الإسناد عند النحاة والإسناد عند المناطقة

أسماء بوشبتي1

1 طالبة دكتوراه بمختبر الإنسان والفكر والأديان وحوار الحضارات، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس بالرباط (المغرب)

Email: Asmae.bouchebti.or@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(9); https://doi.org/10.53796/hnsj497

Download

تاريخ النشر: 01/09/2023م تاريخ القبول: 07/08/2023م

المستخلص

إن قضية العلاقة بين المنطق والنحو اهتم بها المناطقة والنحاة منذ أقدم العصور حيث أثيرت حولها عدة قضايا شائكة.

في هذه الورقات الموسومة – الإسناد عند النحاة والإسناد عند المناطقة –سأتناول الإسناد من حيث هو إحدى القواعد المشتركة بين النحو العربي والمنطق وهي من بين العلائق اللغوية المهمة في الجملة التي اعتمد عليها النحويون والبلاغيون على حد سواء، فقد ظهر أثره في كثير من الأبواب النحوية وعد إحدى القرائن المعنوية التي تجعل الجملة متماسكة، وكان له أثره الكبير في تحقيق المعاني النحوية المختلفة؛ كالمفعولية والغائية والمعية والاستثناء والتمييز وغيرها، واعتمد عليه البلاغيون أيضا في علم المعاني ببيان الأثر المهم لأحوال كل من المسند والمسند إليه وما يطرأ عليهما من حذف وذكر أو تنكير وتعريف وتقديم وتأخير وغيرها.

الكلمات المفتاحية: النحاة – الإسناد- النحو العربي- المنطق.

Research title

Assignment in Grammar and Assignment in Logic

Asmae Bouchebti1

1 PhD student in Human, Thought, Religions and Dialogue of Civilizations Lab, Faculty of Letters and Human Sciences, Mohammed V University in Rabat (Morocco)

Email: Asmae.bouchebti.or@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(9); https://doi.org/10.53796/hnsj497

Published at 01/09/2023 Accepted at 07/08/2023

Abstract

The issue of the relationship between logic and grammar has been of interest to linguists and grammarians since ancient times, and it has raised several controversial issues.

In these papers, titled “Assignment in Grammar and Assignment in Logic,” I will address assignment as one of the common rules between Arabic grammar and logic. It is among the important linguistic relations in a sentence that both grammarians and rhetoricians rely on. Its impact has appeared in many grammatical aspects and is considered one of the significant indicators that make a sentence coherent. It has played a significant role in achieving various grammatical meanings, such as the object, the subject, the predicate, exceptions, distinctions, and others. Rhetoricians have also relied on it in the science of semantics by stating the important impact of the conditions of both the subject and the object, as well as any modifications that occur to them, such as omission, mention, negation, definition, introduction, delay, and others.

Key Words: Grammarians, Assignment, Arabic Grammar, Logic

مقدمة

الحمد لله الذي وهبنا العقل لنفكر به ولسانا ناطقا نعبر به، وجعل للنية ثوابا في العمل وكافأ المجتهد بأجرين إذا أصاب وبأجر إذا جانب الصواب، والصلاة والسلام على عبده الذي اصطفى وعلى الآمرين بالقسط بين الناس.

إن مسألة العلاقة بين المنطق والنحو من أصعب الموضوعات تناولا وقد اهتم بها المناطقة والنحاة منذ أقدم العصور حيث أثيرت حولها عدة قضايا نذكر منها:

أصالة النحو العربي والتأثر بالمنطق الأرسطي، أثر اختلاط المنطق بالعلوم الشرعية، مصدر النحو العربي، أوجه التشابه والاختلاف بين المنطق وبين النحو العربي، بين عمومية المنطق في كل أمة وفي كل عصر وخصوصية النحو حيث لكل أمة نحوها الذي يعتمد على طباع أهلها وسماعها وعاداتها في التعبير عن ذاتها.. وغير ذلك من القضايا الشائكة التي جعلت الباحثين بين أخذ ورد.

لذلك في هذه الورقات الموسومة – الإسناد عند النحاة والإسناد عند المناطقة –سأحاول وضع الأصبع على الإسناد من حيث هو إحدى القواعد المشتركة بين النحو العربي والمنطق وهي من بين العلائق اللغوية المهمة في الجملة التي اعتمد عليها النحويون والبلاغيون على حد سواء فقد ظهر أثره في كثير من الأبواب النحوية وعد إحدى القرائن المعنوية التي تجعل الجملة متماسكة، وكان له أثره الكبير في تحقيق المعاني النحوية المختلفة كالمفعولية والغائية والمعية والاستثناء والتمييز وغيرها، وقد اعتمد عليه البلاغيون في علم المعاني ببيان الأثر المهم لأحوال كل من المسند والمسند إليه وما يطرأ عليهما من حذف وذكر أو تنكير وتعريف وتقديم وتأخير وغيرها.

وقد تم الاعتماد في هذا البحث على عدة مصادر في النحو مثل: كتاب سيبويه أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك والمقتصد في شرح الإيضاح للجرجاني ومصادر ومراجع في المنطق كبعض الشروح على السلم المنورق للأخضري، التي تم التعرض فيها للإسناد.

إشكالية البحث:

يطرح هذا الموضوع أسئلة من قبيل:

ما هو الإسناد؟ وما يدخل في باب الإسناد عند النحاة؟ وكيف عبر المناطقة عن الإسناد؟

لذلك سنتناول:

  • الإسناد عند النحاة.
  • التعريف اللغوي والاصطلاحي للإسناد.
  • ما يدخل في باب الإسناد عند النحاة وأهميته.
  • الإسناد عند المناطقة.
  • الإسناد من خلال بعض الشروح على السلم المنورق.
  • الإسناد بين المنطق واللغة.

أهداف البحث:

تهدف هذه الورقات إلى بيان قضية الإسناد وإيضاح ما يدخل فيها عند النحاة ثم بيان الإسناد عند المناطقة من خلال توضيح الإسناد بين اللغة والمنطق.

أهمية البحث:

تتجلى أهمية هذه الورقات في تجلية قرينة الإسناد كواحدة من المصطلحات التي جعلت النحو العربي والمنطق في علاقة تأثير وتجاذب وخدمة متبادلة، لما تخلفه من آثار على التراكيب وعلى الجملة في اللغة العربية وعلى علوم الدين بصفة عامة.

منهج البحث:

سلك البحث المنهج الاستقرائي الوصفي التحليلي الذي تفرضه هذه الدراسة من خلال وصف ظاهرة الإسناد كقاعدة مشتركة بين النحو العربي والمنطق وتحليلها من حيث هي من بين العلائق اللغوية المهمة في الجملة التي اعتمد عليها النحويون والبلاغيون على حد سواء.

أولا: الإسناد عند النحاة:

1- الإسناد لغة واصطلاحا.

أ- الإسناد لغة:

عرف الإسناد أحمد بن فارس قال: (السين والنون والدال أصل واحد يدل على انضمام الشيء إلى الشيء.. والسناد: الناقة اللغوية كأنها أسندت من ظهرها إلى شيء قوي، والمسند: الظهر، لأن بعضه متضام…) [1]

وهو أيضا (ما ارتفع من الأرض في قِبل جبل، أو واد، وكل شيء أسندت إليه شيئا فهو مسند، والكلام سند ومسند، كقولك: عبد الله رجل صالح، فعبد الله سند، ورجل صالح مسند إليه…والمسند الدهر لأن الأشياء تسند إليه، ونقول: كان كذا في زمان كذا)[2]

(والسناد: أن يسلخ شعر غيره فيسنده إلى نفسه فيدعيه أنه من شعره) [3]

وكل شيء أسندت إليه شيئا فهو مسند وما يسند إليه يسمى مسندا وجمعه المساند، والإسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذميل والمملجة[4]

وفي القاموس المحيط، الإسناد لغة: مصدر أسند. تقول: أسند في الجبل: صعد فيه. والسند لغة: ما قابلك من الجبل، وعلا عن السفح[5]

  1. الإسناد اصطلاحا:

جاء في الكليات، الإسناد: هُوَ ضم كلمة حَقِيقَة أَو حكما أَو أَكثر إِلَى أُخْرَى مثلهَا أَو أَكثر يُفِيد السَّامع فَائِدَة تَامَّة.

وَقَالَ بَعضهم: الْإِسْنَاد قِسْمَانِ: عَام وخاص، فالعام: هُوَ نِسْبَة إِحْدَى الْكَلِمَتَيْنِ إِلَى الْأُخْرَى وَالْخَاص: هُوَ نِسْبَة إِحْدَى الْكَلِمَتَيْنِ إِلَى الْأُخْرَى بِحَيْثُ يَصح السُّكُوت عَلَيْهَا.

والإسناد والبناء، والتفريغ، والشغل: أَلْفَاظ مترادفة، يدل على ذَلِك أَن سيبويه قَالَ: ” الْفَاعِل مَا اشْتغل بِهِ الْفِعْل ” وَفِي مَوضِع آخر: ” فرغ لَهُ ” وَفِي آخر: ” بني لَهُ ” و ” أسْند لَهُ “، وَهُوَ وَالْحكم وَالنِّسْبَة التَّامَّة بِمَعْنى وَاحِد يعم الْإِخْبَار، والإنشاء، والوقوع، واللاوقوع وَأما الْإِيقَاع، والانتزاع، فيختصان بالإخبار دون الْإِنْشَاء واعتبارات الْإِسْنَاد تجْرِي فِي كلا معنييه على سَوَاء؛ وَأما اعتبارات الْمسند والمسند إِلَيْهِ فَإِنَّمَا جريانها فِي الْأَلْفَاظ[6]، وينقسم الإسناد إلى عدة أقسام منها: إلى حقيقي ومجازي؛ حقيقي: مثل قوله تعالى: ﴿وقتلَ داودُ جالوتَ وآتاهُ اللهُ المُلكَ والحِكمةَ﴾[7]، وإسناد مجازي مثل: “يبني المجتهد مستقبله”.

وعرفه صاحب كتاب شرح تلخيص مفتاح العلوم بأنه: (نسبة تامة بين طرفين قائمة في نفس المتكلم)[8]

وهو في التعريفات: (ضم كلمة أو ما يجري مجراها إلى أخرى بحيث يفيد الحكم بأن مفهوم إحداها ثابت لمفهوم الأخرى أو منفي عنه. وصدقه مطابقته للواقع وكذبه عدمها، وقيل صدقه مطابقته للاعتقاد وكذبه عدمها)[9]

أما عبد القاهر الجرجاني فعرفه في مصنفه المقتصد: (بأنه إضافة الشيء إلى شيء وإمالته إليه وجعله متصلا وملابسا)[10].

وتجدر الإشارة إلى أن عبد القاهر الجرجاني حدد علاقة الإسناد بالإخبار حيث بين أن بينهما عموم وخصوص، الإسناد أعم من الإخبار “الإسناد يشمل الخبر وغيره من الأمر والنهي والاستفهام، فكل خبر مسند وليس كل مسند خبرا وإن كان مرجع الجميع إلى الخبر من جهة المعنى، ألا ترى أن معنى قولنا: قم، أطلب قيامك،”[11]

ويوضح الجرجاني كلامه بالبيان والتدقيق بأن شرط الإسناد أن تكون فيه الفائدة حيث إن الجزء الواحد في الكلام لا يفيد، “واعلم أن معنى الائتلاف الإفادة وذلك لا يكون إلا بين الاسم والاسم كقولك: زيد أخوك، فزيد مبتدأ وأخوك خبره، وكل واحد منهما اسم، أو بين فعل واسم كقولك: خرج زيد، وسر بكر، وانطلق عبد الله، فهذه أفعال وما بعدها مخبر عنه”[12]

وعرفه ابن مالك :(هو عبارة عن تعليق خبر بمخبر عنه أو طلب بمطلوب عنه)[13]

  • إن المتأمل في هذه التعريفات السابقة للإسناد يتضح عنده اهتمام النحاة الأوائل بالإسناد، فقد وجد موثقا عندهم منذ سيبويه الذي وضع بابا فقال: “هذا باب المسند والمسند إليه”، فاهتموا به من حيث الفائدة التي يحدثها في المعنى.

2- ما يدخل في الإسناد عند النحاة وأهميته:

_ الإسناد من خلال الكتاب لسيبويه:

لقد أشار سيبويه إلى قرينة الإسناد عندما أفرد بابا في كتابه سماه (باب المسند والمسند إليه)، وقال: “وهما مما لا يغني واحد مهما عن الآخر ولا يجد المتكلم منه بدا فمن ذلك الاسم المبتدأ والمبني عليه -يعني الخبر-)[14]

ومثل ذلك: يذهب عبد الله فلا بد للفعل من الاسم كما لم يكن للاسم الأول بد من الآخر في الابتداء.

ومما يكون بمنزلة الابتداء قولك: كان عبد الله منطلقا، وليت زيدا منطلق، لأن هذا يحتاج إلى ما بعده كاحتياج المبتدأ إلى ما بعده.

_ الإسناد من خلال أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك لابن هشام:

جاء في العلامة الخامسة من علامات الاسم، باب شرح الكلم:

الإسناد إليه، وهو أن تنسب إليه ما تحصل به الفائدة، كما في” قمت” و”أنا” في قولك “أنا مؤمن”

الإسناد إليه أي الإخبار عنه بشيء، وجعله متحدثا عنه، لأنه لا يتحدث إلا عن الاسم. وبهذه العلاقة دل على اسمية الضمائر ونحوها.

“أنا” كرر المثال، لبيان أنه لا فرق بين تأخر المسند إليه وتقدمه ولا بين أن يكون فعلا أو وصفا، وقد أشار ابن مالك إلى العلامات المتقدمة بقوله:

بالجر والتنوين والندا وال …ومسند للاسم تميز حصل

أي حصل للاسم تميز عن الفعل والحرف، وما ذكره المصنف أشهر العلامات.[15]

الإسناد من خلال شرح المفصل للزمخشري:

خصص له قسما تحت مسمى قسم الأسماء -فصل تعريف الاسم وخصائصه- (خصائص الاسم)

قال صاحب الكتاب: وله خصائص منها: جواز الإسناد إليه، (ومن خواص الاسم جواز الإسناد إليه، فالإسناد وصف دال على أن المسند إليه اسم، إذ كان ذلك مختصا به، لأن الفعل والحرف لا يكون منهما إسناد وذلك لأن الفعل خبر، وإذا أسندت الخبر إلى مثله لم تفد المخاطب شيئا، إذ الفائدة إنما تحصل بإسناد الخبر إلى مخبر عنه معروف، نحو” قام زيد “و”قعد بكر”…

ولا يصح أن يُسند إلى الحرف أيضا شيء، لأن الحرف لا معنى له في نفسه، فلم يُفد الإسنادُ إليه، ولا إسنادُهُ إلى غيرِه، فلذلك اختص الإسناد إليه بالاسم وحده.[16]

_ يهتم علم النحو بأصول تكوين الجملة العربية وقواعد الإعراب، وإذا كان النحاة قد اختلفوا في تعريف الكلام فجعلوه من مسائل الخلاف بين المدرستين البصرية والكوفية، فإنهم يكادون يتفقون على كونه اللفظ المركب المفيد فائدة يحسن السكوت عليها، رغم أنهم يختلفون في تصويرهم لأركان الجملة وطريقة تأليفها، ففي حين يذهب معظم النحاة القدامى إلى شرط الإسناد لتحقُّق الجملة، لا يرى بعض النحاة المحدَثين ضرورة الإسناد في تكوينها.

  • أهمية الإسناد:

إن أهمية الإسناد تكمن في كونه معيارا وشرطا في تحقُّق الجملة عند النحاة، حيث تقسم الجمل في العربية إلى ثلاثة أقسام: جمل تامة، وهي الجمل الإسنادية، وجمل موجزة، وهي التي يذكر فيها عنصر واحد من عناصر الإسناد، ويحذف العنصر الثاني حذفا واجبا أو غالبا، وجمل غير إسنادية.[17]

فعند النحاة لا يشترط في الجملة سوى تحقق شرط الإسناد، ويقصدون بالإسناد: “ضم كلمة إلى أخرى بحيث ينعقد بينهما الإسناد المستقل، “

  • يتضح ومما لا شك فيه من خلال تصفح كتب ومصادر النحو أن تحديد طرق تأليف الجملة مختَلَف فيها بين النحاة، إلا أن الرأي السائد كما يقول الدارسون هو: تتألف الجملة العربية من طرفين، مسند ومسند إليه يقول الدكتور مهدي المخزومي: “الجملة التامة التي تعبر عن أبسط الصور الذهنية التامة التي يصح السكوت عليها، تتألف من ثلاثة عناصر رئيسية، هي:

1. المسند إليه، أو المتحدث عنه، أو المبني عليه.

2. المسند الذي يبنى على المسند إليه، ويتحدث به عنه.

3. الإسناد، أو ارتباط المسند بالمسند إليه، …وليس في العربية -غالبا-من لفظ يدل على(الإسناد)..”[18]

فأهمية الإسناد تكمن في كون طرفيه هما عماد الجملة،

“ينظر النحاة إلى المسند والمسند إليه على أنهما عماد الجملة، ولذلك أطلقوا عليهما مصطلح (العُمد)، “لأنها اللوازم للجملة، والعمدة فيها، والتي لا تخلو منها، وما عداها فضلة يستقل الكلام دونها”[19]

أيضا تكمن أهمية الإسناد في تقسيم الجملة إلى اسمية وفعلية، حيث قسم النحاة الجملة على أساس ما تبدأ به وركنا كلا القسمين من الجملة يسميه النحاة: ركني الإسناد، ويسمون المبتدأ-في الجملة الاسمية -والفاعل- في الجملة الفعلية – مسنداً إليه، بينما يسمون الخبر-في الاسمية-والفعل- في الفعلية -: مسنداً.

والمسند والمسند إليه في كلا الجملتين يسميان عمدتي الكلام أو الجملة، بحيث لا تنعقد الجملة بدونهما[20]

أما من يضيف القسم الثالث الجملة الظرفية، المصدرة بظرف أو مجرور،

يقول د الجواري “وهي التي يكون المسند فيها ظرفا، وهم أي النحاة يعنون بذلك ظرف الزمان وظرف المكان والجار والمجرور”[21]

ومما يزيد من أهمية معرفة المسند داخل الجملة هو أن بعض النحاة وضعوا تحديدا للتفريق بين الجملتين الاسمية والفعلية في العربية يقوم على أساس المسند دون ارتباط بمسألة التقدم والتأخر في الجملة، فالجملة الاسمية ما كان المسند فيها اسما، والفعلية ما كان المسند فيها فعلا، حيث تطبيقا لذلك تكون جملة (قام زيد) جملة فعلية، وكذلك (زيد قام)، وذلك لأن المسند فيها فعل، وهو(قام). بينما (زيد قائم) جملة اسمية لكون المسند فيها اسم.

وأخيرا لا ننسى ذكر العلامة ابن خلدون الذي أشار إلى قيمة الإسناد في السياق الدلالي، أثناء حديثه عن إفادة المعنى وعن سر البلاغة في مطابقة الكلام لمقتضى الحال، يقول: ” التراكيب بوضعها تفيد الإسناد بين المسندين “[22]، أما ما يقصر من هذه التراكيب عن إفادة مقتضى الحال فهو يلحق بالمهمل وبتعبير ابن خلدون هو في عداد الموات.

ثانيا: الإسناد عند المناطقة:

1_ الإسناد من خلال بعض الشروح على السلم المنورق:

اقتصرت في هذا الجزء على ما ورد في أبيات السلم المنورق للأخضري التي نظمها سنة (941ﮬ) لما لشرحه من قيمة في العصور الأخيرة وقد قام بشرحه والتعليق عليه علماء كثيرون، وارتأيت الاقتصار على بعضها.

وللإشارة فقد ورد التعرض لمفهوم الإسناد في شروح السلم المنورق في شرح البيت الآتي:

إدراك مُفردٍ تصورًا عُلم … ودرك نسبةٍ بتصديقٍ وُسم

فمن خلال المختصر الوجيز في شرح السلم المنورق في علم المنطق للبحيري؛ يقول الشارح في معرض شرحه لقوله:

إدراك مُفردٍ تصورًا عُلم … ودرك نسبةٍ بتصديقٍ وُسم

بعد أن شرح الإدراك ومصطلح التصور والتصديق- تجاوزته لأنه يحتاج أوراقا بحثية مستقلة- يقول:

والمركب عند المناطقة: ما دل جزؤه على جزء معناه دلالة مقصودة، وهو محصور في الجملة الإسمية، والجملة الفعلية وما كان ناقصا من المركبات، نحو: “زيد كريم، وضرب زيد عمرا، وعبد الله، وإن قام زيد”..

فإذا قلت: “زيد كريم” اشتمل على أربع إدراكات:

  • الأول تصور معنى زيد. ويقال عند المناطقة: الموضوع، الذي هو المسند إليه، وهو المبتدأ عند النحاة في الجملة الاسمية والفاعل في الجملة الفعلية.
  • والتالي: تصور معنى كريم. ويقال عند المناطقة: المحمول، وهو الخبر عند النحاة في الجملة الاسمية والفعل في الجملة الفعلية.[23]

من الشروح أيضا ما ورد عن الإمام القويسني:

يذكر القويسني على شرح السلم المنورق للأخضري:

إدراك مفرد تصوراً عُلم … ودركُ نسبةٍ بتصديق وُسم

“…وإدراك النسبة في مثل قولك: زيدٌ قائم. فإدراك زيد، أي ذاتِهِ، وإدراك قائم، أي معناه، وإدراك النسبة التي هي ارتباط القيام بزيد]، هذه كلها تسمى تصورات، الموضوع والمحمول عند المناطق ما يقابل المبتدئ والخبر عند النحاة، وما يقابل المسند إليه والمسند عند البيانيين، وما يقابل المحكوم عليه والمحكوم به عند الأصوليين، الألفاظ هذه اصطلاحات مختلفة إلا أنها تصدق على شيءٍ واحد، فمثلٌ قولك: زيدٌ قائم. زيدٌ مبتدأ وقائمٌ خبر، زيدٌ موضوع يسمى عند النحاة موضوعًا لأنه وضع كالأساس ليحمل عليه الحكم، وقائمٌ هذا محمول، إذًا الموضوع والمحمول هو المبتدأ والخبر، عند البيانيين زيدٌ مسندٌ إليه، وقائمٌ مسندٌ، عند الأصوليين زيدٌ محكومٌ عليه وقائم محكومٌ به، إذًا اصطلاحات أربعة: مبتدأ وخبر، مسندٌ إليه ومسند، موضوعٌ ومحمول، محكومٌ عليه ومحكومٌ به..”[24]

“.. إذًا كل محكومٍ عليه فهو موضوع، وكل محكومٌ به فهو محمول. قام زيدٌ، زيدٌ موضوع، وقام محمول، لماذا؟ لأن المحكوم عليه هو الموضوع، والمحكوم به هو المحمول، إذًا قام يكون محمولاً، وزيد يكون موضوعًا، إذًا الموضوع عند المناطقة هو: المبتدأ والفاعل، والمحمول هو: الخبر والفعل، ومن جعل نائب الفاعل مسندًا إليه جعله كذلك موضوعًا جعله موضوعًا، حينئذٍ يكون الموضوع مختصًا بما ذكر، المبتدأ والفاعل، وإن شئت قل: نائب الفاعل، والمحمول يختص بالخبر والفعل، سواءٌ كان الفعل مغير الصيغة أو لا على ما سبق، إذًا هذا يسمى موضوعًا ويسمى محمولاً، النسبة يراد بها الارتباط والتعلق بين الموضوع والمحمول.. “[25]

وورد أيضا في المصطلحات المتشابهة لفظا المختلفة معنى، لأبي الطيب مولود السريري، ما يلي:

  • ذكر في تفريقه بين الإسناد عند النحاة والإسناد عند المناطقة:

إسناد أهل النحو ضم كلمة … لكلمة أخرى كجاء مسلمة

وشرطه فائدة تحصل … به ومن ثم فليس يدخل

مركب يكون توصيفيا … كذاك ما يعلم تقييديا

كحيوان ناطق وكغلام … زيد، وما أشبه ذاك من كلام

فمن صفات اللفظ ذا الإسناد … بذا يخالف الذي يراد

عند المناطقة فالمقصود به … إثبات أمر لسواه فانتبه

“الإسناد عند النحاة ضم كلمة إلى أخرى على وجه يفيد فائدة تامة، فهو من صفات اللفظ لأن المراد بضم الكلمة انضمامها والمعاني تبع، فالحيوان الناطق، وغلام زيد، ونحوهما من كل مركب توصيفي أو تقييدي ليس فيه إسناد نحوي،

وعند المناطقة الإسناد هو: إثبات أمر لآخر إيجابا أو سلبا”[26]

2_ الإسناد بين المنطق والنحو.

من باب الموضوعية في هذا المطلب وحيث الآراء تختلف في أسبقية المنطق الأرسطي على قواعد النحو ومدى استفادة النحو منه، أذكر أنه يوجد من النحاة من لم يشترط الإسناد، يقول: “أما نظرية الإسناد فهي الأخرى استعار النحاة فكرتها من المنطق اليوناني، ففي المنطق المذكور تقسم الجملة -التي يصطلح عليها منطقيا ب(القضية)- إن كانت حملية – من أن تتألف من موضوع (ويقابله المسند إليه النحو) ومحمول (ويقابله المسند في النحو)، ولابد لها -إن كانت شرطية – من أن تتألف من مقدم (ويقابله الشرط في النحو) وتال (ويقابله الجزاء في النحو).[27]

وإذا أردنا ذكر رأي بعض النحاة المحدثين في ضرورة الإسناد في الجملة، فهذا الدكتور عبد الهادي الفضلي يوضح “السبب الذي جعل المناطقة -وتابعهم بعد ذلك النحاة – بالقول باشتراط الإسناد كشرط في القضية المنطقية (الجملة في المصطلح النحوي) أن المناطقة لم يتخيلوا قضية خارج إطار النتائج القياسية، التي تأتي بعد عملية منطقية قائمة على مقدمتين، تأخذ النتيجة من كل مقدمة منهما طرفا، ليتكون منهما (الطرفان) النتيجة في القياس المنطقي. ومن هذا المنطلق كان لابد في كل نتيجة (قضية منطقية لاحقا) من وجود طرفين، بينهما ارتباط وعُلقَة، بحيث يكون أحدهما ثابتا للآخر أو منفيا عنه.”[28]

وفي موقع آخر، من باب أنه لم يشترط ضرورة الإسناد في الجملة يقول: “بل المفروض أن يقسموا الجملة العربية وفق ما وقفوا عليه من أمثلتها وجزئياتها في كلام العرب، لا على أساس من قياسها على قسمة القضية المنطقية، وذلك للفرق الواضح بين المنطق واللغة وهو أن قضايا المنطق لا تعكس واقعا لغوياًّ، وإنما تضع منهجا علميا لصياغة الحكم القائم بين شيئين في القضية الحملية الذي ينتهي إليه الباحث في أية مسألة فكرية ليرتب صورة استدلاله من أجل الوصول إلى النتيجة المطلوبة.”[29]

وهكذا تبقى علاقة التأثير وجدليتها قائمة، حيث يوجد من الدراسات من يذهب إلى أن “أرسطو (384- 322 ق م) قد توصل إلى كثير من التصنيفات المنطقية خلال دراسته للنحو اليوناني”.[30]

وبين قائل بضرورة الإسناد وعدمها تضل أهمية الإسناد عند النحاة أداة تحليلية بارزة ليبقى النحو العربي كجزء من اللغة الحاملة للمعنى والفاصحة عن الفكر خادما لعلوم الدين ومبينا ومخبرا عن التوجيه الرباني، ويبقى المنطق- من حيث عنايته بقوانين الفكر الذي لا نعبر عنه إلا باللغة- جزءا من الفلسفة الإسلامية التي أنقذت البشر من أهل الجبر وجعلت للعلوم ميزانا.

وختاما يظهر أن قرينة الإسناد واحدة من المصطلحات التي جعلت النحو العربي والمنطق في علاقة تأثير وتجادب وخدمة متبادلة مما يعطي للفكر فرصة التساؤل كيف يمكن إيجاد نحو غير متأثر بالمنطق الأرسطي؟

الخاتمة

يظهر من خلال ما سبق أن مصطلح الإسناد ظاهر عند النحاة القدامى مثل سيبويه، والمبرِد والفراء وغيرهم، ثم إن قرينة الإسناد والوظيفة التي يؤديها ضرورية لإنتاج التراكيب اللغوية السليمة الواضحة، فدوره الإفادة والإخبار.

أيضا نخلص إلى أن الإسناد عند النحاة وإن كان مفهوما جديدا إلا أنه تأثر بمفهوم الإسناد عند المناطقة وهو نتيجة لإعمال الفكر تثبت أن النحو يبنى على مقدمات قابلة لإعادة التشكيل.

أما بخصوص توصيات العرض، فإذا كان التوجيه الرباني ينطلق من التركيب والإسناد فيبقى على الباحث مزيدا من الاهتمام بفن المنطق وبمباحثه المتعلقة بالقرائن ونظرية العامل والمعمولات والعمد والفضلات، لأن علم المنطق تضل أهميته بالغة من حيث ما خلفه من آثار على التراكيب والجملة في اللغة العربية وعلى علوم الدين بصفة عامة.

ثم ضرورة الاشتغال على إعادة صياغة وتبسيط مباحثه ومحاولة جعلها دسمة مغلفة ومقدمة بلغة العصر بعيدة عن الجفاف وصعوبة اللفظ تثير اهتمام طالب العلم ويقبل عليه الباحث المدافع عن عقيدة التوحيد المبتغي للدليل لإقامة الحجة، وتستقطب الباحث المتجول.

ويضل السياق يحمل تساؤلاته من قبيل مدى أصالة الإسناد في علم النحو العربي، وكيف انصهر فيه مفهوم المنطق؟

ختم الله بالصالحات أعمالنا وصل اللهم وسلم وبارك تسليما كثيرا على معلمنا الأول وحبيبنا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ثبت المصادر والمراجع

القرآن الكريم…

معجم مقاييس اللغة ل لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا (ت ﮬ395)، تحقيق عبد السلام هارون، دار الفكر،1979م/1399ه.

معجم العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي، (ت175ه) تح: د مهدي مخزومي، د إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال.

لسان العرب: جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور(ت711ه)، د، ت، دار صادر ودار بيروت_ بيروت.

القاموس المحيط، الفيروزآبادي، تح: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، 2005م.

الكفوي، أيوب بن موسى أبو البقاء الحنفي، الكليات، معجم في المصطلحات والفروق اللغوية، تحقيق عدنان درويش -محمد المصري، مؤسسة الرسالة _دمشق، 1992م.

الشريف الجرجاني، معجم التعريفات، تح: محمد صديق المنشاوي، دار الفضيلة، القاهرة.

المقتصد في شرح الإيضاح، لعبد القاهر الجرجاني(ت471ه)، تح: كاظم بحر المرجان، ط1، 1982م، دار الرشيد للنشر- بغداد.

التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل، أبو حيان الأندلسي(ت745ه)، تح: د حسن هنداوي، دار القلم بدمشق، (من 1إلى 5)، دار كنوز إشبيلية باقي الأجزاء، ط1، 1998م،

سيبويه، الكتاب، حققه عبد السلام محمد هارون مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. 3: 1988م

أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك -عبد الله بن يوسف جمال الدين ابن هشام (المتوفى 761ﮬ) حققه: محمد محي الدين عبد الحميد، دار الندوة الجديدة، بيروت-لبنان، ط6، 1980م.

شرح المفصل للزمخشري، تأليف موفق الدين أبو البقاء بن يعيش الموصلي. حققه: إيميل بديع يعقوب، دار الكتب العلمية- 1422-2001، ط: 1.

العلامة الإعرابية في الجملة بين القديم والحديث، محمد حماسة عبد اللطيف(1984م)، الكويت، إدارة المكتبات، ولجنة الـتأليف والترجمة والنشر.

في النحو العربي نقد وتوجيه، د. مهدي المخزومي منشورات دار الرائد العربي -بيروت، ط 2، 1986.

موفق الدين يعيش بن علي ابن يعيش (ت 643ه)، شرح المفصل، قدم له ووضع هوامشه وفهارسه، الدكتور أميل بديع يعقوب، ط1، 1422ه-2001م، دار الكتب العلمية، بيروت_ لبنان.

نحو المعاني، أحمد عبد الستار الجواري (1924-1988)، مطبعة المجمع العلمي العراقي-بغداد، 1987م.

المختصر الوجيز في شرح السلم المنورق في علم المنطق-محمد سعيد البحيري، دار الأتباع للنشر والتوزيع.

شرح القويسني على متن السلم في المنطق، تصنيف حسن درويش القويسني (ت 1254ه)، تحقيق محمد العزازي، دار الكتب العلمية.

المجموعة الرابعة من رسائل علمية في فنون مختلفة، الرسالة:29 في المصطلحات المتشابهة لفظا المختلفة معنى، تأليف أبي الطيب مولود السريري، دار الكتب العلمية -بيروت لبنان-

الجملة العربية، دراسة في مفهومها وتقسيماتها النحوية. حسين منصور الشيخ، المؤسسة العربية للدراسات، ط1، 2009م.

دراسات في الإعراب، عبد الهادي الفضلي، دار النشر تهامة للنشر، جدة_ السعودية، ط1-1984.

النحو العربي وعلاقته بالمنطق– د. محمود محمد علي محمد، دار الوفاء، الإسكندرية، مصر، ط1، 2016م.

المقدمة، ابن خلدون، دار الفكر، ط 2004م.

Margins:

  1. معجم مقاييس اللغة، أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا (ت ﮬ395)، تحقيق عبد السلام هارون :3/105 (مادة سند).
  2. معجم العين :(7/228- 229) (مادة سند).
  3. المصدر نفسه.
  4. لسان العرب: 3/ 221 (مادة سند).
  5. القاموس المحيط (ص:370).
  6. معجم في المصطلحات والفروق اللغوية، أيوب بن موسى الكفوي أبو البقاء الحنفي، (المتوفى: 1094ﮬ) تحقيق عدنان درويش -محمد المصري، مؤسسة الرسالة -بيروت- ص:100 (فصل الألف والسين).
  7. سورة البقرة، الآية 251.
  8. شرح تلخيص مفتاح العلوم: 207-208.
  9. التعريفات، الشريف الجرجاني، ص: .
  10. المقتصد في الكليات شرح الإيضاح: 1/77.
  11. شرح المفصل للجرجاني: 1/ 20
  12. المقتصد في شرح الإيضاح: 1/79-93، لعبد القاهر الجرجاني.
  13. التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل، لأبي حيان الأندلسي، تحقيق حسن هنداوي. 1/ 32-33
  14. الكتاب، أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الملقب بسيبويه، حققه عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 3، 1988م، 1/ ص 23.
  15. أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك -عبد الله بن يوسف جمال الدين ابن هشام (المتوفى 761ﮬ) حققه: يوسف البقاعي -الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع- ج 1، ص46.
  16. شرح المفصل للزمخشري، تأليف موفق الدين أبو البقاء بن يعيش الموصلي، حققه: إيميل بديع يعقوب، دار الكتب العلمية- 1422-2001، ط: 1.
  17. ينظر: (العلامة الإعرابية في الجملة بين القديم والحديث) محمد حماسة عبد اللطيف، (1984م)، الكويت، إدارة المكتبات ولجنة الـتأليف والترجمة والنشر، ص 78-79.
  18. في النحو العربي نقد وتوجيه، د. مهدي المخزومي، منشورات دار الرائد العربي، -بيروت، ط 2، 1986، ص 31.
  19. شرح المفصل لابن يعيش، 1/ 74.
  20. للمزيد من التفصيل ينظر: العلامة الإعرابية في الجملة بين القديم والحديث، محمد حماسة عبد اللطيف(1984م)، الكويت، إدارة المكتبات ولجنة الـتأليف والترجمة والنشر.
  21. نحو المعاني، أحمد عبد الستار الجواري، مطبعة المجمع العلمي العراقي-بغداد، 1987م، ص106.
  22. المقدمة، ابن خلدون، دار الفكر، بيروت، ط 2004، لبنان، ص657.
  23. المختصر الوجيز في شرح السلم المنورق في علم المنطق-البحيري، ص 38 وما بعدها، ينظر: الصفحة 93 تتضمن تفسيرا للموضوع والمحمول.
  24. كتاب شرح القويسني على السلم المنورق للأخضري، تصنيف حسن درويش القويسني (ت 1254ه)، تحقيق محمد العزازي، دار الكتب العلمية، ص 4.
  25. نفس المرجع، ص 5.
  26. المجموعة الرابعة من رسائل علمية في فنون مختلفة، الرسالة: 29 في المصطلحات المتشابهة لفظا المختلفة معنى، تأليف أبي الطيب مولود السريري، دار الكتب العلمية -بيروت لبنان-ص 267.
  27. الجملة العربية، دراسة في مفهومها وتقسيماتها النحوية، حسين منصور الشيخ، ص: 44.
  28. نفسه، ص:45.
  29. دراسات في الإعراب، عبد الهادي الفضلي، دار النشر تهامة للنشر، جدة_ السعودية، ط1-1984.
  30. النحو العربي وعلاقته بالمنطق، د. محمود محمد علي محمد، دار الوفاء، الإسكندرية، مصر، ط1، ص2-3، 2016م.