تناولت هذه المسألة في البلدان النامية بينما تتضمن الأدبيات المتاحة دور الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت في تقليص الفجوة الرقمية في مجتمعات البحث العامة حيث هناك نقص في البيانات ذات الصلة بالبحوث المتعلقة بالعالم العربي بشكل عام والأردن بشكل خاص، والدراسات التي تتناول استخدام الكمبيوتر والوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت لغرض تطوير المعرفة لا تتعلق بأغراض الدراسة الحالية لذلك تم استبعادها من هذه المراجعة.

مفهوم الفجوة الرقمية

يزداد عدد مستخدمي الإنترنت بشكل كبير في السنوات الأخيرة حيث تم استخدام التطورات في الإنترنت وتقنيات الاتصال ذات الصلة بشغف من قبل الأفراد كوسيلة لتحقيق أهدافهم التعليمية والاجتماعية بشكل فعال، وفي الآونة الأخيرة تم تخصيص العديد من الأبحاث العلمية لاستكشاف فوائد الوصول إلى محتوى الإنترنت كما يختبرها مستخدمو الإنترنت من خلفيات ثقافية واقتصادية ولغوية مختلفة. والمخاوف الحقيقية بشأن العواقب التي قد يشعر بها أولئك الذين أعاقتهم التفاوتات الواضحة في الوصول إلى الإنترنت ومحتواها الثري، حيث تم التعبير عن هذا القلق من قبل رايت الذي يشير إلى أن “كل تداعيات تكنولوجية وتحول اقتصادي يهدد التقسيم الطبقي حسب الحالة ويدفع الوضع الطبقي إلى المقدمة(رايت، 2003) ويسلط رايت الضوء على كيف يمكن رؤية الإنترنت ليس فقط كأداة تدفع المستخدمين نحو تحقيق أهدافهم ولكن أيضًا كوسيلة قد تزيد من اتساع هوة التفاوت الاجتماعي وغيره من أشكال عدم المساواة من خلال كونها أقل وصولاً إلى مجموعات وشعوب معينة أكثر من الآخرين،ويقترح (Heuertz, 2003) أن مفهوم الفجوة الرقمية لا ينبغي تعريفه فقط من خلال الوصول إلى التكنولوجيا.

وفي الحقيقة أن العديد من المتخصصين في مجال المعلومات يعتقدون أن الوصول إلى المحتوى ذي القيمة والفائدة للمستخدم يدعم هذا الخط من الجدل، ويمضي Heuertz يقترح أن المهارات والمعرفة للوصول إلى المعلومات وتقييمها هي ذات الأهمية القصوى.

المكتبة العامة والفجوة الرقمية

تقدم مؤسسة المكتبات العامة خدماتها لجميع أفراد المجتمع في منطقة معينة وتدعمها الموارد المالية، سواء كانت عامة أو خاصة(الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات، 2001)، وتتمثل مهمة المكتبات في نموذج الوصول إلى المعلومات في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتمكين المستخدمين من الوصول إلى المحتوى، وإذا تم استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل جيد من قبل المكتبات فيمكن أن تمكن المستخدمين على جانبي الفجوة الرقمية من الوصول المتكافئ إلى المحتوى(أمادي ،1981 وهيويرتز ،2003)، بالإضافة إلى ذلك ونظرا لوجود وجهات نظر مختلفة حول ما يعنيه مصطلح الفجوة الرقمية فإنه يشير إلى القضية الحاسمة التي تتعلق بالوصول إلى أجهزة الكمبيوتر، بينما يعتقد البعض الآخر أنها مرتبطة أيضًا بمسألة محو الأمية الحاسوبية، ويجادل ساليناس بأن “الفجوة الرقمية” مصطلح متطور وبالتالي يجب أن يعكس أي تعريف هذا التطور وبالنسبة إلى ساليناس تشير الفجوة الرقمية إلى التفاوت بين الأفراد و / أو المجتمعات الذين يمكنهم استخدام المعلومات الإلكترونية وأدوات الاتصال مثل الإنترنت لتحسين نوعية حياتهم من أولئك الذين لا يستطيعون ذلك. تشمل العوامل التي تساهم في هذا التباين ما إذا كان لديهم أجهزة أو برامج الكمبيوتر وما إذا كانوا قادرين على استخدام هذه الأدوات بشكل فعال؛ فهم قادرون على الوصول إلى المعلومات ذات الصلة أم لا ، وأخيراً ما إذا كان المستخدمون يتمتعون بالكفاءة في استخدامهم للمعلومات بعد استرجاعها(ساليناس ،2003 ؛ بيردسال، 2000).

المبدأ الأساسي للمكتبات العامة هو خدمة جميع مستويات المجتمع دون تمييز فيما يتعلق بالعرق أو الدين أو اللون وتقدم هذه المكتبات خدماتها لكافة الأعمار من أطفال وشباب وكبار وكبار السن وأيضاً لكافة المستويات الثقافية وخدماتها مجانية بغض النظر عن المخصصات المالية أو الدعم ومصادره سواء كانت عامة أو خاصة وتحافظ المكتبات العامة والمؤسسات الثقافية على التراث الثقافي للأمم ومواردها مما يجعلها في متناول المجتمعات، وبالتالي فهي من أهم الأدوات لتحسين نشر المعرفة والارتقاء بمستوى الفن والثقافة في المجتمع، وتشير الكثير من المؤلفات المتعلقة ب “الفجوة الرقمية” إلى هذا المفهوم الخاص بالمعلومات “من يملكون” و “من لا يملكون”، ويركز(Jurich,2000) على هذا التمييز كما يقترح: “بدلاً من تعزيز توازن جديد بين البلدان، قد تعمل ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على توسيع الفجوة بين “من يملكون ومن لا يملكون”، وخلق فجوة قد يكون من الصعب للغاية إغلاقها”.

في الآونة الأخيرة تم توسيع التعريف فأصبح: “الفجوة بين أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى تقنيات المعلومات ويمكنهم استخدامها بشكل فعال وأولئك الذين لا يستطيعون”(Wilhelm, 2001).

تكنولوجيا المعلومات في المكتبات العامة

لقد تغير مفهوم العمل في المكتبات العامة وذلك بفضل التطورات الأخيرة في مجال خدمات المعلومات واسترجاعها ونشرها والاعتماد على الخدمات والوظائف الجديدة، فقد أصبح رمزاً للتكنولوجيا الحديثة، وهو بديل ضروري لتفاصيل عمل المكتبات ورفع مستوى الأداء والإنتاجية، حيث أن ظهور شبكات المعلومات في عصرنا والذي جاء نتيجة للتطورات في مجال البريد الكلامي بين أجهزة الكمبيوتر قد سهل تبادل ونقل المعلومات بجميع أنواعها عبر البلدان حيث المكتبات في الكليات والجامعات – تاريخيًا – يتمتعون بالكفاءة للوصول إلى المعلومات والإدارة ومصادر الإدارة ومع ظهور أجهزة الكمبيوتر هذه تصبح الأمور المتعلقة بالمعلومات أكثر تعقيدًا وقد يعود سبب هذه العودة إلى فشلنا في الوصول إلى فهم حقيقي لطبيعة ومتطلبات التغيير التكنولوجي(أبوعيد،2005).

وناقشت معظم الدراسات أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات في المكتبات العامة وكان لها تأثير كبير على مخزون العلوم البشرية ولا يمكن مقارنتها مع سابقاتها قبل هذا الحدث المهم الذي شجع المهتمين بالمكتبات على إنشاء أنظمة تصنيف واعتماد أساليب علمية في الفهرسة والاستخراج حيث نحن اليوم أمام ثورة في المعلومات والاتصالات ونعلم أن الطرق التقليدية التي تم استخدامها في الأنظمة الورقية لم تعد صالحة لتلبية النمو الهائل في حجم المعلومات الذي وصل إلى مستويات لا يمكن تصورها، لذلك يحتاج المحترفون إلى ابتكار مصطلح لوصف هذه الظاهرة (انفجار المعلومات) حيث يمكن للمكتبات أن تنشر الفهارس الحديثة وأنظمة استرجاع المعلومات الخاصة بها من خلال موقعها على شبكة الإنترنت وبالتالي تمكن المستخدم من الحصول على هذه المعلومات في المكتب أو في المنزل مما يسهل التعرف على الكتاب أو المقالة المراد تصويرها وبالتالي طلبها، ويمكن للمكتبات بناء نظام بصري حديث لتقنيات الأرشفة ليحل محل الفيلم المصغر وذلك لحفظ صور المقالات المهمة والتقارير والدوريات والنشرات وبالتالي يمكن إدخال المقالات الحديثة واسترجاعها بسهولة ويمكن للمكتبات أيضًا التعامل مع الكتب الإلكترونية الرقمية الحديثة ويمكنها تحقيق أقصى فائدة من استخدام استرجاع المعلومات للنص الكامل(هوكينز، 2001 و ابراهيم، 2006).

يوضح القسم التالي كيف يستفيد المواطنون والمجتمعات من خدمات المجتمع الرقمي للمكتبات العامة وكيف تبني هذه الخدمات المجتمع وذلك وفقًا للقمة العالمية لمجتمع المعلومات(2005)، فإن عبارات مثل “عدد مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة أكثر من ثمانية أضعاف عدد مستخدمي الإنترنت في القارة الأفريقية بأكملها”، وعبارة “هناك أكثر من ثلاثة أضعاف عدد مستخدمي الإنترنت في اليابان مقارنة بمستخدمي الإنترنت بأكملها القارة” وعبارة “يوجد أكثر من ضعف عدد مستخدمي الإنترنت في ألمانيا مقارنة بالقارة الأفريقية بأكملها” ، حيث يؤثر عدد مستخدمي الإنترنت بشكل كبير على معدل الفجوة الرقمية ولكن يمكن القول أنه في ظل ظروف متساوية وبغض النظر عن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يتم منح مستخدمي الإنترنت التدريب المناسب ليزداد عدد مستخدمي الإنترنت، وكما ذكرنا سابقًا كلما كان الدور الذي يمكن أن يلعبه أمناء المكتبات أكثر فاعلية فقد يؤدي ذلك إلى تحسين الوضع الحالي.

الفجوة الرقمية في الأردن

البحث التجريبي المتعلق بالفجوة الرقمية في الأردن ليس شائعًا حيث ينصب تركيز البحث بشكل أكبر على تبني المواطنين أو على البحث المفاهيمي الذي يستكشف المجال ومكوناته واستفادت دراسة (أبو شنب، 2010) في الأردن من نتائج 50 مقابلة مع نساء في المناطق الريفية وخلصت إلى أن الأردن بحاجة إلى مزيد من الجهود لتحسين الخدمات المقدمة للمرأة ومساعدتها على تحسين حياتها وركزت الدراسة على الفجوة الرقمية بين الجنسين وأهملت الفئات الأخرى المذكورة سابقاً.

في الوقت الحاضر يعد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مجالًا متناميًا أتاح العديد من الفرص للأردن للاستفادة من ميزاته التنافسية على البلدان الأخرى في المنطقة من خلال إطلاق العديد من المبادرات، حيث أن هذه الفرص لها تأثير كبير على العديد من القطاعات التي تتعلق بقطاع التعليم وبالأخص التعليم الإلكتروني من خلال إطلاق مبادرات التعليم في الأردن واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأداة لإصلاح التعليم إلى مبادرات الصحة الإلكترونية من خلال إطلاق المبادرة الملكية للحلول الصحية الإلكترونية، ومن المعروف لدى الجميع أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت أسرع القطاعات نموا في الاقتصاد الأردني من خلال إدخال تحسينات مستمرة لها مساهمات كبيرة في تطوير البيئة الأردنية بشكل عام وتطوير أربعة مجالات رئيسية هي على وجه الخصوص: تنمية الموارد البشرية واستخدام التكنولوجيا والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتحول إلى اقتصاد المعرفة، حيث يتم دعم مثل هذه الخطوات من رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني في تحويل الأردن لتصبح لاعبا مهما في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الدولي.

فوائد خدمات المجتمع الرقمي للمكتبات العامة

تعد وسائل الإعلام التكنولوجية عنصراً مهمًا في بناء مجموعات المكتبات ومن المبادئ المهمة التي يجب مراعاتها في بناء وتطوير المجموعات في المكتبة العامة لتحقيق التوازن بين مصادر المعلومات المختلفة، بحيث لا يقتصر الأمر على ضبط المكتبة على الورق المصدر (المطبوع) فقط مثل الكتب المرجعية والدوريات والنشرات، ولكن يجب أن يسمح بمصادر المعلومات بما في ذلك المواد غير الورقية (غير المطبوعة) مثل الأفلام والأشرطة والشرائح وتكنولوجيا الوسائط المتعددة ويعد الكمبيوتر أحد الأساليب الرئيسية للتكنولوجيا المستخدمة في جميع المكتبات وتستخدم الحاسبات في التنظيم الإداري الفني والببليوغرافيا (التصنيف، والفهرسة، وعناوين الموضوعات) وإعداد الأنشطة والبرامج الخدمية والتي تتميز بما يلي:

• السرعة في التعامل مع البيانات.

• دقة النتائج (المخرجات).

• تحسين طرق ووسائل التعاون مع المستخدمين.

• تقليص مدة العمل الروتيني.

• تقليل الأعمال الورقية .

• توفير سعة تخزين عالية للبيانات.

• انخفاض تكلفة العمليات التي يقومون بها.

أصبح من الصعب على القراء والباحثين التحكم في مصادر المعلومات بسبب الزيادة الهائلة في كمية المعلومات المنشورة وسميت هذه المرحلة (الانفجار الفكري أو المعلوماتي) حيث أصبحت الوسائل التقليدية للمكتبة العامة أيضًا غير قادرة على الحصول على هذا الكم الهائل من المعلومات لذلك تمت دعوة المؤسسات للبحث عن طرق حديثة للمساعدة في تضييق الفجوة بين مصدر هذه المعلومات والمستخدمين.

الخاتمة

المكتبات العامة الكبيرة هي مؤسسات متعددة الأوجه ومشغولة وتقع عند تقاطع سياسات رئيسي حيث تتقارب المعلومات والثقافة والتكنولوجيا والاقتصاد في حين أننا قد اقترحنا أن الفترة الحالية قد يكون لها أوجه تشابه سابقة خاصة في تطوير الوسائط الإلكترونية فلا شك في أن حجم ووتيرة التغيير المرتبط بالتقنيات الرقمية يتطلب إعادة تقييم رئيسية لسياسة المكتبات وبيئات الخدمة.

ولقد ناقشنا في هذه الدراسة أن تخطيط المكتبات يجب أن يكون على علم بالفهم السليم لكيفية تغير البيئة واقتصاد المعلومات وقد وصفنا بعض هذه التغيرات وأشرنا إلى الحاجة إلى مزيد من البحث بشأنها وعلى وجه الخصوص لاحظنا أنه على الرغم من وجود العديد من الدراسات الدقيقة حول كيفية تفاعل الأشخاص مع محركات البحث إلا أن هناك نقصًا في البحث حول الممارسات الاجتماعية والقيم المتعلقة بالبحث عن المعلومات وقد ناقشنا أيضًا مطلبًا للمكتبات لتوضيح دورها المميز في الصالح العام خاصة في وقت يبدو أنها تتنافس مع مؤسسات تجارية عبر الإنترنت، ويعتبر حل الفجوة الرقمية وفقًا لمنظمة الفجوة الرقمية (2006) وهو: التأكيد على أن التحدي الرئيسي لأمناء المكتبات وخاصة من البلدان النامية في العصر الرقمي هو سد الفجوة الرقمية وأن سياسة تكنولوجيا المعلومات المحددة بوضوح أمر بالغ الأهمية لتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات مع انتقال المزيد والمزيد من المكتبات في تطويرها إلى الحدود الإلكترونية فإن أمناء المكتبات لديهم مسؤولية مزدوجة ليس فقط في إدارة المعلومات ولكن أيضًا أنظمة التكنولوجيا التي تمكن من إنتاج المعلومات وتوفر سلسلة توفير المعالجة.

المصادر والمراجع

  • Aqili, S. and Moghaddam, A. (2008), “Bridging the digital divide: the role of librarians and information professionals in the third millennium”, The Electronic Library, Vol. 36 No. 2, pp. 226-237.
  • Straub, D., Loch, K. and Hill, C. (2001), “Transfer of information technology to the Arab World: a test of cultural influence modeling”, Journal of Global Information Management, Vol. 9 No. 4, pp. 6-28.
  • Abu-Shanab, E., & Khasawneh, R. (2014). E-GOVERNMENT ADOPTION: THE CHALLENGE OF DIGITAL DIVIDE BASED ON JORDANIANS PERCEPTIONS. Theoretical and Empirical Researches in Urban Management, 9(4), 5-19.
  • Abu-Shanab, E. (2012). Digital Government Adoption in Jordan: An Environmental Model. The International Arab Journal of e-Technology (IAJeT), Vol. 2(3) January 2012, pp. 129-135.
  • Abu-Shanab, E. (2013). Electronic Government, a tool for good governance and better service. Dar AlKitab, (deposit number: 2013/2/355, call number: 658.4038), Irbid: Jordan.
  • Abu-Shanab, E. & Al-Azzam, A. (2012). Trust Dimensions and the adoption of E-government in Jordan. International Journal of Information Communication Technologies and Human Development, Vol. 4(1), 2012, January-March, pp.38-50.
  • Al-Naimat, A., Abdullah, M., Osman, W., and Ahmad, F.(2012). E-government implementation problems in developing countries. 2nd World Conference on Information Technology (WCIT-2011) , a publication of AWER Procedia of Information Technology & Computer Science, Vol. 1(2012), pp.876-881.
  • AL-Rababah, B. & Abu-Shanab, E. (2010). E-Government and Gender Digital Divide: The Case of Jordan, International Journal of Electronic Business Management (IJEBM), Vol. 8(1), 2010, pp. 1-8.
  • Hanna, N. (2010). Toward a holistic approach to government and social transformation. A chapter in a book titled ” Transforming Government and Building the Information Society: Challenges and Opportunities for the Developing World “, by: Nagy K. Hanna, Springer science + business media, USA, 2010.
  • Obeidat, O. A. (2015). Investigating the role of public libraries in reducing the digital divide in Jordan: using computers and the internet. In Information and knowledge management (Vol. 5, No. 5).
  • Modiba, M. T. (2016). The users’ perspectives towards the role of public libraries in bridging the digital divide in Ngaka Modiri Molema District (Doctoral dissertation).