محمد المولودي1 محمد اسليماني2 1 أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بتازة-المغرب. بريد الكتروني: mouloudimoh@gmail.com 2 طالب بسلك الدكتوراه السنة الرابعة "مختبر التراب والتراث والتاريخ"، كلية الآداب ظهر المهراز ، جامعة سيدي محمد بن عبد الله ، فاس، المغرب. بريد الكتروني: Slimani.1986mohamed@gmail.comHNSJ, 2024, 5(1); https://doi.org/10.53796/hnsj51/7 Downloadتاريخ النشر: 01/01/2024م تاريخ القبول: 06/12/2023م
المستخلص:
تشكل المجالات البابية بمدينة مراكش، تراثا ثقافيا ماديا وغير مادي، ينضاف إلى الموارد التراثية الأخرى التي تزخر بها المدينة؛ فبالإضافة إلى كونها مجالات استقطاب سياحي، أصبحت أمكنة لممارسة أنشطة اقتصادية مهيكلة وغير مهيكلة، مما يجعلها رافعة من رافعات التنمية المحلية بالمدينة.
الكلمات المفتاحية: المجال البابي- التنمية المحلية- السوقنة
The portal spaces in the city of Marrakesh: new function and contribution in local development
Elmouloudi Mohamed1 Slimani Mohamed2
1 Professor of higher education at the university Sidi mohamed ben abdullah –Fes/ E-mail : mouloudimoh@gmail.com
2 Fourth-year doctoral student,laboratory : Territory.Heritage and History Faculty of Arts, Dahr al-Mahraz, Sidi Mohamed ben Abdullah University, Fes./ E-mail : slimani.1986mohamed@gmail.com
HNSJ, 2024, 5(1); https://doi.org/10.53796/hnsj51/7
Published at 01/01/2024 Accepted at 06/12/2023
Abstract
The portal or doorman spaces in the city of Marrakesh constitute a tangible and intangible cultural heritage that is added to the other heritage resources that the city abounds with. In addition to being a tourist attraction, it has become a place for practicing various structured and unstructured economic activities, which makes it one of the levers of local development in the city.
Key Words: doorman /portal space – local development- marketisation
– تقديم: ندرس في هذا المقال، بعض التحولات التي تعرفها المجالات البابية بمدينة مراكش، منذ أواخر القرن الماضي، والتي تشكل تحديات كبرى أمام السلطات المحلية، على مستوى تدبير الشأن العام المحلي، وتهيئة المدينة باعتبارها نسقا يقتضي مقاربة ترابية شاملة ومندمجة. وفي هذا الإطار، نطرح إشكالية الحدود الجغرافية للأبواب والمجالات البابية، ووظائفها الجديدة، ومدى مساهمتها في التنمية المحلية. وننطلق من فرضيات منها، أن الأبواب تشكل حدودا جغرافية وليست اقتصادية وحركية، بين المدينة العتيقة والمدينة الجديدة. وأنها تراث مادي في تحول مستمر، من حيث المورفولوجيا والتوطين والحركة والوظائف، وأيضا فرضية أنها مجالات مستتربة (Territorialisés) من لدن فئات اجتماعية مختلفة، وبالتالي فإنها تلعب دورا كبيرا في التنمية المحلية للمدينة. وسنمحص هذه الفرضيات، بواسطة الاستمارة والمقابلة، والملاحظات التشاركية والعائمة[1]ودراسات سابقة.
1- تحديد مجال البحث: تقع مدينة مراكش بين خطي الطول 7 درجات، و52 دقيقة و7 درجات، 59 دقيقة غربا، وخطي العرض 31 درجة، و37 دقيقة، و31 درجة، و35 دقيقة شمالا. وترتفع عن سطح البحر بـ 456م، وتنتمي إلى سهل الحوز الأوسط الممتد بين الأطلس الكبير جنوبا، وتلال الجبيلات شمالا، ونهر تاساوت شرقا، وهضاب الشياظما وحاحا غربا. وتتجلى أهمية الموضع الذي تشغله المدينة في كونها كانت وما زالت تلعب دورا طلائعيا في المبادلات التجارية بين شمال المغرب وجنوبه، وشكلت محطة نشاط مستمر ونقطة عبور بين إفريقيا وأروبا. تبلغ مساحة مراكش 230 كم²، أما عدد السكان، فيقدر بحوالي 928.850 نسمة. ويقدر عدد الأسر ب 217.245 أسرة.
خريطة رقم 1: موقع مدينة مراكش
المصدر: خريطة التقسيم الإداري للمغرب، 2015
2- مفهوم الباب وأبواب مراكش: يقول دفردان (DE VERDUN Gaston): ” تدل كلمة باب في الطوبوغرافيا المغربية، على الأبواب الرئيسية للمدينة، وكذلك على الأبواب الداخلية مثل “البويبة” بحي القصبة و “باب أكناو”.[2] إن الباب فتحة في السور، غالبا ما تعزز حراستها بعطفات وأبراج تعلوها، كما نجد في باب الدباغ.
وفيما يخص عدد أبواب مدينة مراكش، هناك اخلاف بين الباحثين، إذ يقول أبوسعيد ب17 بابا، حذف بعضها فيما بعد. ويقول ليون الافريقي ومارمول MARMOL ب 24 بابا، بينما يقول Diégo de TORRES ب 24 بابا وLe Père DAN ب 25 بابا. وفي هذا الصدد، يقول غاستون دوفردان: ” إن النصوص التاريخية التي اطلعنا عليها، ليس فيها ما يدل على أن مراكش كان لها على عهد المرابطين أكثر من اثني عشر بابا، وهو عدد أبواب سلجماسة”.[3] وفيما يلي بعض أبواب المدينة العتيقة، القائمة منها والمندرسة:
-باب ايلان: يوجد شرق المدينة العتيقة، أنشئ في العهد المرابطي، وفيه انهزم الموحدون في معركة البحيرة عام 1130 م. ويرجح أن اسمه الحقيقي، هو هيلانة، نسبة إلى إحدى القبائل، أو إلى امرأة بربرية؛
-باب الدباغ: يوجد في الشرق كذلك، به خمس عَطْفَاتٍ (Coudes). وينسب إلى حرفة الدباغة التي كانت ومازالت تمارس به. كما يعرف بوجود زوايا ومقبرة كبيرة. ونعتبره حاليا من المجالات البابية التي سنتحدث عنها بتفصيل؛
-باب الخميس: كان يسمى باب فاس، ويرى صاحب كتاب السعادة أن هذا الباب كان يعرف كذلك بباب الولي الصالح أبي العباس السبتي؛[4]
-باب موصوفة: يسمى كذلك بباب العرايس؛
–باب لقصيبة: يسمى كذلك بباب السادة؛
–باب دكالة: في الغرب، وسمي باسم المنطقة التي هو منفتح عليها أي دكالة؛
–باب أغمات: يقع شرق المدينة، وسمي باسم القبيلة التي ينفتح عليها؛
–باب تاغزوت: يلاحظ دفردان، أنه لا يعرف إلى حدود تأليف كتابه سنة 1912، مصدر هذه التسمية، إذ يعتقد أنها كلمة أمازيغية تعني الأرض المنخفضة، أو الوادي، أو الحديقة، أو الفخذ، ويقول بأن هناك قرية في تادلة تسمى تاغزوت. كان هذا الباب خارجيا، لكنه أصبح داخليا في عهد الموحدين الذين أضافوا سورا من جهة الشمال، ثم العلويين الذين مددوا السور لإدماج بعض الأحياء في المدينة العتيقة كالزاوية العباسية خلال القرن الثامن عشر. وهناك أبواب أخرى بعضها اندرس وبعضها مازال موجودا كباب المخزن وباب السارية وباب نفيس وباب الصالحة.[5]
ومن المؤرخين الذين يشيرون إلى توسيع المدينة وتحويل أسوار مدينة مراكش، نذكر ابن عذاري الذي يقول: ” انجلى الناس إلى مراكش من كل مكان وتفاخروا في سكناها بحسب القدرة منهم والإمكان، فصارت أوسع البلاد معاشا وأكثرها خلقا وأرباحا في التجارة، فضاقت بالناس ولم يجدوا موضعا للبناء ولا محلا للسكن. وكان الأمير أبو يعقوب أمر قبائل هسكورة وصنهاجة أن يرتحلوا من بلادهم إلى سكنها بأهلهم وبنيهم، فامتثلوا لذلك ووصلوا ولم يجدوا حيث ينزلون… فاتفق رأيهم على زيادة مدينة متصلة من جهة القبلة. فرأى الخليفة رأيهم وأمضى سعيهم وأمر العبيد والرجال بهدم السور القديم بجهة باب الشريعة”.[6] (أنظر الخريطة )
خريطة رقم2: الأبواب الداخلية (لفحولة) والخارجية لمدينة مراكش العتيقة
المصدر: إنجاز شخصي
3- مفهوم المجال البابي; (L’espace portier): اقتبسنا هذا المفهوم من أحد الباحثين الجغرافيين الذين يهتمون بدراسة المدن العتيقة في العالم العربي الإسلامي، ألا وهو رومان ستادنيكي(STADNICKI R)، الذي يعتبر أول باحث نَحَتَ عبارة المجالات البابية[7]، واستعملها بعده جغرافيون عرب وغير عرب، للدلالة على المجالات المُسْتَثْمَرَةِ اقتصاديا بطريقة مهيكلة أو غير مهيكلة، والواقعة أمام أبواب المدن العتيقة.
ويدل مفهوم المجال البابي على المجال المركب الذي يتكون من الحيز الذي يشغله الباب، والامتدادات المجالية لهذا الباب باعتبارها مضمونا متنوعا ومركبا لضامن واحد.[8]
4- تمحيص الفرضيات: لتمحيص الفرضية الأولى، رجعنا إلى دراسات سابقة، وسألنا السكان عما إذا كانت الأبواب حدودا بين المدينتين، فكانت الأجوبة كما يلي:
4-1- الأسوار حدود أم لا، تحولات على مستوى التمثلات الذهنية والممارسات: إن فهم علاقة الأسوار بحدود المدينة العتيقة، تساعد على فهم علاقات السكان بمجالات عيشهم.[9] ونعرض فيما يلي نتائج البحث:
– تمثلات السكان لحدود المدينة العتيقة: شمل البحث الأول سنة 2015، عينة من 280 فردا، بينما شمل البحث الثاني سنة 2023، عينة من 300 فرد، أنظر المبيانين أسفله:
مبيان رقم1: تطور تمثلات السكان لمسألة الحدود في علاقتها بالأسوار ( 2015 – 2023)
المصدر: بحثان ميدانيان 2015/2023
نلاحظ على المبيان الأول، أن 90,4 % من المستجوبين، يعتبرون الأسوار حدودا جغرافية فاصلة، لكن هذه النسبة انخفضت إلى 73% بعد ثمان سنوات. كما أن %87 منهم يرفضون حذفه كما يوضح المبيان أسفله (المبيان رقم2)
مبيان رقم2: موقف السكان من حذف السور
المصدر: بحث ميداني 2023
أما عند الجغرافيين، فإن أهمية السور تتبدى من خلال دفاعهم عن المدينة المكتزة ويشبهونها بالجسم الذي يهضم ويوحد ويجمع، خلافا للمدينة الجديدة المنتشرة التي يشبهونها بالجسم الذي يلفظ ويفرق ويميز.[10]
إن الباب الذي يتمثله السكان، هو كيان فيزيقي قد يندرس. أما المجال البابي، فهو أوسع، لأن حمولته التجارية والصناعية والسوسيو-مجالية، ذات أبعاد متنوعة، ولأن حجم التدفقات والمبادلات والممارسات المختلفة التي أصبحت تعرفها بعض الأبواب، يمكن أن نطلق عليها عبارة: موانئ داخل حضرية (Ports intra urbains) اقتداء بكلمة ” الموانئ الحضرية ” التي يستعملها إيكيرت(ECKERT. H).[11]
إن “فحل الزفريتي” بمدينة مراكش العتيقة مثلا، والقريب جدا من ساحة جامع لفنا والكتبية والرميلة، باب داخلي مندرس، لكنه تحول إلى مجال بابي في شكل حي تجاري ذي دينامية يومية كبيرة، وتدفقات بشرية وافدة من مختلف أحياء وأمكنة المدينة، ومن القرى والمناطق المجاورة. وكل وافد على هذا المجال البابي، يمتلك استراتيجيات خاصة به للتواصل والتبضع والتسوق، إذ نجد من يشتري بالجملة ومن يشتري بالتقسيط، ومن جاء لاكتساب التجربة ومن هو يسير أو يتجول متمتعا بالأنونيما التي لم تكن متوافرة في المجالات البابية لمختلف مدن المغرب العتيقة. إن المجالات البابية ترابات يتملكها الجميع لأنها تُكْسِبُهُمْ القدرة على اكتشاف أشياء ووضعيات جديدة عن طريق الصدفة، أو ما يسميه جوزيف إسحاق (ISAAC. J) ” بالصدفة السعيدة ” ( Serendipity). [12]
– وفي جواب عن العناصر الدالة على المدينة العتيقة، ذكر السكان أحد عشر عنصرا ( قيمة) تعلوها ثلاث قيم هي: المآثر بنسبة 21,1%، والسور بنسبة 16,7%، والسماحة واللهجة والتضامن بنسبة 16,4%. وتزيد دلالة السور الهويتية عندما نقرؤه في علاقته مع القيمة الأولى باعتباره مأثرة تاريخية.
إن السور مازال يُعَدُّ حدا جغرافيا للمدينة العتيقة مع الإشارة إلى أن الارتفاقات (Les servitudes non aeficandi) التي قد تمتد على مسافة 25 مترا، تطرح هي نفسها تحديا أمام السلطة المحلية،لأن الأغلبية تستعملها في ممارسات على أساس أنها تقع خارج الأسوار.[13] وهكذا أصبح مطلوبا من كل باحث في الجغرافيا الحضرية وعلم الاجتماع الحضري، أن يلتفت، خلال دراسته للتحولات المجالية بالمدينة العتيقة، إلى الأسوار والمجالات البابية باعتبارها ” ترابات هويتية” (Territoires identitaires).[14]
4-2- تمحيص فرضية ظهور وظائف جديدة للأبواب: كانت الأبواب وأبراجها تؤدي وظيفة تنظيمية وأمنية، من حيث الأشخاص الوافدين عليها، سكانا وزوارا وسياحا، بمعنى أنها بمثابة موانئ لا يعبرها إلا من يعرف حَارِسُهَا هويتَه. كما كانت تؤدي وظيفة دفاعية وقائية وتكتيكية، من حيث منع العدو من الهجوم، ومباغتته انطلاقا من الأبراج، وتضليله بالعطفات أو المنعرجات التي تتخللها. كانت لها أيضا، وظيفة دينية لأن ما بعدها كان مخصصا لأداء صلاتي عيد الأضحى وعيد الفطر، وصلوات الاستسقاء، ومخصصا كذلك، للمقابر ودفن الموتى، كمقبرة باب دكالة، ومقبرة باب الخميس، ومقبرة باب الدباغ، ومقبرة باب أغمات، ومقبرة باب أحمر، ومقبرة باب أكناو، فحتى المقابر الموجودة بالداخل، فقد كانت مُوَطَّنَة قرب الأبواب أو الفحولة، أي الأبواب الداخلية، كباب تاغزوت، لكن هذه الوظائف، تغيرت لأن الأبواب أصبحت مداخل للناس وغيرهم، ومواقف لمياومين وعارضي وعارضات الخدمات (الْمْوَاقْفِيَه)، ومواقف للسيارات، كما أصبحت مجالات داخلية تمارس على طولها أنشطة مختلفة.[15]
وأثناء الملاحظات التشاركية والعائمة التي قمنا بها خلال الزلزال الذي ضرب مراكش وحوزها، يوم 8 شتنبر 2023، مساء، اكتشفنا وظائف جديدة للمجالات البابية، لم يسبقنا أحد إليها حسب علمنا. وهذا الاكتشاف الجديد، هو أن المجالات البابية لمراكش[16]، أصبحت ملاجئ للسكان الفارين من منازلهم ومحلاتهم، ومن كل بناية معرضة آنذاك للدمار.
وعموما، فقد أصبحت للأبواب وظائف جديدة، حيث إن “باب دكالة” مثلا، كان يؤدي وظيفة الدفاع ووظيفة ربط الأحياء المتاخمة له، بقاعة بيع الخضر والحبوب والفواكه الجافة بالجملة، وربطهم بمنطقة دكالة، لكنه اليوم يؤدي وظائف جديدة على شاكلة باب الخميس وباب أغمات. وهذه الوظائف الجديدة نتجت عن أحد أو جميع أشكال الديناميات المجالية الذي هو الانصهار الحضري( La fusion urbaine) المؤدي إلى التعالقات الحضرية (Les conurbations urbaines) والتوسع المؤدي إلى تشكل مجالي جديد.
4-3- تمحيص فرضية مساهمة المجالات البابية في التنمية المحلية لمراكش: لتمحيص هذه الفرضية الثالثة، نحدد أولا، مفهوم التنمية المحلية، ثم نستعرض ما تراه بعض الدراسات، ونتائج البحث الذي أنجزناه.
4-3-1- مفهوم التنمية المحلية: التنمية المحلية هي سيرورة ونتيجة بناء المجتمع المحلي عن طريق تحسين الظروف المعيشية للسكان من خلال زيادة الإنتاج، وتعزيز إنتاجية المجتمع مع التركيز على الفئات الأكثر حاجة كالفقراء والشباب والفئات الهشة. وكذلك تلبية احتياجات المجتمع من بنية تحتية وخدمات. وتمكين المرأة والرجل، والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة على السواء، وإحداث نوع من الشمول-محلية لإكساب السكان المناعة والقدرة على التكيف مع التحولات العالمية.[17] ; وقد ظهرت التنمية الترابية المحلية لتعزيز التنمية المحلية بإدماج أربعة أبعاد هي: بُعْدُ التراب باعتباره مجالا للحياة، وبُعْدُ تعبئة السكان ومنحهم حرية العمل والاستقلال عن المؤسسات الرسمية والتصورات الماكرو-اقتصادية، ثم بُعْدُ الفاعلين الذي يطال جميع الأطراف المعنية (Stakesholders)، وبُعْدُ تفضيل المستوى المحلي على المركزي، والمستوى الثقافي والاجتماعي على الاقتصادي المجرد، وتفضيل التضامن المحلي على الفعالية التي تقاس بولوج الأسواق الدولية”[18].
4-3-2- موقف بعض الباحثين: تؤكد بعض الدراسات، قدرة المجالات البابية على التكيف مع مستجدات العصر، وقدرتها على التطور والمساهمة في الاقتصاد المحلي والتنمية الترابية المندمجة للمدينة. ذلك أن الباحث رابطة الدين، يتحدث في دراسته الميدانية حول المجال والإنسان في مراكش، عن الأنشطة التي كانت تعرفها الأبواب منذ عهدي المرابطين والموحدين، ومنها ” باب الدباغ ” الذي غلب عليه طابع الصناعة التقليدية المتمثلة في حرفة الدباغة، و”باب الرب” الذي غلب عليه الطابع الاقتصادي المتمثل في تجارة الحبوب والرب، و”باب الشريعة” الذي غلب عليه الطابع الديني و”باب الخميس” الذي غلب عليه طابع الصناعات الحديدية…إلخ[19] ورغم أن بعض هذه الأبواب، أصبحت مندرسة، أو متقادمة أو متدهورة (Vétustes et Délabrées)، فإن اتجاهات حركات السكان، وعمليات توطين وإعادة توطين أنشطتهم الاقتصادية والخدماتية، كل من هاته الدينامية، خلقت تكتونية ترابية[20]،
وتشكيلات جديدة لا يمكن إغفالها في إعداد مشاريع التنمية المحلية.
4-3-3- نتيجة البحث الميداني: أكدت المقابلات والملاحظات التي قمنا بها ميدانيا، أن هذه المجالات، الداخلية منها والخارجية، تعرف أنشطة اقتصادية متنوعة وسوسيو- ثقافية متنوعة، وتزخر بموارد تراثية جاذبة للسياح والزوار من خارج المغرب وداخله. وأكدت أيضا، أن هذه الأنشطة أصبحت واقعا مجاليا رغم ما يتضمنه من عناصر وأنشطة غير مهيكلة ومقننة. ونحاول تبيان هذا الواقع من خلال عرض الممارسات التي تعرفها المجالات الداخلية والخارجية:
- المجالات البابية الداخلية (الفحولة/ فحل): توجد بمراكش مجموعة من الأبواب الداخلية، ومنها فحل الزفريتي بين الرميلة والكتبية وجامع لفنا، وفحل السمار بسيدي أيوب، وفحل دفة وربع بمول لقصور سيدي عبد الله الغزواني، وفحل باب تاغزوت قرب سيدي بلعباس، وفحل باب الرب بالقصبة السعدية، وفحلا رياضي الزيتون القديم والجديد، وفحل حارة الصورة.
إن العلاقة بين داخل/خارج السور، علاقة تفاعل مستمر، وخصوصا في “فحل الزفريتي” الذي يعتبر قطبا اقتصاديا بالمدينة، نظرا لما يعرفه من دينامية إيجابية، حيث نجد عناصر وافدة من الأحياء الجديدة والضواحي يوميا، ونجد مشهدين حضريين مختلفين، مشهد من الساعة الثامنة صباحا إلى السادسة مساء، ومشهد من السادسة مساء إلى السابعة صباحا. وانطلاقا من دينامية هذا الباب (فحل الزفريتي)، نقول كما قال فرانسوا مِرْنْيِي (François MERMIER 1989) ” إن السوق هو الباب الداخلي للمدينة؛ إنه المكان الذي تتداخل وتتكامل فيه سيرورات التنشئة الاجتماعية والاندماج في العالم التمدني “[21]. وتتجلى اجتماعية السوق وتمدنيته من خلال حركة المرور (Achalandage) وتنوع العرض، وأيضا في كونه مكانا للالتقاء والنقاش والتفاوض والتواصل بين الناس. وتوفير القرب والاختلاط السوسيو- مجالي (Mixité socio-spatiale ) ، الناتج عن العلاقات بين الأفراد المنتميين إلى مختلف الطبقات الاجتماعية.
ونلاحظ هذا المشهد معكوسا في “باب دكالة”، حيث مشهد الموقف الذي يتميز بوقوف أعداد كبيرة من المحليين والقرويين الباحثين عن عمل، ومشهد الأفارقة السود والأطفال في الشوارع. [22] الذين يحولون بعض الأبواب إلى مأوى ليلي لمن لا مأوى له.
ب) المجالات البابية الخارجية: إذا اعتبرنا الباب مدخلا إلى المدينة وانتقالا من مجال داخلي إلى مجال خارجي، فإنه ديناميته تتمثل في زخم الوقائع (Les faits)، والممارسات الاجتماعية المركبة، وكذلك تعددية الفاعلين. ناهيك عن كون هذه الأبواب مجالات انتقال بين المدينة القديمة والمدينة الجديدة. ومن هذا المنظور، نتمثل باب المدينة المُوَطَّنَ في سورها كباب الدار المُوَطَّن في فمها، إلا أن هذه العلاقة بين الداخل والخارج، لم تَعُدْ واضحة كما كانت قديما، إذ يصعب أحيانا تحديد تراب معين للقول بأنه النقطة التي ينتهي فيها باب المدينة العتيقة ويبدأ منها تراب المدينة الجديدة التي نتجت عن انفجار، أو امتداد الأولى.
وإذا كان بناء فاس الجديد سنة 1276م، في عهد أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق، قد أدى إلى تطور حركية ومركزية “باب الجلود” بفاس، وظهور متوال لأبواب جديدة في العهود الموالية، فإن، بداية تشكل ظاهرة “المجالات البابية” بمدينة مراكش، ترجع إلى السبعينيات عندما أنشأت الدولة ما يسمى باللحمات، أو الأنسجة الحضرية المحسنة (TSA)، أمثال “الحي المحمدي” (الداويات) ، و”عين إيطي”، و”سيدي يوسف بن علي”. كما أن تَشَكُّلَ المجالات البابية، ارتبط بالتوسع الحضري للمدينة[23]؛ إلا أن استفحال الظاهرة وانتشار “أثر الباب”، لم يتطور إلا في بداية الألفية الثالثة نتيجة للحركيات والديناميات المجالية التي تعرفها أبواب المدينة، ونتيجة للامتداد المشار إليه.
4-3-4- الممارسات الحضرية: الاجتماعية والسوقنة و” أثر الباب” : لقد اكتشفنا بالملاحظة الميدانية، التشاركية والعائمة، العديد من الظواهر والممارسات التي يمكن تلخيصها فيما يلي:
أ- الممارسات التجارية: تشكل الممارسات التجارية، الأنشطة الأكثر استترابا (Territorialiées) بالمجالات البابية. وتتكون هذه الأنشطة من قطاعات متنوعة كتجارة الخضر والفواكه والملابس والمواد المنزلية و الكتب المستعملة ومواد الفخار والرخام والاسمنت، بل إن مجال باب الدباغ كان يستعمل للدباغة والدفن وصناعة الفخار، بينما كان مجال باب دكالة يستعمل لبيع الخضر والحبوب وبيع الجهد العضلي للمواقفية، فيما تخصص مجال باب الخميس في الجزارة وبيع البهائم، وأصبح مجالا لممارسة أعمال الجوطية(الصورة)، وبالتالي، فإن تحليل هذه المجالات يقتضي فهم ومعرفة ما يمكن تسميته بأثر الباب ( Effet porte ).[24]
صورة: سوق باب الخميس
المصدر: تصوير شخصي 2023
ب- السوقنة: (Soukalisation)، من مظاهر دينامية مجالات مراكش البابية: السوقنة هي الخاصية الثانية لأثر الباب (EP)، وأحد تجليات إعادة التشكل المجالي للباب، وتعرف السوقنة أيضا، بأنها تَشَكُّلُ، أو امتداد سوق كان موجودا، حيث يؤدي ذلك إلى تآكل أو تقلص النسيج السكني المحيط به، أو احتلال مجالات لم تكن مخططة أو مهيأة لأجله. إن السوقنة ظاهرة (Phénomène) سوسيو- مجالية تطبع المدن العتيقة المغربية والتونسية والشرقية على حد سواء.
وتشكل السوقنة غير المهيكلة، مفارقات حضرية وتحديات كبرى تعيشها السلطة المحلية والفاعل العمومي بصفة عامة،. ومن مظاهر هذه المفارقات، احتلال المجال العمومي بما فيه الرصيف والقارعة والساحات والحدائق والمواقف العمومية. الشيء الذي يعرقل السير والجولان، ويضعنا أمام حركيتين متعارضتين: حركية تجارية وحرفية، يجد فيها البائع والمشتري ضالته حيث الأثمنة المناسبة؛ وحركية سكانية مرورية وجولانية، يجد فيها العابرون وأصحاب السيارات نقطا سوداء يجب التعامل معها انطلاقا من استراتيجيات واضحة مبنية على مقاربة تشاركية وشمولية. وفي هذا السياق، يربط محمد بريان بين السوقنة وفقدان المدينة لخصوصياتها الحضرية، بينما يرى الباحث التونسي محمد كدورا في السوقنة، نتاجا للتحولات المجالية والفاعلين المحليين وإمكانات السوق الجهوي.[25]
ومن آثار الباب في مراكش، أن المقاييس الجغرافية والاقتصادية، أصبحت متعالبة، ولم نَعُدْ قادرين على التمييز النهائي بين الحضري الذي ينتمي إلى المدينة العتيقة، والحضري الذي ينتمي إلى ما هو خارج الأسوار. ونفسر هذا التحول بتحول في الوظائف والعلاقات السوسيو-مجالية والتجارية والحرفية، حيث إن باب دكالة مثلا، يعرف ممارسات متعددة رغم إعادة تهيئة وهيكلة الطريق. فقد كان يؤدي وظيفة الدفاع ووظيفة ربط الأحياء المتاخمة له بقاعة بيع الخضر والحبوب بالجملة وربطهم بمنطقة دكالة كما قلنا، ولكنه اليوم، يؤدي وظائف جديدة على شاكلة باب الخميس وباب أغمات. وهذه الوظائف الجديدة نتجت عن أحد أو جميع أشكال الديناميات المجالية الذي هو الانصهار الحضري( La fusion urbaine) الذي يؤدي بدوره إلى تعالقات حضرية، وتشكل مركزيات حضرية جديدة.
نجد أيضا، المجال البابي الذي يمتد من مخرج عرصة إيهيري، وعرصة ابن ابراهيم وبوطويل، إلى الأبراج السبعة الرامزة إلى سبعة رجال[26]. ويبقى مجال باب تاغزوت ومجال باب أغمات، من المجالات البابية التي تعرف حركية مستمرة ليلا ونهارا. فمجال باب تاغزوت قرب الزاوية العباسية، يعرف أنشطة اقتصادية بعضها مهيكلة، وبعضها غير مهيكلة ( Formelles/informelles)، ونظرا لكونها تشكل تحديا أمام السلطات المحلية، فقد تمت تهيئته خلال برنامج مراكش الحاضرة المتجددة ( 2014-2017)
أما مجال باب أغمات، فإنه يمتد من الجنوب الشرقي إلى حي سيدي يوسف بن علي، ويجمع بين الحدادة والميكانيك، والفخار والزليج ومواد البناء والخدمات البنكية والسياحية والوظائف الدينية، والأنشطة التجارية كالبقالة وبيع المواد الغذائية.
ج- نوع البضاعة: قديما، كانت محصورة في بعض الخضر والفواكه التي يؤتى بها مباشرة من القرى المجاورة، أو من سوق الجملة، أما اليوم، فقد تنوعت وأصبحت تشمل مختلف المواد والبضائع والسلع. وهذا التنوع، غير منحصر في مجموعة المنتجات (تشكيلة المنتجات ) Gamme de produits)، ولكنه يشمل أيضا، طرائق وأساليب البيع. وهكذا نجد مجموعة من التجار الذين يبيعون بثمن واحد(60 ريالا). أو يمارسون ما يسمى بالبيع فلاش Vente Flash، أي بدفعات تجمع 3 أو4 مواد من قيمة واحدة Thème، وبيعها بثمن منخفض . كما نجد التخصص المفرط كبيع منتوج واحد من نوع ممتاز، وغالبا ما يكون مماثلا، أو هو نفسه الذي يباع في المتاجر والساحات الكبرى، كمرجان أو جليز، وهذا ما يدل على أن التجارة غير المهيكلة بهذه المجالات البابية، تتكيف بطريقتها الخاصة مع الحداثة والعولمة.
إن تنوع وتعميم التجارة غير المهيكلة يؤدي إلى تحول أصحابها من التهميش إلى اللا تهميش الذي يتمثل في احتلالهم للمجالات التجارية، بل والعمومية أيضا( Espaces commerciaux et espaces publics) . ويمكن معرفة هذا التحول أيضا، بملاحظة التداخل والقرب المجالي بين ما هو شكلي رسمي وما هو لا شكلي وغير رسمي، أي بين المهيكل وغير المهيكل.
خاتمة: نخلص من هذه الدراسة إلى أن المجالات البابية، تساهم في التنمية المحلية لمدينة مراكش، من خلال المعاملات والأنشطة التي تمارس بها، وكذلك من خلال جذبها لعدد مهم من السياح الأجانب بصفة خاصة، ناهيك عن كونها تشكل تراثا ثقافيا ماديا ولاماديا ينضاف إلى الموارد التراثية الأخرى التي تزخر بها المدينة، وتشكل رافعة من رافعات تنميتها الشاملة الترابية، والمحلية والمندمجة والمستدامة.
لائحة المصادر والمراجع
- ابن أبي عذاري، البيان المعرب في ذكر أخبار الأندلس والمغرب، قسم الموحدين
رابطة الدين محمد، (2016)، مراكش زمن حكم الموحدين: جوانب من تاريخ المجال والإنسان، مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، مراكش .
Bibliographie
BAILLY,A, FERRAS. Robert et PUMAIN. Denise (1995), Géographie appliquée et science des territoires in Encyclopédie de Géographie, sous la direction de Antoine. ECONOMICA, Paris,
- BENABBES. S (1990 ) « La médina et la ville, pour quel aménagement ? » in Actes du Colloque International ; Salé les 6-9 octobre 1988 ; Edition Association BOUREGREG, 1990 Publication réalisée avec l’aide du ministère des affaires étrangères Italien, et de l’institut culturel Italien à Rabat sur « La réhabilitation des cités anciennes
DE VERDUN G (1959) , Marrakech des origines à 1912, Volume 1
ECKERT. H (1991): Les principales fonctions urbaines du Vieux Sanaa dans l’agglomération SANAANI d’aujourd’hui, constats, problèmes, potentialités, Approche de socio-économie urbaine, Paris, UNESCO
ISAAC. J (1998): La ville sans qualités, Paris, Editions de l’Aube.
LACOUR. C et PUISSANT. S, Géographie appliquée et Sciences des Territoires, in BAILLY. A et Alii, 1995, Encyclopédie de Géographie, Economica
PETONNET. Colette, « L’Observation flottante. L’exemple d’un cimetière parisien» in « L’Homme » Année 1982, Volume 22, Numéro 4
STADNICKI, R (2008): « San‘â’: limites de la ville et identités urbaines », Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée [En ligne], 121-122 | avril 2008, mis en ligne le 14 décembre 2011, consulté le 25 septembre 2012.
- TROIN J-F(2004): « L’identité arabe: de l’espace de la nostalgie aux territoires en mouvement », Les annales de géographie 638-639/2004.
- -PETONNET. Colette, « L’Observation flottante. L’exemple d’un cimetière parisien» in « L’Homme » Année 1982, Volume 22, Numéro 4, pp. 37-47 “Créée en 1961 par Claude Lévi-Strauss, cette revue d’anthropologie générale publie des travaux sur les aires culturelles du monde entier et ne dédaigne pas le dialogue avec d’autres sciences humaines (linguistique, géographie, préhistoire…). A partir de 2000, les numéros sont disponibles sur revues.org après délai de restriction de 5 ans ↑
- – DE VERDUN G (1959) , Marrakech des origines à 1912, Volume 1, p 118. ↑
- – DE VERDUN G (1959) op cit, pp84-85 ↑
- – رابطة الدين محمد، (2016)، مراكش زمن حكم الموحدين: جوانب من تاريخ المجال والإنسان، مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، مراكش، ص 120. ↑
- – نفسه، ص 129. ↑
- – ابن أبي عذاري، البيان المعرب في ذكر أخبار الأندلس والمغرب، قسم الموحدين، صص 153-154. ↑
- – STADNICKI, R (2008): « Ṣan‘â’: limites de la ville et identités urbaines », Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée [En ligne], 121-122 | avril 2008, mis en ligne le 14 décembre 2011, consulté le 25 septembre 2012. URL: http://remmm.revues.org/4873 p115-132. ↑
- – اليوم، لا يختلف الجغرافيون في كون مجالهم ضامنا ومضمونا (L’espace est un contenant et un contenu) ↑
- – STADNICKI, R (2008), op cit ↑
- – نحيل القارئ الكريم إلى محاضرتين رائعتين: إحداهما لعالم الاجتماع الفرنسي أوليفيي مونجان، والأخرى للجغرافي الفرنسي فرنسيس بوسير. وتينيك على الموقع التالي: http://www.canal-u.tv/video/universite_de_tous_les_savoirs/ville_compacte_ville_diffuse_francis_beaucire.1463 ↑
- – ECKERT. H (1991): Les principales fonctions urbaines du Vieux Sanaa dans l’agglomération SANAANI
D’aujourd’hui, constats, problèmes, potentialités, Approche de socio-économie urbaine, Paris, UNESCO, p 36. ↑
- – ISAAC. J (1998): La ville sans qualités, Paris, Editions de l’Aube, p 63. ↑
- – لا أحد يجادل في كون باعة الكتب المستعملة يعدون على حساب المدينة العتيقة رغم أنهم تابعون إداريا للداوديات وإيسيل.، والشيء نفسه بالنسبة إلى الحارة وسوق الربيع قديما وسوق الخميس ↑
- – TROIN J-F(2004): « L’identité arabe: de l’espace de la nostalgie aux territoires en mouvement », Les annales de géographie 638-639/2004, pp 531-550. ↑
- – إن معظم الدراسات التي تناولت أسوار المدينة العتيقة، ركزت على مسألة تأهيلها ورد الاعتبار إليها وترميمها وتصنيفها ضمن التراث العالمي، وربطت هذه المسألة بالسياحة. ↑
- – نذكر من هذه المجالات، البابية، ساحة باب دكالة، وباب قبور الشو، والأبراج السبعة، وباب إيغلي وباب الجديد وباب أغمات وباب ايلان، والمشور، وباب الققصيبة. ↑
- https://mawdoo3.com/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9 ↑
- – LACOUR. C et PUISSANT. S, Géographie appliquée et Sciences des Territoires, in BAILLY. A et Alii, 1995, Encyclopédie de Géographie, Economica, p, 1005 ↑
- – رابطة الدين، محمد، مرجع سابق ↑
- – Ce concept de géographie physique est employé en géographie humaine par Claude LACOUR et Sylvette PUISSANT, comme référence, voir: Géographie appliquée et science des territoires, p. 1004 et suivantes, in Encyclopédie de Géographie, sous la direction de Antoine BAILLY, Robert FERRAS et Denise PUMAIN, ECONOMICA, Paris, 1995. La dynamique spatiale et la tectonique territoriale entrainent des changements qui peuvent être positives constructives, ou négatives destructives ↑
- – STADNICKI. R ( 2008), op cit p 66. ↑
- – نفضل استعمال عبارة ” الأطفال في الشوارع ” ( Les enfants dans la rue)على عبارة ” أطفال الشوارع ” ( Les enfants de la rue) مواكبة منا لمستجدات السوسيولوجيا الحضرية وسيكولوجية الانحراف وحقوق الطفل ↑
- – أنظر الاتجاهات الجغرافية التي اتخذها التعمير والتوسع الحضري بمراكش منذ أواخر القرن العشرين وبداية وضع التصاميم المديرية للتهيئة والتعمير ↑
- – STADNICKI R (2008) op cit, p 119- 138. ↑
- – BENABBES. S (1990 ) « La médina et la ville, pour quel aménagement ? » in Actes du Colloque International ; Salé les 6-9 octobre 1988 ; Edition association BOUREGREG, 1990 Publication réalisée avec l’aide du ministère des affaires étrangères Italien, et de l’institut culturel Italien à Rabat sur « La réhabilitation des cités anciennes ↑
-
– تُعْرَفُ مدينة مراكش المغربية، بمدينة سبعة رجال (أولياء الله)، ومدينة البهجة ( السرور)، والمدينة الحمراء ( احمرار لون أسوارها ومعمارها العتيق). ↑